يوم هادئ
الفصل 499 “يوم هادئ”
توقف للحظات، ثم هز رأسه واستأنف الحديث، “لا أشعر بأي تغيير واضح لأن تسليم المهام الحكومية وعملية بناء الفريق قد أنجزا بالفعل. في الواقع، لقد كنت عالقًا في دوامة الواجبات التنفيذية حتى الآن. إن ما يسمى بـ ‘حفل الافتتاح’ اليوم هو مجرد إجراء شكلي عام.”
داخل المكتب المخيف ذو القبة الرائعة، والذي يقع داخل قصر حاكم ولاية المدينة، وقف تيريان. واقفًا أمام المرآة، وبأقصى قدر من الدقة، قام بتعديل مجموعة الميداليات والأشرطة اللامعة التي تزين صدره.
وقال، “لقد بدأت في صياغة سلسلة من الرسائل السرية الموجهة إلى الدول المدن الأخرى، لكن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تفكير متأني. ولست بحاجة إلى توجيه تحذير صارخ، وجعلهم يفهمون خطورة ظروفنا، وتجنب أي غموض، ومنع دول المدن الأخرى من الاستجابة بشكل غير لائق أو مفرط. لأكون صادقًا، هذا النوع من العمل البيروقراطي أكثر تحديًا بكثير من قيادة أسطول ضد نسل البحر العميق أو فصائل القراصنة الأخرى.”
حمل وجهه علامة عين واحدة، وهو مشهد مهيب يقترب من المخيف. لكن إضافة زي تنفيذي جديد وأنيق وصندوق مليء بالجوائز اللامعة نجح في تخفيف حدته، وتحويله إلى شخصية ذات سلطة جديرة بالثقة – وهو بالضبط ما تحتاجه المدينة لرئيس تنفيذي صارم في هذه اللحظة الحاسمة.
تمتمت لوكريشيا وهي تتذكر، “ما زلت أتذكر قرع أجراس الكنيسة في ذلك الوقت. وكانت كل الصحف في كل دولة مدينة تناقش التحذيرات التي أطلقها المغامر الشهير دنكان أبنومار.”
أخذ تيريان نفسًا عميقًا، وحوّل نظره إلى الجانب الآخر من المكتب الفسيح المقبب. هناك، كان اثنان من البحارة الدائمين يلصقان علم الدولة المدينة الجديد على الحائط. وبجوار العلم، بقي هناك سطر من الكلمات الملهمة، محفورة بشكل لا يمحى بالقرب من الباب منذ نصف قرن مضى، “دعوا أكبر عدد ممكن من الناس يبقون على قيد الحياة.”
“نعم، كانت تزور هنا كل يوم خلال فترة عطلتها المدرسية، باستثناء الأيام الأولى من الأحكام العرفية،” أكدت أجاثا بهدوء.
لاحظ تيريان هذه الكلمات الدائمة على نحو صامت ومتأمل. بعد لحظة طويلة، أومأ برأسه بلطف وسار ببطء نحو مكتب كبير فخم يقع على بعد خطوات قليلة. لقد ترك له الحدث الرسمي القادم فترة راحة قصيرة، وهي نافذة من الوقت يمكن أن يستخدمها عقليًا للتدرب على الإجراءات أو ببساطة لتهدئة مشاعره. على المكتب، بدأت مجموعة معقدة من العدسات في التحرك، مع سطح كرة بلورية مركزية يشع وهجًا دافئًا بشكل خافت.
“هذه أوقات غير عادية، لذلك كان علينا أن نغير مؤقتًا عملية إرسال الموتى. كان لا بد من نقل الجثث في ذلك الوقت إلى المحرقة. وكان الكهنة الصامتون يعزونهم مباشرة ويودعونهم بجوار الفرن. ولهذا السبب، جعل هذا المقبرة تبدو هادئة بشكل مخيف.”
من الوهج الناعم، تجسدت صورة لوكريشيا. استطلعت تيريان، مرتديًا ثوبًا أسودًا قاتمًا، قائلة، “هذا الزي يناسبك جيدًا،” بلهجة “ساحرة البحر” المميزة.
“لا على الإطلاق،” هزت آني رأسها، ثم أمسكت بيد أجاثا وأشارت نحو الكوخ الذي ليس بعيدًا جدًا.
“إنه يكمل رقعة عيني،” رد تيريان، وهو يضبط الزر بالقرب من ياقة سترته ويلقي نظرة سريعة على صورة أخته في الكرة البلورية، “هل أنت هنا فقط لمضايقتي؟”
لقد مرت سنوات عديدة، وهو يراقب مرة أخرى حدود العالم. ويبدو أن التاريخ قد عاد إلى أصله. ربما بطريقة معينة، لم تضل ‘الضائعة’ طريقها أبدًا. إن قرنها في الفضاء الفرعي هو مجرد نوع من الرحلة ضمن بُعد أوسع لم نفهمه بعد. والآن تعود حاملة بريق طريق جديد، تمامًا مثل العبارة التي تركها الشاعر المجنون الشهير بومان.
“أنا أهنئك بصدق،” أكدت لوكريشيا بنظرة جادة، “أنت لم تولي مثل هذا الاهتمام لصورتك منذ سنوات عديدة. إن شخصيتك القرصانية القاسية والمخيفة عن عمد لا تناسبك على الإطلاق.”
هبت رياح شديدة البرودة عبر الشجيرات المتناثرة التي تصطف على طول الطريق. لقد انفجرت عبر سياج مظلم منحوت بشكل معقد، واجتاحت شواهد القبور الصامتة، وتدحرجت حول المنصات الشاغرة حاملة الجثث على جانبي الطريق قبل أن تتبدد في نهاية المطاف داخل المقبرة. شخصان يسيران على طول مسار المقبرة. أحدهما طويل القامة وقويًا بشكل استثنائي، يرتدي معطفًا أسود اللون ويتوج بقبعة مماثلة ذات لون أسود فاحم واسعة الحواف. كان جلده المرئي مخفيًا تحت طبقات من الضمادات، مما أعطى انطباعًا غريبًا للوهلة الأولى.
“قد أحتاج إلى الحفاظ على هذا المظهر لفترة طويلة،” توقف تيريان للحظة، “حتى يتدخل رئيس تنفيذي أكثر ملاءمة أو يبتكر الأب خططًا أخرى. في نهاية المطاف، قد أشتاق لتلك الأيام من الحرية غير المقيدة والفجور.”
“يديك تتجمد. تعالا لتدفئا بجوار النار. لقد قمت أيضًا بتخمير بعض شاي الأعشاب.”
“لكن هذا ليس اليوم،” انحنت شفتا لوكريشيا وابتسمت ابتسامة باهتة، “كيف يبدو الأمر عندما تنصب كرئيس تنفيذي لدولة مدينة؟ لقد سمعت شائعات عن عرض قادم ستقدم فيه نفسك للجمهور.”
أوضح تيريان، “العرض يهدف إلى تهدئة أعصاب الجمهور، وإقناعهم باستعادة النظام وأن قيادة الدولة المدينة لا تزال خاضعة للمساءلة. لست سعيدًا بشكل خاص بهذا الجزء، لكنها خطوة ضرورية. أما بالنسبة لما تشعر به عندما تكون الرئيس التنفيذي…”
“نعم، كانت تزور هنا كل يوم خلال فترة عطلتها المدرسية، باستثناء الأيام الأولى من الأحكام العرفية،” أكدت أجاثا بهدوء.
توقف للحظات، ثم هز رأسه واستأنف الحديث، “لا أشعر بأي تغيير واضح لأن تسليم المهام الحكومية وعملية بناء الفريق قد أنجزا بالفعل. في الواقع، لقد كنت عالقًا في دوامة الواجبات التنفيذية حتى الآن. إن ما يسمى بـ ‘حفل الافتتاح’ اليوم هو مجرد إجراء شكلي عام.”
الآن فقط يبدو أن الفتاة تتذكر أن “الأخت حارسة البوابة” أمامها قد ماتت بالفعل.
“هل هذا صحيح؟ حسنًا، أتمنى أن تستمر ‘إجراءاتك الشكلية’ دون أي عوائق، أيها الأخ الأكبر،” انطلقت ضحكة لوكريشيا وهي تشير إليه بإزعاج باستخدام المصطلح العائلي من طفولتهما. هدأت ضحكتها، وأصبح وجهها جديًا، “كيف تسير أوامر أبي؟”
“ما الذي تبحث عنه؟” سألته مرتبكًا.
وقال، “لقد بدأت في صياغة سلسلة من الرسائل السرية الموجهة إلى الدول المدن الأخرى، لكن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تفكير متأني. ولست بحاجة إلى توجيه تحذير صارخ، وجعلهم يفهمون خطورة ظروفنا، وتجنب أي غموض، ومنع دول المدن الأخرى من الاستجابة بشكل غير لائق أو مفرط. لأكون صادقًا، هذا النوع من العمل البيروقراطي أكثر تحديًا بكثير من قيادة أسطول ضد نسل البحر العميق أو فصائل القراصنة الأخرى.”
تهفأ دنكان مقرًا. عندما اقتربا من نهاية المسار، توقف فجأة – ظهر كوخ حارس متواضع مع ضيف غير متوقع في المقدمة. كانت فتاة تبلغ من العمر حوالي اثني عشر عامًا، تشبه كرة ثلج ملفوفة بإحكام مع معطف شتوي أبيض سميك وقبعة ناعمة، تمسح الثلج بجد أمام المنزل بمكنسة بنفس طولها تقريبًا.
ردًا على ذلك، اقترحت لوكريشيا بلا مبالاة، “أعتقد أنك يجب أن تكون صريحًا وجادًا. لا شك أن أولئك الذين يصلون إلى منصب الرؤساء التنفيذيين هم أذكياء أو على الأقل محاطون بكادر من المستشارين الحكماء. سيعرفون كيفية الرد. أنت تقدم لهم مجرد تذكير، ولا ترشدهم مثل المربية حول كيفية إنشاء نظام للإنذار المبكر،” وتابعت. “أنا على استعداد للتواصل مع جمعية المستكشفين. أوه، لا أستطيع الانتظار لرؤية رد فعلهم.”
“تحذير من أسطول الضائعة إلى العالم المتحضر بأكمله.” عبّر تيريان عن هذا الشعور بلمسة من العاطفة، قائلًا، “آخر مرة وقع فيها مثل هذا الحدث كانت قبل قرن من الزمان.”
وأثناء حديثه، رفع نظره لمسح مسار المقبرة المهجورة والمنصات الفارغة المجاورة لها.
“في الواقع، كان ذلك عندما كشف الأب لأول مرة عن رؤية انهيار الحدود الوشيك في ‘المنطقة الداخلية’.”
“هل تشعرين بالدفء الآن؟” سألت آني مرة أخرى.
تمتمت لوكريشيا وهي تتذكر، “ما زلت أتذكر قرع أجراس الكنيسة في ذلك الوقت. وكانت كل الصحف في كل دولة مدينة تناقش التحذيرات التي أطلقها المغامر الشهير دنكان أبنومار.”
“هل هذا صحيح؟ حسنًا، أتمنى أن تستمر ‘إجراءاتك الشكلية’ دون أي عوائق، أيها الأخ الأكبر،” انطلقت ضحكة لوكريشيا وهي تشير إليه بإزعاج باستخدام المصطلح العائلي من طفولتهما. هدأت ضحكتها، وأصبح وجهها جديًا، “كيف تسير أوامر أبي؟”
لقد مرت سنوات عديدة، وهو يراقب مرة أخرى حدود العالم. ويبدو أن التاريخ قد عاد إلى أصله. ربما بطريقة معينة، لم تضل ‘الضائعة’ طريقها أبدًا. إن قرنها في الفضاء الفرعي هو مجرد نوع من الرحلة ضمن بُعد أوسع لم نفهمه بعد. والآن تعود حاملة بريق طريق جديد، تمامًا مثل العبارة التي تركها الشاعر المجنون الشهير بومان.
وقال، “لقد بدأت في صياغة سلسلة من الرسائل السرية الموجهة إلى الدول المدن الأخرى، لكن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تفكير متأني. ولست بحاجة إلى توجيه تحذير صارخ، وجعلهم يفهمون خطورة ظروفنا، وتجنب أي غموض، ومنع دول المدن الأخرى من الاستجابة بشكل غير لائق أو مفرط. لأكون صادقًا، هذا النوع من العمل البيروقراطي أكثر تحديًا بكثير من قيادة أسطول ضد نسل البحر العميق أو فصائل القراصنة الأخرى.”
“كان بإمكانهم ذات مرة الإبحار بشكل مستقيم في اتجاه واحد حتى أبحروا حول العالم، وعادوا للظهور من زاوية غير متوقعة،” تلا تيريان بهدوء هذه الآية الشهيرة والسخيفة من التاريخ. تدريجيًا، نهض من كرسيه خلف المكتب. انبعث اللحن الخافت للفرقة من خارج المكتب المقبب، وتردد صدى خطى تقترب من الردهة. لقد حانت أخيرًا ساعة تقديم رئيسها التنفيذي الجديد للمدينة.
“هل تشعرين بالدفء الآن؟” سألت آني مرة أخرى.
“حظًا سعيدًا، الأخ الأكبر. وتذكر ألا تنسى عدسة روحي.”
“ليس لدي أي نية للظهور. ذلك جيد. من المحتمل أن يزعجه وجودي،” أجاب دنكان. “أخطط فقط للتلويح له من مسافة بعيدة عندما يمر العرض هنا.”
“لا تقلق، إنه في مقدمة أفكاري هذه المرة.”
لقد مرت سنوات عديدة، وهو يراقب مرة أخرى حدود العالم. ويبدو أن التاريخ قد عاد إلى أصله. ربما بطريقة معينة، لم تضل ‘الضائعة’ طريقها أبدًا. إن قرنها في الفضاء الفرعي هو مجرد نوع من الرحلة ضمن بُعد أوسع لم نفهمه بعد. والآن تعود حاملة بريق طريق جديد، تمامًا مثل العبارة التي تركها الشاعر المجنون الشهير بومان.
هبت رياح شديدة البرودة عبر الشجيرات المتناثرة التي تصطف على طول الطريق. لقد انفجرت عبر سياج مظلم منحوت بشكل معقد، واجتاحت شواهد القبور الصامتة، وتدحرجت حول المنصات الشاغرة حاملة الجثث على جانبي الطريق قبل أن تتبدد في نهاية المطاف داخل المقبرة. شخصان يسيران على طول مسار المقبرة. أحدهما طويل القامة وقويًا بشكل استثنائي، يرتدي معطفًا أسود اللون ويتوج بقبعة مماثلة ذات لون أسود فاحم واسعة الحواف. كان جلده المرئي مخفيًا تحت طبقات من الضمادات، مما أعطى انطباعًا غريبًا للوهلة الأولى.
“مممم…”
أما الشخصية الأخرى فكانت ترتدي رداء راهبة أسود بسيط، وكانت عيناها محميتين، وشعرها الرملي يتدلى للأسفل.
“ليس لدي أي نية للظهور. ذلك جيد. من المحتمل أن يزعجه وجودي،” أجاب دنكان. “أخطط فقط للتلويح له من مسافة بعيدة عندما يمر العرض هنا.”
“كان لدي انطباع بأنك ستحضر حفل تنصيب الحاكم تيريان، حتى في هذا التجسد،” تمتمت أجاثا وهي تتقدم ببطء إلى جانب دنكان، “إن ترتيب مقعد مناسب لك لم يكن ليشكل تحديًا.”
ثم لاحظت أن دنكان يلقي نظرة خاطفة حوله بشكل دوري.
“ليس لدي أي نية للظهور. ذلك جيد. من المحتمل أن يزعجه وجودي،” أجاب دنكان. “أخطط فقط للتلويح له من مسافة بعيدة عندما يمر العرض هنا.”
كان فنجان الشاي والنار باردين أيضًا في عالمها، لكن أجاثا عرضت عليها ابتسامة لطيفة، “أكثر دفئًا بكثير.”
وأثناء حديثه، رفع نظره لمسح مسار المقبرة المهجورة والمنصات الفارغة المجاورة لها.
“قد أحتاج إلى الحفاظ على هذا المظهر لفترة طويلة،” توقف تيريان للحظة، “حتى يتدخل رئيس تنفيذي أكثر ملاءمة أو يبتكر الأب خططًا أخرى. في نهاية المطاف، قد أشتاق لتلك الأيام من الحرية غير المقيدة والفجور.”
“انا اشتاق لهذا المكان. أذكر… أنها كانت ذات يوم مليئة بالتوابيت.”
من الوهج الناعم، تجسدت صورة لوكريشيا. استطلعت تيريان، مرتديًا ثوبًا أسودًا قاتمًا، قائلة، “هذا الزي يناسبك جيدًا،” بلهجة “ساحرة البحر” المميزة.
“هذه أوقات غير عادية، لذلك كان علينا أن نغير مؤقتًا عملية إرسال الموتى. كان لا بد من نقل الجثث في ذلك الوقت إلى المحرقة. وكان الكهنة الصامتون يعزونهم مباشرة ويودعونهم بجوار الفرن. ولهذا السبب، جعل هذا المقبرة تبدو هادئة بشكل مخيف.”
سحب دنكان نظرته من مسح الغرفة وتحدث إلى أجاثا، “بعد كل شيء، الحفاظ على نسخة مثل هذه في المنزل يبدو باهظًا إلى حد ما.”
تهفأ دنكان مقرًا. عندما اقتربا من نهاية المسار، توقف فجأة – ظهر كوخ حارس متواضع مع ضيف غير متوقع في المقدمة. كانت فتاة تبلغ من العمر حوالي اثني عشر عامًا، تشبه كرة ثلج ملفوفة بإحكام مع معطف شتوي أبيض سميك وقبعة ناعمة، تمسح الثلج بجد أمام المنزل بمكنسة بنفس طولها تقريبًا.
تهفأ دنكان مقرًا. عندما اقتربا من نهاية المسار، توقف فجأة – ظهر كوخ حارس متواضع مع ضيف غير متوقع في المقدمة. كانت فتاة تبلغ من العمر حوالي اثني عشر عامًا، تشبه كرة ثلج ملفوفة بإحكام مع معطف شتوي أبيض سميك وقبعة ناعمة، تمسح الثلج بجد أمام المنزل بمكنسة بنفس طولها تقريبًا.
“هل هذه آني؟” أدار دنكان رأسه قليلًا، متسائلًا بهدوء.
وأثناء حديثه، رفع نظره لمسح مسار المقبرة المهجورة والمنصات الفارغة المجاورة لها.
“نعم، كانت تزور هنا كل يوم خلال فترة عطلتها المدرسية، باستثناء الأيام الأولى من الأحكام العرفية،” أكدت أجاثا بهدوء.
“لكن هذا ليس اليوم،” انحنت شفتا لوكريشيا وابتسمت ابتسامة باهتة، “كيف يبدو الأمر عندما تنصب كرئيس تنفيذي لدولة مدينة؟ لقد سمعت شائعات عن عرض قادم ستقدم فيه نفسك للجمهور.”
“لقد مر الحارس المسن السابق، ولم يعين بديل له بعد. ولذلك فإن المقبرة تقع مؤقتًا تحت إشراف أقرب كنيسة. وبما أنها لا تسبب أي ضرر، تسمح لها الكنيسة بالذهاب والإياب كما يحلو لها.”
“في الواقع، كان ذلك عندما كشف الأب لأول مرة عن رؤية انهيار الحدود الوشيك في ‘المنطقة الداخلية’.”
“هل توافقين أيضًا على هذا؟”
“لكن هذا ليس اليوم،” انحنت شفتا لوكريشيا وابتسمت ابتسامة باهتة، “كيف يبدو الأمر عندما تنصب كرئيس تنفيذي لدولة مدينة؟ لقد سمعت شائعات عن عرض قادم ستقدم فيه نفسك للجمهور.”
“مممم…”
أخيرًا انتهت الفتاة المنشغلة بكنس الثلج أمام الكوخ النشاط من المسار. أدارت رأسها، وكان تعبيرها يعكس الدهشة عند رؤية الشخصين اللذين لا يظهران بعيدًا جدًا. وبعد لحظات قليلة من الصمت المذهول، ألقت المكنسة التي كانت تحملها جانبًا وركضت نحوهما بفرح، “الأخت حارسة البوابة، والعم دنكان!”
أخيرًا انتهت الفتاة المنشغلة بكنس الثلج أمام الكوخ النشاط من المسار. أدارت رأسها، وكان تعبيرها يعكس الدهشة عند رؤية الشخصين اللذين لا يظهران بعيدًا جدًا. وبعد لحظات قليلة من الصمت المذهول، ألقت المكنسة التي كانت تحملها جانبًا وركضت نحوهما بفرح، “الأخت حارسة البوابة، والعم دنكان!”
“إنه يكمل رقعة عيني،” رد تيريان، وهو يضبط الزر بالقرب من ياقة سترته ويلقي نظرة سريعة على صورة أخته في الكرة البلورية، “هل أنت هنا فقط لمضايقتي؟”
استقبلت آني بمرح الوجهين المألوفين أمامها. ومع ذلك، بعد تعجبها، كما لو كانت تتذكر شيئًا ما، قامت على الفور بتقويم وضعيتها ووجهت نظرها نحو أجاثا، “ذكرت أمي أنني يجب أن أخاطبك إما حارسة البوابة أو رئيس الأساقفة…”
من الوهج الناعم، تجسدت صورة لوكريشيا. استطلعت تيريان، مرتديًا ثوبًا أسودًا قاتمًا، قائلة، “هذا الزي يناسبك جيدًا،” بلهجة “ساحرة البحر” المميزة.
“لا بأس، يمكنك مخاطبتي بأي شيء تشعرين بالراحة معه.” ضحكت أجاثا وهي تمد يدها لتربت على قبعة آني بلطف، “ألست تشعرين بالبرد؟”
“هل توافقين أيضًا على هذا؟”
“لا على الإطلاق،” هزت آني رأسها، ثم أمسكت بيد أجاثا وأشارت نحو الكوخ الذي ليس بعيدًا جدًا.
“لقد مر الحارس المسن السابق، ولم يعين بديل له بعد. ولذلك فإن المقبرة تقع مؤقتًا تحت إشراف أقرب كنيسة. وبما أنها لا تسبب أي ضرر، تسمح لها الكنيسة بالذهاب والإياب كما يحلو لها.”
“يديك تتجمد. تعالا لتدفئا بجوار النار. لقد قمت أيضًا بتخمير بعض شاي الأعشاب.”
“كان بإمكانهم ذات مرة الإبحار بشكل مستقيم في اتجاه واحد حتى أبحروا حول العالم، وعادوا للظهور من زاوية غير متوقعة،” تلا تيريان بهدوء هذه الآية الشهيرة والسخيفة من التاريخ. تدريجيًا، نهض من كرسيه خلف المكتب. انبعث اللحن الخافت للفرقة من خارج المكتب المقبب، وتردد صدى خطى تقترب من الردهة. لقد حانت أخيرًا ساعة تقديم رئيسها التنفيذي الجديد للمدينة.
استعدت أجاثا بشكل غريزي لرفض العرض بأدب، لكنها لاحظت أن دنكان قد بدأ بالفعل في السير نحو الكوخ. تفاجأت وتوقفت وقررت مرافقته. داخل منزل الحارس المرتب والمتواضع، اشتعلت النيران بشدة، وكان الحطب في الموقد يتشقق ويهسهس. تصاعد البخار من موقد الشاي المجاور له، وكان الدفء يحمل رائحة الأعشاب الواضحة والنكهة المرة. سكبت آني كوبين من الشاي الساخن ومدت الأكواب الساخنة نحو دنكان وأجاثا، “لقد أعددت هذا لحراس الكنيسة الذين سيأتون لاحقًا. حتى لو لم تشربي، يمكنكم استخدامه لتدفئة يديك.”
أما الشخصية الأخرى فكانت ترتدي رداء راهبة أسود بسيط، وكانت عيناها محميتين، وشعرها الرملي يتدلى للأسفل.
الآن فقط يبدو أن الفتاة تتذكر أن “الأخت حارسة البوابة” أمامها قد ماتت بالفعل.
هبت رياح شديدة البرودة عبر الشجيرات المتناثرة التي تصطف على طول الطريق. لقد انفجرت عبر سياج مظلم منحوت بشكل معقد، واجتاحت شواهد القبور الصامتة، وتدحرجت حول المنصات الشاغرة حاملة الجثث على جانبي الطريق قبل أن تتبدد في نهاية المطاف داخل المقبرة. شخصان يسيران على طول مسار المقبرة. أحدهما طويل القامة وقويًا بشكل استثنائي، يرتدي معطفًا أسود اللون ويتوج بقبعة مماثلة ذات لون أسود فاحم واسعة الحواف. كان جلده المرئي مخفيًا تحت طبقات من الضمادات، مما أعطى انطباعًا غريبًا للوهلة الأولى.
لم تشعر أجاثا بالإهانة وشكرتها، وتركت الكأس في يدها يدفئ تلك الأصابع تدريجيًا.
ثم لاحظت أن دنكان يلقي نظرة خاطفة حوله بشكل دوري.
“هل تشعرين بالدفء الآن؟” سألت آني مرة أخرى.
“أعتقد أن هذا يمكن أن يكون مكانًا جميلًا للاستقرار.”
كان فنجان الشاي والنار باردين أيضًا في عالمها، لكن أجاثا عرضت عليها ابتسامة لطيفة، “أكثر دفئًا بكثير.”
“هل هذه آني؟” أدار دنكان رأسه قليلًا، متسائلًا بهدوء.
ثم لاحظت أن دنكان يلقي نظرة خاطفة حوله بشكل دوري.
كان فنجان الشاي والنار باردين أيضًا في عالمها، لكن أجاثا عرضت عليها ابتسامة لطيفة، “أكثر دفئًا بكثير.”
“ما الذي تبحث عنه؟” سألته مرتبكًا.
الفصل 499 “يوم هادئ”
“أعتقد أن هذا يمكن أن يكون مكانًا جميلًا للاستقرار.”
أخذ تيريان نفسًا عميقًا، وحوّل نظره إلى الجانب الآخر من المكتب الفسيح المقبب. هناك، كان اثنان من البحارة الدائمين يلصقان علم الدولة المدينة الجديد على الحائط. وبجوار العلم، بقي هناك سطر من الكلمات الملهمة، محفورة بشكل لا يمحى بالقرب من الباب منذ نصف قرن مضى، “دعوا أكبر عدد ممكن من الناس يبقون على قيد الحياة.”
سحب دنكان نظرته من مسح الغرفة وتحدث إلى أجاثا، “بعد كل شيء، الحفاظ على نسخة مثل هذه في المنزل يبدو باهظًا إلى حد ما.”
“لا على الإطلاق،” هزت آني رأسها، ثم أمسكت بيد أجاثا وأشارت نحو الكوخ الذي ليس بعيدًا جدًا.
بدت أجاثا متفاجئة، وفهمت تدريجيًا معنى ذلك. ظهرت نظرة الدهشة على وجهها، “أنت… هل أنت…؟”
حمل وجهه علامة عين واحدة، وهو مشهد مهيب يقترب من المخيف. لكن إضافة زي تنفيذي جديد وأنيق وصندوق مليء بالجوائز اللامعة نجح في تخفيف حدته، وتحويله إلى شخصية ذات سلطة جديرة بالثقة – وهو بالضبط ما تحتاجه المدينة لرئيس تنفيذي صارم في هذه اللحظة الحاسمة.
“تحتاج الضائعة إلى مواصلة رحلتها، وهذا التجسد الذي يتواجد في المدينة يتطلب أيضًا مكانًا يعتبره موطنًا.”
توقف للحظات، ثم هز رأسه واستأنف الحديث، “لا أشعر بأي تغيير واضح لأن تسليم المهام الحكومية وعملية بناء الفريق قد أنجزا بالفعل. في الواقع، لقد كنت عالقًا في دوامة الواجبات التنفيذية حتى الآن. إن ما يسمى بـ ‘حفل الافتتاح’ اليوم هو مجرد إجراء شكلي عام.”
قال دنكان بلا مبالاة، “ليست هناك حاجة للقلق بشأن العثور على حارس جديد، فهذا قد يوفر عليك قدرًا كبيرًا من الجهد!”
بدت أجاثا متفاجئة، وفهمت تدريجيًا معنى ذلك. ظهرت نظرة الدهشة على وجهها، “أنت… هل أنت…؟”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.
ردًا على ذلك، اقترحت لوكريشيا بلا مبالاة، “أعتقد أنك يجب أن تكون صريحًا وجادًا. لا شك أن أولئك الذين يصلون إلى منصب الرؤساء التنفيذيين هم أذكياء أو على الأقل محاطون بكادر من المستشارين الحكماء. سيعرفون كيفية الرد. أنت تقدم لهم مجرد تذكير، ولا ترشدهم مثل المربية حول كيفية إنشاء نظام للإنذار المبكر،” وتابعت. “أنا على استعداد للتواصل مع جمعية المستكشفين. أوه، لا أستطيع الانتظار لرؤية رد فعلهم.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
توقف للحظات، ثم هز رأسه واستأنف الحديث، “لا أشعر بأي تغيير واضح لأن تسليم المهام الحكومية وعملية بناء الفريق قد أنجزا بالفعل. في الواقع، لقد كنت عالقًا في دوامة الواجبات التنفيذية حتى الآن. إن ما يسمى بـ ‘حفل الافتتاح’ اليوم هو مجرد إجراء شكلي عام.”
سحب دنكان نظرته من مسح الغرفة وتحدث إلى أجاثا، “بعد كل شيء، الحفاظ على نسخة مثل هذه في المنزل يبدو باهظًا إلى حد ما.”
كان فنجان الشاي والنار باردين أيضًا في عالمها، لكن أجاثا عرضت عليها ابتسامة لطيفة، “أكثر دفئًا بكثير.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
