نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 479

إنسي

إنسي

الفصل 479 “إنسي”

هنا، توقف مؤقتًا ونظر إلى عصا التحكم التي يناور بها ولوحة التحكم المغطاة بالأقراص والأزرار والرافعات.

تحركت الغواصة بصوت طنين لطيف اهتز في جميع أنحاء إطارها، تتخلله قعقعة منخفضة من حين لآخر تنبعث من خزان الصابورة بينما تهبط السفينة ببطء. في الأعلى، كان العالم الذي تركاه عالمًا من الاضمحلال والخراب، ولكن في الأسفل توجد هاوية غامضة ومظلمة تبدو تقريبًا من عالم آخر. وبينما يتعمقان في هذه الهوة المحيطية المجهولة، شعرت أجاثا بإحساس غامر ومخيف بالخوف ينخرها من الداخل. كان النذير واضحًا للغاية، وبدا كما لو أن الأعماق لم تبتلع الغواصة فحسب، بل أيضًا شجاعتها ورباطة جأشها.

انتعشت أجاثا على الفور، وضاقت عيناها. “ها هو ثانية. هل يمكن أن يتشوه الهيكل تحت الضغط؟ أو انه شيء اخر؟”

ومضات ضوئية دورية، تنشأ إما من فقاعات الغاز العاكسة أو من التوهج الناعم للعوالق تحت الماء، تكسر الظلام المحيط بشكل متقطع. بالنسبة إلى دنكان، الذي في مركز التحكم، كانت هذه الومضات المضيئة هي التذكير الوحيد بوجوده على الأرض. لقد تصرفوا مثل المنارات، مما طمأنه بأنه يقود بالفعل غواصة عبر المحيط بدلًا من الانجراف، ضائعًا وبلا اتجاه، عبر الفراغ اللامحدود للفضاء الخارجي.

أغمض دنكان وأجاثا أعينهما للحظة، حيث أدرك كل منهما مدى خطورة هذا الاكتشاف الغريب. لم يكونا يبحران في الأعماق المادية للمحيط فحسب؛ لقد غامرا بالدخول إلى عالم تحدى العقل واختبر حدود فهمهما للواقع نفسه.

ومع ذلك، لم يتمكن دنكان من التخلص من هذه الفكرة المزعجة. عند النظر في جوهر الرعب والمجهول، هل هناك حقًا أي فرق بين البرد وفراغ الفضاء وهذا الخندق المحيطي الأسود المليء بمليارات الأطنان من مياه البحر؟

ضحك دنكان على رد فعلها وأضاف، “ومع ذلك، لدي اثنين من مواقع القوة في جعبتي. أولًا، أنا لست مهتمًا بشكل خاص بالفكرة التقليدية للسلامة. في أسوأ السيناريوهات، لدي طرق للخروج سالمًا. وثانيًا…”

دُعم نظام الدفع بنواة بخارية تنبعث منها همهمة إيقاعية عميقة، بينما جاءت أصوات هسهسة متفرقة من مقاييس الضغط الموجودة على لوحة التحكم. أشارت هذه المقاييس إلى الحالة التشغيلية الحالية للسفينة، وذكّرت دنكان بالمضي قدمًا بحذر. للتخفيف من مخاطر الأضرار الكارثية الناجمة عن التغيرات المفاجئة في الضغط، قام بإبطاء معدل الهبوط. ألقى نظرة جانبية على أجاثا، ولاحظ وجهها المهيب.

أجاب دنكان أخيرًا بعد لحظة من الصمت، “ربما ألقى البعض نظرة على الهاوية، لكن مهما كان ما وجدوه، فمن المحتمل أنه لم يوثق أو يُشارك على الإطلاق. وباعتبارك حارس بوابة الدولة المدينة، فأنت تعرفين أكثر من أي شخص آخر الآثار الخطيرة لهذه المعرفة.”

“أجاثا،” غامر دنكان، “ما الدائر في ذهنك؟”

ولكن ما حدث بعد ذلك كان أكثر إثارة للقلق. بينما قامت الغواصة بتعديل اتجاهاتها وواصلت الأضواء الكاشفة قوس المسح، ظهرت المزيد من الأشكال من ظلام المحيط السج. ليس واحدًا فقط، بل العديد من “الأشخاص” الأثيريين، كل منهم يتوهج بشكل خافت، معلق في الماء مثل أشباح عالم آخر. لقد طافوا بلا هدف، ولكن مع جو من الهدف، مما أدى إلى خلق لوحة كانت سريالية في آن واحد، ومخيفة للغاية، ومقلقة للغاية.

ترددت أجاثا للحظة قبل أن تسأل، “ما زلت أتساءل، هل رأى المستكشفون الأصليون لهذا المشروع نفس الفظائع التي نواجهها الآن؟ أعني، المخلوقات البشعة، والبقايا غير المحددة، والأطراف المرعبة التي لا يمكن فهمها، وحتى مقلة العين المنفصلة التي رأيناها تغرق أكثر في الهاوية. قبل أن تسوء الأمور بشكل فظيع، ألم ينظر أحد إلى الأعلى، مدفوعًا بالفضول أو ربما بالتهور المطلق؟”

“ولكن هنا تكمن المشكلة،” تابع دنكان، وهو يبدو هادئًا بشكل ملحوظ. “حتى أكثر مهندسي تيريان تأهيلًا، وذوي خبرة جيدة في دراسة المخططات والمخططات، لم يتمكنوا فعليًا من تشغيل هذه الآلة. لم يسبق لأحد أن قاد هذا الشيء. إنها نتاج حكم فروست، وتقنيتها بعيدة كل البعد عن الغواصات التي تم بناؤها قبل خمسين عامًا. أولئك الذين لديهم الخبرة لفهم طريقة عملها الفريدة اختفوا منذ فترة طويلة. لذلك، نحن نبحر في مياه مجهولة بكل معنى الكلمة.”

توقف دنكان مؤقتًا، وتضاربت أفكاره فوق بعضها البعض وهو يتذكر ما تعلمه عن مشروع الهاوية من محادثاته مع تيريان. هل فهم أي شخص حقًا الحقائق المروعة الكامنة تحت دولة المدينة، أم أن هذه الأسرار ظلت مخفية عمدًا، تمامًا مثل التاريخ المظلم لمنجم خام المعادن؟

في تلك اللحظة، أحست أجاثا بالنيران الأثيرية على حقيقتها – شكل من أشكال نار الروح، وقوة ضامة تتدفق عبر الفولاذ والزيت والبخار والتروس. كان الأمر كما لو أن الآلة أصبحت امتدادًا لدنكان، تنبض بانسجام مع إرادته. أعطاها هذا التدفق الصغير من نار الروح إحساسًا غريبًا بالأمان، حتى في الأعماق الساحقة للمحيط البارد المظلم. أومأت برأسها بمهارة، كما لو كانت تحية صامتة لإتقان دنكان على السفينة.

أجاب دنكان أخيرًا بعد لحظة من الصمت، “ربما ألقى البعض نظرة على الهاوية، لكن مهما كان ما وجدوه، فمن المحتمل أنه لم يوثق أو يُشارك على الإطلاق. وباعتبارك حارس بوابة الدولة المدينة، فأنت تعرفين أكثر من أي شخص آخر الآثار الخطيرة لهذه المعرفة.”

خف صوت أجاثا وهي تتابع، “سيفقد الكثيرون عقلهم. الرعب المطلق من المعرفة يمكن أن يسبب كوابيس جماعية وذعرًا واسع النطاق، حتى بدون تأثير قوى الهاوية الغامضة. ومن الممكن أن تمتد هذه الكوابيس إلى “الواقع” تحت دولة المدينة، مما يؤدي إلى أحداث تتجاوز فهمنا. وفي أسوأ السيناريوهات، قد يوقظ أيًا كان.”

خف صوت أجاثا وهي تتابع، “سيفقد الكثيرون عقلهم. الرعب المطلق من المعرفة يمكن أن يسبب كوابيس جماعية وذعرًا واسع النطاق، حتى بدون تأثير قوى الهاوية الغامضة. ومن الممكن أن تمتد هذه الكوابيس إلى “الواقع” تحت دولة المدينة، مما يؤدي إلى أحداث تتجاوز فهمنا. وفي أسوأ السيناريوهات، قد يوقظ أيًا كان.”

أجاب دنكان أخيرًا بعد لحظة من الصمت، “ربما ألقى البعض نظرة على الهاوية، لكن مهما كان ما وجدوه، فمن المحتمل أنه لم يوثق أو يُشارك على الإطلاق. وباعتبارك حارس بوابة الدولة المدينة، فأنت تعرفين أكثر من أي شخص آخر الآثار الخطيرة لهذه المعرفة.”

أومأ دنكان بجدية. “نحن نعيش في عالم مبني على بقايا غريبة وغير مفهومة لكيان قديم غير معروف. بالنسبة لمعظم الناس، فإن حجاب الجهل يبقيهم غير مدركين لحقيقة مزعجة للغاية يمكن أن تحطم عقولهم. وبشكل عام، طالما ظلت هذه الحقائق مخفية، فإنها لا تشكل أي تهديد. المشكلة الحقيقية تنشأ عندما تكون هناك “حالات استثنائية” – أشخاص يكشفون هذه الحقائق.”

وبعد توقف، سألت أجاثا، “إذن، ما هي خطوتنا التالية؟ هل ستشارك ما اكتشفناه هنا؟”

اتسعت عينا دنكان، وافترقت شفتاه كما لو يسب، لكنه ضبط نفسه. لقد كانت تجربة مقلقة بالفعل أن تواجه غابة من الأطراف في أعماق القاعدة المغمورة لدولة المدينة وأن ترى مقلة عين ضخمة شاحبة تبدو وكأنها تخترق الأعماق المظلمة. كان التجسد المفاجئ لشخص ما على هذا العمق الشديد، على بعد حوالي كيلومتر واحد تحت سطح فروست، صادمًا على أقل تقدير.

نظر إليها دنكان وعيناه مثقلتان بثقل مهمتهما والخيارات المروعة التي تنتظرهما.

ضحك دنكان على رد فعلها وأضاف، “ومع ذلك، لدي اثنين من مواقع القوة في جعبتي. أولًا، أنا لست مهتمًا بشكل خاص بالفكرة التقليدية للسلامة. في أسوأ السيناريوهات، لدي طرق للخروج سالمًا. وثانيًا…”

“في الوقت الحالي، ليس لدي أي خطط للكشف عما اكتشفناه هنا لأي شخص ليس مستعدًا عاطفيًا أو نفسيًا لمواجهة العواقب. آخر شيء أريده هو تعطيل السلام والاستقرار الذي يعتمد عليه معظم الناس في حياتهم اليومية،” بدأ دنكان وصوته مشوبًا بالجاذبية التي تعكس ثقل اكتشافهما. “ومع ذلك، هناك مبدأ يجب أن تدركيه جيدًا، “معرفة الوجود تربطها بمصير العالم.” كلما زادت معرفتنا عن شيء ما، كلما أصبح أكثر تشابكًا مع نسيج واقعنا.”

انتعشت أجاثا على الفور، وضاقت عيناها. “ها هو ثانية. هل يمكن أن يتشوه الهيكل تحت الضغط؟ أو انه شيء اخر؟”

اتسعت عينا أجاثا عندما تعرفت على الإشارة. “القانون الثاني للشذوذ والرؤى،” أكدت. “بمجرد أن تعرف شيئًا ما، لا يمكنك أن تتجاهله. لقد أدى تعرضنا للحقيقة تحت دولة المدينة إلى نسجنا في نسيج معقد من القدر والظروف. وفي مرحلة ما، سيتعين علينا مواجهة ما يعنيه ذلك.”

أجاب دنكان أخيرًا بعد لحظة من الصمت، “ربما ألقى البعض نظرة على الهاوية، لكن مهما كان ما وجدوه، فمن المحتمل أنه لم يوثق أو يُشارك على الإطلاق. وباعتبارك حارس بوابة الدولة المدينة، فأنت تعرفين أكثر من أي شخص آخر الآثار الخطيرة لهذه المعرفة.”

أومأ دنكان برأسه بطريقة خافتة، وترك كلماتها معلقة في الهواء. لقد فهم كلاهما حجم موقفهما، ولكن قبل أن يتمكنا من التعمق أكثر في الآثار الفلسفية، تردد صدى “ضربة” مفاجئة وغريبة في جميع أنحاء إطار الغواصة.

أغمض دنكان وأجاثا أعينهما للحظة، حيث أدرك كل منهما مدى خطورة هذا الاكتشاف الغريب. لم يكونا يبحران في الأعماق المادية للمحيط فحسب؛ لقد غامرا بالدخول إلى عالم تحدى العقل واختبر حدود فهمهما للواقع نفسه.

كان الصوت عضويًا بشكل مذهل، كما لو أن شيئًا ما – أو شخصًا ما – يطرق الغلاف الخارجي الغواصة.

اتسعت عينا دنكان، وافترقت شفتاه كما لو يسب، لكنه ضبط نفسه. لقد كانت تجربة مقلقة بالفعل أن تواجه غابة من الأطراف في أعماق القاعدة المغمورة لدولة المدينة وأن ترى مقلة عين ضخمة شاحبة تبدو وكأنها تخترق الأعماق المظلمة. كان التجسد المفاجئ لشخص ما على هذا العمق الشديد، على بعد حوالي كيلومتر واحد تحت سطح فروست، صادمًا على أقل تقدير.

ارتفع رأس أجاثا وعينيها واسعة. “هل سمعت هذا؟ بدا الأمر وكأن شيئًا ما يطرق الجزء الخارجي من الغواصة.”

هنا، توقف مؤقتًا ونظر إلى عصا التحكم التي يناور بها ولوحة التحكم المغطاة بالأقراص والأزرار والرافعات.

اضطرب دنكان للحظات لكنه استعاد رباطة جأشه بسرعة. وبمسح لوحة التحكم، فحص أجهزة قياس الضغط ومؤشرات السلامة الهيكلية. “ربما يكون الأمر مجرد ضغط الماء. ومع ضغط مليارات الأطنان من مياه البحر علينا، من المتوقع حدوث تحولات وتشوهات طفيفة في هيكل الغواصة. إنه ضمن النطاق المقبول للعملية، لذا لا يوجد سبب مباشر للقلق.”

في تلك اللحظة، أحست أجاثا بالنيران الأثيرية على حقيقتها – شكل من أشكال نار الروح، وقوة ضامة تتدفق عبر الفولاذ والزيت والبخار والتروس. كان الأمر كما لو أن الآلة أصبحت امتدادًا لدنكان، تنبض بانسجام مع إرادته. أعطاها هذا التدفق الصغير من نار الروح إحساسًا غريبًا بالأمان، حتى في الأعماق الساحقة للمحيط البارد المظلم. أومأت برأسها بمهارة، كما لو كانت تحية صامتة لإتقان دنكان على السفينة.

على الرغم من أن أجاثا بدت مطمئنة جزئيًا من تفسير دنكان، إلا أن الشعور بعدم الارتياح ظل محفورًا على وجهها.

ولكن ما حدث بعد ذلك كان أكثر إثارة للقلق. بينما قامت الغواصة بتعديل اتجاهاتها وواصلت الأضواء الكاشفة قوس المسح، ظهرت المزيد من الأشكال من ظلام المحيط السج. ليس واحدًا فقط، بل العديد من “الأشخاص” الأثيريين، كل منهم يتوهج بشكل خافت، معلق في الماء مثل أشباح عالم آخر. لقد طافوا بلا هدف، ولكن مع جو من الهدف، مما أدى إلى خلق لوحة كانت سريالية في آن واحد، ومخيفة للغاية، ومقلقة للغاية.

وعلى الرغم من تدريبها الهائل ودورها كحارس، إلا أنها شعرت بضعف غير مألوف. وبعيدًا عن ضمانات وبنيات الحضارة الإنسانية، وبعيدًا عن متناول البركات العاهلية أو القوى الخارقة للطبيعة، فقد تضاءل كلاهما أمام قوى الطبيعة التي لا هوادة فيها. لقد كان بقاؤهما على قيد الحياة يعتمد على توازن هش، متماسك من خلال الجدران الفولاذية لغواصتهما – وهي بقعة صغيرة من الهندسة عالقة في مساحة محيطية هائلة.

انتعشت أجاثا على الفور، وضاقت عيناها. “ها هو ثانية. هل يمكن أن يتشوه الهيكل تحت الضغط؟ أو انه شيء اخر؟”

لم تكن أجاثا غريبة عن المواجهات مع الكيانات الدنيوية الأخرى أو الرؤى الكابوسية، لكن هذا مختلف. كان الخوف الذي شعرت به الآن أكثر بدائية، ومتجذرًا في قوانين الفيزياء القاسية التي لا ترحم. إن ذلك بمثابة تذكير متواضع بأن غواصتهما، على الرغم من كل هندستها المتقدمة، لا تزال عرضة للضغوط غير العادية التي تمارسها مليارات الأطنان من مياه البحر. إن سوء التقدير أو الفشل الهيكلي يعني الموت الفوري.

ضحك دنكان على رد فعلها وأضاف، “ومع ذلك، لدي اثنين من مواقع القوة في جعبتي. أولًا، أنا لست مهتمًا بشكل خاص بالفكرة التقليدية للسلامة. في أسوأ السيناريوهات، لدي طرق للخروج سالمًا. وثانيًا…”

في محاولة لتبديد التوتر المتزايد، أو ربما مجرد محاولة لملء الصمت الخانق الذي يتناقض بشكل حاد مع الأصوات المزعجة القادمة من الخارج، نظرت أجاثا إلى دنكان، الذي يتنقل بمهارة عبر عناصر التحكم. “يبدو أن لديك موهبة في الآلات. كنت أظن أن الحاكم تيريان قد يرسل مهندسًا متخصصًا لمثل هذه المهمة الحاسمة، ولكن يبدو أنك تتعامل مع نفسك بشكل جيد للغاية.”

شخصية تشبه الإنسان.

ابتسم لها دنكان نصف ابتسامة، ولا تزال عيناه على لوحة التحكم. “ماهر؟ لن أقول ذلك. في الواقع، لم يسبق لي أن قمت بقيادة أي شيء أكثر تعقيدًا من السيارة، وحتى ذلك، لم أتعلم القيام به إلا اليوم.”

نظر إليها دنكان وعيناه مثقلتان بثقل مهمتهما والخيارات المروعة التي تنتظرهما.

نظرت إليه أجاثا بعدم تصديق، وهي تكافح من أجل التوفيق بين هذا الاعتراف والرجل الذي يقود حاليًا غواصة عالية التقنية عبر واحدة من أكثر البيئات عدائية في العالم – أو تحتها. “ماذا…؟”

تحركت الغواصة بصوت طنين لطيف اهتز في جميع أنحاء إطارها، تتخلله قعقعة منخفضة من حين لآخر تنبعث من خزان الصابورة بينما تهبط السفينة ببطء. في الأعلى، كان العالم الذي تركاه عالمًا من الاضمحلال والخراب، ولكن في الأسفل توجد هاوية غامضة ومظلمة تبدو تقريبًا من عالم آخر. وبينما يتعمقان في هذه الهوة المحيطية المجهولة، شعرت أجاثا بإحساس غامر ومخيف بالخوف ينخرها من الداخل. كان النذير واضحًا للغاية، وبدا كما لو أن الأعماق لم تبتلع الغواصة فحسب، بل أيضًا شجاعتها ورباطة جأشها.

“ولكن هنا تكمن المشكلة،” تابع دنكان، وهو يبدو هادئًا بشكل ملحوظ. “حتى أكثر مهندسي تيريان تأهيلًا، وذوي خبرة جيدة في دراسة المخططات والمخططات، لم يتمكنوا فعليًا من تشغيل هذه الآلة. لم يسبق لأحد أن قاد هذا الشيء. إنها نتاج حكم فروست، وتقنيتها بعيدة كل البعد عن الغواصات التي تم بناؤها قبل خمسين عامًا. أولئك الذين لديهم الخبرة لفهم طريقة عملها الفريدة اختفوا منذ فترة طويلة. لذلك، نحن نبحر في مياه مجهولة بكل معنى الكلمة.”

“أجاثا،” غامر دنكان، “ما الدائر في ذهنك؟”

صُدمت أجاثا للحظات، وفمها مفتوح قليلًا أثناء معالجة الكشف الذي كشفه.

ومع ذلك، لم يتمكن دنكان من التخلص من هذه الفكرة المزعجة. عند النظر في جوهر الرعب والمجهول، هل هناك حقًا أي فرق بين البرد وفراغ الفضاء وهذا الخندق المحيطي الأسود المليء بمليارات الأطنان من مياه البحر؟

ضحك دنكان على رد فعلها وأضاف، “ومع ذلك، لدي اثنين من مواقع القوة في جعبتي. أولًا، أنا لست مهتمًا بشكل خاص بالفكرة التقليدية للسلامة. في أسوأ السيناريوهات، لدي طرق للخروج سالمًا. وثانيًا…”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

هنا، توقف مؤقتًا ونظر إلى عصا التحكم التي يناور بها ولوحة التحكم المغطاة بالأقراص والأزرار والرافعات.

عادت الآلات الموجودة داخل الغواصة إلى الحياة بقوة متضخمة، وملأت المساحة الصغيرة بأصوات من الأزيز والنقرات الميكانيكية. تلاعب دنكان بأدوات التحكم بخبرة، مما تسبب في دوران الكشافات الخارجية، والمسح عبر المياه السوداء التي لا يمكن اختراقها. عُدلت مراوح الغواصة، مما أدى إلى تغيير اتجاه السفينة بمهارة.

ومضت ألسنة اللهب الأثيرية ذات اللون الزمردي بمهارة وسط الآلات، مما أضاء الخليط المقدس من البخار والزيت الذي قام بتشحيم الآليات الداخلية المعقدة. رقصت هذه النار الصغيرة استجابة لأوامر دنكان، متوهجة بشكل متقطع، متصرفة تقريبًا مثل نبضات قلب الآلة.

أغمض دنكان وأجاثا أعينهما للحظة، حيث أدرك كل منهما مدى خطورة هذا الاكتشاف الغريب. لم يكونا يبحران في الأعماق المادية للمحيط فحسب؛ لقد غامرا بالدخول إلى عالم تحدى العقل واختبر حدود فهمهما للواقع نفسه.

وتابع دنكان، “إنها ليست سريعة الاستجابة تمامًا مثل سفينتي، الضائعة، وردود الفعل الحسية من هذا الوحش الميكانيكي الذي لا روح له محدودة، ولكنها كافية. تميل الآلات إلى الاستماع إليّ.”

لم تستطع إلا أن تطلق شهقة خافتة لا إرادية، “آه!”

في تلك اللحظة، أحست أجاثا بالنيران الأثيرية على حقيقتها – شكل من أشكال نار الروح، وقوة ضامة تتدفق عبر الفولاذ والزيت والبخار والتروس. كان الأمر كما لو أن الآلة أصبحت امتدادًا لدنكان، تنبض بانسجام مع إرادته. أعطاها هذا التدفق الصغير من نار الروح إحساسًا غريبًا بالأمان، حتى في الأعماق الساحقة للمحيط البارد المظلم. أومأت برأسها بمهارة، كما لو كانت تحية صامتة لإتقان دنكان على السفينة.

نظرت إليه أجاثا بعدم تصديق، وهي تكافح من أجل التوفيق بين هذا الاعتراف والرجل الذي يقود حاليًا غواصة عالية التقنية عبر واحدة من أكثر البيئات عدائية في العالم – أو تحتها. “ماذا…؟”

غافلًا عن اعترافها الصامت، أعاد دنكان تركيزه إلى لوحة التحكم. على الرغم من الاتصال المعزز الذي يوفره لهب روحه، إلا أنه لا يزال يتعين عليه توجيه الآلة يدويًا. لقد كان أسلوب حياة مألوفًا لديه، حيث يعمل وفقًا لمبدأ “لا أعرف كيف يحدث هذا، لكنني سأكتشف ذلك”. هذه هي الطريقة التي بدأ بها قيادة الضائعة، بعد كل شيء.

“ولكن هنا تكمن المشكلة،” تابع دنكان، وهو يبدو هادئًا بشكل ملحوظ. “حتى أكثر مهندسي تيريان تأهيلًا، وذوي خبرة جيدة في دراسة المخططات والمخططات، لم يتمكنوا فعليًا من تشغيل هذه الآلة. لم يسبق لأحد أن قاد هذا الشيء. إنها نتاج حكم فروست، وتقنيتها بعيدة كل البعد عن الغواصات التي تم بناؤها قبل خمسين عامًا. أولئك الذين لديهم الخبرة لفهم طريقة عملها الفريدة اختفوا منذ فترة طويلة. لذلك، نحن نبحر في مياه مجهولة بكل معنى الكلمة.”

قبل أن يتمكن أي منهما من التفكير أكثر، كسرت “ضربة” أخرى تركيزهما. كان هذا الصوت مختلفًا، صوت أكثر حدة وأكثر وضوحًا يشير إلى أن شيئًا ما قد اتصل بشكل متعمد بالجزء الخارجي من الغواصة، وهو يختلف عن الضوضاء السابقة الأكثر انتشارًا والتي يمكن أن تعزى إلى تشوه الهيكل.

الفصل 479 “إنسي”

انتعشت أجاثا على الفور، وضاقت عيناها. “ها هو ثانية. هل يمكن أن يتشوه الهيكل تحت الضغط؟ أو انه شيء اخر؟”

دُعم نظام الدفع بنواة بخارية تنبعث منها همهمة إيقاعية عميقة، بينما جاءت أصوات هسهسة متفرقة من مقاييس الضغط الموجودة على لوحة التحكم. أشارت هذه المقاييس إلى الحالة التشغيلية الحالية للسفينة، وذكّرت دنكان بالمضي قدمًا بحذر. للتخفيف من مخاطر الأضرار الكارثية الناجمة عن التغيرات المفاجئة في الضغط، قام بإبطاء معدل الهبوط. ألقى نظرة جانبية على أجاثا، ولاحظ وجهها المهيب.

شددت عينا دنكان، وعقد جبينه وهو يحرك يده بسرعة إلى رافعة تحكم مختلفة. ودعت اللحظة إلى المراقبة الدقيقة واتخاذ القرار السريع. على الرغم من محادثتهما السابقة، وعلى الرغم من تفاهماتهما وإدراكهما، إلا أن الواقع المباشر واضح، هناك شيء ما.

شددت عينا دنكان، وعقد جبينه وهو يحرك يده بسرعة إلى رافعة تحكم مختلفة. ودعت اللحظة إلى المراقبة الدقيقة واتخاذ القرار السريع. على الرغم من محادثتهما السابقة، وعلى الرغم من تفاهماتهما وإدراكهما، إلا أن الواقع المباشر واضح، هناك شيء ما.

“لا، إنه شيء مختلف،” أجاب دنكان، وكان صوته مشوبًا بإحساس واضح بالإلحاح. لقد شعر بتأثير واضح على هيكل الغواصة ينبعث من الهاوية العميقة تحتها.

عادت الآلات الموجودة داخل الغواصة إلى الحياة بقوة متضخمة، وملأت المساحة الصغيرة بأصوات من الأزيز والنقرات الميكانيكية. تلاعب دنكان بأدوات التحكم بخبرة، مما تسبب في دوران الكشافات الخارجية، والمسح عبر المياه السوداء التي لا يمكن اختراقها. عُدلت مراوح الغواصة، مما أدى إلى تغيير اتجاه السفينة بمهارة.

“في الوقت الحالي، ليس لدي أي خطط للكشف عما اكتشفناه هنا لأي شخص ليس مستعدًا عاطفيًا أو نفسيًا لمواجهة العواقب. آخر شيء أريده هو تعطيل السلام والاستقرار الذي يعتمد عليه معظم الناس في حياتهم اليومية،” بدأ دنكان وصوته مشوبًا بالجاذبية التي تعكس ثقل اكتشافهما. “ومع ذلك، هناك مبدأ يجب أن تدركيه جيدًا، “معرفة الوجود تربطها بمصير العالم.” كلما زادت معرفتنا عن شيء ما، كلما أصبح أكثر تشابكًا مع نسيج واقعنا.”

وبعد ذلك، مغمورًا للحظات في كشافات الغواصة، ظهر شخص خارج نافذة الكوة.

لم تستطع إلا أن تطلق شهقة خافتة لا إرادية، “آه!”

شخصية تشبه الإنسان.

“لا، إنه شيء مختلف،” أجاب دنكان، وكان صوته مشوبًا بإحساس واضح بالإلحاح. لقد شعر بتأثير واضح على هيكل الغواصة ينبعث من الهاوية العميقة تحتها.

كانت أجاثا أول من سجل هذا الظهور المذهل. ظهر مخطط يشبه الشكل البشري في خط نظرها. لقد أطلق توهجًا طيفيًا، يشبه إلى حد ما قوة الحياة التي لاحظتها عند البشر على السطح. باستثناء أن هذا التوهج خافت بشكل مخيف، وبريقه شاحب، شبه شبحي.

ومع ذلك، لم يتمكن دنكان من التخلص من هذه الفكرة المزعجة. عند النظر في جوهر الرعب والمجهول، هل هناك حقًا أي فرق بين البرد وفراغ الفضاء وهذا الخندق المحيطي الأسود المليء بمليارات الأطنان من مياه البحر؟

لم تستطع إلا أن تطلق شهقة خافتة لا إرادية، “آه!”

لم تستطع إلا أن تطلق شهقة خافتة لا إرادية، “آه!”

اتسعت عينا دنكان، وافترقت شفتاه كما لو يسب، لكنه ضبط نفسه. لقد كانت تجربة مقلقة بالفعل أن تواجه غابة من الأطراف في أعماق القاعدة المغمورة لدولة المدينة وأن ترى مقلة عين ضخمة شاحبة تبدو وكأنها تخترق الأعماق المظلمة. كان التجسد المفاجئ لشخص ما على هذا العمق الشديد، على بعد حوالي كيلومتر واحد تحت سطح فروست، صادمًا على أقل تقدير.

اتسعت عينا دنكان، وافترقت شفتاه كما لو يسب، لكنه ضبط نفسه. لقد كانت تجربة مقلقة بالفعل أن تواجه غابة من الأطراف في أعماق القاعدة المغمورة لدولة المدينة وأن ترى مقلة عين ضخمة شاحبة تبدو وكأنها تخترق الأعماق المظلمة. كان التجسد المفاجئ لشخص ما على هذا العمق الشديد، على بعد حوالي كيلومتر واحد تحت سطح فروست، صادمًا على أقل تقدير.

ولكن ما حدث بعد ذلك كان أكثر إثارة للقلق. بينما قامت الغواصة بتعديل اتجاهاتها وواصلت الأضواء الكاشفة قوس المسح، ظهرت المزيد من الأشكال من ظلام المحيط السج. ليس واحدًا فقط، بل العديد من “الأشخاص” الأثيريين، كل منهم يتوهج بشكل خافت، معلق في الماء مثل أشباح عالم آخر. لقد طافوا بلا هدف، ولكن مع جو من الهدف، مما أدى إلى خلق لوحة كانت سريالية في آن واحد، ومخيفة للغاية، ومقلقة للغاية.

“ولكن هنا تكمن المشكلة،” تابع دنكان، وهو يبدو هادئًا بشكل ملحوظ. “حتى أكثر مهندسي تيريان تأهيلًا، وذوي خبرة جيدة في دراسة المخططات والمخططات، لم يتمكنوا فعليًا من تشغيل هذه الآلة. لم يسبق لأحد أن قاد هذا الشيء. إنها نتاج حكم فروست، وتقنيتها بعيدة كل البعد عن الغواصات التي تم بناؤها قبل خمسين عامًا. أولئك الذين لديهم الخبرة لفهم طريقة عملها الفريدة اختفوا منذ فترة طويلة. لذلك، نحن نبحر في مياه مجهولة بكل معنى الكلمة.”

أغمض دنكان وأجاثا أعينهما للحظة، حيث أدرك كل منهما مدى خطورة هذا الاكتشاف الغريب. لم يكونا يبحران في الأعماق المادية للمحيط فحسب؛ لقد غامرا بالدخول إلى عالم تحدى العقل واختبر حدود فهمهما للواقع نفسه.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

لم تكن أجاثا غريبة عن المواجهات مع الكيانات الدنيوية الأخرى أو الرؤى الكابوسية، لكن هذا مختلف. كان الخوف الذي شعرت به الآن أكثر بدائية، ومتجذرًا في قوانين الفيزياء القاسية التي لا ترحم. إن ذلك بمثابة تذكير متواضع بأن غواصتهما، على الرغم من كل هندستها المتقدمة، لا تزال عرضة للضغوط غير العادية التي تمارسها مليارات الأطنان من مياه البحر. إن سوء التقدير أو الفشل الهيكلي يعني الموت الفوري.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

لم تكن أجاثا غريبة عن المواجهات مع الكيانات الدنيوية الأخرى أو الرؤى الكابوسية، لكن هذا مختلف. كان الخوف الذي شعرت به الآن أكثر بدائية، ومتجذرًا في قوانين الفيزياء القاسية التي لا ترحم. إن ذلك بمثابة تذكير متواضع بأن غواصتهما، على الرغم من كل هندستها المتقدمة، لا تزال عرضة للضغوط غير العادية التي تمارسها مليارات الأطنان من مياه البحر. إن سوء التقدير أو الفشل الهيكلي يعني الموت الفوري.

أجاب دنكان أخيرًا بعد لحظة من الصمت، “ربما ألقى البعض نظرة على الهاوية، لكن مهما كان ما وجدوه، فمن المحتمل أنه لم يوثق أو يُشارك على الإطلاق. وباعتبارك حارس بوابة الدولة المدينة، فأنت تعرفين أكثر من أي شخص آخر الآثار الخطيرة لهذه المعرفة.”

نظرت إليه أجاثا بعدم تصديق، وهي تكافح من أجل التوفيق بين هذا الاعتراف والرجل الذي يقود حاليًا غواصة عالية التقنية عبر واحدة من أكثر البيئات عدائية في العالم – أو تحتها. “ماذا…؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط