الفصل 10: انهيار
الفصل 10: انهيار
وقع ما وقع بعد شهر من وصول الرسالة. في ذلك اليوم كنت أساعد “ناناهوشي” في إجراء تجربة، لكن معاييرها كانت مختلفة قليلاً عن المعتاد.
رؤية ذلك من البداية إلى النهاية ذكّرتني بماضيّ.
“إذا نجحت هذه التجربة بشكل صحيح، يمكنني الانتقال إلى الخطوة التالية.” قالت ناناهوشي، وقدمت لي دائرة سحرية أكبر بكثير من أي من تجاربها السابقة.
“حسناً إذاً، لنبدأ.” صعدت أمام الدائرة
ومع ذلك لا تزال بنصف عرض حصيرة التاتامي. كانت تحتوي على نمط معقد، مكتوب بكثافة على قطعة نادرة من الورق الكبير.
“قليلاً فقط ذكّرتني بآلام الماضي.”
“فقط لأتأكد، هل لي أن أسأل ما الذي يفترض أن تفعله هذه الدائرة؟”
“من الجيد سماع ذلك. والطريقة الصحيحة لقولها هي “نعم، السيد يُطعمني الكثير من الطعام”.
“سوف تستدعي كائنًا غريبًا من عالم آخر.”
لأنني “الرئيس”؟
“ومن المستحيل أن يتسبب ذلك في حدوث كارثة انتقال آني أخرى، أليس كذلك؟”
المشاكل النفسية لا يمكن حلها بسحر الشفاء، بعد كل شيء.
لقد حدثت حادثة النقل لأن ناناهوشي تم استدعاؤها إلى هنا. مما يعني أنه لم يكن هناك ما يضمن عدم وقوع حادث مماثل لمجرد أنها تستدعي شيئًا صغيرًا.
“هذا فقط لأنني لست جميلا.” ربتت على رأسها. لم أصدق أنني جعلت فتاة صغيرة كهذه تقلق عليّ.
على الأقل، هذا ما ظننته، لكن ناناهوشي هزّت رأسها فقط. “هذا آمن. نظرياً على الأقل”
نتيجة ما يقرب من عامين من الجهد المبذول لم تسفر عن شيء في ثوانٍ معدودة.
“فقط للضمانة، هل يمكنني أن أسأل ما هي هذه النظرية؟”
تلاشى الضوء المنبعث من الدائرة.
“استنادًا إلى تجاربنا السابقة، تأكدت أنه كلما كان الكائن الذي تحاول استدعاءه أكبر وأكثر تعقيدًا، كلما تطلب الأمر المزيد من المانا. بعبارة أخرى، السحر في هذا العالم يخضع لقوانين حفظ الطاقة. سنستدعي شيئًا بسيطًا وصغيرًا هذه المرة. إذا افترضنا أن الطاقة الناجمة عن استدعائي هي التي قضت على المنطقة، فمن الناحية النظرية فإن هذه الدائرة ستنقل نظريًا على الأكثر الناس في نطاق متر واحد فقط من مداها. أنا بصراحة لا أعتقد أن هذا ممكن، ولكن فقط في حالة، لقد كتبت إجراء أمان في الدائرة نفسها حتى أتمكن من التحكم في مقدار المانا التي تستخدمها.”
هو رجل طيب جدًا، طالما لا يتعلق الأمر بالدمى.
فهمت، فهمت… حسناً، لا، لم يكن لدي أي فكرة عما كانت تتحدث عنه.
“إذا كان الأمر مجرد الاهتمام بوجباتها، يمكنني القيام بذلك.”
“حفظ الطاقة… ماذا كان ذلك مرة أخرى؟” وكيف يختلف ذلك عن قانون حفظ الكتلة؟
انتهى الأمر. لم يكن هناك أي رد فعل آخر من الدائرة. نظرت إليها عن قرب ووجدت تمزقًا في جزء من الورقة. ربما كان هناك قصر دارة وفعّل نظام الأمان؟ بغض النظر، كان هذا فشلاً.
“لست مطلعًا بما فيه الكفاية لأشرح ذلك جيدًا لغير المطلعين، لكن هذا يعني في الأساس أن المانا هي المسؤولة عن معظم الأشياء الغريبة التي تحدث في هذا العالم. تلك التعويذة التي تستخدمها طوال الوقت – مدفع الحجر، أليس كذلك؟ يبدو الامر كما لو انك قد استحضرت فجأة صخرة في الهواء، لكنك في الواقع حولت فقط المانا إلى صخرة”.
“لا أصدق أن شيئاً كهذا حدث.” ارتسمت على وجه سيلفي تعابير وجه مهيبة وهي تنظر إلى ناناهوشي.
قانون حفظ الطاقة؟ إذن كان هذا هو الأمر. لهذا السبب كلما سكبت المزيد من المانا في التعويذة، كلما زادت حرارة اللهب في سحر النار، وكلما زادت الكتلة الناتجة في سحر الأرض.
“هل يمكنني ترك هذا الجزء لك؟”
“أيضاً…” واصلت ناناهوشي شرح المبدأ الكامن وراء دائرتها لي بعد ذلك، لكن الأمر كله بدى باللغة اليونانية بعد نقطة ما.
في الواقع، ربما هو على حق. لقد فقدت ناناهوشي صوابها وأصبحت محنونة ثم تحولت إلى قشرة هامدة بمجرد أن أوقفتها.
شيء ما عن أنك إذا طبقت قانون كذا وكذا، سيكون حجم الدائرة وتأثيرها كذا وكذا، ثم إذا طبقت هذا القانون الآخر لأيًا كان ما تسميه، ثم كذا وكذا وكذا وكذا.
“معلمي!”
بصراحة، إذا كان هناك حتى عيب في نظريتها لم أكن لأكتشفه. الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه هو أنها بدت واثقة، وهذا يعني أن هناك فرصة كبيرة للنجاح.
“سأترك الأمر لك يا رودي، هل ستذهب مباشرة إلى المنزل اليوم؟”
حسنًا، حتى لو حدث الأسوأ وتم نقلي فوريًا إلى مكان ما، كنت متأكدًا من أنني سأجد طريق العودة إلى المنزل بطريقة ما.
لقد حدثت حادثة النقل لأن ناناهوشي تم استدعاؤها إلى هنا. مما يعني أنه لم يكن هناك ما يضمن عدم وقوع حادث مماثل لمجرد أنها تستدعي شيئًا صغيرًا.
“إذا فشل هذا الأمر وتم نقلي فورياً، أرجوكِ اتصلي بعائلتي.”
“كان الناس يقولون إنك وزانوبا حملتما طالبة إلى المكتب الطبي”قالت.
“أنا أقول لك، ليس هناك إمكانية لحدوث ذلك.”
ما نوع الشائعات التي كانوا ينشرونها الآن؟ هل كانت المدرسة بأكملها تعتقد أنني ضربت طالبة وحملتها إلى المكتب الطبي، حيث من المحتمل أنني كنت أفعل بها شيئًا فظيعًا؟
“حسناً إذاً، لنبدأ.” صعدت أمام الدائرة
“زانوبا، ناناهوشي في ورطة. ساعدني!”
“من فضلك”
وسرعان ما ترنح جسدها. عندما أفرجت عنها، سقطت على الأرض بضعف.
لم أكن متأكدًا مما إذا كانت هذه الكلمة موجهة لي أم لا. ربما كان ذلك أقرب إلى التوسل إلى الإله.
“سوف تستدعي كائنًا غريبًا من عالم آخر.”
بدأت أسكب المانا في الدائرة، واضعًا يدي على حافة الورقة. تموج تيار عبر الدائرة وبدأ ينبعث منها توهج. كنت أشعر بأن طاقتي تمتص من خلال ذراعيّ.
هرعتُ إليها مذعورا وقد أصابني الذعر، فأسرعتُ نحوها ووضعت ذراعيها خلف ظهرها. “انتظري، اهدئي!”
لكنها كانت غريبة. شيء ما لم يبدو صحيحًا. بدا أن المسار الذي يسير فيه الضوء مسدودًا. كما لو أن جزءًا واحدًا لم يكن يضيء.
!بسشش
!بسشش
ومع ذلك، كنت أحضر امرأة أخرى إلى منزلي.
كان هناك صعقة ناعمة وفجأة توقفت المانا عن التدفق.
“فقط للضمانة، هل يمكنني أن أسأل ما هي هذه النظرية؟”
تلاشى الضوء المنبعث من الدائرة.
“نعم. لن أتمكن من الذهاب معكِ. لذا هل يمكنك التعامل مع التسوق بمفردك؟”
انتهى الأمر. لم يكن هناك أي رد فعل آخر من الدائرة. نظرت إليها عن قرب ووجدت تمزقًا في جزء من الورقة. ربما كان هناك قصر دارة وفعّل نظام الأمان؟ بغض النظر، كان هذا فشلاً.
أومأتُ برأسي مطمئنا لرد سيلفي. لم أتوقع منها أقل من ذلك.
“حسناً؟”
أبلغنا المعالج المقيم أن الأمر ليس خطيراً.
قالت ناناهوشي بهدوء “لقد فشلت”. سقطت على كرسيها بضربة، ووضعت كوعها على مكتبها وأطلقت تنهيدة كبيرة. “هاه.”
“من فضلك”
حدقت في الورقة التي كانت لا تزال ملقاة على الأرض. كان الطلاء قد اختفى، ولم يتبق سوى الرسم التقريبي الأساسي للدائرة، والتمزق الذي سببته التجربة.
“فقط لأتأكد، هل لي أن أسأل ما الذي يفترض أن تفعله هذه الدائرة؟”
واصلت “ناناهوشي” النظر إليها بذهن شارد، دون أن تحرك ساكنًا. ثم بعد فترة قالت دون أن تنظر إليّ :”شكرًا لك على مساعدتك. يمكنك العودة إلى المنزل اليوم.”
نتيجة ما يقرب من عامين من الجهد المبذول لم تسفر عن شيء في ثوانٍ معدودة.
رفعها على طريقة الأميرات. طريقة مناسبة وثابتة لحمل شخص ما. لم تقاوم ناناهوشي على الإطلاق. كانت تبدو على وجهها نظرة مرهقة، مثل قشرة استنزفت كل طاقتها.
“حسناً، هذه الأمور تحدث كما تعلمين” حاولت معها.
لم يكن الأمر كما لو أنها تفعل ذلك فقط. لكنها لم تكن متحمسة لذلك أيضاً. فهذا مجرد شيء يجب عليها القيام به حتى تتمكن من العودة إلى المنزل.
لم ترد ناناهوشي.
“قد يكون من الخطر تركها بمفردها، لذلك كنت أفكر في تركها ترتاح في منزلنا اليوم.”
هل كان خطأي؟ لا، كل ما فعلته هو توفير المانا. لم ألمس أي شيء آخر. يمكن لأي شخص أن يفعل ما فعلته طالما لديه المانا اللازمة لذلك. لذا حتى لو فشلت التجربة بسببي، فسيكون خطأ ناناهوشي لعدم إطلاعها لي بما فيه الكفاية.
“حسناً إذاً، لنبدأ.” صعدت أمام الدائرة
لم تقل ناناهوشي شيئاً.
ما نوع الشائعات التي كانوا ينشرونها الآن؟ هل كانت المدرسة بأكملها تعتقد أنني ضربت طالبة وحملتها إلى المكتب الطبي، حيث من المحتمل أنني كنت أفعل بها شيئًا فظيعًا؟
على أي حال، ربما هذا كل شيء لهذا اليوم.
تأثير شديد؟ حقاً؟
“حسناً، اعذريني إذاً.” وقفت لأغادر. قبل أن أغادر غرفة التجربة، عدت لألقي نظرة. كانت لا تزال في نفس الوضعية التي كانت عليها، غير متحركة.
قالت ناناهوشي بهدوء “لقد فشلت”. سقطت على كرسيها بضربة، ووضعت كوعها على مكتبها وأطلقت تنهيدة كبيرة. “هاه.”
مررت عبر غرفة الأبحاث الفوضوية، التي بدت أشبه بمستودع غير منظم في هذه المرحلة، وخرجت إلى القاعة. قطعت بضع خطوات فقط قبل أن أتوقف.
“عندما كنت صغيرا، مررت أيضًا بتجربة مماثلة. أصبحت لا مباليًا ومنغلقًا على نفسي.”
كانت ناناهوشي متوترة بشكل لا يصدق خلال الأشهر القليلة الماضية. بالحكم من خلال الطريقة التي كانت مستلقية بها على كرسيها، كانت مرتبكة للغاية، ربما لم تكن تفكر في تجربتها التالية أو في فشلها على الإطلاق، بل كانت مستسلمة تمامًا؟
“لا، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به للمساعدة.”
لا. على الرغم مما قد يقودك مظهرها إلى الاعتقاد، كانت ناناهوشي قوية. بالتأكيد، كانت لديها القدرة على تقبل الفشل كما هو وعدم الانغماس فيه.
“تفضل يا سيدي.” فجأة دُفع إليّ بكوب من الجانب.
“سوف تستدعي كائنًا غريبًا من عالم آخر.”
تماماً كما اعتقدت أن… “آااااااااه!”
“هل يمكنني ترك هذا الجزء لك؟”
انطلقت صرخات من غرفة البحث. ثم صوت كسر شيء ما. دارت على كعبي وعادت إلى الغرفة.
هذا وجه شخص في حالة نفسية سيئة للغاية. ربما تكون قد آذت نفسها.
“آآآآه!”
“استنادًا إلى تجاربنا السابقة، تأكدت أنه كلما كان الكائن الذي تحاول استدعاءه أكبر وأكثر تعقيدًا، كلما تطلب الأمر المزيد من المانا. بعبارة أخرى، السحر في هذا العالم يخضع لقوانين حفظ الطاقة. سنستدعي شيئًا بسيطًا وصغيرًا هذه المرة. إذا افترضنا أن الطاقة الناجمة عن استدعائي هي التي قضت على المنطقة، فمن الناحية النظرية فإن هذه الدائرة ستنقل نظريًا على الأكثر الناس في نطاق متر واحد فقط من مداها. أنا بصراحة لا أعتقد أن هذا ممكن، ولكن فقط في حالة، لقد كتبت إجراء أمان في الدائرة نفسها حتى أتمكن من التحكم في مقدار المانا التي تستخدمها.”
كانت ناناهوشي تضرب برأسها لأعلى وأسفل في جنون. مزقت صفحات من كتاب كانت تكتب فيه ونثرتها على الأرض.
“هل هي مريضة؟!”
أطاحت ببعض الرفوف وسكبت محتويات جرة ما، نزعت قناعها وضربته بالأرض. ثم بدأت في تمزيق وجهها وتعثرت واصطدمت بالحائط. قامت بلكمه، ثم تعثرت مرة أخرى في محتويات الجرة المسكوبة وانهارت أخيرًا على الأرض، حيث أمسكت بقبضة من الرمال التي انسابت من الجرة وقذفتها على الأرض.
أومأتُ برأسي مطمئنا لرد سيلفي. لم أتوقع منها أقل من ذلك.
ثم وقفت وبدأت تمزق شعرها بدلاً من ذلك.
تماماً كما اعتقدت أن… “آااااااااه!”
هرعتُ إليها مذعورا وقد أصابني الذعر، فأسرعتُ نحوها ووضعت ذراعيها خلف ظهرها. “انتظري، اهدئي!”
“لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني العودة إلى المنزل.” وبدت عينا ناناهوشي فارغة وهي تتمتم بتلك الكلمات. أصبحت جميع عضلات جسدها متوترة، كما لو كانت تستعد للجنون مرة أخرى.
“لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني العودة إلى المنزل.” وبدت عينا ناناهوشي فارغة وهي تتمتم بتلك الكلمات. أصبحت جميع عضلات جسدها متوترة، كما لو كانت تستعد للجنون مرة أخرى.
“أيضاً…” واصلت ناناهوشي شرح المبدأ الكامن وراء دائرتها لي بعد ذلك، لكن الأمر كله بدى باللغة اليونانية بعد نقطة ما.
“لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني.”
توجهنا نحو فصول السنة الخامسة حيث يجب أن تكون سيلفي. هل يجب أن أطلب من أحد أن يحضرها لي؟ أم يجب أن أذهب إلى الفصل وأحضرها بنفسي؟ كان الناس يحدقون بنا بينما كنا نمر وناناهوشي تتكئ عليَّ طلباً للدعم. كان هذا مزعجاً. كنا واضحين جداً الآن، ولم تكن ناناهوشي ترتدي قناعها. ربما كان من الأفضل أن أتوارى عن الأنظار. لكن كيف؟
دخلت في حالة من الهيجان وهي تتلوى وتقاتل بأقصى ما تستطيع للتخلص من قبضتي. لكن قوتها لم تكن سوى قوة فتاة في المدرسة الثانوية، ضعيفة للغاية. ضعيفة جدا جدا. لم تكن هناك طريقة يمكنها من خلالها فصل نفسها.
حدقت في الورقة التي كانت لا تزال ملقاة على الأرض. كان الطلاء قد اختفى، ولم يتبق سوى الرسم التقريبي الأساسي للدائرة، والتمزق الذي سببته التجربة.
وسرعان ما ترنح جسدها. عندما أفرجت عنها، سقطت على الأرض بضعف.
“أعلم. أم أن هناك ما يجعلك تشعر بالذنب؟ “
“هل أنتِ بخير؟” انتابني شعور واضح بأنها لم تكن كذلك.
لكنها كانت غريبة. شيء ما لم يبدو صحيحًا. بدا أن المسار الذي يسير فيه الضوء مسدودًا. كما لو أن جزءًا واحدًا لم يكن يضيء.
كانت بيضاء كالملاءة، وعيناها شاحبتان بهالات سوداء. كانت شفتاها قد فقدتا كل لونهما وكانتا جافتين ومتشققتين.
“هل أنتِ بخير؟” انتابني شعور واضح بأنها لم تكن كذلك.
هذا وجه شخص في حالة نفسية سيئة للغاية. ربما تكون قد آذت نفسها.
“حسناً؟”
لا أستطع تركها وحدها هكذا. ماذا يجب أن أفعل؟ كان أكثر شخص يمكنه المساعدة في مثل هذه الحالة هو… سيلفي! هذا صحيح، سيلفي. قد تكون قادرة على فعل شيء حيال ذلك. ولحسن الحظ، لم يكن لديها عمل ليلي اليوم. حسناً، سآخذ ناناهوشي إلى منزلنا الليلة إذاً!
ومع ذلك لا تزال بنصف عرض حصيرة التاتامي. كانت تحتوي على نمط معقد، مكتوب بكثافة على قطعة نادرة من الورق الكبير.
انتظر… قبل ذلك، ربما يجب أن أجد لها مكاناً لتهدأ فيه. “هل أنتِ بخير؟” لقد سألت
انتهى الأمر. لم يكن هناك أي رد فعل آخر من الدائرة. نظرت إليها عن قرب ووجدت تمزقًا في جزء من الورقة. ربما كان هناك قصر دارة وفعّل نظام الأمان؟ بغض النظر، كان هذا فشلاً.
“…”
شككت في أن ناناهوشي كانت تفعل الكثير من ذلك.
“لقد بالغت قليلاً دعينا نرتاح اليوم، حسناً؟” لم ترد ناناهوشي.
“حفظ الطاقة… ماذا كان ذلك مرة أخرى؟” وكيف يختلف ذلك عن قانون حفظ الكتلة؟
وضعت ذراعي حول كتفها وسحبتها عملياً على قدميها. ثم سحبتها خارج غرفة البحث.
تلاشى الضوء المنبعث من الدائرة.
ربما يجب أن نغلقها. توقفت للتفكير. لا، سنقلق بشأن ذلك لاحقاً. يجب أن يكون الأمر على ما يرام ليوم واحد. على الأرجح.
“أعلم. أم أن هناك ما يجعلك تشعر بالذنب؟ “
توجهنا نحو فصول السنة الخامسة حيث يجب أن تكون سيلفي. هل يجب أن أطلب من أحد أن يحضرها لي؟ أم يجب أن أذهب إلى الفصل وأحضرها بنفسي؟ كان الناس يحدقون بنا بينما كنا نمر وناناهوشي تتكئ عليَّ طلباً للدعم. كان هذا مزعجاً. كنا واضحين جداً الآن، ولم تكن ناناهوشي ترتدي قناعها. ربما كان من الأفضل أن أتوارى عن الأنظار. لكن كيف؟
بصراحة، إذا كان هناك حتى عيب في نظريتها لم أكن لأكتشفه. الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه هو أنها بدت واثقة، وهذا يعني أن هناك فرصة كبيرة للنجاح.
“معلمي!”
“هل يمكنني ترك هذا الجزء لك؟”
ناداني أحدهم. التفت لأجد زانوبا خلفي. “معلمي ماذا حدث؟”
لم تقل ناناهوشي شيئاً.
“زانوبا، ناناهوشي في ورطة. ساعدني!”
بصراحة، إذا كان هناك حتى عيب في نظريتها لم أكن لأكتشفه. الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه هو أنها بدت واثقة، وهذا يعني أن هناك فرصة كبيرة للنجاح.
“هل هي مريضة؟!”
ثم وقفت وبدأت تمزق شعرها بدلاً من ذلك.
قلت “شيء من هذا القبيل”.
“لا، أنت الشخص الذي يعتني بي دائمًا بعد كل شيء. هذا أقل ما يمكنني فعله.” هذا هو زانوبا المعتاد. يمكنني دائماً الإعتماد عليه
“في هذه الحالة، يجب أن نذهب إلى المكتب الطبي أولاً.” أوه حسناً، نعم المكتب الطبي إذن.
“استنادًا إلى تجاربنا السابقة، تأكدت أنه كلما كان الكائن الذي تحاول استدعاءه أكبر وأكثر تعقيدًا، كلما تطلب الأمر المزيد من المانا. بعبارة أخرى، السحر في هذا العالم يخضع لقوانين حفظ الطاقة. سنستدعي شيئًا بسيطًا وصغيرًا هذه المرة. إذا افترضنا أن الطاقة الناجمة عن استدعائي هي التي قضت على المنطقة، فمن الناحية النظرية فإن هذه الدائرة ستنقل نظريًا على الأكثر الناس في نطاق متر واحد فقط من مداها. أنا بصراحة لا أعتقد أن هذا ممكن، ولكن فقط في حالة، لقد كتبت إجراء أمان في الدائرة نفسها حتى أتمكن من التحكم في مقدار المانا التي تستخدمها.”
“سوف أحملها”، تطوع زانوبا. “كون لطيفا”
يبدو أن زانوبا قد فهم تنهديتي على أنها تعني شيئًا مختلفًا.
“بالطبع. تعالي إذن يا سيدة سايلنت.”
“…”
فهمت، فهمت… حسناً، لا، لم يكن لدي أي فكرة عما كانت تتحدث عنه.
رفعها على طريقة الأميرات. طريقة مناسبة وثابتة لحمل شخص ما. لم تقاوم ناناهوشي على الإطلاق. كانت تبدو على وجهها نظرة مرهقة، مثل قشرة استنزفت كل طاقتها.
“حسناً؟”
“أفسحوا الطريق!” صرخ زانوبا واندفع وسط حشد من الناس. انقسموا مثل المحيط أمامه. تبعتها خلفها.
“هل أنتِ بخير؟” انتابني شعور واضح بأنها لم تكن كذلك.
في المستوصف، تركنا ناناهوشي تستريح على أحد الأسرّة. كان وجهها فارغا من المشاعر. يا له من تعبير رهيب. بدا الأمر كما لو ان ظل الموت يخيّم عليها.
“أيضاً…” واصلت ناناهوشي شرح المبدأ الكامن وراء دائرتها لي بعد ذلك، لكن الأمر كله بدى باللغة اليونانية بعد نقطة ما.
أبلغنا المعالج المقيم أن الأمر ليس خطيراً.
“عندما كنت صغيرا، مررت أيضًا بتجربة مماثلة. أصبحت لا مباليًا ومنغلقًا على نفسي.”
المشاكل النفسية لا يمكن حلها بسحر الشفاء، بعد كل شيء.
“من يعرف؟ على أي حال، لقد ساعدتني كثيراً يا زنوبا.”
عندما بدأت نظراتي تنجرف إلى قدمي، أمسكت جولي بطرف قميصي. “أيها المعلم الكبير، وجهك… يبدو فظيعًا”.
على الرغم من أن الطريقة التي قال بها ذلك أشعرتني بالتباعد بيننا، إلا أنني لم أكن أريده أن يدعي بشكل وقح أنه يتفهم الأمر أيضًا.
لمست وجهي بشكل غريزي. فقط ما نوع التعبير الذي لديّ الآن؟
عند التفكير في الأمر، كنت أتساءل عما إذا كانت ناناهوشي تأكل بشكل صحيح. شعرت بالخفة عندما حملتها. يمكن للطعام أن يرفع معنوياتك في الأوقات العصيبة؛ حتى الأشياء الصغيرة مثل تناول الأطعمة المفضلة لديك أو مشاركة وجبة مع شخص ما يمكن أن تجلب لك البهجة.
أوه لا. بدا لي أنني كنت أرتجف بشدة. انا بحاجة إلى أن أهدأ قليلاً.
“نعم، هذا كل شيء.”
“هذا فقط لأنني لست جميلا.” ربتت على رأسها. لم أصدق أنني جعلت فتاة صغيرة كهذه تقلق عليّ.
ثم وقفت وبدأت تمزق شعرها بدلاً من ذلك.
“تفضل يا سيدي.” فجأة دُفع إليّ بكوب من الجانب.
“حسناً، هذه الأمور تحدث كما تعلمين” حاولت معها.
يحمله زانوبا بالطبع.
تأثير شديد؟ حقاً؟
“شكراً”. أخذته بامتنان وشربته. يبدو أنه حصل على الماء من أحد أباريق المكتب الطبي. شعرت بلساني جافًا كالورق. من الواضح أن فمي قد أصبح جافاً جداً في مرحلة ما.
كانت ناناهوشي تضرب برأسها لأعلى وأسفل في جنون. مزقت صفحات من كتاب كانت تكتب فيه ونثرتها على الأرض.
“شكراً.” جلست وتنفست الصعداء.
كانت ناناهوشي تضرب برأسها لأعلى وأسفل في جنون. مزقت صفحات من كتاب كانت تكتب فيه ونثرتها على الأرض.
“سيدي، ماذا حدث؟ لم أرك مرتبكًا هكذا من قبل.” وقف زانوبا بجانبي وسألني بهدوء.
“لا”
“حسنًا…” شرحت له ما حدث في غرفة التجارب. أن التجربة قد فشلت وأن ناناهوشي أصبحت هائجة. بدت وكأنها قد تقتل نفسها إذا تركتها بمفردها، لذلك ساعدتها.
“هذا فقط لأنني لست جميلا.” ربتت على رأسها. لم أصدق أنني جعلت فتاة صغيرة كهذه تقلق عليّ.
بعد سماع كل ذلك، نظر زانوبا إلى ناناهوشي بتعبير معقد على وجهه.
“إيك! “أيها المعلم الكبير، ماذا تفعل؟”
“إذاً هي لا تجري هذا البحث لأنها تريد ذلك.”
كجثة تقريباً.
“لا”
بعد سماع كل ذلك، نظر زانوبا إلى ناناهوشي بتعبير معقد على وجهه.
لم يكن الأمر كما لو أنها تفعل ذلك فقط. لكنها لم تكن متحمسة لذلك أيضاً. فهذا مجرد شيء يجب عليها القيام به حتى تتمكن من العودة إلى المنزل.
دخلت في حالة من الهيجان وهي تتلوى وتقاتل بأقصى ما تستطيع للتخلص من قبضتي. لكن قوتها لم تكن سوى قوة فتاة في المدرسة الثانوية، ضعيفة للغاية. ضعيفة جدا جدا. لم تكن هناك طريقة يمكنها من خلالها فصل نفسها.
لقد مرت ست سنوات منذ حادثة النزوح، وما كانت تعتقد أنه سيكون خطوة مهمة إلى الأمام قد فشل. نظرت إلى الوراء وأدركت أن ست سنوات قد مرت بالفعل ولم تتقدم على الإطلاق.
لم تقل ناناهوشي شيئاً.
تنهدت وتراجعت إلى الوراء في مقعدي. لم يقل زانوبا شيئًا آخر بعد ذلك. بقي كلانا هناك مع ناناهوشي، التي كانت تحدق في السقف بذهول.
على الرغم من أن الطريقة التي قال بها ذلك أشعرتني بالتباعد بيننا، إلا أنني لم أكن أريده أن يدعي بشكل وقح أنه يتفهم الأمر أيضًا.
***
لم يكن الأمر كما لو أنها تفعل ذلك فقط. لكنها لم تكن متحمسة لذلك أيضاً. فهذا مجرد شيء يجب عليها القيام به حتى تتمكن من العودة إلى المنزل.
بعد فترة، أغمضت ناناهوشي عينيها ونامت. وصلت سيلفي في نفس الوقت تقريبًا. لم تكن آرييل معها.
غادرنا المدرسة وأسرعنا عائدين إلى منزلنا. تطوع زانوبا لنقل ناناهوشي. هذه المرة، حملها على ظهره. وهو ما بدا أنه يناسبه بشكل أفضل، حتى لو كان أميراً.
“كان الناس يقولون إنك وزانوبا حملتما طالبة إلى المكتب الطبي”قالت.
“لست مطلعًا بما فيه الكفاية لأشرح ذلك جيدًا لغير المطلعين، لكن هذا يعني في الأساس أن المانا هي المسؤولة عن معظم الأشياء الغريبة التي تحدث في هذا العالم. تلك التعويذة التي تستخدمها طوال الوقت – مدفع الحجر، أليس كذلك؟ يبدو الامر كما لو انك قد استحضرت فجأة صخرة في الهواء، لكنك في الواقع حولت فقط المانا إلى صخرة”.
ما نوع الشائعات التي كانوا ينشرونها الآن؟ هل كانت المدرسة بأكملها تعتقد أنني ضربت طالبة وحملتها إلى المكتب الطبي، حيث من المحتمل أنني كنت أفعل بها شيئًا فظيعًا؟
يا رجل، هذا بارد، فكرت. لماذا لا يثق بي أحد؟
على أي حال، ربما هذا كل شيء لهذا اليوم.
لأنني “الرئيس”؟
توجهنا نحو فصول السنة الخامسة حيث يجب أن تكون سيلفي. هل يجب أن أطلب من أحد أن يحضرها لي؟ أم يجب أن أذهب إلى الفصل وأحضرها بنفسي؟ كان الناس يحدقون بنا بينما كنا نمر وناناهوشي تتكئ عليَّ طلباً للدعم. كان هذا مزعجاً. كنا واضحين جداً الآن، ولم تكن ناناهوشي ترتدي قناعها. ربما كان من الأفضل أن أتوارى عن الأنظار. لكن كيف؟
حسنًا، لم يكن الأمر وكأنني لم أفعل الكثير لأكسب ثقتهم في المقام الأول.
“نعم. لن أتمكن من الذهاب معكِ. لذا هل يمكنك التعامل مع التسوق بمفردك؟”
مهما يكن.
“هااه.” تنهدت. ما نوع الحياة التي كانت تعيشها ناناهوشي؟ محبوسة بمفردها، بالكاد تأكل، وبالكاد تتحدث إلى أي شخص. فقط ترسم تلك الدوائر السحرية باستمرار.
أخبرت سيلفي بما حدث.
واصلت “ناناهوشي” النظر إليها بذهن شارد، دون أن تحرك ساكنًا. ثم بعد فترة قالت دون أن تنظر إليّ :”شكرًا لك على مساعدتك. يمكنك العودة إلى المنزل اليوم.”
“لا أصدق أن شيئاً كهذا حدث.” ارتسمت على وجه سيلفي تعابير وجه مهيبة وهي تنظر إلى ناناهوشي.
لا. على الرغم مما قد يقودك مظهرها إلى الاعتقاد، كانت ناناهوشي قوية. بالتأكيد، كانت لديها القدرة على تقبل الفشل كما هو وعدم الانغماس فيه.
“قد يكون من الخطر تركها بمفردها، لذلك كنت أفكر في تركها ترتاح في منزلنا اليوم.”
“لا أستطيع أن أفهم هذا الشعور.”
“لكن ألن يكون من الأفضل تركها ترتاح هنا في المكتب الطبي؟”
نتيجة ما يقرب من عامين من الجهد المبذول لم تسفر عن شيء في ثوانٍ معدودة.
“أعتقد أنه سيكون من الأفضل لها أن تكون مع شخص تعرفه عندما تستيقظ.”
أومأتُ برأسي مطمئنا لرد سيلفي. لم أتوقع منها أقل من ذلك.
على أي حال، لا أستطع تركها وحدها. ان ناناهوشي صغيرة في السن، ومن الواضح أن هذا قد هزها حتى النخاع. عندما يتم دفع الناس إلى أقصى حدودهم، يمكنهم القيام بأشياء متطرفة. أشياء مثل إيذاء نفسها.
كانت بيضاء كالملاءة، وعيناها شاحبتان بهالات سوداء. كانت شفتاها قد فقدتا كل لونهما وكانتا جافتين ومتشققتين.
“لا أعرف كم من الوقت ستستغرق حتى تهدأ” قلت.
“سوف أحملها”، تطوع زانوبا. “كون لطيفا”
“أود السماح لها بالبقاء معنا حتى أتمكن من مراقبتها في الوقت الحالي.”
“أفسحوا الطريق!” صرخ زانوبا واندفع وسط حشد من الناس. انقسموا مثل المحيط أمامه. تبعتها خلفها.
“هل يمكنني ترك هذا الجزء لك؟”
تماماً كما اعتقدت أن… “آااااااااه!”
“إذا كان الأمر مجرد الاهتمام بوجباتها، يمكنني القيام بذلك.”
في هذه اللحظة، قمت بتفتيشها وإزالة أي شيء أعتقد أنه يمكن استخدامه كسلاح خطير. كان معها سكين صغير من طراز الجيش السويسري.
سنعزلها حتى تهدأ. قد يكون من الجيد السماح لها بالهروب من الواقع قليلاً. كتراجع تكتيكي من نوع ما.
ناداني أحدهم. التفت لأجد زانوبا خلفي. “معلمي ماذا حدث؟”
“هذا ليس خيانة لك أو أي شيء.”
هل ستتعافى من هذا؟ استنادًا إلى ملاحظاتي الخاصة، كانت في حالة غير مستقرة، لكنها لم تكن في حالة لا يمكن إنقاذها.
“أعلم. أم أن هناك ما يجعلك تشعر بالذنب؟ “
“هذا فقط لأنني لست جميلا.” ربتت على رأسها. لم أصدق أنني جعلت فتاة صغيرة كهذه تقلق عليّ.
“لا.” لم يكن لدي أي سبب للشعور بالذنب على الإطلاق.
“أفسحوا الطريق!” صرخ زانوبا واندفع وسط حشد من الناس. انقسموا مثل المحيط أمامه. تبعتها خلفها.
ومع ذلك، كنت أحضر امرأة أخرى إلى منزلي.
“عندما كنت صغيرا، مررت أيضًا بتجربة مماثلة. أصبحت لا مباليًا ومنغلقًا على نفسي.”
واحدة في موقف ضعيف وأعزل. ومع ذلك، لم يبد على سيلفي أي شكوك. هكذا الثقة إذن؟
“هل أنتِ بخير؟” انتابني شعور واضح بأنها لم تكن كذلك.
“سأترك الأمر لك يا رودي، هل ستذهب مباشرة إلى المنزل اليوم؟”
فهمت، فهمت… حسناً، لا، لم يكن لدي أي فكرة عما كانت تتحدث عنه.
“نعم. لن أتمكن من الذهاب معكِ. لذا هل يمكنك التعامل مع التسوق بمفردك؟”
“شكراً”. أخذته بامتنان وشربته. يبدو أنه حصل على الماء من أحد أباريق المكتب الطبي. شعرت بلساني جافًا كالورق. من الواضح أن فمي قد أصبح جافاً جداً في مرحلة ما.
“دع الأمر لي.”
لم ترد ناناهوشي.
أومأتُ برأسي مطمئنا لرد سيلفي. لم أتوقع منها أقل من ذلك.
بصراحة، إذا كان هناك حتى عيب في نظريتها لم أكن لأكتشفه. الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه هو أنها بدت واثقة، وهذا يعني أن هناك فرصة كبيرة للنجاح.
غادرنا المدرسة وأسرعنا عائدين إلى منزلنا. تطوع زانوبا لنقل ناناهوشي. هذه المرة، حملها على ظهره. وهو ما بدا أنه يناسبه بشكل أفضل، حتى لو كان أميراً.
واصلت “ناناهوشي” النظر إليها بذهن شارد، دون أن تحرك ساكنًا. ثم بعد فترة قالت دون أن تنظر إليّ :”شكرًا لك على مساعدتك. يمكنك العودة إلى المنزل اليوم.”
“آسف على المتاعب يا زانوبا.”
في هذه اللحظة، قمت بتفتيشها وإزالة أي شيء أعتقد أنه يمكن استخدامه كسلاح خطير. كان معها سكين صغير من طراز الجيش السويسري.
“لا، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به للمساعدة.”
“فقط للضمانة، هل يمكنني أن أسأل ما هي هذه النظرية؟”
كان ينقل ناناهوشي بسهولة على ظهره. كانت جولي تتدحرج خلفنا. كل ما كان عليّ فعله هو أن أعطي زنوبا مثقابًا وبدلة غطس وسيناديه الناس بالسيد فقاعات.
فقط لاختبار ذلك، حاولت رفع جولي.
ناداني أحدهم. التفت لأجد زانوبا خلفي. “معلمي ماذا حدث؟”
“إيك! “أيها المعلم الكبير، ماذا تفعل؟”
على أي حال، لا أستطع تركها وحدها. ان ناناهوشي صغيرة في السن، ومن الواضح أن هذا قد هزها حتى النخاع. عندما يتم دفع الناس إلى أقصى حدودهم، يمكنهم القيام بأشياء متطرفة. أشياء مثل إيذاء نفسها.
“لا شيء.”
لقد مرت ست سنوات منذ حادثة النزوح، وما كانت تعتقد أنه سيكون خطوة مهمة إلى الأمام قد فشل. نظرت إلى الوراء وأدركت أن ست سنوات قد مرت بالفعل ولم تتقدم على الإطلاق.
ألقى زانوبا نظرة خاطفة. أبقيت جولي بين ذراعي وأنا أمشي. كان جسدها ممتلئ بشكل مدهش. قبل عام واحد فقط كانت مجرد جلد وعظام، لكن يبدو أنها كانت تأكل بشكل صحيح. كانت عضلاتها ناقصة بعض الشيء، لكنها لم تكن بحاجة إلى أن تكون ممتلئة في سن السابعة.
واصلت “ناناهوشي” النظر إليها بذهن شارد، دون أن تحرك ساكنًا. ثم بعد فترة قالت دون أن تنظر إليّ :”شكرًا لك على مساعدتك. يمكنك العودة إلى المنزل اليوم.”
“هل يعاملك زانوبا بشكل جيد، جولي؟” سألتها “أجل، المعلم يعطيني الكثير من الطعام.”
بصراحة، إذا كان هناك حتى عيب في نظريتها لم أكن لأكتشفه. الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه هو أنها بدت واثقة، وهذا يعني أن هناك فرصة كبيرة للنجاح.
“من الجيد سماع ذلك. والطريقة الصحيحة لقولها هي “نعم، السيد يُطعمني الكثير من الطعام”.
“فقط لأتأكد، هل لي أن أسأل ما الذي يفترض أن تفعله هذه الدائرة؟”
“السيد يُطعمني الكثير من الطعام.”
“…”
“نعم، هذا كل شيء.”
عند التفكير في الأمر، كنت أتساءل عما إذا كانت ناناهوشي تأكل بشكل صحيح. شعرت بالخفة عندما حملتها. يمكن للطعام أن يرفع معنوياتك في الأوقات العصيبة؛ حتى الأشياء الصغيرة مثل تناول الأطعمة المفضلة لديك أو مشاركة وجبة مع شخص ما يمكن أن تجلب لك البهجة.
“أنا أقول لك، ليس هناك إمكانية لحدوث ذلك.”
شككت في أن ناناهوشي كانت تفعل الكثير من ذلك.
في المستوصف، تركنا ناناهوشي تستريح على أحد الأسرّة. كان وجهها فارغا من المشاعر. يا له من تعبير رهيب. بدا الأمر كما لو ان ظل الموت يخيّم عليها.
“هااه.” تنهدت. ما نوع الحياة التي كانت تعيشها ناناهوشي؟ محبوسة بمفردها، بالكاد تأكل، وبالكاد تتحدث إلى أي شخص. فقط ترسم تلك الدوائر السحرية باستمرار.
“هل يعاملك زانوبا بشكل جيد، جولي؟” سألتها “أجل، المعلم يعطيني الكثير من الطعام.”
“إنه ليس خطأك يا معلمي. حاول ألا تدع ذلك يؤثر عليك بعمق.”
كما لو كانت تحدق في مكان بعيد لا أستطع رؤيته.
“نعم، أعرف”
غادرنا المدرسة وأسرعنا عائدين إلى منزلنا. تطوع زانوبا لنقل ناناهوشي. هذه المرة، حملها على ظهره. وهو ما بدا أنه يناسبه بشكل أفضل، حتى لو كان أميراً.
يبدو أن زانوبا قد فهم تنهديتي على أنها تعني شيئًا مختلفًا.
“آآآآه!”
ارتسمت على وجهه تعابير جادة وهو ينظر إليّ. يبدو أنه كان قلقاً علي أكثر من قلقه على ناناهوشي حسنًا، بالكاد كان يتحدث معها لذا لم أستطع لومه على ذلك.
“عندما كنت صغيرا، مررت أيضًا بتجربة مماثلة. أصبحت لا مباليًا ومنغلقًا على نفسي.”
صمتنا لفترة من الوقت بعد ذلك. في الهدوء، كان بإمكاني سماع دقات قلب جولي. كطفلة، كانت درجة حرارة جسمها أعلى من درجة حرارة جسمي. كانت دافئة، وسماع نبضات قلبها كانت مهدئة بشكل غريب. يجب أن أشتري لها شيئاً في المرة القادمة التي نخرج فيها.
“معلمي!”
عندما وصلنا إلى المنزل، جعلت زانوبا يضع ناناهوشي في إحدى الغرفتين اللتين جهزتهما لأختيّ الصغيرتين. كانت مستلقية على السرير. وعيناها مفتوحتين؛ لا بد أنها استيقظت في وقت ما.
“سيدي، ماذا حدث؟ لم أرك مرتبكًا هكذا من قبل.” وقف زانوبا بجانبي وسألني بهدوء.
لكنها كانت فارغة تمامًا.
فقط لاختبار ذلك، حاولت رفع جولي.
كما لو كانت تحدق في مكان بعيد لا أستطع رؤيته.
“هل يمكنني ترك هذا الجزء لك؟”
كجثة تقريباً.
“ماذا عنك يا معلمي؟ هل ستكون بخير؟”
هل ستتعافى من هذا؟ استنادًا إلى ملاحظاتي الخاصة، كانت في حالة غير مستقرة، لكنها لم تكن في حالة لا يمكن إنقاذها.
أخبرت سيلفي بما حدث.
لقد مررت بنوبات اكتئاب مماثلة من قبل، لكنها كانت تزول في النهاية.
“زانوبا، ناناهوشي في ورطة. ساعدني!”
في هذه اللحظة، قمت بتفتيشها وإزالة أي شيء أعتقد أنه يمكن استخدامه كسلاح خطير. كان معها سكين صغير من طراز الجيش السويسري.
على الرغم من أن الطريقة التي قال بها ذلك أشعرتني بالتباعد بيننا، إلا أنني لم أكن أريده أن يدعي بشكل وقح أنه يتفهم الأمر أيضًا.
لم أكن أعتقد أنها يمكن أن تقتل نفسها بشيء كهذا، لكنني أخذتها على أي حال، فقط لأكون آمنًا.
رفعها على طريقة الأميرات. طريقة مناسبة وثابتة لحمل شخص ما. لم تقاوم ناناهوشي على الإطلاق. كانت تبدو على وجهها نظرة مرهقة، مثل قشرة استنزفت كل طاقتها.
لم يكن هناك شيء خطير في غرفتها باستثناء النافذة، بما أننا كنا في الطابق الثاني. ربما يجب أن أستخدم السحر لتأمينها. لن يساعدها ذلك إذا كسرت الزجاج، لكنني أردت أن أصدق أنها لم تكن لديها قوة الإرادة للذهاب إلى هذا الحد.
“هل هي مريضة؟!”
وبما أنها لم تكن تتحرك، عدت إلى الطابق الأول.
“نعم، هذا كل شيء.”
“هل ستكون على ما يرام؟” سأل زانوبا بقلق. لم يكن يبدو من النوع الذي لديه أي تجربة مع الاكتئاب.
كانت ناناهوشي تضرب برأسها لأعلى وأسفل في جنون. مزقت صفحات من كتاب كانت تكتب فيه ونثرتها على الأرض.
كان لديه لحظات ضعفه بالتأكيد، لكنه كان متفائلاً بشكل عام.
لمست وجهي بشكل غريزي. فقط ما نوع التعبير الذي لديّ الآن؟
“من يعرف؟ على أي حال، لقد ساعدتني كثيراً يا زنوبا.”
كانت ناناهوشي متوترة بشكل لا يصدق خلال الأشهر القليلة الماضية. بالحكم من خلال الطريقة التي كانت مستلقية بها على كرسيها، كانت مرتبكة للغاية، ربما لم تكن تفكر في تجربتها التالية أو في فشلها على الإطلاق، بل كانت مستسلمة تمامًا؟
“لا، أنت الشخص الذي يعتني بي دائمًا بعد كل شيء. هذا أقل ما يمكنني فعله.” هذا هو زانوبا المعتاد. يمكنني دائماً الإعتماد عليه
“لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني العودة إلى المنزل، لا يمكنني.”
“ماذا عنك يا معلمي؟ هل ستكون بخير؟”
“عندما كنت صغيرا، مررت أيضًا بتجربة مماثلة. أصبحت لا مباليًا ومنغلقًا على نفسي.”
“أنا؟ لماذا؟”
تأثير شديد؟ حقاً؟
“يبدو أن انهيار السيدة سايلنت كان له تأثير شديد عليك.”
“في هذه الحالة، يجب أن نذهب إلى المكتب الطبي أولاً.” أوه حسناً، نعم المكتب الطبي إذن.
تأثير شديد؟ حقاً؟
في الواقع، ربما هو على حق. لقد فقدت ناناهوشي صوابها وأصبحت محنونة ثم تحولت إلى قشرة هامدة بمجرد أن أوقفتها.
واصلت “ناناهوشي” النظر إليها بذهن شارد، دون أن تحرك ساكنًا. ثم بعد فترة قالت دون أن تنظر إليّ :”شكرًا لك على مساعدتك. يمكنك العودة إلى المنزل اليوم.”
رؤية ذلك من البداية إلى النهاية ذكّرتني بماضيّ.
كان ينقل ناناهوشي بسهولة على ظهره. كانت جولي تتدحرج خلفنا. كل ما كان عليّ فعله هو أن أعطي زنوبا مثقابًا وبدلة غطس وسيناديه الناس بالسيد فقاعات.
على الرغم من أن الأمر كان مختلفاً بعض الشيء بالنسبة لها، إلا أن كلانا مررنا بمعاناة نفسية متشابهة. شعرت بألمها كما لو كان ألمي أنا.
ربما يجب أن نغلقها. توقفت للتفكير. لا، سنقلق بشأن ذلك لاحقاً. يجب أن يكون الأمر على ما يرام ليوم واحد. على الأرجح.
لو أن ظروفي كانت مختلفة قليلاً، لربما كنتُ أنا من كان مستلقياً على الأرض في مكانها بلا حراك.
“سأترك الأمر لك يا رودي، هل ستذهب مباشرة إلى المنزل اليوم؟”
“قليلاً فقط ذكّرتني بآلام الماضي.”
لم أكن أعتقد أنها يمكن أن تقتل نفسها بشيء كهذا، لكنني أخذتها على أي حال، فقط لأكون آمنًا.
“هل تمانع في مشاركة المزيد؟”
لكنها كانت غريبة. شيء ما لم يبدو صحيحًا. بدا أن المسار الذي يسير فيه الضوء مسدودًا. كما لو أن جزءًا واحدًا لم يكن يضيء.
“عندما كنت صغيرا، مررت أيضًا بتجربة مماثلة. أصبحت لا مباليًا ومنغلقًا على نفسي.”
“لا، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به للمساعدة.”
“لا أستطيع أن أفهم هذا الشعور.”
حسنًا، حتى لو حدث الأسوأ وتم نقلي فوريًا إلى مكان ما، كنت متأكدًا من أنني سأجد طريق العودة إلى المنزل بطريقة ما.
على الرغم من أن الطريقة التي قال بها ذلك أشعرتني بالتباعد بيننا، إلا أنني لم أكن أريده أن يدعي بشكل وقح أنه يتفهم الأمر أيضًا.
في الواقع، ربما هو على حق. لقد فقدت ناناهوشي صوابها وأصبحت محنونة ثم تحولت إلى قشرة هامدة بمجرد أن أوقفتها.
“أنا متأكد من أنك لا تستطيع.”
“هل هي مريضة؟!”
“بغض النظر عن ذلك، إذا كان هناك أي شيء آخر يمكنني الاستفادة من قوتي فيه، فأخبرني من فضلك. القوة هي الشيء الوحيد الذي أملكه بوفرة.”
هرعتُ إليها مذعورا وقد أصابني الذعر، فأسرعتُ نحوها ووضعت ذراعيها خلف ظهرها. “انتظري، اهدئي!”
“نعم، سأتأكد من ذلك.” أقدر لطف زانوبا حقا.
“إذا فشل هذا الأمر وتم نقلي فورياً، أرجوكِ اتصلي بعائلتي.”
هو رجل طيب جدًا، طالما لا يتعلق الأمر بالدمى.
“بالطبع. تعالي إذن يا سيدة سايلنت.”
ذهب زانوبا إلى المنزل بعد ذلك بفترة قصيرة. مع عدم وجود شيء آخر أفعله، أمضيت وقتي في القراءة في غرفة ناناهوشي بينما كانت نائمة.
“لا أستطيع أن أفهم هذا الشعور.”
لو كنت مكانها لأردت أن أبقى وحدي. لكنها كانت وحيدة حتى هذه اللحظة. دائماً وحيدة
عندما وصلنا إلى المنزل، جعلت زانوبا يضع ناناهوشي في إحدى الغرفتين اللتين جهزتهما لأختيّ الصغيرتين. كانت مستلقية على السرير. وعيناها مفتوحتين؛ لا بد أنها استيقظت في وقت ما.
بقيت معها حتى وصلت سيلفي إلى المنزل.
“أنا؟ لماذا؟”
“زانوبا، ناناهوشي في ورطة. ساعدني!”
“كان الناس يقولون إنك وزانوبا حملتما طالبة إلى المكتب الطبي”قالت.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
