قبيح
لم تكن ليزا رأت مشهدًا مماثلاً من قبل. لم يسبق للسماء أن اتجهت إلى اللون الأزرق السماوي من قبل. فكرت ليزا بشكل غريزي في السحر بسبب تشابه ألوانها، لكنها عرفت أن هذا الحدث يعني شيئًا مختلفًا تمامًا.
“ماذا تعنيين؟”، سأل خان وهو يبدأ في فهم طبيعة قلق ليزا.
على جانبها، أدرك خان مدى غرابة الشعور عند رؤية تغير لون السماء. لقد كان في ظلام نيتيس لفترة طويلة بحيث كاد ينسى كيف يمكن للفجر أن يكون جميلاً. ومع ذلك، لم يكن هناك أي سعادة ترافق تلك اللحظة. فإن الحدث الغير متوقع إشارة فقط إلى حلول أزمة.
“أكثر من ساعة”، أعطى خان إجابة صادقة أخرى.
تحوّلت الصرخات تدريجياً إلى زمجرات جائعة، وبدأ خان بشكل غريزي في النظر إلى الزجاجة داخل ثوبه قبل أن يتنهد بعمق. لن يساعده الخمر الآن. لن تتحرك ساقيه حتى لو كان مخمورًا تمامًا.
أراد خان أن يسأل صديقته حول المسألة، لكن المفاجأة التي ظهرت على وجهها أكدت أنها لم تتوقع وصول ضوء النهار بهذه السرعة. حتى الحدث لم يبدو يؤثر على الكوكب بأكمله. الظلال الزرقاء الفاتحة تظلمت في المسافة واشتدت ما بعد الجرف. حتى المستنقع لم يبدو مركزًا لهذا البقعة الواضحة أيضًا.
امتلأت الأردية الخاصة بخان وليزا بشعور بالبرودة، وتسرب التوهج الازرق من نسيجهما. اختار الاثنان مكعباتهما ورأيا أن رموزهما تنبعث منها أضواء مكثفة بسبب محاولة النيكولز التواصل معهما.
لكان سيستغرق وقتًا أطول ليدرك مدى الوضع بأكمله لو لم يكن لديه تعبير ليزا المتناقض أمامه. ومع ذلك، كانت تكافح للتحدث، وتتجنب النظر إليه في العينين بعد معرفتها بالهدف الخاص به.
كانت البيوت القصيرة على حافة الشارع الرئيسي للقرية مفتوحة، ولم يتمكن خان من الشعور بأي شيء بفضل حساسيته للمانا. حاول فحص بعضها، لكنها كانت فارغة. لم يكن هناك أي كائنات يمكن أن تبقى مختبئة أمام حواسه.
“كم تبعدون عن الأكاديمية؟” صدى صوت دوكو في عقل خان بمجرد إنشاء التواصل العقلي.
“ثلاث ساعات”، أجاب خان بصدق.
“ثلاث ساعات”، أجاب خان بصدق.
“خان”، همست ليزا بصوت يرتجف، “لم يتوقع أحد حدوث هذا”.
شعر بالغرابة عند تفقده بيئة نيتيس بهذا الضوء الخافت الذي ينير المشهد. لم يكن الصباح تمامًا، لكنه لم يكن هناك الظلام الشديد المعتاد.
“كم تبعدون عن هذا الموقع؟” سأل دوكو بينما ظهرت صورة غامضة في عقله.
لقد قام خان بإيقاف جهاز تعقب المكعب قبل أن يطير إلى المستنقع. كانت الصورة التي أرسلها دوكو تصور خريطة المناطق المحيطة بالأكاديمية، ولكنها لم تظهر موقع خان الحالي. كانت إحدى تلك المناطق تحتوي على بقعة مضيئة بارزة تشير إلى الموقع الذي يقصده النيكولز.
كان على خان تفعيل جهاز التعقب لو لم يتمكن من تحديد موقعه على تلك الخريطة بدون مساعدة المكعب. ومع ذلك، قد درس المنطقة بعناية في الأسابيع الأخيرة، لذا حساب المسافة من تلك البقعة المشعة لم يكن مشكلة. انتهى الأمر بأنها كانت في اتجاهه، على بُعد ساعة واحدة فقط من المستنقع.
“حاجز يخفي المنطقة،” أوضحت الامرأة. “الأكاديمية اقامته للبشر. لكنه لم يحمي من الضوء.”
“أكثر من ساعة”، أعطى خان إجابة صادقة أخرى.
قريبًا انعكست ضجة أجنحة الثلج في المنطقة وجعلت خان يتجه نحو رفيقه الطائر. هبطت الأدنوس في مكان ثابت بالقرب منه، لكنها احترزت من أن تلامس ريشها الوحل القريب.
كان لخان وليزا قد قررا كيفية التعامل مع حالة مماثلة عندما تلقى خان مكعبه. إجابات مشابهة لأسئلة تتعلق بموقعهما عندما يكونون معًا ستثير بالضرورة الشبهات، لذا كان عليهما أن يبتكرا تكتيكًا بسيطًا يمكنهما تطبيقه في جميع الأوقات.
الصرخة لم تكن بشرية. لم تبدو كأنها تنتمي لنيكولز أيضًا. كان بها شيء وحشي بداخلها، مما جعل خان يأمل في قوة التحولات. لم يكن يرغب في الكثير. كان يرغب فقط في أن يكون مظهر المخلوق داخل السرير بعيدًا عن النيكولز قدر الإمكان.
ليزا ستقوم دائمًا بإضافة ساعة أو ساعتين إلى موقعها الفعلي، في حين سيكون خان صادقًا. كون تواجده متاحًا أكثر أهمية بالنسبة لخان نظرًا لمهمته السياسية، لذا لم تمانع ليزا في المخاطرة بالتأخر حتى في الأحداث الهامة. لكن خان لم يكن يعلم كيف ستشعر هي تجاه التكتيك في تلك الحالة.
شعرت ليزا بالخجل من تلك القرار. أرسل رؤساؤهم إنسانًا للتعامل مع النيكولز المحولين لإنقاذ طلابهم من تلك الرؤية. كانت تعلم أنها ليس لها أي دور في تلك الاستراتيجية، ولكن ذلك لم يهم عندما يكون صديقها هو الشخص الذي سيعاني بسبب تلك الاختيارات.
تغير المناظر في عيون خان عندما عبر الحاجز. توسعت العديد من المنازل المبنية من الخشب الداكن الممزوج بالرموز الزرقاء الرمزية للنيكولز على طول ربع الشواطئ تقريبًا. بعض الهياكل حتى احتلت المياه الضحلة. ربما يمكن أن تستوعب القرية بأكملها أكثر من خمسمائة كائن فضائي.
“اذهب إلى هناك على الفور”، أمر دوكو قبل أن يصبح صوته قلقاً. “نحتاج إلى كل المساعدة التي يمكننا الحصول عليها”.
أخذ خان خطوات مترددة للأمام، وسرعان ما كشفت أعماق السرير أمام عينيه. كانت المشهد مروعًا تمامًا. جعلته التحولات يبدو مضطربًا، لكنه لا يزال على قيد الحياة. هيكله فقط يمنعه من التحرك. لتزيد الأمور سوءًا، لا يزال للمخلوق بعض السمات التي تذكره بالنيكولز. كانت عيناه البيضاء المتوهجة تركز عليه وتظهر كيف ظهرت ظلال زرقاء داخلهما.
“حاجز يخفي المنطقة،” أوضحت الامرأة. “الأكاديمية اقامته للبشر. لكنه لم يحمي من الضوء.”
انقطع الاتصال مع دوكو في تلك النقطة، وتحقق خان من الخريطة مرة أخرى للتأكد من أنه فهم حيث يجب أن يذهب. انتقلت نظرته إلى ليزا بينما وضع المكعب مرة أخرى داخل رداءه، وأظهرت تعبيراً قلقاً بينما قامت هي أيضًا بتخزين جهازها.
“سأكون بخير”، طمأن خان ليزا. “ربما شاهدت أشياء أسوأ من ذلك”.
كانت البيوت القصيرة على حافة الشارع الرئيسي للقرية مفتوحة، ولم يتمكن خان من الشعور بأي شيء بفضل حساسيته للمانا. حاول فحص بعضها، لكنها كانت فارغة. لم يكن هناك أي كائنات يمكن أن تبقى مختبئة أمام حواسه.
“خان”، همست ليزا بصوت يرتجف، “لم يتوقع أحد حدوث هذا”.
“إنه بالتأكيد غريب”، أعلن خان مع اقترابه منها.
شعر بالغرابة عند تفقده بيئة نيتيس بهذا الضوء الخافت الذي ينير المشهد. لم يكن الصباح تمامًا، لكنه لم يكن هناك الظلام الشديد المعتاد.
ابتلع خان ريقه بينما اقترب من القرية. كان يعرف جزئيًا ما يمكن أن يتوقعه، لكنه قرر عدم التفكير في ذلك.
لم يكن خان يعرف كيف سيعمل ضوء النهار في نيتيس، لكنه شعر بالغرابة لأن جزءًا صغيرًا فقط من السماء يضيء. لم يكن يعرف شيئًا عن علم الفلك والمواضيع المرتبطة به، لكن هذا الحدث لم يبدو كحدث المروع الذي كان الجميع ينتظرونه.
“لا تكرهنا بعد اليوم،” توسلت ليزا قبل أن تترك قبلة قصيرة على شفتيه.
“إنه لا يحدث فقط هنا”، شرحت ليزا مشيرة بكفيها إلى صدر خان لتوقف عناقه وتجعل عيونهما تلتقيان. “السماء تصبح أكثر وضوحًا في كل مكان على الكوكب، لكن حساباتنا أعطتنا شهرين على الأقل قبل أول ضوء”.
“ماذا تعنيين؟”، سأل خان وهو يبدأ في فهم طبيعة قلق ليزا.
تابعت ليزا شكل الثلج الأبيض لسنو وهو ينطلق عبر السماء ويتجه نحو المناطق المضيئة. ظل وجهها مظلمًا كلما فكرت في ما يمكن أن تحتويه القرية. حتى تخيل تلك المشاهد بدا أكثر من ما يطاق بالنسبة لها.
“لسنا جاهزين!” صاحت ليزا. “هناك قرية تحت هذه البقعة المشرقة، ولسنا جاهزين!”
شعر خان بالقلق بشأن الضوء. تخيل على الفور وصول فترة طويلة قضاها في الصيد، لكن الوضع اكتسب معنى تماماً مختلف الآن. وجود قرية تحت البقعة المشرقة يشير إلى وجود نيكولز لا يسيطرون على الطاقة.
“يجب أن أذهب”، أعلن خان. “كم من الوقت قلت لك أن يستغرق لك الوصول إلى هناك؟”
كان جميع النيكولز يرتدون تعابير قبيحة أو مفقودة. بعضهم حتى كانوا يدخنون نسخة فضائية من السجائر البشرية. لم يبدو أي منهم عازمًا على التحدث مع خان، لكن امرأة قصيرة من بينهم قررت في النهاية التقدم نحوه.
لم تجب ليزا على الفور. أخذت مكعبها مرة أخرى وجعلته يلامس الشلال. ظهرت صور مشوشة على الماء المتدفق، لكن تمكن خان من التعرف على نفس الخريطة التي أرسلها دوكو له.
ابتلع خان ريقه بينما اقترب من القرية. كان يعرف جزئيًا ما يمكن أن يتوقعه، لكنه قرر عدم التفكير في ذلك.
“أكثر من ساعة”، أعطى خان إجابة صادقة أخرى.
“أين قالوا لك أن تذهب؟” سألت ليزا.
انقطع الاتصال مع دوكو في تلك النقطة، وتحقق خان من الخريطة مرة أخرى للتأكد من أنه فهم حيث يجب أن يذهب. انتقلت نظرته إلى ليزا بينما وضع المكعب مرة أخرى داخل رداءه، وأظهرت تعبيراً قلقاً بينما قامت هي أيضًا بتخزين جهازها.
طبيعة الشلال جعلت حواف الصورة غير واضحة. لم تكن السطح المثالي لهذه الوظيفة، لكن ليزا لم تتمكن من استخدام المكعب مع خان لأن الشبكة ستسجل محادثتهما.
شعر بالغرابة عند تفقده بيئة نيتيس بهذا الضوء الخافت الذي ينير المشهد. لم يكن الصباح تمامًا، لكنه لم يكن هناك الظلام الشديد المعتاد.
لم يكن خان يعرف كيف سيعمل ضوء النهار في نيتيس، لكنه شعر بالغرابة لأن جزءًا صغيرًا فقط من السماء يضيء. لم يكن يعرف شيئًا عن علم الفلك والمواضيع المرتبطة به، لكن هذا الحدث لم يبدو كحدث المروع الذي كان الجميع ينتظرونه.
“حوالي هنا”، قال خان مشيرًا إلى البقعة المشعة التي أظهرتها خريطته.
“هذه هي القرية”، تنهدت ليزا وهي ترفع يده لتمسك زوايا رداء خان. “أُرسلوني إلى المناطق المحيطة للتعامل مع الوحوش هناك.”
لكان سيستغرق وقتًا أطول ليدرك مدى الوضع بأكمله لو لم يكن لديه تعبير ليزا المتناقض أمامه. ومع ذلك، كانت تكافح للتحدث، وتتجنب النظر إليه في العينين بعد معرفتها بالهدف الخاص به.
window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"})
“أين قالوا لك أن تذهب؟” سألت ليزا.
عرف النيكولز مدى قوة خان. حتى هزم إلمان، حتى لو كان الغضب يسيطر على الكائن الفضائي ذلك الحين. لا يزال خان يعتبر المرشح المثالي للصيد، لكنهم قرروا أن يرسلوه داخل القرية وليزا في البرية. يبدو أنهم يفضلون أن يجعلوا إنسانًا يعاني من تأثيرات ضوء الشمس على أفراد نوعهم.
“سأكون بخير”، طمأن خان ليزا. “ربما شاهدت أشياء أسوأ من ذلك”.
تحوّلت الصرخات تدريجياً إلى زمجرات جائعة، وبدأ خان بشكل غريزي في النظر إلى الزجاجة داخل ثوبه قبل أن يتنهد بعمق. لن يساعده الخمر الآن. لن تتحرك ساقيه حتى لو كان مخمورًا تمامًا.
“آمل ذلك حقًا”، همست ليزا مستمرة في تجنب نظرة خان.
شعرت ليزا بالخجل من تلك القرار. أرسل رؤساؤهم إنسانًا للتعامل مع النيكولز المحولين لإنقاذ طلابهم من تلك الرؤية. كانت تعلم أنها ليس لها أي دور في تلك الاستراتيجية، ولكن ذلك لم يهم عندما يكون صديقها هو الشخص الذي سيعاني بسبب تلك الاختيارات.
انتشر الشعور البارد المألوف داخل ذهنه بينما حصن الحاجز العقلي
قريبًا انعكست ضجة أجنحة الثلج في المنطقة وجعلت خان يتجه نحو رفيقه الطائر. هبطت الأدنوس في مكان ثابت بالقرب منه، لكنها احترزت من أن تلامس ريشها الوحل القريب.
لقد قام خان بإيقاف جهاز تعقب المكعب قبل أن يطير إلى المستنقع. كانت الصورة التي أرسلها دوكو تصور خريطة المناطق المحيطة بالأكاديمية، ولكنها لم تظهر موقع خان الحالي. كانت إحدى تلك المناطق تحتوي على بقعة مضيئة بارزة تشير إلى الموقع الذي يقصده النيكولز.
“ألا تريدين أن تودعيني؟” سأل خان وهو يكشف ابتسامة خافتة.
لم تستطع ليزا أن تتجاهل الالتفات عندما سمعت الكلمات الدقيقة التي قالتها في الماضي. كانت تستطيع قراءة في تعبير خان أنه يبذل قصارى جهده لعدم جعلها تقلق، ولكن جهوده أصبحت بلا جدوى عندما فكرت فيما سيراه في القرية.
ظهرت مشاهد مروعة في رؤيته بينما تقدم في عمق القرية. امتلأت الشوارع التي تفصل بين المنازل المختلفة ببقع الدماء وجثث تعود لنيكولز من مختلف الأعمار. بدت معظم هؤلاء الكائنات الفضائية شبابًا، أصغر من أي طالب في الأكاديمية، ولكن قطع أجسادهم تحمل سمات غريبة.
“لا تكرهنا بعد اليوم،” توسلت ليزا قبل أن تترك قبلة قصيرة على شفتيه.
ابتلع خان ريقه بينما اقترب من القرية. كان يعرف جزئيًا ما يمكن أن يتوقعه، لكنه قرر عدم التفكير في ذلك.
“لا تتأذى هناك،” رد خان مع تلميح خفقة على خدها وهو يتجاهلها حتى رأى توافقها.
ابتسم خان في تلك اللحظة وقرر أن يقبلها مرة أخرى، ولكنهما انفصلا بعدها. كان صادقًا بشأن بُعده عن القرية، لذا كان عليه أن يغادر الآن.
لم تجب ليزا على الفور. أخذت مكعبها مرة أخرى وجعلته يلامس الشلال. ظهرت صور مشوشة على الماء المتدفق، لكن تمكن خان من التعرف على نفس الخريطة التي أرسلها دوكو له.
عرف النيكولز مدى قوة خان. حتى هزم إلمان، حتى لو كان الغضب يسيطر على الكائن الفضائي ذلك الحين. لا يزال خان يعتبر المرشح المثالي للصيد، لكنهم قرروا أن يرسلوه داخل القرية وليزا في البرية. يبدو أنهم يفضلون أن يجعلوا إنسانًا يعاني من تأثيرات ضوء الشمس على أفراد نوعهم.
تابعت ليزا شكل الثلج الأبيض لسنو وهو ينطلق عبر السماء ويتجه نحو المناطق المضيئة. ظل وجهها مظلمًا كلما فكرت في ما يمكن أن تحتويه القرية. حتى تخيل تلك المشاهد بدا أكثر من ما يطاق بالنسبة لها.
“إنه لا يحدث فقط هنا”، شرحت ليزا مشيرة بكفيها إلى صدر خان لتوقف عناقه وتجعل عيونهما تلتقيان. “السماء تصبح أكثر وضوحًا في كل مكان على الكوكب، لكن حساباتنا أعطتنا شهرين على الأقل قبل أول ضوء”.
لم يتمكن خان من التأمل خلال تلك الساعة القصيرة. كان عليه ضبط اتجاه سنو وفقًا للخريطة في المكعب، لذا كانت الراحة أمرًا مستبعدًا أيضًا.
في النهاية، كشفت المنطقة المشار إليها على الخريطة أمام ناظريه. كانت تتميز ببحيرة شاسعة مليئة بالمياه الداكنة، وغابة تمتد من جانب واحد، وسهول مع بعض التلال من الجهة الأخرى. ومع ذلك، لم يستطع خان رؤية أي أثر لقرية من موقعه.
جلس عدد قليل من القوات ذوي التعابير الفارغة في دائرة على حواف القرية. غطت الدماء ثيابهم أيضًا، لكنهم لم يكونوا لديهم إصابة واحدة على أجسادهم. بعضهم لا يزالون يتمسكون بأسلحتهم، بينما يشرب الآخرون من قوارير معدنية تنبعث منها رائحة قوية تذكر خان بالمشروب الوردي.
شعر بالغرابة عند تفقده بيئة نيتيس بهذا الضوء الخافت الذي ينير المشهد. لم يكن الصباح تمامًا، لكنه لم يكن هناك الظلام الشديد المعتاد.
كانت المهمة واضحة، حتى لو لم يكن لدى أحد القوة للتدقيق في تفاصيلها. كان على خان تطهير القرية من الكائنات المحولة بداخلها، والتي ربما تكون نيكولز. كانت الجهود قد دفعت الكائنات الفضائية إلى حدودهم العقلية، لذا كان يتعين على شخص آخر التعامل مع المسألة، وكان مناسبًا أن يتولى شخص بشري ذلك.
جعل خان سنو يحوم فوق المنطقة حتى لاحظ مجموعة من نيكولز يخرجون من حواف الغابة. لم يتردد في الانقضاض عليهم، وسرعان ما انتشرت شعورًا قبيحًا بداخله عندما استطاع فحص تلك الكائنات الفضائية بشكل صحيح.
انطلق سنو مرة أخرى بمجرد أن أسقط خان على الأرض. بادر هذا الأخير نحو النيكولز البالغ عددهم ستة وهم يقفون ويجلسون بجوار الأشجار. أصبح من الصعب تجاهل ثيابهم البيضاء الملطخة بالدم في تلك اللحظة، ولكن الكائنات الفضائية لم تبدو عليها إصابات.
“كم تبعدون عن هذا الموقع؟” سأل دوكو بينما ظهرت صورة غامضة في عقله.
كان جميع النيكولز يرتدون تعابير قبيحة أو مفقودة. بعضهم حتى كانوا يدخنون نسخة فضائية من السجائر البشرية. لم يبدو أي منهم عازمًا على التحدث مع خان، لكن امرأة قصيرة من بينهم قررت في النهاية التقدم نحوه.
ظهرت مشاهد مروعة في رؤيته بينما تقدم في عمق القرية. امتلأت الشوارع التي تفصل بين المنازل المختلفة ببقع الدماء وجثث تعود لنيكولز من مختلف الأعمار. بدت معظم هؤلاء الكائنات الفضائية شبابًا، أصغر من أي طالب في الأكاديمية، ولكن قطع أجسادهم تحمل سمات غريبة.
“اذهب هناك”، أمرت الامرأة بلكنة بشرية معيبة مشيرة إلى مكان خالٍ يقع بالقرب من شواطئ البحيرة. “اقتل كل ما يعيش.”
“هل أنت وحدك؟” سأل أحد النيكولز الأكبر سنًا في المجموعة، واكتفى خان بإيماءة برأسه.
“هناك؟” سأل خان وجبينه متجعد .
لم يستطع خان حتى أن يتخيل الفوضى التي انتشرت عندما وصلت أشعة الشمس. لم يكن أي من تلك النيكولز يتوقعون الحدث، وانهار كل شيء في جنون. حتى بدا أكثر جنونًا من الاصطدام الثاني.
“حاجز يخفي المنطقة،” أوضحت الامرأة. “الأكاديمية اقامته للبشر. لكنه لم يحمي من الضوء.”
لم يحتاج خان أن يسأل أي شيء آخر. انحنى وتوجه نحو المكان الذي أشارت إليه المرأة. لم يكن عليه سوى أن يسير مسافة مئتي متر قبل أن يجد الحاجز.
“هناك؟” سأل خان وجبينه متجعد .
لم يحتاج خان أن يسأل أي شيء آخر. انحنى وتوجه نحو المكان الذي أشارت إليه المرأة. لم يكن عليه سوى أن يسير مسافة مئتي متر قبل أن يجد الحاجز.
شعرت ليزا بالخجل من تلك القرار. أرسل رؤساؤهم إنسانًا للتعامل مع النيكولز المحولين لإنقاذ طلابهم من تلك الرؤية. كانت تعلم أنها ليس لها أي دور في تلك الاستراتيجية، ولكن ذلك لم يهم عندما يكون صديقها هو الشخص الذي سيعاني بسبب تلك الاختيارات.
تغير المناظر في عيون خان عندما عبر الحاجز. توسعت العديد من المنازل المبنية من الخشب الداكن الممزوج بالرموز الزرقاء الرمزية للنيكولز على طول ربع الشواطئ تقريبًا. بعض الهياكل حتى احتلت المياه الضحلة. ربما يمكن أن تستوعب القرية بأكملها أكثر من خمسمائة كائن فضائي.
“لا تكرهنا بعد اليوم،” توسلت ليزا قبل أن تترك قبلة قصيرة على شفتيه.
جلس عدد قليل من القوات ذوي التعابير الفارغة في دائرة على حواف القرية. غطت الدماء ثيابهم أيضًا، لكنهم لم يكونوا لديهم إصابة واحدة على أجسادهم. بعضهم لا يزالون يتمسكون بأسلحتهم، بينما يشرب الآخرون من قوارير معدنية تنبعث منها رائحة قوية تذكر خان بالمشروب الوردي.
حاول خان رفض العرض، لكن النيكولز كانوا بحاجة إلى قول بضع كلمات لجعله يقبلها. “سوف تحتاج إليها.”
“هل أنت وحدك؟” سأل أحد النيكولز الأكبر سنًا في المجموعة، واكتفى خان بإيماءة برأسه.
لم يكاد النيكولز يلاحظون وصول خان. تحولوا فقط عندما أصبحت خطواته لا يمكن تجاهلها، وأصبحت تعابيرهم أقبح عندما أدركوا مدى شبابه. حتى قام بعضهم بتغطية أعينهم بالخجل وتدفقت بضع دموع على وجوههم.
“هل أنت وحدك؟” سأل أحد النيكولز الأكبر سنًا في المجموعة، واكتفى خان بإيماءة برأسه.
لم يحتاج خان أن يسأل أي شيء آخر. انحنى وتوجه نحو المكان الذي أشارت إليه المرأة. لم يكن عليه سوى أن يسير مسافة مئتي متر قبل أن يجد الحاجز.
تنهد الكائن الفضائي الذكر قبل أن يلقي نظرة على الزجاجة في يديه ويرجّح رأسه. تفحص النيكولز بعض الحقائب المكدسة في الدائرة وأخذوا زجاجة متطابقة قبل أن يمدوها نحو خان.
انقطع الاتصال مع دوكو في تلك النقطة، وتحقق خان من الخريطة مرة أخرى للتأكد من أنه فهم حيث يجب أن يذهب. انتقلت نظرته إلى ليزا بينما وضع المكعب مرة أخرى داخل رداءه، وأظهرت تعبيراً قلقاً بينما قامت هي أيضًا بتخزين جهازها.
حاول خان رفض العرض، لكن النيكولز كانوا بحاجة إلى قول بضع كلمات لجعله يقبلها. “سوف تحتاج إليها.”
ظهرت مشاهد مروعة في رؤيته بينما تقدم في عمق القرية. امتلأت الشوارع التي تفصل بين المنازل المختلفة ببقع الدماء وجثث تعود لنيكولز من مختلف الأعمار. بدت معظم هؤلاء الكائنات الفضائية شبابًا، أصغر من أي طالب في الأكاديمية، ولكن قطع أجسادهم تحمل سمات غريبة.
“ماذا تعنيين؟”، سأل خان وهو يبدأ في فهم طبيعة قلق ليزا.
كانت المهمة واضحة، حتى لو لم يكن لدى أحد القوة للتدقيق في تفاصيلها. كان على خان تطهير القرية من الكائنات المحولة بداخلها، والتي ربما تكون نيكولز. كانت الجهود قد دفعت الكائنات الفضائية إلى حدودهم العقلية، لذا كان يتعين على شخص آخر التعامل مع المسألة، وكان مناسبًا أن يتولى شخص بشري ذلك.
“اذهب هناك”، أمرت الامرأة بلكنة بشرية معيبة مشيرة إلى مكان خالٍ يقع بالقرب من شواطئ البحيرة. “اقتل كل ما يعيش.”
جلس عدد قليل من القوات ذوي التعابير الفارغة في دائرة على حواف القرية. غطت الدماء ثيابهم أيضًا، لكنهم لم يكونوا لديهم إصابة واحدة على أجسادهم. بعضهم لا يزالون يتمسكون بأسلحتهم، بينما يشرب الآخرون من قوارير معدنية تنبعث منها رائحة قوية تذكر خان بالمشروب الوردي.
ابتلع خان ريقه بينما اقترب من القرية. كان يعرف جزئيًا ما يمكن أن يتوقعه، لكنه قرر عدم التفكير في ذلك.
في النهاية، كشفت المنطقة المشار إليها على الخريطة أمام ناظريه. كانت تتميز ببحيرة شاسعة مليئة بالمياه الداكنة، وغابة تمتد من جانب واحد، وسهول مع بعض التلال من الجهة الأخرى. ومع ذلك، لم يستطع خان رؤية أي أثر لقرية من موقعه.
لم يحتاج خان أن يسأل أي شيء آخر. انحنى وتوجه نحو المكان الذي أشارت إليه المرأة. لم يكن عليه سوى أن يسير مسافة مئتي متر قبل أن يجد الحاجز.
كانت البيوت القصيرة على حافة الشارع الرئيسي للقرية مفتوحة، ولم يتمكن خان من الشعور بأي شيء بفضل حساسيته للمانا. حاول فحص بعضها، لكنها كانت فارغة. لم يكن هناك أي كائنات يمكن أن تبقى مختبئة أمام حواسه.
لم يستطع خان حتى أن يتخيل الفوضى التي انتشرت عندما وصلت أشعة الشمس. لم يكن أي من تلك النيكولز يتوقعون الحدث، وانهار كل شيء في جنون. حتى بدا أكثر جنونًا من الاصطدام الثاني.
ظهرت مشاهد مروعة في رؤيته بينما تقدم في عمق القرية. امتلأت الشوارع التي تفصل بين المنازل المختلفة ببقع الدماء وجثث تعود لنيكولز من مختلف الأعمار. بدت معظم هؤلاء الكائنات الفضائية شبابًا، أصغر من أي طالب في الأكاديمية، ولكن قطع أجسادهم تحمل سمات غريبة.
“هل أنت وحدك؟” سأل أحد النيكولز الأكبر سنًا في المجموعة، واكتفى خان بإيماءة برأسه.
كانت لدى بعض الجثث حراشف، وكانت لدى البعض الآخر شوكات تخلق مشهدًا مروعًا. حتى بدأ بعضهم في نمو أطراف إضافية أو أعضاء في أماكن غريبة. كان المشهد مرعبًا، ولم يستطع خان أن يمنع نفسه من الشعور بالحظ السعيد بأن تلك الكائنات الفضائية قد توفيت بالفعل.
لم تتحسن المشاهد بينما تقدم خان في عمق القرية. في الواقع، أصبحت أكثر حزنًا. كان بعض النيكولز الأكبر سنًا قد شنقوا أنفسهم، وآخرون قد ماتوا بجوار زجاجات تنبعث منها رائحة فظيعة، وبعضهم قد قتلوا أنفسهم مباشرة بسكاكين أو أسلحة أخرى.
امتلأت الأردية الخاصة بخان وليزا بشعور بالبرودة، وتسرب التوهج الازرق من نسيجهما. اختار الاثنان مكعباتهما ورأيا أن رموزهما تنبعث منها أضواء مكثفة بسبب محاولة النيكولز التواصل معهما.
لم يستطع خان حتى أن يتخيل الفوضى التي انتشرت عندما وصلت أشعة الشمس. لم يكن أي من تلك النيكولز يتوقعون الحدث، وانهار كل شيء في جنون. حتى بدا أكثر جنونًا من الاصطدام الثاني.
“هذه هي القرية”، تنهدت ليزا وهي ترفع يده لتمسك زوايا رداء خان. “أُرسلوني إلى المناطق المحيطة للتعامل مع الوحوش هناك.”
“أين قالوا لك أن تذهب؟” سألت ليزا.
ظهر شيء ضعيف في نهاية المطاف على وعي خان. التفت نحو مصدر الوجود ولاحظ منزلاً يحتوي على زوجين معلقين بحبل. لم تشير تلك المشهد إلى أي شيء جيد، ولكن قرر خان عبور مدخله على أي حال.
تقدم خان ببطء بينما اقترب من الوجود في مدى رؤيته. كان مستعدًا للقتال، لكن ظهور سرير خشبي عندما دخل إلى غرفة جعله يتجمد. شعر بعدم قدرته على المضي قدمًا، لكن صرخة غريبة سرعان ما وصلت إلى أذنيه.
“آمل ذلك حقًا”، همست ليزا مستمرة في تجنب نظرة خان.
طبيعة الشلال جعلت حواف الصورة غير واضحة. لم تكن السطح المثالي لهذه الوظيفة، لكن ليزا لم تتمكن من استخدام المكعب مع خان لأن الشبكة ستسجل محادثتهما.
الصرخة لم تكن بشرية. لم تبدو كأنها تنتمي لنيكولز أيضًا. كان بها شيء وحشي بداخلها، مما جعل خان يأمل في قوة التحولات. لم يكن يرغب في الكثير. كان يرغب فقط في أن يكون مظهر المخلوق داخل السرير بعيدًا عن النيكولز قدر الإمكان.
قريبًا انعكست ضجة أجنحة الثلج في المنطقة وجعلت خان يتجه نحو رفيقه الطائر. هبطت الأدنوس في مكان ثابت بالقرب منه، لكنها احترزت من أن تلامس ريشها الوحل القريب.
أخذ خان خطوات مترددة للأمام، وسرعان ما كشفت أعماق السرير أمام عينيه. كانت المشهد مروعًا تمامًا. جعلته التحولات يبدو مضطربًا، لكنه لا يزال على قيد الحياة. هيكله فقط يمنعه من التحرك. لتزيد الأمور سوءًا، لا يزال للمخلوق بعض السمات التي تذكره بالنيكولز. كانت عيناه البيضاء المتوهجة تركز عليه وتظهر كيف ظهرت ظلال زرقاء داخلهما.
انقطع الاتصال مع دوكو في تلك النقطة، وتحقق خان من الخريطة مرة أخرى للتأكد من أنه فهم حيث يجب أن يذهب. انتقلت نظرته إلى ليزا بينما وضع المكعب مرة أخرى داخل رداءه، وأظهرت تعبيراً قلقاً بينما قامت هي أيضًا بتخزين جهازها.
“هل أنت وحدك؟” سأل أحد النيكولز الأكبر سنًا في المجموعة، واكتفى خان بإيماءة برأسه.
تحوّلت الصرخات تدريجياً إلى زمجرات جائعة، وبدأ خان بشكل غريزي في النظر إلى الزجاجة داخل ثوبه قبل أن يتنهد بعمق. لن يساعده الخمر الآن. لن تتحرك ساقيه حتى لو كان مخمورًا تمامًا.
انتشر الشعور البارد المألوف داخل ذهنه بينما حصن الحاجز العقلي
لم تجب ليزا على الفور. أخذت مكعبها مرة أخرى وجعلته يلامس الشلال. ظهرت صور مشوشة على الماء المتدفق، لكن تمكن خان من التعرف على نفس الخريطة التي أرسلها دوكو له.
عواطفه بعيدًا. تحسنت التقنية بعد كل تدريباته. شعر خان بالفراغ والخلو من المشاعر. عقله يستطيع فقط التفكير في المهمة، وأخيرًا تحركت ساقيه.
امتلأت الأردية الخاصة بخان وليزا بشعور بالبرودة، وتسرب التوهج الازرق من نسيجهما. اختار الاثنان مكعباتهما ورأيا أن رموزهما تنبعث منها أضواء مكثفة بسبب محاولة النيكولز التواصل معهما.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
