نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 111

وعظ الزعيم الكبير

وعظ الزعيم الكبير

الفصل 111 “وعظ الزعيم الكبير”

تطرق ذهن دنكان لفترة وجيزة إلى حدث وقع هنا منذ أحد عشر عامًا، وهو تسرب من أحد المصانع شوه سمعة المنطقة. وعلى الرغم من الآثار المتبقية لهذا الحادث، بدا الحي أقل تضررًا مما كان يفترض في البداية.

 

هربت ضحكة مكتومة من شفتي دنكان عندما لاحظ تصرفاتها التي تبدو سهلة الانقياد. إذا لم يرها تواجه وتقاتل هؤلاء الطائفيين بمثل هذه المثابرة، فربما قد انخدع تمامًا بفعلها البريء.

وكانت الحافلة العامة خلال ساعة الذروة المسائية مكتظة دائمًا بالركاب. في يوم جيد، قد تجد مكانًا يمكنك الوقوف فيه دون أن تشعر وكأنك سردين في علبة. ومع ذلك، لم يكن اليوم واحداً من تلك الأيام؛ كانت الحافلة مزدحمة للغاية لدرجة أنه لم يكن هناك أي مجال حتى لنقل وزنك من قدم إلى أخرى.

هز دنكان كتفيه قائلًا، “غير مسموح بالحيوانات الأليفة في الحافلات العامة. بالإضافة إلى ذلك، أعطيتها بعض الوقت للذهاب للصيد.”

 

 

وجدت شيرلي، صغيرة الحجم والحساسة إلى حد ما، نفسها محشورة بشكل غير مريح بين الغرباء، وشعرت بأنها محاصرة وعاجزة مثل الهامستر عالق في متاهة. لقد تزايد الضغط العاطفي بداخلها، وكان عليها أن تحبس دموعها، معربة عن أسفها لعدم قدرتها على الهروب من الضغط البشري.

“هذا … من الجيد سماع ذلك،” تمكنت شيرلي من القول، وجسدها لا يزال متصلبًا من التوتر. في محاولة لكسر الجمود والظهور براحة أكبر، بحثت حولها عن موضوع محايد للمحادثة. سقطت عيناها على كتف دنكان الفارغة. “ألم تحضر حمامتك معك هذه المرة؟”

 

شعرت شيرلي بموجة من العواطف تهدد بالسيطرة عليها. لقد وُبخت من قبل – من قبل كلبها، كلبها الأسود، ومن قبل الجيران المحليين الذين صوروا أنفسهم حراس المجتمع، وحتى مرة أو مرتين من قبل شرطة المدينة التي تقوم بدوريات. لكنها لم تعتقد أبدًا في أعنف أحلامها أنها ستحصل على محاضرة عن الأخلاق والنقل العام من شخص رأته على أنه سماوي شيطاني تقريبًا. لقد تركها تتساءل: “متى بدأت الكائنات الغامضة، التي افترضت أنها تعيش في الظل وتتصرف وفقًا لقواعدها الخاصة، في الاهتمام بالأشياء الدنيوية مثل أجرة الحافلات؟”

إذا لم يشهد دنكان شيرلي بمفردها وهي تهدم غرفة مليئة بالطائفيين بينما كانت تحمل كلبًا، فربما وقع تمامًا في حب سلوكها الذي يبدو بريئًا وعاجزًا.

“لنتخلى عن التظاهر،” قال دنكان وهو يلقي نظرة جانبية لقياس رد فعلها. “كنت تستفسرين عن تلك الحادثة بالذات عندما التقيت بهؤلاء الطائفيون. ووفقا للسجلات الرسمية، هذا هو المكان الذي حدث فيه الأمر.”

 

 

أثناء التنقل بحذر عبر بحر الجثث، تمكن دنكان من شق طريقه إلى جانب شيرلي. باستخدام إطاره الأكبر حجمًا للبالغين، أنشأ فقاعة صغيرة من المساحة ليتحدث فيها الاثنان. لكن بعيدًا عن الشعور بالامتنان، أصبح تعبير شيرلي أكثر خوفًا وقلقًا.

“أنا لا أمثل!” أصرت شيرلي، واقفة بشكل أكثر استقامة. “لقد كنت دائمًا حسنة التصرف!”

 

 

“ما الذي تخشينه؟” سأل دونكان وهو ينظر إليها بقلق. “لن آكلك حية أو أي شيء آخر.”

 

 

نظرت شيرلي إلى الأعلى بصدمة، والتقت عيناها بعيني المحصلة في الضوء الخافت. بدا الزي الأزرق للمحصلة مشؤومًا بشكل خاص في تلك اللحظة. كان الأمر كما لو أنها لم تفكر قط في إمكانية استجوابها بشأن أجرة سفرها. “أنت لم تشتري تذكرة، أليس كذلك؟ أتذكر الآن،” تابعت المحصلة، وقد أصبحت شكوكها أكثر وضوحًا.

ارتجف صوت شيرلي وهي تجيب، “أنت… هل تخطط لطهي الطعام لي أولاً؟”

 

 

توقف دنكان، عاجزًا عن الكلام للحظات.

 

 

رأى دنكان رد فعلها المرتبك وهز رأسه بالرفض. “التهرب من الأسعار هو سلوك غير شريف، كما تعلمين.”

كانت لديه فكرة جيدة عن سبب خوف شيرلي منه. يبدو أن دوغ، رفيقها المخلص، قد اكتشف بطريقة ما بعض الجوانب الخفية والأكثر قتامة لهوية دنكان ومن المحتمل أنه نقل هذه الرؤية المقلقة إلى شيرلي. لم يكن بإمكان دنكان إلا تخيل كيف ظهر في ذهنها، ربما أقرب إلى الخوف الذي قد يشعر به قبطان البحر عند مواجهة الضائعة الأسطورية – وهي نوع من سيد البحار الشيطاني. في مثل هذه المواقف، أفضل ما يمكن للمرء أن يأمل فيه هو أن يخربش على عجل وصية أخيرة، على الرغم من أنها من المحتمل أن تنتهي بالغرق في قاع المحيط.

“انتظري يا طفلة. هل اشتريت تذكرة؟” سألت المحصلة فجأة، وكسرت الصمت المتوتر.

 

تطرق ذهن دنكان لفترة وجيزة إلى حدث وقع هنا منذ أحد عشر عامًا، وهو تسرب من أحد المصانع شوه سمعة المنطقة. وعلى الرغم من الآثار المتبقية لهذا الحادث، بدا الحي أقل تضررًا مما كان يفترض في البداية.

“هل كلبك موجود؟” استفسر دنكان، وهو يتذكر الناب الغامض الذي ينبغي أن يكون في مكان ما بالقرب.

 

 

 

“آه… عادة ما يجد دوغ مكانًا للاختباء حيث لا يستطيع الناس رؤيته،” أجابت شيرلي على مضض، وكان صوتها بالكاد أعلى من مستوى الهمس. “لكنه على علم بما يحدث لي الآن…”

“في هذه الحالة، أرجو أن تبلغيه تحياتي،” قال دنكان وهو يومئ برأسه. “لا يزال لدي بعض الأسئلة حول اجتماعنا الأخير وغير العادي إلى حد ما.”

 

 

“في هذه الحالة، أرجو أن تبلغيه تحياتي،” قال دنكان وهو يومئ برأسه. “لا يزال لدي بعض الأسئلة حول اجتماعنا الأخير وغير العادي إلى حد ما.”

 

 

 

وبينما يتحدث دنكان، شعر بشيرلي ترتجف أكثر، وجسدها متوتر مثل جسد أرنب خائف.

 

 

 

“استرخي،” تنهد دنكان، وهو يستشعر هالة واضحة من التوتر تنبع من ما كان يشتبه في أنه الرفيق الكلب الغامض للفتاة. “ليس هناك حقًا أي سبب يجعلك تشعرين بالقلق من حولي. لا أنت ولا دوغ لديكما ما تخشاه مني.”

 

 

 

“هذا … من الجيد سماع ذلك،” تمكنت شيرلي من القول، وجسدها لا يزال متصلبًا من التوتر. في محاولة لكسر الجمود والظهور براحة أكبر، بحثت حولها عن موضوع محايد للمحادثة. سقطت عيناها على كتف دنكان الفارغة. “ألم تحضر حمامتك معك هذه المرة؟”

بدأت كلماتها تتفكك في تيار من الأفكار بلا هدف، وابتعدت كثيرًا عن التماسك المنطقي لدرجة أنها بدت وكأنها فقدت مسار ما كانت تقوله تمامًا. ولحسن الحظ، انطلق صوت محصلة الحافلة من مقدمة الحافلة، ليقتحم حديثها المتعرج. “المربع السكني السادس! من سينزل من هنا؟”

 

شعرت كما لو أن الحدود بين ما هو خارق للطبيعة وما هو عادي تمامًا قد أصبحت غير واضحة بشكل سخيف، مما جعلها ترغب تقريبًا في الضحك والبكاء في نفس الوقت.

هز دنكان كتفيه قائلًا، “غير مسموح بالحيوانات الأليفة في الحافلات العامة. بالإضافة إلى ذلك، أعطيتها بعض الوقت للذهاب للصيد.”

 

ولقمع الرغبة في التعليق على أدائها غير المقنع، حول دنكان نظرته إلى الشوارع البعيدة. “منذ أحد عشر عامًا، تعرض أحد المصانع في هذه المنطقة لتسرب. تقول الشائعات أن الطائفيين هم المسؤولون عن ذلك،” قال، متبنى لهجة غير رسمية تتناقض مع خطورة الموضوع.

ظلت الأجواء مشدودة، لكنها كانت البداية. على الأقل، تحولت المحادثة، ولو بشكل طفيف، بعيدًا عن ماضيهما الغريب ونحو شيء يشبه الحياة الطبيعية.

 

 

وكانت الحافلة العامة خلال ساعة الذروة المسائية مكتظة دائمًا بالركاب. في يوم جيد، قد تجد مكانًا يمكنك الوقوف فيه دون أن تشعر وكأنك سردين في علبة. ومع ذلك، لم يكن اليوم واحداً من تلك الأيام؛ كانت الحافلة مزدحمة للغاية لدرجة أنه لم يكن هناك أي مجال حتى لنقل وزنك من قدم إلى أخرى.

“تدع الحمامة تخرج لتصطاد؟” حدقت شيرلي في دنكان، وعيناها واسعتان بعدم التصديق. أومأت برأسها بقوة وهي تحاول العثور على الكلمات الصحيحة. “آه، نعم، بالطبع. الحمامة ستكون ممتازة للصيد، وذلك بفضل بصرها الثاقب من أعلى السماء…”

 

 

قام دنكان بفحصها. “كنت أقصد أن أسألك، أنت تمثلين فعل التصرف الحسن، أليس كذلك؟”

بدأت كلماتها تتفكك في تيار من الأفكار بلا هدف، وابتعدت كثيرًا عن التماسك المنطقي لدرجة أنها بدت وكأنها فقدت مسار ما كانت تقوله تمامًا. ولحسن الحظ، انطلق صوت محصلة الحافلة من مقدمة الحافلة، ليقتحم حديثها المتعرج. “المربع السكني السادس! من سينزل من هنا؟”

هز دنكان كتفيه قائلًا، “غير مسموح بالحيوانات الأليفة في الحافلات العامة. بالإضافة إلى ذلك، أعطيتها بعض الوقت للذهاب للصيد.”

 

 

عند إعلان المحصلة، بدا أن شيرلي منتعشة بشكل واضح. قفزت على قدميها، ونادت بفارغ الصبر لتأكيد خروجها. شقت طريقها عبر الحشد، والتفتت إلى دنكان. “هذه محطتي. لقد كان من المثير للاهتمام مقابلتك مرة أخرى اليوم.”

 

 

 

قبل أن تتمكن من إنهاء جملتها، بدأ دنكان أيضًا في شق طريقه نحو المخرج، وكان تعبيره مظلمًا وغامضًا، مثل شيطان يتلاعب بروح ضعيفة.

 

 

“سأنزل من هنا أيضًا،” قال ووجهه خالي من أي تعبير.

 

 

“في الواقع، لدي اهتمام معين بالمسألة،” أكد دنكان، وتوقف بضع خطوات بعد ذلك. استدار ليواجه شيرلي، وميض من الفضول يلمع في عينيه. “يبدو أنك معتادة على التهرب من أجرة الحافلة، أليس كذلك؟”

ارتعش وجه شيرلي بشكل لا يمكن السيطرة عليه. على الرغم من أنها تعلم أنه سيكون من المحرج اجتماعيًا أن تعلن فجأة أنها لم تعد ترغب في النزول، إلا أن فكرة أن دنكان ربما يلعب نوعًا من المزحة السوداء عليها بدأت تنخر في دواخلها.

“آه… عادة ما يجد دوغ مكانًا للاختباء حيث لا يستطيع الناس رؤيته،” أجابت شيرلي على مضض، وكان صوتها بالكاد أعلى من مستوى الهمس. “لكنه على علم بما يحدث لي الآن…”

 

 

عندما بدأ سائق الحافلة يحث الناس على النزول، تراجعت أكتاف شيرلي استسلامًا. شددت عضلات رقبتها وبدأت تتجه نحو المخرج، وعيناها غارقتان في الهزيمة.

هز دنكان كتفيه قائلًا، “غير مسموح بالحيوانات الأليفة في الحافلات العامة. بالإضافة إلى ذلك، أعطيتها بعض الوقت للذهاب للصيد.”

 

 

“انتظري يا طفلة. هل اشتريت تذكرة؟” سألت المحصلة فجأة، وكسرت الصمت المتوتر.

 

 

يبدو أن ثقتها في دنكان قد زادت قليلاً، الآن بعد أن أصبحا متفقين على ما يبدو مع أهدافهما – وربما بنفس القدر من الأهمية، عندما طمأنت نفسها بأنه ليس لديه خطط فورية لأكلها. وبإحساس جديد بالشجاعة، قامت بتسريع وتيرتها، وعملت ساقاها القصيرتان على مواكبة خطوات دنكان الأطول.

نظرت شيرلي إلى الأعلى بصدمة، والتقت عيناها بعيني المحصلة في الضوء الخافت. بدا الزي الأزرق للمحصلة مشؤومًا بشكل خاص في تلك اللحظة. كان الأمر كما لو أنها لم تفكر قط في إمكانية استجوابها بشأن أجرة سفرها. “أنت لم تشتري تذكرة، أليس كذلك؟ أتذكر الآن،” تابعت المحصلة، وقد أصبحت شكوكها أكثر وضوحًا.

قام دنكان بفحصها. “كنت أقصد أن أسألك، أنت تمثلين فعل التصرف الحسن، أليس كذلك؟”

 

 

تدخل دنكان في الوقت المناسب. “أنا أعرف هذه السيدة الشابة. ربما تكون قد أضاعت تذكرتها. اسمحي لي بشراء واحدة لها.”

 

 

 

ألقت المحصلة نظرة متشككة على دنكان، ثم نظرت إلى شيرلي، وفحصتها. في نهاية المطاف، قررت أنه ليس مكانها لمزيد من التساؤل. قالت وهي تومئ برأسها، “حسنًا إذن.”

 

 

“ما الذي تخشينه؟” سأل دونكان وهو ينظر إليها بقلق. “لن آكلك حية أو أي شيء آخر.”

وصل دنكان إلى جيبه وأخرج بعض العملات المعدنية لتغطية تكلفة أجرة شيرلي. ثم نزل الاثنان من الحافلة ليجدا نفسيهما في محطة قديمة مهجورة.

ارتعش وجه شيرلي بشكل لا يمكن السيطرة عليه. على الرغم من أنها تعلم أنه سيكون من المحرج اجتماعيًا أن تعلن فجأة أنها لم تعد ترغب في النزول، إلا أن فكرة أن دنكان ربما يلعب نوعًا من المزحة السوداء عليها بدأت تنخر في دواخلها.

 

“استرخي،” تنهد دنكان، وهو يستشعر هالة واضحة من التوتر تنبع من ما كان يشتبه في أنه الرفيق الكلب الغامض للفتاة. “ليس هناك حقًا أي سبب يجعلك تشعرين بالقلق من حولي. لا أنت ولا دوغ لديكما ما تخشاه مني.”

ومن المفارقات أنه على الرغم من اكتظاظ الحافلة لدرجة أنها بدت وكأنها تتأوه تحت وطأة حمولتها البشرية، لم ينزل منها سوى دنكان وشيرلي في المربع السكني السادس. بدت المحطة الفارغة ممتدة أمامهما، شاهدة صامتة على التوتر المتزايد بينهما.

رأى دنكان رد فعلها المرتبك وهز رأسه بالرفض. “التهرب من الأسعار هو سلوك غير شريف، كما تعلمين.”

 

“استرخي،” تنهد دنكان، وهو يستشعر هالة واضحة من التوتر تنبع من ما كان يشتبه في أنه الرفيق الكلب الغامض للفتاة. “ليس هناك حقًا أي سبب يجعلك تشعرين بالقلق من حولي. لا أنت ولا دوغ لديكما ما تخشاه مني.”

قام دنكان أولاً بمسح المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار تفاصيل المناطق المحيطة. على الرغم من أن المشهد كان نموذجيًا في أحد أحياء وسط المدينة، إلا أنه هناك شعور بالقِدم والإهمال. لم تكن المباني، على الرغم من أنها قديمة وتظهر عليها علامات التآكل، في حالة خراب كامل كما توقع ربما. ولا تزال متاجر “موم وبوب” تشغل الوحدات الموجودة على مستوى الشارع، وهي مفتوحة للعمل كما لو كانت تتحدى التدهور الواضح في المنطقة. كان المشاة قليلين، لكن أولئك الذين رآهما ساروا بجو من الروتين وكأن هذا الحي المتخلف المنعزل هو المكان الأكثر طبيعية في العالم.

 

 

“لنتخلى عن التظاهر،” قال دنكان وهو يلقي نظرة جانبية لقياس رد فعلها. “كنت تستفسرين عن تلك الحادثة بالذات عندما التقيت بهؤلاء الطائفيون. ووفقا للسجلات الرسمية، هذا هو المكان الذي حدث فيه الأمر.”

تطرق ذهن دنكان لفترة وجيزة إلى حدث وقع هنا منذ أحد عشر عامًا، وهو تسرب من أحد المصانع شوه سمعة المنطقة. وعلى الرغم من الآثار المتبقية لهذا الحادث، بدا الحي أقل تضررًا مما كان يفترض في البداية.

“استرخي،” تنهد دنكان، وهو يستشعر هالة واضحة من التوتر تنبع من ما كان يشتبه في أنه الرفيق الكلب الغامض للفتاة. “ليس هناك حقًا أي سبب يجعلك تشعرين بالقلق من حولي. لا أنت ولا دوغ لديكما ما تخشاه مني.”

 

 

أعاد انتباهه إلى شيرلي، فوجدها واقفة بتردد وكأنها تنتظر حدوث شيء ما. بدت وكأنها حيوان عاجز يئس من الهروب من قفصه، واستسلم لأي مصير يخبئه له.

شعرت شيرلي بموجة من العواطف تهدد بالسيطرة عليها. لقد وُبخت من قبل – من قبل كلبها، كلبها الأسود، ومن قبل الجيران المحليين الذين صوروا أنفسهم حراس المجتمع، وحتى مرة أو مرتين من قبل شرطة المدينة التي تقوم بدوريات. لكنها لم تعتقد أبدًا في أعنف أحلامها أنها ستحصل على محاضرة عن الأخلاق والنقل العام من شخص رأته على أنه سماوي شيطاني تقريبًا. لقد تركها تتساءل: “متى بدأت الكائنات الغامضة، التي افترضت أنها تعيش في الظل وتتصرف وفقًا لقواعدها الخاصة، في الاهتمام بالأشياء الدنيوية مثل أجرة الحافلات؟”

 

 

هربت ضحكة مكتومة من شفتي دنكان عندما لاحظ تصرفاتها التي تبدو سهلة الانقياد. إذا لم يرها تواجه وتقاتل هؤلاء الطائفيين بمثل هذه المثابرة، فربما قد انخدع تمامًا بفعلها البريء.

ظلت الأجواء مشدودة، لكنها كانت البداية. على الأقل، تحولت المحادثة، ولو بشكل طفيف، بعيدًا عن ماضيهما الغريب ونحو شيء يشبه الحياة الطبيعية.

 

 

هز رأسه رافضًا تسلية مؤقتة. “ما الذي أوصلك إلى المربع السكني السادس؟” سأل.

ومن المفارقات أنه على الرغم من اكتظاظ الحافلة لدرجة أنها بدت وكأنها تتأوه تحت وطأة حمولتها البشرية، لم ينزل منها سوى دنكان وشيرلي في المربع السكني السادس. بدت المحطة الفارغة ممتدة أمامهما، شاهدة صامتة على التوتر المتزايد بينهما.

 

للحظة، بدت شيرلي مذهولة. ثم استجمعت قواها وأسرعت للحاق بدنكان عندما بدأ في المشي. “إذن، أنت أيضًا تبحث في الحادث الذي وقع قبل أحد عشر عامًا؟”

استقامت شيرلي على الفور. “أنا… سمعت أن له منظرًا رائعًا!”

 

 

ظلت الأجواء مشدودة، لكنها كانت البداية. على الأقل، تحولت المحادثة، ولو بشكل طفيف، بعيدًا عن ماضيهما الغريب ونحو شيء يشبه الحياة الطبيعية.

قام دنكان بفحصها. “كنت أقصد أن أسألك، أنت تمثلين فعل التصرف الحسن، أليس كذلك؟”

 

 

 

“أنا لا أمثل!” أصرت شيرلي، واقفة بشكل أكثر استقامة. “لقد كنت دائمًا حسنة التصرف!”

 

 

 

ولقمع الرغبة في التعليق على أدائها غير المقنع، حول دنكان نظرته إلى الشوارع البعيدة. “منذ أحد عشر عامًا، تعرض أحد المصانع في هذه المنطقة لتسرب. تقول الشائعات أن الطائفيين هم المسؤولون عن ذلك،” قال، متبنى لهجة غير رسمية تتناقض مع خطورة الموضوع.

 

 

 

بدت شيرلي في حيرة. “لماذا تطرح هذا الآن؟”

ومن المفارقات أنه على الرغم من اكتظاظ الحافلة لدرجة أنها بدت وكأنها تتأوه تحت وطأة حمولتها البشرية، لم ينزل منها سوى دنكان وشيرلي في المربع السكني السادس. بدت المحطة الفارغة ممتدة أمامهما، شاهدة صامتة على التوتر المتزايد بينهما.

 

 

“لنتخلى عن التظاهر،” قال دنكان وهو يلقي نظرة جانبية لقياس رد فعلها. “كنت تستفسرين عن تلك الحادثة بالذات عندما التقيت بهؤلاء الطائفيون. ووفقا للسجلات الرسمية، هذا هو المكان الذي حدث فيه الأمر.”

 

 

 

للحظة، بدت شيرلي مذهولة. ثم استجمعت قواها وأسرعت للحاق بدنكان عندما بدأ في المشي. “إذن، أنت أيضًا تبحث في الحادث الذي وقع قبل أحد عشر عامًا؟”

 

 

 

يبدو أن ثقتها في دنكان قد زادت قليلاً، الآن بعد أن أصبحا متفقين على ما يبدو مع أهدافهما – وربما بنفس القدر من الأهمية، عندما طمأنت نفسها بأنه ليس لديه خطط فورية لأكلها. وبإحساس جديد بالشجاعة، قامت بتسريع وتيرتها، وعملت ساقاها القصيرتان على مواكبة خطوات دنكان الأطول.

 

 

نظرت شيرلي إلى الأعلى بصدمة، والتقت عيناها بعيني المحصلة في الضوء الخافت. بدا الزي الأزرق للمحصلة مشؤومًا بشكل خاص في تلك اللحظة. كان الأمر كما لو أنها لم تفكر قط في إمكانية استجوابها بشأن أجرة سفرها. “أنت لم تشتري تذكرة، أليس كذلك؟ أتذكر الآن،” تابعت المحصلة، وقد أصبحت شكوكها أكثر وضوحًا.

“في الواقع، لدي اهتمام معين بالمسألة،” أكد دنكان، وتوقف بضع خطوات بعد ذلك. استدار ليواجه شيرلي، وميض من الفضول يلمع في عينيه. “يبدو أنك معتادة على التهرب من أجرة الحافلة، أليس كذلك؟”

 

 

انخفض فك شيرلي في دهشة شديدة، وتركها عاجزة عن الكلام للحظات. “أنا-”

انخفض فك شيرلي في دهشة شديدة، وتركها عاجزة عن الكلام للحظات. “أنا-”

 

 

 

رأى دنكان رد فعلها المرتبك وهز رأسه بالرفض. “التهرب من الأسعار هو سلوك غير شريف، كما تعلمين.”

 

 

تدخل دنكان في الوقت المناسب. “أنا أعرف هذه السيدة الشابة. ربما تكون قد أضاعت تذكرتها. اسمحي لي بشراء واحدة لها.”

شعرت شيرلي بموجة من العواطف تهدد بالسيطرة عليها. لقد وُبخت من قبل – من قبل كلبها، كلبها الأسود، ومن قبل الجيران المحليين الذين صوروا أنفسهم حراس المجتمع، وحتى مرة أو مرتين من قبل شرطة المدينة التي تقوم بدوريات. لكنها لم تعتقد أبدًا في أعنف أحلامها أنها ستحصل على محاضرة عن الأخلاق والنقل العام من شخص رأته على أنه سماوي شيطاني تقريبًا. لقد تركها تتساءل: “متى بدأت الكائنات الغامضة، التي افترضت أنها تعيش في الظل وتتصرف وفقًا لقواعدها الخاصة، في الاهتمام بالأشياء الدنيوية مثل أجرة الحافلات؟”

 

 

 

شعرت كما لو أن الحدود بين ما هو خارق للطبيعة وما هو عادي تمامًا قد أصبحت غير واضحة بشكل سخيف، مما جعلها ترغب تقريبًا في الضحك والبكاء في نفس الوقت.

بدأت كلماتها تتفكك في تيار من الأفكار بلا هدف، وابتعدت كثيرًا عن التماسك المنطقي لدرجة أنها بدت وكأنها فقدت مسار ما كانت تقوله تمامًا. ولحسن الحظ، انطلق صوت محصلة الحافلة من مقدمة الحافلة، ليقتحم حديثها المتعرج. “المربع السكني السادس! من سينزل من هنا؟”

 

 


 

 

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

ارتجف صوت شيرلي وهي تجيب، “أنت… هل تخطط لطهي الطعام لي أولاً؟”

قام دنكان أولاً بمسح المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار تفاصيل المناطق المحيطة. على الرغم من أن المشهد كان نموذجيًا في أحد أحياء وسط المدينة، إلا أنه هناك شعور بالقِدم والإهمال. لم تكن المباني، على الرغم من أنها قديمة وتظهر عليها علامات التآكل، في حالة خراب كامل كما توقع ربما. ولا تزال متاجر “موم وبوب” تشغل الوحدات الموجودة على مستوى الشارع، وهي مفتوحة للعمل كما لو كانت تتحدى التدهور الواضح في المنطقة. كان المشاة قليلين، لكن أولئك الذين رآهما ساروا بجو من الروتين وكأن هذا الحي المتخلف المنعزل هو المكان الأكثر طبيعية في العالم.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط