نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 411

المطاردة

المطاردة

الفصل 411 “المطاردة”

“هل تقترح أن الحاكم ونستون ربما أخفي شيئًا عني؟” عقدت أجاثا حواجبها، وكان ارتباكها واضحًا. “ولكن ماذا يمكن أن يكون دافعه المحتمل؟”

اجتاح صمت ثقيل الغرفة لمدة عشر ثوانٍ تقريبًا، ويبدو أنه أوقف الوقت نفسه. تحطم الهدوء فجأة بسبب صوت الأسقف إيفان المكتوم والخشن، الذي حجبته قطع الضمادات التي كانت تخفي ملامحه. الكلمة الوحيدة التي نطق بها كانت عبارة عن استجواب منخفض، “هممم.”

لطالما اشتهرت فروست بأنها المنتج الرئيسي لخام المعادن عالي الجودة وقضبان المحفزات المعالجة. على مدار الخمسين عامًا الماضية، كان إنتاج فروست من خام المعادن يعادل تقريبًا الإنتاج التراكمي لجميع الدول المدن الأخرى الواقعة حول البحر البارد. لم تتعثر إمدادات المنجم من المعدن أبدًا، وكانت آلات الحفر تحفر الثروات بلا كلل على مدار الساعة، ووزعت محفزات مصنع الصهر على مستوى العالم. كانت السفن التي تعمل بهذه المحفزات مشهدًا شائعًا في المساحة الشاسعة للبحر اللامحدود.

ترك الرد المقتضب الهواء معلقًا بشعور من التشويق. “لقد فاجأتني بالتأكيد بردك،” قال، مع ملاحظة من المفاجأة تسري في صوته.

“هل لاحظت ذلك أيضًا؟” رفع موريس حاجبيه قائلًا. “يبدو أن شكوكي كانت في محلها.”

“إن ما كشفت عنه مربك للغاية،” أجاب الأسقف إيفان، وقد بدا وكأنه قد استجمع قواه بعد الصدمة الأولية. مع استقامة ظهره بإصرار، اتخذ صوته ثقلًا جديًا وغير معهود، “هل تلمحين إلى أن رواسب خام المعادن الثمينة لدى فروست قد جفت منذ عدة عقود؟ هل هذه هي الحقيقة الصادمة التي اكتشفتها في الأعماق؟”

“هل تقترح أن الحاكم ونستون ربما أخفي شيئًا عني؟” عقدت أجاثا حواجبها، وكان ارتباكها واضحًا. “ولكن ماذا يمكن أن يكون دافعه المحتمل؟”

“بالضبط،” أقرّت. “في الجزء السفلي من الممر المائي الثاني، يوجد باب مغلق. أعتقد أن هذا الباب قد وضع من قبل الجيل الأول من مسؤولي مجلس المدينة. خلف هذا الباب يوجد لغم يبدو أنه قد استنزف بشكل كبير. نظرًا لموقعه، فمن المحتمل أنه كان أغنى قسم في المنجم ومن الناحية النظرية آخر قسم يُعدّن…”

ما تلا ذلك كان سلسلة من الأصوات العميقة والرنانة التي تشبه سحق البطيخ. يمكن رؤية العديد من الصور الظلية بشكل غامض وهي تتجسد من الضباب، وتنفجر رؤوسهم في عرض مذهل يذكرنا بالألعاب النارية.

كشفت أجاثا عن كل الأسرار التي عثرت عليها في الأعماق الجوفية. وبينما تروي النتائج التي توصلت إليها، أصبح وجه الأسقف إيفان مظلمًا مع كل معلومة تتكشف.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بعد فترة طويلة من الكشف عن اكتشافاتها تحت الأرض، اختتمت أجاثا عرضها بنبرة من عدم اليقين، “ضع في اعتبارك، هذا مجرد نفق تعدين واحد. يتألف المنجم من عدد لا يحصى من هذه الأنفاق، وحتى لو كان هذا المنجم بالذات يقع في أغنى منطقة وفي أعمق مستوياته، فهذا لا يعني بالضرورة أن المنجم بأكمله قد انتهى الآن. ولذلك، فإن جزءًا كبيرًا من استنتاجي هو تخميني… وأنا أدرك أن هذا الافتراض يبدو غير محتمل إلى حد ما.”

“هل هناك المزيد منهم في مكان قريب؟” سألت بنبرة منخفضة، يقظتها لا تتزعزع.

“هذا أمر غير محتمل حقًا،” ردد الأسقف إيفان ببطء مفكر. “لأنه إذا كانت اتهاماتك صحيحة بالفعل، وكان الوريد الخام المعدني قاحلًا طوال هذه السنوات، فأخبريني، ما الذي كنا نكتشفه في العقود الخمس الماضية؟ ما هو المحفز المعدني الذي ظلت فروست تزود به المدن الأخرى باستمرار على مدار هذه السنوات؟” [**: شيت! يعني مش فروست بس!]

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

في مواجهة الأسئلة التي طرحها الأسقف إيفان، صمتت أجاثا. إنها تعلم أنها غير قادرة على تقديم إجابة مرضية أو صرف استفساراته الموجهة.

لطالما اشتهرت فروست بأنها المنتج الرئيسي لخام المعادن عالي الجودة وقضبان المحفزات المعالجة. على مدار الخمسين عامًا الماضية، كان إنتاج فروست من خام المعادن يعادل تقريبًا الإنتاج التراكمي لجميع الدول المدن الأخرى الواقعة حول البحر البارد. لم تتعثر إمدادات المنجم من المعدن أبدًا، وكانت آلات الحفر تحفر الثروات بلا كلل على مدار الساعة، ووزعت محفزات مصنع الصهر على مستوى العالم. كانت السفن التي تعمل بهذه المحفزات مشهدًا شائعًا في المساحة الشاسعة للبحر اللامحدود.

لطالما اشتهرت فروست بأنها المنتج الرئيسي لخام المعادن عالي الجودة وقضبان المحفزات المعالجة. على مدار الخمسين عامًا الماضية، كان إنتاج فروست من خام المعادن يعادل تقريبًا الإنتاج التراكمي لجميع الدول المدن الأخرى الواقعة حول البحر البارد. لم تتعثر إمدادات المنجم من المعدن أبدًا، وكانت آلات الحفر تحفر الثروات بلا كلل على مدار الساعة، ووزعت محفزات مصنع الصهر على مستوى العالم. كانت السفن التي تعمل بهذه المحفزات مشهدًا شائعًا في المساحة الشاسعة للبحر اللامحدود.

بعد فترة طويلة من الكشف عن اكتشافاتها تحت الأرض، اختتمت أجاثا عرضها بنبرة من عدم اليقين، “ضع في اعتبارك، هذا مجرد نفق تعدين واحد. يتألف المنجم من عدد لا يحصى من هذه الأنفاق، وحتى لو كان هذا المنجم بالذات يقع في أغنى منطقة وفي أعمق مستوياته، فهذا لا يعني بالضرورة أن المنجم بأكمله قد انتهى الآن. ولذلك، فإن جزءًا كبيرًا من استنتاجي هو تخميني… وأنا أدرك أن هذا الافتراض يبدو غير محتمل إلى حد ما.”

طوال نصف القرن هذا، لم يبلغ عن حادثة واحدة لعدم التنفيذ أو الخطأ في تسليم طلبات خام المعادن.

“حسنًا، اذهبي إذن،” أقرَّ الأسقف إيفان برأسه بلطف. “آمل أن تنجحي في فك رموز الحقيقة وتعودي سالمة.”

إذا كان صحيحًا بالفعل أن هذا الوريد قد استنزف منذ سنوات، فإن التداعيات ذهبت إلى ما هو أبعد من مجرد قضية منجم فروست – ثم ظهر السؤال، ما الذي كانت تستخدمه كل تلك السفن التي تبحر في البحر اللامحدود كوقود في قلوبها البخارية؟ أشباح؟

ما تلا ذلك كان سلسلة من الأصوات العميقة والرنانة التي تشبه سحق البطيخ. يمكن رؤية العديد من الصور الظلية بشكل غامض وهي تتجسد من الضباب، وتنفجر رؤوسهم في عرض مذهل يذكرنا بالألعاب النارية.

وبعد فترة طويلة من الصمت، كان الصوت الوحيد في الغرفة هو تنهيدة منخفضة من حارسة البوابة، “إذا كان التلوث هو السبب في هذا أيضًا، فإن عالمنا قد انحدر حقًا إلى حالة من العبث الصادم.”

وكان على علم دائم بما يحيط بهم. عندما خرج هؤلاء الوحوش من الضباب، ظهرت أفكارهم المضطربة لأول مرة في إدراكه لأن أفكارهم كانت واضحة مثل منارة الضوء في الظلام لحواسه الحادة.

“لقد كان عالمنا دائمًا مليئًا بالسخافات، ولكن ربما… لقد اكتشفتِ بالفعل شيئًا محوريًا هذه المرة،” ردد الأسقف إيفان وهو يهز رأسه قليلًا. “يجب ألا نضيع الوقت في التفكير فيما إذا كانت نظريتك بعيدة المنال أم لا… من وجهة نظر منطقية، يمكن أن يكون التناقض بين المنجم المفترض المنهك منذ فترة طويلة وإنتاجه المستمر متشابكًا مع الحالات الشاذة الحالية التي ابتليت بها مدينتنا.”

اجتاح صمت ثقيل الغرفة لمدة عشر ثوانٍ تقريبًا، ويبدو أنه أوقف الوقت نفسه. تحطم الهدوء فجأة بسبب صوت الأسقف إيفان المكتوم والخشن، الذي حجبته قطع الضمادات التي كانت تخفي ملامحه. الكلمة الوحيدة التي نطق بها كانت عبارة عن استجواب منخفض، “هممم.”

“ومع ذلك، وفقًا للأدلة التي كانت لدينا سابقًا، فإن الحالات الشاذة الحالية حُرض عليها من قبل أتباع طائفة الإبادة،” أشارت أجاثا، وقد عقدت حاجبيها مفكرة. “ما هي علاقتهم المحتملة بالمنجم؟”

بعد فترة طويلة من الكشف عن اكتشافاتها تحت الأرض، اختتمت أجاثا عرضها بنبرة من عدم اليقين، “ضع في اعتبارك، هذا مجرد نفق تعدين واحد. يتألف المنجم من عدد لا يحصى من هذه الأنفاق، وحتى لو كان هذا المنجم بالذات يقع في أغنى منطقة وفي أعمق مستوياته، فهذا لا يعني بالضرورة أن المنجم بأكمله قد انتهى الآن. ولذلك، فإن جزءًا كبيرًا من استنتاجي هو تخميني… وأنا أدرك أن هذا الافتراض يبدو غير محتمل إلى حد ما.”

“قد لا يكون لديهم صلة مباشرة بالمنجم نفسه. ربما استغلوا الوضع وحرضوا على هذه الأزمة،” اقترح الأسقف إيفان، إذ يتسارع عقله عبر السيناريوهات المحتملة، وخبراته الحياتية الواسعة، وخاصة تفاعلاته السابقة مع الطائفيين، تساعده في حل هذه اللغز المعقد. “من غير المحتمل إلى حد كبير أن يتمكن الزنادقة من التسلل إلى الدولة المدينة دون أن يُكتشفوا لمثل هذه الفترة الطويلة من الزمن، خاصة بالنظر إلى أن نضوب الخام كان من الممكن أن يحدث خلال فترة حكم الملكة. كانت مطاردة الزنادقة والقضاء عليهم أكثر شمولًا بكثير في تلك الحقبة، ولم يكن من الممكن لأي طائفي أن يتهرب من المراقبة اليقظة لملكة فروست…”

“هل أنت متأكدة أنك بخير؟” ضغط الأسقف إيفان، وقد بدا القلق واضحًا في صوته. “لقد بدوت ساهرة ومنشغلة في مناسبات متعددة خلال الأيام القليلة الماضية، و…”

وفي منتصف فرضيته، توقف الأسقف المسن وسأل فجأة، “لقد ذكرت سابقًا أن الحاكم ونستون ادعى جهله بوجود ذلك الباب المخفي بعمق في الممر المائي الثاني؟”

وبينما تتحدث، تحول الضباب الكثيف، وظهرت شخصية شاهقة فجأة من الضباب خلف فانا. كان رأس الشخص مكبرًا ومشوهًا بشكل غريب، وكانت عينه الضخمة ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه في الضباب. وفي اللحظة التالية، اندفع الوحش نحو فانا.

أكدت أجاثا استفساره برأسها، قائلة، “هذا ما قاله.”

“حقًا الآن، هل تفضلين أن يكون هناك اشتباك آخر في مدينة محترقة؟” انبعث صوت موريس من مكان قريب. قام الباحث المسن، متكئًا على عصاه، بدراسة “ساحة المعركة” المدمرة أمامه، وتحدث مع فانا بشكل عرضي.

“يبدو لي أن ادعاءه مريب،” أجاب الأسقف إيفان وهو يهز رأسه بلمحة من الشك. “من المؤكد أن التأسيس المبكر لقاعة المدينة الأولى كان فوضويًا إلى حد ما، لكن مثل هذا الإشراف الكبير أثناء الفترة الانتقالية بين الحكام الأوائل وفرقهم الإدارية يبدو غير معقول، خاصة فيما يتعلق بسر بهذه الأهمية والحساسية الكبيرة…”

داخل مجال رؤيتها المحدود، كانت الأرض مشوهة بشقوق متقاطعة مثيرة للقلق، والتي تسربت منها كميات وفيرة من الرواسب السوداء القاتمة ببطء وتلوت إذ تتصلب بسرعة. حتى أن بعض الرواسب احتفظت بشكل غامض بأشكال بشرية، لكنها أظهرت تشوهات بشعة في أطرافها الأولية.

“هل تقترح أن الحاكم ونستون ربما أخفي شيئًا عني؟” عقدت أجاثا حواجبها، وكان ارتباكها واضحًا. “ولكن ماذا يمكن أن يكون دافعه المحتمل؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“لا أستطيع أن أقول على وجه اليقين. ربما يحاول الحفاظ على سلطة قاعة المدينة، أو قد تكون هناك آثار أكبر تختبئ وراء هذا السر، أو يمكن أن يتم التلاعب به من قبل شخص آخر. الأمر كله غير مؤكد تمامًا،” أعلن الأسقف إيفان، وركزت نظراته فجأة على أجاثا، “ما أجده أكثر إرباكًا هو افتقارك إلى الشك. من غير المعتاد بالنسبة لك رفض مثل هذه الحالات الشاذة المحتملة.”

في اللحظة التالية، ركز نظره فجأة على نقطة معينة، وأضاءت عيناه ببريق من الفضة، “حدس وبرهان مكافي.”

هذه الملاحظة فاجأت أجاثا.

قامت فانا بتبديد سيفها المشكل بالجليد بشكل عرضي، وركزت عبوسها على الأرض المضطربة تحت قدميها.

تذكرت، وهي عالقة في لحظة قصيرة من الارتباك، المشهد الذي لاحظته عند عودتها من الممر المائي الثاني – الصورة المعكوسة في البركة، “الذات الأخرى” تتحرك في الاتجاه المعاكس في الانعكاس.

في مواجهة الأسئلة التي طرحها الأسقف إيفان، صمتت أجاثا. إنها تعلم أنها غير قادرة على تقديم إجابة مرضية أو صرف استفساراته الموجهة.

“أجاثا، هل أنت بخير؟” خرق صوت الأسقف إيفان أحلامها اليقظة.

“إن “المزيفات” التي تتجسد في الضباب ليست جميعها تتجول بلا هدف. ينسق بعضها بواسطة محرك عرائس مختبئ خلف الكواليس.”

رمشت أجاثا، وأذهلت قليلًا، وهزت رأسها بلطف.

تذمرت فانا، “مثير للاشمئزاز.”

“هل أنت متأكدة أنك بخير؟” ضغط الأسقف إيفان، وقد بدا القلق واضحًا في صوته. “لقد بدوت ساهرة ومنشغلة في مناسبات متعددة خلال الأيام القليلة الماضية، و…”

كشفت أجاثا عن كل الأسرار التي عثرت عليها في الأعماق الجوفية. وبينما تروي النتائج التي توصلت إليها، أصبح وجه الأسقف إيفان مظلمًا مع كل معلومة تتكشف.

“أنا بخير، لقد كنت دائماً بخير،” قاطعت أجاثا قلق الأسقف المسن. لسبب ما، بعد تلك اللحظة القصيرة من الارتباك، أصبح صوتها أخف. أخذت نفسًا عميقًا، وانتعشت، ونهضت من مقعدها، “لقد حصلت للتو على بعض الإنجازات المهمة. يجب أن أغادر على الفور.”

أجاب موريس بلا مبالاة، “لقد اعتقدت في ذلك الوقت أن هذا المسار لم يكن مناسبًا لك.”

نهض الأسقف إيفان أيضًا وسأل، “… هل تخططين للذهاب إلى المنجم؟”

طوال نصف القرن هذا، لم يبلغ عن حادثة واحدة لعدم التنفيذ أو الخطأ في تسليم طلبات خام المعادن.

“البحرية تشتبك مع العدو. المأمورون والحراس يتعاملون مع الوضع. لقد منحوني بعض الوقت، وما زال لدي فرصة لكشف جوهر كل هذه الفوضى. حان وقت التحرك،” توقفت أجاثا للحظات، ثم شددت وكأنها تؤكد وجهة نظرها، “الوقت هو الجوهر المطلق. لا أستطيع تحمل البقاء هنا لفترة طويلة.”

“هل أنت متأكدة أنك بخير؟” ضغط الأسقف إيفان، وقد بدا القلق واضحًا في صوته. “لقد بدوت ساهرة ومنشغلة في مناسبات متعددة خلال الأيام القليلة الماضية، و…”

“حسنًا، اذهبي إذن،” أقرَّ الأسقف إيفان برأسه بلطف. “آمل أن تنجحي في فك رموز الحقيقة وتعودي سالمة.”

“البحرية تشتبك مع العدو. المأمورون والحراس يتعاملون مع الوضع. لقد منحوني بعض الوقت، وما زال لدي فرصة لكشف جوهر كل هذه الفوضى. حان وقت التحرك،” توقفت أجاثا للحظات، ثم شددت وكأنها تؤكد وجهة نظرها، “الوقت هو الجوهر المطلق. لا أستطيع تحمل البقاء هنا لفترة طويلة.”

“سوف أكشف الحقيقة.”

لطالما اشتهرت فروست بأنها المنتج الرئيسي لخام المعادن عالي الجودة وقضبان المحفزات المعالجة. على مدار الخمسين عامًا الماضية، كان إنتاج فروست من خام المعادن يعادل تقريبًا الإنتاج التراكمي لجميع الدول المدن الأخرى الواقعة حول البحر البارد. لم تتعثر إمدادات المنجم من المعدن أبدًا، وكانت آلات الحفر تحفر الثروات بلا كلل على مدار الساعة، ووزعت محفزات مصنع الصهر على مستوى العالم. كانت السفن التي تعمل بهذه المحفزات مشهدًا شائعًا في المساحة الشاسعة للبحر اللامحدود.

“هذا أمر غير محتمل حقًا،” ردد الأسقف إيفان ببطء مفكر. “لأنه إذا كانت اتهاماتك صحيحة بالفعل، وكان الوريد الخام المعدني قاحلًا طوال هذه السنوات، فأخبريني، ما الذي كنا نكتشفه في العقود الخمس الماضية؟ ما هو المحفز المعدني الذي ظلت فروست تزود به المدن الأخرى باستمرار على مدار هذه السنوات؟” [**: شيت! يعني مش فروست بس!]

وداخل الضباب الكثيف، ترددت أصوات طلقات نارية متقطعة من حين لآخر، تتخللها تحذيرات البث الآلي من فريق المأمور أو الحارس وأجراس الإنذار المتفرقة التي تدق من بعض المرافق.

وبعد فترة طويلة من الصمت، كان الصوت الوحيد في الغرفة هو تنهيدة منخفضة من حارسة البوابة، “إذا كان التلوث هو السبب في هذا أيضًا، فإن عالمنا قد انحدر حقًا إلى حالة من العبث الصادم.”

“بصراحة، أفضّل مواجهة المئات من الطائفيين المدججين بالسلاح أو حتى اختراق مدينة اشتعلت فيها النيران عدة مرات أخرى.”

“هل أنت متأكدة أنك بخير؟” ضغط الأسقف إيفان، وقد بدا القلق واضحًا في صوته. “لقد بدوت ساهرة ومنشغلة في مناسبات متعددة خلال الأيام القليلة الماضية، و…”

قامت فانا بتبديد سيفها المشكل بالجليد بشكل عرضي، وركزت عبوسها على الأرض المضطربة تحت قدميها.

داخل مجال رؤيتها المحدود، كانت الأرض مشوهة بشقوق متقاطعة مثيرة للقلق، والتي تسربت منها كميات وفيرة من الرواسب السوداء القاتمة ببطء وتلوت إذ تتصلب بسرعة. حتى أن بعض الرواسب احتفظت بشكل غامض بأشكال بشرية، لكنها أظهرت تشوهات بشعة في أطرافها الأولية.

بعد فترة طويلة من الكشف عن اكتشافاتها تحت الأرض، اختتمت أجاثا عرضها بنبرة من عدم اليقين، “ضع في اعتبارك، هذا مجرد نفق تعدين واحد. يتألف المنجم من عدد لا يحصى من هذه الأنفاق، وحتى لو كان هذا المنجم بالذات يقع في أغنى منطقة وفي أعمق مستوياته، فهذا لا يعني بالضرورة أن المنجم بأكمله قد انتهى الآن. ولذلك، فإن جزءًا كبيرًا من استنتاجي هو تخميني… وأنا أدرك أن هذا الافتراض يبدو غير محتمل إلى حد ما.”

تذمرت فانا، “مثير للاشمئزاز.”

“هل تقترح أن الحاكم ونستون ربما أخفي شيئًا عني؟” عقدت أجاثا حواجبها، وكان ارتباكها واضحًا. “ولكن ماذا يمكن أن يكون دافعه المحتمل؟”

“حقًا الآن، هل تفضلين أن يكون هناك اشتباك آخر في مدينة محترقة؟” انبعث صوت موريس من مكان قريب. قام الباحث المسن، متكئًا على عصاه، بدراسة “ساحة المعركة” المدمرة أمامه، وتحدث مع فانا بشكل عرضي.

“أنا بخير، لقد كنت دائماً بخير،” قاطعت أجاثا قلق الأسقف المسن. لسبب ما، بعد تلك اللحظة القصيرة من الارتباك، أصبح صوتها أخف. أخذت نفسًا عميقًا، وانتعشت، ونهضت من مقعدها، “لقد حصلت للتو على بعض الإنجازات المهمة. يجب أن أغادر على الفور.”

“…حسنًا، لا أريد ذلك،” وافقت فانا وهي تهز كتفيها. “لا من المرغوب فيه وجود مدينة شبحية يكتنفها ضباب كثيف أو مدينة مشتعلة تحت الشمس السوداء.”

وبينما تتحدث، تحول الضباب الكثيف، وظهرت شخصية شاهقة فجأة من الضباب خلف فانا. كان رأس الشخص مكبرًا ومشوهًا بشكل غريب، وكانت عينه الضخمة ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه في الضباب. وفي اللحظة التالية، اندفع الوحش نحو فانا.

وبينما تتحدث، تحول الضباب الكثيف، وظهرت شخصية شاهقة فجأة من الضباب خلف فانا. كان رأس الشخص مكبرًا ومشوهًا بشكل غريب، وكانت عينه الضخمة ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه في الضباب. وفي اللحظة التالية، اندفع الوحش نحو فانا.

اجتاح صمت ثقيل الغرفة لمدة عشر ثوانٍ تقريبًا، ويبدو أنه أوقف الوقت نفسه. تحطم الهدوء فجأة بسبب صوت الأسقف إيفان المكتوم والخشن، الذي حجبته قطع الضمادات التي كانت تخفي ملامحه. الكلمة الوحيدة التي نطق بها كانت عبارة عن استجواب منخفض، “هممم.”

لكن المحققة لم تلتفت. بدلًا من ذلك، ضربت الأرض بقوة أدت إلى نبض موجة صدمة غير مرئية إلى الخارج. تمكن المخلوق المشوه من اتخاذ خطوة واحدة فقط للأمام قبل أن يطمس نصفه السفلي. سقط على الأرض، وتحول بسرعة إلى طين.

“ومع ذلك، وفقًا للأدلة التي كانت لدينا سابقًا، فإن الحالات الشاذة الحالية حُرض عليها من قبل أتباع طائفة الإبادة،” أشارت أجاثا، وقد عقدت حاجبيها مفكرة. “ما هي علاقتهم المحتملة بالمنجم؟”

وتحت سيطرتها المتعمدة، لم تؤثر موجة الصدمة على موريس، الذي كان قريبًا منها. عدّل الباحث المسن فقط نظارته الأحادية، ومسح الشوارع المغطاة بالضباب المحيطة بهم بهدوء.

“هل هناك المزيد منهم في مكان قريب؟” سألت بنبرة منخفضة، يقظتها لا تتزعزع.

في اللحظة التالية، ركز نظره فجأة على نقطة معينة، وأضاءت عيناه ببريق من الفضة، “حدس وبرهان مكافي.”

في اللحظة التالية، ركز نظره فجأة على نقطة معينة، وأضاءت عيناه ببريق من الفضة، “حدس وبرهان مكافي.”

ما تلا ذلك كان سلسلة من الأصوات العميقة والرنانة التي تشبه سحق البطيخ. يمكن رؤية العديد من الصور الظلية بشكل غامض وهي تتجسد من الضباب، وتنفجر رؤوسهم في عرض مذهل يذكرنا بالألعاب النارية.

وتحت سيطرتها المتعمدة، لم تؤثر موجة الصدمة على موريس، الذي كان قريبًا منها. عدّل الباحث المسن فقط نظارته الأحادية، ومسح الشوارع المغطاة بالضباب المحيطة بهم بهدوء.

“الجانب المحظوظ هو أن هذه النسخ المكررة الأدنى تمكنت من تكرار درجة معينة من القدرة الإدراكية، مما أجبر المتلاعبين بها على ممارسة المزيد من التفكير،” سحب موريس تركيزه، والبريق الفضي في عينيه يتضاءل تدريجيًا. “كنت متخوفًا في البداية من أنهم جميعًا كانوا جميعًا صدفات فوضوية، والتي لم تكن قوة المعرفة فعالة بشكل خاص ضدها.”

“هذا أمر غير محتمل حقًا،” ردد الأسقف إيفان ببطء مفكر. “لأنه إذا كانت اتهاماتك صحيحة بالفعل، وكان الوريد الخام المعدني قاحلًا طوال هذه السنوات، فأخبريني، ما الذي كنا نكتشفه في العقود الخمس الماضية؟ ما هو المحفز المعدني الذي ظلت فروست تزود به المدن الأخرى باستمرار على مدار هذه السنوات؟” [**: شيت! يعني مش فروست بس!]

ألقت فانا نظرة غريبة إلى حد ما على الوحوش التي انفجرت رؤوسها لوحل من مسافة بعيدة. ثم وجهت نظرها إلى موريس، “عندما علمتني، لم تلمح أبدًا إلى أن “قوة المعرفة” بهذه القوة.”

“إنه لمن دواعي الارتياح عدم وجود أي شيء في المنطقة المجاورة في الوقت الحالي، على الرغم من أنني أتوقع ظهور كائنات جديدة قريبًا،” تنهدت فانا وهي تمد أطرافها بمهارة. “هل لاحظت… أن هناك تركيزًا أعلى لهذه المخلوقات المزيفة في هذا الاتجاه، ويبدو عدوانها أكبر بشكل ملحوظ من أي مكان آخر؟”

أجاب موريس بلا مبالاة، “لقد اعتقدت في ذلك الوقت أن هذا المسار لم يكن مناسبًا لك.”

“هل لاحظت ذلك أيضًا؟” رفع موريس حاجبيه قائلًا. “يبدو أن شكوكي كانت في محلها.”

فانا، “…”

“حقًا الآن، هل تفضلين أن يكون هناك اشتباك آخر في مدينة محترقة؟” انبعث صوت موريس من مكان قريب. قام الباحث المسن، متكئًا على عصاه، بدراسة “ساحة المعركة” المدمرة أمامه، وتحدث مع فانا بشكل عرضي.

شعرت الآنسة المحققة لفترة وجيزة كما لو كانت موضع سخرية، ولكن بعد أن تذكرت نتائج امتحاناتها في تلك السنوات، اختارت الحفاظ على صمتها الكريم.

وفي منتصف فرضيته، توقف الأسقف المسن وسأل فجأة، “لقد ذكرت سابقًا أن الحاكم ونستون ادعى جهله بوجود ذلك الباب المخفي بعمق في الممر المائي الثاني؟”

“هل هناك المزيد منهم في مكان قريب؟” سألت بنبرة منخفضة، يقظتها لا تتزعزع.

قليل من الأفراد يمتلكون القدرة على التحكم في أفكارهم عمدًا، وبالتالي في مجال “اكتشاف الكائنات الواعية”، لا يمكن لأحد أن يتفوق على قديسي سماوي الحكمة.

“ليس في الوقت الحاضر،” هز موريس رأسه.

“بالضبط،” أقرّت. “في الجزء السفلي من الممر المائي الثاني، يوجد باب مغلق. أعتقد أن هذا الباب قد وضع من قبل الجيل الأول من مسؤولي مجلس المدينة. خلف هذا الباب يوجد لغم يبدو أنه قد استنزف بشكل كبير. نظرًا لموقعه، فمن المحتمل أنه كان أغنى قسم في المنجم ومن الناحية النظرية آخر قسم يُعدّن…”

وكان على علم دائم بما يحيط بهم. عندما خرج هؤلاء الوحوش من الضباب، ظهرت أفكارهم المضطربة لأول مرة في إدراكه لأن أفكارهم كانت واضحة مثل منارة الضوء في الظلام لحواسه الحادة.

ما تلا ذلك كان سلسلة من الأصوات العميقة والرنانة التي تشبه سحق البطيخ. يمكن رؤية العديد من الصور الظلية بشكل غامض وهي تتجسد من الضباب، وتنفجر رؤوسهم في عرض مذهل يذكرنا بالألعاب النارية.

قليل من الأفراد يمتلكون القدرة على التحكم في أفكارهم عمدًا، وبالتالي في مجال “اكتشاف الكائنات الواعية”، لا يمكن لأحد أن يتفوق على قديسي سماوي الحكمة.

“لقد كان عالمنا دائمًا مليئًا بالسخافات، ولكن ربما… لقد اكتشفتِ بالفعل شيئًا محوريًا هذه المرة،” ردد الأسقف إيفان وهو يهز رأسه قليلًا. “يجب ألا نضيع الوقت في التفكير فيما إذا كانت نظريتك بعيدة المنال أم لا… من وجهة نظر منطقية، يمكن أن يكون التناقض بين المنجم المفترض المنهك منذ فترة طويلة وإنتاجه المستمر متشابكًا مع الحالات الشاذة الحالية التي ابتليت بها مدينتنا.”

“إنه لمن دواعي الارتياح عدم وجود أي شيء في المنطقة المجاورة في الوقت الحالي، على الرغم من أنني أتوقع ظهور كائنات جديدة قريبًا،” تنهدت فانا وهي تمد أطرافها بمهارة. “هل لاحظت… أن هناك تركيزًا أعلى لهذه المخلوقات المزيفة في هذا الاتجاه، ويبدو عدوانها أكبر بشكل ملحوظ من أي مكان آخر؟”

“الجانب المحظوظ هو أن هذه النسخ المكررة الأدنى تمكنت من تكرار درجة معينة من القدرة الإدراكية، مما أجبر المتلاعبين بها على ممارسة المزيد من التفكير،” سحب موريس تركيزه، والبريق الفضي في عينيه يتضاءل تدريجيًا. “كنت متخوفًا في البداية من أنهم جميعًا كانوا جميعًا صدفات فوضوية، والتي لم تكن قوة المعرفة فعالة بشكل خاص ضدها.”

“هل لاحظت ذلك أيضًا؟” رفع موريس حاجبيه قائلًا. “يبدو أن شكوكي كانت في محلها.”

“حسنًا، اذهبي إذن،” أقرَّ الأسقف إيفان برأسه بلطف. “آمل أن تنجحي في فك رموز الحقيقة وتعودي سالمة.”

“أنت تلمح…”

“هل لاحظت ذلك أيضًا؟” رفع موريس حاجبيه قائلًا. “يبدو أن شكوكي كانت في محلها.”

“إن “المزيفات” التي تتجسد في الضباب ليست جميعها تتجول بلا هدف. ينسق بعضها بواسطة محرك عرائس مختبئ خلف الكواليس.”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“البحرية تشتبك مع العدو. المأمورون والحراس يتعاملون مع الوضع. لقد منحوني بعض الوقت، وما زال لدي فرصة لكشف جوهر كل هذه الفوضى. حان وقت التحرك،” توقفت أجاثا للحظات، ثم شددت وكأنها تؤكد وجهة نظرها، “الوقت هو الجوهر المطلق. لا أستطيع تحمل البقاء هنا لفترة طويلة.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“أجاثا، هل أنت بخير؟” خرق صوت الأسقف إيفان أحلامها اليقظة.

تذكرت، وهي عالقة في لحظة قصيرة من الارتباك، المشهد الذي لاحظته عند عودتها من الممر المائي الثاني – الصورة المعكوسة في البركة، “الذات الأخرى” تتحرك في الاتجاه المعاكس في الانعكاس.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط