نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 27.1

آروث (2)

آروث (2)

الفصل 27.1: آروث (2)

“هذا…”، تأخرَ يوجين في الرد.

على الرُغمِ من أن يوجين قد ذهبَ للعثور على غيلياد على الفور، إلا أنهُ لم يستطِع الدخولَ مُباشرةً إلى مكتبِ غيلياد. بينما هو يتبادلُ التحياتَ مع خدمِ العائلةِ الرئيسيين، أرسلَ طلبًا لِلقاء غيلياد. لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى وصلَ رئيسُ الخدمِ ليُرافِقَ يوجين شخصيًا إلى مكتبِ غيلياد.

هذهِ سرعةٌ غيرُ مسبوقةٍ في التقدم….ليس الأمر كما لو أن هذهِ هي المرةُ الأولى التي يتركُ فيها هذا الطِفلُ الوحشي بصمتَهُ على تاريخِ السُلالةِ المُباشِرة، ‘لكن….’ أعطى سيان تنهيدةً ثقيلةً عندما إلتفتَ للتحديقِ في ظهرِ يوجين.

 

على الرُغمِ من أن غيلياد قد توقعَ هذا الرد، إلا أنهُ لم يستطِع إخفاء ردِ فعلِهِ غيرِ المُستقِرِ عِندما ذَكَرَ يوجين مملكةَ آروث السحرية. لو أرادَ المرء أن يتعلمَ السِحر، ثم فإن أفضلَ مكان  للذهابِ إليه هو مملكة آروث بالتأكيد. ولولا ما إختبرهُ إبنهُ الأكبر، إيوارد، في آروث، لما شعرَ غيلياد بأي إنزعاجٍ من هذهِ الكِلمات.

“يجبُ أن تُفكِرَ في الأمرِ قبل إتخاذِ القرار”، حاول سيان إقناع يوجين.

“…” بقيَّ غيلياد صامِتًا.

 

دون أي تردُد، إعترفَ يوجين، ” أريدُ أن أتعلمَ السِحر.”

قال يوجين: “لقد فكرتُ بالفعلِ في هذا الأمرِ قبلَ إتخاذِ قراري”.

“…هاها” أطلقَ غيلياد ضِحكةً أُخرى. ثم هز رأسه و واصلَ حديثَه، “إرفَع رأسَك. هل تَعتَقُِد حقًا أن هُناكَ أي حاجةٍ لك لتحنيَّ رأسكَ لمُجردِ طلبٍ صغيرٍ كهذا؟”

 

شعرَ غيلياد بالفضولِ بشأنِ نوعِ المُفاجأةِ التي سيجلِبُها لهُ إبنهُ المُتبنى هذهِ المرة.

أخذَّ سيان نفسًا عميقًا وإبتلعَ إحتجاجاتِه. الآن بعد أن فكرَ في الأمر، من السُخفِ أنهُ يحاوِلُ التَمَسُكَ بيوجين ومنعِهِ من المُغادرة. لو وجهَ هذا الوحش إهتمامهُ نحوَ تَعلُمِ السِحر، ألا يعني ذلِكَ أن تدريبهُ في فنون القِتال سيتباطأ؟

 

‘هذا سيكونُ في الواقعِ أفضلَ بالنسبةِ لي’ أدركَ سيان.

 

 

“حتى لو أنني أنا البطريرك، كيف يُمكِنُني صبُّ الماء البارِدِ على الرغبةِ المُحترِقةَ في التَعلُمِ والنمو؟ يوجين، أفهمُ ما تحاوِلُ قولَه. لذا لو أردتَ حقًا تعلُمَ السِحر، ثم…لن يكونَ لديَّ خيارٌ إلا إعطائكَ الإذن.”

على الرُغمِ من أنَّ مُستوى يوجين قد يكونُ مُتقدِمًا على مُستواهِ في الوقتِ الحالي، إلا أنَّ سيان سيرتفِعُ أيضًا إلى النجم الثالِث خلالَ السنواتِ القليلةِ المُقبِلة. لذلِكَ قررَ سيان إعتبارَ رحيلِ يوجين على أنها فُرصة. بالطبع، ليس في نيةِ سيان الرِضا عن مُجردِ الوصولِ إلى النجمِ الثالِث من صيغةِ اللهبِ الأبيض. فقد آمَلَ أن يصِلَ بطريقةٍ ما إلى النجمِ الرابِع بحلولِ الوقتِ الذي يُصبِحُ فيهِ بالِغًا.

“…يوجين، فقط عدني بشيءٍ واحِد” طلبَ غيلياد.

 

ومع ذلِك، فإن مِثلَ هذهِ الأفكار ملأتْ فم سيان بطعمٍ مُر. يوجين وسيان كِلاهُما في السابعةِ عشرة من العُمرِ حاليًا، ولكِن اليوم، وصلَ يوجين بالفعلِ إلى النجمِ الثالِث في صيغةِ اللهبِ الأبيض.

‘…ولكِن هل يُمكِنُني حقًا؟’

ومع ذلِك، فإن مِثلَ هذهِ الأفكار ملأتْ فم سيان بطعمٍ مُر. يوجين وسيان كِلاهُما في السابعةِ عشرة من العُمرِ حاليًا، ولكِن اليوم، وصلَ يوجين بالفعلِ إلى النجمِ الثالِث في صيغةِ اللهبِ الأبيض.

فكرَ سيان بصدق، وقد إمتلكَ شكوكهُ بالتأكيد. في تاريخِ عشيرة لايونهارت، لم يتمكَن ولا شخصٌ واحدٌ من الوصولِ إلى النجمِ الرابِع في صيغةِ اللهبِ الأبيض في سن المراهقة. ولا حتى حتى أسلافُ العائلةِ الذينَ صنعوا لأنفُسِهِم إسمًا وكانوا عباقِرة، وحتى غيلياد وجيون، توقفوا جميعًا عِندَ النجمِ الثالِث قبل بلوغهِم.

“…هل أنتَ جاد؟” سأل غيلياد.

 

“هذا…”، تأخرَ يوجين في الرد.

بعبارةٍ أُخرى، مُجردُ القُدرةِ على الوصولِ إلى النجمِ الثالِث في صيغة اللهب الأبيض في هذا العُمر هو كافٍ لمُقارنتِهِ بأسلافهِ العباقِرة.

 

 

 

ومع ذلِك، فإن مِثلَ هذهِ الأفكار ملأتْ فم سيان بطعمٍ مُر. يوجين وسيان كِلاهُما في السابعةِ عشرة من العُمرِ حاليًا، ولكِن اليوم، وصلَ يوجين بالفعلِ إلى النجمِ الثالِث في صيغةِ اللهبِ الأبيض.

“هممم”، همهمَ غيلياد مُفكِرًا.

 

 

هذهِ سرعةٌ غيرُ مسبوقةٍ في التقدم….ليس الأمر كما لو أن هذهِ هي المرةُ الأولى التي يتركُ فيها هذا الطِفلُ الوحشي بصمتَهُ على تاريخِ السُلالةِ المُباشِرة، ‘لكن….’ أعطى سيان تنهيدةً ثقيلةً عندما إلتفتَ للتحديقِ في ظهرِ يوجين.

 

 يوجين حاليًا في إنتظارِ الردِ من الجانبِ الآخر من الباب قبل أن يتمكنَ من دخولِ مكتبِ غيلياد.

 

 

قالَ يوجين دونَ أي تردُد: “سأظلُ قادِرًا على التدريبِ بقوة، حتى أثناء تعلُمي للسحر”.

‘…أنا أيضًا….’

 

أجبرَّ سيان نفسهُ على إبتلاعِ تَنَهُدٍ آخر كاد أن يَسقُطَ من شَفَتيهِ وعادَ للنظرِ إلى الأمامِ مرةً أُخرى. لقد مرتْ أربعُ سنواتٍ مُنذُ أن إنضمَّ يوجين إلى العائلةِ الرئيسية. منذُ ذلِكَ الحين، عانى سيان من هزائمٍ لا حصرَ لها أمام أخيهِ السخيفِ، الذي لم يتَشارك معهُ أي علاقةٍ بالدم.

“…ها…هاهاها!”

 

 

هذهِ الهزائِمُ المُتتاليةُ قد عَلَمَتْ الشابَ سيان درسًا عظيمًا. اليأسُ ليسَ سوى غذاءٍ لمزيدٍ من اليأس. بدلًا من قضاء الوقتِ يائسًا، فبذلُ قطرةٍ واحدةٍ مِنَ العرقِ في محاولةِ التحسُن أكثرُ فائدة.

 

 

دون أي تردُد، إعترفَ يوجين، ” أريدُ أن أتعلمَ السِحر.”

“…تسك…” إنزعَجَ سيان عندما تذكرَ هذهِ الذكرياتِ غيرِ السارة.

‘هذا سيكونُ في الواقعِ أفضلَ بالنسبةِ لي’ أدركَ سيان.

 

 

هذا ليسَ درسًا تمكنَ سيان من تَعلُمِهِ بنفسِه. في طفولتِه، كان اليأسُ بسببِ عدم قُدرتِهِ على هزيمةِ يوجين قد دفعَ سيان للإختباء في غُرفتِهِ والإنحناء تحتَ بطانيته. ومع ذلِك، فتحَ يوجين الباب، وإقتحم غُرفَتَه، وركلَ مؤخِرةَ سيان.

هرعَ غيلياد بخطواتٍ سريعة. وتلبيةً لطلبهِ غيرِ المُعلن، بدأ يوجين في تنشيطِ النجومِ التي تدورُ حولَ قلبِه. وعندما إجتاحت النيرانُ البيضاء جسدَ يوجين، أخذ غيلياد نفسًا عميقًا في دهشة قبل أن ينفجِرَ بالضحِك.

 

 

– هل تَعتقِدُ حقًا أنني سأظلُ العبُ في الأرجاء فقط بينما أنتَ تقومُ بهذا القرف؟

“أودُ أن أطلُبَ بلا خجلٍ الإذنَ للمُغادرة.”

حتى لو إستهلكَ اليأسُ سيان، فإن يوجين سيَستَمِرُ في التدريبِ دون تضييعِ يومٍ واحد. على هذا النحو، فإن الفرقَ بينهُما سيَستَمِرُ في النموِ فقط. 

أخذَّ سيان نفسًا عميقًا وإبتلعَ إحتجاجاتِه. الآن بعد أن فكرَ في الأمر، من السُخفِ أنهُ يحاوِلُ التَمَسُكَ بيوجين ومنعِهِ من المُغادرة. لو وجهَ هذا الوحش إهتمامهُ نحوَ تَعلُمِ السِحر، ألا يعني ذلِكَ أن تدريبهُ في فنون القِتال سيتباطأ؟

 

كم سيكونُ جيدة لو أن إبنهُ البِكرَ يُمكِنُ أن يكونَ هكذا؟ عندما عادتْ الأفكارُ الخطيرةُ إلى رأسهِ مرةً أُخرى، هزَّ غيلياد رأسهُ بسُرعة.

بعد أن ذكرَ سيان نفسهُ بهذا الدرس، تركَ يوجين لشؤونهِ الخاصة وتوجهَ إلى صالة التدريب.

لم يُرِد يوجين أن يتورَطَ مع إيوارد. أرادَ فقط الذهابَ إلى آروث لتَعلُمِ السِحرِ وإتباعِ أي أدلةٍ خلفَتها سيينا.

 

أومأ غيلياد برأسهِ وقال: “طالما يُمكِنُكَ أن تعِدَني بذلِك، فلن أرفعَ إصبعًا، ستكونُ حُرًا في المُغادرة إلى آروث بأيةِ طريقةٍ تُريدُها. لن أُبلِغَ لوفليان حتى. آمُلُ ألا تضطرَ إلى تَجرُبةِ نفس أنواعِ المشاكلِ التي مرَّ إيوارد بها شخصيًا. هل هُناكَ أيُّ شيء آخرَ ترغبُ في طلبِه؟”

“ماذا تفعلُ هُنا في الصباحِ الباكِر؟” إستقبلَ غيلياد يوجين في الغُرفةِ بإبتسامةٍ مُشرِقة على وجهِه.

 

 

“ماذا تفعلُ هُنا في الصباحِ الباكِر؟” إستقبلَ غيلياد يوجين في الغُرفةِ بإبتسامةٍ مُشرِقة على وجهِه.

بدلًا من الدخولِ في الموضوعِ على الفور، إنحنى يوجين أولًا وقال: “لقد جِئتُ لأن لديَّ شيئًا أودُ إبلاغكَ به.”

“همم، هذا بالتأكيدِ يبدو صحيحًا. ومع ذلِك، بما أن السِحرَ هو نِظامٌ مُختلِفٌ تمامًا عما تعلمتهُ حتى الآن…سيكونُ مِنَ المُستحيلِ بالنسبةِ لكَ تحقيقُ أي تقدُمٍ لو تهاونت”، حذرَّ غيلياد يوجين.

“تقرير؟” سألَ غيلياد، ثُمَ أمالَ رأسهُ إلى الجانب ولمعت عيناهُ بفضول.

“…يوجين، فقط عدني بشيءٍ واحِد” طلبَ غيلياد.

 

 

شعرَ غيلياد بالفضولِ بشأنِ نوعِ المُفاجأةِ التي سيجلِبُها لهُ إبنهُ المُتبنى هذهِ المرة.

 

 

 

بينما يجلسُ على الأريكة، بدأ يوجين يتحدث، “هذا الصباح، وصلتُ إلى النجمِ الثالثِ في صيغةِ اللهب الأبيض.”

بعدَ أن تخلصَ من مثلِ هذهِ الأفكار، واصلَ غيلياد، “…دعمي، أنت تقول….لا أعتقِدُ أنني أعطيتُكَ أي شيء مُثيرٍ للإعجاب. لذلِكَ فهذا الإنجازُ هو كلهُ نتيجةَ عملِكَ الشاق.”

بسببِ هذهِ الكلمات، قفزَ غيلياد دونَ وعي من مقعدِه.

على كُلِ حال، الآن وبمُجردِ ذِكرِ كلمة ‘آروث’ في أي مكانٍ في المنزلِ الرئيسي، يُفكِرُ الجميعُ بإيوارد. لذلِكَ فهو بحاجةٍ إلى توخي الحذرِ الشديد، حيث لم يرغَب يوجين في خلقِ أي سوء فهمٍ لا طائِلَ من ورائِه.

 

“هممم”، همهمَ غيلياد مُفكِرًا.

“هل هذا صحيح؟” سألَ غيلياد.

بعد أن ذكرَ سيان نفسهُ بهذا الدرس، تركَ يوجين لشؤونهِ الخاصة وتوجهَ إلى صالة التدريب.

 

 

“نعم، يا سيدي”، قال يوجين.

بينما يجلسُ على الأريكة، بدأ يوجين يتحدث، “هذا الصباح، وصلتُ إلى النجمِ الثالثِ في صيغةِ اللهب الأبيض.”

 

– هل تَعتقِدُ حقًا أنني سأظلُ العبُ في الأرجاء فقط بينما أنتَ تقومُ بهذا القرف؟

هرعَ غيلياد بخطواتٍ سريعة. وتلبيةً لطلبهِ غيرِ المُعلن، بدأ يوجين في تنشيطِ النجومِ التي تدورُ حولَ قلبِه. وعندما إجتاحت النيرانُ البيضاء جسدَ يوجين، أخذ غيلياد نفسًا عميقًا في دهشة قبل أن ينفجِرَ بالضحِك.

لم يُرِد يوجين أن يتورَطَ مع إيوارد. أرادَ فقط الذهابَ إلى آروث لتَعلُمِ السِحرِ وإتباعِ أي أدلةٍ خلفَتها سيينا.

 

هرعَ غيلياد بخطواتٍ سريعة. وتلبيةً لطلبهِ غيرِ المُعلن، بدأ يوجين في تنشيطِ النجومِ التي تدورُ حولَ قلبِه. وعندما إجتاحت النيرانُ البيضاء جسدَ يوجين، أخذ غيلياد نفسًا عميقًا في دهشة قبل أن ينفجِرَ بالضحِك.

“…ها…هاهاها!”

بدلًا من الدخولِ في الموضوعِ على الفور، إنحنى يوجين أولًا وقال: “لقد جِئتُ لأن لديَّ شيئًا أودُ إبلاغكَ به.”

بعد أن إتخذَ يوجين كإبنهِ بالتبني، مرَّ غيلياد بالعديدِ من الأشياء المُختلِفة لدرجةِ أنهُ إعتقد أن لا شيء يُمكِنُهُ مُفاجئتُهُ بعدَ الآن. ومع ذلِك، ومرةً أخرى، لم يستطِع غيلياد إلا أن يندهِش. هل هو مُمكِنٌ حقًا الوصولُ إلى النجمِ الثالث في صيغةِ اللهب الأبيض في سنِ السابعةِ عشرةَ فقط؟ حتى بينَ جميعِ أسلافِه، لم يتمَكَن أحدٌ مِنهُم من إنشاء النجمِ الثالِث في مثلِ سنِ يوجين الصغيرةِ هذا. 

 

 

 

جلسَ غيلياد على المقعدِ المُقابلِ ليوجين وهزَّ رأسه.

دون أي تردُد، إعترفَ يوجين، ” أريدُ أن أتعلمَ السِحر.”

 

بعدَ أن تخلصَ من مثلِ هذهِ الأفكار، واصلَ غيلياد، “…دعمي، أنت تقول….لا أعتقِدُ أنني أعطيتُكَ أي شيء مُثيرٍ للإعجاب. لذلِكَ فهذا الإنجازُ هو كلهُ نتيجةَ عملِكَ الشاق.”

“…تبنيكَ في العائلةِ الرئيسية…قد يكونُ أفضلَ شيءٍ قُمتُ بهِ في حياتي كُلِها” إعترفَ غيلياد.

 

 

“هذا…”، تأخرَ يوجين في الرد.

أجاب يوجين بإبتسامةٍ باهِتة: “كُلُ هذا بفضلِ دعمِ البطريرك”.

 

 

 

على الرُغمِ من مرورِ أربعِ سنواتٍ على تبنيه، إلا أن يوجين لم يُنادي غيلياد أبدًا بـ ‘الأب’.’ الوحيدُ الذي دعاهُ ‘الأب’ هو والِدُهُ البيولوجي، جيرهارد.

 

 

قال يوجين: “لقد فكرتُ بالفعلِ في هذا الأمرِ قبلَ إتخاذِ قراري”.

لم يشعُر غيلياد بأي إنزعاجٍ بسببِ هذا. بدلًا من ذلِك، وافق على وفاء يوجين لوالدهِ البيولوجي وأحسَ بالفخرِ بمدى روعةِ إبنهِ بالتبني. ولكن لو إن هذا الطِفلَ المُثيرَ للإعجابِ هو إبنهُ حقًا…فلن يُثيرَ أحدٌ أي إعتراضاتٍ على أن يُصبِحَ يوجين البطريركَ التالي. على العكسِ من ذلِك، سيكونُ الجميعُ مُتَحِدينَ بالفعلِ تحتَ رأي أن يوجين يجبُ أن يُصبِحَ البطريرك التالي.

“سيكونُ ذلكَ في الواقعِ صعبًا للغاية”. قال غيلياد، غير قادرٍ على وقف إبتسامةٍ ساخرةٍ من التشكُلِ على وجهِه: “حتى لو تركت المَنزِلَ الرئيسي، فأنتَ لا تزالُ عضوًا في عشيرةِ لايونهارت. لذا ففي اللحظةِ التي تَصِلُ فيها إلى آروث، سيَهتَمُ العديدُ من سحرةِ آروث بك. حتى لو رفضتَ ذلِك، سيَقتَرِبُ مِنكَ الكثيرُ من الناسِ لإجراء إتصالاتٍ مع عشيرةِ لايونهارت.”

 

 

‘…لا ينبغي أن تكونَ لديَّ مِثلُ هذهِ الأفكار’، حاول غيلياد تجاهُلَ هذهِ الفكرةِ الخطيرةِ بهزِ رأسِه.

 

 

 

مِثلُ هذهِ الأفكارِ اللامُبالية ستجلِبُ الدماء والموت. بالنسبةِ للعشيرة، وبالطبع لعائلتهِ أيضًا، لم يرغب غيلياد في إجبار أطفالِهِ على رفعِ سيوفِهِم في وجهِ بعضهم البعض.

 

 

 

بعدَ أن تخلصَ من مثلِ هذهِ الأفكار، واصلَ غيلياد، “…دعمي، أنت تقول….لا أعتقِدُ أنني أعطيتُكَ أي شيء مُثيرٍ للإعجاب. لذلِكَ فهذا الإنجازُ هو كلهُ نتيجةَ عملِكَ الشاق.”

 

ردَّ يوجين: “لكن بفضلِ دعمِ البطريرك تمكنتُ من العملِ بجد”.

“حتى لو لم أُحقِق تَقدُمًا كبيرًا فيه، ففقط من خلالِ تَعلُمِ تَخصُصٍ جديد، أعتقِدُ أنها ستظلُ تجرُبةً رائِعةً بالنسبةِ لي. أنا مُتأكِدٌ من أن كُلَ هذا لن يكونَ عبثًا. لهذا السببِ تجرأتُ على تقديمِ مثلِ هذا الطلب” توقفَ يوجين عن الكلامِ في هذه المرحلة وحدقَ في غيلياد بعيون مُتلألِئة ؛ ثُمَ وضعَ يديهِ على رُكبتيهِ وحنى رأسه. “أنا أتوسلُ إليكَ بصدق.”

 

 

بعد النظرِ إلى وجهِ يوجين المُبتسِمِ بعناية، إنفجرَ غيلياد ضاحِكًا.

“لا تتورط مع السحرِ الأسود.”

 

هذهِ الهزائِمُ المُتتاليةُ قد عَلَمَتْ الشابَ سيان درسًا عظيمًا. اليأسُ ليسَ سوى غذاءٍ لمزيدٍ من اليأس. بدلًا من قضاء الوقتِ يائسًا، فبذلُ قطرةٍ واحدةٍ مِنَ العرقِ في محاولةِ التحسُن أكثرُ فائدة.

“يبدو أنَّ هُناكَ شيئًا تَحتاجُه”، لاحظَ غيلياد ذلِك.

“لكِن لِماذا؟ لم يتَمَكَن أي شخصٍ من سُلالةِ عائلتِنا بالكاِمل من الوصولِ إلى النجمِ الثالثِ في صيغةِ اللهبِ الأبيض في مثلِ عُمرك. لو واصلتَ العملَ بجدٍ كما أنت الآن، فقد تَتَمكَنُ من الوصولِ إلى النجمِ الرابعِ قبل بلوغِك.”

 

 

دون أي تردُد، إعترفَ يوجين، ” أريدُ أن أتعلمَ السِحر.”

 

في الماضي، كانَ عليهِ أن ينتبِهَ إلى الحفاظِ على واجهَتِهِ الطفولية أثناء حديثهِ مع غيلياد، ولكِن الآن لم تَعُد هُناكَ حاجةٌ لذلك. فيوجين قد كَبِرَ قليلًا، وغيلياد قد إعتادَ على صراحةِ يوجين على مدى السنواتِ الأربعِ الماضية.

 

 

“لستُ بحاجةٍ إلى أي شيء آخر، فقط إذنُك”، واصلَ يوجين التَحدُثَ بسُرعة.

“…السحر؟” سألَ غيلياد.

“تقرير؟” سألَ غيلياد، ثُمَ أمالَ رأسهُ إلى الجانب ولمعت عيناهُ بفضول.

 

على الرُغمِ من كُلِ هذا، لم يجِد غيلياد أنهُ من السهلِ منحُ رغبةِ يوجين الحالية كما يفعلُ مع أي طلبٍ آخر. الإرتباكُ الذي شعرَ بهِ غيلياد في البدايةِ هو نفسهُ الذي شعرَ بهِ سيان. لماذا أرادَ يوجين فجأةً تَعلُمَ السِحر؟ بعدَ كُلِ شيء، لم يُعرِب يوجين أبدًا عن أي رغبةٍ في تَعلُمِ السِحرِ خِلالَ السنواتِ الأربعِ الماضية.

على الرُغمِ من كُلِ هذا، لم يجِد غيلياد أنهُ من السهلِ منحُ رغبةِ يوجين الحالية كما يفعلُ مع أي طلبٍ آخر. الإرتباكُ الذي شعرَ بهِ غيلياد في البدايةِ هو نفسهُ الذي شعرَ بهِ سيان. لماذا أرادَ يوجين فجأةً تَعلُمَ السِحر؟ بعدَ كُلِ شيء، لم يُعرِب يوجين أبدًا عن أي رغبةٍ في تَعلُمِ السِحرِ خِلالَ السنواتِ الأربعِ الماضية.

 

 

 

“…هل أنتَ جاد؟” سأل غيلياد.

 

 

بعد أن إتخذَ يوجين كإبنهِ بالتبني، مرَّ غيلياد بالعديدِ من الأشياء المُختلِفة لدرجةِ أنهُ إعتقد أن لا شيء يُمكِنُهُ مُفاجئتُهُ بعدَ الآن. ومع ذلِك، ومرةً أخرى، لم يستطِع غيلياد إلا أن يندهِش. هل هو مُمكِنٌ حقًا الوصولُ إلى النجمِ الثالث في صيغةِ اللهب الأبيض في سنِ السابعةِ عشرةَ فقط؟ حتى بينَ جميعِ أسلافِه، لم يتمَكَن أحدٌ مِنهُم من إنشاء النجمِ الثالِث في مثلِ سنِ يوجين الصغيرةِ هذا. 

“نعم يا سيدي”، أكد يوجين.

لم يشعُر غيلياد بأي إنزعاجٍ بسببِ هذا. بدلًا من ذلِك، وافق على وفاء يوجين لوالدهِ البيولوجي وأحسَ بالفخرِ بمدى روعةِ إبنهِ بالتبني. ولكن لو إن هذا الطِفلَ المُثيرَ للإعجابِ هو إبنهُ حقًا…فلن يُثيرَ أحدٌ أي إعتراضاتٍ على أن يُصبِحَ يوجين البطريركَ التالي. على العكسِ من ذلِك، سيكونُ الجميعُ مُتَحِدينَ بالفعلِ تحتَ رأي أن يوجين يجبُ أن يُصبِحَ البطريرك التالي.

 

 

“لكِن لِماذا؟ لم يتَمَكَن أي شخصٍ من سُلالةِ عائلتِنا بالكاِمل من الوصولِ إلى النجمِ الثالثِ في صيغةِ اللهبِ الأبيض في مثلِ عُمرك. لو واصلتَ العملَ بجدٍ كما أنت الآن، فقد تَتَمكَنُ من الوصولِ إلى النجمِ الرابعِ قبل بلوغِك.”

 

قالَ يوجين دونَ أي تردُد: “سأظلُ قادِرًا على التدريبِ بقوة، حتى أثناء تعلُمي للسحر”.

 

 

على الرُغمِ من أن غيلياد قد توقعَ هذا الرد، إلا أنهُ لم يستطِع إخفاء ردِ فعلِهِ غيرِ المُستقِرِ عِندما ذَكَرَ يوجين مملكةَ آروث السحرية. لو أرادَ المرء أن يتعلمَ السِحر، ثم فإن أفضلَ مكان  للذهابِ إليه هو مملكة آروث بالتأكيد. ولولا ما إختبرهُ إبنهُ الأكبر، إيوارد، في آروث، لما شعرَ غيلياد بأي إنزعاجٍ من هذهِ الكِلمات.

على الرُغمِ من أن هذا الإعلانَ قد يبدو مُتعجرِفًا، لكن في رأي يوجين، شخصٌ مِثلُهُ يملِكُ الحقَ في قولِ شيء كهذا.

 

 

“لستُ بحاجةٍ إلى أي شيء آخر، فقط إذنُك”، واصلَ يوجين التَحدُثَ بسُرعة.

“سيدي البطريرك. في السنواتِ الأربعِ التي تلت التبني في العائلةِ الرئيسية، لم أترُك رعايتكَ أبدًا”، قال يوجين أثناء جلوسهِ بإستقامةٍ و واجهَ غيلياد بحزم. “اليوم، عندما تمكنتُ من الوصولِ إلى النجمِ الثالث، أدركتُ شيئًا ما. لو واصلتُ البقاءَ في المنزلِ الرئيسي وأستمِرُ في في ذاتِ التدريبِ المُعتاد، فلا أعتقِدُ أنني سأستَمِرُ في إظهارِ نفسِ القدرِ مِنَ النمو.”

 

“هممم”، همهمَ غيلياد مُفكِرًا.

“هذا يعني أنكَ تنوي البقاء لبضعِ سنواتٍ على الأقل.”

 

 

وإختتم يوجين حديثَهُ قائِلًا: “أنا أفتقِرُ إلى الخِبراتِ العمليةِ كثيرًا”.

 

 

 

على الرُغمِ من أن نبرةَ يوجين ظلتْ هادئةً عندما قالَ هذا، إلا أنَّ غيلياد شعرَ بحيويةٍ متزايدةٍ قادمةٍ من هذه الكلِمات. إمتلأ صوتُ يوجين بإخلاصِهِ ورغبتِهِ في النمو.

“…” بقيَّ غيلياد صامِتًا.

 

 

واصلَ يوجين بثقةٍ إلقاء حُجَجِه، “أُريدُ أن أتعلمَ المزيد، خاصةً عن السِحر. في حين أنهُ شيءٌ لم أدرُسهُ من قبل، فأنا أعلمُ أنهُ أيضًا تخصصٌ يستخدِمُ الطاقةَ السحرية. على الرُغم من أنني لا أعرِفُ حتى الآن هل أنا أمتلِكُ موهِبةً عظيمةً في السِحرِ أم لا، إلا أنني أثِقُ أنهُ من خلالِ المُغامرةِ في السِحر، سوف أكونُ قادِرًا على رؤيةِ الطاقةِ السحريةِ من منظورٍ مُختلِف.”

 

“…” بقيَّ غيلياد صامِتًا.

– هل تَعتقِدُ حقًا أنني سأظلُ العبُ في الأرجاء فقط بينما أنتَ تقومُ بهذا القرف؟

 

بدلًا من الدخولِ في الموضوعِ على الفور، إنحنى يوجين أولًا وقال: “لقد جِئتُ لأن لديَّ شيئًا أودُ إبلاغكَ به.”

“حتى لو لم أُحقِق تَقدُمًا كبيرًا فيه، ففقط من خلالِ تَعلُمِ تَخصُصٍ جديد، أعتقِدُ أنها ستظلُ تجرُبةً رائِعةً بالنسبةِ لي. أنا مُتأكِدٌ من أن كُلَ هذا لن يكونَ عبثًا. لهذا السببِ تجرأتُ على تقديمِ مثلِ هذا الطلب” توقفَ يوجين عن الكلامِ في هذه المرحلة وحدقَ في غيلياد بعيون مُتلألِئة ؛ ثُمَ وضعَ يديهِ على رُكبتيهِ وحنى رأسه. “أنا أتوسلُ إليكَ بصدق.”

‘…أنا أيضًا….’

“…هاها” أطلقَ غيلياد ضِحكةً أُخرى. ثم هز رأسه و واصلَ حديثَه، “إرفَع رأسَك. هل تَعتَقُِد حقًا أن هُناكَ أي حاجةٍ لك لتحنيَّ رأسكَ لمُجردِ طلبٍ صغيرٍ كهذا؟”

لم يشعُر غيلياد بأي إنزعاجٍ بسببِ هذا. بدلًا من ذلِك، وافق على وفاء يوجين لوالدهِ البيولوجي وأحسَ بالفخرِ بمدى روعةِ إبنهِ بالتبني. ولكن لو إن هذا الطِفلَ المُثيرَ للإعجابِ هو إبنهُ حقًا…فلن يُثيرَ أحدٌ أي إعتراضاتٍ على أن يُصبِحَ يوجين البطريركَ التالي. على العكسِ من ذلِك، سيكونُ الجميعُ مُتَحِدينَ بالفعلِ تحتَ رأي أن يوجين يجبُ أن يُصبِحَ البطريرك التالي.

“نعم، البطريرك.”

بدلًا من الدخولِ في الموضوعِ على الفور، إنحنى يوجين أولًا وقال: “لقد جِئتُ لأن لديَّ شيئًا أودُ إبلاغكَ به.”

“حتى لو أنني أنا البطريرك، كيف يُمكِنُني صبُّ الماء البارِدِ على الرغبةِ المُحترِقةَ في التَعلُمِ والنمو؟ يوجين، أفهمُ ما تحاوِلُ قولَه. لذا لو أردتَ حقًا تعلُمَ السِحر، ثم…لن يكونَ لديَّ خيارٌ إلا إعطائكَ الإذن.”

على الرُغمِ من مرورِ أربعِ سنواتٍ على تبنيه، إلا أن يوجين لم يُنادي غيلياد أبدًا بـ ‘الأب’.’ الوحيدُ الذي دعاهُ ‘الأب’ هو والِدُهُ البيولوجي، جيرهارد.

هزَّ يوجين رأسهُ المُنحني بإرتياحٍ وإبتسم. بالطبع، عِندما رفعَ رأسَه، لم يبدُ أن هُناكَ أيَّ أثرٍ للتسليةِ على وجهِه.

في آروث، هُناكَ برجُ سحرٍ أسود حيثُ يتجمعُ فيهِ السحرةُ السود. لا توجد أي شائعاتٍ مُزعجةٍ تُطابِقُ سُمعَتَهُم الشريرة، وعلى عكسِ الماضي البعيد، الرأي العامُ عنهُم ليسَ سيئًا للغاية. ومع ذلِك، فإن عشيرة لايونهارت قد أسَسَها فيرموث العظيم. على الرُغمِ من أن بعضَ الفروعِ الجانبيةِ قد إختارتْ التخصُصَ في السِحر، إلا أن السِحرَ الأسودَ لا يزالُ ممنوعًا على أفرادِ العشيرةِ كقاعدةٍ غيرِ مكتوبة.

 

“أودُ أن أطلُبَ بلا خجلٍ الإذنَ للمُغادرة.”

“إذن، كيفَ بالضبطِ تُخطِطُ بدأ طريقكَ في تعلُمِ السِحر؟” سأل غيلياد.

 

 

 

“هذا…”، تأخرَ يوجين في الرد.

في الماضي، كانَ عليهِ أن ينتبِهَ إلى الحفاظِ على واجهَتِهِ الطفولية أثناء حديثهِ مع غيلياد، ولكِن الآن لم تَعُد هُناكَ حاجةٌ لذلك. فيوجين قد كَبِرَ قليلًا، وغيلياد قد إعتادَ على صراحةِ يوجين على مدى السنواتِ الأربعِ الماضية.

 

على الرُغمِ من أن غيلياد قد توقعَ هذا الرد، إلا أنهُ لم يستطِع إخفاء ردِ فعلِهِ غيرِ المُستقِرِ عِندما ذَكَرَ يوجين مملكةَ آروث السحرية. لو أرادَ المرء أن يتعلمَ السِحر، ثم فإن أفضلَ مكان  للذهابِ إليه هو مملكة آروث بالتأكيد. ولولا ما إختبرهُ إبنهُ الأكبر، إيوارد، في آروث، لما شعرَ غيلياد بأي إنزعاجٍ من هذهِ الكِلمات.

“منذُ أنكَ قد وصلتَ بالفعلِ إلى مرحلةِ طلبِ إذني، يجبُ أن تكونَ قد خططتَ لكُلِ شيء، أليس كذلِك؟”

 

“أريدُ أن أذهبَ إلى آروث.”

“سيكونُ ذلكَ في الواقعِ صعبًا للغاية”. قال غيلياد، غير قادرٍ على وقف إبتسامةٍ ساخرةٍ من التشكُلِ على وجهِه: “حتى لو تركت المَنزِلَ الرئيسي، فأنتَ لا تزالُ عضوًا في عشيرةِ لايونهارت. لذا ففي اللحظةِ التي تَصِلُ فيها إلى آروث، سيَهتَمُ العديدُ من سحرةِ آروث بك. حتى لو رفضتَ ذلِك، سيَقتَرِبُ مِنكَ الكثيرُ من الناسِ لإجراء إتصالاتٍ مع عشيرةِ لايونهارت.”

على الرُغمِ من أن غيلياد قد توقعَ هذا الرد، إلا أنهُ لم يستطِع إخفاء ردِ فعلِهِ غيرِ المُستقِرِ عِندما ذَكَرَ يوجين مملكةَ آروث السحرية. لو أرادَ المرء أن يتعلمَ السِحر، ثم فإن أفضلَ مكان  للذهابِ إليه هو مملكة آروث بالتأكيد. ولولا ما إختبرهُ إبنهُ الأكبر، إيوارد، في آروث، لما شعرَ غيلياد بأي إنزعاجٍ من هذهِ الكِلمات.

أجبرَّ سيان نفسهُ على إبتلاعِ تَنَهُدٍ آخر كاد أن يَسقُطَ من شَفَتيهِ وعادَ للنظرِ إلى الأمامِ مرةً أُخرى. لقد مرتْ أربعُ سنواتٍ مُنذُ أن إنضمَّ يوجين إلى العائلةِ الرئيسية. منذُ ذلِكَ الحين، عانى سيان من هزائمٍ لا حصرَ لها أمام أخيهِ السخيفِ، الذي لم يتَشارك معهُ أي علاقةٍ بالدم.

 

قال يوجين: “لقد فكرتُ بالفعلِ في هذا الأمرِ قبلَ إتخاذِ قراري”.

“…آروث، أنت تقول،…” غمغمَ غيلياد.

“لا تتورط مع السحرِ الأسود.”

 

“تقرير؟” سألَ غيلياد، ثُمَ أمالَ رأسهُ إلى الجانب ولمعت عيناهُ بفضول.

“لستُ بحاجةٍ إلى أي شيء آخر، فقط إذنُك”، واصلَ يوجين التَحدُثَ بسُرعة.

 

 

“لكِن لِماذا؟ لم يتَمَكَن أي شخصٍ من سُلالةِ عائلتِنا بالكاِمل من الوصولِ إلى النجمِ الثالثِ في صيغةِ اللهبِ الأبيض في مثلِ عُمرك. لو واصلتَ العملَ بجدٍ كما أنت الآن، فقد تَتَمكَنُ من الوصولِ إلى النجمِ الرابعِ قبل بلوغِك.”

من الآنَ فصاعِدًا، عرفَ يوجين أنهُ بحاجةٍ إلى توخي الحذرِ في كلماتِه. إيوارد هو نُقطةُ ضعفِ غيلياد. على الرُغمِ من أنهُ الإبنُ الأكبر، إلا أنهُ لم يُحقِق أي إنجازاتٍ بارزة في فنون القتال; وعلى الرُغمِ من إظهارهِ الإهتمام بالسحرِ مُنذُ صِغرِه، إلا أنهُ فشِلَ في إظهارِ الكثيرِ من التَقدُمِ في السِحرِ أيضًا.

 

 

 

لقد بقي في آروث منذُ إرسالهِ إلى هُناكَ قبلَ أربعِ سنوات، لكِنَهُ لم يتمكن من الهروبِ من الوزنِ الثقيلِ لإسمِ عشيرةِ لايونهارت المرموق وبدلًا من ذلِكَ تمَ تحويلهُ إلى مخزونٍ للضحِك لأنهُ تمكنَ من دخولِ البُرج بإستعمالِ معارِفِ والدِهِ فقط.

 

 

“…هاها” أطلقَ غيلياد ضِحكةً أُخرى. ثم هز رأسه و واصلَ حديثَه، “إرفَع رأسَك. هل تَعتَقُِد حقًا أن هُناكَ أي حاجةٍ لك لتحنيَّ رأسكَ لمُجردِ طلبٍ صغيرٍ كهذا؟”

لم يُرِد يوجين أن يتورَطَ مع إيوارد. أرادَ فقط الذهابَ إلى آروث لتَعلُمِ السِحرِ وإتباعِ أي أدلةٍ خلفَتها سيينا.

“حسنًا، هذهِ هي الطريقةُ الوحيدةُ التي سأتمكَنُ بها من تَعلُمِ شيء ما”، أكد يوجين وهو يضحك.

 

ردَّ يوجين: “لكن بفضلِ دعمِ البطريرك تمكنتُ من العملِ بجد”.

على كُلِ حال، الآن وبمُجردِ ذِكرِ كلمة ‘آروث’ في أي مكانٍ في المنزلِ الرئيسي، يُفكِرُ الجميعُ بإيوارد. لذلِكَ فهو بحاجةٍ إلى توخي الحذرِ الشديد، حيث لم يرغَب يوجين في خلقِ أي سوء فهمٍ لا طائِلَ من ورائِه.

بينما يجلسُ على الأريكة، بدأ يوجين يتحدث، “هذا الصباح، وصلتُ إلى النجمِ الثالثِ في صيغةِ اللهب الأبيض.”

 

هذا ليسَ درسًا تمكنَ سيان من تَعلُمِهِ بنفسِه. في طفولتِه، كان اليأسُ بسببِ عدم قُدرتِهِ على هزيمةِ يوجين قد دفعَ سيان للإختباء في غُرفتِهِ والإنحناء تحتَ بطانيته. ومع ذلِك، فتحَ يوجين الباب، وإقتحم غُرفَتَه، وركلَ مؤخِرةَ سيان.

تخلصَ غيلياد في النهايةِ من عدمِ إرتياحِهِ وقال: “…بما أن هذا هو ما تُريدُه، فلا يُمكِنُني إلا أن أمنَحَكَ الإذن بالذهابِ إلى هُناك. إسمح لي أن أُبلِغَ لوفليان أولًا.”

“…عزيمتُكَ جديرةٌ بالثناء”.

“على الرُغمِ من أنَّني مُمتَنٌ لأفكارِك، إلا أنني لا أُريدُ أن أتلقى الكثيرَ مِنَ الدعم”، توقفَ يوجين للحظةٍ لفحصِ تعبير غيلياد قبلَ المُتابعة. “…بصراحة…يبدو أن أيَّ مُساعدةٍ ستكونُ مُرهِقةً للغاية، ويجبُ أن يكونَ السيدُ لوفليان مشغولًا للغايةِ أيضًا. لو أمكَن، أودُ أن أُحاوِلَ التعلُمَ بهدوءٍ بمُفردي دونَ أي مُساعدةٍ من السيدِ لوفليان.”

“…السحر؟” سألَ غيلياد.

“سيكونُ ذلكَ في الواقعِ صعبًا للغاية”. قال غيلياد، غير قادرٍ على وقف إبتسامةٍ ساخرةٍ من التشكُلِ على وجهِه: “حتى لو تركت المَنزِلَ الرئيسي، فأنتَ لا تزالُ عضوًا في عشيرةِ لايونهارت. لذا ففي اللحظةِ التي تَصِلُ فيها إلى آروث، سيَهتَمُ العديدُ من سحرةِ آروث بك. حتى لو رفضتَ ذلِك، سيَقتَرِبُ مِنكَ الكثيرُ من الناسِ لإجراء إتصالاتٍ مع عشيرةِ لايونهارت.”

– هل تَعتقِدُ حقًا أنني سأظلُ العبُ في الأرجاء فقط بينما أنتَ تقومُ بهذا القرف؟

قال يوجين بإصرار: “ثم سأرفُضُهُم جميعًا”.

على الرُغمِ من مرورِ أربعِ سنواتٍ على تبنيه، إلا أن يوجين لم يُنادي غيلياد أبدًا بـ ‘الأب’.’ الوحيدُ الذي دعاهُ ‘الأب’ هو والِدُهُ البيولوجي، جيرهارد.

 

مِثلُ هذهِ الأفكارِ اللامُبالية ستجلِبُ الدماء والموت. بالنسبةِ للعشيرة، وبالطبع لعائلتهِ أيضًا، لم يرغب غيلياد في إجبار أطفالِهِ على رفعِ سيوفِهِم في وجهِ بعضهم البعض.

“…عزيمتُكَ جديرةٌ بالثناء”.

هذا ليسَ درسًا تمكنَ سيان من تَعلُمِهِ بنفسِه. في طفولتِه، كان اليأسُ بسببِ عدم قُدرتِهِ على هزيمةِ يوجين قد دفعَ سيان للإختباء في غُرفتِهِ والإنحناء تحتَ بطانيته. ومع ذلِك، فتحَ يوجين الباب، وإقتحم غُرفَتَه، وركلَ مؤخِرةَ سيان.

 

 

كم سيكونُ جيدة لو أن إبنهُ البِكرَ يُمكِنُ أن يكونَ هكذا؟ عندما عادتْ الأفكارُ الخطيرةُ إلى رأسهِ مرةً أُخرى، هزَّ غيلياد رأسهُ بسُرعة.

 

 

 

“…يوجين، فقط عدني بشيءٍ واحِد” طلبَ غيلياد.

كم سيكونُ جيدة لو أن إبنهُ البِكرَ يُمكِنُ أن يكونَ هكذا؟ عندما عادتْ الأفكارُ الخطيرةُ إلى رأسهِ مرةً أُخرى، هزَّ غيلياد رأسهُ بسُرعة.

 

قالَ يوجين دونَ أي تردُد: “سأظلُ قادِرًا على التدريبِ بقوة، حتى أثناء تعلُمي للسحر”.

“ما هو؟” سأل يوجين.

“يبدو أنَّ هُناكَ شيئًا تَحتاجُه”، لاحظَ غيلياد ذلِك.

 

هذا ليسَ درسًا تمكنَ سيان من تَعلُمِهِ بنفسِه. في طفولتِه، كان اليأسُ بسببِ عدم قُدرتِهِ على هزيمةِ يوجين قد دفعَ سيان للإختباء في غُرفتِهِ والإنحناء تحتَ بطانيته. ومع ذلِك، فتحَ يوجين الباب، وإقتحم غُرفَتَه، وركلَ مؤخِرةَ سيان.

“لا تتورط مع السحرِ الأسود.”

 

في آروث، هُناكَ برجُ سحرٍ أسود حيثُ يتجمعُ فيهِ السحرةُ السود. لا توجد أي شائعاتٍ مُزعجةٍ تُطابِقُ سُمعَتَهُم الشريرة، وعلى عكسِ الماضي البعيد، الرأي العامُ عنهُم ليسَ سيئًا للغاية. ومع ذلِك، فإن عشيرة لايونهارت قد أسَسَها فيرموث العظيم. على الرُغمِ من أن بعضَ الفروعِ الجانبيةِ قد إختارتْ التخصُصَ في السِحر، إلا أن السِحرَ الأسودَ لا يزالُ ممنوعًا على أفرادِ العشيرةِ كقاعدةٍ غيرِ مكتوبة.

‘…ولكِن هل يُمكِنُني حقًا؟’

 

 

أجابَ يوجين دون أي تردُد: “أنا أيضًا أحتقِرُ السِحرَ الأسود”.

“ماذا تفعلُ هُنا في الصباحِ الباكِر؟” إستقبلَ غيلياد يوجين في الغُرفةِ بإبتسامةٍ مُشرِقة على وجهِه.

 

 

أومأ غيلياد برأسهِ وقال: “طالما يُمكِنُكَ أن تعِدَني بذلِك، فلن أرفعَ إصبعًا، ستكونُ حُرًا في المُغادرة إلى آروث بأيةِ طريقةٍ تُريدُها. لن أُبلِغَ لوفليان حتى. آمُلُ ألا تضطرَ إلى تَجرُبةِ نفس أنواعِ المشاكلِ التي مرَّ إيوارد بها شخصيًا. هل هُناكَ أيُّ شيء آخرَ ترغبُ في طلبِه؟”

من الآنَ فصاعِدًا، عرفَ يوجين أنهُ بحاجةٍ إلى توخي الحذرِ في كلماتِه. إيوارد هو نُقطةُ ضعفِ غيلياد. على الرُغمِ من أنهُ الإبنُ الأكبر، إلا أنهُ لم يُحقِق أي إنجازاتٍ بارزة في فنون القتال; وعلى الرُغمِ من إظهارهِ الإهتمام بالسحرِ مُنذُ صِغرِه، إلا أنهُ فشِلَ في إظهارِ الكثيرِ من التَقدُمِ في السِحرِ أيضًا.

“أودُ أن أطلُبَ بلا خجلٍ الإذنَ للمُغادرة.”

“…عزيمتُكَ جديرةٌ بالثناء”.

“لِكَم مِنَ الوقتِ تُخطِطُ للبقاء في آروث؟”

“…آروث، أنت تقول،…” غمغمَ غيلياد.

“سأحتاجُ إلى الذهابِ إلى هُناكَ أولًا والبدء في الدراسةِ للحصولِ على فكرةٍ تقريبيةٍ عن المُدةِ التي سأقضيها هُناك، لكِنَني لا أعتقِدُ أنني سأعودُ قبل أن أصِلَ إلى سنِ البلوغ.”

 

“هذا يعني أنكَ تنوي البقاء لبضعِ سنواتٍ على الأقل.”

 

“حسنًا، هذهِ هي الطريقةُ الوحيدةُ التي سأتمكَنُ بها من تَعلُمِ شيء ما”، أكد يوجين وهو يضحك.

 

 

 

“همم، هذا بالتأكيدِ يبدو صحيحًا. ومع ذلِك، بما أن السِحرَ هو نِظامٌ مُختلِفٌ تمامًا عما تعلمتهُ حتى الآن…سيكونُ مِنَ المُستحيلِ بالنسبةِ لكَ تحقيقُ أي تقدُمٍ لو تهاونت”، حذرَّ غيلياد يوجين.

لم يَتَعَلَم أي شيءٍ عن السِحرِ في حياتهِ الماضية. لذلِك، فحتى يوجين لم يملِك الثقةَ ليقولَ إنهُ سيكونُ قادِرًا على إحراز تقدُمٍ سريع.

 

بعدَ أن تخلصَ من مثلِ هذهِ الأفكار، واصلَ غيلياد، “…دعمي، أنت تقول….لا أعتقِدُ أنني أعطيتُكَ أي شيء مُثيرٍ للإعجاب. لذلِكَ فهذا الإنجازُ هو كلهُ نتيجةَ عملِكَ الشاق.”

لم يَتَعَلَم أي شيءٍ عن السِحرِ في حياتهِ الماضية. لذلِك، فحتى يوجين لم يملِك الثقةَ ليقولَ إنهُ سيكونُ قادِرًا على إحراز تقدُمٍ سريع.

“…هل أنتَ جاد؟” سأل غيلياد.

“…عزيمتُكَ جديرةٌ بالثناء”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط