نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 438

التعرف مرة أخرى

التعرف مرة أخرى

الفصل 438 “التعرف مرة أخرى”

كان لديها مصدران رئيسيان للمعلومات لمشاركتهما. جاءت المجموعة الأولى من الأفكار من ملاحظاتها الدقيقة واستنتاجاتها المنطقية، التي جمعتها أثناء إبحارها في المتاهة العاكسة والغريبة لمدينة فروست المرآة. المجموعة الثانية عبارة عن مجموعة من القصص والتقارير من مرؤوسيها الموثوق بهم، بالإضافة إلى شخصيات معتقدية مختلفة في فروست. شكلت هذه الروايات سردًا معقدًا للأحداث التي حدثت في غيابها عندما كانت محاصرة في ذلك العالم المرآة.

جلست أجاثا أمام الكيان الغامض، إذ تتدفق كلماتها بحرية ودون تحفظ. لقد شعرت أن هذا يستحق صدقها الكامل، خاصة بالنظر إلى أنه استخدم بالفعل تأثيره غير المرئي لإنقاذ مدينتها، فروست، من حافة الكارثة.

ألقت فانا نظرة سريعة على دنكان، الذي أعطاها إيماءة موافقة سرية. عادت راضية إلى أجاثا وقالت، “لنسميها الحكمة المكتسبة من التجارب في بلاند.”

كان لديها مصدران رئيسيان للمعلومات لمشاركتهما. جاءت المجموعة الأولى من الأفكار من ملاحظاتها الدقيقة واستنتاجاتها المنطقية، التي جمعتها أثناء إبحارها في المتاهة العاكسة والغريبة لمدينة فروست المرآة. المجموعة الثانية عبارة عن مجموعة من القصص والتقارير من مرؤوسيها الموثوق بهم، بالإضافة إلى شخصيات معتقدية مختلفة في فروست. شكلت هذه الروايات سردًا معقدًا للأحداث التي حدثت في غيابها عندما كانت محاصرة في ذلك العالم المرآة.

بعد لحظة من التأمل، تحدثت أجاثا بحذر، “أعتقد أنه سيتعين علينا الانتظار حتى تستقر المدينة وتتوقف الأصوات والاهتزازات الغامضة الصادرة عن المنجم. والأهم من ذلك، يجب علينا أولًا التأكد من أننا نستطيع البقاء على قيد الحياة بأمان في ليلتنا الأولى في هذا العالم المتغير بعد كل الكوارث الأخيرة.”

ومن المثير للاهتمام أن هذه القصص عكست تجاربها الخاصة، تلك التي عاشتها شبيهتها في ذلك الواقع الموازي.

استمع دنكان باهتمام إلى روايتها المطولة، وكان ؤطلب توضيحات من حين لآخر، لكنه ظل صامتّا في الغالب. بعد أن أنهت أجاثا قصتها، تنهد تنهيدة خافتة.

دار جوهر معلوماتها حول منجم خام المعادن الأساسي في قلب فروست. هذا المنجم، الذي أُعلن أنه قاحل منذ عهد ما يسمى بملكة فروست، يضم سرًا غامضًا. اختفت سلسلة من الحكام، بلغت ذروتها في الحاكم ونستون والنسخة المرآة من أجاثا نفسها، في أعماق متاهة المنجم. قبل اختفائها، اكتشفت المرآة أجاثا على ما يبدو كشفًا عميقًا للغاية لدرجة أن تأثيره كان له صدى عبر الأبعاد، ووصل إلى أجاثا العالم الحقيقي.

“يجب أن أعترف بأن وضعنا الحالي، حسنًا، غير مريح بعض الشيء،” هز دنكان كتفيه، وكان صوته مشوبًا بنبرة من العجز.

استمع دنكان باهتمام إلى روايتها المطولة، وكان ؤطلب توضيحات من حين لآخر، لكنه ظل صامتّا في الغالب. بعد أن أنهت أجاثا قصتها، تنهد تنهيدة خافتة.

متفاجأة، التفتت أجاثا إليها، “لماذا تقولين ذلك؟”

“إذًا، لقد كشفت لي أعمق أسرار فروست،” قال. “ألا تخشى أن أستخدم هذه المعلومات في الشر؟”

وقفت أجاثا، حارسة بوابة فروست الشابة ورئيس الأساقفة بالوكالة، من مقعدها، وكان وجهها مزيجًا من الدهشة والإدراك.

“مع ما شاهدته شخصيًا – تدميرك للمدينة المرآة – أعتقد أنه من غير المجدي التكهن بدوافعك،” أجابت أجاثا بصوت مشوب باقتناع حقيقي. “إذا كان لديك أي نية خبيثة تجاه فروست، لكانت مدينتنا قد تحولت بالفعل إلى أنقاض.”

ومضت عينا دنكان لفترة وجيزة نحو فانا، الحاضرة أيضًا. “هل هذه هي الطريقة النموذجية التي يظهر بها المدافعون عن المدينة الامتنان؟” سأل بهدوء، وظل تعبير وجهه غير قابل للقراءة.

استمع دنكان باهتمام إلى روايتها المطولة، وكان ؤطلب توضيحات من حين لآخر، لكنه ظل صامتّا في الغالب. بعد أن أنهت أجاثا قصتها، تنهد تنهيدة خافتة.

شعرت فانا بأنها تنجذب إلى حوار معقد، وسرعان ما تجنبت نظراته وتظاهرت بعدم السماع.

ومضت عينا دنكان لفترة وجيزة نحو فانا، الحاضرة أيضًا. “هل هذه هي الطريقة النموذجية التي يظهر بها المدافعون عن المدينة الامتنان؟” سأل بهدوء، وظل تعبير وجهه غير قابل للقراءة.

في هذه الأثناء، شعر موريس، الجالس مقابلهم، بفضوله الذي أثاره اكتشاف أجاثا حول الوريد الخام الذي كان مهجورًا في المنجم. “ما هو الوضع الحالي للمنجم؟ فهل ما زال من الممكن استخراج الخام منه؟ وهل ثبت أن الخام الذي استخرج على مر السنين هو معدن حقيقي؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

أجابت أجاثا بصراحة، “اعتبارًا من الآن، أغلق المنجم. منذ تراجع غزو المرآة، كانت هناك أصوات مزعجة وهزات أرضية تنبعث منه. لم يكن لدينا الموارد أو القوى العاملة لإجراء مزيد من التحقيق. ومع ذلك، وفقًا لسجلات محطة التعدين ومصنع الصهر، يبدو أن الخام الذي استخرج سابقًا متسق في التركيبة.”

قبل أن تتمكن من الانغماس أكثر في مخاوفها، تدخلت فانا قائلة، “أعتذر عن المقاطعة، لكنني أعتقد أنه لا يوجد سبب وجيه للخوف من الليلة القادمة. ونظرًا للحالة الفوضوية، قد يكون حلول الليل قريبًا أقل ما يقلقنا هنا في فروست.”

مسد موريس ذقنه بعناية. “لذلك، حتى بعد انهيار المدينة المرآة، فإن الخام – الذي يمكن للمرء أن يفترض أنه منتج خارق للطبيعة – يظل غير متأثر؟ هذا رائع. لقد تحولت الوحوش المزيفة من ذلك العالم إلى رواسب، فهل هذا يعني أن المعدن الخام حقيقي في الواقع؟ هل يمكن لقوة هذا “اللورد السفلي” أن تخلق خامًا معدنيًا حقيقيًا وملموسًا؟”

شعرت أجاثا وكأنها في عين العاصفة، وكل كشف جديد يضربها مثل عاصفة من الرياح. لقد أدركت أن نهاية أزمة ما كانت في كثير من الأحيان مجرد مقدمة لمجموعة أخرى أكثر تعقيدًا من التحديات. التحديات التي لم تفكر فيها من قبل.

“هذا ليس الوقت المناسب للمناظرات الأكاديمية،” قاطعت فانا، قبل أن تحول انتباهها مرة أخرى إلى أجاثا. “متى تخططين لإعادة فتح المنجم للتحقيق؟”

شعرت أجاثا وكأنها في عين العاصفة، وكل كشف جديد يضربها مثل عاصفة من الرياح. لقد أدركت أن نهاية أزمة ما كانت في كثير من الأحيان مجرد مقدمة لمجموعة أخرى أكثر تعقيدًا من التحديات. التحديات التي لم تفكر فيها من قبل.

بعد لحظة من التأمل، تحدثت أجاثا بحذر، “أعتقد أنه سيتعين علينا الانتظار حتى تستقر المدينة وتتوقف الأصوات والاهتزازات الغامضة الصادرة عن المنجم. والأهم من ذلك، يجب علينا أولًا التأكد من أننا نستطيع البقاء على قيد الحياة بأمان في ليلتنا الأولى في هذا العالم المتغير بعد كل الكوارث الأخيرة.”

بشكل غير مؤكد، خفضت نفسها مرة أخرى إلى كرسيها ونظرت إلى فانا بتساؤل. “لماذا أنت هنا مع القبطان دنكان؟ باعتبارك عضوًا بارزًا في كنيسة العاصفة في بلاند، ألا ينبغي أن تكون هناك حاجة إليك هناك؟ ألا تحتاج بلاند إلى محقق بعد الآن؟”

تحولت نظرة أجاثا بشكل لا إرادي نحو النافذة، وغادرت أفكارها الغرفة المليئة بالتوتر للحظات.

“قد نكون معزولين، لكننا لسنا معزولين تمامًا عن العالم،” ردت أجاثا ثم خففت نبرتها بسبب فضولها. “هل يمكنك التأكيد من فضلك، هل الليالي في بلاند سلمية حقًا؟”

في الخارج، أدت رقاقات الثلج رقصة أنيقة وهي تتساقط من السماء. على الرغم من أن النهار لم يفسح المجال بعد لليل، إلا أن الشمس كانت تتراجع بالفعل، وكان ضوءها الضعيف محجوبًا جزئيًا بغطاء كثيف من السحب. بالكاد لمست أشعة الشمس المتضائلة طرف برج الكاتدرائية البعيد، مما يشير إلى الاقتراب التدريجي للشفق.

تفاجأت فانا بصراحتها، وسرعان ما استعادت اتزانها. “آه، اعتذاراتي، قبطان. لقد كان ذلك طائشًا مني.”

“ساعتان فقط حتى غروب الشمس، إيذانًا ببداية أول اختبار حقيقي لنا في مشهد ما بعد نهاية العالم هذا،” تمتمت أجاثا، أكثر من أي شخص آخر في الغرفة.

استمع دنكان باهتمام إلى روايتها المطولة، وكان ؤطلب توضيحات من حين لآخر، لكنه ظل صامتّا في الغالب. بعد أن أنهت أجاثا قصتها، تنهد تنهيدة خافتة.

قبل أن تتمكن من الانغماس أكثر في مخاوفها، تدخلت فانا قائلة، “أعتذر عن المقاطعة، لكنني أعتقد أنه لا يوجد سبب وجيه للخوف من الليلة القادمة. ونظرًا للحالة الفوضوية، قد يكون حلول الليل قريبًا أقل ما يقلقنا هنا في فروست.”

“أنا نادم على أي ضرر قد تسببت به أفعالي الماضية، خاصة في جزر الأرض القاحلة الثلاث عشرة،” أجاب دنكان. “على الرغم من أنني لا أتذكر تلك الأحداث، إلا أن الأدلة ضدي لا يمكن إنكارها.”

متفاجأة، التفتت أجاثا إليها، “لماذا تقولين ذلك؟”

تحولت نظرة أجاثا بشكل لا إرادي نحو النافذة، وغادرت أفكارها الغرفة المليئة بالتوتر للحظات.

ألقت فانا نظرة سريعة على دنكان، الذي أعطاها إيماءة موافقة سرية. عادت راضية إلى أجاثا وقالت، “لنسميها الحكمة المكتسبة من التجارب في بلاند.”

ظل الجو في الغرفة مليئًا بالتوتر الذي لم يُحل، ولكن في الوقت الحالي، بدا وكأن الجميع كانوا على نفس الصفحة المثيرة للقلق.

استغرق اسم “بلاند” لحظة ليسجل في ذهن أجاثا. ثم، في وقت واحد، قامت بربط النقاط: تقارير من المخابرات الأجنبية، ورسائل حول حالات شاذة واسعة النطاق في بلاند، والأزمة الوشيكة المعروفة باسم الشمس السوداء، وتاريخ مكتوب بالنار والدم، والأهم من ذلك، “الإشاعة” التي تسربت من بلاند عبر قنوات مختلفة تحت الأرض.

تفاجأت فانا بصراحتها، وسرعان ما استعادت اتزانها. “آه، اعتذاراتي، قبطان. لقد كان ذلك طائشًا مني.”

دنكان أبنومار – القبطان الطيفي للسفينة الشبحية، الكارثة المتجولة في البحر اللامحدود، الشخصية الكابوسية المشار إليها باسم “ظل الفضاء الفرعي” – استعاد إنسانيته بطريقة ما.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

وقفت أجاثا، حارسة بوابة فروست الشابة ورئيس الأساقفة بالوكالة، من مقعدها، وكان وجهها مزيجًا من الدهشة والإدراك.

أجابت أجاثا بصراحة، “اعتبارًا من الآن، أغلق المنجم. منذ تراجع غزو المرآة، كانت هناك أصوات مزعجة وهزات أرضية تنبعث منه. لم يكن لدينا الموارد أو القوى العاملة لإجراء مزيد من التحقيق. ومع ذلك، وفقًا لسجلات محطة التعدين ومصنع الصهر، يبدو أن الخام الذي استخرج سابقًا متسق في التركيبة.”

وفي تلك اللحظة، سقط كل شيء في مكانه. كل التلميحات الغامضة والأجزاء المفككة من المعلومات شكلت الآن صورة متماسكة، وإن كانت مقلقة.

تفاجأت فانا بصراحتها، وسرعان ما استعادت اتزانها. “آه، اعتذاراتي، قبطان. لقد كان ذلك طائشًا مني.”

“يجب أن أعترف بأن وضعنا الحالي، حسنًا، غير مريح بعض الشيء،” هز دنكان كتفيه، وكان صوته مشوبًا بنبرة من العجز.

وفي تلك اللحظة، سقط كل شيء في مكانه. كل التلميحات الغامضة والأجزاء المفككة من المعلومات شكلت الآن صورة متماسكة، وإن كانت مقلقة.

ظلت أجاثا واقفة وعيناها – رغم أنهما غير مرئيتين – مثبتتان على دنكان. كان تعبيرها عبارة عن نسيج معقد من المشاعر، يتجاوز بكثير مجرد الانزعاج.

بدت أجاثا، التي لا تزال تتصارع مع الصدمة الأخيرة بشأن دنكان، ضائعة للحظات. ركزت أخيرًا على فانا، واتسعت عيناها. “الحظة، أنت…؟”

وبعد صمت طويل، كسرت أخيراً الجليد. “لا عجب أن أتباعك يشيرون إليك باسم “القبطان”. كان يجب أن أفهم عاجلًا. من آخر في البحر بلا حدود سيحمل مثل هذا اللقب المميز؟”

شعر دنكان بثقل نظرتها غير المعلن ولكن الواضح، وقابل عينيها بابتسامة دافئة وإيماءة. “هذا احتمال واضح.”

“أنا نادم على أي ضرر قد تسببت به أفعالي الماضية، خاصة في جزر الأرض القاحلة الثلاث عشرة،” أجاب دنكان. “على الرغم من أنني لا أتذكر تلك الأحداث، إلا أن الأدلة ضدي لا يمكن إنكارها.”

لقد حاول أن يبث في كلماته إحساسًا بالطمأنينة، ولكن نظرًا لماضيه السيئ السمعة والقوة الهائلة التي أظهرها قبل ساعات فقط في فروست، بدت محاولاته لتهدئة التوتر غير فعالة. لا تزال أجاثا تبدو متخوفة.

“ساعتان فقط حتى غروب الشمس، إيذانًا ببداية أول اختبار حقيقي لنا في مشهد ما بعد نهاية العالم هذا،” تمتمت أجاثا، أكثر من أي شخص آخر في الغرفة.

كانت الغرفة غارقة في صمت ملموس حتى تحدثت أجاثا أخيرًا، محطمة الهدوء المحرج. “يجب أن أعترف، منذ ترقيتي إلى القداسة، حثت الكنيسة باستمرار على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي دليل أو نشاط يتعلق بـ “ظل الفضاء الفرعي”، المعروف أيضًا باسم القبطان دنكان، إلى كاتدرائية الموت العليا. تعتبر هذه الولاية عاجلة مثل الاستجابة للكوارث الطبيعية أو غزوات الفضاء الفرعي. لست متأكدة مما إذا كنت تدرك خطورة ذلك.”

تدخلت فانا قبل أن يتمكن دنكان من الرد، وقامت بتوجيه المحادثة بشكل عرضي. “أوه، أنا أفهم تمامًا. ومن جانبنا، نُذكّر بذلك سنويًا. لدينا أيضًا خطة محددة للتخفيف من آثار الكوارث مصممة لمثل هذا الحدث، على الرغم من أنه لم توضع موضع التنفيذ مطلقًا.”

“قد نكون معزولين، لكننا لسنا معزولين تمامًا عن العالم،” ردت أجاثا ثم خففت نبرتها بسبب فضولها. “هل يمكنك التأكيد من فضلك، هل الليالي في بلاند سلمية حقًا؟”

ظل الجو في الغرفة مليئًا بالتوتر الذي لم يُحل، ولكن في الوقت الحالي، بدا وكأن الجميع كانوا على نفس الصفحة المثيرة للقلق.

بدت فانا مندهشة للحظات. “هل وصلت هذه المعلومات بالفعل إلى فروست؟”

نظر دنكان إلى فانا بلمسة من التسلية. “تناقشين بروتوكولات سرية للغاية أمامي، أليس كذلك؟”

في هذه الأثناء، شعر موريس، الجالس مقابلهم، بفضوله الذي أثاره اكتشاف أجاثا حول الوريد الخام الذي كان مهجورًا في المنجم. “ما هو الوضع الحالي للمنجم؟ فهل ما زال من الممكن استخراج الخام منه؟ وهل ثبت أن الخام الذي استخرج على مر السنين هو معدن حقيقي؟”

تفاجأت فانا بصراحتها، وسرعان ما استعادت اتزانها. “آه، اعتذاراتي، قبطان. لقد كان ذلك طائشًا مني.”

“مع ما شاهدته شخصيًا – تدميرك للمدينة المرآة – أعتقد أنه من غير المجدي التكهن بدوافعك،” أجابت أجاثا بصوت مشوب باقتناع حقيقي. “إذا كان لديك أي نية خبيثة تجاه فروست، لكانت مدينتنا قد تحولت بالفعل إلى أنقاض.”

بدت أجاثا، التي لا تزال تتصارع مع الصدمة الأخيرة بشأن دنكان، ضائعة للحظات. ركزت أخيرًا على فانا، واتسعت عيناها. “الحظة، أنت…؟”

أجابت أجاثا بصراحة، “اعتبارًا من الآن، أغلق المنجم. منذ تراجع غزو المرآة، كانت هناك أصوات مزعجة وهزات أرضية تنبعث منه. لم يكن لدينا الموارد أو القوى العاملة لإجراء مزيد من التحقيق. ومع ذلك، وفقًا لسجلات محطة التعدين ومصنع الصهر، يبدو أن الخام الذي استخرج سابقًا متسق في التركيبة.”

“المحقق المعين من بلاند،” اعترفت فانا وقد تحول وجهها إلى تعبير خجول إلى حد ما. “في بعض النواحي، يمكنك اعتبارنا زملاء. أعتذر لأنني لم أتحدث بصراحة عن هويتي.”

ألقت فانا نظرة سريعة على دنكان، الذي أعطاها إيماءة موافقة سرية. عادت راضية إلى أجاثا وقالت، “لنسميها الحكمة المكتسبة من التجارب في بلاند.”

شعرت أجاثا وكأنها في عين العاصفة، وكل كشف جديد يضربها مثل عاصفة من الرياح. لقد أدركت أن نهاية أزمة ما كانت في كثير من الأحيان مجرد مقدمة لمجموعة أخرى أكثر تعقيدًا من التحديات. التحديات التي لم تفكر فيها من قبل.

بشكل غير مؤكد، خفضت نفسها مرة أخرى إلى كرسيها ونظرت إلى فانا بتساؤل. “لماذا أنت هنا مع القبطان دنكان؟ باعتبارك عضوًا بارزًا في كنيسة العاصفة في بلاند، ألا ينبغي أن تكون هناك حاجة إليك هناك؟ ألا تحتاج بلاند إلى محقق بعد الآن؟”

“ساعتان فقط حتى غروب الشمس، إيذانًا ببداية أول اختبار حقيقي لنا في مشهد ما بعد نهاية العالم هذا،” تمتمت أجاثا، أكثر من أي شخص آخر في الغرفة.

“صدقي أو لا تصدقي، هذا الترتيب أقرته الكنيسة بالفعل،” بدأت فانا وهي تختار كلماتها بعناية. “ومع ذلك، فإن التفاصيل حساسة وغير مناسبة للمناقشة المفتوحة. أستطيع أن أقول أن هذه المعلومات سرية للغاية. لولا منصبك الرفيع المستوى، كنت سألتزم الصمت بشأن هذه المسألة.” توقفت لفترة وجيزة قبل أن تضيف، “أما بالنسبة لبلاند، أنت على حق. ولم تعد بحاجة إلى محقق بالمعنى التقليدي، فدور المشرف القضائي والحارس قد عفا عليه الزمن الآن.”

بدت أجاثا، التي لا تزال تتصارع مع الصدمة الأخيرة بشأن دنكان، ضائعة للحظات. ركزت أخيرًا على فانا، واتسعت عيناها. “الحظة، أنت…؟”

شعرت أجاثا بالإرهاق، فقامت بتدليك صدغيها. وظهرت في ذهنها أجزاء من تقارير المخابرات الأجنبية غير المؤكدة. وبعد تردد للحظة، سألت أخيرًا، “إذا كانت الشائعات صحيحة، فهل بلاند في سلام حقًا الآن، حتى أثناء الليل؟”

استغرق اسم “بلاند” لحظة ليسجل في ذهن أجاثا. ثم، في وقت واحد، قامت بربط النقاط: تقارير من المخابرات الأجنبية، ورسائل حول حالات شاذة واسعة النطاق في بلاند، والأزمة الوشيكة المعروفة باسم الشمس السوداء، وتاريخ مكتوب بالنار والدم، والأهم من ذلك، “الإشاعة” التي تسربت من بلاند عبر قنوات مختلفة تحت الأرض.

بدت فانا مندهشة للحظات. “هل وصلت هذه المعلومات بالفعل إلى فروست؟”

جلست أجاثا أمام الكيان الغامض، إذ تتدفق كلماتها بحرية ودون تحفظ. لقد شعرت أن هذا يستحق صدقها الكامل، خاصة بالنظر إلى أنه استخدم بالفعل تأثيره غير المرئي لإنقاذ مدينتها، فروست، من حافة الكارثة.

“قد نكون معزولين، لكننا لسنا معزولين تمامًا عن العالم،” ردت أجاثا ثم خففت نبرتها بسبب فضولها. “هل يمكنك التأكيد من فضلك، هل الليالي في بلاند سلمية حقًا؟”

لقد حاول أن يبث في كلماته إحساسًا بالطمأنينة، ولكن نظرًا لماضيه السيئ السمعة والقوة الهائلة التي أظهرها قبل ساعات فقط في فروست، بدت محاولاته لتهدئة التوتر غير فعالة. لا تزال أجاثا تبدو متخوفة.

“نعم، هذا صحيح،” أكدت فانا. “أصبحت الليالي في بلاند الآن أكثر أمانًا من النهار في العديد من الدول المدن الأخرى. وفي الحقيقة، يفكر عمي في فكرة إنشاء سوق ليلي للاستفادة من هذه الظروف السلمية الجديدة. ومع ذلك، فإن الفكرة لا تزال في المرحلة التجريبية وتتطلب تخطيطا دقيقا.” وأضافت، “إذا كنت على علم بليالي بلاند الهادئة، فيجب أن تعرفي أيضًا عن تحولها الأخير بعد حادثة الشمس السوداء.”

أجابت أجاثا بصراحة، “اعتبارًا من الآن، أغلق المنجم. منذ تراجع غزو المرآة، كانت هناك أصوات مزعجة وهزات أرضية تنبعث منه. لم يكن لدينا الموارد أو القوى العاملة لإجراء مزيد من التحقيق. ومع ذلك، وفقًا لسجلات محطة التعدين ومصنع الصهر، يبدو أن الخام الذي استخرج سابقًا متسق في التركيبة.”

“الرؤية بلاند، أول شذوذ تاريخي لا عدد له،” تمتمت أجاثا وعيناها تنجرفان بشكل لا إرادي نحو دنكان. أخيرًا، أدركت حجم تعليقات فانا السابقة. “إذن، هل تقولين أن فروست على وشك الدخول في تحول مماثل؟”

“هذا ليس الوقت المناسب للمناظرات الأكاديمية،” قاطعت فانا، قبل أن تحول انتباهها مرة أخرى إلى أجاثا. “متى تخططين لإعادة فتح المنجم للتحقيق؟”

شعر دنكان بثقل نظرتها غير المعلن ولكن الواضح، وقابل عينيها بابتسامة دافئة وإيماءة. “هذا احتمال واضح.”

ومن المثير للاهتمام أن هذه القصص عكست تجاربها الخاصة، تلك التي عاشتها شبيهتها في ذلك الواقع الموازي.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

متفاجأة، التفتت أجاثا إليها، “لماذا تقولين ذلك؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

في الخارج، أدت رقاقات الثلج رقصة أنيقة وهي تتساقط من السماء. على الرغم من أن النهار لم يفسح المجال بعد لليل، إلا أن الشمس كانت تتراجع بالفعل، وكان ضوءها الضعيف محجوبًا جزئيًا بغطاء كثيف من السحب. بالكاد لمست أشعة الشمس المتضائلة طرف برج الكاتدرائية البعيد، مما يشير إلى الاقتراب التدريجي للشفق.

شعرت فانا بأنها تنجذب إلى حوار معقد، وسرعان ما تجنبت نظراته وتظاهرت بعدم السماع.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط