الرور (2)
الفصل 222: الرور (2)
أحس يوجين بمشاعر معقدة حول النصب الذي أقامه مولون. بصراحة، أراد أن يراه، ولكن إذا رآه، شعر بِـأن مشاعرَ لا جدوىً منها سَـتغزوه. لو جاء إلى مملكة الرور بمفرده، لكان قد تسلل لإلقاء نظرة عليه، لكنه لم يستطع فعل ذلك الآن.
ربت على كتف يوجين مرة أخرى وقال بإبتسامة، “لا بأس حتى لو أردت ذلك في منتصف مسيرة الفرسان، لذلك إذا رغبت في التنافس معنا، تعال لزيارتنا في أي وقت. هذه الكلمات ليست فقط لك، يوجين. سيان لايونهارت وسيل لايونهارت كذلك. لو رغبتما في ذلك، يمكنك لكما القدوم إلينا في أي وقت. سنكون سعداء لإظهار فنون القتال التي تم تمريرها إلينا من الملك الجريء.”
بدأ كوعٌ بالدس في جانب يوجين.
إندهش سيان لدرجة أن شعره وقف على نهايته، وركع على الفور، “سلـ-سليل عشيرة لايونهارت، سيان لايونهارت، يتشرف بمقابلة صاحب السمو الملكي، ملك الرور.”
ابتسامة غريبة تحوم على وجهها، قامت كريستينا بإمالة رأسها بمهارة نحو يوجين وهمست، “كيف هو؟”
“السير هامل لم يمت لأنه كان ضعيفًا. لقد ضحى بحياته بشجاعة وجمال من أجل رفاقه.” يوجين هو الذي رد عليه هذه المرة. “قبل ثلاثمائة عام، بسبب تضحية السير هامل، إستطاع سلفنا ورفاقه الإستمرار على طول الطريق إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني. على الرغم من أن الأجيال اللاحقة تسخر من السير هامل بإعتباره غبيًا بسبب هذا الهراء — لا، تلك الحكاية الخيالية السخيفة، كشخص ضحى بنفسه من أجل رفاقه ومن أجل العالم لم يترك له أي خيار سوى القيام بذلك، يمكن حقًا تسمية السير هامل بالبطل.”
من هذا التعبير وحده، يمكن أن يعرف يوجين من يتحكم حاليًا في جسد كريستينا.
“سيان لايونهارت!” هدر أمان بمرح. “سليل فيرموث العظيم. أنا أدرك جيدًا أنك التالي في طابور بطريرك عشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه لم يتم تأكيد ذلك بعد، قد تكون إبنتنا مخطوبة لك قريبًا.”
هي لا تزال كريستينا، لكن يبدو أنها استسلمت للاندفاع من إلحاح انيسيه من داخل رأسها بسبب إهتمامها بالسؤال.
كسر سيان الصمت، “هل هناك حقًا مشهد مثل هذا في الحكاية الخيالية؟”
طهر يوجين حلقه ورفع نظرته قبل أن يقول أخيرًا، “….إنه جيد الصنع.”
هذا هو إنطباع يوجين الصادق.
بينما تنظران إلى يوجين، ظلت عينا أمان واضحة تماما مثل عيون مولون، ويمكن أيضًا رؤية نفس الرغبة الشديدة في الصراع التي ظهرت ذات مرة في عيون مولون في عينيه. ومع ذلك، على عكس مولون، لم يكبح أمان رغباته على أساس أنهم رفاق. في نظر أمان، الروح الوحشية والهائجة بعيدة كل البعد عن الكرامة التي تأتي من كون المرء مَلِكَ بلدٍ ما.
ابتسامة غريبة تحوم على وجهها، قامت كريستينا بإمالة رأسها بمهارة نحو يوجين وهمست، “كيف هو؟”
لقد رأى عددًا قليلًا من التماثيل مثل هذا حتى الآن. في الوقت الحالي، تمثال هامل الذي أحضره يوجين من صحراء نهاما يقف في حديقة عشيرة لايونهارت. هناك تماثيل لفيرموث في عاصمة كيهل وقلعة البلاك لايونز، بالإضافة إلى تمثال لسيينا في ساحة ميردين في آروث. ثم، في ساحة الشمس في يوراس، رأى تمثالا لانيسيه يطفو في السماء.
“وأين هو بالضبط؟” إستفسر يوجين.
من بين كل هؤلاء، أفضل تمثال حتى الآن هو التمثال الذي أمامه مباشرة. التماثيل التي رآها يوجين من قبل بدت مثيرة للإعجاب بالتأكيد. تمثال انيسيه، على وجه الخصوص، تم تزيينه بشكل جميل بالجواهر الثمينة. ولكن هذا الذي أمامه….
ربما يكون المقصود من هذا فقط هو نشر الأُلفة بينهم في اللقاء الأول، ولكن في كل مرة هبطت يد أمان الكبيرة على كتفه بصوت فرقعة، إهتز جسد سيان بالكامل.
“هل هذا صحيح؟ إذن ليس باليد حيلة. ليس الأمر كما لو أن اليوم سيكون الفرصة الوحيدة التي سنحصل عليها.” تنهد أمان.
أعلن يوجين، “إنه مهيب.”
“هل هذا صحيح؟ إذن ليس باليد حيلة. ليس الأمر كما لو أن اليوم سيكون الفرصة الوحيدة التي سنحصل عليها.” تنهد أمان.
التمثال الذي أمامهم حاليا بدا حقًا هائلًا. بهذه الطريقة، بدا بالتأكيد مثل مولون. التمثال أطول من مبنى عادي. وقد تم نحت جميع عضلات مولون المنتفخة تمامًا كما كانت.
لم يذرف يوجين أي دموع. هو الآن يتحمل الرغبة في القيام بذلك. لقد ذرف بالفعل الكثير من الدموع في وضع مماثل، ومن الواضح أنه إذا بكى، فإن انيسيه سوف تضايقه كثيرًا لدرجة أنها ستجعله يريد قتل شخص ما، لذلك إستمر يوجين في يقمع عواطفه.
“يبدو أنك في عجلة من أمرك.” لاحظ أمان: “لو أن إستعداداتكم غير كافية أو أصابكم القلق بشأن الرحلة، فَـماذا عن مرافقتنا؟ يمكنكم أن تستريحوا جيدًا في القصر وتغادروا إلى ليهاين عندما نفعل نحن وفرسان الرور.”
يصور التمثال مولون الجريح يحمل هامل المتوفى بين ذراعيه. على الرغم من أنه لم يشمل رفاقهم الآخرين، إلا أن المشهد المدمر الذي تم إنشاؤه خلال معركة صعبة قد أعيد إنشاؤه بدقة حول التمثال.
“على الرغم من أنني ممتن لكلماتك….أخشى أنني سأضطر إلى الرفض. ومع ذلك، لماذا لم تغادر بعد، صاحب الجلالة؟” إستفسر يوجين.
وأضاف يوجين “…..وحزين بعض الشيء.”
بالعودة إلى المجموعة، أوضح أمان، “لا داعي للقلق بشأن طعام هابيل لأن هذا الرجل الذكي يمكنه مطاردة طعامه بنفسه. إذا أُصيبتْ ساقُ أحدكم في الطريق إلى هناك، فلا بأس إذا إحتاجَ للركوب على ظهر هابيل.”
لم يذرف يوجين أي دموع. هو الآن يتحمل الرغبة في القيام بذلك. لقد ذرف بالفعل الكثير من الدموع في وضع مماثل، ومن الواضح أنه إذا بكى، فإن انيسيه سوف تضايقه كثيرًا لدرجة أنها ستجعله يريد قتل شخص ما، لذلك إستمر يوجين في يقمع عواطفه.
“في الواقع، ليس لدينا رغبة في إتخاذ قرار بشأن زواج إبنتنا لأسباب سياسية.” إعترف أمان. “أهم شيء هو ما هل تريد ابنتنا الزواج منك أم لا! آه، على الرغم من ذلك، بالطبع، إبنتنا لم تبلغ من العمر ما يكفي لمثل هذه الأشياء.”
“إنه أيضًا المكان الذي يولد فيه أحفاد العائلة الملكية كمحاربين.” وقال أمان دون أي تفسير آخر وهو يبتعد: “بالطبع، الأمر متروك لك سواء ستذهب أم لا.”
“اهئ~.”
ابتسامة غريبة تحوم على وجهها، قامت كريستينا بإمالة رأسها بمهارة نحو يوجين وهمست، “كيف هو؟”
ربما إستطاع يوجين التحمل، لكن مير إختارت عدم فعل ذلك. مع وجهها فقط لا يزال يخرج من فتحة في عباءته، بكت مير علانية. كريستينا تظهر ابتسامة خبيثة بشكل محرج كما لو أنها تقصد تقليد انيسيه، لكن عينيها ظلت مليئة بالدموع.
“آه….أوه، صحيح.” رد سيان بتعبير مرتبك قبل أن يومئ برأسه فجأة. “هذا هو الحال، أليس كذلك؟ يوجين، أنت الشخص الذي إكتشف شخصيًا قبر السير هامل، لذلك….آه….لأنك خليفة إرثه، فمن المنطقي أن يكون لديك مشاعر مختلفة تجاه هذا التمثال مما نفعل نحن.”
كسر سيان الصمت، “هل هناك حقًا مشهد مثل هذا في الحكاية الخيالية؟”
“سيينا وهامل يبدوان وكأنهما أصدقاء مقربون أكثر من عشاق، لكن انيسيه وهامل لديهما إحترام متبادل لبعضهما البعض، لذلك….هاه، ما الفائدة من التحدث معك عن هذا؟” هزت سيل رأسها كما لو أنها تسخر من سيان.
هزت سيل كتفيها، “الحكاية الخيالية هي مجرد قصة خيالية، بعد كل شيء. نحن لا نعرف حتى من كتبها، لذلك ربما تم تغيير بعض الأشياء فيها قليلًا؟”
هذا هو إنطباع يوجين الصادق.
“ومع ذلك، أحببت تماما الرومانسية بين هامل الغبي وسيينا الحكيمة.” غمغم سيان.
أعجب كل من سيل وسيان بالتمثال.
بهذه الكلمات الأخيرة، قفز أمان من الأرض مرة أخرى.
ضحكت سيل على اعتراف شقيقها المتمتم وهزت رأسها، “ماذا تعرف يا أخي. ما تحاول الحكاية الخيالية أن تلمس قلبك فيه ليس الرومانسية بين هامل الغبي وسيينا الحكيمة.”
وهكذا، قام يوجين بتطهير حلقه وهز رأسه، “على أي حال، عن السير هامل….أحاول فقط أن أقول إنه بطل تم الإستخفاف به من قبل الأجيال اللاحقة.”
“إذن ماذا؟” سأل سيان. “الصداقة بين الرفاق؟”
التمثال الذي أمامهم حاليا بدا حقًا هائلًا. بهذه الطريقة، بدا بالتأكيد مثل مولون. التمثال أطول من مبنى عادي. وقد تم نحت جميع عضلات مولون المنتفخة تمامًا كما كانت.
أعلنت سيل: “هذه أيضًا فكرة رائعة، لكنني أحببت العلاقة بين انيسيه المؤمنة وهامل الغبي.”
“السير هامل لم يمت لأنه كان ضعيفًا. لقد ضحى بحياته بشجاعة وجمال من أجل رفاقه.” يوجين هو الذي رد عليه هذه المرة. “قبل ثلاثمائة عام، بسبب تضحية السير هامل، إستطاع سلفنا ورفاقه الإستمرار على طول الطريق إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني. على الرغم من أن الأجيال اللاحقة تسخر من السير هامل بإعتباره غبيًا بسبب هذا الهراء — لا، تلك الحكاية الخيالية السخيفة، كشخص ضحى بنفسه من أجل رفاقه ومن أجل العالم لم يترك له أي خيار سوى القيام بذلك، يمكن حقًا تسمية السير هامل بالبطل.”
توقف سيان عن الكلام بصدمة، “لماذا هذين؟ في الحكاية الخيالية، تلك التي أحبها هامل هي سيينا.”
“على الرغم من أن هذا ما إعترف به في لحظاته الأخيرة، إلا أن المزاج الخفي بين هامل وانيسيه الذي تم الكشف عنه طوال الحكاية الخيالية مثير جدًا للإهتمام. هل يجب أن أصفها بأنها مثيرة للخيال؟ هناك أيضا بعض الأشياء التي تشير إلى شيء أكثر.” أوضحت سيل بحماس.
ربما يكون المقصود من هذا فقط هو نشر الأُلفة بينهم في اللقاء الأول، ولكن في كل مرة هبطت يد أمان الكبيرة على كتفه بصوت فرقعة، إهتز جسد سيان بالكامل.
عبس سيان، “لم أرَّ شيئًا من هذا القبيل….”
“سيينا وهامل يبدوان وكأنهما أصدقاء مقربون أكثر من عشاق، لكن انيسيه وهامل لديهما إحترام متبادل لبعضهما البعض، لذلك….هاه، ما الفائدة من التحدث معك عن هذا؟” هزت سيل رأسها كما لو أنها تسخر من سيان.
ربما يكون المقصود من هذا فقط هو نشر الأُلفة بينهم في اللقاء الأول، ولكن في كل مرة هبطت يد أمان الكبيرة على كتفه بصوت فرقعة، إهتز جسد سيان بالكامل.
التمثال الذي أمامهم حاليا بدا حقًا هائلًا. بهذه الطريقة، بدا بالتأكيد مثل مولون. التمثال أطول من مبنى عادي. وقد تم نحت جميع عضلات مولون المنتفخة تمامًا كما كانت.
شعر يوجين، الذي يستمع إلى هذا الحديث بصمت، كما لو أن ملابسه قد جردت في الأماكن العامة، لذلك أبقى فمه مغلقًا بإحكام.
ردت كريستينا بوجه متصلب، “إنه لشرف لي أن ألتقي بك هكذا.”
“ومع ذلك، أليس هذا لا يزال خطأنا لجعل مثل هذا الرجل المؤسف فارسًا فخريًا؟ وهكذا، نشعر أنه يجب علينا أن نفعل شيئًا لمساعدتك في رحلتك.” أصر أمان.
[تلك اللطيفة الصغيرة تعرف شيئًا حقًا.] علقت انيسيه.
رفرفت عباءة سميكة خلف الجسد الهابط.
‘….هل هذا حقا في الحكاية الخيالية؟’ سألت كريستينا بشكل متشكك.
ربت على كتف يوجين مرة أخرى وقال بإبتسامة، “لا بأس حتى لو أردت ذلك في منتصف مسيرة الفرسان، لذلك إذا رغبت في التنافس معنا، تعال لزيارتنا في أي وقت. هذه الكلمات ليست فقط لك، يوجين. سيان لايونهارت وسيل لايونهارت كذلك. لو رغبتما في ذلك، يمكنك لكما القدوم إلينا في أي وقت. سنكون سعداء لإظهار فنون القتال التي تم تمريرها إلينا من الملك الجريء.”
“كيف أجرؤ على مقاطعة السيوف معك، صاحب الجلالة؟” حاول يوجين التهرب.
[ليس الأمر كما لو أنني أستطيع كتابة التفاصيل حول الندبات في الحكاية الخيالية. أظهرت سيينا الأنانية قبحها من خلال الكشف عن رغباتها الأنانية عمدًا، لكنني لم أستطع فعل ذلك. كان من المفترض أن أكون بريئة ونقية، بعد كل شيء. لذلك أخبرت قصة هامل ونفسي بطريقة لا يشعر بها سوى عدد قليل ممن لديهم حساسية كبيرة، مثل تلك اللطيفة، بشيء ما.]
إنطلق أمان من الأرض وقفز في الهواء. بقفزة واحدة فقط، طار في الهواء وعبر المسافة الكبيرة بين الساحة وبرج القصر الذي طار منه لأول مرة.
في وقت سابق فقط، وصفت انيسيه سيل بأنها عاهرة ماكرة، ولكن في مرحلة ما، غُيِّرَتْ تسمية سيل إلى لطيفة.
“يوجين لايونهارت.” تحول أمان أخيرًا إلى يوجين. ماشيًا بإبتسامة صادقة، نظر أمان إلى يوجين وقال، “الطفل المُتَبنى للعائلة الرئيسية. المجيء الثاني لفيرموث العظيم. خليفة سيينا الحكيمة….لكن يبدو أن هذه ليست نهاية الأمر.”
هل هذا إستفزاز؟
“…لكن في النهاية، كان السير هامل هو الوحيد الذي مات.” تمتم سيان.
إلتفت أمان إلى سيل، “سيل لايونهارت! لقد سمعنا عنكِ أيضًا. في الواقع، أنتِ رائعة وجميل مثل الثلج! لقد سمعت أن كارمن لايونهارت، البطلة التي تلقت إعترافنا لقوتها، هي معلمتك، صحيح؟”
“السير هامل لم يمت لأنه كان ضعيفًا. لقد ضحى بحياته بشجاعة وجمال من أجل رفاقه.” يوجين هو الذي رد عليه هذه المرة. “قبل ثلاثمائة عام، بسبب تضحية السير هامل، إستطاع سلفنا ورفاقه الإستمرار على طول الطريق إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني. على الرغم من أن الأجيال اللاحقة تسخر من السير هامل بإعتباره غبيًا بسبب هذا الهراء — لا، تلك الحكاية الخيالية السخيفة، كشخص ضحى بنفسه من أجل رفاقه ومن أجل العالم لم يترك له أي خيار سوى القيام بذلك، يمكن حقًا تسمية السير هامل بالبطل.”
“سوف نسمح لكلبنا الأليف بالذهاب معكم.” صرَّحَ أمان بسخاء.
تفاجئ سيل وسيان على حد سواء بسبب خطاب يوجين الطويل. لم تستطع مير، التي تنظر إلى التمثال بتعبير متحرك، تحمل الإستماع بعد الآن، لذلك أخفت رأسها مرة أخرى داخل العباءة. إتسعت عيون كريستينا المُقَنَعة فجأة في حالة صدمة وهي تنظر إلى يوجين.
“اهاهاها! أنتم أيها الصغار تحرجونا. منذ إننا كنا الذين قفزنا نحوكم من الأساس، لا حاجة لِـأن تكونوا مهذبين جدًا. ألن تتبلل ركبتيك بسبب الثلج على الأرض؟ لو أردتم الركوع وإبداء مجاملاتكم لنا، فَـبدلًا من القيام بذلك في مكان مثل هذا، لماذا لا تزورونا في قلعتنا.” دعاهم الملك.
[ألا يشعر بالحرج من قول كل ذلك؟]
بينما ينظر إلى تمثال مولون، الذي بدا ضخمًا مثل الجبل، ضاع سيان في أفكاره لبضع لحظات.
قد يكون يوجين غير قادر على سماع ما تقوله انيسيه، لكنه يمكن أن يتخيل بسهولة ما قد تتمتم به انيسيه لنفسها….
وهكذا، قام يوجين بتطهير حلقه وهز رأسه، “على أي حال، عن السير هامل….أحاول فقط أن أقول إنه بطل تم الإستخفاف به من قبل الأجيال اللاحقة.”
بهذه الكلمات الأخيرة، قفز أمان من الأرض مرة أخرى.
“آه….أوه، صحيح.” رد سيان بتعبير مرتبك قبل أن يومئ برأسه فجأة. “هذا هو الحال، أليس كذلك؟ يوجين، أنت الشخص الذي إكتشف شخصيًا قبر السير هامل، لذلك….آه….لأنك خليفة إرثه، فمن المنطقي أن يكون لديك مشاعر مختلفة تجاه هذا التمثال مما نفعل نحن.”
“إذا واصلت الإصرار على تفوق السير هامل، فعلينا، بصفتنا سليل الملك الجريء، أن نسعى جاهدين لإقناعك. ألا تعتقد أنه سيكون من الممتع مقاطعة السيوف من أجل علاقاتنا الودية؟” إقترح أمان.
بلطف شديد، أظهر سيان إحساسًا كبيرًا بالتفاهم تجاه هذا الأخ غير المرتبط بالدم، والذي بدا أنه قد إنغمس بشكل مفرط في قصة خيالية.
بدأ الثلج في التساقط.
“كيف سأعرف؟ هذا واضح!” صرخ يوجين، فقط ليتردد. “أنا….السير هامل….أُنظر، فقط من وجهه، يمكنك أن تقول إنه أقوى من السير مولون. ألا ترى تلك الندبة هناك؟ بالتأكيد، توفي السير هامل أولًا، وربما كان أصغر من السير مولون، لكن هل تعتقد حقًا أن المعارك يتم تحديدها بناءً على الحجم اللعين؟ كان السير هامل مقاتلًا أفضل من السير مولون—”
“لم نقُل حتى كلمة واحدة عن ضعف السير هامل.” عبست سيل وهي تسحب غطاء القلنسوة فوق رأسها. “من لا يعرف مدى قوة السير هامل؟ لكن، بالطبع، من بين الأبطال منذ ثلاثمائة عام، كان سلفنا هو الأقوى.”
ربما يكون المقصود من هذا فقط هو نشر الأُلفة بينهم في اللقاء الأول، ولكن في كل مرة هبطت يد أمان الكبيرة على كتفه بصوت فرقعة، إهتز جسد سيان بالكامل.
“بالطبع كان.” أكد سيان أيضًا وهو ينظر إلى التمثال بتعبير فخور.
بينما ينظر إلى تمثال مولون، الذي بدا ضخمًا مثل الجبل، ضاع سيان في أفكاره لبضع لحظات.
بينما ينظر إلى تمثال مولون، الذي بدا ضخمًا مثل الجبل، ضاع سيان في أفكاره لبضع لحظات.
“وأين هو بالضبط؟” إستفسر يوجين.
في النهاية، سأل سيان، “…كم كان السير مولون قويًا؟”
“أساطير؟” كرر يوجين كلام أمان بفضول.
“هممم؟” همهمت سيل مستغربة.
بينما تنظران إلى يوجين، ظلت عينا أمان واضحة تماما مثل عيون مولون، ويمكن أيضًا رؤية نفس الرغبة الشديدة في الصراع التي ظهرت ذات مرة في عيون مولون في عينيه. ومع ذلك، على عكس مولون، لم يكبح أمان رغباته على أساس أنهم رفاق. في نظر أمان، الروح الوحشية والهائجة بعيدة كل البعد عن الكرامة التي تأتي من كون المرء مَلِكَ بلدٍ ما.
طهر يوجين حلقه ورفع نظرته قبل أن يقول أخيرًا، “….إنه جيد الصنع.”
“أنظر فقط إلى تلك العضلات.” أشار سيان. “قد يكون مجرد تمثال، ولكن، ألا يبدو أنه يُراد منه أن يكون أكبر من الشيء الحقيقي؟ يبدو السير هامل كطفل عندما يكون محتجزًا بين ذراعي السير مولون.”
رفرفت عباءة سميكة خلف الجسد الهابط.
من الأقوى بين الأبطال منذ ثلاثمائة عام؟ لا حاجة حقيقية للتفكير في مثل هذا السؤال. الجواب هو سيد السيف المقدس والبطل، فيرموث العظيم. إعتبر الجميع في العالم أن فيرموث هو ذروة كل الأبطال.
لكن من بين الأربعة الباقين، بينما كانت سيينا الحكيمة وانيسيه المؤمنة خارج الخلاف لأنهما لم يكونا مُحاربَين، كان هامل الغبي ومولون الشجاع محاربَين. وهكذا، فالمسألة بين أي من الاثنين أقوى موضوع نقاش تم طرحه طوال الوقت.
“على الرغم من أن هذا ما إعترف به في لحظاته الأخيرة، إلا أن المزاج الخفي بين هامل وانيسيه الذي تم الكشف عنه طوال الحكاية الخيالية مثير جدًا للإهتمام. هل يجب أن أصفها بأنها مثيرة للخيال؟ هناك أيضا بعض الأشياء التي تشير إلى شيء أكثر.” أوضحت سيل بحماس.
“آهاها! لم يقل أي شيء من هذا. لم يترك مثل هذه الكلمات في أي من السجلات التاريخية أيضًا. بالطبع، كثيرًا ما ذكر السير هامل في هؤلاء بينما وصفه بأنه رفيق وصديق عزيز. على الرغم من أنه قال إنه أراد حقا التنافس بجدية مع هامل مرة واحدة على الأقل، إلا أنهما لم يتمكنا في الواقع من التنافس لأنهم لم يحصلوا على فرصة….” توقف أمان بإبتسامة. ثم انحنى قليلًا نحو يوجين وهمس، “ومع ذلك، فإن هذه المعلومات مكتوبة في سجلات الرور. وفقا لكلمات الملك الجريء، قبل ثلاثمائة عام، الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من القوة البدنية بجانب فيرموث العظيم هو مولون نفسه. وبما أن هذا هو الحال، ألا يعني هذا بطبيعة الحال أن الملك الجريء كان أقوى من السير هامل؟”
وبخته سيل، “هل أنت أحمق يا أخي؟ فقط لأن عضلاتك أكبر، فهذا لا يجعلك أقوى. فقط ألقِ نظرة على ذلك الخنزير، جارجيث. ساعداه أكثر سمكًا، وعضلاته أكثر إنتفاخًا، لكنه ليس أفضل من يوجين — لا، إنه أضعف مني.”
شعر يوجين، الذي يستمع إلى هذا الحديث بصمت، كما لو أن ملابسه قد جردت في الأماكن العامة، لذلك أبقى فمه مغلقًا بإحكام.
“قد يكون هذا صحيحًا.” إعترف سيان. “ومع ذلك، ما زلت أعتقد أن السير مولون ربما كان أقوى من السير هامل.”
فكرت سيل في هذا، “هممم….ربما. بعد كل شيء، قبل ثلاثمائة عام، كان السير هامل هو الوحيد الذي مات.”
إلتفت أمان إلى سيل، “سيل لايونهارت! لقد سمعنا عنكِ أيضًا. في الواقع، أنتِ رائعة وجميل مثل الثلج! لقد سمعت أن كارمن لايونهارت، البطلة التي تلقت إعترافنا لقوتها، هي معلمتك، صحيح؟”
كريستينا، التي كانت تستمع إلى المحادثة بين الاثنين، نظرت إلى يوجين بعصبية. كما توقعت، حواجب يوجين ترتعش بسبب الغضب.
وبخته سيل، “هل أنت أحمق يا أخي؟ فقط لأن عضلاتك أكبر، فهذا لا يجعلك أقوى. فقط ألقِ نظرة على ذلك الخنزير، جارجيث. ساعداه أكثر سمكًا، وعضلاته أكثر إنتفاخًا، لكنه ليس أفضل من يوجين — لا، إنه أضعف مني.”
‘….هل هذا حقا في الحكاية الخيالية؟’ سألت كريستينا بشكل متشكك.
“أي نوع من الهراء هو هذا.” لعن يوجين. “كان السير هامل أقوى من السير مولون.”
“وكيف يمكنك أن تعرف أنت؟” رد سيان متحديًا.
بصراحة، أراد يوجين التنافس مع أحفاد مولون. ومع ذلك، لم يرغب يوجين في مواجهة أمان في منتصف مربع مليء بالعيون في نفس اليوم الذي دخل فيه الرور.
أحس يوجين بمشاعر معقدة حول النصب الذي أقامه مولون. بصراحة، أراد أن يراه، ولكن إذا رآه، شعر بِـأن مشاعرَ لا جدوىً منها سَـتغزوه. لو جاء إلى مملكة الرور بمفرده، لكان قد تسلل لإلقاء نظرة عليه، لكنه لم يستطع فعل ذلك الآن.
“كيف سأعرف؟ هذا واضح!” صرخ يوجين، فقط ليتردد. “أنا….السير هامل….أُنظر، فقط من وجهه، يمكنك أن تقول إنه أقوى من السير مولون. ألا ترى تلك الندبة هناك؟ بالتأكيد، توفي السير هامل أولًا، وربما كان أصغر من السير مولون، لكن هل تعتقد حقًا أن المعارك يتم تحديدها بناءً على الحجم اللعين؟ كان السير هامل مقاتلًا أفضل من السير مولون—”
بدأ الرجل يتحدث: “من الجيد رؤيتكم، أيها الصغار.” ثم، بإبتسامة عريضة أظهرت لثته، نشر الرجل ذراعيه على نطاق واسع، وحجب صدره. “نأمل ألا تشعروا بالإهانة من تدخلنا. كنت أستمتع بالإستماع إلى المحادثة اللطيفة بينكم أيها الصغار، لكن بصفتي سليل الملك الجريء، لم أستطِع الإستمرار في الإستماع بصمت.”
توقف يوجين عن الحديث في منتصف الجملة وأدار رأسه. لقد شعر فجأة بنظرة ثاقبة موجهة إليه. المكان الذي شعر أن هذه العيون تراقبه منها بعيدة جدا عن هذه الساحة، لكنه شعر أن الوجود يضيق المسافة في لحظة.
“هاه؟”
‘من القصر؟’
خلف التمثال، على الجانب الآخر من الساحة، وقفت قلعة ضخمة محاطة بجدران طويلة. هذا هو قصر الرور الملكي. من مستدقة القصر النبيلة، من خلال الثلج الذي يرفرف، شعر يوجين بهذه النظرة لأول مرة.
بالعودة إلى المجموعة، أوضح أمان، “لا داعي للقلق بشأن طعام هابيل لأن هذا الرجل الذكي يمكنه مطاردة طعامه بنفسه. إذا أُصيبتْ ساقُ أحدكم في الطريق إلى هناك، فلا بأس إذا إحتاجَ للركوب على ظهر هابيل.”
على كل حال، الآن هو مباشرة فوق رؤوسهم. إتخذ يوجين بشكل انعكاسي بضع خطوات إلى الوراء، وسحب كريستينا، سيل وسيان بِـسحره.
وكما لو أن الأمر لإثبات كلامه، نظر أمان حول الساحة، وبالفعل، أهل الرور الذين في الميدان ينظرون في هذا الإتجاه بعيون مليئة بالتسلية والفضول بدلًا من الغضب والقلق.
بينما الجميع لا يزالون على ركبة واحدة، سار أمان للإمساك بهم من الذراعين ورفعهم من مواقعهم المنحنية واحدًا تلو الآخر.
ولكن لا يبدو أن هناك أي حاجة لذلك. لم يظهر الوجود المقترب أي علامات على العداء، وعلى الرغم من أنه يسقط تجاههم من إرتفاع كبير، إلا أن الخطر لم يكن مرافقًا له.
“….يا له من ملك…ذو روحٍ حرة…..” تمتم سيان وهو يشاهد ظهر أمان يختفي في غضون لحظات فقط.
“إذن ماذا؟” سأل سيان. “الصداقة بين الرفاق؟”
رفرفت عباءة سميكة خلف الجسد الهابط.
هذا هو إنطباع يوجين الصادق.
هذا الكلب الأليف ليس جروًا لطيفًا كما أوحت الكلمات. على الرغم من أن أمان رجلٌ عملاق، إلا أن جسد الذئب الذي أحضره معه على كتفيه هو أكبر من أمان نفسه.
نظر الجميع بعيون مصدومة. الشخص الذي جاء يطير من البرج الطويل ليهبط أمام التمثال هو عملاق ليسمى رجلًا. وقف بإعتدال، ثم قام الرجل بتمشيط الشعر الذي سقط على عينيه.
“همف!”
بدا أن الرجل في منتصف العمر، بشعر تعصف به الرياح، لحية حليقة تقريبا، وبشرة داكنة اللون. لاحظ يوجين تاجًا أعلى رأس الرجل يميل إلى الجانب كما لو أنه يمكن أن يسقط في أي لحظة.
“أساطير؟” كرر يوجين كلام أمان بفضول.
[ليس الأمر كما لو أنني أستطيع كتابة التفاصيل حول الندبات في الحكاية الخيالية. أظهرت سيينا الأنانية قبحها من خلال الكشف عن رغباتها الأنانية عمدًا، لكنني لم أستطع فعل ذلك. كان من المفترض أن أكون بريئة ونقية، بعد كل شيء. لذلك أخبرت قصة هامل ونفسي بطريقة لا يشعر بها سوى عدد قليل ممن لديهم حساسية كبيرة، مثل تلك اللطيفة، بشيء ما.]
بدأ الرجل يتحدث: “من الجيد رؤيتكم، أيها الصغار.” ثم، بإبتسامة عريضة أظهرت لثته، نشر الرجل ذراعيه على نطاق واسع، وحجب صدره. “نأمل ألا تشعروا بالإهانة من تدخلنا. كنت أستمتع بالإستماع إلى المحادثة اللطيفة بينكم أيها الصغار، لكن بصفتي سليل الملك الجريء، لم أستطِع الإستمرار في الإستماع بصمت.”
الملك الجريء هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى ملك الرور المؤسس، مولون. لكن في الحقيقة، بصرف النظر عن مولون، هناك شخص آخر في الرور يحق له مخاطبة نفسه بالضمير – نحن.
“وكيف يمكنك أن تعرف أنت؟” رد سيان متحديًا.
إندهش سيان لدرجة أن شعره وقف على نهايته، وركع على الفور، “سلـ-سليل عشيرة لايونهارت، سيان لايونهارت، يتشرف بمقابلة صاحب السمو الملكي، ملك الرور.”
“في الواقع، ليس لدينا رغبة في إتخاذ قرار بشأن زواج إبنتنا لأسباب سياسية.” إعترف أمان. “أهم شيء هو ما هل تريد ابنتنا الزواج منك أم لا! آه، على الرغم من ذلك، بالطبع، إبنتنا لم تبلغ من العمر ما يكفي لمثل هذه الأشياء.”
كما ركعت سيل وكريستينا على عجل. في الوقت الحالي، قرر يوجين أيضًا الحصول على ركبة واحدة، حيث بدا رد الفعل من محيطهم غير عادي. على الرغم من أن هذا هو ظهورٌ مفاجئ لملك الرور، إلا أن الناس في الساحة لم يدخروا سوى نظرة نحوه، ولم يظهروا أي تقديس معين.
بووم!
في وقت سابق فقط، وصفت انيسيه سيل بأنها عاهرة ماكرة، ولكن في مرحلة ما، غُيِّرَتْ تسمية سيل إلى لطيفة.
“اهاهاها! أنتم أيها الصغار تحرجونا. منذ إننا كنا الذين قفزنا نحوكم من الأساس، لا حاجة لِـأن تكونوا مهذبين جدًا. ألن تتبلل ركبتيك بسبب الثلج على الأرض؟ لو أردتم الركوع وإبداء مجاملاتكم لنا، فَـبدلًا من القيام بذلك في مكان مثل هذا، لماذا لا تزورونا في قلعتنا.” دعاهم الملك.
“يوجين لايونهارت.” تحول أمان أخيرًا إلى يوجين. ماشيًا بإبتسامة صادقة، نظر أمان إلى يوجين وقال، “الطفل المُتَبنى للعائلة الرئيسية. المجيء الثاني لفيرموث العظيم. خليفة سيينا الحكيمة….لكن يبدو أن هذه ليست نهاية الأمر.”
هذا هو الملك الحالي لمملكة الرور. الوحش الملك أمان الرور. ضاحكًا من كل قلبه، قام بتقويم تاجه المائل وإستمر في الكلام.
مع هدير عال، عاد أمان إلى القصر.
“علاوة على ذلك، لم نأتي إلى هنا فقط لسماع التحيات منكم أيها الصغار. أُنظروا يا شباب لايونهارت.” تحولت عيون أمان المبتسمة إلى يوجين، “أنت من قال إن الملك الجريء أضعف من السير هامل، صحيح؟ لا أستطيع قبول هذه الكلمات. بينما، بالطبع، يجب أن يكون فيرموث العظيم هو الأقوى، ومع ذلك، من بين الأبطال من تلك الحقبة، كان الأقوى إلى جانب السير فيرموث هو الملك الجريء!”
“آه….امم….نعم.” أجاب يوجين في النهاية بتعبير مُحتار.
على كل حال، الآن هو مباشرة فوق رؤوسهم. إتخذ يوجين بشكل انعكاسي بضع خطوات إلى الوراء، وسحب كريستينا، سيل وسيان بِـسحره.
بينما الجميع لا يزالون على ركبة واحدة، سار أمان للإمساك بهم من الذراعين ورفعهم من مواقعهم المنحنية واحدًا تلو الآخر.
كريستينا، التي كانت تستمع إلى المحادثة بين الاثنين، نظرت إلى يوجين بعصبية. كما توقعت، حواجب يوجين ترتعش بسبب الغضب.
“اهاهاها! أنتم أيها الصغار تحرجونا. منذ إننا كنا الذين قفزنا نحوكم من الأساس، لا حاجة لِـأن تكونوا مهذبين جدًا. ألن تتبلل ركبتيك بسبب الثلج على الأرض؟ لو أردتم الركوع وإبداء مجاملاتكم لنا، فَـبدلًا من القيام بذلك في مكان مثل هذا، لماذا لا تزورونا في قلعتنا.” دعاهم الملك.
“سيان لايونهارت!” هدر أمان بمرح. “سليل فيرموث العظيم. أنا أدرك جيدًا أنك التالي في طابور بطريرك عشيرة لايونهارت. على الرغم من أنه لم يتم تأكيد ذلك بعد، قد تكون إبنتنا مخطوبة لك قريبًا.”
تردد سيان بالمثل، ” اه….نعععمم….؟”
قد يكون يوجين غير قادر على سماع ما تقوله انيسيه، لكنه يمكن أن يتخيل بسهولة ما قد تتمتم به انيسيه لنفسها….
“في الواقع، ليس لدينا رغبة في إتخاذ قرار بشأن زواج إبنتنا لأسباب سياسية.” إعترف أمان. “أهم شيء هو ما هل تريد ابنتنا الزواج منك أم لا! آه، على الرغم من ذلك، بالطبع، إبنتنا لم تبلغ من العمر ما يكفي لمثل هذه الأشياء.”
بحث سيان بشكل محموم في ذاكرته، “العمر الحالي للأميرة أيلا هو….امم….أتذكر أنها في الحادية عشرة، لكن….”
“….يا له من ملك…ذو روحٍ حرة…..” تمتم سيان وهو يشاهد ظهر أمان يختفي في غضون لحظات فقط.
“إذا كنت ترغب في الزواج من ابنتنا، فستحتاج إلى العمل بجد بدءًا من الآن للتأثير على قلبها. حسنا، بما أننا التقينا بهذه الطريقة، إسمح لنا بإخبارك عن سر. إبنتنا، أيلا، تفضل الأسلحة والدروع النادرة على الدمى وباقات الورود. لو رغبت في إثارة إعجاب أيلا، فسيكون من الأفضل لك أن تهديها خنجرًا صغيرًا.” نصح أمان بضحكة مكتومة وربت على كتف سيان.
طهر يوجين حلقه ورفع نظرته قبل أن يقول أخيرًا، “….إنه جيد الصنع.”
ربما يكون المقصود من هذا فقط هو نشر الأُلفة بينهم في اللقاء الأول، ولكن في كل مرة هبطت يد أمان الكبيرة على كتفه بصوت فرقعة، إهتز جسد سيان بالكامل.
إبتسم يوجين بصلابة وأومأ برأسه. “أعتقد أن هذا صحيح.”
إلتفت أمان إلى سيل، “سيل لايونهارت! لقد سمعنا عنكِ أيضًا. في الواقع، أنتِ رائعة وجميل مثل الثلج! لقد سمعت أن كارمن لايونهارت، البطلة التي تلقت إعترافنا لقوتها، هي معلمتك، صحيح؟”
أجابت سيل بأدب: “أنت تجاملني يا صاحب الجلالة.”
“…فقط ما هذا بحق الأرض؟” تساءل سيان بشكل مذهول، ولا يزال لم يعُد بعد إلى رشده.
“مجاملة؟ هل تشيرين إلى حديثنا عن مظهرك؟ مجاملة، أنت تقولين….هاهاها! مع جمالك، التواضع هو ترف لا يمكن تحمله. لا، هذا ليس هو. كَـسليل لايونهارت، أيمكن أن يكون الأمر أنكِ غير راضية عن الثناء على مظهرك؟ في هذه الحالة، أشعر بالفضول لمعرفة مدى حدة سيفك.” تأمل أمان.
“أي نوع من الهراء هو هذا.” لعن يوجين. “كان السير هامل أقوى من السير مولون.”
لم تستطِع سيل الهروب من يد أمان الضخمة أيضًا. ولكن فقط بعد أن تخطاها أمان، سمحت سيل لتعبيرها بالإنهيار وهي تفرك كتفها المُتألم.
“قد يكون هذا صحيحًا.” إعترف سيان. “ومع ذلك، ما زلت أعتقد أن السير مولون ربما كان أقوى من السير هامل.”
“وأنت….ووه! للإعتقاد بأنها سَـتكون مرشحة القديسة من يوراس، كريستينا روجرس. نحن لا نعبد إله النور، لكننا ما زلنا في رهبة من المعجزات التي يمكن أن يؤديها أتباع النور. من بين كل ما رأيناه، المعجزات التي قام بها والدك بالتبني، الكاردينال سيرجيو روجرس، مثيرة للإعجاب بشكل خاص.” أثنى أمان.
“….يا له من ملك…ذو روحٍ حرة…..” تمتم سيان وهو يشاهد ظهر أمان يختفي في غضون لحظات فقط.
ردت كريستينا بوجه متصلب، “إنه لشرف لي أن ألتقي بك هكذا.”
ضحكت سيل على اعتراف شقيقها المتمتم وهزت رأسها، “ماذا تعرف يا أخي. ما تحاول الحكاية الخيالية أن تلمس قلبك فيه ليس الرومانسية بين هامل الغبي وسيينا الحكيمة.”
لاحظ أمان إنزعاجها، “يبدو أنه لا ينبغي لنا أن نثير بلا مبالاة الموت المؤسف لوالدك بالتبني. فَلَـيحمِكِ الضوء.”
عبس يوجين، “ما الرأي الذي تتحدث عنه؟”
لم يضرب أمان على أكتاف كريسيتنا. وبدلا من ذلك، مد يده بيده الكبيرة لمصافحتها، وبقوس من رأسها، أخذت كريستينا يده بيدها.
“لو رغبتم في هذا، يجب أن تذهبوا لإلقاء نظرة على وادي المطرقة العظيمة.” أوصى أمان.
بدأ الرجل يتحدث: “من الجيد رؤيتكم، أيها الصغار.” ثم، بإبتسامة عريضة أظهرت لثته، نشر الرجل ذراعيه على نطاق واسع، وحجب صدره. “نأمل ألا تشعروا بالإهانة من تدخلنا. كنت أستمتع بالإستماع إلى المحادثة اللطيفة بينكم أيها الصغار، لكن بصفتي سليل الملك الجريء، لم أستطِع الإستمرار في الإستماع بصمت.”
“يوجين لايونهارت.” تحول أمان أخيرًا إلى يوجين. ماشيًا بإبتسامة صادقة، نظر أمان إلى يوجين وقال، “الطفل المُتَبنى للعائلة الرئيسية. المجيء الثاني لفيرموث العظيم. خليفة سيينا الحكيمة….لكن يبدو أن هذه ليست نهاية الأمر.”
لم يذرف يوجين أي دموع. هو الآن يتحمل الرغبة في القيام بذلك. لقد ذرف بالفعل الكثير من الدموع في وضع مماثل، ومن الواضح أنه إذا بكى، فإن انيسيه سوف تضايقه كثيرًا لدرجة أنها ستجعله يريد قتل شخص ما، لذلك إستمر يوجين في يقمع عواطفه.
“هل كنت تتنصت على محادثتنا من مسافة بعيدة؟” إتهمه يوجين.
بينما ينظر إلى تمثال مولون، الذي بدا ضخمًا مثل الجبل، ضاع سيان في أفكاره لبضع لحظات.
“من فضلك لا تعتقد أننا كنا نتنصت عمدًا. آذاننا حادة للغاية، لذلك يمكننا سماع كل أنواع الأشياء دون أن ننوي ذلك. ومع ذلك، لا يزال يتعين علينا تقديم إعتذارنا عن شيء آخر.” رفع أمان التاج الذي يرتديه على رأسه بيد واحدة وهو يخفض رأسه قليلًا كإعتذار. “منذ اللحظة التي دخلت فيها هذه الساحة، كنا نراقبك بإهتمام كبير. هذا فقط بهدف تأكيد الأخبار التي تفيد بأن الجيل الأصغر من عشيرة لايونهارت قد وصل إلى الرور عبر بوابة الإنتقال.”
هز يوجين رأسه، “أنا لستُ مستاءً من هذا. بعد كل شيء، صاحب الجلالة هو ملك هذا البلد، صحيح؟”
“….يا له من ملك…ذو روحٍ حرة…..” تمتم سيان وهو يشاهد ظهر أمان يختفي في غضون لحظات فقط.
“آهاها! لا يوجد قانون يقول أنه لا بأس من مراقبة الآخرين والتجسس عليهم لمجرد أنك الملك. على الأقل لا يوجد مثل هذا القانون في هذا البلد.” صرَّح أمان بفخر بينما يده الكبيرة تُرَبِتُ على كتف يوجين.
“آهاها! لا يوجد قانون يقول أنه لا بأس من مراقبة الآخرين والتجسس عليهم لمجرد أنك الملك. على الأقل لا يوجد مثل هذا القانون في هذا البلد.” صرَّح أمان بفخر بينما يده الكبيرة تُرَبِتُ على كتف يوجين.
بانغ، بانغ.
“إذن إذن، يوجين لايونهارت، ما رأيك؟” سأل أمان بجدية.
قد يكون الصوت مرتفعًا بنفس القدر، لكن جسد يوجين لم يهتز مثل سيان وسيل. نمت عيون أمان مبتهجة بسبب هذا المنظر.
“بالطبع كان.” أكد سيان أيضًا وهو ينظر إلى التمثال بتعبير فخور.
“إذن إذن، يوجين لايونهارت، ما رأيك؟” سأل أمان بجدية.
“آه….أوه، صحيح.” رد سيان بتعبير مرتبك قبل أن يومئ برأسه فجأة. “هذا هو الحال، أليس كذلك؟ يوجين، أنت الشخص الذي إكتشف شخصيًا قبر السير هامل، لذلك….آه….لأنك خليفة إرثه، فمن المنطقي أن يكون لديك مشاعر مختلفة تجاه هذا التمثال مما نفعل نحن.”
عبس يوجين، “ما الرأي الذي تتحدث عنه؟”
“هل حقًا لا تعرف ما نطلبه، أم أنك فقط تتظاهر؟ قُلتَ أن السير هامل أقوى من الملك الجريء. ومع ذلك، نحن نختار أن نختلف.” خفض أمان جسده ليقترب من يوجين.
أدرك يوجين سبب تسمية أمان بالملك الوحش. كما رأى الدليل على أن مولون بالفعل سلف أمان.
بدا أن الرجل في منتصف العمر، بشعر تعصف به الرياح، لحية حليقة تقريبا، وبشرة داكنة اللون. لاحظ يوجين تاجًا أعلى رأس الرجل يميل إلى الجانب كما لو أنه يمكن أن يسقط في أي لحظة.
“إذا كنت ترغب في الزواج من ابنتنا، فستحتاج إلى العمل بجد بدءًا من الآن للتأثير على قلبها. حسنا، بما أننا التقينا بهذه الطريقة، إسمح لنا بإخبارك عن سر. إبنتنا، أيلا، تفضل الأسلحة والدروع النادرة على الدمى وباقات الورود. لو رغبت في إثارة إعجاب أيلا، فسيكون من الأفضل لك أن تهديها خنجرًا صغيرًا.” نصح أمان بضحكة مكتومة وربت على كتف سيان.
بينما تنظران إلى يوجين، ظلت عينا أمان واضحة تماما مثل عيون مولون، ويمكن أيضًا رؤية نفس الرغبة الشديدة في الصراع التي ظهرت ذات مرة في عيون مولون في عينيه. ومع ذلك، على عكس مولون، لم يكبح أمان رغباته على أساس أنهم رفاق. في نظر أمان، الروح الوحشية والهائجة بعيدة كل البعد عن الكرامة التي تأتي من كون المرء مَلِكَ بلدٍ ما.
لم يضرب أمان على أكتاف كريسيتنا. وبدلا من ذلك، مد يده بيده الكبيرة لمصافحتها، وبقوس من رأسها، أخذت كريستينا يده بيدها.
“إذا واصلت الإصرار على تفوق السير هامل، فعلينا، بصفتنا سليل الملك الجريء، أن نسعى جاهدين لإقناعك. ألا تعتقد أنه سيكون من الممتع مقاطعة السيوف من أجل علاقاتنا الودية؟” إقترح أمان.
تماما كما قال أمان، لم تمر أكثر من لحظات قليلة قبل عودته. تماما كما حدث عندما وصل لأول مرة، قفز من القصر وهبط في الساحة، ولكن على عكس تلك المرة الأخيرة، لم يأتِ وحده.
“كيف أجرؤ على مقاطعة السيوف معك، صاحب الجلالة؟” حاول يوجين التهرب.
لم يذرف يوجين أي دموع. هو الآن يتحمل الرغبة في القيام بذلك. لقد ذرف بالفعل الكثير من الدموع في وضع مماثل، ومن الواضح أنه إذا بكى، فإن انيسيه سوف تضايقه كثيرًا لدرجة أنها ستجعله يريد قتل شخص ما، لذلك إستمر يوجين في يقمع عواطفه.
“آهاها! يبدو أن هناك قانونًا في كيهل ينص على أنه لا يجب عليك سحب سيفك ضد الإمبراطور، أليس كذلك؟ لكن شيئًا كهذا ليس له معنىً هنا. بغض النظر عمن هو، إذا رغب في ذلك، فسوف نقاطع السيوف معه بكل سرور.” أعلن أمان بضحك عالٍ وهو يقف بإستقامة مرةً أخرى.
[تلك اللطيفة الصغيرة تعرف شيئًا حقًا.] علقت انيسيه.
وكما لو أن الأمر لإثبات كلامه، نظر أمان حول الساحة، وبالفعل، أهل الرور الذين في الميدان ينظرون في هذا الإتجاه بعيون مليئة بالتسلية والفضول بدلًا من الغضب والقلق.
في وقت سابق فقط، وصفت انيسيه سيل بأنها عاهرة ماكرة، ولكن في مرحلة ما، غُيِّرَتْ تسمية سيل إلى لطيفة.
“أخشى أنني سأضطر إلى الرفض.” رفض يوجين بأدب.
من الأقوى بين الأبطال منذ ثلاثمائة عام؟ لا حاجة حقيقية للتفكير في مثل هذا السؤال. الجواب هو سيد السيف المقدس والبطل، فيرموث العظيم. إعتبر الجميع في العالم أن فيرموث هو ذروة كل الأبطال.
بصراحة، أراد يوجين التنافس مع أحفاد مولون. ومع ذلك، لم يرغب يوجين في مواجهة أمان في منتصف مربع مليء بالعيون في نفس اليوم الذي دخل فيه الرور.
لم يضرب أمان على أكتاف كريسيتنا. وبدلا من ذلك، مد يده بيده الكبيرة لمصافحتها، وبقوس من رأسها، أخذت كريستينا يده بيدها.
بهذه الكلمات الأخيرة، قفز أمان من الأرض مرة أخرى.
“هل هذا صحيح؟ إذن ليس باليد حيلة. ليس الأمر كما لو أن اليوم سيكون الفرصة الوحيدة التي سنحصل عليها.” تنهد أمان.
“هممم؟” همهمت سيل مستغربة.
[ألا يشعر بالحرج من قول كل ذلك؟]
الآن بعد أن رفض يوجين، لم يستمر أمان أيضًا في الإصرار.
ربت على كتف يوجين مرة أخرى وقال بإبتسامة، “لا بأس حتى لو أردت ذلك في منتصف مسيرة الفرسان، لذلك إذا رغبت في التنافس معنا، تعال لزيارتنا في أي وقت. هذه الكلمات ليست فقط لك، يوجين. سيان لايونهارت وسيل لايونهارت كذلك. لو رغبتما في ذلك، يمكنك لكما القدوم إلينا في أي وقت. سنكون سعداء لإظهار فنون القتال التي تم تمريرها إلينا من الملك الجريء.”
“أساطير؟” كرر يوجين كلام أمان بفضول.
“هل سيكون من الجيد لي أن أسألك شيئًا؟” سأل يوجين بعد تطهير حلقه والنظر إلى أمان. “السير مولون….لا، هل قال الملك جريء نفسه شيئا كهذا مباشرة؟ أنه كان أقوى من السير هامل.”
“إنه أيضًا المكان الذي يولد فيه أحفاد العائلة الملكية كمحاربين.” وقال أمان دون أي تفسير آخر وهو يبتعد: “بالطبع، الأمر متروك لك سواء ستذهب أم لا.”
“آهاها! لم يقل أي شيء من هذا. لم يترك مثل هذه الكلمات في أي من السجلات التاريخية أيضًا. بالطبع، كثيرًا ما ذكر السير هامل في هؤلاء بينما وصفه بأنه رفيق وصديق عزيز. على الرغم من أنه قال إنه أراد حقا التنافس بجدية مع هامل مرة واحدة على الأقل، إلا أنهما لم يتمكنا في الواقع من التنافس لأنهم لم يحصلوا على فرصة….” توقف أمان بإبتسامة. ثم انحنى قليلًا نحو يوجين وهمس، “ومع ذلك، فإن هذه المعلومات مكتوبة في سجلات الرور. وفقا لكلمات الملك الجريء، قبل ثلاثمائة عام، الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من القوة البدنية بجانب فيرموث العظيم هو مولون نفسه. وبما أن هذا هو الحال، ألا يعني هذا بطبيعة الحال أن الملك الجريء كان أقوى من السير هامل؟”
هل هذا إستفزاز؟
إبتسم يوجين بصلابة وأومأ برأسه. “أعتقد أن هذا صحيح.”
ولكن لا يبدو أن هناك أي حاجة لذلك. لم يظهر الوجود المقترب أي علامات على العداء، وعلى الرغم من أنه يسقط تجاههم من إرتفاع كبير، إلا أن الخطر لم يكن مرافقًا له.
ضحك أمان بشكل متعجرف، “آهاها! حسنًا، هذا طبيعي فقط. بمجرد النظر إلى هذا التمثال، يمكنك معرفة أن الملك الجريء كان أقوى من السير هامل. ولكن ماذا ستفعلون جميعًا الآن؟ لقد سمعت تقارير تفيد بأنكم لا تسافرون مع القوة الرئيسية لعشيرة لايونهارت ولكنكم تتجهون بدلًا من ذلك إلى ليهاين بشكل مستقل.”
“آهاها! يبدو أن هناك قانونًا في كيهل ينص على أنه لا يجب عليك سحب سيفك ضد الإمبراطور، أليس كذلك؟ لكن شيئًا كهذا ليس له معنىً هنا. بغض النظر عمن هو، إذا رغب في ذلك، فسوف نقاطع السيوف معه بكل سرور.” أعلن أمان بضحك عالٍ وهو يقف بإستقامة مرةً أخرى.
“نعم، نحن نخطط للتوجه إلى ليهاين على الفور.” كشف يوجين.
تردد يوجين، “آه، نعم….”
“يبدو أنك في عجلة من أمرك.” لاحظ أمان: “لو أن إستعداداتكم غير كافية أو أصابكم القلق بشأن الرحلة، فَـماذا عن مرافقتنا؟ يمكنكم أن تستريحوا جيدًا في القصر وتغادروا إلى ليهاين عندما نفعل نحن وفرسان الرور.”
ذئب حقل الثلج الذي أنزله أمان على الأرض بدا كبيرًا مثل الثور، لكنه لا يبدو أبدًا مثل الثور. إبتسم أمان وهو يربت على فرو هابيل الرمادي.
“على الرغم من أنني ممتن لكلماتك….أخشى أنني سأضطر إلى الرفض. ومع ذلك، لماذا لم تغادر بعد، صاحب الجلالة؟” إستفسر يوجين.
“إذن ماذا؟” سأل سيان. “الصداقة بين الرفاق؟”
“هذا لأننا لم ننتهي بعد من التعامل مع شؤون الدولة.” إعترف أمان. “من المرجح أن نتمكن نحن وفرسان الرور من المغادرة الأسبوع المقبل.”
بووم!
تراجع أمان لبضع لحظات. ثم أصدر صوت سعال وصفع جبهته.
ربما إستطاع يوجين التحمل، لكن مير إختارت عدم فعل ذلك. مع وجهها فقط لا يزال يخرج من فتحة في عباءته، بكت مير علانية. كريستينا تظهر ابتسامة خبيثة بشكل محرج كما لو أنها تقصد تقليد انيسيه، لكن عينيها ظلت مليئة بالدموع.
“يجب أن نكون أكثر حرصًا في كلماتنا.” وبخ أمان نفسه: “هيكتور لايونهارت، الشخص الذي شارك في تلك الإضطرابات في قلعة البلاك لايونز العام الماضي…..كان فارسا فخريا للأنياب البيضاء، أليس كذلك؟”
“على حد علمي، فإن جميع المناقشات التي تدرس هذه القضية قد أُختُتِمَتْ بالفعل. على الرغم من أن هيكتور كان فارسًا فخريًا للأنياب البيضاء، إلا أنه لا يمكن محاسبة الأنياب البيضاء على ما فعله في قلعة البلاك لايونز.” أكد له يوجين.
“هذا لأننا لم ننتهي بعد من التعامل مع شؤون الدولة.” إعترف أمان. “من المرجح أن نتمكن نحن وفرسان الرور من المغادرة الأسبوع المقبل.”
طهر يوجين حلقه ورفع نظرته قبل أن يقول أخيرًا، “….إنه جيد الصنع.”
“ومع ذلك، أليس هذا لا يزال خطأنا لجعل مثل هذا الرجل المؤسف فارسًا فخريًا؟ وهكذا، نشعر أنه يجب علينا أن نفعل شيئًا لمساعدتك في رحلتك.” أصر أمان.
عبس سيان، “لم أرَّ شيئًا من هذا القبيل….”
لم يعتقد يوجين حقا أن هذا ضروري، لكن أمان وقف هناك شارد الذهن، وضاع في أفكاره لبضع لحظات. ثم إبتسم فجأة ونظر إلى يوجين بإيماءة.
“همف!”
“فقط إنتظر هنا لبضع لحظات.”
ولكن لا يبدو أن هناك أي حاجة لذلك. لم يظهر الوجود المقترب أي علامات على العداء، وعلى الرغم من أنه يسقط تجاههم من إرتفاع كبير، إلا أن الخطر لم يكن مرافقًا له.
“هاه؟”
“كيف سأعرف؟ هذا واضح!” صرخ يوجين، فقط ليتردد. “أنا….السير هامل….أُنظر، فقط من وجهه، يمكنك أن تقول إنه أقوى من السير مولون. ألا ترى تلك الندبة هناك؟ بالتأكيد، توفي السير هامل أولًا، وربما كان أصغر من السير مولون، لكن هل تعتقد حقًا أن المعارك يتم تحديدها بناءً على الحجم اللعين؟ كان السير هامل مقاتلًا أفضل من السير مولون—”
بووم!
إنطلق أمان من الأرض وقفز في الهواء. بقفزة واحدة فقط، طار في الهواء وعبر المسافة الكبيرة بين الساحة وبرج القصر الذي طار منه لأول مرة.
[ليس الأمر كما لو أنني أستطيع كتابة التفاصيل حول الندبات في الحكاية الخيالية. أظهرت سيينا الأنانية قبحها من خلال الكشف عن رغباتها الأنانية عمدًا، لكنني لم أستطع فعل ذلك. كان من المفترض أن أكون بريئة ونقية، بعد كل شيء. لذلك أخبرت قصة هامل ونفسي بطريقة لا يشعر بها سوى عدد قليل ممن لديهم حساسية كبيرة، مثل تلك اللطيفة، بشيء ما.]
“…فقط ما هذا بحق الأرض؟” تساءل سيان بشكل مذهول، ولا يزال لم يعُد بعد إلى رشده.
“وأين هو بالضبط؟” إستفسر يوجين.
تماما كما قال أمان، لم تمر أكثر من لحظات قليلة قبل عودته. تماما كما حدث عندما وصل لأول مرة، قفز من القصر وهبط في الساحة، ولكن على عكس تلك المرة الأخيرة، لم يأتِ وحده.
“أخشى أنني سأضطر إلى الرفض.” رفض يوجين بأدب.
“سوف نسمح لكلبنا الأليف بالذهاب معكم.” صرَّحَ أمان بسخاء.
كريستينا، التي كانت تستمع إلى المحادثة بين الاثنين، نظرت إلى يوجين بعصبية. كما توقعت، حواجب يوجين ترتعش بسبب الغضب.
هذا الكلب الأليف ليس جروًا لطيفًا كما أوحت الكلمات. على الرغم من أن أمان رجلٌ عملاق، إلا أن جسد الذئب الذي أحضره معه على كتفيه هو أكبر من أمان نفسه.
أجابت سيل بأدب: “أنت تجاملني يا صاحب الجلالة.”
طهر يوجين حلقه ورفع نظرته قبل أن يقول أخيرًا، “….إنه جيد الصنع.”
“إسمه هابيل. إنه سليل ذئاب حقول الثلج، التي تم تربيتها من قبل قبيلة بايار منذ فترة طويلة وترعرعت داخل القصر الملكي منذ تأسيس هذه المملكة. لن يضيع هذا الفتى في عاصفة ثلجية أو حتى في حقول الثلج البيضاء المسطحة الخالية من الملامح. إذا ذهبتم برفقة هابيل، فيجب أن تكونوا قادرين على الوصول إلى ليهاين دون أن تضيعوا.”
“كيف أجرؤ على مقاطعة السيوف معك، صاحب الجلالة؟” حاول يوجين التهرب.
الملك الجريء هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى ملك الرور المؤسس، مولون. لكن في الحقيقة، بصرف النظر عن مولون، هناك شخص آخر في الرور يحق له مخاطبة نفسه بالضمير – نحن.
ذئب حقل الثلج الذي أنزله أمان على الأرض بدا كبيرًا مثل الثور، لكنه لا يبدو أبدًا مثل الثور. إبتسم أمان وهو يربت على فرو هابيل الرمادي.
“بالطبع كان.” أكد سيان أيضًا وهو ينظر إلى التمثال بتعبير فخور.
“هابيل.” أمر أمان. “قُم بتوجيه هذه الأسود الصغيرة إلى ملاعب التدريب في ليهاين.”
“ووف!”
تفاجئ سيل وسيان على حد سواء بسبب خطاب يوجين الطويل. لم تستطع مير، التي تنظر إلى التمثال بتعبير متحرك، تحمل الإستماع بعد الآن، لذلك أخفت رأسها مرة أخرى داخل العباءة. إتسعت عيون كريستينا المُقَنَعة فجأة في حالة صدمة وهي تنظر إلى يوجين.
“هذا صحيح، فتىً جيد.”
أعلنت سيل: “هذه أيضًا فكرة رائعة، لكنني أحببت العلاقة بين انيسيه المؤمنة وهامل الغبي.”
أطلق هابيل عواءً بصوتٍ عال.
وبخته سيل، “هل أنت أحمق يا أخي؟ فقط لأن عضلاتك أكبر، فهذا لا يجعلك أقوى. فقط ألقِ نظرة على ذلك الخنزير، جارجيث. ساعداه أكثر سمكًا، وعضلاته أكثر إنتفاخًا، لكنه ليس أفضل من يوجين — لا، إنه أضعف مني.”
بالعودة إلى المجموعة، أوضح أمان، “لا داعي للقلق بشأن طعام هابيل لأن هذا الرجل الذكي يمكنه مطاردة طعامه بنفسه. إذا أُصيبتْ ساقُ أحدكم في الطريق إلى هناك، فلا بأس إذا إحتاجَ للركوب على ظهر هابيل.”
تردد يوجين، “آه، نعم….”
“هل حقًا لا تعرف ما نطلبه، أم أنك فقط تتظاهر؟ قُلتَ أن السير هامل أقوى من الملك الجريء. ومع ذلك، نحن نختار أن نختلف.” خفض أمان جسده ليقترب من يوجين.
“طالما أنك تلتزم بالمسار الذي يقودك إليه هابيل، يجب أن يكون لديك أكثر من الوقت الكافي لعبور حقول الثلج. الصغار، هل أنتم مهتمون بمشاهدة المعالم السياحية؟” سأل أمان فجأة.
بالعودة إلى المجموعة، أوضح أمان، “لا داعي للقلق بشأن طعام هابيل لأن هذا الرجل الذكي يمكنه مطاردة طعامه بنفسه. إذا أُصيبتْ ساقُ أحدكم في الطريق إلى هناك، فلا بأس إذا إحتاجَ للركوب على ظهر هابيل.”
“هل قلت…..مشاهدة المعالم السياحية؟” تساءل يوجين.
لقد رأى عددًا قليلًا من التماثيل مثل هذا حتى الآن. في الوقت الحالي، تمثال هامل الذي أحضره يوجين من صحراء نهاما يقف في حديقة عشيرة لايونهارت. هناك تماثيل لفيرموث في عاصمة كيهل وقلعة البلاك لايونز، بالإضافة إلى تمثال لسيينا في ساحة ميردين في آروث. ثم، في ساحة الشمس في يوراس، رأى تمثالا لانيسيه يطفو في السماء.
“علاوة على ذلك، لم نأتي إلى هنا فقط لسماع التحيات منكم أيها الصغار. أُنظروا يا شباب لايونهارت.” تحولت عيون أمان المبتسمة إلى يوجين، “أنت من قال إن الملك الجريء أضعف من السير هامل، صحيح؟ لا أستطيع قبول هذه الكلمات. بينما، بالطبع، يجب أن يكون فيرموث العظيم هو الأقوى، ومع ذلك، من بين الأبطال من تلك الحقبة، كان الأقوى إلى جانب السير فيرموث هو الملك الجريء!”
أومأ أمان برأسه، “قد تكون ليهينجار خطيرة، لكنها مكان رائع.”
إنه أخطر جبل في الرور، وهو المكان الذي يزوره حراس الجبال الثلجية والفرسان أحيانًا للتدريب.
“لو أردتم الذهاب، يمكن أن يقودكم هابيل إلى هناك. إذا أخبرته أنك تريد الذهاب إلى وادي المطرقة العظيمة، فسوف يرشدك إلى هناك على الفور.” قال أمان بإبتسامة عريضة أظهرت لثته. “هذا هو المكان الذي تنتقل فيه أساطير العائلة الملكية.”
طهر يوجين حلقه ورفع نظرته قبل أن يقول أخيرًا، “….إنه جيد الصنع.”
“لو رغبتم في هذا، يجب أن تذهبوا لإلقاء نظرة على وادي المطرقة العظيمة.” أوصى أمان.
“سوف نسمح لكلبنا الأليف بالذهاب معكم.” صرَّحَ أمان بسخاء.
إنطلق أمان من الأرض وقفز في الهواء. بقفزة واحدة فقط، طار في الهواء وعبر المسافة الكبيرة بين الساحة وبرج القصر الذي طار منه لأول مرة.
“وأين هو بالضبط؟” إستفسر يوجين.
بووم!
أحس يوجين بمشاعر معقدة حول النصب الذي أقامه مولون. بصراحة، أراد أن يراه، ولكن إذا رآه، شعر بِـأن مشاعرَ لا جدوىً منها سَـتغزوه. لو جاء إلى مملكة الرور بمفرده، لكان قد تسلل لإلقاء نظرة عليه، لكنه لم يستطع فعل ذلك الآن.
“لو أردتم الذهاب، يمكن أن يقودكم هابيل إلى هناك. إذا أخبرته أنك تريد الذهاب إلى وادي المطرقة العظيمة، فسوف يرشدك إلى هناك على الفور.” قال أمان بإبتسامة عريضة أظهرت لثته. “هذا هو المكان الذي تنتقل فيه أساطير العائلة الملكية.”
هذا هو الملك الحالي لمملكة الرور. الوحش الملك أمان الرور. ضاحكًا من كل قلبه، قام بتقويم تاجه المائل وإستمر في الكلام.
“أساطير؟” كرر يوجين كلام أمان بفضول.
“إنه أيضًا المكان الذي يولد فيه أحفاد العائلة الملكية كمحاربين.” وقال أمان دون أي تفسير آخر وهو يبتعد: “بالطبع، الأمر متروك لك سواء ستذهب أم لا.”
“أساطير؟” كرر يوجين كلام أمان بفضول.
بهذه الكلمات الأخيرة، قفز أمان من الأرض مرة أخرى.
أعلن يوجين، “إنه مهيب.”
بووم!
“إذا واصلت الإصرار على تفوق السير هامل، فعلينا، بصفتنا سليل الملك الجريء، أن نسعى جاهدين لإقناعك. ألا تعتقد أنه سيكون من الممتع مقاطعة السيوف من أجل علاقاتنا الودية؟” إقترح أمان.
مع هدير عال، عاد أمان إلى القصر.
[ألا يشعر بالحرج من قول كل ذلك؟]
“على حد علمي، فإن جميع المناقشات التي تدرس هذه القضية قد أُختُتِمَتْ بالفعل. على الرغم من أن هيكتور كان فارسًا فخريًا للأنياب البيضاء، إلا أنه لا يمكن محاسبة الأنياب البيضاء على ما فعله في قلعة البلاك لايونز.” أكد له يوجين.
“….يا له من ملك…ذو روحٍ حرة…..” تمتم سيان وهو يشاهد ظهر أمان يختفي في غضون لحظات فقط.
تفاجئ سيل وسيان على حد سواء بسبب خطاب يوجين الطويل. لم تستطع مير، التي تنظر إلى التمثال بتعبير متحرك، تحمل الإستماع بعد الآن، لذلك أخفت رأسها مرة أخرى داخل العباءة. إتسعت عيون كريستينا المُقَنَعة فجأة في حالة صدمة وهي تنظر إلى يوجين.
“لم نقُل حتى كلمة واحدة عن ضعف السير هامل.” عبست سيل وهي تسحب غطاء القلنسوة فوق رأسها. “من لا يعرف مدى قوة السير هامل؟ لكن، بالطبع، من بين الأبطال منذ ثلاثمائة عام، كان سلفنا هو الأقوى.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
