نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

عرش الحالم 71

2: 24

2: 24

بحلول الوقت الذي فُتحت فيه عينا غاريت في الصباح، كان قد اُستنزف تمامًا، ولم تستطع حتى طاقة عرش الحالم أن تقاوم الألم في رأسه. نبض صدغه وكل نفس يرسل شظايا من الألم عبر رأسه وعنقه. شعر دماغه بأنه محشو تمامًا، تقريبًا كما لو أنه يتجاوز الحدود من كثرة المرات التي قام فيها بالتبديل منظور إلى أخر. وهو يحدق في عينيه المحمرتين في المرآة، حاول غاريت جمع الطاقة اللازمة للبس ملابسه، لكنه انهار فقط، وجهه يستند إلى خزانته. هو يتأوه عندما ضرب رأسه، مما أحدث موجات جديدة من الألم في جمجمته، أغلق غاريت عينيه وتمنى أن يتمكن من استبدال رأسه برأس شخص آخر.

“منذ بضعة أشهر، تسللت أنت وأبناء بلدك إلى هذه المدينة، بمساعدة شبكة التجار، وتسللت إلى القصر بمساعدة بعض نبلاء المدينة، بمن فيهم الكونت سومين، وحارس المدينة تحتهم. من خلال العمل مع هؤلاء النبلاء، تمكنت من الدخول في حفل خاص أقيم على شرف صعود الأمير إيفران إلى منصب ولي العهد. لقد هاجمت فقط عندما وصل الملك والملكة، وقتلت الملكين، وجرحت الأمير، وحاولت مطاردته وأخته الصغرى التي كانت قادرة على الفرار نحو البوابة الشمالية. هل هذا يبدو مألوفا؟”

لم يسبق له أن عانى من ألم مثل هذا، لأنه كان دائمًا يفقد الوعي بعد أن يستنفد كل طاقته. لكن هذه المرة، لم تكن المشكلة في الطاقة، بل مقدار الضغط الذي وضع عقله من خلاله. في كل مرة يقوم بتبديل منظوره بمراقبة الحلم، أو تولى السيطرة على ڤايبر، أو إصدار أمرًا من خلال زهور الحلم، يصبح عقله أكثر إرهاقًا، وبحلول نهاية الليل، شعر وكأنه على وشك الانهيار. كان أحد الأشياء التي لم يفكر فيها هو الضغط من الحفاظ على اتصاله بڤايبر من مثل هذا المدى البعيد. بينما كان قادرًا على القيام بذلك، بحلول الوقت الذي مرّ فيه ڤايبر تحت أسوار المدينة، أصبح الأمر أكثر إجهادًا، وعندما وصل إلى الرصيف في المستنقع، أصبح عبئًا كبيرًا. ومع ذلك، أراد أن يحضر الاجتماع الأول مع التاجرين، وكان سعيدًا لأنه كان كذلك.

“شكرا لكما. أشعر أفضل بكثير. أتساءل عما إذا كان بإمكانكما إخباري بما حدث الليلة الماضية؟ أوبي، لماذا لا تبدأ؟”

كما كان، فقد تمكن من عمل صفقة قوية من شأنها أن تمنح عائلة كلاين ربحًا جيدًا على جميع البضائع التي أرسلها الأخوان التاجران إلى المدينة. اتضح أنهما توأمان لهما شعر وجه مختلف حتى يتمكن الناس من التمييز بينهما. حذرًا ومنتبهًا، أراد غاريت نشر بذور الحلم لهما، ولكن عندما بدأ في ذلك، رنت أجراس التحذير في رأسه وقرر التوقف. لم يكن متأكدًا من سبب شعوره بالتنميل، ولكنه اعتقد أنه من المحتمل أن يكون لديهم طريقة لاكتشاف التأثير الخارق.

واضعًا القناع مرة أخرى على وجهه، لوح غاريت بيده ودخل أوبي، وأمسك بقدم القاتل المرتعشة وسحبه خارج الغرفة. بمجرد أن أُلقى مع الآخرين، تحرك غاريت إلى أسفل درج الطابق السفلي ونظر إليهم وهم يتنهدون.

بعد أن اعتقد أنه ستكون هناك فرص أخرى للتسلل إلى ميناء ريفيري، انتظر حتى عادا إلى قاربهما قبل قطع الاتصال ومحاولة الحصول على قسط من النوم. لسوء الحظ، أُخرج القتلة من الأقفاص ونُقلوا إلى قبو النزل حيث قُيدوا بالسلاسل إلى الحائط. كان غاريت مهتمًا بشكل خاص بباتولوف، وقام برحلة في الحلم، عبر النزل وصولًا إلى الطابق السفلي، لإلقاء نظرة عليه. لقد ثبت أن هذا هو القشة التي قصمت ظهر البعير، واستيقظ غاريت وهو يبدو، ويشعر، كما لو أن الموت قد عاد للحياة.

“أوه، هذا على بعد ثلاث بنايات فقط،” قالت رين بسعادة. “سأعود حالا.”

لم يمضِ لحظة واحدة بعد أن قامت رين بالطرق السريع على الباب حتى فتحته بقوة ودخلت الغرفة، مشعة بالإشراق.

“شكرًا!”

”غاريت! لقد عدت! هل إفتقدتني؟ أوه، يا إلهي، تبدو فظيعًا. هل انت على قيد الحياة؟”

لم يتلق شيئًا سوى التحديق ردًا، لكنه توقع ذلك.

ملوحًا بيده بشكل ضعيف لإبعاد إصبعها عن خده، حدق في رين من خلال عينيه الدامعتين.

“يجب أن نكون قادرين على العثور على بعض عشب الكيف المقطر عند الكيميائي،” قالت رين. “وإذا مزجناه مع جزأين من الماء وثلاثة أجزاء من الكحول، فسنحصل على دواء قوي للإغماء.”

“اشعر بالسوء. انا ذاهب الى السرير. لا توقظيني حتى العشاء.”

قالت رين، وهي تلقي نظرة خاطفة على غاريت من فوق كتف أوبي، “واو، تبدو أفضل حقًا.”

في محاولة لدفع كرسيه المتحرك إلى الخلف نحو سريره، فشل غاريت في قلبه، لذا أمسكت رين بالمقابض ودفعته، حتى حملته ووضعته في السرير. رفعت الأغطية، وابتسمت ابتسامة عريضة في وجهه، ووميض مشرق في عينيها. عندما رأت عينيه تتدلى، ربتت على رأسه وتسللت خارج الغرفة. قبل أن تغلق الباب بقليل، سمعته يتنهد ثم ينقلب.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“رين؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“نعم؟”

“أوه، كان جيدًا. لم أستجوبه رغم ذلك. مجرد زرع سكين في قلبه.”

“مرحبًا بعودتك.”

“بالتأكيد. رغم ذلك، لا أعرف ما إذا كان هناك كيميائي لا يزال مفتوحًا في هذا الوقت من الليل.”

“شكرًا!”

كل القوة التي يمكن للمرء أن يريدها في متناول يدي وما زلت مهزومًا بمجموعة من السلالم. يجب أن أجعل أوبي يضيف منحدرًا.

ولحسن الحظ جاء النوم سريعا وكان عميقا بلا أحلام. استيقظ غاريت، الذي كان جسده يشتهي الراحة، واستوعب النوم بشغف، وعندما استفاق أخيرًا، كانت الشمس تبدأ في الانخفاض خلف الجدار الغربي، مما ألقى ظلالًا طويلة على المدينة. للحظةً، بقى غاريت مستلقيًا في السرير، يستمتع بوضوح عقله. لقد مضى وقت طويل منذ أن حصل على نوم فعلي، وأخذ يومًا عطلة قدم له الراحة التي يحتاجها بشدة. على الرغم من أن عقله وجسده الموقظان كانا صلبين بشكل هائل مقارنة بمعظم الناس، إلا أنهما ليسا غير محدودين حقًا، وأخيرًا، تمكنت عادة غاريت بإرهاق نفسه من اللحاق به.

“نعم، هناك غرفتان في الأسفل. يمكننا رميه في واحدة ويمكنك التحدث معه هناك.”

نبهته كومة من الطعام على المنضدة بجانب سريره أن شخصًا ما قد جاء للاطمئنان عليه وفجأة أصبح مفترسًا. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لمسح الأطباق تمامًا، وكان يقوم فقط بتكديسها بدقة عندما غربت الشمس أخيرًا وفتح الحلم. وضع سكينه وشوكته، وجلس في سريره وابتسم، وهو يتحدث في الهواء الفارغ.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“حان الوقت للعودة إليه.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أول شيء فعله بعد دخوله الحلم كان فحض كل صلاته بالزهور المنتشرة في المدينة. لقد أصبحت هذه ممارسة لم يكن ينوي تخطيها مرة أخرى، لأنه شعر أنه كان يجب أن يدرك أن شيئًا ما قد حدث لرين في وقت سابق. بمجرد أن قرر أن كل شيء كان كما ينبغي، راجع الإجراءات التي يحتاج إلى اتخاذها. كان أداء الحالمين الموقظين جيدًا للغاية في الأنفاق، والليلة عادوا بالفعل إلى صيد الكوابيس في الحلم بينما كان الآخرون يقيمون في النزل، يحرسون القتلة الذين أُسروا. بعد بعث رسالة في الحلم، عاد غاريت إلى عالم اليقظة وبعد دقيقة، طرق أوبي الباب، ورين خلفه مباشرة.

بعيون واسعة، حاول باتولوف أن يقول شيئًا ما، لكن الكمامة في فمه جعلت الأمر مستحيلًا. وهو يراه يهز رأسه، ضحك غاريت وحرك كرسيه المتحرك حول الطاولة ليقترب منه.

“كيف حالك يا رئيس؟ هل تشعر بتحسن؟”

“مرحبًا بعودتك.”

قالت رين، وهي تلقي نظرة خاطفة على غاريت من فوق كتف أوبي، “واو، تبدو أفضل حقًا.”

لم يتلق شيئًا سوى التحديق ردًا، لكنه توقع ذلك.

“شكرا لكما. أشعر أفضل بكثير. أتساءل عما إذا كان بإمكانكما إخباري بما حدث الليلة الماضية؟ أوبي، لماذا لا تبدأ؟”

“نعم؟”

“ليس هناك الكثير لأقوله عن جانبي،” قال أوبي وهو يخدش رأسه. “لقد احتفظت بالقلعة هنا، وحافظت على وجود عام من خلال القيام بدوريات مع مجموعة من قدامى المحاربين لدينا. عاد الجميع في حوالي الثالثة صباحًا، وسحبوا خمسة من قتلة الغراب الأسود الذين أخبرتنا عنهم. أخذت مناوبة أشاهدهم، ثم نمت قليلا هذا الصباح.”

 

“أي علامة على سائري القبر أو أي عصابات أخرى؟”

للمرة الأولى، تلاشت ملامح القاتل الشرسة وانعكس عليه الشك في عينيه. لم يكن يعرف الكثير عن عائلة كلاين، ولكن غاريت كان يتلو معلومات لا يجب أن يعرفها أحد خارج فريقه والنبلاء الذين خانوا عائلة إنسومنيّم الملكية. وباستشعار فرصة، ضغط غاريت قليلاً.

“لقد رأينا بعض السائرين يتجولون لكنهم بقوا في الغالب بعيدًا عن أراضينا. لا توجد عصابات أخرى ملحوظة. حسنًا، كان هناك زوجان من أولاد جانيس يتجولون بالقرب من الأرصفة، ويسألون عما إذا كان أي منهم متاحًا للإيجار. أخبرهم رئيس الرصيف أنهم ملكنا جميعًا.”

“أي علامة على سائري القبر أو أي عصابات أخرى؟”

“أرى. شكرًا لك. رين، ماذا عنك؟”

كل القوة التي يمكن للمرء أن يريدها في متناول يدي وما زلت مهزومًا بمجموعة من السلالم. يجب أن أجعل أوبي يضيف منحدرًا.

تجاوزت رين أوبي وعبرت ذراعيها وابتسمت.

“جيد. أيضا، نحن بحاجة إلى طريقة موثوقة للقضاء على القتلة. هل لدينا أي شيء يمكننا استخدامه؟”

“هذا ما أردت إخبارك به هذا الصباح! لقد اختطفت من قبل فئران المستنقعات وتركوني لأتعفن في زنزانة لعدة أيام بدون طعام. كنت جائعًة بما يكفي لأكل أنفي، لكنهم لم يدركوا أنني أوقظت، لذلك لم يكن الأمر سيئًا للغاية. على أي حال، جروني عبر المجاري، وعندما وصلنا أخيرًا إلى ڤايبر، جعل الجميع يركبون تلك العربات ثم انطلقنا. كانت عالية ووعرة ومملة، ولكن عندما توقفنا أخيرًا، كانت العربتين الأخريين فارغتين، ثم ظهرت العصابة بأكملها وضربوا باتولوف وأتباعه بشدة.”

ملوحًا بيده بشكل ضعيف لإبعاد إصبعها عن خده، حدق في رين من خلال عينيه الدامعتين.

“بعد ذلك، كان علينا ركوب العربات مرة أخرى، وعدنا، ولكن هذه المرة، كان هناك المزيد من الأشخاص للتحدث معهم، لذا لم يكن الأمر سيئًا للغاية. أنزلنا القاتل ثم أعادنا القتلة إلى هنا. لقد أوضح ڤايبر أنك تريدهم على قيد الحياة، وإلا كنت سأصوت لركلهم من العربات في منتصف الطريق عبر الأنفاق. أنا لست ذكية مثلك، لكن لا يمكنني التفكير في أي سبب وجيه لإبقائهم على قيد الحياة. على أي حال، كما كنت أقول، أعدناهم ثم ذهبت إلى الفراش بعد تناول وجبة ضخمة. أعتقد أن ذك كل شيء حول هذا الموضوع.”

“اشعر بالسوء. انا ذاهب الى السرير. لا توقظيني حتى العشاء.”

معالجًا ما قاله كل منهما، أومأ غاريت.

“شكرًا لك. أود أن أرى باتولوف. هل هناك طريقة يمكنني من خلالها رؤيته في بيئة منعزلة؟”

في محاولة لدفع كرسيه المتحرك إلى الخلف نحو سريره، فشل غاريت في قلبه، لذا أمسكت رين بالمقابض ودفعته، حتى حملته ووضعته في السرير. رفعت الأغطية، وابتسمت ابتسامة عريضة في وجهه، ووميض مشرق في عينيها. عندما رأت عينيه تتدلى، ربتت على رأسه وتسللت خارج الغرفة. قبل أن تغلق الباب بقليل، سمعته يتنهد ثم ينقلب.

“نعم، هناك غرفتان في الأسفل. يمكننا رميه في واحدة ويمكنك التحدث معه هناك.”

في محاولة لدفع كرسيه المتحرك إلى الخلف نحو سريره، فشل غاريت في قلبه، لذا أمسكت رين بالمقابض ودفعته، حتى حملته ووضعته في السرير. رفعت الأغطية، وابتسمت ابتسامة عريضة في وجهه، ووميض مشرق في عينيها. عندما رأت عينيه تتدلى، ربتت على رأسه وتسللت خارج الغرفة. قبل أن تغلق الباب بقليل، سمعته يتنهد ثم ينقلب.

“جيد. أيضا، نحن بحاجة إلى طريقة موثوقة للقضاء على القتلة. هل لدينا أي شيء يمكننا استخدامه؟”

نبهته كومة من الطعام على المنضدة بجانب سريره أن شخصًا ما قد جاء للاطمئنان عليه وفجأة أصبح مفترسًا. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لمسح الأطباق تمامًا، وكان يقوم فقط بتكديسها بدقة عندما غربت الشمس أخيرًا وفتح الحلم. وضع سكينه وشوكته، وجلس في سريره وابتسم، وهو يتحدث في الهواء الفارغ.

هذه المرة، فكر أوبي للحظة قبل الإيماء ببطء.

قالت رين، وهي تلقي نظرة خاطفة على غاريت من فوق كتف أوبي، “واو، تبدو أفضل حقًا.”

“نعم، أعتقد أنه يمكنني التوصل إلى شيء ما.”

لم يتلق شيئًا سوى التحديق ردًا، لكنه توقع ذلك.

“لا صدمة قوية أو خنق، من فضلك. أريدهم أن يكونوا نائمين، وليسوا مصابين بارتجاج أو موت دماغ.”

“حان الوقت للعودة إليه.”

قال أوبي وهو يهز كتفيه، “أوه، إذن لست متأكدًا.”

“هذا ما أردت إخبارك به هذا الصباح! لقد اختطفت من قبل فئران المستنقعات وتركوني لأتعفن في زنزانة لعدة أيام بدون طعام. كنت جائعًة بما يكفي لأكل أنفي، لكنهم لم يدركوا أنني أوقظت، لذلك لم يكن الأمر سيئًا للغاية. على أي حال، جروني عبر المجاري، وعندما وصلنا أخيرًا إلى ڤايبر، جعل الجميع يركبون تلك العربات ثم انطلقنا. كانت عالية ووعرة ومملة، ولكن عندما توقفنا أخيرًا، كانت العربتين الأخريين فارغتين، ثم ظهرت العصابة بأكملها وضربوا باتولوف وأتباعه بشدة.”

“يجب أن نكون قادرين على العثور على بعض عشب الكيف المقطر عند الكيميائي،” قالت رين. “وإذا مزجناه مع جزأين من الماء وثلاثة أجزاء من الكحول، فسنحصل على دواء قوي للإغماء.”

عند وصوله، أزال غاريت قناعه الأبيض، وأظهر وجهه لباتولوف، الذي شحب فجأة، وهو يحدق في غاريت بصدمة.

“يمكنك إدارة ذلك؟”

“حان الوقت للعودة إليه.”

“بالتأكيد. رغم ذلك، لا أعرف ما إذا كان هناك كيميائي لا يزال مفتوحًا في هذا الوقت من الليل.”

لم يجد غاريت أنه من الغريب أن يكون سجينه شديد التحدي؛ بعد كل شيء، تمكنوا من التغلب على زعيم الجناح الثاني للغراب الأسود. إذا كان من السهل كسره، فلن يصل إلى منصبه أبدًا. في محاولة للتفكير في كيفية فتح أفواه القتلة، فكر غاريت لفترة وجيزة في التعذيب، ولكن مما ذكرته رين، كان تدريبهم بالفعل وحشيًا بما يكفي لدرجة أنه ربما يكون مؤهلًا ليكون عذابًا، وإذا كان صادقًا، فإن فكرة التعذيب تجعله مجهدًا فقط.

“زاوية براكس وريدفين،” قال غاريت مغلقاً عينيه للحظة. “صيدلية فنتيرنيتكس الموثوقة لا تزال مفتوحة.”

“نعم، هناك غرفتان في الأسفل. يمكننا رميه في واحدة ويمكنك التحدث معه هناك.”

“أوه، هذا على بعد ثلاث بنايات فقط،” قالت رين بسعادة. “سأعود حالا.”

“رين؟”

بعد أن غادرت رين إلى الصيدلي، ارتدى غاريت ملابسه ثم ساعده أوبي في نزول درج الطابق السفلي، ونقله إلى غرفة تخزين صغيرة كانت فارغة حاليًا. لتهيئة المشهد بشكل أفضل، طلب غاريت من أوبي إحضار طاولة وكرسي واحد، إلى جانب شمعة بسيطة. فتح غاريت أحد دفاتر ملاحظاته على صفحة فارغة، وأخرج ريشته وحبره، ووضع قناعه الأبيض على وجهه، وطلب من أوبي إحضار باتولوف. كان القاتل مصابًا بكدمات ودموي بشكل كبير، وبدا فظيعًا بعد تقييده بالسلاسل لما يقرب من أربع وعشرين ساعة، لكن بصره كان شرسًا كما كان دائمًا، واعدًا بعدم التخلي عن أي شيء.

“مرحبًا بعودتك.”

لم يجد غاريت أنه من الغريب أن يكون سجينه شديد التحدي؛ بعد كل شيء، تمكنوا من التغلب على زعيم الجناح الثاني للغراب الأسود. إذا كان من السهل كسره، فلن يصل إلى منصبه أبدًا. في محاولة للتفكير في كيفية فتح أفواه القتلة، فكر غاريت لفترة وجيزة في التعذيب، ولكن مما ذكرته رين، كان تدريبهم بالفعل وحشيًا بما يكفي لدرجة أنه ربما يكون مؤهلًا ليكون عذابًا، وإذا كان صادقًا، فإن فكرة التعذيب تجعله مجهدًا فقط.

“جيد. أيضا، نحن بحاجة إلى طريقة موثوقة للقضاء على القتلة. هل لدينا أي شيء يمكننا استخدامه؟”

وبدلاً من ذلك، قرر أن يسلك الطريق الأقل مقاومة. بينما كان قد عرض على آل هاولر خيار إما الخدمة أو الموت، فإن هؤلاء الرجال والنساء لن يحصلوا على الفرصة. في كلتا الحالتين، كانت وفاتهم مضمونة، لذلك اعتقد أنه من الأفضل الاستفادة منهم قدر الإمكان. باستخدام عقار الإغماء التي تصنعه رين، سيكون قادرًا على إحضارهم إلى الحلم، ومن تلك النقطة كانت مجرد مسألة وقت حتى ينضموا إلى عائلته. باتولوف، مع ذلك، كان استثناء.

ملوحًا بيده بشكل ضعيف لإبعاد إصبعها عن خده، حدق في رين من خلال عينيه الدامعتين.

“أنت باتولوف، المخلب الأول للجناح الثاني للغراب الأسود؟” سأل غاريت، صوته أجش خلف قناعه. “يمكنك ببساطة أن تومئ أو تهز رأسك.”

“كيف حالك يا رئيس؟ هل تشعر بتحسن؟”

لم يتلق شيئًا سوى التحديق ردًا، لكنه توقع ذلك.

“كيف حالك يا رئيس؟ هل تشعر بتحسن؟”

“منذ بضعة أشهر، تسللت أنت وأبناء بلدك إلى هذه المدينة، بمساعدة شبكة التجار، وتسللت إلى القصر بمساعدة بعض نبلاء المدينة، بمن فيهم الكونت سومين، وحارس المدينة تحتهم. من خلال العمل مع هؤلاء النبلاء، تمكنت من الدخول في حفل خاص أقيم على شرف صعود الأمير إيفران إلى منصب ولي العهد. لقد هاجمت فقط عندما وصل الملك والملكة، وقتلت الملكين، وجرحت الأمير، وحاولت مطاردته وأخته الصغرى التي كانت قادرة على الفرار نحو البوابة الشمالية. هل هذا يبدو مألوفا؟”

“أوه، كان جيدًا. لم أستجوبه رغم ذلك. مجرد زرع سكين في قلبه.”

للمرة الأولى، تلاشت ملامح القاتل الشرسة وانعكس عليه الشك في عينيه. لم يكن يعرف الكثير عن عائلة كلاين، ولكن غاريت كان يتلو معلومات لا يجب أن يعرفها أحد خارج فريقه والنبلاء الذين خانوا عائلة إنسومنيّم الملكية. وباستشعار فرصة، ضغط غاريت قليلاً.

“شكرًا لك. أود أن أرى باتولوف. هل هناك طريقة يمكنني من خلالها رؤيته في بيئة منعزلة؟”

“علاوة على ذلك، سارت المهمة بشكل خاطئ. وقفت مجموعة من النبلاء الشباب، بمن فيهم الأمير نفسه، على أحد الجسور، وعرقلوك حتى تخلو الأميرة من المدينة. لقد قتلتهم جميعًا، لكنك فقدت الأميرة، مما أدى إلى تعكير الوضع. أثار ذلك غضب داعمك، الذي أصدر مكافأة لك، وأغلق المدينة حتى يتمكن من القبض عليك وقتلك علنًا ككبش فداء.”

“منذ بضعة أشهر، تسللت أنت وأبناء بلدك إلى هذه المدينة، بمساعدة شبكة التجار، وتسللت إلى القصر بمساعدة بعض نبلاء المدينة، بمن فيهم الكونت سومين، وحارس المدينة تحتهم. من خلال العمل مع هؤلاء النبلاء، تمكنت من الدخول في حفل خاص أقيم على شرف صعود الأمير إيفران إلى منصب ولي العهد. لقد هاجمت فقط عندما وصل الملك والملكة، وقتلت الملكين، وجرحت الأمير، وحاولت مطاردته وأخته الصغرى التي كانت قادرة على الفرار نحو البوابة الشمالية. هل هذا يبدو مألوفا؟”

بعيون واسعة، حاول باتولوف أن يقول شيئًا ما، لكن الكمامة في فمه جعلت الأمر مستحيلًا. وهو يراه يهز رأسه، ضحك غاريت وحرك كرسيه المتحرك حول الطاولة ليقترب منه.

“كيف حالك يا رئيس؟ هل تشعر بتحسن؟”

“لن أزيل الكمامة، لأنني حقًا لا أرغب في سماعك تتحدث. بدلاً من ذلك، أود أن تسمع. لقد فكرت كثيرًا في وضعي خلال الأشهر الماضية، وكيف يجب أن أشعر. بعد كل شيء، لقد كلفني فعلك الشرير الكثير. ولكن بينما منحتني الحياة التي أملكها الآن، فأنا مسؤول في النهاية عن تحقيق أقصى استفادة منها.”

“هذا ما أردت إخبارك به هذا الصباح! لقد اختطفت من قبل فئران المستنقعات وتركوني لأتعفن في زنزانة لعدة أيام بدون طعام. كنت جائعًة بما يكفي لأكل أنفي، لكنهم لم يدركوا أنني أوقظت، لذلك لم يكن الأمر سيئًا للغاية. على أي حال، جروني عبر المجاري، وعندما وصلنا أخيرًا إلى ڤايبر، جعل الجميع يركبون تلك العربات ثم انطلقنا. كانت عالية ووعرة ومملة، ولكن عندما توقفنا أخيرًا، كانت العربتين الأخريين فارغتين، ثم ظهرت العصابة بأكملها وضربوا باتولوف وأتباعه بشدة.”

عند وصوله، أزال غاريت قناعه الأبيض، وأظهر وجهه لباتولوف، الذي شحب فجأة، وهو يحدق في غاريت بصدمة.

بعد أن غادرت رين إلى الصيدلي، ارتدى غاريت ملابسه ثم ساعده أوبي في نزول درج الطابق السفلي، ونقله إلى غرفة تخزين صغيرة كانت فارغة حاليًا. لتهيئة المشهد بشكل أفضل، طلب غاريت من أوبي إحضار طاولة وكرسي واحد، إلى جانب شمعة بسيطة. فتح غاريت أحد دفاتر ملاحظاته على صفحة فارغة، وأخرج ريشته وحبره، ووضع قناعه الأبيض على وجهه، وطلب من أوبي إحضار باتولوف. كان القاتل مصابًا بكدمات ودموي بشكل كبير، وبدا فظيعًا بعد تقييده بالسلاسل لما يقرب من أربع وعشرين ساعة، لكن بصره كان شرسًا كما كان دائمًا، واعدًا بعدم التخلي عن أي شيء.

“صحيح. عندما أخذ سيفك ذراعي، عندما طعنتني في العمود الفقري، وعندما ركلتني من الجسر حتى تتمكن من الوصول إلى الأمير إيفران، أشك في أن هذا الموقف قد خطر ببالك. ولكن ها نحن ذا، وعلينا أن نحقق أقصى استفادة منه. لا تقلق فهذه ليست نهاية حياتك. بدلاً من ذلك، قد تقول إن حياتك قد بدأت للتو. كل تدريبك، كل معاناتك، كل دمك وعرقك ودموعك؟ لن يضيع أي منها. ستكون حياتك ممتلئة ورائعة، تقضيها في الخدمة. خدمتي.”

لم يسبق له أن عانى من ألم مثل هذا، لأنه كان دائمًا يفقد الوعي بعد أن يستنفد كل طاقته. لكن هذه المرة، لم تكن المشكلة في الطاقة، بل مقدار الضغط الذي وضع عقله من خلاله. في كل مرة يقوم بتبديل منظوره بمراقبة الحلم، أو تولى السيطرة على ڤايبر، أو إصدار أمرًا من خلال زهور الحلم، يصبح عقله أكثر إرهاقًا، وبحلول نهاية الليل، شعر وكأنه على وشك الانهيار. كان أحد الأشياء التي لم يفكر فيها هو الضغط من الحفاظ على اتصاله بڤايبر من مثل هذا المدى البعيد. بينما كان قادرًا على القيام بذلك، بحلول الوقت الذي مرّ فيه ڤايبر تحت أسوار المدينة، أصبح الأمر أكثر إجهادًا، وعندما وصل إلى الرصيف في المستنقع، أصبح عبئًا كبيرًا. ومع ذلك، أراد أن يحضر الاجتماع الأول مع التاجرين، وكان سعيدًا لأنه كان كذلك.

واضعًا القناع مرة أخرى على وجهه، لوح غاريت بيده ودخل أوبي، وأمسك بقدم القاتل المرتعشة وسحبه خارج الغرفة. بمجرد أن أُلقى مع الآخرين، تحرك غاريت إلى أسفل درج الطابق السفلي ونظر إليهم وهم يتنهدون.

“علاوة على ذلك، سارت المهمة بشكل خاطئ. وقفت مجموعة من النبلاء الشباب، بمن فيهم الأمير نفسه، على أحد الجسور، وعرقلوك حتى تخلو الأميرة من المدينة. لقد قتلتهم جميعًا، لكنك فقدت الأميرة، مما أدى إلى تعكير الوضع. أثار ذلك غضب داعمك، الذي أصدر مكافأة لك، وأغلق المدينة حتى يتمكن من القبض عليك وقتلك علنًا ككبش فداء.”

كل القوة التي يمكن للمرء أن يريدها في متناول يدي وما زلت مهزومًا بمجموعة من السلالم. يجب أن أجعل أوبي يضيف منحدرًا.

لم يمضِ لحظة واحدة بعد أن قامت رين بالطرق السريع على الباب حتى فتحته بقوة ودخلت الغرفة، مشعة بالإشراق.

“ما هو الأمر يا رئيس؟ كيف كان استجوابك؟”

“اشعر بالسوء. انا ذاهب الى السرير. لا توقظيني حتى العشاء.”

“أوه، كان جيدًا. لم أستجوبه رغم ذلك. مجرد زرع سكين في قلبه.”

“كيف حالك يا رئيس؟ هل تشعر بتحسن؟”

“سكين؟ طعنته؟”

“شكرا لكما. أشعر أفضل بكثير. أتساءل عما إذا كان بإمكانكما إخباري بما حدث الليلة الماضية؟ أوبي، لماذا لا تبدأ؟”

“ليس سكينًا حقيقيًا،” قال غاريت وهو يفرك رأسه.“هيا، دعنا نرى كيف يجري الأمر مع رين وذلك العقار المنوم. لدينا الكثير من المواعيد لنلتزم بها هذه الليلة.”

”غاريت! لقد عدت! هل إفتقدتني؟ أوه، يا إلهي، تبدو فظيعًا. هل انت على قيد الحياة؟”


إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“نعم، أعتقد أنه يمكنني التوصل إلى شيء ما.”

“أي علامة على سائري القبر أو أي عصابات أخرى؟”

 

في محاولة لدفع كرسيه المتحرك إلى الخلف نحو سريره، فشل غاريت في قلبه، لذا أمسكت رين بالمقابض ودفعته، حتى حملته ووضعته في السرير. رفعت الأغطية، وابتسمت ابتسامة عريضة في وجهه، ووميض مشرق في عينيها. عندما رأت عينيه تتدلى، ربتت على رأسه وتسللت خارج الغرفة. قبل أن تغلق الباب بقليل، سمعته يتنهد ثم ينقلب.

“أرى. شكرًا لك. رين، ماذا عنك؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط