نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو إكس 3

فالكيري أراضي الدوق كارستن

فالكيري أراضي الدوق كارستن

كان أول أمر عمل في الصباح هو تقييم الانعكاس في المرآة.

“مخطئة مرة أخرى. لديك أنا. لديك فيريس. أنت لست وحدك”. “سموك…” “من لم يحضر حفل حيث لم تسر الأمور تماماً وفقاً للجدول الزمني؟ ماذا مع كل الاحتفال والشراب… إذا تأخرت نجمة العرض قليلاً، سيجد سيد الاحتفال طريقة ما لشراء الوقت لها. قال فوريير، وهو يضرب الوضع وكأنه يرقص بشفرة غير مرئية. تسبب هذا في أن ترمش كروش، التي كانت تقف حتى تلك اللحظة مذهولة. ثم ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها، كانت طبيعية وجميلة بما يكفي لإيقاع قلوب كل من فيريس وفوريير. “اهتمام جلالتك بي هو أعظم هدية من أي شيء آخر. دع شخصي وقلبي ينالان الولاء التام لك. شكرا جزيلا.” “أوه، توقفي، توقفي! أشعر بالحرج عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة. أنت وأنا صديقان. يجب ألا ندع الأشياء الصغيرة تقلقنا. الأهم—فيريس! ” “إرر-نعم سيدي!” استقام عندما دعا الأمير اسمه فجأة. ربتة فوريير على كتفه. “كروش ستفعل شيئاً أحمق. وأنت ستحميها. أنت فارسها، بعد كل شيء”. “أنا… فارس السيدة كروش؟” “يجب أن يكون الفارس الحقيقي دائماً بجانب سيدته ويتصرف باستمرار للحفاظ على سلامتها. لا يمكنني التفكير في أي فارس آخر لـ كروش غيرك”. فاضت آلاف المشاعر داخل فيريس عند هذه الكلمات. منذ فترة طويلة تسبب ضعفه الجسدي في فقدان الأمل في استخدام السيف لحماية كروش. لقد استبدل هذا الحلم بوعد مع سيدته، لكنه بدا اليوم على وشك أن يفقد هذا الوعد. في هذا اليوم، عندما بدا أنه لم يكن لديه مكان يلجأ إليه ولا أحد ينظر إليه، سيحصل عوضاً عن ذلك على نذر جديد. “لكنني بالكاد أستطيع حمل سيف… سأكون فارساً ما.” “إنها إرادة سموه. أما السيف فدعني أمسكه أنا. أريدك أن تكون بجانبي، وأن تفعل ما يمكنك أنت فقط القيام به. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه من فارسي”.

“جذابة! انا لطيفة. امرأة شابة بناتية، فتاة رائعة وجميلة”.
لفترة طويلة الآن، أصبحت هذه هي المانترا، تتكرر هذه الكلمات مثل السحر. لا، ليس كالسحر. لقد كانوا سحراً لكل المقاصد والأغراض.
التعويذة السحرية هي مجرد كلمات تحتوي على القدرة على تغيير الأشياء، والتأثير على الطريقة التي يعمل بها العالم. لا يمكن أن يُطلق على نذر المرء لنفسه والذي أحدث التغيير شيء أقل من ذلك.
بعد هذه التعويذة، حان الوقت لتمرير الفرشاة من خلال الشعر الكتاني المميز بطول الكتفين. مع التأكد من أنها كانت ممتلئة ومرتبة قبل التثاؤب وتغيير البيجاما.

بحلول الوقت الذي انتهت فيه الحفلة في الليلة السابقة، كان فيريس قد بدأ بالفعل سماع التسمية “فالكيري أراضي الدوق كارستن” التي تنطبق عليها تماماً. كان يعتقد أنه لقب مناسب للغاية. “مع ذلك، يظل أني تحديت الأوامر. صرخ والدي في وجهي حتى اشتعل حلقه. ومرة أخرى حرمت من سيفي وتنين أرضي”.

اثناء الانتقال إلى الخزانة، ضرب الهواء البارد جلداً شاحباً ونحيلاً—وفي الوقت الحالي—جلداً مرتعشاً وعارياً. كان من المهم اختيار قميص ليس مرتفعاً جداً وتنورة بحاشية قصيرة بما يكفي ربما لرفع بعض الحواجب، ثم التحقق من كل شيء في المرآة. ثم جاءت الجوارب الطويلة والركبة مع شرائط بيضاء لربطها في الشعر. وكما أكدت التعويذة السحرية السابقة، اكتملت الآن صورة المرأة الشابة المثالية.
اتخذ وقفة أمام المرآة، ثم تحقق مرة أخرى للتأكد من عدم وجود شيء في غير محله. لا يمكن التغاضي عن أي تفاصيل ؛ لا يمكن أن يكون هناك أخطاء.
“تمام! يبدو جيداً اليوم—مرة أخرى! ”
تم اختتام كل شيء بإيماءة راضية وغمزة. كامل، وبدون أخطاء.
والحق يقال، لقد جاءت نقطة منذ زمن طويل حيث لم تعد التأكيدات المنتظمة ضرورية. أصبحت هذه الكلمات جزءاً من الشخص الذي يقولهم. بعد كل شيء، لقد مرت ست سنوات بالفعل.

“في الوقت المناسب، سيدة كروش. لقد كنا بانتظارك!” “لقد أخبرتني أن أحضر دون الإعلان عن نفسي. هل كان هذا هدفك؟ صاحب السمو، أرى أن فيريس كان عديم الاحترام لك اكتر. لكن هل أنت مندهش للغاية لرؤية وجهي؟ ” “لا! لا وجهك جميل كالعادة! ولا علاقة له بالأمر! يجب أن تكوني أكثر ثقة ؛ أنا أعطيك ضمان ملكي، أنت تبدين رائعة! ”

“إن الكآبة لن تجدي نفعاً.” مع ربتة لكل خد. “الآن، دعنا نهاجم اليوم!” ومع تثاؤب ضئيل، حان الوقت لمغادرة الغرفة.

“كنت أعلم أنه سيكون من المستحيل الحصول على كل شيء من شخص واحد. لذلك ذهبت واحداً تلو الأخرى، جمعت معاً أجزاء ما يعرفه كل شخص. وقد أعطيتني للتو دليلي، فيريس “.

كانت ردهة القصر صامتة في الصباح الباكر، ببرودة ملحوظة في الهواء. كانت هذه هي الساعة التي يمكن فيها للمرء أن يشعر بوصول موسم البرد. على الرغم من أنه اعتاد على توفير المال حيثما أمكن ذلك، إلا أن مثل هذا الصباح جعله يفكر في إضافة طبقة أخرى من الملابس.

“ماذا؟ قال والدي ذلك؟ لم أكن… أعتقد أنني سأراه بشكل مختلف قليلاً من الآن فصاعداً”.

في الردهة، تم تبادل تحيات الصباح والابتسامات مع الخدم الذين بدأوا بالفعل عمل اليوم. لاحظ الجميع التباطؤ المفاجئ، وكان هناك تحذير لطيف بعدم الإصابة بنزلة برد.

عندما ذهب فيريس ليسأل عن العمل الروتيني الذي يجب أن يقوم به بعد ذلك، وجد مجموعة من الخدم تدور حول شخص ما. ذهب لإلقاء نظرة أفضل ورأى شاباً ينفد وهو يتعرق بغزارة. يبدو أنه قدم راكضاً بسرعة فائقة من عربته، وكان كل شبر منه يصرخ بأن المتاعب كانت على قدم وساق. لم يصب بأذى، لكنه كان مرهقاً بشكل واضح، ومثقلاً نفسياً وجسدياً. “يجب أن أقول له ما الذي أتى بي إلى هنا…!” “أخبرنا إذن. ما الذي يجري؟” عندما سقط الشاب على ركبتيه، نظر إلى فيريس. ابتلع الفتى القط لعابه رأى المظهر المروع لوجهه. قال الشاب مرتجفاً وخائفاً، “ظهرت الوحوش الشيطانية في سهل فوتور—أرانب ضخمة!”

“ما الذي تتحدث عنه؟ تقصد هذا القول القديم، “المرض لا يجنب حتى الأطباء”؟

“…تريد من السيدة كروش أن ترتدي فستاناً، أليس كذلك؟” “نعم، فيليكس، بالضبط. إنه عيد ميلادها. وفي هذا العام، أفكر في شيء باهظ أكثر من المعتاد. لذلك أتمنى حقاً أن ترتدي شيئاً مناسباً…” “إذا كان ذلك ممكناً، يا سيدي، أعتقد حقاً أنه يجب عليك التحدث معها بنفسك. ليس عليك المرور من خلالي… ” “تلك الفتاة لن تومئ برأسها إذا لم تفعل، أليس هذا صحيحاً؟” سأل ميكارت بصوت منخفض. اكتشفت آذان القط فيريس على الفور حدوث تغيير في الهواء. كانت آذان القط الكتانية التي ورثها عن أسلافه شبه البشريين حساسة بشكل استثنائي للتحولات الطفيفة في الغلاف الجوي والبيئة.

بعد الابتسام والتلويح، ذهبوا في طريقهم المنفصل، بينما واصل شخص معين إلى قاعة الدخول الرئيسية للقصر. فتحت مضيفة مسنة الباب. كان يتجول عبره بينما يستعد دون وعي ضد الرياح الباردة التي تهب من خلاله، انحني شخص واحد.

“ليس لدينا ما نكسبه من هزيمة هذه المخلوقات.” “ليس لدينا ما نكسبه، لكن لدينا ما نخسره. ثقة الناس وفخرنا”. اشتبك أولئك الذين مع المعركة مع من هم ضدها، ولم يكن أي من الرأيين خاطئاً تماماً. كلاهما له ميزة. لهذا السبب يجب اتخاذ قرار. “—” ظل ميكارت صامتا. كانت أفكاره متعارضة مثل أفكار مستشاريه. وفي تلك اللحظة، ارتفعت يد تبدو في غير محلها. لم يكن سوى الشخص الذي أحضر الشاب إلى المكتب ثم مكث بهدوء للإستماع إلى الإجراءات—فيريس.

“—أنت هنا.” وصلت أخرى إلى المدخل في وقت سابق وألقت هذه الملاحظة القصيرة على كتفها. كانت جميلة. شدّت المرأة لجام تنين الأرض الأبيض الذي كان فرسها المخلص، ممسكةً بشعرها الأخضر الطويل في مواجهة الريح الصاعدة. بعد أن شعرت بعيونها الكهرمانية المقلوبة، حاولت الوافدة الجديدة دون وعي أن تستقيم من وضعها السابق المنحني. لم تكن محاولة للظهور بمظهر جيد أمام المرأة. لكن عيني المرأة ببساطة تمتلك القدرة على إثارة رد الفعل هذا.

“لم تنتظريني طويلاً، هل فعلتي سيدة كروش؟”
“لا، أنت في الوقت المناسب. لقد استيقظت للتو مبكرا قليلا. قرر والدي أخيراً السماح لي بأخذ جولات أطول مرة أخرى. كنت أتوق للذهاب من أجل واحدة”.

“مخطئة مرة أخرى. لديك أنا. لديك فيريس. أنت لست وحدك”. “سموك…” “من لم يحضر حفل حيث لم تسر الأمور تماماً وفقاً للجدول الزمني؟ ماذا مع كل الاحتفال والشراب… إذا تأخرت نجمة العرض قليلاً، سيجد سيد الاحتفال طريقة ما لشراء الوقت لها. قال فوريير، وهو يضرب الوضع وكأنه يرقص بشفرة غير مرئية. تسبب هذا في أن ترمش كروش، التي كانت تقف حتى تلك اللحظة مذهولة. ثم ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها، كانت طبيعية وجميلة بما يكفي لإيقاع قلوب كل من فيريس وفوريير. “اهتمام جلالتك بي هو أعظم هدية من أي شيء آخر. دع شخصي وقلبي ينالان الولاء التام لك. شكرا جزيلا.” “أوه، توقفي، توقفي! أشعر بالحرج عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة. أنت وأنا صديقان. يجب ألا ندع الأشياء الصغيرة تقلقنا. الأهم—فيريس! ” “إرر-نعم سيدي!” استقام عندما دعا الأمير اسمه فجأة. ربتة فوريير على كتفه. “كروش ستفعل شيئاً أحمق. وأنت ستحميها. أنت فارسها، بعد كل شيء”. “أنا… فارس السيدة كروش؟” “يجب أن يكون الفارس الحقيقي دائماً بجانب سيدته ويتصرف باستمرار للحفاظ على سلامتها. لا يمكنني التفكير في أي فارس آخر لـ كروش غيرك”. فاضت آلاف المشاعر داخل فيريس عند هذه الكلمات. منذ فترة طويلة تسبب ضعفه الجسدي في فقدان الأمل في استخدام السيف لحماية كروش. لقد استبدل هذا الحلم بوعد مع سيدته، لكنه بدا اليوم على وشك أن يفقد هذا الوعد. في هذا اليوم، عندما بدا أنه لم يكن لديه مكان يلجأ إليه ولا أحد ينظر إليه، سيحصل عوضاً عن ذلك على نذر جديد. “لكنني بالكاد أستطيع حمل سيف… سأكون فارساً ما.” “إنها إرادة سموه. أما السيف فدعني أمسكه أنا. أريدك أن تكون بجانبي، وأن تفعل ما يمكنك أنت فقط القيام به. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه من فارسي”.

وضع التنين وجهه بالقرب من وجهها، وربتت هي على رأسه، وارتاح تعبيرها إلى ابتسامة. بدت مجمعة للغاية، ومع ذلك فقد تحدثت عن شيء طفولي بداخلها. كان اسمها كروش كارستن.
ابتسمت على نطاق أوسع عندما لاحظت رفيقها ينظر في طريقها.
“اذهب واحصل على تنين أرض من الاسطبلات. ستكون وجهتنا هي نفسها كما هو الحال دائماً، ”
“نعم، سيدتي.” استجاب فيريس بانحناء مثالي, أظهرت كل بوصة من جلده المثالي.
هكذا بدأ فيريس—الشاب فيليكس أرجيل—كل يوم.

“أوه، لكن! لكن! عيد الميلاد هو أسبوعين فقط أبعد. قد يكون من الأسوأ تأجيل الحديث عن ذلك…”

2

كان ذلك في اليوم التالي للحفلة، تجمع اللاعبون الرئيسيون جميعاً سوياً. كانت كروش جالسة بجوار فيريس، وهي تربت على رأسه.

على سبيل المثال، كان يجب أن يكون قد طور خصائص جنسية ثانوية منذ فترة طويلة، ولكن كما لو أنها استجابة لرغباته اليومية وصلواته، لم يُظهر أي علامة على أنه أصبح أكثر ذكورية. لم يعمق صوته ولم يثخن جسده. كان ممتناً بهدوء لأسلافه لأنه لم ينمي لحية.

—كان الحضور في الحفل في قصر كارستن يتزايدون ببطء.

لكن الأشياء التي كان ممتناً لأسلافه عليها لم تتوقف عند جسده فقط.

بعد عدة ساعات من مغادرة ميكارت لمنزله، ارتدى فيريس فستاناً متألقاً في قاعة الحفلة بأكبر ابتسامة يستطيع حشدها.

“هل مللتُك يا فيريس؟” أخرجه صوت هادئ من حلمه.
كان يأخذ قسطا من الراحة، ويجلس على العشب متكئاً على شجرة كبيرة.
كانت كروش قد انحنت أمامه مباشرة وكانت تنظر باهتمام في عينيه.
“…آسف. انجرفت في افكاري”.
“أوه؟ هذا غير عادي بالنسبة لك. هل أنت متعب؟ هل جعلتك تعمل بجد؟ ”
“لا، فقط تركت عقلي يتجول قليلاً… هل ستعاقبينني؟ سيدة كروش، هل ستعاقبين فيري؟ قلبي ينبض! ”
“أعاقبك؟ أنا أكره أن أكون فاترة القلب”. هزت كروش رأسها، متجاهلةً احمرار خدي فيريس. تنهد الفتى القط. تابعت كروش، وهي لا تزال تحدق به: “وليس هناك حاجة لتكون محجوز . دع عقلك يتجول إذا كنت ترغب في ذلك. بغض النظر عما يحدث، أنا هنا”.
“آوو، سيدة كروش، أنت تعرفين دائماً ما تقولينه… حتى لو بدا أنك لم تدركي ذلك أبداً. قد يكون فيري في حالة حب…”
“—؟ وجهك أحمر. الجو بارد اليوم—لا تخبرني أنك أصبت بنزلة برد؟ ”
“لا، على الإطلاق! هذا ليس كل شيء ! أوووه، سيدة كروش، أنت قاسية للغاية! لا أستطيع تحمل ذلك! ”
كانت سيدة فيريس غافلة تماماً عن أي مشاعر عاطفية أعمق من الصداقة الحميمة وأخذت كلماته تماماً في ظاهرها. قالت: “أرى”. “أنا آسفة.” بدت محرجة تماماً . براءتها نفسها كانت محببة—وغير عادلة على الإطلاق.
“—”

سيحضر سموه فوريير للإحتفال بعيد الميلاد. أنا متأكد من أنه يتطلع إلى رؤية الفستان الذي سترتديه كروش”. “… نعم، أعتقد أنه سيكون كذلك.”

راضية عن إعلان فيريس عن كونه بصحة جيدة، عادت كروش إلى وضعها الأصلي، كما لو تم سحبها. كان هذا الحقل العشبي هو المكان الذي يأتي إليه الاثنان دائماً عندما يريدان رحلة طويلة. على بعد حوالي ساعة من القصر، مكان مليء بالمانا النقية و الريح. يبدو أنها تقترب من أن تكون مقدسة. لطالما شعر فيريس بسعادة غامرة لقضاء بعض الوقت مع الاثنين فقط، في مكان لا يمكن لأحد مقاطعتهم فيه.

“أرغغه! هل سوف أستطيع التعامل مع هذا حتى؟! ” “ما الذي يحدث يا فيريس؟ ستخيف بقية أفراد الأسرة، وأنت تقف في الردهة تبدو قاتماً للغاية”. “مياوووو!” قفز فيريس تقريباً من الرعب عندما نادت كروش بينما كان يقف هناك، يرقص من قدم إلى أخرى بقلق. طار مرة أخرى على الحائط. عقدت كروش ذراعيها وحدقت فيه. “ما زلت أعتقد أنك تبدو متعباً. إذا كنت تشعر بالإرهاق، يمكنني منحك بعض الوقت… ” “ماذا؟ لا! أنا بخير تماماً! أفضل من أي وقت! هورااااي سيدة كروش! ” “—؟ ها-ها، أنت شخص غريب”. ابتسمت قليلاً وهي تقف هناك وذراعاها مرفوعان في ابتهاج. كان من الواضح أنه لم يرميها بعيداً عن المسار، ولم يهدأ تماماً أيضاً. قال كروش: “بالمناسبة، لقد تحدثت مع والدي، أليس كذلك؟ ماذا أراد؟ ” “أوه، آه، أعني، كما تعلمين، مياو…” لم يكن بإمكانه طلب توقيت أفضل لطرح الموضوع. كانت المشكلة الوحيدة أنه، عقلياً، شعر بأنه غير مستعد تماماً. ثم مرة أخرى، كانت اللحظة مناسبة للغاية لدرجة أنها بدت وكأنها علامة من السماء. حان الوقت الآن للتحدث. “حسناً، اممم ،” بدأ، “فيري، آه، يريد التحدث معك عن شيء ما، سيدة كروش…” “كنت أعتقد ذلك. من الصعب قراءة رياحك، لكن هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه. أنت تعرف لستَ مضطراً للتراجع عند بعضنا البعض. تحدث معي حول أي شيء.” “أحبك يا سيدة كروش.”

“—نعم!”
قامت السيدة كروش بسلسلة من الحركات بسيفها بينما كان فيريس يراقب من مكانه بجانب شجرة. ضرباتها اللامعة، العدوانية التي كانت تنضح بها—حتى فيريس، الذي يعتبر هاوي عندما يتعلق الأمر بالسيوف، يمكن أن يخبر عن مدى نجاحها في استخدام السلاح.
كروش مأخوذة بالكامل بجمال الفولاذ ؛ كانت قد بدأت في تعلم السيف حتى قبل أن تقابل فيريس. لكن مع ذلك، فإن حقيقة أن مهارتها في المبارزة قد وصلت إلى هذا المستوى كان بفضله. وهذه المعرفة جعلته أكثر فخراً وسعادة من أي شيء آخر.
هذا هو السبب في أنه لن يشعر بالملل أبداً من مشاهدة كروش وهي تلوح بنصلها. رؤية الموهبة التي ساعد في تنميتها أسرت قلبه مثل لمعان الجوهرة.
“لقد أصبحت أفضل من المعتاد هذا الصباح، سيدة كروش.”
“صحيح بما يكفي. هذا ما يأتي من انتظار السيف ورحلة ركوب طويلة. بدونك لمنعي من الإصابة بحمى المقصورة، أنا متأكد من أنني كنت سأقدم شكوى سخيفة لوالدي بسبب الملل المطلق”.
من الصعب ملاحظة ذلك من الجانب، لكنه كاد يعتقد أن كروش كانت تبتسم بسرور وهي تلوح بنصلها.
كانت عيناها تلمعان مثل طفل أثناء الرحلة إلى هذا المكان. لأكثر من شهر، حُرمت من الشيئين اللذين جعلاها تشعر بأنها على قيد الحياة، ولا بد أن هذا كان يقتلها.

“في هذه الملاحظة، ما الذي تخطط للقيام به للاحتفال بعيد الميلاد، فيريس؟” سأل فوريير. “ذاهب لارتداء فستان؟”

“لكن هذا فقط ما انتي عليه، سيدتي، لا تحاولي التسلل للخارج والقيام بذلك على نحو خبيث.”
“بالطبع لا. كان والدي على حق في توبيخي. كنت أنا من تسبب في المتاعب. إذا رأيت أنه من المناسب خرق القواعد بعد ذلك، فسيقول الناس بالتأكيد أنني بلا عار”.

لم تكن كروش في خطر حقيقي أبداً، على الرغم من أنها واجهت ما يقرب من عشرة لصوص. لكن والدها—ميكارت كارستن، الرئيس الحالي لدوقية بيت كارستين—كان في حالة ذهول للغاية عندما وصلت القصة إلى أذنيه. علمت كروش أن الأمر سيكون كذلك، وبالتالي تركت مالك العربة الممتن دون إعطاء اسمها، لكنها كانت مشهورة جداً لدرجة أنها لم تنجح. كان ولعها بالسيف معروفاً في أراضي كارستن. وبما أن شعار الأسد الكاشف عن أسنانه كان مرئياً تماماً على سيفها، لم يكن هناك مجال لإنكار أي شيء. ابنة الدوق التي فضلت ارتداء الملابس الرجالية و الإعجاب بالسيف على الأزهار. تم إثبات جميع الشائعات بسهولة، وكعقاب، مُنعت كروش من حمل السيف أو السفر بعيداً جداً عن القصر لمدة شهر واحد. وبدا أن كروش تقبل هذا، لكن فيريس أعرب عن غضبه مباشرة لميكارت أكثر من مرة. لكن الرجل لم يلين. شهر من الانتظار أدى أخيراً إلى اليوم الحالي. “أنا بالتأكيد أقدر بكم أدين للورد ميكارت، لكن هذا لا يعني أنني يجب أن أقبل كل ما يفعله.” “أتمنى ألا تنتقد والدي كثيراً. يبدو أنه يزداد نحافة كل يوم في الآونة الأخيرة. مسؤولية إدارة بيت الدوق تثقل كاهله. أريد أن يكون وقته مع عائلته، على الأقل، مصدر تشجيع جيد له”. “هل تقصدين أن فيري جزء من العائلة؟”

ما جعل كروش رائعة هو الطريقة التي جسدت بها كلمات مثل الصدق والاستقامة. ولأنها كانت تعتقد أنه من الطبيعي التمسك بالقواعد، فقد اعتادت على الاحتجاج على براءتها عندما يكون من الواضح أنها لم ترتكب أي خطأ. كانت هذه بالتأكيد واحدة من تلك اللحظات.

“بالطبع يا مولاي.” كان فوريير مليئاً بالحماس، بعد عندما مد يده، كانت لفتة لطيفة. اصطحب فيريس إلى منصة الرقص، كان يبدو طويل القامة وشجاع. عند رؤيته، وضع فيريس يده على صدره، وقلبه يخف قليلاً. “بالمناسبة، سموك، أنت مخطئ بشأن المدة التي عرفنا فيها بعضنا البعض. ليست خمس سنوات. لقد كانت ستة”. “همم؟ هل هذا صحيح؟ همم. حسناً، لا يهم. في ضوء المدة التي سنتعرف فيها على بعضنا البعض، فهذا ليس سوى شيء صغير. ألا تعتقد ذلك؟ ” “يا إلهي … حسناً، إذا قال سموك ذلك.” في منتصف منصة الرقص، واجهوا بعضهم البعض وامسكوا بإيديهم. قمع فيريس ابتسامته، لكن حواف شفتيه شدت. رآها فوريير وابتسم أيضاً، ثم بدأت الموسيقى. بدأوا بالرقص، متتبعين الخطوات في الضوء البرتقالي الساطع للشمس الغارقة. كان الليل يسقط بالفعل، وانتظروا بقلق الشخص الذي كانوا جميعاً هنا للإحتفال به. كان حفل عيد الميلاد قد بدأ للتو.

“كما تعلمين، فيري ليس سعيداً جداً بقرار اللورد ميكارت. كان ذلك بالضبط بسبب وجودنا هناك لهذا لم تسوء الأمور! ”

بدا الأمر وكأنه عذر، لكن فيريس استسلم لنبل الأمر وسمح للأمير بمرافقته. على أي حال، كان صحيحاً بالتأكيد أن كروش قد تكون قلقة بعض الشيء بشأن الظهور أمام حشد من الناس في فستان. كان من الممكن ألا يكون وجود فوريير مضيعة كاملة.

“من الطبيعي أن يطلب مني والدي التصرف بشكل مناسب بصفتي ابنة دوق. على الرغم من أنني أتمنى أن يقبلني في أحد هذه الأيام… إذن من منا أكثر عناداً—أنا أم أبي؟ ”

 

نفث فيريس خديه، لكن كروش أعطته ابتسامة حزينة.
وقع الحدث الذي أثار حفيظة فيريس قبل حوالي شهر. في يوم مثل هذا اليوم، أخذت كروش و فيريس أحدى جولاتهم الطويلة عبر نطاق كارستن. على طول الطريق، مروا عبر مجموعة من القراصنة، مصدر بعض الاضطرابات المحلية، وهاجموا عربة التنين، كانت كروش قد طردتهم بشجاعة.

“مخطئة مرة أخرى. لديك أنا. لديك فيريس. أنت لست وحدك”. “سموك…” “من لم يحضر حفل حيث لم تسر الأمور تماماً وفقاً للجدول الزمني؟ ماذا مع كل الاحتفال والشراب… إذا تأخرت نجمة العرض قليلاً، سيجد سيد الاحتفال طريقة ما لشراء الوقت لها. قال فوريير، وهو يضرب الوضع وكأنه يرقص بشفرة غير مرئية. تسبب هذا في أن ترمش كروش، التي كانت تقف حتى تلك اللحظة مذهولة. ثم ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها، كانت طبيعية وجميلة بما يكفي لإيقاع قلوب كل من فيريس وفوريير. “اهتمام جلالتك بي هو أعظم هدية من أي شيء آخر. دع شخصي وقلبي ينالان الولاء التام لك. شكرا جزيلا.” “أوه، توقفي، توقفي! أشعر بالحرج عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة. أنت وأنا صديقان. يجب ألا ندع الأشياء الصغيرة تقلقنا. الأهم—فيريس! ” “إرر-نعم سيدي!” استقام عندما دعا الأمير اسمه فجأة. ربتة فوريير على كتفه. “كروش ستفعل شيئاً أحمق. وأنت ستحميها. أنت فارسها، بعد كل شيء”. “أنا… فارس السيدة كروش؟” “يجب أن يكون الفارس الحقيقي دائماً بجانب سيدته ويتصرف باستمرار للحفاظ على سلامتها. لا يمكنني التفكير في أي فارس آخر لـ كروش غيرك”. فاضت آلاف المشاعر داخل فيريس عند هذه الكلمات. منذ فترة طويلة تسبب ضعفه الجسدي في فقدان الأمل في استخدام السيف لحماية كروش. لقد استبدل هذا الحلم بوعد مع سيدته، لكنه بدا اليوم على وشك أن يفقد هذا الوعد. في هذا اليوم، عندما بدا أنه لم يكن لديه مكان يلجأ إليه ولا أحد ينظر إليه، سيحصل عوضاً عن ذلك على نذر جديد. “لكنني بالكاد أستطيع حمل سيف… سأكون فارساً ما.” “إنها إرادة سموه. أما السيف فدعني أمسكه أنا. أريدك أن تكون بجانبي، وأن تفعل ما يمكنك أنت فقط القيام به. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه من فارسي”.

لم تكن كروش في خطر حقيقي أبداً، على الرغم من أنها واجهت ما يقرب من عشرة لصوص. لكن والدها—ميكارت كارستن، الرئيس الحالي لدوقية بيت كارستين—كان في حالة ذهول للغاية عندما وصلت القصة إلى أذنيه.
علمت كروش أن الأمر سيكون كذلك، وبالتالي تركت مالك العربة الممتن دون إعطاء اسمها، لكنها كانت مشهورة جداً لدرجة أنها لم تنجح. كان ولعها بالسيف معروفاً في أراضي كارستن. وبما أن شعار الأسد الكاشف عن أسنانه كان مرئياً تماماً على سيفها، لم يكن هناك مجال لإنكار أي شيء.
ابنة الدوق التي فضلت ارتداء الملابس الرجالية و الإعجاب بالسيف على الأزهار. تم إثبات جميع الشائعات بسهولة، وكعقاب، مُنعت كروش من حمل السيف أو السفر بعيداً جداً عن القصر لمدة شهر واحد.
وبدا أن كروش تقبل هذا، لكن فيريس أعرب عن غضبه مباشرة لميكارت أكثر من مرة. لكن الرجل لم يلين. شهر من الانتظار أدى أخيراً إلى اليوم الحالي.
“أنا بالتأكيد أقدر بكم أدين للورد ميكارت، لكن هذا لا يعني أنني يجب أن أقبل كل ما يفعله.”
“أتمنى ألا تنتقد والدي كثيراً. يبدو أنه يزداد نحافة كل يوم في الآونة الأخيرة. مسؤولية إدارة بيت الدوق تثقل كاهله. أريد أن يكون وقته مع عائلته، على الأقل، مصدر تشجيع جيد له”.
“هل تقصدين أن فيري جزء من العائلة؟”

“فيليكس، هل لي بلحظة؟”

“—؟ بالتأكيد.”
احمرت خدود فيريس عند إدراجها له بسهولة في العائلة. سرعان ما ربت تنورته لتشتيت انتباهه عن خديه.

كان من الطبيعي ذلك. بدأ الاحتفال منذ ساعات، وقد مضى وقتاً طويلاً من الليل، وكان الجو العام متوقعاً للغاية. الآن كانوا جميعاً ينتظرون الحدث الرئيسي، ظهور كروش، ابنة الدوق.

قال: “لا—لا بأس”. “يبدو أن اللورد ميكارت يعجبه عندما يضعه فيري في وضع من هذا القبيل. قال إنه يستمتع بجعل الناس يقولون له أشياء شنيعة…”

“اييوووهوااا!” أطلق فوريير صرخة غير عادية ولف حوله. لوح فيريس، الذي وجد هذا الأمر ممتعاً إلى حد ما، في كروش.

“ماذا؟ قال والدي ذلك؟ لم أكن… أعتقد أنني سأراه بشكل مختلف قليلاً من الآن فصاعداً”.

—كان الحضور في الحفل في قصر كارستن يتزايدون ببطء.

استحوذت كروش تماماً على هذا القيل والقال الذي نشره فيريس بشكل استراتيجي لإلهائها عن إحراجه. ارتدت ابنة ميكارت نظرة مفاجأة واضحة. حاول فيريس طبع التعبير في ذاكرته، لأنه كان شيئاً نادراً ما يراه. وبصمت، اعتذر للدوق، وإن كان يخرج لسانه داخلياً أثناء قيامه بذلك.
ومع ذلك، لم يحاول تصحيح سوء فهم كروش. ربما كانت هذه علامة على مدى استيائه.

3

“سيدة كروووش! إنه فيريس. هل يمكنني الدخول؟ ” “—فيريس. كنت في انتظارك. ادخل.” نفس الصوت الذكوري كما هو الحال دائماً رحب به ودعاه للحضور. دخل هو وفوريير إلى الغرفة—ثم تيبسوا تماماً. “أرى أن صاحب السمو معك. هذا غير متوقع”. لم تكن كروش ترتدي الفستان، ولكن الزي العسكري الذي اعتادوا عليه. لا مشكلة. لقد احتاجت فقط إلى خلع ملابس الرجال وتغيير ملابسها. كانت القضية ما كان عند قدميها.

“فيليكس، هل لي بلحظة؟”

قبل كل شيء، كل من كان جزءاً من تلك المعركة سيتحدث عن تقنية سيف كروش—المهارة التي سُميت فيما بعد “ضربة واحدة، مائة سقوط”.

“نعم سيدي؟” التفت فيريس إلى الصوت، وقدم مظهره الأكثر بناتية في نوبة من الغيظ. بدا الرجل الآخر مستاءً من النظرة المغازلة الصريحة.

“صاحب السمو، سموك، هذا الوعد يأخذ حياة خاصة به!” احتج فيريس.

استمتع فيريس بهذه اللحظة. “أوه، من السهل جداً الثأثير عليك، اللورد ميوكارت. من الممتع للغاية مضايقتك! أنت تبرز المخادع الداخلي لفيري! ”

“بالطبع قلت! لـ- لكنني قلق من أنه إذا سارت الأمور جنوباً، فلن نكون مجرد أصدقاء بعد الآن! توقف عن إغاظتي! من تعتقدني؟! ”

“ماذا؟ وأنت تلومني على هذا؟ إير—أعني، أنا آسف. ”

كان اليوم سيئاً بشكل خاص. تم رفع الحظر الذي دام شهراً على استخدام كروش للسيف أو ركوب التنين. من بين كل الأوقات التي كان من الممكن أن يحدث فيها هذا، كان هذا هو الوقت الأقل ملاءمة الذي يمكن أن يختار فيه الظهور ويطلب منها ارتداء فستان.

كل ما عليك فعله هو أن تنظر قليلاً، وسوف يعتذر. يا له من مهمة سهلة.

لقد قام بأكتر انحناءة تفصيلاً ممكنة. أومأ فوريير برأسه، ثم فجأة سلم شيئاً إلى كروش. لقد أحضر الشيء معه على وجه التحديد عندما سمع أنهم متجهون إلى غرفة كروش.

كان يقف أمام فيريس رجل في الخمسينيات من عمره. نما له شارب، أعطى جاذبية ظاهرياً، لكن الشكل الغريب لحاجبيه ووجهه اللطيف سلبه أي فائدة منه. الشيء الوحيد الذي شاركه مع كروش، ابنته بالدم، كان لون عينيه.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة، هو، أن يكون هذا هو الدوق كارستن، رئيس أحد أشهر البيوت النبيلة في لوغونيكا. وكان أيضاً والد كروش—ميكارت كارستن.

ظهرت ابتسامة حزينة على وجه ميكارت الودود. شد شاربه غير اللائق كما قال، “أعتقد أنك كنت في رحلة مع كروش هذا الصباح. كيف حالها؟”

أغمق وجه ميكارت في تقرير الشاب. “ذهب لقرية…؟ وماذا حدث لتلك القرية؟ ” “سامحنا لعدم استشارتك يا مولاي، لكننا حشدنا جميع القرويين في عربات التنين المحلية وقمنا بإجلائهم. بمن فيهم الشاب الناجي، مولاي. أرسلني والدي، رئيس القرية، إلى هنا لإبلاغك”. أومأ ميكارت برأسه إلى الشاب المرعوب. “أرى. قرار حكيم. سأتذكر والدك”. ثم التفت إلى مستشاريه. أعتقد أن أول تحرك لنا يجب أن يكون احتواء الضرر الذي تسببه الأرانب. نأمل أن يتم تدمير قرية واحدة فقط على الأكثر. أيها السادة، ما رأيكم؟ ” رفع أحد الرجال، في منتصف العمر بنظرة مدروسة على وجهه، يده. “قرية هذا الشاب اتخذت خياراً ممتازاً. ربما تكون أفضل خطوة هي توسيع نطاق الإخلاء إلى القرى المجاورة الأخرى وإبقاء الأرانب العملاقة تحت المراقبة. إذا كان من الممكن الاعتماد على الشائعات حول طرق الوحوش الشيطانية، فنحن لا نحتاج إلى استفزازهم وإخبارهم عن عمد بمكان وجود فريسة”. لذلك كان الاقتراح الأول هو تجنب القتال. قدم رجل ذو وجه قاتم حجة مضادة. لن ينجح ذلك إلا إذا ظلت الأرانب راضية عن وضعها الحالي، وهو افتراض متفائل للغاية. ماذا لو دمروا الغابة والقرى وما زالوا غير مشبعين؟ ماذا بعد؟ إذا تبعثر القطيع، فلن نكون قادرين على التعامل معه “. “ماذا تقترح أن نفعل، إذن؟” “يجب أن نأخذ زمام المبادرة. أطلب من مجال كارستن حشد وحدة لإبادة المخلوقات. يجب ألا نتنازل عن أي جزء من أراضينا لبعض الوحوش، ولا حتى البرية الجامحة. ناهيك عن أنه إذا بقينا مختبئين في قلب البلاد بينما يتم ترويع المواطنين، ألن يقوض ذلك سلطة الدوق”.

“إذا كنت قلقاً عليها يا سيدي، من فضلك دعني أقترح عليك بتواضع أن تسألها بنفسك. هذا ما نتحدث عنه، بالطبع، ولكن مع ذلك، هل تعتقد أن السيدة كروش ستكذب عليك اللورد ميكارت؟ ”
“لست متأكداً تماماً من أنني أحب الطريقة التي وضعت بها ذلك. لكن لا، لست قلقاً من أنها ستكذب علي. إنه فقط… حسناً، لقد كنت أنا من فرض هذا الحظر. اعتقدت أنه قد يكون من الصعب عليها أن تقول كيف تشعر حقاً… أم، أو بالأحرى… يصعب علي أن أسألها”.
انتصر قلبه الطيب على رغبته في خداع نفسه، وأبدى مشكلته الحقيقية. كان الأب وابنته متشابهين أيضاً في عدم قدرتهما على قول كذبة صارخة.
“أرى… حسناً، اجعل عقلك مرتاحاً. السيدة كروش ليست غاضبة منك أو أي شيء. حتى يبدو أنها تفهم سبب قيامك بما فعلت”.

“إذا كنت قلقاً عليها يا سيدي، من فضلك دعني أقترح عليك بتواضع أن تسألها بنفسك. هذا ما نتحدث عنه، بالطبع، ولكن مع ذلك، هل تعتقد أن السيدة كروش ستكذب عليك اللورد ميكارت؟ ” “لست متأكداً تماماً من أنني أحب الطريقة التي وضعت بها ذلك. لكن لا، لست قلقاً من أنها ستكذب علي. إنه فقط… حسناً، لقد كنت أنا من فرض هذا الحظر. اعتقدت أنه قد يكون من الصعب عليها أن تقول كيف تشعر حقاً… أم، أو بالأحرى… يصعب علي أن أسألها”. انتصر قلبه الطيب على رغبته في خداع نفسه، وأبدى مشكلته الحقيقية. كان الأب وابنته متشابهين أيضاً في عدم قدرتهما على قول كذبة صارخة. “أرى… حسناً، اجعل عقلك مرتاحاً. السيدة كروش ليست غاضبة منك أو أي شيء. حتى يبدو أنها تفهم سبب قيامك بما فعلت”.

“أنت تقول ذلك كما لو كنت أنا الشرير… لكن، احم، شكراً لك.”
“رغم ذلك، لا يزال فيري أبلهاً . بغيض, اللورد ميكارت البغيض! ”
“ماذا؟ أمم، أعني، أنا آسف… حتى أنا أعتقد أنني بالغت قليلاً”.
فرك ميكارت، الذي بدا ضعيفاً، الجزء العلوي من بطنه. بفضل ضغوط وضعه، بالإضافة إلى شخصيته المقلقة، كان هو وألم المعدة صديقين شخصيين مقربين.
“هل أستخدم سحر الشفاء عليك؟ قد بأخذ الحافة بعيداً”.
“صحيح. الآن بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث، ربما يمكنك أن تشفيني. هل تمانع في القدوم إلى غرفتي؟ ”
“نوه-هـ! ليس لدي أي فكرة عما يمكن أن تفعله بي هناك، سيدي…! ”
“لا شيئ! لن أفعل لك أي شيء! ”
على الرغم من أنه منح الدوق وقتاً عصيباً حيال ذلك، إلا أن فيريس تبع ميكارت في النهاية إلى غرفته. كان المكان بسيطاً: مكتب للسكرتيرة وطاولة منخفضة وأريكة جلدية لإستقبال الزوار.

على سبيل المثال، كان يجب أن يكون قد طور خصائص جنسية ثانوية منذ فترة طويلة، ولكن كما لو أنها استجابة لرغباته اليومية وصلواته، لم يُظهر أي علامة على أنه أصبح أكثر ذكورية. لم يعمق صوته ولم يثخن جسده. كان ممتناً بهدوء لأسلافه لأنه لم ينمي لحية.

 

“إرر… حتى مع وجودي في دفة القيادة، قد يكون من الصعب سحب الأمور لفترة أطول…”

“هناك الكثير الذي تعين القيام به حتى الآن قبل أن نقول أن كل شيء على ما يرام وينتهي بشكل جيد، ولكن الجزء الأفضل من هذه القضية قد تمت تسويته. وهذا سيفي بالغرض الآن! ”

 

“اووبس…” “سأقف إلى جانب والدي. ربما لن أكون أي مساعدة. ربما يسخرون مني قائلين إنني لم أكن بحاجة للحضور. لكن يجب على الذهاب. عندما يجتمع الخدم الأكثر ولاءً لدينا عند ذروة الأسد، فهل أرتدي عباءًة منتظرةً لسماع ما سيحدث لهم؟ لن أقف لها”. بالطبع كانت ستقول ذلك. لقد عرفوا أن هذا هو رد فعلها في اللحظة التي تسمع فيها عن ذلك، ولهذا السبب عمل كل فرد في الأسرة بجد لإبعاده عنها. لكن عبقرية المرأة الشابة الفريدة والحدة الاستثنائيّة أبطلت كل جهودهم.

جلس فيريس وميكارت في مواجهة بعضهما البعض على الأريكة، وأحضر الخادم الشاي بسهولة كما لو كان كل هذا مخططاً له. بعد وضع الكؤوس البخارية، غادر الخادم بانحناءة عميقة.

“هل ترغب في الاستمرار يا مولاي؟ أخشى أن قلب والدي قد ينكسر إذا ضربتك بقوة أكبر”.

مع خروج الخادم وإغلاق الباب، وضع ميكارت كوبه على شفتيه وارتشف بعناية. “… ستحتفل كروش بعيد ميلادها السابع عشر قريباً.”

“يا, صاحب السمو، ألا تكفيك السيدة كروش؟ ألقيت عينيك على فيري أيضاً؟ على أي حال، آسف. يمكنك أن تتطلع إلى اكتشاف ذلك غداً”. “فستان، نعم… فستان… قل، فيريس، بدا والدي أكثر من سعيد بالفستان الذي اخترته، لكنني أخشى أنه لن يكون مناسباً لي تماماً…” “سيدة كروش، نحن بحاجة إلى أن يكون لديك أفضل فستان وأفضل مجوهرات، وتبدين بأفضل ما يمكنك من جميع الأنحاء! وصدقيني، سيكون عظيماً! ” “نعم! كروش! سأستمتع بالترقب! ”

عرف فيريس ذلك بالطبع. كان يوم الفرح بعد أسبوعين فقط من الآن ؛ في الواقع، لم يكن من قبيل المبالغة القول إن فيريس كان ممتناً لهذا اليوم أكثر من أي يوم آخر في التقويم.

 

“أنا ممتن للنجوم والسماء والأرض… ولكروش, بالتأكيد. أنا سعيد جداً لأنها ولدت”.

كيف لا يشعر المدعوون بقليل من الانهيار؟

قطع ميكارت حلم فيريس. “عفواً، فيليكس، ولكن هل تمانع في السماح لي بتوضيح وجهة نظري؟ هناك… شيء أودك أن تسأل تلك الفتاة عنه عن عيد ميلادها. شيء أجده… يصعب التعبير عنه “. من نبرته المحرجة وموقفه المراوغ، كان لدى فيريس فكرة جيدة إلى حد ما عما كان يدور في ذهن ميكارت. بعد كل شيء، ظهر هذا كل عام تقريباً.

صحيح أن تصريحه كان يتطلب الكثير. كانت هذه المعركة تدور في الحديقة المركزية، وكان الخدم الذين ليس لديهم أي شيء آخر يفعلونه يتفرجون. كان هناك شخص آخر هناك أيضاً، شخص ينظر إلى المشهد بأكمله مريضاً: ميكارت نفسه. كان يخرج في كل مرة حدث هذا، على الرغم من أن الضغط الناتج عن ذلك كان كافياً لإغراقه. حسناً، ليس عليه أن يشاهد. “أوه، لماذا هم أكثر جدية من المعتاد؟” انزعج ميكارت. “ولكن إذا فاز سموه …” تجهم ميكارت من الألم في معدته، ممزقاً بين ما كان يأمله كأب وما يتمناه كدوق. في تلك اللحظة، كان فيريس يعرف جيداً ما كان يشعر به ميكارت. لا أعرف حتى ما إذا كنت أريد أن تفوز كروش أو تخسر الآن! “ياااااه! كروش، ارتدي فستااااااان! ” قد يكون من السخاء أن نطلق على هذه صرخة معركة، ولكن بهذه الكلمات اندفع فوريير مرة أخرى، ومرة ​​أخرى تعرض للضرب. عندما رأت فوريير ينهض مرة أخرى بعد أن سقط مرتين، ضيقت كروش عينيها.

“…تريد من السيدة كروش أن ترتدي فستاناً، أليس كذلك؟”
“نعم، فيليكس، بالضبط. إنه عيد ميلادها. وفي هذا العام، أفكر في شيء باهظ أكثر من المعتاد. لذلك أتمنى حقاً أن ترتدي شيئاً مناسباً…”
“إذا كان ذلك ممكناً، يا سيدي، أعتقد حقاً أنه يجب عليك التحدث معها بنفسك. ليس عليك المرور من خلالي… ”
“تلك الفتاة لن تومئ برأسها إذا لم تفعل، أليس هذا صحيحاً؟”
سأل ميكارت بصوت منخفض. اكتشفت آذان القط فيريس على الفور حدوث تغيير في الهواء. كانت آذان القط الكتانية التي ورثها عن أسلافه شبه البشريين حساسة بشكل استثنائي للتحولات الطفيفة في الغلاف الجوي والبيئة.

“هممم … لدي كلمتك في ذلك؟” “هذا يعتمد على ما إذا كنت تعتقد أنني شخص يخون وعوده لسموك.” لم يكن أمام فوريير خيار سوى التراجع. جلست كروش بسهولة بجوار فيريس، مقابل فوريير، الذي كان يعدل وضعه على الأريكة. “لقد وضعت قلبك كثيراً في هذا، أليس كذلك يا صاحب السمو؟” قالت. “أنا لا أعني فقط معركتنا. أنت تقيم بين عشية وضحاها هنا. “لقد شعرت بالرعب من أنني قد أفرط في النوم إذا بقيت في القلعة، لذلك بدلاً من ذلك لم أستطع النوم على الإطلاق! هنا في الإقامة، سيكون لدي متسع من الوقت بغض النظر عن تأخري في النوم. كيف هذا القليل من الحكمة الأميرية؟ ”

واستطرد ميكارت: “أعرف ما هو الوعد بينك وبين كروش”.
“وأنا متأكد من أنك تحدثت معها في ضوء ذلك من قبل.”
“أنت تعرف كيف أعرف أنكما متصلين؟ لم يستسلم أي منكما أبداً. “” ربما حصلت على عنادها مني… لكن لا يمكننا ببساطة أن نجري موازية لبعضنا البعض إلى الأبد. أنا في أمس الحاجة إلى إيجاد حل وسط”.
“حل وسط, يا سيدي؟”
لم يكن مصطلحاً يستخدم باستخفاف، خاصةً مع كروش، التي ربما كانت هذه الكلمة بالنسبة له أقل شيء يمكن تخيله.

سيجد فوريير أي عذر لزيارة كروش. لم يكن حبه لها شيء يصعب رؤيته، باستثناء كروش نفسها. أما بالنسبة إلى فوريير، فقد كان منفتحاً في كل شيء ما عدا مسائل قلبه، لذا فإن العلاقة لم تتجاوز أبداً علاقة الأصدقاء الأعزاء. رأى فوريير في هذه المبارزة طريقة بسيطة لإحداث تغيير في علاقتهما.

 

“أنت تقول ذلك كما لو كنت أنا الشرير… لكن، احم، شكراً لك.” “رغم ذلك، لا يزال فيري أبلهاً . بغيض, اللورد ميكارت البغيض! ” “ماذا؟ أمم، أعني، أنا آسف… حتى أنا أعتقد أنني بالغت قليلاً”. فرك ميكارت، الذي بدا ضعيفاً، الجزء العلوي من بطنه. بفضل ضغوط وضعه، بالإضافة إلى شخصيته المقلقة، كان هو وألم المعدة صديقين شخصيين مقربين. “هل أستخدم سحر الشفاء عليك؟ قد بأخذ الحافة بعيداً”. “صحيح. الآن بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث، ربما يمكنك أن تشفيني. هل تمانع في القدوم إلى غرفتي؟ ” “نوه-هـ! ليس لدي أي فكرة عما يمكن أن تفعله بي هناك، سيدي…! ” “لا شيئ! لن أفعل لك أي شيء! ” على الرغم من أنه منح الدوق وقتاً عصيباً حيال ذلك، إلا أن فيريس تبع ميكارت في النهاية إلى غرفته. كان المكان بسيطاً: مكتب للسكرتيرة وطاولة منخفضة وأريكة جلدية لإستقبال الزوار.

قال ميكارت: “لا يهم ما إذا كان ذلك في الحشد فقط، أم للعرض فقط”. “بالطبع، في أعماقي، كنت أتمنى دائماً أن تتصرف كما هو متوقع من ابنة دوق، لكن طلباتي على هذه الجبهة قوبلت بالرفض كثيراً لدرجة أنني أعرف أفضل الآن. آمل أن يسمح اقتراحي هذه المرة بالاجتماع في المنتصف”.

كان اليوم سيئاً بشكل خاص. تم رفع الحظر الذي دام شهراً على استخدام كروش للسيف أو ركوب التنين. من بين كل الأوقات التي كان من الممكن أن يحدث فيها هذا، كان هذا هو الوقت الأقل ملاءمة الذي يمكن أن يختار فيه الظهور ويطلب منها ارتداء فستان.

“—”
“أعلم أن وعدها معك هو سبب استمرار كروش في اللعب بسيوفها وارتداء ملابسها كرجل. لذلك، إذا كنت أرغب في التخفيف من حدته، فمن المنطقي أن أتحدث معك. ألن تتحدث معها؟ ”
“—أفهم ما تحاول قوله، اللورد ميكارت. لكن أنا…”
قاطعه ميكارت بحدة. “لا أعتقد أنك تفهم، فيليكس.”
التقط فيريس أنفاسه. بدا الدوق أكثر كآبة ووحدة مما رآه في أي وقت مضى.

“أحب كيف ينظر صاحب السمو دائماً إلى الجانب المشرق. قد يقع فيري في حبك! ”

“كروش هي طفلتي الوحيدة. لقد تحولت بشكل جيد لتضيع علي. لم أكن أباً موثوقاً به بأي حال من الأحوال. لكن كلما كنت مثيراً للشفقة، أصبحت أكثر إعجاباً… أريدها أن تتبع أحلامها. أدعو الإله أن تكبر لتكون بالضبط ما هي عليه حقاً”. خفض ميكارت عينيه، عاطفته لإبنته تغلبت عليه.
“لكن أنا دوق وأب على حد سواء. وهي ابنة دوق وكذلك طفلتي. طالما أنها تعيش في هذا المنزل، بدعم من أهل هذا النطاق، سيكون عليها واجبات معينة يجب عليها القيام بها. وعندما تؤديها، يتوقع الناس لباساً ولياقةً تليق بمكانتها. حسنا يا فيليكس؟ هل أنا مخطئ؟ ”

“—؟ بالتأكيد.” احمرت خدود فيريس عند إدراجها له بسهولة في العائلة. سرعان ما ربت تنورته لتشتيت انتباهه عن خديه.

“…لا.”

ثم ضحك بمرح، كما لو كانت هذه مجرد ليلة أخرى طبيعية تماماً.

“في الحقيقة، أنا مخطئ. أحاول إجبار ابنتي على فعل شيء لا تريده. يمكن أن يكون القيام بالشيء الصحيح خطأ، ويمكن أن يكون الخطأ هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله. هذه هي الصعوبات في هذا المكان الذي يجب أن أعيش فيه أنا وابنتي”.
عندما طرح الدوق حجته، بدأ فيريس يشعر بالخجل من نفسه. لقد كان سطحياً جداً. حتى هذه اللحظة، كان ببساطة يفترض أن ميكارت كان مجرد عجوز. لم يخطر بباله أبداً أن وراء المظهر الخارجي العنيد أب قلق للغاية بشأن علاقته بابنته. وجد فيريس نفسه مختنقاً لأنه أدرك أنه قد تم إنقاذه من هذا التهور بسبب تعاطف ميكارت واستعداده لمحاولة التحدث عن الأشياء بدلاً من مجرد فرض إرادته من خلال سلطته الواسعة.

“أنا سعيد لرؤيتهم وهم يغادرون بأمان… لكنني لم أعرف أبداً ما الذي كان يحدث بالضبط. أتساءل ماذا يمكن أن يكون؟ همم…” وبينما كان يتحدث، جثا على ركبتيه حتى كان وجهاً لوجه مع الخادم الشخصي، الذي تركوه هناك. أولاً أخذ الكمامة من فم الرجل الممتن.

 

“لقد قمت بكل العمل لجعل هذا ممكناً—ومع ذلك لا يمكنني رؤية كروش في لباسها حتى يوم الحفل؟ غير تقليدي! ”

سيحضر سموه فوريير للإحتفال بعيد الميلاد.
أنا متأكد من أنه يتطلع إلى رؤية الفستان الذي سترتديه كروش”.
“… نعم، أعتقد أنه سيكون كذلك.”

“ليس لدينا ما نكسبه من هزيمة هذه المخلوقات.” “ليس لدينا ما نكسبه، لكن لدينا ما نخسره. ثقة الناس وفخرنا”. اشتبك أولئك الذين مع المعركة مع من هم ضدها، ولم يكن أي من الرأيين خاطئاً تماماً. كلاهما له ميزة. لهذا السبب يجب اتخاذ قرار. “—” ظل ميكارت صامتا. كانت أفكاره متعارضة مثل أفكار مستشاريه. وفي تلك اللحظة، ارتفعت يد تبدو في غير محلها. لم يكن سوى الشخص الذي أحضر الشاب إلى المكتب ثم مكث بهدوء للإستماع إلى الإجراءات—فيريس.

“في الواقع! لذا، ليس من أجل مصلحتي فحسب، بل من أجل صاحب السمو—هل يمكنك التحدث إلى كروش من فضلك؟ ”
التذرع باسم الأمير الشاب خفف من حدة الحديث. ربما كانت هذه أيضاً لمسة ميكارت المراعية. وضع فيريس كوب الشاي، البارد الآن، على شفتيه بينما كان يحاول تجاهل دناءة قلبه.
يتذكر الوعد الذي قطعه، عندما كان لا يزال صغيراً بما يكفي ليأخذ الصبا كعذر. دون وعي، لمس الشريط الأبيض الذي أعطته كروش في ذلك اليوم.
“كما تعلم، كنت أعتقد دائماً أن الوعد لم يكن جيداً.”
“… مم، ربما لا. أنت وابنتي طفلان جيدان”.
“لكنني كنت سعيداً جداً لفعل ما وعدت به… لقد جعلني ذلك أسعد من أي شيء آخر في حياتي. وربما آخذ جانبها كثيراً بسبب ذلك”.
بينما يده لا تزال على شريطه. أومأ ميكارت بهدوء.
الكلمات بطريقته الخاصة هي إجابة فيريس على طلب ميكارت.

“أنا ممتن للنجوم والسماء والأرض… ولكروش, بالتأكيد. أنا سعيد جداً لأنها ولدت”.

4

تشابكت ذراعيه، وشرب الأمير الرابع على مرأى من كروش في ثوبها، ثم أومأ برأسه.

انتهى حفل الشاي الصغير الذي أقامه مع ميكارت، دلك فيريس جبينه بقلق.
لم يكن هناك مجال للجدل بعد تلك المحادثة. ولم يكن ينوي التراجع عن وعدهم.

لذا انتهت مقدمتها، لكن لم يكن هناك تصفيق. كان هذا جزئياً لأن الناس كانوا مرتبكين. ولكن يرجع ذلك جزئياً إلى أن كلمات كروش وموقفها لم يسعيا للتصفيق أو الهتاف.

“ولكن كيف بحق العالم يفترض بي أن أفتتح الموضوع الآن؟” تساءل بصوت عال. سيكون من الصعب العثور على التوقيت المناسب والانفتاح الطبيعي للحديث عن ذلك.

“هل ترغب في الاستمرار يا مولاي؟ أخشى أن قلب والدي قد ينكسر إذا ضربتك بقوة أكبر”.

كان اليوم سيئاً بشكل خاص. تم رفع الحظر الذي دام شهراً على استخدام كروش للسيف أو ركوب التنين. من بين كل الأوقات التي كان من الممكن أن يحدث فيها هذا، كان هذا هو الوقت الأقل ملاءمة الذي يمكن أن يختار فيه الظهور ويطلب منها ارتداء فستان.

تم حشر حوالي عشرة أشخاص في مكتب الدوق، وهم ينظرون بقلق إلى بعضهم البعض. كانوا جميعاً مرؤوسين موثوقين لميكارت، وهم أشخاص وصلوا إلى القصر مبكراً تحسباً للاحتفال بعيد ميلاد كروش. لكن لم يكن أحد يعرف أن الاجتماع السعيد سيتحول إلى مجلس طوارئ.

“أوه، لكن! لكن! عيد الميلاد هو أسبوعين فقط أبعد. قد يكون من الأسوأ تأجيل الحديث عن ذلك…”

تركه هذا الأمر مع خيار واحد فقط، وهو فن سري متوارث في السلالة الملكية. كان فوريير سيتخلى عن كبريائه كعضو في العائلة المالكة ويؤدي الحيلة—ولكن كما كان على وشك القيام بذلك، اندلعت ضجة في القاعة. يبدو أنها نشأت مع الضيوف بالقرب من الباب. وفجأة انفتحت البوابة الواسعة ليدخل أحدهم. رقص شعرها الأخضر الطويل مع الرياح، وبدت مدهشة ومنتعشة بزيها العسكري.

لا يمكن للموضوع الانتظار حتى اللحظة الأخيرة. هذا هو احتفال عيد ميلاد ابنة الدوق. كلما طالت مدة الاستعداد، كان ذلك أفضل.

“ما الذي تتحدث عنه؟ تقصد هذا القول القديم، “المرض لا يجنب حتى الأطباء”؟

حتى الأسبوعين الماضيين بالكاد بدا أنهما كافيان. لم يكن ميكارت نفسه متردداً في التحدث إلى فيريس.

لكن الأشياء التي كان ممتناً لأسلافه عليها لم تتوقف عند جسده فقط.

“أرغغه! هل سوف أستطيع التعامل مع هذا حتى؟! ”
“ما الذي يحدث يا فيريس؟ ستخيف بقية أفراد الأسرة، وأنت تقف في الردهة تبدو قاتماً للغاية”.
“مياوووو!” قفز فيريس تقريباً من الرعب عندما نادت كروش بينما كان يقف هناك، يرقص من قدم إلى أخرى بقلق. طار مرة أخرى على الحائط. عقدت كروش ذراعيها وحدقت فيه.
“ما زلت أعتقد أنك تبدو متعباً. إذا كنت تشعر بالإرهاق، يمكنني منحك بعض الوقت… ”
“ماذا؟ لا! أنا بخير تماماً! أفضل من أي وقت! هورااااي سيدة كروش! ”
“—؟ ها-ها، أنت شخص غريب”.
ابتسمت قليلاً وهي تقف هناك وذراعاها مرفوعان في ابتهاج. كان من الواضح أنه لم يرميها بعيداً عن المسار، ولم يهدأ تماماً أيضاً.
قال كروش: “بالمناسبة، لقد تحدثت مع والدي، أليس كذلك؟ ماذا أراد؟ ”
“أوه، آه، أعني، كما تعلمين، مياو…”
لم يكن بإمكانه طلب توقيت أفضل لطرح الموضوع. كانت المشكلة الوحيدة أنه، عقلياً، شعر بأنه غير مستعد تماماً. ثم مرة أخرى، كانت اللحظة مناسبة للغاية لدرجة أنها بدت وكأنها علامة من السماء. حان الوقت الآن للتحدث.
“حسناً، اممم ،” بدأ، “فيري، آه، يريد التحدث معك عن شيء ما، سيدة كروش…”
“كنت أعتقد ذلك. من الصعب قراءة رياحك، لكن هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه. أنت تعرف لستَ مضطراً للتراجع عند بعضنا البعض. تحدث معي حول أي شيء.”
“أحبك يا سيدة كروش.”

“أحب كيف ينظر صاحب السمو دائماً إلى الجانب المشرق. قد يقع فيري في حبك! ”

“—؟ وأنا أنت.”
كان يعيد نفسه، لكنه هدأ من روعه وجعله يشعر بتحسن. كان على وشك الشروع في محادثة صعبة للغاية.
“حسناً، هذا مجرد رأي اللورد ميكارت، ولا يريد فيري مياو أن يخطأ هذا للإتفاق، ولكن…”
“هذه طريقة ملتوية للغاية لبدء محادثة. حسناً، أنا أفهم. وما رأي والدي؟ ”
“نعم، حسناً، سيكون عيد ميلادك قريباً يا سيدتي …”
لقد أرسى كل الأسس وكان على وشك الوصول إلى وجهة نظره عندما—
“—كروش، هل أنت هناك؟! أنا في محنة شديدة! كروش، أظهري وجهك! ”
“—؟!”
تشدد فيريس بدهشة من الصوت العالي الذي رن عبر الردهة.
أمامه، كانت كروش تنظر إلى الأعلى وتطلق صوتها برأسها.
“أتردد في تصديق ذلك، ولكن هل هذا هو صاحب السمو فوريير الآن؟”
“—لا أهتم إذا كان أميراً”، قال فيريس غاضباً. “كيف يمكن أن يفسد لحظتي المثالية…؟”
”كروش! هل انت هناك قلت هذه أزمة! تعالي بسرعة، أو سأذبل من الوحدة! ”

“إذا كنت قلقاً عليها يا سيدي، من فضلك دعني أقترح عليك بتواضع أن تسألها بنفسك. هذا ما نتحدث عنه، بالطبع، ولكن مع ذلك، هل تعتقد أن السيدة كروش ستكذب عليك اللورد ميكارت؟ ” “لست متأكداً تماماً من أنني أحب الطريقة التي وضعت بها ذلك. لكن لا، لست قلقاً من أنها ستكذب علي. إنه فقط… حسناً، لقد كنت أنا من فرض هذا الحظر. اعتقدت أنه قد يكون من الصعب عليها أن تقول كيف تشعر حقاً… أم، أو بالأحرى… يصعب علي أن أسألها”. انتصر قلبه الطيب على رغبته في خداع نفسه، وأبدى مشكلته الحقيقية. كان الأب وابنته متشابهين أيضاً في عدم قدرتهما على قول كذبة صارخة. “أرى… حسناً، اجعل عقلك مرتاحاً. السيدة كروش ليست غاضبة منك أو أي شيء. حتى يبدو أنها تفهم سبب قيامك بما فعلت”.

مرت الصدمة الأولية، وكان التعجب الثاني أكثر من كافٍ للتحقق من صاحب الصوت. تبادل فيريس وكروش لمحة ثم هرعا إلى المدخل. عند الباب، كان الخدم، بما في ذلك الوكيل، قد شكلوا خط استقبال، وفي وسطهم كان الرجل نفسه.
“آه! كروش و فيريس! ” قال لما رآهم. “هل أنتما بصحة جيدة؟ أنا أبلي بلاء حسناً، بنفسي “. ثم ابتسم ببهجة حقيقية. كان شاباً بدت عيناه بلا ذنب على الرغم من سنواته.
شعر ذهبي طويل عينان قرمزيتان لا تشوبها شائبة، وأنيابه ظاهرة قليلاً. لقد أعطى انطباعاً محبوباً جداً.
بعد خلعه لمعطف الفرو الغني، بدا فوريير لوغونيكا نشيطًا أكثر من أي وقت مضى،
لا ينبغي أن يتراجع الأمير الرابع للعائلة الملكية بشكل عرضي، لكن كروش وفيريس اعتادا على ذلك، ولم يبد أي منهما أي مفاجأة.
قدمت كروش انحناءة متواضعة لفوريير،.
قالت: “سموك، يشرفني أن أراك. لكن ما يدفع مثل هذه الزيارة المفاجئة؟ هل هناك خطأ؟ لم أسمع أي شيء من والدي…”

تابعت كروش: “إذا كان بإمكاني التوسل إلى مزيد من التساهل، أود أن أطلب منكم التحلي بالصبر لفترة أطول. أود أن أجعل تحياتي الرسمية لكم جميعاً بالملابس الأكثر ملاءمة لهذه المناسبة”.

“عن ماذا تتحدثين؟ ألم تدعواني إلى هنا بالتحديد كلاكما؟ للإحتفال بعيد ميلاد كروش؟ حتى أنني أحضرت دعوتي. ألقي نظرة!” وبصوت كثير من التنهد، ذهب فوريير إلى كروش، التي استقبلته بكل احترام، وأخرج رسالة. أخذتها كروش منه، قرأتها، وأومأت ببطء.

“آه…” كان فوريير مغرماً جداً بهذه التصريحات. وحدث هذا ليتماشى تماماً مع ما أراده فيريس. لقد فاجأ أنفاسه، وشعر فوريير بالحنان في داخله. هذا الأمير السخيف… “إنه الوحيد إلى جانب السيدة كروش الذي يمكنه الوصول إلى نقطة ضعف فيري…” “—” احمر خدي فيريس، وتحمست أنفاسه بمزيج من المودة والحسد. كروش، الشخص الوحيد الذي كان يقف بالقرب بما يكفي لسماع كلماته المغمغمة، ألقت نظرة عليه. لكن فيريس لم يلاحظ، وقبل أن تتكلم كروش… “حسنا! إلى الحديقة إذن! الجميع, جاهزون! هذا هو اليوم الذي أصبح فيه رجلاً! ” صرخ فوريير بما بدا أنه ثقة غير مبررة تماماً، واضطر فيريس وكروش إلى الاندفاع وراءه أثناء توجهه إلى الخارج.

“هذه بالفعل دعوة من منزلنا… ولكن، يا مولاي، يبدو أنك أخطأت في الجزء الأكثر أهمية—التاريخ. أنا سعيدة لأنك تحملت عناء القدوم إلى هنا، لكن عيد ميلادي لا يزال على بعد أسبوعين. صاحب السمو كنت طفلاً متحمساً جداً”.

قبل كل شيء، كل من كان جزءاً من تلك المعركة سيتحدث عن تقنية سيف كروش—المهارة التي سُميت فيما بعد “ضربة واحدة، مائة سقوط”.

“ماذا؟! تقصدين… أنا أول شخص يهنئك بعيد ميلادك! رائع ! فيريس دائماً ما يهزمني بذلك، لكن لمرة واحدة وضعت ساقاً فوقه! ”

“كنت أعلم أنه سيكون من المستحيل الحصول على كل شيء من شخص واحد. لذلك ذهبت واحداً تلو الأخرى، جمعت معاً أجزاء ما يعرفه كل شخص. وقد أعطيتني للتو دليلي، فيريس “.

“—”
“لقد أحسنت لأنك ولدتي يا كروش! أشعر بسعادة غامرة! يا له من يوم عجيب! ” ضحك فوريير فجأة، متجاهلاً خطأه على ما يبدو. وجدت كروش نفسها عاجزة عن الكلام في هذه الجرأة، ولكن سرعان ما ظهرت ابتسامة لطيفة على وجهها.
“شكراً جزيلاً لك يا صاحب السمو. تمنياتك الطيبة تعني الكثير بالنسبة لي”.
“جيد جيد جداً. لكن هل هذا يعني أنه لا يزال هناك أسبوعان على الاحتفال بعيد ميلادك؟ حسناً، هذه مشكلة. ماذا علي أن أفعل حتى ذلك الحين؟ ”
كان فوريير يميل إلى التصرف دون التفكير في المستقبل، والاندفاع دون التفكير في المستقبل، والتحدث دون التفكير في المستقبل، وفقط بشكل عام لا يفكر في المستقبل على الإطلاق، ولكن كان لديه ما يكفي من السحر ليبرر كل ذلك. بينما كان يقف هناك يكافح لمعرفة خططه، حتى فيريس لم يستطع سوى الابتسام. لم يتغير الأمير حتى قليلاً منذ أن التقيا للمرة الأولى.
قال فوريير. “ما هذا يا فيريس؟ لماذا الابتسامة؟ ”
“أنا فقط أجدك مسلياً، صاحب السمو.”
“أنا؟! آه، نعم… أنا لست قائداً عادياً. أجلب الابتسامات على وجوه خدمي دون حتى أن أقصد ذلك. ألا تعتقدين ذلك يا كروش؟ ”
“لا يسعني إلا الإعجاب بما أنت عليه من شخصية عظيمة، يا صاحب السمو. فيريس، العقاب لاحقاً”.
“أوووو!”

كل ما عليك فعله هو أن تنظر قليلاً، وسوف يعتذر. يا له من مهمة سهلة.

ترك الأمر لـ كروش للتأكد من أنه لن يذهب دون دفع عقوبة زلته في آداب السلوك. لكن في الوقت نفسه، كان الثلاثة قريبين جداً لدرجة أن مثل هذا الإستهتار يمكن أن يستمر دون انتقام حقيقي. بالنسبة إلى فيريس، الذي كان لديه القليل من الأشياء التي اعتبرها ثمينة، كانت هذه الرابطة شيئاً يعتز به.
عندما فكر فيما هو مهم بالنسبة له، فكر في كروش و ميكارت و فورير. والخدم في منزل كارستن. ناهيك عن المرضى والزملاء الذين قابلهم بفضل عمله ملقي تعاويذ. اتضح أنه كان هناك عدد غير قليل من الأشخاص الذين يقدرهم.

قال: “استرخي، سموك”. “السيدة كروش تعرف أنها خسرت. أعتقد أنها تراك في ضوء جديد، بالطريقة التي تغلبت بها عليها من خلال الإصرار المطلق. على الرغم من أنها لم تتحدث عنك مرة واحدة منذ ذلك الحين”.

مقارنةً بالوقت الذي كان محبوساً فيه في منزل عائلته، دون تقديم أي شيء له، كان أكثر سعادة الآن.

أصبحت مشغولة للغاية، وكان لدى الثلاثة وقت أقل للجلوس والضحك معاً.

قال فوريير: “… فيريس، أنا على دراية بمظهري المبهر، لكن من فضلك حاول ألا تحدق كثيراً. كل هذا الاهتمام منك قد يضللني—حتى عن معرفة جنسك الحقيقي “.

“حظ سيئ حقاً، ولكن الجانب المشرق هو أننا جميعاً هنا بالفعل. اللحظات الأولى لهجوم الوحش الشيطاني هي الأكثر أهمية. سنكون قادرين على الرد في أسرع وقت ممكن “.

“لقد كنت حتى خطيبتك ذات مرة، وما زلت لا أستطيع أن أضع كفي عليك، يا صاحب السمو!”

 

“كان هذا فقط …! احم، هذا يكفي. أنا فتى أيضًا، كما تعلم! أنا لا أختلق الأعذار! ألست رجوليًا تمامًا، كروش؟ ”

“في الواقع! لذا، ليس من أجل مصلحتي فحسب، بل من أجل صاحب السمو—هل يمكنك التحدث إلى كروش من فضلك؟ ” التذرع باسم الأمير الشاب خفف من حدة الحديث. ربما كانت هذه أيضاً لمسة ميكارت المراعية. وضع فيريس كوب الشاي، البارد الآن، على شفتيه بينما كان يحاول تجاهل دناءة قلبه. يتذكر الوعد الذي قطعه، عندما كان لا يزال صغيراً بما يكفي ليأخذ الصبا كعذر. دون وعي، لمس الشريط الأبيض الذي أعطته كروش في ذلك اليوم. “كما تعلم، كنت أعتقد دائماً أن الوعد لم يكن جيداً.” “… مم، ربما لا. أنت وابنتي طفلان جيدان”. “لكنني كنت سعيداً جداً لفعل ما وعدت به… لقد جعلني ذلك أسعد من أي شيء آخر في حياتي. وربما آخذ جانبها كثيراً بسبب ذلك”. بينما يده لا تزال على شريطه. أومأ ميكارت بهدوء. الكلمات بطريقته الخاصة هي إجابة فيريس على طلب ميكارت.

“نعم مولاي. على الرغم من أنني قد أقول ذلك، فلا يزال يتعين عليك هزيمتي في مبارزة السيف”

مع خروج الخادم وإغلاق الباب، وضع ميكارت كوبه على شفتيه وارتشف بعناية. “… ستحتفل كروش بعيد ميلادها السابع عشر قريباً.”

”سيدة كروش! سيدتي، صاحب السمو جاثم على ركبتيه بالفعل، لذا ربما يجب أن نتساهل معه…”

—بعد ستة أشهر فقط من هذه الأحداث، استلمت كروش كارستن منصب الدوق من والدها ميكارت.

كان فوريير قد سقط على السجادة. أعطته كروش نظرة تحريضية، خالية تماماً من الحقد. تميل كروش مع أصدقائها إلى ذكر الحقائق بشكل صريح جداً. لكنها تقدم حتى أكثر الملاحظات اللاذعة بتعبير ودي، مما يجعل من الصعب اعتبار هذه عادة سيئة حقاً.

“سيد فيريس، هناك سيل لعاب يتدلى من فمك…” “اوووبس! يجب أن أكون مياو حذراً”. كانت ثلاث ضربات، ولم تكن الخادمة تبدو سعيدة للغاية. أدرك فيريس أنه من السخف أن تكون قلقاً للغاية بشأن القليل من المزاح، ولكن يبدو أيضاً أنه من المحتمل أن تكون هذه ليلة طويلة. تمام. لقد حان الوقت لإعادة الابتسامة على وجهه ورمي نفسه لاستقبال الضيوف مرة أخرى… ”فيريس! فيريس، هل أنت هنا؟! ” كما لو كان رداً على أفكاره، تماماً كما كان يحاول تحويل نفسه إلى آلة مبتسمة، دعا صوت من بعيد اسمه. لم يكن هناك شك في هويته—فهذه الطريقة الخاصة لجذب الانتباه يمكن أن تخص شخصاً واحداً فقط. حتى عندما ادرم فيريس من يجب أن يكون صاحب الصوت، افترق الحشد. هناك، رفع يده ينادي ذلك الصوت المألوف ,فوريير.

من جانبه، كان فوريير سريعاً في التعافي من خيبات الأمل هذه.

”سيدة كروش! سيدتي، صاحب السمو جاثم على ركبتيه بالفعل، لذا ربما يجب أن نتساهل معه…”

“—نغ، حسناً، إذن! في هذه الحالة، كروش، أحضري لي سيفاً خشبياً! لدي بعض الوقت للقتل لأول مرة منذ فترة، لذا فليكن اليوم هو اليوم الذي أتفوق فيه عليك في المبارزة وأثبت لك كم أنا رجل! ”

 

قابلت كروش هذا الإعلان الجريء بـ “نعم، يا مولاي”، كما لو كانت تعرف جيداً ما يجري.

11

استمرت مبارزات كروش و فوريير بسيوف التدريب الخشبية لمدة ست سنوات، منذ نفس الوقت تقريباً بدأ فيريس في ارتداء ملابس النساء. لقد أصبح نوعاً من التقاليد.

قال ميكارت: “لا يهم ما إذا كان ذلك في الحشد فقط، أم للعرض فقط”. “بالطبع، في أعماقي، كنت أتمنى دائماً أن تتصرف كما هو متوقع من ابنة دوق، لكن طلباتي على هذه الجبهة قوبلت بالرفض كثيراً لدرجة أنني أعرف أفضل الآن. آمل أن يسمح اقتراحي هذه المرة بالاجتماع في المنتصف”.

سيجد فوريير أي عذر لزيارة كروش. لم يكن حبه لها شيء يصعب رؤيته، باستثناء كروش نفسها. أما بالنسبة إلى فوريير، فقد كان منفتحاً في كل شيء ما عدا مسائل قلبه، لذا فإن العلاقة لم تتجاوز أبداً علاقة الأصدقاء الأعزاء. رأى فوريير في هذه المبارزة طريقة بسيطة لإحداث تغيير في علاقتهما.

قالت: “لابد أنني جعلتك قلقاً للغاية فيريس”. “انا آسفة على هذا. بدونك، من كان سيعالج جروح أبي في ساحة المعركة؟ لقد قمت بعمل جيد جدا مثل فارس”. “آه، ليس عليك شكري. فقط استمري في التربيت على رأسي…” تذمر فوريير “انظرا إليكم أنتما الاثنان”. “ليلة واحدة سوياً ولا يمكنني فصلكما.” عقد فيريس شفتيه. “كم من الوقت تخطط للبقاء هنا، على أي حال، صاحب السمو؟ الحفل انتهى. ليس لديك أي سبب للبقاء. ماذا عن عملك؟ ” “تحاول طردي، أليس كذلك؟ تشه، متى أصبح أصدقائي على هذا النحو؟ ” “ربما بالضبط لأنك قلت إنني صديقك، صاحب السمو. مياو! ” “فيريس، يكفي. “لا تقلل احترام سموه ،” قالت كروش بشدّ قوي على إحدى أذنيه. أومأت برأسها في فوريير. عقد ذراعيه عند كل هذا، لكنه سرعان ما رفع حاجباً في اتجاه كروش. “هناك شيء أريد أن أقوله لك أيضاً! بادئ ذي بدء، لماذا عدتي إلى هذا الزي؟ ماذا حدث لملابسك النسائية؟ هذا ليس ما وافقت عليه”. “سموك، كان وعدي لوالدي أن أرتدي ملابس مناسبة عندما نكون في الأماكن العامة وعندما يكون ذلك ضرورياً بخلاف ذلك. لقد سمح لي بارتداء الملابس بهذه الطريقة في المنزل، وسأفعل ذلك”. عادت كروش إلى ملابسها العسكرية المألوفة للغاية. لم يقلل ذلك من جمالها بأي حال من الأحوال، لكن أولئك الذين رأوها في الليلة السابقة لن يتمكنوا سوى من الاشتياق لرؤيتها ترتدي فستاناً مرة أخرى. “نعم، وأود التحدث إلى ميكارت أيضاً. سمعت كل شيء من خادمك مالوني بعد مغادرتك، وظننت أنني سأموت من الخوف. أرانب عملاقة! هل تمكنت من طردهم في النهاية؟ ” ”نحن على يقين من أننا فعلنا! اندفعت السيدة كروش إلى الداخل وأعطت تلك الأرانب ما تستحق! عندما وصل فيري إلى هناك، كان اللورد ميكارت عاجزاً بسبب جرح معركة، لذلك لا أعرف ما الذي كان سيحدث بدونها…” “أنت تبالغ في الأمر، فيريس. حتى بدوني، كان باردوك والآخرون يهتمون بالأشياء. إذا كان هناك أي شيء تفخر به، فهو أن نصلي كانت ذا فائدة صغيرة، كما كان شفائك”. حاولت كروش تجاهل مديحه، لكن فيريس كان لا يزال فخوراً جداً بما فعلته. في الواقع، اكتشف ميكارت عجزه بالطريقة الصعبة.

“إذا فزت، سأجبرك على ارتداء ملابس نسائية! لقد أصبحت عنيدة دائماً بشأن ملابسك الرجولية… لا يعني ذلك أنها لا تبدو جيدة عليك! لكني أتمنى أن أراك في تنورة! ”

كان اليوم سيئاً بشكل خاص. تم رفع الحظر الذي دام شهراً على استخدام كروش للسيف أو ركوب التنين. من بين كل الأوقات التي كان من الممكن أن يحدث فيها هذا، كان هذا هو الوقت الأقل ملاءمة الذي يمكن أن يختار فيه الظهور ويطلب منها ارتداء فستان.

“عليك أن تقبل بـ فيريس، يا مولاي. أؤكد لك أن ساقيه ليستا أقل روعة من ساقاي”.

“أرغغه! هل سوف أستطيع التعامل مع هذا حتى؟! ” “ما الذي يحدث يا فيريس؟ ستخيف بقية أفراد الأسرة، وأنت تقف في الردهة تبدو قاتماً للغاية”. “مياوووو!” قفز فيريس تقريباً من الرعب عندما نادت كروش بينما كان يقف هناك، يرقص من قدم إلى أخرى بقلق. طار مرة أخرى على الحائط. عقدت كروش ذراعيها وحدقت فيه. “ما زلت أعتقد أنك تبدو متعباً. إذا كنت تشعر بالإرهاق، يمكنني منحك بعض الوقت… ” “ماذا؟ لا! أنا بخير تماماً! أفضل من أي وقت! هورااااي سيدة كروش! ” “—؟ ها-ها، أنت شخص غريب”. ابتسمت قليلاً وهي تقف هناك وذراعاها مرفوعان في ابتهاج. كان من الواضح أنه لم يرميها بعيداً عن المسار، ولم يهدأ تماماً أيضاً. قال كروش: “بالمناسبة، لقد تحدثت مع والدي، أليس كذلك؟ ماذا أراد؟ ” “أوه، آه، أعني، كما تعلمين، مياو…” لم يكن بإمكانه طلب توقيت أفضل لطرح الموضوع. كانت المشكلة الوحيدة أنه، عقلياً، شعر بأنه غير مستعد تماماً. ثم مرة أخرى، كانت اللحظة مناسبة للغاية لدرجة أنها بدت وكأنها علامة من السماء. حان الوقت الآن للتحدث. “حسناً، اممم ،” بدأ، “فيري، آه، يريد التحدث معك عن شيء ما، سيدة كروش…” “كنت أعتقد ذلك. من الصعب قراءة رياحك، لكن هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه. أنت تعرف لستَ مضطراً للتراجع عند بعضنا البعض. تحدث معي حول أي شيء.” “أحبك يا سيدة كروش.”

“أنا فخور بهذه السيقان. القي نظرة يا صاحب السمو! ”
“أرغغه! لا تربكاني كلاكما! ” تحول فوريير إلى اللون الأحمر وداس بقدميه محبطاً بينما رفع فيريس تنورته بإثارة. بيد واحدة وأشار إلى كروش ؛ مع الآخرى، عرض دعوة عيد الميلاد، التي أعادتها إليه. “إنه عيد ميلادك تقريباً! ولن أسمح لفتاة عيد الميلاد أن ترتدي زي الجندي كما فعلت العام الماضي! هذا العام سوف أراك في فستان! وفي واحد من اختياري، فوق ذلك! ”

تشابكت ذراعيه، وشرب الأمير الرابع على مرأى من كروش في ثوبها، ثم أومأ برأسه.

“آه…”
كان فوريير مغرماً جداً بهذه التصريحات. وحدث هذا ليتماشى تماماً مع ما أراده فيريس. لقد فاجأ أنفاسه، وشعر فوريير بالحنان في داخله.
هذا الأمير السخيف…
“إنه الوحيد إلى جانب السيدة كروش الذي يمكنه الوصول إلى نقطة ضعف فيري…”
“—”
احمر خدي فيريس، وتحمست أنفاسه بمزيج من المودة والحسد.
كروش، الشخص الوحيد الذي كان يقف بالقرب بما يكفي لسماع كلماته المغمغمة، ألقت نظرة عليه. لكن فيريس لم يلاحظ، وقبل أن تتكلم كروش…
“حسنا! إلى الحديقة إذن! الجميع, جاهزون! هذا هو اليوم الذي أصبح فيه رجلاً! ” صرخ فوريير بما بدا أنه ثقة غير مبررة تماماً، واضطر فيريس وكروش إلى الاندفاع وراءه أثناء توجهه إلى الخارج.

“أنت لطيف جداً، صاحب السمو. على الرغم من أنني أشعر بمسحة من الحرج”. ارتدت كروش ابتسامة ظريفة. كان فوريير أحمر الخدود. على الرغم من قتالهم بالسيف، على الرغم من أسبوعين من الفراق، سارت الأمور الآن كما لو أنهم لم يفترقوا أبداً. “يبدو أن فيري فعل ذلك مرة أخرى… مهارتي كإستراتيجي مخيفة تقريباً…” “ما الذي تمتم به هناك، فيريس؟ وأنت أيضاً كروش! ” وقف فوريير وأشار إلى صديقته التي كانت تقف داخل الباب. “لماذا. مازلتي ترتدين ملابس رجالية حتى الآن؟ أين تنورتك ؟! أين فستانك؟! ماذا عن وعدنا بأن تزيني شعرك بالأحجار الكريمة، وتحيطي نفسك بالزهور؟ ”

5

“دعيت هنا، وماذا أجد؟ فيريس، يجب ألا تضايق صاحب السمو بقسوة “. فتح الباب، وكروش تطل على الداخل.

 

عندما ذهب فيريس ليسأل عن العمل الروتيني الذي يجب أن يقوم به بعد ذلك، وجد مجموعة من الخدم تدور حول شخص ما. ذهب لإلقاء نظرة أفضل ورأى شاباً ينفد وهو يتعرق بغزارة. يبدو أنه قدم راكضاً بسرعة فائقة من عربته، وكان كل شبر منه يصرخ بأن المتاعب كانت على قدم وساق. لم يصب بأذى، لكنه كان مرهقاً بشكل واضح، ومثقلاً نفسياً وجسدياً. “يجب أن أقول له ما الذي أتى بي إلى هنا…!” “أخبرنا إذن. ما الذي يجري؟” عندما سقط الشاب على ركبتيه، نظر إلى فيريس. ابتلع الفتى القط لعابه رأى المظهر المروع لوجهه. قال الشاب مرتجفاً وخائفاً، “ظهرت الوحوش الشيطانية في سهل فوتور—أرانب ضخمة!”

كان ذلك قبل ستة أعوام، لكنه تذكرها كما لو كانت بالأمس: اليوم الذي بدأت فيه المواجهات بين كروش وفوريير. اليوم الذي أصبح فيه فيليكس—فيريس.

تقدمت كروش، مرتدية ملابسها العسكرية ؛ وجد كل من مرت به ننفسه مستقيماً دون وعي. بدا أن السيف المرصع بالجواهر عند خصرها يعبر عن كيانها.

“بالكاد أرى كيف يمكن لسموك أن يتدخل في الطريقة التي أختار العيش بها.”
“حسناً… لكنك ستقولين أنك ستتخلصين من أنوثتك حتى لا تقف في طريق عائلتك النبيلة أو مهارتك في استخدام المبارزة؟ لا! لن أسمح بذلك! أنا ببساطة لا أستطيع السماح بحدوث ذلك! ”
“في هذه الحالة، يا مولاي، ماذا تنوي أن تفعل؟”
“السيف! استخدمي النصل لإثبات تصميمك لي! وسأريك خطأ طريقك! ”
“قتال بالسيف؟ بيني وبينك يا صاحب السمو؟ ”
“نعم بالضبط. في حال فوزك، يمكنك أن تسلكي أي طريق تختارينه في الحياة. لكن إذا فزت، سيكون عليك إعادة النظر. سأجعل منك امرأة! ”

4

كان هذا هو الوعد الذي قطعوه مع بعضهم البعض. كان لدى فوريير كل الحماس، لكن كروش كان لديها العزيمة. ثم بدأت المبارزات…

وضع التنين وجهه بالقرب من وجهها، وربتت هي على رأسه، وارتاح تعبيرها إلى ابتسامة. بدت مجمعة للغاية، ومع ذلك فقد تحدثت عن شيء طفولي بداخلها. كان اسمها كروش كارستن. ابتسمت على نطاق أوسع عندما لاحظت رفيقها ينظر في طريقها. “اذهب واحصل على تنين أرض من الاسطبلات. ستكون وجهتنا هي نفسها كما هو الحال دائماً، ” “نعم، سيدتي.” استجاب فيريس بانحناء مثالي, أظهرت كل بوصة من جلده المثالي. هكذا بدأ فيريس—الشاب فيليكس أرجيل—كل يوم.

“أنتي حقاً بلا رحمة يا كروش! أنا أمير! فرد من العائلة الملكية! ”

“أليس كذلك؟ لقد كسرت عقلي عندما قررت ما سأرتديه الليلة. كنت بحاجة إلى شيء مناسب لحفلة عيد ميلاد كروش، شيء يمكنني فيه رفع رأسي عالياً بجانبها. ما رأيك فيريس؟ ”

قال فيريس: “حسناً، سموك، حسناً”. “ليست هناك حاجة إلى البكاء. هنا، انظر! سأتخلص من هذه الخدوش لأجلك”.

أخيراً تغلب الحماس المشترك للفتى القط والأمير على اعتراض كروش. تحولت عيناها الكهرمانيتان لتنظران من النافذة، لتقدم وجهها في مظهر عابر إلى حد ما. تبع فيريس نظرتها بشكل طبيعي، ونظر إلى سماء الليل.

خطر بباله كيف أنه قد شفى فوريير هكذا في ذلك اليوم قبل ست سنوات.

خطر بباله كيف أنه قد شفى فوريير هكذا في ذلك اليوم قبل ست سنوات.

كاد فوريير يبكي وهو مغطى بالغبار، تشبث بفيريس. استخدم فتى القط سحره الشافي. موجة من الراحة غمرت الكدمات التي أحدثها سيف كروش الخشبي. ونهض فوريير ببطء.

“مرحباً بك، شكراً جزيلاً لقدومك.” كان المساء، ووصلت عربات التنين المجهزة جيداً لقصر كارستن واحدة تلو الأخرى. فرسانهم—النبلاء وكبار الشخصيات من كل نوع—بدا كل شيء مثيراً للإعجاب مثل عرباتهم. لقد كانوا القلائل المحظوظين الذين تمت دعوتهم إلى حفلة عيد ميلاد ابنة الدوق، وعلى هذا النحو، فقد أظهروا رقياً من شأنه أن يترك الشخص العادي لاهثاً. لحسن الحظ بالنسبة إلى فيريس، كان يعيش في ملكية الدوق الذي يستضيف الحفلة وكان صديقاً مقرباًلأحد أفراد العائلة الملكية. بعد قول هذا، أمضت المرأة التي يعرفها وقتها في الظهور بمظهر جاد جداً وغير مؤنس عموماً، لذا فإن ما إذا كانت هذه التجربة ستساعده اليوم أم لا أمر مشكوك فيه. بغض النظر، استقبل فيريس كل الضيوف وأظهر لهم الاحترام المناسب تماماً لمكانتهم، وليس الخنوع أو الوقاحة. بينما كان مستعداً لاستقبال الزوار في ثوبه الأزرق، حتى أولئك الذين لم يعرفوه توقفوا عندما رأوه، بدا بعضهم وكأنهم قد يقعون في الحب. في هذه اللحظة، كان يرفض بلطف تقدم بعض الشباب ذوي الكعب العالي. “بالإعتقاد أنني سأغفل واحدة جميلة مثلك… لا يسعني إلا أن أنتقد نفسي لهذا الفشل في الحكم!” “أوه، أنت لطيف. لكن لا يجب أن تكون فخماً جداً. المرأة الشابة معك تعطيني أبشع وهج… “بينما ابتعد الشاب، غمز فيريس للزوجين. لا مشكلة. كان كل شيء في غاية السهولة. أقل ما يمكن أن يفعله هو إبقاء الابتسامة على وجهه طوال الليل.

“ها-ها-ها-ها! هل رأيت ذلك؟ كيف تظاهرت بالبكاء من أجل كسب تعاطف خصمي وكسب الوقت الكافي لفيريس لشفائي؟ مجرد واحدة أخرى من حساباتي الذكية المخيفة…! ”

“ماذا؟ قال والدي ذلك؟ لم أكن… أعتقد أنني سأراه بشكل مختلف قليلاً من الآن فصاعداً”.

وأشار فيريس: “ركبتيك لا تتفقان يا صاحب السمو”. على الرغم من الابتسامة التي رتبها فوريير بعناية على وجهه، كانت ركبتيه ترتعشان. لقد ساعد فقط في إبراز كيف بدت كروش المصقولة والشجاعة بالمقارنة. لقد خلعت سترتها، وكشفت عن هيكلها النحيف. حملت سلاحها على أهبة الاستعداد ووقفت بشكل مستقيم بحيث كان من الممكن أن تخطئها هي نفسها كـ سيف.

“أنت لطيف جداً، صاحب السمو. على الرغم من أنني أشعر بمسحة من الحرج”. ارتدت كروش ابتسامة ظريفة. كان فوريير أحمر الخدود. على الرغم من قتالهم بالسيف، على الرغم من أسبوعين من الفراق، سارت الأمور الآن كما لو أنهم لم يفترقوا أبداً. “يبدو أن فيري فعل ذلك مرة أخرى… مهارتي كإستراتيجي مخيفة تقريباً…” “ما الذي تمتم به هناك، فيريس؟ وأنت أيضاً كروش! ” وقف فوريير وأشار إلى صديقته التي كانت تقف داخل الباب. “لماذا. مازلتي ترتدين ملابس رجالية حتى الآن؟ أين تنورتك ؟! أين فستانك؟! ماذا عن وعدنا بأن تزيني شعرك بالأحجار الكريمة، وتحيطي نفسك بالزهور؟ ”

“الآن، قارن ذلك بسموك…”
“يمكنني سماعك يا فيريس! احتفظ بمدحك لي حتى تنتهي المعركة! ”
“أنت تعرف ما أحبه فيك، صاحب السمو؟ تفاؤلك الذي لا يمكن كبته “.

“فيليكس أرجيل، الإقرار بأوامر صاحب السمو. سأحمي السيدة كروش، بدون أن أفشل”.

أدار فوريير ظهره لسخرية فيريس اللطيف، وأغلق المسافة مع كروش بسرعة. في تلك اللحظة، بدا وكأنه نسي أن خصمه كان أيضاً المرأة التي أحبها. لكنها تجنبت اندفاعه، وأدى زخمه إلى دفعه يتساقط عبر العشب مرة أخرى. تبعه الألم بعد لحظة، مما جعله يسعل بعنف وهو يحاول الوقوف.

“في الحقيقة، أنا مخطئ. أحاول إجبار ابنتي على فعل شيء لا تريده. يمكن أن يكون القيام بالشيء الصحيح خطأ، ويمكن أن يكون الخطأ هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله. هذه هي الصعوبات في هذا المكان الذي يجب أن أعيش فيه أنا وابنتي”. عندما طرح الدوق حجته، بدأ فيريس يشعر بالخجل من نفسه. لقد كان سطحياً جداً. حتى هذه اللحظة، كان ببساطة يفترض أن ميكارت كان مجرد عجوز. لم يخطر بباله أبداً أن وراء المظهر الخارجي العنيد أب قلق للغاية بشأن علاقته بابنته. وجد فيريس نفسه مختنقاً لأنه أدرك أنه قد تم إنقاذه من هذا التهور بسبب تعاطف ميكارت واستعداده لمحاولة التحدث عن الأشياء بدلاً من مجرد فرض إرادته من خلال سلطته الواسعة.

كان هناك فرق هائل في قدراتهم، لكنه لم يكن خطأ فوريير. كان فيريس متحيزاً إلى حد ما في تقييمه، لكن فوريير كان أكثر مهارة من ذلك بكثير من النبلاء العاديين في سنه. رغبته في هزيمة كروش، جنباً إلى جنب مع سنوات عديدة من هذه المبارزات، حولته من أمير مدلل إلى رجل يمكنه أن يمسك بنصله.
لا يزال غير قادر على التحدث عن موهبتها ومدى صعوبة عملها.

“أحب كيف ينظر صاحب السمو دائماً إلى الجانب المشرق. قد يقع فيري في حبك! ”

“هل ترغب في الاستمرار يا مولاي؟ أخشى أن قلب والدي قد ينكسر إذا ضربتك بقوة أكبر”.

بعد الابتسام والتلويح، ذهبوا في طريقهم المنفصل، بينما واصل شخص معين إلى قاعة الدخول الرئيسية للقصر. فتحت مضيفة مسنة الباب. كان يتجول عبره بينما يستعد دون وعي ضد الرياح الباردة التي تهب من خلاله، انحني شخص واحد.

“بالطبع سأستمر! أنت تأخذينني باستخفاف، كروش! ولا أعتقد أن قلب ميكارت هش كما تقولين أيضاً. تعالي إلي بكل ما لديك! ”

“أنت تقول ذلك كما لو كنت أنا الشرير… لكن، احم، شكراً لك.” “رغم ذلك، لا يزال فيري أبلهاً . بغيض, اللورد ميكارت البغيض! ” “ماذا؟ أمم، أعني، أنا آسف… حتى أنا أعتقد أنني بالغت قليلاً”. فرك ميكارت، الذي بدا ضعيفاً، الجزء العلوي من بطنه. بفضل ضغوط وضعه، بالإضافة إلى شخصيته المقلقة، كان هو وألم المعدة صديقين شخصيين مقربين. “هل أستخدم سحر الشفاء عليك؟ قد بأخذ الحافة بعيداً”. “صحيح. الآن بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث، ربما يمكنك أن تشفيني. هل تمانع في القدوم إلى غرفتي؟ ” “نوه-هـ! ليس لدي أي فكرة عما يمكن أن تفعله بي هناك، سيدي…! ” “لا شيئ! لن أفعل لك أي شيء! ” على الرغم من أنه منح الدوق وقتاً عصيباً حيال ذلك، إلا أن فيريس تبع ميكارت في النهاية إلى غرفته. كان المكان بسيطاً: مكتب للسكرتيرة وطاولة منخفضة وأريكة جلدية لإستقبال الزوار.

صحيح أن تصريحه كان يتطلب الكثير.
كانت هذه المعركة تدور في الحديقة المركزية، وكان الخدم الذين ليس لديهم أي شيء آخر يفعلونه يتفرجون. كان هناك شخص آخر هناك أيضاً، شخص ينظر إلى المشهد بأكمله مريضاً: ميكارت نفسه. كان يخرج في كل مرة حدث هذا، على الرغم من أن الضغط الناتج عن ذلك كان كافياً لإغراقه. حسناً، ليس عليه أن يشاهد.
“أوه، لماذا هم أكثر جدية من المعتاد؟” انزعج ميكارت.
“ولكن إذا فاز سموه …”
تجهم ميكارت من الألم في معدته، ممزقاً بين ما كان يأمله كأب وما يتمناه كدوق. في تلك اللحظة، كان فيريس يعرف جيداً ما كان يشعر به ميكارت.
لا أعرف حتى ما إذا كنت أريد أن تفوز كروش أو تخسر الآن!
“ياااااه! كروش، ارتدي فستااااااان! ” قد يكون من السخاء أن نطلق على هذه صرخة معركة، ولكن بهذه الكلمات اندفع فوريير مرة أخرى، ومرة ​​أخرى تعرض للضرب. عندما رأت فوريير ينهض مرة أخرى بعد أن سقط مرتين، ضيقت كروش عينيها.

كان فوريير يندم على ذلك طوال هذا الوقت. في مكان ما على طول الخط، بدأ يعتقد أن كروش لا تريد ارتداء ملابس الرجال ولكنها كانت تفعل ذلك بسبب الوعد الذي قطعوه. ومع مزيج من الصدق والغباء، شعر بالمسؤولية.

“سموك تبدو أقل ميلًا للتنازل عن المعتاد. ما الذي يدفعك؟ ”

“…تريد من السيدة كروش أن ترتدي فستاناً، أليس كذلك؟” “نعم، فيليكس، بالضبط. إنه عيد ميلادها. وفي هذا العام، أفكر في شيء باهظ أكثر من المعتاد. لذلك أتمنى حقاً أن ترتدي شيئاً مناسباً…” “إذا كان ذلك ممكناً، يا سيدي، أعتقد حقاً أنه يجب عليك التحدث معها بنفسك. ليس عليك المرور من خلالي… ” “تلك الفتاة لن تومئ برأسها إذا لم تفعل، أليس هذا صحيحاً؟” سأل ميكارت بصوت منخفض. اكتشفت آذان القط فيريس على الفور حدوث تغيير في الهواء. كانت آذان القط الكتانية التي ورثها عن أسلافه شبه البشريين حساسة بشكل استثنائي للتحولات الطفيفة في الغلاف الجوي والبيئة.

“أنتي بالطبع! أنت من جعلني على هذا النحو… لا، في جوهر الأمر، أنا من جعل نفسي على هذا النحو! لقد فرضت هذا عليك، لذا يجب أن ألعب دوري الآن! ”

“—” “لقد أحسنت لأنك ولدتي يا كروش! أشعر بسعادة غامرة! يا له من يوم عجيب! ” ضحك فوريير فجأة، متجاهلاً خطأه على ما يبدو. وجدت كروش نفسها عاجزة عن الكلام في هذه الجرأة، ولكن سرعان ما ظهرت ابتسامة لطيفة على وجهها. “شكراً جزيلاً لك يا صاحب السمو. تمنياتك الطيبة تعني الكثير بالنسبة لي”. “جيد جيد جداً. لكن هل هذا يعني أنه لا يزال هناك أسبوعان على الاحتفال بعيد ميلادك؟ حسناً، هذه مشكلة. ماذا علي أن أفعل حتى ذلك الحين؟ ” كان فوريير يميل إلى التصرف دون التفكير في المستقبل، والاندفاع دون التفكير في المستقبل، والتحدث دون التفكير في المستقبل، وفقط بشكل عام لا يفكر في المستقبل على الإطلاق، ولكن كان لديه ما يكفي من السحر ليبرر كل ذلك. بينما كان يقف هناك يكافح لمعرفة خططه، حتى فيريس لم يستطع سوى الابتسام. لم يتغير الأمير حتى قليلاً منذ أن التقيا للمرة الأولى. قال فوريير. “ما هذا يا فيريس؟ لماذا الابتسامة؟ ” “أنا فقط أجدك مسلياً، صاحب السمو.” “أنا؟! آه، نعم… أنا لست قائداً عادياً. أجلب الابتسامات على وجوه خدمي دون حتى أن أقصد ذلك. ألا تعتقدين ذلك يا كروش؟ ” “لا يسعني إلا الإعجاب بما أنت عليه من شخصية عظيمة، يا صاحب السمو. فيريس، العقاب لاحقاً”. “أوووو!”

“… صاحب السمو؟”
هز فوريير رأسه, مع وجهه الوسيم ملطخ بالتراب والعرق.
“لن أنسى كم كنت أحمقاً هذه الخمس سنوات الماضية، وكم كنت لا أعرف مكاني. لا أعرف قوتي، لقد ألزمتك بوعد مندفع. لقد جعلتك تقسمين أنه طالما فشلت في التغلب عليك بالسيف، فلن ترتدي ملابس نسائية بل تلبسين كرجل—أنا أعرف الآن كم كان هذا الفعل قاسي”.
بدا أن الإدلاء بهذا الاعتراف يؤلمه بشدة، لكنه كان مخطئاً بالطبع بشأن السنوات الخمس. كانت ستة. لكن كلمات فوريير أشارت إلى الوعد الذي قطعوه في ذلك اليوم الذي تذكره فيريس جيداً…
“هل تتذكرين عيد ميلادك الخامس عشر قبل عامين؟” سأل فوريير. “لقد كبرت لتكوني جميلة. في حلي كاملة في تلك الليلة، أعلم أنك كنت ستكونين أكثر روعة من أي زهرة. ومع ذلك فقد أوفيت بوعدك. لن أنسى أبداً مشهد فتاة شابة تمشي تحت ضوء القمر في لباس عسكري. كنتي وسيماً بشكل مستحيل… لكن هذا كان شعوراً مستوحى من السيف في جانبك. إنه ليس شعوراً أريد أن أتلقاه من امرأة شابة يجب أن تتفوق على الأزهار في الجمال! ”
كان كروش صامتة.
“في تلك الليلة، أدركت ما أحدثه عدم تفكيري. كنت أنا، وحدي، من سرقت فرحة ارتداء ملابس أنيقة من امرأة شابة وأجبرتها على إخفاء نفسها خلال ما كان ينبغي أن يكون أكثر لحظاتها المجيدة! يجب أن أتحمل المسؤولية عن ذلك! ”
طوال الوقت الذي عرفوا فيه بعضهم البعض، لم ير فيريس فوريير هكذا من قبل. لامست العاطفة الهائلة التي اشتعلت في عينيه القرمزية شيئاً ما في صدر فيريس، مما جعل حلقه مشدوداً. كان الجمهور أيضاً كذلك، من ميكارت إلى الخدم، في حيرة من الكلام. لقد عرفوا الآن لماذا خاض فوريير هذه المعارك وسمعوه يعبر عما لم يكن قادراً على التعبير عنه من قبل.
لكنه كان مخطئاً. مخطئ. كان تصميمه هائلاً، لكنه كان في غير محله.

خطر بباله كيف أنه قد شفى فوريير هكذا في ذلك اليوم قبل ست سنوات.

 

“أنا أحمق…” شاهد فوريير من الخلف وهو يرفع سيفه، وضع فيريس يده في فمه دون وعي. لقد اعتبر دائماً أن تحسن فوريير في القتال هو نتيجة المبارزات المتكررة والمثابرة البسيطة. لكن كان هناك المزيد. كل هذا الوقت، كان مدفوعاً بالندم على فورة غضبه. لقد كان يقاتل من أجل السماح للمرأة التي يحبها، والمرأة التي وعدها، أن تكون امرأة. ”كروش! احبي الزهور! قدري الشعر! ضعي المكياج، وارتدي الفساتين والمجوهرات، ودعيني أرى تلك الابتسامة البريئة! لا داعي لقمع نفسك بعد الآن! أنا أسمح بذلك! هنا، اليوم، سأصحح حماقتي وأسمح لك بأن تكوني امرأة حقيقية!” “ص-صاحب السمو …؟” ربما كان هذا سوء فهم، لكن فوريير كان مستعداً للوفاء به. اندفع إلى كروش. تردد صدى الصوت القاسي عبر الحديقة، ومن الواضح أن كروش اهتزت من جراء الاصطدام. “صاحب السمو!” “الأمير فوريير!” “صاحب السمو، ساعد سيدتنا!” كانت هذه صرخات من الخدم، وكثير منهم عيونهم محمرة وأصواتهم مرتجفة. لقد عرفوا كروش منذ أن كانت صغيرة، وأرادوا تشجيع الأمير في تصميمه. ضغط فوريير على هجومه، وبدت كروش أكثر اهتزازاً. ارتفع سيفه وسقط في قوس. كانت كروش مشغولة تماماً بالدفاع. أن تكون المعركة ضدها من طرف واحد لم يسبق لها مثيل.

كان الوعد الذي قطعه هو وكروش حقيقياً بما فيه الكفاية. عندما أعلنت كروش، قبل ست سنوات، أنها سترتدي ملابس الرجال فقط لبقية حياتها، رد فوريير أنه سيسمح لها بالقيام بذلك فقط حتى يهزمها في مبارزة بالسيف. كانت الذريعة بأنها كانت تفي بوعدها للأمير هي السبب وراء عدم تمكن ميكارت من الاعتراض بقوة أكبر.

قبل كل شيء، كل من كان جزءاً من تلك المعركة سيتحدث عن تقنية سيف كروش—المهارة التي سُميت فيما بعد “ضربة واحدة، مائة سقوط”.

كان فوريير يندم على ذلك طوال هذا الوقت. في مكان ما على طول الخط، بدأ يعتقد أن كروش لا تريد ارتداء ملابس الرجال ولكنها كانت تفعل ذلك بسبب الوعد الذي قطعوه. ومع مزيج من الصدق والغباء، شعر بالمسؤولية.

“… صاحب السمو؟” هز فوريير رأسه, مع وجهه الوسيم ملطخ بالتراب والعرق. “لن أنسى كم كنت أحمقاً هذه الخمس سنوات الماضية، وكم كنت لا أعرف مكاني. لا أعرف قوتي، لقد ألزمتك بوعد مندفع. لقد جعلتك تقسمين أنه طالما فشلت في التغلب عليك بالسيف، فلن ترتدي ملابس نسائية بل تلبسين كرجل—أنا أعرف الآن كم كان هذا الفعل قاسي”. بدا أن الإدلاء بهذا الاعتراف يؤلمه بشدة، لكنه كان مخطئاً بالطبع بشأن السنوات الخمس. كانت ستة. لكن كلمات فوريير أشارت إلى الوعد الذي قطعوه في ذلك اليوم الذي تذكره فيريس جيداً… “هل تتذكرين عيد ميلادك الخامس عشر قبل عامين؟” سأل فوريير. “لقد كبرت لتكوني جميلة. في حلي كاملة في تلك الليلة، أعلم أنك كنت ستكونين أكثر روعة من أي زهرة. ومع ذلك فقد أوفيت بوعدك. لن أنسى أبداً مشهد فتاة شابة تمشي تحت ضوء القمر في لباس عسكري. كنتي وسيماً بشكل مستحيل… لكن هذا كان شعوراً مستوحى من السيف في جانبك. إنه ليس شعوراً أريد أن أتلقاه من امرأة شابة يجب أن تتفوق على الأزهار في الجمال! ” كان كروش صامتة. “في تلك الليلة، أدركت ما أحدثه عدم تفكيري. كنت أنا، وحدي، من سرقت فرحة ارتداء ملابس أنيقة من امرأة شابة وأجبرتها على إخفاء نفسها خلال ما كان ينبغي أن يكون أكثر لحظاتها المجيدة! يجب أن أتحمل المسؤولية عن ذلك! ” طوال الوقت الذي عرفوا فيه بعضهم البعض، لم ير فيريس فوريير هكذا من قبل. لامست العاطفة الهائلة التي اشتعلت في عينيه القرمزية شيئاً ما في صدر فيريس، مما جعل حلقه مشدوداً. كان الجمهور أيضاً كذلك، من ميكارت إلى الخدم، في حيرة من الكلام. لقد عرفوا الآن لماذا خاض فوريير هذه المعارك وسمعوه يعبر عما لم يكن قادراً على التعبير عنه من قبل. لكنه كان مخطئاً. مخطئ. كان تصميمه هائلاً، لكنه كان في غير محله.

“أنا أحمق…”
شاهد فوريير من الخلف وهو يرفع سيفه، وضع فيريس يده في فمه دون وعي. لقد اعتبر دائماً أن تحسن فوريير في القتال هو نتيجة المبارزات المتكررة والمثابرة البسيطة.
لكن كان هناك المزيد. كل هذا الوقت، كان مدفوعاً بالندم على فورة غضبه.
لقد كان يقاتل من أجل السماح للمرأة التي يحبها، والمرأة التي وعدها، أن تكون امرأة.
”كروش! احبي الزهور! قدري الشعر! ضعي المكياج، وارتدي الفساتين والمجوهرات، ودعيني أرى تلك الابتسامة البريئة! لا داعي لقمع نفسك بعد الآن! أنا أسمح بذلك! هنا، اليوم، سأصحح حماقتي وأسمح لك بأن تكوني امرأة حقيقية!”
“ص-صاحب السمو …؟”
ربما كان هذا سوء فهم، لكن فوريير كان مستعداً للوفاء به. اندفع إلى كروش.
تردد صدى الصوت القاسي عبر الحديقة، ومن الواضح أن كروش اهتزت من جراء الاصطدام.
“صاحب السمو!”
“الأمير فوريير!”
“صاحب السمو، ساعد سيدتنا!”
كانت هذه صرخات من الخدم، وكثير منهم عيونهم محمرة وأصواتهم مرتجفة. لقد عرفوا كروش منذ أن كانت صغيرة، وأرادوا تشجيع الأمير في تصميمه. ضغط فوريير على هجومه، وبدت كروش أكثر اهتزازاً.
ارتفع سيفه وسقط في قوس. كانت كروش مشغولة تماماً بالدفاع. أن تكون المعركة ضدها من طرف واحد لم يسبق لها مثيل.

“مخطئة مرة أخرى. لديك أنا. لديك فيريس. أنت لست وحدك”. “سموك…” “من لم يحضر حفل حيث لم تسر الأمور تماماً وفقاً للجدول الزمني؟ ماذا مع كل الاحتفال والشراب… إذا تأخرت نجمة العرض قليلاً، سيجد سيد الاحتفال طريقة ما لشراء الوقت لها. قال فوريير، وهو يضرب الوضع وكأنه يرقص بشفرة غير مرئية. تسبب هذا في أن ترمش كروش، التي كانت تقف حتى تلك اللحظة مذهولة. ثم ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها، كانت طبيعية وجميلة بما يكفي لإيقاع قلوب كل من فيريس وفوريير. “اهتمام جلالتك بي هو أعظم هدية من أي شيء آخر. دع شخصي وقلبي ينالان الولاء التام لك. شكرا جزيلا.” “أوه، توقفي، توقفي! أشعر بالحرج عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة. أنت وأنا صديقان. يجب ألا ندع الأشياء الصغيرة تقلقنا. الأهم—فيريس! ” “إرر-نعم سيدي!” استقام عندما دعا الأمير اسمه فجأة. ربتة فوريير على كتفه. “كروش ستفعل شيئاً أحمق. وأنت ستحميها. أنت فارسها، بعد كل شيء”. “أنا… فارس السيدة كروش؟” “يجب أن يكون الفارس الحقيقي دائماً بجانب سيدته ويتصرف باستمرار للحفاظ على سلامتها. لا يمكنني التفكير في أي فارس آخر لـ كروش غيرك”. فاضت آلاف المشاعر داخل فيريس عند هذه الكلمات. منذ فترة طويلة تسبب ضعفه الجسدي في فقدان الأمل في استخدام السيف لحماية كروش. لقد استبدل هذا الحلم بوعد مع سيدته، لكنه بدا اليوم على وشك أن يفقد هذا الوعد. في هذا اليوم، عندما بدا أنه لم يكن لديه مكان يلجأ إليه ولا أحد ينظر إليه، سيحصل عوضاً عن ذلك على نذر جديد. “لكنني بالكاد أستطيع حمل سيف… سأكون فارساً ما.” “إنها إرادة سموه. أما السيف فدعني أمسكه أنا. أريدك أن تكون بجانبي، وأن تفعل ما يمكنك أنت فقط القيام به. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه من فارسي”.

كان هذا ببساطة مدى حماسة ضربات فوريير. كان هجومه، في طريقه، لقلب بذلة كروش. قد يكون تفانيه الواضح ناتجاً عن سوء فهم، لكنه أثر على العديد من الحاضرين.

“ها-ها-ها-ها! تحول مسلي. لكنني أعلم أنك تمزح. لن تقول كروش مثل هذا الشيء أبداً. من المؤكد أنها سوف تتحداني وجهاً لوجه. مسألة بسيطة، للرؤية من خلال خدعتك الصغيرة… أنت تمزح، أليس كذلك؟ ”

غمغم ميكارت: “—سوف أعهد بهذا إلى سموه”. متى جاء إلى جانب فيريس؟

“هممم … لدي كلمتك في ذلك؟” “هذا يعتمد على ما إذا كنت تعتقد أنني شخص يخون وعوده لسموك.” لم يكن أمام فوريير خيار سوى التراجع. جلست كروش بسهولة بجوار فيريس، مقابل فوريير، الذي كان يعدل وضعه على الأريكة. “لقد وضعت قلبك كثيراً في هذا، أليس كذلك يا صاحب السمو؟” قالت. “أنا لا أعني فقط معركتنا. أنت تقيم بين عشية وضحاها هنا. “لقد شعرت بالرعب من أنني قد أفرط في النوم إذا بقيت في القلعة، لذلك بدلاً من ذلك لم أستطع النوم على الإطلاق! هنا في الإقامة، سيكون لدي متسع من الوقت بغض النظر عن تأخري في النوم. كيف هذا القليل من الحكمة الأميرية؟ ”

نظر إليه فتى القط، وأومأ ميكارت برأسه. عرف فيريس على الفور ما يعنيه ذلك. ضم يديه أمام صدره كما لو كان يصلي وانتظر ليرى كيف ستنتهي المعركة.

لقد كاد أن ينسى مهمته، وانخرط في الرقص كما هو، لكن كان من المفترض أن يتأكد من أن الحفلة تسير بسلاسة. لقد فوجئ بمدى شعوره بأنه كان قادراً على المساهمة في تحقيق هذا الهدف.

 

 

“ماذا ؟ وللتفكير، كنت تعاملني بلطف شديد حتى هذه اللحظة. على أي حال، لم يكن لدي أي نية لمحاولة شق طريقي إلى غرفة كروش. اعتقدت فقط أنها قد تكون متوترة وأردت أن أكون هنا لتهدئتها “.

”فستان! مكياج! مجوهرات! الزهور والطبخ! ”
“—نغ.”
”كروش! اركعي أمامييييي! ” تأوهت السيوف الخشبية بقوة ضربته، وكانت الشظايا تتطاير من ريشها. كلا السلاحين كانا في حدودهما. لكن المعركة ستحسم من قبل أي المشاركين يخرج أولاً.
صرخ فوريير وهو يدفع كروش إلى الوراء خطوة بخطوة، ضربة تلو الأخرى.
كان وجهه الجميل أحمر. ماذا رأت كروش عندما نظرت إلى شكله الشجاع الذي يضغط عليها؟ ربما رأت نفسها في عينيه القرمزية، امرأة تتعرض للضغط من أجل بذل قصارى جهدها.
“…آه.”
عندما وجدت نفسها مدفوعة إلى الجدار، ألقت كروش عينيها الكهرمانية على فيريس. نظروا إلى بعضهم البعض، وبدا له أنها كانت تطلب شيئاً، لكنه لم يكن يعرف ماذا.
”سيدة…كروش…“ تدحرجت الدموع من عينيه المستديرتين لأسفل وجنتيه.
في اللحظة التالية، كان هناك صدع حيث تلاشى السيف الخشبي أخيراً، وانزلق جزء من الشفرة المكسورة على الأرض. النصل الوحيد الذي بقي سليماً إلى حد ما كان موجها إلى صدر الخاسر.
“…كل هذا، وما زلت لا أستطيع التفوق عليك.”
تحدث فوريير بضيق، ولا يزال ممسكاً بما تبقى من مقبض سيفه. نظر إلى الأرض، وكتفيه يرتجفان. ربما كان يبكي.
تنهيدة. بخيبة أمل، ولكن ليس اليأس. لكن أكتاف الجميع ارتجفت لأنهم أدركوا أنه لم ينتصر.
ولكن بعد ذلك—
“لا، صاحب السمو. أنا خسرت.”
هزت كروش رأسها برفق. تم كسر السيف في يدها من المنتصف أيضاً. ألقت النصل عديم الفائدة على الأرض.
“ما زلت تمسك بنصلك، يا صاحب السمو، بينما ألقيت بنصلي جانباً.
يجب أن يكون المنتصر واضحاً… لقد كان واضحاً بالفعل منذ صراخك للمعركة هززت روحي—لقد خسرت هذه المنافسة”.
“—”
كان فوريير صامتاً تماماً. ركعت كروش على ركبتيها متجاهلة الأوساخ التي أصابتها ووضعت يديها على الأرض. كانت الإيماءة هي تقديم سيف—لقد كانت من أقصى درجات الاحترام والولاء.

 

“لقد أوفيت بالفعل بوعدك السابق. أنا، كروش كارستن، قابلت صاحب السمو فوريير لوغونيكا في قتال بالسيف وتم التغلب علي. سأرتدي ملابس النساء، إذن”.

“بالطبع قلت! لـ- لكنني قلق من أنه إذا سارت الأمور جنوباً، فلن نكون مجرد أصدقاء بعد الآن! توقف عن إغاظتي! من تعتقدني؟! ”

“إير… احم. هل يمكنك, الان؟ أنا… أنا أرى. ” كان رد فوريير على كلمات كروش الجليلة متقطعاً وغير ثابت. أومأ مرة واحدة، ثم بدأ جسده الطويل ينحني للخلف، حتى سقط أخيراً منبسط الذراعين و الرجلين على الأرض.

قال أحد الخدم: “لا أطيق الانتظار لرؤية فستان السيدة كروش الليلة”. “لا يمكن قبول أكثر. كن قد بدأت أشك في أنني سأعيش لأراها في مثل هذا الزي”. ضحك الخدم والمضيف المسن معاً، لكن فيريس وجد نفسه يشعر بتوبيخ الذات. عندما قطع هو وكروش هذا الوعد كأطفال، لم يفكر أبداً في عدد الأشخاص الذين قد يتأذون منه بهدوء. لم يكونوا ينتقدونه عمداً بالطبع. لقد شعروا بسعادة غامرة لرؤية كروش، التي كانوا يعتنون بها منذ أن كانت طفلة صغيرة، في ملابس نسائية. “أنا آسف جدا، الجميع.” كان شكلاً متواضعاً جداً من أشكال التكفير: تحدث فيريس عن اعتذاره تحت أنفاسه فقط من منطلق إحساسه بالذنب. لكنها ألهمته أن يضاعف جهوده، وعندما رآه الخدم، علموا أنهم لا يستطيعون السماح لأنفسهم بأن يتم التفوق عليهم. لذلك ألقوا جميعاً بأنفسهم أكثر فأكثر في مهامهم الخاصة، وتم الانتهاء من الاستعدادات قبل الموعد المحدد بوقت طويل. كل ما تبقى هو انتظار الضيوف، وحلول الليل. أو على أي حال، كان يجب أن يكون الأمر كذلك، لو لم يحدث شيء. بمجرد دخول فيريس إلى القاعة الأمامية، سمع صوتاً: “يجب أن أتحدث إلى الدوق كارستن! لدي رسالة ذات أهمية قصوى! ”

“صاحب السمو؟! أوه لا! فيليكس، اعتني بسموه! ”
كان فيريس يهرع إلى فوريير قبل وقت طويل من قيام ميكارت المذهول بأمره بذلك. انزلق على ركبتيه تحت رأس الشاب المنهار، داعماً وزن جسد الأمير وهو يستخدم سحره العلاجي.
“صاحب السمو، صاحب السمو! ابقى معي-! صاحب السمو! ”
“هيه-هيه! هل رأيته يا فيريس؟ هل رأيت… انتصاري… العظيم…؟ ”
سحر الشفاء من شأنه أن يشفي جروحه، لكنه لن يعيد القوة التي فقدها. لقد قضى فوريير كل أوقية من قدرة تحمله، والآن ظهرت الابتسامة المألوفة على وجهه قبل أن ينزلق في نوم عميق. اندهش فيريس لسماع الهدوء، وحتى إيقاع تنفس فوريير.
“فيريس”.
“أوه، آه، نعم، سيدة كروش. أمم فيري، أعني—ماذا يمكن أن يقول فيري…؟ ”
“أنا آسفة لكوني أنانية جداً.” ابتسمت كروش بلطف وهي تراقب فيريس يميل إلى الأمير الفاقد للوعي. مع غرق كلماتها، بدأت الدموع تنهمر على خدي فيريس مرة أخرى. نظر إلى الأعلى وهو يمسح عينيه بشراسة.
“أنا… أنا الشخص الذي لم أكن عادلاً معك…! سيدة كروش، أنت… أنت والأمير فوريير تنقذانني دائماً…”
“هل نحن؟ ثم كنتَ قد رديتَ الجميل بإسهاب. حضورك هو خلاص دائم لي. وأنا الآن فقط أدرك أن الأمير أنقذني أيضاً. أفترض أن هذا يظهر مدى سوء تربيتي حقاً”.
“سوء تربية…؟ لا، سيدة كروش…! أنت رائعة…!”
“كل هذا سبب إضافي لأن أسعى لأرقى إلى مستوى تقديرك وتقدير سموه لي.”
واصل فيريس الشهيق، ولم يكن قادراً تماماً على الكلام. كانت كروش تربت على رأسه بلطف وهي تقف. ثم ذهبت إلى ميكارت، الذي شاهد بفم مفتوح.
لم يكن فيريس يعلم، ما قالته له. لم يستطع سماع سوى شخير فوريير وبكاءه.

“هممم؟ أوه، توقف عن ذلك، أنت رسمي للغاية. أنا شاب رحيم وودود. ولست مركز الاهتمام لهذه الليلة. اذهب إلى منصة السيدة الشابة واستمتع بالحفلة “. صرف فوريير الانتباه عن هذا الأمسية بإثارة العرض المفاجئ للإحترام. ثم مرة أخرى، نظراً لأنه كان في الواقع أميراً، فإن إظهار الاحترام له لم يكن مفاجئاً—لكن موقفه اليومي جعل من السهل نسيان ذلك.

 

“عليك أن تقبل بـ فيريس، يا مولاي. أؤكد لك أن ساقيه ليستا أقل روعة من ساقاي”.

6

تشابكت ذراعيه، وشرب الأمير الرابع على مرأى من كروش في ثوبها، ثم أومأ برأسه.

“لقد قمت بكل العمل لجعل هذا ممكناً—ومع ذلك لا يمكنني رؤية كروش في لباسها حتى يوم الحفل؟ غير تقليدي! ”

“آه…” كان فوريير مغرماً جداً بهذه التصريحات. وحدث هذا ليتماشى تماماً مع ما أراده فيريس. لقد فاجأ أنفاسه، وشعر فوريير بالحنان في داخله. هذا الأمير السخيف… “إنه الوحيد إلى جانب السيدة كروش الذي يمكنه الوصول إلى نقطة ضعف فيري…” “—” احمر خدي فيريس، وتحمست أنفاسه بمزيج من المودة والحسد. كروش، الشخص الوحيد الذي كان يقف بالقرب بما يكفي لسماع كلماته المغمغمة، ألقت نظرة عليه. لكن فيريس لم يلاحظ، وقبل أن تتكلم كروش… “حسنا! إلى الحديقة إذن! الجميع, جاهزون! هذا هو اليوم الذي أصبح فيه رجلاً! ” صرخ فوريير بما بدا أنه ثقة غير مبررة تماماً، واضطر فيريس وكروش إلى الاندفاع وراءه أثناء توجهه إلى الخارج.

“حسناً, أنت تعلم. لدى السيدة كروش الكثير للتعامل معه. يجب أن تكون جاهزة عقلياً وجسدياً. بالإضافة إلى ذلك، ليس من السهل العثور على الفستان المثالي الدقيق لسيدتي كروش! ”

كان هذا هو الوعد الذي قطعوه مع بعضهم البعض. كان لدى فوريير كل الحماس، لكن كروش كان لديها العزيمة. ثم بدأت المبارزات…

“أعلم أنك ستفعل كل ما بوسعك من أجلها، فيريس. مشجع جدا! ”
أعطى فيريس ابتسامة قاتمة. على الجانب الآخر منه، ضحك فوريير بسهولة. كانوا في غرف فيريس الشخصية في قصر كارستن. لقد ظهر سموه هناك كما لو كان الشيء الأكثر طبيعية في العالم. كان فيريس قد صنع الشاي بنفسه وأصبح الآن يسلي الأمير. ربما كان يجب أن يكون أكثر تخوفاً—لكن لا يبدو أن فيريس ولا الأمير يتراجعان. لقد كانوا أصدقاء قدامى، إذا لم يكن من الجرأة اعتبار نفسه كصديق قديم للملكية.
الأسبوعان اللاحقان لتلك المعركة كانا محبطين حقاً. بحلول الوقت الذي استيقظت فيه، كنت بالفعل في عربة تنين في طريقي إلى المنزل. يتم طردي قبل أن أتحدث إلى كروش؟ لم أتعرض من قبل لمثل هذه الحيلة”.
“ببساطة لم تستيقظ يا صاحب السمو، لقد كنت متعباً جداً. وإلى جانب ذلك، بالكاد يمكنك البقاء في إقامتنا مياو لمدة عشرة أيام كاملة حتى الحفلة. أنا أعلم أن محطتك ليست ملحة للغاية، ولكن بالتأكيد حتى مياو لديه بعض الواجبات التي يتعين عليهم القيام بها؟
“في الواقع، أنا في إلحاح كبير! لكن هناك شيء واحد يقلقني. أتذكر إخضاع كروش بسيفي، ثم مواساتها وهي تبكي، لكن…”
“…أعتقد أننا سنرى إلى أين يذهب هذا…”
يبدو أن الأحداث أصبحت أكثر دراماتيكية في خيال فوريير، لكن فيريس لم يكن ليصححه. بعد كل شيء، ربما كان بكاء فيريس هو الذي ألهم هذه الرحلة الخيالية.
“على الرغم من سعادتي بتحقيق هدفي، إلا أنني انهارت من التعب، وما حدث بعد ذلك، لا أعرف. ماذا حدث لـ كروش؟ هل قالت أي شيء عني؟ ”
“كانت مستلقية على السرير، وسادتها مبللة بدموع الأسف على خسارتها ضدك. ربما قالت شيئاً عن قتلك أثناء نومك…”

“هممم؟ أوه، توقف عن ذلك، أنت رسمي للغاية. أنا شاب رحيم وودود. ولست مركز الاهتمام لهذه الليلة. اذهب إلى منصة السيدة الشابة واستمتع بالحفلة “. صرف فوريير الانتباه عن هذا الأمسية بإثارة العرض المفاجئ للإحترام. ثم مرة أخرى، نظراً لأنه كان في الواقع أميراً، فإن إظهار الاحترام له لم يكن مفاجئاً—لكن موقفه اليومي جعل من السهل نسيان ذلك.

 

“—؟ بالتأكيد.” احمرت خدود فيريس عند إدراجها له بسهولة في العائلة. سرعان ما ربت تنورته لتشتيت انتباهه عن خديه.

“ها-ها-ها-ها! تحول مسلي. لكنني أعلم أنك تمزح. لن تقول كروش مثل هذا الشيء أبداً. من المؤكد أنها سوف تتحداني وجهاً لوجه.
مسألة بسيطة، للرؤية من خلال خدعتك الصغيرة… أنت تمزح، أليس كذلك؟ ”

“لقد قمت بكل العمل لجعل هذا ممكناً—ومع ذلك لا يمكنني رؤية كروش في لباسها حتى يوم الحفل؟ غير تقليدي! ”

“إذا كنت ستتصرف بهذه الثقة، على الأقل كن واثقاً حتى تنتهي. كانت مزحة، رغم ذلك “. لم يستطع أن يخدع شخصاً كان يعرف كروش لفترة أطول مما كان يعرفه. بتنهيدة صغيرة، غمز فيريس إلى فوريير، الذي لم يتوقف عن النظر إليه من أجل التأكيد.

“كما تعلمين، فيري ليس سعيداً جداً بقرار اللورد ميكارت. كان ذلك بالضبط بسبب وجودنا هناك لهذا لم تسوء الأمور! ”

قال: “استرخي، سموك”. “السيدة كروش تعرف أنها خسرت. أعتقد أنها تراك في ضوء جديد، بالطريقة التي تغلبت بها عليها من خلال الإصرار المطلق. على الرغم من أنها لم تتحدث عنك مرة واحدة منذ ذلك الحين”.

تركه هذا الأمر مع خيار واحد فقط، وهو فن سري متوارث في السلالة الملكية. كان فوريير سيتخلى عن كبريائه كعضو في العائلة المالكة ويؤدي الحيلة—ولكن كما كان على وشك القيام بذلك، اندلعت ضجة في القاعة. يبدو أنها نشأت مع الضيوف بالقرب من الباب. وفجأة انفتحت البوابة الواسعة ليدخل أحدهم. رقص شعرها الأخضر الطويل مع الرياح، وبدت مدهشة ومنتعشة بزيها العسكري.

“إنها غاضبة—كنت أعرف ذلك! ما رأيك؟! قل لي ما هو رأيك، فيريس! ” انحنى وهز الولد القط بشكل قاطع.

في اليوم التالي. كان عيد ميلاد كروش كارستن السابع عشر ينعم بسماء صافية.

“إيك، لا تشدني، ستسحب ملابسي! أعلم أنه نوجد نحن فقط، لكن—! ” دفع فيريس الأمير بعيداً وعانق نفسه وعيناه تسبحان. جلس فوريير المهتز إلى الوراء، وخيم صمت محرج على الغرفة.

“نعم سيدي؟” التفت فيريس إلى الصوت، وقدم مظهره الأكثر بناتية في نوبة من الغيظ. بدا الرجل الآخر مستاءً من النظرة المغازلة الصريحة.

“دعيت هنا، وماذا أجد؟ فيريس، يجب ألا تضايق صاحب السمو بقسوة “. فتح الباب، وكروش تطل على الداخل.

“نعم مولاي. على الرغم من أنني قد أقول ذلك، فلا يزال يتعين عليك هزيمتي في مبارزة السيف”

“اييوووهوااا!” أطلق فوريير صرخة غير عادية ولف حوله. لوح فيريس، الذي وجد هذا الأمر ممتعاً إلى حد ما، في كروش.

تركه هذا الأمر مع خيار واحد فقط، وهو فن سري متوارث في السلالة الملكية. كان فوريير سيتخلى عن كبريائه كعضو في العائلة المالكة ويؤدي الحيلة—ولكن كما كان على وشك القيام بذلك، اندلعت ضجة في القاعة. يبدو أنها نشأت مع الضيوف بالقرب من الباب. وفجأة انفتحت البوابة الواسعة ليدخل أحدهم. رقص شعرها الأخضر الطويل مع الرياح، وبدت مدهشة ومنتعشة بزيها العسكري.

“في الوقت المناسب، سيدة كروش. لقد كنا بانتظارك!”
“لقد أخبرتني أن أحضر دون الإعلان عن نفسي. هل كان هذا هدفك؟
صاحب السمو، أرى أن فيريس كان عديم الاحترام لك اكتر. لكن هل أنت مندهش للغاية لرؤية وجهي؟ ”
“لا! لا وجهك جميل كالعادة! ولا علاقة له بالأمر! يجب أن تكوني أكثر ثقة ؛ أنا أعطيك ضمان ملكي، أنت تبدين رائعة! ”

“هناك الكثير الذي تعين القيام به حتى الآن قبل أن نقول أن كل شيء على ما يرام وينتهي بشكل جيد، ولكن الجزء الأفضل من هذه القضية قد تمت تسويته. وهذا سيفي بالغرض الآن! ”

“أنت لطيف جداً، صاحب السمو. على الرغم من أنني أشعر بمسحة من الحرج”.
ارتدت كروش ابتسامة ظريفة. كان فوريير أحمر الخدود. على الرغم من قتالهم بالسيف، على الرغم من أسبوعين من الفراق، سارت الأمور الآن كما لو أنهم لم يفترقوا أبداً.
“يبدو أن فيري فعل ذلك مرة أخرى… مهارتي كإستراتيجي مخيفة تقريباً…”
“ما الذي تمتم به هناك، فيريس؟ وأنت أيضاً كروش! ”
وقف فوريير وأشار إلى صديقته التي كانت تقف داخل الباب. “لماذا. مازلتي ترتدين ملابس رجالية حتى الآن؟ أين تنورتك ؟! أين فستانك؟! ماذا عن وعدنا بأن تزيني شعرك بالأحجار الكريمة، وتحيطي نفسك بالزهور؟ ”

“ها-ها-ها! هذه واحدة من نقاطي الجيدة. اممم، ولكن لا تعانق بقرب شديد. أوقف هذا! لا تربكني! توقف عن صنع تلك التعبيرات الرائعة في وجهي! ”

“صاحب السمو، سموك، هذا الوعد يأخذ حياة خاصة به!” احتج فيريس.

“نـ-نعم، سيدي.” كان الشاب متحجراً تماماً لوقوفه ليس فقط أمام أعمدة بيت الدوق ولكن أيضاً أمام الدوق كارستن نفسه. لكنه أراد أن يؤدي واجبه، هز ميكارت والآخرون رأوسهم كما أوضح.

“اعتذاري، صاحب السمو. صحيح أن أحداث الأسبوعين الماضيين لا تزال راسخة في قلبي. لكنني قضيت وقتاً طويلاً في ملابس الرجال. آمل أن تمنحني بعض الوقت لأجهز نفسي. وبالطبع، من أجل احتفال عيد ميلادي غداً—أعدك بذلك. ”

“يا، يبدو أنه يتطلب الكثير من العمل! وهنا كان فيري مشغولا للغاية طوال الليل…”

“هممم … لدي كلمتك في ذلك؟”
“هذا يعتمد على ما إذا كنت تعتقد أنني شخص يخون وعوده لسموك.”
لم يكن أمام فوريير خيار سوى التراجع. جلست كروش بسهولة بجوار فيريس، مقابل فوريير، الذي كان يعدل وضعه على الأريكة.
“لقد وضعت قلبك كثيراً في هذا، أليس كذلك يا صاحب السمو؟” قالت. “أنا لا أعني فقط معركتنا. أنت تقيم بين عشية وضحاها هنا.
“لقد شعرت بالرعب من أنني قد أفرط في النوم إذا بقيت في القلعة، لذلك بدلاً من ذلك لم أستطع النوم على الإطلاق! هنا في الإقامة، سيكون لدي متسع من الوقت بغض النظر عن تأخري في النوم. كيف هذا القليل من الحكمة الأميرية؟ ”

4

“يبدو وكأنه مبالغة. مثل التخطيط للقاء شخص ما ثم التخييم هناك في اليوم السابق، “قال فيريس بخفة، وكسب ابتسامة متكلفة من كروش. كانت الرابطة بين الثلاثة منهم من النوع الذي لا يمنعهم حتى من نقطة تحول مثل معركة السيف.

قال: “لا—لا بأس”. “يبدو أن اللورد ميكارت يعجبه عندما يضعه فيري في وضع من هذا القبيل. قال إنه يستمتع بجعل الناس يقولون له أشياء شنيعة…”

“في هذه الملاحظة، ما الذي تخطط للقيام به للاحتفال بعيد الميلاد، فيريس؟” سأل فوريير. “ذاهب لارتداء فستان؟”

“—نغ، حسناً، إذن! في هذه الحالة، كروش، أحضري لي سيفاً خشبياً! لدي بعض الوقت للقتل لأول مرة منذ فترة، لذا فليكن اليوم هو اليوم الذي أتفوق فيه عليك في المبارزة وأثبت لك كم أنا رجل! ”

“يا, صاحب السمو، ألا تكفيك السيدة كروش؟ ألقيت عينيك على فيري أيضاً؟ على أي حال، آسف. يمكنك أن تتطلع إلى اكتشاف ذلك غداً”.
“فستان، نعم… فستان… قل، فيريس، بدا والدي أكثر من سعيد بالفستان الذي اخترته، لكنني أخشى أنه لن يكون مناسباً لي تماماً…”
“سيدة كروش، نحن بحاجة إلى أن يكون لديك أفضل فستان وأفضل مجوهرات، وتبدين بأفضل ما يمكنك من جميع الأنحاء! وصدقيني، سيكون عظيماً! ”
“نعم! كروش! سأستمتع بالترقب! ”

تشابكت ذراعيه، وشرب الأمير الرابع على مرأى من كروش في ثوبها، ثم أومأ برأسه.

أخيراً تغلب الحماس المشترك للفتى القط والأمير على اعتراض كروش. تحولت عيناها الكهرمانيتان لتنظران من النافذة، لتقدم وجهها في مظهر عابر إلى حد ما. تبع فيريس نظرتها بشكل طبيعي، ونظر إلى سماء الليل.

 

طاف نصف القمر الباهت والبارد على حقل من النجوم. سيكون اليوم التالي عيد ميلاد كروش. كان ضوء القمر يتلألأ بغرابة، كما لو كان ينذر بعدد كبير من التغييرات القادمة.

كان هذا هو الوعد الذي قطعوه مع بعضهم البعض. كان لدى فوريير كل الحماس، لكن كروش كان لديها العزيمة. ثم بدأت المبارزات…

7

“ياللعار، في مثل هذا اليوم المهم. أنا أفهم. أرجو أن تعذري سؤالي الوقح”.

في اليوم التالي. كان عيد ميلاد كروش كارستن السابع عشر ينعم بسماء صافية.

 

“مم! يا له من طقس جميل! ” ضحك فيريس وهو يسحب الستائر ويفتح النافذة. أمسك النسيم بشعر كتفه الطويل.

8

استيقظ أبكر من المعتاد، وكانت سماء الصباح صافية وباردة. قضى الليلة السابقة في الحديث حتى ساعات متأخرة مع كروش و فوريير، لكنه كان متحمساً جداً لهذا اليوم لدرجة أنه بالكاد شعر بالتعب. كان مستيقظاً تماماً ومستعداً للذهاب، أكثر مما كان عليه في أي صباح آخر.

“ياللحماس. أنا متأكد من أن هناك الكثير من الأعمال الصغيرة التي يمكنك القيام بها… ”

“مثالي لحفلة عيد ميلاد!” قال بمرح. “يبدو أن آلهة الطقس تعمل لوقت إضافي اليوم.” بسرعة، خلع بيجامته وارتدى ملابسه الأنثوية، كما هو الحال دائماً. جعلت الشرائط البيضاء في شعره ملابسه كاملة. قدم لنفسه نظرة واحدة في المرآة، ليرقص حقاً في الردهة بعدها، حيث وجد الخدم في عملهم بالفعل.

كان اليوم سيئاً بشكل خاص. تم رفع الحظر الذي دام شهراً على استخدام كروش للسيف أو ركوب التنين. من بين كل الأوقات التي كان من الممكن أن يحدث فيها هذا، كان هذا هو الوقت الأقل ملاءمة الذي يمكن أن يختار فيه الظهور ويطلب منها ارتداء فستان.

“صباح الخير لك!” هو زقزق.
“آه، سيد فيريس، صباح الخير. أنت مستيقظ مبكراً اليوم”.
“حسناً، إنه يوم مهم جداً. بحاجة لتقديم أفضل ما لدي، تعلم؟ وما زلتَ انت مستيقظاً حتى قبل ذلك”.
“إنها وظيفتنا يا سيدي. وأنت لست الوحيد الذي يتطلع إلى اليوم.
نريد أن نتأكد من أن كل شيء على ما يرام “. ابتسم المضيف المسن.
عرفه فيريس لفترة طويلة، وبدا الرجل المتحفظ في العادة سعيداً اليوم كما رآه فيريس.
كان الخدم الآخرون متشابهين. على الرغم من أنهم كانوا في العمل، لم يبد أي منهم غير سعيد. كان هذا هو مدى إعجاب الجميع بموضوع احتفال اليوم.

قال فوريير: “أحب التعبير على وجهك”. اتسعت عيون كروش مع الدهشة، ثم ابتسمت. “نعم، ربما يكون مظهره جيداً. لقد مرت الليلة الماضية ببعض التجارب التي عادة ما يكون من الصعب اكتسابها بعدة طرق. أفترض أن أبي لن يكون سعيداً لسماعني أقول هذا، لكنني أشعر كما لو أن إساءة الأمس سمحت لي أخيراً بأن أصبح نفسي “. كان وجهها صافياً مثل يوم جميل كما وصفت مشاعرها. كانت ابتسامتها مثالية، كان فوريير مفتوناً تماماً. بينما كان فم الأمير يعمل، محاولاً التحدث، تلقى فيريس بريقاً مؤذٍ في عينه وأعطى ذراع كروش ضغطاً شديداً بشكل خاص. “و! وقلتي إن ارتداء الفستان لم يكن سيئاً للغاية، أليس كذلك؟! ” “كنت قلقة إلى حد ما قبل أن أرتديه، لكن عندما جربته، وجدت أنه كان من الممكن أن يكون أسوأ. من الآن فصاعداً… حسناً، أعتقد أنه يمكنني استخدام مثل هذا الشيء للنوم فيه. ” “أعتقد أن هذا مثالي! فيري سعيد بالرقص معك بملابسك المعتادة، ولكن إذا كان بإمكاننا ارتداء الفساتين، فسيكون ذلك رائعاً مياو! ” “هذا شيء أزعجني! هل يجب أن تعرف المرأة التي ترتدي الفستان كلا الجزأين حقاً؟ أو… انتظر، هل قلت ذلك بالمقلوب؟ هل يجب على الرجل في فستان أن يعرف… همم؟ ماذا…؟ ما الذي أسأله حتى؟! ”

“لكن! لكني أحب السيدة كروش تماماً مثل كل شخص هنا! سأفعل أي شيء يمكنني المساعدة به—فقط أخبرني بما يجب فعله! ”

“أنا أحمق…” شاهد فوريير من الخلف وهو يرفع سيفه، وضع فيريس يده في فمه دون وعي. لقد اعتبر دائماً أن تحسن فوريير في القتال هو نتيجة المبارزات المتكررة والمثابرة البسيطة. لكن كان هناك المزيد. كل هذا الوقت، كان مدفوعاً بالندم على فورة غضبه. لقد كان يقاتل من أجل السماح للمرأة التي يحبها، والمرأة التي وعدها، أن تكون امرأة. ”كروش! احبي الزهور! قدري الشعر! ضعي المكياج، وارتدي الفساتين والمجوهرات، ودعيني أرى تلك الابتسامة البريئة! لا داعي لقمع نفسك بعد الآن! أنا أسمح بذلك! هنا، اليوم، سأصحح حماقتي وأسمح لك بأن تكوني امرأة حقيقية!” “ص-صاحب السمو …؟” ربما كان هذا سوء فهم، لكن فوريير كان مستعداً للوفاء به. اندفع إلى كروش. تردد صدى الصوت القاسي عبر الحديقة، ومن الواضح أن كروش اهتزت من جراء الاصطدام. “صاحب السمو!” “الأمير فوريير!” “صاحب السمو، ساعد سيدتنا!” كانت هذه صرخات من الخدم، وكثير منهم عيونهم محمرة وأصواتهم مرتجفة. لقد عرفوا كروش منذ أن كانت صغيرة، وأرادوا تشجيع الأمير في تصميمه. ضغط فوريير على هجومه، وبدت كروش أكثر اهتزازاً. ارتفع سيفه وسقط في قوس. كانت كروش مشغولة تماماً بالدفاع. أن تكون المعركة ضدها من طرف واحد لم يسبق لها مثيل.

“ياللحماس. أنا متأكد من أن هناك الكثير من الأعمال الصغيرة التي يمكنك القيام بها… ”

“—نعم!” قامت السيدة كروش بسلسلة من الحركات بسيفها بينما كان فيريس يراقب من مكانه بجانب شجرة. ضرباتها اللامعة، العدوانية التي كانت تنضح بها—حتى فيريس، الذي يعتبر هاوي عندما يتعلق الأمر بالسيوف، يمكن أن يخبر عن مدى نجاحها في استخدام السلاح. كروش مأخوذة بالكامل بجمال الفولاذ ؛ كانت قد بدأت في تعلم السيف حتى قبل أن تقابل فيريس. لكن مع ذلك، فإن حقيقة أن مهارتها في المبارزة قد وصلت إلى هذا المستوى كان بفضله. وهذه المعرفة جعلته أكثر فخراً وسعادة من أي شيء آخر. هذا هو السبب في أنه لن يشعر بالملل أبداً من مشاهدة كروش وهي تلوح بنصلها. رؤية الموهبة التي ساعد في تنميتها أسرت قلبه مثل لمعان الجوهرة. “لقد أصبحت أفضل من المعتاد هذا الصباح، سيدة كروش.” “صحيح بما يكفي. هذا ما يأتي من انتظار السيف ورحلة ركوب طويلة. بدونك لمنعي من الإصابة بحمى المقصورة، أنا متأكد من أنني كنت سأقدم شكوى سخيفة لوالدي بسبب الملل المطلق”. من الصعب ملاحظة ذلك من الجانب، لكنه كاد يعتقد أن كروش كانت تبتسم بسرور وهي تلوح بنصلها. كانت عيناها تلمعان مثل طفل أثناء الرحلة إلى هذا المكان. لأكثر من شهر، حُرمت من الشيئين اللذين جعلاها تشعر بأنها على قيد الحياة، ولا بد أن هذا كان يقتلها.

لم أحد غير حساس لدرجة أن يقترح أن فيريس يجب أن يتجنب العمل الوضيع لمجرد أنه كان مرافق شخصي مقرب من كروش. لقد رأوا كم كان متحمساً وكانوا لطفاء بما يكفي للسماح له بالمساعدة. قرر فيريس سدادها من خلال العمل بجد قدر استطاعته.

“ولكن كيف بحق العالم يفترض بي أن أفتتح الموضوع الآن؟” تساءل بصوت عال. سيكون من الصعب العثور على التوقيت المناسب والانفتاح الطبيعي للحديث عن ذلك.

كان من المقرر أن تبدأ حفلة عيد الميلاد في ذلك المساء. كان من المتوقع وصول الضيوف في الساعات التي سبقت ذلك، لذلك كان لا بد من استكمال جميع الاستعدادات للحفل قبل الظهر. بالطبع، تم إنجاز معظم العمل في الأيام السابقة، ولكن كانت هناك بعض التفاصيل النهائية التي يتعين تسويتها، بما في ذلك ترتيب تقديم الطعام، جنباً إلى جنب مع من سيفعل ماذا ومتى.

استمتع فيريس بهذه اللحظة. “أوه، من السهل جداً الثأثير عليك، اللورد ميوكارت. من الممتع للغاية مضايقتك! أنت تبرز المخادع الداخلي لفيري! ”

قال أحد الخدم: “لا أطيق الانتظار لرؤية فستان السيدة كروش الليلة”.
“لا يمكن قبول أكثر. كن قد بدأت أشك في أنني سأعيش لأراها في مثل هذا الزي”.
ضحك الخدم والمضيف المسن معاً، لكن فيريس وجد نفسه يشعر بتوبيخ الذات. عندما قطع هو وكروش هذا الوعد كأطفال، لم يفكر أبداً في عدد الأشخاص الذين قد يتأذون منه بهدوء.
لم يكونوا ينتقدونه عمداً بالطبع. لقد شعروا بسعادة غامرة لرؤية كروش، التي كانوا يعتنون بها منذ أن كانت طفلة صغيرة، في ملابس نسائية.
“أنا آسف جدا، الجميع.”
كان شكلاً متواضعاً جداً من أشكال التكفير: تحدث فيريس عن اعتذاره تحت أنفاسه فقط من منطلق إحساسه بالذنب. لكنها ألهمته أن يضاعف جهوده، وعندما رآه الخدم، علموا أنهم لا يستطيعون السماح لأنفسهم بأن يتم التفوق عليهم. لذلك ألقوا جميعاً بأنفسهم أكثر فأكثر في مهامهم الخاصة، وتم الانتهاء من الاستعدادات قبل الموعد المحدد بوقت طويل. كل ما تبقى هو انتظار الضيوف، وحلول الليل.
أو على أي حال، كان يجب أن يكون الأمر كذلك، لو لم يحدث شيء.
بمجرد دخول فيريس إلى القاعة الأمامية، سمع صوتاً:
“يجب أن أتحدث إلى الدوق كارستن! لدي رسالة ذات أهمية قصوى! ”

كاد فوريير يبكي وهو مغطى بالغبار، تشبث بفيريس. استخدم فتى القط سحره الشافي. موجة من الراحة غمرت الكدمات التي أحدثها سيف كروش الخشبي. ونهض فوريير ببطء.

عندما ذهب فيريس ليسأل عن العمل الروتيني الذي يجب أن يقوم به بعد ذلك، وجد مجموعة من الخدم تدور حول شخص ما. ذهب لإلقاء نظرة أفضل ورأى شاباً ينفد وهو يتعرق بغزارة. يبدو أنه قدم راكضاً بسرعة فائقة من عربته، وكان كل شبر منه يصرخ بأن المتاعب كانت على قدم وساق. لم يصب بأذى، لكنه كان مرهقاً بشكل واضح، ومثقلاً نفسياً وجسدياً.
“يجب أن أقول له ما الذي أتى بي إلى هنا…!”
“أخبرنا إذن. ما الذي يجري؟”
عندما سقط الشاب على ركبتيه، نظر إلى فيريس. ابتلع الفتى القط لعابه رأى المظهر المروع لوجهه.
قال الشاب مرتجفاً وخائفاً، “ظهرت الوحوش الشيطانية في سهل فوتور—أرانب ضخمة!”

سيحضر سموه فوريير للإحتفال بعيد الميلاد. أنا متأكد من أنه يتطلع إلى رؤية الفستان الذي سترتديه كروش”. “… نعم، أعتقد أنه سيكون كذلك.”

8

صحيح أن تصريحه كان يتطلب الكثير. كانت هذه المعركة تدور في الحديقة المركزية، وكان الخدم الذين ليس لديهم أي شيء آخر يفعلونه يتفرجون. كان هناك شخص آخر هناك أيضاً، شخص ينظر إلى المشهد بأكمله مريضاً: ميكارت نفسه. كان يخرج في كل مرة حدث هذا، على الرغم من أن الضغط الناتج عن ذلك كان كافياً لإغراقه. حسناً، ليس عليه أن يشاهد. “أوه، لماذا هم أكثر جدية من المعتاد؟” انزعج ميكارت. “ولكن إذا فاز سموه …” تجهم ميكارت من الألم في معدته، ممزقاً بين ما كان يأمله كأب وما يتمناه كدوق. في تلك اللحظة، كان فيريس يعرف جيداً ما كان يشعر به ميكارت. لا أعرف حتى ما إذا كنت أريد أن تفوز كروش أو تخسر الآن! “ياااااه! كروش، ارتدي فستااااااان! ” قد يكون من السخاء أن نطلق على هذه صرخة معركة، ولكن بهذه الكلمات اندفع فوريير مرة أخرى، ومرة ​​أخرى تعرض للضرب. عندما رأت فوريير ينهض مرة أخرى بعد أن سقط مرتين، ضيقت كروش عينيها.

“ظهرت الأرانب العملاقة، أليس كذلك؟” تنهد ميكارت عندما تلقى الأخبار. “يا لها من ضربة حظ…”

“على الرغم من أن اللورد ميكارت حنث بوعده أيضاً… حسناً، هذا والدك!” علق فيريس. وافقت كروش على ذلك بقولها: “هناك بعض الأشياء التي أود أن أقولها له بمجرد تعافيه”. “حتى ذلك الحين، سوف أتذوق قليلاً من عمل والدي.” قرر ميكارت إخلاء القصر لبضعة أيام حتى تلتئم جروحه. خلال ذلك الوقت، كانت مسؤولية كروش هي إدارة المجال الدوقي. وضحت عيناها أنها تتطلع إلى ذلك.

تم حشر حوالي عشرة أشخاص في مكتب الدوق، وهم ينظرون بقلق إلى بعضهم البعض. كانوا جميعاً مرؤوسين موثوقين لميكارت، وهم أشخاص وصلوا إلى القصر مبكراً تحسباً للاحتفال بعيد ميلاد كروش. لكن لم يكن أحد يعرف أن الاجتماع السعيد سيتحول إلى مجلس طوارئ.

كل ما عليك فعله هو أن تنظر قليلاً، وسوف يعتذر. يا له من مهمة سهلة.

“حظ سيئ حقاً، ولكن الجانب المشرق هو أننا جميعاً هنا بالفعل. اللحظات الأولى لهجوم الوحش الشيطاني هي الأكثر أهمية. سنكون قادرين على الرد في أسرع وقت ممكن “.

“سمعت شائعات عن السيدة كروش، لكن…” “قالوا إنها كانت مجنونة بالسيف، وأنها كانت امرأة نبيلة يمكنها التفوق على أي رجل… هذا ما قصدوه، ها-ها”. حاولت أصوات صغيرة ومرتجفة أن تُلقي الضوء على كروش. لكنها كانت مجرد واجهة، طريقة للتظاهر بأنهم لن تتغلب عليهم مجرد امرأة شابة—وأولئك الذين تحدثوا أدركوا هذا أفضل من الكل. أولئك الذين سمعوا صوتها ورأوها تمشي بجانبهم كانوا من عقل واحد: الحديث الساخر عن فتاة مهووسة بالسيوف، عن ابنة ميكارت الضالة، كان مجرد كلام فارغ. لقد كانت تستحق ختم عائلتها تماماً لأنها كانت الأسد في كل جزء منه. كانت كروش كارستن الوريثة الحقيقية لأساليب منزلها. “—” شعر العديد من الضيوف، الذين اندهشوا حقاً، أن الحفلة كانت مليئة بالأحداث بدرجة كافية. كان من الآمن القول إن أياً منهم لم يكن يتوقع صدمة أخرى. لكنهم حصلوا على واحدة، عندما عادت كروش بعد تغيير ملابسها.

قال ميكارت: “كما هو الحال دائماً، يتم إنقاذي بواسطة خادم يعرف كيف ينظر إلى الجانب المشرق”. “بادئ ذي بدء، أريد أن أعرف كيف تسير الأمور. أي ضرر أو إصابات؟ يمكنك القول؟”

“نـ-نعم، سيدي.” كان الشاب متحجراً تماماً لوقوفه ليس فقط أمام أعمدة بيت الدوق ولكن أيضاً أمام الدوق كارستن نفسه.
لكنه أراد أن يؤدي واجبه، هز ميكارت والآخرون رأوسهم كما أوضح.

“ها-ها-ها! هذه واحدة من نقاطي الجيدة. اممم، ولكن لا تعانق بقرب شديد. أوقف هذا! لا تربكني! توقف عن صنع تلك التعبيرات الرائعة في وجهي! ”

قبل قرون، خلقت ساحرة مجموعة متنوعة من الوحوش الشيطانية—اشتهرت الأرانب العملاقة بأنها من بين أقوى الثلاثة منهم. الاسم ذاته ينذر بالدمار.
الحوت الأبيض. الثعبان الأسود. الأرانب العملاقة. كانوا يعاملون في بعض الأحيان مثل الكوارث الطبيعية، وكانوا مدمرين للغاية لدرجة أن دول بأكملها أرسلت قوات لإلحاق الهزيمة بها لكن دون جدوى. فقط نجاة هذه المخلوقات من هذه الجهود الحثيثة لإبادتهم تبين مدى خطورتهم.

“بالكاد أرى كيف يمكن لسموك أن يتدخل في الطريقة التي أختار العيش بها.” “حسناً… لكنك ستقولين أنك ستتخلصين من أنوثتك حتى لا تقف في طريق عائلتك النبيلة أو مهارتك في استخدام المبارزة؟ لا! لن أسمح بذلك! أنا ببساطة لا أستطيع السماح بحدوث ذلك! ” “في هذه الحالة، يا مولاي، ماذا تنوي أن تفعل؟” “السيف! استخدمي النصل لإثبات تصميمك لي! وسأريك خطأ طريقك! ” “قتال بالسيف؟ بيني وبينك يا صاحب السمو؟ ” “نعم بالضبط. في حال فوزك، يمكنك أن تسلكي أي طريق تختارينه في الحياة. لكن إذا فزت، سيكون عليك إعادة النظر. سأجعل منك امرأة! ”

واليوم، ظهرت الأرانب العملاقة في سهل فوتور، وهي منطقة برية على حافة مجال كارستن.
وأول من لاحظ الأرانب هم مجموعة من الصيادين في غابة قريبة. كانوا يحاولون الحصول على جلود من حيوان يمكن العثور عليه هناك يسمى يوبزوس عندما نصبت لهم الأرانب كميناً”.

“ها-ها-ها، شكرا جزيلا لك. أنت تبدو محطماً بنفسك، صاحب السمو”.

“العدالة الشاعرية، يمكن القول. ماذا حدث لهم؟”
أكل القطيع معظمهم، بما في ذلك قائدهم. كان الناجي الوحيد شاباً أقام مع عربة التنين. لقد شق طريقه عائدا إلى أقرب قرية، وكان حينها عندما سمعنا لأول مرة بما حدث”.

 

أغمق وجه ميكارت في تقرير الشاب. “ذهب لقرية…؟ وماذا حدث لتلك القرية؟ ”
“سامحنا لعدم استشارتك يا مولاي، لكننا حشدنا جميع القرويين في عربات التنين المحلية وقمنا بإجلائهم. بمن فيهم الشاب الناجي، مولاي. أرسلني والدي، رئيس القرية، إلى هنا لإبلاغك”.
أومأ ميكارت برأسه إلى الشاب المرعوب. “أرى. قرار حكيم. سأتذكر والدك”. ثم التفت إلى مستشاريه. أعتقد أن أول تحرك لنا يجب أن يكون احتواء الضرر الذي تسببه الأرانب. نأمل أن يتم تدمير قرية واحدة فقط على الأكثر.
أيها السادة، ما رأيكم؟ ”
رفع أحد الرجال، في منتصف العمر بنظرة مدروسة على وجهه، يده. “قرية هذا الشاب اتخذت خياراً ممتازاً. ربما تكون أفضل خطوة هي توسيع نطاق الإخلاء إلى القرى المجاورة الأخرى وإبقاء الأرانب العملاقة تحت المراقبة. إذا كان من الممكن الاعتماد على الشائعات حول طرق الوحوش الشيطانية، فنحن لا نحتاج إلى استفزازهم وإخبارهم عن عمد بمكان وجود فريسة”.
لذلك كان الاقتراح الأول هو تجنب القتال. قدم رجل ذو وجه قاتم حجة مضادة. لن ينجح ذلك إلا إذا ظلت الأرانب راضية عن وضعها الحالي، وهو افتراض متفائل للغاية. ماذا لو دمروا الغابة والقرى وما زالوا غير مشبعين؟ ماذا بعد؟ إذا تبعثر القطيع، فلن نكون قادرين على التعامل معه “.
“ماذا تقترح أن نفعل، إذن؟”
“يجب أن نأخذ زمام المبادرة. أطلب من مجال كارستن حشد وحدة لإبادة المخلوقات. يجب ألا نتنازل عن أي جزء من أراضينا لبعض الوحوش، ولا حتى البرية الجامحة. ناهيك عن أنه إذا بقينا مختبئين في قلب البلاد بينما يتم ترويع المواطنين، ألن يقوض ذلك سلطة الدوق”.

خطر بباله كيف أنه قد شفى فوريير هكذا في ذلك اليوم قبل ست سنوات.

“ليس لدينا ما نكسبه من هزيمة هذه المخلوقات.”
“ليس لدينا ما نكسبه، لكن لدينا ما نخسره. ثقة الناس وفخرنا”.
اشتبك أولئك الذين مع المعركة مع من هم ضدها، ولم يكن أي من الرأيين خاطئاً تماماً. كلاهما له ميزة. لهذا السبب يجب اتخاذ قرار.
“—”
ظل ميكارت صامتا. كانت أفكاره متعارضة مثل أفكار مستشاريه. وفي تلك اللحظة، ارتفعت يد تبدو في غير محلها. لم يكن سوى الشخص الذي أحضر الشاب إلى المكتب ثم مكث بهدوء للإستماع إلى الإجراءات—فيريس.

“ماذا ؟ وللتفكير، كنت تعاملني بلطف شديد حتى هذه اللحظة. على أي حال، لم يكن لدي أي نية لمحاولة شق طريقي إلى غرفة كروش. اعتقدت فقط أنها قد تكون متوترة وأردت أن أكون هنا لتهدئتها “.

“أم، اللورد ميكارت؟ آسف. أعلم أنه ليس مكاني حقاً، ولكن…”
“…آه، فيليكس. نعم شكراً لك. ما هذا؟ ماذا تريد أن تسأل؟”
“إنه يتعلق بحفل عيد ميلاد السيدة كروش. أعلم أنه يتعين علينا إلغاؤه، لكن الضيوف سيصلون قريباً. ماذا يجب أن نقول لهم؟ ”
“هذا… هذا سؤال جيد. مشكلة أخرى يجب حلها. سيئ الحظ للغاية، كل هذا”. عض ميكارت شفته. ولكن بعد ذلك نظر إلى الأعلى فجأة. “بالحديث عن كروش، أين هي؟ أنت لم تتحدث معها عن هذا، أليس كذلك؟ ”
“لا تقلق يا سيدي. أحضرت الرسول مباشرة إلى هنا… أظن أن السيدة كروش مشغولة بالترفيه عن الأمير فوريير الآن. على الأقل يمكننا أن نشكر سموه على ذلك”.
“أرى، هذا جيد. هذا يمنحني المزيد من التقدير لسموه”.
سمع زفير ارتياح ملموس من خلال الغرفة. لم يكن ميكارت الشخص الوحيد الذي استرخى. كل من يعرف كروش شاركه هذا الشعور. إذا اكتشفت الشابة، بشعورها بالفخر لبيتها النبيل وتفانيها للفروسية، أن الناس مهددون من قبل الوحوش الشيطانية، فسيكون من الصعب منعها من الخروج من الباب لإنقاذهم. يمكن لجميع أولئك الذين على دراية بطبيعتها العاطفية أن يقولوا إن الأمر منطقي فقط للتأكد من أنها لم تتأثر بهذا الموقف.
“—الآن، وقتنا محدود. قال ميكارت: “ليس لدينا وقت طويل لنقضيه في القلق والجدل”.
عادت ابتسامة الارتياح المؤقتة على محياه إلى عبوس مرة أخرى، وقام بتعديل وضعه في كرسيه. تسبب هذا في تصويب كل من في القاعة لظهورهم.
واصغوا بصمت لكلماته.

“لم تنتظريني طويلاً، هل فعلتي سيدة كروش؟” “لا، أنت في الوقت المناسب. لقد استيقظت للتو مبكرا قليلا. قرر والدي أخيراً السماح لي بأخذ جولات أطول مرة أخرى. كنت أتوق للذهاب من أجل واحدة”.

“أولاً، علينا إخلاء جميع البلدات والقرى القريبة من سهل فوتور. أرسل عربات التنين الخاصة بنا للمساعدة، وكذلك تلك المتفرغة في القرى الأخرى. قم بإخلاء كل الناس وأكبر عدد ممكن من ممتلكاتهم. عندما تأتي الأرانب، لن يتبقى شيء. يجب عليكنا التأكد من عدم وجود نهب على الإطلاق. باردوك، أنت مسؤول عن جهود الإخلاء”.

فوريير هو الوحيد من بين الضيوف الذي يعلم ما كان يحدث بالفعل. لقد استخدم منصبه وبعض الشائعات الموضوعة جيداً لتهدئة استياء الضيوف المتزايد، لكن الأمر أصبح أكثر صعوبة. كان بإمكانه الهائهم فقط برقصات سيف الهواة وعروض ليوريلاي اللائقة مرات عديدة.

“نعم سيدي!”
“علاوة على ذلك، أنشئ محيطاً قتالياً حول غابة فوتور. لا يمكننا جعل الأرانب تدمر منطقة لم نزرعها بعد. ومع ذلك، فإن هدفنا ليس الإبادة. إنه ببساطة التحكم في الضرر. لذا لا تضع الكثير من الجنود الشباب ذوي الدم الحار على خط المواجهة، هممم؟ ”
“فهمت يا سيدي. من سيكون في القيادة؟ ”
قال ميكارت وهو يهز كتفيه: “الجبان العجوز المسؤول عن رعاية هذا المجال”. “آه، لا راحة للمتعب، أليس كذلك؟” ابتسم مستشاروه لبعضهم البعض. وبعد ذلك، مع تزايد توتر الغرفة، لجأ ميكارت إلى فيريس. “لدي طلب لك أيضاً يا فيليكس. لا تدع كروش تعرف عن الأرانب. وتأكد من أن حفل عيد ميلادها يأتي بلا عيب”.
“أنت لن تلغيه يا سيدي؟!”
“مهما حدث في سهل فوتور، فمن غير المحتمل أن يؤثر على القصر.
وقد بذل ضيوفنا عناء المجيء إلى هنا”.
“لكن! لكن! بدونك هنا، اللورد ميكارت، سيكون من الصعب للغاية إخفاء أن شيئاً ما يحدث…”
“أنا لا أخبرك أن تحافظ على السر لبقية حياتك. إذا كان بإمكانك الحفاظ على الهدوء لهذا المساء، فسيكون ذلك كافياً. أفترض أن كروش ستكتشف ذلك بحلول الغد. سأكون ممتناً لو تفضلت بتحمل غضبها عني هذه المرة”.
تحدث ميكارت بخفة، لكن فيريس رأى أن المزيد من الجدل سيكون بلا جدوى. شد شفتيه وأظهر استيائه بشكل صارخ على ميكارت.
“من الأفضل أن تعد أنك ستتحملها معي يا سيدي. خلاف ذلك، سأكون مستاء للغاية “.
“يا إلهي، أنت تصبح مخيف أكثر يا فيليكس. ولكن في هذا الحدث لن أتمكت من الوفاء بهذا الوعد…”
“…ثم من الأفضل أن يكون ذلك لأنك قللت من تقدير الوحوش الشيطانية كثيراً ومت بينما تقاتل واحداً أو شيئاً من هذا القبيل.

بدأت الخادمات بمتابعتها أثناء ذهابها، ثم خرجوا، وكروش، وفارسها من قاعة الحفلة. لم يكد يفعلوا ذلك حتى اختفت إشارة القلق من الهواء، وتنفس الجميع الصعداء الجماعي. نظر جميع الضيوف إلى بعضهم البعض.

“فتاي، أنت تقول أكثر الأشياء مشؤومة!”
وبينما كانوا يمزحون ذهاباً وإياباً، وجد فيريس نفسه مستقيلاً. في حالة العناد، كان الأب حقاً مثل الابنة.
“بخير يا سيدي. أنا، فيريس، سأراهن بحياتي على إنجاح هذا الحفل. سأصلي من أجل حظك السعيد في المعركة، اللورد ميكارت “. لقد أبدى تفانيه جنباً إلى جنب مع رغبته في حصول ميكارت على الحظ الجيد في المعركة.
أومأ الدوق برأسه، ثم بدأ في مناقشة الخطوات التالية مع مستشاريه. انزلق فيريس بهدوء من المكتب، وسارع إلى الانضمام إلى الخدم المضطربين بشدة. سيكون عليهم التحرك بسرعة الآن.
—لأنهم كانوا على وشك محاولة تنفيذ أكبر كذبة في حياتهم.

أخيراً تغلب الحماس المشترك للفتى القط والأمير على اعتراض كروش. تحولت عيناها الكهرمانيتان لتنظران من النافذة، لتقدم وجهها في مظهر عابر إلى حد ما. تبع فيريس نظرتها بشكل طبيعي، ونظر إلى سماء الليل.

9

تراكم الرعب معاً من أجل فيريس. يمكنه فقط أن يرتجف. لم يستطع أن يتخيل أن أي شخص قد ترك السر ينزلق إلى كروش. لكن كان لديها فهم واضح للظروف بحيث بدا أن التسرب هو الاحتمال الوحيد. كيف حدث ذلك؟

بعد عدة ساعات من مغادرة ميكارت لمنزله، ارتدى فيريس فستاناً متألقاً في قاعة الحفلة بأكبر ابتسامة يستطيع حشدها.

 

“مرحباً بك، شكراً جزيلاً لقدومك.”
كان المساء، ووصلت عربات التنين المجهزة جيداً لقصر كارستن واحدة تلو الأخرى. فرسانهم—النبلاء وكبار الشخصيات من كل نوع—بدا كل شيء مثيراً للإعجاب مثل عرباتهم. لقد كانوا القلائل المحظوظين الذين تمت دعوتهم إلى حفلة عيد ميلاد ابنة الدوق، وعلى هذا النحو، فقد أظهروا رقياً من شأنه أن يترك الشخص العادي لاهثاً.
لحسن الحظ بالنسبة إلى فيريس، كان يعيش في ملكية الدوق الذي يستضيف الحفلة وكان صديقاً مقرباًلأحد أفراد العائلة الملكية.
بعد قول هذا، أمضت المرأة التي يعرفها وقتها في الظهور بمظهر جاد جداً وغير مؤنس عموماً، لذا فإن ما إذا كانت هذه التجربة ستساعده اليوم أم لا أمر مشكوك فيه. بغض النظر، استقبل فيريس كل الضيوف وأظهر لهم الاحترام المناسب تماماً لمكانتهم، وليس الخنوع أو الوقاحة. بينما كان مستعداً لاستقبال الزوار في ثوبه الأزرق، حتى أولئك الذين لم يعرفوه توقفوا عندما رأوه، بدا بعضهم وكأنهم قد يقعون في الحب.
في هذه اللحظة، كان يرفض بلطف تقدم بعض الشباب ذوي الكعب العالي.
“بالإعتقاد أنني سأغفل واحدة جميلة مثلك… لا يسعني إلا أن أنتقد نفسي لهذا الفشل في الحكم!”
“أوه، أنت لطيف. لكن لا يجب أن تكون فخماً جداً. المرأة الشابة معك تعطيني أبشع وهج… “بينما ابتعد الشاب، غمز فيريس للزوجين. لا مشكلة. كان كل شيء في غاية السهولة. أقل ما يمكن أن يفعله هو إبقاء الابتسامة على وجهه طوال الليل.

12

“معذرة”، كان أحدهم يقول للخادمة التي كانت ترتدي ملابس أنيقة بجانبه، زميلته في الاستقبال. “هل يمكنني الاستفسار عن مكان وجود الدوق كارستن؟ أود أن أطلب منه أن يقول بضع كلمات تمهيدية قبل أن نعلن عن امرأة الساعة، الآنسة كروش”.

“فيليكس أرجيل، الإقرار بأوامر صاحب السمو. سأحمي السيدة كروش، بدون أن أفشل”.

أجابت الخادمة: “أنا آسفة للغاية”، “لكن اللورد ميكارت مشوش في الوقت الحالي… أعتقد أنه سيكون هنا قريباً، لكن يجب أن أطلب منك الانتظار حتى ذلك الحين.”

“أم، اللورد ميكارت؟ آسف. أعلم أنه ليس مكاني حقاً، ولكن…” “…آه، فيليكس. نعم شكراً لك. ما هذا؟ ماذا تريد أن تسأل؟” “إنه يتعلق بحفل عيد ميلاد السيدة كروش. أعلم أنه يتعين علينا إلغاؤه، لكن الضيوف سيصلون قريباً. ماذا يجب أن نقول لهم؟ ” “هذا… هذا سؤال جيد. مشكلة أخرى يجب حلها. سيئ الحظ للغاية، كل هذا”. عض ميكارت شفته. ولكن بعد ذلك نظر إلى الأعلى فجأة. “بالحديث عن كروش، أين هي؟ أنت لم تتحدث معها عن هذا، أليس كذلك؟ ” “لا تقلق يا سيدي. أحضرت الرسول مباشرة إلى هنا… أظن أن السيدة كروش مشغولة بالترفيه عن الأمير فوريير الآن. على الأقل يمكننا أن نشكر سموه على ذلك”. “أرى، هذا جيد. هذا يمنحني المزيد من التقدير لسموه”. سمع زفير ارتياح ملموس من خلال الغرفة. لم يكن ميكارت الشخص الوحيد الذي استرخى. كل من يعرف كروش شاركه هذا الشعور. إذا اكتشفت الشابة، بشعورها بالفخر لبيتها النبيل وتفانيها للفروسية، أن الناس مهددون من قبل الوحوش الشيطانية، فسيكون من الصعب منعها من الخروج من الباب لإنقاذهم. يمكن لجميع أولئك الذين على دراية بطبيعتها العاطفية أن يقولوا إن الأمر منطقي فقط للتأكد من أنها لم تتأثر بهذا الموقف. “—الآن، وقتنا محدود. قال ميكارت: “ليس لدينا وقت طويل لنقضيه في القلق والجدل”. عادت ابتسامة الارتياح المؤقتة على محياه إلى عبوس مرة أخرى، وقام بتعديل وضعه في كرسيه. تسبب هذا في تصويب كل من في القاعة لظهورهم. واصغوا بصمت لكلماته.

“ياللعار، في مثل هذا اليوم المهم. أنا أفهم. أرجو أن تعذري سؤالي الوقح”.

كان أول أمر عمل في الصباح هو تقييم الانعكاس في المرآة.

منذ اللحظة التي بدأ فيها الضيوف في الوصول، لم يكن هناك نهاية للناس الذين يسألون عن الدوق ميكارت. كان طبيعي فقط. لم يتم اختيار سوى عدد قليل من الأشخاص لحضور الحفلة. بدون احتساب أفراد الأسرة، ربما كان معظم الأشخاص في الإقامة هنا للوصول لميكارت أو للتعبير عنه. بالطبع سيصابون بخيبة أمل إذا وجدوا أنه غائب.

أجابت الخادمة: “أنا آسفة للغاية”، “لكن اللورد ميكارت مشوش في الوقت الحالي… أعتقد أنه سيكون هنا قريباً، لكن يجب أن أطلب منك الانتظار حتى ذلك الحين.”

“حسناً، إذا سألهم مياو، سيقولون إنهم غير مستاءين، على الرغم من…”
“سيد فيريس، كن حذراً. أنت عابس.

11

“اووووبس! يجب أن أكون مياو حذراً”. كانت تمتمت فيريس لنفسه قد لفتت انتباه الخادمة. لا بد أنها شعرت بنفس الطريقة التي شعر بها، لأنها لم تعاقبه على ما قاله بالفعل. بقدر ما اعتادوا عليه، لا يزال هذا يؤذي أولئك الذين يتمنون الأفضل للأسرة.
ومع ذلك، يمكن ملاحظة المشاعر من كل نوع بين الضيوف. كان كذلك فقط. عندما تظهر نجمة الحفلة بأجمل فستان لها، لن يشعروا جميعاً سوى بالإعجاب.
“هيه-هيه…هيه-هيه-هيه!”
“سيد فيريس، أنا لا أحب النظرة في عينيك…”
“اووبس! يجب أن أكون مياو حذراً”. أخرج لسانه في حرج، بعد أن نادى مرتين، وإن كان ذلك بسبب إساءات مختلفة.
كان الحفل قد بدأ للتو، والضيوف ما زالوا يصلون. سيكون تقديم نجمة المساء، كروش، هو الحدث الرئيسي. حتى ذلك الحين، كان عليها أن تبقى في غرفتها. كانت بلا شك تشعر بالملل، لكن فيريس لم يستطع الشعور بالراحة.

“إنها غاضبة—كنت أعرف ذلك! ما رأيك؟! قل لي ما هو رأيك، فيريس! ” انحنى وهز الولد القط بشكل قاطع.

بفضل نعمتها الخاصة، كان من الصعب الحفاظ على الأسرار عن كروش لفترة طويلة. سمحت لها نعمة قراءة الرياح بتفسير الرياح—ليس فقط النسيم الفعلي ولكن الهواء في الغرفة أو الهواء المحيط بالشخص، الهالة التي تنقل مشاعرهم. كانت جيدة جداً في ذلك، وكان من الصعب للغاية خداعها. على الرغم من أن كروش كانت مستقيمة كما كانت، إلا أنها في بعض الأحيان سمحت لنفسها بأن تضلل بشأن الأمور اليومية البسيطة.

رجل وامرأة يرقصان تحت ضوء القمر، الحفلة فقط كما ينبغي أن تكون. —سيتذكر الضيوف الخطوات التي اتخذها الزوجان عندما تقترب حركاتهم الأنيقة المحسوبة من يوم مضطرب إلى نهاية لطيفة.

“لا يمكن معاملة السيدة كروش كشخص عادي… على الرغم من أنني أعتقد أن هذا جزء من سبب حبي لها كثيراً…”

ظهرت ابتسامة حزينة على وجه ميكارت الودود. شد شاربه غير اللائق كما قال، “أعتقد أنك كنت في رحلة مع كروش هذا الصباح. كيف حالها؟”

“سيد فيريس، هناك سيل لعاب يتدلى من فمك…”
“اوووبس! يجب أن أكون مياو حذراً”.
كانت ثلاث ضربات، ولم تكن الخادمة تبدو سعيدة للغاية. أدرك فيريس أنه من السخف أن تكون قلقاً للغاية بشأن القليل من المزاح، ولكن يبدو أيضاً أنه من المحتمل أن تكون هذه ليلة طويلة.
تمام. لقد حان الوقت لإعادة الابتسامة على وجهه ورمي نفسه لاستقبال الضيوف مرة أخرى…
”فيريس! فيريس، هل أنت هنا؟! ”
كما لو كان رداً على أفكاره، تماماً كما كان يحاول تحويل نفسه إلى آلة مبتسمة، دعا صوت من بعيد اسمه. لم يكن هناك شك في هويته—فهذه الطريقة الخاصة لجذب الانتباه يمكن أن تخص شخصاً واحداً فقط.
حتى عندما ادرم فيريس من يجب أن يكون صاحب الصوت، افترق الحشد. هناك، رفع يده ينادي ذلك الصوت المألوف ,فوريير.

كان هذا هو الوعد الذي قطعوه مع بعضهم البعض. كان لدى فوريير كل الحماس، لكن كروش كان لديها العزيمة. ثم بدأت المبارزات…

كان يرتدي ملابس لامعة، مع شعره الذهبي وعيونه القرمزية المتلألأة. عندما أدرك الناس أن الأمير الرابع للأمة كان واقفاً بينهم، بدأت الرؤوس تنحني.

6

“هممم؟ أوه، توقف عن ذلك، أنت رسمي للغاية. أنا شاب رحيم وودود. ولست مركز الاهتمام لهذه الليلة. اذهب إلى منصة السيدة الشابة واستمتع بالحفلة “. صرف فوريير الانتباه عن هذا الأمسية بإثارة العرض المفاجئ للإحترام. ثم مرة أخرى، نظراً لأنه كان في الواقع أميراً، فإن إظهار الاحترام له لم يكن مفاجئاً—لكن موقفه اليومي جعل من السهل نسيان ذلك.

ظهرت ابتسامة حزينة على وجه ميكارت الودود. شد شاربه غير اللائق كما قال، “أعتقد أنك كنت في رحلة مع كروش هذا الصباح. كيف حالها؟”

“سموه… الآن هناك شخص آخر لا يمكنك التعامل معه مثل شخص عادي…”
“ما الذي تمتم به، فيريس؟ أم… “مشى فوريير

كان الوعد الذي قطعه هو وكروش حقيقياً بما فيه الكفاية. عندما أعلنت كروش، قبل ست سنوات، أنها سترتدي ملابس الرجال فقط لبقية حياتها، رد فوريير أنه سيسمح لها بالقيام بذلك فقط حتى يهزمها في مبارزة بالسيف. كانت الذريعة بأنها كانت تفي بوعدها للأمير هي السبب وراء عدم تمكن ميكارت من الاعتراض بقوة أكبر.

 

“اووووبس! يجب أن أكون مياو حذراً”. كانت تمتمت فيريس لنفسه قد لفتت انتباه الخادمة. لا بد أنها شعرت بنفس الطريقة التي شعر بها، لأنها لم تعاقبه على ما قاله بالفعل. بقدر ما اعتادوا عليه، لا يزال هذا يؤذي أولئك الذين يتمنون الأفضل للأسرة. ومع ذلك، يمكن ملاحظة المشاعر من كل نوع بين الضيوف. كان كذلك فقط. عندما تظهر نجمة الحفلة بأجمل فستان لها، لن يشعروا جميعاً سوى بالإعجاب. “هيه-هيه…هيه-هيه-هيه!” “سيد فيريس، أنا لا أحب النظرة في عينيك…” “اووبس! يجب أن أكون مياو حذراً”. أخرج لسانه في حرج، بعد أن نادى مرتين، وإن كان ذلك بسبب إساءات مختلفة. كان الحفل قد بدأ للتو، والضيوف ما زالوا يصلون. سيكون تقديم نجمة المساء، كروش، هو الحدث الرئيسي. حتى ذلك الحين، كان عليها أن تبقى في غرفتها. كانت بلا شك تشعر بالملل، لكن فيريس لم يستطع الشعور بالراحة.

الحشد المنقسم الآن، مباشرة للخادمة والصبي. نظر فيريس ولباسه إلى الأعلى والأسفل، ثم أعطى إيماءة عميقة وتقديرية حقيقية.
“جميلة في الفستان كالعادة! سواء كان ذلك في حفلة عيد ميلاد أو اجتماع الخطوبة، فلن أتعب أبداً من رؤيتك هكذا! لك مديحي الحماسي! ”

“—” “أعلم أن وعدها معك هو سبب استمرار كروش في اللعب بسيوفها وارتداء ملابسها كرجل. لذلك، إذا كنت أرغب في التخفيف من حدته، فمن المنطقي أن أتحدث معك. ألن تتحدث معها؟ ” “—أفهم ما تحاول قوله، اللورد ميكارت. لكن أنا…” قاطعه ميكارت بحدة. “لا أعتقد أنك تفهم، فيليكس.” التقط فيريس أنفاسه. بدا الدوق أكثر كآبة ووحدة مما رآه في أي وقت مضى.

“ها-ها-ها، شكرا جزيلا لك. أنت تبدو محطماً بنفسك، صاحب السمو”.

“هناك الكثير الذي تعين القيام به حتى الآن قبل أن نقول أن كل شيء على ما يرام وينتهي بشكل جيد، ولكن الجزء الأفضل من هذه القضية قد تمت تسويته. وهذا سيفي بالغرض الآن! ”

“أليس كذلك؟ لقد كسرت عقلي عندما قررت ما سأرتديه الليلة. كنت بحاجة إلى شيء مناسب لحفلة عيد ميلاد كروش، شيء يمكنني فيه رفع رأسي عالياً بجانبها. ما رأيك فيريس؟ ”

كان فوريير يندم على ذلك طوال هذا الوقت. في مكان ما على طول الخط، بدأ يعتقد أن كروش لا تريد ارتداء ملابس الرجال ولكنها كانت تفعل ذلك بسبب الوعد الذي قطعوه. ومع مزيج من الصدق والغباء، شعر بالمسؤولية.

“عمل ممتاز يا مولاي. أنت تبدو كرجل عملياً”.
“هيه-هيه! نعم، أظن ذلك أيضا.” وضع يديه على وركيه، ونفخ صدره، وبدا بشكل عام مسروراً جداً بنفسه. كان يشبه إلى حد كبير عدم ملاحظته للسخرية في كلمات فيريس ؛ كان هذا جزءاً من سحره.
أدى وصول فورير إلى نزع فتيل بعض توقعات المبنى لنجم الحفلة، وربت فيريس على صدره، مسروراً.
“ولكن ماذا كنت تفعل كل هذا الوقت، صاحب السمو؟ أنا بالتأكيد لم أتمكن من الترفيه عنك. هل كنت في غرفة السيدو كروش أو شيء من هذا القبيل؟ ”
“آه، لو كان بإمكاني فقط أن أكون كذلك. لكني بالكاد استطعت أن أقضي كل النهار في غرفة أهم امرأة لهذه الأمسية. اسمح لي أن أكون واضحاً، أنا لم انسحب بسبب التحديق الطاغي للخادمات اللواتي كن يحاولن مساعدة السيدة الشابة على التغيير! كما أنني لم أتجول في القصر بنهاية خاسرة! ”
“بالطبع لا، صاحب السمو. أنا سعيد لأنك تمكنت من العثور علي”.
“نعم، راحة كبيرة. بصراحة، كنت أشعر بالوحدة إلى حد ما “.
دفعت الملاحظة الصادقة، الساذجة تقريباً، فيريس، وتفاجأ عندما وجد ابتسامة حقيقية على وجهه. كان هذا أول تعبير حقيقي عن السعادة أدلى به منذ بدء الحفل. لقد استمر الابتسام والتحية لفترة طويلة، وبدأ يعتقد أنه لن يكون قادراً على رسم ابتسامة حقيقية مرة أخرى.
لا يعني ذلك أنه كان يكره الابتسام، لكن الأمر كان أسهل كثيراً عندما يكون هادئاً داخلياً. لقد تمنى فقط أن يتمكن من مشاركة عبئه مع شخص ما هناك، حتى لو كان إخبار نجمة الأمسية نفسها غير وارد…
“اوه حسنا. لهذا السبب وثقوا بي لمشاهدة الأشياء هنا—لأننا لا نستطيع فعل ذلك على الرغم من بذل قصار جهدنا. ”
على الرغم من بذل قصارى جهده، وجد هذا القليل من الشفقة على الذات تتلاشى، واستخدم ابتسامة حزينة لتغطيتها. عندما فكر فيما كان يفعله ميكارت—لماذا لم يتمكن الدوق من التواجد هناك لتحية الضيوف—كان يعلم أنه بالكاد يشعر بالأسف على نفسه. وعلى أي حال، كانت هذه هي الوظيفة التي أوكلت إليه. المهمة الهامة التي أوكلها الدوق إلى فيليكس أرجيل.

“ماذا؟ وأنت تلومني على هذا؟ إير—أعني، أنا آسف. ”

“هذا كل شيء على ما يرام. لكن ألن يتم تقديم كروش بعد؟”
“نحن نحفظ الأفضل للأخير. سموك، تبدو متشوقاً كطفل”.
“حسنا ماذا تريد؟ أنا متشوق لرؤيتها! ألست كذلك؟ ”
“لقد رافقتها إلى التركيب، لذلك تمكنت بالفعل من الرؤية. آه! كانت السيدة كروش جميلة جداً في فستانها، مياو! ألهة بيننا!”
”غرر! هذا ليس عدلاً يا فيريس! في الواقع، هذا قاسي بصراحة! تذكر من قام بكل العمل حتى نتمكن من رؤية كروش في فستان”.
عقد فوريير ذراعيه وأطلق شخيراً غاضباً. بينما كان فيريس يائساً في كبح ضحكه.
“كل ذلك بفضلك، بالطبع، صاحب السمو. اللورد ميكارت يعرف ذلك، وكل الخدم، وأنا بالطبع أعرفه أيضاً. نحن جميعاً ممتنون لك.
شكراً جزيلاً لك! هيه-هيه.”
“همم، هل أنت الآن؟ حسنا هذا جيد. يجب أن يكون الرجل كريم القلب. أنا أسامحك! أليست شهامتي شاسعة مثل السماء؟ ما رأيك؟”
“أوه، إنها كذلك بالتأكيد. شهامتك مثل سماء زرقاء شاسعة”. لم يكن هذا تملقاً. حقاً فيريس شعر بهذه الطريقة. في الواقع، كان يعتقد أن فوريير هو الشمس في تلك السماء. وهذا من شأنه أن يجعل كروش هي الريح، النسيم غير المرئي الذي يهب عبر تلك الشمس وعبر السماء. ماذا جعله ذلك إذن؟ يمكن أن يتمنى أن يكون على الأقل سحابة تحملها تلك الريح عبر السماء.
“صاحب السمو؟”
بينما كان فيريس واقفاً، تائهاً في هذه الأفكار، وجد فجأة يداً أمام وجهه. كانت ملك فوريير. نظر الأمير إلى وجه فيريس المظلل ببراعة، ثم أعطى ابتسامته اللامعة المعتادة.
“هذا ليس وقت أن تبدو مختلفاً عنك، فيريس. هذا كله لأنك تجبر نفسك على الابتسام، تسير في هذا الاتجاه وهذا مثل دمية على خيط. خذ يدي—سنرقص. ”
“…أنا لا أجيد الابتسام، هوه؟”
“أوه، لم أقل ذلك. لقد ظننت فقط أنك تبدو مختلفاً عن المعتاد.
منذ متى ونحن نعرف بعضنا البعض؟ خمس سنوات بالفعل؟ من الطبيعي أن أعرف ابتسامة صديقي من الداخل والخارج”.

“حسناً، إذا سألهم مياو، سيقولون إنهم غير مستاءين، على الرغم من…” “سيد فيريس، كن حذراً. أنت عابس.

“هل تعتبرني صديقاً يا صاحب السمو؟” أجاب فيريس، ورفع حاجبه من الكلمة غير المتوقعة. تسبب ذلك في ظهور وجه الأمير الوسيم جاداً أمامه. ألقى فيريس نظرة استجواب.

“عن ماذا تتحدثين؟ ألم تدعواني إلى هنا بالتحديد كلاكما؟ للإحتفال بعيد ميلاد كروش؟ حتى أنني أحضرت دعوتي. ألقي نظرة!” وبصوت كثير من التنهد، ذهب فوريير إلى كروش، التي استقبلته بكل احترام، وأخرج رسالة. أخذتها كروش منه، قرأتها، وأومأت ببطء.

“لقد مرت خمس سنوات، ولم نتردد في التحدث مع بعضنا البعض، بل إننا نتشارك أسرارنا الصغيرة… إذا لم تكن هذه صداقة، فليس لدي أصدقاء.
ماذا كنت تفكر بي طوال هذا الوقت، فيريس؟ ”

اختلط كل شيء على فوريير. نظرت إليه كروش و فيريس وتنهدا في انسجام تام، لكن هذا جعله يضحك مرة أخرى.

“حسناً، أنا… إنه فقط، أنا أكره أن أكون وقحاً…”
“هاه! أنا أعطيك الإذن هنا والآن. لا يوجد وقاحة.
فيريس، أنت صديقي. قف بجانبي بفخر وشارك فرحتي في كل شيء. نعم؟ هل هو وعد؟ ”
لقد كان فوريير كلاسيكياً: قوياً وبدون الكثير من المراعاة لموقف الشخص الآخر أو مكانته. لكن الكلمات كانت بمثابة خلاص لفيريس، وقد تأثر بعمق. نظر إلى الأرض، وفجأة وجد نفسه على وشك البكاء. أخذ عدة أنفاس عميقة.
فقط بعد أن هدأ موجة العاطفة نظر إلى الأعلى. كانت هناك ابتسامة مزعجة على وجهه.
“إذن، سموك، ربما يمكنني أن أطلب منك أغنية واحدة قبل وصول السيدة المحبوبة كروش؟”
“برؤية كيف سألتك بالفعل—نعم، بالطبع. يمكنك الرقص في دور المرأة، أليس كذلك؟ أنا بالتأكيد لا أعرف كيف”.
“استرخي. في الواقع، جزء المرأة هو الجزء الوحيد الذي أعرفه “.
“حسناً وجيد، إذن—لأنني أعرف فقط جزء الرجل!” نفخ فوريير صدره، وهذه المرة لم يستطع فيريس حقاً مقاومة موجة من الضحك. ثم نظر إلى الخادمة التي بجانبه. أعطته غمزة قوية وكأنها تقول، دعني أتعامل مع الضيوف. أومأ برأسه ممتناً لاهتمامها.
“دعنا نرقص، إذن! اتبعني!”

“على الرغم من أن اللورد ميكارت حنث بوعده أيضاً… حسناً، هذا والدك!” علق فيريس. وافقت كروش على ذلك بقولها: “هناك بعض الأشياء التي أود أن أقولها له بمجرد تعافيه”. “حتى ذلك الحين، سوف أتذوق قليلاً من عمل والدي.” قرر ميكارت إخلاء القصر لبضعة أيام حتى تلتئم جروحه. خلال ذلك الوقت، كانت مسؤولية كروش هي إدارة المجال الدوقي. وضحت عيناها أنها تتطلع إلى ذلك.

 

كان هذا ببساطة مدى حماسة ضربات فوريير. كان هجومه، في طريقه، لقلب بذلة كروش. قد يكون تفانيه الواضح ناتجاً عن سوء فهم، لكنه أثر على العديد من الحاضرين.

12

“بالطبع يا مولاي.”
كان فوريير مليئاً بالحماس، بعد عندما مد يده، كانت لفتة لطيفة. اصطحب فيريس إلى منصة الرقص، كان يبدو طويل القامة وشجاع. عند رؤيته، وضع فيريس يده على صدره، وقلبه يخف قليلاً.
“بالمناسبة، سموك، أنت مخطئ بشأن المدة التي عرفنا فيها بعضنا البعض. ليست خمس سنوات. لقد كانت ستة”.
“همم؟ هل هذا صحيح؟ همم. حسناً، لا يهم. في ضوء المدة التي سنتعرف فيها على بعضنا البعض، فهذا ليس سوى شيء صغير. ألا تعتقد ذلك؟ ”
“يا إلهي … حسناً، إذا قال سموك ذلك.”
في منتصف منصة الرقص، واجهوا بعضهم البعض وامسكوا بإيديهم.
قمع فيريس ابتسامته، لكن حواف شفتيه شدت. رآها فوريير وابتسم أيضاً، ثم بدأت الموسيقى.
بدأوا بالرقص، متتبعين الخطوات في الضوء البرتقالي الساطع للشمس الغارقة.
كان الليل يسقط بالفعل، وانتظروا بقلق الشخص الذي كانوا جميعاً هنا للإحتفال به. كان حفل عيد الميلاد قد بدأ للتو.

“لا يمكن معاملة السيدة كروش كشخص عادي… على الرغم من أنني أعتقد أن هذا جزء من سبب حبي لها كثيراً…”

10

“من الطبيعي أن يطلب مني والدي التصرف بشكل مناسب بصفتي ابنة دوق. على الرغم من أنني أتمنى أن يقبلني في أحد هذه الأيام… إذن من منا أكثر عناداً—أنا أم أبي؟ ”

“سموك، لم أكن أعلم أبداً أنك مبني جيداً. يمكنني أن أشعر بقلبي يتسابق”.

“ها-ها-ها-ها! هل رأيت ذلك؟ كيف تظاهرت بالبكاء من أجل كسب تعاطف خصمي وكسب الوقت الكافي لفيريس لشفائي؟ مجرد واحدة أخرى من حساباتي الذكية المخيفة…! ”

“لا يمكنك، رغم ذلك؟ هذا لأنني شاب رائع. لكن، اممم، توقف عن الاحمرار والتلويح بي هكذا. إنه يعطيني شعوراً غريباً جداً! ”

“من فضلكم كونوا لطفاء حتى تغفروا وقاحتي في وقت سابق. والوقت الإضافي الذي منحتم لي، أنا في غاية الامتنان. أقدم لكم كل شكري العميق “. “—” “شكراً لكم، كل واحد منكم، على حضوركم إلى هنا اليوم من أجلي. أنا الآن في السابعة عشرة من عمري، وأنا أكبر من أن أسعى للحصول على تسامح والدي أو أي منكم. اليوم وفي حياتي حتى هذه اللحظة، تم دعمي من قبل عدد كبير من الناس في العديد من الأشياء. لذلك اليوم، أود أن أقطع نذراً “. نظرت إلى الأمام مباشرة، وصوتها بلا خجل، محمولاً لكل من في الغرفة. “من هذا اليوم، سأعيش، أنا كروش كارستن، كشخص نبيل، بطريقة ترضي توقعات كل من اسم عائلتي وتوقعاتكم جميعاً هنا اليوم. أنتم جميعاً شهود لي. شاهدوني في المستقبل، واعرفوا ما إذا كنت أخلف بهذا الوعد أم لا. “—” “سامحوني مرة أخرى لأنني أزعجتكم جميعاً بهذا. من فضلكم، لنستمتع بالدردشة مع بعضنا البعض. أقدم لكم مرة أخرى امتناني العميق لانضمامكم لنا اليوم”.

“آه … ألم تقل الحقيقة عندما قلت إننا أصدقاء، سموك؟”

واليوم، ظهرت الأرانب العملاقة في سهل فوتور، وهي منطقة برية على حافة مجال كارستن. وأول من لاحظ الأرانب هم مجموعة من الصيادين في غابة قريبة. كانوا يحاولون الحصول على جلود من حيوان يمكن العثور عليه هناك يسمى يوبزوس عندما نصبت لهم الأرانب كميناً”.

“بالطبع قلت! لـ- لكنني قلق من أنه إذا سارت الأمور جنوباً، فلن نكون مجرد أصدقاء بعد الآن! توقف عن إغاظتي! من تعتقدني؟! ”

لقد أنهوا رقصتهم وتركوا الأرضية لتصفيق مدو.
كانوا يسيرون في ممر القصر، متجهين إلى غرفة كروش، وفيريس يضايق فوريير على طول الطريق.

عندما ذهب فيريس ليسأل عن العمل الروتيني الذي يجب أن يقوم به بعد ذلك، وجد مجموعة من الخدم تدور حول شخص ما. ذهب لإلقاء نظرة أفضل ورأى شاباً ينفد وهو يتعرق بغزارة. يبدو أنه قدم راكضاً بسرعة فائقة من عربته، وكان كل شبر منه يصرخ بأن المتاعب كانت على قدم وساق. لم يصب بأذى، لكنه كان مرهقاً بشكل واضح، ومثقلاً نفسياً وجسدياً. “يجب أن أقول له ما الذي أتى بي إلى هنا…!” “أخبرنا إذن. ما الذي يجري؟” عندما سقط الشاب على ركبتيه، نظر إلى فيريس. ابتلع الفتى القط لعابه رأى المظهر المروع لوجهه. قال الشاب مرتجفاً وخائفاً، “ظهرت الوحوش الشيطانية في سهل فوتور—أرانب ضخمة!”

لقد كاد أن ينسى مهمته، وانخرط في الرقص كما هو، لكن كان من المفترض أن يتأكد من أن الحفلة تسير بسلاسة. لقد فوجئ بمدى شعوره بأنه كان قادراً على المساهمة في تحقيق هذا الهدف.

“وجهتي هي سهل فوتور. والدي يتجه إلى هناك بسبب كارثة… الوحوش الشيطانية. غادر القصر مع باردوك وبعض المقربين الآخرين، عازماً على الوصول إلى هناك الليلة. هل أنا مخطئة؟ ”

 

كاد فوريير يبكي وهو مغطى بالغبار، تشبث بفيريس. استخدم فتى القط سحره الشافي. موجة من الراحة غمرت الكدمات التي أحدثها سيف كروش الخشبي. ونهض فوريير ببطء.

كان الهدف التالي هو التأكد من أن كروش سترتدي ملابس مناسبة. ستحتاج قريباً إلى أن تكون جاهزة لتقديمها إلى الحفلة.

3

قال فيريس لفوريير: “كرجل، سموك، لا يمكنك أن تأتي إلى الغرفة”. “سترى فستانها عندما يراه الآخرون. تعال، شو! ”

“ها-ها-ها-ها! تحول مسلي. لكنني أعلم أنك تمزح. لن تقول كروش مثل هذا الشيء أبداً. من المؤكد أنها سوف تتحداني وجهاً لوجه. مسألة بسيطة، للرؤية من خلال خدعتك الصغيرة… أنت تمزح، أليس كذلك؟ ”

“ماذا ؟ وللتفكير، كنت تعاملني بلطف شديد حتى هذه اللحظة. على أي حال، لم يكن لدي أي نية لمحاولة شق طريقي إلى غرفة كروش. اعتقدت فقط أنها قد تكون متوترة وأردت أن أكون هنا لتهدئتها “.

—كان الحضور في الحفل في قصر كارستن يتزايدون ببطء.

بدا الأمر وكأنه عذر، لكن فيريس استسلم لنبل الأمر وسمح للأمير بمرافقته. على أي حال، كان صحيحاً بالتأكيد أن كروش قد تكون قلقة بعض الشيء بشأن الظهور أمام حشد من الناس في فستان.
كان من الممكن ألا يكون وجود فوريير مضيعة كاملة.

“أنا سعيد لرؤيتهم وهم يغادرون بأمان… لكنني لم أعرف أبداً ما الذي كان يحدث بالضبط. أتساءل ماذا يمكن أن يكون؟ همم…” وبينما كان يتحدث، جثا على ركبتيه حتى كان وجهاً لوجه مع الخادم الشخصي، الذي تركوه هناك. أولاً أخذ الكمامة من فم الرجل الممتن.

مع وضع هذا في الاعتبار، وصل الاثنان إلى غرفة كروش. طرق فيريس على الباب.

في الردهة، تم تبادل تحيات الصباح والابتسامات مع الخدم الذين بدأوا بالفعل عمل اليوم. لاحظ الجميع التباطؤ المفاجئ، وكان هناك تحذير لطيف بعدم الإصابة بنزلة برد.

“سيدة كروووش! إنه فيريس. هل يمكنني الدخول؟ ”
“—فيريس. كنت في انتظارك. ادخل.”
نفس الصوت الذكوري كما هو الحال دائماً رحب به ودعاه للحضور. دخل هو وفوريير إلى الغرفة—ثم تيبسوا تماماً.
“أرى أن صاحب السمو معك. هذا غير متوقع”.
لم تكن كروش ترتدي الفستان، ولكن الزي العسكري الذي اعتادوا عليه. لا مشكلة. لقد احتاجت فقط إلى خلع ملابس الرجال وتغيير ملابسها. كانت القضية ما كان عند قدميها.

“دعيت هنا، وماذا أجد؟ فيريس، يجب ألا تضايق صاحب السمو بقسوة “. فتح الباب، وكروش تطل على الداخل.

كان كبير الخدم جالساً هناك مقيداً ومكمم.
“سـ-سيدة كروش؟! ماذا يحدث هنا؟!”
“أتفهم دهشتك، لكن ابق هادئاً. مالوني سالم. لقد قيدته فقط لأنني لم أرده أن يعيق طريقي. أنا متأكدة من أن الخادمة القادمة ستحرره”.
“لقد ربطته. لماذا ربطته؟ ”
“أنت تعرف أنني سيئة في الضرب حول الأدغال، لذا دعني أكون مباشرة معك. أين ذهب والدي؟ ”
“—”
كما ملت عيون كروش الكهرمانية عليه، انقبض حلق فيريس من الرعب. رد فعله جعل كروش أكثر يقيناً. وضعت يدها على نافذة غرفتها. كانوا في الطابق الأول فقط. يمكنها التسلق بسهولة. ومن الواضح أنها كانت على وشك.
“ا-انتظري يا سيدتي! إلى أين تذهبين؟ وكيف ستعرفين أن تذهبي هناك؟”

ثم ضحك بمرح، كما لو كانت هذه مجرد ليلة أخرى طبيعية تماماً.

“وجهتي هي سهل فوتور. والدي يتجه إلى هناك بسبب كارثة… الوحوش الشيطانية. غادر القصر مع باردوك وبعض المقربين الآخرين، عازماً على الوصول إلى هناك الليلة. هل أنا مخطئة؟ ”

كان أول أمر عمل في الصباح هو تقييم الانعكاس في المرآة.

تراكم الرعب معاً من أجل فيريس. يمكنه فقط أن يرتجف. لم يستطع أن يتخيل أن أي شخص قد ترك السر ينزلق إلى كروش. لكن كان لديها فهم واضح للظروف بحيث بدا أن التسرب هو الاحتمال الوحيد. كيف حدث ذلك؟

جلس فيريس وميكارت في مواجهة بعضهما البعض على الأريكة، وأحضر الخادم الشاي بسهولة كما لو كان كل هذا مخططاً له. بعد وضع الكؤوس البخارية، غادر الخادم بانحناءة عميقة.

“كنت أعلم أنه سيكون من المستحيل الحصول على كل شيء من شخص واحد. لذلك ذهبت واحداً تلو الأخرى، جمعت معاً أجزاء ما يعرفه كل شخص.
وقد أعطيتني للتو دليلي، فيريس “.

9

“اووبس…”
“سأقف إلى جانب والدي. ربما لن أكون أي مساعدة. ربما يسخرون مني قائلين إنني لم أكن بحاجة للحضور. لكن يجب على الذهاب. عندما يجتمع الخدم الأكثر ولاءً لدينا عند ذروة الأسد، فهل أرتدي عباءًة منتظرةً لسماع ما سيحدث لهم؟ لن أقف لها”.
بالطبع كانت ستقول ذلك. لقد عرفوا أن هذا هو رد فعلها في اللحظة التي تسمع فيها عن ذلك، ولهذا السبب عمل كل فرد في الأسرة بجد لإبعاده عنها. لكن عبقرية المرأة الشابة الفريدة والحدة الاستثنائيّة أبطلت كل جهودهم.

راضية عن إعلان فيريس عن كونه بصحة جيدة، عادت كروش إلى وضعها الأصلي، كما لو تم سحبها. كان هذا الحقل العشبي هو المكان الذي يأتي إليه الاثنان دائماً عندما يريدان رحلة طويلة. على بعد حوالي ساعة من القصر، مكان مليء بالمانا النقية و الريح. يبدو أنها تقترب من أن تكون مقدسة. لطالما شعر فيريس بسعادة غامرة لقضاء بعض الوقت مع الاثنين فقط، في مكان لا يمكن لأحد مقاطعتهم فيه.

“انتظري لحظة، كروش! من قال أنه يمكنك فعل شيء كهذا؟ ” نادى فوريير من جوار فيريس، الذي كان قد خضع للصمت.
بالطبع، لم تكن كروش قادرث على تجاهله. قالت: “جلالتك…” ونبرتها خافتة أكثر من ذي قبل. “رجائاً سامحني. يجب أن أفعل هذا لكي أكون أنا. أقسم أنني سأعوض عن كوني وقحة جداً مع جميع ضيوفي. لكنني عضوة في عائلة دوقية. يجب أن تدعني أذهب”.
“لا تحاولي التسرع في المناقشة. إنها ليست مسألة الذهاب أو عدم الذهاب في الوقت الحالي. أولاً وقبل كل شيء—ليس لدي أدنى فكرة عما يحدث! أليس ميكارت في الفراش مصاباً بالحمى؟ هذا ما سمعت. على الرغم من أنه بالنظر إلى فيريس، لا أعتقد أن هذا صحيح “. نظر إلى الفتى القط، الذي كانت أكتافه ترتجف، من زاوية عينه. “حسناً، أياً يكن.” هز رأسه. “لا أعرف بالضبط ما يخطط له فيريس وميكارت، لكنني أجد صعوبة في مسامحتك، كروش. ما الذي أدى بك إلى هذا الضلال؟ ”
“ضلال، سموك…؟”
“إذا كان لديك حقاً فخر دم خادم الملك الأسد يتدفق من خلالك، فمن واجبك ألا تضيعي احتفالات اليوم.
ليس لك أن تقرري أيهما أكثر أهمية، ساحة المعركة أو حفلة عيد الميلاد. كما أنك لست من سيحدد سمعتك في نهاية المطاف—لن أدعك تنسي تعهدك بمتابعة هذا الأمر”.

“أنا ممتن للنجوم والسماء والأرض… ولكروش, بالتأكيد. أنا سعيد جداً لأنها ولدت”.

“—”
توتر وجه كروش قليلاً عند كلمات فوريير الصارمة. لم يفهم فيريس تماماً كل ما بدا وكأنه يصدمها. يبدو أن الشيء الأكثر أهمية قد تم التحدث عنه بشكل خاص بين فوريير وكروش وحدهما.
“انسى…؟ لا، كما يقول سموك. لكن أنا… يجب أن…”
“سيدة كروش…”
عرف فيريس جيداً الألم، موجة العاطفة التي تتضخم في قلب كروش وتهدد بابتلاعها. فخرها كعضوة في عائلة دوقية يحارب الآن طبقات هويتها التي بنتها. كلاهما جزء لا غنى عنه منها ؛ بدون أي منهما، لا يمكن أن تكون كروش هي كروش.
“سموك، هل تخبرني أن أبقى هنا، ارسم ابتسامة مزيفة على وجهي، و…؟”
“—؟ لا، أنا لا أقول مثل هذا الشيء. أعتقد أنك لازلت تسيئين فهم شيء ما”.
“ماذا؟”
أثار تعبير فوريير الحائر أصوات مفاجأة من كل من كروش و فيريس. توهجت عينا فوريير عند رد الفعل غير العادي لكل من الخادم والسيدة الشابة، ثم أعطى إحدى ابتساماته المسننة.
“استمعي. ما أحاول قوله ليس أنه يجب عليك حماية منصبك كعضوة في العائلة الدوقية. بل يجب أن تحمي من وما أنت كـ كروش كارستن، ابنة الدوق”.
“ماذا تقصد بذلك سموك؟”
“أنت ترغبين في دعم والدك، ويجب أن تستمري في احتفال عيد الميلاد هذا. كلا الواجبين مطلوبان بالتساوي من كروش كارستن، ابنة الدوق. ويجب ألا تفشلي في أي منهما، بل يجب أن تريهما على حد سواء، تماماً مثلما أعرفك”.
“—؟!”
تحدث فوريير بكل ثقة من شخص كان يقول شيئاً بسيطاً جداً. وبينما بدا وكأنه يعتقد أنه قدم نصيحة جيدة، بدت الشابة التي كانت تستمع إليه منزعجة من هذا الرأي المتناقض.

“أليس كذلك؟ لقد كسرت عقلي عندما قررت ما سأرتديه الليلة. كنت بحاجة إلى شيء مناسب لحفلة عيد ميلاد كروش، شيء يمكنني فيه رفع رأسي عالياً بجانبها. ما رأيك فيريس؟ ”

قالت كروش: “بالطبع سيكون من المثالي القيام بالأمرين”. “لكن من الناحية الواقعية…بقوتي، لن أستطيع… ”

“نعم سيدي؟” التفت فيريس إلى الصوت، وقدم مظهره الأكثر بناتية في نوبة من الغيظ. بدا الرجل الآخر مستاءً من النظرة المغازلة الصريحة.

“مخطئة مرة أخرى. لديك أنا. لديك فيريس. أنت لست وحدك”.
“سموك…”
“من لم يحضر حفل حيث لم تسر الأمور تماماً وفقاً للجدول الزمني؟ ماذا مع كل الاحتفال والشراب… إذا تأخرت نجمة العرض قليلاً، سيجد سيد الاحتفال طريقة ما لشراء الوقت لها. قال فوريير، وهو يضرب الوضع وكأنه يرقص بشفرة غير مرئية. تسبب هذا في أن ترمش كروش، التي كانت تقف حتى تلك اللحظة مذهولة. ثم ظهرت ابتسامة ناعمة على وجهها، كانت طبيعية وجميلة بما يكفي لإيقاع قلوب كل من فيريس وفوريير.
“اهتمام جلالتك بي هو أعظم هدية من أي شيء آخر. دع شخصي وقلبي ينالان الولاء التام لك. شكرا جزيلا.”
“أوه، توقفي، توقفي! أشعر بالحرج عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة. أنت وأنا صديقان. يجب ألا ندع الأشياء الصغيرة تقلقنا. الأهم—فيريس! ”
“إرر-نعم سيدي!” استقام عندما دعا الأمير اسمه فجأة.
ربتة فوريير على كتفه.
“كروش ستفعل شيئاً أحمق. وأنت ستحميها. أنت فارسها، بعد كل شيء”.
“أنا… فارس السيدة كروش؟”
“يجب أن يكون الفارس الحقيقي دائماً بجانب سيدته ويتصرف باستمرار للحفاظ على سلامتها. لا يمكنني التفكير في أي فارس آخر لـ كروش غيرك”.
فاضت آلاف المشاعر داخل فيريس عند هذه الكلمات.
منذ فترة طويلة تسبب ضعفه الجسدي في فقدان الأمل في استخدام السيف لحماية كروش. لقد استبدل هذا الحلم بوعد مع سيدته، لكنه بدا اليوم على وشك أن يفقد هذا الوعد. في هذا اليوم، عندما بدا أنه لم يكن لديه مكان يلجأ إليه ولا أحد ينظر إليه، سيحصل عوضاً عن ذلك على نذر جديد.
“لكنني بالكاد أستطيع حمل سيف… سأكون فارساً ما.”
“إنها إرادة سموه. أما السيف فدعني أمسكه أنا. أريدك أن تكون بجانبي، وأن تفعل ما يمكنك أنت فقط القيام به. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه من فارسي”.

ترك الأمر لـ كروش للتأكد من أنه لن يذهب دون دفع عقوبة زلته في آداب السلوك. لكن في الوقت نفسه، كان الثلاثة قريبين جداً لدرجة أن مثل هذا الإستهتار يمكن أن يستمر دون انتقام حقيقي. بالنسبة إلى فيريس، الذي كان لديه القليل من الأشياء التي اعتبرها ثمينة، كانت هذه الرابطة شيئاً يعتز به. عندما فكر فيما هو مهم بالنسبة له، فكر في كروش و ميكارت و فورير. والخدم في منزل كارستن. ناهيك عن المرضى والزملاء الذين قابلهم بفضل عمله ملقي تعاويذ. اتضح أنه كان هناك عدد غير قليل من الأشخاص الذين يقدرهم.

أرسل إعلان كروش دمعة ساخنة تتدحرج على خد فيريس. شعر كما لو أنها ستحرقه، وسرعان ما مسحها بعيداً. ثم التفت إلى فوريير. لقد كان يعرف الأمير جيداً، لكنه الآن ينظر إليه باحترام أكبر.

تشابكت ذراعيه، وشرب الأمير الرابع على مرأى من كروش في ثوبها، ثم أومأ برأسه.

“فيليكس أرجيل، الإقرار بأوامر صاحب السمو. سأحمي السيدة كروش، بدون أن أفشل”.

“فيليكس أرجيل، الإقرار بأوامر صاحب السمو. سأحمي السيدة كروش، بدون أن أفشل”.

لقد قام بأكتر انحناءة تفصيلاً ممكنة. أومأ فوريير برأسه، ثم فجأة سلم شيئاً إلى كروش. لقد أحضر الشيء معه على وجه التحديد عندما سمع أنهم متجهون إلى غرفة كروش.

الحشد المنقسم الآن، مباشرة للخادمة والصبي. نظر فيريس ولباسه إلى الأعلى والأسفل، ثم أعطى إيماءة عميقة وتقديرية حقيقية. “جميلة في الفستان كالعادة! سواء كان ذلك في حفلة عيد ميلاد أو اجتماع الخطوبة، فلن أتعب أبداً من رؤيتك هكذا! لك مديحي الحماسي! ”

“ما هذا يا صاحب السمو؟”
“قلتي إن إهتمامي هو هدية كافية بالنسبة لك—لكن ليس لي. لذلك أعددت لك هدية أيضاً. أعتقد أنها سوف تناسبك أفضل من أي شيء آخر”.
كانت رزمة طويلة ورفيعة لكنها ثقيلة بشكل ملحوظ. اتسعت عيون كروش وهي تفكها. كانت تحمل سيفاً في يديها—كان من الواضح أنه كان تحفة من ناحية الجودة.
“هذا هو الأفضل من بين جميع الشفرات الموجودة في مستودع الأسلحة الملكي. طلبت من بوردو التحقق من ذلك، لذلك أنا متأكد من أنه حقيقي. إنه هديتي لك”.
“سموك… كنت أظن أنك ضد حملي للسيف.”
“ماذا يمكنني أن أفعل أيضاً؟ لقد رأيتك مع السيف في يدك طوال حياتي. هذا هو أكثر ما تحبينه. أنا متأكد من أنك ستكونين مذهلة في الفستان… ولكن في رأيي، ستكونين دائماً الفتاة التي تمسك بالسيف”.
بدأ فوريير يحمر من التحدث عن رأيه بشكل مباشر. “إذا لم تتخلي عن النصل، فعندئذٍ آمل أن أتمكن على الأقل من اختيار النصل الذي تحملينه.
خلاف ذلك، قد لا تستبدلين هذا الخنجر أبداً. وقد لا أستعيدك أبداً من الملك الأسد”.
قالت كروش، مقطوعة عن نفسها: “لقد كان الأسد الملك دائماً… لا”.
هزت رأسها. ثم رفعت السيف عالياً وقالت: “أنا ممتنة لهذه السعادة. أعدك بأنني سأفعل ما يستحق اهتمامك الثمين بي”.
“جيد! … حسناً، أعترف أن هذا لم يكن بالضبط كما توقعت منك أن تقبليه، ولكن نفس الشيء تماماً! ”
لقد بذل فوريير، بطريقته الخاصة، قصارى جهده للتعبير عن مشاعره، ولكن بفضل غفلة كروش، فقد ذهبوا مباشرة فوق رأسها.
شعر فيريس بالسوء حيال ذلك، لكن احترامه لفوريير نما أكثر.
ثم قالت كروش، “حسناً، دعنا نذهب، فيريس. سنساعد والدي ونعود على الفور للحفل! ”

قالت كروش: “بالطبع سيكون من المثالي القيام بالأمرين”. “لكن من الناحية الواقعية…بقوتي، لن أستطيع… ”

“يا، يبدو أنه يتطلب الكثير من العمل! وهنا كان فيري مشغولا للغاية طوال الليل…”

مع خروج الخادم وإغلاق الباب، وضع ميكارت كوبه على شفتيه وارتشف بعناية. “… ستحتفل كروش بعيد ميلادها السابع عشر قريباً.”

لكن كروش كانت بالفعل خارج النافذة. ربط فيريس ثوبه وتبعها. نزل على العشب حيث يلفه هواء الليل، وتنفس الصعداء متسائلاً ما الذي يدخلون فيه.

“ماذا ؟ وللتفكير، كنت تعاملني بلطف شديد حتى هذه اللحظة. على أي حال، لم يكن لدي أي نية لمحاولة شق طريقي إلى غرفة كروش. اعتقدت فقط أنها قد تكون متوترة وأردت أن أكون هنا لتهدئتها “.

لكن الشعور اليائس بالعزلة الذي شعر به أثناء محاولته خداع سيدته لم يعد موجوداً.

“مازلت، غير متأكد من كيفية تحول الأمور لفترة من الوقت هناك!” قال فيريس.

بعد أن رأى الاثنين بسلام بعيداً، كان أول شيء فعله فوريير هو إغلاق النافذة.

قبل كل شيء، كل من كان جزءاً من تلك المعركة سيتحدث عن تقنية سيف كروش—المهارة التي سُميت فيما بعد “ضربة واحدة، مائة سقوط”.

“أنا سعيد لرؤيتهم وهم يغادرون بأمان… لكنني لم أعرف أبداً ما الذي كان يحدث بالضبط. أتساءل ماذا يمكن أن يكون؟ همم…”
وبينما كان يتحدث، جثا على ركبتيه حتى كان وجهاً لوجه مع الخادم الشخصي، الذي تركوه هناك. أولاً أخذ الكمامة من فم الرجل الممتن.

 

“أريدك أن تشرح لي بعض الأشياء. ثم سيتعين علينا معرفة كيفية تجاوز هذه الضيق الشديد إلى حد ما. بصفتنا ممثلين لـ كروش، لدينا مسؤولية جسيمة! ”

ثم ضحك بمرح، كما لو كانت هذه مجرد ليلة أخرى طبيعية تماماً.

“عليك أن تقبل بـ فيريس، يا مولاي. أؤكد لك أن ساقيه ليستا أقل روعة من ساقاي”.

11

“سيدة كروووش! إنه فيريس. هل يمكنني الدخول؟ ” “—فيريس. كنت في انتظارك. ادخل.” نفس الصوت الذكوري كما هو الحال دائماً رحب به ودعاه للحضور. دخل هو وفوريير إلى الغرفة—ثم تيبسوا تماماً. “أرى أن صاحب السمو معك. هذا غير متوقع”. لم تكن كروش ترتدي الفستان، ولكن الزي العسكري الذي اعتادوا عليه. لا مشكلة. لقد احتاجت فقط إلى خلع ملابس الرجال وتغيير ملابسها. كانت القضية ما كان عند قدميها.

—كان الحضور في الحفل في قصر كارستن يتزايدون ببطء.

“…تريد من السيدة كروش أن ترتدي فستاناً، أليس كذلك؟” “نعم، فيليكس، بالضبط. إنه عيد ميلادها. وفي هذا العام، أفكر في شيء باهظ أكثر من المعتاد. لذلك أتمنى حقاً أن ترتدي شيئاً مناسباً…” “إذا كان ذلك ممكناً، يا سيدي، أعتقد حقاً أنه يجب عليك التحدث معها بنفسك. ليس عليك المرور من خلالي… ” “تلك الفتاة لن تومئ برأسها إذا لم تفعل، أليس هذا صحيحاً؟” سأل ميكارت بصوت منخفض. اكتشفت آذان القط فيريس على الفور حدوث تغيير في الهواء. كانت آذان القط الكتانية التي ورثها عن أسلافه شبه البشريين حساسة بشكل استثنائي للتحولات الطفيفة في الغلاف الجوي والبيئة.

كان من الطبيعي ذلك. بدأ الاحتفال منذ ساعات، وقد مضى وقتاً طويلاً من الليل، وكان الجو العام متوقعاً للغاية. الآن كانوا جميعاً ينتظرون الحدث الرئيسي، ظهور كروش، ابنة الدوق.

نظر إليه فتى القط، وأومأ ميكارت برأسه. عرف فيريس على الفور ما يعنيه ذلك. ضم يديه أمام صدره كما لو كان يصلي وانتظر ليرى كيف ستنتهي المعركة.

ومع ذلك، فشل الشخص الاهم تماماً في الظهور. علاوة على ذلك، لم يكن ميكارت كارستن، مضيف الحفل، في أي مكان يمكن رؤيته فيه، مدعياً المرض.

اختلط كل شيء على فوريير. نظرت إليه كروش و فيريس وتنهدا في انسجام تام، لكن هذا جعله يضحك مرة أخرى.

كيف لا يشعر المدعوون بقليل من الانهيار؟

كان هناك فرق هائل في قدراتهم، لكنه لم يكن خطأ فوريير. كان فيريس متحيزاً إلى حد ما في تقييمه، لكن فوريير كان أكثر مهارة من ذلك بكثير من النبلاء العاديين في سنه. رغبته في هزيمة كروش، جنباً إلى جنب مع سنوات عديدة من هذه المبارزات، حولته من أمير مدلل إلى رجل يمكنه أن يمسك بنصله. لا يزال غير قادر على التحدث عن موهبتها ومدى صعوبة عملها.

“دعوتنا إلى حفلة لا يحضر فيها المضيف ولا المحتفل—هل يسخرون منا؟ ” على الرغم من عدم تحدث أحد بصوت عالٍ للغاية، إلا أن الكثيرين اطلقوا تصريحات تحت أنفاسهم.
على الرغم من صعوبة موقفهم، بذل الخدم قصارى جهدهم لأداء واجباتهم من أجل سيدهم وسيدتهم الشابة.
كان هذا الولاء من الدرجة الأولى.

قال فوريير: “أحب التعبير على وجهك”. اتسعت عيون كروش مع الدهشة، ثم ابتسمت. “نعم، ربما يكون مظهره جيداً. لقد مرت الليلة الماضية ببعض التجارب التي عادة ما يكون من الصعب اكتسابها بعدة طرق. أفترض أن أبي لن يكون سعيداً لسماعني أقول هذا، لكنني أشعر كما لو أن إساءة الأمس سمحت لي أخيراً بأن أصبح نفسي “. كان وجهها صافياً مثل يوم جميل كما وصفت مشاعرها. كانت ابتسامتها مثالية، كان فوريير مفتوناً تماماً. بينما كان فم الأمير يعمل، محاولاً التحدث، تلقى فيريس بريقاً مؤذٍ في عينه وأعطى ذراع كروش ضغطاً شديداً بشكل خاص. “و! وقلتي إن ارتداء الفستان لم يكن سيئاً للغاية، أليس كذلك؟! ” “كنت قلقة إلى حد ما قبل أن أرتديه، لكن عندما جربته، وجدت أنه كان من الممكن أن يكون أسوأ. من الآن فصاعداً… حسناً، أعتقد أنه يمكنني استخدام مثل هذا الشيء للنوم فيه. ” “أعتقد أن هذا مثالي! فيري سعيد بالرقص معك بملابسك المعتادة، ولكن إذا كان بإمكاننا ارتداء الفساتين، فسيكون ذلك رائعاً مياو! ” “هذا شيء أزعجني! هل يجب أن تعرف المرأة التي ترتدي الفستان كلا الجزأين حقاً؟ أو… انتظر، هل قلت ذلك بالمقلوب؟ هل يجب على الرجل في فستان أن يعرف… همم؟ ماذا…؟ ما الذي أسأله حتى؟! ”

“إرر… حتى مع وجودي في دفة القيادة، قد يكون من الصعب سحب الأمور لفترة أطول…”

“كنت أعلم أنه سيكون من المستحيل الحصول على كل شيء من شخص واحد. لذلك ذهبت واحداً تلو الأخرى، جمعت معاً أجزاء ما يعرفه كل شخص. وقد أعطيتني للتو دليلي، فيريس “.

فوريير هو الوحيد من بين الضيوف الذي يعلم ما كان يحدث بالفعل. لقد استخدم منصبه وبعض الشائعات الموضوعة جيداً لتهدئة استياء الضيوف المتزايد، لكن الأمر أصبح أكثر صعوبة. كان بإمكانه الهائهم فقط برقصات سيف الهواة وعروض ليوريلاي اللائقة مرات عديدة.

قال ميكارت: “لا يهم ما إذا كان ذلك في الحشد فقط، أم للعرض فقط”. “بالطبع، في أعماقي، كنت أتمنى دائماً أن تتصرف كما هو متوقع من ابنة دوق، لكن طلباتي على هذه الجبهة قوبلت بالرفض كثيراً لدرجة أنني أعرف أفضل الآن. آمل أن يسمح اقتراحي هذه المرة بالاجتماع في المنتصف”.

تركه هذا الأمر مع خيار واحد فقط، وهو فن سري متوارث في السلالة الملكية. كان فوريير سيتخلى عن كبريائه كعضو في العائلة المالكة ويؤدي الحيلة—ولكن كما كان على وشك القيام بذلك، اندلعت ضجة في القاعة. يبدو أنها نشأت مع الضيوف بالقرب من الباب.
وفجأة انفتحت البوابة الواسعة ليدخل أحدهم. رقص شعرها الأخضر الطويل مع الرياح، وبدت مدهشة ومنتعشة بزيها العسكري.

اثناء الانتقال إلى الخزانة، ضرب الهواء البارد جلداً شاحباً ونحيلاً—وفي الوقت الحالي—جلداً مرتعشاً وعارياً. كان من المهم اختيار قميص ليس مرتفعاً جداً وتنورة بحاشية قصيرة بما يكفي ربما لرفع بعض الحواجب، ثم التحقق من كل شيء في المرآة. ثم جاءت الجوارب الطويلة والركبة مع شرائط بيضاء لربطها في الشعر. وكما أكدت التعويذة السحرية السابقة، اكتملت الآن صورة المرأة الشابة المثالية. اتخذ وقفة أمام المرآة، ثم تحقق مرة أخرى للتأكد من عدم وجود شيء في غير محله. لا يمكن التغاضي عن أي تفاصيل ؛ لا يمكن أن يكون هناك أخطاء. “تمام! يبدو جيداً اليوم—مرة أخرى! ” تم اختتام كل شيء بإيماءة راضية وغمزة. كامل، وبدون أخطاء. والحق يقال، لقد جاءت نقطة منذ زمن طويل حيث لم تعد التأكيدات المنتظمة ضرورية. أصبحت هذه الكلمات جزءاً من الشخص الذي يقولهم. بعد كل شيء، لقد مرت ست سنوات بالفعل.

قال أحدهم: “إنها السيدة كروش كارستن”، معلناً اسم الجميلة.

“عليك أن تقبل بـ فيريس، يا مولاي. أؤكد لك أن ساقيه ليستا أقل روعة من ساقاي”.

حولت كروش عينيها الكهرمانيتين إلى مصدر الصوت. تشدد الشخص الذي تحدث، لكنها وضعت يدها على صدرها وأعطت انحناءة أنيقة واحدة.

صحيح أن تصريحه كان يتطلب الكثير. كانت هذه المعركة تدور في الحديقة المركزية، وكان الخدم الذين ليس لديهم أي شيء آخر يفعلونه يتفرجون. كان هناك شخص آخر هناك أيضاً، شخص ينظر إلى المشهد بأكمله مريضاً: ميكارت نفسه. كان يخرج في كل مرة حدث هذا، على الرغم من أن الضغط الناتج عن ذلك كان كافياً لإغراقه. حسناً، ليس عليه أن يشاهد. “أوه، لماذا هم أكثر جدية من المعتاد؟” انزعج ميكارت. “ولكن إذا فاز سموه …” تجهم ميكارت من الألم في معدته، ممزقاً بين ما كان يأمله كأب وما يتمناه كدوق. في تلك اللحظة، كان فيريس يعرف جيداً ما كان يشعر به ميكارت. لا أعرف حتى ما إذا كنت أريد أن تفوز كروش أو تخسر الآن! “ياااااه! كروش، ارتدي فستااااااان! ” قد يكون من السخاء أن نطلق على هذه صرخة معركة، ولكن بهذه الكلمات اندفع فوريير مرة أخرى، ومرة ​​أخرى تعرض للضرب. عندما رأت فوريير ينهض مرة أخرى بعد أن سقط مرتين، ضيقت كروش عينيها.

”الضيوف الكرام. أشكركم من أعماق قلبي على مجيئكم كل هذا الطريق. وبالنسبة للإزعاج الذي فرضناه عليكم، دعوني أعتذر بدلاً من سيد هذا المنزل، ميكارت”.

“لم تنتظريني طويلاً، هل فعلتي سيدة كروش؟” “لا، أنت في الوقت المناسب. لقد استيقظت للتو مبكرا قليلا. قرر والدي أخيراً السماح لي بأخذ جولات أطول مرة أخرى. كنت أتوق للذهاب من أجل واحدة”.

ربما كان سبب المفاجأة التي مرت عبر الغرفة هو التصميم القوي الذي كان ملموساً تقريباً في صوتها الرائع. كانت هذه الفتاة قد بلغت السابعة عشرة من عمرها، لكن موقفها الصريح أسكت حتى أولئك الذين كانوا يشتكون من قبل ؛ لقد استمعوا عن كثب إلى صوتها الواضح والرنان.

جلس فيريس وميكارت في مواجهة بعضهما البعض على الأريكة، وأحضر الخادم الشاي بسهولة كما لو كان كل هذا مخططاً له. بعد وضع الكؤوس البخارية، غادر الخادم بانحناءة عميقة.

تابعت كروش: “إذا كان بإمكاني التوسل إلى مزيد من التساهل، أود أن أطلب منكم التحلي بالصبر لفترة أطول. أود أن أجعل تحياتي الرسمية لكم جميعاً بالملابس الأكثر ملاءمة لهذه المناسبة”.

كان الوعد الذي قطعه هو وكروش حقيقياً بما فيه الكفاية. عندما أعلنت كروش، قبل ست سنوات، أنها سترتدي ملابس الرجال فقط لبقية حياتها، رد فوريير أنه سيسمح لها بالقيام بذلك فقط حتى يهزمها في مبارزة بالسيف. كانت الذريعة بأنها كانت تفي بوعدها للأمير هي السبب وراء عدم تمكن ميكارت من الاعتراض بقوة أكبر.

وقفت مستقيمة ورفعت رأسها واستقبلت كل الموجودين في الصالة. نظرتها الحادة مثل شفرة لم تترك للضيوف أي خيار سوى الموافقة في صمت.

—كان الحضور في الحفل في قصر كارستن يتزايدون ببطء.

“شكري—فيريس، تعال.”
“نعم، سيدتي.”
ظهر شكل في ثوب أزرق خلف كروش. هذه الشخصية أيضاً كانت جميلة جدا. كان شعر الشكل وحافة الفستان في حالة سيئة إلى حد ما، ولكن يبدو أن لا الخادمة ولا السيد الشابة قد لاحظوا ذلك. بدأ الاثنان في المشي، والجميع أفسح لهم الطريق باتفاق صامت.

كان ذلك قبل ستة أعوام، لكنه تذكرها كما لو كانت بالأمس: اليوم الذي بدأت فيه المواجهات بين كروش وفوريير. اليوم الذي أصبح فيه فيليكس—فيريس.

تقدمت كروش، مرتدية ملابسها العسكرية ؛ وجد كل من مرت به ننفسه مستقيماً دون وعي. بدا أن السيف المرصع بالجواهر عند خصرها يعبر عن كيانها.

“هذه بالفعل دعوة من منزلنا… ولكن، يا مولاي، يبدو أنك أخطأت في الجزء الأكثر أهمية—التاريخ. أنا سعيدة لأنك تحملت عناء القدوم إلى هنا، لكن عيد ميلادي لا يزال على بعد أسبوعين. صاحب السمو كنت طفلاً متحمساً جداً”.

بدأت الخادمات بمتابعتها أثناء ذهابها، ثم خرجوا، وكروش، وفارسها من قاعة الحفلة. لم يكد يفعلوا ذلك حتى اختفت إشارة القلق من الهواء، وتنفس الجميع الصعداء الجماعي. نظر جميع الضيوف إلى بعضهم البعض.

3

“سمعت شائعات عن السيدة كروش، لكن…”
“قالوا إنها كانت مجنونة بالسيف، وأنها كانت امرأة نبيلة يمكنها التفوق على أي رجل… هذا ما قصدوه، ها-ها”.
حاولت أصوات صغيرة ومرتجفة أن تُلقي الضوء على كروش. لكنها كانت مجرد واجهة، طريقة للتظاهر بأنهم لن تتغلب عليهم مجرد امرأة شابة—وأولئك الذين تحدثوا أدركوا هذا أفضل من الكل.
أولئك الذين سمعوا صوتها ورأوها تمشي بجانبهم كانوا من عقل واحد: الحديث الساخر عن فتاة مهووسة بالسيوف، عن ابنة ميكارت الضالة، كان مجرد كلام فارغ. لقد كانت تستحق ختم عائلتها تماماً لأنها كانت الأسد في كل جزء منه. كانت كروش كارستن الوريثة الحقيقية لأساليب منزلها.
“—”
شعر العديد من الضيوف، الذين اندهشوا حقاً، أن الحفلة كانت مليئة بالأحداث بدرجة كافية. كان من الآمن القول إن أياً منهم لم يكن يتوقع صدمة أخرى. لكنهم حصلوا على واحدة، عندما عادت كروش بعد تغيير ملابسها.

بعد الابتسام والتلويح، ذهبوا في طريقهم المنفصل، بينما واصل شخص معين إلى قاعة الدخول الرئيسية للقصر. فتحت مضيفة مسنة الباب. كان يتجول عبره بينما يستعد دون وعي ضد الرياح الباردة التي تهب من خلاله، انحني شخص واحد.

تنفس أحدهم “إنها جميلة …”.
لا أحد يعرف من قال، ولا حتى الشخص الذي همس بالكلمات، لذلك كان الجميع مبتهجاً. دخلت كروش القاعة المضاءة بقمر مرتديةً ثوباً أسود. كانت قد ربطت شعرها الأخضر الطويل للخلف، وكانت الأحجار الكريمة تتلألأ هنا وهناك على بشرتها البيضاء. في لباسها العسكري، بدت حادة مثل سيفها، لكنها في لحظة أصبحت مشرقة مثل جوهرة في ثوبها. بدا من الوقاحة حتى أن تتنفس في وجود مثل هذه الجوهرة المصقولة.
تردد صدى صوت حذائها العالي أثناء سيرها، وكان أول مكان ذهبت إليه هو فوريير.

كان اليوم سيئاً بشكل خاص. تم رفع الحظر الذي دام شهراً على استخدام كروش للسيف أو ركوب التنين. من بين كل الأوقات التي كان من الممكن أن يحدث فيها هذا، كان هذا هو الوقت الأقل ملاءمة الذي يمكن أن يختار فيه الظهور ويطلب منها ارتداء فستان.

“—” “لقد أحسنت لأنك ولدتي يا كروش! أشعر بسعادة غامرة! يا له من يوم عجيب! ” ضحك فوريير فجأة، متجاهلاً خطأه على ما يبدو. وجدت كروش نفسها عاجزة عن الكلام في هذه الجرأة، ولكن سرعان ما ظهرت ابتسامة لطيفة على وجهها. “شكراً جزيلاً لك يا صاحب السمو. تمنياتك الطيبة تعني الكثير بالنسبة لي”. “جيد جيد جداً. لكن هل هذا يعني أنه لا يزال هناك أسبوعان على الاحتفال بعيد ميلادك؟ حسناً، هذه مشكلة. ماذا علي أن أفعل حتى ذلك الحين؟ ” كان فوريير يميل إلى التصرف دون التفكير في المستقبل، والاندفاع دون التفكير في المستقبل، والتحدث دون التفكير في المستقبل، وفقط بشكل عام لا يفكر في المستقبل على الإطلاق، ولكن كان لديه ما يكفي من السحر ليبرر كل ذلك. بينما كان يقف هناك يكافح لمعرفة خططه، حتى فيريس لم يستطع سوى الابتسام. لم يتغير الأمير حتى قليلاً منذ أن التقيا للمرة الأولى. قال فوريير. “ما هذا يا فيريس؟ لماذا الابتسامة؟ ” “أنا فقط أجدك مسلياً، صاحب السمو.” “أنا؟! آه، نعم… أنا لست قائداً عادياً. أجلب الابتسامات على وجوه خدمي دون حتى أن أقصد ذلك. ألا تعتقدين ذلك يا كروش؟ ” “لا يسعني إلا الإعجاب بما أنت عليه من شخصية عظيمة، يا صاحب السمو. فيريس، العقاب لاحقاً”. “أوووو!”

“صاحب السمو فوريير، أقدم اعتذاري عن كل المشاكل التي سببتها لك.”

“…تريد من السيدة كروش أن ترتدي فستاناً، أليس كذلك؟” “نعم، فيليكس، بالضبط. إنه عيد ميلادها. وفي هذا العام، أفكر في شيء باهظ أكثر من المعتاد. لذلك أتمنى حقاً أن ترتدي شيئاً مناسباً…” “إذا كان ذلك ممكناً، يا سيدي، أعتقد حقاً أنه يجب عليك التحدث معها بنفسك. ليس عليك المرور من خلالي… ” “تلك الفتاة لن تومئ برأسها إذا لم تفعل، أليس هذا صحيحاً؟” سأل ميكارت بصوت منخفض. اكتشفت آذان القط فيريس على الفور حدوث تغيير في الهواء. كانت آذان القط الكتانية التي ورثها عن أسلافه شبه البشريين حساسة بشكل استثنائي للتحولات الطفيفة في الغلاف الجوي والبيئة.

تشابكت ذراعيه، وشرب الأمير الرابع على مرأى من كروش في ثوبها، ثم أومأ برأسه.

5

“كنت أعرف أن رأيي كان صحيحاً. كروش، أنت مذهلة حقاً”.
“سموك لطيف للغاية.”
“أعدك، إنه ليس تملقاً. إذا كان بإمكاني، لكنت أود أن أبقيك كلك لنفسي الآن. لكن يجب ألا أفعل—من الأفضل أن تظهري نفسك لجميع أولئك الذين كانوا ينتظرونك بقلق شديد”.
مع تلميح من اللون الأحمر في وجنتيه، أومأ فوريير برأسه في كروش. أومأت كروش إلى الوراء ثم استدارت، مع تدفق حافة فستانها خلفها. مع كل عين في القاعة عليها، قامت بانحناءة راقية.

بفضل نعمتها الخاصة، كان من الصعب الحفاظ على الأسرار عن كروش لفترة طويلة. سمحت لها نعمة قراءة الرياح بتفسير الرياح—ليس فقط النسيم الفعلي ولكن الهواء في الغرفة أو الهواء المحيط بالشخص، الهالة التي تنقل مشاعرهم. كانت جيدة جداً في ذلك، وكان من الصعب للغاية خداعها. على الرغم من أن كروش كانت مستقيمة كما كانت، إلا أنها في بعض الأحيان سمحت لنفسها بأن تضلل بشأن الأمور اليومية البسيطة.

“من فضلكم كونوا لطفاء حتى تغفروا وقاحتي في وقت سابق. والوقت الإضافي الذي منحتم لي، أنا في غاية الامتنان. أقدم لكم كل شكري العميق “.
“—”
“شكراً لكم، كل واحد منكم، على حضوركم إلى هنا اليوم من أجلي. أنا الآن في السابعة عشرة من عمري، وأنا أكبر من أن أسعى للحصول على تسامح والدي أو أي منكم. اليوم وفي حياتي حتى هذه اللحظة، تم دعمي من قبل عدد كبير من الناس في العديد من الأشياء. لذلك اليوم، أود أن أقطع نذراً “. نظرت إلى الأمام مباشرة، وصوتها بلا خجل، محمولاً لكل من في الغرفة.
“من هذا اليوم، سأعيش، أنا كروش كارستن، كشخص نبيل، بطريقة ترضي توقعات كل من اسم عائلتي وتوقعاتكم جميعاً هنا اليوم.
أنتم جميعاً شهود لي. شاهدوني في المستقبل، واعرفوا ما إذا كنت أخلف بهذا الوعد أم لا.
“—”
“سامحوني مرة أخرى لأنني أزعجتكم جميعاً بهذا. من فضلكم، لنستمتع بالدردشة مع بعضنا البعض. أقدم لكم مرة أخرى امتناني العميق لانضمامكم لنا اليوم”.

“إن الكآبة لن تجدي نفعاً.” مع ربتة لكل خد. “الآن، دعنا نهاجم اليوم!” ومع تثاؤب ضئيل، حان الوقت لمغادرة الغرفة.

لذا انتهت مقدمتها، لكن لم يكن هناك تصفيق. كان هذا جزئياً لأن الناس كانوا مرتبكين. ولكن يرجع ذلك جزئياً إلى أن كلمات كروش وموقفها لم يسعيا للتصفيق أو الهتاف.

“بالطبع قلت! لـ- لكنني قلق من أنه إذا سارت الأمور جنوباً، فلن نكون مجرد أصدقاء بعد الآن! توقف عن إغاظتي! من تعتقدني؟! ”

على الرغم من الحالة المزاجية، عادت كروش إلى فوريير ومدت يدها. “سموك، هل لي بهذه الرقصة؟”
“ام…”
فوريير، ذهل من كروش مثل أي شخص آخر من حولهم، استغرق لحظة للرد. ولكن سرعان ما عاد تعبيره المعتاد وعيناه تتألقان.
“نعم بالتأكيد. ولكن بالطبع. بما أنني كنت من جعلك امرأة، فمن العدل أن أحصل على أول رقصة “.
“—؟!”
كان يقصد أن تكون كلماته خفيفة، لكنها سرعان ما تسببت في سوء الفهم والصدمة بين سامعيها. ابتسمت كروش بلطف ولم تحاول تصحيح سوء الفهم لأنها توجهت هي وفوريير إلى حلبة الرقص جنباً إلى جنب.
“بالمناسبة، سوف أسألك ما سألت فيريس—هل يمكنك أن ترقصي دور المرأة؟ أخشى أنك لا تتوقعين مني أن أفعل ذلك”.
“لا تقلق يا صاحب السمو. أنا أعرف كل من جزء الذكور والإناث. سأكون سعيدة بالتأكيد لترك سموك يرقص خطوات المرأة، إذا كنت تفضل…؟ ”
“قد يكون هذا مثيراً للاهتمام بطريقته الخاصة، لكنني لا أعتقد أنه سيكون من المناسب لك أن تدعميني في فستانك.” قدم فوريير ابتسامة ساخرة.
أجابت كروش: “في هذه الحالة، سأكون المرأة”. ثم أشارت إلى الأوركسترا بإلقاء نظرة، ليبدأ العزف.

“مازلت، غير متأكد من كيفية تحول الأمور لفترة من الوقت هناك!” قال فيريس.

رجل وامرأة يرقصان تحت ضوء القمر، الحفلة فقط كما ينبغي أن تكون.
—سيتذكر الضيوف الخطوات التي اتخذها الزوجان عندما تقترب حركاتهم الأنيقة المحسوبة من يوم مضطرب إلى نهاية لطيفة.

“إير… احم. هل يمكنك, الان؟ أنا… أنا أرى. ” كان رد فوريير على كلمات كروش الجليلة متقطعاً وغير ثابت. أومأ مرة واحدة، ثم بدأ جسده الطويل ينحني للخلف، حتى سقط أخيراً منبسط الذراعين و الرجلين على الأرض.

12

صحيح أن تصريحه كان يتطلب الكثير. كانت هذه المعركة تدور في الحديقة المركزية، وكان الخدم الذين ليس لديهم أي شيء آخر يفعلونه يتفرجون. كان هناك شخص آخر هناك أيضاً، شخص ينظر إلى المشهد بأكمله مريضاً: ميكارت نفسه. كان يخرج في كل مرة حدث هذا، على الرغم من أن الضغط الناتج عن ذلك كان كافياً لإغراقه. حسناً، ليس عليه أن يشاهد. “أوه، لماذا هم أكثر جدية من المعتاد؟” انزعج ميكارت. “ولكن إذا فاز سموه …” تجهم ميكارت من الألم في معدته، ممزقاً بين ما كان يأمله كأب وما يتمناه كدوق. في تلك اللحظة، كان فيريس يعرف جيداً ما كان يشعر به ميكارت. لا أعرف حتى ما إذا كنت أريد أن تفوز كروش أو تخسر الآن! “ياااااه! كروش، ارتدي فستااااااان! ” قد يكون من السخاء أن نطلق على هذه صرخة معركة، ولكن بهذه الكلمات اندفع فوريير مرة أخرى، ومرة ​​أخرى تعرض للضرب. عندما رأت فوريير ينهض مرة أخرى بعد أن سقط مرتين، ضيقت كروش عينيها.

“مازلت، غير متأكد من كيفية تحول الأمور لفترة من الوقت هناك!”
قال فيريس.

قالت: “لابد أنني جعلتك قلقاً للغاية فيريس”. “انا آسفة على هذا. بدونك، من كان سيعالج جروح أبي في ساحة المعركة؟ لقد قمت بعمل جيد جدا مثل فارس”. “آه، ليس عليك شكري. فقط استمري في التربيت على رأسي…” تذمر فوريير “انظرا إليكم أنتما الاثنان”. “ليلة واحدة سوياً ولا يمكنني فصلكما.” عقد فيريس شفتيه. “كم من الوقت تخطط للبقاء هنا، على أي حال، صاحب السمو؟ الحفل انتهى. ليس لديك أي سبب للبقاء. ماذا عن عملك؟ ” “تحاول طردي، أليس كذلك؟ تشه، متى أصبح أصدقائي على هذا النحو؟ ” “ربما بالضبط لأنك قلت إنني صديقك، صاحب السمو. مياو! ” “فيريس، يكفي. “لا تقلل احترام سموه ،” قالت كروش بشدّ قوي على إحدى أذنيه. أومأت برأسها في فوريير. عقد ذراعيه عند كل هذا، لكنه سرعان ما رفع حاجباً في اتجاه كروش. “هناك شيء أريد أن أقوله لك أيضاً! بادئ ذي بدء، لماذا عدتي إلى هذا الزي؟ ماذا حدث لملابسك النسائية؟ هذا ليس ما وافقت عليه”. “سموك، كان وعدي لوالدي أن أرتدي ملابس مناسبة عندما نكون في الأماكن العامة وعندما يكون ذلك ضرورياً بخلاف ذلك. لقد سمح لي بارتداء الملابس بهذه الطريقة في المنزل، وسأفعل ذلك”. عادت كروش إلى ملابسها العسكرية المألوفة للغاية. لم يقلل ذلك من جمالها بأي حال من الأحوال، لكن أولئك الذين رأوها في الليلة السابقة لن يتمكنوا سوى من الاشتياق لرؤيتها ترتدي فستاناً مرة أخرى. “نعم، وأود التحدث إلى ميكارت أيضاً. سمعت كل شيء من خادمك مالوني بعد مغادرتك، وظننت أنني سأموت من الخوف. أرانب عملاقة! هل تمكنت من طردهم في النهاية؟ ” ”نحن على يقين من أننا فعلنا! اندفعت السيدة كروش إلى الداخل وأعطت تلك الأرانب ما تستحق! عندما وصل فيري إلى هناك، كان اللورد ميكارت عاجزاً بسبب جرح معركة، لذلك لا أعرف ما الذي كان سيحدث بدونها…” “أنت تبالغ في الأمر، فيريس. حتى بدوني، كان باردوك والآخرون يهتمون بالأشياء. إذا كان هناك أي شيء تفخر به، فهو أن نصلي كانت ذا فائدة صغيرة، كما كان شفائك”. حاولت كروش تجاهل مديحه، لكن فيريس كان لا يزال فخوراً جداً بما فعلته. في الواقع، اكتشف ميكارت عجزه بالطريقة الصعبة.

كان ذلك في اليوم التالي للحفلة، تجمع اللاعبون الرئيسيون جميعاً سوياً. كانت كروش جالسة بجوار فيريس، وهي تربت على رأسه.

“من فضلكم كونوا لطفاء حتى تغفروا وقاحتي في وقت سابق. والوقت الإضافي الذي منحتم لي، أنا في غاية الامتنان. أقدم لكم كل شكري العميق “. “—” “شكراً لكم، كل واحد منكم، على حضوركم إلى هنا اليوم من أجلي. أنا الآن في السابعة عشرة من عمري، وأنا أكبر من أن أسعى للحصول على تسامح والدي أو أي منكم. اليوم وفي حياتي حتى هذه اللحظة، تم دعمي من قبل عدد كبير من الناس في العديد من الأشياء. لذلك اليوم، أود أن أقطع نذراً “. نظرت إلى الأمام مباشرة، وصوتها بلا خجل، محمولاً لكل من في الغرفة. “من هذا اليوم، سأعيش، أنا كروش كارستن، كشخص نبيل، بطريقة ترضي توقعات كل من اسم عائلتي وتوقعاتكم جميعاً هنا اليوم. أنتم جميعاً شهود لي. شاهدوني في المستقبل، واعرفوا ما إذا كنت أخلف بهذا الوعد أم لا. “—” “سامحوني مرة أخرى لأنني أزعجتكم جميعاً بهذا. من فضلكم، لنستمتع بالدردشة مع بعضنا البعض. أقدم لكم مرة أخرى امتناني العميق لانضمامكم لنا اليوم”.

قالت: “لابد أنني جعلتك قلقاً للغاية فيريس”. “انا آسفة على هذا. بدونك، من كان سيعالج جروح أبي في ساحة المعركة؟
لقد قمت بعمل جيد جدا مثل فارس”.
“آه، ليس عليك شكري. فقط استمري في التربيت على رأسي…”
تذمر فوريير “انظرا إليكم أنتما الاثنان”. “ليلة واحدة سوياً ولا يمكنني فصلكما.”
عقد فيريس شفتيه. “كم من الوقت تخطط للبقاء هنا، على أي حال، صاحب السمو؟ الحفل انتهى. ليس لديك أي سبب للبقاء. ماذا عن عملك؟ ”
“تحاول طردي، أليس كذلك؟ تشه، متى أصبح أصدقائي على هذا النحو؟ ”
“ربما بالضبط لأنك قلت إنني صديقك، صاحب السمو. مياو! ”
“فيريس، يكفي. “لا تقلل احترام سموه ،” قالت كروش بشدّ قوي على إحدى أذنيه. أومأت برأسها في فوريير. عقد ذراعيه عند كل هذا، لكنه سرعان ما رفع حاجباً في اتجاه كروش.
“هناك شيء أريد أن أقوله لك أيضاً! بادئ ذي بدء، لماذا عدتي إلى هذا الزي؟ ماذا حدث لملابسك النسائية؟ هذا ليس ما وافقت عليه”.
“سموك، كان وعدي لوالدي أن أرتدي ملابس مناسبة عندما نكون في الأماكن العامة وعندما يكون ذلك ضرورياً بخلاف ذلك. لقد سمح لي بارتداء الملابس بهذه الطريقة في المنزل، وسأفعل ذلك”.
عادت كروش إلى ملابسها العسكرية المألوفة للغاية. لم يقلل ذلك من جمالها بأي حال من الأحوال، لكن أولئك الذين رأوها في الليلة السابقة لن يتمكنوا سوى من الاشتياق لرؤيتها ترتدي فستاناً مرة أخرى.
“نعم، وأود التحدث إلى ميكارت أيضاً. سمعت كل شيء من خادمك مالوني بعد مغادرتك، وظننت أنني سأموت من الخوف. أرانب عملاقة! هل تمكنت من طردهم في النهاية؟ ”
”نحن على يقين من أننا فعلنا! اندفعت السيدة كروش إلى الداخل وأعطت تلك الأرانب ما تستحق! عندما وصل فيري إلى هناك، كان اللورد ميكارت عاجزاً بسبب جرح معركة، لذلك لا أعرف ما الذي كان سيحدث بدونها…”
“أنت تبالغ في الأمر، فيريس. حتى بدوني، كان باردوك والآخرون يهتمون بالأشياء. إذا كان هناك أي شيء تفخر به، فهو أن نصلي كانت ذا فائدة صغيرة، كما كان شفائك”. حاولت كروش تجاهل مديحه، لكن فيريس كان لا يزال فخوراً جداً بما فعلته.
في الواقع، اكتشف ميكارت عجزه بالطريقة الصعبة.

سيجد فوريير أي عذر لزيارة كروش. لم يكن حبه لها شيء يصعب رؤيته، باستثناء كروش نفسها. أما بالنسبة إلى فوريير، فقد كان منفتحاً في كل شيء ما عدا مسائل قلبه، لذا فإن العلاقة لم تتجاوز أبداً علاقة الأصدقاء الأعزاء. رأى فوريير في هذه المبارزة طريقة بسيطة لإحداث تغيير في علاقتهما.

جميع الوحوش الشيطانية وغير الشيطانية التي تعيش عادة في سهل فوتور فقدت منازلها للأرانب العملاقة وكانت تتفشى. كان ذلك عندما تلقى جرحه. لقد اتصلوا لاحقاً بـ كروش، وكان دعمها وحكمها الدقيق أمراً حاسماً في انتزاع النصر من فكي الهزيمة.

“فيليكس، هل لي بلحظة؟”

قبل كل شيء، كل من كان جزءاً من تلك المعركة سيتحدث عن تقنية سيف كروش—المهارة التي سُميت فيما بعد “ضربة واحدة، مائة سقوط”.

وقفت مستقيمة ورفعت رأسها واستقبلت كل الموجودين في الصالة. نظرتها الحادة مثل شفرة لم تترك للضيوف أي خيار سوى الموافقة في صمت.

بحلول الوقت الذي انتهت فيه الحفلة في الليلة السابقة، كان فيريس قد بدأ بالفعل سماع التسمية “فالكيري أراضي الدوق كارستن” التي تنطبق عليها تماماً. كان يعتقد أنه لقب مناسب للغاية.
“مع ذلك، يظل أني تحديت الأوامر. صرخ والدي في وجهي حتى اشتعل حلقه. ومرة أخرى حرمت من سيفي وتنين أرضي”.

سيجد فوريير أي عذر لزيارة كروش. لم يكن حبه لها شيء يصعب رؤيته، باستثناء كروش نفسها. أما بالنسبة إلى فوريير، فقد كان منفتحاً في كل شيء ما عدا مسائل قلبه، لذا فإن العلاقة لم تتجاوز أبداً علاقة الأصدقاء الأعزاء. رأى فوريير في هذه المبارزة طريقة بسيطة لإحداث تغيير في علاقتهما.

“على الرغم من أن اللورد ميكارت حنث بوعده أيضاً… حسناً، هذا والدك!” علق فيريس.
وافقت كروش على ذلك بقولها: “هناك بعض الأشياء التي أود أن أقولها له بمجرد تعافيه”. “حتى ذلك الحين، سوف أتذوق قليلاً من عمل والدي.”
قرر ميكارت إخلاء القصر لبضعة أيام حتى تلتئم جروحه. خلال ذلك الوقت، كانت مسؤولية كروش هي إدارة المجال الدوقي. وضحت عيناها أنها تتطلع إلى ذلك.

من جانبه، كان فوريير سريعاً في التعافي من خيبات الأمل هذه.

قال فوريير: “أحب التعبير على وجهك”.
اتسعت عيون كروش مع الدهشة، ثم ابتسمت. “نعم، ربما يكون مظهره جيداً. لقد مرت الليلة الماضية ببعض التجارب التي عادة ما يكون من الصعب اكتسابها بعدة طرق. أفترض أن أبي لن يكون سعيداً لسماعني أقول هذا، لكنني أشعر كما لو أن إساءة الأمس سمحت لي أخيراً بأن أصبح نفسي “. كان وجهها صافياً مثل يوم جميل كما وصفت مشاعرها. كانت ابتسامتها مثالية، كان فوريير مفتوناً تماماً. بينما كان فم الأمير يعمل، محاولاً التحدث، تلقى فيريس بريقاً مؤذٍ في عينه وأعطى ذراع كروش ضغطاً شديداً بشكل خاص.
“و! وقلتي إن ارتداء الفستان لم يكن سيئاً للغاية، أليس كذلك؟! ”
“كنت قلقة إلى حد ما قبل أن أرتديه، لكن عندما جربته، وجدت أنه كان من الممكن أن يكون أسوأ. من الآن فصاعداً… حسناً، أعتقد أنه يمكنني استخدام مثل هذا الشيء للنوم فيه. ”
“أعتقد أن هذا مثالي! فيري سعيد بالرقص معك بملابسك المعتادة، ولكن إذا كان بإمكاننا ارتداء الفساتين، فسيكون ذلك رائعاً مياو! ”
“هذا شيء أزعجني! هل يجب أن تعرف المرأة التي ترتدي الفستان كلا الجزأين حقاً؟ أو… انتظر، هل قلت ذلك بالمقلوب؟ هل يجب على الرجل في فستان أن يعرف… همم؟ ماذا…؟ ما الذي أسأله حتى؟! ”

صحيح أن تصريحه كان يتطلب الكثير. كانت هذه المعركة تدور في الحديقة المركزية، وكان الخدم الذين ليس لديهم أي شيء آخر يفعلونه يتفرجون. كان هناك شخص آخر هناك أيضاً، شخص ينظر إلى المشهد بأكمله مريضاً: ميكارت نفسه. كان يخرج في كل مرة حدث هذا، على الرغم من أن الضغط الناتج عن ذلك كان كافياً لإغراقه. حسناً، ليس عليه أن يشاهد. “أوه، لماذا هم أكثر جدية من المعتاد؟” انزعج ميكارت. “ولكن إذا فاز سموه …” تجهم ميكارت من الألم في معدته، ممزقاً بين ما كان يأمله كأب وما يتمناه كدوق. في تلك اللحظة، كان فيريس يعرف جيداً ما كان يشعر به ميكارت. لا أعرف حتى ما إذا كنت أريد أن تفوز كروش أو تخسر الآن! “ياااااه! كروش، ارتدي فستااااااان! ” قد يكون من السخاء أن نطلق على هذه صرخة معركة، ولكن بهذه الكلمات اندفع فوريير مرة أخرى، ومرة ​​أخرى تعرض للضرب. عندما رأت فوريير ينهض مرة أخرى بعد أن سقط مرتين، ضيقت كروش عينيها.

اختلط كل شيء على فوريير. نظرت إليه كروش و فيريس وتنهدا في انسجام تام، لكن هذا جعله يضحك مرة أخرى.

“هناك الكثير الذي تعين القيام به حتى الآن قبل أن نقول أن كل شيء على ما يرام وينتهي بشكل جيد، ولكن الجزء الأفضل من هذه القضية قد تمت تسويته. وهذا سيفي بالغرض الآن! ”

كان فوريير يندم على ذلك طوال هذا الوقت. في مكان ما على طول الخط، بدأ يعتقد أن كروش لا تريد ارتداء ملابس الرجال ولكنها كانت تفعل ذلك بسبب الوعد الذي قطعوه. ومع مزيج من الصدق والغباء، شعر بالمسؤولية.

“أحب كيف ينظر صاحب السمو دائماً إلى الجانب المشرق. قد يقع فيري في حبك! ”

“ولكن كيف بحق العالم يفترض بي أن أفتتح الموضوع الآن؟” تساءل بصوت عال. سيكون من الصعب العثور على التوقيت المناسب والانفتاح الطبيعي للحديث عن ذلك.

“ها-ها-ها! هذه واحدة من نقاطي الجيدة. اممم، ولكن لا تعانق بقرب شديد. أوقف هذا! لا تربكني! توقف عن صنع تلك التعبيرات الرائعة في وجهي! ”

“أوه، لكن! لكن! عيد الميلاد هو أسبوعين فقط أبعد. قد يكون من الأسوأ تأجيل الحديث عن ذلك…”

عندما احتضن فيريس الأمير، كافح فوريير من أجل حشد ضبط النفس. راقبت كروش كلاهما باعتزاز، ثم أطلقت نفساً صغيراً. تمتمت قائلة: “أنا حقًا أنعم الإله علي بكل شيء—أتساءل عما إذا كنت سأتمكن من رد هذه السعادة”. بدت متأثرة بعمق، كما لو كانت تخشى أن تُمنح الكثير.

“سموه… الآن هناك شخص آخر لا يمكنك التعامل معه مثل شخص عادي…” “ما الذي تمتم به، فيريس؟ أم… “مشى فوريير

—بعد ستة أشهر فقط من هذه الأحداث، استلمت كروش كارستن منصب الدوق من والدها ميكارت.

كان فوريير يندم على ذلك طوال هذا الوقت. في مكان ما على طول الخط، بدأ يعتقد أن كروش لا تريد ارتداء ملابس الرجال ولكنها كانت تفعل ذلك بسبب الوعد الذي قطعوه. ومع مزيج من الصدق والغباء، شعر بالمسؤولية.

أصبحت مشغولة للغاية، وكان لدى الثلاثة وقت أقل للجلوس والضحك معاً.

7

ستجد كروش نفسها تعود لهذا اليوم مراراً وتكراراً.
لكن في تلك اللحظة، كان كل هذا لا يزال في المستقبل.

“إيك، لا تشدني، ستسحب ملابسي! أعلم أنه نوجد نحن فقط، لكن—! ” دفع فيريس الأمير بعيداً وعانق نفسه وعيناه تسبحان. جلس فوريير المهتز إلى الوراء، وخيم صمت محرج على الغرفة.

 

“ها-ها-ها! هذه واحدة من نقاطي الجيدة. اممم، ولكن لا تعانق بقرب شديد. أوقف هذا! لا تربكني! توقف عن صنع تلك التعبيرات الرائعة في وجهي! ”

“من الطبيعي أن يطلب مني والدي التصرف بشكل مناسب بصفتي ابنة دوق. على الرغم من أنني أتمنى أن يقبلني في أحد هذه الأيام… إذن من منا أكثر عناداً—أنا أم أبي؟ ”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط