نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الأب الزومبي 24

٢٤

٢٤

عِنْدمَا نَزلتُ على الدرج، لَاحظتُ قَاعَة الدراسة المُضاءة بِأنْوَار الشموع في الطابق الأوَّل. شَققت طَريقِي نحْوها خِلْسَة بِهَدف إِلقَاء نَظرَة خَاطِفة على ما بِداخلهَا. وَإذَا بِي أَجِد نَحْو عِشْرين طِفْلًا جَالسِين فِي دَائِرة، يتحدَّثون فِيمَا بيْنهم.

«لا تَشعُر بِالذَنْب.» 

 

وسرْعَان مَا تَبعَه صَوْت خُطًى غَرِيبَة وَضَعيفَة، يُصاحبهَا أَصوَات اِرتِطام، وَكَأنهَا نَتِيجَة لِمَشي صَاحِب الخُطى بِعَصا. أَلقَيت نَظرَة سَرِيعَة على الرُدْهة لِاسْتشْفاف الوضْع، فرأيْتُ شخْصًا كبيرًا بِالسنِّ، شَعْره أَبيَض كالثَلْج، يسير فِي الرُدْهة بِرَأسٍ مُنْخَفِض، وَوجْهٍ يَعتلِيه القلق. لَم يَمُر وَقْت طويل حَتَّى تَبعَه رَجُل ذُو لِحْيَةٍ كَثِيفَة عَبْر الْباب. 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

«مُسْتعدَّان؟» 

 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

«لِماذَا لم يَعُد المعلِّمون؟» تَساءَل أَحدُهم وهو يَذرِف الدموع. 

 

 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

«يا لِسذاجتك! ألم تُدْرِك الموْقِف بَعْد؟ لقد تخلَّوْا عَنَّا جميعًا!» 

 

 

وسرْعَان مَا تَبعَه صَوْت خُطًى غَرِيبَة وَضَعيفَة، يُصاحبهَا أَصوَات اِرتِطام، وَكَأنهَا نَتِيجَة لِمَشي صَاحِب الخُطى بِعَصا. أَلقَيت نَظرَة سَرِيعَة على الرُدْهة لِاسْتشْفاف الوضْع، فرأيْتُ شخْصًا كبيرًا بِالسنِّ، شَعْره أَبيَض كالثَلْج، يسير فِي الرُدْهة بِرَأسٍ مُنْخَفِض، وَوجْهٍ يَعتلِيه القلق. لَم يَمُر وَقْت طويل حَتَّى تَبعَه رَجُل ذُو لِحْيَةٍ كَثِيفَة عَبْر الْباب. 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

 

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

«أَتظُن أنَّ الأشْخاص الَّذين يَخرُجون لِجَلب الطَعَام يَأخُذون مَعهُم كُلَّ الأسْلحة حِين يُغادرون؟ كَيْف يُفتَرَض بِهم أن يعودوا بِالطَعام إِذًا؟» 

 

 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

رفع الطَالب الجالس أَمَام الطالبة صَوتَه بِحدَّة. مِن حَديثِهم، بدَا أنَّ الشَبَاب البالغين الأصحَّاء قد فرُّوا تَاركِين وراءَهم الأطْفال الصِغَار وكبار السِنِّ. تَسَاءلَت في ذِهْنِي عن مَكَان كِبَار السِنِّ. حَيْث عِنْدمَا أَمعَنت النَظر فِي المجْموعة، لَم أَستَطع تَميِيز أيِّ فَرْدٍ مُسِن. لَم يَكُن هُنَاك سِوى الأطْفال والْمراهقين مِن مُخْتَلِف الأعْمار. 

 

 

 

*كليك.* 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

 

عِنْدهَا، سَمعْتُ صَوْت مِقبَض الباب يَصدُر مِن مَكَان مَا أَسفَل الرُدْهة، فمَا لَبثُّت أنْ اِخْتبَأتْ بِسرْعة فِي الفصْل الدراسيِّ المجاور. 

 

 

 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

 

كان يَعرِف تمامًا أَننِي لَسْت بِحاجة إلى النَوْم، لَكِن مَزْحَته عَبْرته فقط عن اِهْتمامه بِي. ضَحكَت بيْنمَا كُنْت أُشير إلى الزُومْبي بِجوار مَدخَل الشَقَّة. حَدَّق فِيهم بِهدوء، قَبْل أن يَلتَفِت إلى بِدهْشة قائلًا: «مهْلًا، هل جميعهم أتْباعك؟» 

وسرْعَان مَا تَبعَه صَوْت خُطًى غَرِيبَة وَضَعيفَة، يُصاحبهَا أَصوَات اِرتِطام، وَكَأنهَا نَتِيجَة لِمَشي صَاحِب الخُطى بِعَصا. أَلقَيت نَظرَة سَرِيعَة على الرُدْهة لِاسْتشْفاف الوضْع، فرأيْتُ شخْصًا كبيرًا بِالسنِّ، شَعْره أَبيَض كالثَلْج، يسير فِي الرُدْهة بِرَأسٍ مُنْخَفِض، وَوجْهٍ يَعتلِيه القلق. لَم يَمُر وَقْت طويل حَتَّى تَبعَه رَجُل ذُو لِحْيَةٍ كَثِيفَة عَبْر الْباب. 

 

 

 

«سَيدِي!» 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

 

 

«نعم؟» 

 

 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

 

 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

«رُبمَا نسيْتُه.»

«مُسْتعدَّان؟» 

 

 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

 

 

تَردَّد الرَجل ذُو الشَعْر الأبْيض لِلحْظة بَعْد أَخذِه الأونيجيري. ثُمَّ قَدَّم نِصْفها لِلْمدِير. 

 

 

 

«هل أُتيحتْ لَك فُرصَة تَناوُل الطَعَام بَعْد؟» 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

 

 

«بِالطَبْع يَا سَيدِي، لا تَشغَل بَالَك بِي، كُلهَا فقط قَبْل أن تَبرُد.» 

‹مِمَّن أنَا غَاضِب؟ تجَاه الشَبَاب الَّذين تَركُوهم وراءَهم؟ أم تجَاه هذا العالم الفاسد؟› 

 

 

«أُدرِك جيِّدًا أَنَّك لَم تَقُم بِذَلك. لقد كُنْت مَشغُولًا بِمهمَّة المراقبة طَوَال اليوْم. هَيَّا، لِنتناول الطَعَام سويًّا.» 

«أَتظُن أنَّ الأشْخاص الَّذين يَخرُجون لِجَلب الطَعَام يَأخُذون مَعهُم كُلَّ الأسْلحة حِين يُغادرون؟ كَيْف يُفتَرَض بِهم أن يعودوا بِالطَعام إِذًا؟» 

 

 

«شُكْرًا لِاهْتمامك، لَكننِي حقًّا بِخَير.» 

 

 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

«ذِراعي بَدأَت تُؤْلمني. هَيَّا، خُذهَا.» 

وَبَينمَا كُنْت أَقِف أَمَام الجدَار، قُلْت لِنفْسي: ‹هل يَنبَغِي لَنَا أن نَقفِز فَوقُه؟› 

 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

أَبدَى المدِير رَفضَه بِإصْرَار اِستِلام الأونيجيري بِابْتسامة عَصَبيَّة وخَجولَة. لَكِن رَغْم ذَلِك، وَضْع الشَّيْخ نِصْفهَا بِالْقوَّة فِي يديْه. 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

كَانَت الأونيجيري مُثيرَة لِلشَفَقة. مَصنُوعة مِن الأُرز المتفتِّتِ، وَرُبمَا أَصغَر حجْمًا مِن قَبضَة الرَجل البالغ. ومع ذَلِك، ظلَّ الاثْنان يحْتفظان بِجزْء مِن إِنْسانيَّتهمَا. شَعرَت بِالاخْتناق وعدَم الارْتياح أَثنَاء مُشاهدتهمَا، وسرْعَان مَا تَحوَّل هذَا الشُعور إلى غضب لا يُمْكِن تفْسيره. 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

‹مِمَّن أنَا غَاضِب؟ تجَاه الشَبَاب الَّذين تَركُوهم وراءَهم؟ أم تجَاه هذا العالم الفاسد؟› 

 

 

 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

 

 

 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

واصلتْ الانْتظار، مُفترَضًا أنَّ التَأْخير كان فقط بِسَبب وُجُود الكثِير مِمَّا يَجِب على مجْموعتي شَرحِه. 

 

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) *جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

بَعْد لَحظَة، بدأ المدِير والشَيْخ فِي الحدِيث: «سَيدِي، هل عَادَت السيِّدة مال سوك بِالْأَمْس؟» 

«هل أُتيحتْ لَك فُرصَة تَناوُل الطَعَام بَعْد؟» 

 

*جلجلة، جلجلة، جلجلة.* 

لَم يُجِب المدِير. تَمتَم الشَيْخ بِشَيء لِنفْسه، ثُمَّ رَبَّت المدِير بِرفْق على كَتفِه. 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

«اعتادت أن تَلهُو فِي كُلِّ مَكَان عِنْدمَا كَانَت صَغِيرَة…» 

 

 

 

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

 

 

* * * 

أَطلَق المدِير تنْهيدة، وتَحدَّث بِنبْرة حَزِينَة: «هذَا كُلُّه خَطئي. لَو أَولَيتُ المزِيد مِن الاهْتمام، لَكانتْ السيِّدة مال سوك قد—» 

قَاطِع أفْكاري صَوْتٌ مَألُوف. صَوْت شَخْص مَا يَصرُخ بِشدَّة بِأعْلى صَوتِه. لَم أَكُن مُتأكِّدًا مِن مدى بُعْدِه، فقد كان ضعيفًا جِدًّا كمَا لَو أَنَّه تَداعَى مِن ضَبَاب الحرارة المتلأْلئ. كان هُنَاك شَخْص مَا يَتَوسَّل مِن أَجْل النَجَاة بِحياته. وَقفَت، وحواسِي فِي حَالَة تَأهُّب. 

 

 

«كفى.» قاطعه الشَيْخ مُرْبَتًا على كَتفِه: «أَنْت لَم تَفعَل أيَّ شَيْء خَاطِئ. أَعلَم أَنَّك بَذلَت مَا فِي وُسْعِك، كمَا أَنَّك تَعتَنِي بِأشْخَاص مِثْلِي. لَيْس لَديْك مَا تَعتَذِر عَنْه.» 

 

 

 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

 

 

 

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

 

 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

«لا، لَن أَجرُؤ…» 

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) *جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

«لا تَشعُر بِالذَنْب.» 

 

 

 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

 

 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

 

«لِنذْهب غدًا.» 

وَقْف هُنَاك، دُون حَرَاك، ورأْسه مُتدَلٍ إلى أَسفَل مُطْلقًا تنْهيدة طَوِيلَة وَثَقيلَة. 

 

 

«… هُنَا!» 

بدَا تَنهدُه كصدًى لِكلِّ الأثْقال التِي حملهَا فِي صَدرِه. تَرَاجعَ كتفاه، ثم انهار على الأرْض كَورقَة شَجرَة مُتساقطة.

«لِنذْهب غدًا.» 

 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

بكى بِصَمت، وقبْضَته المرْتجفة فِي فَمِه بدلًا مِن الأونيجيري. أَدرَكت أَنَّه يَحمِل أَعبَاء ثَقِيلَة على عَاتقِه. وَلكِن رُبمَا لَم يَجِد أحدًا يُشارِكه تِلْك الأعْباء. المسْؤوليَّة والشُعور بِالذَنْب والعَجْز، كُلهَا أَثقَلت كَاهِل المدِير. وامْتلأتْ الرَّدْهة بِتلْك الأحاسيس المؤْلمة. 

 

 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

* * * 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

لَم يَكن هُنَاك أيُّ حَيَاة أُخرَى دَاخِل المدْرسة. لَم أر أيَّ زُومبِي مِثْلِي، أو أيِّ آثار لِلْمخْلوق الأسْود. تَسَاءلَت عَمَّا حدث خِلَال الأسْبوع الذِي غِبْتُ فِيه عن الوعي. ولهذا أَسرَعت عائدًا إلى شقَّتنَا لِمعْرِفة إِجابة سُؤَالِي. 

 

 

 

عليْنَا أن نَمضِي قُدُمًا مع تَعدِيل خُطَّتنَا الأوَّليَّة، على نَحْو يَتَناسَب مع أخْلاقنَا. لَم يَكُن هُنَاك مَجَال لِلَعب الأدْوار، ولَا وَقْت لِنضيِّعه. 

 

 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

«لِنذْهب غدًا.» 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

تَطوَّع لِلذَهَاب مَعِي. شَعرَت بِعزيمةٍ وَاضِحة وَرَاء كلماته. كان يَبحَث أيْضًا عن هدف فِي حَياتِه. اِحْتَاج إلى شَيْء يَتَجاوَز الأمَان والحِماية وَبَقاء الجمِيع هُنَا، شَيْء أَكثَر أَهَميَّة مِن شَأنِه أن يُبْقِيه مُسْتمِرًّا. وكَانَت هذه طريقَته لِقَول ”نَعِم“. 

 

 

«نعم؟» 

اِلتقَيْتُ بِنظْرة لِي جِيونغ أوك وَأَومأَت بِرأْسي. ردَّها بِابْتسامة خَفِيفَة، كمَا لَو فَهْم مَا حاولتْ قَولَه. ثُمَّ نهض لِي جِيونغ هِيوك مِن المطْبخ، وأخْرج الرُمْح الثمِين المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ. 

 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

«لَسْت مُتأكِّدًا مِمَّا إِذَا كُنْت ستحْتَاج إلى هذَا، وَلكِن فقط فِي حَالَة الضَرورة، خُذْه معك.» 

 

 

فِي اللَيْلة السَابقة، بيْنمَا كان الجمِيع نِيَام، ذَهبَت لِتجْنِيد المزِيد مِن التَابعين. حسنًا، رَغْم عدم رَغبَتِي الشَخْصيَّة بِذَلك، إِلَّا أنَّ الظُروف تَستدْعِي ذَلك. ولِهذَا جَنَّدت الزومْبي بِالْقرْب مِن المبْنى السَكَني رَقْم ١٠٤، المبْنى الذِي كُنَّا مُتواجدين فِيه، جنْبًا إلى جَنْب مع المبْنييْنِ المجاوريْنِ ١٠٣ و ١٠٥. 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

 

 

 

سَيكُون اليوْم التَالي هُو المرَّة الأُولى التِي نَتَحرَّك فِيهَا كفريق. لَيْس بِسَبب طلب مَعرُوف، أو بِالْقوَّة، وَلكِن كفريق مُتحِد وَرَاء هدف وَاحِد.

 

 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

 * * * 

أَبدَى المدِير رَفضَه بِإصْرَار اِستِلام الأونيجيري بِابْتسامة عَصَبيَّة وخَجولَة. لَكِن رَغْم ذَلِك، وَضْع الشَّيْخ نِصْفهَا بِالْقوَّة فِي يديْه. 

 

 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

 

 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

«هل أُتيحتْ لَك فُرصَة تَناوُل الطَعَام بَعْد؟» 

 

 

بَعْد مُناقشات طَوِيلَة، تَوَصلنَا إلى اِسْتنْتاج مُهِم، وَهُو ضَرُورَة وُجُود مَجمُوعة مِن الأشْخاص. تَطوَع لِي جِيونغ هِيوك، بيْنمَا اِعترَض الإخْوة لِي على اِنضِمام تِشويْ دَا هايْ. كان هُنَاك اِحتِياج ماس لِشَخص يَتَولَّى مسْؤوليَّة رِعاية سُو يُون والأطْفال فِي حَالَة حُدُوث أيِّ خطأ مُحتَمَل. أَبدَى كانغ جِي سوك اِسْتعْداده لِلتَّطَوُّع، لَكِن بِالطَبْع لَم يَلتَفِت إِلَيه الإخْوة لِي.

 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

 

 

«كفى.» قاطعه الشَيْخ مُرْبَتًا على كَتفِه: «أَنْت لَم تَفعَل أيَّ شَيْء خَاطِئ. أَعلَم أَنَّك بَذلَت مَا فِي وُسْعِك، كمَا أَنَّك تَعتَنِي بِأشْخَاص مِثْلِي. لَيْس لَديْك مَا تَعتَذِر عَنْه.» 

– لا بُدَّ لِي مِن القيَام بِدوْري. 

 

 

طَلبَت مِن الزُومْبي إِقامة مِنَصة، بِنَفس الأسْلوب الذِي اعْتمدوه عِنْدمَا أتيْتُ إلى المدْرسة لِأَول مَرَّة. ثُمَّ أَرسَلت لِي جِيونغ أوك، ولِي جِيونغ هِيوك، وكانغ إيون جِيونغ فَوْق الحائط. لَكِن قَبْل أن يَخُوض لِي جِيونغ أوك فِي مُهمتِه، ذَكرَنِي بِخطَّتِنَا. 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

 

 

*جلجلة، جلجلة، جلجلة.* 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

 

 

 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 * * * 

 

 

كان يَعرِف تمامًا أَننِي لَسْت بِحاجة إلى النَوْم، لَكِن مَزْحَته عَبْرته فقط عن اِهْتمامه بِي. ضَحكَت بيْنمَا كُنْت أُشير إلى الزُومْبي بِجوار مَدخَل الشَقَّة. حَدَّق فِيهم بِهدوء، قَبْل أن يَلتَفِت إلى بِدهْشة قائلًا: «مهْلًا، هل جميعهم أتْباعك؟» 

 

 

 

دمْدمتُ بِإيجَاب بِصَوت حنْجرَتي الممزَّقة. 

* * *

 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

فِي اللَيْلة السَابقة، بيْنمَا كان الجمِيع نِيَام، ذَهبَت لِتجْنِيد المزِيد مِن التَابعين. حسنًا، رَغْم عدم رَغبَتِي الشَخْصيَّة بِذَلك، إِلَّا أنَّ الظُروف تَستدْعِي ذَلك. ولِهذَا جَنَّدت الزومْبي بِالْقرْب مِن المبْنى السَكَني رَقْم ١٠٤، المبْنى الذِي كُنَّا مُتواجدين فِيه، جنْبًا إلى جَنْب مع المبْنييْنِ المجاوريْنِ ١٠٣ و ١٠٥. 

– لا بُدَّ لِي مِن القيَام بِدوْري. 

 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

 

 

 

«مُسْتعدَّان؟» 

 

 

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

 

 

«بِالطَبْع يَا سَيدِي، لا تَشغَل بَالَك بِي، كُلهَا فقط قَبْل أن تَبرُد.» 

الجمِيع كان على عِلْم بِعَدم قُدْرتي على التحَدُّث. كُنْت فِي جَوهَرِي مُجرَّد جُثَّة حَيَّة. ومع ذَلِك، ساعدتْ مَزْحَته على رَفْع معْنويَّات الفرِيق. 

«يا لِسذاجتك! ألم تُدْرِك الموْقِف بَعْد؟ لقد تخلَّوْا عَنَّا جميعًا!» 

 

 

نَظرَت إلى عَينِي لِي جِيونغ أوك وأَومأَت بِرأْسي. تَنهَّد، ثُمَّ قال بِنبرة سَاخِرة: «لا أَعتَقد أَننِي وَصلَت إلى المدْرسة فِي الوقْتِ المناسب فِي ذَلِك اليوْم.» 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

 

 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

* * * 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

 

 

 

*جلجلة، جلجلة، جلجلة.* 

 

 

 

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

 

 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

وَبَينمَا كُنْت أَقِف أَمَام الجدَار، قُلْت لِنفْسي: ‹هل يَنبَغِي لَنَا أن نَقفِز فَوقُه؟› 

 

 

 

أَفتَرض أنَّ التَّحَدُّث مَعهُم سيصعُّب أَكثَر إِذَا فعلْنَا ذَلِك. كُنْت أَتطَلع إلى دُخُول المدْرسة مع الجمِيع بِأفْضل طَرِيقَة مُمْكِنة، لَكِن الظُروف لَم تَسمَح لَنَا بِذَلك. ولم يَكُن هُنَاك بديل آخر سِوى التَقَدُّم والدُخول. 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

 

 

طَلبَت مِن الزُومْبي إِقامة مِنَصة، بِنَفس الأسْلوب الذِي اعْتمدوه عِنْدمَا أتيْتُ إلى المدْرسة لِأَول مَرَّة. ثُمَّ أَرسَلت لِي جِيونغ أوك، ولِي جِيونغ هِيوك، وكانغ إيون جِيونغ فَوْق الحائط. لَكِن قَبْل أن يَخُوض لِي جِيونغ أوك فِي مُهمتِه، ذَكرَنِي بِخطَّتِنَا. 

 

 

 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

 

 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

 

 

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

 

 

 

* * *

 

 

 

وكانتْ الشَّمْس تَتَألَّق فِي أَعلَى مُسْتوياتهَا. أَحسَست بِلهيب حرارتهَا وَهُو يَحرُق جَسدِي. لَمعَت الشَوارع بِالْحرارة، وجلستْ على أُرجُوحَة خَشَبيَّة فِي اِنتِظار الآخرين الَّذين غامروا بِالدُخول. مع مُرُور الوقْتِ، اِزْدَاد يَأسِي. 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

 

 

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

 * * * 

 

 

دَارَت أفْكاري السَلْبيَّة كَضَباب الحرارة الذِي يَتَلألَأ فَوْق سَطْح الشَارع داخل رَأسِي. هززْتُ رَأسِي بِقوَّة لِطَرد هَذِه الأفْكار. 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

 ‹لا يُوجَد مَا تَقْلَق عليْه أو مِنْه. لا يَزَال بِإمْكانهم إِنجَاح الأمْر مِن خِلَال التَفاوض. النَاس فِي الدَاخل لَم يفْقدوا إِنْسانيَّتهم بَعْد.› 

* * *

 

 

واصلتْ الانْتظار، مُفترَضًا أنَّ التَأْخير كان فقط بِسَبب وُجُود الكثِير مِمَّا يَجِب على مجْموعتي شَرحِه. 

 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

«… هُنَا!» 

 

 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

قَاطِع أفْكاري صَوْتٌ مَألُوف. صَوْت شَخْص مَا يَصرُخ بِشدَّة بِأعْلى صَوتِه. لَم أَكُن مُتأكِّدًا مِن مدى بُعْدِه، فقد كان ضعيفًا جِدًّا كمَا لَو أَنَّه تَداعَى مِن ضَبَاب الحرارة المتلأْلئ. كان هُنَاك شَخْص مَا يَتَوسَّل مِن أَجْل النَجَاة بِحياته. وَقفَت، وحواسِي فِي حَالَة تَأهُّب. 

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

«سَيدِي!» 

 

طَلبَت مِن الزُومْبي إِقامة مِنَصة، بِنَفس الأسْلوب الذِي اعْتمدوه عِنْدمَا أتيْتُ إلى المدْرسة لِأَول مَرَّة. ثُمَّ أَرسَلت لِي جِيونغ أوك، ولِي جِيونغ هِيوك، وكانغ إيون جِيونغ فَوْق الحائط. لَكِن قَبْل أن يَخُوض لِي جِيونغ أوك فِي مُهمتِه، ذَكرَنِي بِخطَّتِنَا. 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

* * * 

 

 

اِلتفَت نَحْو الصَوْتِ، الذِي كان قادمًا مِن الاتِّجاه الآخر، بعيدًا عن المدْرسة. جَذبَنِي الصَوْتُ لِسَبب بسيط. بدَا وَكَأنَّه مَألُوف جِدًّا. كُنْت أَعرِف أَننِي سَمْعته فِي مَكَان مَا مِن قِبل. تَبادَر وَجْه إلى ذِهْنِي، وَهُو يَصرُخ بِغَضب. 

 

 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

لقد كان صَوْت المدِير.

بدَا تَنهدُه كصدًى لِكلِّ الأثْقال التِي حملهَا فِي صَدرِه. تَرَاجعَ كتفاه، ثم انهار على الأرْض كَورقَة شَجرَة مُتساقطة.

 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط