نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 294

بصمة إله الأرض (8)

بصمة إله الأرض (8)

الفصل 294: بصمة إله الأرض (8)

رايزاكيا هو مخلوقٌ متعجرف، ولن يترك سيينا وشأنها بعد أن حبسته لمئات السنين.

بعد توديع بلزاك، شرع يوجين ورفاقه في رحلة دؤوبة للتحضير لما سيأتي بعد ذلك. ومع ذلك، فإن إخضاع رايزاكيا لن يحدث داخل هذا العالم ولكن في الفراغ الأثيري الذي يقع بين الأبعاد. لاحظ يوجين منذ فترة طويلة التركيز الضئيل لطاقة السحرية الذي يتخلل هذا الفضاء الغريب. واجه السحرة قيودًا متزايدة داخل حدود هذا المكان، على عكس تلك التي واجهوها في أماكن أخرى. ومما زاد الأمر تعقيدًا هو التحدي الذي يمثله خصم يوجين، وهو تنين هائل وسيد حقيقي للفنون الغامضة. وفوق ذلك، إنه ليس تنينًا عاديًا؛ بل التنين الأسود رايزاكيا، المعروف بأنه أقوى التنانين.

أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.

 

 

يمكن إعتبار وجود رايزاكيا نفسه لعنة السحرة. علاوة على ذلك، فرضت البيئة التي أوقعته أعباء إضافية على ملقي التعاويذ، مما زاد من تقييد قدراتهم والحد من قوتهم.

 

 

بعد توديع بلزاك، شرع يوجين ورفاقه في رحلة دؤوبة للتحضير لما سيأتي بعد ذلك. ومع ذلك، فإن إخضاع رايزاكيا لن يحدث داخل هذا العالم ولكن في الفراغ الأثيري الذي يقع بين الأبعاد. لاحظ يوجين منذ فترة طويلة التركيز الضئيل لطاقة السحرية الذي يتخلل هذا الفضاء الغريب. واجه السحرة قيودًا متزايدة داخل حدود هذا المكان، على عكس تلك التي واجهوها في أماكن أخرى. ومما زاد الأمر تعقيدًا هو التحدي الذي يمثله خصم يوجين، وهو تنين هائل وسيد حقيقي للفنون الغامضة. وفوق ذلك، إنه ليس تنينًا عاديًا؛ بل التنين الأسود رايزاكيا، المعروف بأنه أقوى التنانين.

لكن ذلك ليس نهاية التحدي. فَـهناك إحتمال كبير لتعطل التواصل مع ملوك الأرواح داخل الفراغ بين الأبعاد. وبالمثل، فإن قدرات إستدعاء لوفليان، التي إعتمدت على مخلوقات من أبعاد بديلة، واجهت خطر الفشل.

 

 

 

وبعبارة أخرى، لم يستطِع يوجين أن يأمل في الإعتماد على تلقي المساعدة من الآخرين. شعر لوفليان وميلكيث بخيبة أمل وحزن عميق من هذه الحقيقة.

“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.

 

 

إن تصميم لوفليان الذي لا يتزعزع على إنقاذ سيينا الحكيمة، التي يمكن إعتبارها معلمه الأكبر، مسعى إعتبره جديرًا بالتضحية بحياته من أجله. وبالمثل، إمتلكت ميلكيث رغبة عميقة في تقديم مساعدتها في السعي لإنقاذ السيدة سيينا. بعد كل شيء، سيينا مثَّلتْ موضع إعجاب وتقديس بين جميع السحرة.

 

 

 

ومع ذلك، هناك فرصة جيدة أن يموتوا موتًا مثيرًا للشفقة. لذلك في مواجهة هذا الإحتمال المخيف، إتخذ يوجين قرارًا مصيريًا. بدلًا من طلب المساعدة من رفاقه، قرر مواجهة رايزاكيا وحده.

 

 

“حسنًا، حسنًا.” شخر يوجين.

“هل تستطيع؟” سألت ميلكيث.

ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.

 

‘ولكن، إذا كان أنت….’

بعد الانفصال عن بلزاك، اقتربت المجموعة من شجرة العالم بدلا من التوجه إلى عاصمة قبيلة كوتشيلا. من خلال القدرات المميزة لآكاشا إضافةً إلى رايميرا، إكتشفوا بابًا بالقرب من شجرة العالم — مدخلٌ لا يرتبط إلا بِـرايزاكيا نفسه.

“هذه السيدة لا تريد أن يقتلك التنين الأسود.”

 

“تراودني كل أنواع الأفكار.” شخر يوجين قبل أن يبدأ في أرجحة سيفه.

أجاب يوجين: “ليس الأمر كما لو أنني لا أملك فرصة.” ليس الأمر كما لو أن رايزاكيا سيكون في حالة ممتازة أيضًا. ظل التنين الأسود محاصرًا في الفضاء بين الأبعاد لمدة ثلاثمائة عام.

صيغة اللهب الأبيض لا تزال عند النجم السادس. لا يزال لديه مجال للتحسُّن. بدلا من ذلك، فكر في الشروع في السعي للبحث في عوالم هيلموث عن شظايا إضافية من سيف المون لايت. لقد إستمتع أيضًا بإمكانية أن تكشف عائلة لايونهارت، بمواردها الهائلة وتأثيرها، عن المزيد من الشظايا المشبعة بقوة السيف.

 

 

تمتلك التنانين قدرة رائعة على التحمل دون الحاجة إلى القوت، لا الطعام ولا الشراب. ومع ذلك، فإن التركيز المتناثر للطاقة السحرية في الفجوة بين الأبعاد غير كاف على الإطلاق للحفاظ على رايزاكيا في أي مظهر من مظاهر الراحة. وهكذا، لم يجد التنين الهائل بديلًا سوى الإعتماد على إحتياطياته الخاصة من الطاقة السحرية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

دون أي سبب مقنع لرفض إقتراح لوفليان، رحب يوجين بعرضه بأذرع مفتوحة. وهكذا، لم يدخر لوفليان وميلكيث أي جهد، حيث جمعا بلا كلل كل أثر ضئيل لطاقة السحرية يمكنهم العثور عليه على طول رحلتهم نحو شجرة العالم وخزَّناها بدقة داخل آكاشا.

هناك الكثير من الأشياء للقلق بشأنها. أولًا، كم من الطاقة السحرية المخزنة في قلبه قد إستُهلِكَتْ؟ علاوة على ذلك، لم يستطع يوجين أن ينسى أن رايزاكيا ليس تنينا عاديا. إنه وجود مميز — تنين شيطاني.

 

 

 

تميز رايزاكيا كشخصية غير مسبوقة بين التنانين الساقطة، وهو وجود فريد لا مثيل له من قبل. على عكس السحرة السود الذين أقاموا عقودًا مع ملك الشياطين، لم يختَر رايزاكيا هذا المسار. بدلًا من ذلك، إعتنق عن طيب خاطر التأثير المُفسِد لقوة هيلموث المظلمة، مما سمح لنفسه بالتلوث بحقدها.

أجاب يوجين: “ليس الأمر كما لو أنني لا أملك فرصة.” ليس الأمر كما لو أن رايزاكيا سيكون في حالة ممتازة أيضًا. ظل التنين الأسود محاصرًا في الفضاء بين الأبعاد لمدة ثلاثمائة عام.

 

 

هناك العديد من أوجه عدم اليقين فيما يتعلق برايزاكيا. ومع ذلك، يدرك يوجين بوضوح العيوب التي يمتلكها في المعركة ضد التنين الأسود.

رد لوفليان قائلًا: “لمعلوماتك، إنه من غير اللائق أن تسألي هذا السؤال من الأساس.” بطبيعة الحال، لم تشعر ميلكيث بأي خجل على الإطلاق.

 

بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟

في البداية، لم يستطع إستخدام الإنبعاث في المعركة القادمة. يؤدي الإنبعاث إلى تضخيم قوة يوجين من خلال السيطرة على الطاقة السحرية والأرواح البدائية في المناطق المحيطة، لذلك سيكون من الصعب الإستفادة بشكل كامل من القدرة على أكمل وجه في مكانٍ خالٍ من الأرواح البدائية وشحيح من حيث الطاقة السحرية.

 

 

“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”

“همم….أعتقد أنني قد أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة فيما يتعلق بهذه المسألة.”

 

 

بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.

تلقى يوجين المساعدة من كل من لوفليان وميلكيث في خلق الإنبعاث، لذلك فَـهُما يدركان جيدًا العيوب التي واجهها يوجين.

أراد أن يراها، لإنقاذها في أسرع وقت ممكن. لن يكون قادرًا على تقبل ذلك إذا حدث شيء ما، ولم يعد بإمكانه إنقاذها إذا ماتت.

 

على الرغم من أن آكاشا لديها بالفعل خزان ضخم من الطاقة السحرية، إلا أنه ليس متاحًا لِـيوجين لإستخدامه بحرية. هذا بسبب تخصيص الطاقة السحرية الموجودة داخل قلب التنين لإظهار قوى آكاشا المتنوعة، وكذلك لتحقيق سحر يوجين.

“سيد البرج الأبيض وأنا يمكن أن نقدم لك الطاقة السحرية خاصتنا، والتي يمكنك تخزينها في آكاشا. إذا إستطعنا أن نقدم لك أكبر قدر ممكن من الطاقة السحرية، فَسَـتتمكن من الإستفادة من الإنبعاث في صدع الأبعاد.” تابع لوفليان.

“هل أنت….بخير؟” سأل سيان.

 

ذلك لأنه تكلم مع سيينا وأيضًا لأنه يعرف وضعها. لقد بكت تلك الفتاة الغبية أمامه. لقد وعد بإنقاذها بينما يحاول التصرف بشجاعة مثل الأحمق.

“هل لا بأس في ذلك حقًا؟” سأل يوجين.

 

 

“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.

“هذا غير مهم بالنسبة لي. حتى صِرتُ غير قادر على إستخدام السحر لفترة من الوقت، أريد أن أكون قوة لك وللسيدة سيينا.” أجاب لوفليان. سوف تتجدد الطاقة السحرية بشكل طبيعي بمرور الوقت، لكن لا يزال من المميت أن يعيش السحرة بلا طاقة سحرية تمامًا، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة.

 

 

“هل تقول أنه يمكنك إمساك يد السيدة سيينا وقتما تشاء، السير يوجين؟” صاحت مير، ولم تفوت أي كلمة همس بها يوجين. قفزت صعودًا وهبوطًا بإبتسامة مشرقة. “حسنًا، بالطبع! بعد كل شيء، فعلت أنت والسيدة سيينا ذلك معًا.”

“…..لماذا أنا أيضًا؟” سألت ميلكيث.

 

 

أجاب لوفليان: “حتى لو نفدت الطاقة السحرية، يمكنك الحصول على مساعدة من ملوك الأرواح على أي حال.”

أجاب لوفليان: “حتى لو نفدت الطاقة السحرية، يمكنك الحصول على مساعدة من ملوك الأرواح على أي حال.”

لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.

 

“لا بد أنك نسيت، لكن يمكنني قراءة أفكارك السطحية. أعلم بالفعل أنه كلما فكرت في السيدة سيينا، فأنت تفكر دائمًا في ذاكرتك عن فعل ذلك معها.” تابعت مير بإثارة.

“هذا صحيح، ولكن….همف. الآن بعد أن طرحت الفكرة، سيكون من غير اللائق قليلًا لو قُلتُ لا، صحيح؟” سألت ميلكيث.

 

 

“ماذا؟”

رد لوفليان قائلًا: “لمعلوماتك، إنه من غير اللائق أن تسألي هذا السؤال من الأساس.” بطبيعة الحال، لم تشعر ميلكيث بأي خجل على الإطلاق.

طبيعة مير المؤذية أغرتها لتسليط المزيد من الضغط على يوجين، لكن لقاءاتها السابقة علمتها عواقب دفع حظها بعيدًا جدًا — ضربة على الرأس هو مصيرٌ رغبت في تجنبه. على عجل، تراجعت مرة أخرى إلى ملاذ عباءته، مدركة جيدًا للإحباط الغاضب الذي يغلي بداخله.

 

لسوء الحظ، لم تتمكن كريستينا من الإنضمام إليه في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. يحمل الإمتداد المجهول بين الأبعاد مخاطر متأصلة، وهناك إحتمال واضح بأن انيسيه، كَـشكل من أشكال الأرواح، قد تختفي خلال رحلتهم الشاقة. كل من كريستينا وانيسيه على دراية تامة بهذه المخاطر.

دون أي سبب مقنع لرفض إقتراح لوفليان، رحب يوجين بعرضه بأذرع مفتوحة. وهكذا، لم يدخر لوفليان وميلكيث أي جهد، حيث جمعا بلا كلل كل أثر ضئيل لطاقة السحرية يمكنهم العثور عليه على طول رحلتهم نحو شجرة العالم وخزَّناها بدقة داخل آكاشا.

 

 

 

على الرغم من أن آكاشا لديها بالفعل خزان ضخم من الطاقة السحرية، إلا أنه ليس متاحًا لِـيوجين لإستخدامه بحرية. هذا بسبب تخصيص الطاقة السحرية الموجودة داخل قلب التنين لإظهار قوى آكاشا المتنوعة، وكذلك لتحقيق سحر يوجين.

 

 

“لذلك….تعتقد هذه السيدة أنه قد يكون من الأفضل لنا العودة الآن. حسنًا، أنا قلقة عليك و—”

‘سيكون إنتحارًا بالنسبة لي أن أشرك في معركة سحر مع رايزاكيا.’

إحتلت سيينا، الفتاة التعيسة والساذجة، عقل يوجين. شكلها الرقيق يحمل جرحًا عميقًا، تجويفًا كبيرًا في صدرها، ووجودها ذاته مستمر فقط من خلال القوى المعجزة لشجرة العالم. كل لحظة تمر كثفت الخوف المحيط بحالتها الهشة، تُرِكَ عدم اليقين معلقًا على مستقبلهًا، حياتها على حافة الهاوية، مع التهديد الذي يلوح في الأفق بالزوال الوشيك.

لن يستخدم أي سحرٍ سوى الإنبعاث. في المعركة القادمة ضد رايزاكيا، سَـيحتاج يوجين إلى القتال تمامًا كمحارب.

‘أستطيع قتله.’

 

كلماته موجهة إلى نفسه، وهو يعلم جيدًا أنه متوترٌ وقلق.

لم يستطع إلا أن يتساءل عن هل بإمكانه فعل ذلك.

 

 

 

لم يرغب في التفكير بالأمر، لكن الأسئلة ظلت تظهر في ذهنه كلما إقترب من شجرة العالم.

 

 

 

هل ذلك ممكن بالنسبة له مع من هو الآن؟ إنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه في حياته السابقة. في الواقع، إنه كذلك منذ فترة طويلة.

 

 

“آه، هذا جيد لك.” قال يوجين: “إذا مُت، فسوف يعتني بك والدك بشكل ممتاز.”

لكن هل ذلك يكفي؟ لم يستطع الإجابة. دوقات هيلموث الثلاثة — شفرة الحصار، ملكة شياطين الليل والتنين الشيطاني — هؤلاء الثلاثة جميعًا هم أعداء لم يستطع هزيمتهم بمفرده في حياته السابقة. بدلًا من ذلك، إنهم أعداء لا يمكنه قتلهم إلا مع حضور جميع أعضاء مجموعة البطل الخمسة.

لم يعد بإمكان سيان رؤية شخصية يوجين.

 

 

لكنه لا يمتلك أحد لمساعدته هذه المرة. عمل مولون كَـحائط صد عن الشمال ضد نـور، ولم يعرف يوجين ما إذا كان فيرموث حيًا أم ميتًا أو لماذا سأل مولون عن مثل هذا الشيء.

“أين نذهب؟” سأل يوجين.

 

 

حلل يوجين الوضع بصمت، وضع نقص المساعدة من رفاقه السابقين.

ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.

 

أراد إنقاذ سيينا. في النهاية، هذا هو السبب في أنه سَـيمضي قدمًا في إخضاع رايزاكيا.

لسوء الحظ، لم تتمكن كريستينا من الإنضمام إليه في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. يحمل الإمتداد المجهول بين الأبعاد مخاطر متأصلة، وهناك إحتمال واضح بأن انيسيه، كَـشكل من أشكال الأرواح، قد تختفي خلال رحلتهم الشاقة. كل من كريستينا وانيسيه على دراية تامة بهذه المخاطر.

في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.

 

 

وهكذا، كل يوم، قدم الإثنان صلواتهما بحرارة من أجل رفاهية يوجين. يجلسان معًا، واضعَينِ آلتاير، السيف المقدس، على أحضانهم، ويوجهون تفانيهم الصادق إلى صبها بأكبر عدد ممكن من المعجزات التي يمكن أن تحشدها قدراتهما المشتركة.

 

 

 

“أوه، النور المقدس….”

 

دعا الإثنان إلههما مرارًا وتكرارًا. توسل الإثنان لِـيحقق يوجين إرادته، وأن ينجح في القضاء على التنين الأسود الفاسد، وألَّا يموت أو يعاني من أي جروح لا يمكن إصلاحها. صلوا أنه سيعود إليهم بإبتسامة مشرقة.

 

 

تأخر صوته عندما رأى وجه يوجين، متجمدًا بصلابة غير معهودة، بينما تشبث شعره الرطب بجبهته، مبتلًا بالعرق. لم يستطِع سيان إلا أن يشعر بموجة من القلق؛ توقفت أنفاسه للحظات في حلقه بسبب ما رآه.

“هاها….” ضحك يوجين أثناء النظر إلى النار. أن يكون الكثير من الناس قلقين بشأنه هو….لا، بصرف النظر عن ذلك، إنجرفت نظرته نحو أصابعه الملقاة على ركبته. على الرغم من بذل قصارى جهده للحفاظ على الهدوء، إلا أن رجفة لا إرادية حدثت، وخانته حواسه التي سيطرت على كيانه.

كوابيسها تزداد سوءًا مع إقترابها من شجرة العالم.

 

 

هل كان عصبيًا هكذا في أي وقتٍ مضى بعد أن ولد من جديد كَـيوجين؟ بصرف النظر عن عندما واجه فجأة ملك الحصار الشيطاني، هل شعر بمثل هذا القلق و….الخوف قبل قتال عدو؟

 

‘لو إمتلكت المزيد من الوقت للتحضير….’

“و….إذا تم إ-إبتلاع هذه السيدة من قبل شيء ما….”

صيغة اللهب الأبيض لا تزال عند النجم السادس. لا يزال لديه مجال للتحسُّن. بدلا من ذلك، فكر في الشروع في السعي للبحث في عوالم هيلموث عن شظايا إضافية من سيف المون لايت. لقد إستمتع أيضًا بإمكانية أن تكشف عائلة لايونهارت، بمواردها الهائلة وتأثيرها، عن المزيد من الشظايا المشبعة بقوة السيف.

“…..لماذا أنا أيضًا؟” سألت ميلكيث.

 

“لا، هذا لأنكِ خائفة.”

لكن مهما كان الأمر، فقد إحتاج إلى مزيد من الوقت….هل يمتلك مثل هذه الرفاهية، الوقت؟ لم يعلم. هل يمكنه حتى البحث عن شظايا سيف المون لايت بالمال والنفوذ؟ لا، سيكون هذا مستحيلًا.

إن تصميم لوفليان الذي لا يتزعزع على إنقاذ سيينا الحكيمة، التي يمكن إعتبارها معلمه الأكبر، مسعى إعتبره جديرًا بالتضحية بحياته من أجله. وبالمثل، إمتلكت ميلكيث رغبة عميقة في تقديم مساعدتها في السعي لإنقاذ السيدة سيينا. بعد كل شيء، سيينا مثَّلتْ موضع إعجاب وتقديس بين جميع السحرة.

 

“آغغغغ!” بمجرد دخولها، صرخت رايميرا.

عرفت الشياطين الأقدم عن سيف المون لايت. على وجه الخصوص، عرف غافيد ليندمان ونوير جيابيلا مدى إزعاج سيف المون لايت.

 

 

 

عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.

عاد كابوس مؤلم إلى الظهور في وعي رايميرا، مستذكرةً بوضوح الإحساس بالإبتلاع الكامل. أرسلت الذاكرة المروعة الرعشات أسفل عمودها الفقري، مما جعلها تتجعد غريزيًا، بحثا عن العزاء من الهزات التي مرت عبر جسدها.

 

فجأة، كسر صوت مير الصمت وهي تخرج رأسها من تحت عباءة يوجين. تخبطت للعثور على كلمات الراحة لتهدئة مخاوفه وقلقه لكنها إختارت في النهاية التزام الصمت، معطية إياه المساحة لإيجاد الهدوء. كما توقعت، إنتهى الأمر بِـيوجين بإستعادة رباطة الجأش من تلقاء نفسه.

بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟

لكن هل ذلك يكفي؟ لم يستطع الإجابة. دوقات هيلموث الثلاثة — شفرة الحصار، ملكة شياطين الليل والتنين الشيطاني — هؤلاء الثلاثة جميعًا هم أعداء لم يستطع هزيمتهم بمفرده في حياته السابقة. بدلًا من ذلك، إنهم أعداء لا يمكنه قتلهم إلا مع حضور جميع أعضاء مجموعة البطل الخمسة.

‘رايزاكيا مشكلةٌ أيضًا. إنه ليس عاجزًا تمامًا. إنه يناضل من أجل وقته بينما يحمي نفسه في الفجوة بين الأبعاد، في إنتظار فرصة للهروب….’

دعا الإثنان إلههما مرارًا وتكرارًا. توسل الإثنان لِـيحقق يوجين إرادته، وأن ينجح في القضاء على التنين الأسود الفاسد، وألَّا يموت أو يعاني من أي جروح لا يمكن إصلاحها. صلوا أنه سيعود إليهم بإبتسامة مشرقة.

إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.

“هذ-هذه السيدة لا تعرف أيضًا.”

 

لكنه لا يمتلك أحد لمساعدته هذه المرة. عمل مولون كَـحائط صد عن الشمال ضد نـور، ولم يعرف يوجين ما إذا كان فيرموث حيًا أم ميتًا أو لماذا سأل مولون عن مثل هذا الشيء.

كوابيسها تزداد سوءًا مع إقترابها من شجرة العالم.

“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.

 

هل إعتقد ذلك حقًا؟

على الرغم من جهودها لإخفاء ذلك، حدث تغيير ملحوظ على رايميرا. تدريجيًا، توقفت عن المشاركة في وجبات الطعام وحاولت أكثر قمع أصوات كوابيسها المؤلمة التي تطاردها كل ليلة. كريستينا، التي تكفلت برعايتها، بذلت قصارى جهدها لمساعدة رايميرا في العثور على الخلاص، بإستخدام سحرها الإلهي لجلب الراحة إلى نومها المضطرب وإحتضانها في أحضان مريحة. ومع ذلك، في تلك اللحظات التي تكون فيها كريستينا مغمورة في صلواتها، لم يوجد من يقدم إحتضانًا مهدئًا.

 

 

 

‘أصبح تأثير شر رايزاكيا أقوى، إنه يؤثر عليها.’

 

جعل هذا يوجين متوترًا لمعرفة أن رايزاكيا يستطيع إجراء مثل هذا التدخل. ماذا لو هرب رايزاكيا بينما يوجين يبني ثقته لقتل التنين الأسود؟ تمكنت سيينا من البقاء على قيد الحياة لعدة قرون بسبب معجزة شجرة العالم وغياب رايزاكيا، مصدر لعنتها، من هذا العالم.

لقد سمح لها بدخول عباءته حتى لا تتأذى، وأمسك يدها أحيانا داخل العباءة عندما ترتجف كثيرًا….

 

“هل لا بأس في ذلك حقًا؟” سأل يوجين.

هل يمكن أن تستمر معجزة شجرة العالم في حماية سيينا حتى عندما يهرب رايزاكيا من سجنه ويعود إلى هذا العالم؟

 

‘محالٌ أن يترك ذلك السحلية سيينا وشأنها.’

“هممم….” أخمد يوجين غضبه.

رايزاكيا هو مخلوقٌ متعجرف، ولن يترك سيينا وشأنها بعد أن حبسته لمئات السنين.

 

 

 

حدق يوجين في النار للحظة قبل أن يرتفع.

هل إعتقد ذلك حقًا؟

 

 

إذا أراد أن يُصفّي عقله من الأفكار السيئة، فَـتحريك جسده أفضل من النوم.

هل ذلك ممكن بالنسبة له مع من هو الآن؟ إنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه في حياته السابقة. في الواقع، إنه كذلك منذ فترة طويلة.

 

 

“هل أنت ذاهب إلى مكان ما؟” سأل سيان، ورفع نظرته لمقابلة وجه يوجين.

تراجعت أكتاف رايميرا مرة أخرى، مثقلةً بعبء خوفها. أدى وجود التنين الأسود الذي يلوح في الأفق إلى تكثيف كوابيسها، مما أدى إلى تعذيبها بكثافة متزايدة حيث جعلتهم رحلتهم أقرب إلى التنين الأسود. أصاب الأرق قلبها وعقلها، مما أدى إلى تفاقم الخوف الذي إستحوذ على كيانها.

 

 

تأخر صوته عندما رأى وجه يوجين، متجمدًا بصلابة غير معهودة، بينما تشبث شعره الرطب بجبهته، مبتلًا بالعرق. لم يستطِع سيان إلا أن يشعر بموجة من القلق؛ توقفت أنفاسه للحظات في حلقه بسبب ما رآه.

“همم….أعتقد أنني قد أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة فيما يتعلق بهذه المسألة.”

 

 

ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.

“و….إذا تم إ-إبتلاع هذه السيدة من قبل شيء ما….”

 

 

“هل أنت….بخير؟” سأل سيان.

 

 

سمع السعال من وراء شجرة. خرج رأس شخص ما من ورائها. “هذه السيدة كانت على وشك مساعدتك لأنك بدوتَ خائفًا، ولكن هل أنت أفضل الآن؟”

أجاب يوجين: “لم أستطع النوم.” مبتسمًا نحو سيان، على الرغم من أن عينيه خانتاه مظهرتان التعب الذي ظل قائمًا. وأشار إلى الجزء الخلفي من المخيم. “سأقوم فقط بأرجحة سيفي قليلا، لذلك لا تقلق بشأني، واخلد إلى النوم. لا جدوى من القلق علي.”

 

ولكن كيف يمكن لمثل هذه الكلمات البسيطة أن تروي قلق سيان؟ وقف للحاق بِـيوجين، لكن يوجين هز رأسه بقوة.

 

 

في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.

“أريد أن أركز مع نفسي.”

تسبب إنتقام مير في إهتزاز العباءة.

في النهاية، جلس سيان مرة أخرى في مقعده، يداه مشدودتان بإحكام بينما يشاهد شخصية أخيه تختفي في الظلام. لم يستسلم للشعور بالعجز أو أي شعور مماثل. بدلا من ذلك، إمتلأ قلبه فقط بقلق عميق على يوجين. بينما لم يستطع سيان التعاطف تمامًا مع الأعباء التي تثقل كاهل يوجين، ظل قلقه على أخيه قائمًا.

لقد بذل قصارى جهده. لم يضيع حتى ثانية واحدة بعد تناسخه، وكل لحظة كانت جزءًا مهمًا من السماح له بأن يصبح كما هو الآن.

 

بالاضافة إلى ذلك، ماذا عن ملك الحصار الشيطاني؟ لِـكم من الوقت سينتظر ملك الشياطين الغامض يوجين؟ لِـكم من الوقت سيكون على إستعداد لإنتظار يوجين في بابل، كما أعلن؟

بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.

 

 

أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.

إنه إنجازٌ لا يمكن تصوره بالنسبة لسيان أن يقاتل ويقتل مثل هذا الوجود.

 

 

 

‘ولكن، إذا كان أنت….’

 

هل إعتقد ذلك حقًا؟

 

لم يعد بإمكان سيان رؤية شخصية يوجين.

 

 

حدق يوجين في النار للحظة قبل أن يرتفع.

أراد أن يعتقد أن يوجين سيكون على ما يرام، كما هو الحال دائمًا. حتى لو واجه يوجين تحديًا لا يمكن تصوره، أراد سيان أن يؤمن بِـيوجين. لا، بدلًا من ذلك، عليه أن يؤمن يوجين.

دعا الإثنان إلههما مرارًا وتكرارًا. توسل الإثنان لِـيحقق يوجين إرادته، وأن ينجح في القضاء على التنين الأسود الفاسد، وألَّا يموت أو يعاني من أي جروح لا يمكن إصلاحها. صلوا أنه سيعود إليهم بإبتسامة مشرقة.

 

 

لم يتجول يوجين بعيدا عن المخيم. لم يعتقد أن المشي لمسافات طويلة سَـيساعد على تهدئة قلبه. وهكذا، بعد المشي لمسافة جيدة، إستلَّ يوجين سيفه.

“آآآآآآ! هذا مؤلم! هذا مؤلم!”

 

 

إنه سيفٌ عادي بسيط. ليس السيف الذي سَـيستخدمه ضد رايزاكيا في المعركة القادمة. حيث من المحتمل أن يعتمد على السيف المقدس وسيف المون لايت في المعركة.

حلل يوجين الوضع بصمت، وضع نقص المساعدة من رفاقه السابقين.

 

أجاب يوجين: “لم أستطع النوم.” مبتسمًا نحو سيان، على الرغم من أن عينيه خانتاه مظهرتان التعب الذي ظل قائمًا. وأشار إلى الجزء الخلفي من المخيم. “سأقوم فقط بأرجحة سيفي قليلا، لذلك لا تقلق بشأني، واخلد إلى النوم. لا جدوى من القلق علي.”

في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.

 

 

لكن هل ذلك يكفي؟ لم يستطع الإجابة. دوقات هيلموث الثلاثة — شفرة الحصار، ملكة شياطين الليل والتنين الشيطاني — هؤلاء الثلاثة جميعًا هم أعداء لم يستطع هزيمتهم بمفرده في حياته السابقة. بدلًا من ذلك، إنهم أعداء لا يمكنه قتلهم إلا مع حضور جميع أعضاء مجموعة البطل الخمسة.

“تراودني كل أنواع الأفكار.” شخر يوجين قبل أن يبدأ في أرجحة سيفه.

 

 

 

بطبيعة الحال، وبخ نفسه للغرق في مثل هذه الفكرة الحمقاء. صحيحٌ أن الأسلحة التي يمتلكها الآن تجاوزت أي شيء كان يمتلكه في حياته السابقة، من كل جانب. ومع ذلك، على عكس قلقه الذي لا أساس له، لم تتضاءل مهاراته الخاصة، بل أصبحت أكثر حدة وصقلًا. كانت رحلة شحذ قدراته سعيًا لا هوادة فيه لتحقيق الكمال، ومواءمة إتقانه مع الأسلحة الرائعة الممنوحة له.

شككت رايميرا في خوفها. لماذا هي خائفة جدا من الإقتراب من والدها، التنين الأسود؟

 

 

لقد بذل قصارى جهده لكسب الثقة. ذلك حتى يتمكن من الفوز في كل موقف قد يواجهه. ذلك لأن أعدائه أقوياء للغاية. لهذا السبب شحذ نفسه بشدة. واصل التدريب وتعلم السحر وخلق مهارات جديدة.

ذلك لأنه تكلم مع سيينا وأيضًا لأنه يعرف وضعها. لقد بكت تلك الفتاة الغبية أمامه. لقد وعد بإنقاذها بينما يحاول التصرف بشجاعة مثل الأحمق.

 

 

لقد بذل قصارى جهده. لم يضيع حتى ثانية واحدة بعد تناسخه، وكل لحظة كانت جزءًا مهمًا من السماح له بأن يصبح كما هو الآن.

‘ولكن، إذا كان أنت….’

 

بعد توديع بلزاك، شرع يوجين ورفاقه في رحلة دؤوبة للتحضير لما سيأتي بعد ذلك. ومع ذلك، فإن إخضاع رايزاكيا لن يحدث داخل هذا العالم ولكن في الفراغ الأثيري الذي يقع بين الأبعاد. لاحظ يوجين منذ فترة طويلة التركيز الضئيل لطاقة السحرية الذي يتخلل هذا الفضاء الغريب. واجه السحرة قيودًا متزايدة داخل حدود هذا المكان، على عكس تلك التي واجهوها في أماكن أخرى. ومما زاد الأمر تعقيدًا هو التحدي الذي يمثله خصم يوجين، وهو تنين هائل وسيد حقيقي للفنون الغامضة. وفوق ذلك، إنه ليس تنينًا عاديًا؛ بل التنين الأسود رايزاكيا، المعروف بأنه أقوى التنانين.

‘أستطيع قتله.’

الأمر ذاته الآن. سَـيمضي قدمًا لأنه أراد إنقاذ سيينا ولأنه لم يستطع تركها وشأنها.

ركز يوجين، منسجمًا بالكامل مع الأحاسيس التي تتجول في جسده. خاليًا من الطاقة السحرية، إحتضن السيف في قبضته، وشعر عن كثب بوزنه وملمسه كما لو أنه إمتدادٌ لذراعه. منحه هذا الوعي المتزايد القدرة على الإنخراط في المعركة دون الخضوع لتأثير أي ظرف من الظروف.

 

 

 

‘يمكنني إنقاذها.’

 

إحتلت سيينا، الفتاة التعيسة والساذجة، عقل يوجين. شكلها الرقيق يحمل جرحًا عميقًا، تجويفًا كبيرًا في صدرها، ووجودها ذاته مستمر فقط من خلال القوى المعجزة لشجرة العالم. كل لحظة تمر كثفت الخوف المحيط بحالتها الهشة، تُرِكَ عدم اليقين معلقًا على مستقبلهًا، حياتها على حافة الهاوية، مع التهديد الذي يلوح في الأفق بالزوال الوشيك.

 

 

 

أراد إنقاذ سيينا. في النهاية، هذا هو السبب في أنه سَـيمضي قدمًا في إخضاع رايزاكيا.

 

 

رايزاكيا هو مخلوقٌ متعجرف، ولن يترك سيينا وشأنها بعد أن حبسته لمئات السنين.

أراد أن يراها، لإنقاذها في أسرع وقت ممكن. لن يكون قادرًا على تقبل ذلك إذا حدث شيء ما، ولم يعد بإمكانه إنقاذها إذا ماتت.

ظل يوجين دائمًا مسترخيًا في ذكريات سيان. هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها يوجين متوترًا ومضطربًا.

 

 

لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.

“همم….أعتقد أنني قد أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة فيما يتعلق بهذه المسألة.”

 

 

أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.

 

 

أجاب لوفليان: “حتى لو نفدت الطاقة السحرية، يمكنك الحصول على مساعدة من ملوك الأرواح على أي حال.”

لقد خاض يوجين معركة مع مولون في ليهينجار لأنه لم يستطِع ترك مولون وشأنه، مولون الذي أُصيب بالجنون بعد مئات المعارك المرهقة. فشل يوجين في التوصل إلى حل لوضع مولون. بغض النظر عما فعله يوجين، إضطر مولون إلى مواصلة القتال ضد النـور في ليهينجار. ولكن حتى لو فشل في التوصل إلى إجابة، فَـهو لم يترك مولون وحده. حاول يوجين إعادة مولون إلى رشده بضربه، على الرغم من أن الأمر إنتهى بتلقيه للضرب.

 

 

على الرغم من أن إستجابة يوجين قصيرة، إلا أنها هدَّأتْ تدريجيًا إرتجاف رايميرا. مع تنهد مرتاح، رفعت رأسها، وإلتقت نظرتها بنظرة مير، التي إستدعتها إلى عباءة يوجين.

الأمر ذاته الآن. سَـيمضي قدمًا لأنه أراد إنقاذ سيينا ولأنه لم يستطع تركها وشأنها.

رد لوفليان قائلًا: “لمعلوماتك، إنه من غير اللائق أن تسألي هذا السؤال من الأساس.” بطبيعة الحال، لم تشعر ميلكيث بأي خجل على الإطلاق.

 

لقد سمح لها بدخول عباءته حتى لا تتأذى، وأمسك يدها أحيانا داخل العباءة عندما ترتجف كثيرًا….

ذلك لأنه تكلم مع سيينا وأيضًا لأنه يعرف وضعها. لقد بكت تلك الفتاة الغبية أمامه. لقد وعد بإنقاذها بينما يحاول التصرف بشجاعة مثل الأحمق.

 

 

“أنتِ أيتها الشقية الصغيرة المتعجرفة. من أنتِ لتخبري السير يوجين ألا يذهب؟”

“دعونا لا نتصرف بشكل غير لائق.” همس يوجين تحت أنفاسه بعد أن أوقف سيفه فجأة في منتصف طريقه. “سيكون من السخف إذا أنقذتها بعد فوات الأوان بعد قول مثل هذه الأشياء.”

في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.

كلماته موجهة إلى نفسه، وهو يعلم جيدًا أنه متوترٌ وقلق.

 

 

 

“هذا ليس شيئًا جديدًا. لقد كنت أفتعل دائمًا المعارك مع الأوغاد التي يستحيل الفوز عليهم.”

“وماذا لو تم مضغُكِ حتى ويموت؟” سأل يوجين.

كانت مثل هذه المواقف شائعة في حياة يوجين السابقة، فلماذا أمسك به القلق الآن؟ ضحك بهدوء، مستنكرًا الذات، بينما يزيل حبات العرق المتكونة على جبهته. إن أرجحة سيفه قد جلب له إحساسًا غريبًا بالعزاء، وراحة غريبة رحب بها بكل إخلاص. في حين أن العرق البارد جعله يرتجف في وجود النار تطقطق، فإن الحرارة التي تتدفق الآن عبر عروقه تتطابق مع شدة تسارع ضربات قلبه.

لقد خاض يوجين معركة مع مولون في ليهينجار لأنه لم يستطِع ترك مولون وشأنه، مولون الذي أُصيب بالجنون بعد مئات المعارك المرهقة. فشل يوجين في التوصل إلى حل لوضع مولون. بغض النظر عما فعله يوجين، إضطر مولون إلى مواصلة القتال ضد النـور في ليهينجار. ولكن حتى لو فشل في التوصل إلى إجابة، فَـهو لم يترك مولون وحده. حاول يوجين إعادة مولون إلى رشده بضربه، على الرغم من أن الأمر إنتهى بتلقيه للضرب.

 

لم يستطع إلا أن يتساءل عن هل بإمكانه فعل ذلك.

فجأة، كسر صوت مير الصمت وهي تخرج رأسها من تحت عباءة يوجين. تخبطت للعثور على كلمات الراحة لتهدئة مخاوفه وقلقه لكنها إختارت في النهاية التزام الصمت، معطية إياه المساحة لإيجاد الهدوء. كما توقعت، إنتهى الأمر بِـيوجين بإستعادة رباطة الجأش من تلقاء نفسه.

رايميرا.

 

حلل يوجين الوضع بصمت، وضع نقص المساعدة من رفاقه السابقين.

إعتقدت مير أن هذا هو الوقت المناسب للتحدث لمساعدة يوجين على الإبتهاج. “سوف تقتل رايزاكيا وتنقذ السيدة سيينا، السير يوجين. بعد ذلك، ستعود بصحة جيدة، وسنذهب للعب بينما نمسك أيدي بعضنا البعض. أنت وأنا والسيدة سيينا.”

 

“أين نذهب؟” سأل يوجين.

في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.

 

 

“سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان. الشيء الأكثر أهمية هو هذا — سوف تمسك بيدي اليمنى، وستمسك السيدة سيينا يدي اليسرى.” بعد قول ذلك، أغلقت مير شفتيها للحظة. ثم أمالت رأسها بتأمل جاد. “….أو يمكنك فقط إمساك يد السيدة سيينا، السير يوجين.”

 

“لماذا قد أمسك يدها؟” قال يوجين.

عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.

 

دعا الإثنان إلههما مرارًا وتكرارًا. توسل الإثنان لِـيحقق يوجين إرادته، وأن ينجح في القضاء على التنين الأسود الفاسد، وألَّا يموت أو يعاني من أي جروح لا يمكن إصلاحها. صلوا أنه سيعود إليهم بإبتسامة مشرقة.

“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.

بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.

 

 

“ليست سهلة؟ هذا….”

لقد خاض يوجين معركة مع مولون في ليهينجار لأنه لم يستطِع ترك مولون وشأنه، مولون الذي أُصيب بالجنون بعد مئات المعارك المرهقة. فشل يوجين في التوصل إلى حل لوضع مولون. بغض النظر عما فعله يوجين، إضطر مولون إلى مواصلة القتال ضد النـور في ليهينجار. ولكن حتى لو فشل في التوصل إلى إجابة، فَـهو لم يترك مولون وحده. حاول يوجين إعادة مولون إلى رشده بضربه، على الرغم من أن الأمر إنتهى بتلقيه للضرب.

“هل تقول أنه يمكنك إمساك يد السيدة سيينا وقتما تشاء، السير يوجين؟” صاحت مير، ولم تفوت أي كلمة همس بها يوجين. قفزت صعودًا وهبوطًا بإبتسامة مشرقة. “حسنًا، بالطبع! بعد كل شيء، فعلت أنت والسيدة سيينا ذلك معًا.”

لقد بذل قصارى جهده لكسب الثقة. ذلك حتى يتمكن من الفوز في كل موقف قد يواجهه. ذلك لأن أعدائه أقوياء للغاية. لهذا السبب شحذ نفسه بشدة. واصل التدريب وتعلم السحر وخلق مهارات جديدة.

“ماذا؟”

 

“أنت تعرف، لقد فعلت ذلك. كنت أنت الشخص الذي قال هذا، يا سيدي يوجين.” قال مير.

عرفت نوير أن يوجين يمتلك سيف المون لايت. من ناحية أخرى، ظل غافيد غافلًا عن هذه التفاصيل الحاسمة. التداعيات التي قد تحدث إذا إكتشاف غافيد أنه يتم البحث عن شظايا سيف المون لايت وأن السيف نفسه في قبضة شخص آخر غير مؤكدة ولا يمكن التنبؤ بها. إنها مسألة حساسة، ويبدو أن رد الفعل الذي سيظهره غافيد عند معرفة هذه الحقيقة هو لغزٌ غير معروف.

 

“آغغغغ!” بمجرد دخولها، صرخت رايميرا.

“متى قلت ذلك!؟” رد يوجين بإرتباك.

على الرغم من أن إستجابة يوجين قصيرة، إلا أنها هدَّأتْ تدريجيًا إرتجاف رايميرا. مع تنهد مرتاح، رفعت رأسها، وإلتقت نظرتها بنظرة مير، التي إستدعتها إلى عباءة يوجين.

 

 

“لا بد أنك نسيت، لكن يمكنني قراءة أفكارك السطحية. أعلم بالفعل أنه كلما فكرت في السيدة سيينا، فأنت تفكر دائمًا في ذاكرتك عن فعل ذلك معها.” تابعت مير بإثارة.

 

 

ومع ذلك، هناك فرصة جيدة أن يموتوا موتًا مثيرًا للشفقة. لذلك في مواجهة هذا الإحتمال المخيف، إتخذ يوجين قرارًا مصيريًا. بدلًا من طلب المساعدة من رفاقه، قرر مواجهة رايزاكيا وحده.

توهج وجه يوجين باللون الأحمر الفاتح.

إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.

 

 

طبيعة مير المؤذية أغرتها لتسليط المزيد من الضغط على يوجين، لكن لقاءاتها السابقة علمتها عواقب دفع حظها بعيدًا جدًا — ضربة على الرأس هو مصيرٌ رغبت في تجنبه. على عجل، تراجعت مرة أخرى إلى ملاذ عباءته، مدركة جيدًا للإحباط الغاضب الذي يغلي بداخله.

 

 

“أنت تعرف، لقد فعلت ذلك. كنت أنت الشخص الذي قال هذا، يا سيدي يوجين.” قال مير.

“هممم….” أخمد يوجين غضبه.

“هيك!” ريميرا ارتدت بسرعة. “همم….هذه السيدة سعيدة لأنك تشعر بتحسن، ولكن إذا كنت خائفًا حقًا، هل هناك سبب للذهاب لمحاربة التنين الأسود….؟”

 

“ألن تفعل؟ يمكنك دائمًا إمساك يدي كل يوم، وحتى الآن، لكن يد السيدة سيينا لن تكون سهلة الإمساك مثل يدي.” ردت مير.

سمع السعال من وراء شجرة. خرج رأس شخص ما من ورائها. “هذه السيدة كانت على وشك مساعدتك لأنك بدوتَ خائفًا، ولكن هل أنت أفضل الآن؟”

 

رايميرا.

“هذا صحيح، ولكن….همف. الآن بعد أن طرحت الفكرة، سيكون من غير اللائق قليلًا لو قُلتُ لا، صحيح؟” سألت ميلكيث.

 

 

خرجت رايميرا من خلف الشجرة، وقدمت لنفسها جوًا من المرونة، على الرغم من عيونها الحمراء. وقفت بفخر، صدرها مرفوع.

 

 

“ماذا؟”

“لماذا أتيت إلى هنا دون نوم؟ ماذا عن كريستينا؟” سأل يوجين.

“همم….احم. تعتقد هذه السيدة أن التنين الأسود لن يموت على يديك. الإنسان الشرير، أعلم أنك قوي بما يكفي لتكون الأقوى بين البشر، لكن، يستحيل أن تكون قويًا بما يكفي للوصول إلى التنين الأسود، أقوى التنانين.” ردت رايميرا.

 

 

“الأم….المرأة المقدسة متعمقة في صلاتها. على الرغم من أن هذه السيدة تفضل أن تعانقني بدلًا من ذلك.” تمتمت رايميرا.

 

 

على الرغم من أن آكاشا لديها بالفعل خزان ضخم من الطاقة السحرية، إلا أنه ليس متاحًا لِـيوجين لإستخدامه بحرية. هذا بسبب تخصيص الطاقة السحرية الموجودة داخل قلب التنين لإظهار قوى آكاشا المتنوعة، وكذلك لتحقيق سحر يوجين.

“أنتِ لا تفشلين أبدًا في نطق الكلمات غير الضرورية التي تكسبك صفعة.” رد يوجين، تلميحٌ من السخط يملأ صوته.

“لا بد أنك نسيت، لكن يمكنني قراءة أفكارك السطحية. أعلم بالفعل أنه كلما فكرت في السيدة سيينا، فأنت تفكر دائمًا في ذاكرتك عن فعل ذلك معها.” تابعت مير بإثارة.

 

“همم….أعتقد أنني قد أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة فيما يتعلق بهذه المسألة.”

“هيك!” ريميرا ارتدت بسرعة. “همم….هذه السيدة سعيدة لأنك تشعر بتحسن، ولكن إذا كنت خائفًا حقًا، هل هناك سبب للذهاب لمحاربة التنين الأسود….؟”

هل كان عصبيًا هكذا في أي وقتٍ مضى بعد أن ولد من جديد كَـيوجين؟ بصرف النظر عن عندما واجه فجأة ملك الحصار الشيطاني، هل شعر بمثل هذا القلق و….الخوف قبل قتال عدو؟

“هل سَـتستمرين في نفث الهراء؟” سأل يوجين.

“الأم….المرأة المقدسة متعمقة في صلاتها. على الرغم من أن هذه السيدة تفضل أن تعانقني بدلًا من ذلك.” تمتمت رايميرا.

 

لكن ذلك ليس نهاية التحدي. فَـهناك إحتمال كبير لتعطل التواصل مع ملوك الأرواح داخل الفراغ بين الأبعاد. وبالمثل، فإن قدرات إستدعاء لوفليان، التي إعتمدت على مخلوقات من أبعاد بديلة، واجهت خطر الفشل.

“همم….هذه السيدة تقول هذا فقط لأنها قلقةٌ عليك. و….حسنا، قد لا تكون هذه السيدة مستعدةً تمامًا لمقابلة التنين الأسود.” إسترقت رايميرا النظرات إلى يوجين بينما تتلعثم مترددة.

عرفت الشياطين الأقدم عن سيف المون لايت. على وجه الخصوص، عرف غافيد ليندمان ونوير جيابيلا مدى إزعاج سيف المون لايت.

 

يمكن إعتبار وجود رايزاكيا نفسه لعنة السحرة. علاوة على ذلك، فرضت البيئة التي أوقعته أعباء إضافية على ملقي التعاويذ، مما زاد من تقييد قدراتهم والحد من قوتهم.

لم تكذب عندما قالت إنها قلقة بشأن يوجين. على الرغم من أن الوغد أمامها يتمتع بشخصية تافهة، إلا أنه كان جيدًا جدًا مع رايميرا خلال رحلتهم.

“هل تقول أنه يمكنك إمساك يد السيدة سيينا وقتما تشاء، السير يوجين؟” صاحت مير، ولم تفوت أي كلمة همس بها يوجين. قفزت صعودًا وهبوطًا بإبتسامة مشرقة. “حسنًا، بالطبع! بعد كل شيء، فعلت أنت والسيدة سيينا ذلك معًا.”

 

 

لقد سمح لها بدخول عباءته حتى لا تتأذى، وأمسك يدها أحيانا داخل العباءة عندما ترتجف كثيرًا….

“إستمع إلي….! لذا، حسنًا، سوف أتوسل مباشرة إلى التنين الأسود حتى يتجنبك، الإنسان الذي يحاول قتله. وإذا أمكن، سأدعك تحافظ على حياتك كخادمٍ لهذه السيدة.”

 

“تراودني كل أنواع الأفكار.” شخر يوجين قبل أن يبدأ في أرجحة سيفه.

“هذه السيدة لا تريد أن يقتلك التنين الأسود.”

إستدار يوجين إلى الجانب. تمكن من رؤية رايميرا ملتفة تحت الأغطية.

“لا أعرف من يقلق بشأن من.” قال يوجين: “سأقتل والدك.”

 

 

“…..لماذا أنا أيضًا؟” سألت ميلكيث.

“همم….احم. تعتقد هذه السيدة أن التنين الأسود لن يموت على يديك. الإنسان الشرير، أعلم أنك قوي بما يكفي لتكون الأقوى بين البشر، لكن، يستحيل أن تكون قويًا بما يكفي للوصول إلى التنين الأسود، أقوى التنانين.” ردت رايميرا.

 

 

 

“آه، هذا جيد لك.” قال يوجين: “إذا مُت، فسوف يعتني بك والدك بشكل ممتاز.”

 

 

لقد غضب وإندفع في ينبوع النور لانيسيه. من أجل كريستينا، التي تم إنشاؤها تمامًا مثل انيسيه، لعبة في يد القدر.

“حسنا، كما قلت للتو….هذه السيدة ليست مستعدة تمامًا لِـلم الشمل….”

“إستمع إلي….! لذا، حسنًا، سوف أتوسل مباشرة إلى التنين الأسود حتى يتجنبك، الإنسان الذي يحاول قتله. وإذا أمكن، سأدعك تحافظ على حياتك كخادمٍ لهذه السيدة.”

تراجعت أكتاف رايميرا مرة أخرى، مثقلةً بعبء خوفها. أدى وجود التنين الأسود الذي يلوح في الأفق إلى تكثيف كوابيسها، مما أدى إلى تعذيبها بكثافة متزايدة حيث جعلتهم رحلتهم أقرب إلى التنين الأسود. أصاب الأرق قلبها وعقلها، مما أدى إلى تفاقم الخوف الذي إستحوذ على كيانها.

 

 

 

شككت رايميرا في خوفها. لماذا هي خائفة جدا من الإقتراب من والدها، التنين الأسود؟

بطبيعة الحال، وبخ نفسه للغرق في مثل هذه الفكرة الحمقاء. صحيحٌ أن الأسلحة التي يمتلكها الآن تجاوزت أي شيء كان يمتلكه في حياته السابقة، من كل جانب. ومع ذلك، على عكس قلقه الذي لا أساس له، لم تتضاءل مهاراته الخاصة، بل أصبحت أكثر حدة وصقلًا. كانت رحلة شحذ قدراته سعيًا لا هوادة فيه لتحقيق الكمال، ومواءمة إتقانه مع الأسلحة الرائعة الممنوحة له.

“لذلك….تعتقد هذه السيدة أنه قد يكون من الأفضل لنا العودة الآن. حسنًا، أنا قلقة عليك و—”

أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.

“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.

 

 

 

“هيك….هذه السيدة تفعل هذا مراعاةً لك….!”

 

“لا، هذا لأنكِ خائفة.”

عاد كابوس مؤلم إلى الظهور في وعي رايميرا، مستذكرةً بوضوح الإحساس بالإبتلاع الكامل. أرسلت الذاكرة المروعة الرعشات أسفل عمودها الفقري، مما جعلها تتجعد غريزيًا، بحثا عن العزاء من الهزات التي مرت عبر جسدها.

“لماذا تخاف هذه السيدة؟ لا يوجد سبب قد يدفعني للخوف من التنين الأسود. إذا إضطررت إلى اختيار شيء أخاف منه….هذ-هذه السيدة خائفة من أن التنين الأسود قد يبتلعك بالكامل.”

في النهاية، أمسك يوجين بالسيف بقوة في يده. على عكس حياته السابقة، حيث كانت ترسانته هزيلة، إنه يمتلك الآن العديد من الأسلحة الإستثنائية تحت تصرفه. ومع ذلك، فإن تيارًا خفيًا من القلق شد أفكاره، وحذره من الرضا عن النفس.

عاد كابوس مؤلم إلى الظهور في وعي رايميرا، مستذكرةً بوضوح الإحساس بالإبتلاع الكامل. أرسلت الذاكرة المروعة الرعشات أسفل عمودها الفقري، مما جعلها تتجعد غريزيًا، بحثا عن العزاء من الهزات التي مرت عبر جسدها.

أراد أن يعتقد أن يوجين سيكون على ما يرام، كما هو الحال دائمًا. حتى لو واجه يوجين تحديًا لا يمكن تصوره، أراد سيان أن يؤمن بِـيوجين. لا، بدلًا من ذلك، عليه أن يؤمن يوجين.

 

 

“إ-إذا حاول التنين الأسود إبتلاعك بالكامل، فإن هذه السيدة ستحشد شجاعتها و….حسنًا….تطلب من التنين الأسود ألَّا يبتلعك.”

هل كان عصبيًا هكذا في أي وقتٍ مضى بعد أن ولد من جديد كَـيوجين؟ بصرف النظر عن عندما واجه فجأة ملك الحصار الشيطاني، هل شعر بمثل هذا القلق و….الخوف قبل قتال عدو؟

“أنتِ تقولين شيئًا غريبًا مرة أخرى.”

 

“إستمع إلي….! لذا، حسنًا، سوف أتوسل مباشرة إلى التنين الأسود حتى يتجنبك، الإنسان الذي يحاول قتله. وإذا أمكن، سأدعك تحافظ على حياتك كخادمٍ لهذه السيدة.”

بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.

عادة، سيقابل هراءها هذا بضربة على الجوهرة الحمراء على جبهتها. ومع ذلك، سمح لها يوجين بالإستمرار وإستمع بصمت عندما رأى كيف إرتجف صوتها وإحمرَّت عينيها.

“ليست سهلة؟ هذا….”

 

 

“و….إذا تم إ-إبتلاع هذه السيدة من قبل شيء ما….”

 

“ثم سأخرجك من فكي ذلك الشيء الما.” قال يوجين بعد الشخير: “على الرغم من أنني لا أعرف ماذا قد يكون هذا الشيء بحق الجحيم.”

أنقذ يوجين الإثنين. دمر ينبوع النور وأنقذ روح انيسيه. لقد دمر سلاسل القدر التي سجنت كريستينا وأعطاها الحرية.

“هذ-هذه السيدة لا تعرف أيضًا.”

“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.

“وماذا لو تم مضغُكِ حتى ويموت؟” سأل يوجين.

شككت رايميرا في خوفها. لماذا هي خائفة جدا من الإقتراب من والدها، التنين الأسود؟

 

“لا، هذا لأنكِ خائفة.”

“لا تقل شيئا فظيعًا جدًا كهذا!” صاحت رايميرا. “على أي حال، هذا وعد بيني وبينك. مفهوم؟”

رايميرا.

 

إحتلت سيينا، الفتاة التعيسة والساذجة، عقل يوجين. شكلها الرقيق يحمل جرحًا عميقًا، تجويفًا كبيرًا في صدرها، ووجودها ذاته مستمر فقط من خلال القوى المعجزة لشجرة العالم. كل لحظة تمر كثفت الخوف المحيط بحالتها الهشة، تُرِكَ عدم اليقين معلقًا على مستقبلهًا، حياتها على حافة الهاوية، مع التهديد الذي يلوح في الأفق بالزوال الوشيك.

“حسنًا، حسنًا.” شخر يوجين.

بالنسبة لسيان، التنانين مجرد مخلوقات أسطورية. علاوة على ذلك، رايزاكيا ليس مجرد تنين بسيط بل أسطورة حقيقية من زمن سلفه، فيرموث.

 

 

على الرغم من أن إستجابة يوجين قصيرة، إلا أنها هدَّأتْ تدريجيًا إرتجاف رايميرا. مع تنهد مرتاح، رفعت رأسها، وإلتقت نظرتها بنظرة مير، التي إستدعتها إلى عباءة يوجين.

 

 

“أوقفي هذا الهراء وإذهبي للنوم.” قاطعها يوجين.

“همف. هذه السيدة ليس لديها خيار آخر بما أنكِ تطلبين هكذا.” قفزت رايميرا نحو يوجين، ثم دخلت في عباءته.

“أنتِ أيتها الشقية الصغيرة المتعجرفة. من أنتِ لتخبري السير يوجين ألا يذهب؟”

 

 

“آغغغغ!” بمجرد دخولها، صرخت رايميرا.

إذا أراد أن يُصفّي عقله من الأفكار السيئة، فَـتحريك جسده أفضل من النوم.

 

‘محالٌ أن يترك ذلك السحلية سيينا وشأنها.’

“أنتِ أيتها الشقية الصغيرة المتعجرفة. من أنتِ لتخبري السير يوجين ألا يذهب؟”

وهكذا، كل يوم، قدم الإثنان صلواتهما بحرارة من أجل رفاهية يوجين. يجلسان معًا، واضعَينِ آلتاير، السيف المقدس، على أحضانهم، ويوجهون تفانيهم الصادق إلى صبها بأكبر عدد ممكن من المعجزات التي يمكن أن تحشدها قدراتهما المشتركة.

“آآآآآآ! هذا مؤلم! هذا مؤلم!”

 

تسبب إنتقام مير في إهتزاز العباءة.

“هل تستطيع؟” سألت ميلكيث.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط