نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 410

الضباب مربك

الضباب مربك

الفصل 410 “الضباب مربك”

تردد صدى الإيقاع الثابت للمفتاح الذي ينشط بشكل متكرر باستمرار في جميع أنحاء الغرفة السرية. كانت النوابض المعدنية الموجودة في آليتها تدندن بانسجام حيث كانت تتصل وتنفصل بالتناوب، مما يخلق تناغمًا للموسيقى الصناعية. هنا، كان الهوائي – المتنكر بذكاء في هيئة ريشة الطقس – مسؤولًا عن نقل الرسائل المشفرة إلى مساحة شاسعة من السماء. تم بعد ذلك إرجاع الرسائل من أسطول الضباب إلى هذه الغرفة، حيث ترجمت إلى قعقعة إيقاعية للمرحلات ونمط معقد من الثقوب على شريط من الشريط الورقي.

بعد إعطاء تعليماته بوضوح، غادر نيمو الغرفة السرية، وشق طريقه عائدًا إلى الحانة السطحية عبر النفق المخفي تحت الأرض.

تمركز نيمو، ساكن الغرفة الوحيد، على الطاولة. يرتدي مجموعة من سماعات الرأس التي جعلته يبدو وكأنه منسق أغاني قديم، وكانت أصابعه تنقر بفارغ الصبر على سطح الطاولة وهو يحاول فك رموز الأصوات التي تهتز داخل قنوات أذنه. وقفت بجانبه امرأة شابة، ملابسها تعرفها على أنها نادلة، لكن نظرتها المركزة على الشريط الورقي المثقوب حديثًا تشير إلى أن دورها أكثر أهمية بكثير.

استجاب سكان الدولة المدينة بسرعة لتوجيهاته. لقد أظهروا فهمًا قويًا لإجراءات الطوارئ، إلى جانب القوة العاطفية، وكلاهما ضروري للحفاظ على الذات في مواجهة أزمة دنيوية أخرى. قام موظفو المتجر على عجل بجمع أغطية الغبار الواقية، والتي عادة ما تلف فوق البضائع بعد ساعات إغلاق المتجر. العملاء الذين بقوا داخل حدود المتجر مدوا يد المساعدة بفارغ الصبر، وقاموا بشكل منهجي بحماية أي أشياء تحمل سطحًا عاكسًا.

عندما بدأ التنافر الإيقاعي للأصوات الميكانيكية في التلاشي، أزال نيمو سماعات الرأس. انحنى إلى كرسيه، وأصابعه تدلك جسر أنفه بلطف بينما أطلق تنهيدة طويلة ومسموعة.

“تصدر هذه الإرشادات الاحترازية من قبل الحاكم ونستون بالتعاون مع مستشارنا المتخصص في الظواهر الخارقة للطبيعة.”

“لقد اشتبك القبطان تيريان بالفعل مع الأسطول المشؤوم الذي تجسد في الضباب المغطى. الوضع مع بحرية فروست لا يزال غير واضح، ولكن مما يمكننا التأكد منه، فإنه لا يبدو متفائلا للغاية،” تحدثت النادلة التي تحولت إلى عميلة استخبارات، وصوتها همس قلق وهي تمسك بالشريط الورقي، “المدينة ومع ذلك، صامتة بشكل غريب. ليس هناك أي اتصال على الإطلاق.”

“لقد أدى الضباب الكثيف إلى قطع جميع القنوات الإخبارية المدنية بشكل فعال. حتى لو سمع الأشخاص الذين يعيشون على طول الساحل دوي نيران المدافع البعيدة، فلن يكون لديهم أدنى فكرة عن الطبيعة الحقيقية للأحداث التي تحدث. ومسؤولو المدينة مشغولون بمحاولة الحفاظ على النظام داخل حدود المدينة. آخر شيء يحتاجون إليه الآن هو موجة من الذعر،” قال نيمو، وهو يضغط بأصابعه على جبهته كما لو كان يخفف من الصداع المتفاقم. “ماذا عن الخارج؟ وكيف هو الوضع في المتجر؟”

“لقد أدى الضباب الكثيف إلى قطع جميع القنوات الإخبارية المدنية بشكل فعال. حتى لو سمع الأشخاص الذين يعيشون على طول الساحل دوي نيران المدافع البعيدة، فلن يكون لديهم أدنى فكرة عن الطبيعة الحقيقية للأحداث التي تحدث. ومسؤولو المدينة مشغولون بمحاولة الحفاظ على النظام داخل حدود المدينة. آخر شيء يحتاجون إليه الآن هو موجة من الذعر،” قال نيمو، وهو يضغط بأصابعه على جبهته كما لو كان يخفف من الصداع المتفاقم. “ماذا عن الخارج؟ وكيف هو الوضع في المتجر؟”

“لدينا أكثر من عشرة ضيوف محاصرين هنا بسبب الضباب. الشوارع مغلقة، وملاجئ الطوارئ ممتلئة عن آخرها. ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فمن المحتم أن يبدأ الخوف والذعر في الانتشار بينهم.”

“لقد فرضت محطة الشريف الأحكام العرفية في جميع أنحاء المدينة. الشوارع هادئة بشكل مخيف، ولكن سُمعت أصوات إطلاق نار من بعيد في وقت سابق. شوهدت عربتان تعملان بالبخار وهما يسيران بسرعة عبر تقاطع شارع أوك، متجهين شمالًا،” كما ذكرت، “أما بالنسبة للمتجر، فنحن في حالة جيدة في الوقت الحالي. لدينا ما يكفي من الوقود لإبقاء الأضواء مضاءة، لكن…”

“اسمحوا لي أن أكرر، ابتعدوا عن أي شيء قد ينتج عنه انعكاسًا يشبه المرآة.”

لقد ترددت، مما جعل نيمو يحثها، “لكن؟”

“لدينا أكثر من عشرة ضيوف محاصرين هنا بسبب الضباب. الشوارع مغلقة، وملاجئ الطوارئ ممتلئة عن آخرها. ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فمن المحتم أن يبدأ الخوف والذعر في الانتشار بينهم.”

ترك التطفل السمعي المفاجئ رواد الحانة في حالة من الهلع بشكل واضح. وبدافع من الفضول، اقترب عدد قليل منهم من النافذة، وكانت أعينهم تراقب بقلق الأنشطة التي تجري في الشارع الذي يلفه الضباب. عندما لفتت انتباههم الأضواء الحمراء التي تومض من مسافة بعيدة، بدأت صيحات التعجب الخافتة تنتشر عبر الحشد، “المشاة البخاريون… المزيد من المشاة يتنقلون!”

“… لا يمكننا أن نرميهم في الشوارع. الحانة هي ملجأهم المؤقت. علاوة على ذلك، إذا بدأنا في إجبار الناس على الخروج، فمن المحتم أن يجذب ذلك انتباهًا غير مرغوب فيه من نواب المأمور والكنيسة على حد سواء،” أجاب نيمو وهو يهز رأسه. “سوف أصعد إلى السطح وأقوم بتقييم الوضع بنفسي قريبًا.”

تمايل حلق الموظف الشاب وهو يبتلع بعصبية، وعيناه متسعتان من التفهم. أومأ برأسه موافقًا بجدية، “نعم يا مدير.”

وقبل أن يستمر النقاش، خرج صوت مكتوم فجأة من أحد أركان الغرفة، مما زاد من قلقهم، “اشحنوا مرة أخرى، اشحنوا مرة أخرى… لقد اخترقوا… وصلت التعزيزات…”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

تجعد جبين نيمو على الفور حيث جذب انتباهه نحو الاضطراب في الغرفة. نهض بسرعة من مقعده، مدفوعًا بإلحاح المقاطعة غير المتوقعة.

“الجميع قلقون للغاية الآن. لقد فقدنا روابط الاتصال والنقل مع المناطق المجاورة، مما تركنا بدون علم بشأن ما يحدث في أماكن أخرى،” قال الموظف الشاب بصوت منخفض. “لكن الخبر السار هو أنه على الرغم من التوتر المتصاعد، لم يحاول أحد الهروب. لا أحد يريد أن يغتنم فرصته في الضباب الآن.”

في زاوية الغرفة كان هناك سرير متواضع، رقد عليه رجل عجوز أشعث، يبدو عليه الحيرة إلى حد ما. كانت لغة جسده دليلًا على ارتباكه، ووضعيته المنحنية وقبضته المشددة حول مفتاح ربط كبير – وهي حيازة غريبة لشخص في وضعه – مما جعله يبدو غير مستقر إلى حد ما.

رفع نيمو بصره، فاستقبلت رؤيته بحرًا من الوجوه الخائفة والمرعوبة. كل واحد منهم ينتظر ترقبًا لأمره.

“الجد العجوز، الجد العجوز،” خاطب نيمو الرجل المسن بنبرة هادئة، وهو يشق طريقه إلى السرير. وضع بلطف يد مطمئنة على كتف الرجل العجوز، “هل حلمت بحلم سيئ؟”

“انتبهوا أيها المواطنون. يبذل الحاكم ونستون، بالشراكة مع قادة الكنيسة الموقرين، كل ما في وسعهم لاستعادة السلام والنظام في مدينتنا. نحن نتعامل حاليًا مع ظاهرة غير مفسرة. تذكير مهم للجميع، يرجى البقاء في منازلكم أو اللجوء إلى مراكز إيواء آمنة. من أجل سلامتكم، حافظوا على مسافة آمنة من أي أشياء يمكن أن تنتج سطحًا عاكسًا. وهذا يشمل المرايا والمسطحات المائية والمعادن المصقولة.”

ردًا على لمسة نيمو المطمئنة، فتح الرجل العجوز عينيه ببطء وهو يمسك بالمفتاح الضخم. وبعد لحظات قليلة من النظرة المشوشة، تمكن من العثور على صوته، “من أنت؟”

“إذا بدأتم تشعرون بالتوعك، فاعزلوا أنفسكم بسرعة في مكان آمن وقللوا من الاتصال بالآخرين…”

“أنا نيمو،” أجاب نيمو ويلكنز، وكانت تعابير وجهه مزيجًا معقدًا من المفاجأة والقلق. “ما الذي كنت تحلم به؟”

رفع نيمو بصره، فاستقبلت رؤيته بحرًا من الوجوه الخائفة والمرعوبة. كل واحد منهم ينتظر ترقبًا لأمره.

“نيمو… آه، نيمو، أتذكر الآن، أنت المجند الجديد من حرس الملكة… تحياتي، أنا مهندس الأنابيب للممر المائي الثاني… حلم؟ لا، لا، لم أكن أحلم. لقد انجرفت ببساطة… كم الساعة الآن؟ هل حان وقت مناوبتي لتفقد أنابيب الكهرباء؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“لقد حان وقت الظهيرة بالفعل،” نفى نيمو قلقه بهز رأسه. “لا تقلق بشأن أنابيب الكهرباء في الوقت الحالي. كان علينا أن ننسحب من هناك في الوقت الحالي. لا يوجد مكان آمن حاليًا. علينا أن نبقى في القاعدة وننتظر المزيد من التعليمات. لقد أعطى الأدميرال تيريان تلك الأوامر بنفسه.”

كان الجو في حانة “الفلوت الذهبي” مشحونًا بالتوتر. كان الضيوف الذين تقطعت بهم السبل داخل المنشأة بسبب الضباب الذي لا يمكن اختراقه، والموظفون المنشغلون بواجباتهم، وطاقم الخدمة – جميعهم يراقبون الوضع الخارجي بشكل مكثف من خلال نافذة العرض الكبيرة، حيث كان المنظر الوحيد المرئي هو مخطط الضباب الكثيف والخافت للشوارع التي ابتلعتها.

“الأدميرال تيريان…” بدا الرجل المسن في حيرة للحظات قبل أن يبدو وكأنه يعود إلى رشده. قام بسرعة من سريره، وصوته حازم وحازم، “نعم! المهندس ويلسون يعترف بالأمر! سوف أبقى في القاعدة!”

استجاب سكان الدولة المدينة بسرعة لتوجيهاته. لقد أظهروا فهمًا قويًا لإجراءات الطوارئ، إلى جانب القوة العاطفية، وكلاهما ضروري للحفاظ على الذات في مواجهة أزمة دنيوية أخرى. قام موظفو المتجر على عجل بجمع أغطية الغبار الواقية، والتي عادة ما تلف فوق البضائع بعد ساعات إغلاق المتجر. العملاء الذين بقوا داخل حدود المتجر مدوا يد المساعدة بفارغ الصبر، وقاموا بشكل منهجي بحماية أي أشياء تحمل سطحًا عاكسًا.

كان وجه نيمو عبارة عن مجموعة من المشاعر، لكنه استقام ببطء، وأعاد تحية الرجل العجوز باحترام. ثم وجه نظره نحو الشابة التي ترتدي زي النادلة، “ابقي معه، راقبيه. سأذهب إلى السطح للحصول على فهم أفضل لوضعنا.”

“لم أتمكن من العثور على مخبأ الزنادقة، لكنني اكتشفت… معلومة أكثر إثارة للقلق.”

بعد إعطاء تعليماته بوضوح، غادر نيمو الغرفة السرية، وشق طريقه عائدًا إلى الحانة السطحية عبر النفق المخفي تحت الأرض.

لقد شن العدو هجومًا واسع النطاق، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق من هجومه هو عدم فهمنا الكافي لهذه الكارثة، أو بالأحرى، هذه المؤامرة. “الزنادقة المختبئون في الظل… كيف تمكنوا من تدبير كل هذا، وأين يخفون أنفسهم؟”

كان الجو في حانة “الفلوت الذهبي” مشحونًا بالتوتر. كان الضيوف الذين تقطعت بهم السبل داخل المنشأة بسبب الضباب الذي لا يمكن اختراقه، والموظفون المنشغلون بواجباتهم، وطاقم الخدمة – جميعهم يراقبون الوضع الخارجي بشكل مكثف من خلال نافذة العرض الكبيرة، حيث كان المنظر الوحيد المرئي هو مخطط الضباب الكثيف والخافت للشوارع التي ابتلعتها.

تجعد جبين نيمو على الفور حيث جذب انتباهه نحو الاضطراب في الغرفة. نهض بسرعة من مقعده، مدفوعًا بإلحاح المقاطعة غير المتوقعة.

أضاءت مصابيح الغاز في المدينة في وقت أبكر بكثير من المعتاد، لكن توهجها الاصطناعي لم ينجح إلا بالكاد في اختراق الظلام الذي حجبه الضباب المخيف، ولم يتمكن من استعادة أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية للفوضى في الخارج. تمايلت أجرام الضوء الخافتة وسط الضباب الكثيف مثل طحالب البط الطليقة، مما أعطى انطباعًا بوجود سلسلة من العيون العائمة فوق الشوارع الصامتة.

استجاب سكان الدولة المدينة بسرعة لتوجيهاته. لقد أظهروا فهمًا قويًا لإجراءات الطوارئ، إلى جانب القوة العاطفية، وكلاهما ضروري للحفاظ على الذات في مواجهة أزمة دنيوية أخرى. قام موظفو المتجر على عجل بجمع أغطية الغبار الواقية، والتي عادة ما تلف فوق البضائع بعد ساعات إغلاق المتجر. العملاء الذين بقوا داخل حدود المتجر مدوا يد المساعدة بفارغ الصبر، وقاموا بشكل منهجي بحماية أي أشياء تحمل سطحًا عاكسًا.

بعد خروجه من مدخل المطبخ، وقف نيمو بجوار طاولة الحانة وعيناه تتفحصان الغرفة.

“ماذا اكتشفت من الأسفل؟ وجهك يوحي بأنك عثرت على شيء ذي أهمية.”

“ما هو الوضع الحالي؟” سأل الموظفَ الموجود خلف المنضدة، وكان صوته بالكاد همسًا.

“لم أتمكن من العثور على مخبأ الزنادقة، لكنني اكتشفت… معلومة أكثر إثارة للقلق.”

“الجميع قلقون للغاية الآن. لقد فقدنا روابط الاتصال والنقل مع المناطق المجاورة، مما تركنا بدون علم بشأن ما يحدث في أماكن أخرى،” قال الموظف الشاب بصوت منخفض. “لكن الخبر السار هو أنه على الرغم من التوتر المتصاعد، لم يحاول أحد الهروب. لا أحد يريد أن يغتنم فرصته في الضباب الآن.”

“لم أتمكن من العثور على مخبأ الزنادقة، لكنني اكتشفت… معلومة أكثر إثارة للقلق.”

أومأ نيمو برأسه موافقًا، “إذا قرر أي شخص أن يكون متهورًا إلى هذا الحد، فلا توقفه – دعه يذهب. لكن أوضح أنه بمجرد خروجهم، حتى لو غازلوا الضباب للحظة، لن يُسمح لهم بالعودة. من الآن فصاعدًا، هذا باب ذو اتجاه واحد. لا يمكننا المخاطرة بالسماح لأي شيء قد يكون ملوثًا بالضباب بالدخول مرة أخرى.”

“لقد حان وقت الظهيرة بالفعل،” نفى نيمو قلقه بهز رأسه. “لا تقلق بشأن أنابيب الكهرباء في الوقت الحالي. كان علينا أن ننسحب من هناك في الوقت الحالي. لا يوجد مكان آمن حاليًا. علينا أن نبقى في القاعدة وننتظر المزيد من التعليمات. لقد أعطى الأدميرال تيريان تلك الأوامر بنفسه.”

تمايل حلق الموظف الشاب وهو يبتلع بعصبية، وعيناه متسعتان من التفهم. أومأ برأسه موافقًا بجدية، “نعم يا مدير.”

تمركز نيمو، ساكن الغرفة الوحيد، على الطاولة. يرتدي مجموعة من سماعات الرأس التي جعلته يبدو وكأنه منسق أغاني قديم، وكانت أصابعه تنقر بفارغ الصبر على سطح الطاولة وهو يحاول فك رموز الأصوات التي تهتز داخل قنوات أذنه. وقفت بجانبه امرأة شابة، ملابسها تعرفها على أنها نادلة، لكن نظرتها المركزة على الشريط الورقي المثقوب حديثًا تشير إلى أن دورها أكثر أهمية بكثير.

انقطعت محادثتهما الهادئة فجأة بسبب صوت طنين غير مألوف ينبعث من الشارع بالخارج – يشبه آلة كبيرة تنبض بالحياة، ممتزجة مع قعقعة لا لبس فيها من التروس الثقيلة التي تسير على طول الشارع المرصوف بالحصى.

ردًا على لمسة نيمو المطمئنة، فتح الرجل العجوز عينيه ببطء وهو يمسك بالمفتاح الضخم. وبعد لحظات قليلة من النظرة المشوشة، تمكن من العثور على صوته، “من أنت؟”

ترك التطفل السمعي المفاجئ رواد الحانة في حالة من الهلع بشكل واضح. وبدافع من الفضول، اقترب عدد قليل منهم من النافذة، وكانت أعينهم تراقب بقلق الأنشطة التي تجري في الشارع الذي يلفه الضباب. عندما لفتت انتباههم الأضواء الحمراء التي تومض من مسافة بعيدة، بدأت صيحات التعجب الخافتة تنتشر عبر الحشد، “المشاة البخاريون… المزيد من المشاة يتنقلون!”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

انجذب نيمو أيضًا نحو النافذة، لكنه لم يخطو سوى خطوات قليلة عندما اشتد صوت الطنين الغريب من الخارج فجأة. بعد ذلك، بدأ صوت مشوه قليلًا، ضخم بواسطة مكبر الصوت، يتردد في جميع أنحاء الغرفة – إعلان يبث من جهاز مثبت على أحد المشاة البخاريين.

بهذه الكلمات، رفع الأسقف إيفان رأسه ببطء ليقابل عيني أجاثا الساهرتين.

“انتبهوا أيها المواطنون. يبذل الحاكم ونستون، بالشراكة مع قادة الكنيسة الموقرين، كل ما في وسعهم لاستعادة السلام والنظام في مدينتنا. نحن نتعامل حاليًا مع ظاهرة غير مفسرة. تذكير مهم للجميع، يرجى البقاء في منازلكم أو اللجوء إلى مراكز إيواء آمنة. من أجل سلامتكم، حافظوا على مسافة آمنة من أي أشياء يمكن أن تنتج سطحًا عاكسًا. وهذا يشمل المرايا والمسطحات المائية والمعادن المصقولة.”

ترك التطفل السمعي المفاجئ رواد الحانة في حالة من الهلع بشكل واضح. وبدافع من الفضول، اقترب عدد قليل منهم من النافذة، وكانت أعينهم تراقب بقلق الأنشطة التي تجري في الشارع الذي يلفه الضباب. عندما لفتت انتباههم الأضواء الحمراء التي تومض من مسافة بعيدة، بدأت صيحات التعجب الخافتة تنتشر عبر الحشد، “المشاة البخاريون… المزيد من المشاة يتنقلون!”

“اسمحوا لي أن أكرر، ابتعدوا عن أي شيء قد ينتج عنه انعكاسًا يشبه المرآة.”

“اسمحوا لي أن أكرر، ابتعدوا عن أي شيء قد ينتج عنه انعكاسًا يشبه المرآة.”

“إذا صادفتم شخصًا يظهر سلوكًا غريبًا، تراجعوا فورًا إلى مكان آمن ومعزول. إذا كان ذلك ممكنًا، نبهوا المسؤول المعين في الملجأ الخاص بك، أو أحد الحراس القريبين، أو جهات إنفاذ القانون. لا تواجهوا الأفراد المشبوهين بأنفسكم. يجب أن تكون سلامتكم الشخصية وعزلتكم هي اهتمامكم الأساسي.”

بعد خروجه من مدخل المطبخ، وقف نيمو بجوار طاولة الحانة وعيناه تتفحصان الغرفة.

“إذا بدأتم تشعرون بالتوعك، فاعزلوا أنفسكم بسرعة في مكان آمن وقللوا من الاتصال بالآخرين…”

“تصدر هذه الإرشادات الاحترازية من قبل الحاكم ونستون بالتعاون مع مستشارنا المتخصص في الظواهر الخارقة للطبيعة.”

“الوضع الحالي، هذا ما يريد الجميع معرفته – إنه خطير،” جاء صوت الأسقف إيفان الخشن، مترددًا من تحت أغطيته. “لقد اخترق المحتالون أسوار مدينتنا، والمخلوقات التي كانت تكمن في الظلال تكشف الآن عن نفسها. في الأحداث الأخيرة، انتهكت العديد من مقابرنا، ويبدو أن العدو كان يستخدم مواقع لتخزين الموتى باعتبارها “بوابات” إلى عالمنا. كما أشارت التقارير الواردة من قاعة المدينة أيضًا إلى سماع دوي إطلاق نار في العديد من شوارع المدينة السفلى. في البحر، أسطولنا البحري يخوض بالفعل معركة مع الوحوش الخارجة من أعماق المحيط.”

“أيها المواطنون، ابقوا متيقظين…”

لقد شن العدو هجومًا واسع النطاق، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق من هجومه هو عدم فهمنا الكافي لهذه الكارثة، أو بالأحرى، هذه المؤامرة. “الزنادقة المختبئون في الظل… كيف تمكنوا من تدبير كل هذا، وأين يخفون أنفسهم؟”

عندما بدأ البث يتضاءل، بدأ ضوء التنبيه الأحمر الموجود على جهاز المشي البخاري يخفت، ويختفي كلاهما تدريجيًا وسط الضباب الكثيف.

“حتى قوقعتي المجوفة هذه كان عليها أن تستيقظ وتتعب،” قال إيفان وهو يرتدي الآن ملابسه الأسقفية بالكامل. جلس على كرسي بذراعين، ومد ذراعيه لتحية أجاثا، التي وصلت للتو. “لقد كنت غير قادر على الحركة لفترة طويلة. أشعر وكأنني أتحول إلى غبار.”

رفع نيمو بصره، فاستقبلت رؤيته بحرًا من الوجوه الخائفة والمرعوبة. كل واحد منهم ينتظر ترقبًا لأمره.

“حتى قوقعتي المجوفة هذه كان عليها أن تستيقظ وتتعب،” قال إيفان وهو يرتدي الآن ملابسه الأسقفية بالكامل. جلس على كرسي بذراعين، ومد ذراعيه لتحية أجاثا، التي وصلت للتو. “لقد كنت غير قادر على الحركة لفترة طويلة. أشعر وكأنني أتحول إلى غبار.”

“أحضروا الأغطية!” أصدر تعليماته لموظفيه، وكان صوته موثوقًا وهادئًا. “تأكدوا من تغطية كل سطح زجاجي ومرآة!”

أخذت أجاثا نفسًا بطيئًا وتفكيريًا، وتوقفت للحظات قبل أن تهمس، “لقد استنفدت مناجمنا المعدنية منذ عقود، وربما حتى قبل ذلك بوقت أبكر مما كنا نعتقد في البداية.”

استجاب سكان الدولة المدينة بسرعة لتوجيهاته. لقد أظهروا فهمًا قويًا لإجراءات الطوارئ، إلى جانب القوة العاطفية، وكلاهما ضروري للحفاظ على الذات في مواجهة أزمة دنيوية أخرى. قام موظفو المتجر على عجل بجمع أغطية الغبار الواقية، والتي عادة ما تلف فوق البضائع بعد ساعات إغلاق المتجر. العملاء الذين بقوا داخل حدود المتجر مدوا يد المساعدة بفارغ الصبر، وقاموا بشكل منهجي بحماية أي أشياء تحمل سطحًا عاكسًا.

“أنا نيمو،” أجاب نيمو ويلكنز، وكانت تعابير وجهه مزيجًا معقدًا من المفاجأة والقلق. “ما الذي كنت تحلم به؟”

كانت نفس الفوضى المحمومة والمنظمة تحصل في جميع أنحاء فروست بأكملها حيث اجتاح الرعب الناجم عن الضباب الزاحف الدولة المدينة.

تجعد جبين نيمو على الفور حيث جذب انتباهه نحو الاضطراب في الغرفة. نهض بسرعة من مقعده، مدفوعًا بإلحاح المقاطعة غير المتوقعة.

في هذه الأثناء، في قلب هذا الضباب الكثيف، كانت هناك شخصية تشق طريقها عائدة إلى الكاتدرائية. عادت أجاثا لتجد الأسقف إيفان في المبنى الملحق، حيث كان يستريح بعد أداء واجباته المعتقدية.

“إذا صادفتم شخصًا يظهر سلوكًا غريبًا، تراجعوا فورًا إلى مكان آمن ومعزول. إذا كان ذلك ممكنًا، نبهوا المسؤول المعين في الملجأ الخاص بك، أو أحد الحراس القريبين، أو جهات إنفاذ القانون. لا تواجهوا الأفراد المشبوهين بأنفسكم. يجب أن تكون سلامتكم الشخصية وعزلتكم هي اهتمامكم الأساسي.”

ولم يكن الأسقف إيفان بملابسه العادية – “تابوت الروح”. اليوم، يلبس ثياب أسقفيته الكبرى، التي تغطي جسده المحنط. لقد مر وقت طويل منذ أن رأته أجاثا آخر مرة بهذه العظمة.

“أحضروا الأغطية!” أصدر تعليماته لموظفيه، وكان صوته موثوقًا وهادئًا. “تأكدوا من تغطية كل سطح زجاجي ومرآة!”

“حتى قوقعتي المجوفة هذه كان عليها أن تستيقظ وتتعب،” قال إيفان وهو يرتدي الآن ملابسه الأسقفية بالكامل. جلس على كرسي بذراعين، ومد ذراعيه لتحية أجاثا، التي وصلت للتو. “لقد كنت غير قادر على الحركة لفترة طويلة. أشعر وكأنني أتحول إلى غبار.”

“الوضع الحالي، هذا ما يريد الجميع معرفته – إنه خطير،” جاء صوت الأسقف إيفان الخشن، مترددًا من تحت أغطيته. “لقد اخترق المحتالون أسوار مدينتنا، والمخلوقات التي كانت تكمن في الظلال تكشف الآن عن نفسها. في الأحداث الأخيرة، انتهكت العديد من مقابرنا، ويبدو أن العدو كان يستخدم مواقع لتخزين الموتى باعتبارها “بوابات” إلى عالمنا. كما أشارت التقارير الواردة من قاعة المدينة أيضًا إلى سماع دوي إطلاق نار في العديد من شوارع المدينة السفلى. في البحر، أسطولنا البحري يخوض بالفعل معركة مع الوحوش الخارجة من أعماق المحيط.”

أجابت أجاثا بجفاف، “إذًا لا يزال لديك شكل مادي يمكن أن ينهار، ما هو الوضع الأخير؟”

“نيمو… آه، نيمو، أتذكر الآن، أنت المجند الجديد من حرس الملكة… تحياتي، أنا مهندس الأنابيب للممر المائي الثاني… حلم؟ لا، لا، لم أكن أحلم. لقد انجرفت ببساطة… كم الساعة الآن؟ هل حان وقت مناوبتي لتفقد أنابيب الكهرباء؟”

“الوضع الحالي، هذا ما يريد الجميع معرفته – إنه خطير،” جاء صوت الأسقف إيفان الخشن، مترددًا من تحت أغطيته. “لقد اخترق المحتالون أسوار مدينتنا، والمخلوقات التي كانت تكمن في الظلال تكشف الآن عن نفسها. في الأحداث الأخيرة، انتهكت العديد من مقابرنا، ويبدو أن العدو كان يستخدم مواقع لتخزين الموتى باعتبارها “بوابات” إلى عالمنا. كما أشارت التقارير الواردة من قاعة المدينة أيضًا إلى سماع دوي إطلاق نار في العديد من شوارع المدينة السفلى. في البحر، أسطولنا البحري يخوض بالفعل معركة مع الوحوش الخارجة من أعماق المحيط.”

وقبل أن يستمر النقاش، خرج صوت مكتوم فجأة من أحد أركان الغرفة، مما زاد من قلقهم، “اشحنوا مرة أخرى، اشحنوا مرة أخرى… لقد اخترقوا… وصلت التعزيزات…”

لقد شن العدو هجومًا واسع النطاق، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق من هجومه هو عدم فهمنا الكافي لهذه الكارثة، أو بالأحرى، هذه المؤامرة. “الزنادقة المختبئون في الظل… كيف تمكنوا من تدبير كل هذا، وأين يخفون أنفسهم؟”

كان الجو في حانة “الفلوت الذهبي” مشحونًا بالتوتر. كان الضيوف الذين تقطعت بهم السبل داخل المنشأة بسبب الضباب الذي لا يمكن اختراقه، والموظفون المنشغلون بواجباتهم، وطاقم الخدمة – جميعهم يراقبون الوضع الخارجي بشكل مكثف من خلال نافذة العرض الكبيرة، حيث كان المنظر الوحيد المرئي هو مخطط الضباب الكثيف والخافت للشوارع التي ابتلعتها.

بهذه الكلمات، رفع الأسقف إيفان رأسه ببطء ليقابل عيني أجاثا الساهرتين.

“ماذا اكتشفت من الأسفل؟ وجهك يوحي بأنك عثرت على شيء ذي أهمية.”

أضاءت مصابيح الغاز في المدينة في وقت أبكر بكثير من المعتاد، لكن توهجها الاصطناعي لم ينجح إلا بالكاد في اختراق الظلام الذي حجبه الضباب المخيف، ولم يتمكن من استعادة أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية للفوضى في الخارج. تمايلت أجرام الضوء الخافتة وسط الضباب الكثيف مثل طحالب البط الطليقة، مما أعطى انطباعًا بوجود سلسلة من العيون العائمة فوق الشوارع الصامتة.

“لم أتمكن من العثور على مخبأ الزنادقة، لكنني اكتشفت… معلومة أكثر إثارة للقلق.”

“إذا بدأتم تشعرون بالتوعك، فاعزلوا أنفسكم بسرعة في مكان آمن وقللوا من الاتصال بالآخرين…”

أخذت أجاثا نفسًا بطيئًا وتفكيريًا، وتوقفت للحظات قبل أن تهمس، “لقد استنفدت مناجمنا المعدنية منذ عقود، وربما حتى قبل ذلك بوقت أبكر مما كنا نعتقد في البداية.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

تردد صدى الإيقاع الثابت للمفتاح الذي ينشط بشكل متكرر باستمرار في جميع أنحاء الغرفة السرية. كانت النوابض المعدنية الموجودة في آليتها تدندن بانسجام حيث كانت تتصل وتنفصل بالتناوب، مما يخلق تناغمًا للموسيقى الصناعية. هنا، كان الهوائي – المتنكر بذكاء في هيئة ريشة الطقس – مسؤولًا عن نقل الرسائل المشفرة إلى مساحة شاسعة من السماء. تم بعد ذلك إرجاع الرسائل من أسطول الضباب إلى هذه الغرفة، حيث ترجمت إلى قعقعة إيقاعية للمرحلات ونمط معقد من الثقوب على شريط من الشريط الورقي.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وقبل أن يستمر النقاش، خرج صوت مكتوم فجأة من أحد أركان الغرفة، مما زاد من قلقهم، “اشحنوا مرة أخرى، اشحنوا مرة أخرى… لقد اخترقوا… وصلت التعزيزات…”

انجذب نيمو أيضًا نحو النافذة، لكنه لم يخطو سوى خطوات قليلة عندما اشتد صوت الطنين الغريب من الخارج فجأة. بعد ذلك، بدأ صوت مشوه قليلًا، ضخم بواسطة مكبر الصوت، يتردد في جميع أنحاء الغرفة – إعلان يبث من جهاز مثبت على أحد المشاة البخاريين.

بعد خروجه من مدخل المطبخ، وقف نيمو بجوار طاولة الحانة وعيناه تتفحصان الغرفة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط