سيينا (4)
الفصل 107: سيينا (4)
“….هممم.” اهتزت ابتسامة سيينا فجأة قليلا.
لم تطلب سيينا أيضًا مزيدا من التفاصيل. هي ليست غبية. يمكنها أن ترى السبب في أن هامل، أو يوجين، الأحمق، الغبي، الحثالة، العنيد وغير المهذب اللقيط….قد تخلى عن عاداته من حياته الماضية التي منعته من قبول عَرضِها على الرغم من مقدار الجهد الذي بذلته في إقناعه.
اتسعت عيناها الخضراء إلى دوائر وهي تنظر إلى يوجين. بعد فحصه بهذه الطريقة لبضع لحظات، قامت بإمالة رأسها من جانب إلى آخر عدة مرات.
“إذا ابتسمتِ وأنتِ تبكين، سينمو شيء ما على مؤخرتك*.” حذرها يوجين.
من خلال أسنانه التي تطحن ببعضها، هسهس يوجين. “هامل الغبي.”
“….هممم؟” ظلت سيينا تهمهم.
“ماذا تقولين فقط؟” سأل يوجين بإنزعاج.
بعد أن انتهت من إمالة رأسها، دفعت سيينا وجهها فجأة أقرب إلى يوجين. غير مرتاح بسبب أفعالها المفاجئة، رفع يوجين يديه على الفور لمنع وجه سيينا من الاقتراب.
فيرموث في عداد المفقودين. وكذلك انيسيه، سيينا ومولون. نظرًا لأنهم جميعا غير موجودين، فإن هذا يعني أن هامل سيحتاج إلى تعلم كل المعرفة والتعامل مع جميع المسؤوليات التي وقعت عليهم عندما كانوا معا كمجموعة.
أومأت سيينا ببعض الفخر، “هم هم هم. حسنا، بالطبع فعلت. حتى لو مرت مئات السنين منذ اختفائي، فَـيستحيل أن يولد ساحر استثنائي مثلي خلال ذلك الوقت. في هذه الحالة، يجب أن يعني ذلك أن معظم السحرة في الوقت الحاضر قد تعلموا نظام سحر الدوائر الذي أنشأتُه.”
“ماذا تفعلين؟ هل أنتِ مجنونة؟” صاح يوجين.
“لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا، هامل. لقد شربت بالفعل كل الماء الحلو وتعلمت كل ما تستطيع، فلماذا تجادل في هذه المرحلة؟ كيف يمكن للشخص أن يكون وقحًا جدًا هكذا؟”
“لا توجد أجزاء أخيرة من مكر الساحرة. حسنًا، إذا أردنا وصف هذا حقًا كم تقول، يمكنك أن تقول أن شيئًا كهذا موجود داخل رأسي، لكنه أشبه بحقيقة السحر التي من المستحيل تحديدها حقا في كتاب سحري.”
“أبعد يديك عن الطريق.” أمرت سيينا.
“…ماذا لو…” تمتمت سيينا مع تجنب نظرته. “…من أجلي، ذهبت للبحث عن رايزاكيا، وعندما تجده أخيرًا….يقتلك؟ في هذه الحالة، ماذا علي أن أفعل؟”
أومأت سيينا ببعض الفخر، “هم هم هم. حسنا، بالطبع فعلت. حتى لو مرت مئات السنين منذ اختفائي، فَـيستحيل أن يولد ساحر استثنائي مثلي خلال ذلك الوقت. في هذه الحالة، يجب أن يعني ذلك أن معظم السحرة في الوقت الحاضر قد تعلموا نظام سحر الدوائر الذي أنشأتُه.”
بعد قول هذا، لم تنتظر سيينا أن يزيل يوجين يديه. أمسكت يديه بنفسها ودفعتهما بعيدا عن طريقها.
“…حسنًا، شيء من هذا القبيل.” قال يوجين.
“…..هناك فرق كبير، لكن….لا….أليس هو نفسه؟” تمتمت سيينا لنفسها.
بعد أن انتهت من إمالة رأسها، دفعت سيينا وجهها فجأة أقرب إلى يوجين. غير مرتاح بسبب أفعالها المفاجئة، رفع يوجين يديه على الفور لمنع وجه سيينا من الاقتراب.
“ماذا تقولين فقط؟” سأل يوجين بإنزعاج.
“أبعد يديك عن الطريق.” أمرت سيينا.
“ما الذي تعتذرين بسببه؟” سأل يوجين.
“هامل، أنت….يبدو أنك قد تعلمت بعض السحر؟” بإبتسامة عريضة تنتشر على وجه سيينا. لا تزال متمسكة بأيدي يوجين، أرجحتهما مع يديها بشكل طفولي وهي تضحك مع نفسها. “إنه ليس مجرد بعض السحر أيضًا! لقد تعلمت السحر الذي خلقتهُ أنا. أليس هذا صحيحًا؟”
“…إذا لم تُرِد ذلك، فلا تفعل.” عبست سيينا.
“…نعم.” اعترف يوجين في النهاية.
تجعد جبين يوجين وهو يحاول جلب ذكرياته عن رايزاكيا. هل هذا التنين الأسود حقا يستطيع أن يبيض؟
أومأت سيينا ببعض الفخر، “هم هم هم. حسنا، بالطبع فعلت. حتى لو مرت مئات السنين منذ اختفائي، فَـيستحيل أن يولد ساحر استثنائي مثلي خلال ذلك الوقت. في هذه الحالة، يجب أن يعني ذلك أن معظم السحرة في الوقت الحاضر قد تعلموا نظام سحر الدوائر الذي أنشأتُه.”
“أنت حقًا تتشبثين بمثل هذا الهراء حتى النهاية. ألا تعتقدان أنكما قد تجاوزتما الحدود؟ أنت وانيسيه لطيفتان، جميلتان، عزيزتان، محبوبتان وغيره من هذا الهراء، هاه؟ ولكن لماذا مولون أحمق وأنا إبن العاهرة؟” هدر يوجين بوجه مبتسم.
“…حسنًا، شيء من هذا القبيل.” قال يوجين.
“ومع ذلك! هامل، أنت لم تتعلم فقط نظام سحر الدوائر. لا بد أنك قمت بتطعيم بحثي في مكر الساحرة على صيغة اللهب الأبيض الخاصة بفيرموث، أليس هذا صحيحًا؟” قالت سيينا بثقة.
“هل تعتقدين أنني أسأل لأنني لا أعرف ذلك؟ حتى في حياتي الماضية، لم يكن ذلك الوغد شخصًا سأكون واثقًا من هزيمته بمفردي.” قال يوجين.
لم يعرف يوجين يقينًا ما تسبب في الكثير من الفرح لسيينا، حيث استمرت في الضحك. لم يتوقف الأمر فقط مع تعبيرها البهيج، حيث لا تزال تومئ بفخر وهي تضحك. شعر يوجين أن موقفها بدا مزعجًا بعض الشيء.
كان التنين الأسود رايزاكيا مشهورًا خلال حياته السابقة، لكن وجوده لا يزال معروفًا حتى في يومنا هذا. في الواقع، لا يزال معروفًا كواحدٍ من دوقات هيلموث الثلاثة.
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
لكن حقيقة الأمر هي أنه تعلم نظام سحر الدوائر، وكذلك بحثها في مكر الساحرة.
أجاب يوجين بشكل محرج، “…ربما تعلمت ذلك، لكن—”
نظرا لأن هذا هو الحال، فإن هذا يعني أن يوجين هو عمليًا تلميذ سيينا. على الرغم من أن يوجين ادعى أنه تلميذ سيينا في عدة نقاط قبل اليوم، إلا أنه لم يرغب أبدًا في أن تعترف به سيينا نفسها كتلميذها. القيام بشيء كهذا من شأنه أن يخلق صراعًا لا مفر منه بالنظر إلى تقديره لذاته….
الفصل 107: سيينا (4)
أجاب يوجين بشكل محرج، “…ربما تعلمت ذلك، لكن—”
“…حسنًا هذا صحيح.” اعترف يوجين. “كل هذا لأنك أخذت الجزئان الأخيران من مكر الساحرة معك.”
طلبت سيينا فجأة: “من الآن فصاعدًا يجب أن تُقدرني وتحترمني كمعلمتك.”
“هل تعتقدين حقًا أنني تعلمت هؤلاء لأنني أردت ذلك؟” جادل يوجين. “بعد أن سمعت عن موتك—”
قاطعته سيينا “لم أمُت.”
طلبت سيينا فجأة: “من الآن فصاعدًا يجب أن تُقدرني وتحترمني كمعلمتك.”
أومأت سيينا ببعض الفخر، “هم هم هم. حسنا، بالطبع فعلت. حتى لو مرت مئات السنين منذ اختفائي، فَـيستحيل أن يولد ساحر استثنائي مثلي خلال ذلك الوقت. في هذه الحالة، يجب أن يعني ذلك أن معظم السحرة في الوقت الحاضر قد تعلموا نظام سحر الدوائر الذي أنشأتُه.”
واصل يوجين. “…بعد أن سمعت عن اختفائك….اه، حسنًا….يمكن أن نسميها طريقة لإبداء الحداد على رفيق قديم وصديق….”
“إذن ماذا تقول؟ هل تحاول الادعاء بأنك لم تتعلم حقًا نظام الدائرة السحرية؟ وهل تقول أنك لم تتعلم أي شيء من مكر الساحرة أيضًا؟” دحض سيينا إنكاره بسخرية. “أنا المعلم، أنت التلميذ. فهمت ذلك؟”
“بالطبع لا. من سيكون بهذا الغباء؟ ألن يكون الأمر مضحكًا، أن تكوني أنتِ التي كادت أن تموت وهي مختومة الآن، قلقة جدًا علي، أنا الذي هو على قيد الحياة وبصحة جيدة؟” لاحظ يوجين بسخرية.
“هل تبحثين عن الضرب؟” هددها يوجين. “إذن أنا فقط لا أحتاج إلى استخدام السحر لبقية حياتي، الآن هل أحتاج؟ بهذه الطريقة لن أناديك بالمعلمة.”
“….العصاة خاصتي لا تزال محفوظة في آكرون؟” سألت سيينا في النهاية.
“لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا، هامل. لقد شربت بالفعل كل الماء الحلو وتعلمت كل ما تستطيع، فلماذا تجادل في هذه المرحلة؟ كيف يمكن للشخص أن يكون وقحًا جدًا هكذا؟”
“ماذا تقصدين بحق الجحيم؟”
“ومع ذلك! هامل، أنت لم تتعلم فقط نظام سحر الدوائر. لا بد أنك قمت بتطعيم بحثي في مكر الساحرة على صيغة اللهب الأبيض الخاصة بفيرموث، أليس هذا صحيحًا؟” قالت سيينا بثقة.
“حسنا، حتى في حياتك الماضية، كنت دائمًا ابن عاهرةٍ وقح.” والمثير للدهشة أن سيينا قبلت بسرعة رفضه لمناداتها بالمعلمة.
لكن حقيقة الأمر هي أنه تعلم نظام سحر الدوائر، وكذلك بحثها في مكر الساحرة.
لقد توقفت عن أرجحة يدي يوجين وتركتها، لكنها ما زالت لم تتوقف عن الابتسام والضحك مع نفسها.
“إذا ابتسمتِ وأنتِ تبكين، سينمو شيء ما على مؤخرتك*.” حذرها يوجين.
ضاعت سيينا في التفكير لبضع لحظات. بعد التفكير فيما هل يجب عليها فعل أي شيء حيال ذلك أم لا، هز يوجين سيينا بلطف من كتفيها مرة أخرى.
مع الطريقة التي يجلسون بها، المسافة بينهما قريبةٌ جدا. بدا أن سيينا أدركت ذلك فجأة. سعلت بصوت منخفض، نقرت على إحدى ركبتي يوجين وقالت، “…أنت قريب جدا. يجب عليك التراجع قليلا.”
“….هممم؟” ظلت سيينا تهمهم.
“أنتِ الشخص الذي زحف تجاهي في المقام الأول، فلماذا ترمين هذا علي الآن؟” إحتجَّ يوجين.
“…متى زحفت بقربك؟” نفت سيينا بإحراج.
أجاب يوجين بعد أن ضاع في التفكير لبضع لحظات: “حسنًا، إذا لم ينجح أي شيء آخر، فيمكنني تجربة هذا.”
“…متى زحفت بقربك؟” نفت سيينا بإحراج.
“بما أن الأمر هكذا، فعليك أيضًا أن تكوني على دراية بمدى جديتي عندما أقول كل هذا.”
“هل يمكن أن تكوني حقًا قد خرفتي إلى هذه الدرجة بسبب تقدم العمر؟” نظر إليها يوجين بجدية. “هل نسيتِ الطريقة التي أمسكتِ بها وجهي وتحرشتي بي في وقت سابق؟”
“هامل، أنت….فقط حاول وقل عني عجوزة مرة أخرى وشاهد ما الذي سيحصل.” هددته سيينا بسخط حيث بدا أن النيران تنفجر في عينيها. “لو لم تُهزَم في طريقك إلى قلعة ملك الحصار الشيطاني، لكنت في نفس عمري. وبالتالي، إذا حسبنا عمرك الفعلي، يجب أن نحسب كل السنوات منذ حياتك السابقة أيضًا.”
اتسعت عيناها الخضراء إلى دوائر وهي تنظر إلى يوجين. بعد فحصه بهذه الطريقة لبضع لحظات، قامت بإمالة رأسها من جانب إلى آخر عدة مرات.
“بما أنك ستقولين مثل هذا الهراء، فعليك على الأقل أن تجعلي الأمر يبدو أكثر منطقية. هل تعتقدين حقًا أن هذا منطقي؟ لماذا تُدرَجُ السنوات منذ حياتي الماضية في عمري؟ يتم حساب العمر حسب عمر الجسد. منذ أن لدي جسد جديد، جسدي هو جديد وشاب. أما بالنسبة لك…” سكت يوجين بشكل إيحائي.
“لماذا لا تنطلق وتقول أي شيء آخر؟” تحدته سيينا. “لأنني حقا سوف أقتلك.”
“…لما أن هذا هو الحال حقا، فهذا يعني أن رايزاكيا في هيلموث يجب أن يكون مزيفًا.” قالت سيينا، وعيناها تضيق في الشك بعد أن نقل يوجين هذه المعلومات. “يجب أن يكون رايزاكيا نفسه هو الذي غزا هذا المجال. إذا فشلت محاولة إبعاده تمامًا، لَـتمكن من تكرار تدخله مرة أخرى.”
“…حسنًا، أنا فقط أقول.” تراجع يوجين بعد بعض التفكير.
أجاب يوجين بعد أن ضاع في التفكير لبضع لحظات: “حسنًا، إذا لم ينجح أي شيء آخر، فيمكنني تجربة هذا.”
“الجسد المادي هو مجرد هراء.” استنشقت سيينا. “إلى جانب ذلك، تم ختم جسدي لمئات السنين، وأعدتُ بنائهُ جسديًا عدة مرات قبل ذلك. إذا تم إطلاق سراحي من هذا الختم، فسوف أعيد بناء جسدي مرة أخرى، ومن ثم سيعود جسدي إلى حيث ولدت أول مرة.”
“أووه، نعم. إمضي قدمًا وقولي أنك شخص حديث الولادة. هل تريدين مني أن أهديكِ مصاصةً كذلك؟ سأحملك على ظهري وحتى أنني سأربت على ظهرك حتى تنامي.” عرض يوجين.
“أووه، نعم. إمضي قدمًا وقولي أنك شخص حديث الولادة. هل تريدين مني أن أهديكِ مصاصةً كذلك؟ سأحملك على ظهري وحتى أنني سأربت على ظهرك حتى تنامي.” عرض يوجين.
شدت سيينا قبضتيها وبدأت ترتجف بسبب ملاحظاته الاستفزازية. نظرت إلى يوجين، ثم تنهدت بشدة وهزت رأسها.
نظرا لأن هذا هو الحال، فإن هذا يعني أن يوجين هو عمليًا تلميذ سيينا. على الرغم من أن يوجين ادعى أنه تلميذ سيينا في عدة نقاط قبل اليوم، إلا أنه لم يرغب أبدًا في أن تعترف به سيينا نفسها كتلميذها. القيام بشيء كهذا من شأنه أن يخلق صراعًا لا مفر منه بالنظر إلى تقديره لذاته….
(**ملاحظة المترجم الإنجليزي: هذا نوع من الحكاية المرعبة الغريبة. حيث يخبر البالغون الأطفال أن الشعر سينمو على مؤخرتهم وسيتحولون إلى قرود إذا ابتسموا أثناء البكاء، في الغالب من أجل جعلهم يتوقفون عن البكاء.)
“….لا تستحق كل هذا العناء.” لتغيير الموضوع، سألت سيينا، “الأهم من ذلك، ماذا حدث لتغيير رأيك؟ على الرغم من أنني عرضت أن أعلمك السحر عدة مرات خلال حياتك الماضية، إلا أنك لم توافق ولا مرة واحدة.”
افترقت شفاه يوجين بلا صوت لأنه لم يستطع التفكير فيما سيقوله ردًا على هذا.
“كان ذلك في حياتي الماضية فقط.” سرعان ما قال يوجين عذرا وهو يحول بصره بشكل محرج جانبا. “…بعد كل شيء، مرت ثلاثمائة سنة. ووجدت نفسي لوحدي بعد أن تجسدت ولم أعرف حتى ما هل أنتم جميعا أحياء أم أموات. وبما أنه لا يزال هناك ملكا شياطين متبقيان….حسنا، لقد اعتقدت أنه ليس لدي خيار سوى تعلم السحر.”
“سيينا، هل أنتِ قلقة علي الآن؟” سألها يوجين.
سيكون من المستحيل على يوجين تحقيق هدفه فقط بالقدرة التي ورثها من حياته السابقة بإسم هامل. ليس الأمر فقط موضوع إحتمال، بل إن الأمر صعب بشكل لا يقاس. لحسن الحظ، الجسد الذي تم تجسيده فيه متفوق بشكل كبير على جسد هامل لدرجة أنه لا يمكن حتى مقارنة الاثنين. علاوة على ذلك، حتى بعد التناسخ، لا يزال يحتفظ بكل موهبة حياته السابقة.
طلبت سيينا فجأة: “من الآن فصاعدًا يجب أن تُقدرني وتحترمني كمعلمتك.”
فيرموث في عداد المفقودين. وكذلك انيسيه، سيينا ومولون. نظرًا لأنهم جميعا غير موجودين، فإن هذا يعني أن هامل سيحتاج إلى تعلم كل المعرفة والتعامل مع جميع المسؤوليات التي وقعت عليهم عندما كانوا معا كمجموعة.
“أ-ألم يكن هناك أي شيء بي محبوبًا أو لطيفًا….أعتقد؟” جادلت سيينا بتردد وهي تحاول يائسة تتبع ذاكرتها.
“….لا.” كذبت سيينا بشكل غير مقنع.
أو على الأقل هذا ما قاله يوجين لنفسه.
دون إظهار أي عناد أو فخر غير ضروري، تمكن يوجين من أن يصير الطفل المتبنى في العائلة الرئيسية.
على الرغم من أنه لم يستطِع قبول تقاليد عشيرة لايونهارت في حفل استمرار سلالة الدم، إلا أنه لم يخاطر بمعارضتها.
لكن حقيقة الأمر هي أنه تعلم نظام سحر الدوائر، وكذلك بحثها في مكر الساحرة.
“لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا، هامل. لقد شربت بالفعل كل الماء الحلو وتعلمت كل ما تستطيع، فلماذا تجادل في هذه المرحلة؟ كيف يمكن للشخص أن يكون وقحًا جدًا هكذا؟”
دون إظهار أي عناد أو فخر غير ضروري، تمكن يوجين من أن يصير الطفل المتبنى في العائلة الرئيسية.
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
بينما لا يزال يبتسم، ظهر شيء ما فجأة في رأسه. قام يوجين على الفور بمسح الابتسامة من وجهه ونظر إلى سيينا.
هناك، تعلم صيغة اللهب الأبيض الخاصة بفيرموث، والتي ظل يحسده عليها سرا دائما.
بعد أن حصل على وينِد، لا يزال لديه رغبة في الحصول على واحد آخر من الأسلحة العديدة التي استخدمها فيرموث.
من أجل تعلم السحر، الذي لم يدخر حتى لمحة له في حياته السابقة، غادر للدراسة في الخارج في آروث.
“…ما نوع رد الفعل الذي تتوقعينه مني؟” سأل يوجين بتردد.
لقد مرت مائتي عام منذ أن نفت سيينا رايزاكيا إلى صدع الأبعاد، لكن رايزاكيا ما زال يحتفظ بطريقة ما بوجود نشط في هيلموث.
لعدة سنوات، حبس نفسه في آكرون وأغرق نفسه في تعلم سحر سيينا.
“أنت حقا لا يمكن أن تكون صادقًا، هل تستطيع؟” في مرحلة ما، توقفت سيينا عن العبوس وبدأت تبتسم الآن مرة أخرى. “مم، أعتقد أنه أنيق جدًا. المبدأ الأساسي لمكر الساحرة هو الثقب الأبدي. مكر الساحرة التي تركتها في آكرون مجرد كتاب يهدف إلى توجيه هؤلاء الحمقى لفهم الثقب الأبدي.”
كل ما فعله يوجين هو من أجل أن يصير أقوى مما كان عليه هامل. على الرغم من أنه يدرك أن عمله الشاق قد لا يؤتي ثماره على الفور، إلا أنه لا يزال يزرع البذور للمستقبل. من أجل يومٍ ما — نعم، في يوم من الأيام عندما يتجاوز بنجاح ذاته السابقة ويذبح مَلِكَي الشياطين المتبقيين.
مثل آخر مرة ركلته فيها، لم تؤذي صفعتها كثيرًا.
مع كل تركيزه على هذا الهدف، تخلى عن كل ما ليس له ضرورة من حياته السابقة. ومع ذلك، لم يرغب يوجين في الكشف لسيينا عن اليأس الذي عاشه قلبه بغياب رفاقه. لأنه أحس أن هذا شيء محرجا للغاية.
هناك، تعلم صيغة اللهب الأبيض الخاصة بفيرموث، والتي ظل يحسده عليها سرا دائما.
لم تطلب سيينا أيضًا مزيدا من التفاصيل. هي ليست غبية. يمكنها أن ترى السبب في أن هامل، أو يوجين، الأحمق، الغبي، الحثالة، العنيد وغير المهذب اللقيط….قد تخلى عن عاداته من حياته الماضية التي منعته من قبول عَرضِها على الرغم من مقدار الجهد الذي بذلته في إقناعه.
“…بالطبع لم أصدق ذلك.” كذب يوجين بشكل غير مقنع.
عرفت سيينا هامل جيدًا.
“آه…..اممم.”
“حسنا، حتى في حياتك الماضية، كنت دائمًا ابن عاهرةٍ وقح.” والمثير للدهشة أن سيينا قبلت بسرعة رفضه لمناداتها بالمعلمة.
“آسفة.”
“….العصاة خاصتي لا تزال محفوظة في آكرون؟” سألت سيينا في النهاية.
هذا هو السبب في أن سيينا هي أول من حنى رأسه وإعتذر.
شخرت سيينا. “كمية الهراء الذي تقوله لم تتغير أيضا.”
“ما الذي تعتذرين بسببه؟” سأل يوجين.
“الجسد المادي هو مجرد هراء.” استنشقت سيينا. “إلى جانب ذلك، تم ختم جسدي لمئات السنين، وأعدتُ بنائهُ جسديًا عدة مرات قبل ذلك. إذا تم إطلاق سراحي من هذا الختم، فسوف أعيد بناء جسدي مرة أخرى، ومن ثم سيعود جسدي إلى حيث ولدت أول مرة.”
“…أنا فقط….أشعر أننا ربما تركناك تشعر بالوحدة الشديدة.” قالت سيينا بأسف.
“أنتِ الشخص الذي زحف تجاهي في المقام الأول، فلماذا ترمين هذا علي الآن؟” إحتجَّ يوجين.
“كما لو إن هذا سيحدث.” شخر يوجين.
“ماذا تفعلين؟ هل أنتِ مجنونة؟” صاح يوجين.
“بما أنك ستقولين مثل هذا الهراء، فعليك على الأقل أن تجعلي الأمر يبدو أكثر منطقية. هل تعتقدين حقًا أن هذا منطقي؟ لماذا تُدرَجُ السنوات منذ حياتي الماضية في عمري؟ يتم حساب العمر حسب عمر الجسد. منذ أن لدي جسد جديد، جسدي هو جديد وشاب. أما بالنسبة لك…” سكت يوجين بشكل إيحائي.
مع انحناء رأسها هكذا، كل ما يمكن أن يراه يوجين هو أعلى رأس سيينا وشعرها الأرجواني المتموج. ذكره هذا المشهد بمير مرة أخرى في آكرون ومد يوجين دون وعي يده وربت على رأس سيينا.
“…ما الذي تفعله؟” سألت سيينا في حالة صدمة.
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
أوضح يوجين: “لقد ذكرتني للتو بخادمتك.”
“ومع ذلك! هامل، أنت لم تتعلم فقط نظام سحر الدوائر. لا بد أنك قمت بتطعيم بحثي في مكر الساحرة على صيغة اللهب الأبيض الخاصة بفيرموث، أليس هذا صحيحًا؟” قالت سيينا بثقة.
تنهدت سيينا. “…مير. إذن فقد قابلت تلك الطفلة أيضا.”
لم تطلب سيينا أيضًا مزيدا من التفاصيل. هي ليست غبية. يمكنها أن ترى السبب في أن هامل، أو يوجين، الأحمق، الغبي، الحثالة، العنيد وغير المهذب اللقيط….قد تخلى عن عاداته من حياته الماضية التي منعته من قبول عَرضِها على الرغم من مقدار الجهد الذي بذلته في إقناعه.
حاول يوجين أن يؤكد لها: “إنها تبلي بلاءً حسنًا.”
“بحق الجحيم، كأنها ستفعل.” لعنت سيينا بعبوس وهي تدفع يد يوجين بعيدا عنها. “من المستحيل أن يترك أولئك السحرة القدامى مير في سلام. لا بد أنها مرت بالكثير بعد اختفائي.”
“…حسنًا هذا صحيح.” اعترف يوجين. “كل هذا لأنك أخذت الجزئان الأخيران من مكر الساحرة معك.”
“…ماذا لو…” تمتمت سيينا مع تجنب نظرته. “…من أجلي، ذهبت للبحث عن رايزاكيا، وعندما تجده أخيرًا….يقتلك؟ في هذه الحالة، ماذا علي أن أفعل؟”
“آه، ذلك؟” تراجعت عينا سيينا بتفاجئ لبضع لحظات قبل أن تنفجر في الضحك. “كانت تلك مجرد كذبة.”
طلبت سيينا فجأة: “من الآن فصاعدًا يجب أن تُقدرني وتحترمني كمعلمتك.”
“…ماذا قلت؟”
“لا توجد أجزاء أخيرة من مكر الساحرة. حسنًا، إذا أردنا وصف هذا حقًا كم تقول، يمكنك أن تقول أن شيئًا كهذا موجود داخل رأسي، لكنه أشبه بحقيقة السحر التي من المستحيل تحديدها حقا في كتاب سحري.”
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
“…ولكن قيل لي أن عائلة آروث الملكية لديها نسخة من المجلدين الأخيرين من مكر الساحرة؟”
“لا تكن عنيدًا هكذا! إذا تمكنتُ من العودة إلى آروث في المستقبل، فلن أتوقف عند ركلهم فحسب، بل سأقلب المكان بأكمله رأسًا على عقب! تلك العائلة الملكية الغبية. هؤلاء السحرة الحمقى! على الرغم من مرور مائتي عام منذ اختفائي، إلا أنهم ما زالوا محاصرين في الوهم بأن هناك جزءًا آخرًا من مكر الساحرة!” غير قادرة على احتواء غضبها، ضربت سيينا الأرض بقدميها وهي تصرخ.
“هذا….أممم….كانت مجرد طريقتي الخاصة لتقديم بعض الدعم للعائلة الملكية. كعائلة ملكية لمملكة السحر، ألا يجب أن يمتلكوا على الأقل كتابًا سحريًا يمكن أن يكون بمثابة رمز لجدارة المنصب؟ انها مجموعة من بعض التعاويذ رفيعة المستوى التي قمت بإنشائها.”
شدت سيينا قبضتيها وبدأت ترتجف بسبب ملاحظاته الاستفزازية. نظرت إلى يوجين، ثم تنهدت بشدة وهزت رأسها.
افترقت شفاه يوجين بلا صوت لأنه لم يستطع التفكير فيما سيقوله ردًا على هذا.
كان التنين الأسود رايزاكيا مشهورًا خلال حياته السابقة، لكن وجوده لا يزال معروفًا حتى في يومنا هذا. في الواقع، لا يزال معروفًا كواحدٍ من دوقات هيلموث الثلاثة.
“ماذا تقصدين بحق الجحيم؟”
بعد أن تنفس تنهد أخيرًا بتفاجئ، بالكاد تمكن من إخراج الكلمات، “هل تقولين أنك خدعتهم؟”
لم يعرف يوجين يقينًا ما تسبب في الكثير من الفرح لسيينا، حيث استمرت في الضحك. لم يتوقف الأمر فقط مع تعبيرها البهيج، حيث لا تزال تومئ بفخر وهي تضحك. شعر يوجين أن موقفها بدا مزعجًا بعض الشيء.
“مرحبا الآن، هذا كثير جدًا. لم أخدعهم حقًا، إنها أشبه بكذبة بيضاء. على أي حال، إنها حقيقة أنني أعطيتهم كتابًا سحريًا مليئًا بالتعاويذ القوية والفريدة من نوعها. لقد صنعت كل التعويذات بنفسي، وحتى إنني جمعتها في كتاب سحري، لذلك أليس الأمر متروكا لي أن أسميها بأي عنوان أحبه؟” ابتسمت سيينا بتعبير مذنب وحاولت التصرف وكأن يديها نظيفتان وأنها لم تفعل أي شيء خاطئ.”حسنًا….سوء الفهم هذا كله لأنني لم أعرف أنني سأنتهي في عزلة هكذا. لقد فكرت في التراجع قبل وقت قصير من كل ما حدث، ولكن من الناحية الفنية، هذا خطأ أكثر من كونه خداعًا متعمدًا.”
“…لكنني سمعت أن سحرة آروث قاموا بالفعل بتفكيك مير من أجل محاولة معرفة الحقيقة حول الثلثين الأخيرين من مكر الساحرة وملجأك الخفي.”
مع انحناء رأسها هكذا، كل ما يمكن أن يراه يوجين هو أعلى رأس سيينا وشعرها الأرجواني المتموج. ذكره هذا المشهد بمير مرة أخرى في آكرون ومد يوجين دون وعي يده وربت على رأس سيينا.
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
“فعلوا ماذا؟! أبناء الكلبات الجاحدين هؤلاء! على الرغم من أنني ساهمت كثيرًا في تاريخ السحر، لمجرد أنني دخلت في عزلة، يجرؤون على تعذيب خادمتي؟!” ارتفعت حواجب سيينا بغضب. قفزت من مقعدها وركلت يوجين.
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
لم يؤلمه ذلك حقا. ومع ذلك، لم يستطع يوجين أن يفهم سبب ركلهِ فجأة. لماذا ضربته عندما لم يفعل أي شيء؟
“أوي، ما الأمر مع هذا؟” طالب يوجين.
“لماذا ضربتني فقط؟” سأل يوجين على الفور.
لم يؤلمه ذلك حقا. ومع ذلك، لم يستطع يوجين أن يفهم سبب ركلهِ فجأة. لماذا ضربته عندما لم يفعل أي شيء؟
أعطت سيينا سببها، “لأنه لا يوجد شيء آخر هنا بصرف النظر عني وأنت!”
شعر يوجين أيضا بنفس الشعور بالخيانة. على الرغم من أنه قد أعطى الكثير من التفكير في الانضمام إلى سحرة البلاط، فقط لأنه وُعِدَ بالوصول إلى الأجزاء الأخيرة من مكر الساحرة….فقط لتقول له أن الأجزاء الأخرى ليست موجودة من الأساس؟
“وما دخل هذا بضربي—؟” سأل يوجين قبل أن تتم مقاطعته.
“ماذا تقولين فقط؟” سأل يوجين بإنزعاج.
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
“لا تكن عنيدًا هكذا! إذا تمكنتُ من العودة إلى آروث في المستقبل، فلن أتوقف عند ركلهم فحسب، بل سأقلب المكان بأكمله رأسًا على عقب! تلك العائلة الملكية الغبية. هؤلاء السحرة الحمقى! على الرغم من مرور مائتي عام منذ اختفائي، إلا أنهم ما زالوا محاصرين في الوهم بأن هناك جزءًا آخرًا من مكر الساحرة!” غير قادرة على احتواء غضبها، ضربت سيينا الأرض بقدميها وهي تصرخ.
“…حسنًا، شيء من هذا القبيل.” قال يوجين.
قاطعته سيينا “لم أمُت.”
شعر يوجين أيضا بنفس الشعور بالخيانة. على الرغم من أنه قد أعطى الكثير من التفكير في الانضمام إلى سحرة البلاط، فقط لأنه وُعِدَ بالوصول إلى الأجزاء الأخيرة من مكر الساحرة….فقط لتقول له أن الأجزاء الأخرى ليست موجودة من الأساس؟
التنين الأسود رايزاكيا هو وحش. حتى قبل سقوطه، كان واحدًا من أقوى التنانين الأصغر سنا، ولكن بعد أن قتل سيده وإلتهم قلب سيد التنانين، أصبح وحشًا أكثر رعبًا.
تحولت سيينا إلى يوجين. “أنتَ أيضًا أحمق، هامل!”
دافع يوجين عن نفسه: “أنا لست الأحمق، هذا مولون.”
“هذا صحيح، أنت مجرد وغد !” وافقت سيينا. ” يجب أن تكون قد رأيت مكر الساحرة أيضًا، صحيح؟ استنادا إلى الصفات وما أحسسته بطاقتك السحرية، يبدو أنك قد تمكنت من تحقيق فهم طفيف عن بحثي في مكر الساحرة. ولكن على الرغم من ذلك، تعتقد في الواقع أنه سيكون هناك أجزاء أخرى؟!”
“لا تقل شيئًا سخيفًا جدًا، هامل. لقد شربت بالفعل كل الماء الحلو وتعلمت كل ما تستطيع، فلماذا تجادل في هذه المرحلة؟ كيف يمكن للشخص أن يكون وقحًا جدًا هكذا؟”
“…بالطبع لم أصدق ذلك.” كذب يوجين بشكل غير مقنع.
“تلك الحكاية الخيالية.” هدر يوجين.
كشفته سيينا على الفور. “لا تكذب علي.”
“كما لو إن هذا سيحدث.” شخر يوجين.
“حسنا، لو نظرنا حقًا إلى الأمر، أليس كل شيء خطأك؟ لماذا توصلت إلى مثل هذه الكذبة التي انتهى بها الأمر إلى إضاعة وقت الكثير من الناس؟ ماذا؟ تريدين أن نسميها كذبة بيضاء؟ تريدين العودة إلى آروث وقلبها رأسا على عقب؟ قبل أن تفعلي ذلك، تحتاجين للجلوس على ركبتيك والاعتذار لمير. بسبب كذبتك، تسببتِ في الكثير من المتاعب لمير.” قلب يوجين الطاولة على سيينا.
افترقت شفاه يوجين بلا صوت لأنه لم يستطع التفكير فيما سيقوله ردًا على هذا.
“…بالطبع سأعتذر لها.” اعترفت سيينا بعبوس وهي تجلس إلى أسفل. “….لذلك على أي حال، مكر الساحرة، كيف هي؟”
“…ما نوع رد الفعل الذي تتوقعينه مني؟” سأل يوجين بتردد.
“ماذا تقصدين، بماذا عليكِ أن تفعلي؟” سخر يوجين. “لماذا تخافين من شيء لم يحدث حتى—”
“رأيك الصادق فقط. أنا أنتظر بفارغ الصبر إعجابك ورهبتك بأعظم عمل عبقري في تاريخ السحر، الذي لم يسبق له مثيل ولن يُرى أبدًا في الماضي والحاضر والمستقبل.” تفاخرت سيينا.
وافقها يوجين: “أوه، حسنا، بدا سِحرُكِ أنيقًا جدًا.”
“لن أفعل. بعد أن مُتُّ مرة واحدة، حتى أنني أكره تكرار التجربة.” قال يوجين بابتسامة: “…آه، هذا صحيح.”
“…حسنًا هذا صحيح.” اعترف يوجين. “كل هذا لأنك أخذت الجزئان الأخيران من مكر الساحرة معك.”
“هذا فقط؟”
“…أنا فقط….أشعر أننا ربما تركناك تشعر بالوحدة الشديدة.” قالت سيينا بأسف.
“…أنيق حقًا….؟”
“أنت حقا لا يمكن أن تكون صادقًا، هل تستطيع؟” في مرحلة ما، توقفت سيينا عن العبوس وبدأت تبتسم الآن مرة أخرى. “مم، أعتقد أنه أنيق جدًا. المبدأ الأساسي لمكر الساحرة هو الثقب الأبدي. مكر الساحرة التي تركتها في آكرون مجرد كتاب يهدف إلى توجيه هؤلاء الحمقى لفهم الثقب الأبدي.”
“أوي، ما الأمر مع هذا؟” طالب يوجين.
“حسنًا. أعلم بالفعل أنك عبقري، لذا توقف عن تغيير الموضوع وأجيبي عن أسئلتي.” قال يوجين وهو ينظر إلى سيينا دون أي آثار للتسلية.
“…حسنًا، أنا فقط أقول.” تراجع يوجين بعد بعض التفكير.
توقفت سيينا أيضًا عن الابتسام.
“رايزاكيا، إبن الأفعى ذاك، كيف من المفترض بي أن أجده؟” سأل يوجين مرة أخرى.
“…لقد قلت بالفعل أنه من المستحيل بالنسبة لك هزيمته كما أنت الآن.” تمتمت سيينا.
كشفته سيينا على الفور. “لا تكذب علي.”
تنهدت سيينا. “…مير. إذن فقد قابلت تلك الطفلة أيضا.”
“هل تعتقدين أنني أسأل لأنني لا أعرف ذلك؟ حتى في حياتي الماضية، لم يكن ذلك الوغد شخصًا سأكون واثقًا من هزيمته بمفردي.” قال يوجين.
“…لكنني سمعت أن سحرة آروث قاموا بالفعل بتفكيك مير من أجل محاولة معرفة الحقيقة حول الثلثين الأخيرين من مكر الساحرة وملجأك الخفي.”
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
التنين الأسود رايزاكيا هو وحش. حتى قبل سقوطه، كان واحدًا من أقوى التنانين الأصغر سنا، ولكن بعد أن قتل سيده وإلتهم قلب سيد التنانين، أصبح وحشًا أكثر رعبًا.
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
الفصل 107: سيينا (4)
“سيينا، هل أنتِ قلقة علي الآن؟” سألها يوجين.
“بحق الجحيم، كأنها ستفعل.” لعنت سيينا بعبوس وهي تدفع يد يوجين بعيدا عنها. “من المستحيل أن يترك أولئك السحرة القدامى مير في سلام. لا بد أنها مرت بالكثير بعد اختفائي.”
“هذا صحيح، أنت مجرد وغد !” وافقت سيينا. ” يجب أن تكون قد رأيت مكر الساحرة أيضًا، صحيح؟ استنادا إلى الصفات وما أحسسته بطاقتك السحرية، يبدو أنك قد تمكنت من تحقيق فهم طفيف عن بحثي في مكر الساحرة. ولكن على الرغم من ذلك، تعتقد في الواقع أنه سيكون هناك أجزاء أخرى؟!”
“….لا.” كذبت سيينا بشكل غير مقنع.
“هذا صحيح، أنت مجرد وغد !” وافقت سيينا. ” يجب أن تكون قد رأيت مكر الساحرة أيضًا، صحيح؟ استنادا إلى الصفات وما أحسسته بطاقتك السحرية، يبدو أنك قد تمكنت من تحقيق فهم طفيف عن بحثي في مكر الساحرة. ولكن على الرغم من ذلك، تعتقد في الواقع أنه سيكون هناك أجزاء أخرى؟!”
“بالطبع لا. من سيكون بهذا الغباء؟ ألن يكون الأمر مضحكًا، أن تكوني أنتِ التي كادت أن تموت وهي مختومة الآن، قلقة جدًا علي، أنا الذي هو على قيد الحياة وبصحة جيدة؟” لاحظ يوجين بسخرية.
“…ماذا لو…” تمتمت سيينا مع تجنب نظرته. “…من أجلي، ذهبت للبحث عن رايزاكيا، وعندما تجده أخيرًا….يقتلك؟ في هذه الحالة، ماذا علي أن أفعل؟”
“ماذا تقصدين، بماذا عليكِ أن تفعلي؟” سخر يوجين. “لماذا تخافين من شيء لم يحدث حتى—”
“أنتَ لا تعرف.” قالت سيينا بضحكة هادئة. “أنت….أنت لا تعرف أي شيء. هامل، يستحيل أن تعرف. بعد أن مُت….كيف تعتقد أننا شعرنا؟ هل تعرف نوع العواطف التي أتتني وأنا أمسك القلادة الخاصة بك؟ أي-أي نوع من الأفكار مرت في رأسي وأنا وقفة في قبرك؟”
“أنا أعرف.” قال يوجين وهو يمسك سيينا من كتفيها: “أعرف حقيقة أنك بكيت مثل الطفل بينما أنتِ هناك. أنا أعرف أيضًا كيف أمسكت القلادة بينما أنتِ في آروث.”
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
فوجئت سيينا بصمت.
لقد توقفت عن أرجحة يدي يوجين وتركتها، لكنها ما زالت لم تتوقف عن الابتسام والضحك مع نفسها.
“إذن ماذا تقول؟ هل تحاول الادعاء بأنك لم تتعلم حقًا نظام الدائرة السحرية؟ وهل تقول أنك لم تتعلم أي شيء من مكر الساحرة أيضًا؟” دحض سيينا إنكاره بسخرية. “أنا المعلم، أنت التلميذ. فهمت ذلك؟”
“ولكن هل تعرفين كيف أشعر؟ لا يمكن أن تعرفي. أنت، التي حوصرت هنا بهذا الختم، بالتأكيد لن تعرفي كيف أشعر. قد تعرفينني من حياتي السابقة، ولكن هل لديك أي فكرة عن أنا الحالي.” جادل يوجين.
“….لا.” كذبت سيينا بشكل غير مقنع.
“هل تعتقدين حقًا أنني تعلمت هؤلاء لأنني أردت ذلك؟” جادل يوجين. “بعد أن سمعت عن موتك—”
“…ربما يكون هذا صحيحًا.” اعترفت سيينا بضعف.
(**ملاحظة المترجم الإنجليزي: هذا نوع من الحكاية المرعبة الغريبة. حيث يخبر البالغون الأطفال أن الشعر سينمو على مؤخرتهم وسيتحولون إلى قرود إذا ابتسموا أثناء البكاء، في الغالب من أجل جعلهم يتوقفون عن البكاء.)
“ثم تحتاجين فقط إلى معرفة ذلك بنفسك. ولكن إذا بقيتِ محاصرةً هنا، فلن تتمكني بالتأكيد من تعلم أي شيء عني.” صرح يوجين بثقة. “سيينا ميردين، توقفي عن القلق بشأني بلا جدوى وتخلصي من الوهم بأنني، كشخص تم تجسيده مرة واحدة، سأسمح لنفسي بالهزيمة مرة أخرى.”
“هذا….أممم….كانت مجرد طريقتي الخاصة لتقديم بعض الدعم للعائلة الملكية. كعائلة ملكية لمملكة السحر، ألا يجب أن يمتلكوا على الأقل كتابًا سحريًا يمكن أن يكون بمثابة رمز لجدارة المنصب؟ انها مجموعة من بعض التعاويذ رفيعة المستوى التي قمت بإنشائها.”
رفعت سيينا رأسها لتنظر إليه.
تجعد جبين يوجين وهو يحاول جلب ذكرياته عن رايزاكيا. هل هذا التنين الأسود حقا يستطيع أن يبيض؟
توقفت سيينا أيضًا عن الابتسام.
تابع يوجين، “لقد أتيتِ لتجديني، وذهبت أيضًا للبحث عنك. أنا آسف، لكن لا يمكنني البقاء بعيدًا عن هذا. سأحررك من هذا المكان بطريقة ما. سأتأكد من أنك ستكونين حرة في الوقوف بمفردك والخروج من هنا، حتى تتمكني من السفر معي. حتى لو جلست هناك وأنت تتذمرين من أنك لا تريدين الذهاب معي، فسأخرجك من هنا حتى لو توجب علي إجباركِ بالقوة.”
“…لكنني سمعت أن سحرة آروث قاموا بالفعل بتفكيك مير من أجل محاولة معرفة الحقيقة حول الثلثين الأخيرين من مكر الساحرة وملجأك الخفي.”
تذبذبت عيون سيينا بسبب هذه الكلمات. إشتدت قبضة يوجين حول أكتاف سيينا وهو ينظر مباشرة إلى عينيها الخضراوتين المرتجفتين.
“أنا بالفعل أدرك ذلك جيدًا.” لوح يوجين مطمئنًا إياها. “ستأتي التنانين للبحث عني، صحيح؟ لا، ألن يكون ذلك في الواقع أفضل؟ من الأساس، أليست التنين حتى أفضل منك في استخدام السحر؟”
“ليس لديك اعتراضات على ذلك، صحيح؟”
“لا تكن عنيدًا هكذا! إذا تمكنتُ من العودة إلى آروث في المستقبل، فلن أتوقف عند ركلهم فحسب، بل سأقلب المكان بأكمله رأسًا على عقب! تلك العائلة الملكية الغبية. هؤلاء السحرة الحمقى! على الرغم من مرور مائتي عام منذ اختفائي، إلا أنهم ما زالوا محاصرين في الوهم بأن هناك جزءًا آخرًا من مكر الساحرة!” غير قادرة على احتواء غضبها، ضربت سيينا الأرض بقدميها وهي تصرخ.
“…آهاهاها.”
لم يؤلمه ذلك حقا. ومع ذلك، لم يستطع يوجين أن يفهم سبب ركلهِ فجأة. لماذا ضربته عندما لم يفعل أي شيء؟
بعد أن بصق هذا السؤال الأخير، انفجرت سيينا في الضحك.
كافحت سيينا للتوصل إلى عذر، “هذا….أنا فقط….اشتريت ذلك كتذكار.”
“أنت تقول أنني لا أعرف أنت الحالي؟ لا، هذا ليس صحيحا على الإطلاق. أنا أعرفك، هامل. على الرغم من أن تناسخك قد غَيرَّ جسدك، وإستبدل وجهك، وحتى أعطاك اسمًا جديدًا….ما زلت نفس هامل الذي عرفته دائما.”
“بما أن الأمر هكذا، فعليك أيضًا أن تكوني على دراية بمدى جديتي عندما أقول كل هذا.”
“…أمم.” أومأت سيينا بابتسامة حتى عندما تركت بعض الدموع تسقط. “أنت لا تزال أنت. لم يتغير شيء واحد عنك.”
“إذا ابتسمتِ وأنتِ تبكين، سينمو شيء ما على مؤخرتك*.” حذرها يوجين.
“…ماذا لو…” تمتمت سيينا مع تجنب نظرته. “…من أجلي، ذهبت للبحث عن رايزاكيا، وعندما تجده أخيرًا….يقتلك؟ في هذه الحالة، ماذا علي أن أفعل؟”
(**ملاحظة المترجم الإنجليزي: هذا نوع من الحكاية المرعبة الغريبة. حيث يخبر البالغون الأطفال أن الشعر سينمو على مؤخرتهم وسيتحولون إلى قرود إذا ابتسموا أثناء البكاء، في الغالب من أجل جعلهم يتوقفون عن البكاء.)
اتسعت عيناها الخضراء إلى دوائر وهي تنظر إلى يوجين. بعد فحصه بهذه الطريقة لبضع لحظات، قامت بإمالة رأسها من جانب إلى آخر عدة مرات.
“…حسنًا، أنا فقط أقول.” تراجع يوجين بعد بعض التفكير.
شخرت سيينا. “كمية الهراء الذي تقوله لم تتغير أيضا.”
“على أي حال، أسرعي وأخبريني كيف أجد رايزاكيا.” أصر يوجين بينما يهز سيينا.
“…ماذا قلت؟”
ضاعت سيينا في التفكير لبضع لحظات. بعد التفكير فيما هل يجب عليها فعل أي شيء حيال ذلك أم لا، هز يوجين سيينا بلطف من كتفيها مرة أخرى.
“….العصاة خاصتي لا تزال محفوظة في آكرون؟” سألت سيينا في النهاية.
“آكاشا؟ لا تزال هناك.” أكد يوجين. “لقد تم تخزينها بأمان جنبًا إلى جنب مع مكر الساحرة.”
كافحت سيينا للتوصل إلى عذر، “هذا….أنا فقط….اشتريت ذلك كتذكار.”
“حسنا، بالطبع سيكون الأمر هكذا.” قالت سيينا ببعض الراحة: “بقدر ما قد يكون سحرة آروث حمقى، لكنهم لن ينحنوا إلى مستوى محاولة التدخل في إرادة آكاشا.”
شدت سيينا قبضتيها وبدأت ترتجف بسبب ملاحظاته الاستفزازية. نظرت إلى يوجين، ثم تنهدت بشدة وهزت رأسها.
ضاعت سيينا في التفكير لبضع لحظات. بعد التفكير فيما هل يجب عليها فعل أي شيء حيال ذلك أم لا، هز يوجين سيينا بلطف من كتفيها مرة أخرى.
تجعد جبين يوجين وهو يحاول جلب ذكرياته عن رايزاكيا. هل هذا التنين الأسود حقا يستطيع أن يبيض؟
“فقط اتركني وشأني لمدة دقيقة، يا ابن العاهرة.” في النهاية، لم تتمكن سيينا من تحمله وصفعت يوجين على خده وهي تلعنه.
“هل هذا يعني أنني سأكون قادرًا على العثور على رايزاكيا بمجرد أن تكون آكاشا لدي؟” سأل يوجين.
مثل آخر مرة ركلته فيها، لم تؤذي صفعتها كثيرًا.
لم يعرف يوجين يقينًا ما تسبب في الكثير من الفرح لسيينا، حيث استمرت في الضحك. لم يتوقف الأمر فقط مع تعبيرها البهيج، حيث لا تزال تومئ بفخر وهي تضحك. شعر يوجين أن موقفها بدا مزعجًا بعض الشيء.
“كان ذلك في حياتي الماضية فقط.” سرعان ما قال يوجين عذرا وهو يحول بصره بشكل محرج جانبا. “…بعد كل شيء، مرت ثلاثمائة سنة. ووجدت نفسي لوحدي بعد أن تجسدت ولم أعرف حتى ما هل أنتم جميعا أحياء أم أموات. وبما أنه لا يزال هناك ملكا شياطين متبقيان….حسنا، لقد اعتقدت أنه ليس لدي خيار سوى تعلم السحر.”
“….سأعلمك تقنية تحرير ختم آكاشا.” قالت سيينا بمجرد أن أنهت تأملها.
لم يؤلمه ذلك حقا. ومع ذلك، لم يستطع يوجين أن يفهم سبب ركلهِ فجأة. لماذا ضربته عندما لم يفعل أي شيء؟
“لا تكن عنيدًا هكذا! إذا تمكنتُ من العودة إلى آروث في المستقبل، فلن أتوقف عند ركلهم فحسب، بل سأقلب المكان بأكمله رأسًا على عقب! تلك العائلة الملكية الغبية. هؤلاء السحرة الحمقى! على الرغم من مرور مائتي عام منذ اختفائي، إلا أنهم ما زالوا محاصرين في الوهم بأن هناك جزءًا آخرًا من مكر الساحرة!” غير قادرة على احتواء غضبها، ضربت سيينا الأرض بقدميها وهي تصرخ.
“هل هذا يعني أنني سأكون قادرًا على العثور على رايزاكيا بمجرد أن تكون آكاشا لدي؟” سأل يوجين.
“من المستحيل أن يستمر هؤلاء الأوغاد الشيطانيون في هيلموث في احترام وضع رايزاكيا لو لم يكن موجودًا. لذا هو على الأرجح…..إما استنساخ رايزاكيا أو إنه قد باض بيضة.”
بعد قول هذا، لم تنتظر سيينا أن يزيل يوجين يديه. أمسكت يديه بنفسها ودفعتهما بعيدا عن طريقها.
“….لن يكون الأمر سهلا.” نصحته سيينا. “السبب وراء وقوع رايزاكيا في صدع الأبعاد هو جزئيًا بسبب أفعاله وجزئيًا لأنني ارتكبت خطًأ بسبب عدم كوني في حالة جيدة. وحتى مع ذلك، هامل، لو إمتلكت آكاشا معك وكنت في مكان قريب، يجب أن تستطيع الشعور بالفتحة على الصدع الأبعاد حيث يحاصر رايزاكيا.”
“هل تعتقد حقًا أن تلك السحالي الفخورة بشكل مفرط ستحقق رغباتك بكل لطف ومحبة؟ من المحتمل أن ينفثوا أنفاسهم فقط على اللقيط الذي كسر عمدًا العصاة التي ساعدت قبيلتهم في خلقها كهدية. ولكن إذا رغبت في إختبار هذه النظرية، إذن لا تتردد.” تحدته سيينا.
لم تستطع سيينا حتى أن تكون متأكدة من ذلك. في الوقت الحالي، كل ما يمكن أن تكون متأكدةً منه هو أن رايزاكيا يجب أن يكون محاصرًا في مكان ما داخل صدع الأبعاد. إذا تم نفيه إلى بعد آخر أو مات، لما تمكنت لعنته من الاستمرار لمئات السنين كما هي الآن.
“من المستحيل أن يستمر هؤلاء الأوغاد الشيطانيون في هيلموث في احترام وضع رايزاكيا لو لم يكن موجودًا. لذا هو على الأرجح…..إما استنساخ رايزاكيا أو إنه قد باض بيضة.”
تنهد يوجين: “هذا يعني أنني سأحتاج إلى البحث في القارة بأكملها.”
“هامل، أنت….يبدو أنك قد تعلمت بعض السحر؟” بإبتسامة عريضة تنتشر على وجه سيينا. لا تزال متمسكة بأيدي يوجين، أرجحتهما مع يديها بشكل طفولي وهي تضحك مع نفسها. “إنه ليس مجرد بعض السحر أيضًا! لقد تعلمت السحر الذي خلقتهُ أنا. أليس هذا صحيحًا؟”
“…نعم.” اعترف يوجين في النهاية.
“…إذا لم تُرِد ذلك، فلا تفعل.” عبست سيينا.
توقفت سيينا أيضًا عن الابتسام.
“أنتِ الشخص الذي زحف تجاهي في المقام الأول، فلماذا ترمين هذا علي الآن؟” إحتجَّ يوجين.
“متى قلت أنني لا أريد؟ سيكون الأمر كأكل قطعة كعك. الى جانب ذلك، هذا يعني أنني سأستخدم عصاك الرائعة أيضًا.” قال يوجين بشكل متعجرف.
سيكون من المستحيل على يوجين تحقيق هدفه فقط بالقدرة التي ورثها من حياته السابقة بإسم هامل. ليس الأمر فقط موضوع إحتمال، بل إن الأمر صعب بشكل لا يقاس. لحسن الحظ، الجسد الذي تم تجسيده فيه متفوق بشكل كبير على جسد هامل لدرجة أنه لا يمكن حتى مقارنة الاثنين. علاوة على ذلك، حتى بعد التناسخ، لا يزال يحتفظ بكل موهبة حياته السابقة.
“…أنا أقول هذا فقط للتأكيد، ولكن إذا تحسنت حالتي حقًا في وقت لاحق، أنا بالتأكيد سآخذ آكاشا مرةً أخرى منك. أيضًا، إذا تجاوزت الحدود بتحطيم قلب التنين الموضوع في آكاشا….” سكتت سيينا.
“هل تبحثين عن الضرب؟” هددها يوجين. “إذن أنا فقط لا أحتاج إلى استخدام السحر لبقية حياتي، الآن هل أحتاج؟ بهذه الطريقة لن أناديك بالمعلمة.”
“أنتَ لا تعرف.” قالت سيينا بضحكة هادئة. “أنت….أنت لا تعرف أي شيء. هامل، يستحيل أن تعرف. بعد أن مُت….كيف تعتقد أننا شعرنا؟ هل تعرف نوع العواطف التي أتتني وأنا أمسك القلادة الخاصة بك؟ أي-أي نوع من الأفكار مرت في رأسي وأنا وقفة في قبرك؟”
“أنا بالفعل أدرك ذلك جيدًا.” لوح يوجين مطمئنًا إياها. “ستأتي التنانين للبحث عني، صحيح؟ لا، ألن يكون ذلك في الواقع أفضل؟ من الأساس، أليست التنين حتى أفضل منك في استخدام السحر؟”
“…ما نوع رد الفعل الذي تتوقعينه مني؟” سأل يوجين بتردد.
“هل تعتقد حقًا أن تلك السحالي الفخورة بشكل مفرط ستحقق رغباتك بكل لطف ومحبة؟ من المحتمل أن ينفثوا أنفاسهم فقط على اللقيط الذي كسر عمدًا العصاة التي ساعدت قبيلتهم في خلقها كهدية. ولكن إذا رغبت في إختبار هذه النظرية، إذن لا تتردد.” تحدته سيينا.
“….لن يكون الأمر سهلا.” نصحته سيينا. “السبب وراء وقوع رايزاكيا في صدع الأبعاد هو جزئيًا بسبب أفعاله وجزئيًا لأنني ارتكبت خطًأ بسبب عدم كوني في حالة جيدة. وحتى مع ذلك، هامل، لو إمتلكت آكاشا معك وكنت في مكان قريب، يجب أن تستطيع الشعور بالفتحة على الصدع الأبعاد حيث يحاصر رايزاكيا.”
مع الطريقة التي يجلسون بها، المسافة بينهما قريبةٌ جدا. بدا أن سيينا أدركت ذلك فجأة. سعلت بصوت منخفض، نقرت على إحدى ركبتي يوجين وقالت، “…أنت قريب جدا. يجب عليك التراجع قليلا.”
أجاب يوجين بعد أن ضاع في التفكير لبضع لحظات: “حسنًا، إذا لم ينجح أي شيء آخر، فيمكنني تجربة هذا.”
“…ولكن قيل لي أن عائلة آروث الملكية لديها نسخة من المجلدين الأخيرين من مكر الساحرة؟”
“هل هذا حقا الوقت والمكان لمثل هذا الهراء؟ على الرغم من أنك يجب أن تعرفي أنك تركت الطبعة الأولى من الحكاية الخيالية في آكرون.” ضغط عليها يوجين.
كان التنين الأسود رايزاكيا مشهورًا خلال حياته السابقة، لكن وجوده لا يزال معروفًا حتى في يومنا هذا. في الواقع، لا يزال معروفًا كواحدٍ من دوقات هيلموث الثلاثة.
بعد أن حصل على وينِد، لا يزال لديه رغبة في الحصول على واحد آخر من الأسلحة العديدة التي استخدمها فيرموث.
لقد مرت مائتي عام منذ أن نفت سيينا رايزاكيا إلى صدع الأبعاد، لكن رايزاكيا ما زال يحتفظ بطريقة ما بوجود نشط في هيلموث.
“لا تكن عنيدًا هكذا! إذا تمكنتُ من العودة إلى آروث في المستقبل، فلن أتوقف عند ركلهم فحسب، بل سأقلب المكان بأكمله رأسًا على عقب! تلك العائلة الملكية الغبية. هؤلاء السحرة الحمقى! على الرغم من مرور مائتي عام منذ اختفائي، إلا أنهم ما زالوا محاصرين في الوهم بأن هناك جزءًا آخرًا من مكر الساحرة!” غير قادرة على احتواء غضبها، ضربت سيينا الأرض بقدميها وهي تصرخ.
“بالطبع لا. من سيكون بهذا الغباء؟ ألن يكون الأمر مضحكًا، أن تكوني أنتِ التي كادت أن تموت وهي مختومة الآن، قلقة جدًا علي، أنا الذي هو على قيد الحياة وبصحة جيدة؟” لاحظ يوجين بسخرية.
“…لما أن هذا هو الحال حقا، فهذا يعني أن رايزاكيا في هيلموث يجب أن يكون مزيفًا.” قالت سيينا، وعيناها تضيق في الشك بعد أن نقل يوجين هذه المعلومات. “يجب أن يكون رايزاكيا نفسه هو الذي غزا هذا المجال. إذا فشلت محاولة إبعاده تمامًا، لَـتمكن من تكرار تدخله مرة أخرى.”
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
“قلت إنني لم أكتبها!” صرخت سيينا بصوت عالٍ بينما وجهها أحمر اللون.
“…أنا فقط….أشعر أننا ربما تركناك تشعر بالوحدة الشديدة.” قالت سيينا بأسف.
“من المستحيل أن يستمر هؤلاء الأوغاد الشيطانيون في هيلموث في احترام وضع رايزاكيا لو لم يكن موجودًا. لذا هو على الأرجح…..إما استنساخ رايزاكيا أو إنه قد باض بيضة.”
“ما الذي تعتذرين بسببه؟” سأل يوجين.
“…باض بيضة؟” كرر يوجين بتساؤل.
كشفته سيينا على الفور. “لا تكذب علي.”
تجعد جبين يوجين وهو يحاول جلب ذكرياته عن رايزاكيا. هل هذا التنين الأسود حقا يستطيع أن يبيض؟
“لماذا ضربتني فقط؟” سأل يوجين على الفور.
“لست متأكدةً من ذلك أيضا. كيف لي أن أعرف هل إبن الأفعى ذاك يبيض أم لا؟ ومع ذلك، لا يهم أي منهما هو السبب، هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئا بالنسبة لك—” توقفت سيينا فجأة عن التحدث وغطت فمها.
“ولكن هل تعرفين كيف أشعر؟ لا يمكن أن تعرفي. أنت، التي حوصرت هنا بهذا الختم، بالتأكيد لن تعرفي كيف أشعر. قد تعرفينني من حياتي السابقة، ولكن هل لديك أي فكرة عن أنا الحالي.” جادل يوجين.
“حسنا، بالطبع سيكون الأمر هكذا.” قالت سيينا ببعض الراحة: “بقدر ما قد يكون سحرة آروث حمقى، لكنهم لن ينحنوا إلى مستوى محاولة التدخل في إرادة آكاشا.”
ابتسم يوجين ابتسامة عريضة على هذا المنظر وضرب ساق سيينا برفق. “ماذا مع هذا الصمت المفاجئ؟ أنتِ على حق، هذا ليس أمرًا سيئا بالنسبة لنا. سواء هل هو استنساخ رايزاكيا أو إبنه، في كلتا الحالتين يجب أن يكون لديه نوع من الاتصال برايزاكيا. إذا تمكنت بطريقة ما من وضع يدي عليه، فقد نتمكن من العثور على الإحداثيات التي رُميَّ إليها رايزاكيا.”
“لماذا لا تنطلق وتقول أي شيء آخر؟” تحدته سيينا. “لأنني حقا سوف أقتلك.”
“…لا تفعل أي شيء لا داعي له، هامل.” حذرته سيينا.
“…ما نوع رد الفعل الذي تتوقعينه مني؟” سأل يوجين بتردد.
“لن أفعل. بعد أن مُتُّ مرة واحدة، حتى أنني أكره تكرار التجربة.” قال يوجين بابتسامة: “…آه، هذا صحيح.”
لقد توقفت عن أرجحة يدي يوجين وتركتها، لكنها ما زالت لم تتوقف عن الابتسام والضحك مع نفسها.
بينما لا يزال يبتسم، ظهر شيء ما فجأة في رأسه. قام يوجين على الفور بمسح الابتسامة من وجهه ونظر إلى سيينا.
“…..هناك فرق كبير، لكن….لا….أليس هو نفسه؟” تمتمت سيينا لنفسها.
“لماذا تقولُ تلك الفتاة مثل هذه الأكاذيب سخيفة؟ منذ أن تم إهمال صيانتها لمئات السنين، هل يمكن أن يكون شيء ما فيه قد إنهار….؟” واصلت سيينا التصرف ببراءة.
“أوي، ما الأمر مع هذا؟” طالب يوجين.
“ولكن لو إن هذا هو رايزاكيا الحقيقي، هل هذا يعني أن شخصًا آخر يتظاهر بأنه رايزاكيا؟” أشار يوجين.
كان التنين الأسود رايزاكيا مشهورًا خلال حياته السابقة، لكن وجوده لا يزال معروفًا حتى في يومنا هذا. في الواقع، لا يزال معروفًا كواحدٍ من دوقات هيلموث الثلاثة.
فوجئت سيينا. “ماذا تقول فجأة؟”
“…لا تفعل أي شيء لا داعي له، هامل.” حذرته سيينا.
“تلك الحكاية الخيالية.” هدر يوجين.
“…متى زحفت بقربك؟” نفت سيينا بإحراج.
تصلب تعبير سيينا.
أو على الأقل هذا ما قاله يوجين لنفسه.
من خلال أسنانه التي تطحن ببعضها، هسهس يوجين. “هامل الغبي.”
لعدة سنوات، حبس نفسه في آكرون وأغرق نفسه في تعلم سحر سيينا.
“…اممم….” حاولت سيينا أن تأتي بشيء لتقوله.
توقفت سيينا أيضًا عن الابتسام.
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
عرفت سيينا هامل جيدًا.
تلعثمت سيينا، “أ-أنا لا أعرف. أنا فقط إعتقدت أنها مثيرة للاهتمام. عندما رأيتها لأول مرة أ-آه!—لـ-لا، أنا لم أقرأها أبدًا، لذا….”
“…إذا لم تُرِد ذلك، فلا تفعل.” عبست سيينا.
“هل هذا حقا الوقت والمكان لمثل هذا الهراء؟ على الرغم من أنك يجب أن تعرفي أنك تركت الطبعة الأولى من الحكاية الخيالية في آكرون.” ضغط عليها يوجين.
مع الطريقة التي يجلسون بها، المسافة بينهما قريبةٌ جدا. بدا أن سيينا أدركت ذلك فجأة. سعلت بصوت منخفض، نقرت على إحدى ركبتي يوجين وقالت، “…أنت قريب جدا. يجب عليك التراجع قليلا.”
كافحت سيينا للتوصل إلى عذر، “هذا….أنا فقط….اشتريت ذلك كتذكار.”
“…حسنًا هذا صحيح.” اعترف يوجين. “كل هذا لأنك أخذت الجزئان الأخيران من مكر الساحرة معك.”
“لقد أخبرتك بالفعل ألَّا تتفوهي بالهراء.” رفض يوجين هذا الإدعاء بسهولة. “سمعت من مير أنك قد قرأتِ تلك الحكاية مئات المرات، أليس كذلك؟”
استجوبها يوجين. “من كتبها؟”
“لماذا تقولُ تلك الفتاة مثل هذه الأكاذيب سخيفة؟ منذ أن تم إهمال صيانتها لمئات السنين، هل يمكن أن يكون شيء ما فيه قد إنهار….؟” واصلت سيينا التصرف ببراءة.
“كانت محتويات الطبعة الأولى شيئًا رائعًا.” قال يوجين بإثارة: “سيينا الجميلة، اللطيفة، العزيزة والمحبوبة.”
“هل تعتقدين حقًا أنني تعلمت هؤلاء لأنني أردت ذلك؟” جادل يوجين. “بعد أن سمعت عن موتك—”
“أ-ألم يكن هناك أي شيء بي محبوبًا أو لطيفًا….أعتقد؟” جادلت سيينا بتردد وهي تحاول يائسة تتبع ذاكرتها.
“أووه، نعم. إمضي قدمًا وقولي أنك شخص حديث الولادة. هل تريدين مني أن أهديكِ مصاصةً كذلك؟ سأحملك على ظهري وحتى أنني سأربت على ظهرك حتى تنامي.” عرض يوجين.
“…لكنني سمعت أن سحرة آروث قاموا بالفعل بتفكيك مير من أجل محاولة معرفة الحقيقة حول الثلثين الأخيرين من مكر الساحرة وملجأك الخفي.”
“على أي حال، هناك بالتأكيد عدة مرات حيث تم مناداتك بالجميلة واللطيفة. لكن هل أنتِ مجنونة؟ كيف يمكن أن تكتبي شيئًا كهذا بيدك؟” استجوبها يوجين.
مع الطريقة التي يجلسون بها، المسافة بينهما قريبةٌ جدا. بدا أن سيينا أدركت ذلك فجأة. سعلت بصوت منخفض، نقرت على إحدى ركبتي يوجين وقالت، “…أنت قريب جدا. يجب عليك التراجع قليلا.”
“ما الذي تتحدث عنه! لماذا أكتب شيئا كهذا؟ لـ-لم يكن أنا.” نفت سيينا بشكل غير مقنع.
“آه…..اممم.”
“لماذا تقولُ تلك الفتاة مثل هذه الأكاذيب سخيفة؟ منذ أن تم إهمال صيانتها لمئات السنين، هل يمكن أن يكون شيء ما فيه قد إنهار….؟” واصلت سيينا التصرف ببراءة.
“ثم هل هي انيسيه؟”
“آه…..اممم.”
“أنت حقًا تتشبثين بمثل هذا الهراء حتى النهاية. ألا تعتقدان أنكما قد تجاوزتما الحدود؟ أنت وانيسيه لطيفتان، جميلتان، عزيزتان، محبوبتان وغيره من هذا الهراء، هاه؟ ولكن لماذا مولون أحمق وأنا إبن العاهرة؟” هدر يوجين بوجه مبتسم.
“وما دخل هذا بضربي—؟” سأل يوجين قبل أن تتم مقاطعته.
توقفت سيينا أيضًا عن الابتسام.
“قلت إنني لم أكتبها!” صرخت سيينا بصوت عالٍ بينما وجهها أحمر اللون.
هناك، تعلم صيغة اللهب الأبيض الخاصة بفيرموث، والتي ظل يحسده عليها سرا دائما.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
