بدأ تساقط الثلج
الفصل 435 “بدأ تساقط الثلج”
للحظة، حدقت آني ببساطة في العصا والبندقية الموضوعة أمامها. ثم، بحركة متعمدة، انحنت لتلتقطها، وضمتها بالقرب من صدرها كما لو كانت تحتضن آخر الذكريات الملموسة لشخص تحبه بشدة.
في أعقاب الهدوء الذي شهدته مدينة شابها الصراع، حيث كان الأفق بالكاد مرئيًا من خلال ضباب الدخان المتصاعد، تردد صدى إعلان مثير عبر الأجواء الكئيبة لمقبرة قريبة. “لدينا ناجٍ! فتاة صغيرة!” لقد حطم الصوت المبتهج السكون المؤلم الذي كان معلقًا مثل الكفن فوق القبور.
تردد صدى وقع الأقدام على الطريق المؤدي إلى مقصورة الحارس. وقف الحارس الشاب، الذي يرتدي زيًا أسودًا قاتمًا، على الفور منتبهًا وألقى التحية، وكان الارتباك يخيم على صوته. “حارسة البوابة، هل أنت هنا ل…”
ظهرت شخصية باحتراز من كوخ متواضع على حافة المقبرة، وفتحت الباب الخشبي الثقيل بصوت بطيء. داخل المساحة ذات الإضاءة الخافتة، كانت فتاة صغيرة تدعى آني متجمعة، وكان جسدها يرتجف. وأثناء خروجها، حملت الريح العاتية التي تبعتها رائحة البارود النفاذة، وهي بقايا من الأعمال العدائية الأخيرة.
“حتى الآن، ما زلت أؤدي واجبات حارسة البوابة، ويظل الحراس تحت إمرتي،” أوضحت أجاثا، ومع ذلك كانت عيناها المعصوبتان متناغمتين تمامًا مع ردود أفعال مرؤوسيها. “سيكون هذا هو الحال حتى يقوم مقر كنيسة الموت بتعيين رئيس أساقفة جديد أو يأخذ مكاني حارس بوابة جديد. عند تلك النقطة، قد أصبح رسميًا رئيس أساقفة هذه الدولة المدينة. في الوقت الحالي، أولويتنا هي الحفاظ على الاستقرار داخل الدولة المدينة.”
نظرت آني للأعلى، وعيناها فارغتان ولكن متنبهتان، حيث التقتا بعيني الحارس. في تلك اللحظة، لاحظت وجودًا آخر خلفه، شخصية غارقة في جو من الحزن الدائم.
لقد اختفى المعطف الهائل الذي كان يشير ذات مرة إلى دورها كحارسة بوابة فروست. وحل مكانه رداء أقرب إلى ثياب رجل المعتقد، مما يعكس مجموعة واجباتها ومسؤولياتها الجديدة.
بدافع من غريزة عميقة الجذور، تمكنت من الوقوف والتأرجح نحو هذا الشخص الثاني الغامض. كانت ساقاها الصغيرتان تتأرجحان، ولكن قبل أن تتمكن من السقوط على الأرض، أمسكها الحارس بقبضة قوية من ياقة فستانها. “هل أنت بخير أيتها الصغيرة؟ ما اسمك؟ لماذا أنت هنا بمفردك في هذا المكان الحزين؟”
دارت محادثة قصيرة وصامتة بين الاثنين قبل أن يختفيا في الضباب، ويتلاشيا مثل الأشكال الطيفية في نهاية مسار متعرج.
بدت أسئلته وكأنها ترتد حولها، ولم تستوعب معناها تمامًا بينما تنظر حولها بشكل محموم بحثًا عن الشكل الذي لمحته قبل لحظات.
بدت أسئلته وكأنها ترتد حولها، ولم تستوعب معناها تمامًا بينما تنظر حولها بشكل محموم بحثًا عن الشكل الذي لمحته قبل لحظات.
لم يكن عليها أن تنظر بعيدًا. كان هذا الشخص، وهو رجل مسن يبدو مثقلًا بسنوات من الحزن، يقف على مسافة قصيرة. لقد تعرف عليها لفترة وجيزة فقط بإشارة رافضة من يده قبل أن يتقدم إلى داخل المقبرة. سار نحو شخصية مهيبة ترتدي رداءً أسود، ملفوفًا بالضمادات، ويحمل عصا مصنوعة مما بدا أنه خشب ميت. كان المشهد مشابهًا بشكل مقلق لأوصاف حارس بوابة بارتوك، وهو شخصية أسطورية ظهرت في النصوص المقدسة للكنيسة.
“تقييم المقابر،” جاء الرد مقتضبًا ولكن حاسمًا من الوافد الجديد.
دارت محادثة قصيرة وصامتة بين الاثنين قبل أن يختفيا في الضباب، ويتلاشيا مثل الأشكال الطيفية في نهاية مسار متعرج.
“لقد ترك ولي أمرك هذا العالم،” قالت الكاهنة بهدوء، وهي تنحني لتضع الأغراض عند قدمي آني. “لسوء الحظ، لن يتمكن من رؤيتك مرة أخرى؛ كل ما تبقى منه هو رماده.”
وقفت آني ثابتة في مكانها، ووجهها الشاب خالي من المشاعر، وعيناها خاليتان من الدموع حتى في البرد القارس.
بدافع من غريزة عميقة الجذور، تمكنت من الوقوف والتأرجح نحو هذا الشخص الثاني الغامض. كانت ساقاها الصغيرتان تتأرجحان، ولكن قبل أن تتمكن من السقوط على الأرض، أمسكها الحارس بقبضة قوية من ياقة فستانها. “هل أنت بخير أيتها الصغيرة؟ ما اسمك؟ لماذا أنت هنا بمفردك في هذا المكان الحزين؟”
سألها الحارس بهدوء وهو مهتم بنقش ملامحه، “ما الذي يزعجك يا عزيزتي؟ ما الذي تبحثين عنه؟”
تردد صدى وقع الأقدام على الطريق المؤدي إلى مقصورة الحارس. وقف الحارس الشاب، الذي يرتدي زيًا أسودًا قاتمًا، على الفور منتبهًا وألقى التحية، وكان الارتباك يخيم على صوته. “حارسة البوابة، هل أنت هنا ل…”
“ربما، هي تبحث عن هذا،” جاء صوت غير متوقع، يتردد صدى صوته في الهواء ويرافقه صوت الأحذية المميز الذي يطحن على طبقة من الثلج المتجمد.
استمعت أجاثا باهتمام قبل أن تحني رأسها، وتقدم لحظة هادئة من الاحترام والتلاوة.
عندما سمعت الصوت، أعيد توجيه انتباه آني على الفور. ظهرت كاهنة ويداها ممسكتان بلطف بعصا بالية وبندقية صيد بدت مألوفة بشكل لافت للنظر.
أخيرًا، تحدث الحارس الشاب الذي يرتدي ملابس سوداء منزعجًا، “يا حارسة البوابة، عانت المدينة من خسائر مدمرة. وهذا يجعلنا عرضة للكوارث الثانوية الناجمة عن انتشار الموت والخوف والهوس بين السكان. من المحتمل أننا نحتاج إلى العديد من الاحتفالات الكبرى لتهدئة الروح، لكن الكاتدرائية حاليًا…”
“لقد ترك ولي أمرك هذا العالم،” قالت الكاهنة بهدوء، وهي تنحني لتضع الأغراض عند قدمي آني. “لسوء الحظ، لن يتمكن من رؤيتك مرة أخرى؛ كل ما تبقى منه هو رماده.”
أخيرًا، تحدث الحارس الشاب الذي يرتدي ملابس سوداء منزعجًا، “يا حارسة البوابة، عانت المدينة من خسائر مدمرة. وهذا يجعلنا عرضة للكوارث الثانوية الناجمة عن انتشار الموت والخوف والهوس بين السكان. من المحتمل أننا نحتاج إلى العديد من الاحتفالات الكبرى لتهدئة الروح، لكن الكاتدرائية حاليًا…”
للحظة، حدقت آني ببساطة في العصا والبندقية الموضوعة أمامها. ثم، بحركة متعمدة، انحنت لتلتقطها، وضمتها بالقرب من صدرها كما لو كانت تحتضن آخر الذكريات الملموسة لشخص تحبه بشدة.
ثم، كما لو كان في إشارة، طفت قشعريرة هامسة في الهواء. نظر الحارس إلى السماء، ولاحظ رقصة باليه رقيقة من رقاقات الثلج تتساقط من السماء. لمرة واحدة، لم يكن رمادًا متخفيًا في شكل ثلج، بل كان عبارة عن رقائق حقيقية، مظهرًا لنعمة الشتاء البكر.
“أفهم،” همست آني بهدوء، وكان صوتها مشوبًا بإدراك حزين. “لقد ذهب حارس البوابة مع جدي.”
كانت عبارة الطفلة تحوم في الهواء، محملة بالدلالات والألغاز التي بدت وكأنها تتجاوز ظروفها الحالية. شعرت أجاثا، معصوبة العينين ولكنها شديدة الإدراك، بعمق كلمات آني، وأدركت أن الطفلة قد فهمت حقيقة معقدة – حقيقة واجه حتى البالغين في مدينتها صعوبة في فهمها.
“كوني حذرة مع هذا السلاح،” حذر الحارس، ويده تتحرك غريزيًا نحوها كما لو كان سيأخذ السلاح بعيدًا.
سألها الحارس بهدوء وهو مهتم بنقش ملامحه، “ما الذي يزعجك يا عزيزتي؟ ما الذي تبحثين عنه؟”
“لا بأس،” قاطعته الكاهنة، وكان صوتها مزيجًا من الوداعة والسلطة. “فرغت البندقية. دعها تحتفظ بها؛ ربما كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض.”
كان المسار الذي يتعرج عبر المقبرة عبارة عن فوضى، ومليء بمزيج من الطين والحطام الأسود. حتى مسكن القائم بالرعاية المتواضع لم يسلم وكان غارقًا بالمثل. كانت هناك طبقة قذرة من الثلج المتسخ ممزوجة بالطين، وتغطي المقبرة مثل بطانية كريهة.
لم يكن متأكدًا للحظة ولكن احترامًا لحكمة الكاهنة، سحب الحارس يده. ثم حول انتباهه إلى مسح آثار المعركة في المقبرة كما لو كان يبحث عن أدلة أو تطمينات في مناظرها الطبيعية المليئة بالندوب.
استمعت أجاثا باهتمام قبل أن تحني رأسها، وتقدم لحظة هادئة من الاحترام والتلاوة.
كان المسار الذي يتعرج عبر المقبرة عبارة عن فوضى، ومليء بمزيج من الطين والحطام الأسود. حتى مسكن القائم بالرعاية المتواضع لم يسلم وكان غارقًا بالمثل. كانت هناك طبقة قذرة من الثلج المتسخ ممزوجة بالطين، وتغطي المقبرة مثل بطانية كريهة.
بدا الحارس مذهولًا بشكل واضح للحظة، وسرعان ما تحول تعبيره من الصدمة إلى شيء يشبه الإنكار. كان الأمر كما لو أنه سجل للتو التغيير في ملابس أجاثا.
كان من الواضح أن العديد من الفظائع حاولت تدنيس هذه الأرض المقدسة، وقد تميزت محاولاتهم الفاشلة بندوب قتالية مختلفة ووفيات مخفية مخبأة الآن تحت الثلج. مع تفريق قوى الظلام، يبدو أن أسرار زوالهم قد نقلتها الريح بعيدًا، فضاعت في سجلات التاريخ.
آني، التي اشتبهت في أن أجاثا قد لا تصدق كلماتها تمامًا، أشارت على وجه السرعة نحو الأجزاء العميقة من المقبرة. وأكدت، “لقد غادر من هذا الاتجاه.”
ثم، كما لو كان في إشارة، طفت قشعريرة هامسة في الهواء. نظر الحارس إلى السماء، ولاحظ رقصة باليه رقيقة من رقاقات الثلج تتساقط من السماء. لمرة واحدة، لم يكن رمادًا متخفيًا في شكل ثلج، بل كان عبارة عن رقائق حقيقية، مظهرًا لنعمة الشتاء البكر.
أمالت أجاثا رأسها، ويبدو أنها تحدق باهتمام في المكان الذي أشارت إليه آني. خلف عصابة عينيها السوداء، ومض بصيص عابر من الضوء الأخضر الأثيري للحظات كما لو كانت ترى حقًا شيئًا خارج النطاق العادي.
ومع تساقط الثلوج، انفجر شعاع مفاجئ من الضوء عبر السحب، مخترقًا الكآبة مثل السكين. لقد كان رمزًا للأمل، يبشر بعودة الشمس التي طال انتظارها.
عندما سمعت الصوت، أعيد توجيه انتباه آني على الفور. ظهرت كاهنة ويداها ممسكتان بلطف بعصا بالية وبندقية صيد بدت مألوفة بشكل لافت للنظر.
في تلك اللحظة، ملأ الهواء صوت قعقعة محرك بخاري بعيد، وتضاعفت ضجيجه مع اقترابه من المقبرة. توقفت سيارة بخارية مصفحة أخيرًا عند المدخل الكبير، مما جذب انتباه فرقة من الحراس الذين يقومون بدوريات. وبينما يسارعون إلى السيارة، ظهرت الصدمة على وجوههم، وسرعان ما حلت محلها تحية احترام عندما خرج أحد الأشخاص.
سألها الحارس بهدوء وهو مهتم بنقش ملامحه، “ما الذي يزعجك يا عزيزتي؟ ما الذي تبحثين عنه؟”
تردد صدى وقع الأقدام على الطريق المؤدي إلى مقصورة الحارس. وقف الحارس الشاب، الذي يرتدي زيًا أسودًا قاتمًا، على الفور منتبهًا وألقى التحية، وكان الارتباك يخيم على صوته. “حارسة البوابة، هل أنت هنا ل…”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“تقييم المقابر،” جاء الرد مقتضبًا ولكن حاسمًا من الوافد الجديد.
عندما سمعت الصوت، أعيد توجيه انتباه آني على الفور. ظهرت كاهنة ويداها ممسكتان بلطف بعصا بالية وبندقية صيد بدت مألوفة بشكل لافت للنظر.
عند سماع هذا الصوت الجديد، خرجت آني من أحلام اليقظة. كانت عيناها ممسكتين بالعصا والبندقية بالقرب منها، وبحثت بشكل غريزي عن المصدر وسقطت على امرأة تزين برداء كاهن أسود.
عند سماع هذا الصوت الجديد، خرجت آني من أحلام اليقظة. كانت عيناها ممسكتين بالعصا والبندقية بالقرب منها، وبحثت بشكل غريزي عن المصدر وسقطت على امرأة تزين برداء كاهن أسود.
كانت بشرتها عبارة عن ظل أثيري من اللون الأبيض، يكاد يكون متوهجًا بهالة هادئة ولكن جليدية. بالنسبة لآني، بدا الأمر وكأنه ضباب بارد، مقلق ولكنه مريح بشكل غريب. كانت بشرتها تحمل ندوبًا عديدة، لا تشوبها شائبة من الدم أو تغير اللون كما لو كانت دمية خزفية شهدت معركة.
“كانت الحصيلة فادحة،” وأضافت الكاهنة بصوت يشوبه الحزن. “لقد فقد جميع حراس القبور والحراس المعينين في هذه المنطقة تقريبًا في القتال. كما تكبدت قوات الدفاع بالمدينة في هذا القطاع خسائر فادحة.”
وكانت تغطي عينيها عصابة سوداء، مما يدل على ضعف البصر. ومع ذلك، وعلى الرغم من عماها الواضح، شعرت آني كما لو أن المرأة “تراها” حقًا – كان حضورها ينضح بنظرة أثيرية بدت وكأنها تقطع نسيج عصابة العينين.
وبجانبهما، بدا أن الكاهنة تتصارع مع مخاوفها الخاصة. أخيرًا، لم تتمكن من التراجع، التفتت إلى أجاثا، وعيناها مشوبتان بالقلق. “صحتك – كيف حالك حقًا؟”
أضاء وميض من الإدراك ببطء في عيني آني، ولكن كان من الواضح أن المرأة، أجاثا، تعرفت عليها منذ اللحظة التي التقيا فيها.
عندما سمعت الصوت، أعيد توجيه انتباه آني على الفور. ظهرت كاهنة ويداها ممسكتان بلطف بعصا بالية وبندقية صيد بدت مألوفة بشكل لافت للنظر.
“آني، أليس كذلك؟” استفسرت أجاثا بهدوء وهي تمشط شعر الطفلة بلطف. ثم تحولت عينيها إلى العصا والبندقية التي تشبثت بها آني بشدة. صمتت للحظات، ووجهت كلماتها نحو الكاهن الذي يقف خلفها. “كان سفح الجبل هو نقطة الهجوم الأولى. وكانت هذه المقابر بمثابة جدران دفاعية، حيث أوقفت حشدًا من الوحوش من الانتشار إلى شوارع المدينة.”
ومع تساقط الثلوج، انفجر شعاع مفاجئ من الضوء عبر السحب، مخترقًا الكآبة مثل السكين. لقد كان رمزًا للأمل، يبشر بعودة الشمس التي طال انتظارها.
“كانت الحصيلة فادحة،” وأضافت الكاهنة بصوت يشوبه الحزن. “لقد فقد جميع حراس القبور والحراس المعينين في هذه المنطقة تقريبًا في القتال. كما تكبدت قوات الدفاع بالمدينة في هذا القطاع خسائر فادحة.”
ومع ذلك، عندما خطت خطواتها الأولى، توقفت مؤقتًا. “حارس البوابة، الذي “على الجانب الآخر” كما هو مذكور في الكتب المقدسة… لقد غادر بهذه الطريقة،” نظرت آني إلى أجاثا، التي كانت حواجبها متماسكة معًا بمهارة.
استمعت أجاثا باهتمام قبل أن تحني رأسها، وتقدم لحظة هادئة من الاحترام والتلاوة.
استمعت أجاثا باهتمام قبل أن تحني رأسها، وتقدم لحظة هادئة من الاحترام والتلاوة.
أخيرًا، تحدث الحارس الشاب الذي يرتدي ملابس سوداء منزعجًا، “يا حارسة البوابة، عانت المدينة من خسائر مدمرة. وهذا يجعلنا عرضة للكوارث الثانوية الناجمة عن انتشار الموت والخوف والهوس بين السكان. من المحتمل أننا نحتاج إلى العديد من الاحتفالات الكبرى لتهدئة الروح، لكن الكاتدرائية حاليًا…”
وكانت تغطي عينيها عصابة سوداء، مما يدل على ضعف البصر. ومع ذلك، وعلى الرغم من عماها الواضح، شعرت آني كما لو أن المرأة “تراها” حقًا – كان حضورها ينضح بنظرة أثيرية بدت وكأنها تقطع نسيج عصابة العينين.
“يمكن وضع المخاوف بشأن مراسم تهدئة النفس جانبًا،” قاطعت أجاثا، نابعة من جو من السلطة الهادئة. “أنا الآن أتولى منصب رئيس الأساقفة. لقد انتقل رئيس الأساقفة إيفان إلى رحلة مختلفة.”
“لا بأس،” قاطعته الكاهنة، وكان صوتها مزيجًا من الوداعة والسلطة. “فرغت البندقية. دعها تحتفظ بها؛ ربما كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض.”
بدا الحارس مذهولًا بشكل واضح للحظة، وسرعان ما تحول تعبيره من الصدمة إلى شيء يشبه الإنكار. كان الأمر كما لو أنه سجل للتو التغيير في ملابس أجاثا.
وبجانبهما، بدا أن الكاهنة تتصارع مع مخاوفها الخاصة. أخيرًا، لم تتمكن من التراجع، التفتت إلى أجاثا، وعيناها مشوبتان بالقلق. “صحتك – كيف حالك حقًا؟”
لقد اختفى المعطف الهائل الذي كان يشير ذات مرة إلى دورها كحارسة بوابة فروست. وحل مكانه رداء أقرب إلى ثياب رجل المعتقد، مما يعكس مجموعة واجباتها ومسؤولياتها الجديدة.
لم يكن عليها أن تنظر بعيدًا. كان هذا الشخص، وهو رجل مسن يبدو مثقلًا بسنوات من الحزن، يقف على مسافة قصيرة. لقد تعرف عليها لفترة وجيزة فقط بإشارة رافضة من يده قبل أن يتقدم إلى داخل المقبرة. سار نحو شخصية مهيبة ترتدي رداءً أسود، ملفوفًا بالضمادات، ويحمل عصا مصنوعة مما بدا أنه خشب ميت. كان المشهد مشابهًا بشكل مقلق لأوصاف حارس بوابة بارتوك، وهو شخصية أسطورية ظهرت في النصوص المقدسة للكنيسة.
“حتى الآن، ما زلت أؤدي واجبات حارسة البوابة، ويظل الحراس تحت إمرتي،” أوضحت أجاثا، ومع ذلك كانت عيناها المعصوبتان متناغمتين تمامًا مع ردود أفعال مرؤوسيها. “سيكون هذا هو الحال حتى يقوم مقر كنيسة الموت بتعيين رئيس أساقفة جديد أو يأخذ مكاني حارس بوابة جديد. عند تلك النقطة، قد أصبح رسميًا رئيس أساقفة هذه الدولة المدينة. في الوقت الحالي، أولويتنا هي الحفاظ على الاستقرار داخل الدولة المدينة.”
“لقد ترك ولي أمرك هذا العالم،” قالت الكاهنة بهدوء، وهي تنحني لتضع الأغراض عند قدمي آني. “لسوء الحظ، لن يتمكن من رؤيتك مرة أخرى؛ كل ما تبقى منه هو رماده.”
“نعم… حارسة البوابة.”
وبجانبهما، بدا أن الكاهنة تتصارع مع مخاوفها الخاصة. أخيرًا، لم تتمكن من التراجع، التفتت إلى أجاثا، وعيناها مشوبتان بالقلق. “صحتك – كيف حالك حقًا؟”
تردد الحارس الشاب لفترة وجيزة، وسقطت نظراته على الأرض قبل أن يختار استخدام اللقب المألوف والمحترم، “حارسة البوابة.”
الفصل 435 “بدأ تساقط الثلج”
غير منزعجة من هذه القضايا البسيطة المتعلقة بالشكليات، أعادت أجاثا توجيه انتباهها إلى آني.
ظهرت شخصية باحتراز من كوخ متواضع على حافة المقبرة، وفتحت الباب الخشبي الثقيل بصوت بطيء. داخل المساحة ذات الإضاءة الخافتة، كانت فتاة صغيرة تدعى آني متجمعة، وكان جسدها يرتجف. وأثناء خروجها، حملت الريح العاتية التي تبعتها رائحة البارود النفاذة، وهي بقايا من الأعمال العدائية الأخيرة.
“اذهبي إلى المنزل،” قالت للفتاة بهدوء. “والدتك آمنة وتنتظرك.”
كان المسار الذي يتعرج عبر المقبرة عبارة عن فوضى، ومليء بمزيج من الطين والحطام الأسود. حتى مسكن القائم بالرعاية المتواضع لم يسلم وكان غارقًا بالمثل. كانت هناك طبقة قذرة من الثلج المتسخ ممزوجة بالطين، وتغطي المقبرة مثل بطانية كريهة.
عند سماع ذكر والدتها، تحول تعبير آني من التردد إلى التصميم. أومأت برأسها، واستعدت للمغادرة مع الحراس المرافقين لها.
“إذا أصبحت حارسة، هل يمكنني الاحتفاظ ببندقية جدي وعصاه؟” دارت حولها، وثبتت عينيها على أجاثا، نظرتها جادة ومليئة بالصدق الذي كان ناضجًا جدًا بالنسبة لصغر سنها.
ومع ذلك، عندما خطت خطواتها الأولى، توقفت مؤقتًا. “حارس البوابة، الذي “على الجانب الآخر” كما هو مذكور في الكتب المقدسة… لقد غادر بهذه الطريقة،” نظرت آني إلى أجاثا، التي كانت حواجبها متماسكة معًا بمهارة.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
كانت عبارة الطفلة تحوم في الهواء، محملة بالدلالات والألغاز التي بدت وكأنها تتجاوز ظروفها الحالية. شعرت أجاثا، معصوبة العينين ولكنها شديدة الإدراك، بعمق كلمات آني، وأدركت أن الطفلة قد فهمت حقيقة معقدة – حقيقة واجه حتى البالغين في مدينتها صعوبة في فهمها.
عند سماع هذا الصوت الجديد، خرجت آني من أحلام اليقظة. كانت عيناها ممسكتين بالعصا والبندقية بالقرب منها، وبحثت بشكل غريزي عن المصدر وسقطت على امرأة تزين برداء كاهن أسود.
آني، التي اشتبهت في أن أجاثا قد لا تصدق كلماتها تمامًا، أشارت على وجه السرعة نحو الأجزاء العميقة من المقبرة. وأكدت، “لقد غادر من هذا الاتجاه.”
لقد اختفى المعطف الهائل الذي كان يشير ذات مرة إلى دورها كحارسة بوابة فروست. وحل مكانه رداء أقرب إلى ثياب رجل المعتقد، مما يعكس مجموعة واجباتها ومسؤولياتها الجديدة.
أمالت أجاثا رأسها، ويبدو أنها تحدق باهتمام في المكان الذي أشارت إليه آني. خلف عصابة عينيها السوداء، ومض بصيص عابر من الضوء الأخضر الأثيري للحظات كما لو كانت ترى حقًا شيئًا خارج النطاق العادي.
أخيرًا، تحدث الحارس الشاب الذي يرتدي ملابس سوداء منزعجًا، “يا حارسة البوابة، عانت المدينة من خسائر مدمرة. وهذا يجعلنا عرضة للكوارث الثانوية الناجمة عن انتشار الموت والخوف والهوس بين السكان. من المحتمل أننا نحتاج إلى العديد من الاحتفالات الكبرى لتهدئة الروح، لكن الكاتدرائية حاليًا…”
وأخيرا، أعادت تركيزها إلى آني. “هل ترغبين في أن تصبحي حارسة؟” هي سألت.
وبهذا ينتهي أرك فروست – من الناحية النظرية – الذي طال أمده الدهر، وسنخوض رحلة ومغامرة جديدة مع دنكان وطاقم الضائعة في البحر اللامحدود، ونكتشف غموض العالم.
خيم الارتباك على وجه الفتاة الصغيرة. من الواضح أنها لم تكن تعرف كيفية التعامل مع هذا الاستفسار المفاجئ. بعد لحظة، يبدو أن الفهم يضيئ عينيها. “تقصدين، مثلك ومثل جدي؟”
“ستكون رحلة طويلة،” قالت أجاثا وشفتاها تنحنيان بابتسامة رقيقة متفهمة. “لكن في الوقت الحالي، دعينا لا نتعجل في ذلك. عودي إلى المنزل أولًا. إذا كنت لا تزالي ترغبين في متابعة هذا المسار، فإن الخطوة الأولى ستكون حضور معهد كنيسة الموت الأساسي.”
“اذهبي إلى المنزل،” قالت للفتاة بهدوء. “والدتك آمنة وتنتظرك.”
بقبولها كلمات أجاثا، على الرغم من عدم فهمها الكامل لآثارها الكاملة، تخلت آني على مضض عن البندقية والعصا للحارس الذي يقف بجانبها.
تردد صدى وقع الأقدام على الطريق المؤدي إلى مقصورة الحارس. وقف الحارس الشاب، الذي يرتدي زيًا أسودًا قاتمًا، على الفور منتبهًا وألقى التحية، وكان الارتباك يخيم على صوته. “حارسة البوابة، هل أنت هنا ل…”
“إذا أصبحت حارسة، هل يمكنني الاحتفاظ ببندقية جدي وعصاه؟” دارت حولها، وثبتت عينيها على أجاثا، نظرتها جادة ومليئة بالصدق الذي كان ناضجًا جدًا بالنسبة لصغر سنها.
ظهرت شخصية باحتراز من كوخ متواضع على حافة المقبرة، وفتحت الباب الخشبي الثقيل بصوت بطيء. داخل المساحة ذات الإضاءة الخافتة، كانت فتاة صغيرة تدعى آني متجمعة، وكان جسدها يرتجف. وأثناء خروجها، حملت الريح العاتية التي تبعتها رائحة البارود النفاذة، وهي بقايا من الأعمال العدائية الأخيرة.
درستها أجاثا للحظة، وكانت عيناها المغمضتان غير قابلة للقراءة لكنها مستغرقة في التفكير العميق. وقالت أخيرًا، “إذا ظلت رغبتك دون تغيير بعد ثلاث سنوات من الآن، فلديك إذن مني.”
كانت عبارة الطفلة تحوم في الهواء، محملة بالدلالات والألغاز التي بدت وكأنها تتجاوز ظروفها الحالية. شعرت أجاثا، معصوبة العينين ولكنها شديدة الإدراك، بعمق كلمات آني، وأدركت أن الطفلة قد فهمت حقيقة معقدة – حقيقة واجه حتى البالغين في مدينتها صعوبة في فهمها.
أومأت آني برأسها واستدارت للمغادرة، وبينما تبتعد، عادت المقبرة بسرعة إلى حالتها السابقة الهادئة.
آني، التي اشتبهت في أن أجاثا قد لا تصدق كلماتها تمامًا، أشارت على وجه السرعة نحو الأجزاء العميقة من المقبرة. وأكدت، “لقد غادر من هذا الاتجاه.”
“هل كنتِ جادة فيما قلتيه لها؟” سأل الحارس الشاب الذي يرتدي ملابس سوداء، وصوته مشوب بالشك. “إنها مجرد طفلة، وقدراتها الكامنة لم يكشف عنها بعد. إن الاستيلاء على عصا الجندي القديم وبندقية – هذه ليست مجرد رموز؛ إنهما يتحملان مسؤوليات تتجاوز بكثير تدريب الحارس النموذجي.”
ثم، كما لو كان في إشارة، طفت قشعريرة هامسة في الهواء. نظر الحارس إلى السماء، ولاحظ رقصة باليه رقيقة من رقاقات الثلج تتساقط من السماء. لمرة واحدة، لم يكن رمادًا متخفيًا في شكل ثلج، بل كان عبارة عن رقائق حقيقية، مظهرًا لنعمة الشتاء البكر.
كان صوت أجاثا هادئًا مثل الهدوء الذي يلف المقبرة. قالت بهدوء، “لديها القدرة على إدراك دليل عالم الراحلين،” ويبدو أن عينيها، على الرغم من معصوبتيهما، تركزان على المسارات البعيدة المؤدية إلى عمق المقبرة. “لقد حصلتُ على نفس الهدية عندما كنت في مثل عمرها.”
“لقد ترك ولي أمرك هذا العالم،” قالت الكاهنة بهدوء، وهي تنحني لتضع الأغراض عند قدمي آني. “لسوء الحظ، لن يتمكن من رؤيتك مرة أخرى؛ كل ما تبقى منه هو رماده.”
استوعب الحارس الشاب هذا الكشف في صمت، وهو يتصارع مع فداحة ما قالته أجاثا للتو.
“تقييم المقابر،” جاء الرد مقتضبًا ولكن حاسمًا من الوافد الجديد.
وبجانبهما، بدا أن الكاهنة تتصارع مع مخاوفها الخاصة. أخيرًا، لم تتمكن من التراجع، التفتت إلى أجاثا، وعيناها مشوبتان بالقلق. “صحتك – كيف حالك حقًا؟”
في تلك اللحظة، ملأ الهواء صوت قعقعة محرك بخاري بعيد، وتضاعفت ضجيجه مع اقترابه من المقبرة. توقفت سيارة بخارية مصفحة أخيرًا عند المدخل الكبير، مما جذب انتباه فرقة من الحراس الذين يقومون بدوريات. وبينما يسارعون إلى السيارة، ظهرت الصدمة على وجوههم، وسرعان ما حلت محلها تحية احترام عندما خرج أحد الأشخاص.
“أنا بخير،” أكدت لها أجاثا، وهزت رأسها قليلًا كما لو كانت لتبديد مخاوف الكاهنة. “لقد أثرت الأحداث الأخيرة على هذه الهيئة، لكنني سأتدبر الأمر.”
“كوني حذرة مع هذا السلاح،” حذر الحارس، ويده تتحرك غريزيًا نحوها كما لو كان سيأخذ السلاح بعيدًا.
كانت كلمات أجاثا هادئة، لكنها احتوت على طبقات من المرونة التي اكتسبتها بشق الأنفس والمعرفة الضمنية بالصراعات التي لا توصف، مما عزز مكانتها ليس فقط كحارسة ولكن ربما كركيزة مستقبلية للدولة المدينة التي كانوا جميعًا يسعون جاهدين لحمايتها.
“ستكون رحلة طويلة،” قالت أجاثا وشفتاها تنحنيان بابتسامة رقيقة متفهمة. “لكن في الوقت الحالي، دعينا لا نتعجل في ذلك. عودي إلى المنزل أولًا. إذا كنت لا تزالي ترغبين في متابعة هذا المسار، فإن الخطوة الأولى ستكون حضور معهد كنيسة الموت الأساسي.”
وبهذا ينتهي أرك فروست – من الناحية النظرية – الذي طال أمده الدهر، وسنخوض رحلة ومغامرة جديدة مع دنكان وطاقم الضائعة في البحر اللامحدود، ونكتشف غموض العالم.
وبجانبهما، بدا أن الكاهنة تتصارع مع مخاوفها الخاصة. أخيرًا، لم تتمكن من التراجع، التفتت إلى أجاثا، وعيناها مشوبتان بالقلق. “صحتك – كيف حالك حقًا؟”
ثاني شيئ، رمضان كريم علينا وعليكم وينعاد على الجميع بالصحة والسلامة، ولأن رمضان شهر عبادة، فقررت ان مواعيد التنزيل في رمضان هتكون الايام الآتية: ١ رمضان اللي هو اليوم، ١١ رمضان (٢١ مارس)، ٢١ رمضان (١ أبريل)، ٣٠ رمضان (٩ابريل). وكلهم بإذن الله دفعة من أكثر من ٧ فصول، ممكن يوصلوا ل ١٠ وأكثر. رمضان كريم مرة ثانية.
بقبولها كلمات أجاثا، على الرغم من عدم فهمها الكامل لآثارها الكاملة، تخلت آني على مضض عن البندقية والعصا للحارس الذي يقف بجانبها.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
ثم، كما لو كان في إشارة، طفت قشعريرة هامسة في الهواء. نظر الحارس إلى السماء، ولاحظ رقصة باليه رقيقة من رقاقات الثلج تتساقط من السماء. لمرة واحدة، لم يكن رمادًا متخفيًا في شكل ثلج، بل كان عبارة عن رقائق حقيقية، مظهرًا لنعمة الشتاء البكر.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
كان من الواضح أن العديد من الفظائع حاولت تدنيس هذه الأرض المقدسة، وقد تميزت محاولاتهم الفاشلة بندوب قتالية مختلفة ووفيات مخفية مخبأة الآن تحت الثلج. مع تفريق قوى الظلام، يبدو أن أسرار زوالهم قد نقلتها الريح بعيدًا، فضاعت في سجلات التاريخ.
“آني، أليس كذلك؟” استفسرت أجاثا بهدوء وهي تمشط شعر الطفلة بلطف. ثم تحولت عينيها إلى العصا والبندقية التي تشبثت بها آني بشدة. صمتت للحظات، ووجهت كلماتها نحو الكاهن الذي يقف خلفها. “كان سفح الجبل هو نقطة الهجوم الأولى. وكانت هذه المقابر بمثابة جدران دفاعية، حيث أوقفت حشدًا من الوحوش من الانتشار إلى شوارع المدينة.”
“يمكن وضع المخاوف بشأن مراسم تهدئة النفس جانبًا،” قاطعت أجاثا، نابعة من جو من السلطة الهادئة. “أنا الآن أتولى منصب رئيس الأساقفة. لقد انتقل رئيس الأساقفة إيفان إلى رحلة مختلفة.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
