الفصل 5 - ناتسكي سوبارو، الفارس المُعلن ذاتيًا

الفصل 5

ناتسكي سوبارو، الفارس المُعلن ذاتيًا

“أنا داخل رأسك شيء حقًا، أليس كذلك؟”

“لماذا؟ أعني، سوبارو ليس … ”

كان سوبارو الشرير الذي قلل من شأن طبيعة الفرسان في الاختيار الملكي الذي سيحدد مستقبل المملكة. وهكذا تقدم يوليوس ليمثل فرسان الحرس الملكي ويوبخه، مما جعله يتذوق الألم حتى يعتذر – كان هذا هو المشهد الذي أتوا وهم يتوقعون رؤيته.

– علم سوبارو بكيفية سير الأحداث في غيابه بفضل راينهارد وفيريس، اللذين ظهرا معًا في غرفة الانتظار بالقلعة. واختتم فيريس قائلاً: “وهكذا بدأ الاختيار الملكي الجذاب”. “سوبارو، ستكون فارس السيدة إيميليا، أليس كذلك؟ حظا سعيدا لكلانا.”

استحم سوبارو بالضحك، وتقدم إلى الأمام واستدار لمواجهة يوليوس. عندما عرض عليه يوليوس أحد أسلحة التدريب، أمسك بالمقبض بقوة كما لو كان معتادًا عليه. وبالمثل سيطر يوليوس على السيف الآخر وأعلن بدء المبارزة الوهمية.

اختتم فيريس ملخصه، لكن اللفافة الساخرة للسكين في النهاية كانت حادة للغاية. لقد كان في الغرفة من البداية إلى النهاية ؛ من المؤكد أنه يعرف جيدًا نوع الحالة العقلية التي كان سوبارو فيها. لكن سوبارو لم يكن لديه وقت لدفع ضربة بالكوع. تفاصيل الاختيار الملكية حاسمة، ولكن في تلك اللحظة هناك مشكلة على سوبارو اكتشافها.

كانت كل كلماته مختلطة. لقد استاء من نفسه لعدم قدرته على توضيح الأمر بشكل أوضح. لولا العواطف المشتعلة في صدره، التي تصطدم بقلبه، فلن يحتاج إلى تحمل مثل هذه الأفكار المتضاربة.

نظرًا لأن سوبارو خجول جدًا بحيث لا يمكن أن يسألها بشكل صحيح، أجاب راينهارد على سؤاله غير المعلن.

بعد كل شيء، عرف سوبارو إيميليا أنها لطيفة دائمًا، ومليئة بالعاطفة الأمومية، وعلى الرغم من أنها لم تكن تدرك عن وعي خطها العنيد، إلا أنها فتاة رقيقة القلب لا تستطيع التوقف عن مساعدة الآخرين إذا حاولت.

“- الرجل العجوز لم يصب بأذى. لقد تم تأمين إطلاق سراحه من خلال لطف السيدة فيلت “.

“إذا كنت لا تفهمين، فلن يكفي أي تفسير. علاوة على ذلك على الرغم من أنه متهور، فهذا أمر ضروري “.

“-!”

“لم أكن أعتقد أنه دخل من ممر مختلف دون أن ترى وجهه، وعرفت أنكما تعرفان بعضكما البعض. من السهل تخمين سبب قلقك “.

“-!”

عندما رفع سوبارو إصبعًا، تحرك راينهارد بسرعة لتهدئة مخاوفه. لكن حتى هو لم يكن يعرف المصدر الحقيقي لشعور سوبارو بالذنب.

في الواقع، عندما بدأ الأمر، ابتهجوا بحرارة، أو ضحكوا في سخرية من عرض سوبارو المثير للشفقة، ودعموا بلا تحفظ رفيقهم يوليوس. ما تغير هو أن الجميع أدرك الآن أن هذا كان ضربًا، ولا شيء أكثر من ذلك.

في اللحظة التي سمح فيها سوبارو لنفسه أن يترك الرجل العجوز روم ليتعفن، تشكلت سحابة مظلمة في قاع قلبه ولم يكن هناك خلاص منها.

لمس جبهته المشقوقة ومعصمه المكسور على الأرجح، ثم تنهد حزنًا على أن الشفاء قد أزال كل الآلام الجسدية. لولا الشعور المشتعل بالإذلال في صدره، لكان يعتقد أن الأمر برمته لم يحدث أبدًا. لا-

صرخ فيريس “هذا رائع. يجب أن تشكر راينهارد وسيدة فيلت لأن كل الشكر لهما. الآن لست بحاجة إلى تقديم أي أعذار على الإطلاق، سوباوو! ”

في البداية ترددت ضحكات ساخرة في كل مرة يسقط فيها. بدأت التنهدات الغاضبة عندما تجاوز العدد العشرة. بحلول الوقت الذي فقد فيه الناس العد، أراد الجميع تجنب أعينهم. فقط أنهيه. يمكن لأي شخص أن يرى من ربح ومن خسر. لقد علموا مرة أخرى أن الفرسان متفوقين. أبعد من ذلك، هذا نزاع لا معنى له.

“-”

عندما استيقظ سوبارو، تجعدت حواجبه وهو يحدق في سقف غير مألوف.

ظهر ارتعاش جليدي في العمود الفقري لسوبارو. نظر لأعلى واستدار لمواجهة فيريس. لمعت عيناه كما لو بإمكانهما الرؤية من خلال سوبارو، وصولاً إلى روحه.

– بضربة، أدرك سوبارو أن جسده كله قد غرق بسبب العرق البارد.

شعر بعدم الارتياح الشديد عندما ينظر شخص ما بداخله. لذلك أجبر سوبارو وجهه المتيبس على الحركة للتستر عليه.

“لا يمكن أن يكون …ولكنها الحقيقة. قمت بإنقاذي. لهذا السبب حاولت … رد الجميل … لكن الآن، إنه … ”

“نعم، أنا سعيد جدًا! تماما كما ظننت! لقد كانت فكرة جيدة حقًا أن أترك كل شيء لإيميليا تان وفيلت – أفضل من أي شيء كان بإمكاني فعله … أليس كذلك؟ هذا صحيح، أليس كذلك؟ ” قام سوبارو بتوسيع ذراعيه على نطاق واسع حيث أعطى لمحة من السلوك المتعمد والمبالغ فيه والمهرج، وكلماته التالية أكثر تسرعًا وخفة “لكن يا رجل، لقد وضعت فيلت قلبها حقًا للفوز بالاختيار الملكي لقضيتي، وهذا يعني منافسة أقوى على العرش. قد تعطيني إيميليا تان توبيخًا حقيقيًا لهذا الأمر “.

“أنا … أنقذتك …؟”

من نواحٍ مختلفة، تغيرت تعبيرات وجوه راينهارد وفيريس ردًا على التحول المفاجئ في سوبارو، لكن في النهاية اختاروا عدم الضغط على النقطة.

“ما رأيك؟” سأل يوليوس. حتى أن نظرة الرجل الحادة قد أشارت إلى أن هذا لم يكن اقتراحًا وديًا.

أظهر كلا الفارسان له الشفقة. سوبارو الذي يدرك الحقيقة بألم، تجاهل نداءات قلبه.

“آه، هذا جيد، هذا جيد. أردت فقط أن أعرف أنها فكرة يوليوس – منذ أن بدأها يوليوس، أنا ضد إيقافها “.

“والآن بعد أن انتهى الحديث، أين إيميليا تان والجميع؟”

“بقي المرشحون في القاعة لمناقشة التفاصيل الدقيقة لـ عملية الاختيار الملكي. خلال ذلك الوقت قلت إنني سأذهب للاطمئنان عليك، وجاء فيريس معي ” أجاب راينهارد.

لم يكن الأمر أنه استسلم لمصيره. لم يفهم سوبارو حقًا الحالة العقلية التي عليها عندما تحدث يوليوس مرة أخرى “الآن بعد ذلك، قبل أن نبدأ سأطلب مرة أخرى: هل تنوي الاعتذار عن خطأ سابق منك وطلب المغفرة؟ إذا قدمت اعتذارًا كاملاً عن تجاوزاتك المتكررة هنا والآن، فسأعفو عنك “.

كانت تصرفات راينهارد منطقية، لكنه لم يستطع التوقف عن التساؤل عن سبب إظهار فيريس لوجهه أيضًا. وهكذا سأل سوبارو “شكرًا، لكن هل هذا جيد، لست إلى جانب سيدتك؟”

“… أجل، أفترض ذلك.”

“إنه جيد تمامًا. السيدة كروش أقوى بكثير من فيري، لذا فهي آمنة تمامًا! ”

لم يكن هناك ذرة غبار واحدة على زيه ناصع البياض، ولم يتنفس بصعوبة ولا حتى يتعرق. فقط السلاح الملطخ بالدماء الذي يمسكه ينتقص من سحره الأنيق. وتابع: “بالتأكيد أنت الآن على دراية الآن بالفرق بيننا، وكيف أهانني بشدة من خلال التعامل مع كلمة فارس بمثل هذا الازدراء الواضح؟”

“مجرد وضع ذلك جانباً … كيف يكون شخص مثلك في فرسان الحرس الملكي على أي حال؟”

لكن ما يقود الألم من عقل سوبارو هو الغضب الخالص.

أعطى فيريس سوبارو نظرة جانبية وهز إصبعه في وجهه. توهجت أنملة إصبعه بنور أزرق.

نعم، يوليوس وبخ سوبارو بشدة، وأخبره أنه لا يستحق إيميليا. لكنه لم يكن مضطرًا لقول ذلك. سوبارو نفسه يعرف ذلك أكثر من أي شخص آخر. لإخفاء ذلك، كان يرتدي قناعًا يائسًا، متظاهرًا بالجهل، لكن هذا الرجل قد دعا بسهولة إلى خدعته. لذلك لم يكن سوبارو قادرًا على مسامحته، فقد استحوذت عليه، مما أدى إلى النتيجة الحتمية.

“مواء، لأن فيري لديه موهبة خاصة مطلوبة بشدة “.

“لو لم يكن هذا اليوم، وكنت قد التقيت به في مكان مختلف، لكنت ببساطة تركته. ومع ذلك لم يكن من المفترض أن يكون. تم تلطيخ اسمي أمام أولئك المرتبطين بالعرش، وكان يتحدث باستخفاف عن الفرسان نفسهم. علاوة على ذلك فهو لم يفشل في الاعتذار فحسب، بل ألقى إهانات إضافية “.

“آه … لماذا أشعر بأنني أخف وزنا، مثل كتفي وركبتي وفخذي…؟ ”

الشخص الذي أنكر للتو أنها تستطيع فهمه ليس له حق لقول أي منها.

“سوباوو، جسدك مؤلم في كل مكان مثل رجل عجوز.”

في المرتين، حثته إيميليا بشدة على التصرف بدافع القلق على صحته. لكن سوبارو داس على كلماتها في كل مرة بناءً على أوهامه الأنانية. في مكان ما في الأعماق، فكر في الأشياء بشكل تافه، كما لو أن النتائج الجيدة ستسمح له دائمًا بالتخفيف من أثر وعوده. ولكن نتيجة لذلك لم يتجاهل سوبارو مناشداتها فحسب، بل لم يكن لديه شيء واحد مناسب لتقديمه ؛ في الواقع لقد أصبح عار على نفسه وأوقفها.

“هذه مهارتك، إيه…؟ حسنًا، سمعت أنك مستخدم جيد حقًا لمانا المياه “.

فكرت مرة أخرى في الحرب الكلامية بين سوبارو ويوليوس في غرفة العرش. لم يكن لدى أي منهما انطباع جيد عن الآخر، وإذا كان هذا هو سبب مبارزة خاصة …

في المقام الأول، كان السبب وراء السماح لسوبارو بالذهاب مع إيميليا إلى العاصمة هو تحسين الحالة الجسدية السيئة التي كان فيها. الشخص الذي من المفترض أن يشفيه لم يكن سوى الرجل ذو اذن القط أمام عينيه.

“قلت انتظري!”

رد راينهارد على تعليق سوبارو قائلاً: “الكلمات الجيدة حقًا لا تكفي، سوبارو. من العدل أن نطلق على فيريس أعظم سيد السحر مانا الماء في القارة. ليس من قبيل الصدفة أنه يحمل لقب “الساحرالأزرق”، ويقف على قمة أولئك الذين يشاركونه تقاربه السحري على الرغم من صغر سنه “.

“نعم، لقد انتهى … معظم ما أراد الجميع قوله خرج في غرفة العرش، لذلك الباقي سار بشكل أساسي على وضع التفاصيل الدقيقة حول الاختيار الملكي. تمت تسوية معظم الأمور بموافقة روزوال عليها “.

دفع مدح راينهارد فيريس إلى دفع صدره للخارج، ولم يظهر أدنى ذرة من التواضع.

”المكان هو ساحة التدريب… “.

“مواء، العنوان جاء من جميع مشجعي فيري.”

التبادل التالي سيكون الضربة الأخيرة في هذا القتال الذي لا طائل من ورائه.

نظرًا لأنه حق معالجًا جيد، فقد رأى سوبارو العديد من المعجبين به في ضوء جديد. لقد وضع في الاعتبار حقًا أن هذا الشخص يعامله بحسن نية.

عندما أمال رأسه بارتباك، جاهدت إيميليا لإخفاء العاطفة لأنها استدارت نحوه.

كانت نغمة سوبارو ثقيلة ومتألمة عندما وصل إلى الإجابة التي توقعها.

“- إذن فعلتها إيميليا تان حقًا …”

“لماذا؟ أعني، سوبارو ليس … ”

واختتم راينهارد بالقول: “لذا قامت السيدة إيميليا بالفعل بتنظيمها”.

ارتجف من الصدمة التي أصابت جذعه عبر باقي جسده. شعر بانعدام الوزن. مباشرة بعد أن تركت قدميه الأرض، ضرب وجهه بقوة في الأرض. لطخت أوساخ ساحة التدريب وجهه، واختلطت بالقيء. ضرب الألم والحرارة دماغه بنفس القوة. في اللحظة التالية اندلعت ساحة التدريب في هتافات صاخبة حول حصول سوبارو، الأحمق الذي لم يعرف مكانه، على ما يستحقه.

لم يكن بإمكان سوبارو التخمين إلا في الاتجاه المعاكس الذي تم ترتيبه من أجل شفائه. لهذا السبب لم يستطع إيقاف الكآبة الشديدة العميقة في قلبه.

“فارسك و … صديقي يتصادمان. ألا تقلقين؟ ”

إن مطالبة فيريس التي بجانب كروش، بمعالجة جسده يعني الاعتماد على منافسة عشية الاختيار الملكي. بعبارة أخرى سوبارو أثقل كاهل إيميليا … مرة أخرى.

“إذا التقيت بك من قبل، إذا كان هذا صحيحًا، لكنت … كنت …!”

سأل،”مهلاً، لماذا علي قبول العلاج مهما كان الأمر؟”

كانت نغمة سوبارو ثقيلة ومتألمة عندما وصل إلى الإجابة التي توقعها.

“لأنها دفعت بالفعل. إذا لم يعالجك فيري يا سوبارو، فهذا يعني السيدة مرت بكل هذا الجهد من أجل لا شيء “.

لقد انتقلوا من غرفة الانتظار في القلعة إلى حامية الفرسان المجاورة للقلعة. كانت أرض التدريب محاطة بجدران متينة تعطي إحساسًا قويًا بتاريخ المكان.

” دفع؟ إذا كان مجرد دفع ، فيمكنك إعادته، ري – ”

“لا يوجد جمال فيك”

” إنه ليس شيئًا يمكن إعادته. هكذا فيري، يجب أن يقول لا لطلبك، سوباوو “.

بعد التحذير من العالم المتوقف بأنه كاد ينتهك المحرمات، بدأ الوقت يدق مرة أخرى.

تم رفضه من مسافة قريبة، ولم يتمكن سوبارو من وضع يده إلا على جبهته.

لا بد أن حقيقة أنها نصف جان تسببت في معاناتها الشديدة والممتدة بسبب رغبتها في شيء هزيل للغاية. لكن…

على الرغم من أن سوبارو لا يريد أن يكون مسؤولية إيميليا، يبدو أن هذا كان كل ما كان عليه لإيميليا. أراد مساعدتها. هذا هو سبب وجود سوبارو بالكامل. السبب الوحيد الذي أعطى وجوده معنى.

“قلت انتظري!”

تردد صدى صوت هادئ في غرفة الانتظار. لم يكن المتحدث راينهارد ولا فيريس، لكنه رجل بملامح راقية متكئ على الباب المفتوح – يوليوس.

أجاب الحارس: “لقد فهمت أن السير يوليوس فعل ذلك. ومع ذلك لأن السير ناتسكي سوبارو وافق، نحن في الوضع الحالي – ”

“- إذا سببت افتقارك للقوة كثيرًا، أعتقد أن لديك خيارًا واحدًا يمكنك القيام به.”

وتابع: “لا أعتقد أنكِ تفهمين كيف … لكن ساعدتني كثيرً، لكن هذا … أنقذتني، أكثر مما يمكن أن تعبر عنه الكلمات “.

تغير وجه سوبارو كأنه صفع “ماذا؟ أوه، هذا أنت “.

تمامًا مثل ذلك، صمت الهمهمة الخافتة التي ملأت ساحة التدريب.

عبس سوبارو. تلقى يوليوس نظرته الغاضبة بنظرة هادئة.

“أفضل أن لا تظهر مثل هذا التعبير البغيض. لم أكن أتوقع ترحيبا حاراً، لكن تركت عواطفك تتغلب عليك … ”

“أفضل مني … وماذا في ذلك؟”

جلست إيميليا على جانب السرير، وعيناها البنفسجيتان مليئتان بالحزن. دون سبب تمكنه من التمييز، طويت رداءها الأبيض الذي ترتديه أثناء مراقبة سوبارو.

“… إنه يجعل شخصية أولئك الذين يقفون معك موضع تساؤل “.

كانت لكلماتها نبرة قبول واستقالة وتصميم – وبعبارة أخرى هذه هي النهاية.

“اللعنة عليك…!”

أعطى فيريس سوبارو نظرة جانبية وهز إصبعه في وجهه. توهجت أنملة إصبعه بنور أزرق.

انقبض حلق سوبارو مع الغضب. لم تكن الكلمات في حد ذاتها، بل الأماكن الحساسة التي يخدشونها.

حافظ على صمته بينما يوليوس يسير من أمامه نحو نافذة مفتوحة.

انقبض حلق سوبارو مع الغضب. لم تكن الكلمات في حد ذاتها، بل الأماكن الحساسة التي يخدشونها.

“الآن، أفترض أنك أردت أن تسألني ماذا أفعل هنا؟” أدار الفارس ظهره، مستعرضًا الأراضي الواقعة خلف القصر، ضيق عينيه مع هبوب النسيم “بطبيعة الحال، جئت لرؤيتك. أود منكم أن ترافقوني لفترة وجيزة “.

لا شك أنه لم يكن الرد الملموس الذي تبحث عنه. مهما كانت المُثُل السامية التي تمسكت بها، فإن الحقيقة وراء عناد سوبارو المبتذل خانتها.

“ما رأيك؟” سأل يوليوس. حتى أن نظرة الرجل الحادة قد أشارت إلى أن هذا لم يكن اقتراحًا وديًا.

مد أطراف أصابعه على الفور، وامسك بردائها كما لو أن ذلك سيمنعها من الانسحاب.

“فقط لكي تعرف، لن أقول أبدًا نعم لشيء من هذا القبيل، لا أعرف المكان أو ما الغرض منه ”

“أفضل أن لا تظهر مثل هذا التعبير البغيض. لم أكن أتوقع ترحيبا حاراً، لكن تركت عواطفك تتغلب عليك … ”

”المكان هو ساحة التدريب… “.

“أنا … أنقذتك …؟”

رداً على كلمات سوبارو التي تبدو غير رسمية ولكنها لاذعة للغاية، نظر يوليوس إلى الأسفل في تفكير واضح. ثم بابتسامة متعجرفة، تحدث بنفس القدر من السخرية التي تحدث بها سوبارو.

أعطت اناستاشيا رد الحارس إيماءة سخية قبل النظر إلى إيميليا.

“ماذا عن … تعليمك درسًا أو درسين عن الواقع؟”

. “……هاه؟”

“… سوبارو.”

قبل لحظات من أن سوبارو على وشك أن يطلق العنان لضربة إلى أسفل، ضُرب معصمه الأيمن – يده التي تمسك السيف. أدت الضربة الحادة إلى إرسال سيفه الخشبي وهو يطير، وتبعته عينا سوبارو بشكل غريزي. في اللحظة التالية،تعرض لضربة أخرى.

بعد حوالي عشر دقائق من هذا التبادل الساخر المحفوف بالمخاطر، وقف سوبارو فوق تربة رملية.

“-”

“—سوبارو.”

ربما المنطقة نصف حجم حرم المدرسة الثانوية، مما يوفر مساحة كبيرة للركض وقتال السيوف.

رفع وجهه والتقى بعيون إيميليا البنفسجية. لقد امتلأوا بالحزن فقط. عندما رأى وجهه منعكسًا في عينيها، كان أمرًا مثيرًا للشفقة حقًا ولا يمكن مقاومته.

اختبر سوبارو قدمه، ثم بدأ بالتمدد.

لقد خاطر بحياته، وتحمل ألم تعرضه للعض في كل مكان، ومسح دموعه وتجاوزها، كل ذلك لمواصلة حماية المعبودة التي شكلها في ذهنه.

حاول راينهارد، الذي يقف عند مدخل ساحة التدريب، إقناع يوليوس بالتراجع “يوليوس، يجب أن توقف هذا. إنه ليس مثلك. ” لم يكن التعبير على وجهه تعبيرًا عن التسرع أو الغضب، بل كان اهتمامًا تامًا بـ سوبارو. وتابع: “أوافق على أنه أمر تافه بالنسبة له أن يقول، لكنه لم يكن شيئًا لا يمكن تسويته عن طريق التراجع. عادة ستحكم على نفسك بنفس القدر، أليس كذلك؟ ”

“- هذا يكفي، ناتسكي سوبارو.”

“هذا هو بالضبط كذلك يا راينهارد. في العادة سأفعل. ”

أزال يوليوس رداء الاحتفال وهو ينظر إلى راينهارد، وعيناه لا تظهران أي عاطفة.

“- قلت لك، أنا لا أفهم!! أنا أنقذتك؟ لم أفعل شيئا كهذا. أول مرة التقيت بك كانت في قبو المسروقات. لم أرك من قبل في حياتي! ”

تمامًا مثل ذلك، صمت الهمهمة الخافتة التي ملأت ساحة التدريب.

– في ذلك اليوم، ولأول مرة في ذلك العالم الآخر، أصبح ناتسكي سوبارو بمفرده حقًا.

“- سأقوم الآن بتأديب الشرير الذي شوه شرفي كـ فارس! أي اعتراضات؟!”

صرخت إيميليا بحدة على سوبارو وسط تجواله، وقطعت أعذاره. أدار بصره المجهول نحوها.

“- !!”

أمام الفتاة الباكية، التي تصرح بمشاعرها، والتي سعت للحصول على إجابة صادقة منه – اختار سوبارو أن يدير ظهره لها، وبالتالي يستمر في خيانتها.

فجأة ضرب إعصار صامت في الهواء فوق ساحة التدريب. صاح الفرسان والحراس المجتمعون، وأصواتهم أحدثت العاصفة.

يوليوس ضد سوبارو، الرجل الذي لم يحترمه أحد.

استمع سوبارو إلى أثر خيبة الأمل “… إيميليا … تان، أنتِ …”

لم يقف سوبارو أبدًا في حياته أمام الكثير من الأشخاص الذين يوجهون مثل هذه المشاعر العدائية إليه. قال: “الاحتمالات حوالي سبعمائة إلى الصفر ولا أحد يراهن علي. أنا لا أحظى بشعبية كبيرة، سأبكي … ”

سوبارو، جلده المتلألئ بالطاقة الكهربائية للجمهور، استعد للسيف الخشبي وسحب للخلف، ثم أدار السيف في يده وهو يشتكي “آه، مهلاً. الشعور بهذا لا يبدو صحيحًا ”

بصدق، لقد برده حتى العظم. كان جسده مليئًا برغبة عارمة في السقوط على ركبتيه. ومع ذلك ظل قلبه هادئًا، وعلى الرغم من ثقل أطرافه، إلا أنها لم ترتعش.

” التجاوزات، هاه. لا أستطيع التفكير في أي … وأعتذر كيف؟ ”

رد فعلها جعل أكتاف سوبارو مريحة مع شعور بالراحة. كان ذلك عندما قالت “غدًا سأعود أنا وروزوال إلى القصر. ستبقى في العاصمة الملكية للتركيز على العلاج “.

“ضع جبهتك على الأرض والدموع في عينيك. أو إذا وجدت أنه أكثر ملاءمة، تدحرج على الأرض وأظهر لي بطنك مثل الكلب الصغير الذي أنت عليه.”

“توقف عن الكذب بشأن القيام بكل هذه الأشياء من أجلي -!”

“ليسا خياران أنيقان للغاية، لذلك إذا كنت لا تمانع، فسأرفض كليهما.”

لم يكن متأكدًا مما إذا كان الألم قد أصبح كبيرًا لدرجة أنه أصبح مخدرًا أو إذا كان الأدرينالين ينقع دماغه. ربما كان عددًا من الأشياء.

لا شك أنه لم يتوقع أبدًا قبول سوبارو. غمغم يوليوس “أرى” عندما سلم سيفه الفارس إلى أحد زملائه الواقفين بجانبه وأخذ زوجًا من السيوف الخشبية مكانه.

لم يستطع حتى الرد. ولم يكن هناك أي شيء يمكن أن يطلبه منها. بدأت إيميليا تمشي، ووضعت مسافة بينهما — ليست المسافة المادية، لكن المسافة العاطفية التي هي أكبر بكثير. في تلك اللحظة افتقر سوبارو إلى الشجاعة للوصول بأصابع نحو ظهرها، أو حتى مشاهدتها وهي تغادر.

“بالمعنى الصحيح، لن يكون من الغريب أن يقطعك رجل بسبب لسانك الكريه. ومع ذلك فأنت تابع للسيدة إيميليا، سواء رغبت في ذلك أم لا. وبناءً على ذلك سأواجهك باستخدام هذه السيوف الخشبية “.

“أي اعتراضات؟” سأل عيون يوليوس. رد سوبارو بتلويح فظ من يده، مشيرًا إلى عدم وجود مشكلة. استنتج يوليوس أن خصمه قد قبل من إيماءاته وتعبيراته، أومأ برأسه.

لا! أراد أن يصرخ بصوت عال. ولكن في الواقع لم يصدر عن حلق سوبارو المرتعش أي صوت ؛ شعر رأسه بثقل مثل الرصاص، وأثقل من أن يرفع رأسه المنخفض المتجه لأسفل.

“يجب أن يكون الحكم – فيريس.”

نظر يوليوس بينما رفع فيريس كفه عرضًا ولوح للخلف.

لقد اعتقد أن رده الأخير هو القشة التي قسمت ظهر البعير.

“بالتأكيد، بالتأكيد”

“اللعنة عليك…!”

لقد قبل بسهولة دور الحكم. لم تكن هناك طريقة لمعرفة ما يعتقده في الداخل. على عكس أمل راينهارد في وضع حد لذلك، بدا فيريس حريصًا جدًا على بدء الأمور.

” أنتما الاثنان. بغض النظر عن الجروح الفظيعة التي تعانون منها، يمكن لفيري علاجكم طالما أنكم لا تموتون، سوباوو، حظاً موفقاً! ”

في تلك اللحظة، تُبتت عيناه على الشيء الوحيد الذي أعطى وجوده أي معنى.

“لماذا تقول ذلك لي فقط؟ أقلق بشأن الرجل الآخر “.

“مواء، يا للعزيمة القوية! هل تسمعون ذلك؟ حسنًا، واحد، اثنان، ثلاثة! ”

ربما المنطقة نصف حجم حرم المدرسة الثانوية، مما يوفر مساحة كبيرة للركض وقتال السيوف.

بالتحول إلى المتفرجين، رفع فيريس كلتا يديه عالياً وأنزلهما. عند إشارته اندلع ميدان التدريب في ضحك صاخب، وصب الازدراء على كلمات سوبارو المتهورة.

يوليوس ضد سوبارو، الرجل الذي لم يحترمه أحد.

صرخ سوبارو المذهول من التأثير المفاجئ للأقمشة الناعمة على وجهه. عندما سحب الخامة على الفور، أدرك أنه رداءًا أبيض به صقر مطرز كانت إيميليا تمسكه بيديها وضربته به.

“على الأقل أنت متحمس. هلا نبدأ؟”

سمع الباب يغلق. عاد الهدوء مرة أخرى.

“هل هذا صحيح؟ لا أعتقد أنهما يختلفان كثيرًا، لكن يمكنك استخدام هذا إذا كنت تفضل؟”

“آسف آسف. أنا طفل من العصر الحديث، لذلك لا أريد استخدام شيء لا أشعر أنه على ما يرام “.

” إنه ليس شيئًا يمكن إعادته. هكذا فيري، يجب أن يقول لا لطلبك، سوباوو “.

وبينما يتحدث، أخذ السيف الخشبي الذي قدمه يوليوس بيد واحدة.

ركضت في الممر نحو حامية الفرسان وساحة التدريب بداخلها.

في مكانه، عرض على يوليوس السيف الذي تم تسليمه إليه قبل قليل “عفوًا”.

لم يسمع شيئا. ترك كل شيء وراءه، ورفع سيفه بكل روحه.

“-”

الابتسامات السيئة التي يتداولانها جعلت إيميليا غير قادرة على إغلاق عينيها، وصوتها يرتجف.

ترك سوبارو السيف قبل أن تلمسه أصابع يوليوس . بطبيعة الحال تسببت الجاذبية في سقوط السيف. انحنى يوليوس على الفور إلى الأمام ليمسك السيف، وعندما انحنى الفارس إلى الأمام، فقد ميزة ارتفاعه عن سوبارو.

رد الصبي الفاتر، الذي تحدث برأس معلق، جعل أنفاس إيميليا تتوقف بعض الشيء.

“… همف.”

يوليوس ضد سوبارو، الرجل الذي لم يحترمه أحد.

تقدم سوبارو إلى الأمام وقلب السيف في يده من أسفل إلى أعلى، مستهدفًا بشكل مباشر طرف ذقن يوليوس. في الوقت نفسه تحركت يده اليسرى بشكل مستقيم للأمام، وألقى الرمال التي التقطها سراً أثناء تمارين الإحماء تجاه عيني يوليوس – هجوم مفاجئ من خطوتين.

“… أجل، أفترض ذلك.”

– قضيت عليه الآن، فكر في سوبارو وهو يبتسم بارتياح خبيث لخدعته الصغيرة. في اللحظة التالية سمع صوتًا في أذنه.

“—سوبارو.”

“يبدو أنك حقًا لا تخجل”

بدا الصوت الذي يهب في طريقه من الأعلى متفاجئًا وليس مؤلمًا”لم أكن أتوقع أنك ستستخدم سحر الظلام. أعترف أنك قبضت علي على حين غرة. ”

في نفس الوقت ضربت ضربة سوبارو. شعر بضربة قوية حادة في جذعه.

كانت تلك هي المشاعر النقية التي لدى سوبارو تجاه إيميليا والتي شكلت أساس كل فعل له.

بعد حوالي عشر دقائق من هذا التبادل الساخر المحفوف بالمخاطر، وقف سوبارو فوق تربة رملية.

انحنى الصبي على الأرض فيما اشتد الألم، وهو يصرخ نحو السماء فوق ساحة التدريب.

أعلى، أعلى. أبعد، أبعد.

“لقد فعلت هذه الأشياء … لأنني أردت أن أعطيكِ شيئًا …”

“هل هذا صحيح؟ لا أعتقد أنهما يختلفان كثيرًا، لكن يمكنك استخدام هذا إذا كنت تفضل؟”

كانت هذه الفتاة التي طالبت بمعاملة عادلة في الغرفة في الاختيار الملكي.

” دفع؟ إذا كان مجرد دفع ، فيمكنك إعادته، ري – ”

”تقرير. حاليًا يشارك السير يوليوس و … تابع السيدة إيميليا، السير ناتسكي سوبارو، في معركة في ساحة التدريب “.

“… إيه؟”

“إنه جيد تمامًا. السيدة كروش أقوى بكثير من فيري، لذا فهي آمنة تمامًا! ”

عند سماع تقرير الحارس، تبعثرت أفكار إيميليا.

“-!”

ابقي هادئة، ابقي هادئة، ظل الصوت بداخلها يقول. لم تكن تعرف ماذا يعني ذلك.

“لا تشوه الأمر علي بأوهامكم التافهة يا آل. حسنًا أنا أستمتع … جيد جدًا. أردت استراحة من هذا الحديث الطويل المروع، على أي حال. إن النظر باستخفاف إلى مجموعة متنوعة من الحمقى والضحك عليهم أمر جيد للروح “.

“ما، لماذا يفعلون مثل هذا … ؟! ساحة التدريب تقصد بناية الفرسان بجانب القصر الملكي صحيح؟ يوليوس وسوبارو … يتقاتلون هناك؟ ”

تم رفضه من مسافة قريبة، ولم يتمكن سوبارو من وضع يده إلا على جبهته.

لم تستطع إيميليا إخفاء حيرتها. ومع ذلك لم يستطع الحارس ترك جزء واحد دون تصحيح.

لقد داس على الوعود التي قطعوها معًا – بعبارة أخرى، ثقتها.

“عفوا، إنها معركة تدريبية. إنها ليست معركة ناشئة عن ضغينة شخصية، ولكنها مسألة شرف السير يوليوس “.

كان هذا آخر شيء يعرفه قبل أن يبدأ وعيه يتلاشى بعيدًا.

طريقته، التي كانت على وشك عدم الاحترام الصريح، هزت إيميليا بعمق أكبر.

“… ماذا تقصد، من جانب واحد؟”

“على أي حال، يجب أن أوقف هذا على الفور. قدني إلى ساحة التدريب هذه … ”

ليس هذا فقط، هي الكلمات التي يجب أن يقولها. لكن عاطفة إيميليا انفجرت ، وشعرها الفضي يتأرجح بعنف وهي تهز رأسها، لذلك لم تصل الكلمات أبدًا.

كانت إيميليا على وشك الاندفاع إلى الميدان للتحدث ببعض المنطق في نفوسهم عندما توسط صوت عالي النبرة – صوت اناستاشيا.

بدا الحارس حزينًا، كما لو أنه رأى مثل هذا المنظر البائس لدرجة أنه لم يستطع إحضار نفسه للنظر في اتجاه إيميليا. لقد أعلن ذلك للجميع ما يحدث في ساحة التدريب .

“آه، أعتقد أنك يجب أن تدعهم ”

كان ادعاءه، أنه فعل كل شيء من أجلها، تبريرًا أخلاقيًا له معنى فقط بالنسبة لسوبارو نفسه.

عندما استدارت إيميليا، رأت أن اناستاشيا قد رفعت يدها، ولفت الانتباه إليها. بعد أن انتقلوا من غرفة العرش إلى غرفة اجتماعات، جلس المرشحون مع شركائهم إلى جانبهم.

مع عقله المميز حتى تلك النقطة، فقد العالم لونه بسرعة. هذه المرة ترك عقل سوبارو حقًا أي شيء وكل شيء وراءه وهو يغرق في قاع الهاوية.

بطبيعة الحال سمع الجميع التقرير أيضًا. تابعت اناستاشيا “أريد أن أتأكد من شيء ما، من اقترح هذا القتال؟ ”

“قُدنا إلى ساحة التدريب هذه ”

أجاب الحارس: “لقد فهمت أن السير يوليوس فعل ذلك. ومع ذلك لأن السير ناتسكي سوبارو وافق، نحن في الوضع الحالي – ”

“… أجل، أفترض ذلك.”

أعطت اناستاشيا رد الحارس إيماءة سخية قبل النظر إلى إيميليا.

“مواء، العنوان جاء من جميع مشجعي فيري.”

“آه، هذا جيد، هذا جيد. أردت فقط أن أعرف أنها فكرة يوليوس – منذ أن بدأها يوليوس، أنا ضد إيقافها “.

ربما المنطقة نصف حجم حرم المدرسة الثانوية، مما يوفر مساحة كبيرة للركض وقتال السيوف.

وضع رد اناستاشيا لها خلافًا مباشرًا مع إيميليا.

“خطأ، ربما يكون من الأفضل عقد اتفاقيات عدم اعتداء مع بعض المرشحين هنا بدلاً من ذلك؟ إنه أمر صعب عندما لا نعرف من سيأتي ومتى … ”

“فارسك و … صديقي يتصادمان. ألا تقلقين؟ ”

“قلقة؟ من ماذا؟ من أن يتمادى يوليوس ويجعلني أدفع مقابل ذلك شفاء خادمكِ؟ ”

كانت تلك هي المشاعر النقية التي لدى سوبارو تجاه إيميليا والتي شكلت أساس كل فعل له.

مالت اناستاشيا رأسها قليلاً وهي تجيب، وبدت في حيرة من أمرها. أصبحت إيميليا في حيرة من الكلام.

“- لقد وصلت إلى هذا الحد بسببي، أليس كذلك؟! كما هو الحال في قبو المسروقات عندما سُرقت شارتكِ! لقد أنقذتكِ من القاتل المتسلسل الخطير للغاية! وضعت جسدي على المحك! كل ذلك لأنكِ مهمة بالنسبة لي !! ”

أمام النصف جان، ابتسمت بريسكيلا ابتسامة صغيرة من وراء مروحيتها.

“بالتأكيد. مما رأيته هو أحمق عنيد. أتخيل أنه يتم فرك وجهه في التراب للمرة الثانية اليوم بسبب العناد المفرط “.

أضافت اناستاشيا “ربما. بالعودة إلى القاعة، كان لديه بعض الشجاعة. يجعلك تريد أن تنظر إليه – لأن شخصًا ما قد ألقى به في الغرفة “.

كانت تلك الجملة مليئة بعاطفة كافية وعزلة تجعله يبكي.

الابتسامات السيئة التي يتداولانها جعلت إيميليا غير قادرة على إغلاق عينيها، وصوتها يرتجف.

“فقط؟”

“أ- أليس لديك أي شيء آخر لتقولوه …؟”

ولكن ما زاد من صدمتها، كسرت كروش صمتها وأعلنت معارضتها لوجهة نظر إيميليا.

“إذا كان تابع إيميليا قد طلب مبارزة، فسأوافق على أنه من الصواب إيقافهم. ومع ذلك لأن السير يوليوس هو الذي طلب ذلك، أعتقد أن إيقافهم خطأ “.

لم يسمع شيئا. ترك كل شيء وراءه، ورفع سيفه بكل روحه.

“لماذا؟ أعني، سوبارو ليس … ”

“”

“إذا كنت لا تفهمين، فلن يكفي أي تفسير. علاوة على ذلك على الرغم من أنه متهور، فهذا أمر ضروري “.

قطعت كروش إيميليا بنبرة قوية لم تسمح بمزيد من المناقشة. اتخذت كروش أيضًا موقفًا صارمًا مفاده أن إيميليا لا ينبغي أن تتدخل.

“أنا آسف لأنني لم أستمع إليكِ. أنا حقاً حقاً أسف. لكن! لكنكِ مخطئة، أنا لم أفعل ذلك من أجلي … ”

جلبت المحادثة المتوقفة تعابير حزينة على وجه فيلت قبل أن ترفع صوتها “إذن لماذا جاء ذلك الحارس ليخبرنا عن هذا، على أي حال؟ أعني إنه شيء واحد إذا كنت ستقدم تقريرًا قبل أن تبدأ، ولكن لماذا تتعامل مع الأمر في منتصفه؟ فقط انتظر منهم إنهاء القتال وأخبرنا بما حدث بعد ذلك “.

“-”

سؤال فيلت الذي طرح بذراعيها متصالبتين وسلوكها السيئ، جعل وجه الجندي شاحبًا بشكل واضح. بعد أن استشعر ماركوس من سلوكه أن هناك شيئًا ما على ما يرام، خطا أمام مرؤوسه وكسر صمته.

“تقرير.”

“…آه؟”

“سيدي! لقد جئت لأطلب أوامر لأن … المبارزة بين السير يوليوس والسير ناتسكي سوبارو أحادية الجانب بشكل مفرط! ”

“… ماذا تقصد، من جانب واحد؟”

“أنت عاجز بشكل لا يمكن وصفه. ليس لديك مكان بجانبها “.

“السير يوليوس يتراجع بالتأكيد … لكنه لا يبدو بهذه الطريقة.”

“- هذا يكفي، ناتسكي سوبارو.”

“-”

كانت تلك الأخبار بمثابة القشة الأخيرة لإيميليا، التي ألقت ترددها في الريح واندفعت خارج الغرفة

” التجاوزات، هاه. لا أستطيع التفكير في أي … وأعتذر كيف؟ ”

“لا بد لي من منعهم …!”

لقد داس على الوعود التي قطعوها معًا – بعبارة أخرى، ثقتها.

ركضت في الممر نحو حامية الفرسان وساحة التدريب بداخلها.

أعتقد أنه يمكن أن يغير وضعه. أعتقد أنه حتى يمكنه إنجاز شيء ما.

بمجرد مغادرة إيميليا، بدت الغرفة على شفا ضجة عندما رفع آل يده واقترح “إذن، لما لا نتابع السيدة ونلقي نظرة أيضًا؟ ” أشار نحو الباب المفتوح وهز كتفه إلى بريسكيلا الواقفة بجانبه ” تحبين هذا النوع من الأشياء، أليس كذلك يا أميرة؟ مشاهدة لعبة وحش شرس مع مخلوق ضعيف “.

كان ادعاءه، أنه فعل كل شيء من أجلها، تبريرًا أخلاقيًا له معنى فقط بالنسبة لسوبارو نفسه.

أدارت بريسكيلا ظهرها بعيدًا عنه بينما هز ضحكها الساحر ثدييها.

الشيء الوحيد الذي يعتقد حقًا أنه يمكن أن يؤمن به منذ وقوعه في ذلك العالم قد اختفى.

عندما وصلت إيميليا إلى الباب، توقفت فجأة وتمتمت “أنا…”

تعرق الحارس بينما دفعت بريسكيلا طرف المروحة نحوه.

“قلقة؟ من ماذا؟ من أن يتمادى يوليوس ويجعلني أدفع مقابل ذلك شفاء خادمكِ؟ ”

“قُدنا إلى ساحة التدريب هذه ”

أعتقد أنه يمكن أن يغير وضعه. أعتقد أنه حتى يمكنه إنجاز شيء ما.

“ومع ذلك، تدريبك ناقص. يمكن لمثل هذا السحر ذو المستوى المنخفض أن يعمل فقط على شخص أقل قدرة منك، أو ربما وحش غير ذكي. مثل هذه الخطة لن تنجح ضد فارس واحد من الحرس الملكي ” بدا الصوت وكأنه يحتوي شفقة. من المؤسف أن قلب سوبارو سُحق وأمره بالتخلي عن كل شيء.

بداخله، سمع سوبارو صوتًا مثل خيط ينفجر.

“فارسك و … صديقي يتصادمان. ألا تقلقين؟ ”

شعر بالأرض الباردة والجوفية تحته. تسبب مزيج من الدم والحصى في جعل مظهر فمه يبدو بشعاً. احترق جسده بالكامل كما لو يتم حرقه في نيران الجحيم. بعد العديد من الضربات على رأسه، شعر أن ذهنه يصبح ضبابياً ولا يستطيع التركيز. تورمت عينه اليسرى.

أو بالأحرى من الممكن أن يكون هذا صحيحًا إذا لم يكن الشخص الواقف هناك هو آخر شخص في العالم كله يريد رؤيته في هذه الحالة.

لقد فقد بالفعل عدد المرات التي تعرض فيها التي طُرح أرضًا. تذوق الكثير من الدم ليعرف ما إذا كانت شفته فقط، أو ما إذا كان الجزء الداخلي من فمه مقطوعًا أيضًا.

هزت إيميليا رأسها، حزنًا خفيًا في صوتها لعجزها. أدرك سوبارو أنه يشعر بالراحة في ذلك – إيميليا، التي تأسف لأنها لم تستطع فعل أي شيء في الاختيار الملكي، كانت تشارك بطريقة ما في بؤسه.

لم يشعر بالألم حقًا.

كانت طريقتها في الكلام مليئة بالاستياء.

موافقتها، التي تحدثت بالتنهد تقريبًا، جعلت الأمر يبدو وكأنها استوعبت ما قاله، وأنها توافق على عدم دفع الأمر إلى أبعد من ذلك.

لكن ما يقود الألم من عقل سوبارو هو الغضب الخالص.

نهضت إيميليا من مقعدها، وذراعاها تعانقان بإحكام قماش رداءها المطوي. تصلب خديها أفضل من أي كلام مفاده أن المحادثة القادمة لم تكن عن أي شيء جيد.

قوة روح سوبارو، المنحرفة جدًا عن القاعدة، أكسبته سخطًا من يوليوس، وليس المديح”ماذا عن الاعتراف في النهاية بقيودك الخاصة؟” ظل سوبارو منبسطاً على الأرض، وأطرافه متيبسة، ونظر في اتجاه الصوت. رأى شاب ذو شعر بنفسجي يتمايل وبيده سيف خشبي.

“-!”

لم تكن محاولة مناشدة قلب سوبارو، ولكن لتحطيمها إلى أشلاء. قصف يوليوس سوبارو فقط ليريه ما يعنيه أن يكون فارسًا. قاوم سوبارو بتهور وعناد ضد يوليوس . لم يكن هناك مجال لأي شيء ينمو بينهما.

ولم يحدث شيء مهما استمرت المواجهة بينهما.

“-”

قال له يوليوس “أعتقد أن المضي قدمًا قد يعرض حياتك للخطر.”

“لا بد لي من منعهم …!”

“… مثل هذا سوف يموت شخصًا ما. لا تتحدث عن كأنك تعلم “.

لقد تم رفضه. لقد تم تحطيمه إلى أجزاء صغيرة. انهار وهمه إلى غبار.

“يبدو أنك تتمتع بخبرة سابقة.”

تحولت موجة العواطف إلى دموع ملأت عينيها الأرجوانية.

“أعرف عن ذلك أكثر من أي رجل في هذا العالم.”

منذ أن وطأت قدم سوبارو على تلك الأرض، مات ما مجموعه سبع مرات. لم يكن هناك أحد في هذا العالم الواسع الذي واجه الموت مرات عديدة مثل سوبارو.

ارتجفت شفتاها، كما لو كانت مترددة، تتلمس بالضبط عن الموضوع الذي يجب أن تطرحه.

استخدم الناس كلمات مثل جرح كافي للموت، خافت بما فيه الكفاية للموت، يكفي للموت، لكنه يعلم أن الناس لم يموتوا بسبب هذه الأشياء.

لم يستطع سوبارو فهم كلماتها “هاه؟”

حتى مع نزول الدم من أنفه بطريقة بشعة، انحنى سوبارو ليلتقط سيفه الخشبي ووقف مرة أخرى. سعل بعنف ليبصق الدم الذي يسد حلقه –

“لا يوجد جمال فيك”

ربما المنطقة نصف حجم حرم المدرسة الثانوية، مما يوفر مساحة كبيرة للركض وقتال السيوف.

التقط أنفاسه، ولم يتمكن من منع السقوط على الإطلاق، تدحرج سوبارو على الأرض، وتدحرج على الأرض حوالي خمس مرات قبل أن ينتهي به الأمر على ظهره، وفتح ذراعيه وساقيه ثم سعل الدم.

“- هذا يكفي، ناتسكي سوبارو.”

لا يزال الفرسان والحراس متجمعين لمشاهدة سوبارو وهو يتعرض للضرب على يد يوليوس. لكن لم تعد هناك هتافات.

بهوى الظل، لم يكن قد تلقى عقوبة مؤلمة. لقد تذكر ذلك. إذا استمر في الحديث كما لو كان على وشك ذلك، فإن الظل سيعذب قلبه بلا رحمة في العالم المتجمد.

“لماذا؟ أعني، سوبارو ليس … ”

منذ أول لقاء حميم بينهما، نادت سوبارو باسمه الأول. لقد فهم بعد فوات الأوان أنه لا يستطيع استعادة المودة التي فقدها.

هناك فجوة واسعة في القدرة بين يوليوس وسوبارو. لم يكن الصبي ماهرًا في الهجوم ولديه القدرة على الدفاع عن النفس، فقد سقط مرارًا وتكرارًا.

لكن يوليوس استمر في التغلب على سوبارو ولم يظهر أي علامة على التراجع.

يوليوس، بعد أن لفت انتباهه قليلاً من سوبارو، لم يتفاعل بعد. هناك شيء ما لفت انتباهه، لكن كل خلية في دماغ سوبارو مكرسة للتفكير في تلك الضربة الفردية.

بصفته حكمًا، كان لدى فيريس سلطة إيقاف القتال في أي وقت، لكنه لم يبد أي إشارة للتوقف، بغض النظر عن مدى إصابة سوبارو .

خان سوبارو نفسه آمال الفرسان، وقف مرة أخرى. فهم الجميع. لم يعد هذا يحمل أي معنى أو أي أهمية.

لم يكن أكثر من عرض مثير للشفقة لعناد لا معنى له. لذلك في النهاية، كان أقل ما يمكن أن يفعلوه هو مشاهدة سوبارو يرفع رأسه حتى النهاية المريرة. لم يغادروا، لأن أولئك الذين شاهدوا المشهد يتكشف أصبحوا جزءًا منه، وتقاسموا المسؤولية عنه.

“- رو!”

“-”

لم يستطع رؤية الجواب. لقد فقد السبب الأصلي لبدء القتال، مليئًا بالكراهية تمامًا لوقوف يوليوس بلا مبالاة في مجال رؤيته المتضخم. ولذا قرر أنه سيضع كل ما لديه في ضربة أخيرة واحدة، بهدف كسر أنف يوليوس.

جلس سوبارو المرتعش أمام أعين المتفرجين الفرسان. التقط السيف الذي سقط بجانبه، واستخدمه كعكاز لدعم نفسه. سعل بعنف كمية كبيرة من الدم.

يوليوس ضد سوبارو، الرجل الذي لم يحترمه أحد.

أكد المشهد أفكار الجميع. كما لو بطبيعتهم، فهموا –

لا يزال الفرسان والحراس متجمعين لمشاهدة سوبارو وهو يتعرض للضرب على يد يوليوس. لكن لم تعد هناك هتافات.

التبادل التالي سيكون الضربة الأخيرة في هذا القتال الذي لا طائل من ورائه.

على الفور توقف الوقت وأدرك سوبارو أنه قابل الحظر. كان هذا هو العالم حيث تم تجميد الوقت وتوقف كل شيء.

تم سحب عقله بعيدا. لكن كل شيء تم نسيانه، وغرق في الغضب.

على الرغم من أنها فقدت في بعض الأحيان سلوكها الهادئ والمنطقي بسبب الغضب من قبل، كانت هذه هي المرة الأولى التي رآها تتجاهلها ، مثل قيود على عواطفها. بعد أن تحررت من تلك القيود، صبّت إيميليا مشاعرها الفائضة في كلمات.

– ضربة واحدة أخرى وينتهي.

بشكل ممتع، تمكن سوبارو من الوصول إلى نفس النتيجة مثل المتفرجين الذين يراقبون عبثه. لكنه لم يعد يهتم بما يرونه. في نطاق عين سوبارو، لم يكن هناك أحد غير يوليوس.

“-”

لن ينهض بعد الضربة التالية. حتى لو أصاب سيف سوبارو بأعجوبة، فلن يتمكن سوبارو من الاستمرار.

لماذا تتحداه إذن؟ إذا كانت النتيجة النهائية ستكون هي نفسها في كلتا الحالتين، فلماذا حتى المحاولة؟

“… إنه يجعل شخصية أولئك الذين يقفون معك موضع تساؤل “.

“إذا التقيت بك من قبل، إذا كان هذا صحيحًا، لكنت … كنت …!”

“-”

كانت رئتيه تؤلمانه من التنفس. الزفير جعل فمه يؤلمه أكثر من ذلك بكثير.

“سوبارو، أنا مدينة لك بدين ضخم لا يُصدق مقابل أشياء كثيرة قمت بها، لذا …”

دفع سوبارو الألم بعيدًا عن وعيه الضعيف، واستجمع قوته المتبقية وانتظر فرصته – على أمل أن يتخلى يوليوس عن حذره ولو للحظة. لم يستطع ترك هذه الفرصة تفلت من يديه.

– ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – – – – -.

عندما رددت كلماته، أومأ سوبارو إيماءة حازمة.

بدت نظرة يوليوس وكأنها تنجرف للحظة. في حالته الممزقة، رأى سوبارو فرصته.

لكن لسان سوبارو كان ضيقًا كما لو كان خدرًا، رافضًا جهوده لوضع المشاعر في الكلمات. وبينما يقول هذه الكلمات، نظرت إليه إيميليا بحزن.

لم يسمع شيئا. ترك كل شيء وراءه، ورفع سيفه بكل روحه.

من المؤكد أن الشك الكامن في ذهن إيميليا هو الذي منعها من السؤال مرات عديدة من قبل. عند رؤية سوبارو وهي يركض مغطى بالإصابات، أو يجبر نفسه على الابتسام طوال الوقت، أو تراقبها وهو يتحمل ألمًا شديدًا ويقفز في فكي الموت، يجب أن تكون قد امتلكت تلك الشكوك لبعض الوقت. وبالتالي من المحتم عليها أن تضغط على الأمر الآن.

كانت كلماته أنانية بشكل لا يغتفر. لم يكن يجب أن يقولهم “إيميليا، ألا تصدقِني؟”

“-!”

أعتقد أنه سمع شيئًا ما – شيئًا ما في هذا العالم بدون صوت، حيث يوجد هو وهدفه فقط.

“- رو!”

“-”

سمع صوتاً. صوت شخص ما. صوت شخص ما في أذنيه.

تمامًا مثل ذلك، صمت الهمهمة الخافتة التي ملأت ساحة التدريب.

تم سحب عقله بعيدا. لكن كل شيء تم نسيانه، وغرق في الغضب.

في تلك اللحظة، تُبتت عيناه على الشيء الوحيد الذي أعطى وجوده أي معنى.

واختتم راينهارد بالقول: “لذا قامت السيدة إيميليا بالفعل بتنظيمها”.

“-!”

مع عدم قدرة سوبارو على الإجابة، أغلقت إيميليا عينيها بحزم “لقد طلبت منك البقاء في النزل مع ريم والانتظار.”

أصبح الصوت أكثر وضوحًا. بدأت تحمل معنى. إذا سمعها بوضوح، فلن يكون هناك عودة.

لم يكن لديه أي فكرة عن نوع البقعة المؤلمة التي واجهها. لم يكن يعلم، لكن عليه أن يستمر في الحديث. لهذا السبب انسحب سوبارو بسرعة

هذا هو السبب في أن سوبارو تخلص من كل شيء، للهروب من الخوف الساحق الذي لا يزال يلاحقه، صرخ بـ كل أوقية من كيانه.

لم يشعر بالألم حقًا.

“—سوبارو !!”

“- سوبارو!!”

تابعت إيميليا قائلة “لم تحافظ على كلمتك، لكن بعد ذلك تقول أنك تريدني أن أثق بك …؟ ومع ذلك عندما أسأل عن السبب، تقول لا يمكنني فعل ذلك. لا أستطيع … ”

صدى الصوت الواضح مثل الجرس في أذنيه، هتف سوبارو التعويذة في الجزء العلوي من رئتيه.

” …”

اندلعت سحابة سوداء، مما أدى إلى موت التربة ذات اللون البني المحمر للمسيرة السوداء ، مات كل شيء.

– كل ذلك كان ممكنا بسببه. هذه هي الأعمال التي يجب أن يفخر بها سوبارو ويكافأ عليها. لقد وصل إلى هذا الحد. لقد فعل الكثير. وأضاف: “عليكِ أن تديني لي بشيء مقابل كل ما فعلته من أجلكِ – !!”

عالم من النسيان انكشف. داخله، اندفع سوبارو إلى الأمام، صارخًا بصوت حلقي. في هذا الفضاء حيث لم يكن للعقل أي تأثير، أمر دماغه ذراعيه بالتحرك لأسفل. ابتلعت السحابة القاتمة الأطراف الممتدة أمامه، متجاهلة كل ما تفعله كما أمر، حتى يصل طرف “شيء ما” إلى –

سأل،”مهلاً، لماذا علي قبول العلاج مهما كان الأمر؟”

“إذن هذا هو سلاحك السري، إذن؟”

توتر محاولاً جعلها تنظر إليه “ليس عليكِ … أن تقوليها هكذا …”

واضح كالنهار، سمع سوبارو الصوت في عالم يجب أن يكون صامتًا.

– ضربة واحدة أخرى وينتهي.

اشتعلت السحابة السوداء – ومن داخل مصدر الضوء، قطع سيف خشبي في الهواء وضرب جسد سوبارو بلا رحمة على الأرض.

“- إذا سببت افتقارك للقوة كثيرًا، أعتقد أن لديك خيارًا واحدًا يمكنك القيام به.”

“مجرد وضع ذلك جانباً … كيف يكون شخص مثلك في فرسان الحرس الملكي على أي حال؟”

شعر بألم شديد. وسط العذاب المؤلم نسي أن يتنفس، حدق سوبارو نحو السماء من خلال عينه اليمنى. لقد رأى السماء اللازوردية، عالية وبعيدة ولا شيء يتجاوزها. حدق في السماء في حالة ذهول وهو يواجه الواقع وجهاً لوجه.

لقد داس على الوعود التي قطعوها معًا – بعبارة أخرى، ثقتها.

اختبر سوبارو قدمه، ثم بدأ بالتمدد.

أعتقد أنه يمكن أن يغير وضعه. أعتقد أنه حتى يمكنه إنجاز شيء ما.

“لا، استمعي إلى -”

“أنت عاجز بشكل لا يمكن وصفه. ليس لديك مكان بجانبها “.

“هذا … لماذا …؟”

هذه الكلمات، على الأقل، كان يرغب في دحضها – كلمات أنكرت أن حياته تحمل أي معنى. حرك سوبارو رقبته ليحدق في الرجل، في محاولة لحمله على استعادة هذا الجزء على الأقل …

ولم يحدث شيء مهما استمرت المواجهة بينهما.

“..”

… ولكن بدلاً من ذلك، ألقى نظرة خاطفة على الفتاة ذات الشعر الفضي ذات العيون البنفسجية.

كانت تتكئ على شرفة أرضية في منتصف جدار القصر الملكي الذي يطل على ساحة التدريب. وخلفها تعرف على كل واحدة منهن.

بنفسه وقال: “ربما لا تفهمين، لكن استمعي إلي على أي حال. إنها الحقيقة! في المرة الأولى التي التقينا فيها عندما جئت إلى هذا العالم – ”

لم تعد الأفكار وراء وجهها المبيض مهمة. لم يعد سوبارو يهتم بما يعتقده أي شخص على الإطلاق.

لقد فهم كيف كانت المشاعر في غير محلها، لكنه اعتقد أنها … جميلة هكذا.

“”

سألته “… سوبارو. لماذا تريد مساعدتي بشدة؟ ”

بداخله، سمع سوبارو صوتًا مثل خيط ينفجر.

بدت وكأنها تريد البكاء. ربما كانت تبكي بالفعل. لكن سوبارو لم يكن لديه الشجاعة لمعرفة ذلك. لم يستطع النظر إليها، رغم أنها تبكي. على الرغم من أنه ربما السبب في وجودها في مثل هذه الحالة. واصل سوبارو التقدم إلى الأمام في محاولة لتجنب ذلك، ولكن في اللحظة الأكثر أهمية – انفجرت عواطفها.

كان هذا آخر شيء يعرفه قبل أن يبدأ وعيه يتلاشى بعيدًا.

“أنا داخل رأسك شيء حقًا، أليس كذلك؟”

أعتقد أنه يمكن أن يغير وضعه. أعتقد أنه حتى يمكنه إنجاز شيء ما.

فجأة سحب نفسه إلى زاوية السرير. رأى الرداء الذي سقط على الأرض.

“- الرجل العجوز لم يصب بأذى. لقد تم تأمين إطلاق سراحه من خلال لطف السيدة فيلت “.

“—سوبارو.”

أعتقد أنه سمع همهمة يجب ألا يكون قادرًا على سماعها. ثم اختفت مع البقية.

“فقط لكي تعرف، لن أقول أبدًا نعم لشيء من هذا القبيل، لا أعرف المكان أو ما الغرض منه ”

حافظ على صمته بينما يوليوس يسير من أمامه نحو نافذة مفتوحة.

في المرة الأولى كانت إيميليا هي من قامت بإنقاذه. كل ما فعله منذ ذلك الحين لم يكن أكثر من أن يعيد لها ما أعطته إياه.

عندما استيقظ سوبارو، تجعدت حواجبه وهو يحدق في سقف غير مألوف.

بالنسبة لسوبارو، الذي عادة ما يستيقظ بسرعة أكبر مما يحبه، كانت الفترة القصيرة من الغموض العقلي بين النوم والاستيقاظ الكامل وقتًا ثمينًا. لعدة ثوان، انغمس سوبارو في هذه الحالة الغامضة اللامحدودة بينما عقله يتلمس ذكرياته، مثل ما فعله قبل النوم، وما ذلك المكان …

“ليسا خياران أنيقان للغاية، لذلك إذا كنت لا تمانع، فسأرفض كليهما.”

شعر سوبارو بخفقان رأسه بشكل مؤلم. هذا الألم أعاد كل شيء إلى الوراء.

“أنا أتذكر…”

في مواجهة السلبية والسخرية الخارجة من فم إيميليا، كان بإمكان سوبارو فقط أن يهز رأسه.

لقد تذكر العار الذي تعرض له قبل أن ينتهي به الأمر حيث ينام.

رفع يده إلى جبهته، لكن عينيه انجذبتا إلى اكتشاف ندبة خطيرة بالقرب من معصمه لم يتذكرها. أدرك على الفور أنها تحمل آثار سحر الشفاء.

“مواء، يا للعزيمة القوية! هل تسمعون ذلك؟ حسنًا، واحد، اثنان، ثلاثة! ”

وأنه يمكن أن يشعر بآثار الجروح على جسده يعني “- لم أمت.”

“ماذا عن … تعليمك درسًا أو درسين عن الواقع؟”

“كنت … عنيدًا. أنا اكرهه. لقولك أنني مشين ، كيف أكون … كيف أنني لست جديراً بالوقوف بجانبكِ، كيف حاول أن يدفعني بعيدًا عنكِ … لذلك قبلت المبارزة “.

الآن بعد أن استعاد سوبارو وعيه، كانت النظرة المخادعة التي قدمتها له شيئًا لا يمكن لأي تعويذة شفاءه.

“—سوبارو.”

“لماذا تقول ذلك لي فقط؟ أقلق بشأن الرجل الآخر “.

“نعم هذا صحيح. لذلك أنا-”

جعلت أشعة الشمس الغربية التي تتسرب عبر النافذة المفتوحة سوبارو يخمن أنه هنا منذ عدة ساعات في نفس اليوم.

لقد كافح بجدية ضد القدر من أجل إيميليا، ومن أجل مصيرها وحدها. هذا هو الشعور الذي أرادها أن تفهمه.

كان أول شيء على شفتيه غير ضار وغير مؤذٍ بدرجة كافية “- مناقشة المرشح الملكي انتهت بالفعل؟”

يبدو أن إيميليا انتظرته لتقديم نوع من العذر قبل أن تفتح عينيها على نطاق أوسع قليلاً، متفاجئة من الطريقة التي حاول بها التظاهر بعدم حدوث أي شيء.

“آه، هذا جيد، هذا جيد. أردت فقط أن أعرف أنها فكرة يوليوس – منذ أن بدأها يوليوس، أنا ضد إيقافها “.

استمع سوبارو إلى أثر خيبة الأمل “… إيميليا … تان، أنتِ …”

صرخت إيميليا بحدة على سوبارو وسط تجواله، وقطعت أعذاره. أدار بصره المجهول نحوها.

حاول سوبارو أن يخفيها عن نفسه بمحاولة أن بكون عفويًا “لهذا. ثم ربما ضيعت الكثير من الوقت في انتظاري بينما أنا نائم. على أي حال، دعينا نعود مباشرة إلى النزل. نلتقط ريم ونضع خطط للاختيار الملكي، أليس كذلك؟ ”

“—سوبارو !!”

“سوبارو.”

كانت نغمة سوبارو ثقيلة ومتألمة عندما وصل إلى الإجابة التي توقعها.

“هنا في القلعة لا نعرف من يراقب أو يستمع، لذا من الأفضل حفظ الحديث حتى نعود إلى القصر، أليس كذلك؟ أو هل عليك التحدث مع كبار المسؤولين في العاصمة هنا أولاً؟ ”

ما أنقذته إيميليا في ذلك الوقت لم يكن حياته، ولكن سوبارو نفسه.

“سوبارو …”

ارتجفت شفتاها، كما لو كانت مترددة، تتلمس بالضبط عن الموضوع الذي يجب أن تطرحه.

– لماذا تشبث بها بإصرار منذ وصوله إلى هذا العالم؟ “أريد أن أفعل كل ما بوسعي لمساعدتكِ لأنكِ أنقذتني …”

“—سوبارو!”

وكل ذلك تم تلخيصه في كلمة واحدة محددة.

صرخت إيميليا بحدة على سوبارو وسط تجواله، وقطعت أعذاره. أدار بصره المجهول نحوها.

تحدثت إليه بهدوء “- لنتحدث …”

لماذا تتحداه إذن؟ إذا كانت النتيجة النهائية ستكون هي نفسها في كلتا الحالتين، فلماذا حتى المحاولة؟

“هناك أشياء أريد أن أسألك عنها … أشياء كثيرة حقًا.”

“توقف عن الكذب بشأن القيام بكل هذه الأشياء من أجلي -!”

ارتجفت شفتاها، كما لو كانت مترددة، تتلمس بالضبط عن الموضوع الذي يجب أن تطرحه.

“… أجل، أفترض ذلك.”

“لم تحافظ على وعد واحد، أليس كذلك سوبارو؟ لقد وعدت، لكنك كسرتهم جميعًا وكأنهم لم يكونوا شيئًا وانتهى الأمر هنا، أليس كذلك؟! ”

سوبارو لديه فكرة جيدة عن سبب ترددها. كل ما فعله سوبارو حتى ذلك الحين بدا غير متوقع تمامًا. – لذلك إيميليا تبحث عن الطريقة الصحيحة للسؤال عن نية سوبارو الحقيقية وراء أفعاله اليوم.

لم يكن لديه سوى سبب واحد غير خجل لتقديمه. لكن السؤال على شفاه إيميليا لم يكن ما يريده.

اندلعت سحابة سوداء، مما أدى إلى موت التربة ذات اللون البني المحمر للمسيرة السوداء ، مات كل شيء.

“إذن … لماذا … قاتلت يوليوس؟”

كان ادعاءه، أنه فعل كل شيء من أجلها، تبريرًا أخلاقيًا له معنى فقط بالنسبة لسوبارو نفسه.

الحصول على هذه الإجابة أصعب بكثير. ما أهمية تلك المعركة؟

“كان لديك سبب لذلك، أليس كذلك؟ إنه أنت، لذلك أنا متأكدة من أنه لديك شيء مهم … ”

ذكرت إيميليا خطط سوبارو بسرعة “أثناء إقامتك في العاصمة، ستبقى عند فيريس… أو بالأحرى، سيدة كروش من منزل كارستين. ستبقى ريم معك، لذلك لا داعي للقلق بشأن أي شيء “.

بعد أن تعرض للتطرد ، انتظر سوبارو في الممر عندما ظهر يوليوس أمامه. عندما دعاه يوليوس إلى ساحة التدريب، اعتبر سوبارو على الفور أنه سيكون انتقامًا للفظاظة التي أظهرها في غرفة العرش.

لم يعد يسمع حتى ضربات قلبه الغاضبة. أصبح صوت إيميليا، الذي قد سمعه حتى تلك اللحظة بالذات، بعيدًا. حتى أصوات الرنين عالية النبرة اختفت دون أن تترك أثراً عندما بدأ عالم الصمت.

لقد حاول بالتأكيد تقدير الاختلاف في القوة التي استخدمها يوليوس مقارنة به.

علم منذ البداية أنه ليس لديه فرصة للنصر. ومع ذلك أخذ سوبارو السيف الخشبي، وتحداه في المعركة اليائسة، وتم ضربه في التراب.

لماذا فعل كل ذلك؟ كان الجواب – “أردت … الثأر.”

“أنا أتذكر…”

“…آه؟”

“توقف عن الكذب بشأن القيام بكل هذه الأشياء من أجلي -!”

رفع سوبارو وجهه. تابع وهو ينظر إلى الحيرة في عيون الجميلة ذات الشعر الفضي “أردت أن أوضح له أن … أنا لست شيئًا أرمي بعيدًا على جانب الطريق. ظننت أنه يمكنني رد كلامه، وأظهر له أنني أستطيع … الوقوف بجانب رجال مثله حتى لو كان ذلك قليلاً “.

” هل تتذكر؟ ماذا قلت لك؟ ”

“ما رأيك؟” سأل يوليوس. حتى أن نظرة الرجل الحادة قد أشارت إلى أن هذا لم يكن اقتراحًا وديًا.

“سوبارو …”

تحولت موجة العواطف إلى دموع ملأت عينيها الأرجوانية.

ارتجفت عيون إيميليا البنفسجية من موجة العواطف. كان وجهها متوتراً وهي تعض شفتها التي بدت وكأنها ترتعش من انفعال عنيف. لم يسبق له مثيل من قبل.

لقد اعتقد أن رده الأخير هو القشة التي قسمت ظهر البعير.

رد الصبي الفاتر، الذي تحدث برأس معلق، جعل أنفاس إيميليا تتوقف بعض الشيء.

“هذا … لماذا …؟”

“-!”

استمع سوبارو إلى أثر خيبة الأمل “… إيميليا … تان، أنتِ …”

في اللحظة التي قالها، أدرك سوبارو أنه ينتقد. إنكار أن شخصًا ما فهم هو أسوأ نوع من العذر، عزل هذا الشخص عن قلبك.

كلماتها المرتعشة قد وبخت سوبارو الذي يشعر بالعجز إلى اعتراف.

“قلقة؟ من ماذا؟ من أن يتمادى يوليوس ويجعلني أدفع مقابل ذلك شفاء خادمكِ؟ ”

لم تكن إيميليا تنوي القيام بذلك. لم تفهم كيف بدا تصرفها قاسياً. لهذا السبب، بينما تحدث سوبارو بصوت ضعيف، لم يكن قادرًا حتى على النظر إليها.

“- أنتِ فقط لا تفهمين” هذا ما قاله.

في اللحظة التي قالها، أدرك سوبارو أنه ينتقد. إنكار أن شخصًا ما فهم هو أسوأ نوع من العذر، عزل هذا الشخص عن قلبك.

توتر محاولاً جعلها تنظر إليه “ليس عليكِ … أن تقوليها هكذا …”

لم يكن سوبارو قادرًا على إبقاء وجهه مرفوعًا عندما سمع صوتًا مؤلمًا.

“ليس هذا ما كنت أحاول قوله … أنا فقط …”

“-أنت على حق.”

“… سوبارو.”

“أنا…”

وتابعت: “إنها تتفهم الأمر كله، حتى دون أن تطلب ذلك. ألمك، حزنك، غضبك – تشعر كل هذه الأشياء بنفسها ”

لم يستطع سوبارو فهم كلماتها “هاه؟”

عندما أمال رأسه بارتباك، جاهدت إيميليا لإخفاء العاطفة لأنها استدارت نحوه.

“هذا ما اتفقنا عليه في المقام الأول، نعم؟ لقد أتيت إلى العاصمة الملكية حتى تتم معالجتك. وافق فيريس، لذلك سوف يشفيك، ثم تسترد عافيتك “.

صاح لأن كل أفعاله والأفكار وراءها قد دُحِضَت. كان بحث سوبارو المفاخر عن الثناء، ورغبته الشديدة في الرضا، ورغبته الأنانية في أن يكون مطلوبًا، هي التطرف اللاواعي الذي قاده إلى طريقه.

“ا- انتظري دقيقة.”

ولكن ما زاد من صدمتها، كسرت كروش صمتها وأعلنت معارضتها لوجهة نظر إيميليا.

سوبارو، الذي أدرك أن نيته قد تم تخطيها تمامًا، نادى عليها بصوت يائس.

عندما وصلت إيميليا إلى الباب، توقفت فجأة وتمتمت “أنا…”

“قلت انتظري!”

مد أطراف أصابعه على الفور، وامسك بردائها كما لو أن ذلك سيمنعها من الانسحاب.

“لماذا أنتِ … فجأة … أنا …”

كانت هذه الفتاة التي طالبت بمعاملة عادلة في الغرفة في الاختيار الملكي.

ردًا على صوت سوبارو الضعيف، نظرت إيميليا بعيدًا وقالت “… تدفع نفسك بعيدًا جدًا عندما تكون بجواري. أليس كذلك؟ ”

كان أول شيء على شفتيه غير ضار وغير مؤذٍ بدرجة كافية “- مناقشة المرشح الملكي انتهت بالفعل؟”

حبس سوبارو أنفاسه عند سماع كلماتها. بدا تعبير إيميليا غير مقروء.

توتر محاولاً جعلها تنظر إليه “ليس عليكِ … أن تقوليها هكذا …”

لقد داس على الوعود التي قطعوها معًا – بعبارة أخرى، ثقتها.

“أنا لست مخطة، أليس كذلك؟ كان الأمر كذلك عندما التقينا لأول مرة، ومثل ذلك في القصر. والأمر كذلك اليوم … كل ذلك لأنك معي، أليس كذلك؟ ”

كانت طريقتها في الكلام مليئة بالاستياء.

“إذن هذا هو سلاحك السري، إذن؟”

في مواجهة السلبية والسخرية الخارجة من فم إيميليا، كان بإمكان سوبارو فقط أن يهز رأسه.

“ليس هذا ما كنت أحاول قوله … أنا فقط …”

لكن يوليوس استمر في التغلب على سوبارو ولم يظهر أي علامة على التراجع.

“فقط؟”

سأل،”مهلاً، لماذا علي قبول العلاج مهما كان الأمر؟”

“لقد فعلت هذه الأشياء … لأنني أردت أن أعطيكِ شيئًا …”

“أنا داخل رأسك شيء حقًا، أليس كذلك؟”

“من أجل … لي؟”

“-”

عندما رددت كلماته، أومأ سوبارو إيماءة حازمة.

“أنا آسف لأنني لم أستمع إليكِ. أنا حقاً حقاً أسف. لكن! لكنكِ مخطئة، أنا لم أفعل ذلك من أجلي … ”

لقد كافح بجدية ضد القدر من أجل إيميليا، ومن أجل مصيرها وحدها. هذا هو الشعور الذي أرادها أن تفهمه.

لا يزال الفرسان والحراس متجمعين لمشاهدة سوبارو وهو يتعرض للضرب على يد يوليوس. لكن لم تعد هناك هتافات.

… هذا هو السبب في أن الكلمات التالية التي خرجت من فمها تركت سوبارو في حالة صدمة كاملة.

وضع رد اناستاشيا لها خلافًا مباشرًا مع إيميليا.

“- كان كل شيء لمصلحتك الخاصة، أليس كذلك؟”

“كل شيء … فعلت …”

“-”

ما وراء الصمت، كان دماغ سوبارو فارغًا تمامًا.

“إذا التقيت بك من قبل، إذا كان هذا صحيحًا، لكنت … كنت …!”

لم يكن يعرف ماذا يقول. لم يكن يعرف ما يريد قوله “أنا … أنا فقط … أردت … أن أعطيكِ …”

الحزن؟ معاناة؟ ندم؟ الغضب؟ حزن؟

“-!”

– أريد أن أمنحك السعادة.

الحصول على هذه الإجابة أصعب بكثير. ما أهمية تلك المعركة؟

– أريد مساعدتكِ في الحصول على ما تريدين.

وهكذا فإن المعبودة انهارت بدون صوت.

– أريد أن أحميكِ من كل ما يحزنكِ.

– ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – ألم – – – – -.

كانت تلك هي المشاعر النقية التي لدى سوبارو تجاه إيميليا والتي شكلت أساس كل فعل له.

“أنا … أنقذتك …؟”

لقد تصرف على أساس أن جهوده ستنقل مشاعره أقوى من أي كلمات.

بعد أن تم الاستغناء عنه بدونه أي مراعاة مشاعر الآخرين.

لماذا إذن؟

“—مفف!”

إذا لم تدع إيميليا كل شيء هناك، إذا أبقت مخاوفها عميقة إلى الأبد في الداخل، دون فهم سبب استمرار سوبارو في بذل قصارى جهده من أجلها، لن يؤدي ذلك إلا إلى المزيد من الألم.

لكنه لم يستطع ربط إيميليا بمثل هذا العمل العنيف. حتى لو قبل ذلك، منطقيًا، ألقته إيميليا عليه، فلن يستطيع قبوله عاطفياً.

الآن بعد أن استعاد سوبارو وعيه، كانت النظرة المخادعة التي قدمتها له شيئًا لا يمكن لأي تعويذة شفاءه.

رفع صوته الحاد بغضب، لدرجة أن الغرفة بدت وكأنها تهتز معه.

لماذا إذن؟

“- رو!”

لا يناسب تعبيرها ولا نظرتها الفتاة التي يعرفها على الإطلاق. ومع ذلك كلاهما يستهدفه، من بين جميع الناس.

“… ماذا تقصد، من جانب واحد؟”

لقد فهم كيف كانت المشاعر في غير محلها، لكنه اعتقد أنها … جميلة هكذا.

“أفضل أن لا تظهر مثل هذا التعبير البغيض. لم أكن أتوقع ترحيبا حاراً، لكن تركت عواطفك تتغلب عليك … ”

تحولت موجة العواطف إلى دموع ملأت عينيها الأرجوانية.

“توقف عن الكذب بشأن القيام بكل هذه الأشياء من أجلي -!”

مع هزة صغيرة في رأسها، بدت وكأنها تتنفس عن كل شيء آخر يأكلها.

“المجيء إلى القلعة، والقتال مع يوليوس، باستخدام السحر … هل تقول أن كل هذا من أجلي؟ لم أطلب منك أيًا من هذه الأشياء! ”

هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يصل إليه الموقف، الآن بعد أن قام بتدوين الأشياء التي قام بها على أمل منحه شيئًا دون أدنى تفكير في المكافأة.

“-!”

“… سوبارو.”

“كل ما أردته هو أن تفعل الأشياء التي طلبت منك فعل!”

وهكذا فإن المعبودة انهارت بدون صوت.

“…”

” التجاوزات، هاه. لا أستطيع التفكير في أي … وأعتذر كيف؟ ”

” هل تتذكر؟ ماذا قلت لك؟ ”

” …”

سماعها وهي ترفض أفعاله، من الواضح أنه جمد عقل سوبارو بالرعب. لهذا السبب لم يستطع تقديم إجابة لسؤالها .

دفنت إيميليا وجهها في يديها، ورفضت سوبارو. لم تعد تستمع إليه. لم يكن لكلماته القوة لمنعها من التراجع الكامل في قوقعتها.

مع عدم قدرة سوبارو على الإجابة، أغلقت إيميليا عينيها بحزم “لقد طلبت منك البقاء في النزل مع ريم والانتظار.”

أعطى فيريس سوبارو نظرة جانبية وهز إصبعه في وجهه. توهجت أنملة إصبعه بنور أزرق.

“..”

حقيقة أنه أنقذ الجميع في قبو المسروقات وفي القصر

“استخدام المزيد من السحر سيكون أمرًا سيئًا للغاية بالنسبة لك، لذلك طلبت منك عدم استخدام السحر.”

لقد تذكر أنها استخدمت الكلمة من فضلك لكليهما.

“—سوبارو !!”

لكن مع ذلك، أرادها على الأقل أن تفهم أن الدوافع الأساسية حقيقية.

“أنا آسف لأنني لم أستمع إليكِ. أنا حقاً حقاً أسف. لكن! لكنكِ مخطئة، أنا لم أفعل ذلك من أجلي … ”

“تقرير.”

كانت كلماته أنانية بشكل لا يغتفر. لم يكن يجب أن يقولهم “إيميليا، ألا تصدقِني؟”

“أنت عاجز بشكل لا يمكن وصفه. ليس لديك مكان بجانبها “.

الشخص الذي أنكر للتو أنها تستطيع فهمه ليس له حق لقول أي منها.

في مواجهة السلبية والسخرية الخارجة من فم إيميليا، كان بإمكان سوبارو فقط أن يهز رأسه.

“أريد أن أصدقك … أريد أن أصدقك، سوبارو.”

“أردت أن أصدقك … لكنك من يمنعني، سوبارو!”

“لا يوجد جمال فيك”

أدارت بريسكيلا ظهرها بعيدًا عنه بينما هز ضحكها الساحر ثدييها.

لقد داس على الوعود التي قطعوها معًا – بعبارة أخرى، ثقتها.

– في ذلك اليوم، ولأول مرة في ذلك العالم الآخر، أصبح ناتسكي سوبارو بمفرده حقًا.

كان ادعاءه، أنه فعل كل شيء من أجلها، تبريرًا أخلاقيًا له معنى فقط بالنسبة لسوبارو نفسه.

“… همف.”

“..”

سألته “… سوبارو. لماذا تريد مساعدتي بشدة؟ ”

“قلقة؟ من ماذا؟ من أن يتمادى يوليوس ويجعلني أدفع مقابل ذلك شفاء خادمكِ؟ ”

كان السؤال هو عرض إيميليا الأخير للخلاص لسوبارو. أعتقد أنه بعد أن تعامل مع وعودها باستخفاف، لم يكن هناك ما يمكن أن يقوله يمكن أن يصل إليها، ولكن مع ذلك كانت تطلب منه أن يخبرها بصدق.

“أنا أتذكر…”

– لماذا عمل سوبارو بنفسه حتى النخاع من أجل إيميليا؟

صرحت “ريم ستأتي لاحقًا. افعل كما تقول. كل شيء آخر، سأرتب له، لذلك … ”

– لماذا تشبث بها بإصرار منذ وصوله إلى هذا العالم؟ “أريد أن أفعل كل ما بوسعي لمساعدتكِ لأنكِ أنقذتني …”

“—سوبارو.”

“أنا … أنقذتك …؟”

عندما تمت دعوته فجأة إلى عالم آخر، كان في حيرة كاملة، لا يعرف اليمين من اليسار، مع عنف لا مفر منه يهدده ؛ على الرغم من كل ما يعرفه، كان هذا العالم سيكون نهايته.

“هذا صحيح.”

“توقف عن الكذب بشأن القيام بكل هذه الأشياء من أجلي -!”

” إنه ليس شيئًا يمكن إعادته. هكذا فيري، يجب أن يقول لا لطلبك، سوباوو “.

وتابع: “لا أعتقد أنكِ تفهمين كيف … لكن ساعدتني كثيرً، لكن هذا … أنقذتني، أكثر مما يمكن أن تعبر عنه الكلمات “.

“مواء، لأن فيري لديه موهبة خاصة مطلوبة بشدة “.

ما أنقذته إيميليا في ذلك الوقت لم يكن حياته، ولكن سوبارو نفسه.

“آه، هذا جيد، هذا جيد. أردت فقط أن أعرف أنها فكرة يوليوس – منذ أن بدأها يوليوس، أنا ضد إيقافها “.

“أنا … أنقذتك …؟”

“سوبارو، لا أفهم …”

“لا يمكن أن يكون …ولكنها الحقيقة. قمت بإنقاذي. لهذا السبب حاولت … رد الجميل … لكن الآن، إنه … ”

“لا، استمعي إلى -”

“إذا التقيت بك من قبل، إذا كان هذا صحيحًا، لكنت … كنت …!”

بيانها الواضح بشكل لا يصدق، رفع وجه سوبارو كما لو أنه تعرض للركل. وعندما رأى أن نظرة إيميليا أكثر جوفاء من ذي قبل، أدرك أن كلماته المتسرعة ما كان يجب أن تُلفظ على الإطلاق.

على الفور توقف الوقت وأدرك سوبارو أنه قابل الحظر. كان هذا هو العالم حيث تم تجميد الوقت وتوقف كل شيء.

توتر محاولاً جعلها تنظر إليه “ليس عليكِ … أن تقوليها هكذا …”

فجأة ضرب إعصار صامت في الهواء فوق ساحة التدريب. صاح الفرسان والحراس المجتمعون، وأصواتهم أحدثت العاصفة.

لم يستطع سوبارو احتواء غضبه، سواء على نفسه أو في الظل المطبق مع عدم احترام الحالة المزاجية – الظل الذي تسبب في ألم لا ينتهي على سوبارو عندما تحدث عن سماته الغريبة.

بعد التحذير من العالم المتوقف بأنه كاد ينتهك المحرمات، بدأ الوقت يدق مرة أخرى.

– بضربة، أدرك سوبارو أن جسده كله قد غرق بسبب العرق البارد.

“لا بد لي من منعهم …!”

تراجعت الكلمات التي كان سينطقها إلى أسفل حلقه. الأفكار الصادقة التي أراد مشاركتها لم يكن لها مكان تذهب إليه، ولم يكن أمام أكتاف سوبارو خيار سوى التحمل.

تعرق الحارس بينما دفعت بريسكيلا طرف المروحة نحوه.

قالت إيميليا “… مرة أخرى، أنت لا تقول شيئًا.”

دف صوتها البارد القاسي طبلة أذنه. بدا الأمر وكأنه يأس – وكأنها قد استسلمت. الغضب غير المعهود، تصاعد الحزن في صدرها الذي لم يكن له أي منفذ – ماذا يمكنه أن يفعل حيالهم؟ حتى لو حاول إخبارها بما يشعر به حقًا، فإنها لم تعد تستمع إليه بعد الآن. وإذا حاول أن يخبرها بكل شيء، فإن ذلك الظل اللعين سيقف في طريقه لمنعه.

“… مثل هذا سوف يموت شخصًا ما. لا تتحدث عن كأنك تعلم “.

سأل “لماذا … ألا تفهمين …؟”

صرخت إيميليا بحدة على سوبارو وسط تجواله، وقطعت أعذاره. أدار بصره المجهول نحوها.

“… سوبارو.”

“أنا أتذكر…”

“ظننت، أنتِ … أنتِ من بين كل الناس ستفهمين …”

“لماذا؟ أعني، سوبارو ليس … ”

“أنا داخل رأسك شيء حقًا، أليس كذلك؟”

كانت تلك الجملة مليئة بعاطفة كافية وعزلة تجعله يبكي.

عندما رفع سوبارو وجهه ، أبعدت إيميليا عينيها ووجهها بعيداً عنه.

تساءل لمن الابتسامة الوحيدة التي خطرت على شفتيها … له أم لها؟

“ما رأيك؟” سأل يوليوس. حتى أن نظرة الرجل الحادة قد أشارت إلى أن هذا لم يكن اقتراحًا وديًا.

وتابعت: “إنها تتفهم الأمر كله، حتى دون أن تطلب ذلك. ألمك، حزنك، غضبك – تشعر كل هذه الأشياء بنفسها ”

. “……هاه؟”

“- إذا لم تقل ذلك، لا أستطيع أن أفهم، سوبارو.”

“لذا سأعيد لك كل شيء لكي يمكننا إنهاء هذا “.

لقد تم رفضه. لقد تم تحطيمه إلى أجزاء صغيرة. انهار وهمه إلى غبار.

سأل،”مهلاً، لماذا علي قبول العلاج مهما كان الأمر؟”

الشيء الوحيد الذي يعتقد حقًا أنه يمكن أن يؤمن به منذ وقوعه في ذلك العالم قد اختفى.

كانت تتكئ على شرفة أرضية في منتصف جدار القصر الملكي الذي يطل على ساحة التدريب. وخلفها تعرف على كل واحدة منهن.

“أنا…”

قالت إيميليا “… مرة أخرى، أنت لا تقول شيئًا.”

“ليسا خياران أنيقان للغاية، لذلك إذا كنت لا تمانع، فسأرفض كليهما.”

وهكذا فإن المعبودة انهارت بدون صوت.

لم يستطع سوبارو فهم كلماتها “هاه؟”

ارتجفت شفتاه وعيناه من الداخل وأرتعش لسانه. نبض قلبه لدرجة أنه يسمعه.

“لماذا؟ أعني، سوبارو ليس … ”

“كل شيء … فعلت …”

“لماذا تقول ذلك لي فقط؟ أقلق بشأن الرجل الآخر “.

“لا يمكن أن يكون …ولكنها الحقيقة. قمت بإنقاذي. لهذا السبب حاولت … رد الجميل … لكن الآن، إنه … ”

رفع صوته الحاد بغضب، لدرجة أن الغرفة بدت وكأنها تهتز معه.

لم تستطع إيميليا إخفاء حيرتها. ومع ذلك لم يستطع الحارس ترك جزء واحد دون تصحيح.

ارتجفت أطراف أصابعه وهو يمسك بالبطانية. حفرت أظافره في راحة يده وسحب الدم ببطء. واصل تعداد كل شيء فعله الذي يمكن أن يفكر فيه وهو يحاول مطاردة ظلها، بعيدًا عن بُعد.

”مثل القصر! بالكاد تماسكت هناك! تشققت جمجمتي، طار رأسي، لكن الجميع في القرية تم إنقاذهم على أي حال، أليس كذلك؟! وتحولت الأمور إلى أفضل طريقة ممكنة مع رام وريم، أنا متأكد من ذلك! هذا لأنني كنت هناك، أليس كذلك؟! ”

لم يشعر بالألم حقًا.

حقيقة أنه أنقذ الجميع في قبو المسروقات وفي القصر

“لأنها دفعت بالفعل. إذا لم يعالجك فيري يا سوبارو، فهذا يعني السيدة مرت بكل هذا الجهد من أجل لا شيء “.

وكل ذلك تم تلخيصه في كلمة واحدة محددة.

هذا هو السبب في أن سوبارو تخلص من كل شيء، للهروب من الخوف الساحق الذي لا يزال يلاحقه، صرخ بـ كل أوقية من كيانه.

بصوت متوقف ومرتعش، قالت إيميليا لسوبارو، الذي يتنفس بعرق على جبينه “… حسنًا”

التبادل التالي سيكون الضربة الأخيرة في هذا القتال الذي لا طائل من ورائه.

كانت لكلماتها نبرة قبول واستقالة وتصميم – وبعبارة أخرى هذه هي النهاية.

“سوبارو، أنا مدينة لك بدين ضخم لا يُصدق مقابل أشياء كثيرة قمت بها، لذا …”

“نعم هذا صحيح. لذلك أنا-”

“لذا سأعيد لك كل شيء لكي يمكننا إنهاء هذا “.

– ضربة واحدة أخرى وينتهي.

الشخص الذي أنكر للتو أنها تستطيع فهمه ليس له حق لقول أي منها.

في نوبة غضب طفولية، داس حتى على أفكاره النقية تحت أقدامه، وألقى بكل شيء بعيدًا.

في نفس الوقت ضربت ضربة سوبارو. شعر بضربة قوية حادة في جذعه.

“- هذا يكفي، ناتسكي سوبارو.”

“يجب أن يكون الحكم – فيريس.”

إذا كانت العلاقة بينهما تتعلق فقط بسداد الخدمات، فإن تلك العلاقة ستنتهي بمجرد سداد الدين.

“كان لديك سبب لذلك، أليس كذلك؟ إنه أنت، لذلك أنا متأكدة من أنه لديك شيء مهم … ”

“السير يوليوس يتراجع بالتأكيد … لكنه لا يبدو بهذه الطريقة.”

صرحت “ريم ستأتي لاحقًا. افعل كما تقول. كل شيء آخر، سأرتب له، لذلك … ”

رفع صوته الحاد بغضب، لدرجة أن الغرفة بدت وكأنها تهتز معه.

عندما وصلت إيميليا إلى الباب، توقفت فجأة وتمتمت “أنا…”

“من أجل … لي؟”

تحدثت بصوت ناعم، كما لو تريد أن تقول ذلك لسوبارو أقل مما تقوله لنفسها.

إذا كانت العلاقة بينهما تتعلق فقط بسداد الخدمات، فإن تلك العلاقة ستنتهي بمجرد سداد الدين.

“… رفعت آمالي. اعتقدت، ربما، أنت … لن تعطيني معاملة خاصة، سوبارو. اعتقدت أنه يمكنك النظر إلي كفتاة عادي، مثل أي فتاة أخرى … ”

ولكن ما زاد من صدمتها، كسرت كروش صمتها وأعلنت معارضتها لوجهة نظر إيميليا.

كانت هذه الفتاة التي طالبت بمعاملة عادلة في الغرفة في الاختيار الملكي.

بداخله، سمع سوبارو صوتًا مثل خيط ينفجر.

لا بد أن حقيقة أنها نصف جان تسببت في معاناتها الشديدة والممتدة بسبب رغبتها في شيء هزيل للغاية. لكن…

رد سوبارو بغطس هادئ مترنح من تلقاء نفسه. “لا أستطيع … أن أفعل ذلك.”

“ماذا عن … تعليمك درسًا أو درسين عن الواقع؟”

لم تتحدث إيميليا وكأنها تسعى للحصول على رد. لذلك لم تكن همهمة سوبارو رداً، بل بياناً لمصلحته الخاصة.

تفكيرًا في كلمات إيميليا، هز سوبارو رأسه بضعف “لا أستطيع، لا أستطيع فعل ذلك، لا أستطيع أن أنظر إليكِ مثل أي شخص آخر، لا يمكنني ذلك ” كانت تلك على الأقل هي الحقيقة الواضحة.

“… مثل هذا سوف يموت شخصًا ما. لا تتحدث عن كأنك تعلم “.

سمع الباب يغلق. عاد الهدوء مرة أخرى.

فجأة سحب نفسه إلى زاوية السرير. رأى الرداء الذي سقط على الأرض.

تُرك سوبارو بمفرده في الغرفة، ملتفًا فوق البطانيات، وبصره يتجول.

فجأة سحب نفسه إلى زاوية السرير. رأى الرداء الذي سقط على الأرض.

“اللعنة عليك…!”

مد يده، وسحبها عن قرب، واحتضنها. وبينما يعانقها، شعر وكأن أثر الدفء البشري بقي فيها عندما اختفى الآخرون. ضغطها سوبارو على صدره، كما لو يحاول ربط ذلك الدفء بنفسه.

– في ذلك اليوم، ولأول مرة في ذلك العالم الآخر، أصبح ناتسكي سوبارو بمفرده حقًا.