اعتراض
الفصل 344 “اعتراض”
“حاضر يا سيدي!”
ظلت نظرة أجاثا مثبتة على السفينة التي تقترب فوق مساحة شاسعة من المحيط، وكان صوتها يتردد صداه مع برد جليدي.
وعلى مسافة بعيدة، واصلت السفينة المعروفة باسم “النورس” مسارها بأقصى سرعة. انقطع قوسه المخيف عبر الأمواج، وعلمه يرفرف بشدة في مهب الريح. وتصاعدت أعمدة كبيرة من الضباب الأبيض من المدخنة الشاهقة الموجودة في منتصف السفينة. داخل هذا الضباب الكثيف، العديد من الأصوات المخفية تصرخ معًا، مما يزيد من الجو الغريب. من مؤخرة النورس، تسربت مادة داكنة وسميكة إلى الأمواج، وبدت مثل الدم المتدفق من وحش ضخم.
“عفوًا، هل سمعتك بشكل صحيح؟” بدا الضابط الشاب الذي يقف بجانبها في حيرة من أمره، ويكافح لاستيعاب الكلمات التي سمعها للتو.
“لا تستسلم للهزيمة الآن أيها العقيد،” قاطعت أجاثا وهي تهز رأسها. “هجومنا له تأثير. لقد بدأ يضعف.”
متجاهلة ارتباك الضابط الصغير، استدارت أجاثا نحو العقيد ليستر وكررت، “أغرقه. هذا هو “المهاجم”، وهو وعاء ضخم يحمل ملوثات غير معروفة. لا أستطيع تأكيد ما يحمله، لكنني متأكد من أنه ليس النورس.”
“اشترك حسب رغبتك، وانتقل إلى استخدام القذائف الحارقة الخارقة للدروع، واستمر في الهجوم حتى يغرق الهدف،” أمر العقيد ليستر بلا عاطفة. “يجب أن يكون الأسطول الاحتياطي جاهزًا للاعتراض إذا فشل خط الدفاع الساحلي في إيقاف السفينة. حتى لو كان ذلك يتطلب الاصطدام، امنعوا تلك السفينة من الوصول إلى فروست!”
توقفت لفترة وجيزة، وكانت مفاصلها تحترق وهي تشدد قبضتها على عصاها، “أنا مستعدة لتحمل عواقب هذا القرار.”
أصبح الزئير الجماعي للأسلحة الأساسية للبوارج التي تطلق في انسجام تام هو العبء النهائي الذي حطم قدرة النورس على الصمود. ومع سقوط المزيد من القذائف الحارقة الخارقة للدروع على السفينة التي لم يعد من الممكن التعرف عليها الآن، بدأت في الانهيار.
بقي العقيد ليستر بلا حراك، وكان وجهه قناعًا جامدًا. لقد وقف بلا حراك في النسيم الجليدي لما بدا وكأنه أبدية حتى تردد صوت بوق السفينة البعيد مرة أخرى. كان الصوت أعلى، وأكثر إلحاحًا، إذ يحمل إحساسًا غريبًا بالهلاك الوشيك. وكسر الصمت الطويل وسأل، “سيدتي، هل أنت واثقة من دقة معلوماتك؟”
كانوا جميعًا متجهين إلى المنزل، وكذلك كان النورس…
أجابت أجاثا بصوت متوتر قليلًا وهي تزفر نفسًا خفيفًا، “أنا أثق في حكمي الشخصي أيها العقيد، وأنا على استعداد لقبول التداعيات.”
زأرت مدافع الدفاع الساحلي ردًا على ذلك، وأطلقت العنان لوابل مدمر تلو الآخر على “سفينة العدو” العنيدة. ركزت أبراج المدافع التي لا تعد ولا تحصى نيرانها المميتة على النورس، مما تسبب في قدر هائل من الضرر في فترة زمنية قصيرة بشكل ملحوظ. مثل هذا الضرر من شأنه أن يجعل أي سفينة تقليدية عاجزة إذا لم تغرق.
“أنت لست في وضع يسمح لك بقبول أي عواقب. ربما تكوني حارسة للبوابة، لكنك لست الشخص الذي يشرف على عمليات الميناء بشكل مباشر،” رد ليستر بهدوء، وعيناه مثبتتان على البحر البعيد. “أغرق تلك السفينة. أنا مستعد لمواجهة عواقب هذا القرار.”
“الجولة الأولى كانت في الغالب فاشلة. سرعة السفينة تتجاوز حساباتنا!”
وعلى مسافة بعيدة، واصلت السفينة المعروفة باسم “النورس” مسارها بأقصى سرعة. انقطع قوسه المخيف عبر الأمواج، وعلمه يرفرف بشدة في مهب الريح. وتصاعدت أعمدة كبيرة من الضباب الأبيض من المدخنة الشاهقة الموجودة في منتصف السفينة. داخل هذا الضباب الكثيف، العديد من الأصوات المخفية تصرخ معًا، مما يزيد من الجو الغريب. من مؤخرة النورس، تسربت مادة داكنة وسميكة إلى الأمواج، وبدت مثل الدم المتدفق من وحش ضخم.
رمشت أجاثا، وتراجعت اللمحة القصيرة عن عالم الروح من بصرها، وحل محلها الواقع الصارخ الذي ينكشف أمامها.
انطلق بوق السفينة مرة أخرى، وانفجرت المزيد من السحب البيضاء المتصاعدة من أعلى البارجة الفولاذية. يقطع البخار المضغوط الهواء، ويشبه صرخة وحشية من البحر العميق.
الفصل 344 “اعتراض”
تحركت الصور الظلية على عجل بالقرب من السور، وتتحرك ذهابًا وإيابًا في زي بحرية فروست، ويبدو أنها منشغلة في واجباتها. ومع ذلك، كانت الأسطح التي داسوا عليها ملساء ونابضة بشكل غريب، على شاكلة أوردة مخلوق.
لم تبطئ السفينة حتى بعد أن دمرت مدافع الدفاع الساحلي سطح السفينة الخلفي، وأزاحت المدخنة وهيكل الجسر، وطمس الجزء الذي وُضع الذخيرة والنواة البخارية فيه نظريًا.
في بعض الأحيان، كانت الأشكال المظلمة والطينية التي تشكل هذه الأشكال تذوب، وتندمج مع هيكل السفينة. في الوقت نفسه، سيظهر بحارة جدد، وينفصلون عن سطح السفينة وبدن السفينة في مشهد مزعج من التلوي والزحف والتعثر أثناء قيامهم بتنظيف سطح السفينة والتعامل مع الأعلام وإضاءة المصابيح.
كانوا جميعًا متجهين إلى المنزل، وكذلك كان النورس…
كانوا جميعًا متجهين إلى المنزل، وكذلك كان النورس…
حتى لو لم تغرق، كان ينبغي أن تتوقف الآن.
ومع ذلك، فقد ظهرت أنظمة الدفاع الساحلي الواسعة إلى الحياة في الميناء البعيد. تحطمت البوابات التي كانت تؤمن المدافع الضخمة على المنحدرات والأسوار البحرية والجدران الخرسانية المسلحة بالميناء الواحدة تلو الأخرى. برزت فوهات البنادق المخيفة إلى الخارج، وراحت أبراجها الضخمة تدور ببطء، مدفوعة بمجموعة معقدة من التروس والرافعات. كانت المصاعد الموجودة تحت الأرض تئن تحت الضغط أثناء قيامها بنقل القذائف من مخازن الذخيرة الموجودة تحت الأرض إلى المدافع الهائلة أعلاه. وسط هذا التنسيق الميكانيكي، ترددت أصداء قرع الأجراس والأبواق بشكل عاجل داخل الميناء وخارجه، وأمرت السفن التي لا تزال في البحر بالتهرب بسرعة وأمرت جميع المرافق داخل الميناء بالاستعداد للقتال.
في بعض الأحيان، كانت الأشكال المظلمة والطينية التي تشكل هذه الأشكال تذوب، وتندمج مع هيكل السفينة. في الوقت نفسه، سيظهر بحارة جدد، وينفصلون عن سطح السفينة وبدن السفينة في مشهد مزعج من التلوي والزحف والتعثر أثناء قيامهم بتنظيف سطح السفينة والتعامل مع الأعلام وإضاءة المصابيح.
قام النورس، كما لو كان يستشعر التهديد الوشيك، بزيادة سرعته قبل أن يدق الإنذار في فروست.
كانوا جميعًا متجهين إلى المنزل، وكذلك كان النورس…
اندلع البخار المتصاعد من السفينة، ودوى قرنها بلا انقطاع. زأرت السفينة بأكملها إلى الحياة من الداخل، صوت مثل وحش يستيقظ من سباته. انطلق البحارة عبر سطح السفينة، ووسط سحب الضباب الأبيض التي غطت المدخنة، أصبح من الممكن تمييز خطوط سوداء وحمراء. ارتفعت سرعة السفينة، واندفع محركها البخاري إلى أقصى حدوده المطلقة، يزأر مثل وحش مدوٍ يندفع عبر المحيط اللامحدود. واصطدمت الأمواج بالبدن، وازدادت قوتها وتردد صداها عبر البحر مثل الزئير المدوي لوحش مفترس!
“حاضر يا سيدي!”
في هذه المرحلة، بدأت مدافع فروست الدفاعية الساحلية هجومها، وأطلقت ألسنة اللهب والانفجارات الشديدة. أطلق وابل من القذائف التقليدية الخارقة للدروع، وكانت صفاراتها الحادة تخترق الهواء وهي ترسم قوسًا ناريًا عبر السماء قبل أن تهبط نحو المحيط البعيد.
مزقت انفجارات هائلة درعها، ودمرت الصواري، ومزقت أجزاء كبيرة من سطح السفينة عن بدن السفينة. انفجرت مادة داكنة تشبه الطين من أسفل السطح الخارجي الزائف مثل رذاذ الشرايين، لتغطي سطح المحيط.
وعندما تلامست القذائف مع الماء، انتشرت أعمدة شاهقة من المياه حول النورس، وبدأ ضباب خفيف يغطي البحر. خدشت بعض القذائف السفينة فحسب، لكن سرعتها لم تتأثر.
في بعض الأحيان، كانت الأشكال المظلمة والطينية التي تشكل هذه الأشكال تذوب، وتندمج مع هيكل السفينة. في الوقت نفسه، سيظهر بحارة جدد، وينفصلون عن سطح السفينة وبدن السفينة في مشهد مزعج من التلوي والزحف والتعثر أثناء قيامهم بتنظيف سطح السفينة والتعامل مع الأعلام وإضاءة المصابيح.
هزت الاهتزازات القوية الصادرة عن مدافع الدفاع الساحلي المنصة الموجودة أسفل قدمي أجاثا. بدا الأمر كما لو أن برج المراقبة بأكمله اهتز، وانهار تحت تأثير الوابل الذي لا هوادة فيه. وفي الوقت نفسه، سمعت شخصًا يبلغ عن مكان قريب.
وعندما تلامست القذائف مع الماء، انتشرت أعمدة شاهقة من المياه حول النورس، وبدأ ضباب خفيف يغطي البحر. خدشت بعض القذائف السفينة فحسب، لكن سرعتها لم تتأثر.
“الجولة الأولى كانت في الغالب فاشلة. سرعة السفينة تتجاوز حساباتنا!”
وسرعان ما لاحظ آخرون الوضع الغريب الذي يتكشف على المياه، وبدأ شعور واضح بالخوف يتخلل الغلاف الجوي.
“اشترك حسب رغبتك، وانتقل إلى استخدام القذائف الحارقة الخارقة للدروع، واستمر في الهجوم حتى يغرق الهدف،” أمر العقيد ليستر بلا عاطفة. “يجب أن يكون الأسطول الاحتياطي جاهزًا للاعتراض إذا فشل خط الدفاع الساحلي في إيقاف السفينة. حتى لو كان ذلك يتطلب الاصطدام، امنعوا تلك السفينة من الوصول إلى فروست!”
كانوا جميعًا متجهين إلى المنزل، وكذلك كان النورس…
“حاضر يا سيدي!”
“واصلوا القصف حتى يختفي تحت السطح،” أمر العقيد ليستر وهو يصر على أسنانه. ثم استدار فجأة نحو أجاثا بجانبه، “سيدتي، يرجى تنبيه الكاتدرائية على الفور. إذا فشلنا في وقف تقدمه هنا في الميناء، قد نحتاج إلى…”
مع تصلب تعبيره مثل الحجر، ركز العقيد ليستر على أعمدة المياه المرتفعة والدخان المنتشر في الأفق، وركزت نظراته على النورس وهو يتسارع نحو فروست. لم يعد هناك أي تردد في عينيه.
وعندما تلامست القذائف مع الماء، انتشرت أعمدة شاهقة من المياه حول النورس، وبدأ ضباب خفيف يغطي البحر. خدشت بعض القذائف السفينة فحسب، لكن سرعتها لم تتأثر.
ومما لاحظه حتى الآن، كان واضحًا له أن هذه السفينة ليست سفينة النورس المألوفة.
في بعض الأحيان، كانت الأشكال المظلمة والطينية التي تشكل هذه الأشكال تذوب، وتندمج مع هيكل السفينة. في الوقت نفسه، سيظهر بحارة جدد، وينفصلون عن سطح السفينة وبدن السفينة في مشهد مزعج من التلوي والزحف والتعثر أثناء قيامهم بتنظيف سطح السفينة والتعامل مع الأعلام وإضاءة المصابيح.
في مواجهة الهجوم المدفعي المتواصل من فروست، لم تظهر السفينة أي علامات على التباطؤ أو تشير إلى نواياها بالأعلام والأضواء اللازمة. بل على العكس من ذلك، فقد تسارعت بشكل أكبر، ودفعت نفسها إلى ما هو أبعد بكثير من قدراتها التصميمية المقصودة. ليست سفينة حربية من طراز فروست. انها وحشية.
رمشت أجاثا، وتراجعت اللمحة القصيرة عن عالم الروح من بصرها، وحل محلها الواقع الصارخ الذي ينكشف أمامها.
وحش يتنكر بمهارة في شكل سفينة تقليدية.
وعندما تلامست القذائف مع الماء، انتشرت أعمدة شاهقة من المياه حول النورس، وبدأ ضباب خفيف يغطي البحر. خدشت بعض القذائف السفينة فحسب، لكن سرعتها لم تتأثر.
انطلقت جميع مدافع الدفاع الساحلي إلى العمل، ووسط الطلقات المدوية، رسمت القذائف الحارقة الخارقة للدروع خطوطًا مشرقة لا تعد ولا تحصى عبر السماء. مثل هطول أمطار غزيرة، هطلت الأمطار على المياه حيث أبحر النورس بتحدٍ. اندلعت أعمدة هائلة من المياه الواحدة تلو الأخرى، ووسط غابة براعم المياه، اندفعت السفينة الصاخبة للأمام مثل وحش غاضب.
“اشترك حسب رغبتك، وانتقل إلى استخدام القذائف الحارقة الخارقة للدروع، واستمر في الهجوم حتى يغرق الهدف،” أمر العقيد ليستر بلا عاطفة. “يجب أن يكون الأسطول الاحتياطي جاهزًا للاعتراض إذا فشل خط الدفاع الساحلي في إيقاف السفينة. حتى لو كان ذلك يتطلب الاصطدام، امنعوا تلك السفينة من الوصول إلى فروست!”
ومع تضاؤل المسافة بين السفينة والمدافع وتعديل القصف المدفعي، بدأت القذائف أخيرًا تصيب بصماتها على النورس.
“لا تستسلم للهزيمة الآن أيها العقيد،” قاطعت أجاثا وهي تهز رأسها. “هجومنا له تأثير. لقد بدأ يضعف.”
مزقت انفجارات هائلة درعها، ودمرت الصواري، ومزقت أجزاء كبيرة من سطح السفينة عن بدن السفينة. انفجرت مادة داكنة تشبه الطين من أسفل السطح الخارجي الزائف مثل رذاذ الشرايين، لتغطي سطح المحيط.
في النهاية، استسلمت صافرة البخار للصمت، وتلاشت الأصوات المؤلمة والمزعجة تدريجيًا. بالإضافة إلى ذلك، بدأ زخمها الأمامي يتضاءل، مما أدى إلى ترسيب مسارات واسعة من الشوائب المظلمة أثناء تفككها وتفتتها على سطح البحر.
“بسماوي الموت! ما في العالم هو ذلك؟!” ظهر صوت شخص ما لا يستطيع إلا أن يلهث في عدم التصديق.
قام النورس، كما لو كان يستشعر التهديد الوشيك، بزيادة سرعته قبل أن يدق الإنذار في فروست.
من خلال منظارهم، لم يتمكن المراقبون الموجودون في برج المراقبة من تمييز الشكل الغريب الذي يظهر تحت البقايا المحطمة لسطح النورس.
“لا تستسلم للهزيمة الآن أيها العقيد،” قاطعت أجاثا وهي تهز رأسها. “هجومنا له تأثير. لقد بدأ يضعف.”
لكن ليستر ظل يركز بلا تردد على المشهد الذي يتكشف، وشدّت عضلات وجهه من التوتر.
انطلقت جميع مدافع الدفاع الساحلي إلى العمل، ووسط الطلقات المدوية، رسمت القذائف الحارقة الخارقة للدروع خطوطًا مشرقة لا تعد ولا تحصى عبر السماء. مثل هطول أمطار غزيرة، هطلت الأمطار على المياه حيث أبحر النورس بتحدٍ. اندلعت أعمدة هائلة من المياه الواحدة تلو الأخرى، ووسط غابة براعم المياه، اندفعت السفينة الصاخبة للأمام مثل وحش غاضب.
لم تبطئ السفينة حتى بعد أن دمرت مدافع الدفاع الساحلي سطح السفينة الخلفي، وأزاحت المدخنة وهيكل الجسر، وطمس الجزء الذي وُضع الذخيرة والنواة البخارية فيه نظريًا.
لكن ليستر ظل يركز بلا تردد على المشهد الذي يتكشف، وشدّت عضلات وجهه من التوتر.
زأرت مدافع الدفاع الساحلي ردًا على ذلك، وأطلقت العنان لوابل مدمر تلو الآخر على “سفينة العدو” العنيدة. ركزت أبراج المدافع التي لا تعد ولا تحصى نيرانها المميتة على النورس، مما تسبب في قدر هائل من الضرر في فترة زمنية قصيرة بشكل ملحوظ. مثل هذا الضرر من شأنه أن يجعل أي سفينة تقليدية عاجزة إذا لم تغرق.
وحش يتنكر بمهارة في شكل سفينة تقليدية.
حتى لو لم تغرق، كان ينبغي أن تتوقف الآن.
اندلع البخار المتصاعد من السفينة، ودوى قرنها بلا انقطاع. زأرت السفينة بأكملها إلى الحياة من الداخل، صوت مثل وحش يستيقظ من سباته. انطلق البحارة عبر سطح السفينة، ووسط سحب الضباب الأبيض التي غطت المدخنة، أصبح من الممكن تمييز خطوط سوداء وحمراء. ارتفعت سرعة السفينة، واندفع محركها البخاري إلى أقصى حدوده المطلقة، يزأر مثل وحش مدوٍ يندفع عبر المحيط اللامحدود. واصطدمت الأمواج بالبدن، وازدادت قوتها وتردد صداها عبر البحر مثل الزئير المدوي لوحش مفترس!
ومع ذلك، استمرت في الاندفاع إلى الأمام بأقصى سرعة.
“حاضر يا سيدي!”
وسرعان ما لاحظ آخرون الوضع الغريب الذي يتكشف على المياه، وبدأ شعور واضح بالخوف يتخلل الغلاف الجوي.
توقفت لفترة وجيزة، وكانت مفاصلها تحترق وهي تشدد قبضتها على عصاها، “أنا مستعدة لتحمل عواقب هذا القرار.”
“واصلوا القصف حتى يختفي تحت السطح،” أمر العقيد ليستر وهو يصر على أسنانه. ثم استدار فجأة نحو أجاثا بجانبه، “سيدتي، يرجى تنبيه الكاتدرائية على الفور. إذا فشلنا في وقف تقدمه هنا في الميناء، قد نحتاج إلى…”
انطلق بوق السفينة مرة أخرى، وانفجرت المزيد من السحب البيضاء المتصاعدة من أعلى البارجة الفولاذية. يقطع البخار المضغوط الهواء، ويشبه صرخة وحشية من البحر العميق.
“لا تستسلم للهزيمة الآن أيها العقيد،” قاطعت أجاثا وهي تهز رأسها. “هجومنا له تأثير. لقد بدأ يضعف.”
توقفت لفترة وجيزة، وكانت مفاصلها تحترق وهي تشدد قبضتها على عصاها، “أنا مستعدة لتحمل عواقب هذا القرار.”
ظلت نظرتها ثابتة على البحر البعيد وهي تتحدث، وومض شرارة خافتة من التصميم داخل عيني حارسة البوابة الشابة.
مع تصلب تعبيره مثل الحجر، ركز العقيد ليستر على أعمدة المياه المرتفعة والدخان المنتشر في الأفق، وركزت نظراته على النورس وهو يتسارع نحو فروست. لم يعد هناك أي تردد في عينيه.
المشهد الذي صور في نظرها لم يكن من العالم الملموس بل من عالم الروح الأثيري.
وعلى مسافة بعيدة، واصلت السفينة المعروفة باسم “النورس” مسارها بأقصى سرعة. انقطع قوسه المخيف عبر الأمواج، وعلمه يرفرف بشدة في مهب الريح. وتصاعدت أعمدة كبيرة من الضباب الأبيض من المدخنة الشاهقة الموجودة في منتصف السفينة. داخل هذا الضباب الكثيف، العديد من الأصوات المخفية تصرخ معًا، مما يزيد من الجو الغريب. من مؤخرة النورس، تسربت مادة داكنة وسميكة إلى الأمواج، وبدت مثل الدم المتدفق من وحش ضخم.
رأت الصورة الظلية السوداء المشوهة تتحلل، وخطوطها الفوضوية من الضوء والظل تتقشر بسرعة من الشكل الوحشي على البحر الهائج.
هذا المهاجم الغريب المرعب، الذي سعى إلى اختراق عتبة العالم المتحضر، توقف أخيرًا على بعد أميال قليلة من شواطئ فروست.
ربما لم يكن القصف المتواصل من مدافع الدفاع الساحلي قد “أباد” المحتال بشكل مباشر، لكنه دفعه فعليًا نحو حافة التدمير الذاتي الحاسمة.
“عفوًا، هل سمعتك بشكل صحيح؟” بدا الضابط الشاب الذي يقف بجانبها في حيرة من أمره، ويكافح لاستيعاب الكلمات التي سمعها للتو.
رمشت أجاثا، وتراجعت اللمحة القصيرة عن عالم الروح من بصرها، وحل محلها الواقع الصارخ الذي ينكشف أمامها.
مزقت انفجارات هائلة درعها، ودمرت الصواري، ومزقت أجزاء كبيرة من سطح السفينة عن بدن السفينة. انفجرت مادة داكنة تشبه الطين من أسفل السطح الخارجي الزائف مثل رذاذ الشرايين، لتغطي سطح المحيط.
واصلت مدافع الدفاع الساحلي هجومها وسرعان ما اندلعت وابل من النيران في مكان قريب.
واصلت مدافع الدفاع الساحلي هجومها وسرعان ما اندلعت وابل من النيران في مكان قريب.
أكمل الأسطول الراسخ في الميناء أخيرًا استعداداته القتالية وانضم إلى جهود صد المهاجم.
“حاضر يا سيدي!”
أصبح الزئير الجماعي للأسلحة الأساسية للبوارج التي تطلق في انسجام تام هو العبء النهائي الذي حطم قدرة النورس على الصمود. ومع سقوط المزيد من القذائف الحارقة الخارقة للدروع على السفينة التي لم يعد من الممكن التعرف عليها الآن، بدأت في الانهيار.
من خلال منظارهم، لم يتمكن المراقبون الموجودون في برج المراقبة من تمييز الشكل الغريب الذي يظهر تحت البقايا المحطمة لسطح النورس.
أولًا، انسلخت قطع كبيرة من السطح والبدن الخارجي، لتكشف عن الهيكل الملتوي والمظلم والبشع المختبئ بداخله. بعد ذلك، تلوت السفينة بأكملها من الألم، وتمزقت من مقدمة السفينة إلى مؤخرتها كما لو كانت تحاول تمزيق نفسها إلى شظايا. أطلق الكيان الذي كان يحاكي النورس ذات مرة تيارات لا حصر لها من الوحل الداكن بينما ينكسر بسرعة.
ظلت نظرتها ثابتة على البحر البعيد وهي تتحدث، وومض شرارة خافتة من التصميم داخل عيني حارسة البوابة الشابة.
في النهاية، استسلمت صافرة البخار للصمت، وتلاشت الأصوات المؤلمة والمزعجة تدريجيًا. بالإضافة إلى ذلك، بدأ زخمها الأمامي يتضاءل، مما أدى إلى ترسيب مسارات واسعة من الشوائب المظلمة أثناء تفككها وتفتتها على سطح البحر.
اندلع البخار المتصاعد من السفينة، ودوى قرنها بلا انقطاع. زأرت السفينة بأكملها إلى الحياة من الداخل، صوت مثل وحش يستيقظ من سباته. انطلق البحارة عبر سطح السفينة، ووسط سحب الضباب الأبيض التي غطت المدخنة، أصبح من الممكن تمييز خطوط سوداء وحمراء. ارتفعت سرعة السفينة، واندفع محركها البخاري إلى أقصى حدوده المطلقة، يزأر مثل وحش مدوٍ يندفع عبر المحيط اللامحدود. واصطدمت الأمواج بالبدن، وازدادت قوتها وتردد صداها عبر البحر مثل الزئير المدوي لوحش مفترس!
هذا المهاجم الغريب المرعب، الذي سعى إلى اختراق عتبة العالم المتحضر، توقف أخيرًا على بعد أميال قليلة من شواطئ فروست.
في هذه المرحلة، بدأت مدافع فروست الدفاعية الساحلية هجومها، وأطلقت ألسنة اللهب والانفجارات الشديدة. أطلق وابل من القذائف التقليدية الخارقة للدروع، وكانت صفاراتها الحادة تخترق الهواء وهي ترسم قوسًا ناريًا عبر السماء قبل أن تهبط نحو المحيط البعيد.
يووه، رجعنا بعد انقطاع خفيف، وأحب أبشركم اني خلصت امتحاناتي، يعني هنرجع لجدول احسن، واللي هو ٣ فصول يوميًا ما عدا الجمعة. نظرًا لزيادة طول الفصول، قررت اخلي الجدول ٣ بدلًا من ٥. لما اخلص روايتي الثانية هزيد من عدد الفصول ثاني. انتظرونا.
“حاضر يا سيدي!”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
انطلقت جميع مدافع الدفاع الساحلي إلى العمل، ووسط الطلقات المدوية، رسمت القذائف الحارقة الخارقة للدروع خطوطًا مشرقة لا تعد ولا تحصى عبر السماء. مثل هطول أمطار غزيرة، هطلت الأمطار على المياه حيث أبحر النورس بتحدٍ. اندلعت أعمدة هائلة من المياه الواحدة تلو الأخرى، ووسط غابة براعم المياه، اندفعت السفينة الصاخبة للأمام مثل وحش غاضب.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
أولًا، انسلخت قطع كبيرة من السطح والبدن الخارجي، لتكشف عن الهيكل الملتوي والمظلم والبشع المختبئ بداخله. بعد ذلك، تلوت السفينة بأكملها من الألم، وتمزقت من مقدمة السفينة إلى مؤخرتها كما لو كانت تحاول تمزيق نفسها إلى شظايا. أطلق الكيان الذي كان يحاكي النورس ذات مرة تيارات لا حصر لها من الوحل الداكن بينما ينكسر بسرعة.
انطلق بوق السفينة مرة أخرى، وانفجرت المزيد من السحب البيضاء المتصاعدة من أعلى البارجة الفولاذية. يقطع البخار المضغوط الهواء، ويشبه صرخة وحشية من البحر العميق.
حتى لو لم تغرق، كان ينبغي أن تتوقف الآن.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
