نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 47

الفصل 8: حالة طوارئ - الحريق

الفصل 8: حالة طوارئ - الحريق

VOLUME FOUR

“يللب!” صرخ الجرو عندما تم إبعاده، طار متحطمًا بقوة في شجرة.

الفصل 8: حالة طوارئ – الحريق

في النهاية، تراجع ميناء زانت. دفعوا للوحش مبلغًا ضخمًا كتعويض. واستغرق اختتام تلك المفاوضات نحو أسبوع وإعادة الأطفال إلى آبائهم. لهذا السبب تركت هناك لمدة أسبوع في تلك الزنزانة، ليتم التعامل معي كآخر ما يهمهم.

 

“ممم؟ فقط إنتظر لحظـ—مهلًا!” قفز غيز لأعلى ونظر إلى الخارج. “أنت لم تكن تمزح! ماذا يجب أن نفعل، رئيس؟!”

“إنها نيران!” صرختُ وقفزتُ من على أكتاف غيز.

 

 

“بالتأكيد، هذا ممكن.” قال غيز. “الحرائق نادرة جدًا مع اقتراب موسم الأمطار….وااه!”

“ممم؟ فقط إنتظر لحظـ—مهلًا!” قفز غيز لأعلى ونظر إلى الخارج. “أنت لم تكن تمزح! ماذا يجب أن نفعل، رئيس؟!”

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

ما الذي يحدث؟ لقد خططت للمغادرة في اليوم التالي، والآن إذا لم أتخذ إجراء، فَسَـنخبز مثل الكعك.

 

 

 

“نحن سنخرج من هنا بالطبع! وسنستخدم الفوضى للهروب!”

“ليس عدونا. لقد استحضر المطر منذ لحظة. إنه يرتدي ملابس مضحكة بعض الشيء، لكنه يساعدنا.”

 

بما أنني أستطيع رؤيته، يمكنني مراوغته. إنه أسرع من إيريس، لكنه لا يمتلك إيقاعها الفريد الذي من الصعب قراءته. لا توجد ثغرات يمكنني إستعمالها لشن هجوم مضاد، لكنني رأيت الوحش المقدس يتراجع في محيط رؤيتي، حتى يتمكن من عض غالوس من الخلف.

“لكن كيف سنخرج بالضبط؟! الباب مغلق، كما تعلم!”

***

“لا تقلق، هذه ليست مشكلة!” انزلقت نحو الباب وأخرجت المفتاح الذي أخفيته لفتحه.

 

 

فُتِحَتْ الباب وصفعتنا موجة من الهواء الساخن على وجهينا. رقصت النيران بعنف بينما الحريق، المشرق والشرس، يلتهم الغابة بجوع شره. تم إجتياح المنازل على رؤوس الأشجار، مما هدد بإنهيارها.

“وااه! متى إمتلكت الوقت لسرقة مفتاح؟”

 

“مجرد شيء أعددته في حالة حدوث شيء كهذا، عندما بدأت التخطيط لهروبي لأول مرة!”

نظرت إلى المشهد مرة أخرى. سقط محارب آخر من الوحوش. إقتحم الرجال البشر المبنى الذي كان ذلك المحارب يحميه وخرجوا وهم يجرون طفلًا من شعره.

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

 

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

تراجعت للتهرب من الهجوم. كان ذلك قريبًا. لولا عين الإستبصار، كنت سأموت على الفور.

“نعم!” وافقني غيز.

 

 

بدا الرجل غير منزعج وهو يراقب المشهد، حتى هبطت عيناه أخيرًا علي. “مروض الكلاب، ما الذي تفعله هنا بحق الجحيم؟”

فُتِحَتْ الباب وصفعتنا موجة من الهواء الساخن على وجهينا. رقصت النيران بعنف بينما الحريق، المشرق والشرس، يلتهم الغابة بجوع شره. تم إجتياح المنازل على رؤوس الأشجار، مما هدد بإنهيارها.

 

 

تلاعبت بالغيوم تماما كما تعلمت أن أفعل عند إلقاء تعويذة المطر المظلم. ضغطت الطاقة السحرية حتى شكلت سحابة، ثم تضخمت تلك السحابة أكبر وأكبر دون ترك قطرة واحدة من المطر تسقط. لم يلاحظني أحد أقف هناك، رفعت ذراعي نحو السماء. وبفضل الدخان الأسود، لم يلاحظوا الغيوم التي تتجمع فوقه أيضًا.

تمتم غيز: “هذا سيء حقًا.”

 

 

لا يزال. حتى رغم كل ذلك، هذا المشهد أمامي….مقزز.

نعم….أومأت برأسي موافقًأ إياه الرأي.

“لاكلانا! أنتِ بخير؟!”

 

“ماذا؟ كيف يمكنني أن أعرف بحق الجحيم؟” صرخ في وجهي وهو ينظر حوله.

ربما يمنع الناس من إشعال الحرائق في هذه الغابة، لكن بلا شك هناك شخص حكيم حقًا قرر الجلوس في السرير والتدخين قليلًا، مما تسبب في كل هذا. لا أعرف من هو، لكننا سنكون قادرين على الهروب بفضله، لذلك لا أخطط للشكوى من أفعاله.

 

 

“مجرد شيء أعددته في حالة حدوث شيء كهذا، عندما بدأت التخطيط لهروبي لأول مرة!”

“حسنا، مبتدئ، من أين الطريق إلى ميناء زانت؟”

“غوااااه! أيها اللعين…..!”

“ماذا؟ كيف يمكنني أن أعرف بحق الجحيم؟” صرخ في وجهي وهو ينظر حوله.

غالوس بالفعل على الأرض، مستلقٍ على وجهه. جسده لم يرتعش حتى.

 

 

“ماذا تقصد أنك لا تعرف؟ لقد قلت أنك تعرف الطريق، أليس كذلك؟”

 

“ليس عندما نكون محاطين بالنيران من جميع الجهات!”

كانت هذه هي حالة الاختطاف الفريدة. عملية واسعة النطاق خططت لها منظمة التهريب. خططوا لسرقة الوحش المقدس، الكائن الإلهي الوصي على دوروديا. دوافعهم الدقيقة غير واضحة، ولكن يبدو أن الكثير من الناس أرادوا الوحش المقدس بسبب مدى تميزه.

حسنا، الآن بعد أن ذكر ذلك، هو محق. بعد كل شيء، عبارة ستارة الدخان لن يكون لها معنى إذا إستطعت أن ترى مباشرة من خلال الدخان الأسود واللهب القرمزي.

 

 

 

إذن ماذا يجب أن نفعل؟ إخماد النيران؟ لا، نحن بحاجة إلى فوضى النيران من أجل الهروب. لو أخمدناها فَسَـيتم إمساكنا على الفور. علاوة على ذلك، قد يتم إتهامنا بأننا نحن من أشعل هذه النيران. ماذا عن الفرار مؤقتًا خارج نطاق الحريق حتى نتمكن من البحث عن طريق العودة إلى المدينة؟ هل يمكننا حتى الهروب دون إخماد الحريق؟

 

“ماذا سنفعل؟! طرق الهروب تنفد منا بسبب الحريق!”

تماما كما انطلق الوحش المقدس نحو غالوس، استحضرت انفجارًا صغيرًا أمام عينيه مباشرة.

كم هو حجم هذا الحريق أساسًا؟ حتى لو ركضنا وركضنا، هناك احتمال أننا قد لا نكون قادرين على الهروب من المنطقة.

سيلتقط غالوس السيف عند قدميه، وستكون هذه هي النهاية.

 

في تلك اللحظة انتهيت من تعويذتي وأطلقت انفجارًا ناريًا في الفضاء بيننا. تم إلقاء جسدي للخلف بسرعة سخيفة. لجزء من الثانية فقط، فقدت وعيي.

“أوي، أيها الرئيس! انظر!”

بالتأكيد، وضعت ما يكفي من القوة لإفقاد هؤلاء الرجال وعيهم فقط، لكن الوحش يمكن أن يوجه الضربة النهائية اللازمة بدلًا عني.

 

 

هو يشير إلى طفل. طفل صغير ذو أذني قطة. يفرك عينيه ويسعل وهو يترنح في اتجاهنا، بعد أن إستنشق بعض الدخان. في مكان قريب، اشتعلت النيران في أوراق الشجر التي تدق حيث هدد كل شيء بالانهيار. نظر الطفل إلى الشجرة، لكن كل هذا يحدث فجأة لدرجة أنه لم يستطِع فعل شيء سوى النظر إلى ما يحدث، مذهولًا.

“ممم؟ فقط إنتظر لحظـ—مهلًا!” قفز غيز لأعلى ونظر إلى الخارج. “أنت لم تكن تمزح! ماذا يجب أن نفعل، رئيس؟!”

 

“لقد إعتقدت أن لدينا خطة جيدة. حيث نقوم بتوقيت ذلك بشكل جيد ونسرب المعلومات إلى فرقة دوروديا من المحاربين حيث سيصطدمون بكم. ثم بينما يذبح السبيرد ذبح كلًّا منهم، نحن سنتسلل، مهاجمين مستوطنتهم لنسرق بقية أطفالهم.”

“احترس!” أطلقت سحر الرياح على الفور لإبعاد الشجرة.

 

 

“وااه! متى إمتلكت الوقت لسرقة مفتاح؟”

الدخان قد طمس بصره، لكن الطفل رآنا واقترب. “سـ-ساعدو…ني…”

“السيد غالوس….آسف، لكن عندما أنقذ الأطفال، فأنا لست مروض الكلاب رويجيرد. بل أنا رويجيرد من قبيلة السبيرد. ولا يغفر رويجيرد أبدًا لِـأولئك الذين يبيعون الأطفال كعبيد.”

أخذته بين ذراعي واستخدمت سحر الماء لتنظيف عيونه. لديه أيضا بعض الحروق الخفيفة على جسده، لذلك استخدمت سحر الشفاء أيضًا. لست متأكدًا مما يجب أن أفعله، لكنني آمل أن يساعد ذلك في الوقت الحالي على الأقل. ماذا يفعلون هنا على أي حال؟ هل فشلوا في الهروب؟

“لذا….أيها الرئيس.”

“لا تخبرني أن القرويين لم يتم إجلاؤهم بالكامل بعد؟”

“هاااه، حتى ديد إيند يحب التظاهر بأنه على جانب العدالة، أليس كذلك؟”

“بالتأكيد، هذا ممكن.” قال غيز. “الحرائق نادرة جدًا مع اقتراب موسم الأمطار….وااه!”

 

انهارت شجرة أخرى. المنزل الصغير الذي يقع فوقنا ينهار أيضًا، وينثر أجزاء من اللهب مثل المسحوق. بدا الأمر وكأن أي جهدٍ لم يُبذَل لإخماد الحريق. إذا بقيت عالقًا هنا، فسأكون في خطر، خطر شديد. ومع ذلك، لم أستطِع ترك هذا الطفل ورائي والهرب.

 

 

“حسنا. أراك لاحقًا، يا مروض الكلاب. إذا التقينا مرة أخرى في مكان ما—”

“حسنا….” اتخذت قراري. “مبتدئ، هل تعرف أين مركز القرية؟”

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

“نعم، أنا أعرف أين هذا هو….ولكن ماذا ستفعل؟”

بالتأكيد، وضعت ما يكفي من القوة لإفقاد هؤلاء الرجال وعيهم فقط، لكن الوحش يمكن أن يوجه الضربة النهائية اللازمة بدلًا عني.

“سأقدم لهم معروفًا حتى يشعروا بأنهم مدينون لي!”

“وااه! متى إمتلكت الوقت لسرقة مفتاح؟”

بعد أن قلت ذلك، ابتسم غيز، وحمل الطفل بين ذراعيه، وبدأ في الجري. “حسنا إذن، من هذا الطريق. اتبعني!”

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

ركضت خلفه….ولكن بعد ذلك تذكرت ملابسي. ربما لا يزالون مختبئين في هذا السجن الصغير. سرعان ما استخدمت سحر الماء لغمر المبنى بالجليد قبل أن أتبع غيز.

 

 

“أوه….كان ذلك مذهلا، أيها الرئيس!”

لم تصل النيران بعد إلى قلب القرية. ومع ذلك، لم أتوقع ما رأيته. شعب الوحوش يحاول الفرار. مذعورون، يصرخون ويصيحون وهم يركضون جيئة وذهابا. هذا الجزء قد توقعته لأنه أمر منطقي عند حدوث كارثة، ولكن لسبب ما، وما فاجئني، هو أن هناك أيضًا بشرًا يرتدون معداتٍ قتالية يطاردون الوحوش. بعيدًا، استطعت أن أرى ما يشبه محاربي الوحوش الذين يقاتلون البشر. وأبعد من ذلك، رأيت رجالًا أقوياء المظهر يحملون طفلًا تحت كل ذراع، ربما يحاولون جمعهم في مكان ما.

“غراااااه!” وكما لو إنه يرد على ذلك، انطلق غالوس. انطلق نحونا، وهرع الوحش المقدس لمقابلته.

 

 

ما هذا؟ ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟

كلب. قفز كلب شيبا أبيض هائل فجأة من الأدغال وأغرق أنيابه في غالوس.

تحدث غيز: “حسنًا، لقد إعتقدت أن شيئا مريبا كان يحدث…”

الدخان قد طمس بصره، لكن الطفل رآنا واقترب. “سـ-ساعدو…ني…”

“مبتدئ، هل تعرف ما يحدث؟”

حسنا، ليس وكأنهم إمتلكوا خيارًا آخرًا. في الواقع، أعتقد أنه من المدهش أنهم تمكنوا من تحقيق هذا القدر في أسبوع واحد فقط.

 

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

“بالضبط كما يبدو. هؤلاء الرجال يهاجمون الوحش.”

 

صحيح. هذا بالضبط ما بدا عليه الأمر.

 

 

“مجرد شيء أعددته في حالة حدوث شيء كهذا، عندما بدأت التخطيط لهروبي لأول مرة!”

أضاف غيز: “أعتقد أنهم هم الذين أشعلوا النيران أيضًا.”

 

 

تحملت الألم الذي دمر جسدي وقدمي على حد سواء وأجبرت نفسي على الوقوف. الجرح على قدمي….بخير. يبدو أن موجة الصدمة من الإنفجار قد تسببت بإنتزاع السكين. كل أصابع قدمي لا تزال سليمة. يمكنني استخدام سحر الشفاء للتعافي من هذا. لأكون صادقا، إنه مؤلم بدرجة كافية لدرجة أنني لم أستطِع المشي، لكن هذا ليس وقت الأنين. عليَّ أن أقِفَ وأقاتل الآن. المعركة لم تنتهِ بعد.

لذلك هاجموا بإشعال الحرائق. تقريبا مثل قطاع الطرق. هناك حقا بعض القساة هنا. من ناحية أخرى، سجنني الوحوش لمدة أسبوع بينما أنا بريئ من أي جريمة. قال الناس إن اللعنات مثل الدجاج: يعودنَّ دائمًا إلى المنزل ليناموا.

“أنت بالتأكيد تفعل الأشياء بطريقة غير مباشرة للغاية.”

 

هجوم القوات المسلحة، خطف الأطفال وخطف الوحش المقدس….ومع كل ذلك، لا يهم كم هم محاربوا الوحوش استثنائيون إذا لم يوجد هناك ما يكفي منهم. قرر زعيم القبيلة، غوستاف، التخلي عن الأطفال. جمع محاربيه وعزز دفاعات القرية، ثم بدأ البحث عن الوحش المقدس. فالوحش هو رمزٌ مهمٌ لقريتهم.

“ومع ذلك، هذا….قليلا يتجاوز الحدود.”

“هيه هيه، هذا فقط ما كنت أتوقعه منك، أيها الرئيس. اعتني برمادي من أجلي بعد أن أموت.” المبتدئ، غيز، وضع نفسه أمامي، ممسكا بخجل سيفه على أهبة الاستعداد.

تم جر الفتيات من قبل الرجال. طفل يصرخ، ينادي أمه، التي حاولت أن تلحقه فقط لكي يقطعوها. حاول محاربوا الوحوش منع عمليات الاختطاف، لكن تحركاتهم بدت باهتة. الدخان أعاق رؤيتهم وحاسة شمهم. طغى عليهم البشر بأعداد كبيرة، ووجد الوحوش أنفسهم محاصرين، وأجبروا على الدخول في معركة وظهورهم على الحائط.

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

 

بغض النظر عن مدى تقدير غالوس لقدراتي، ليس هناك شيء يمكنني القيام به الآن. حتى لو إستخدمت عين الإستبصار خاصتي، فإن هزيمة سيد مبارزة مثل غالوس دون الإضرار بالرهينة هو على الأرجح أمر مستحيل. إذا عنت مهاجمته فقدان حياتي الثمينة الخاصة، إذن فَـليس لدي أي خيار سوى السماح له بالذهاب.

رهيب، هذا رهيب حقا.

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

 

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

“لذا….أيها الرئيس.”

 

“ماذا؟”

“ليس عندما نكون محاطين بالنيران من جميع الجهات!”

“أي جانب تخطط لِـأنْ تساعد؟”

عمل عقلي ببطء على ما يحدث. إنها قدمه—لقد ألقى ذلك السيف القصير علي بقدمه. على الأرجح هجوم مدمج في حذائه! أن تكون قادرًا على رؤية المستقبل لم يساعدني على الإطلاق مع خصم مثل هذا. كان يجب أن أعرف هذا!

نظرت إلى المشهد مرة أخرى. سقط محارب آخر من الوحوش. إقتحم الرجال البشر المبنى الذي كان ذلك المحارب يحميه وخرجوا وهم يجرون طفلًا من شعره.

 

 

 

واضحٌ أي جانبٍ هو جانب العدالة. ولكن أي جانب يمثل الشر بالنسبة لي؟

“نعم، أنا أعرف أين هذا هو….ولكن ماذا ستفعل؟”

ليس لدي أي فكرة من هم هؤلاء البشر. وبالنظر إلى أنهم يختطفون الأطفال، هم على الأرجح يعملون مع تجار الرقيق أو المهربين، الذين أدينُ لهم بِـدَين. لقد هرَّبوا رويجيرد عبر البحر من أجلي. على الرغم من أننا عوضنا عن ذلك بقتل كل شخص في تلك القاعدة، لذلك فَـنحن نعتبر متساوين.

“غراااااه!” قفز الوحش المقدس وأغرق أسنانه في كتف غالوس.

 

غالوس يلوح بسيفه، وعلى استعداد للضرب.

بالمقارنة، الوحوش قد سجنوني بتهمة كاذبة. لم يستمعوا إلى أي شيء قلته. جردوني من كل ملابسي وألقوا علي الماء البارد المتجمد، ثم تركوني في زنزانتي. على المستوى العاطفي، لدي انطباع سيئ عنهم.

“يللب!” صرخ الجرو عندما تم إبعاده، طار متحطمًا بقوة في شجرة.

 

هجوم القوات المسلحة، خطف الأطفال وخطف الوحش المقدس….ومع كل ذلك، لا يهم كم هم محاربوا الوحوش استثنائيون إذا لم يوجد هناك ما يكفي منهم. قرر زعيم القبيلة، غوستاف، التخلي عن الأطفال. جمع محاربيه وعزز دفاعات القرية، ثم بدأ البحث عن الوحش المقدس. فالوحش هو رمزٌ مهمٌ لقريتهم.

لا يزال. حتى رغم كل ذلك، هذا المشهد أمامي….مقزز.

آه، نعم. أعتقد أنني أعرف أي عائلة هو يتحدث عنها.

 

 

“الوحوش، بالطبع.”

 

 

رد غالوس على الذعر في صوت غيز بضحكة. “أنت تعرف الكثير، يار رجل القرد. هذا صحيح، أنا المُطَهِر، قديس الشمال غالوس.” بحلول الوقت الذي قال فيه غالوس ذلك، أعاد رهينته بالفعل إلى قبضته.

“هاها! الآن هذا شيء جيد لسماعه!” قال غيز قبل رفع السيف من أقرب جثة وإتخاذ موقفه. “حسنا، اترك الخط الأمامي لي! قد لا أكون جيدًا بالسيف، لكن يمكنني على الأقل أن أكون جدارًا لك!”

في تلك اللحظة بالذات، طار أمامي ظلٌّ بني. “لا أعرف من أنت، لكن شكرًا لك على المساعدة!”

“نعم، أنا أعتمد عليك لحمايتي.” رفعت كلتا يدي إلى السماء.

“لكن كيف سنخرج بالضبط؟! الباب مغلق، كما تعلم!”

 

“احترس!” أطلقت سحر الرياح على الفور لإبعاد الشجرة.

أولًا، يجب إخماد هذه النيران. استخدمت العاصفة، تعويذة سحر ماء متقدمة. وجهت الطاقة السحرية إلى يدي اليمنى، واستحضرت السحب الرمادية في السماء. ثم تأكدت من أن نطاق وقوة التعويذة كبيران. ليس لدي أي فكرة عن مدى انتشار الحريق، لكن ربما يمكنني إخماد معظمه إذا قمت بتوسيع تعويذتي قدر الإمكان. قمت أيضا بزيادة معدل هطول الأمطار حتى ينخفض مثل عاصفة مطرية غزيرة.

“لذا….أيها الرئيس.”

 

هذا هو المكان الذي استغل فيه غالوس الموقف. ضعفت دفاعات قرية دوروديا عندما دعا غيس فرقتهم من المحاربين إلى ميناء زانت. برفقة قواته، اقتحم غالوس المستوطنة. لقد فعل هذا للسبب الدقيق الذي ذكره من قبل. هو وأولئك الرفاق الذين يثق بهم سيختطفون الأطفال، ومن ثم سيكون هو الشخص الذي يحقق ربحًا.

تلاعبت بالغيوم تماما كما تعلمت أن أفعل عند إلقاء تعويذة المطر المظلم. ضغطت الطاقة السحرية حتى شكلت سحابة، ثم تضخمت تلك السحابة أكبر وأكبر دون ترك قطرة واحدة من المطر تسقط. لم يلاحظني أحد أقف هناك، رفعت ذراعي نحو السماء. وبفضل الدخان الأسود، لم يلاحظوا الغيوم التي تتجمع فوقه أيضًا.

 

 

“الوحوش، بالطبع.”

“يووش!” بمجرد أن صارت الغيوم كبيرة بما يكفي، أطلقت الطاقة السحرية عليها.

 

 

“لقد أفسدتُ بعض الأمور وتم القبض علي.”

“واااه….” نظر غيز إلى الأعلى حيث بدأ المطر ينزل علينا مثل الشلال.

“مرحبًا، أيها الرئيس، هذا سيء. هذا هو أسلوب إله الشمال هناك. وأيضًا هو يستعمل طريقة آتوف. لا حيل ذكية، مجرد أسلوب قتال خام يأتي من الخبرة في مواجهة خصوم متعددين في قتال.”

 

 

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

 

 

 

“أوي، ماذا ستفعل، أيها الرئيس، إنهم قادمون!”

استعاد غالوس سيفه واستدار نحوي. “اللعنة، يا مروض الكلاب! كنت أعرف أنك ستأتي لمهاجمتي!” إحترقت عيناه بالكراهية، كما لو أنني أنا من شن الهجوم الأولي. “انه فقط كما تقول الشائعات! أنتَ حقا تطلق كلابك على الناس. يا لها من خدعة ذكية!”

“مستنقع!” عندما قلت اسم التعويذة، فُتِحَت حفرة موحلة تحته. غير قادر على الحركة، فقد الرجل توازنه وإنهار. “مدفع حجري!” ألقيت التعويذة التالية دون تأخير لحظة، ضربته بتعويذة الأرض مسقطًا إياه. قطعة من الكعك. هؤلاء الرجال ليسوا شيئًا مميزًا.

صحيح. هذا بالضبط ما بدا عليه الأمر.

 

ماذا عني؟ هل يجب أن أتراجع أيضا؟

“أوه….كان ذلك مذهلا، أيها الرئيس!”

“لقد إعتقدت أن لدينا خطة جيدة. حيث نقوم بتوقيت ذلك بشكل جيد ونسرب المعلومات إلى فرقة دوروديا من المحاربين حيث سيصطدمون بكم. ثم بينما يذبح السبيرد ذبح كلًّا منهم، نحن سنتسلل، مهاجمين مستوطنتهم لنسرق بقية أطفالهم.”

تجاهلت مديح غيز وتحركت إلى الأمام. البشر هنا، هناك، وفي كل مكان. بدأت بأحد الجوانب أضربهم بمدفعي الحجري. سأواصل هذا الهجوم التدريجي ثم أستعيد الأطفال الذين تم اختطافهم. لو كان رويجيرد وإيريس هنا معي لمطاردة هؤلاء اللعناء، لَـسار العمل بشكل أسرع، لكن الآن، علي أن أكون حذرا لأنني هنا بمفردي.

 

 

غالوس يلوح بسيفه، وعلى استعداد للضرب.

حسنا، ليس تماما. لدي غيز معي. على الرغم من أنه بدا عديم الفائدة إلى حد ما من حيث المهارات، لذلك لم أتوقع منه أن يكون مفيدا للغاية.

بما أنني أستطيع رؤيته، يمكنني مراوغته. إنه أسرع من إيريس، لكنه لا يمتلك إيقاعها الفريد الذي من الصعب قراءته. لا توجد ثغرات يمكنني إستعمالها لشن هجوم مضاد، لكنني رأيت الوحش المقدس يتراجع في محيط رؤيتي، حتى يتمكن من عض غالوس من الخلف.

 

“أوي، ماذا ستفعل، أيها الرئيس، إنهم قادمون!”

“أوي، هناك ساحر هنا! لقد أخمد النيران!”

 

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

هو يخطط لقطع بطني من الجانب، ثم استخدام هذا الزخم لتوجيه ضربة مائلة أخرى من الإتجاه المعاكس.

“اقتله! استخداموا تفوقكم العددي ولا تسمحوا له بإلقاء سحره!”

“واااه….” نظر غيز إلى الأعلى حيث بدأ المطر ينزل علينا مثل الشلال.

عندما تشتت انتباهي، جاء المحاربون البشريون يركضون نحوي، واحدًا تلو الآخر.

آه، نعم. أعتقد أنني أعرف أي عائلة هو يتحدث عنها.

 

كم هذا مبتذل. إطلاق سراح عبيد رفاقه، ثم يبيع عبيده. سيحصل هكذا على أرباح ضخمة في حين أن رفاقه لن يحصلوا حتى على فلسٍ واحد. سترتفع رتبته بينما يغرق رفاقه الفاشلون. بعد زرع بذوره بعناية، خطط غالوس لجني الثمار.

“مدفع حجري!” أدرت يدي نحوهم وضربتهم بتعويذتي. واحد، اثنان، ثلاثة….اللعنة، ليس فقط أن لديهم بيئة تساعدهم، ولكن أعدادهم ساحقة كذلك.

 

 

سقطت الحقيبة على وجه غالوس. انفجرت مادة تشبه الرماد منه. شيء لإفقاده بصره. لكن لسوء الحظ، فشلت….انتظر، لا، إنه بلا دفاع!

“الـ-اللعنة! تعالوا إذن! لن أسمح لكم بوضع يدٍ على رئيسي!” صرخ غيز ببسالة، رغم أنه بدأ يتراجع تدريجيا إلى الجانب. عديم الفائدة.

 

 

 

ماذا عني؟ هل يجب أن أتراجع أيضا؟

رغم ذلك، حتى الفعل البسيط المتمثل في اختطاف الوحش سيثبت أنه يمثل تحديا. بافتراض أنهم تمكنوا من ذلك، فإن شعب الوحوش، بحاسة الشم المتقدمة خاصتهم، سيجدون على درب المهربين ويستعيدون الوحش على الفور. لهذا السبب نفذت المنظمة خطتها حول موسم الأمطار.

 

“ووووو!” أومأوا جميعا برؤوسهم وتفرقوا. إنطلقت أيضًا، وفقدت المحارب الذي ظهر أمامي في البداية. تبعني غيز من ورائي.

في تلك اللحظة بالذات، طار أمامي ظلٌّ بني. “لا أعرف من أنت، لكن شكرًا لك على المساعدة!”

 

وتحدث بِـلغة إله الوحوش. إنه وحش ولديه ذيل كلب كثيف مع سيفه مُستلٌّ بالفعل، قطع أحد الرجال القادمين نحونا. بضربة واحدة بسيطة أرسل رأس البشري يحلق.

 

 

“لن نهزم من أمثالك، الآن بعد أن نظفَّ المطر وجهي صار أنفي يعمل بشكل صحيح!”

“الـ-اللعنة! تعالوا إذن! لن أسمح لكم بوضع يدٍ على رئيسي!” صرخ غيز ببسالة، رغم أنه بدأ يتراجع تدريجيا إلى الجانب. عديم الفائدة.

أووه، يا لهذا الخطاب البطولي! لكن الأمر تمامًا كما قال، بدأ جميع الوحوش في المنطقة يعودون بقوة إلى القتال.

 

 

“أوه….كان ذلك مذهلا، أيها الرئيس!”

“الساحر الصغير! رجاءً ساعدنا في جمع محاربينا وإستعادة أطفالنا!”

 

“فهمت!”

 

بدا الوحش أمامي مندهشًا قليلا لأنني أجبت بلغة إله الوحوش، لكنه أومأ برأسه بقوة وإنطلق. قفز العديد من الوحوش من الأشجار أو الغابة للإنضمام إلينا. الآخرون الذين هزموا خصومهم إنطلقوا نحونا بكل سرعتهم.

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

 

 

“غنثر، غلباد، تعاليا معي. سنعمل مع هذا الساحر لإنقاذ الأطفال. بقيتكم، إحموا هذه المنطقة.”

 

“ووووو!” أومأوا جميعا برؤوسهم وتفرقوا. إنطلقت أيضًا، وفقدت المحارب الذي ظهر أمامي في البداية. تبعني غيز من ورائي.

 

 

 

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

“أنت بالتأكيد تفعل الأشياء بطريقة غير مباشرة للغاية.”

 

 

ذلك عندما سمعنا صرخة شديدة بدت وكأنها نباح كلب.

 

 

عندما تشتت انتباهي، جاء المحاربون البشريون يركضون نحوي، واحدًا تلو الآخر.

عند تفحص المنطقة المحيطة، وجدنا وحشًا يتم دفعه إلى الزاوية بواسطة ثلاثة بشر. يبدو أن البشر يتمتعون بميزة عددية غير عادلة، مثل القطط التي تعذب الفأر. هذا يعني أيضًا أن حذرهم من محيطهم قليل بسبب غرورهم.

“نعم، أنا أعتمد عليك لحمايتي.” رفعت كلتا يدي إلى السماء.

 

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

أسقطت على الفور أحدهم فاقدًا للوعي بمدفع حجري. المحارب الذي كان يركض بجانبي قفز إلى الأمام وهاجم أحد الإثنَين الآخرَين. الإنسان الأخير، الذي أصيب بالذعر من حقيقة أن رفاقه قد قتلوا فجأة، تم قطعه من قبل الوحش الذي كانوا يحاصرونه.

تلاعبت بالغيوم تماما كما تعلمت أن أفعل عند إلقاء تعويذة المطر المظلم. ضغطت الطاقة السحرية حتى شكلت سحابة، ثم تضخمت تلك السحابة أكبر وأكبر دون ترك قطرة واحدة من المطر تسقط. لم يلاحظني أحد أقف هناك، رفعت ذراعي نحو السماء. وبفضل الدخان الأسود، لم يلاحظوا الغيوم التي تتجمع فوقه أيضًا.

 

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

“لاكلانا! أنتِ بخير؟!”

 

“نـ-نعم، أيها المحارب غيمبال! لقد أنقذتني!” الوحش الذي حوصر هو امرأة. محاربة أنثى. مغطاة بالجروح بسبب قتالها السابق.

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

 

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

أوشكت على إلقاء تعويذة شفاء عليها عندما أدركت فجأة أنني أعرفها.

الفصل 8: حالة طوارئ – الحريق

 

تحدث غيز: “حسنًا، لقد إعتقدت أن شيئا مريبا كان يحدث…”

ودُهِشَتْ هي بالمثل عندما رأت وجهي. “غيمبال! هذا الصبي هو—”

 

“ليس عدونا. لقد استحضر المطر منذ لحظة. إنه يرتدي ملابس مضحكة بعض الشيء، لكنه يساعدنا.”

أضاف غيز: “أعتقد أنهم هم الذين أشعلوا النيران أيضًا.”

“ماذا؟” شهقت المحاربة.

 

 

أووه، يا لهذا الخطاب البطولي! لكن الأمر تمامًا كما قال، بدأ جميع الوحوش في المنطقة يعودون بقوة إلى القتال.

ارتباكها ليس فقط لأن سترة فراء فقط هي ما تغطت جسدي العاري….أو بالأحرى أنا نصف عاري. أنا أعرفها. لقد اكتشفت اسمها للتو، لكنني أعرف ذلك الصدر العملاق وأيدي الطهي الماهرة تلك. إنها هي التي كانت تحرس زنزانتنا.

ذلك عندما سمعنا صرخة شديدة بدت وكأنها نباح كلب.

 

ما الذي يحدث؟ لقد خططت للمغادرة في اليوم التالي، والآن إذا لم أتخذ إجراء، فَسَـنخبز مثل الكعك.

تناوبت نظرتها بيني وبين غيمبال، وجهها تحول إلى شاحب. ربما تذكرت معاملتها السيئة لي وأدركت الخطأ الذي ارتكبته.

“أوي، هناك ساحر هنا! لقد أخمد النيران!”

 

“غرر…!” بدا الوحش المقدس جاهزا للمعركة. قبل أن ألاحظ حتى، جاء إلى جانبي، اتخاذ موقف داعم مع جسمه منحني لأسفل مستعد للإنطلاق.

لا تقلقي. أنا لا أحمل أي ضغينة تجاهك حقًا. أعرف أن الناس أحيانا يسيئون الفهم ويرتكبون الأخطاء نتيجة لذلك. وأنا، روديوس العظيم، مستنير ورحيم!

 

بترك هذا جانبا، هي بحاجة للسماح لي بإلقاء القليل من سحر الشفاء عليها.

“ماذا؟ كيف يمكنني أن أعرف بحق الجحيم؟” صرخ في وجهي وهو ينظر حوله.

 

بالمقارنة، الوحوش قد سجنوني بتهمة كاذبة. لم يستمعوا إلى أي شيء قلته. جردوني من كل ملابسي وألقوا علي الماء البارد المتجمد، ثم تركوني في زنزانتي. على المستوى العاطفي، لدي انطباع سيئ عنهم.

بدت مضطربة وأنا أشفيها، تتساءل على ما يبدو عن ماذا يجب أن تفعل، هل عليها أن تعتذر أم لا.

هو يشير إلى طفل. طفل صغير ذو أذني قطة. يفرك عينيه ويسعل وهو يترنح في اتجاهنا، بعد أن إستنشق بعض الدخان. في مكان قريب، اشتعلت النيران في أوراق الشجر التي تدق حيث هدد كل شيء بالانهيار. نظر الطفل إلى الشجرة، لكن كل هذا يحدث فجأة لدرجة أنه لم يستطِع فعل شيء سوى النظر إلى ما يحدث، مذهولًا.

 

 

قبل أن أتمكن من الانتهاء من شفائها، صرخ غيمبال، “لاكلانا، عليك العودة وحراسة الوحش المقدس!”

 

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

“ماذا؟” شهقت المحاربة.

 

 

استمر سعينا. غادرنا القرية ودخلنا الغابة. في هذه المرحلة، سمح لي أحد المحاربين بالركوب على ظهورهم لأنني بطيئ جدًا. من هذا الموقف، أصبحت آلة إطلاق مدافع حجرية.

بدا لهم أمر إكتشاف منطقة احتجاز المهربين مجرد حظ بحت. لقد حصلوا على طرف خيط موثوق، وساروا نحو المبنى المعني. في الوقت الحالي، دعونا نتجاهل فقط أن مصدر هذه المعلومات هو قوة منفصلة يقودها غالوس.

 

توقف آخر إنسان في اللحظة التي لحقنا به فيها، وأسقط حمولته حتى يتمكن من سحب سيفه. حمولته هي صبي صغير مع كيس فوق رأسه ويداه مقيدتان خلفه. بالنظر إلى كيفية سقوطه على الأرض بلا حراك، فمن المحتمل أنه فاقد للوعي بالفعل. ركع الرجل بجانبه ووضع سيفا على رقبة الطفل. رهينة، أليس كذلك؟

السلاح الرشاش: روديوس.

تجاهلت مديح غيز وتحركت إلى الأمام. البشر هنا، هناك، وفي كل مكان. بدأت بأحد الجوانب أضربهم بمدفعي الحجري. سأواصل هذا الهجوم التدريجي ثم أستعيد الأطفال الذين تم اختطافهم. لو كان رويجيرد وإيريس هنا معي لمطاردة هؤلاء اللعناء، لَـسار العمل بشكل أسرع، لكن الآن، علي أن أكون حذرا لأنني هنا بمفردي.

 

“حسنًا، حدث الكثير….وأنت، يا سيد غالوس، لماذا أنت هنا؟”

نوع من المعدات التي، عند مواجهة عدو، ستصد أي هجوم من خلال استخدام عين الإستبصار، وأيضًا تهدم الأعداء تلقائيًا.

“ماذا سنفعل؟! طرق الهروب تنفد منا بسبب الحريق!”

 

صحيح. هذا بالضبط ما بدا عليه الأمر.

بالتأكيد، وضعت ما يكفي من القوة لإفقاد هؤلاء الرجال وعيهم فقط، لكن الوحش يمكن أن يوجه الضربة النهائية اللازمة بدلًا عني.

 

 

لقد أخبرتك حرفيًا أنني لست مروض الكلاب، أنا رويجيرد.

“هذا هو الأخير!”

“تسك، إذن فأنت ستتجنب ذلك!” صاح غالوس وهو يتقدم للأمام مرة أخرى، وهو يحرك نصله في الهواء.

توقف آخر إنسان في اللحظة التي لحقنا به فيها، وأسقط حمولته حتى يتمكن من سحب سيفه. حمولته هي صبي صغير مع كيس فوق رأسه ويداه مقيدتان خلفه. بالنظر إلى كيفية سقوطه على الأرض بلا حراك، فمن المحتمل أنه فاقد للوعي بالفعل. ركع الرجل بجانبه ووضع سيفا على رقبة الطفل. رهينة، أليس كذلك؟

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

“غرر…!” إلتفَّ غيمبال والآخرون وحاصروا المحارب البشري، وحافظوا على مسافة بينهم.

“أسلوب إله الشمال الأصلي، قنبلة البكاء!” عندها فقط، سمعت صوت المبتدئ ينادي من ورائي. شيء فجأة ذهب يحلق فوق رأسي متجهًا نحو غالوس—حقيبة سوداء؟ وبالضبط حينها، ظُلِّلَت رؤيتي لِـغالوس.

 

صُدِمَ غالوس وقال: “لا حاجة لي لأن أخبرك.”

بدا الرجل غير منزعج وهو يراقب المشهد، حتى هبطت عيناه أخيرًا علي. “مروض الكلاب، ما الذي تفعله هنا بحق الجحيم؟”

هذا هو المكان الذي بدأت فيه القصة التي لم أكن أعرفها: قصة ما فعله رويجيرد في الأسبوع الفاصل عندما تركني في تلك الزنزانة.

تعرفت على وجهه الملتحي. إنه غالوس. الرجل الذي قام بتهريب رويجيرد عبر البحر من أجلي، الشخص الذي عهد إلينا بتلك المهمة. الشخص الذي يعمل في منظمة التهريب تلك.

صُدِمَ غالوس وقال: “لا حاجة لي لأن أخبرك.”

 

 

“حسنًا، حدث الكثير….وأنت، يا سيد غالوس، لماذا أنت هنا؟”

 

“لماذا؟ همف، كانت هذه خطتي منذ البداية.”

“أوي، ماذا ستفعل، أيها الرئيس، إنهم قادمون!”

نظر غيمبال والآخرون بالتناوب بيننا، متسائلين عما هل نحن معارف أو رفاق.

 

 

كم هو حجم هذا الحريق أساسًا؟ حتى لو ركضنا وركضنا، هناك احتمال أننا قد لا نكون قادرين على الهروب من المنطقة.

لم أرغب حقًا في التحدث عن هذا هنا، لكنني لم أستطِع الصمت أيضًا. “ماذا تقصد بذلك؟”

“أسلوب إله الشمال الأصلي، قنبلة البكاء!” عندها فقط، سمعت صوت المبتدئ ينادي من ورائي. شيء فجأة ذهب يحلق فوق رأسي متجهًا نحو غالوس—حقيبة سوداء؟ وبالضبط حينها، ظُلِّلَت رؤيتي لِـغالوس.

صُدِمَ غالوس وقال: “لا حاجة لي لأن أخبرك.”

تحملت الألم الذي دمر جسدي وقدمي على حد سواء وأجبرت نفسي على الوقوف. الجرح على قدمي….بخير. يبدو أن موجة الصدمة من الإنفجار قد تسببت بإنتزاع السكين. كل أصابع قدمي لا تزال سليمة. يمكنني استخدام سحر الشفاء للتعافي من هذا. لأكون صادقا، إنه مؤلم بدرجة كافية لدرجة أنني لم أستطِع المشي، لكن هذا ليس وقت الأنين. عليَّ أن أقِفَ وأقاتل الآن. المعركة لم تنتهِ بعد.

حسنا، هذا صحيحا. لكن هذا غريب بعض الشيء. “أنت من طلب منا إنقاذ أطفال الوحوش. وقلت أنك لا تريد أن تواجه المتاعب في المستقبل بسببهم. ولكن ها أنت هنا تختطفهم….ما هي نواياك بالضبط؟”

في البداية وظفوا كل خاطف في المنطقة، ثم انتظروا بصبر. وعندما جاء الوقت المناسب، داهموا كل قرية واختطفوا النساء والأطفال في نفس الوقت. وذلك عندما أصيب المحاربون بالذعر. المنظمة قد وظفت هؤلاء الأشخاص عمدا لخفض عمليات الاختطاف خلال العام، وبالتالي فإن قبائل الوحوش سيقللون من حذرهم. ثم، بِـضربة واحدة، إختطف المهربون النساء والأطفال من المستوطنات الأخرى.

ابتسم غالوس ونظر حوله. على الرغم من أن لديه ثلاثة محاربين من الوحوش، أنا وغيز نحيط به، لا يزال يبدو مرتاحا. “نعم، كان الصعاليك شيئًا يمكن تحمله، لكن إختطاف وحش دوروديا المقدس أيضًا؟ سيؤدي ذلك حقًا إلى وقوعنا في المشاكل.”

 

يبدو أن الجرو هو ما مثل المشكلة. أتمنى لو قال ذلك منذ البداية. كان بإمكانه على الأقل أن يطلب مني إطلاق سراح الكلب وننتهي من كل هذا.

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

 

“هل تعلم، يا مروض الكلاب؟ يُباع نقانق دوروديا هؤلاء بسعر مرتفع بشكل استثنائي. بعض العائلات النبيلة المنحرفة في مملكة آسورا تعشقهم وسيدفع هؤلاء الرجال الكثير من المال للحصول عليهم.”

“لقد إعتقدت أن لدينا خطة جيدة. حيث نقوم بتوقيت ذلك بشكل جيد ونسرب المعلومات إلى فرقة دوروديا من المحاربين حيث سيصطدمون بكم. ثم بينما يذبح السبيرد ذبح كلًّا منهم، نحن سنتسلل، مهاجمين مستوطنتهم لنسرق بقية أطفالهم.”

تناوبت نظرتها بيني وبين غيمبال، وجهها تحول إلى شاحب. ربما تذكرت معاملتها السيئة لي وأدركت الخطأ الذي ارتكبته.

“…”

 

“سيكون الأوان قد فات عندما يدرك محاربوهم أن هناك هجوما على القرية. بمجرد أن يضرب موسم الأمطار، لن يتمكنوا من اتخاذ خطوة وسيتعين عليهم فقط إجبار نفسهم على النوم ليلًا لأنهم لا يستطيعون أن يلاحقوننا.”

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

خلال موسم الأمطار، لا يتمكن معظم الناس من مغادرة القرية. لا بد أن المهربين اعتقدوا أنهم يستطيعون التخلص من ملاحقيهم عن طريق توقيت ذلك بشكل صحيح.

أوه لا. عندها أدركت أنه في مرحلة ما تمكن غالوس من دفعي إلى المكان الذي توجد فيه جثث أولئك الوحوش. النصل عند قدميه ينتمي إليهم. لقد قادني إلى هنا.

 

سقطت الحقيبة على وجه غالوس. انفجرت مادة تشبه الرماد منه. شيء لإفقاده بصره. لكن لسوء الحظ، فشلت….انتظر، لا، إنه بلا دفاع!

“أنت بالتأكيد تفعل الأشياء بطريقة غير مباشرة للغاية.”

ابتسم غالوس ونظر حوله. على الرغم من أن لديه ثلاثة محاربين من الوحوش، أنا وغيز نحيط به، لا يزال يبدو مرتاحا. “نعم، كان الصعاليك شيئًا يمكن تحمله، لكن إختطاف وحش دوروديا المقدس أيضًا؟ سيؤدي ذلك حقًا إلى وقوعنا في المشاكل.”

 

عند هذه الكلمات، حول غيمبال نظرته نحوي. بدا أنه يفهم لغة البشر إلى حد ما، وظل يراقبني بحذر. تمنيت حقًا أنه لن يفعل ذلك.

“قلت لك، نحن لسنا منظمة موحدة. لا يمكنني السماح لرفاقي بالتقدم علي.”

تجاهلت مديح غيز وتحركت إلى الأمام. البشر هنا، هناك، وفي كل مكان. بدأت بأحد الجوانب أضربهم بمدفعي الحجري. سأواصل هذا الهجوم التدريجي ثم أستعيد الأطفال الذين تم اختطافهم. لو كان رويجيرد وإيريس هنا معي لمطاردة هؤلاء اللعناء، لَـسار العمل بشكل أسرع، لكن الآن، علي أن أكون حذرا لأنني هنا بمفردي.

كم هذا مبتذل. إطلاق سراح عبيد رفاقه، ثم يبيع عبيده. سيحصل هكذا على أرباح ضخمة في حين أن رفاقه لن يحصلوا حتى على فلسٍ واحد. سترتفع رتبته بينما يغرق رفاقه الفاشلون. بعد زرع بذوره بعناية، خطط غالوس لجني الثمار.

 

 

 

“هل تعلم، يا مروض الكلاب؟ يُباع نقانق دوروديا هؤلاء بسعر مرتفع بشكل استثنائي. بعض العائلات النبيلة المنحرفة في مملكة آسورا تعشقهم وسيدفع هؤلاء الرجال الكثير من المال للحصول عليهم.”

“أنت بالتأكيد تفعل الأشياء بطريقة غير مباشرة للغاية.”

آه، نعم. أعتقد أنني أعرف أي عائلة هو يتحدث عنها.

في المقابل، بدا غالوس حذرا مني. ربما رآني وأنا أستخدم السحر لوقف حريق الغابة. لقد أظهرت له أيضًا أنه يمكنني استخدام السحر دون ترتيل. قد يأتي في وجهي في اللحظة التي يرى فيها أي مؤشر على أنني سألقي بشيء ما.

 

 

“لم يتم هذا كم خُطِطَ له بالضبط، لكن السبيرد خاصتك قد أبقى فرقة محاربي دوروديا مقيدين في ميناء زانت. إذن لماذا تكون أنتَ هنا؟”

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

“لقد أفسدتُ بعض الأمور وتم القبض علي.”

على أي حال، أثبت هجوم رويجيرد نجاحه. بشكل مأساوي بالنسبة للمهربين، اكتشف سفينتهم وأسرَهُم فقط ليضربهم جميعًا حتى الموت تقريبًا. جاء الأطفال وهم يخرجون من أعماق السفينة. هناك ما لا يقل عن خمسين منهم. تم إنقاذ الجميع وحدثت نهاية سعيدة لطيفة، صحيح؟ ياااي! ….لا لم تحدث.

“أوه حقًا؟ إذن لماذا لا تنضم إلي؟”

 

عند هذه الكلمات، حول غيمبال نظرته نحوي. بدا أنه يفهم لغة البشر إلى حد ما، وظل يراقبني بحذر. تمنيت حقًا أنه لن يفعل ذلك.

كلب. قفز كلب شيبا أبيض هائل فجأة من الأدغال وأغرق أنيابه في غالوس.

 

 

“السيد غالوس….آسف، لكن عندما أنقذ الأطفال، فأنا لست مروض الكلاب رويجيرد. بل أنا رويجيرد من قبيلة السبيرد. ولا يغفر رويجيرد أبدًا لِـأولئك الذين يبيعون الأطفال كعبيد.”

“….حسنًا.” خرجت مباشرة أمامه. لذلك هذا يعني أنني سأواجه مبارزًا من رتبة القديس وجهًا لوجه؟ اللعنة، قلبي ينبض بشراسة. اهدأ، فقط اهدأ، روديوس.

“هاااه، حتى ديد إيند يحب التظاهر بأنه على جانب العدالة، أليس كذلك؟”

 

“هذا ما أود أن يصدقه الناس.”

 

فشلت المفاوضات.

رهيب، هذا رهيب حقا.

 

خلق هذا إرتدادًا أجبر الاثنين على الانفصال. كما تراجع الوحش المقدس بنفسه عند حدوث هذا.

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

وهذا انتهاك للمعاهدة. إذا ترك هذا دون ردع، فَسَـيتم خلق شرخ كبير في العلاقة بين شعب الوحوش وبلد ميليس المقدس. في أسوأ السيناريوهات، ستنشأ حرب. هكذا صارت المحادثة رهيبة. بأمر من غوستاف، تم استدعاء المحاربين إلى ميناء زانت ووقفوا عند مدخل المدينة في مواجهة مع حرس المدينة.

لقد أخبرتك حرفيًا أنني لست مروض الكلاب، أنا رويجيرد.

على أي حال، أثبت هجوم رويجيرد نجاحه. بشكل مأساوي بالنسبة للمهربين، اكتشف سفينتهم وأسرَهُم فقط ليضربهم جميعًا حتى الموت تقريبًا. جاء الأطفال وهم يخرجون من أعماق السفينة. هناك ما لا يقل عن خمسين منهم. تم إنقاذ الجميع وحدثت نهاية سعيدة لطيفة، صحيح؟ ياااي! ….لا لم تحدث.

 

“لقد انتهى الأمر، يا مروض الكلاب!”

تجرك اثنان من رجال غيمبال إلى خلف غالوس، مُتَسَتِرَينِ مثل القطط، يزحفان نحوه.

لِـلَحظة لم أفهم ذلك. لم أفهم ما تعنيه حركات غالوس.

 

 

“خمستكم غير كافين لإلحاق الهزيمة بي.”

بجدية؟

قفز ثلاثة منهم عليه فورًا تقريبا. من الخلف إنطلق المحارب A، موجهًا ضربةً مائلة؛ ومن اليسار، إنطلق المحارب B، محاولًا إنقاذ الطفل. إستخدم غيمبال هذا التناغم لمهاجمة غالوس من الأمام.

 

 

 

ضد هذه الوحوش الرشيقة، تحرك غالوس ببطء تقريبًا. أولًا أطلق الطفل نحو غيمبال. أمسك غيمبال بالطفل بين ذراعيه بينما تخبط المحارب B، الذي فقد هدفه الآن، لجزء من الثانية. في تلك اللحظة، بإستخدام الزخم الذي اكتسبه من التخلص من الطفل، إلتفَّ غالوس إلى الخلف وذبح المحارب A. نصله هو سيف طويل شائع، استخدمه لصد الهجوم القادم قبل دفن السيف في صدر المحارب A.

بجدية؟

 

كانت هذه هي حالة الاختطاف الفريدة. عملية واسعة النطاق خططت لها منظمة التهريب. خططوا لسرقة الوحش المقدس، الكائن الإلهي الوصي على دوروديا. دوافعهم الدقيقة غير واضحة، ولكن يبدو أن الكثير من الناس أرادوا الوحش المقدس بسبب مدى تميزه.

سحب سيفه وإتجه نحو المحارب B تمامًا كما تخبط الأخير في هجومه. في هذه المرحلة، صار المحارب B وغيمبال في خط مباشر أمام غالوس، وذراعا غيمبال منشغلتان بالطفل الذي رُميَّ نحوه، لذلك لم يستطع الحركة. من العدم، إستل غالوس سيفًا قصيرًا بيده اليسرى وغرسه بعمق في صدر المحارب B. ثم استخدم جسد المحارب كدرع وإنطلق مباشرة نحو غيمبال.

 

 

بترك هذا جانبا، هي بحاجة للسماح لي بإلقاء القليل من سحر الشفاء عليها.

أنزل غيمبال الطفل تحت ثنية ذراعه وحاول صد غالوس، لكن الأوان كان قد فات بالفعل. أطلق غالوس هجومه بين فجوة ساقي درعه الذي هو المحارب B، واخترق غيمبال. عندما أسقط غيمبال الطفل وبدأ في الإنهيار، قام غالوس على الفور بقطع رقبة خصمه.

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

 

 

بسرعة ودقة إنتهى الأمر في ثوان. لم أمتلك حتى فرصة للمساعدة. بينما أنظر مذهولًا، أراق محاربوا الوحوش الدم من أفواههم قبل أن ينهاروا حيث يقفون.

نظرت إلى المشهد مرة أخرى. سقط محارب آخر من الوحوش. إقتحم الرجال البشر المبنى الذي كان ذلك المحارب يحميه وخرجوا وهم يجرون طفلًا من شعره.

 

زعم مسؤولوا ميناء زانت أن ذلك هجوم على الرحلة الأخيرة من ذلك الميناء قبل بدء موسم الأمطار. هناك بضائع مهمة مخزنة على تلك السفينة ومهاجمتها تعتبر جريمة خطيرة.

بجدية؟

 

 

تمتم غيز: “هذا سيء حقًا.”

“مرحبًا، أيها الرئيس، هذا سيء. هذا هو أسلوب إله الشمال هناك. وأيضًا هو يستعمل طريقة آتوف. لا حيل ذكية، مجرد أسلوب قتال خام يأتي من الخبرة في مواجهة خصوم متعددين في قتال.”

ماذا عني؟ هل يجب أن أتراجع أيضا؟

رد غالوس على الذعر في صوت غيز بضحكة. “أنت تعرف الكثير، يار رجل القرد. هذا صحيح، أنا المُطَهِر، قديس الشمال غالوس.” بحلول الوقت الذي قال فيه غالوس ذلك، أعاد رهينته بالفعل إلى قبضته.

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

 

“يووش!” بمجرد أن صارت الغيوم كبيرة بما يكفي، أطلقت الطاقة السحرية عليها.

هذا سيء. لم أعتقد أنه قوي مثل رويجيرد، لكن في تلك الرتبة، ربما لا يزال أكثر مما يمكنني تحمله. فقط لِـكم يمكن أن أقاتله بإستخدام عين الإستبصار خاصتي؟

 

“مثير للإهتمام حقًا، أليس كذلك؟ حتى أن أسلوب إله الشمال لديه تكتيك للقتال أثناء إستخدام رهينة.”

تلاعبت بالغيوم تماما كما تعلمت أن أفعل عند إلقاء تعويذة المطر المظلم. ضغطت الطاقة السحرية حتى شكلت سحابة، ثم تضخمت تلك السحابة أكبر وأكبر دون ترك قطرة واحدة من المطر تسقط. لم يلاحظني أحد أقف هناك، رفعت ذراعي نحو السماء. وبفضل الدخان الأسود، لم يلاحظوا الغيوم التي تتجمع فوقه أيضًا.

تذكرت كيف كان والدي في هذا العالم، باول، يكره أسلوب إله الشمال كثيرًا. الآن صار الأمر منطقيًا. أستطيع أن أفهم لماذا يكره شخص ما أسلوبًا له تكتيكات قتالية كهذه. إنه وصمة عار. مخادع حقًا. أردته أن يقاتل بشكل عادل.

 

 

 

“حسنا، هلم إلي، يا مروض الكلاب. أم أنك جبان فقد كل شجاعته، وستسمح لي بالذهاب؟”

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

لن يغير أي قدر من إنتقاداته ظروفنا. ربما يجب أن أتركه يذهب؟ لستُ مثل رويجيرد. لا أملك شعور قوي بالعدالة لدرجة أنني سأضع حياتي على المحك لإنقاذ الأطفال الذين لا أعرفهم حتى. الشيء الوحيد الذي يستحق المخاطرة بحياتي من أجله هو إيريس.

لا يزال. حتى رغم كل ذلك، هذا المشهد أمامي….مقزز.

 

تحملت الألم الذي دمر جسدي وقدمي على حد سواء وأجبرت نفسي على الوقوف. الجرح على قدمي….بخير. يبدو أن موجة الصدمة من الإنفجار قد تسببت بإنتزاع السكين. كل أصابع قدمي لا تزال سليمة. يمكنني استخدام سحر الشفاء للتعافي من هذا. لأكون صادقا، إنه مؤلم بدرجة كافية لدرجة أنني لم أستطِع المشي، لكن هذا ليس وقت الأنين. عليَّ أن أقِفَ وأقاتل الآن. المعركة لم تنتهِ بعد.

“ماذا، إذن أنت حقًا لن تهاجمني؟ حسنًا إذن، هذا جيد. سَـتُسدي بهذا خدمةً لِـكلينا.”

غالوس يلوح بسيفه، وعلى استعداد للضرب.

في المقابل، بدا غالوس حذرا مني. ربما رآني وأنا أستخدم السحر لوقف حريق الغابة. لقد أظهرت له أيضًا أنه يمكنني استخدام السحر دون ترتيل. قد يأتي في وجهي في اللحظة التي يرى فيها أي مؤشر على أنني سألقي بشيء ما.

في تلك اللحظة من التأخير، وجُّهتُ الطاقة السحرية في يدي وأطلقت مدفعًا حجريًا.

 

 

بغض النظر عن مدى تقدير غالوس لقدراتي، ليس هناك شيء يمكنني القيام به الآن. حتى لو إستخدمت عين الإستبصار خاصتي، فإن هزيمة سيد مبارزة مثل غالوس دون الإضرار بالرهينة هو على الأرجح أمر مستحيل. إذا عنت مهاجمته فقدان حياتي الثمينة الخاصة، إذن فَـليس لدي أي خيار سوى السماح له بالذهاب.

توقف آخر إنسان في اللحظة التي لحقنا به فيها، وأسقط حمولته حتى يتمكن من سحب سيفه. حمولته هي صبي صغير مع كيس فوق رأسه ويداه مقيدتان خلفه. بالنظر إلى كيفية سقوطه على الأرض بلا حراك، فمن المحتمل أنه فاقد للوعي بالفعل. ركع الرجل بجانبه ووضع سيفا على رقبة الطفل. رهينة، أليس كذلك؟

 

 

“حسنا. أراك لاحقًا، يا مروض الكلاب. إذا التقينا مرة أخرى في مكان ما—”

 

“راااااه!”

“خمستكم غير كافين لإلحاق الهزيمة بي.”

في تلك اللحظة، تماما كما خفض من حذره وحمل رهينته بين ذراعيه، ظل أبيض هاجم غالوس من الجانب. وعض يده التي تحمل السيف.

انهارت شجرة أخرى. المنزل الصغير الذي يقع فوقنا ينهار أيضًا، وينثر أجزاء من اللهب مثل المسحوق. بدا الأمر وكأن أي جهدٍ لم يُبذَل لإخماد الحريق. إذا بقيت عالقًا هنا، فسأكون في خطر، خطر شديد. ومع ذلك، لم أستطِع ترك هذا الطفل ورائي والهرب.

 

استمر موسم الأمطار لِـثلاثة أشهر. انشغلت كل مستوطنة بالاستعدادات، ويتم في هذا الموسم تقييد أيدي المحاربين من كل قرية. ومع ذلك، من المستحيل الإبحار بسفينة في منتصف موسم الأمطار. لذا، مباشرة قبل أن تبدأ الأمطار، خططوا لإختطاف الوحش وحمله إلى القارة الشيطانية. وبهذه الطريقة يمكن أن يفلتوا من العقاب بسهولة ولن يتمكن المحاربون من تعقبهم وإيجادهم.

“غاااااا! ما هذا؟!”

“قلت لك، نحن لسنا منظمة موحدة. لا يمكنني السماح لرفاقي بالتقدم علي.”

كلب. قفز كلب شيبا أبيض هائل فجأة من الأدغال وأغرق أنيابه في غالوس.

“لقد إعتقدت أن لدينا خطة جيدة. حيث نقوم بتوقيت ذلك بشكل جيد ونسرب المعلومات إلى فرقة دوروديا من المحاربين حيث سيصطدمون بكم. ثم بينما يذبح السبيرد ذبح كلًّا منهم، نحن سنتسلل، مهاجمين مستوطنتهم لنسرق بقية أطفالهم.”

 

“أوه حقًا؟ إذن لماذا لا تنضم إلي؟”

تحركت بشكل غريزي، مستخدمًا السحر لخلق موجة صدمة بين غالوس والرهينة.

“نعم!” وافقني غيز.

 

“ووف!” كما لو إنه يحاول غرس الشجاعة في داخلي، نبح كرة الفراء بجانبي.

“غاه؟!”

كَـرد الفعل، تحركت إلى الجانب بدلًا من التراجع. بحلول الوقت الذي أدركت فيه ما يحدث، جاء سيفه القصير إلي من أعلى مباشرة وإنطلق لضرب الجزء العلوي من قدمي. حتى خلال الألم الشديد الذي عَمَّ جسدي، استطعت أن أرى ما سيحدث بعد ذلك.

خلق هذا إرتدادًا أجبر الاثنين على الانفصال. كما تراجع الوحش المقدس بنفسه عند حدوث هذا.

لِـلَحظة لم أفهم ذلك. لم أفهم ما تعنيه حركات غالوس.

 

سقطت الحقيبة على وجه غالوس. انفجرت مادة تشبه الرماد منه. شيء لإفقاده بصره. لكن لسوء الحظ، فشلت….انتظر، لا، إنه بلا دفاع!

استعاد غالوس سيفه واستدار نحوي. “اللعنة، يا مروض الكلاب! كنت أعرف أنك ستأتي لمهاجمتي!” إحترقت عيناه بالكراهية، كما لو أنني أنا من شن الهجوم الأولي. “انه فقط كما تقول الشائعات! أنتَ حقا تطلق كلابك على الناس. يا لها من خدعة ذكية!”

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

أي نوع من الشائعات هذه؟! لا، بترك ذلك جانبا، الشيء الأكثر أهمية هو أنني كنت أحاول بالفعل مساعدة غالوس هناك.

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

 

“نعم، أنا أعرف أين هذا هو….ولكن ماذا ستفعل؟”

“غرر…!” بدا الوحش المقدس جاهزا للمعركة. قبل أن ألاحظ حتى، جاء إلى جانبي، اتخاذ موقف داعم مع جسمه منحني لأسفل مستعد للإنطلاق.

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

 

أولًا، يجب إخماد هذه النيران. استخدمت العاصفة، تعويذة سحر ماء متقدمة. وجهت الطاقة السحرية إلى يدي اليمنى، واستحضرت السحب الرمادية في السماء. ثم تأكدت من أن نطاق وقوة التعويذة كبيران. ليس لدي أي فكرة عن مدى انتشار الحريق، لكن ربما يمكنني إخماد معظمه إذا قمت بتوسيع تعويذتي قدر الإمكان. قمت أيضا بزيادة معدل هطول الأمطار حتى ينخفض مثل عاصفة مطرية غزيرة.

“هيه هيه، هذا فقط ما كنت أتوقعه منك، أيها الرئيس. اعتني برمادي من أجلي بعد أن أموت.” المبتدئ، غيز، وضع نفسه أمامي، ممسكا بخجل سيفه على أهبة الاستعداد.

“الإنفجار!”

 

في تلك اللحظة بالذات، طار أمامي ظلٌّ بني. “لا أعرف من أنت، لكن شكرًا لك على المساعدة!”

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

آه، نعم. أعتقد أنني أعرف أي عائلة هو يتحدث عنها.

“آسف، غالوس. لكن رويجيرد من ديد إيند لا يمكن أن يكون الرجل السيء.”

***

بدت الكلمات بطولية بما فيه الكفاية، لكن وضعي ليس مثاليًا. نحن حاليا ثلاثة ضد واحد، ولكن كذلك كان محاربوا الوحوش، الذين بدوا بالتأكيد أقوى من مجموعتنا الحالية، وتم ذبحهم جميعا على الفور. في الوقت الحالي، ليس لدى غالوس رهينة، لكن كل ما لدينا هو مجموعة غير موثوقة من ثلاثة: المبتدئ، الجرو وأنا. تمنيت لو إن رويجيرد موجود معنا، لكن….لا، هذه فرصة جيدة بالنسبة لي للتدرب.

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

 

صحيح. هذا بالضبط ما بدا عليه الأمر.

“رئيس….إحصل لي على قليل من الوقت.”

خلال موسم الأمطار، لا يتمكن معظم الناس من مغادرة القرية. لا بد أن المهربين اعتقدوا أنهم يستطيعون التخلص من ملاحقيهم عن طريق توقيت ذلك بشكل صحيح.

تماما كما أعددت نفسي عقليا، همس لي المبتدئ. هل لديه خطة من نوع ما؟

“أوي، أيها الرئيس، كن حذرًا!”

“نظرًا لأنه مبارز يستعمل أسلوب إله الشمال، أعتقد أن لدي شيئا سيجعله يتعثر.”

“لاكلانا! أنتِ بخير؟!”

“….حسنًا.” خرجت مباشرة أمامه. لذلك هذا يعني أنني سأواجه مبارزًا من رتبة القديس وجهًا لوجه؟ اللعنة، قلبي ينبض بشراسة. اهدأ، فقط اهدأ، روديوس.

 

 

 

“ووف!” كما لو إنه يحاول غرس الشجاعة في داخلي، نبح كرة الفراء بجانبي.

 

 

تحركت بشكل غريزي، مستخدمًا السحر لخلق موجة صدمة بين غالوس والرهينة.

“غراااااه!” وكما لو إنه يرد على ذلك، انطلق غالوس. انطلق نحونا، وهرع الوحش المقدس لمقابلته.

كم هذا مبتذل. إطلاق سراح عبيد رفاقه، ثم يبيع عبيده. سيحصل هكذا على أرباح ضخمة في حين أن رفاقه لن يحصلوا حتى على فلسٍ واحد. سترتفع رتبته بينما يغرق رفاقه الفاشلون. بعد زرع بذوره بعناية، خطط غالوس لجني الثمار.

 

 

إنه يخطط للإنطلاق نحوه وشن هجوم سفلي نحو الوحش المقدس من الأسفل. يمكنني أن أرى ذلك. لو إستعملت المدفع الحجري…..لا، الوحش المقدس في طريقي. أنا بحاجة إلى استخدام تعويذة مختلفة. ماذا أستخدم؟ قال لي المبتدئ أن ألفت انتباهه، لذلك…

“حسنًا، حدث الكثير….وأنت، يا سيد غالوس، لماذا أنت هنا؟”

“الإنفجار!”

أضاف غيز: “أعتقد أنهم هم الذين أشعلوا النيران أيضًا.”

“غااااا!”

 

تماما كما انطلق الوحش المقدس نحو غالوس، استحضرت انفجارًا صغيرًا أمام عينيه مباشرة.

 

 

الدخان قد طمس بصره، لكن الطفل رآنا واقترب. “سـ-ساعدو…ني…”

“هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية!” ألقى غالوس كل وزن جسده على الأرض وتدحرج. تمكن من التدحرج مباشرة من تحت الوحش المقدس، وبعد دحرجة واحدة، بدأ يقف مرة أخرى…

 

تماما كما بدأ في الوقوف، سيضرب من أسفل نحوي.

 

 

 

“ها!”

 

تراجعت للتهرب من الهجوم. كان ذلك قريبًا. لولا عين الإستبصار، كنت سأموت على الفور.

 

 

 

“تسك، إذن فأنت ستتجنب ذلك!” صاح غالوس وهو يتقدم للأمام مرة أخرى، وهو يحرك نصله في الهواء.

 

 

 

هو يخطط لقطع بطني من الجانب، ثم استخدام هذا الزخم لتوجيه ضربة مائلة أخرى من الإتجاه المعاكس.

 

 

“حسنا. أراك لاحقًا، يا مروض الكلاب. إذا التقينا مرة أخرى في مكان ما—”

بما أنني أستطيع رؤيته، يمكنني مراوغته. إنه أسرع من إيريس، لكنه لا يمتلك إيقاعها الفريد الذي من الصعب قراءته. لا توجد ثغرات يمكنني إستعمالها لشن هجوم مضاد، لكنني رأيت الوحش المقدس يتراجع في محيط رؤيتي، حتى يتمكن من عض غالوس من الخلف.

“ليس عندما نكون محاطين بالنيران من جميع الجهات!”

 

بترك هذا جانبا، هي بحاجة للسماح لي بإلقاء القليل من سحر الشفاء عليها.

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

 

 

 

لِـلَحظة لم أفهم ذلك. لم أفهم ما تعنيه حركات غالوس.

 

 

على أي حال، أثبت هجوم رويجيرد نجاحه. بشكل مأساوي بالنسبة للمهربين، اكتشف سفينتهم وأسرَهُم فقط ليضربهم جميعًا حتى الموت تقريبًا. جاء الأطفال وهم يخرجون من أعماق السفينة. هناك ما لا يقل عن خمسين منهم. تم إنقاذ الجميع وحدثت نهاية سعيدة لطيفة، صحيح؟ ياااي! ….لا لم تحدث.

“غاه….!”

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

كَـرد الفعل، تحركت إلى الجانب بدلًا من التراجع. بحلول الوقت الذي أدركت فيه ما يحدث، جاء سيفه القصير إلي من أعلى مباشرة وإنطلق لضرب الجزء العلوي من قدمي. حتى خلال الألم الشديد الذي عَمَّ جسدي، استطعت أن أرى ما سيحدث بعد ذلك.

 

 

“قلت لك إنها النهاية. توقف عن المقاومة، يا مروض الكلاب!”

غالوس يلوح بسيفه، وعلى استعداد للضرب.

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

 

السلاح الرشاش: روديوس.

عمل عقلي ببطء على ما يحدث. إنها قدمه—لقد ألقى ذلك السيف القصير علي بقدمه. على الأرجح هجوم مدمج في حذائه! أن تكون قادرًا على رؤية المستقبل لم يساعدني على الإطلاق مع خصم مثل هذا. كان يجب أن أعرف هذا!

“اقتله! استخداموا تفوقكم العددي ولا تسمحوا له بإلقاء سحره!”

“لقد انتهى الأمر، يا مروض الكلاب!”

ليس لدي أي فكرة من هم هؤلاء البشر. وبالنظر إلى أنهم يختطفون الأطفال، هم على الأرجح يعملون مع تجار الرقيق أو المهربين، الذين أدينُ لهم بِـدَين. لقد هرَّبوا رويجيرد عبر البحر من أجلي. على الرغم من أننا عوضنا عن ذلك بقتل كل شخص في تلك القاعدة، لذلك فَـنحن نعتبر متساوين.

“غراااااه!” قفز الوحش المقدس وأغرق أسنانه في كتف غالوس.

VOLUME FOUR

 

 

“غوااااه! أيها اللعين…..!”

 

“يللب!” صرخ الجرو عندما تم إبعاده، طار متحطمًا بقوة في شجرة.

“هذا هو الأخير!”

 

 

في تلك اللحظة من التأخير، وجُّهتُ الطاقة السحرية في يدي وأطلقت مدفعًا حجريًا.

 

 

 

“تسك!”

كلب. قفز كلب شيبا أبيض هائل فجأة من الأدغال وأغرق أنيابه في غالوس.

طارت تعويذتي نحوه بأقصى سرعة، لكن غالوس قسمها إلى قسمين في الجو. اندلعت شرارات من نصله وطار من يد غالوس. جيد، والآن يمكنني أن أغتنم هذه الفرصة لخلع السيف قصيرة من—

“لن نهزم من أمثالك، الآن بعد أن نظفَّ المطر وجهي صار أنفي يعمل بشكل صحيح!”

سيلتقط غالوس السيف عند قدميه، وستكون هذه هي النهاية.

 

 

رهيب، هذا رهيب حقا.

أوه لا. عندها أدركت أنه في مرحلة ما تمكن غالوس من دفعي إلى المكان الذي توجد فيه جثث أولئك الوحوش. النصل عند قدميه ينتمي إليهم. لقد قادني إلى هنا.

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

 

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

“قلت لك إنها النهاية. توقف عن المقاومة، يا مروض الكلاب!”

“ماذا تقصد أنك لا تعرف؟ لقد قلت أنك تعرف الطريق، أليس كذلك؟”

وجهت الطاقة السحرية بين يدي، مراهنًا آمالي الأخيرة على هذا. بدا الوقت بطيئًا. اتخذ غالوس موقفا مع خفض سيفه نحو وركيه، على وشك إطلاق هجومه. حتى لو أطلقت موجة صدمة لخلق مسافة بيننا، فقد فات الأوان بالفعل. بدلا من استخدام المدفع الحجري سابقًا، كنت سأكون أفضل حالًا لو أخرجت السكين من قدمي أو إستخدمت موجة صدمة حينها. لقد اتخذت خطوة خاطئة.

تحركت بشكل غريزي، مستخدمًا السحر لخلق موجة صدمة بين غالوس والرهينة.

 

“….ووو-هوو! لقد فعلناها!” عندما نظرت إلى الجانب، رأيت غيز بقبضته في الهواء. “في اللحظة التي يسمع فيها هؤلاء الرجال من أسلوب إله الشمال إسم قنبلة البكاء، يستخدمون دائمًا كلتا أيديهم لتغطية وجوههم!”

“أسلوب إله الشمال الأصلي، قنبلة البكاء!” عندها فقط، سمعت صوت المبتدئ ينادي من ورائي. شيء فجأة ذهب يحلق فوق رأسي متجهًا نحو غالوس—حقيبة سوداء؟ وبالضبط حينها، ظُلِّلَت رؤيتي لِـغالوس.

 

 

استمر سعينا. غادرنا القرية ودخلنا الغابة. في هذه المرحلة، سمح لي أحد المحاربين بالركوب على ظهورهم لأنني بطيئ جدًا. من هذا الموقف، أصبحت آلة إطلاق مدافع حجرية.

سيتحرك غالوس لقطع الكيس المليء بالبودرة إلى النصف ولكن بعد ذلك سيرتبك ويغطي وجهه بكلتا الذراعين بدلًا من ذلك.

 

 

 

سقطت الحقيبة على وجه غالوس. انفجرت مادة تشبه الرماد منه. شيء لإفقاده بصره. لكن لسوء الحظ، فشلت….انتظر، لا، إنه بلا دفاع!

 

في تلك اللحظة انتهيت من تعويذتي وأطلقت انفجارًا ناريًا في الفضاء بيننا. تم إلقاء جسدي للخلف بسرعة سخيفة. لجزء من الثانية فقط، فقدت وعيي.

“ماذا؟ كيف يمكنني أن أعرف بحق الجحيم؟” صرخ في وجهي وهو ينظر حوله.

 

فشلت المفاوضات.

تحملت الألم الذي دمر جسدي وقدمي على حد سواء وأجبرت نفسي على الوقوف. الجرح على قدمي….بخير. يبدو أن موجة الصدمة من الإنفجار قد تسببت بإنتزاع السكين. كل أصابع قدمي لا تزال سليمة. يمكنني استخدام سحر الشفاء للتعافي من هذا. لأكون صادقا، إنه مؤلم بدرجة كافية لدرجة أنني لم أستطِع المشي، لكن هذا ليس وقت الأنين. عليَّ أن أقِفَ وأقاتل الآن. المعركة لم تنتهِ بعد.

لم أرغب حقًا في التحدث عن هذا هنا، لكنني لم أستطِع الصمت أيضًا. “ماذا تقصد بذلك؟”

 

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

“هاه….؟”

فُتِحَتْ الباب وصفعتنا موجة من الهواء الساخن على وجهينا. رقصت النيران بعنف بينما الحريق، المشرق والشرس، يلتهم الغابة بجوع شره. تم إجتياح المنازل على رؤوس الأشجار، مما هدد بإنهيارها.

غالوس بالفعل على الأرض، مستلقٍ على وجهه. جسده لم يرتعش حتى.

 

 

“آسف، غالوس. لكن رويجيرد من ديد إيند لا يمكن أن يكون الرجل السيء.”

“….ووو-هوو! لقد فعلناها!” عندما نظرت إلى الجانب، رأيت غيز بقبضته في الهواء. “في اللحظة التي يسمع فيها هؤلاء الرجال من أسلوب إله الشمال إسم قنبلة البكاء، يستخدمون دائمًا كلتا أيديهم لتغطية وجوههم!”

تحملت الألم الذي دمر جسدي وقدمي على حد سواء وأجبرت نفسي على الوقوف. الجرح على قدمي….بخير. يبدو أن موجة الصدمة من الإنفجار قد تسببت بإنتزاع السكين. كل أصابع قدمي لا تزال سليمة. يمكنني استخدام سحر الشفاء للتعافي من هذا. لأكون صادقا، إنه مؤلم بدرجة كافية لدرجة أنني لم أستطِع المشي، لكن هذا ليس وقت الأنين. عليَّ أن أقِفَ وأقاتل الآن. المعركة لم تنتهِ بعد.

ليس لدي أي فكرة عما يعنيه ذلك، ولكن يبدو أن أولئك الذين تدربوا على أسلوب إله الشمال لديهم عادةٌ غريبة. بترك هذا جانبًا، اقتربت من غالوس بحذر شديد.

 

 

 

“أوي، أيها الرئيس، كن حذرًا!”

 

تماما كما نصحني المبتدئ، أبقيت على حذري في أعلى مستوياته وإقتربت من خصمنا فاقد الوعي. التقطت سيفه، الذي رماه في مكان قريب، ورميته بعيدا. عندما فعلت ذلك، قفز الوحش المقدس في الهواء وأمسك بالسيف في فمه قبل أن يعود إلي، وذيله يهتز بقوة.

 

 

 

نعم، نعم، أنت فتًى جيد. ولكن دعنا نؤجل ألعاب الكلاب لوقت آخر، حسنًا؟

“أوي، أيها الرئيس! انظر!”

“مبتدئ، خذ هذا.” ربتُّ على رأس الجرو عدة مرات قبل أن ألقي السيف إلى غيز. ثم التقطت عصًا وبدأت في وخز غالوس بها.

كم هذا مبتذل. إطلاق سراح عبيد رفاقه، ثم يبيع عبيده. سيحصل هكذا على أرباح ضخمة في حين أن رفاقه لن يحصلوا حتى على فلسٍ واحد. سترتفع رتبته بينما يغرق رفاقه الفاشلون. بعد زرع بذوره بعناية، خطط غالوس لجني الثمار.

 

لا يزال. حتى رغم كل ذلك، هذا المشهد أمامي….مقزز.

لم يتحرك. حتى الجلد حول عينيه لم يرتجف. قيدت يديه وساقيه وكممت فمه، لكن عينيه ظلتا مغلقتَين. يبدو أنه فاقد للوعي تماما.

نعم….أومأت برأسي موافقًأ إياه الرأي.

 

رد غالوس على الذعر في صوت غيز بضحكة. “أنت تعرف الكثير، يار رجل القرد. هذا صحيح، أنا المُطَهِر، قديس الشمال غالوس.” بحلول الوقت الذي قال فيه غالوس ذلك، أعاد رهينته بالفعل إلى قبضته.

“لقد فزنا.” عندما سقطت الكلمات من فمي، أنَّ الوحش المقدس وضحك غيز، الذي أزال الكيس من على رأس الرهينة. هل فزنا حقًا؟ لا أزال أتمتع في شفق النصر عندما استيقظ الطفل الرهينة وبدأ ينتحب. بعد ذلك بوقت قصير، وصل محاربوا الوحوش أخيرًا.

 

 

 

 

تراجعت للتهرب من الهجوم. كان ذلك قريبًا. لولا عين الإستبصار، كنت سأموت على الفور.

***

 

 

 

كانت هذه هي حالة الاختطاف الفريدة. عملية واسعة النطاق خططت لها منظمة التهريب. خططوا لسرقة الوحش المقدس، الكائن الإلهي الوصي على دوروديا. دوافعهم الدقيقة غير واضحة، ولكن يبدو أن الكثير من الناس أرادوا الوحش المقدس بسبب مدى تميزه.

“نحن سنخرج من هنا بالطبع! وسنستخدم الفوضى للهروب!”

 

بدت الكلمات بطولية بما فيه الكفاية، لكن وضعي ليس مثاليًا. نحن حاليا ثلاثة ضد واحد، ولكن كذلك كان محاربوا الوحوش، الذين بدوا بالتأكيد أقوى من مجموعتنا الحالية، وتم ذبحهم جميعا على الفور. في الوقت الحالي، ليس لدى غالوس رهينة، لكن كل ما لدينا هو مجموعة غير موثوقة من ثلاثة: المبتدئ، الجرو وأنا. تمنيت لو إن رويجيرد موجود معنا، لكن….لا، هذه فرصة جيدة بالنسبة لي للتدرب.

رغم ذلك، حتى الفعل البسيط المتمثل في اختطاف الوحش سيثبت أنه يمثل تحديا. بافتراض أنهم تمكنوا من ذلك، فإن شعب الوحوش، بحاسة الشم المتقدمة خاصتهم، سيجدون على درب المهربين ويستعيدون الوحش على الفور. لهذا السبب نفذت المنظمة خطتها حول موسم الأمطار.

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

 

 

استمر موسم الأمطار لِـثلاثة أشهر. انشغلت كل مستوطنة بالاستعدادات، ويتم في هذا الموسم تقييد أيدي المحاربين من كل قرية. ومع ذلك، من المستحيل الإبحار بسفينة في منتصف موسم الأمطار. لذا، مباشرة قبل أن تبدأ الأمطار، خططوا لإختطاف الوحش وحمله إلى القارة الشيطانية. وبهذه الطريقة يمكن أن يفلتوا من العقاب بسهولة ولن يتمكن المحاربون من تعقبهم وإيجادهم.

“غاه….!”

 

ما هذا؟ ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟

الوحوش، بالطبع، يَقِظون. خلال الاستعدادات لموسم الأمطار، يُمنَعُ الأطفال من الخروج وحتى الكبار ظلوا حذرين. وغني عن القول أن الوحش المقدس يكون أيضًا تحت حراسة مشددة خلال تلك الفترة. أخذت المنظمة ذلك في الاعتبار أيضا.

الدخان قد طمس بصره، لكن الطفل رآنا واقترب. “سـ-ساعدو…ني…”

 

 

في البداية وظفوا كل خاطف في المنطقة، ثم انتظروا بصبر. وعندما جاء الوقت المناسب، داهموا كل قرية واختطفوا النساء والأطفال في نفس الوقت. وذلك عندما أصيب المحاربون بالذعر. المنظمة قد وظفت هؤلاء الأشخاص عمدا لخفض عمليات الاختطاف خلال العام، وبالتالي فإن قبائل الوحوش سيقللون من حذرهم. ثم، بِـضربة واحدة، إختطف المهربون النساء والأطفال من المستوطنات الأخرى.

كم هذا مبتذل. إطلاق سراح عبيد رفاقه، ثم يبيع عبيده. سيحصل هكذا على أرباح ضخمة في حين أن رفاقه لن يحصلوا حتى على فلسٍ واحد. سترتفع رتبته بينما يغرق رفاقه الفاشلون. بعد زرع بذوره بعناية، خطط غالوس لجني الثمار.

 

 

كما أرسلوا مجموعات من القوات المسلحة قد أُعِدوا لضرب تلك القرى، لكنهم تركوا قرية قبيلة دوروديا دون مساس. ونظرًا لأن هذا يعني أن محاربي دوروديا ظلوا غير مشغولين، طالبت القرى الأخرى بالمساعدة. لهذا توجب على دوروديا تقسيم قواتهم لإيصال المساعدات إلى المستوطنات المختلفة.

 

 

“لم يتم هذا كم خُطِطَ له بالضبط، لكن السبيرد خاصتك قد أبقى فرقة محاربي دوروديا مقيدين في ميناء زانت. إذن لماذا تكون أنتَ هنا؟”

نتيجة لذلك، تم ترك المدافعين عن قرية دوروديا بعدد أقل من المحاربين. وذلك عندما استخدمت منظمة التهريب قوات النخبة للهجوم. وهكذا نجحوا في اختطاف ليس فقط حفيدة زعيم القبيلة، ولكن الوحش المقدس أيضًا. هذا هو تكتيكا الحرب المفاجئة حيث صرفت القوات الصغيرة إنتباه المستوطنات الأخرى بينما حققت القوة الرئيسية هدفها الحقيقي.

 

 

 

هجوم القوات المسلحة، خطف الأطفال وخطف الوحش المقدس….ومع كل ذلك، لا يهم كم هم محاربوا الوحوش استثنائيون إذا لم يوجد هناك ما يكفي منهم. قرر زعيم القبيلة، غوستاف، التخلي عن الأطفال. جمع محاربيه وعزز دفاعات القرية، ثم بدأ البحث عن الوحش المقدس. فالوحش هو رمزٌ مهمٌ لقريتهم.

“لا تخبرني أن القرويين لم يتم إجلاؤهم بالكامل بعد؟”

 

“لقد انتهى الأمر، يا مروض الكلاب!”

بدا لهم أمر إكتشاف منطقة احتجاز المهربين مجرد حظ بحت. لقد حصلوا على طرف خيط موثوق، وساروا نحو المبنى المعني. في الوقت الحالي، دعونا نتجاهل فقط أن مصدر هذه المعلومات هو قوة منفصلة يقودها غالوس.

قفز ثلاثة منهم عليه فورًا تقريبا. من الخلف إنطلق المحارب A، موجهًا ضربةً مائلة؛ ومن اليسار، إنطلق المحارب B، محاولًا إنقاذ الطفل. إستخدم غيمبال هذا التناغم لمهاجمة غالوس من الأمام.

 

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

هذا هو المكان الذي بدأت فيه القصة التي لم أكن أعرفها: قصة ما فعله رويجيرد في الأسبوع الفاصل عندما تركني في تلك الزنزانة.

هذا هو المكان الذي بدأت فيه القصة التي لم أكن أعرفها: قصة ما فعله رويجيرد في الأسبوع الفاصل عندما تركني في تلك الزنزانة.

 

 

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

 

هذا هو بالضبط المكان الذي تقدم فيه رويجيرد. وقال بفخر أنه يمكنه إستخدام الكريستال على جبهته للبحث عنها. أما بالنسبة لإيريس، فهي لم تشارك لأنها أخذت على عاتقها حراسة الأطفال. مع ابتسامة كبيرة كبيرة على وجهها، وأود أن أضيف: هذا بالتأكيد هو بسبب أن دماء عائلة بورياس غرايرات التي تميل إلى حب شعب الوحوش قد بدأت تتلاعب بها.

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

 

 

على أي حال، أثبت هجوم رويجيرد نجاحه. بشكل مأساوي بالنسبة للمهربين، اكتشف سفينتهم وأسرَهُم فقط ليضربهم جميعًا حتى الموت تقريبًا. جاء الأطفال وهم يخرجون من أعماق السفينة. هناك ما لا يقل عن خمسين منهم. تم إنقاذ الجميع وحدثت نهاية سعيدة لطيفة، صحيح؟ ياااي! ….لا لم تحدث.

بالمقارنة، الوحوش قد سجنوني بتهمة كاذبة. لم يستمعوا إلى أي شيء قلته. جردوني من كل ملابسي وألقوا علي الماء البارد المتجمد، ثم تركوني في زنزانتي. على المستوى العاطفي، لدي انطباع سيئ عنهم.

 

***

زعم مسؤولوا ميناء زانت أن ذلك هجوم على الرحلة الأخيرة من ذلك الميناء قبل بدء موسم الأمطار. هناك بضائع مهمة مخزنة على تلك السفينة ومهاجمتها تعتبر جريمة خطيرة.

 

 

 

غوستاف، بالطبع، إحتجَّ على هذا. اختطاف واستعباد الوحوش جريمة فيما يتعلق ببلد ميليس المقدس وزعماء القبائل في الغابة الكبرى. معاقبتهم على إيقاف ذلك على شواطئهم أمر غريب، قال لهم. هذا فقط أغضب مسؤولي ميناء زانت. وأصروا على أنه كان ينبغي إبلاغهم مسبقًا. لكنهم أخضعوا المهربين في الوقت المناسب بالضبط. لم يكن لديهم الوقت لشرح أي شيء. بالإضافة إلى ذلك، هناك خمسون ضحية. ليس خمسة، ليس عشرة، بل خمسون طفلًا! تم اختطاف واحد أو اثنين من كل مستوطنة. لم يلاحظ مسؤولوا ميناء زانت أيًّ من هذا. في الواقع، أخذ بعض المسؤولين رشاوى للتظاهر بأنهم لا يعرفون شيئًا.

“هاه….؟”

 

سيلتقط غالوس السيف عند قدميه، وستكون هذه هي النهاية.

وهذا انتهاك للمعاهدة. إذا ترك هذا دون ردع، فَسَـيتم خلق شرخ كبير في العلاقة بين شعب الوحوش وبلد ميليس المقدس. في أسوأ السيناريوهات، ستنشأ حرب. هكذا صارت المحادثة رهيبة. بأمر من غوستاف، تم استدعاء المحاربين إلى ميناء زانت ووقفوا عند مدخل المدينة في مواجهة مع حرس المدينة.

 

 

 

في النهاية، تراجع ميناء زانت. دفعوا للوحش مبلغًا ضخمًا كتعويض. واستغرق اختتام تلك المفاوضات نحو أسبوع وإعادة الأطفال إلى آبائهم. لهذا السبب تركت هناك لمدة أسبوع في تلك الزنزانة، ليتم التعامل معي كآخر ما يهمهم.

 

 

 

حسنا، ليس وكأنهم إمتلكوا خيارًا آخرًا. في الواقع، أعتقد أنه من المدهش أنهم تمكنوا من تحقيق هذا القدر في أسبوع واحد فقط.

بعد أن قلت ذلك، ابتسم غيز، وحمل الطفل بين ذراعيه، وبدأ في الجري. “حسنا إذن، من هذا الطريق. اتبعني!”

 

“حسنا، هلم إلي، يا مروض الكلاب. أم أنك جبان فقد كل شجاعته، وستسمح لي بالذهاب؟”

هذا هو المكان الذي استغل فيه غالوس الموقف. ضعفت دفاعات قرية دوروديا عندما دعا غيس فرقتهم من المحاربين إلى ميناء زانت. برفقة قواته، اقتحم غالوس المستوطنة. لقد فعل هذا للسبب الدقيق الذي ذكره من قبل. هو وأولئك الرفاق الذين يثق بهم سيختطفون الأطفال، ومن ثم سيكون هو الشخص الذي يحقق ربحًا.

“لذا….أيها الرئيس.”

 

“الإنفجار!”

استهدف غالوس الفترة التي سبقت بدء موسم الأمطار مباشرة. استعد لذلك من خلال تهديد زعيم عمال السفن ببناء سفينة واحدة له سرًا. لا بد أنه كان يخطط لهذا منذ فترة من الوقت. لم تحدث الأمور تماما كما هو متوقع، لكنه الوضع بدا مناسبًا بما يكفي لكي يتصرف. للأسف بالنسبة له، تركت طموحاته غير محققة. في النهاية، فشلت خطته وتم تسليمه إلى مسؤولي ميناء زانت. وهكذا تم حل المسألة، وحصلنا الآن على النهاية السعيدة.

ما الذي يحدث؟ لقد خططت للمغادرة في اليوم التالي، والآن إذا لم أتخذ إجراء، فَسَـنخبز مثل الكعك.

ارتباكها ليس فقط لأن سترة فراء فقط هي ما تغطت جسدي العاري….أو بالأحرى أنا نصف عاري. أنا أعرفها. لقد اكتشفت اسمها للتو، لكنني أعرف ذلك الصدر العملاق وأيدي الطهي الماهرة تلك. إنها هي التي كانت تحرس زنزانتنا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط