نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 352

المخبر والمجاري المائية الجوفية

المخبر والمجاري المائية الجوفية

الفصل 352 “المخبر والمجاري المائية الجوفية”

ظلت الحانة مركزًا حيويًا للنشاط، وبينما ربما لاحظ بعض الزبائن التبادل الغريب على المنضدة، لم يبدو أحد مفتونًا بشكل خاص بالإجراءات الجارية.

وبعد يومين متتاليين من تساقط الثلوج، بدا أن موجة عابرة من الطقس الصافي بددت الكآبة السائدة التي غطت الدولة المدينة. وكأنها استيقظت من سبات عميق، عادت فروست إلى إيقاع حياتها المعتاد. شغلت كاسحات الثلج ومعدات إذابة الثلوج، لإزالة تراكم الثلوج الكثيفة من الشرايين الرئيسية للمدينة. لقد صمدت خطوط أنابيب الغاز ذات الضغط العالي وأنظمة الطاقة التي اختبرت عبر الزمن مرة أخرى للاختبار، وأثبتت موثوقيتها، واستأنفت الآليات الحضرية الحيوية مثل المصانع ووسائل النقل العام عملها.

وتضخمت أصوات طنين وقعقعة العربات والآلات المختلفة تدريجيًا، متناغمة مع شروق الشمس، مما يدل على صحوة المدينة.

عندما أنهى شرحه، فُتح الباب المظلم المشؤوم، وكانت مفصلاته الصدئة تئن احتجاجًا. غمر الوهج الدافئ والترحيبي لمصابيح الغاز الردهة، ووصل إلى أعين دنكان وفريقه.

ومع ذلك، تحت قشرة العودة إلى الحياة الطبيعية، كان هناك توتر غير عادي وملموس يتخلل المدينة بأكملها تدريجيًا. وهذا التحول في المزاج، الذي لم يكن محسوسًا في السابق إلا لقلة من المدركين، أصبح الآن واضحًا حتى للمواطن العادي.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بدأت سلسلة الأحداث التي أثارت هذا القلق مع التقارير التي نشرت في الصحف المحلية. أثار إعلان مراقبة الطوارئ الصادر عن قاعة المدينة شكوك أولئك الذين يستمعون إلى مثل هذه الأخبار. بالإضافة إلى ذلك، أدت الشائعات اللاحقة حول رؤية أسطول الضباب المخيف بالقرب من الدولة المدينة، المنبعثة من الأحياء الساحلية، إلى صب الزيت على النار. وسرعان ما بدأ مزيج من الأخبار المشروعة والزائفة ينتشر في كل ركن من أركان المدينة.

عندما أنهى شرحه، فُتح الباب المظلم المشؤوم، وكانت مفصلاته الصدئة تئن احتجاجًا. غمر الوهج الدافئ والترحيبي لمصابيح الغاز الردهة، ووصل إلى أعين دنكان وفريقه.

وزادت الملاحظات المقلقة الأخرى من إثارة المخاوف في المدينة، فقد عُبّئت قوات الأمن في المدينة بشكل متكرر؛ وكانت قوات الحراسة تتجمع حول عدة مقابر. أخبار مثيرة للقلق من أحياء معينة، إلى جانب حكايات غريبة عن “عودة الموتى” التي كانت تجوب المدينة لمدة شهر. يبدو أن هذه العناصر المقلقة تندمج في رواية واحدة تنذر بالخطر، وتنتشر خلسة في جميع أنحاء المدينة.

كان “المدير” ماهرًا بشكل غير عادي في إخفاء عواطفه وحركات عينيه. في الواقع، باستثناء التغيرات العابرة في أنفاسه ونبضه، لم يكن هناك ما يشير إلى أي ردود فعل غير عادية. ومع ذلك، حتى هذه التعديلات الطفيفة لم تمر دون أن تُلاحظ من قبل فانا.

وكانت الدول المدن المطلة على البحر اللامحدود أشبه بأقفاص الحمام المزدحمة، تفصل بينها مساحات شاسعة من المحيط، ولكنها في نفس الوقت على مسافة ذراع من بعضها البعض. كان التواصل بين الدول المدينة أمرًا صعبًا، ولكن لم يكن هناك شيء أسهل من نشر الأخبار داخل الدولة المدينة.

عند سماع ملاحظة دنكان الغامضة حول البحر والرياح، خضع نمط تنفس نيمو لتحول غير محسوس تقريبًا، وانجرفت عيناه نحو خريطة الدولة المدينة.

وعلى الرغم من التوتر الذي يختمر، فعلى الحياة أن تستمر كالمعتاد. وبينما استمرت الشائعات المثيرة للقلق في الانتشار في عروق المدينة، واصل مواطنوها حياتهم اليومية. سمح جو المدينة المثير للقلق بإجراء محادثات مثيرة للاهتمام أثناء التنقل في وسائل النقل العام أو التجمعات في الحانات المحلية، لكنه لم يكف لتعطيل عمل الدولة المدينة.

وبعد يومين متتاليين من تساقط الثلوج، بدا أن موجة عابرة من الطقس الصافي بددت الكآبة السائدة التي غطت الدولة المدينة. وكأنها استيقظت من سبات عميق، عادت فروست إلى إيقاع حياتها المعتاد. شغلت كاسحات الثلج ومعدات إذابة الثلوج، لإزالة تراكم الثلوج الكثيفة من الشرايين الرئيسية للمدينة. لقد صمدت خطوط أنابيب الغاز ذات الضغط العالي وأنظمة الطاقة التي اختبرت عبر الزمن مرة أخرى للاختبار، وأثبتت موثوقيتها، واستأنفت الآليات الحضرية الحيوية مثل المصانع ووسائل النقل العام عملها.

لقد اعتاد سكان هذا العالم منذ فترة طويلة على الظلال في وجودهم. في نظرهم، كانت الأحداث الغريبة التي تحدث في المدينة مجرد الوضع الراهن. قبلت اللوحة اليومية للأنشطة المعتقدية والظهور المتقطع للوحوش الليلية كجزء من واقعهم. وعلى العكس من ذلك، فإن المدينة التي تظل مسالمة وهادئة بعد غروب الشمس قد تبدو انحرافًا بالنسبة لهم.

كانت الحانة عمومًا صاخبة، مليئة بالأصوات المتنافرة المليئة بالفكاهة الفظة والألفاظ النابية غير المقيدة. لم يكن عملاؤها يتألفون مما يسمى بـ “مواطني الطبقة العليا”. وبدلًا من ذلك، يرتادها في الغالب العمال العاديون من الأحياء السفلية بالمدينة في طريقهم إلى وظائفهم في الحزام الصناعي. اجتمع هؤلاء الرجال والنساء هنا، مستغلين فترة الراحة القصيرة التي يوفرها الإفطار لمناقشة الأحداث في المدينة السفلى والمناطق الصناعية وتبادل وجهات النظر حول التحولات الأخيرة في الدولة المدينة.

عند تقاطع المقبرة رقم 4 وشارع أوك، بدأت حانة متواضعة تُعرف باسم “الفلوت الذهبي” تعج بالنشاط تدريجيًا.

كانت الحانة عمومًا صاخبة، مليئة بالأصوات المتنافرة المليئة بالفكاهة الفظة والألفاظ النابية غير المقيدة. لم يكن عملاؤها يتألفون مما يسمى بـ “مواطني الطبقة العليا”. وبدلًا من ذلك، يرتادها في الغالب العمال العاديون من الأحياء السفلية بالمدينة في طريقهم إلى وظائفهم في الحزام الصناعي. اجتمع هؤلاء الرجال والنساء هنا، مستغلين فترة الراحة القصيرة التي يوفرها الإفطار لمناقشة الأحداث في المدينة السفلى والمناطق الصناعية وتبادل وجهات النظر حول التحولات الأخيرة في الدولة المدينة.

وفي الصباح الباكر، مرَّ على هذا التقاطع عدد كبير من المواطنين المتجهين إلى المصانع. كانت حانة الفلوت الذهبي، وهي حانة اقتصادية يرتادها سكان المدينة العاديون، مكانًا مثاليًا لتناول وجبة سريعة أو مشروب قبل العمل. لم يقدم المشروبات فحسب، بل أيضًا القهوة المُرضية ووجبات الإفطار البسيطة، وكان ملاذًا ضد الجوع والبرد القارس. أتاحت فرصة المشاركة في مزاح غير رسمي أثناء تناول وجبة الإفطار في مطعم الفلوت الذهبي لحظة قصيرة من الاسترخاء قبل بدء صخب يوم العمل.

“إن النهج الحذر لا يضر أبدًا، خاصة وأن هذه المدينة لا ترحب بالمرتبطين بأسطول الضباب،” أجاب نيمو ويلكنز وهو يقترب من الباب. “الأعداء يتربصون في كل زاوية، حتى بعد كل هذه العقود.”

تنقلت مضيفة الحانة بنشاط بين الطاولات المستديرة، إذ تخدم العملاء بطريقة مرحة، بينما كان النادل يعتني جاهدًا بالزبائن من خلف البار. غمر الضوء الدافئ والجذاب الغرفة من التركيبات العلوية، مما أدى إلى طرد برد الشتاء من المؤسسة الصاخبة. وعلى مقربة من الحانة، جلس رجل في منتصف العمر، ذو وجه نحيف وممدود وشعر أشعث بلون القش، منهمكًا في قراءة إحدى الصحف، بينما يراقب أنشطة الحانة من زاوية مكتبه طوال الوقت، ولكن بحذر في عينيه شديد.

“هذه المؤسسة عميقة جدًا تحت الأرض،” لم يستطع موريس إلا أن يعلق.

كانت الحانة عمومًا صاخبة، مليئة بالأصوات المتنافرة المليئة بالفكاهة الفظة والألفاظ النابية غير المقيدة. لم يكن عملاؤها يتألفون مما يسمى بـ “مواطني الطبقة العليا”. وبدلًا من ذلك، يرتادها في الغالب العمال العاديون من الأحياء السفلية بالمدينة في طريقهم إلى وظائفهم في الحزام الصناعي. اجتمع هؤلاء الرجال والنساء هنا، مستغلين فترة الراحة القصيرة التي يوفرها الإفطار لمناقشة الأحداث في المدينة السفلى والمناطق الصناعية وتبادل وجهات النظر حول التحولات الأخيرة في الدولة المدينة.

كانت الحانة عمومًا صاخبة، مليئة بالأصوات المتنافرة المليئة بالفكاهة الفظة والألفاظ النابية غير المقيدة. لم يكن عملاؤها يتألفون مما يسمى بـ “مواطني الطبقة العليا”. وبدلًا من ذلك، يرتادها في الغالب العمال العاديون من الأحياء السفلية بالمدينة في طريقهم إلى وظائفهم في الحزام الصناعي. اجتمع هؤلاء الرجال والنساء هنا، مستغلين فترة الراحة القصيرة التي يوفرها الإفطار لمناقشة الأحداث في المدينة السفلى والمناطق الصناعية وتبادل وجهات النظر حول التحولات الأخيرة في الدولة المدينة.

وكانت معظم آرائهم ضحلة ورتيبة، ولا تستحق أي اهتمام جدي. لم يكن أحد مهتمًا حقًا بوجهة نظرهم بشأن شؤون المدينة، وطالما لم تندلع أي مشاجرات جسدية داخل الحانة، فكل شيء أخر حلاوة (على ما يرام).

انتقلت نظرة دنكان إلى ما وراء الباب، متأملًا “القاعة” الواسعة بشكل مدهش والتي امتدت على الجانب الآخر. وبدا وكأنه منعطف نظام صرف صحي قديم، تمتد أنفاقه إلى الظلام السحيق في كل الاتجاهات. كانت القاعة مفروشة بالطاولات والكراسي والأسرة والأرفف، ونظمت بشكل أنيق في الزوايا، مما يجعلها صالحة للسكن تمامًا.

التفت المدير ذو الشعر الأصفر في منتصف العمر عرضًا إلى الصفحة التالية من جريدته، محاولًا قمع تثاؤب كشف عن ضجره.

“نيمو ويلكنز، يا سيد،” بدأ دنكان، وهو يلاحظ الذعر والتوتر الذي يلمع في عيني الرجل في منتصف العمر الذي أمامه. من الواضح أن حضوره المهيب يسبب عدم الارتياح، لكن نية دنكان لم تكن التخويف. وبدلًا من ذلك، كان يراقب ردود أفعال ويلكنز – هذه الاستجابات العاطفية اللاإرادية ستكشف عن أي تدخل معرفي محتمل أو تعديلات في الذاكرة. “أهو اسمك؟”

وفجأة، شعر بهدوء غير مبرر في الضجيج المعتاد في الغرفة. وبعد لحظات، بدا كما لو أن شيئًا ما يعيق الضوء العلوي.

من الواضح أن هؤلاء هم “زوار” جاءوا ولديهم اهتمام خاص به. انطلاقًا من ملابسهم المشؤومة، لا يبدو أنهم يؤويون أي نوايا خيرية. الهالة المخيفة التي انبعثت منهم جعلت من الصعب عليه حتى التنفس. هل هم مسؤولون سريون من إدارة أمن المدينة المركزية؟ أم أنهم مبعوثون من قوة أخرى مقرها في البحر المتجمد؟ لماذا بحثوا عنه؟ هل هم هنا لتخويفه أو تجنيده أو لطلب مساعدته؟

نظر للأعلى فوجد شخصية هائلة تلوح في الأفق فوقه.

ارتدى الشخص معطفًا أسود بالكامل على شاكلة سماء الليل، مع ياقة عالية تخفي معظم وجهه. استقرت قبعة واسعة الحواف بشكل كبير على رأسه مثل سحابة عاصفة مشؤومة، تحمي ملامحه من أعين المتطفلين. كشفت الرؤية المحدودة بين الملابس عن نمط معقد من الضمادات.

كانت الحانة عمومًا صاخبة، مليئة بالأصوات المتنافرة المليئة بالفكاهة الفظة والألفاظ النابية غير المقيدة. لم يكن عملاؤها يتألفون مما يسمى بـ “مواطني الطبقة العليا”. وبدلًا من ذلك، يرتادها في الغالب العمال العاديون من الأحياء السفلية بالمدينة في طريقهم إلى وظائفهم في الحزام الصناعي. اجتمع هؤلاء الرجال والنساء هنا، مستغلين فترة الراحة القصيرة التي يوفرها الإفطار لمناقشة الأحداث في المدينة السفلى والمناطق الصناعية وتبادل وجهات النظر حول التحولات الأخيرة في الدولة المدينة.

لقد أصيب المدير بإحساس غامر بالرهاب. كان الأمر كما لو أنه يستطيع أن يرى بصريًا الضغط المنبعث من الشكل المخيف. تخطى قلبه نبضة، وظهرت نظرة من الذعر بشكل انعكاسي عبر عينيه. كانت فكرته الأولية هي أن الدخيل رجل معتقد من كنيسة الموت. بعد كل شيء، لدى هؤلاء الكهنة المتدينين ميل إلى “جمالية الضمادات” المبالغ فيها والتي كانت غير تقليدية إلى حد ما بالنسبة لعامة الناس. ومع ذلك، سرعان ما أدرك أن الشخص لم يكن مزينًا بشعار الكنيسة المثلث ولم يحمل عصا الحراس القياسية.

ارتدى الشخص معطفًا أسود بالكامل على شاكلة سماء الليل، مع ياقة عالية تخفي معظم وجهه. استقرت قبعة واسعة الحواف بشكل كبير على رأسه مثل سحابة عاصفة مشؤومة، تحمي ملامحه من أعين المتطفلين. كشفت الرؤية المحدودة بين الملابس عن نمط معقد من الضمادات.

بعد موجة أولية من الذعر، كافح المدير في منتصف العمر لاستعادة رباطة جأشه. لاحظ ثلاثة أفراد يقفون خلف الشخصية الشاهقة، امرأة شابة طويلة القامة بشكل غير عادي، ورجل مسن لطيف المظهر، وامرأة شقراء غامضة ومهذبة مختبئة خلف حجاب. وسرعان ما وجد نفسه يجهد عقله بحثًا عن الاحتمالات.

تنقلت مضيفة الحانة بنشاط بين الطاولات المستديرة، إذ تخدم العملاء بطريقة مرحة، بينما كان النادل يعتني جاهدًا بالزبائن من خلف البار. غمر الضوء الدافئ والجذاب الغرفة من التركيبات العلوية، مما أدى إلى طرد برد الشتاء من المؤسسة الصاخبة. وعلى مقربة من الحانة، جلس رجل في منتصف العمر، ذو وجه نحيف وممدود وشعر أشعث بلون القش، منهمكًا في قراءة إحدى الصحف، بينما يراقب أنشطة الحانة من زاوية مكتبه طوال الوقت، ولكن بحذر في عينيه شديد.

من الواضح أن هؤلاء هم “زوار” جاءوا ولديهم اهتمام خاص به. انطلاقًا من ملابسهم المشؤومة، لا يبدو أنهم يؤويون أي نوايا خيرية. الهالة المخيفة التي انبعثت منهم جعلت من الصعب عليه حتى التنفس. هل هم مسؤولون سريون من إدارة أمن المدينة المركزية؟ أم أنهم مبعوثون من قوة أخرى مقرها في البحر المتجمد؟ لماذا بحثوا عنه؟ هل هم هنا لتخويفه أو تجنيده أو لطلب مساعدته؟

ارتدى الشخص معطفًا أسود بالكامل على شاكلة سماء الليل، مع ياقة عالية تخفي معظم وجهه. استقرت قبعة واسعة الحواف بشكل كبير على رأسه مثل سحابة عاصفة مشؤومة، تحمي ملامحه من أعين المتطفلين. كشفت الرؤية المحدودة بين الملابس عن نمط معقد من الضمادات.

وضع صحيفته جانبًا، ونهض من كرسيه بوقار هادئ ووجه نظره إلى الشخصية الغامضة ذات الرداء الأسود. “هل لي أن أعرف من الذي تبحث عنه؟” سأل.

“في الآونة الأخيرة، أصبح البحر محاطًا بالضباب، والرياح تحمل قشعريرة مريرة،” أجاب دنكان، وهو يرسم خريطة دولة المدينة التي وضعها تيريان من تجاويف معطفه. “نحن نبحث عن مشروب دافئ، شيء قوي بما يكفي لإعادة إشعال قلب الرجل المتوفى.”

“نيمو ويلكنز، يا سيد،” بدأ دنكان، وهو يلاحظ الذعر والتوتر الذي يلمع في عيني الرجل في منتصف العمر الذي أمامه. من الواضح أن حضوره المهيب يسبب عدم الارتياح، لكن نية دنكان لم تكن التخويف. وبدلًا من ذلك، كان يراقب ردود أفعال ويلكنز – هذه الاستجابات العاطفية اللاإرادية ستكشف عن أي تدخل معرفي محتمل أو تعديلات في الذاكرة. “أهو اسمك؟”

بدأت سلسلة الأحداث التي أثارت هذا القلق مع التقارير التي نشرت في الصحف المحلية. أثار إعلان مراقبة الطوارئ الصادر عن قاعة المدينة شكوك أولئك الذين يستمعون إلى مثل هذه الأخبار. بالإضافة إلى ذلك، أدت الشائعات اللاحقة حول رؤية أسطول الضباب المخيف بالقرب من الدولة المدينة، المنبعثة من الأحياء الساحلية، إلى صب الزيت على النار. وسرعان ما بدأ مزيج من الأخبار المشروعة والزائفة ينتشر في كل ركن من أركان المدينة.

“كل زبون هنا يعرف اسمي،” أقرَّ نيمو ويلكنز برأسه، وهو يشير بمهارة إلى النادل المجاور. “أفترض أنك تبحث عني؟ ومع ذلك، يجب أن أذكر أنني مجرد رجل أعمال متواضع…”

كانت الحانة عمومًا صاخبة، مليئة بالأصوات المتنافرة المليئة بالفكاهة الفظة والألفاظ النابية غير المقيدة. لم يكن عملاؤها يتألفون مما يسمى بـ “مواطني الطبقة العليا”. وبدلًا من ذلك، يرتادها في الغالب العمال العاديون من الأحياء السفلية بالمدينة في طريقهم إلى وظائفهم في الحزام الصناعي. اجتمع هؤلاء الرجال والنساء هنا، مستغلين فترة الراحة القصيرة التي يوفرها الإفطار لمناقشة الأحداث في المدينة السفلى والمناطق الصناعية وتبادل وجهات النظر حول التحولات الأخيرة في الدولة المدينة.

“في الآونة الأخيرة، أصبح البحر محاطًا بالضباب، والرياح تحمل قشعريرة مريرة،” أجاب دنكان، وهو يرسم خريطة دولة المدينة التي وضعها تيريان من تجاويف معطفه. “نحن نبحث عن مشروب دافئ، شيء قوي بما يكفي لإعادة إشعال قلب الرجل المتوفى.”

مجتمعة، يمكنهم أيضًا اكتشاف النفخة الناعمة للمياه المتدفقة من مصدر غير محدد.

عند سماع ملاحظة دنكان الغامضة حول البحر والرياح، خضع نمط تنفس نيمو لتحول غير محسوس تقريبًا، وانجرفت عيناه نحو خريطة الدولة المدينة.

“كل زبون هنا يعرف اسمي،” أقرَّ نيمو ويلكنز برأسه، وهو يشير بمهارة إلى النادل المجاور. “أفترض أنك تبحث عني؟ ومع ذلك، يجب أن أذكر أنني مجرد رجل أعمال متواضع…”

كان “المدير” ماهرًا بشكل غير عادي في إخفاء عواطفه وحركات عينيه. في الواقع، باستثناء التغيرات العابرة في أنفاسه ونبضه، لم يكن هناك ما يشير إلى أي ردود فعل غير عادية. ومع ذلك، حتى هذه التعديلات الطفيفة لم تمر دون أن تُلاحظ من قبل فانا.

وفي الصباح الباكر، مرَّ على هذا التقاطع عدد كبير من المواطنين المتجهين إلى المصانع. كانت حانة الفلوت الذهبي، وهي حانة اقتصادية يرتادها سكان المدينة العاديون، مكانًا مثاليًا لتناول وجبة سريعة أو مشروب قبل العمل. لم يقدم المشروبات فحسب، بل أيضًا القهوة المُرضية ووجبات الإفطار البسيطة، وكان ملاذًا ضد الجوع والبرد القارس. أتاحت فرصة المشاركة في مزاح غير رسمي أثناء تناول وجبة الإفطار في مطعم الفلوت الذهبي لحظة قصيرة من الاسترخاء قبل بدء صخب يوم العمل.

تمتمت فانا تحت أنفاسها، “يبدو أننا وجدنا رجلنا.”

وكانت الدول المدن المطلة على البحر اللامحدود أشبه بأقفاص الحمام المزدحمة، تفصل بينها مساحات شاسعة من المحيط، ولكنها في نفس الوقت على مسافة ذراع من بعضها البعض. كان التواصل بين الدول المدينة أمرًا صعبًا، ولكن لم يكن هناك شيء أسهل من نشر الأخبار داخل الدولة المدينة.

اعترفت دنكان بمهارة بملاحظتها بإيماءة وشرع في طي الخريطة. “هل هناك أي مقاعد متاحة في الطابق العلوي؟”

عند سماع ملاحظة دنكان الغامضة حول البحر والرياح، خضع نمط تنفس نيمو لتحول غير محسوس تقريبًا، وانجرفت عيناه نحو خريطة الدولة المدينة.

“المستوى العلوي مشغول حاليًا،” رد نيمو وهو يهز رأسه قائلًا. “أرجوك اتبعني.”

نظر للأعلى فوجد شخصية هائلة تلوح في الأفق فوقه.

بهذه الكلمات، غامر بالخروج من خلف المنضدة، وأشار للزوار غير المتوقعين نحو باب يقع بالقرب من بئر السلم.

وضع صحيفته جانبًا، ونهض من كرسيه بوقار هادئ ووجه نظره إلى الشخصية الغامضة ذات الرداء الأسود. “هل لي أن أعرف من الذي تبحث عنه؟” سأل.

ظلت الحانة مركزًا حيويًا للنشاط، وبينما ربما لاحظ بعض الزبائن التبادل الغريب على المنضدة، لم يبدو أحد مفتونًا بشكل خاص بالإجراءات الجارية.

لقد أصيب المدير بإحساس غامر بالرهاب. كان الأمر كما لو أنه يستطيع أن يرى بصريًا الضغط المنبعث من الشكل المخيف. تخطى قلبه نبضة، وظهرت نظرة من الذعر بشكل انعكاسي عبر عينيه. كانت فكرته الأولية هي أن الدخيل رجل معتقد من كنيسة الموت. بعد كل شيء، لدى هؤلاء الكهنة المتدينين ميل إلى “جمالية الضمادات” المبالغ فيها والتي كانت غير تقليدية إلى حد ما بالنسبة لعامة الناس. ومع ذلك، سرعان ما أدرك أن الشخص لم يكن مزينًا بشعار الكنيسة المثلث ولم يحمل عصا الحراس القياسية.

تخلف دنكان ورفاقه خلف المدير نيمو، يتنقلون عبر باب خشبي ضيق إلى ممر يبدو أنه يؤدي إلى منطقة التخزين الخلفية للحانة. وفي منتصف الطريق، تسللوا عبر باب آخر، ونزلوا منحدرًا شديد الانحدار لمسافة طويلة حتى بدت الأصوات المألوفة للحانة الصاخبة وكأنها همهمة بعيدة. توقفوا أخيرًا أمام باب خشبي داكن اللون.

وفجأة، شعر بهدوء غير مبرر في الضجيج المعتاد في الغرفة. وبعد لحظات، بدا كما لو أن شيئًا ما يعيق الضوء العلوي.

“هذه المؤسسة عميقة جدًا تحت الأرض،” لم يستطع موريس إلا أن يعلق.

كان “المدير” ماهرًا بشكل غير عادي في إخفاء عواطفه وحركات عينيه. في الواقع، باستثناء التغيرات العابرة في أنفاسه ونبضه، لم يكن هناك ما يشير إلى أي ردود فعل غير عادية. ومع ذلك، حتى هذه التعديلات الطفيفة لم تمر دون أن تُلاحظ من قبل فانا.

“إن النهج الحذر لا يضر أبدًا، خاصة وأن هذه المدينة لا ترحب بالمرتبطين بأسطول الضباب،” أجاب نيمو ويلكنز وهو يقترب من الباب. “الأعداء يتربصون في كل زاوية، حتى بعد كل هذه العقود.”

لقد اعتاد سكان هذا العالم منذ فترة طويلة على الظلال في وجودهم. في نظرهم، كانت الأحداث الغريبة التي تحدث في المدينة مجرد الوضع الراهن. قبلت اللوحة اليومية للأنشطة المعتقدية والظهور المتقطع للوحوش الليلية كجزء من واقعهم. وعلى العكس من ذلك، فإن المدينة التي تظل مسالمة وهادئة بعد غروب الشمس قد تبدو انحرافًا بالنسبة لهم.

“كيف تمكنت من بناء مثل هذا المخبأ الواسع تحت الأرض تحت مراقبة سلطات الدولة المدينة؟” تساءلت فانا، وقد اختلف اهتماماتها عن اهتمامات الآخرين. بصفتها محققة، وجدت أن قدرة “الوسيط الرمادي” على الاختباء داخل البنية التحتية للدولة المدينة مثيرة للاهتمام للغاية. “كيف تمكنت من حفر مثل هذا النفق الطويل أسفل حانة مزدحمة؟ كيف تخلصت من الصخور والتراب؟ وربما الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو كيف تمكنت من كتم ضجيج أعمال التنقيب؟”

التفت المدير ذو الشعر الأصفر في منتصف العمر عرضًا إلى الصفحة التالية من جريدته، محاولًا قمع تثاؤب كشف عن ضجره.

ألقى نيمو ويلكنز نظرة جانبية على المرأة الطويلة ذات الشعر الأبيض بشكل غير عادي ولون صوته لمحة من التسلية وهو يجيب، “في الواقع، الأمر بسيط للغاية – لم تكن هناك حاجة لأي تنقيب. كان هذا المكان بالفعل جزءًا من ممر فروست المائي تحت الأرض.”

“كيف تمكنت من بناء مثل هذا المخبأ الواسع تحت الأرض تحت مراقبة سلطات الدولة المدينة؟” تساءلت فانا، وقد اختلف اهتماماتها عن اهتمامات الآخرين. بصفتها محققة، وجدت أن قدرة “الوسيط الرمادي” على الاختباء داخل البنية التحتية للدولة المدينة مثيرة للاهتمام للغاية. “كيف تمكنت من حفر مثل هذا النفق الطويل أسفل حانة مزدحمة؟ كيف تخلصت من الصخور والتراب؟ وربما الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو كيف تمكنت من كتم ضجيج أعمال التنقيب؟”

عندما أنهى شرحه، فُتح الباب المظلم المشؤوم، وكانت مفصلاته الصدئة تئن احتجاجًا. غمر الوهج الدافئ والترحيبي لمصابيح الغاز الردهة، ووصل إلى أعين دنكان وفريقه.

عندما أنهى شرحه، فُتح الباب المظلم المشؤوم، وكانت مفصلاته الصدئة تئن احتجاجًا. غمر الوهج الدافئ والترحيبي لمصابيح الغاز الردهة، ووصل إلى أعين دنكان وفريقه.

مجتمعة، يمكنهم أيضًا اكتشاف النفخة الناعمة للمياه المتدفقة من مصدر غير محدد.

ارتدى الشخص معطفًا أسود بالكامل على شاكلة سماء الليل، مع ياقة عالية تخفي معظم وجهه. استقرت قبعة واسعة الحواف بشكل كبير على رأسه مثل سحابة عاصفة مشؤومة، تحمي ملامحه من أعين المتطفلين. كشفت الرؤية المحدودة بين الملابس عن نمط معقد من الضمادات.

انتقلت نظرة دنكان إلى ما وراء الباب، متأملًا “القاعة” الواسعة بشكل مدهش والتي امتدت على الجانب الآخر. وبدا وكأنه منعطف نظام صرف صحي قديم، تمتد أنفاقه إلى الظلام السحيق في كل الاتجاهات. كانت القاعة مفروشة بالطاولات والكراسي والأسرة والأرفف، ونظمت بشكل أنيق في الزوايا، مما يجعلها صالحة للسكن تمامًا.

التفت المدير ذو الشعر الأصفر في منتصف العمر عرضًا إلى الصفحة التالية من جريدته، محاولًا قمع تثاؤب كشف عن ضجره.

ومن الواضح أن المساحة يمكن أن تستوعب عددًا كبيرًا من الناس.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

وكانت الدول المدن المطلة على البحر اللامحدود أشبه بأقفاص الحمام المزدحمة، تفصل بينها مساحات شاسعة من المحيط، ولكنها في نفس الوقت على مسافة ذراع من بعضها البعض. كان التواصل بين الدول المدينة أمرًا صعبًا، ولكن لم يكن هناك شيء أسهل من نشر الأخبار داخل الدولة المدينة.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

نظر للأعلى فوجد شخصية هائلة تلوح في الأفق فوقه.

عندما أنهى شرحه، فُتح الباب المظلم المشؤوم، وكانت مفصلاته الصدئة تئن احتجاجًا. غمر الوهج الدافئ والترحيبي لمصابيح الغاز الردهة، ووصل إلى أعين دنكان وفريقه.

وعلى الرغم من التوتر الذي يختمر، فعلى الحياة أن تستمر كالمعتاد. وبينما استمرت الشائعات المثيرة للقلق في الانتشار في عروق المدينة، واصل مواطنوها حياتهم اليومية. سمح جو المدينة المثير للقلق بإجراء محادثات مثيرة للاهتمام أثناء التنقل في وسائل النقل العام أو التجمعات في الحانات المحلية، لكنه لم يكف لتعطيل عمل الدولة المدينة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط