Demon Hunter 23.3

راكب تنين وحيد

الفصل 23.3 – راكب تنين وحيد

شد رودولف قبضته اليسرى بإحكام ، وبدا أن عضلات ظهر يده تنفتح بشكل غريب بعض الشيء ، كاشفة عن حجر كريم أحمر اللون مثل الدم بحجم بيضة الحمام. واجه بيرسيفوني بهدوء ، وكأن الواقفة أمامه امرأة عادية وليس خصمًا قويًا.

“لم يكن هناك خيار.” نزع رودولف قفازاته ووضعها في جيوب بنطاله قبل أن يتحدث. “لم يتم العثور على أي شخص مناسب آخر ، لذلك كان بإمكاني فقط الحضور. ليست هناك حاجة لسوء الفهم. يمكن اعتبار هذا نوعًا خاصًا من مراسم الترحيب “.

أصبح مزاج سو ثقيلًا للغاية. اختارت سالي بعد تفكير دقيق ، دون أي تفكير في المذاق أو النكهات ، وعلى أعلى قدر من التغذية يمكن أن يقدمه كل يوان. يمكن أن نرى أنها كانت فتاة منتبهة للغاية وليست جشعة على الإطلاق.

تمامًا كما كانوا على وشك دخول مدينة التنين ، توقف الأسطول ببطء. في وسط الطريق ، كانت هناك مركبة مدرعة من نوع العجلات تحمل شارة سوداء فوقها. على جانبي الطريق ، استقرت أكثر من عشر مركبات مدرعة مسلحة بالكامل ، ولم تكن قوة المدافع الرشاشة ذات العيار الكبير شيئًا يمكن مقارنته بالمدافع الرشاشة المضادة للطائرات في أسطول بيرسيفوني.

ما قالته سالي كان صحيحًا. كانت منظمة راكب التنين الأسود ، وحتى العائلات العديدة التي أنشأها برلمان الدم ، سلالات نقية الدم دون أي يكون لديهم أنسجة متحولة. كانوا يلعبون أحيانًا مع النساء في البرية ، لكنهم لن يساعدونهم حقًا إلا إذا كن عبيدًا.

كانت أمامها ثلاث شاشات عرض معلقة. كان أحدهم يتنقل باستمرار بين زوايا مختلفة للأسطول ، والآخر هو التضاريس المحيطة ومسار الأسطول. أرسل الثالث باستمرار المعلومات ، وكانت هذه جميع المعلومات التي يجب أن تكون على علم بها بصفتها الجنرال.

يمكن أن تكون أكتاف الرجل عريضة ، وغالبًا ما شعر سو أنها ضيقة للغاية عندما يريد ذلك ، أو يجب عليه تحمل المسؤولية.

لم يستطع سو الاعتناء بها ، حيث يمكنه مساعدة هذه الفتاة في مثل هذا الحلم العظيم ربما كان مجرد وجبة. في الوقت الحالي ، كان سو فقيرًا للغاية لدرجة أن جميع نفقاته جاءت من دعم بيرسيفوني. لم يكن هناك طريقة لاستخدام أموال هذه المرأة في تربية امرأة أخرى.

أغلقت عيون بيرسيفوني قليلاً. أظهر مظهرها الراقي والجميل القليل من الإرهاق. كانت المهمة هذه المرة معركة صعبة. كان خصمها ماكرًا ومزعجًا للغاية ، لدرجة أن اثنين من حراس بيرسيفوني الحصريين ماتوا في بداية المعركة. أكثر ما أزعجها هو أنه بعد مطاردة لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ لعدة مئات من الكيلومترات عبر الجبال والتلال ، أكملت المهمة.

بالإضافة إلى ذلك ، في الوقت الحالي ، كان لدى سو مسؤوليات أكثر أهمية داخل راكب التنين الاسود ، تجاه كل من الفتاة الصغيرة في ذلك الوقت وبيرسيفوني الحالية. فقط هاتين المسؤوليتين تجاوزت بالفعل قدرات سو الحالية تمامًا. كان ريكاردو فابريجاس محقًا تمامًا عندما قال إن سو الآن لا يمكنها مساعدة سالي.

بعد دفع الفاتورة ، غادر سو قاعة الطعام. الوجبة المختارة بعناية والتي كانت رخيصة بقدر ما يمكن أن تكون قد استهلكت بالفعل معظم الأموال التي كان سو يملكها .

بمجرد تناول هذه الوجبة وحدها ، يمكن لسو الامتناع عن تناول أي شيء لمدة أربعة أو خمسة أيام. عندما سار عبر أبواب قاعدة التدريب ، اعتقد سو فجأة أنه قد يكون أفقر ملازم ثاني في تاريخ راكب التنين الأسود . ضحك مستهزئاً بنفسه قبل أن يتجه نحو مسكنه.

المدينة الهائلة التي احتلتها منظمة راكب التنين الاسود كانت تسمى مدينة التنين. كان هذا ، بالطبع ، اسمًا في العصر الجديد. في العصر القديم ، كان لمدينة التنين اسم آخر وهو بوسطن.

خلف عدة مئات من الأعضاء الرسميين في راكب التنين الاسود وقف عدة مرؤوسين بعشرة أضعاف. بصرف النظر عن هذا ، كان لا يزال هناك المئات من الشركات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة ، وحتى ورش العمل الشخصية التي تدعم بصمت هذا العملاق القوي بشكل مرعب. احتلوا المنطقة المحيطة بمدينة التنين ، وفقط بعد الحصول على تصريح يمكنهم دخول منطقة المدينة المزدهرة والرائعة والهائلة. في قلب مدينة التنين كانت المنطقة الحصرية لـ راكب التنين الاسود ومرؤوسيهم.

تم بالفعل إصلاح العديد من الطرق السريعة التي تغادر مدينة التنين ، لكنها لم تصل إلا إلى حوالي عشرة كيلومترات أو نحو ذلك من المدينة. على هذا النحو ، بغض النظر عما إذا كانت منظمة راكب التنين الاسود أو أفراد آخرين داخل مدينة التنين ، عند المغادرة ، كان عليهم إعداد وسيلة نقل قوية. يمكن فقط لتلك الشخصيات القوية حقًا استخدام مركبات من العصر القديم التي أعطت الأولوية للراحة ولم تكن تمتلك أي قدرات على الطرق الوعرة.

جلست بيرسيفوني ، مرتدية زيها العام ، منتصبة في المقعد الخلفي. كان جسدها مستقيمًا تمامًا ، ولم يستطع حتى الشخص الأكثر إرضاءً أن يجد أدنى عيب في وضعية جلوسها. أولئك الذين كانوا على دراية بها سيعرفون أنها كانت في مهمة ، فإن الجنرال الذكية والمثيرة سوف تتحول إلى جبل جليدي ، ستشبه الجندي من الرأس إلى أخمص القدمين. حتى لو كانت في مكان سري مثل هذا المقعد ، فإنها ستظل تحتفظ بمظهر عسكري مثالي.

عندما حل الليل، اندلع الغبار عند جرف جبال الجنة في مدينة التنين. تحرك أسطول مكون من خمسة أفراد من المركبات عند سفح الجبل وأسرع نحو مدينة التنين.

في وسط الطريق ، كانت المركبة المدرعة ذات الشارة السوداء ملفتة للنظر بشكل خاص. وعلى كلا الجانبين ، حملت المركبة بالمثل تصميم درع ذهبي داكن. على سطح السيارة كان هناك سلاح كبير بشكل غير عملي إلى حد ما. لقد كان في الواقع مدفع دبابة خفيفة.

بدت المعدات الموجودة على هذه المركبات ضعيفة نوعًا ما ، حيث كانت هناك مركبتان فقط في المقدمة مزودتان بمدافع رشاشة مضادة للطائرات عيار 12.7 ملم. بصرف النظر عن هذا ، لم يكن لديهم أي قوة نيران ثقيلة أخرى. ومع ذلك ، فإن القوة الخفية للأسطول ذو المظهر الضعيف لم تكن ضعيفة مثل مظهرها الخارجي. أولئك الذين كانوا على دراية بـ راكب التنين الاسود سيعرفون ما يعنيه الدرع ذو الوردة المرسومة من الداخل على المركبة المتوسطة . كانت هذه شارة جنرال لراكب التنين الاسود ، وقد تجاوزت قوة الجنرال وحدها بالفعل أسطولًا مسلحًا صغيرًا.

داخل المركبة المركزية ، كانت المساحة الخلفية معزولة تمامًا ، مما زاد من الراحة والسرية. كانت الزخارف داخل المركبة فاخرة ، بل كان هناك عدد لا يحصى من التعديلات والتركيبات التي طلبها الجنرال شخصيًا.

حتى مع إصرار بيرسيفوني وقوتها ، بعد إتمام هذه المهمة ، ما زالت تشعر بالتعب الشديد. في الوقت الحالي ، أرادت فقط العودة إلى داخل مدينة التنين والحصول على قسط من الراحة ، على الرغم من أنه كان لا يزال هناك الكثير من العمل الذي كان من المحتم أن يسبب لها الصداع لكي تتعامل معه. ومع ذلك ، لا يزال هناك عدد قليل من الأشياء التي يجب أن تتطلع إليها داخل مدينة التنين ، على سبيل المثال ، العبث مع سو الوسيم .

“هذا الترحيب بسيط للغاية. لقد مر عامان كاملان منذ أن التقينا بعد كل شيء ، لذلك دعونا نتحدث عن بعض الأشياء هنا. قال رودولف بهدوء: “إذا كان بإمكانك الانتظار حتى الفجر قبل العودة إلى مدينة التنين ، فيمكنكِ أن تعتبريني بانني مدينًا لك بخدمة عظيمة”. ومض الحجر الكريم الموجود على ظهر يده اليسرى بضوء أحمر غريب.

ظهرت شاشة عرض صغيرة بجانب مسند ذراعها الأيمن . ظهر صف من الأرقام على سطحه ، وتم تلخيصها في رقم واضح. كان هذا هو الرقم الذي يمثل نفقات سو ، بالإضافة إلى مبلغ الدين المستحق عليه. عندما أكمل سو الدورة التدريبية ، يجب أن يتألف هذا الرقم من ستة أرقام.

عندما نظرت إلى هذه الفاتورة الطويلة ، أصبح مزاج بيرسيفوني سعيدًا على الفور. ثم بدأت تفكر بعمق. هل يجب أن تتلاعب بسلطتها قليلاً بعد أن ينهي سو الدورة التدريبية حتى لا يقبل أي مهام بمكافآت عالية بشكل خاص؟ بالطبع ، في قلبها ، كانت تعتقد بوضوح أن هذا هو ما كان جيدًا بالنسبة له ، لأنه كلما زادت مكافأة المهام ، زادت المخاطر. بالإضافة إلى ذلك ، اعتقدت بيرسيفوني ، بعنادها ، أن الديون المرتفعة ستحمي علاقتها مع سو .

كان الشيء التالي في خط سير رحلة بيرسيفوني هو الضغط من أجل سداد الديون. كانت تعتقد أن هذه العملية ستكون بالتأكيد مليئة بالبهجة. بعد كل شيء ، حتى في العصر القديم ، كانت هناك حالات لا حصر لها من استخدام جسد المرء لسداد الديون!

ظهرت ابتسامة باهتة في زوايا شفتي بيرسيفوني ، ولم يستمر مزاجها البهيج لفترة طويلة قبل أن يغطي وجهها طبقة من الصقيع مرة أخرى.

كان يقف أمام المركبة المدرعة رجل يبلغ من العمر ثلاثين عامًا أو نحو ذلك. كان مثل نصل غير مغلف وهو يقف مستقيماً في منتصف الطريق. زوج من الصقور مثل العيون يحدق بثبات في مركبات بيرسيفوني. لم يكن هذا الرجل وسيمًا بشكل خاص. كانت بشرته ذات لون قمح غامق ، كما لو كانت تغمره أشعة الشمس طوال اليوم. ومع ذلك ، فإن جسده يبعث من البرودة التي تخص فقط أولئك الذين عانوا من معارك لا حصر لها.

نزلت بيرسيفوني من المركبة وسارت حتى وصلت إلى عشرة أمتار أمام الرجل قبل أن تتوقف. واجه جنرالات راكب التنين الاسود بعضهما البعض ، وهما مختلفان تمامًا عن بعضهما البعض! خلقت المركبة المدرعة ذات القوة النارية المبالغ فيها ومركبة بيرسيفوني الدقيقة تباينًا صارخًا. كانت بيرسيفوني مثل سيف حاد بينما كان هذا الرجل مثل سكين عسكري شرس.

“الجنرال رودولف ، يبدو أنك ذهبت بعيدًا للترحيب بي.” خلعت بيرسيفوني نظارتها ووضعتها في جيب قميصها.

“إذا ما الذي أعددته للترحيب بي؟ أو يجب أن أقول ، إلى أي مدى ستمضي في هذا الترحيب؟ ” ابتسمت بيرسيفوني ببرود. ظهر قلم رصاص من يعرف اين جاء، وبدأ يدور مثل طاحونة هوائية بين أصابعها الخمسة.