نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 201

غرفة الجمهور (2)

غرفة الجمهور (2)

الفصل 201: غرفة الجمهور (2)

 

غطَّت أجنحة كريستينا المنتشرة الباب وجدران غرفة الجمهور. ناسيًا حتى تجديد يده المقطوعة، حدَّق آيوريوس في كريستينا بعيون واسعة.

“…ماذا سنفعل؟” تحدث آيوريوس أخيرا في نهاية صمت طويل. “…ماذا تريد منا؟”

 

 

أجنحة الملاك هي رمزٌ لرتبتهم. وفقا لما تم تسجيله في كتب النور، عندما تجسد النور، إبن السماء*، نزل إلى هذا العالم، الملاك الذي إستدعاه إبن السماء أكثر وأظهر أكثر نعمة إمتلكَ ستة أجنحة.

قبل أن يدرك آيوريوس ذلك، تم بالفعل سحب السيفين اللَّذين كانا يلمسان رقبته. التقط آيوريوس يده اليمنى التي سقطت على الطاولة وألصقها مرة أخرى على جذع يده المقطوعة.

(**تعليق المترجم الإنجليزي: الكلمة الكورية الأصلية المستخدمة لهذا المصطلح لها معنى معقد. إنه يعني حرفيا الازدهار، ولكن تم استخدامه أيضا كعنوان للأباطرة. يشير تسمية الإمبراطور بابن السماء إلى الاعتقاد بأن الإمبراطور الشرعي قد حصل على تفويض السماء الذي يمنحه سلطة الحكم على الشعب. في هذه الحالة، وباعتباره ابن إله النور، يبدو أن ترجمة المصطلح باسم ‘ابن السماء’ هي الخيار الأنسب.)

 

 

نفى يوجين: “لم أنقذها لأنها المرشحة القديسة.”

لطالما كانت يوراس مهووسة بإعادة إنتاج مثل هذا المظهر المعجزة. ومع ذلك، السحر الإلهي قادر فقط على إنماء زوج من الأجنحة. إعتمادًا على إيمانه القوي وقوته الإلهية، يمكن لمستخدم السحر الإلهي أن يجعل أجنحته أكبر وأكثر إشراقا، ولكن بغض النظر عن مدى رغبتهم في ذلك، فلن يتمكنوا من زيادة عدد الأجنحة التي يمكنهم إظهارها.

“لا، هل هناك حتى أي حاجة بالنسبة لي لِـأن أقول لك أن تفتح الباب؟ سأفتح الباب بنفسي، لذا سلمني المفتاح.”

 

انيسيه تدرك، كشخص مات بالفعل، أنه سيكون من غير المقبول لها أن تسرق أو تحتكر جسد كريستينا لنفسها. ومع ذلك، هناك لحظات لم تستطع فيها تحمل عدم القيام بذلك. الآن هي إحدى هذه اللحظات لانيسيه.

تم إجراء عدة محاولات لزيادة عدد الأجنحة بشكل مصطنع، لكنها لم تنجح. بينما مثل ربط عدد قليل من الأجنحة بِـبيغاسوس، الذي يمتلك زوجا من الأجنحة منذ الولادة، مهمة بسيطة لا يمكن إعتبارها معجزة حقا، ليس من السهل ربط زوج من الأجنحة بشكل مصطنع بإنسان ولد بدون أجنحة.

“لأن العصر إحتاج إلى بطل.” أجابت كريستينا بصوت لا يتزعزع: “أراد النور إستخدام السيف المقدس فقط لإنقاذ العالم، وليس ليكون بمثابة رمز من شأنه أن يقود العصر إلى عصر التعصب. لذلك، يمكن للشخص الذي لديه المؤهلات للقيام بذلك أن يسحب السيف المقدس ويصير البطل.”

 

 

في الواقع، لو أمكن أن يكونوا راضين عن الأجنحة العادية، فَـمن الممكن في الواقع زرع عشرات الأجنحة على ظهر الشخص بدلًا من ستة أجنحة فقط.

“كيف….كيف يمكن أن يكون ذلك!”

 

“هاهاها…!” ضحك آيوريوس وهز رأسه. “لو أنكِ تعرفين كل شيء حقًا، وتلقيت بالفعل معجزة حقيقية منحتك القدرة على نشر تلك الأجنحة، فيرجى الإجابة على هذا السؤال. منذ زمن بعيد، بعيد جدًا، عندما نزل تجسيد النور، إبن السماء، على هذه الأرض، ثم مات وغادر مرة أخرى، تاركًا وراءه السيف المقدس آلتاير….”

ومع ذلك، لم يرغبوا في مجرد أجنحة عادية. ما أرادوه هي أجنحة النور. الأجنحة التي صنعت من النور. أجنحة، بدت أكثر كَـأشياء مقدسة، أشبه بِـمعجزة. حتى البابا والكاردينالات، الذين زرعوا على أنفسهم بشكل مصطنع ندبات خاصة بهم، يمكن أن يظهروا فقط جناحَين من النور.

هذا طبيعي فقط. لم تصفعه انيسيه كما فعلت كريستينا بل حطمت أنف آيوريوس بقبضة مشدودة بإحكام.

 

“إسمعني جيدًا، أنا البطل الذي اختاره السيف المقدس، ووفقا لعقيدتك، هذا يعني أنني تجسيد النور. أليس هذا صحيحًا؟ وفي الوقت نفسه، أليس البابا مجرد وكيل للنور؟ بالتأكيد يجب أن يكون التجسيد أقرب إلى الإله من الوكيل، أليس كذلك؟”

هذا هو السبب في أن الثلاثة لم يتمكنوا من رفع أعينهم عن كريستينا.

بيترو نفسه لم يتخيل أبدا أنه سيتم قطع رأسه بهذه الطريقة. إنه شخص يحمل علامة الندبات على ساعده، أحد الكرادلة الثلاثة للإمبراطورية المقدسة.

 

بفضل رافائيل بعد أن قطع رأس أحد الكرادلة فجأة، شعر يوجين بعدم التوازن الشديد. بالنظر إلى الشخص الذي أمامه، إلتقت عيون يوجين بآيوريوس، الذي لا تزال رقبته محصورة بين سيف المون لايت والسيف المقدس.

بمجرد النظر إلى تلك الأجنحة الثمانية اللامعة، يمكنهم معرفة أن هذه الأجنحة لم يتم إنشاؤها بشكل مصطنع. تلك الأجنحة بشكل لا لبس فيه هي رمز للعَظَمة الإلهية التي لا بد من تسميتها بمعجزة. على الرغم من أن ثلاثتهم يستطيعون أيضًا نشر أزواجهم الخاصة من الأجنحة الكبيرة والمشرقة، حتى لو قاموا جميعا بنشر أجنحتهم في وقت واحد، بدا أنهم لن يكونوا قادرين على التغلب على الضوء المنبعث من تلك الأجنحة الثمانية.

“إفتح الباب إلى قبو القطع الأثرية الخاصة.” أمرت انيسيه.

 

 

على الرغم من أن الضوء القادم من أجنحة كريستينا بدا ساطعًا جدًا….إلا أنهم لم يصابوا بالعمى حتى عندما نظروا إليه مباشرة. بدلًا من ذلك، داعب هذا الضوء بلطف عيونهم ومر من خلالها مثيرًا أرواحهم.

 

 

تم إجراء عدة محاولات لزيادة عدد الأجنحة بشكل مصطنع، لكنها لم تنجح. بينما مثل ربط عدد قليل من الأجنحة بِـبيغاسوس، الذي يمتلك زوجا من الأجنحة منذ الولادة، مهمة بسيطة لا يمكن إعتبارها معجزة حقا، ليس من السهل ربط زوج من الأجنحة بشكل مصطنع بإنسان ولد بدون أجنحة.

“….آه….!” أطلق الكاردينال بيشارا زفيرًا هادئا وأغلق عينيه.

 

 

رغم ذلك، يوجين غير متأكد هل فهم رافائيل نواياه حقًا أم لا. ما هو واضح هو أن رافائيل لم يُحِب بيترو. غالبا ما طالب السحر الإلهي الذي طوره قسم السحر الإلهي، والذي قاده بيترو، بأسعار لا تستحق المعجزة، والتي تضمَّنَ معظمها تدمير الجسد.

نزلت دمعة واحدة أسفل خده.

 

 

“الوحي، أنت تقول….” ضحك آيوريوس وأومأ برأسه.

ومع ذلك، فإن الكاردينال بيترو، الذي وقف بجانبه، لم يذرف أي دموع. بدلا من ذلك، نظر إلى كريستينا وعيناه منتفختان بصدمة. في الوقت نفسه، رفع قبضتيه داخل أكمامه.

“ولكن بغض النظر عن هذا….! أنت، هل ستضحي بي حقًا حتى مع العلم أننا كنا نقود هذه الكنيسة معا لعقود حتى الآن؟!” صاح بيترو بصدمة.

 

 

رافائيل، الذي لا يزال يضع سيفه العظيم على أعناقهم، لاحظ عيون بيترو. لم تمثل المشاعر التي تتدفق ببطء داخل نظرة الكاردينال الرهبة أو العبادة.

من بين هؤلاء البالادين الآخرين، هناك عدد قليل من فرسان الإيمان المُعَيَّنينَ حديثا الذين يطرقون باب قسم السحر الإلهي، على أمل الحصول على نور أقوى وأكثر إشراقا.

 

“بعد كل شيء، على الرغم من أنك قد قلت كل ذلك، أليس من الممكن أن تعود عن كلماتك وراء الكواليس بسهولة؟” تمتمت انيسيه لنفسها. “لذا، سأذهب إلى قبو القطع الأثرية الخاصة وأتحقق من الآثار المتبقية. من خلال رؤيتها بأم عيني، سأكون قادرة على الحكم على الأشياء التي لا ينبغي السماح لها بالوجود والاعتناء بها بالطقوس المقدسة.”

وهكذا، لم يتردد رافائيل.

أعلن يوجين: “ومُنذ أن عُرِضَ علي مثل هذا الوحي، لم أستطِع البقاء ساكنا.”

 

 

شيييك!

وهكذا، لم يتردد رافائيل.

تم دفع النصل للأمام وقطع رأس بيترو من رقبته مثل المقصلة.

“كلا.” إعترف يوجين.

 

 

بيترو نفسه لم يتخيل أبدا أنه سيتم قطع رأسه بهذه الطريقة. إنه شخص يحمل علامة الندبات على ساعده، أحد الكرادلة الثلاثة للإمبراطورية المقدسة.

 

 

نزلت دمعة واحدة أسفل خده.

لم يهتم رافائيل بأي من ذلك. على الرغم من أن بيترو قد قُدِمَتْ له معجزة يجب أن تُجبِرَهُ على الإعتراف بحقيقة أخطائه، إلا أنه رفض القيام بذلك؛ وهكذا، توجب على رافائيل أن يعاقبه.

“السير يوجين.” رفع آيوريوس يده ليمسك بالتاج ذي الطبقات الثلاث فوق رأسه، ورفعه ببطء، ووضعه أمامه. “هل معتقداتنا خاطئة؟”

 

ومع ذلك، لم يرغبوا في مجرد أجنحة عادية. ما أرادوه هي أجنحة النور. الأجنحة التي صنعت من النور. أجنحة، بدت أكثر كَـأشياء مقدسة، أشبه بِـمعجزة. حتى البابا والكاردينالات، الذين زرعوا على أنفسهم بشكل مصطنع ندبات خاصة بهم، يمكن أن يظهروا فقط جناحَين من النور.

لقد قُطِعَ رأس بيترو قبل أن يتمكن حتى من استدعاء الضوء. عندما تدحرج رأس بيترو على نصل سيفه، أمسكه رافائيل من شعره.

 

 

انيسيه تدرك، كشخص مات بالفعل، أنه سيكون من غير المقبول لها أن تسرق أو تحتكر جسد كريستينا لنفسها. ومع ذلك، هناك لحظات لم تستطع فيها تحمل عدم القيام بذلك. الآن هي إحدى هذه اللحظات لانيسيه.

بوووش!

 

الدم الذي تدفق من جسد بيترو بعد بعض التأخير، لطَّخَ الجدران وسقف غرفة الجمهور باللون الأحمر.

على الرغم من أن الضوء القادم من أجنحة كريستينا بدا ساطعًا جدًا….إلا أنهم لم يصابوا بالعمى حتى عندما نظروا إليه مباشرة. بدلًا من ذلك، داعب هذا الضوء بلطف عيونهم ومر من خلالها مثيرًا أرواحهم.

 

بفضل رافائيل بعد أن قطع رأس أحد الكرادلة فجأة، شعر يوجين بعدم التوازن الشديد. بالنظر إلى الشخص الذي أمامه، إلتقت عيون يوجين بآيوريوس، الذي لا تزال رقبته محصورة بين سيف المون لايت والسيف المقدس.

“…آه…” بيشارا، الذي كان يقف بجانب الإثنين مباشرة، ابتلع بينما تناثر الدم على خده.

“لنبدأ بالحصول على هذه الصفعة.” افترقت شفاه كريستينا. “لقد إكتشفت ما أنا عليه. أنا أعرف كيف كان القديسون الذين جاءوا قبلي وماذا حدث لهم عندما ماتوا. أنا أعرف حقيقة هذا الإسم المزيف الذي أعطيتموه إلى ينبوع النور.”

 

تناثر الضوء منها مثل الريش المتساقط بينما نشرت كريستينا جناحيها وحلقت لتقف أمام آيوريوس مباشرة.

التفت للنظر إلى ما يحدث بجانبه في حيرة. جسد بيترو، الذي قُطِعَ رأسه، بدأ يتخبط إلى الأمام.

 

 

“لا، هذا ليس خطًأ. ومع ذلك، لقد ذهبتم إلى أبعد من التوق إلى النور وأردتم أن تمتلكوا نورًا أنشأته أيديكُم. كان من المفترض أن تخدم إله النور، ولكن بدلًا من ذلك تدخلتُم في مجاله.” أدانت كريستينا.

بيشارا ليس الوحيد الذي شعر بالإرتباك من هذا. فوجِئت كل من كريستينا ويوجين بالعنف المفاجئ. إنفتح فك البابا آيوريوس في صدمة بلا صوت. بقي رافائيل فقط، الذي رفع رأس بيترو، بنظرة هادئة على وجهه.

 

 

“إذن لماذا؟”

“…لماذا….قتلته؟” أُذهِلَ يوجين لدرجة أنه تلعثم في سؤاله.

“…ماذا سنفعل؟” تحدث آيوريوس أخيرا في نهاية صمت طويل. “…ماذا تريد منا؟”

 

 

ردا على ذلك، هز رافائيل رأس بيترو من جانب إلى آخر وقال: “لن يموت من هذا فقط.”

في ذلك الوقت، شعرت الكنيسة أنه ليس لديهم خيار سوى القيام بذلك. قد يكون العصر الحالي سلميًا، ولكن حتى قبل ثلاثمائة عام فقط، دخل العالم حقبة حرب بقيادة ملوك الشياطين. في العصور السابقة، كانت الحروب أكثر تواترًا حيث اصطدمت الدول ببعضها البعض، وحتى الأديان كانت متنازعًا عليها.

هز يوجين رأسه، “لا، هذا سخيف…. لقد قطعت رأسه، فكيف لا يموت؟ حتى شخص قوي مثل الكاردينال روجرس كان سيموت إذا تم قطع رأسه—”

 

“بيترو هو مستشار قسم السحر الإلهي.” أوضح رافائيل، “إنه مختلف عن سيرجيو، راهب قتالي من محاكم التفتيش. أليس هذا صحيحًا؟”

بمجرد النظر إلى تلك الأجنحة الثمانية اللامعة، يمكنهم معرفة أن هذه الأجنحة لم يتم إنشاؤها بشكل مصطنع. تلك الأجنحة بشكل لا لبس فيه هي رمز للعَظَمة الإلهية التي لا بد من تسميتها بمعجزة. على الرغم من أن ثلاثتهم يستطيعون أيضًا نشر أزواجهم الخاصة من الأجنحة الكبيرة والمشرقة، حتى لو قاموا جميعا بنشر أجنحتهم في وقت واحد، بدا أنهم لن يكونوا قادرين على التغلب على الضوء المنبعث من تلك الأجنحة الثمانية.

بام!

وفرسان صليب الدم، بقيادة رافائيل، ليسوا بحاجة للإعتماد على مثل هذه المعجزات المشكوك فيها والضعيفة، ولكن هناك وفرة من البالادين في يوراس.

ضُرِبَ الرأس المُهتز في يد رافائيل على الحائط.

 

 

 

عند هذا التأثير، فتح رأس بيترو فمه وصرخ، “اارررغ!”

‘حسنا، أنا أفهم. أنا على ثقة من أنك لن تفعلي ذلك حقا، لكن من فضلك لا تفعل أي شيء بجسدي قد أخجل منه.’

مثل هذا المشهد جعل يوجين يشعر بالدوار لبضع لحظات. على الرغم من أنه يعلم أن هناك عددا قليلا من كبار الشياطين الذين لن يموتوا حتى بعد قطع رؤوسهم، إلا أنه لم يرَّ أبدًا إنسانًا يمكنه البقاء على قيد الحياة بعد قطع رأسه.

 

 

“أظن هذا أيضًا، صحيح؟” وافق رافائيل وهو يضحك ويسحب ضوء سيفه العظيم.

“را-رافا-رافائيل! أنت— كيف تجرؤ!” صاح بترو بينما تناثر الدم من شفتيه. ربما لأن حلقه قد تم قطعه بالكامل، بدا صوته يهتز ويلهث.

شرع لحم آيوريوس في الإندماج مع بعضه مرةً أخرى.

 

 

“بسرعة….بسرعة أعد….رقبتي….إلى جسدي!” طالب بيترو.

وفرسان صليب الدم، بقيادة رافائيل، ليسوا بحاجة للإعتماد على مثل هذه المعجزات المشكوك فيها والضعيفة، ولكن هناك وفرة من البالادين في يوراس.

 

[هذا هو عملي الشخصي. لن يستغرق الأمر وقتا طويلا، لذا يرجى السماح لي بإستخدام جسمك لبعض الوقت.]

قال رافائيل بلا حول ولا قوة، “أنت ستموت على الأرجح إذا بقيت هكذا لمدة خمس دقائق تقريبًا، صحيح؟”

بام!

نظر بيترو بغضب، “أنت….أنت تجرؤ….!”

أمطر التيار التالي من الضربات المائلة على رأس بيترو. مثل آخر مرة، لم يستطِع بيترو حتى إطلاق صراخ. اجتاح ضوء ساطع رأس بيترو، ووسط هذا الضوء، تناثر رأسه إلى الغبار.

“على الرغم من أنني توقعت ذلك، إلا أن رؤيتك هكذا في الواقع أمر مزعج للغاية ومثير للاشمئزاز. هل يمكن أن يسمى هذا حقا معجزة؟ يبدو لي أشبه بالسحر الأسود الشرير….” تمتم رافائيل.

 

 

“لستُ الشخص الذي قطع رأسه، فلماذا تسألني؟” قال يوجين بتجاهل وإبتسامة خبيثة.

هدر بيترو، “غراااااه….!”

التفت للنظر إلى ما يحدث بجانبه في حيرة. جسد بيترو، الذي قُطِعَ رأسه، بدأ يتخبط إلى الأمام.

“لقد أردت أن أحاول شق حلقك منذ فترة من الوقت الآن. لا حاجة لك لِـأنْ تشعر أنك ضحية هنا، بيترو. بعد كل شيء، من بين المجندين الجدد في جنود الكنيسة، أعلم أنك كنت تغري بعض الكتاكيت الصغيرة الفقيرة التي فقدت والديها وتحتاج إلى المال لإجراء تجارب مختلفة عليها.”

“لم تستطِع يوراس حتى إنقاذ امرأة واحدة تألمت في عذاب. كيف يمكن لشخص من بلد مثل يوراس أن يصير بطلًا لإنقاذ العالم؟” سخرت كريستينا بمرارة.

“أنت! ماذا تعرف؟ لا تتصرف وكأنك صالح جدًا…..! كل ذلك من أجل تطوير معجزات جديدة—”

 

قال رافائيل وهو يرمي رأس بيترو خلفه: “لم أقطع رأسك لمجرد المجادلة معك.”

الآن، كل شيء إنتهى.

 

هو لم يأتِ إلى هنا مع نية أن يجادل حول الحق والباطل في إيمانهم. ما أراده يوجين، في النهاية، هو فقط عدم حدوث أي شيء على الإطلاق. لجميع الأشياء التي قام بها في يوراس حتى لا تصير مشكلة وتثقله مثل كرة مربوطة بكاحله. لكي يمنع الإنجاز المزعج والفخم المتمثل في تحويل يوراس بأكملها إلى عدوه من أن يحدث.

اصطدم الرأس بجدار وسقط على الأرض قبل أن يتدحرج.

 

 

 

“غرااغ!” صرخ بيترو.

التفت للنظر إلى ما يحدث بجانبه في حيرة. جسد بيترو، الذي قُطِعَ رأسه، بدأ يتخبط إلى الأمام.

 

 

بفضل رافائيل بعد أن قطع رأس أحد الكرادلة فجأة، شعر يوجين بعدم التوازن الشديد. بالنظر إلى الشخص الذي أمامه، إلتقت عيون يوجين بآيوريوس، الذي لا تزال رقبته محصورة بين سيف المون لايت والسيف المقدس.

“النور الرحيم يمكن أن يقبل الماضي الدنيء بأكمله لهذا البلد. ومع ذلك، هذا لا يعفي من تجاوزاتكُم. يعرف الضوء مدى سهولة تدمير التعصب لشخص ما. هذا هو السبب في أنه لا يسمح لمواطن من هذا البلد برفع السيف المقدس.”

 

هذه ليست كذبة. تلقى يوجين حقًا توجيهات من السيف المقدس لإختراق القيود المحيطة بالمعابد. عند منبع الينبوع، لقد رأى القديسين الذين سلموا أنفسهم للنبع منذ زمن بعيد.

“…يوجين لايونهارت، هل تخطط لقتلي؟” سأل آيوريوس في النهاية.

هز يوجين رأسه، “لا، هذا سخيف…. لقد قطعت رأسه، فكيف لا يموت؟ حتى شخص قوي مثل الكاردينال روجرس كان سيموت إذا تم قطع رأسه—”

 

 

حذَّرَهُ يوجين فقط، “ألا يجب أن تضيف سيدي إلى ذلك؟”

لقد قُطِعَ رأس بيترو قبل أن يتمكن حتى من استدعاء الضوء. عندما تدحرج رأس بيترو على نصل سيفه، أمسكه رافائيل من شعره.

“هاه؟” اهتزت عيون آيوريوس بصدمة.

 

 

“…يوجين لايونهارت، هل تخطط لقتلي؟” سأل آيوريوس في النهاية.

واصل يوجين السؤال، “ألا تفهم وضعك؟ هل يمكن أن تكون لن تموت على الفور إذا تم قطع رأسك مثله؟”

بمجرد النظر إلى تلك الأجنحة الثمانية اللامعة، يمكنهم معرفة أن هذه الأجنحة لم يتم إنشاؤها بشكل مصطنع. تلك الأجنحة بشكل لا لبس فيه هي رمز للعَظَمة الإلهية التي لا بد من تسميتها بمعجزة. على الرغم من أن ثلاثتهم يستطيعون أيضًا نشر أزواجهم الخاصة من الأجنحة الكبيرة والمشرقة، حتى لو قاموا جميعا بنشر أجنحتهم في وقت واحد، بدا أنهم لن يكونوا قادرين على التغلب على الضوء المنبعث من تلك الأجنحة الثمانية.

بقي آيوريوس صامتًا بصرامة.

“سأقوم أيضًا بإخراج أي عناصر أحتاج إلى حملها من قبو القطع الأثرية الخاصة، لذا قم بالتغاضي عنها لو إكتشفت أنها مفقودة.”

 

 

“إسمعني جيدًا، أنا البطل الذي اختاره السيف المقدس، ووفقا لعقيدتك، هذا يعني أنني تجسيد النور. أليس هذا صحيحًا؟ وفي الوقت نفسه، أليس البابا مجرد وكيل للنور؟ بالتأكيد يجب أن يكون التجسيد أقرب إلى الإله من الوكيل، أليس كذلك؟”

 

“…هذا….”

 

“ماذا، هل تخطط لبدء رمي الهراء والادعاء بأنني لُوِّثتُ مثل ما فعل سيرجيو؟” قال يوجين بسخرية.

ردا على ذلك، هز رافائيل رأس بيترو من جانب إلى آخر وقال: “لن يموت من هذا فقط.”

 

إختتمت كريستينا حديثها قائلة: “لكن هناك أيضًا من تضرروا بسبب تخيلاتكم.”

لم يقُل آيوريوس كلمة واحدة ردًا على هذا ونظر إلى يوجين. بعد لحظات قليلة، أطلق تنهيدة طويلة وأومأ برأسه.

بدأ السيف المقدس يبعث النور. ضاقت عيون آيوريوس عندما نظر إلى أسفل نحو النور المتدفق عبر السيف الموجود بجانب رقبته.

 

 

“أنا أفهم.” إستسلم آيوريوس. “ولكن يرجى كبح جماح غضبك والسماح لنا بمعالجة رأس بيترو.”

لو أن يوراس التي خلقت واستفادت من القديس هي مخطئة في القيام بذلك….

جعد يوجين جبينه، “ولماذا يجب أن أفعل ذلك؟”

 

“سيدي يوجين، قد لا تكون على علم بهذا، لكن بيترو قام بأشياء كثيرة للنور على مدى العقود القليلة الماضية.” حاول آيوريوس أن يجادل.

“….آه….مفـ-مفهوم.” تلعثم آيوريوس مرة أخرى.

 

التقت عيناه بكريستينا، التي أجنحتها الثمانية لا تزال منتشرة.

“وأعتقد أن إحدى النتائج هي أنه لا يموت على الفور حتى لو تم قطع رأسه؟” سأل يوجين بسخرية.

وهكذا، لم يتردد رافائيل.

 

 

“هذا هو نتيجة لأداء المعجزات التجريبية مرارًا وتكرارًا على جسده. ربما إتهم اللورد رافائيل بيترو بإيذاء المجندين الشباب، لكن هذا كله كان لتقوية جنود الكنيسة. ولماذا تحتاج الإمبراطورية المقدسة يوراس إلى جيش قوي، أليس للإستفادة منهم؟ أليس كل شيء لإبقاء هيلموث تحت السيطرة—”

“إذن من فضلك، دعنا نتحدث، سيدي يوجين.” طلب آيوريوس بأدب.

“أنا أيضًا لم آتِ إلى هنا للإستماع إلى قرف كهذا.”

يستحيل أن يكون هذا هو الحال. المرشحون هم فقط مثل هذا الوجود. وجودهم ضروري من أجل يوراس والكنيسة والعالم. من الطبيعي أن تكون مهمة القديس أكثر أهمية من شخصيته أو عواطفه.

بدأ السيف المقدس يبعث النور. ضاقت عيون آيوريوس عندما نظر إلى أسفل نحو النور المتدفق عبر السيف الموجود بجانب رقبته.

“…….”

 

 

“إذن من فضلك، دعنا نتحدث، سيدي يوجين.” طلب آيوريوس بأدب.

 

 

حاولت كريستينا الإنسحاب لأنها شعرت بدوار طفيف. ومع ذلك، في تلك اللحظة، تحدثت انيسيه داخل رأس كريستينا.

قبل أن يتمكن يوجين من الرد على هذه الكلمات، رأس بيترو، التي تدحرجت في الزاوية، صرخ، “حديث؟! قداستك، فقط أي نوع من الكلام يمكن أن يكون لديك مع هؤلاء الملوثين الحقراء الأشرار!”

لطالما كانت يوراس مهووسة بإعادة إنتاج مثل هذا المظهر المعجزة. ومع ذلك، السحر الإلهي قادر فقط على إنماء زوج من الأجنحة. إعتمادًا على إيمانه القوي وقوته الإلهية، يمكن لمستخدم السحر الإلهي أن يجعل أجنحته أكبر وأكثر إشراقا، ولكن بغض النظر عن مدى رغبتهم في ذلك، فلن يتمكنوا من زيادة عدد الأجنحة التي يمكنهم إظهارها.

لم يستطِع بيترو الحفاظ على رباطة جأشه. لقد مرَّت أكثر من دقيقة منذ قطع رأسه. حتى مع زرع الندبات عليه، سيموت بالتأكيد إذا تم قطع رأسه ولم يتم إعادة ربطه في غضون خمس دقائق. لم يستطِع بيترو إلا أن يشعر بالقلق والغضب من فكرة أنه لم يتبقَ له سوى بضع دقائق ليعيش.

 

 

“لا، هل هناك حتى أي حاجة بالنسبة لي لِـأن أقول لك أن تفتح الباب؟ سأفتح الباب بنفسي، لذا سلمني المفتاح.”

طالب بيترو، “أنت بحاجة إلى استدعاء البالادين والحرس الرسولي—”

“حقيقة أن السيف المقدس يمكن أن يبعث مثل هذا النور اللامع في يدك….في النهاية، ألا يعني ذلك أن النور كان غاضبًا من الطقوس التي يتم إجراؤها في الينبوع؟” سأل آيوريوس بشكل متشكك.

“إذا عرضتُ رأسه، هل ستكون على إستعداد للتحدث معي؟” سأل آيوريوس بهدوء بينما أشارت عيناه نحو بيترو.

قبل آيوريوس هذه الطلبات بصمت.

 

إستجوب آيوريوس يوجين، “ماذا فعلت في ينبوع النور؟”

عند هذه الكلمات، تحول رأس بيترو، الذي قد شَحُبَ بالفعل من فقدان الكثير من الدم، إلى تكشير، “آيوريوس!”

“…هل يمكننا حقًا الذهاب إلى الجنة؟ هل الجنة حقيقية حقًا؟” سأل بيشارا.

إعتذر آيوريوس، “أنا آسف، بيترو. ومع ذلك، لا أريد أن يُسَجَلَ إسمي في التاريخ هكذا.”

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) “….آه….!” أطلق الكاردينال بيشارا زفيرًا هادئا وأغلق عينيه.

تلعثم بيترو، “ماذا تقصد!”

 

“قد نتمكن من التغلب على هذا الوضع الخطير. ومع ذلك، هل تعتقد أنه سيكون من الممكن حل هذه الأزمة دون أي ضجة؟ مهما حدث، ستحدث ضجة، ثم سيتدفق البالادين وجنود الكنيسة.” ترك آيوريوس تنهيدة طويلة وأغمض عينيه، “كيف يفترض بي أن أشرح هذا الوضع لهم بالضبط؟ هل أخبرهم أن يوجين لايونهارت، تجسيد النور، تمرد وأن الصليبي المُخلص دائمًا، اللورد رافائيل، إنضم إلى تمرده؟ كيف تنوي شرح الأجنحة التي تنمو من ظهر المرشحة القديسة كريستينا؟”

 

“هـ-هذا…!”

ليس بِـقصد أن يعطيها دفعة إلى الخلف. كريستينا تدرك جيدا ما يجب عليها فعله في هذه الحالة. لم تكن بحاجة إلى حشد أي تصميم كبير للقيام بذلك. عرفت كريستينا نفسها أنها تستحق القيام بذلك.

“لقد فكرت في الأمر عدة مرات، لكن لن يفيد فوز الكنيسة أو حتى إظهار أي مقاومة في هذا الموقف.”

 

“ولكن بغض النظر عن هذا….! أنت، هل ستضحي بي حقًا حتى مع العلم أننا كنا نقود هذه الكنيسة معا لعقود حتى الآن؟!” صاح بيترو بصدمة.

بدأ السيف المقدس يبعث النور. ضاقت عيون آيوريوس عندما نظر إلى أسفل نحو النور المتدفق عبر السيف الموجود بجانب رقبته.

 

“ها….هاهاها!” أطلق آيوريوس ضحكة مكتئبة وخفض رأسه. “…..حتى لو أن هذا هو السبب في أننا لم نستطِع حمل السيف المقدس….إذن لماذا….لماذا تمكن فيرموث العظيم من حمل السيف المقدس؟ لماذا نسله، يوجين لايونهارت، يحمل حاليا السيف المقدس؟”

تنهد آيوريوس، “هدِّء غضبك، بيترو. بعد كل شيء، ألم يُقطع رأسك بسبب أفعالك وتسرُّعِك؟”

حاول آيوريوس أن يجادل: “ومع ذلك، صحيح أن أجنحة قد نَمَتْ لك.”

يوجين، الذي يستمع إلى المحادثة، شخر. كما هو متوقع من البابا آيوريوس. إنه بالتأكيد متعصب مثل البقية، ولكن بما أنه يليق بشخص قاد كنيسة النور على مدى العقود القليلة الماضية، لديه جانب ماكر.

أنكرت كريستينا ذلك، “أنا لست الشخص الذي إختاره ليكون البطل. لقد إختار إله النور شخصيا السير يوجين لايونهارت.”

 

 

تحدث يوجين، “لو تريد فقط إجراء محادثة، فأنا بالطبع على استعداد للمشاركة طالما أنت ترغب في ذلك.”

“غرااغ!” صرخ بيترو.

“وماذا يجب أن نفعل حيال رأس بيترو؟” سأل آيوريوس بحذر.

“لستُ الشخص الذي قطع رأسه، فلماذا تسألني؟” قال يوجين بتجاهل وإبتسامة خبيثة.

 

“الجرائم التي ارتكبها الباباوات والكرادلة المتعاقبون…..لم يكن أمام النور خيار سوى تقبل أفعالهم بحزن.” كشفت كريستينا.

“لستُ الشخص الذي قطع رأسه، فلماذا تسألني؟” قال يوجين بتجاهل وإبتسامة خبيثة.

من كان يتخيل أنه سيتم إرسال قبضة تطير في وجهه في مثل هذا الجو؟ هبط آيوريوس للخلف على كرسيه.

 

“النور الرحيم يمكن أن يقبل الماضي الدنيء بأكمله لهذا البلد. ومع ذلك، هذا لا يعفي من تجاوزاتكُم. يعرف الضوء مدى سهولة تدمير التعصب لشخص ما. هذا هو السبب في أنه لا يسمح لمواطن من هذا البلد برفع السيف المقدس.”

الآن بعد أن سارت الأمور على هذا النحو، لن يعني ذلك الكثير للوضع العام للتضحية بِـحياة أو اثنتين، لكن يوجين لم يرغب في تحمل مسؤولية القيام بذلك دون داع.

[هذا هو عملي الشخصي. لن يستغرق الأمر وقتا طويلا، لذا يرجى السماح لي بإستخدام جسمك لبعض الوقت.]

 

 

رغم ذلك، يوجين غير متأكد هل فهم رافائيل نواياه حقًا أم لا. ما هو واضح هو أن رافائيل لم يُحِب بيترو. غالبا ما طالب السحر الإلهي الذي طوره قسم السحر الإلهي، والذي قاده بيترو، بأسعار لا تستحق المعجزة، والتي تضمَّنَ معظمها تدمير الجسد.

 

 

 

وفرسان صليب الدم، بقيادة رافائيل، ليسوا بحاجة للإعتماد على مثل هذه المعجزات المشكوك فيها والضعيفة، ولكن هناك وفرة من البالادين في يوراس.

“هاهاها…!” ضحك آيوريوس وهز رأسه. “لو أنكِ تعرفين كل شيء حقًا، وتلقيت بالفعل معجزة حقيقية منحتك القدرة على نشر تلك الأجنحة، فيرجى الإجابة على هذا السؤال. منذ زمن بعيد، بعيد جدًا، عندما نزل تجسيد النور، إبن السماء، على هذه الأرض، ثم مات وغادر مرة أخرى، تاركًا وراءه السيف المقدس آلتاير….”

 

 

من بين هؤلاء البالادين الآخرين، هناك عدد قليل من فرسان الإيمان المُعَيَّنينَ حديثا الذين يطرقون باب قسم السحر الإلهي، على أمل الحصول على نور أقوى وأكثر إشراقا.

إذن، ألا ينبغي أن يكون النور قد تركهم على الفور؟

 

“أنا أفهم.” إستسلم آيوريوس. “ولكن يرجى كبح جماح غضبك والسماح لنا بمعالجة رأس بيترو.”

صرخ بيترو: “إ-إنتظر.”

تم دفع النصل للأمام وقطع رأس بيترو من رقبته مثل المقصلة.

 

 

اندلع الضوء من سيف رافائيل العظيم. بيشارا، الذي يشاهد هذا يحدث أمامه مباشرة، تنهد وأقام علامة الصليب بيده.

“…يوجين لايونهارت، هل تخطط لقتلي؟” سأل آيوريوس في النهاية.

 

 

الشرطة المائلة لم تصدر أي صوت. تحرك سيف رافائيل العظيم بسرعة لا تصدق بالنسبة لحجمه وقطع جسد بيترو.

ثم حدث تحويل.

 

إذن، ألا ينبغي أن يكون النور قد تركهم على الفور؟

سووش!

 

أمطر التيار التالي من الضربات المائلة على رأس بيترو. مثل آخر مرة، لم يستطِع بيترو حتى إطلاق صراخ. اجتاح ضوء ساطع رأس بيترو، ووسط هذا الضوء، تناثر رأسه إلى الغبار.

تردد صدى صوت صفعة ثقيلة بشكل لا يصدق في غرفة الجمهور.

 

 

“مثل هذا الضوء.” تمتم بيشارا “….للإعتقاد أن الضوء المنبعث من السيف الذي يقتل الكاردينال….سيكون واضحا بشكل لا يصدق.”

يوجين، الذي يستمع إلى المحادثة، شخر. كما هو متوقع من البابا آيوريوس. إنه بالتأكيد متعصب مثل البقية، ولكن بما أنه يليق بشخص قاد كنيسة النور على مدى العقود القليلة الماضية، لديه جانب ماكر.

“أظن هذا أيضًا، صحيح؟” وافق رافائيل وهو يضحك ويسحب ضوء سيفه العظيم.

 

 

تردد آيوريوس “…كان ذلك لتنشيط الكنيسة….”

إستجوب آيوريوس يوجين، “ماذا فعلت في ينبوع النور؟”

في مثل هذا العصر، تمكن القديس الذي تم إنشاؤه ليكون بمثابة سلاح إلهي من الأداء بشكل مثير للإعجاب. في ساحات القتال حيث يمكن للقديس المشاركة، الضرر الذي لحق بحلفائه أقل بكثير. في المقابل، حياة القديس قصيرة، لكنه تمكن من إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الجنود في المقابل.

إعترف يوجين: “لقد أنقذت فقط امرأة كانت تنزف بغزارة.”

ليس بِـقصد أن يعطيها دفعة إلى الخلف. كريستينا تدرك جيدا ما يجب عليها فعله في هذه الحالة. لم تكن بحاجة إلى حشد أي تصميم كبير للقيام بذلك. عرفت كريستينا نفسها أنها تستحق القيام بذلك.

 

لقد حاولوا إنشاء قديس بشكل مصطنع، وإستنسخوه، ثم إستخدموا بقاياه كآثار مقدسة لإنشاء ينبوع النور.

“أنت تقول أنك قتلت الكثير من المؤمنين فقط لإنقاذ المرشحة القديسة؟” سأل آيوريوس بصدمة.

سأل آيوريوس، “هل من الخطأ التوق إلى النور؟”

 

حاولت كريستينا الإنسحاب لأنها شعرت بدوار طفيف. ومع ذلك، في تلك اللحظة، تحدثت انيسيه داخل رأس كريستينا.

نفى يوجين: “لم أنقذها لأنها المرشحة القديسة.”

 

 

 

“إذن لماذا؟”

قبل أن يتمكن يوجين من الرد على هذه الكلمات، رأس بيترو، التي تدحرجت في الزاوية، صرخ، “حديث؟! قداستك، فقط أي نوع من الكلام يمكن أن يكون لديك مع هؤلاء الملوثين الحقراء الأشرار!”

“لأنني تلقيت وحيًا.”

“إسمعني جيدًا، أنا البطل الذي اختاره السيف المقدس، ووفقا لعقيدتك، هذا يعني أنني تجسيد النور. أليس هذا صحيحًا؟ وفي الوقت نفسه، أليس البابا مجرد وكيل للنور؟ بالتأكيد يجب أن يكون التجسيد أقرب إلى الإله من الوكيل، أليس كذلك؟”

هذه ليست كذبة. تلقى يوجين حقًا توجيهات من السيف المقدس لإختراق القيود المحيطة بالمعابد. عند منبع الينبوع، لقد رأى القديسين الذين سلموا أنفسهم للنبع منذ زمن بعيد.

بقي آيوريوس صامتًا بصرامة.

 

إذن، ألا ينبغي أن يكون النور قد تركهم على الفور؟

أعلن يوجين: “ومُنذ أن عُرِضَ علي مثل هذا الوحي، لم أستطِع البقاء ساكنا.”

“الوحي، أنت تقول….” ضحك آيوريوس وأومأ برأسه.

 

 

“الوحي، أنت تقول….” ضحك آيوريوس وأومأ برأسه.

 

 

زييييب!

قبل أن يدرك آيوريوس ذلك، تم بالفعل سحب السيفين اللَّذين كانا يلمسان رقبته. التقط آيوريوس يده اليمنى التي سقطت على الطاولة وألصقها مرة أخرى على جذع يده المقطوعة.

صرخ بيترو: “إ-إنتظر.”

 

 

زييييب!

بينما بدا الطلب مُفرِطًا، لم يستطع آيوريوس مقاومة كلماتها. لسبب ما، يبدو أن طبيعة النور المحيط بكريستينا قد تغير، ومن المستحيل حتى التفكير في الرفض، خاصة عند مواجهة تلك العيون.

شرع لحم آيوريوس في الإندماج مع بعضه مرةً أخرى.

تلعثم بيترو، “ماذا تقصد!”

 

 

“هل الوحي أعطاك تعليمات بتدمير الينبوع؟” سأل آيوريوس.

“لأن العصر إحتاج إلى بطل.” أجابت كريستينا بصوت لا يتزعزع: “أراد النور إستخدام السيف المقدس فقط لإنقاذ العالم، وليس ليكون بمثابة رمز من شأنه أن يقود العصر إلى عصر التعصب. لذلك، يمكن للشخص الذي لديه المؤهلات للقيام بذلك أن يسحب السيف المقدس ويصير البطل.”

 

كرااك!

“كلا.” إعترف يوجين.

 

 

 

إستنتج آيوريوس وقال: “إذن، يا سيدي يوجين، هذا يعني أنه كان قرارك بتدمير الينبوع.”

 

 

“إسمعني جيدًا، أنا البطل الذي اختاره السيف المقدس، ووفقا لعقيدتك، هذا يعني أنني تجسيد النور. أليس هذا صحيحًا؟ وفي الوقت نفسه، أليس البابا مجرد وكيل للنور؟ بالتأكيد يجب أن يكون التجسيد أقرب إلى الإله من الوكيل، أليس كذلك؟”

أومأ يوجين برأسه، “هذا صحيح.”

 

“حقيقة أن السيف المقدس يمكن أن يبعث مثل هذا النور اللامع في يدك….في النهاية، ألا يعني ذلك أن النور كان غاضبًا من الطقوس التي يتم إجراؤها في الينبوع؟” سأل آيوريوس بشكل متشكك.

“إفتح الباب إلى قبو القطع الأثرية الخاصة.” أمرت انيسيه.

 

الدم الذي تدفق من جسد بيترو بعد بعض التأخير، لطَّخَ الجدران وسقف غرفة الجمهور باللون الأحمر.

أجاب يوجين: “لا أعرف عن النور، لكنني كنتُ غاضبًا.”

 

 

“هاه؟” اهتزت عيون آيوريوس بصدمة.

“السير يوجين.” رفع آيوريوس يده ليمسك بالتاج ذي الطبقات الثلاث فوق رأسه، ورفعه ببطء، ووضعه أمامه. “هل معتقداتنا خاطئة؟”

 

هذا السؤال ليس واحدًا يمكن الإجابة عليه بإستخفاف. نظر يوجين إلى بابا يوراس أمامه. على الرغم من أن بابا واحدًا فقط يقف أمامه حاليا، إلا أنه يمكن أن يرى تاريخ الإمبراطورية المقدسة بأكمله داخل الضوء الوامض في عينيه.

 

 

“لأنني تلقيت وحيًا.”

لذلك قرر يوجين الإجابة بصدق، “كيف يجب أن أعرف؟”

“أظن هذا أيضًا، صحيح؟” وافق رافائيل وهو يضحك ويسحب ضوء سيفه العظيم.

هو لم يأتِ إلى هنا مع نية أن يجادل حول الحق والباطل في إيمانهم. ما أراده يوجين، في النهاية، هو فقط عدم حدوث أي شيء على الإطلاق. لجميع الأشياء التي قام بها في يوراس حتى لا تصير مشكلة وتثقله مثل كرة مربوطة بكاحله. لكي يمنع الإنجاز المزعج والفخم المتمثل في تحويل يوراس بأكملها إلى عدوه من أن يحدث.

 

 

 

قال يوجين وهو يدير رأسه وينظر إلى الأسفل: “لو تريد أن تسمع هل معتقداتك صحيحة أم خاطئة، فَـإسألها.”

 

 

 

التقت عيناه بكريستينا، التي أجنحتها الثمانية لا تزال منتشرة.

“غاااغ؟!”

 

 

[كريستينا روجيريس.] صوت في رأسها تحدث لها.

 

 

غير قادر على قول أي شيء آخر، أغلق آيوريوس عينيه. ذرف بيشارا الدموع وهو يتلو الصلاة مرارا وتكرارا.

ليس بِـقصد أن يعطيها دفعة إلى الخلف. كريستينا تدرك جيدا ما يجب عليها فعله في هذه الحالة. لم تكن بحاجة إلى حشد أي تصميم كبير للقيام بذلك. عرفت كريستينا نفسها أنها تستحق القيام بذلك.

يوجين، الذي يستمع إلى المحادثة، شخر. كما هو متوقع من البابا آيوريوس. إنه بالتأكيد متعصب مثل البقية، ولكن بما أنه يليق بشخص قاد كنيسة النور على مدى العقود القليلة الماضية، لديه جانب ماكر.

 

بوووش!

تناثر الضوء منها مثل الريش المتساقط بينما نشرت كريستينا جناحيها وحلقت لتقف أمام آيوريوس مباشرة.

 

 

 

“آآآه….!” أغلق بيشارا عينيه وبدأ صلاة لمظهرها المقدس.

بام!

 

“هل الوحي أعطاك تعليمات بتدمير الينبوع؟” سأل آيوريوس.

هدَّأ آيوريوس أنفاسه المرتعشة ورمشت عيناه مرة واحدة قبل أن يتحدث “…القديسة المرشحة كريستينا. لا، لم يعد من المناسب تسميتُكِ بـ—”

 

قبل أن تنتهي كلماته، صفعت يد كريستينا اليمنى آيوريوس على أذنه.

قال رافائيل بلا حول ولا قوة، “أنت ستموت على الأرجح إذا بقيت هكذا لمدة خمس دقائق تقريبًا، صحيح؟”

 

 

كرااك!

“ماذا، هل تخطط لبدء رمي الهراء والادعاء بأنني لُوِّثتُ مثل ما فعل سيرجيو؟” قال يوجين بسخرية.

تردد صدى صوت صفعة ثقيلة بشكل لا يصدق في غرفة الجمهور.

من كان يتخيل أنه سيتم إرسال قبضة تطير في وجهه في مثل هذا الجو؟ هبط آيوريوس للخلف على كرسيه.

 

“نعم، هذا صحيح.” اعترفت كريستينا. “لكن هذه الأجنحة لم أزرعها من خلال المعجزات والطقوس التي صَمَمتها أنت. هذه الأجنحة ليست نتاج المعجزات الكاذبة التي كنتم تبحثون عنها جميعًا.”

“لنبدأ بالحصول على هذه الصفعة.” افترقت شفاه كريستينا. “لقد إكتشفت ما أنا عليه. أنا أعرف كيف كان القديسون الذين جاءوا قبلي وماذا حدث لهم عندما ماتوا. أنا أعرف حقيقة هذا الإسم المزيف الذي أعطيتموه إلى ينبوع النور.”

 

حاول آيوريوس أن يجادل: “ومع ذلك، صحيح أن أجنحة قد نَمَتْ لك.”

 

 

غير قادر على قول أي شيء آخر، أغلق آيوريوس عينيه. ذرف بيشارا الدموع وهو يتلو الصلاة مرارا وتكرارا.

“نعم، هذا صحيح.” اعترفت كريستينا. “لكن هذه الأجنحة لم أزرعها من خلال المعجزات والطقوس التي صَمَمتها أنت. هذه الأجنحة ليست نتاج المعجزات الكاذبة التي كنتم تبحثون عنها جميعًا.”

توقفت كريستينا مؤقتًا وهي تنظر في ذكريات انيسيه:” النور….”

“بما أن هذا هو الحال، فهل هذا يعني أن كل ما فعلناه كان بلا معنى؟” سأل آيوريوس. “هل إيماننا، لا، إيمان جميع الباباوات والكرادلة الذين كانوا موجودين في الماضي هو خاطئ؟”

 

“هناك أولئك…” بدأت كريستينا بتردد، “الذين تم إنقاذهم من قبل هذا البلد الذي رعيته والنور والإيمان الذي روجتَ له بلا كلل.”

 

تذكرت كريستينا بعض ذكرياتها البعيدة. قبل أن تصير حتى ابنة سيرجيو روجرس بالتبني. تذكرت العيش في دير ريفي منعزل وسلمي.

 

 

الآن، كل شيء إنتهى.

بينما ربما كانت تحت المراقبة حتى ذلك الحين، لم تملك كريستينا أي وعي بهذا في طفولتها. جميع الأطفال الذين نشأوا في الدير كانوا من ظروف مماثلة. أطفالٌ هجرهم آباؤهم. كلهم من خلفيات عادية، أطفال لا يعرفون شيئًا عن عائلاتهم.

تناثر الضوء منها مثل الريش المتساقط بينما نشرت كريستينا جناحيها وحلقت لتقف أمام آيوريوس مباشرة.

 

“بما أن هذا هو الحال، فهل هذا يعني أن كل ما فعلناه كان بلا معنى؟” سأل آيوريوس. “هل إيماننا، لا، إيمان جميع الباباوات والكرادلة الذين كانوا موجودين في الماضي هو خاطئ؟”

أخذت دير كنيسة النور بإنتظام مثل هؤلاء الأيتام.

“إذن من فضلك، دعنا نتحدث، سيدي يوجين.” طلب آيوريوس بأدب.

 

 

ليس لدى كريستينا أي دليل على ما إذا كان الأيتام الذين نشأوا في الدير قد نشأوا بالطريقة الصحيحة ووجدوا في النهاية سعادتهم الخاصة أم لا. عندما فكرت كريستينا في حياتها في الدير، شعرت أن خلاص النور قد جاء لإنقاذ نفسها المهجورة.

أمطر التيار التالي من الضربات المائلة على رأس بيترو. مثل آخر مرة، لم يستطِع بيترو حتى إطلاق صراخ. اجتاح ضوء ساطع رأس بيترو، ووسط هذا الضوء، تناثر رأسه إلى الغبار.

 

 

إختتمت كريستينا حديثها قائلة: “لكن هناك أيضًا من تضرروا بسبب تخيلاتكم.”

 

 

 

سأل آيوريوس، “هل من الخطأ التوق إلى النور؟”

“…لماذا….قتلته؟” أُذهِلَ يوجين لدرجة أنه تلعثم في سؤاله.

“لا، هذا ليس خطًأ. ومع ذلك، لقد ذهبتم إلى أبعد من التوق إلى النور وأردتم أن تمتلكوا نورًا أنشأته أيديكُم. كان من المفترض أن تخدم إله النور، ولكن بدلًا من ذلك تدخلتُم في مجاله.” أدانت كريستينا.

“هل الوحي أعطاك تعليمات بتدمير الينبوع؟” سأل آيوريوس.

 

 

“هاهاها…!” ضحك آيوريوس وهز رأسه. “لو أنكِ تعرفين كل شيء حقًا، وتلقيت بالفعل معجزة حقيقية منحتك القدرة على نشر تلك الأجنحة، فيرجى الإجابة على هذا السؤال. منذ زمن بعيد، بعيد جدًا، عندما نزل تجسيد النور، إبن السماء، على هذه الأرض، ثم مات وغادر مرة أخرى، تاركًا وراءه السيف المقدس آلتاير….”

 

“نعم، كل هذا صحيح.” أومأت كريستينا بفارغ الصبر.

واصلت كريستينا، “بغض النظر عن نوع الأعمال القبيحة التي إرتكبوها، ظل النور دائما موجودا من أجلهم، يمنح بركاته.”

 

“لقد أردت أن أحاول شق حلقك منذ فترة من الوقت الآن. لا حاجة لك لِـأنْ تشعر أنك ضحية هنا، بيترو. بعد كل شيء، من بين المجندين الجدد في جنود الكنيسة، أعلم أنك كنت تغري بعض الكتاكيت الصغيرة الفقيرة التي فقدت والديها وتحتاج إلى المال لإجراء تجارب مختلفة عليها.”

“ومع ذلك، بعد أن غادَرَنا إبن السماء، لم يستطِع أي من المؤمنين بالنور حمل السيف المقدس. ولم تكُن تلك هي النهاية، هل كانت؟ على الرغم من أن المؤمنين تاقوا بشدة إلى النور، إلا أن النور الذي عاد إلى السماء في الأعلى لم يعُد أبدا.” قال آيوريوس بمرارة: “لم يرسل رسولًا جديدا ليحل محله.” لم يعد وجهه هادئًا. بعيون عاطفية، نظر إلى كريستينا وإستمر في التحدث، “لهذا السبب قرر أسلافنا إعادة النور بأنفسهم. هل هذا حقًا خطأ كبير كما تُصَورينَه؟”

بام!

توقفت كريستينا مؤقتًا وهي تنظر في ذكريات انيسيه:” النور….”

“أنت تعرف ماذا يعني ذلك، صحيح؟ فقط لأنك بابا أو كاردينال لا يعني بالضرورة أن تذهب إلى الجنة.” كما قالت انيسيه هذا، فتحت الأبواب المغلقة لغرفة الجمهور. “لو أردت الذهاب إلى الجنة، إذهب وإفعل الأعمال الصالحة.”

 

 

الآن لم يعُد لدى كريستينا أي شكوك حول وجود إله النور.

“…….”

 

وافقت كريستينا، “نعم، لقد تمكنوا من تنشيط الكنيسة من خلال الندبات المرسومة ذاتيا والقديس المُقلد. هذه هي الطريقة التي تمكن بها يوراس من الحكم كإمبراطورية مقدسة لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن الضوء لم يعُد يتغاضى عن تجاوزاتك. لا يريد النور أن يستخدم السيف المقدس، الذي تم تزويره شخصيا من لحمه ودمه، كرمز للتبشير المتحمس.”

واصلت كريستينا، “بغض النظر عن نوع الأعمال القبيحة التي إرتكبوها، ظل النور دائما موجودا من أجلهم، يمنح بركاته.”

“هل الوحي أعطاك تعليمات بتدمير الينبوع؟” سأل آيوريوس.

لقد حاولوا إنشاء قديس بشكل مصطنع، وإستنسخوه، ثم إستخدموا بقاياه كآثار مقدسة لإنشاء ينبوع النور.

قبل أن يتمكن يوجين من الرد على هذه الكلمات، رأس بيترو، التي تدحرجت في الزاوية، صرخ، “حديث؟! قداستك، فقط أي نوع من الكلام يمكن أن يكون لديك مع هؤلاء الملوثين الحقراء الأشرار!”

 

 

في ذلك الوقت، شعرت الكنيسة أنه ليس لديهم خيار سوى القيام بذلك. قد يكون العصر الحالي سلميًا، ولكن حتى قبل ثلاثمائة عام فقط، دخل العالم حقبة حرب بقيادة ملوك الشياطين. في العصور السابقة، كانت الحروب أكثر تواترًا حيث اصطدمت الدول ببعضها البعض، وحتى الأديان كانت متنازعًا عليها.

حذَّرَهُ يوجين فقط، “ألا يجب أن تضيف سيدي إلى ذلك؟”

 

صوت أثقل من الصفعة من وقت سابق هز غرفة الجمهور.

في مثل هذا العصر، تمكن القديس الذي تم إنشاؤه ليكون بمثابة سلاح إلهي من الأداء بشكل مثير للإعجاب. في ساحات القتال حيث يمكن للقديس المشاركة، الضرر الذي لحق بحلفائه أقل بكثير. في المقابل، حياة القديس قصيرة، لكنه تمكن من إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الجنود في المقابل.

 

 

 

“الجرائم التي ارتكبها الباباوات والكرادلة المتعاقبون…..لم يكن أمام النور خيار سوى تقبل أفعالهم بحزن.” كشفت كريستينا.

 

 

 

لو أن وجود القديس هو خطأ حقًا….

 

 

هذه ليست كذبة. تلقى يوجين حقًا توجيهات من السيف المقدس لإختراق القيود المحيطة بالمعابد. عند منبع الينبوع، لقد رأى القديسين الذين سلموا أنفسهم للنبع منذ زمن بعيد.

لو أن يوراس التي خلقت واستفادت من القديس هي مخطئة في القيام بذلك….

توقفت كريستينا مؤقتًا وهي تنظر في ذكريات انيسيه:” النور….”

 

 

إذن، ألا ينبغي أن يكون النور قد تركهم على الفور؟

لقد قُطِعَ رأس بيترو قبل أن يتمكن حتى من استدعاء الضوء. عندما تدحرج رأس بيترو على نصل سيفه، أمسكه رافائيل من شعره.

أوضحت كريستينا، “سبب عدم عودة النور إلى هذا العالم هو أنه يسكن بالفعل في قلوب المؤمنين الذين يخدمونه، ويضيء عليهم من السماء في الأعلى.”

تحدث يوجين، “لو تريد فقط إجراء محادثة، فأنا بالطبع على استعداد للمشاركة طالما أنت ترغب في ذلك.”

“…….”

أومأ يوجين برأسه، “هذا صحيح.”

بقي آيوريوس صامتًا.

“الوحي، أنت تقول….” ضحك آيوريوس وأومأ برأسه.

 

 

“النور الرحيم يمكن أن يقبل الماضي الدنيء بأكمله لهذا البلد. ومع ذلك، هذا لا يعفي من تجاوزاتكُم. يعرف الضوء مدى سهولة تدمير التعصب لشخص ما. هذا هو السبب في أنه لا يسمح لمواطن من هذا البلد برفع السيف المقدس.”

 

“كيف….كيف يمكن أن يكون ذلك!”

 

“يجب أن تتذكر تاريخ هذا البلد بأكمله وما فعلتموه جميعا للترويج لإيمانكم. على سبيل المثال، تم تناقل الندبات عبر الأجيال المتعاقبة من الباباوات والكرادلة. لهذا وحده، أعتُبِرَ الباباوات والكرادلة مميزين، وصار الكثير من الناس من أتباع النور لأنهم فُتِنوا بـرمز الندبات.” أشارت كريستينا.

زييييب!

 

ثم حدث تحويل.

تردد آيوريوس “…كان ذلك لتنشيط الكنيسة….”

[كريستينا روجيريس.] صوت في رأسها تحدث لها.

وافقت كريستينا، “نعم، لقد تمكنوا من تنشيط الكنيسة من خلال الندبات المرسومة ذاتيا والقديس المُقلد. هذه هي الطريقة التي تمكن بها يوراس من الحكم كإمبراطورية مقدسة لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن الضوء لم يعُد يتغاضى عن تجاوزاتك. لا يريد النور أن يستخدم السيف المقدس، الذي تم تزويره شخصيا من لحمه ودمه، كرمز للتبشير المتحمس.”

 

“ها….هاهاها!” أطلق آيوريوس ضحكة مكتئبة وخفض رأسه. “…..حتى لو أن هذا هو السبب في أننا لم نستطِع حمل السيف المقدس….إذن لماذا….لماذا تمكن فيرموث العظيم من حمل السيف المقدس؟ لماذا نسله، يوجين لايونهارت، يحمل حاليا السيف المقدس؟”

 

“لأن العصر إحتاج إلى بطل.” أجابت كريستينا بصوت لا يتزعزع: “أراد النور إستخدام السيف المقدس فقط لإنقاذ العالم، وليس ليكون بمثابة رمز من شأنه أن يقود العصر إلى عصر التعصب. لذلك، يمكن للشخص الذي لديه المؤهلات للقيام بذلك أن يسحب السيف المقدس ويصير البطل.”

إستجوب آيوريوس يوجين، “ماذا فعلت في ينبوع النور؟”

“…القديسة كريستينا، أنتِ….أنتِ تقولين أن يوجين لايونهارت، الذي ليس حتى من يوراس، هو البطل الذي سينقذ هذا العالم؟” سأل آيوريوس بشكل متشكك.

قبل أن يدرك آيوريوس ذلك، تم بالفعل سحب السيفين اللَّذين كانا يلمسان رقبته. التقط آيوريوس يده اليمنى التي سقطت على الطاولة وألصقها مرة أخرى على جذع يده المقطوعة.

 

انيسيه تدرك، كشخص مات بالفعل، أنه سيكون من غير المقبول لها أن تسرق أو تحتكر جسد كريستينا لنفسها. ومع ذلك، هناك لحظات لم تستطع فيها تحمل عدم القيام بذلك. الآن هي إحدى هذه اللحظات لانيسيه.

أنكرت كريستينا ذلك، “أنا لست الشخص الذي إختاره ليكون البطل. لقد إختار إله النور شخصيا السير يوجين لايونهارت.”

بقي آيوريوس صامتًا.

ظل آيوريوس صامتًا.

“سيدي يوجين، قد لا تكون على علم بهذا، لكن بيترو قام بأشياء كثيرة للنور على مدى العقود القليلة الماضية.” حاول آيوريوس أن يجادل.

 

 

“لقد ولدتُ كقديسة وتحولت إلى قديسة. لكن بالنسبة لي، لم تبدُ حياة القديسة أبدا كَـخلاص.” اعترفت كريستينا وهي تدير رأسها لتنظر إلى يوجين. “السير يوجين هو الذي أنقذني عندما كنتُ بحاجة إليه. نظر إلي، ليس كقديسة، بل كشخص، ومدَّ يده إلي. هل فكرت يوما في إنقاذ أي من المرشحين لمنصب القديس؟”

“لا، هذا ليس خطًأ. ومع ذلك، لقد ذهبتم إلى أبعد من التوق إلى النور وأردتم أن تمتلكوا نورًا أنشأته أيديكُم. كان من المفترض أن تخدم إله النور، ولكن بدلًا من ذلك تدخلتُم في مجاله.” أدانت كريستينا.

يستحيل أن يكون هذا هو الحال. المرشحون هم فقط مثل هذا الوجود. وجودهم ضروري من أجل يوراس والكنيسة والعالم. من الطبيعي أن تكون مهمة القديس أكثر أهمية من شخصيته أو عواطفه.

 

 

 

“لم تستطِع يوراس حتى إنقاذ امرأة واحدة تألمت في عذاب. كيف يمكن لشخص من بلد مثل يوراس أن يصير بطلًا لإنقاذ العالم؟” سخرت كريستينا بمرارة.

يستحيل أن يكون هذا هو الحال. المرشحون هم فقط مثل هذا الوجود. وجودهم ضروري من أجل يوراس والكنيسة والعالم. من الطبيعي أن تكون مهمة القديس أكثر أهمية من شخصيته أو عواطفه.

 

 

غير قادر على قول أي شيء آخر، أغلق آيوريوس عينيه. ذرف بيشارا الدموع وهو يتلو الصلاة مرارا وتكرارا.

“لنبدأ بالحصول على هذه الصفعة.” افترقت شفاه كريستينا. “لقد إكتشفت ما أنا عليه. أنا أعرف كيف كان القديسون الذين جاءوا قبلي وماذا حدث لهم عندما ماتوا. أنا أعرف حقيقة هذا الإسم المزيف الذي أعطيتموه إلى ينبوع النور.”

 

تناثر الضوء منها مثل الريش المتساقط بينما نشرت كريستينا جناحيها وحلقت لتقف أمام آيوريوس مباشرة.

“…ماذا سنفعل؟” تحدث آيوريوس أخيرا في نهاية صمت طويل. “…ماذا تريد منا؟”

“…ماذا سنفعل؟” تحدث آيوريوس أخيرا في نهاية صمت طويل. “…ماذا تريد منا؟”

“من فضلك لا تتدخل.” أجابت كريستينا: “من فضلك لا تُحَمِّل السير يوجين المسؤولية عن أي من هذا. من فضلك لا ترتكب أي تجاوزات أخرى. من فضلك لا تكرر أي من خطاياك. ….وبالنسبة للقديسين الذين تم التضحية بهم حتى الآن وكذلك المرشحين الذين لم يتمكنوا من أن يصيروا قديسين….يرجى إقامة نصب تذكاري في ذكرى لهم.”

لو أن وجود القديس هو خطأ حقًا….

قبل آيوريوس هذه الطلبات بصمت.

 

 

 

“لن تكون هناك حاجة بعد الآن للقديسين في العصور القادمة.” وعدت كريستينا: “لذا من فضلك لا تحاول أن تصنع أي قديسين آخرين. وإذا كان لا يزال لديك بعض الآثار المخزنة….يرجى إعادتها إلى حيث تنتمي. من فضلك لا تعترف بي كقديسة. ليس لديك الحق في إعطاء مثل هذا الاعتراف.”

سأل آيوريوس، “هل من الخطأ التوق إلى النور؟”

“….إيماننا….” قال آيوريوس بتردد.

 

 

لم يقُل آيوريوس كلمة واحدة ردًا على هذا ونظر إلى يوجين. بعد لحظات قليلة، أطلق تنهيدة طويلة وأومأ برأسه.

أوعزت كريستينا، “فقط أُخدم النور بنوايا خالصة. كُن شاكرًا للنور الموجود في كل مكان في هذا العالم.”

رغم ذلك، يوجين غير متأكد هل فهم رافائيل نواياه حقًا أم لا. ما هو واضح هو أن رافائيل لم يُحِب بيترو. غالبا ما طالب السحر الإلهي الذي طوره قسم السحر الإلهي، والذي قاده بيترو، بأسعار لا تستحق المعجزة، والتي تضمَّنَ معظمها تدمير الجسد.

“….نعم.” نظر آيوريوس إلى النور بعيون فارغة. “…أعدك بأنني سأفعل.”

 

الآن، كل شيء إنتهى.

 

 

يوجين، الذي يستمع إلى المحادثة، شخر. كما هو متوقع من البابا آيوريوس. إنه بالتأكيد متعصب مثل البقية، ولكن بما أنه يليق بشخص قاد كنيسة النور على مدى العقود القليلة الماضية، لديه جانب ماكر.

حاولت كريستينا الإنسحاب لأنها شعرت بدوار طفيف. ومع ذلك، في تلك اللحظة، تحدثت انيسيه داخل رأس كريستينا.

“…هذا….”

 

 

[كريستينا، هل لي أن أستعير جسمك لبضع لحظات؟]

لذلك قرر يوجين الإجابة بصدق، “كيف يجب أن أعرف؟”

‘الأخت، هل هناك أي شيء آخر تريدين مني أن أقوله لهم؟’

“را-رافا-رافائيل! أنت— كيف تجرؤ!” صاح بترو بينما تناثر الدم من شفتيه. ربما لأن حلقه قد تم قطعه بالكامل، بدا صوته يهتز ويلهث.

[هذا هو عملي الشخصي. لن يستغرق الأمر وقتا طويلا، لذا يرجى السماح لي بإستخدام جسمك لبعض الوقت.]

 

‘حسنا، أنا أفهم. أنا على ثقة من أنك لن تفعلي ذلك حقا، لكن من فضلك لا تفعل أي شيء بجسدي قد أخجل منه.’

“…….”

بينما شعرت بعدم الإرتياح، ركزت كريستينا على روح انيسيه.

 

 

نزلت دمعة واحدة أسفل خده.

ثم حدث تحويل.

هز يوجين رأسه، “لا، هذا سخيف…. لقد قطعت رأسه، فكيف لا يموت؟ حتى شخص قوي مثل الكاردينال روجرس كان سيموت إذا تم قطع رأسه—”

 

 

انيسيه تدرك، كشخص مات بالفعل، أنه سيكون من غير المقبول لها أن تسرق أو تحتكر جسد كريستينا لنفسها. ومع ذلك، هناك لحظات لم تستطع فيها تحمل عدم القيام بذلك. الآن هي إحدى هذه اللحظات لانيسيه.

“ما الذي تنظر إليه هكذا؟” سألت انيسيه بوقاحة.

 

“على الرغم من أنني توقعت ذلك، إلا أن رؤيتك هكذا في الواقع أمر مزعج للغاية ومثير للاشمئزاز. هل يمكن أن يسمى هذا حقا معجزة؟ يبدو لي أشبه بالسحر الأسود الشرير….” تمتم رافائيل.

بام!

 

صوت أثقل من الصفعة من وقت سابق هز غرفة الجمهور.

هذه ليست كذبة. تلقى يوجين حقًا توجيهات من السيف المقدس لإختراق القيود المحيطة بالمعابد. عند منبع الينبوع، لقد رأى القديسين الذين سلموا أنفسهم للنبع منذ زمن بعيد.

 

 

هذا طبيعي فقط. لم تصفعه انيسيه كما فعلت كريستينا بل حطمت أنف آيوريوس بقبضة مشدودة بإحكام.

 

 

 

“غاااغ؟!”

توقفت كريستينا مؤقتًا وهي تنظر في ذكريات انيسيه:” النور….”

من كان يتخيل أنه سيتم إرسال قبضة تطير في وجهه في مثل هذا الجو؟ هبط آيوريوس للخلف على كرسيه.

قبل أن تنتهي كلماته، صفعت يد كريستينا اليمنى آيوريوس على أذنه.

 

“ولكن بغض النظر عن هذا….! أنت، هل ستضحي بي حقًا حتى مع العلم أننا كنا نقود هذه الكنيسة معا لعقود حتى الآن؟!” صاح بيترو بصدمة.

“إفتح الباب إلى قبو القطع الأثرية الخاصة.” أمرت انيسيه.

“….آه….!” لهث بيشارا.

 

رافائيل، الذي أعاد السيف العظيم إلى ظهره، حنى رأسه لانيسيه حتى وهو يُميلُ رأسه داخليا بإرتباك بسبب الإحساس الغريب بالتناقض والكاريزما القادمة من كريستينا.

“آه….هاه؟” تلعثم آيوريوس بألم.

أخذت دير كنيسة النور بإنتظام مثل هؤلاء الأيتام.

 

ردا على ذلك، هز رافائيل رأس بيترو من جانب إلى آخر وقال: “لن يموت من هذا فقط.”

“لا، هل هناك حتى أي حاجة بالنسبة لي لِـأن أقول لك أن تفتح الباب؟ سأفتح الباب بنفسي، لذا سلمني المفتاح.”

“أظن هذا أيضًا، صحيح؟” وافق رافائيل وهو يضحك ويسحب ضوء سيفه العظيم.

كما قالت هذا، أمسكت انيسيه بيد آيوريوس اليمنى وسحبت الخاتم البلاتيني من إصبع السبابة. على الرغم من أنها طلبت منه تسليمه، إلا أنها أخذته بنفسها.

شرع لحم آيوريوس في الإندماج مع بعضه مرةً أخرى.

 

“من فضلك لا تتدخل.” أجابت كريستينا: “من فضلك لا تُحَمِّل السير يوجين المسؤولية عن أي من هذا. من فضلك لا ترتكب أي تجاوزات أخرى. من فضلك لا تكرر أي من خطاياك. ….وبالنسبة للقديسين الذين تم التضحية بهم حتى الآن وكذلك المرشحين الذين لم يتمكنوا من أن يصيروا قديسين….يرجى إقامة نصب تذكاري في ذكرى لهم.”

“بعد كل شيء، على الرغم من أنك قد قلت كل ذلك، أليس من الممكن أن تعود عن كلماتك وراء الكواليس بسهولة؟” تمتمت انيسيه لنفسها. “لذا، سأذهب إلى قبو القطع الأثرية الخاصة وأتحقق من الآثار المتبقية. من خلال رؤيتها بأم عيني، سأكون قادرة على الحكم على الأشياء التي لا ينبغي السماح لها بالوجود والاعتناء بها بالطقوس المقدسة.”

 

“….آه….مفـ-مفهوم.” تلعثم آيوريوس مرة أخرى.

جعد يوجين جبينه، “ولماذا يجب أن أفعل ذلك؟”

 

“لأن العصر إحتاج إلى بطل.” أجابت كريستينا بصوت لا يتزعزع: “أراد النور إستخدام السيف المقدس فقط لإنقاذ العالم، وليس ليكون بمثابة رمز من شأنه أن يقود العصر إلى عصر التعصب. لذلك، يمكن للشخص الذي لديه المؤهلات للقيام بذلك أن يسحب السيف المقدس ويصير البطل.”

بينما بدا الطلب مُفرِطًا، لم يستطع آيوريوس مقاومة كلماتها. لسبب ما، يبدو أن طبيعة النور المحيط بكريستينا قد تغير، ومن المستحيل حتى التفكير في الرفض، خاصة عند مواجهة تلك العيون.

أخذت دير كنيسة النور بإنتظام مثل هؤلاء الأيتام.

 

 

“سأقوم أيضًا بإخراج أي عناصر أحتاج إلى حملها من قبو القطع الأثرية الخاصة، لذا قم بالتغاضي عنها لو إكتشفت أنها مفقودة.”

ومع ذلك، فإن الكاردينال بيترو، الذي وقف بجانبه، لم يذرف أي دموع. بدلا من ذلك، نظر إلى كريستينا وعيناه منتفختان بصدمة. في الوقت نفسه، رفع قبضتيه داخل أكمامه.

“نعم….”

 

عند سماع هذا الرد الخجول، إبتسمت انيسيه بإقتناع. قامت بتدليك معصمها المؤلم وإستدارت، لتلتقي بنظرة يوجين، الذي يقف بجانبها بتعبير مذهول.

 

 

نفى يوجين: “لم أنقذها لأنها المرشحة القديسة.”

“ما الذي تنظر إليه هكذا؟” سألت انيسيه بوقاحة.

“إذا عرضتُ رأسه، هل ستكون على إستعداد للتحدث معي؟” سأل آيوريوس بهدوء بينما أشارت عيناه نحو بيترو.

 

أجاب يوجين: “لا أعرف عن النور، لكنني كنتُ غاضبًا.”

“اه….اممم….أوه، هذا صحيح، إنها أنت.” أومأ يوجين.

“ما الذي تنظر إليه هكذا؟” سألت انيسيه بوقاحة.

 

 

قالت انيسيه وهي تنشر جناحيها وتنزلق من المنصة المرتفعة: “دعنا نذهب.”

ثم حدث تحويل.

 

أخذت دير كنيسة النور بإنتظام مثل هؤلاء الأيتام.

رافائيل، الذي أعاد السيف العظيم إلى ظهره، حنى رأسه لانيسيه حتى وهو يُميلُ رأسه داخليا بإرتباك بسبب الإحساس الغريب بالتناقض والكاريزما القادمة من كريستينا.

 

 

“ماذا، هل تخطط لبدء رمي الهراء والادعاء بأنني لُوِّثتُ مثل ما فعل سيرجيو؟” قال يوجين بسخرية.

قبل مغادرتهم غرفة الجمهور، بكى بيشارا، الذي كان يصلي لبعض الوقت، ونادى انيسيه، “السيدة القديسة.”

حاول آيوريوس أن يجادل: “ومع ذلك، صحيح أن أجنحة قد نَمَتْ لك.”

“ماذا هناك؟” استجابت انيسيه بإقتضاب.

أنكرت كريستينا ذلك، “أنا لست الشخص الذي إختاره ليكون البطل. لقد إختار إله النور شخصيا السير يوجين لايونهارت.”

 

في ذلك الوقت، شعرت الكنيسة أنه ليس لديهم خيار سوى القيام بذلك. قد يكون العصر الحالي سلميًا، ولكن حتى قبل ثلاثمائة عام فقط، دخل العالم حقبة حرب بقيادة ملوك الشياطين. في العصور السابقة، كانت الحروب أكثر تواترًا حيث اصطدمت الدول ببعضها البعض، وحتى الأديان كانت متنازعًا عليها.

“…هل يمكننا حقًا الذهاب إلى الجنة؟ هل الجنة حقيقية حقًا؟” سأل بيشارا.

“ها….هاهاها!” أطلق آيوريوس ضحكة مكتئبة وخفض رأسه. “…..حتى لو أن هذا هو السبب في أننا لم نستطِع حمل السيف المقدس….إذن لماذا….لماذا تمكن فيرموث العظيم من حمل السيف المقدس؟ لماذا نسله، يوجين لايونهارت، يحمل حاليا السيف المقدس؟”

 

“قد نتمكن من التغلب على هذا الوضع الخطير. ومع ذلك، هل تعتقد أنه سيكون من الممكن حل هذه الأزمة دون أي ضجة؟ مهما حدث، ستحدث ضجة، ثم سيتدفق البالادين وجنود الكنيسة.” ترك آيوريوس تنهيدة طويلة وأغمض عينيه، “كيف يفترض بي أن أشرح هذا الوضع لهم بالضبط؟ هل أخبرهم أن يوجين لايونهارت، تجسيد النور، تمرد وأن الصليبي المُخلص دائمًا، اللورد رافائيل، إنضم إلى تمرده؟ كيف تنوي شرح الأجنحة التي تنمو من ظهر المرشحة القديسة كريستينا؟”

عند سماع هذا السؤال، نشرت انيسيه جناحيها ودستهما مرة أخرى، “الجنة موجودة، لكن عليك أن تفعل الكثير من الأعمال الصالحة للدخول إلى هناك.”

 

“….آه….!” لهث بيشارا.

 

 

بينما بدا الطلب مُفرِطًا، لم يستطع آيوريوس مقاومة كلماتها. لسبب ما، يبدو أن طبيعة النور المحيط بكريستينا قد تغير، ومن المستحيل حتى التفكير في الرفض، خاصة عند مواجهة تلك العيون.

“أنت تعرف ماذا يعني ذلك، صحيح؟ فقط لأنك بابا أو كاردينال لا يعني بالضرورة أن تذهب إلى الجنة.” كما قالت انيسيه هذا، فتحت الأبواب المغلقة لغرفة الجمهور. “لو أردت الذهاب إلى الجنة، إذهب وإفعل الأعمال الصالحة.”

قال رافائيل وهو يرمي رأس بيترو خلفه: “لم أقطع رأسك لمجرد المجادلة معك.”

قال رافائيل بلا حول ولا قوة، “أنت ستموت على الأرجح إذا بقيت هكذا لمدة خمس دقائق تقريبًا، صحيح؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط