الرور (3)
الفصل 223: الرور (3)
ليس الطريق عبر روزروك هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى ليهاين. إذا قمت بتضمين القوات المغادرة من مدن أخرى، فإن عدد القوات التي ستصل قريبًا إلى ليهين سيكون مذهلا.
شعر يوجين بالحاجة لإيجاد دليل.
هناك حقول من الثلج الأبيض في كل مكان يُنظر إليه، لذلك فَـفقدان الإحساس بالإتجاهات هو أمرٌ سهل. حتى إذا أُستُخدِمَت خريطة، بوصلة أو دليل سحري، فلا يزال من السهل أن فقدان الطريق في حقول الثلج. هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين أرادوا عبور حقول الثلج غالبًا ما استأجروا السكان الأصليين الذين يعيشون في تلك الأراضي كمرشدين.
معظم أراضي مملكة الرور عبارة عن حقول ثلجية مغطاة بالعواصف الثلجية، ولكن إذا فكر المرء فقط بِـكتلة الأرض فقط، فإنها كبيرة بما يكفي لتكون قابلة للمقارنة مع إمبراطورية كيهل.
فقط لماذا قررت سيل الانفصال عن القوة الرئيسية لعشيرة لايونهارت لإنتظار يوجين؟ كان ذلك لأنها لم ترِد أن تسافر كريستينا ويوجين بمفردهما معًا، كأصدقاء حميمين كما فعلا في سمر! كل ذلك لأن سيل لم تستطِع تحمل فكرة السماح لهما بشق طريقهما إلى ليهاين بمفردهما. نظرًا لوجود زيادة في تدريبهم قبل مسيرة الفرسان، لم تتمكن سيل من متابعة يوجين إلى آروث، ولكن هذه المرة، ستتمكن أخيرًا من السفر معه.
ولكن نظرًا لأن معظم سكان المملكة يعيشون في المدن، فَـحقول الثلج الشاسعة هي موطن للسكان الأصليين الذين رفضوا الإختلاط بالمدن. لم يكونوا متوحشين مثل سكان غابة سمر، لكن يوجين سمع أنهم غريبو الأطوار بما يكفي لرفض الحضارة والإصرار على البقاء في حقول الثلج القاسية.
فوق روزروك، الرجل الذي بدا جميلا لدرجة أنه من الصعب تصديق أنه رجل يمسك معطفه بإحكام. بينما ينظر بإتجاه ظهر يوجين، الذي إنحسر في وقت ما في المسافة، لعق الرجل شفتيه.
فتاة صغيرة ترتدي قبعة ذات مظهر رقيق تجلس على ظهر ذئب كبير مثل الثور. هذا الذئب مسؤول أيضا عن تحديد إتجاه مجموعتهم وقيادتهم. الأشقاء التوأم يتابعون خلف الذئب حافيَّين، ورجل يرتدي عباءة كبيرة يراقب الأشقاء بنظرة صارمة في عينه. امرأة ترتدي معطفًا تلتصق أيضًا بجانب ذلك الرجل.
حقول الثلج أكثر قسوة من الغابات التابعة لِـسمر. في المقام الأول، ليس من السهل البحث عن الطعام، وإذا وقعت في صدع أثناء المشي بلا مبالاة، فإن الموت غير المجدي هو إحتمالٌ حقيقي. هناك أيضا العواصف الثلجية التي تثور من وقت لآخر، وعلى المرء أن يكون حذرًا من الإنهيارات الثلجية في المناطق الجبلية. هذا على عكس الغابات، كل ما على المرء أن يقلق بشأنه هو أشياء مثل الهجمات من السكان الأصليين المتوحشين أو الوحوش، ولكن في حقول الثلج، على المرء أن يكون أكثر حذرًا من ضخامة الطبيعة.
تحول وجه سيل إلى شاحب بسبب سؤال يوجين.
هناك حقول من الثلج الأبيض في كل مكان يُنظر إليه، لذلك فَـفقدان الإحساس بالإتجاهات هو أمرٌ سهل. حتى إذا أُستُخدِمَت خريطة، بوصلة أو دليل سحري، فلا يزال من السهل أن فقدان الطريق في حقول الثلج. هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين أرادوا عبور حقول الثلج غالبًا ما استأجروا السكان الأصليين الذين يعيشون في تلك الأراضي كمرشدين.
“هذا إذا لم يتغير مولون عن الذي نتذكره.” طرحت انيسيه بحذر.
“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”
ولكن بفضل مراعاة ملك الرور، لم تعد هناك حاجة لتوظيف مرشد.
بالطبع، لم ترفع جميع أجنحتها الثمانية. التعويذة الإلهية التي إستخدمتها أثناء سفرهم عبر سمر، أجنحة النور. ولكن مع قوة كريستينا الحالية، حتى لو طارت لعدة أيام أثناء استخدام أجنحة الضوء، فلن تنفد قوتها الإلهية.
“ووف-ووف.”
“سيينا.” أجاب يوجين بسخرية.
بعد أن خرجت من العباءة، إقتربت مير من هابيل وعيناها مشرقتان.
أكد له يوجين: “لا حاجة.”
أزعج هذا المشهد سيل كثيرًا حقًا.
“ووف-ووف.”
حاولت مير تقليد نباح الكلب مرة أخرى، لكن هابيل حدق في مير فقط، عيناه الذهبيتان تومِضان بتكاسل. غير قادرة على إجباره على إظهار رد الفعل الذي كانت تأمل فيه، جعدت مير شفتيها وتسللت نحو هابيل.
بما أنه مولون، فهذا بالتأكيد يبدو كَـشيء سيفعله؛ كما إبتسم يوجين وهو يتخيل مثل هذا المشهد، أومأت انيسيه أيضًا برأسها قليلا على الجانب.
“يدك.” أمرت مير عندما وقفت أخيرًا أمام الذئب الكبير ومدت يدها.
تلعثم سيان إحتجاجا، “ما-ماذا؟!”
نظرت مير أيضًا إلى يوجين بعيون ضيقة لأنها رافقت كريستينا في النقر لسانها. بدت مير سعيدةً جدًا بالجلوس على ظهر هابيل، لذلك إشتروا سرجًا يمكنها الجلوس عليه أثناء ركوبه.
وكما هو متوقع، أثبت هابيل أنه ذكي تماما كما قال أمان. ابتسمت مير على نطاق واسع وهي تنظر إلى أسفل لترى مخلب هابيل الأمامي الكبير ملفوفًا برفق فوق يدها الصغيرة.
أكدت كريستينا قبل أن تنشر جناحيها: “ركض السير يوجين بينما طرت خلفه.”
“لا بأس إذا ركبت على ظهره، أليس كذلك؟” سألت مير.
أشار يوجين، “ألن يكون السفر داخل عباءتي أكثر راحة من السفر على ظهر ذئب—”
“في كلتا الحالتين، إنه أكثر راحة من المشي بمفردي. أيضًا، ليس من الممتع أن تكون عالقًا داخل عباءة، سيدي يوجين، وقد سئمت منها بعد العيش هناك لفترة طويلة.” إشتكت مير وهي تتسلق بسرعة على ظهر هابيل.
وتابع التاجر: “بالنسبة لشركات المرتزقة، حسنا….جميعها شركات كبيرة إلى حد ما، لكن….هاه. على الرغم من أنني آمل ألا يحدث شيء خطير، فأنت لا تعرف أبدًا ما قد يفعله الناس، لذا اسمحوا لي أن أقدم لكم تحذيرًا.”
“حفنة من الناس من جميع أنحاء العالم يتجمعون للإستمتاع ببعض المرح بصوت عال وعاصف، لذلك ماذا يمكن أن يطلق عليه غير مهرجان؟” أشار التاجر. “على أي حال، شكرًا لكم، نحن التجار نستمتع أيضًا بسبب هذا الحدث.”
ربما مير فتاة صغيرة، لكنها أيضا مخلوق سحري، لذلك فَـهي لا تزن كثيرًا في الواقع. علاوة على ذلك، ربما بسبب حجم هابيل الضخم وقوته الممتازة، لم يظهر أي علامات على المعاناة من ركوب مير على ظهره وهو ينظر إلى يوجين للحصول على التعليمات.
“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.
“هذا إذا لم يتغير مولون عن الذي نتذكره.” طرحت انيسيه بحذر.
فكر يوجين بأفعال مير بصمت.
* * *
الأمر ليس ممتعًا، وهي تشعر بالملل من ذلك — قد تكون مير قد قالت هذه الكلمات دون إعطائهم الكثير من التفكير، ولكن يوجين شعر بالإنزعاج قليلًا بسبب ذلك. ومع ذلك، إذا اعترف بهذا الشعور وعبَّر عنه، فقد شعر أنه سيعترف بأنه خسر أمام هذه المغفلة، لذلك أبقى يوجين فمه مغلقًا.
في مملكة الشياطين هيلموث، غابة الظل الأسود، التي كانت حتى عامٍ مضى، أراضي الأميرة راكشاسا وموطنًا لجان الظلام الذين تبعوها. غابة عملاقة إحتفظت بمظهرها البدائي.
“ووف-ووف.”
لاحظت انيسيه فجأة، “بصفته سليل مولون، فهو يشبه مولون حقًا.”
“ذلك لأن مولون كان دائمًا يركض بغباء مثل الجحش وذيله مشتعل.” شخرت انيسيه، ثم تابعت، “على الرغم من أنك كنت نفس الشيء في هذا الصدد.”
“لكنه لا يبدو من نفس نوع الحمقى مثل مولون. رغم أن هذا منطقي، يستحيل على أحمق أن يصير ملكًا.” أجاب يوجين.
رفع يوجين حاجبًا، “هل أنتِ قلقة من أن فيه رائحة؟”
وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”
“كلا، لقد كنت أنا.” أصرت انيسيه: “من فضلك لا تحاول أن تتصرف بلطف مع هذا الفخر غير المجدي خاصتك. بدوني، هامل، كان من الممكن قطع جميع أطرافك من الجذور، وكنت ستترك مع جذعك فقط، مجبرًا على التدحرج مثل الكرة.”
ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.
سخر يوجين، “هذا فقط لأن مولون كان قويًا. قبل ثلاثمائة سنة، خلال كل تلك الفوضى، ألم يتمكن من بناء المملكة من خلال قوته وحده؟ عندما يقول رجل قوي مثله أنه سيكون ملك هذه المنطقة القطبية حيث تثلج بغزارة دائمًا، من الذي سيجرؤ على قول أي شيء ضد ذلك؟”
وافقها يوجين أيضًا بلا تردد، “سأكون أيضا خَجِلًا، خَجِلًا بما يكفي لقتل نفسي عن طريق دفن أنفي في صحن من الماء.”
جادلت انيسيه، “على الرغم من صحة أن قوة مولون كانت مفيدة في تأسيس مملكة الرور، إلا أن المملكة لم يتم تأسيسها وحكمها بالقوة فقط. هامل، يجب أن تعرف هذا أيضًا، صحيح؟ ربما مولون أحمق، لكنه لطيفٌ أيضًا، وعلى الرغم من كونه أحمق، إلا أنه إمتلك جانبًا حكيمًا. الآن بعد مرور ثلاثمائة عام، لا يزال يتم تسميته وإشادته باللقب المرموق – الملك الجريء لأن مولون كان ملكًا مناسبًا أكثر من الشخص الذي حكم مسقط رأسك.”
صوت تدخل فجأة، “فقط ما الذي تتكلمان عنه سرًا أنتما الإثنان؟”
“حسنا، أعترف بذلك. مولون عظيم. وأنا لا قيمة لي. أنا سخيف عاهر توفي أولًا من دون سبب، وبسبب ذلك، يظل الجميع يقولون أنني أضعف من مولون….”
“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”
عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.
حاولت مير تقليد نباح الكلب مرة أخرى، لكن هابيل حدق في مير فقط، عيناه الذهبيتان تومِضان بتكاسل. غير قادرة على إجباره على إظهار رد الفعل الذي كانت تأمل فيه، جعدت مير شفتيها وتسللت نحو هابيل.
بسبب مقاومتها القوية، لم يستطِع يوجين الإستمرار في إقناعها وإضطر إلى التراجع.
“أليست فقط الحقيقة أنك كنت أضعف من مولون؟ كان لديك أيضًا جسم أضعف من خاصته. هامل، لا أحد قد يكون قادرًا على معرفة ذلك، لكن التفاخر وكأنك أقوى وأصلب من مولون أمامي هو….هيهي. هذا يظهرك لطيفًا أمامي.” قالت انيسيه بإبتسامة متكلفة.
“ماذا قلتِ للتو؟” هدر يوجين.
“ألم يكن الأمر كما قلت؟ كلما إنتهت المعركة، تصاب دائمًا أكثر من مولون. ومن كان الشخص الذي يضمِدُ تلك الجروح؟” سألت انيسيه خطابيًا.
قال يوجين بتردد: “لا….يبدو أنه سيكون من غير المناسب لك أن تحمل حذائك معك….لذلك كنت سأضعه في عباءتي.”
تمتمت كريستينا من أعماق معطف الفرو السميك الذي ترتديه: “سيدي يوجين، أنت الشخص المُخطئ.”
“سيينا.” أجاب يوجين بسخرية.
أشار يوجين، “ألن يكون السفر داخل عباءتي أكثر راحة من السفر على ظهر ذئب—”
لم يرد يوجين على هذه الكلمات على الفور. بدلًا من ذلك، نظر إلى انيسيه بنظرة هادئة وتقييمية. قد يكون هذا الوجه لا يزال وجه كريستينا، ولكن مع ذلك، يمكن أن يشعر يوجين بحزن انيسيه الحزين.
“كلا، لقد كنت أنا.” أصرت انيسيه: “من فضلك لا تحاول أن تتصرف بلطف مع هذا الفخر غير المجدي خاصتك. بدوني، هامل، كان من الممكن قطع جميع أطرافك من الجذور، وكنت ستترك مع جذعك فقط، مجبرًا على التدحرج مثل الكرة.”
“بالمناسبة، هل تفكرون في إقتراض عدد قليل من الذئاب؟” أوصى التاجر. “يبدو أنه لا يوجد الكثير منكم، وبما أنكم مجموعة من خمسة أشخاص، فمن الأفضل إستخدام مزلقة الذئاب….”
سعل يوجين مع شعور بالذنب، “احم….لكن الأمر ليس كما لو أنني كنت الوحيد الذي قُطِعَتْ أطرافه. لقد فقد مولون ساقيه أيضًا….”
“ذلك لأن مولون كان دائمًا يركض بغباء مثل الجحش وذيله مشتعل.” شخرت انيسيه، ثم تابعت، “على الرغم من أنك كنت نفس الشيء في هذا الصدد.”
لم يستطِع يوجين دحض سخرية انيسيه. لولا معجزات انيسيه، حتى لو لم يتم بتر جميع أطرافه، شعر أنه كان سيفقد ذراعه أو ساقه على الأقل.
صوت تدخل فجأة، “فقط ما الذي تتكلمان عنه سرًا أنتما الإثنان؟”
لا يمكن لأي شخص آخر سماع المحادثة المستمرة بين يوجين وانيسيه. هذا لأن يوجين أخفى كل صوت من أصواتهم بإستخدام السحر للتحدث عن مولون.
لقد فكر بالفعل في إستئجار مزلقة لركوبها، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، أدرك أنهم لا يحتاجون إليها حقًا.
أزعج هذا المشهد سيل كثيرًا حقًا.
تذمر يوجين، “لم يكن ذلك منذ فترة طويلة….ربما أربع سنوات أو نحو ذلك….؟ على أي حال، لن تنبعث منك أي روائح غريبة، لذلك لا تمسكي بهذه الأحذية بلا جدوى وأعطِها لي.”
وصل يوجين إلى النقطة، “لم تكن تنتظر مني أن أذهب معك لمجرد أنك إعتقدت أن ذلك سيجعل الرحلة أسهل وخالية من الألم، صحيح؟”
عندما اقتربت منهم سيل وعيناها تنظر بشكل ثاقب، أجاب يوجين بتعبير هادئ، ” نحن نتحدث عن التوقيع الذي توصلت إليه في أروث.”
“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”
“صاحب الجلالة.” تمتم الرجل.
“أمم….شيء من هذا القبيل يجب أن يُنظَرَ إليه على أنه مفاجأة ليبدو أكثر روعة وصدمة.” قال يوجين كذريعة.
“ربما لن تجرؤ تلك الكلاب السوداء على لعب الحيل على السادة الشباب من عشيرة لايونهارت، لكن…..حقول الثلج واسعة، ولا تعرف أبدًا ما قد يحدث.” حذرهم التاجر بجدية. “أفضل حل هو تجنب التورط معهم من الأساس. إذا رأيت علم الكلاب السوداء من مسافة بعيدة، فلا تحاول مواجهتهم دون داع وإذهبوا في طريقكم الخاص.”
عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.
“لذا فأنت تبقيه سرًا لأنك تريد أن تتباهى بإظهاره أمامي؟” سألت سيل بسعادة.
ظلت تحتضن حذائها بعناية، وسارت فوق الثلج بحذر. عندما إقترب منها يوجين عرضًا لمحاولة إمساك حذائها عنها، قفزت سيل بعيدًا عن يوجين خائفة.
شعر يوجين بالحاجة لإيجاد دليل.
“حسنًا، شيء كهذا.” قال يوجين بشكل غامض.
بالطبع، كريستينا غير مثقلة بالأعباء أو مشغولة مثل سيل. ترفرف بجناحيها بفخر وهي مستلقية في الجو. الرياح والثلوج التي جاءت تحلق نحوها مزعجة، لكنها تستطيع أن تغطي عينيها مع موجة من يديها.
على الرغم من أن سيل لم يعجبها هذا الموقف، إلا أن استجابة يوجين جعلتها سعيدة للغاية. انسحبت مرة أخرى بنظرة قالت إنه ليس باليد حيلة.
تحول يوجين إلى انيسيه، “إذن، ليهينجار، ما رأيك فيها؟”
“سليل مولون لم يشرح أي شيء بشكل صحيح، ولكن، ألم يكن صريحًا تمامًا في اقتراح الذهاب إلى هناك؟ مستحيل، هامل. هل تعتقد فعلًا أنه قد وضع فخًا لك؟” سألت انيسيه بصدمة.
فتاة صغيرة ترتدي قبعة ذات مظهر رقيق تجلس على ظهر ذئب كبير مثل الثور. هذا الذئب مسؤول أيضا عن تحديد إتجاه مجموعتهم وقيادتهم. الأشقاء التوأم يتابعون خلف الذئب حافيَّين، ورجل يرتدي عباءة كبيرة يراقب الأشقاء بنظرة صارمة في عينه. امرأة ترتدي معطفًا تلتصق أيضًا بجانب ذلك الرجل.
“أليس هذا لا يزال إحتمالًا؟”
“سليل مولون لم يشرح أي شيء بشكل صحيح، ولكن، ألم يكن صريحًا تمامًا في اقتراح الذهاب إلى هناك؟ مستحيل، هامل. هل تعتقد فعلًا أنه قد وضع فخًا لك؟” سألت انيسيه بصدمة.
“كيف يمكن لسليل مولون إستخدام مثل هذه الحيل الصغيرة مثل وضع الفخاخ—”
أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”
عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.
“في كلتا الحالتين، إنه أكثر راحة من المشي بمفردي. أيضًا، ليس من الممتع أن تكون عالقًا داخل عباءة، سيدي يوجين، وقد سئمت منها بعد العيش هناك لفترة طويلة.” إشتكت مير وهي تتسلق بسرعة على ظهر هابيل.
إعترف انيسيه، “قد يكون هذا هو الحال، ولكن إذا وقعنا حقًا في فخٍ نصبه سليل مولون…..فسأشعر بالخجل لدرجة أنني لن أتمكن أبدًا من الصعود إلى السماء وبدلًا من ذلك سأصير روحًا شريرة.”
وافقها يوجين أيضًا بلا تردد، “سأكون أيضا خَجِلًا، خَجِلًا بما يكفي لقتل نفسي عن طريق دفن أنفي في صحن من الماء.”
إلى الآن، سَـيبقون على حذرهم، ولكن ما السبب الذي قد يدفع الملك الوحش لوضع مثل هذا الفخ؟ بقدر ما يعلم يوجين، للايونهارت وعائلة الرور الملكية علاقة ودية للغاية.
منذ إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، نأى فيرموث بنفسه بشكل غريب عن رفاقه السابقين. لم يكن مولون إستثناءً من ذلك. ولكن بعد أن تنازل مولون عن العرش وأقيمت جنازةٌ رسميًا لفيرموث، سعى الملوك الذين خلفوا عرش الرور إلى إقامة علاقة جيدة مع عشيرة لايونهارت، حتى لو لم يكونوا قريبين.
“بالمناسبة، هل تفكرون في إقتراض عدد قليل من الذئاب؟” أوصى التاجر. “يبدو أنه لا يوجد الكثير منكم، وبما أنكم مجموعة من خمسة أشخاص، فمن الأفضل إستخدام مزلقة الذئاب….”
في كل عام، في عيد ميلاد البطريرك، يتم إرسال رسائل وهدايا من الرور، وحاليًا، هناك محادثات حول تزويج البطريرك التالي، سيان، إلى أميرة الرور.
“سيدة سيل، يبدو أنك تسيئين فهم شيء ما. لقد قمنا أنا والسير يوجين بأمانة بمهمتنا أثناء وجودنا في سمر. كل يوم، بقينا مشغولَين بالسفر بينما أيضا على أهبة الاستعداد لهجمات مفاجئة. أنا في الواقع أكثر إسترخاءً الآن مما كنت عليه في ذلك الوقت.” همست كريستينا بهدوء وهي تطير إلى سيل على إرتفاع منخفض.
“ربما مولون قد ذهب إلى عزلة في ذلك المكان الذي يسمى وادي المطرقة العظيمة؟” إقترحت انيسيه.
“لكنني أراهن أنك لم تركض هكذا في سمر!” صرخت سيل بصوت حزين.
استفادوا مرة أخرى من بوابة الإنتقال في هاملون، عاصمة الرور، ووصلوا إلى مدينة روزروك، التي تقع في شمال الرور. لسوء الحظ، من هذه النقطة فصاعدًا، لن يكونوا قادرين على إستخدام بوابة الإنتقال للسفر إلى أبعد من ذلك، وبدلًا من ذلك سيتعين عليهم إجتياز حقول الثلج المترامية الأطراف إلى ما لا نهاية بأنفسهم.
انيسيه أيضًا تدرك جيدًا لماذا تقرر أن تقام مسيرة الفرسان في مملكة الرور. كل ذلك بسبب مولون الشجاع، الذي دخل في عزلة منذ مائة عام. من خلال إقامة الحدث هنا، هم يأملون في إيقاظه من وحدته.
“هامل، أنت….هيهي. على الرغم من أنه يبدو أنك لا تحب حقًا أن يطلق عليك شيء كهذا، لكن على الأقل في الوقت الحالي، ألا يطلق عليك المجيء الثاني لفيرموث؟ أيضًا، كريستينا حدث وولدت مشابهة لي تمامًا في المظهر.” أشارت انيسيه مع قهقه.
“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.
لم يستطِع يوجين الرد على هذا.
ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.
“من غير المعروف هل مولون لا يزال على إتصالٍ سرًا بعائلة الرور الملكية حتى بعد الدخول في عزلة. وإذا ذهب حقًا إلى وادي المطرقة العظيم لعزلته….يجب أن يكون قادرًا على ملاحظتنا بمجرد وصولنا إلى هناك، حتى لو كان بعيدا.” تكهنت انيسيه.
“صاحب الجلالة.” تمتم الرجل.
شخر يوجين، “من المحتمل أن يُفاجأ ذلك الأحمق ويأتي يركض كالمجانين.”
بما أنه مولون، فهذا بالتأكيد يبدو كَـشيء سيفعله؛ كما إبتسم يوجين وهو يتخيل مثل هذا المشهد، أومأت انيسيه أيضًا برأسها قليلا على الجانب.
جنبًا إلى جنب مع الأميرة أيلا من الرور، الأميرة سكاليا هي أيضًا واحدة من خطيبات سيان المحتملات.
ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.
“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.
“هذا إذا لم يتغير مولون عن الذي نتذكره.” طرحت انيسيه بحذر.
ومع ذلك، لم تستطِع سيل تحمل الرد عليها. على الرغم من أنها لا تعاني من أي مشاكل أثناء المشي ببطء، إلا أنها تحد حاليًا من إنتاج صيغة اللهب الأبيض، وتحمي قدميها من الإصابة بالصقيع، وتتلاعب بالطاقة السحرية حتى لا تغرق في الثلج، كل ذلك أثناء الجري. لذلك بينما يتوجب على سيل الإستمرار في التركيز على الحفاظ على تنفسها فقط، كل ما يمكنها فعله هو النظر بغضب إلى كريستينا.
عرف سيان أنه ليس موهوبًا مثل يوجين. نتيجة لذلك، ربما لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين لبقية حياته. صار سيان مدركًا بشكل مؤلم لهذه الحقيقة في وقت مبكر، وهو يدرك جيدًا أنه بغض النظر عن مدى غَيرَتِه، فلن يكون قادرًا على تغيير واقع هذا الموقف.
لم يرد يوجين على هذه الكلمات على الفور. بدلًا من ذلك، نظر إلى انيسيه بنظرة هادئة وتقييمية. قد يكون هذا الوجه لا يزال وجه كريستينا، ولكن مع ذلك، يمكن أن يشعر يوجين بحزن انيسيه الحزين.
حدث توقف طفيف قبل أن يرد يوجين.
قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”
بما أنه مولون، فهذا بالتأكيد يبدو كَـشيء سيفعله؛ كما إبتسم يوجين وهو يتخيل مثل هذا المشهد، أومأت انيسيه أيضًا برأسها قليلا على الجانب.
لم يستطع أن يكون متأكدًا تماما مما يقوله، لكن يوجين ما زال يحاول إظهار الثقة عندما أكد لها، “هذا الأحمق لن يتغير ولا حتى قليلًا.”
استفادوا مرة أخرى من بوابة الإنتقال في هاملون، عاصمة الرور، ووصلوا إلى مدينة روزروك، التي تقع في شمال الرور. لسوء الحظ، من هذه النقطة فصاعدًا، لن يكونوا قادرين على إستخدام بوابة الإنتقال للسفر إلى أبعد من ذلك، وبدلًا من ذلك سيتعين عليهم إجتياز حقول الثلج المترامية الأطراف إلى ما لا نهاية بأنفسهم.
أزعج هذا المشهد سيل كثيرًا حقًا.
“أنتم ذاهبون طول الطريق إلى ليهينجار سيرًا على الأقدام؟ أنتم مجانين.”
كل تاجر إلتقوا به أثناء شراء الإمدادات للرحلة قال نفس الشيء بينما يهزون رؤوسهم وينقرون على ألسنتهم بتعاطف. ومع ذلك، على الرغم من أنهم وصفوا هذا بأنه تهور وحماقة، إلا أنهم لم يحاولوا إيقاف يوجين والآخرين.
أكدت كريستينا قبل أن تنشر جناحيها: “ركض السير يوجين بينما طرت خلفه.”
صوت تدخل فجأة، “فقط ما الذي تتكلمان عنه سرًا أنتما الإثنان؟”
هذا بسبب شعار لايونهارت المطرز على صدور ثلاثي اللايونهارت – يوجين، سيل وسيان.
“هذا إذا لم يتغير مولون عن الذي نتذكره.” طرحت انيسيه بحذر.
“لقد سمعت شيئًا عن ذلك. على ما يبدو، يقام مهرجان يسمى مسيرة الفرسان في ملاعب تدريب ليهاين البعيدة، أليس كذلك؟” إستفسر تاجر.
ولكن فقط ما الذي يحدث الآن؟ يجب أن يتجولوا في مكان كبير، مزلقة مستأجرة أثناء استخدام السحر لتدوير الهواء الدافئ من حولهم….آمَلَتْ سيل بالحصول على فرصة للدردشة مع بعضهم البعض أثناء إشعال النار في الليل وصنع الذكريات أثناء النظر إلى النجوم! فلماذا هي حافية القدمين حاليًا، مطاردة مؤخرة ذلك الذئب الضخمة؟
“هل سبق لي أن جعلتك تفعل أي شيء لن يكون مفيدًا لك؟” قال يوجين بإبتسامة وهو يربت على كتف سيان.
أكد يوجين: “لا أعرف هل يمكن تسميته حقًا بالمهرجان، لكن نعم.”
“سيدة سيل، يبدو أنك تسيئين فهم شيء ما. لقد قمنا أنا والسير يوجين بأمانة بمهمتنا أثناء وجودنا في سمر. كل يوم، بقينا مشغولَين بالسفر بينما أيضا على أهبة الاستعداد لهجمات مفاجئة. أنا في الواقع أكثر إسترخاءً الآن مما كنت عليه في ذلك الوقت.” همست كريستينا بهدوء وهي تطير إلى سيل على إرتفاع منخفض.
ولكن بفضل مراعاة ملك الرور، لم تعد هناك حاجة لتوظيف مرشد.
“حفنة من الناس من جميع أنحاء العالم يتجمعون للإستمتاع ببعض المرح بصوت عال وعاصف، لذلك ماذا يمكن أن يطلق عليه غير مهرجان؟” أشار التاجر. “على أي حال، شكرًا لكم، نحن التجار نستمتع أيضًا بسبب هذا الحدث.”
وخز يوجين أذنيه، “يبدو أن عددًا من الناس قد مروا من هنا بالفعل؟”
“أليس هذا لا يزال إحتمالًا؟”
“أليس هذا واضحًا؟ لقد مرت من هنا بالفعل ثلاث أوامر فرسان وأربع شركات مرتزقة، وهذا فقط في روزروك وحدها.”
ليس الطريق عبر روزروك هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى ليهاين. إذا قمت بتضمين القوات المغادرة من مدن أخرى، فإن عدد القوات التي ستصل قريبًا إلى ليهين سيكون مذهلا.
“حسنًا.” نفخ سيان خده وهو يتخذ قراره وخلع حذائه على الفور.
عرض التاجر بسخاء، “بما أنك إشتريت الكثير من السلع، سأخبرك بذلك مجانًا. إثنان من أوامر الفرسان من دول صغيرة تنتمي إلى التحالف المناهض للشيطان، لكن آخرها هو سلاح فرسان مشهور جدًا، فرسان شيموين – المد العنيف. كَـالسيد الشباب لعشيرة لايونهارت، يجب أن تعرف بطبيعة الحال من هم، صحيح؟”
ربما مير فتاة صغيرة، لكنها أيضا مخلوق سحري، لذلك فَـهي لا تزن كثيرًا في الواقع. علاوة على ذلك، ربما بسبب حجم هابيل الضخم وقوته الممتازة، لم يظهر أي علامات على المعاناة من ركوب مير على ظهره وهو ينظر إلى يوجين للحصول على التعليمات.
بالطبع، عرفهم يوجين. فإسمهم هو إسمٌ يتم طرحه دائما كلما تمت مناقشة موضوع أفضل أوامر الفرسان في القارة. نظرًا لأن شيموين هي دولة إدعت أنها أرض الفرسان، فَـهناك العديد من أسلحة الفرسان التي أقسمت بالولاء للعائلة الملكية.
حدث توقف طفيف قبل أن يرد يوجين.
من بين أوامر الفرسان هذه، فرسان المد العنيف يتألفون من النخب التي تم إختيارها بعناية من بين الفرسان الأكثر إستثنائية فقط. قائد سلاح الفرسان هذا هو الفارس الأول بين أفضل إثني عشر شيموين. تمامًا مثل فرسان المد العنيف، تم طرح إسمه دائما كلما ناقش شخص ما إختيار أفضل فرسان القارة بأكملها.
“ألم أركض كثيرًا في سمر؟” سأل يوجين وهو يميل رأسه، غير قادر على فهم ما تعنيه سيل بصراخها البائس.
“كيف أصف الفارس الأول….؟ إنه رجل حاد بحيث يمكنك أن تشعر تقريبًا بهالة شبح قادمة منه. وهكذا، بدا وكأنه أكثر تباينا عند الوقوف بجانب أميرة الفرسان. أما بالنسبة لها، فقد بدت نظيفة ونقية مثل زهرة منعزلة….” توقف التاجر عن الكلام ضائعًا في ذكريات الماضي.
هذه هي الحقيقة. صيغة اللهب الأبيض الخاصة بسيان قادرة على الإرتفاع إلى النجم الرابع في المقام الأول لأنه تلقى أجزاء مختلفة من النصائح من يوجين حول كيفية التدريب على صيغة اللهب الأبيض. كما تم تطبيق هذه النصائح بالتساوي على سيل.
سعل سيان حيث استمر التاجر في الغمز والإيماء.
التعويذة التي تم إستخدامها لمنع أقدام المرء من الانزلاق في الثلج ليست تعويذة متقدمة جدًا، وبينما تستمر لفترة طويلة، فَـهي لا تستهلك الكثير من الطاقة السحرية. ومع ذلك، لم يخطط يوجين أبدًا للسماح بإستخدام مثل هذه التعويذة المريحة.
بما أنه مولون، فهذا بالتأكيد يبدو كَـشيء سيفعله؛ كما إبتسم يوجين وهو يتخيل مثل هذا المشهد، أومأت انيسيه أيضًا برأسها قليلا على الجانب.
تم لفت إنتباهه إلى ذكر أميرة فرسان شيموين. من بين جميع أبناء ملك شيموين، قيل إن الأميرة سكاليا موهوبة بشكل فريد بالسيف.
“ووف-ووف.”
رفع يوجين حاجبًا، “هل أنتِ قلقة من أن فيه رائحة؟”
“لقيط متستر.” سخر يوجين من إهتمام سيان الواضح بالثرثرة عنها.
تلعثم سيان إحتجاجا، “ما-ماذا؟!”
“هوووياااي!” صرخت مير أيضًا وهي تربت على مؤخرة هابيل.
جنبًا إلى جنب مع الأميرة أيلا من الرور، الأميرة سكاليا هي أيضًا واحدة من خطيبات سيان المحتملات.
وتابع التاجر: “بالنسبة لشركات المرتزقة، حسنا….جميعها شركات كبيرة إلى حد ما، لكن….هاه. على الرغم من أنني آمل ألا يحدث شيء خطير، فأنت لا تعرف أبدًا ما قد يفعله الناس، لذا اسمحوا لي أن أقدم لكم تحذيرًا.”
“تحذير؟” تساءل يوجين.
في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.
عرف سيان أنه ليس موهوبًا مثل يوجين. نتيجة لذلك، ربما لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين لبقية حياته. صار سيان مدركًا بشكل مؤلم لهذه الحقيقة في وقت مبكر، وهو يدرك جيدًا أنه بغض النظر عن مدى غَيرَتِه، فلن يكون قادرًا على تغيير واقع هذا الموقف.
“من بين شركات المرتزقة التي مرت عبر روزروك قبل بضعة أيام، هناك مجموعة واحدة تسمى مرتزقة الكلب الأسود. على الرغم من أنهم يطلقون على أنفسهم شركة مرتزقة، إلا أنهم يتجولون حول القوافل التجارية من حقول الثلج الأخرى ويبتزونها بحجة مرافقتهم. إنهم مجرد لصوص يرتدون قناع شركة مرتزقة.”
هذه الأخبار لم تفاجئ يوجين، الذي كان يعمل كمرتزق قبل ثلاثمائة عام. القوافل التجارية هي زبون متعارف عليه بين المرتزقة. طالما أن شركة المرتزقة تفتقر إلى الضمير والقدرة الكافية، بعد قتل أو شل المحاربين المرافقين الأصليين الذين استأجرتهم القوافل التجارية، يمكنهم إجبار التجار على توقيع عقد غير عادل بينما يدعون أنهم هم الذين سيرافقونهم من الآن فصاعدا. بطبيعة الحال، فإن العقود التي تم توقيعها هكذا ليست مثل العقود المتعارف عليها، وقد جعل معظمها القوافل التجارية تدفع رسومًا إضافية مقابل مقدار الوقت الذي يتم جرها فيه من قبل شركة المرتزقة.
“من غير المعروف هل مولون لا يزال على إتصالٍ سرًا بعائلة الرور الملكية حتى بعد الدخول في عزلة. وإذا ذهب حقًا إلى وادي المطرقة العظيم لعزلته….يجب أن يكون قادرًا على ملاحظتنا بمجرد وصولنا إلى هناك، حتى لو كان بعيدا.” تكهنت انيسيه.
لأن هذا تركه يقف حافي القدمين في الثلج، أرسل البرد الجليدي الصدمات لأعلى ولأسفل عموده الفقري. أثناء تفعيل صيغة اللهب الأبيض بدقة، إستعد سيان بكمية قليلة من الطاقة السحرية. مع ذلك، بدأ ببطء في المشي، وإتخاذ خطوات حذرة إلى الأمام.
“ربما لن تجرؤ تلك الكلاب السوداء على لعب الحيل على السادة الشباب من عشيرة لايونهارت، لكن…..حقول الثلج واسعة، ولا تعرف أبدًا ما قد يحدث.” حذرهم التاجر بجدية. “أفضل حل هو تجنب التورط معهم من الأساس. إذا رأيت علم الكلاب السوداء من مسافة بعيدة، فلا تحاول مواجهتهم دون داع وإذهبوا في طريقكم الخاص.”
جنبًا إلى جنب مع الأميرة أيلا من الرور، الأميرة سكاليا هي أيضًا واحدة من خطيبات سيان المحتملات.
قبل يوجين التحذير، “شكرا لك على نصيحتك.”
“ألم يكن الأمر كما قلت؟ كلما إنتهت المعركة، تصاب دائمًا أكثر من مولون. ومن كان الشخص الذي يضمِدُ تلك الجروح؟” سألت انيسيه خطابيًا.
“بالمناسبة، هل تفكرون في إقتراض عدد قليل من الذئاب؟” أوصى التاجر. “يبدو أنه لا يوجد الكثير منكم، وبما أنكم مجموعة من خمسة أشخاص، فمن الأفضل إستخدام مزلقة الذئاب….”
“ربما لن تجرؤ تلك الكلاب السوداء على لعب الحيل على السادة الشباب من عشيرة لايونهارت، لكن…..حقول الثلج واسعة، ولا تعرف أبدًا ما قد يحدث.” حذرهم التاجر بجدية. “أفضل حل هو تجنب التورط معهم من الأساس. إذا رأيت علم الكلاب السوداء من مسافة بعيدة، فلا تحاول مواجهتهم دون داع وإذهبوا في طريقكم الخاص.”
أكد له يوجين: “لا حاجة.”
ولكن بفضل مراعاة ملك الرور، لم تعد هناك حاجة لتوظيف مرشد.
لقد فكر بالفعل في إستئجار مزلقة لركوبها، ولكن بعد التفكير في الأمر عدة مرات، أدرك أنهم لا يحتاجون إليها حقًا.
ولكن نظرًا لأن معظم سكان المملكة يعيشون في المدن، فَـحقول الثلج الشاسعة هي موطن للسكان الأصليين الذين رفضوا الإختلاط بالمدن. لم يكونوا متوحشين مثل سكان غابة سمر، لكن يوجين سمع أنهم غريبو الأطوار بما يكفي لرفض الحضارة والإصرار على البقاء في حقول الثلج القاسية.
رفضت سيل بشدة هذا العرض، “مستحيل، يستحيل أن أسمح لك بفعل ذلك. سأعتني بحذائي بمفردي، لذلك لا تفكر في الأمر.”
“بعد كل شيء، ألن يكون أكثر ملاءمة فقط إستخدام السحر؟” قال يوجين.
“حسنا، أعترف بذلك. مولون عظيم. وأنا لا قيمة لي. أنا سخيف عاهر توفي أولًا من دون سبب، وبسبب ذلك، يظل الجميع يقولون أنني أضعف من مولون….”
بدأ هابيل بالركض عبر حقل الثلج. نتيجة لذلك، لم يكن أمام سيان وسيل خيار سوى البدء في الجري بجد بأقدامٍ حافية.
“حسنا، يجب أن يكون الأمر أسهل بالنسبة لك.” وافقه التاجر.
شعر يوجين بالحاجة لإيجاد دليل.
إخراج الطاقة السحرية بشكل مفرط سيكون بلا معنى. إذن ما طلب يوجين من سيل وسيان القيام به هو المشي على الثلج أثناء استخدام الحد الأدنى من الطاقة السحرية حتى لا تطلق صيغة اللهب الأبيض أي شرارات.
التعويذة التي تم إستخدامها لمنع أقدام المرء من الانزلاق في الثلج ليست تعويذة متقدمة جدًا، وبينما تستمر لفترة طويلة، فَـهي لا تستهلك الكثير من الطاقة السحرية. ومع ذلك، لم يخطط يوجين أبدًا للسماح بإستخدام مثل هذه التعويذة المريحة.
تنهد يوجين، “لقد كنتِ هكذا منذ صِغَرِك. لم أفكر أبدًا في وجود رائحة غريبة قادمة من جسمك، لكن قبل بضع سنوات، رفضتِ حتى القيام بأي تدريب في الخارج لأنك لم ترغبي في إطلاق رائحة العرق.”
قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”
تحول يوجين إلى سيل وسيان، “أنتما الإثنان، صيغة اللهب الأبيض الخاصة بكما لا تزال عند النجمة الرابعة، أليس كذلك؟”
“بالمناسبة، هل تفكرون في إقتراض عدد قليل من الذئاب؟” أوصى التاجر. “يبدو أنه لا يوجد الكثير منكم، وبما أنكم مجموعة من خمسة أشخاص، فمن الأفضل إستخدام مزلقة الذئاب….”
“في عصرنا، لا يزال النجم الرابع مرتفعًا جدًا.” أصر سيان بهدوء.
أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”
جادل يوجين مرة أخرى، “ولكن على الرغم من أنني في نفس عمرك، أنا بالفعل في النجمة السادسة، أليس كذلك؟”
“هذا لأنك وحش، أيها الوغد.” هدر سيان مجعدًا جبينه وهو يحاول كبح كبريائه المتألم.
حقول الثلج أكثر قسوة من الغابات التابعة لِـسمر. في المقام الأول، ليس من السهل البحث عن الطعام، وإذا وقعت في صدع أثناء المشي بلا مبالاة، فإن الموت غير المجدي هو إحتمالٌ حقيقي. هناك أيضا العواصف الثلجية التي تثور من وقت لآخر، وعلى المرء أن يكون حذرًا من الإنهيارات الثلجية في المناطق الجبلية. هذا على عكس الغابات، كل ما على المرء أن يقلق بشأنه هو أشياء مثل الهجمات من السكان الأصليين المتوحشين أو الوحوش، ولكن في حقول الثلج، على المرء أن يكون أكثر حذرًا من ضخامة الطبيعة.
“لماذا تتحدث عن ذلك سرًا؟” جادلت سيل. “أنا أيضا أشعر بالفضول بشأن توقيعك.”
وصل يوجين إلى النقطة، “لم تكن تنتظر مني أن أذهب معك لمجرد أنك إعتقدت أن ذلك سيجعل الرحلة أسهل وخالية من الألم، صحيح؟”
عرف سيان أنه ليس موهوبًا مثل يوجين. نتيجة لذلك، ربما لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين لبقية حياته. صار سيان مدركًا بشكل مؤلم لهذه الحقيقة في وقت مبكر، وهو يدرك جيدًا أنه بغض النظر عن مدى غَيرَتِه، فلن يكون قادرًا على تغيير واقع هذا الموقف.
ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.
أنسيلا هي التي علمت سيان كيفية إستخدام شقيقه، يوجين، منذ سن مبكرة.
وصل يوجين إلى النقطة، “لم تكن تنتظر مني أن أذهب معك لمجرد أنك إعتقدت أن ذلك سيجعل الرحلة أسهل وخالية من الألم، صحيح؟”
“حسنًا، شيء كهذا.” قال يوجين بشكل غامض.
قد يشعر سيان بالغيرة، لكن لا ينبغي أن يكون حسودًا. على الرغم من أن سيان يعلم أنه لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين، إلا أنه لا يزال يتعين عليه السعي للقيام بذلك. حتى لو لم يكونا إخوة حقيقيين، يجب أن يعامله سيان كأخ حقيقي وأن يتعلم الإعتماد عليه كما يفعل هو ذلك مثله. يجب عليه بناء مثل هذه الصداقة بينهما حتى لا يحتاج سيان أبدًا إلى خيانته أو أن تتم خيانته.
“ووف-ووف.”
“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.
“من بين شركات المرتزقة التي مرت عبر روزروك قبل بضعة أيام، هناك مجموعة واحدة تسمى مرتزقة الكلب الأسود. على الرغم من أنهم يطلقون على أنفسهم شركة مرتزقة، إلا أنهم يتجولون حول القوافل التجارية من حقول الثلج الأخرى ويبتزونها بحجة مرافقتهم. إنهم مجرد لصوص يرتدون قناع شركة مرتزقة.”
“هل سبق لي أن جعلتك تفعل أي شيء لن يكون مفيدًا لك؟” قال يوجين بإبتسامة وهو يربت على كتف سيان.
في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.
هذه هي الحقيقة. صيغة اللهب الأبيض الخاصة بسيان قادرة على الإرتفاع إلى النجم الرابع في المقام الأول لأنه تلقى أجزاء مختلفة من النصائح من يوجين حول كيفية التدريب على صيغة اللهب الأبيض. كما تم تطبيق هذه النصائح بالتساوي على سيل.
العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.
“حسنًا.” نفخ سيان خده وهو يتخذ قراره وخلع حذائه على الفور.
لأن هذا تركه يقف حافي القدمين في الثلج، أرسل البرد الجليدي الصدمات لأعلى ولأسفل عموده الفقري. أثناء تفعيل صيغة اللهب الأبيض بدقة، إستعد سيان بكمية قليلة من الطاقة السحرية. مع ذلك، بدأ ببطء في المشي، وإتخاذ خطوات حذرة إلى الأمام.
لغرض هذا التدريب، لم يسمح لسيان بالغرق في الثلج. لا ينبغي أن يكون هناك أي آثار أقدام متبقية. بدا الأمر بسيطًا للوهلة الأولى، لكن هذا يتطلب في الواقع تلاعبًا دقيقًا ومستمرًا بطاقة السحرية.
لغرض هذا التدريب، لم يسمح لسيان بالغرق في الثلج. لا ينبغي أن يكون هناك أي آثار أقدام متبقية. بدا الأمر بسيطًا للوهلة الأولى، لكن هذا يتطلب في الواقع تلاعبًا دقيقًا ومستمرًا بطاقة السحرية.
إخراج الطاقة السحرية بشكل مفرط سيكون بلا معنى. إذن ما طلب يوجين من سيل وسيان القيام به هو المشي على الثلج أثناء استخدام الحد الأدنى من الطاقة السحرية حتى لا تطلق صيغة اللهب الأبيض أي شرارات.
منذ إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، نأى فيرموث بنفسه بشكل غريب عن رفاقه السابقين. لم يكن مولون إستثناءً من ذلك. ولكن بعد أن تنازل مولون عن العرش وأقيمت جنازةٌ رسميًا لفيرموث، سعى الملوك الذين خلفوا عرش الرور إلى إقامة علاقة جيدة مع عشيرة لايونهارت، حتى لو لم يكونوا قريبين.
عرف سيان أنه ليس موهوبًا مثل يوجين. نتيجة لذلك، ربما لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين لبقية حياته. صار سيان مدركًا بشكل مؤلم لهذه الحقيقة في وقت مبكر، وهو يدرك جيدًا أنه بغض النظر عن مدى غَيرَتِه، فلن يكون قادرًا على تغيير واقع هذا الموقف.
“آه….” شعرت سيل بالإشمئزاز من الحاجة إلى أن تكون حافية القدمين، لكنها ما زالت تستمع إلى تعليمات يوجين.
ظلت تحتضن حذائها بعناية، وسارت فوق الثلج بحذر. عندما إقترب منها يوجين عرضًا لمحاولة إمساك حذائها عنها، قفزت سيل بعيدًا عن يوجين خائفة.
سعل يوجين مع شعور بالذنب، “احم….لكن الأمر ليس كما لو أنني كنت الوحيد الذي قُطِعَتْ أطرافه. لقد فقد مولون ساقيه أيضًا….”
“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.
لم يستطع أن يكون متأكدًا تماما مما يقوله، لكن يوجين ما زال يحاول إظهار الثقة عندما أكد لها، “هذا الأحمق لن يتغير ولا حتى قليلًا.”
أشار يوجين، “ألن يكون السفر داخل عباءتي أكثر راحة من السفر على ظهر ذئب—”
قال يوجين بتردد: “لا….يبدو أنه سيكون من غير المناسب لك أن تحمل حذائك معك….لذلك كنت سأضعه في عباءتي.”
“هل سَـيساعد هذا حقًا؟” سأل سيان.
رفضت سيل بشدة هذا العرض، “مستحيل، يستحيل أن أسمح لك بفعل ذلك. سأعتني بحذائي بمفردي، لذلك لا تفكر في الأمر.”
رفع يوجين حاجبًا، “هل أنتِ قلقة من أن فيه رائحة؟”
ومع ذلك، لم تكن ابتسامتها مبهجة مثل ابتسامة يوجين.
تحول وجه سيل إلى شاحب بسبب سؤال يوجين.
عندما توقف يوجين عن التذمر وتنهد مرارا وتكرارا، ضحكت انيسيه، التي لا تزال تستعير جسد كريستينا، ساخرة.
تنهد يوجين، “لقد كنتِ هكذا منذ صِغَرِك. لم أفكر أبدًا في وجود رائحة غريبة قادمة من جسمك، لكن قبل بضع سنوات، رفضتِ حتى القيام بأي تدريب في الخارج لأنك لم ترغبي في إطلاق رائحة العرق.”
“لماذا تستذكر شيئًا من الماضي البعيد؟!” صرخت سيل.
تذمر يوجين، “لم يكن ذلك منذ فترة طويلة….ربما أربع سنوات أو نحو ذلك….؟ على أي حال، لن تنبعث منك أي روائح غريبة، لذلك لا تمسكي بهذه الأحذية بلا جدوى وأعطِها لي.”
هذه الأخبار لم تفاجئ يوجين، الذي كان يعمل كمرتزق قبل ثلاثمائة عام. القوافل التجارية هي زبون متعارف عليه بين المرتزقة. طالما أن شركة المرتزقة تفتقر إلى الضمير والقدرة الكافية، بعد قتل أو شل المحاربين المرافقين الأصليين الذين استأجرتهم القوافل التجارية، يمكنهم إجبار التجار على توقيع عقد غير عادل بينما يدعون أنهم هم الذين سيرافقونهم من الآن فصاعدا. بطبيعة الحال، فإن العقود التي تم توقيعها هكذا ليست مثل العقود المتعارف عليها، وقد جعل معظمها القوافل التجارية تدفع رسومًا إضافية مقابل مقدار الوقت الذي يتم جرها فيه من قبل شركة المرتزقة.
“…..أنت…..أنت يا إبن العاهرة. كنت أعرف أنك تفتقر لحس المجاملة، ولكن هذا يتجاوز الحدود كثيرًا حقًا. هل تعتقد حقًا أنني إعتقدت حقا أن نوعا من الرائحة الغريبة قادمة من جسدي؟ كل ما في الأمر أنني كنتُ خجولةً جدًا ومحرجة! اغرب عن وجهي!” صرخت سيل مثل الوحش وهي تأرجح حذائها مهددة إياه.
لاحظت كريستينا بهدوء: “رغم ذلك، أيتها السيدة سيل، يبدو أنكِ لا تقضين وقتًا سهلا مثلي.”
بسبب مقاومتها القوية، لم يستطِع يوجين الإستمرار في إقناعها وإضطر إلى التراجع.
“لا بأس إذا ركبت على ظهره، أليس كذلك؟” سألت مير.
أكدت كريستينا قبل أن تنشر جناحيها: “ركض السير يوجين بينما طرت خلفه.”
تمتمت كريستينا من أعماق معطف الفرو السميك الذي ترتديه: “سيدي يوجين، أنت الشخص المُخطئ.”
عند سماع هذه الكلمات، حوَّلَ يوجين بصره تجاهها مع نظرة تدل على شعوره بالظُلم، “فقط ماذا فعلت أنا؟”
“لكنني أراهن أنك لم تركض هكذا في سمر!” صرخت سيل بصوت حزين.
قالت كريستينا وهي تنقر على لسانها وتهز رأسها: “أنت تفتقر إلى الإهتمام بقلب الفتاة.”
في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.
هناك حقول من الثلج الأبيض في كل مكان يُنظر إليه، لذلك فَـفقدان الإحساس بالإتجاهات هو أمرٌ سهل. حتى إذا أُستُخدِمَت خريطة، بوصلة أو دليل سحري، فلا يزال من السهل أن فقدان الطريق في حقول الثلج. هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين أرادوا عبور حقول الثلج غالبًا ما استأجروا السكان الأصليين الذين يعيشون في تلك الأراضي كمرشدين.
نظرت مير أيضًا إلى يوجين بعيون ضيقة لأنها رافقت كريستينا في النقر لسانها. بدت مير سعيدةً جدًا بالجلوس على ظهر هابيل، لذلك إشتروا سرجًا يمكنها الجلوس عليه أثناء ركوبه.
وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”
وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”
فتاة صغيرة ترتدي قبعة ذات مظهر رقيق تجلس على ظهر ذئب كبير مثل الثور. هذا الذئب مسؤول أيضا عن تحديد إتجاه مجموعتهم وقيادتهم. الأشقاء التوأم يتابعون خلف الذئب حافيَّين، ورجل يرتدي عباءة كبيرة يراقب الأشقاء بنظرة صارمة في عينه. امرأة ترتدي معطفًا تلتصق أيضًا بجانب ذلك الرجل.
وتابع التاجر: “بالنسبة لشركات المرتزقة، حسنا….جميعها شركات كبيرة إلى حد ما، لكن….هاه. على الرغم من أنني آمل ألا يحدث شيء خطير، فأنت لا تعرف أبدًا ما قد يفعله الناس، لذا اسمحوا لي أن أقدم لكم تحذيرًا.”
قال يوجين بتردد: “لا….يبدو أنه سيكون من غير المناسب لك أن تحمل حذائك معك….لذلك كنت سأضعه في عباءتي.”
العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.
العديد من المجاميع تغادر أبواب روزروك في نفس الوقت، لكن لم يوجد أي منها فريد مثل مجموعة يوجين. إحمرَّ وجه سيل لأنها شعرت بالنظرات التي تحدق بها كما لو أنها تستمتع بالعرض.
قد يشعر سيان بالغيرة، لكن لا ينبغي أن يكون حسودًا. على الرغم من أن سيان يعلم أنه لن يكون قادرًا على تجاوز يوجين، إلا أنه لا يزال يتعين عليه السعي للقيام بذلك. حتى لو لم يكونا إخوة حقيقيين، يجب أن يعامله سيان كأخ حقيقي وأن يتعلم الإعتماد عليه كما يفعل هو ذلك مثله. يجب عليه بناء مثل هذه الصداقة بينهما حتى لا يحتاج سيان أبدًا إلى خيانته أو أن تتم خيانته.
“إذا واصلتم التنمق طوال الطريق هكذا، فقط متى تعتقدان أننا سَـنصل إلى هناك؟ أُركُضا!” زأر يوجين.
أشار يوجين مقاطعًا إياها: “حتى بين أحفاد فيرموث، هناك أغبياء.”
“هوووياااي!” صرخت مير أيضًا وهي تربت على مؤخرة هابيل.
في كل عام، في عيد ميلاد البطريرك، يتم إرسال رسائل وهدايا من الرور، وحاليًا، هناك محادثات حول تزويج البطريرك التالي، سيان، إلى أميرة الرور.
بدأ هابيل بالركض عبر حقل الثلج. نتيجة لذلك، لم يكن أمام سيان وسيل خيار سوى البدء في الجري بجد بأقدامٍ حافية.
“لا…..لا حاجة لنا للركض هكذا!” لهثت سيل.
تمتمت كريستينا من أعماق معطف الفرو السميك الذي ترتديه: “سيدي يوجين، أنت الشخص المُخطئ.”
“لقد سمعت شيئًا عن ذلك. على ما يبدو، يقام مهرجان يسمى مسيرة الفرسان في ملاعب تدريب ليهاين البعيدة، أليس كذلك؟” إستفسر تاجر.
قال يوجين: “يجب أن تركضي إذا كنا نخطط للوصول بسرعة.”
كل تاجر إلتقوا به أثناء شراء الإمدادات للرحلة قال نفس الشيء بينما يهزون رؤوسهم وينقرون على ألسنتهم بتعاطف. ومع ذلك، على الرغم من أنهم وصفوا هذا بأنه تهور وحماقة، إلا أنهم لم يحاولوا إيقاف يوجين والآخرين.
“لكنني أراهن أنك لم تركض هكذا في سمر!” صرخت سيل بصوت حزين.
قبل يوجين التحذير، “شكرا لك على نصيحتك.”
ولكن بفضل مراعاة ملك الرور، لم تعد هناك حاجة لتوظيف مرشد.
فقط لماذا قررت سيل الانفصال عن القوة الرئيسية لعشيرة لايونهارت لإنتظار يوجين؟ كان ذلك لأنها لم ترِد أن تسافر كريستينا ويوجين بمفردهما معًا، كأصدقاء حميمين كما فعلا في سمر! كل ذلك لأن سيل لم تستطِع تحمل فكرة السماح لهما بشق طريقهما إلى ليهاين بمفردهما. نظرًا لوجود زيادة في تدريبهم قبل مسيرة الفرسان، لم تتمكن سيل من متابعة يوجين إلى آروث، ولكن هذه المرة، ستتمكن أخيرًا من السفر معه.
“ماذا تفعل؟” صرخت سيل.
ولكن فقط ما الذي يحدث الآن؟ يجب أن يتجولوا في مكان كبير، مزلقة مستأجرة أثناء استخدام السحر لتدوير الهواء الدافئ من حولهم….آمَلَتْ سيل بالحصول على فرصة للدردشة مع بعضهم البعض أثناء إشعال النار في الليل وصنع الذكريات أثناء النظر إلى النجوم! فلماذا هي حافية القدمين حاليًا، مطاردة مؤخرة ذلك الذئب الضخمة؟
“ألم أركض كثيرًا في سمر؟” سأل يوجين وهو يميل رأسه، غير قادر على فهم ما تعنيه سيل بصراخها البائس.
أكدت كريستينا قبل أن تنشر جناحيها: “ركض السير يوجين بينما طرت خلفه.”
ظلت تحتضن حذائها بعناية، وسارت فوق الثلج بحذر. عندما إقترب منها يوجين عرضًا لمحاولة إمساك حذائها عنها، قفزت سيل بعيدًا عن يوجين خائفة.
“ماذا قلتِ للتو؟” هدر يوجين.
بالطبع، لم ترفع جميع أجنحتها الثمانية. التعويذة الإلهية التي إستخدمتها أثناء سفرهم عبر سمر، أجنحة النور. ولكن مع قوة كريستينا الحالية، حتى لو طارت لعدة أيام أثناء استخدام أجنحة الضوء، فلن تنفد قوتها الإلهية.
وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”
“لكنني أراهن أنك لم تركض هكذا في سمر!” صرخت سيل بصوت حزين.
“سيدة سيل، يبدو أنك تسيئين فهم شيء ما. لقد قمنا أنا والسير يوجين بأمانة بمهمتنا أثناء وجودنا في سمر. كل يوم، بقينا مشغولَين بالسفر بينما أيضا على أهبة الاستعداد لهجمات مفاجئة. أنا في الواقع أكثر إسترخاءً الآن مما كنت عليه في ذلك الوقت.” همست كريستينا بهدوء وهي تطير إلى سيل على إرتفاع منخفض.
بعد أن خرجت من العباءة، إقتربت مير من هابيل وعيناها مشرقتان.
أزعج هذا المشهد سيل كثيرًا حقًا.
ومع ذلك، لم تستطِع سيل تحمل الرد عليها. على الرغم من أنها لا تعاني من أي مشاكل أثناء المشي ببطء، إلا أنها تحد حاليًا من إنتاج صيغة اللهب الأبيض، وتحمي قدميها من الإصابة بالصقيع، وتتلاعب بالطاقة السحرية حتى لا تغرق في الثلج، كل ذلك أثناء الجري. لذلك بينما يتوجب على سيل الإستمرار في التركيز على الحفاظ على تنفسها فقط، كل ما يمكنها فعله هو النظر بغضب إلى كريستينا.
“أليست فقط الحقيقة أنك كنت أضعف من مولون؟ كان لديك أيضًا جسم أضعف من خاصته. هامل، لا أحد قد يكون قادرًا على معرفة ذلك، لكن التفاخر وكأنك أقوى وأصلب من مولون أمامي هو….هيهي. هذا يظهرك لطيفًا أمامي.” قالت انيسيه بإبتسامة متكلفة.
تحول يوجين إلى سيل وسيان، “أنتما الإثنان، صيغة اللهب الأبيض الخاصة بكما لا تزال عند النجمة الرابعة، أليس كذلك؟”
بالطبع، كريستينا غير مثقلة بالأعباء أو مشغولة مثل سيل. ترفرف بجناحيها بفخر وهي مستلقية في الجو. الرياح والثلوج التي جاءت تحلق نحوها مزعجة، لكنها تستطيع أن تغطي عينيها مع موجة من يديها.
“لقيط متستر.” سخر يوجين من إهتمام سيان الواضح بالثرثرة عنها.
لاحظت انيسيه فجأة، “بصفته سليل مولون، فهو يشبه مولون حقًا.”
لاحظت كريستينا بهدوء: “رغم ذلك، أيتها السيدة سيل، يبدو أنكِ لا تقضين وقتًا سهلا مثلي.”
“هذا إذا لم يتغير مولون عن الذي نتذكره.” طرحت انيسيه بحذر.
أثناء إبتلاع الكلمات البذيئة التي هددت بالإنفجار، إلتفتت سيل ناظرةً إلى الأمام بغضب.
مشهد مير، التي تضحك بعيدًا أثناء جلوسها على ظهر الذئب، هو أكثر شيء مزعج على الإطلاق.
منذ إنتهاء الحرب قبل ثلاثمائة عام، نأى فيرموث بنفسه بشكل غريب عن رفاقه السابقين. لم يكن مولون إستثناءً من ذلك. ولكن بعد أن تنازل مولون عن العرش وأقيمت جنازةٌ رسميًا لفيرموث، سعى الملوك الذين خلفوا عرش الرور إلى إقامة علاقة جيدة مع عشيرة لايونهارت، حتى لو لم يكونوا قريبين.
* * *
“حسنًا.” نفخ سيان خده وهو يتخذ قراره وخلع حذائه على الفور.
فوق روزروك، الرجل الذي بدا جميلا لدرجة أنه من الصعب تصديق أنه رجل يمسك معطفه بإحكام. بينما ينظر بإتجاه ظهر يوجين، الذي إنحسر في وقت ما في المسافة، لعق الرجل شفتيه.
لغرض هذا التدريب، لم يسمح لسيان بالغرق في الثلج. لا ينبغي أن يكون هناك أي آثار أقدام متبقية. بدا الأمر بسيطًا للوهلة الأولى، لكن هذا يتطلب في الواقع تلاعبًا دقيقًا ومستمرًا بطاقة السحرية.
“صاحب الجلالة.” تمتم الرجل.
هذا الهمس ليس موجهًا إلى أي شخص هنا ولكن بدلًا من ذلك إلى أراضي ملكته البعيدة عن هنا.
“يوجين لايونهارت قد غادر من هنا.”
التعويذة التي تم إستخدامها لمنع أقدام المرء من الانزلاق في الثلج ليست تعويذة متقدمة جدًا، وبينما تستمر لفترة طويلة، فَـهي لا تستهلك الكثير من الطاقة السحرية. ومع ذلك، لم يخطط يوجين أبدًا للسماح بإستخدام مثل هذه التعويذة المريحة.
بالطبع، عرفهم يوجين. فإسمهم هو إسمٌ يتم طرحه دائما كلما تمت مناقشة موضوع أفضل أوامر الفرسان في القارة. نظرًا لأن شيموين هي دولة إدعت أنها أرض الفرسان، فَـهناك العديد من أسلحة الفرسان التي أقسمت بالولاء للعائلة الملكية.
في مملكة الشياطين هيلموث، غابة الظل الأسود، التي كانت حتى عامٍ مضى، أراضي الأميرة راكشاسا وموطنًا لجان الظلام الذين تبعوها. غابة عملاقة إحتفظت بمظهرها البدائي.
نوير جيابيلا، الجالسة فوق رأس تمثالها العملاق، كشفت عن أسنانها ضاحكة.
ومع ذلك، لم يتبقَ شيء تقريبًا من مظهر غابة الظل الأسود في ذلك الوقت. تم قطع الأشجار وفتح مساحات شاسعة، وتم وضع طرق نظيفة فوق التربة. المباني التي يمكن رؤيتها في العاصمة بانديمونيوم يجري تشييدها بأُحاديات وثنائيات من قبل اللاموتى، البشر والعمال الشياطين الذين تم تعيينهم من قبل شركة البناء – الحلم.
فتاة صغيرة ترتدي قبعة ذات مظهر رقيق تجلس على ظهر ذئب كبير مثل الثور. هذا الذئب مسؤول أيضا عن تحديد إتجاه مجموعتهم وقيادتهم. الأشقاء التوأم يتابعون خلف الذئب حافيَّين، ورجل يرتدي عباءة كبيرة يراقب الأشقاء بنظرة صارمة في عينه. امرأة ترتدي معطفًا تلتصق أيضًا بجانب ذلك الرجل.
“لقيط متستر.” سخر يوجين من إهتمام سيان الواضح بالثرثرة عنها.
في منتصف كل هذا، تم الإنتهاء من تمثال نوير جيابيلا الذي نسخ شخصيتها الجذابة.
شخر يوجين، “من المحتمل أن يُفاجأ ذلك الأحمق ويأتي يركض كالمجانين.”
وكشف انيسيه: “كان مولون أيضا أحمق، لكنه كان جيدا في التعامل مع شؤون الدولة.”
“اهاهاها.”
لم يستطِع يوجين دحض سخرية انيسيه. لولا معجزات انيسيه، حتى لو لم يتم بتر جميع أطرافه، شعر أنه كان سيفقد ذراعه أو ساقه على الأقل.
نوير جيابيلا، الجالسة فوق رأس تمثالها العملاق، كشفت عن أسنانها ضاحكة.
إعترف انيسيه، “قد يكون هذا هو الحال، ولكن إذا وقعنا حقًا في فخٍ نصبه سليل مولون…..فسأشعر بالخجل لدرجة أنني لن أتمكن أبدًا من الصعود إلى السماء وبدلًا من ذلك سأصير روحًا شريرة.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
