التسنّط
الفصل 376 “التسنّط”
وسرعان ما تبعه الكاهنان المتبقيان، “باسم سيد الموت، بارتوك…”
تردد صدى طنين الآلات المستمر عبر الشبكة المتاهة الواسعة للبنية التحتية للمصنع، الأنابيب الشاهقة التي تعمل بمثابة الشرايين تنبض مع اندفاع الماء المستمر، مما يخلق سيمفونية ميكانيكية ملأت الكهف الصناعي. كانت الرائحة المميزة والنفاذة للكواشف الكيميائية القاسية تنبعث في الهواء، وهو عطر ضار قوي للغاية لدرجة حيازته القدرة على تحريك المعدة بنفحة واحدة.
في الواقع، كان التدخل الإدراكي موجودًا، والذي استمر حتى في حضورها، “حارسة بوابة فروست” الهائلة.
وقفت حارسة البوابة الشابة، أجاثا، بصلابة بجانب السياج الواقي، وضاقت عيناها عندما تفحصت البركة العازلة الممتدة تحتها. دار السائل المعتم في الداخل وزبد بعنف، وتكسر فقاعة من حين لآخر السطح لتطلق وميضًا من الدخان ذي اللون الغريب. شابه الخزان بشكل مخيف العصائر الهضمية المتموجة لبعض المخلوقات العملاقة الأخرى.
يبدو أن استفسارها قد فاجأ المدير، لكنه تعافى بسرعة، وأجاب، “يبدأ العلاج بتنقية البخار عالي الضغط للقضاء على أي تلوث محتمل. كما تعلمين، فإن هذه المياه العادمة، بعد تفاعلها مع البشر وانتقالها عبر خطوط أنابيب غامضة ومتعرجة، غالبًا ما تصبح مضيفًا لبعض الأشياء غير المرغوب فيها. وتتبع عملية التنقية بالبخار عملية الترسيب والترشيح. ما تلاحظيه تحتنا هو بركة الترسيب. تتم عملية تنقية البخار الثانية بعد هذه المرحلة. وبعد ذلك، يعاد تدوير جزء من المياه المعالجة إلى نظام المصنع، بينما يُطلق الجزء المتبقي… في البحر.”
في مكان قريب، وقف مدير المصنع، يرتدي معطفًا بنيًا فاتحًا ويحمل علامات واضحة لتساقط الشعر مع تقدم العمر، بخطوة خلف أجاثا. كان القلق واضحًا على وجهه، وكانت يده تعبث بالزر الموجود على صدره كما لو كان مرساة تشتد الحاجة إليها في هذه العاصفة من عدم اليقين.
“يجب أن يكون هناك كاهنان فقط هنا. ينظم عدد الكهنة المقيمين على جميع مستويات المرافق البلدية بدقة. ومن أين أتى هذا الكاهن الثالث؟”
“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”
تردد صدى الأصوات الثلاثية في جوقة متتالية، مما أثار عبوس أجاثا.
استوعبت أجاثا تقريره في صمت قبل أن تطرح سؤالها الأول فجأة، “ما هو الإجراء القياسي لمعالجة مياه الصرف الصحي هنا؟”
المدير، الذي بدا الآن غير مستقر بشكل واضح، لم يتمكن من احتواء فضوله لفترة أطول، توسّل “حارسة البوابة”، وهو يمسح جبهته اللامعة، “ماذا… ما الذي حدث بالضبط؟ هل هناك شكل من أشكال التلوث ينتشر عبر شبكة الصرف الصحي لدينا؟”
يبدو أن استفسارها قد فاجأ المدير، لكنه تعافى بسرعة، وأجاب، “يبدأ العلاج بتنقية البخار عالي الضغط للقضاء على أي تلوث محتمل. كما تعلمين، فإن هذه المياه العادمة، بعد تفاعلها مع البشر وانتقالها عبر خطوط أنابيب غامضة ومتعرجة، غالبًا ما تصبح مضيفًا لبعض الأشياء غير المرغوب فيها. وتتبع عملية التنقية بالبخار عملية الترسيب والترشيح. ما تلاحظيه تحتنا هو بركة الترسيب. تتم عملية تنقية البخار الثانية بعد هذه المرحلة. وبعد ذلك، يعاد تدوير جزء من المياه المعالجة إلى نظام المصنع، بينما يُطلق الجزء المتبقي… في البحر.”
أومأ المدير، الذي كان شعره خفيفًا ومائلًا بعض الشيء، برأسه وابتعد بسرعة، محاولًا بشكل واضح استعادة رباطة جأشه. وقفت أجاثا جامدة بجانب البركة العازلة، وركزت نظرتها على صورته الظلية المنسحبة حتى اختفت خلف باب بعيد. عندها فقط أشارت إلى الحراس القريبين، الذين اكتشفوا بالفعل التوتر المتنامي.
عندما أنهى شرحه، أومأت أجاثا برأسها بمهارة، ثم استفسرت مرة أخرى، “ما هو الوقت التقريبي لعبور مياه الصرف الصحي من شارع شمال أوك إلى هذا الموقع؟”
“نعم،” ابتسم المدير، ولم يكن التوتر في ملامحه مقنعًا تمامًا. “يراقب كل ركن من أركان هذا المكان بواسطة نظام إنذار متقن، مصمم خصيصًا للكشف عن أي آثار للتلوث المدنس. علاوة على ذلك، يضم مركز العلاج هذا ثلاثة كهنة مقيمين متخصصين، يقومون بإجراء اختبارات منتظمة على عينات المياه…”
وذكر المدير، “اعتمادًا على ظروف محددة، لا تتجاوز المدة عمومًا الساعتين.”
في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.
“ومدة احتباس مياه الصرف الصحي هنا؟”
وكان هذا “الكاهن” الثاني.
“يستبدل الماء الموجود في حوض الترسيب كل اثنتين وسبعين ساعة،” أوضح المدير، وتصاعد قلقه وهو يمسح العرق عن جبينه المجعد. “إن إجراءات التنقية والتفتيش لدينا تتبع إرشادات صارمة ولا يمكن اختصارها تحت هذه الفترة الزمنية.”
كان المدير، الذي تراجع خط شعره، هو الشخص الوحيد الذي تمكن من الاندفاع نحو أنبوب قريب، وأطلق صرخات حادة من الرعب المطلق.
أومأت أجاثا برأسها مرة أخرى، وبدت غارقة في أفكارها، حيث عالج عقلها المعلومات ووفقها مع الجدول الزمني لـ “حادثة التزييف” في المبنى السكني والجدول الزمني لمعالجة مياه الصرف الصحي. فكرت بصوت عالٍ، “لذا، إذا تمكن الكيان من الهروب عبر نظام الصرف الصحي، فيجب أن يظل موجودًا هنا…”
أمرت أجاثا الكهنة الثلاثة بالتفرق، ثم شرعت نظرتها في مسح بطيء ودقيق لبحر الوجوه أمامها.
المدير، الذي بدا الآن غير مستقر بشكل واضح، لم يتمكن من احتواء فضوله لفترة أطول، توسّل “حارسة البوابة”، وهو يمسح جبهته اللامعة، “ماذا… ما الذي حدث بالضبط؟ هل هناك شكل من أشكال التلوث ينتشر عبر شبكة الصرف الصحي لدينا؟”
في الواقع، كان التدخل الإدراكي موجودًا، والذي استمر حتى في حضورها، “حارسة بوابة فروست” الهائلة.
“لا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال تمامًا،” ردت أجاثا، وألقت نظرة سريعة على المدير الذي بدا مهتزًا بشكل واضح قبل أن تحول انتباهها نحو تجمع الحراس الذين يرتدون ملابس سوداء موحدة. وكانوا يجمعون العينات بشكل منهجي ويفحصون المعدات المختلفة في جميع أنحاء المنشأة. “ومع ذلك، بناءً على اختباراتنا حتى الآن، يبدو أن الظروف هنا ضمن المعايير الطبيعية.”
في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.
“نعم،” ابتسم المدير، ولم يكن التوتر في ملامحه مقنعًا تمامًا. “يراقب كل ركن من أركان هذا المكان بواسطة نظام إنذار متقن، مصمم خصيصًا للكشف عن أي آثار للتلوث المدنس. علاوة على ذلك، يضم مركز العلاج هذا ثلاثة كهنة مقيمين متخصصين، يقومون بإجراء اختبارات منتظمة على عينات المياه…”
في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.
“كهنة مقيمين؟” تدخلت أجاثا، وكانت لهجتها تشير إلى أنها تذكرت شيئًا مهمًا. استدارت لتواجه المدير، “هل قلت أن هناك ثلاثة كهنة مقيمين هنا؟”
أومأ المدير، الذي كان شعره خفيفًا ومائلًا بعض الشيء، برأسه وابتعد بسرعة، محاولًا بشكل واضح استعادة رباطة جأشه. وقفت أجاثا جامدة بجانب البركة العازلة، وركزت نظرتها على صورته الظلية المنسحبة حتى اختفت خلف باب بعيد. عندها فقط أشارت إلى الحراس القريبين، الذين اكتشفوا بالفعل التوتر المتنامي.
“ثلاثة… نعم، ثلاثة،” تلعثم المدير، ويبدو أنه يشعر بالقلق من التغيير المفاجئ في سلوك أجاثا. “هل… هل هناك مشكلة؟”
في الواقع، كان التدخل الإدراكي موجودًا، والذي استمر حتى في حضورها، “حارسة بوابة فروست” الهائلة.
“يجب أن يكون هناك كاهنان فقط هنا. ينظم عدد الكهنة المقيمين على جميع مستويات المرافق البلدية بدقة. ومن أين أتى هذا الكاهن الثالث؟”
استدار المدير متفاجئًا، “الجميع؟”
غدت ملامح المدير متصلبة على الفور، وظهر بريق من العرق البارد على جبينه بينما لوح الشعور الخوف في الأفق يستحوذ على هاتين العينين.
“لا!” أجاب المدير على الفور. “لقد وصل الطلب قبل خمسة عشر دقيقة فقط من تغيير الوردية. بقي جميع الأفراد المناوبين متمركزين هنا.”
لاحظت أجاثا رد فعله، ورفعت عصاها بسرعة ووضعتها على كتفه. قامت قوة مطمئنة بقمع موجات “الخوف” التي تهدد بغمر وعيه. أمرت بصوت صارم، “اسمع، من المهم أن تحافظ على رباطة جأشك. مهمتك التالية هي جمع كل الكهنة المقيمين وإحضارهم إلى هنا. أخبرهم أن حارسة البوابة تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الموقف. سلوكك لا ينبغي أن يكشف عن أي علامات الضيق، هل تفهم؟”
كانت امرأة ذات شحوب مروع على هامش رؤيتها تمد يدها في اتجاهها. كان كيان قطط، جمع من شظايا هيكل عظمي وماء أسود، منحنيًا بجانب المرأة.
يبدو أن انزعاج المدير قد خفت، وإن ظل متوترًا بعض الشيء. أومأ برأسه على عجل، “نعم، أنا… أفهم… سأبدأ على الفور.”
“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”
أومأت له أجاثا بالموافقة وسحبت عصاها. وبينما أوشكت على التراجع، بدت وكأنها تتذكر شيئًا مهمًا، “انتظر لحظة، ليس فقط الكهنة المقيمين. أريد أن يكون الجميع حاضرين هنا.”
هرع الحراس، الذين يرتدون ملابسهم السوداء، إلى العمل على الفور. بدأوا في ترتيب الأحرف الرونية المخفية بدقة حول الأرض المفتوحة المتاخمة للمسبح العازل، وقاموا بتوزيع الشبكة المعقدة من الأنابيب والتقاطعات بمزيج من الزيوت العطرية ومسحوق البخور المسحوق. وبمجرد الانتهاء من أعمالهم التحضيرية، اتخذوا مواقع استراتيجية حول الموقع، متنكرين يقظتهم تحت ستار عمليات التفتيش المستمرة للمنشآت.
استدار المدير متفاجئًا، “الجميع؟”
عندما أنهى شرحه، أومأت أجاثا برأسها بمهارة، ثم استفسرت مرة أخرى، “ما هو الوقت التقريبي لعبور مياه الصرف الصحي من شارع شمال أوك إلى هذا الموقع؟”
“الجميع،” كررت أجاثا، وقد كانت لهجتها مليئة بلمحة من عدم الارتياح. وتساءلت أيضًا، “منذ الأمس، هل خرج أحد من مركز العلاج هذا؟”
في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.
“لا!” أجاب المدير على الفور. “لقد وصل الطلب قبل خمسة عشر دقيقة فقط من تغيير الوردية. بقي جميع الأفراد المناوبين متمركزين هنا.”
على الرغم من عدم تمكّنها من ملاحظة أي تعابير مشبوهة أو حركات غير منتظمة، وبالرغم من عدم وجود أي شذوذات إدراكية، إلا أن البركة السماوية لبارتوك قد أكّدت وجود تضارب لأجاثا. كانت هذه التضارب مخفيّة في التوالُج الإيقاعي لأنفاسهم، والدقات الخافة لنبضات قلوبهم، حتى في تسليط ظلالهم على الأرض.
“ممتاز، اجمعهم جميعًا هنا. اشرح ذلك على أنه فحص إلزامي. إبقاء الأجواء خفيفة، وتجنب إثارة أي شبهة. الآن، تابع.”
“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”
أومأ المدير، الذي كان شعره خفيفًا ومائلًا بعض الشيء، برأسه وابتعد بسرعة، محاولًا بشكل واضح استعادة رباطة جأشه. وقفت أجاثا جامدة بجانب البركة العازلة، وركزت نظرتها على صورته الظلية المنسحبة حتى اختفت خلف باب بعيد. عندها فقط أشارت إلى الحراس القريبين، الذين اكتشفوا بالفعل التوتر المتنامي.
“لا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال تمامًا،” ردت أجاثا، وألقت نظرة سريعة على المدير الذي بدا مهتزًا بشكل واضح قبل أن تحول انتباهها نحو تجمع الحراس الذين يرتدون ملابس سوداء موحدة. وكانوا يجمعون العينات بشكل منهجي ويفحصون المعدات المختلفة في جميع أنحاء المنشأة. “ومع ذلك، بناءً على اختباراتنا حتى الآن، يبدو أن الظروف هنا ضمن المعايير الطبيعية.”
هرع الحراس، الذين يرتدون ملابسهم السوداء، إلى العمل على الفور. بدأوا في ترتيب الأحرف الرونية المخفية بدقة حول الأرض المفتوحة المتاخمة للمسبح العازل، وقاموا بتوزيع الشبكة المعقدة من الأنابيب والتقاطعات بمزيج من الزيوت العطرية ومسحوق البخور المسحوق. وبمجرد الانتهاء من أعمالهم التحضيرية، اتخذوا مواقع استراتيجية حول الموقع، متنكرين يقظتهم تحت ستار عمليات التفتيش المستمرة للمنشآت.
وكان هذا “الكاهن” الثاني.
عندما تفرق الحراس للقيام بمهامهم، رفعت أجاثا عصاها عاليًا ورسمت بشكل منهجي مثلثًا متساوي الأضلاع في المساحة المحيطة بها، يمتد كل جانب من جوانبه إلى مترين تقريبًا. لقد وضعت نفسها في وسط هذا الشكل الهندسي، متكئة على عصاها بكلتا يديها، تجسيدًا للترقب الهادئ.
“ممتاز، اجمعهم جميعًا هنا. اشرح ذلك على أنه فحص إلزامي. إبقاء الأجواء خفيفة، وتجنب إثارة أي شبهة. الآن، تابع.”
بدأ صدى وقع الأقدام الإيقاعي من اتجاه نقطة الدخول الأساسية. عاد المدير إلى مرفق العلاج، وظهرت عودته إلى المنطقة المجاورة للمسبح العازل بسلسلة من المجموعات المتنوعة.
يبدو أن استفسارها قد فاجأ المدير، لكنه تعافى بسرعة، وأجاب، “يبدأ العلاج بتنقية البخار عالي الضغط للقضاء على أي تلوث محتمل. كما تعلمين، فإن هذه المياه العادمة، بعد تفاعلها مع البشر وانتقالها عبر خطوط أنابيب غامضة ومتعرجة، غالبًا ما تصبح مضيفًا لبعض الأشياء غير المرغوب فيها. وتتبع عملية التنقية بالبخار عملية الترسيب والترشيح. ما تلاحظيه تحتنا هو بركة الترسيب. تتم عملية تنقية البخار الثانية بعد هذه المرحلة. وبعد ذلك، يعاد تدوير جزء من المياه المعالجة إلى نظام المصنع، بينما يُطلق الجزء المتبقي… في البحر.”
وكان من بين الحشد ثلاث شخصيات بارزة، أعضاء معينين في كنيسة الموت. يرتدون ثياب الكنيسة ويحملون شارات مقدسة، وهي شهادة على انتمائهم الديني.
عندما تفرق الحراس للقيام بمهامهم، رفعت أجاثا عصاها عاليًا ورسمت بشكل منهجي مثلثًا متساوي الأضلاع في المساحة المحيطة بها، يمتد كل جانب من جوانبه إلى مترين تقريبًا. لقد وضعت نفسها في وسط هذا الشكل الهندسي، متكئة على عصاها بكلتا يديها، تجسيدًا للترقب الهادئ.
تحت إشراف المدير، تجمع حوالي عشرة موظفين في مركز العلاج أمام أجاثا. شكلوا طابورًا فضفاضًا، وقدموا تحياتهم بعصبية نحو “حارسة البوابة” الواقفة أمامهم. انحرف الثلاثي من الكهنة المقيمين بعيدًا عن الرتبة والملف، وانحنوا بلطف لأجاثا وفقًا للآداب الداخلية والمعايير الهرمية لكنيسة الموت.
كانت امرأة ذات شحوب مروع على هامش رؤيتها تمد يدها في اتجاهها. كان كيان قطط، جمع من شظايا هيكل عظمي وماء أسود، منحنيًا بجانب المرأة.
أمرت أجاثا الكهنة الثلاثة بالتفرق، ثم شرعت نظرتها في مسح بطيء ودقيق لبحر الوجوه أمامها.
وقد اندلع ما يقرب من عشرة “موظفين” كانوا يرافقون المدير في صراع عنيف مع الحراس القريبين.
أحست بوجود شذوذ.
الفصل 376 “التسنّط”
على الرغم من عدم تمكّنها من ملاحظة أي تعابير مشبوهة أو حركات غير منتظمة، وبالرغم من عدم وجود أي شذوذات إدراكية، إلا أن البركة السماوية لبارتوك قد أكّدت وجود تضارب لأجاثا. كانت هذه التضارب مخفيّة في التوالُج الإيقاعي لأنفاسهم، والدقات الخافة لنبضات قلوبهم، حتى في تسليط ظلالهم على الأرض.
وكان هذا الكاهن الثالث.
رمشت أجاثا بعينيها، وأعادت تقييم محيطها عقليًا للتأكد من دقة ملاحظاتها، ثم بزغ الإدراك في ذهنها.
“كهنة مقيمين؟” تدخلت أجاثا، وكانت لهجتها تشير إلى أنها تذكرت شيئًا مهمًا. استدارت لتواجه المدير، “هل قلت أن هناك ثلاثة كهنة مقيمين هنا؟”
في الواقع، كان التدخل الإدراكي موجودًا، والذي استمر حتى في حضورها، “حارسة بوابة فروست” الهائلة.
وكان هذا الكاهن الثالث.
هل هذا مظهر من مظاهر التحدي الجريء؟ أم ذلك نتيجة الجهل تجاه القوى الهائلة لحارسة البوابة؟ أو ربما هذا التدخل الإدراكي ببساطة لا يمكن السيطرة عليه؟ تحولت نظرة أجاثا تدريجيًا، وهبطت في النهاية على ثلاثي الكهنة.
“ممتاز، اجمعهم جميعًا هنا. اشرح ذلك على أنه فحص إلزامي. إبقاء الأجواء خفيفة، وتجنب إثارة أي شبهة. الآن، تابع.”
باستبعاد عشرات العمال مؤقتًا أو نحو ذلك من تكهناتها، كان أحد هؤلاء الكهنة الثلاثة مزيفًا بلا شك – ولكن من يمكن أن يكون؟ قالت أجاثا بصوت منخفض وثابت، “انطقوا اسم بارتوك، ليظل سيد الموت يقظًا علينا، وينير حجاب الخداع في هذا العالم الزائل.*
كان جميع الكهنة محتالين، وملأت فوضى القتال الأجواء من جميع الاتجاهات.
“باسم سيد الموت، بارتوك،” استهل أحد الكهنة دون تردد. “فليبقى حارسنا…”
في رؤية أجاثا المحيطية، لاحظت تمزق أجساد “الموظفين” عند الاصطدام، وتقذف مادة تشبه الحمأة قوامها الطيني اللزج.
وسرعان ما تبعه الكاهنان المتبقيان، “باسم سيد الموت، بارتوك…”
أومأت له أجاثا بالموافقة وسحبت عصاها. وبينما أوشكت على التراجع، بدت وكأنها تتذكر شيئًا مهمًا، “انتظر لحظة، ليس فقط الكهنة المقيمين. أريد أن يكون الجميع حاضرين هنا.”
تردد صدى الأصوات الثلاثية في جوقة متتالية، مما أثار عبوس أجاثا.
ولكن كيف يمكن أن يكون هذا؟ هل يمكن أن يكون الكهنة الثلاثة أصليين؟ كان عقل أجاثا عبارة عن زوبعة من التخمين، لكنها حافظت على مظهر خارجي من الصفاء. أومأت برأسها إلى ثلاثي الرجال، وأعلنت، “بعد ذلك، سأجري بعض الفحوصات الأساسية. هو محل تقدير تعاونكم.”
وأكدت القدرة على نطق اسم السماوي أنهم لم يكونوا بنيات زائفة مصبوبة من الطين ولا من أتباع عقيدة متنافرة. لو كانوا كذلك، لكان الانقسام الشديد في الإيمان كافيًا لتمزيق عقلهم إلى أجزاء صغيرة.
باستبعاد عشرات العمال مؤقتًا أو نحو ذلك من تكهناتها، كان أحد هؤلاء الكهنة الثلاثة مزيفًا بلا شك – ولكن من يمكن أن يكون؟ قالت أجاثا بصوت منخفض وثابت، “انطقوا اسم بارتوك، ليظل سيد الموت يقظًا علينا، وينير حجاب الخداع في هذا العالم الزائل.*
ولكن كيف يمكن أن يكون هذا؟ هل يمكن أن يكون الكهنة الثلاثة أصليين؟ كان عقل أجاثا عبارة عن زوبعة من التخمين، لكنها حافظت على مظهر خارجي من الصفاء. أومأت برأسها إلى ثلاثي الرجال، وأعلنت، “بعد ذلك، سأجري بعض الفحوصات الأساسية. هو محل تقدير تعاونكم.”
وكان من بين الحشد ثلاث شخصيات بارزة، أعضاء معينين في كنيسة الموت. يرتدون ثياب الكنيسة ويحملون شارات مقدسة، وهي شهادة على انتمائهم الديني.
في الوقت نفسه، انجذبت يدها نحو عينها اليسرى – مقلة العين، المفعمة بالحيوية بشكل مدهش، خرجت على الفور من تجويفها، وهبطت دون خطأ في راحة يدها الممدودة.
“ثلاثة… نعم، ثلاثة،” تلعثم المدير، ويبدو أنه يشعر بالقلق من التغيير المفاجئ في سلوك أجاثا. “هل… هل هناك مشكلة؟”
عقدت أجاثا مقلة العين المنفصلة هذه، ووجهت نظرها إلى الكهنة الثلاثة المتجمعين أمامها.
يبدو أن انزعاج المدير قد خفت، وإن ظل متوترًا بعض الشيء. أومأ برأسه على عجل، “نعم، أنا… أفهم… سأبدأ على الفور.”
تجسدت صورة الكاهن الأول في مجال رؤيتها – شيخ هزيل يرتدي ثوبًا من الكتان، وسلسلة داكنة مثل حجر السبج تبرز من المنطقة أسفل قفصه الصدري. كلب صيد مكتئب، مقيد بالسلاسل في النهاية، يميل رأسه نحوها، ويندمج فمه بسرعة في رجس من الطاقة الملوثة.
تحت إشراف المدير، تجمع حوالي عشرة موظفين في مركز العلاج أمام أجاثا. شكلوا طابورًا فضفاضًا، وقدموا تحياتهم بعصبية نحو “حارسة البوابة” الواقفة أمامهم. انحرف الثلاثي من الكهنة المقيمين بعيدًا عن الرتبة والملف، وانحنوا بلطف لأجاثا وفقًا للآداب الداخلية والمعايير الهرمية لكنيسة الموت.
“مهرطق! أعتقد أنه سيقف بوقاحة هنا!”
“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”
تغيرت تعابير أجاثا بمهارة، لكنها كانت مستعدة. في اللحظة التي فتح فيها كلب الصيد الكئيب فكيه الغائرين، كانت قد تجاوزت بالفعل ببراعة، وكان العصا في يدها اليمنى في وضع الاستعداد، وطرفها مشتعل بلهب شاحب.
استدار المدير متفاجئًا، “الجميع؟”
ومع ذلك، تمامًا كما كانت على وشك حرق الزنديق، تغلغلت تعويذة غامضة أخرى في الهواء من مكان مجاور.
“نعم،” ابتسم المدير، ولم يكن التوتر في ملامحه مقنعًا تمامًا. “يراقب كل ركن من أركان هذا المكان بواسطة نظام إنذار متقن، مصمم خصيصًا للكشف عن أي آثار للتلوث المدنس. علاوة على ذلك، يضم مركز العلاج هذا ثلاثة كهنة مقيمين متخصصين، يقومون بإجراء اختبارات منتظمة على عينات المياه…”
اهتزت مقلة العين الممسكة بيد أجاثا اليسرى. وفي اللحظة التالية، شاهدتها رؤية شاب ذو شعر من القش وأنف بارز ويداه ممدودتان نحوها. كان قنديل البحر الغامض، الذي يبدو أنه استحضر من مستنقع، يحوم خلفه.
أحست بوجود شذوذ.
وكان هذا “الكاهن” الثاني.
“يجب أن يكون هناك كاهنان فقط هنا. ينظم عدد الكهنة المقيمين على جميع مستويات المرافق البلدية بدقة. ومن أين أتى هذا الكاهن الثالث؟”
أصابتها نوبة من الدوار، وبينما تكافح أجاثا لاستعادة توازنها، ترددت تعويذة ثالثة.
يبدو أن استفسارها قد فاجأ المدير، لكنه تعافى بسرعة، وأجاب، “يبدأ العلاج بتنقية البخار عالي الضغط للقضاء على أي تلوث محتمل. كما تعلمين، فإن هذه المياه العادمة، بعد تفاعلها مع البشر وانتقالها عبر خطوط أنابيب غامضة ومتعرجة، غالبًا ما تصبح مضيفًا لبعض الأشياء غير المرغوب فيها. وتتبع عملية التنقية بالبخار عملية الترسيب والترشيح. ما تلاحظيه تحتنا هو بركة الترسيب. تتم عملية تنقية البخار الثانية بعد هذه المرحلة. وبعد ذلك، يعاد تدوير جزء من المياه المعالجة إلى نظام المصنع، بينما يُطلق الجزء المتبقي… في البحر.”
كانت امرأة ذات شحوب مروع على هامش رؤيتها تمد يدها في اتجاهها. كان كيان قطط، جمع من شظايا هيكل عظمي وماء أسود، منحنيًا بجانب المرأة.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
وكان هذا الكاهن الثالث.
تردد صدى الأصوات الثلاثية في جوقة متتالية، مما أثار عبوس أجاثا.
كان جميع الكهنة محتالين، وملأت فوضى القتال الأجواء من جميع الاتجاهات.
في اللحظة التي بدأ فيها الثلاثي من المساعدين المهرطقين هجومهم، هرع الحراس المحيطون إلى العمل محاولين التدخل. ومع ذلك، فقد واجهوا أيضًا خصومًا هائلين.
ولكن كيف يمكن أن يكون هذا؟ هل يمكن أن يكون الكهنة الثلاثة أصليين؟ كان عقل أجاثا عبارة عن زوبعة من التخمين، لكنها حافظت على مظهر خارجي من الصفاء. أومأت برأسها إلى ثلاثي الرجال، وأعلنت، “بعد ذلك، سأجري بعض الفحوصات الأساسية. هو محل تقدير تعاونكم.”
وقد اندلع ما يقرب من عشرة “موظفين” كانوا يرافقون المدير في صراع عنيف مع الحراس القريبين.
يبدو أن استفسارها قد فاجأ المدير، لكنه تعافى بسرعة، وأجاب، “يبدأ العلاج بتنقية البخار عالي الضغط للقضاء على أي تلوث محتمل. كما تعلمين، فإن هذه المياه العادمة، بعد تفاعلها مع البشر وانتقالها عبر خطوط أنابيب غامضة ومتعرجة، غالبًا ما تصبح مضيفًا لبعض الأشياء غير المرغوب فيها. وتتبع عملية التنقية بالبخار عملية الترسيب والترشيح. ما تلاحظيه تحتنا هو بركة الترسيب. تتم عملية تنقية البخار الثانية بعد هذه المرحلة. وبعد ذلك، يعاد تدوير جزء من المياه المعالجة إلى نظام المصنع، بينما يُطلق الجزء المتبقي… في البحر.”
في رؤية أجاثا المحيطية، لاحظت تمزق أجساد “الموظفين” عند الاصطدام، وتقذف مادة تشبه الحمأة قوامها الطيني اللزج.
أومأت أجاثا برأسها مرة أخرى، وبدت غارقة في أفكارها، حيث عالج عقلها المعلومات ووفقها مع الجدول الزمني لـ “حادثة التزييف” في المبنى السكني والجدول الزمني لمعالجة مياه الصرف الصحي. فكرت بصوت عالٍ، “لذا، إذا تمكن الكيان من الهروب عبر نظام الصرف الصحي، فيجب أن يظل موجودًا هنا…”
كان المدير، الذي تراجع خط شعره، هو الشخص الوحيد الذي تمكن من الاندفاع نحو أنبوب قريب، وأطلق صرخات حادة من الرعب المطلق.
“لا!” أجاب المدير على الفور. “لقد وصل الطلب قبل خمسة عشر دقيقة فقط من تغيير الوردية. بقي جميع الأفراد المناوبين متمركزين هنا.”
في مركز معالجة مياه الصرف الصحي بأكمله… لم يكن هناك سوى “إنسان” واحد.
لاحظت أجاثا رد فعله، ورفعت عصاها بسرعة ووضعتها على كتفه. قامت قوة مطمئنة بقمع موجات “الخوف” التي تهدد بغمر وعيه. أمرت بصوت صارم، “اسمع، من المهم أن تحافظ على رباطة جأشك. مهمتك التالية هي جمع كل الكهنة المقيمين وإحضارهم إلى هنا. أخبرهم أن حارسة البوابة تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الموقف. سلوكك لا ينبغي أن يكشف عن أي علامات الضيق، هل تفهم؟”
هههههههه.
“نعم،” ابتسم المدير، ولم يكن التوتر في ملامحه مقنعًا تمامًا. “يراقب كل ركن من أركان هذا المكان بواسطة نظام إنذار متقن، مصمم خصيصًا للكشف عن أي آثار للتلوث المدنس. علاوة على ذلك، يضم مركز العلاج هذا ثلاثة كهنة مقيمين متخصصين، يقومون بإجراء اختبارات منتظمة على عينات المياه…”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
“تتقارب مياه الصرف الصحي القادمة من شارع أوك ومحيط المقبرة رقم 4 عند هذه النقطة،” قال المدير بعناية، وعيناه تومض بين البركة العازلة والملامح الرواقية لحارسة البوابة. “بناء على أوامرك، قمنا على الفور بقطع توصيلات الأنابيب في المنطقة المحيطة وفحصنا بدقة أنظمة الإنذار لكل تجمع عازل. لم نعثر على أي مؤشرات على تلوث خارق للطبيعة…”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
أمرت أجاثا الكهنة الثلاثة بالتفرق، ثم شرعت نظرتها في مسح بطيء ودقيق لبحر الوجوه أمامها.
“مهرطق! أعتقد أنه سيقف بوقاحة هنا!”
أومأ المدير، الذي كان شعره خفيفًا ومائلًا بعض الشيء، برأسه وابتعد بسرعة، محاولًا بشكل واضح استعادة رباطة جأشه. وقفت أجاثا جامدة بجانب البركة العازلة، وركزت نظرتها على صورته الظلية المنسحبة حتى اختفت خلف باب بعيد. عندها فقط أشارت إلى الحراس القريبين، الذين اكتشفوا بالفعل التوتر المتنامي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
