مهرجان برفقة أودين
مر شهران كاملان وانا بالفعل تعبت من هذه الحالة، نفس الأمور تتكر يومياً، طعام شراب نوم واستحمام ولا أي شيء جديد طوال هذان الضهران لكن ها هو شيء جديد يطرق بابي.
انا مجبرة على البوح به ولا أملك خيار، لكن لماذا اخباره باسمي أمر محرج؟! على اية حال لا استطيع فعل شيء اخر لجعله يرحل.
الليلة أمر مختلف كلياً من شأنه أن يكسر هذا الروتين، أنه المهرجان، وعدني الشاب ذو الضعر الأبيض أننا سنذهب وأنا بالفعل أريد الذهاب لهذا المهرجان لأن لدي ذكريات جميلة بمهرجان ذهبت إليه مع أمي.
اشترى لي ذو الشعر الأبيض كيمونو وشريط شعر وحذاء، الكيمونو جيمل للغاية وشريط الشعر مزين ولونه وردي متناسق مع لون الكيمونو وكذلك الحذاء يناسب ما اشتراه أما هذا الحذاء الجديد كانت امي تملك واحد يشبهه تماماً لذا أنا بالفعل وقعت بحبه من أول نظرة.
اشترى لي ذو الشعر الأبيض كيمونو وشريط شعر وحذاء، الكيمونو جيمل للغاية وشريط الشعر مزين ولونه وردي متناسق مع لون الكيمونو وكذلك الحذاء يناسب ما اشتراه أما هذا الحذاء الجديد كانت امي تملك واحد يشبهه تماماً لذا أنا بالفعل وقعت بحبه من أول نظرة.
ما هذا؟! ماذا يقصد؟! ألم يكن يريد اغتصابي؟! هل هذه مزحة؟! هل يقصد أن هذا اختبار؟!
اعطاني الحاجات وأخبرني انه إذا عاد للمنزل مساءً ووجدني لم ارتدي هذه الملابس سيجعلني اخلع ملابسي رغما عني وارتدي الملابس الجديدة ولن ينظر للجهة الاخرى.
إنه طيب وأنا أصبحت أؤمن بأنه طيب لكنه يجاهد نفسه ليظهر هذا الظلام الدامس الذي بداخله والذي يرغب بدفعه للخارج وهذا أمر يؤلمه هو نفسه أكثر مما يؤلم أي أحد آخر.
هذه وقاحة منه لكن ماذا بيدي أن أفعل؟ أنا مجبرة على تغير ملابسي والذهاب معه.
اقترب وقت الغروب ونهضت وغسلت جسدي جيداً بالماء الذي تركه لي ثم جففت جسدي وارتديت الكيمونو وربطت شعري وانتعلت الحذاء وجلست بسعادة حاولت إخفائها.
بقيت انظر للملابس منذ الصباح وعندما زالت الشمس عن منتصف السماء كان موعد قدومه لكنني أغمضت عيني وغفوت ولم الحظ قدومه أو رحيله لكن بلا شك غادر كالعادة.
اغمضت عيني واشحت بوجهي عن وجهه ولم اتكلم، يستحيل أن اتكلم انه ليس جاد.
اقترب وقت الغروب ونهضت وغسلت جسدي جيداً بالماء الذي تركه لي ثم جففت جسدي وارتديت الكيمونو وربطت شعري وانتعلت الحذاء وجلست بسعادة حاولت إخفائها.
أعدت نظري بسرعة للسماء كما فعل هو قبلي وبقيت انظر للسماء حتى انتهت الألعاب النارية.
لم اجلس على الارض بل جلست على السرير لأول مرة منذ احضره أودين لي لأني خفت على الملابس الجديدة.
لم اجلس على الارض بل جلست على السرير لأول مرة منذ احضره أودين لي لأني خفت على الملابس الجديدة.
تأخر أودين رغم أن وقت قدومه المعتاد لم يحن بعد، اليوم تأخر بالنسبة لي لأني انتظره، أنا بالعادة امقت قدومه ولا أحبذه لكنني اليوم انتظره بفارغ الصبر.
قال: “كان يوما جميلاً برفقتك”.
طرق باب المنزل ودخل ثم طرق باب غرفتي ودخل، حاولت إخفاء خجلي بالوشاح الذي غطيت به فمي.
“بيلي” قلت بصوت بالكاد أنا سمعته، اقترب من وجهي وقال: “لم اسمعك ولن ارحل على هذه الحال”.
اقترب كثيراً مني وجلس بجانبي مبتسم تظهر عليه علامات السعادة وقال: “تبدين جميلة ولامعة ، أنه يليق بك بشكل مذهل”.
الوقت يمضي وستبدأ الالعاب النارية بأي لحظة هيا ارحلي ايتها المرحة، قالت: “اه حسنا كما تشاء، هل ستذهبان لهناك؟!”.
ابتسامته مزعجة، انها تسحر نظري ولا تسمح له بالتوقف عن التحديق بها.
خرجنا من المنزل فأمسكت يده بقوة واحتضنتها، كانت السماء ما تزال مضاءة قليلا لكن الشمس غربت بالفعل.
الصق كتفه بكتفي وهو يجلس بجواري ووضع رأسي على كتفه ووضع رأسه على رأسي وقال “كم هي الحياة جميلة حقا بلا ألم، نفعل الاشياء التي نحبها ونتجاهل ما يزعجنا، لا نؤذي أحد ولا يؤذونا، نمنحهم ويمنحونا، كم مقدار السعادة الذي سنمتلكه؟! على أية حال هيا لننهض ونغادر”.
نهض وجلس خلفي وأمسك ذقني ورفعه ووضع يده حول رقبتي وثبت ذقني على يده واعاد جسدي قليلا للخلف ليتكئ ظهري على صدره مما جعل وجهي موجه للسماء.
كان كلامه حزينا وكأنه ينفي كل ما ذكره لكن هذا ليس مهم الآن، أنا ذهبت لمهرجان واحد بحياتي عندما كنت بالسابعة، ذهبت مع والدتي ووالدي للعاصمة لمهرجان كبير وكان الأمر رائعاً وبعد ذلك انهار كل شيء.
دمعت عيناي بشدة وجاهدت نفسي وقلت: “لا، لا لا لا”.
انا لا اذكر ذلك المهرجان بوجه الخصوص لكنني اذكر انه كان رائعاً للغاية، كان مهرجان مبهرج وجميل وهو شيء جعلني اشتعل لمجرد فكرة تكراره.
كلامه وابتسامته تجعلني اطيل النظر لملامحه رغما عني، كشف غطاء السرير ثم عاد الي وسحبني للسرير وقال نامي ففزعت.
خرجنا من المنزل فأمسكت يده بقوة واحتضنتها، كانت السماء ما تزال مضاءة قليلا لكن الشمس غربت بالفعل.
دفعني قلبي للنظر بإعجاب للدمى المحشوة وأبديت ردة فعل غبية قليلاً بالنظر بطرف عيني للدمى لكن لحسن حظي كان أودين بالفعل ينظر للدمى ويحاول الاختيار ولم يراني.
سرنا قليلا ولم نتجه للمهرجان لكننا اتجهنا لتلة صغيرة مرتفعة تظهر المهرجان بأكمله أمامنا.
هذه وقاحة منه لكن ماذا بيدي أن أفعل؟ أنا مجبرة على تغير ملابسي والذهاب معه.
خلع قميصة الثقيل العلوي ومده على الارض لاجلس عليه وبالفعل لم ارفض العرض.
كلامه وابتسامته تجعلني اطيل النظر لملامحه رغما عني، كشف غطاء السرير ثم عاد الي وسحبني للسرير وقال نامي ففزعت.
كان منظر المهرجان من الأعلى ساحر رائع، الأضواء مبهرجة وبراقة، أظن أني لا أكره اجتماع البشر هناك، إنه المكان الوحيد الذي به بشر وأرغب بالذهاب إليه.
_”حسنا ايها اللئيم الوقح، أنا سأعود لصديقاتي ولا أريد مرافقتك”.
قال أودين: “أليس المنظر جميل؟! جميع الناس فرحون لأنهم يريدون الترفيه عن أنفسهم بهذه الليلة، أصحاب المصالح بدؤوا بفتح محلاتهم أو بقالاتهم ليعرضوا أفضل ما لديهم وليرضوا الزبائن فهم يريدون الحافظ على سمعة محلاتهم بالأيام التالية كما يريدون تحقيق ربح وفير لهذا اليوم.
بهذا اليوم عرف فقط اسمي لكنني عرفت عنه الكثير، عرفت عنه ما سيمكنني من العيش معه براحة واطمئنان لكن لا زال هذا الشعور عالق بهذني، الشعور الذي يدفعني للإيمان بوجود ظلام دامس بقلب هذا الشاب.
الناس مفعمون بالطاقة ويفيضون جمال، هذا هو المجتمع الذي أحلم بالعيش به وأحلم بالانخراط به، أحلم أن أكون شخص بارز به، شخص ذو مكانة ووقار بينهم، ألا تشعرين بنفس الرغبة؟!”
لم اتحرك لكنه سحبني وأجبرني على النوم وقال: “هكذا اتصرف عندما لا تسمعين الكلام”.
نظر إلي وبقيت محافظة على صمتي فأعاد نظره للمهرجان وقال: “يبدو أن الناس بدأو بالحضور مبكراً هيا لنذهب”.
نعم لدي بعض الحماس والكثير منه، أرغب بشدة برؤية الألعاب النارية لكنني ارغب برؤيتها وحدي، ارغب بالركض نحوها والرقص حولها وحدي.
أمسك بيدي فنهضت وانطلقنا معا نحو المهرجان، كان المنظر عن قرب مبهراً أكثر، كان هنالك الكثير من الفوانيس المنارة والمعلقة على طول الطريق.
خلع قميصه مجدداً وجلست عليه ووضع البوشار الخاص بي أمامي وجلس بجانبي وقال: “ستبدأ الألعاب النارية بأي لحظة ابقي مترقبة”.
كانت تلك الفوانيس تزين اغلب المحلات والمتاجر برسومات وألوان مختلفة لكن جميعها جميل وبراق.
تأخر أودين رغم أن وقت قدومه المعتاد لم يحن بعد، اليوم تأخر بالنسبة لي لأني انتظره، أنا بالعادة امقت قدومه ولا أحبذه لكنني اليوم انتظره بفارغ الصبر.
سرنا قليلاً وقال لي أودين: “انا لا استطيع معرفة ما تريدينه دون كلام لذا هيا اشيري على أمر تريدين تناوله”.
كان منظر المهرجان من الأعلى ساحر رائع، الأضواء مبهرجة وبراقة، أظن أني لا أكره اجتماع البشر هناك، إنه المكان الوحيد الذي به بشر وأرغب بالذهاب إليه.
انا بالطبع لن أفعل بالرغم من كثرة الروائح الجاذبة والفاتحة للشهية، أنا بالفعل جائعة وبنفس الوقت معرضة، لا أريده أن يخدعني ويقربني إليه بهذا المهرجان، لن اسمح له بالوصول إلي بهذه الطيبة الكاذبة.
لم اتحرك لكنه سحبني وأجبرني على النوم وقال: “هكذا اتصرف عندما لا تسمعين الكلام”.
أنا مدركة للكثير ورأيت الكثير لذا طأطأت رأسي بحزن لكنه رفع ذقني بأصبعه وقال: “لا داعي للحزن هذه الليل، لا بأس سأشتري ما ارغب به أنا وسنتناوله معاً”.
قال: “هل ستكوني سعيدة اذا اغتصبتك هنا والان؟!”.
شعرت بالحرج من طأطأت رأسي لأنني بدوت مفسدة للجو وكئيبة لذا رفعت رأسي وخافظت على نظري للأعلى لكن بعيداً عنه.
قال أودين: “أليس المنظر جميل؟! جميع الناس فرحون لأنهم يريدون الترفيه عن أنفسهم بهذه الليلة، أصحاب المصالح بدؤوا بفتح محلاتهم أو بقالاتهم ليعرضوا أفضل ما لديهم وليرضوا الزبائن فهم يريدون الحافظ على سمعة محلاتهم بالأيام التالية كما يريدون تحقيق ربح وفير لهذا اليوم.
لم يهتم لتجاهلي له ولم يخلف وعده وأخذني عند صاحب اقوى رائحة شواء واشترينا بعض اللحم وانتقلنا لمحل أخر اشترينا بعض العصير.
سرنا قليلا ولم نتجه للمهرجان لكننا اتجهنا لتلة صغيرة مرتفعة تظهر المهرجان بأكمله أمامنا.
امسكت بنفسي تأكل وتشرب مستمتعة متناسية الإلتزام بعدم الشرب والأكل بدون أي حيطة، الأكل والشرب بحيطة؟! هذا سخيف.
قال أودين: “أليس المنظر جميل؟! جميع الناس فرحون لأنهم يريدون الترفيه عن أنفسهم بهذه الليلة، أصحاب المصالح بدؤوا بفتح محلاتهم أو بقالاتهم ليعرضوا أفضل ما لديهم وليرضوا الزبائن فهم يريدون الحافظ على سمعة محلاتهم بالأيام التالية كما يريدون تحقيق ربح وفير لهذا اليوم.
لقد مر الكثير من الوقت وأودين لم يؤذني أبداً، أنا بالطبع لا اصدق نفاقه ولن افتح له المجال ليدخل حياتي ويفسدها لكن بالرغم من ذلك فهو يستطيع تدمير هذه الحياة وتحويلها لجحيم إن اراد، كل هذه الحيطة التي ألتزم بها ليست ذات نفع إن قرر أذيتي،إنه صاحب سلطة وقوة كبيرة وكل دفاعاتي هشة أمامه لذا لن يؤثر تناول الطعام بهذا اليوم لكني أعلم أن التراخي بهذا اليوم سيضعفني بالفعل، إذا بقيت أقنع نفسي أنه اليوم وحسب سأجده دخل حياتي فجأة ودون إذن، يجب علي التماسك أكثر.
أغمضت عيني الناظرة للأسفل ثم فتحتها وهي ناظرة للسماء، أمسك البوشار وبدأ يضعه أمام فمي لكنني لم افتح فمي فقال: “سأعضك” ففتحت فمي وأكلت.
اخذني لمحل حلوى ولكنني افلت يده ونظرت لطريقنا لنتابع السير، اعتذر من صاحب المحل وغادرنا وقال: “هل تكرهين حلوى التفاح؟!”.
نهاية لا بأس بها على ما أعتقد، بعد كل الذي عانيته بحياتي لا بأس إذا منحت موت كهذا الموت الجميل لكن لا بأس أيضاً بالموت هنا والآن.
لم أجب كالعادة واستمرينا بالسير حتى دق الجرس فقال: “انه وقت الألعاب النارية، هيا لنذهب حيث يذهب الناس”.
الليلة أمر مختلف كلياً من شأنه أن يكسر هذا الروتين، أنه المهرجان، وعدني الشاب ذو الضعر الأبيض أننا سنذهب وأنا بالفعل أريد الذهاب لهذا المهرجان لأن لدي ذكريات جميلة بمهرجان ذهبت إليه مع أمي.
نعم لدي بعض الحماس والكثير منه، أرغب بشدة برؤية الألعاب النارية لكنني ارغب برؤيتها وحدي، ارغب بالركض نحوها والرقص حولها وحدي.
تابعنا سيرنا وسرنا كثيراً وبقيت اعرض عن الكثير لكنه عرض علي لعبة قد لعبتها مع أمي وأبي بالمهرجان فلم اعرض ونظرت لها فذهبنا لهناك.
أنا أتخيله بعقلي، مكان أخضر مديد مضاء بنور الألعاب النارية، هذا هو المكان الذي أريده، أريده أن يمتلئ بفراشات ضعيفة ملونة كلون الألعاب النارية ولا أريد أن يكون به أحد سواي.
الناس مفعمون بالطاقة ويفيضون جمال، هذا هو المجتمع الذي أحلم بالعيش به وأحلم بالانخراط به، أحلم أن أكون شخص بارز به، شخص ذو مكانة ووقار بينهم، ألا تشعرين بنفس الرغبة؟!”
أرقص وأضحك كما أشاء واستمد نوري من ضوء الألعاب النارية المصيئة والملهجة البراقة، أتقدم وأتقدم إلى الطريق الأخر الجميل الذي يبدو وكأنه يمتد إلى المالانهاية لكنه بالحقيقة يمتد لموتي، نعم موتي السعيد.
يحب الإنسان التصرف على طبيعته لذا يحب البقاء مع أصدقائه وأخوته وعائلته اللذين لا يضطر للتصنع أمامهم ويشعر الإنسان بالتعب والإرهاق عندما يختلط بالغرباء لأنه بتصنع كثيراً أمامهم.
نهاية لا بأس بها على ما أعتقد، بعد كل الذي عانيته بحياتي لا بأس إذا منحت موت كهذا الموت الجميل لكن لا بأس أيضاً بالموت هنا والآن.
كانت قبل لحظات تقول أنها لوحدها، كيف ستذهب مع صديقاتها الآن؟! على أية حال اقسم انها ستكرهه للأبد.
عندما أنظر لأودين ولجمال وجهه وشعره أشعر وكأنني أرغب بالموت الآن لأن هذا الموت سيكون مرضي لي على الأقل.
بالرغم من سوء ما حدث بالنهاية إلا أنني راضية تماماً عن هذا اليوم، مررت بالكثير وسيبقى لدي الكثير لاذكره عن هذا اليوم.
“هاي، اراك هنا الليلة، وانظروا من معه، كيف حالك؟!” قالت الفتاة ميرا ذلك وقاطعت حبل أفكاري.
أعدت نظري بسرعة للسماء كما فعل هو قبلي وبقيت انظر للسماء حتى انتهت الألعاب النارية.
مدت ميرا يدها نحوي لتصافحني لكنني تراجعت خلف أودين، “لا تتدخلي بشؤوني ايتها الفتاة المرحة وارحلي من هنا” هذا ما اردت اخبارها به لكن هذا مستحيل.
لم نتجه للمنزل وعدنا للمهرجان، هل نسي أمر ما يا ترى؟!
قال أودين: “دعيها وشأنها وأخبريني هل يمكننا رؤية الألعاب النارية إن صعدنا لتلك التلة؟!”.
إنه طيب وأنا أصبحت أؤمن بأنه طيب لكنه يجاهد نفسه ليظهر هذا الظلام الدامس الذي بداخله والذي يرغب بدفعه للخارج وهذا أمر يؤلمه هو نفسه أكثر مما يؤلم أي أحد آخر.
قالت: “نعم بالطبع لكن لماذا تلك التلة؟! هناك ستكون الالعاب النارية أقرب” أشارت لحيث يذهب الناس.
طرق باب المنزل ودخل ثم طرق باب غرفتي ودخل، حاولت إخفاء خجلي بالوشاح الذي غطيت به فمي.
قال أودين: “إنسي الأمر”.
سرنا قليلاً وقال لي أودين: “انا لا استطيع معرفة ما تريدينه دون كلام لذا هيا اشيري على أمر تريدين تناوله”.
الوقت يمضي وستبدأ الالعاب النارية بأي لحظة هيا ارحلي ايتها المرحة، قالت: “اه حسنا كما تشاء، هل ستذهبان لهناك؟!”.
“بيلي” قلت بصوت بالكاد أنا سمعته، اقترب من وجهي وقال: “لم اسمعك ولن ارحل على هذه الحال”.
قال: “نعم”.
حاولت اول مرة ولم انجح، بالمرة الثانية نجحت واخذتها ووضعتها بالوعاء الآخر فقال صاحب المتجر “ااه احسنتي يا أنسة”.
قالت: “حقا؟! كما ترى أنا لوحدي هل تسمح لي بمرافقتكم؟!”.
_”حسنا ايها اللئيم الوقح، أنا سأعود لصديقاتي ولا أريد مرافقتك”.
_”لا”.
شعرت بالحرج من طأطأت رأسي لأنني بدوت مفسدة للجو وكئيبة لذا رفعت رأسي وخافظت على نظري للأعلى لكن بعيداً عنه.
_”ماذا؟ بهذه السرعة ترفض؟! لكن لماذا؟!”.
كنت خائفة من قدوم هذه اللحظة التي سينام بجانبي بها ويغتصبني لكنه لم يفعل، غطى جسدي بالغطاء ومسح على شعري قليلاً وقال: “لقد قدمت لكي اليوم الكثير وأريد المقابل، هذه الليلة أنا لن اغادر ابدا حتى تخبريني باسمك، سأبقى هنا ولا أعلم بما سأفكر، لربما افكر بشيء سيء لن يعجبك لذا من الأفضل لك أن تخبريني بسرعة”.
_”انسي الأمر وارحلي”.
دمعت عيناي بشدة وجاهدت نفسي وقلت: “لا، لا لا لا”.
_”حسنا ايها اللئيم الوقح، أنا سأعود لصديقاتي ولا أريد مرافقتك”.
عدنا لشارع المهرجان ولكن فاجأني المهرجان فهو ما زال نابض بالحياة وكما كان وبل كثر الناس به.
كانت قبل لحظات تقول أنها لوحدها، كيف ستذهب مع صديقاتها الآن؟! على أية حال اقسم انها ستكرهه للأبد.
“هاي، اراك هنا الليلة، وانظروا من معه، كيف حالك؟!” قالت الفتاة ميرا ذلك وقاطعت حبل أفكاري.
استدارت ميرا ورحلت وهي غاصبة ونحن توجهنا لمحل يبيع البوشار الساخن واشترى أودين الكثير.
ابتسم لي وتراجع ومد يده وقال: “هيا لنعد أيتها الثرثارة كثيرة الكلام”.
صعدنا للتلة وقلبي خائف من بدأ الالعاب النارية بأي لحظة لكننا وصلنا قبل بدئها.
لقد ثارت مشاعره ولم يعد يستطيع السيطرة على نفسه، لقد تحول لوحش وانتهى الأمر، أمسك بذقني ورفع رأسي جاعلاً نظري موجه لنظره وانا لم أجرؤ على زحزحة رأسي خوفاً.
خلع قميصه مجدداً وجلست عليه ووضع البوشار الخاص بي أمامي وجلس بجانبي وقال: “ستبدأ الألعاب النارية بأي لحظة ابقي مترقبة”.
انا بالطبع لن أفعل بالرغم من كثرة الروائح الجاذبة والفاتحة للشهية، أنا بالفعل جائعة وبنفس الوقت معرضة، لا أريده أن يخدعني ويقربني إليه بهذا المهرجان، لن اسمح له بالوصول إلي بهذه الطيبة الكاذبة.
كنت انظر للسماء مترقبة لكن عندما قال ذلك شعرت بالحرج من شدة المراقبة وطاطأت رأسي مجددا، نظر نحوي وابتسم فابعدت وجهي أكثر.
أشحت بنظري للجهة الأخرى لكنه قرب وجهه من وجهي بشكل كبير وقال: “انظري للسماء ولا تفوتي اول ضربة والا عضضتك باسناني التي تناولت اللحم المشوي قبل قليل، سأعضك على خدك وأمزقه”.
نهض وجلس خلفي وأمسك ذقني ورفعه ووضع يده حول رقبتي وثبت ذقني على يده واعاد جسدي قليلا للخلف ليتكئ ظهري على صدره مما جعل وجهي موجه للسماء.
الناس مفعمون بالطاقة ويفيضون جمال، هذا هو المجتمع الذي أحلم بالعيش به وأحلم بالانخراط به، أحلم أن أكون شخص بارز به، شخص ذو مكانة ووقار بينهم، ألا تشعرين بنفس الرغبة؟!”
أشحت بنظري للجهة الأخرى لكنه قرب وجهه من وجهي بشكل كبير وقال: “انظري للسماء ولا تفوتي اول ضربة والا عضضتك باسناني التي تناولت اللحم المشوي قبل قليل، سأعضك على خدك وأمزقه”.
على أية حال أنا لن اتغير لأنني بالوقت الراهن لا استطيع.
أغمضت عيني الناظرة للأسفل ثم فتحتها وهي ناظرة للسماء، أمسك البوشار وبدأ يضعه أمام فمي لكنني لم افتح فمي فقال: “سأعضك” ففتحت فمي وأكلت.
_”حسنا ايها اللئيم الوقح، أنا سأعود لصديقاتي ولا أريد مرافقتك”.
لم يقل لي أن أكل لوحدي وإلا سابقى أطعمك لكنني بدات أكل لوحدي لأن الأمر محرج بشدة.
قال أودين: “إنسي الأمر”.
فجأة ظهر صوت المفرقعات التي ارتفعت في السماء، كان المنظر مبهج وجميل للغاية، تذكرت المهرجان الذي شاهدته مع والدتي ووقت اطلاق المفرقعات حيث قفزت والدتي مصفقة بيدها وفرحة ومشيرة للمفرقعات كي اراقب أنا ووالدي بتمعنىلكن اكثر شيء راقبته بتمعن هو فرحة والدتي.
على أية حال أنا لن اتغير لأنني بالوقت الراهن لا استطيع.
نعم كانت فرحة وأنا كذلك، أنا افهمها الآن، هذا المنظر حقا جميل، الظلمة وهذا المكان رائع ومناسب، بعيداً عن الناس ونحن وحدنا، نظرت لذو الشعر الأبيض فكان ينظر لي مبتسماً.
_”انسي الأمر وارحلي”.
أعدت نظري بسرعة للسماء كما فعل هو قبلي وبقيت انظر للسماء حتى انتهت الألعاب النارية.
اعطاني الحاجات وأخبرني انه إذا عاد للمنزل مساءً ووجدني لم ارتدي هذه الملابس سيجعلني اخلع ملابسي رغما عني وارتدي الملابس الجديدة ولن ينظر للجهة الاخرى.
افلتني وهو مبتسم ومد يده وقال: “هيا لنعود”.
فجأة ظهر صوت المفرقعات التي ارتفعت في السماء، كان المنظر مبهج وجميل للغاية، تذكرت المهرجان الذي شاهدته مع والدتي ووقت اطلاق المفرقعات حيث قفزت والدتي مصفقة بيدها وفرحة ومشيرة للمفرقعات كي اراقب أنا ووالدي بتمعنىلكن اكثر شيء راقبته بتمعن هو فرحة والدتي.
أنه لأمر محزن حقا أن ينتهي بهذه السرعة، بالفعل الأوقات الجميلة قصير ولا تمتد لأكثر من مجرد لحظات.
بالرغم من سوء ما حدث بالنهاية إلا أنني راضية تماماً عن هذا اليوم، مررت بالكثير وسيبقى لدي الكثير لاذكره عن هذا اليوم.
نزلنا عن التلة وبقي أودين يحمل البوشار الخاص به والخاص بي بيده.
نهض وجلس خلفي وأمسك ذقني ورفعه ووضع يده حول رقبتي وثبت ذقني على يده واعاد جسدي قليلا للخلف ليتكئ ظهري على صدره مما جعل وجهي موجه للسماء.
لم نتجه للمنزل وعدنا للمهرجان، هل نسي أمر ما يا ترى؟!
كلامه وابتسامته تجعلني اطيل النظر لملامحه رغما عني، كشف غطاء السرير ثم عاد الي وسحبني للسرير وقال نامي ففزعت.
عدنا لشارع المهرجان ولكن فاجأني المهرجان فهو ما زال نابض بالحياة وكما كان وبل كثر الناس به.
نهاية لا بأس بها على ما أعتقد، بعد كل الذي عانيته بحياتي لا بأس إذا منحت موت كهذا الموت الجميل لكن لا بأس أيضاً بالموت هنا والآن.
لم يكن هناك أي محل فارغ وأصحاب البقالات والمحال لا يتوقفون عن الحركة وتلبية طلبات عملائهم.
لم نتجه للمنزل وعدنا للمهرجان، هل نسي أمر ما يا ترى؟!
أخذني أودين لمحل دمى محشوة وطلب مني الإختيار لكنني لم أبدي أي ردة فعل فاقترب من أذني وقال لي: “سأعضك”.
كررته بنفس الصوت لكنه لم يبتعد فاستجمعت قواي وقلت بصوت ظاهر وواضح: “بيلي”.
كان الأمر محرجا فأبعدت وجهي أكثر عنه فقال: “لا بأس لن اضغط عليك”.
طاطأت راسي وتقبلت الحقيقة، نعم لربما لم يتبقى لديه المال لذلك تجاهلني، شعرت بالحزن، لقد منعتني والدتي من تناول تلك الحلوى بالمهرجان لأني كنت صغيرة واليوم؟!
دفعني قلبي للنظر بإعجاب للدمى المحشوة وأبديت ردة فعل غبية قليلاً بالنظر بطرف عيني للدمى لكن لحسن حظي كان أودين بالفعل ينظر للدمى ويحاول الاختيار ولم يراني.
على أية حال أنا لن اتغير لأنني بالوقت الراهن لا استطيع.
نظرت بشدة لدب بني كبير ومنفوش وبالفعل اشتراه لي، لا أعلم ما هو هذا الشعور بالضبط لكنني بالفعل سقطت بالحب، هذا الدب أنا أحببته.
اعطاني الحاجات وأخبرني انه إذا عاد للمنزل مساءً ووجدني لم ارتدي هذه الملابس سيجعلني اخلع ملابسي رغما عني وارتدي الملابس الجديدة ولن ينظر للجهة الاخرى.
لا أعلم إن كان ما لديع ذكاء زائد أم كان تشابه بالأذواق لكن من كلامه الذي قاله أرجح الخيار الاول حيث قال: “اظن أن هذا ما تريديه”.
طرق باب المنزل ودخل ثم طرق باب غرفتي ودخل، حاولت إخفاء خجلي بالوشاح الذي غطيت به فمي.
تابعنا سيرنا وسرنا كثيراً وبقيت اعرض عن الكثير لكنه عرض علي لعبة قد لعبتها مع أمي وأبي بالمهرجان فلم اعرض ونظرت لها فذهبنا لهناك.
كان منظر المهرجان من الأعلى ساحر رائع، الأضواء مبهرجة وبراقة، أظن أني لا أكره اجتماع البشر هناك، إنه المكان الوحيد الذي به بشر وأرغب بالذهاب إليه.
كانت لعبة صيد السمك بشبكة صغيرة، دائماً ما تتمزق الشبكة لكن البعض وهم قليلون ينجحون بالصيد.
لقد ثارت مشاعره ولم يعد يستطيع السيطرة على نفسه، لقد تحول لوحش وانتهى الأمر، أمسك بذقني ورفع رأسي جاعلاً نظري موجه لنظره وانا لم أجرؤ على زحزحة رأسي خوفاً.
أخذ أودين ثلاث شبكان وكان له ثلاث محاولات وفشل بالثلث طرق التي جربها.
فجأة ظهر صوت المفرقعات التي ارتفعت في السماء، كان المنظر مبهج وجميل للغاية، تذكرت المهرجان الذي شاهدته مع والدتي ووقت اطلاق المفرقعات حيث قفزت والدتي مصفقة بيدها وفرحة ومشيرة للمفرقعات كي اراقب أنا ووالدي بتمعنىلكن اكثر شيء راقبته بتمعن هو فرحة والدتي.
بقيت الثلاث شبكات بيدي ولم استخدمها، بالماضي فشل والدي وفشلت أنا ونجحت امي باصطياد سمكة واحدة.
حاولت اول مرة ولم انجح، بالمرة الثانية نجحت واخذتها ووضعتها بالوعاء الآخر فقال صاحب المتجر “ااه احسنتي يا أنسة”.
تابعنا سيرنا وأتى نظري على بائع حلوى كروية ملونة، تلك الحلوى كانت تحبها أمي وكنت أرغب بتذوقها، أطلت النظر لها وحاولت الإشارة لأودين لكنه لم يتوقف.
حاولت آخر مرة وكنت قريبة لكنها سقطت بعد أن رفعتها، مسح أودين على شعري بقوة وقال: “أنت بارعة، السمكة لنا أو أقصد لك”.
تابعنا سيرنا وأتى نظري على بائع حلوى كروية ملونة، تلك الحلوى كانت تحبها أمي وكنت أرغب بتذوقها، أطلت النظر لها وحاولت الإشارة لأودين لكنه لم يتوقف.
وضع صاحب المتجر السمكة بكيس مليء بالماء واغلقه ومد يده لكن أودين لم يأخذها بل نظر نحوي، حثنا صاحب المتجر وهو يمد يده فأسرعت وأخذتها فابتسم لي أودين.
“بيلي” قلت بصوت بالكاد أنا سمعته، اقترب من وجهي وقال: “لم اسمعك ولن ارحل على هذه الحال”.
لا اعلم ماذا يقصد بهذا، منذ خرجنا اشترى لي كل شيء فكان ما هو ملك له لي أيضاً لكن الشيء الذي حصلت عليه ليس لنا بل لي وحدي.
ابتسامته مزعجة، انها تسحر نظري ولا تسمح له بالتوقف عن التحديق بها.
إنه أمر لا يستحق التوقف عليه إن كنت ابحث عن بعد ونفور عن هذا الفتى لكنني اليوم أشعر أنني أسأت له كثيراً وظلمته لكن هل هذا هو الشعور الذي يريدني أن اشعر به؟!
أنه لأمر محزن حقا أن ينتهي بهذه السرعة، بالفعل الأوقات الجميلة قصير ولا تمتد لأكثر من مجرد لحظات.
على أية حال أنا لن اتغير لأنني بالوقت الراهن لا استطيع.
مدت ميرا يدها نحوي لتصافحني لكنني تراجعت خلف أودين، “لا تتدخلي بشؤوني ايتها الفتاة المرحة وارحلي من هنا” هذا ما اردت اخبارها به لكن هذا مستحيل.
تابعنا سيرنا وأتى نظري على بائع حلوى كروية ملونة، تلك الحلوى كانت تحبها أمي وكنت أرغب بتذوقها، أطلت النظر لها وحاولت الإشارة لأودين لكنه لم يتوقف.
كنت انظر للسماء مترقبة لكن عندما قال ذلك شعرت بالحرج من شدة المراقبة وطاطأت رأسي مجددا، نظر نحوي وابتسم فابعدت وجهي أكثر.
حاولت ابطاء سيري لكنه تابع سحبي ولم ينظر للخلف كما جرت العادة، قال: “هيا لنغادر المهرجان، لقد تأخر الوقت وبدأت المتاجر تغلق والناس تغادر”.
الناس مفعمون بالطاقة ويفيضون جمال، هذا هو المجتمع الذي أحلم بالعيش به وأحلم بالانخراط به، أحلم أن أكون شخص بارز به، شخص ذو مكانة ووقار بينهم، ألا تشعرين بنفس الرغبة؟!”
طاطأت راسي وتقبلت الحقيقة، نعم لربما لم يتبقى لديه المال لذلك تجاهلني، شعرت بالحزن، لقد منعتني والدتي من تناول تلك الحلوى بالمهرجان لأني كنت صغيرة واليوم؟!
بدلت ملابسي وانا أفكر بما يريده وبالفعل طرق الباب ثلاث مرات ودخل.
كان ذلك امر أثار حزني لكنه يسير ولا ينظر نحوي، هل كان كل ذلك تمثيل؟! هل كل لطفه زائف؟! لماذا كل الأمور تفسد بنهايتها معي؟! هل كل النهايات سيئة أم فقط النهايات التي تودعني؟!
اخذني لمحل حلوى ولكنني افلت يده ونظرت لطريقنا لنتابع السير، اعتذر من صاحب المحل وغادرنا وقال: “هل تكرهين حلوى التفاح؟!”.
اخذنا طريق بين المحال وابتعدنا قليلاً حتى لم يعد أحد من البشر بالجوار، استغربت الأمر وسرت بهذه المنطقة المعزولة لكن فجأة سحبني أودين من يدي ودفعني نحو جدار وأمسك كلتا يدي وثبتهن فوق رأسي وقرب جسده من جسدي، ويحي انه يريد إغتصابي.
أرقص وأضحك كما أشاء واستمد نوري من ضوء الألعاب النارية المصيئة والملهجة البراقة، أتقدم وأتقدم إلى الطريق الأخر الجميل الذي يبدو وكأنه يمتد إلى المالانهاية لكنه بالحقيقة يمتد لموتي، نعم موتي السعيد.
لقد ثارت مشاعره ولم يعد يستطيع السيطرة على نفسه، لقد تحول لوحش وانتهى الأمر، أمسك بذقني ورفع رأسي جاعلاً نظري موجه لنظره وانا لم أجرؤ على زحزحة رأسي خوفاً.
هززت رأسي واغمضت عيني وعدت نظرت له ودموعي تسقط على وجنتي لأنه لم يتركني.
قال: “هل ستكوني سعيدة اذا اغتصبتك هنا والان؟!”.
أشحت بنظري للجهة الأخرى لكنه قرب وجهه من وجهي بشكل كبير وقال: “انظري للسماء ولا تفوتي اول ضربة والا عضضتك باسناني التي تناولت اللحم المشوي قبل قليل، سأعضك على خدك وأمزقه”.
هززت رأسي واغمضت عيني وعدت نظرت له ودموعي تسقط على وجنتي لأنه لم يتركني.
بقيت انظر للملابس منذ الصباح وعندما زالت الشمس عن منتصف السماء كان موعد قدومه لكنني أغمضت عيني وغفوت ولم الحظ قدومه أو رحيله لكن بلا شك غادر كالعادة.
قال: “تحدثي ولا تبقي صامتة، عبري عن ما بداخلك، لا تكتفي بهز رأسك، هذا لن يفيدك، من لا يرفض الألم الصغير سيتفاجأ بألم صارخ أصابه فجأة، هكذا هي الحياة، عليك بالتدرج، إذا لم تستطيعي الدفاع عن أبسط حقوقك ستنتهك كل حقوقك الكبيرة والصغير وستنتهك حياتك أيضاً، ستنالين الجحيم مرة أخرى، هيا اخبريني هل تريدين أن اغتصبك هنا والآن”.
لم اتحرك لكنه سحبني وأجبرني على النوم وقال: “هكذا اتصرف عندما لا تسمعين الكلام”.
دمعت عيناي بشدة وجاهدت نفسي وقلت: “لا، لا لا لا”.
طرق باب المنزل ودخل ثم طرق باب غرفتي ودخل، حاولت إخفاء خجلي بالوشاح الذي غطيت به فمي.
أرخى جسدي وابتعد عنه قليلاً وأفلت يدي وابتسم لي وقال: “أحسنت، أنا آسف لإخافتك لكن أنا فقط أريد سماع صوتك الجميل هذا، لا أريد أن تبقي خائفة للأبد، أنا لن ابقى معك حتى الممات وأدللك، ستحتاجين للتتطور بهذه الحياة لتصبح شخص فاعل وقادر”.
قام بدفع اصابعه بداخل الكيمنو من جهة رقبتي نزولاً للأسفل لكنني قلت بسرعة: “حلوى”.
ما هذا؟! ماذا يقصد؟! ألم يكن يريد اغتصابي؟! هل هذه مزحة؟! هل يقصد أن هذا اختبار؟!
استدارت ميرا ورحلت وهي غاصبة ونحن توجهنا لمحل يبيع البوشار الساخن واشترى أودين الكثير.
عاد وقرب جسده من جسدي ورفع يدي للأعلى كما كانت لكن ليس بذلك الوجه المخيف بل بوجه مبتسم ناعم، قال: “هيا الآن اخبريني بماذا كنت تريدي وإلا تعلمين ماذا سأفعل، لن اكتفي بعضك”.
قال: “كان يوما جميلاً برفقتك”.
اغمضت عيني واشحت بوجهي عن وجهه ولم اتكلم، يستحيل أن اتكلم انه ليس جاد.
قال: “تحدثي ولا تبقي صامتة، عبري عن ما بداخلك، لا تكتفي بهز رأسك، هذا لن يفيدك، من لا يرفض الألم الصغير سيتفاجأ بألم صارخ أصابه فجأة، هكذا هي الحياة، عليك بالتدرج، إذا لم تستطيعي الدفاع عن أبسط حقوقك ستنتهك كل حقوقك الكبيرة والصغير وستنتهك حياتك أيضاً، ستنالين الجحيم مرة أخرى، هيا اخبريني هل تريدين أن اغتصبك هنا والآن”.
قام بدفع اصابعه بداخل الكيمنو من جهة رقبتي نزولاً للأسفل لكنني قلت بسرعة: “حلوى”.
منحني قطعة صغيرة وسألني: “هل تحبين اللبان؟!” نعم إنه لبان، كان يُمضغ لوقت طويل ولا يأكل، الآن اذكره جيدا.
ابتسم لي وتراجع ومد يده وقال: “هيا لنعد أيتها الثرثارة كثيرة الكلام”.
تابعنا سيرنا وأتى نظري على بائع حلوى كروية ملونة، تلك الحلوى كانت تحبها أمي وكنت أرغب بتذوقها، أطلت النظر لها وحاولت الإشارة لأودين لكنه لم يتوقف.
من هي الثرثارة كثيرة الكلام؟! أنا لست كذلك، جلب يدي ليده وسحبني للمهرجان مرة أخرى وتوقف بمكان محل الحلوى.
أنا أتخيله بعقلي، مكان أخضر مديد مضاء بنور الألعاب النارية، هذا هو المكان الذي أريده، أريده أن يمتلئ بفراشات ضعيفة ملونة كلون الألعاب النارية ولا أريد أن يكون به أحد سواي.
قال: “اي متجر تقصدين؟!”.
الناس مفعمون بالطاقة ويفيضون جمال، هذا هو المجتمع الذي أحلم بالعيش به وأحلم بالانخراط به، أحلم أن أكون شخص بارز به، شخص ذو مكانة ووقار بينهم، ألا تشعرين بنفس الرغبة؟!”
لم أجبه فاقترب مني أكثر وقال: “اذا عدت وسحبتك مرة اخرى فانسي أمر الحلوى لأنك أنت من ستصبحين حلوى وانا لن اتراجع وقتها أبدا، هيا اشيري إليه بسرعة”.
اشترى لي ذو الشعر الأبيض كيمونو وشريط شعر وحذاء، الكيمونو جيمل للغاية وشريط الشعر مزين ولونه وردي متناسق مع لون الكيمونو وكذلك الحذاء يناسب ما اشتراه أما هذا الحذاء الجديد كانت امي تملك واحد يشبهه تماماً لذا أنا بالفعل وقعت بحبه من أول نظرة.
لم يكن بيدي أي خيار آخر، أشرت باصبعي له فاخبرني انه لا يستطيع التميز فمددت يدي باكملها فاصطحبني إليه واشترى الكثير.
قال: “كان يوما جميلاً برفقتك”.
منحني قطعة صغيرة وسألني: “هل تحبين اللبان؟!” نعم إنه لبان، كان يُمضغ لوقت طويل ولا يأكل، الآن اذكره جيدا.
قال: “هيا اجيبي، نحن ذاهبون للمنزل ولا تملكين خيار آخر”.
قال: “هيا اجيبي، نحن ذاهبون للمنزل ولا تملكين خيار آخر”.
اخذنا طريق بين المحال وابتعدنا قليلاً حتى لم يعد أحد من البشر بالجوار، استغربت الأمر وسرت بهذه المنطقة المعزولة لكن فجأة سحبني أودين من يدي ودفعني نحو جدار وأمسك كلتا يدي وثبتهن فوق رأسي وقرب جسده من جسدي، ويحي انه يريد إغتصابي.
اعطيته إيماء برأسي يشير للموافقة فاشترى المزيد ثم تابعنا الطريق وأنا استمر بالمضغ حتى وصلنا المنزل.
قال أودين: “أليس المنظر جميل؟! جميع الناس فرحون لأنهم يريدون الترفيه عن أنفسهم بهذه الليلة، أصحاب المصالح بدؤوا بفتح محلاتهم أو بقالاتهم ليعرضوا أفضل ما لديهم وليرضوا الزبائن فهم يريدون الحافظ على سمعة محلاتهم بالأيام التالية كما يريدون تحقيق ربح وفير لهذا اليوم.
بالرغم من سوء ما حدث بالنهاية إلا أنني راضية تماماً عن هذا اليوم، مررت بالكثير وسيبقى لدي الكثير لاذكره عن هذا اليوم.
هذا اليوم لا اعلم كيف اصفه، لربما جميل ورائع لكن بنفس الوقت غريب للغاية، إنه يوم لا يمحى من الذاكرة، إنه من تلك الأيام التي لا تنسى بالفعل.
دخلنا المنزل وكنت سأسرع لغرفتي كما جرت العادة لكنه أمسك بيدي فخفت حقاً لأننا اصبحنا وحدنا لكنه قال: “تعالي خذي وعاء ضعي به السمكة”.
نعم كانت فرحة وأنا كذلك، أنا افهمها الآن، هذا المنظر حقا جميل، الظلمة وهذا المكان رائع ومناسب، بعيداً عن الناس ونحن وحدنا، نظرت لذو الشعر الأبيض فكان ينظر لي مبتسماً.
سحبني معه ومنحني وعاء ووضع به السمكة وحملهتها معي للغرفة وانا أسير خلفه وقال: “بدلي ملابسك بسرعة، سأعود بعد لحظة”.
مدت ميرا يدها نحوي لتصافحني لكنني تراجعت خلف أودين، “لا تتدخلي بشؤوني ايتها الفتاة المرحة وارحلي من هنا” هذا ما اردت اخبارها به لكن هذا مستحيل.
بدلت ملابسي وانا أفكر بما يريده وبالفعل طرق الباب ثلاث مرات ودخل.
إنه أمر لا يستحق التوقف عليه إن كنت ابحث عن بعد ونفور عن هذا الفتى لكنني اليوم أشعر أنني أسأت له كثيراً وظلمته لكن هل هذا هو الشعور الذي يريدني أن اشعر به؟!
قال: “كان يوما جميلاً برفقتك”.
لم أجب كالعادة واستمرينا بالسير حتى دق الجرس فقال: “انه وقت الألعاب النارية، هيا لنذهب حيث يذهب الناس”.
كلامه وابتسامته تجعلني اطيل النظر لملامحه رغما عني، كشف غطاء السرير ثم عاد الي وسحبني للسرير وقال نامي ففزعت.
الناس مفعمون بالطاقة ويفيضون جمال، هذا هو المجتمع الذي أحلم بالعيش به وأحلم بالانخراط به، أحلم أن أكون شخص بارز به، شخص ذو مكانة ووقار بينهم، ألا تشعرين بنفس الرغبة؟!”
لم اتحرك لكنه سحبني وأجبرني على النوم وقال: “هكذا اتصرف عندما لا تسمعين الكلام”.
أفلت الغطاء واستدار ورحل، اغلق الباب واختفى صوته بعدها تماما، شعرت برغبة قوية باحتضان الغطاء وفعلت.
كنت خائفة من قدوم هذه اللحظة التي سينام بجانبي بها ويغتصبني لكنه لم يفعل، غطى جسدي بالغطاء ومسح على شعري قليلاً وقال: “لقد قدمت لكي اليوم الكثير وأريد المقابل، هذه الليلة أنا لن اغادر ابدا حتى تخبريني باسمك، سأبقى هنا ولا أعلم بما سأفكر، لربما افكر بشيء سيء لن يعجبك لذا من الأفضل لك أن تخبريني بسرعة”.
قام بدفع اصابعه بداخل الكيمنو من جهة رقبتي نزولاً للأسفل لكنني قلت بسرعة: “حلوى”.
انا مجبرة على البوح به ولا أملك خيار، لكن لماذا اخباره باسمي أمر محرج؟! على اية حال لا استطيع فعل شيء اخر لجعله يرحل.
هززت رأسي واغمضت عيني وعدت نظرت له ودموعي تسقط على وجنتي لأنه لم يتركني.
“بيلي” قلت بصوت بالكاد أنا سمعته، اقترب من وجهي وقال: “لم اسمعك ولن ارحل على هذه الحال”.
_”ماذا؟ بهذه السرعة ترفض؟! لكن لماذا؟!”.
كررته بنفس الصوت لكنه لم يبتعد فاستجمعت قواي وقلت بصوت ظاهر وواضح: “بيلي”.
إنه أمر لا يستحق التوقف عليه إن كنت ابحث عن بعد ونفور عن هذا الفتى لكنني اليوم أشعر أنني أسأت له كثيراً وظلمته لكن هل هذا هو الشعور الذي يريدني أن اشعر به؟!
ابعد وجهه وكشف الغطاء الذي يغطي وجهي وقال: “اسمك جميل ويريح القلب، بمعرفته سأعتبر هذا اليوم يوم نصر كبير لي، ليلة سعيدة يا بيلي الجميلة”.
بقيت انظر للملابس منذ الصباح وعندما زالت الشمس عن منتصف السماء كان موعد قدومه لكنني أغمضت عيني وغفوت ولم الحظ قدومه أو رحيله لكن بلا شك غادر كالعادة.
أفلت الغطاء واستدار ورحل، اغلق الباب واختفى صوته بعدها تماما، شعرت برغبة قوية باحتضان الغطاء وفعلت.
ابتسامته مزعجة، انها تسحر نظري ولا تسمح له بالتوقف عن التحديق بها.
هذا اليوم لا اعلم كيف اصفه، لربما جميل ورائع لكن بنفس الوقت غريب للغاية، إنه يوم لا يمحى من الذاكرة، إنه من تلك الأيام التي لا تنسى بالفعل.
قالت: “حقا؟! كما ترى أنا لوحدي هل تسمح لي بمرافقتكم؟!”.
بهذا اليوم عرف فقط اسمي لكنني عرفت عنه الكثير، عرفت عنه ما سيمكنني من العيش معه براحة واطمئنان لكن لا زال هذا الشعور عالق بهذني، الشعور الذي يدفعني للإيمان بوجود ظلام دامس بقلب هذا الشاب.
_”انسي الأمر وارحلي”.
إنه طيب وأنا أصبحت أؤمن بأنه طيب لكنه يجاهد نفسه ليظهر هذا الظلام الدامس الذي بداخله والذي يرغب بدفعه للخارج وهذا أمر يؤلمه هو نفسه أكثر مما يؤلم أي أحد آخر.
سرنا قليلاً وقال لي أودين: “انا لا استطيع معرفة ما تريدينه دون كلام لذا هيا اشيري على أمر تريدين تناوله”.
إنه يَظلِم نفسه ويتعبها بجهاده ليظهر شخص مختلف كلياً عن الشخص الموجود بداخله وأنا متأكدة أن هذا الجهاد يرهقه.
قال: “نعم”.
يحب الإنسان التصرف على طبيعته لذا يحب البقاء مع أصدقائه وأخوته وعائلته اللذين لا يضطر للتصنع أمامهم ويشعر الإنسان بالتعب والإرهاق عندما يختلط بالغرباء لأنه بتصنع كثيراً أمامهم.
اخذنا طريق بين المحال وابتعدنا قليلاً حتى لم يعد أحد من البشر بالجوار، استغربت الأمر وسرت بهذه المنطقة المعزولة لكن فجأة سحبني أودين من يدي ودفعني نحو جدار وأمسك كلتا يدي وثبتهن فوق رأسي وقرب جسده من جسدي، ويحي انه يريد إغتصابي.
أودين متعب ومرهق من كثرة التصنع وأنا متأكدة أن تعبه يفوق تعب أي شخص آخر لأنه لا يحاول التصنع فقط بل يحاول أعتياد هذا التصنع والتطبع عليه وهذا أمر يجعله متعب ومرهق إرهاق جلي وواصح على وجهه الجميل البائس.
انا مجبرة على البوح به ولا أملك خيار، لكن لماذا اخباره باسمي أمر محرج؟! على اية حال لا استطيع فعل شيء اخر لجعله يرحل.
أشحت بنظري للجهة الأخرى لكنه قرب وجهه من وجهي بشكل كبير وقال: “انظري للسماء ولا تفوتي اول ضربة والا عضضتك باسناني التي تناولت اللحم المشوي قبل قليل، سأعضك على خدك وأمزقه”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
