الإنقاذ
الفصل 448 “الإنقاذ”
من خلال تنهيدة عميقة، بدا أن كيان أجاثا بأكمله ينضح بمزيج من التعب والاستسلام. ربما كانت عيناها معصوبتين، لكن قواها العقلية كانت حادة. أشارت إلى لورانس وطاقمه بأن يظلوا هادئين بينما ترددت أفكارها بصوت مسموع، كما لو كانت تتحدث إلى جهاز اتصال مخفي. “إنهم هنا، في مكتب الأمن العام… لا، الوضع ليس سيئًا. حتى أنهم يبدو أنهم يستمتعون بالوجبات الخفيفة… نعم، سأرى حلًا للمسألة… لا توجد مشكلة كبيرة، مجرد اضطراب عام بسيط – الناس على حافة الهاوية هذه الأيام، كما تعلم كيف هو الأمر…”
وفي غرفة الترحيب والإضاءة الجيدة بمكتب الأمن العام، ساد شعور بالنظام والهدوء، وهو تناقض صارخ مع الفوضى التي عمت بقية المدينة. كانت الغرفة مفروشة بشكل جيد ومجهزة بالمرطبات. كان الشاي والقهوة في متناول جميع من دخلوا.
عند سماع كلماتها، ابتلع لورانس صوته بصوت مسموع، وألقى نظرة سريعة على طاقمه المضطرب. كانت عيونهم واسعة، وكل وجه يعكس إحساسًا بالخوف. تحول انتباهه بعد ذلك إلى الشكل المكافح للشذوذ 077، الذي سقط على الأرض وكان يتجه ببطء نحو المخرج. كان العديد من أفراد طاقمه يكافحون من أجل كبح جماح المومياء المتلوية.
نظر الموظف الشاب من أوراقه وسأل، “الاسم؟”
“نعم، وقد أصدر أمرًا،” أجابت أجاثا، وأصبحت لهجتها خطيرة. “إنه يريد مقابلتك.”
“لورانس كريد،” أجاب الرجل عبر الطاولة.
“أنا على علم بذلك، ولهذا السبب أتيت شخصيًا لإدارة هذا الأمر،” قاطعت أجاثا، وأبعدت الموظف بإشارة من يدها. ثم حولت انتباهها إلى لورانس، وشفتاها الشاحبتان تلتفان في ابتسامة غامضة. “اعتقدت أنك قد غادرت بالفعل.”
“إشغال؟”
كانت الغرفة مليئة بمزيج من الراحة والحرج وقليل من الفكاهة. لقد كان سيناريو غير عادي، بلا شك، ولكن مرة أخرى، لم يكن هناك شيء “عادي” حقًا عندما يتعلق الأمر بتعاملاتهم.
“أنا قبطان. قبطان البلوط الأبيض، على وجه الدقة.”
شعر لورانس بقلبه يرتعش. “أنت تعنيز…؟”
“انتساب؟”
“أنا على علم بذلك، ولهذا السبب أتيت شخصيًا لإدارة هذا الأمر،” قاطعت أجاثا، وأبعدت الموظف بإشارة من يدها. ثم حولت انتباهها إلى لورانس، وشفتاها الشاحبتان تلتفان في ابتسامة غامضة. “اعتقدت أنك قد غادرت بالفعل.”
“أنا أنتمي إلى جمعية المستكشفين. أحمل العديد من مؤهلات كبار المغامرين، بما في ذلك شهادات في التاريخ والتصوف والمجالات البحرية الأخرى. وهذا يلخص الأمر إلى حد كبير.”
“شذوذ.”
“ولماذا أتيت إلى فروست؟”
أعاد لورانس التركيز، وأعاد نظره إلى أجاثا، وشعر بعقدة من التوتر في معدته. “هل ذكر لماذا يريد مقابلتنا؟”
توقف لورانس ورفع رأسه ليحدّق في الضوء الكهربائي الساطع المتدلي من السقف. بعد التفكير لبضع لحظات، قال، “في الأصل، كنت هنا لتسليم بعض البضائع – البضائع التي طلبتها على وجه التحديد الكاتدرائية في مدينتك.”
“إن الضائعة راسية في المياه قبالة فروست. القبطان تيريان سيوفر الإحداثيات. ترسو سفينتك البلوط الأبيض وضباب البحر في مكان قريب. سوف تكتشفهما بمجرد اقترابك من الميناء،” أوضحت أجاثا بطريقة غير مبالية تقريبًا. “بمجرد أن تقترب، ستعرف سفينتك بشكل حدسي إلى أين تتجه. ببساطة دعها تتنقل بنفسها.”
قام الموظف بتدوين الملاحظات بعناية، ثم نظر إلى الأعلى، وكانت ابتسامته ودودة ولكن يشوبها قلق خفي. “حسنًا، هذا مسجل. لا تقلق، هذا هو الإجراء القياسي. نحن نحتفظ بسجلات لكل من يأتي من هنا. فروست ممتنة لمساعدتكم. هل ترغب في إضافة مكعب سكر آخر إلى قهوتك؟”
أخيرًا، قطعت أجاثا الاتصال التخاطري وزفرت بعمق، ورفعت رأسها في اتجاه لورانس. على الرغم من أن عينيها كانتا محاطتين بقطعة قماش سوداء، إلا أنها شعرت كما لو أن نظرتها اخترقت القماش، مما وضع القبطان الأشيب تحت فحص دقيق ولكن واضح.
“لا، شكرًا لك،” رفض لورانس بتلويح بيده. رفع فنجان قهوته ليرتشف، لكن كونه في حالته الأثيرية الحالية، لم يستطع تذوق المشروب أو الشعور بدرجة حرارته. وضع الكأس مرة أخرى على الطاولة، ونظر من فوق كتفه.
للحظة، أصبحت أجاثا بلا حراك. كانت تُعرف باسم حارسة بوابة فروست، ورئيسة الأساقفة المؤقتة، ومبعوثة منتزع النار، وكانت بشكل عام شخصية ذات قوة وحكمة. ومع ذلك، فقد أذهلها هذا السؤال غير المتوقع للحظات.
جلس مجموعة من البحارة على الأرائك في الجزء الخلفي من الغرفة، وقد اشتعلت النيران في أجسادهم. لقد أفرغوا تقريبًا صواني الشاي والوجبات الخفيفة المقدمة. وعلى الرغم من أشكالهم الطيفية، التي جعلتهم غير قادرين على تذوق الطعام أو الشعور بالأحاسيس، فقد عملوا على مبدأ “الاستفادة القصوى من وقتهم هنا”.
“لورانس كريد،” أجاب الرجل عبر الطاولة.
والمثير للدهشة أنه لم يكن هناك أي شعور بالتوتر أو الخوف في الغرفة، على الرغم من أنهم “تم استدعاؤهم” إلى مكتب الأمن العام لتسببهم في اضطراب. ويعود غياب القلق جزئيًا إلى الطريقة المهذبة والمحترمة تقريبًا التي أحضرهم بها ضباط الأمن.
“شذوذ.”
بينما يفكر في هذا، شعر لورانس بموجة جديدة من الغرابة تغمره. على الرغم من مظهره الناري الطيفي الحالي، إلا أنه شكك في قدرة أي شخص على تمييز مشاعره.
أعاد لورانس التركيز، وأعاد نظره إلى أجاثا، وشعر بعقدة من التوتر في معدته. “هل ذكر لماذا يريد مقابلتنا؟”
من الواضح أن الموظف الشاب يحاول الموازنة بين الفضول والحذر المهني، ثم استفسر قائلًا، “سمعت أنك في البداية كنت تساعد حارسة البوابة في منطقة الكاتدرائية. فلماذا غامرت أنت وطاقمك بالدخول إلى المدينة العليا وتسببت في مثل هذه الضجة؟”
مع نفس عميق ليثبت نفسه، التفت الموظف إلى الشخص التالي ليجري معه المقابلة والذي كان ينتظر بجانب الطاولة – وهو شخصية مزعجة إلى حد ما ترتدي ثوب وقبعة بحار عتيقين ولم يكن جسده أقل من مومياء جافة.
تردد لورانس، والذنب يلون صوته. “لقد كان ذلك حادثًا بسيطًا.” لقد كان في حيرة من أمره بشأن كيفية التعبير عن الظروف المعقدة التي وجدوا أنفسهم فيها. هل يجب أن يكون صريحًا ويقول إنه بعد وصولهم النشط والفوضوي في البداية، لا يزال طاقمه يشعرون بالمغامرة وقرروا استكشاف المدينة؟ لقد خططوا لشراء التخصصات المحلية لإعادتها إلى موطنهم في بلاند، ولكن ثبت أن النيران الشبحية التي غمرتهم يصعب السيطرة عليها. هذه النيران، التي تمكنوا من إخمادها للحظات، اشتعلت من جديد عندما أشرقت الشمس، مما تسبب في اشتعال النيران فيها وسط تقاطع مزدحم.
أعاد لورانس التركيز، وأعاد نظره إلى أجاثا، وشعر بعقدة من التوتر في معدته. “هل ذكر لماذا يريد مقابلتنا؟”
وكانت نتيجة هذا المشهد الجامح استجابة سريعة من مكتب الأمن العام، الذي تجمع في مكان الحادث من ثلاثة شوارع مختلفة. في هذه الأثناء، كان سكان المدينة العليا، رجالًا ونساء وأطفالًا على حد سواء، ينشرون أخبار الاضطراب الناري بأسرع ما يمكن.
“مهنة؟”
وجد لورانس نفسه يتصارع مع الحقيقة المعقدة، وكان مترددًا في كشفها. لم يكن الأمر يتعلق بالحفاظ على “شرف” أسطول الضائعة – ففي نهاية المطاف، كانت سمعتهم بين البشر أقل من ممتازة. ولكن على الرغم من ذلك، فمن المؤكد أنهم لم يكونوا بحاجة إلى إضافة سمعة بأنهم تسببوا في اضطرابات عامة.
” اه … حسنًا. اسمك؟” استفسر الموظف، وهو يمسح جبهته مرة أخرى ويلعن بصمت المشرف الذي ألزمه بمناوبة اليوم. لم يستطع إلا أن يشعر بألم الحسد تجاه زملائه الذين يقومون حاليًا بدوريات في الشوارع.
اختار لورانس التعامل مع الموقف بحذر، وضحك مضطربًا وشرحًا غامضًا. “لقد كنا فضوليين بشأن مدينتك وربما نسينا مؤقتًا إبقاء طبيعتنا الطيفية طي الكتمان.” كما لو كان في إشارة، انفجار طقطقة من اللهب الأخضر اشتعلت على ذراعه.
“إن الضائعة راسية في المياه قبالة فروست. القبطان تيريان سيوفر الإحداثيات. ترسو سفينتك البلوط الأبيض وضباب البحر في مكان قريب. سوف تكتشفهما بمجرد اقترابك من الميناء،” أوضحت أجاثا بطريقة غير مبالية تقريبًا. “بمجرد أن تقترب، ستعرف سفينتك بشكل حدسي إلى أين تتجه. ببساطة دعها تتنقل بنفسها.”
قام لورانس بإطفاء اللهب عرضيًا كما لو كان يسحق ذبابة مزعجة، وتفقد مسند ذراع كرسيه للتأكد من عدم حرقه. ونظر إلى الأعلى راضيًا، وثبت عينيه على الموظف الشاب، وابتسم ابتسامة رقيقة ولكن صادقة.
أجاب لورانس، “أبذل قصارى جهدي لإبقائهم تحت المراقبة، على الرغم من أن الأمر قد لا يبدو كذلك.”
“هل أنت قادر على إطفاء هذه النيران الواضحة مؤقتًا؟”
بدا وكأن الموظف قد تجمد للحظات، وكسرت جرعة ملحوظة الصمت. قرر لورانس التدخل.
أجاب لورانس، “أبذل قصارى جهدي لإبقائهم تحت المراقبة، على الرغم من أن الأمر قد لا يبدو كذلك.”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
“شكرا لتعاونكم. من فضلك إنتظر هنا،” قال الموظف الشاب، الذي بدا متوترًا بشكل واضح، وهو يمسح حبات العرق البارد عن جبهته بينما يكافح للحفاظ على جو من الاحترافية، “أنا بحاجة إلى استجواب… أفراد طاقمك.”
“إشغال؟”
مع نفس عميق ليثبت نفسه، التفت الموظف إلى الشخص التالي ليجري معه المقابلة والذي كان ينتظر بجانب الطاولة – وهو شخصية مزعجة إلى حد ما ترتدي ثوب وقبعة بحار عتيقين ولم يكن جسده أقل من مومياء جافة.
من الواضح أن الموظف الشاب يحاول الموازنة بين الفضول والحذر المهني، ثم استفسر قائلًا، “سمعت أنك في البداية كنت تساعد حارسة البوابة في منطقة الكاتدرائية. فلماذا غامرت أنت وطاقمك بالدخول إلى المدينة العليا وتسببت في مثل هذه الضجة؟”
لاحظت المومياء انتباه الموظف، فنظرت إلى الأعلى وابتسمت ابتسامة عريضة. “استجواب؟ هيا، اطرح أسئلتك.”
كانت الغرفة مليئة بمزيج من الراحة والحرج وقليل من الفكاهة. لقد كان سيناريو غير عادي، بلا شك، ولكن مرة أخرى، لم يكن هناك شيء “عادي” حقًا عندما يتعلق الأمر بتعاملاتهم.
” اه … حسنًا. اسمك؟” استفسر الموظف، وهو يمسح جبهته مرة أخرى ويلعن بصمت المشرف الذي ألزمه بمناوبة اليوم. لم يستطع إلا أن يشعر بألم الحسد تجاه زملائه الذين يقومون حاليًا بدوريات في الشوارع.
من الواضح أن الموظف الشاب يحاول الموازنة بين الفضول والحذر المهني، ثم استفسر قائلًا، “سمعت أنك في البداية كنت تساعد حارسة البوابة في منطقة الكاتدرائية. فلماذا غامرت أنت وطاقمك بالدخول إلى المدينة العليا وتسببت في مثل هذه الضجة؟”
أجابت المومياء، “البحار.”
“أنا لا أشك في ذلك،” أجاب لورانس وابتسامة حزينة ترتسم على شفتيه. “لكن العقل البشري لا يهدأ بسهولة. أشك في أننا سنتخلص من هذه الطاقة القلقة حتى نقف أمامه بالفعل.”
“مهنة؟”
لاحظت المومياء انتباه الموظف، فنظرت إلى الأعلى وابتسمت ابتسامة عريضة. “استجواب؟ هيا، اطرح أسئلتك.”
“شذوذ.”
بدا وكأن الموظف قد تجمد للحظات، وكسرت جرعة ملحوظة الصمت. قرر لورانس التدخل.
رمش الموظف، وكان مرتبكًا بشكل واضح. “اعذرني؟”
“نعم، وقد أصدر أمرًا،” أجابت أجاثا، وأصبحت لهجتها خطيرة. “إنه يريد مقابلتك.”
“شذوذ. أو لأكن أكثر تحديدًا، الشذوذ 077،” أوضحت المومياء وهي تشير إلى رأسها الذابل.
“شذوذ. أو لأكن أكثر تحديدًا، الشذوذ 077،” أوضحت المومياء وهي تشير إلى رأسها الذابل.
بدا وكأن الموظف قد تجمد للحظات، وكسرت جرعة ملحوظة الصمت. قرر لورانس التدخل.
“مهمم، التفاصيل وراء هذا الاسم معقدة،” قال وهو يسحب الموظف من حافة الشلل العقلي. “لا تقلق. بمجرد وصول ممثل كنيستك، سأتأكد من شرح كل شيء وإكمال التسجيلات المناسبة.”
“مهمم، التفاصيل وراء هذا الاسم معقدة،” قال وهو يسحب الموظف من حافة الشلل العقلي. “لا تقلق. بمجرد وصول ممثل كنيستك، سأتأكد من شرح كل شيء وإكمال التسجيلات المناسبة.”
أعاد لورانس التركيز، وأعاد نظره إلى أجاثا، وشعر بعقدة من التوتر في معدته. “هل ذكر لماذا يريد مقابلتنا؟”
على الرغم من أن كلمات لورانس معلقة في الهواء، إلا أن الموظف بدا غير قادر على هضمها تمامًا. كانت تعابير وجهه متقلبة بشكل كبير كما لو كان على وشك أن يقول شيئا. ولكن قبل أن يتمكن من التعبير عن أفكاره، اجتاحت الغرفة زوبعة من الغبار الرمادي.
“هل أنت قادر على إطفاء هذه النيران الواضحة مؤقتًا؟”
خرجت من الريح الدوامة إلهة معصوبة العينين ترتدي ثوبًا أسودًا متدفقًا. وتبع ظهورها صوت من عالم آخر ولكنه موثوق، معلنًا، “لقد وصلت.”
للحظة، أصبحت أجاثا بلا حراك. كانت تُعرف باسم حارسة بوابة فروست، ورئيسة الأساقفة المؤقتة، ومبعوثة منتزع النار، وكانت بشكل عام شخصية ذات قوة وحكمة. ومع ذلك، فقد أذهلها هذا السؤال غير المتوقع للحظات.
على وشك أن يفقد رباطة جأشه تمامًا، تشبث الموظف بمدخل أجاثا مثل حبل النجاة، وكاد يقفز من مقعده بارتياح. “آه، آنسة أجاثا! أنت أخيرًا هنا! الوضع إلى حد ما -”
“انتساب؟”
“أنا على علم بذلك، ولهذا السبب أتيت شخصيًا لإدارة هذا الأمر،” قاطعت أجاثا، وأبعدت الموظف بإشارة من يدها. ثم حولت انتباهها إلى لورانس، وشفتاها الشاحبتان تلتفان في ابتسامة غامضة. “اعتقدت أنك قد غادرت بالفعل.”
خرجت من الريح الدوامة إلهة معصوبة العينين ترتدي ثوبًا أسودًا متدفقًا. وتبع ظهورها صوت من عالم آخر ولكنه موثوق، معلنًا، “لقد وصلت.”
بدت الغرفة بأنها مشحونة بمزيج غريب من التوتر والارتياح عندما تحولت العيون لترى كيف سيتم في النهاية حل هذه الشبكة المعقدة من الإحراج واللهب الطيفي والهويات الغامضة.
على وشك أن يفقد رباطة جأشه تمامًا، تشبث الموظف بمدخل أجاثا مثل حبل النجاة، وكاد يقفز من مقعده بارتياح. “آه، آنسة أجاثا! أنت أخيرًا هنا! الوضع إلى حد ما -”
“لقد خططنا لـ…” ضحك لورانس مع لمسة من الارتياح المحرج. لقد شعر كما لو أن ثقلًا قد رفع من صدره. على الرغم من الرحلة البرية والفوضوية التي ربطتهم، إلا أن هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها بالنسبة له ولأجاثا، لقد كانا أرواحًا شقيقة.
“وماذا يمكن أن يكون هذا؟” سألت وقد ضاقت عيناها رغم أنها كانت مختبئة خلف عصابة عينيها.
يبدو أن أجاثا تشارك لورانس شعوره بالارتياح. بإشارة بسيطة من يدها، طردت الموظف الشاب الذي كان يتصبب عرقًا طوال فترة الاستجواب. خرج مسرعًا من الغرفة، وبدا كرجل حصل للتو على عفو ملكي، سعيدًا بتحرره من الجو الخانق.
“أنا على علم بذلك، ولهذا السبب أتيت شخصيًا لإدارة هذا الأمر،” قاطعت أجاثا، وأبعدت الموظف بإشارة من يدها. ثم حولت انتباهها إلى لورانس، وشفتاها الشاحبتان تلتفان في ابتسامة غامضة. “اعتقدت أنك قد غادرت بالفعل.”
من خلال تنهيدة عميقة، بدا أن كيان أجاثا بأكمله ينضح بمزيج من التعب والاستسلام. ربما كانت عيناها معصوبتين، لكن قواها العقلية كانت حادة. أشارت إلى لورانس وطاقمه بأن يظلوا هادئين بينما ترددت أفكارها بصوت مسموع، كما لو كانت تتحدث إلى جهاز اتصال مخفي. “إنهم هنا، في مكتب الأمن العام… لا، الوضع ليس سيئًا. حتى أنهم يبدو أنهم يستمتعون بالوجبات الخفيفة… نعم، سأرى حلًا للمسألة… لا توجد مشكلة كبيرة، مجرد اضطراب عام بسيط – الناس على حافة الهاوية هذه الأيام، كما تعلم كيف هو الأمر…”
“هل أنت قادر على إطفاء هذه النيران الواضحة مؤقتًا؟”
“يجب أن أبلغ أيضًا أن هناك شذوذًا هاربًا بينهم – الاسم الرمزي “البحار”، أو الشذوذ 077…”
“هل أنت قادر على إطفاء هذه النيران الواضحة مؤقتًا؟”
لقد توقفت مؤقتًا، ويبدو أنها تتلقى التعليمات. “أحضرهم إليك؟ شارع؟ مفهوم.”
كانت الغرفة مليئة بمزيج من الراحة والحرج وقليل من الفكاهة. لقد كان سيناريو غير عادي، بلا شك، ولكن مرة أخرى، لم يكن هناك شيء “عادي” حقًا عندما يتعلق الأمر بتعاملاتهم.
أخيرًا، قطعت أجاثا الاتصال التخاطري وزفرت بعمق، ورفعت رأسها في اتجاه لورانس. على الرغم من أن عينيها كانتا محاطتين بقطعة قماش سوداء، إلا أنها شعرت كما لو أن نظرتها اخترقت القماش، مما وضع القبطان الأشيب تحت فحص دقيق ولكن واضح.
“لقد خططنا لـ…” ضحك لورانس مع لمسة من الارتياح المحرج. لقد شعر كما لو أن ثقلًا قد رفع من صدره. على الرغم من الرحلة البرية والفوضوية التي ربطتهم، إلا أن هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها بالنسبة له ولأجاثا، لقد كانا أرواحًا شقيقة.
“كنت تتحدثين معه، أليس كذلك؟” تساءل لورانس متفهمًا خطورة الموقف.
على الرغم من أن كلمات لورانس معلقة في الهواء، إلا أن الموظف بدا غير قادر على هضمها تمامًا. كانت تعابير وجهه متقلبة بشكل كبير كما لو كان على وشك أن يقول شيئا. ولكن قبل أن يتمكن من التعبير عن أفكاره، اجتاحت الغرفة زوبعة من الغبار الرمادي.
“نعم، وقد أصدر أمرًا،” أجابت أجاثا، وأصبحت لهجتها خطيرة. “إنه يريد مقابلتك.”
من الواضح أن الموظف الشاب يحاول الموازنة بين الفضول والحذر المهني، ثم استفسر قائلًا، “سمعت أنك في البداية كنت تساعد حارسة البوابة في منطقة الكاتدرائية. فلماذا غامرت أنت وطاقمك بالدخول إلى المدينة العليا وتسببت في مثل هذه الضجة؟”
شعر لورانس بقلبه يرتعش. “أنت تعنيز…؟”
“أنا على علم بذلك، ولهذا السبب أتيت شخصيًا لإدارة هذا الأمر،” قاطعت أجاثا، وأبعدت الموظف بإشارة من يدها. ثم حولت انتباهها إلى لورانس، وشفتاها الشاحبتان تلتفان في ابتسامة غامضة. “اعتقدت أنك قد غادرت بالفعل.”
“إن الضائعة راسية في المياه قبالة فروست. القبطان تيريان سيوفر الإحداثيات. ترسو سفينتك البلوط الأبيض وضباب البحر في مكان قريب. سوف تكتشفهما بمجرد اقترابك من الميناء،” أوضحت أجاثا بطريقة غير مبالية تقريبًا. “بمجرد أن تقترب، ستعرف سفينتك بشكل حدسي إلى أين تتجه. ببساطة دعها تتنقل بنفسها.”
“كنت تتحدثين معه، أليس كذلك؟” تساءل لورانس متفهمًا خطورة الموقف.
عند سماع كلماتها، ابتلع لورانس صوته بصوت مسموع، وألقى نظرة سريعة على طاقمه المضطرب. كانت عيونهم واسعة، وكل وجه يعكس إحساسًا بالخوف. تحول انتباهه بعد ذلك إلى الشكل المكافح للشذوذ 077، الذي سقط على الأرض وكان يتجه ببطء نحو المخرج. كان العديد من أفراد طاقمه يكافحون من أجل كبح جماح المومياء المتلوية.
“مهمم، التفاصيل وراء هذا الاسم معقدة،” قال وهو يسحب الموظف من حافة الشلل العقلي. “لا تقلق. بمجرد وصول ممثل كنيستك، سأتأكد من شرح كل شيء وإكمال التسجيلات المناسبة.”
أعاد لورانس التركيز، وأعاد نظره إلى أجاثا، وشعر بعقدة من التوتر في معدته. “هل ذكر لماذا يريد مقابلتنا؟”
“انتساب؟”
“لا يوجد سبب محدد، لكنه أشار إلى أنها مجرد دعوة ودية. لذا حاول ألا تقلق أكثر من اللازم،” بدأت أجاثا، ولكن قبل أن تتمكن من إنهاء أفكارها أو حتى يتمكن لورانس من الرد، انفجر الشذوذ 077 في نشاز مقلق من النحيب والهدير، وصرخ، “أنا! لا! أصدق!!”
على وشك أن يفقد رباطة جأشه تمامًا، تشبث الموظف بمدخل أجاثا مثل حبل النجاة، وكاد يقفز من مقعده بارتياح. “آه، آنسة أجاثا! أنت أخيرًا هنا! الوضع إلى حد ما -”
“أسكتوه،” قاطع لورانس. أخذ عدة أنفاس عميقة ليتمركز، ثم عاد إلى أجاثا، وأومأ برأسه بوقار. “مفهوم. سوف نلبي النداء.”
بينما يفكر في هذا، شعر لورانس بموجة جديدة من الغرابة تغمره. على الرغم من مظهره الناري الطيفي الحالي، إلا أنه شكك في قدرة أي شخص على تمييز مشاعره.
بدا الجو في الغرفة كما لو أنه قد تكثف، مشبعًا بمزيج من الراحة والقلق والترقب، حيث كان لورانس يستعد لاتباع استدعاء يمكن أن يحدد المستقبل لهم جميعًا.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“استرخوا، ليس لديكم حقًا أي سبب لتكونوا على هذه الدرجة من التوتر،” قالت أجاثا بضحكة خافتة وهي تلاحظ التوتر الواضح بين لورانس وطاقمه. “لوضع الأمور في نصابها الصحيح، فهو أكثر ودية بكثير مما قد يتصوره أي منكم.”
“استرخوا، ليس لديكم حقًا أي سبب لتكونوا على هذه الدرجة من التوتر،” قالت أجاثا بضحكة خافتة وهي تلاحظ التوتر الواضح بين لورانس وطاقمه. “لوضع الأمور في نصابها الصحيح، فهو أكثر ودية بكثير مما قد يتصوره أي منكم.”
“أنا لا أشك في ذلك،” أجاب لورانس وابتسامة حزينة ترتسم على شفتيه. “لكن العقل البشري لا يهدأ بسهولة. أشك في أننا سنتخلص من هذه الطاقة القلقة حتى نقف أمامه بالفعل.”
الفصل 448 “الإنقاذ”
“عادل بما فيه الكفاية،” اعترفت أجاثا، وأومأت برأسها قليلًا. “أتمنى لك ولطاقمك حظًا سعيدًا. الآن، هل هناك أي شيء آخر تحتاجوه؟ نظرًا للاضطراب الحالي في فروست، فإن يدي مقيدتان إلى حد ما، لكنني سأساعد قدر الإمكان.”
من الواضح أن الموظف الشاب يحاول الموازنة بين الفضول والحذر المهني، ثم استفسر قائلًا، “سمعت أنك في البداية كنت تساعد حارسة البوابة في منطقة الكاتدرائية. فلماذا غامرت أنت وطاقمك بالدخول إلى المدينة العليا وتسببت في مثل هذه الضجة؟”
عند سماع عرضها، بدا أن لورانس يفكر في شيء ما للحظة. ببطء، مد يده إلى سترته وبعد بحث قصير، أنتج ورقة شبه شفافة تتوهج بمهارة، كما لو أن لهبًا أثيريًا قد لمسها. وسلم الورقة لأجاثا.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“وماذا يمكن أن يكون هذا؟” سألت وقد ضاقت عيناها رغم أنها كانت مختبئة خلف عصابة عينيها.
“أنا قبطان. قبطان البلوط الأبيض، على وجه الدقة.”
“إنه تقرير جرد وأضرار يتعلق بالشحنة المخصصة لكاتدرائيتك. لقد تم تسليم كل شيء إلى الميناء كما وعدنا،” قال لورانس متردداً بعض الشيء. “هل من الممكن… تسوية الحساب الآن؟” [**: “_”]
من خلال تنهيدة عميقة، بدا أن كيان أجاثا بأكمله ينضح بمزيج من التعب والاستسلام. ربما كانت عيناها معصوبتين، لكن قواها العقلية كانت حادة. أشارت إلى لورانس وطاقمه بأن يظلوا هادئين بينما ترددت أفكارها بصوت مسموع، كما لو كانت تتحدث إلى جهاز اتصال مخفي. “إنهم هنا، في مكتب الأمن العام… لا، الوضع ليس سيئًا. حتى أنهم يبدو أنهم يستمتعون بالوجبات الخفيفة… نعم، سأرى حلًا للمسألة… لا توجد مشكلة كبيرة، مجرد اضطراب عام بسيط – الناس على حافة الهاوية هذه الأيام، كما تعلم كيف هو الأمر…”
للحظة، أصبحت أجاثا بلا حراك. كانت تُعرف باسم حارسة بوابة فروست، ورئيسة الأساقفة المؤقتة، ومبعوثة منتزع النار، وكانت بشكل عام شخصية ذات قوة وحكمة. ومع ذلك، فقد أذهلها هذا السؤال غير المتوقع للحظات.
رمش الموظف، وكان مرتبكًا بشكل واضح. “اعذرني؟”
بعد ما بدا وكأنه أبدية ولكن في الواقع لم يكن سوى اثنتي عشرة ثانية أو نحو ذلك، أومأت “الكاهنة العمياء” أخيرًا. خرجت كلماتها متصلبة كما لو كانت تخضع لعملية جراحية غير مريحة في أسنانها. “جيد جدًا. سوف نقوم بتسوية الأمر.”
من الواضح أن الموظف الشاب يحاول الموازنة بين الفضول والحذر المهني، ثم استفسر قائلًا، “سمعت أنك في البداية كنت تساعد حارسة البوابة في منطقة الكاتدرائية. فلماذا غامرت أنت وطاقمك بالدخول إلى المدينة العليا وتسببت في مثل هذه الضجة؟”
كانت الغرفة مليئة بمزيج من الراحة والحرج وقليل من الفكاهة. لقد كان سيناريو غير عادي، بلا شك، ولكن مرة أخرى، لم يكن هناك شيء “عادي” حقًا عندما يتعلق الأمر بتعاملاتهم.
” اه … حسنًا. اسمك؟” استفسر الموظف، وهو يمسح جبهته مرة أخرى ويلعن بصمت المشرف الذي ألزمه بمناوبة اليوم. لم يستطع إلا أن يشعر بألم الحسد تجاه زملائه الذين يقومون حاليًا بدوريات في الشوارع.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
مع نفس عميق ليثبت نفسه، التفت الموظف إلى الشخص التالي ليجري معه المقابلة والذي كان ينتظر بجانب الطاولة – وهو شخصية مزعجة إلى حد ما ترتدي ثوب وقبعة بحار عتيقين ولم يكن جسده أقل من مومياء جافة.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
أجابت المومياء، “البحار.”
“عادل بما فيه الكفاية،” اعترفت أجاثا، وأومأت برأسها قليلًا. “أتمنى لك ولطاقمك حظًا سعيدًا. الآن، هل هناك أي شيء آخر تحتاجوه؟ نظرًا للاضطراب الحالي في فروست، فإن يدي مقيدتان إلى حد ما، لكنني سأساعد قدر الإمكان.”
رمش الموظف، وكان مرتبكًا بشكل واضح. “اعذرني؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
