أليس منفتحة العقل
الفصل 101 “أليس منفتحة العقل”
اتسعت عيون أليس عندما قامت بمعالجة هذه المعلومات. ارتسمت على وجهها نظرة خيبة أمل عميقة، تذكر بطفلة سُرقت لعبتها المفضلة للتو.
حدق دنكان في أليس بتعبير فارغ تقريبًا على وجهه كما لو ينظر إلى مخلوق خالٍ من أي تفكير أو سبب. كان هذا في تناقض صارخ مع الصورة التي لا تمحى لملكة الصقيع التي واجهها قبل خمسين عامًا. لقد تركت تلك النظرة المؤلمة والهادئة علامة لا تمحى في ذاكرته. ما كان في السابق صورة حية ومخيفة، استبدل الآن بمنظر أليس، المشابههة لدمية متحركة تعاني من إعاقات إدراكية. كان من المستحيل تجاهل الطبيعة السريالية لكل ذلك. إن عادة أليس الغريبة المتمثلة في فصل رأسها بشكل متكرر وإعادة توصيله يمكن أن تثير أعصاب حتى أكثر الأشخاص صبرًا.
“سجل؟” اتسعت عيون أليس باهتمام. “أي نوع من السجل؟”
في نهاية المطاف، تحطمت رباطة جأش دنكان. “ماذا تفعلين؟” طالب.
لم يحدث شيء.
مندهشة، أجابت أليس متأخرة: “آه! قبطان!” وأوضحت وهي تعيد ربط رأسها على عجل، “أعتقد أن بعض الشعرات عالقة في مفصل رقبتي، لذا…”
كان هذا التمثال الثرثار يمتع دنكان في كثير من الأحيان بقصص عن “الأفعال العظيمة التي قام بها الضائعة”، مثل عدد السفن التي أغرقوها على طرق مختلفة أو الدمار الذي ألحقوه بدول مدن مختلفة. وكانت معظم الحكايات مشكوك فيها في أحسن الأحوال. ومع ذلك، إذا كان حاكمة دولة المدينة قد تآمر حقًا مع الضائعة، فمن المؤكد أن رأس الماعز، الذي لم يفوت فرصة للنميمة، كان سيثير الأمر بالتأكيد. فخطرت ببال دنكان فكرة: ماذا لو كانت هذه الاتهامات ملفقة اخترعها المتمردون لتشويه سمعة الملكة؟
رد دنكان بنظرة رواقية قائلاً، “إذا واصلت قطع رأسك بهذه الطريقة، فيجب عليك على الأقل أن تأتي بأسماء الشعر الذي تفقديه.”
حدق دنكان في أليس بتعبير فارغ تقريبًا على وجهه كما لو ينظر إلى مخلوق خالٍ من أي تفكير أو سبب. كان هذا في تناقض صارخ مع الصورة التي لا تمحى لملكة الصقيع التي واجهها قبل خمسين عامًا. لقد تركت تلك النظرة المؤلمة والهادئة علامة لا تمحى في ذاكرته. ما كان في السابق صورة حية ومخيفة، استبدل الآن بمنظر أليس، المشابههة لدمية متحركة تعاني من إعاقات إدراكية. كان من المستحيل تجاهل الطبيعة السريالية لكل ذلك. إن عادة أليس الغريبة المتمثلة في فصل رأسها بشكل متكرر وإعادة توصيله يمكن أن تثير أعصاب حتى أكثر الأشخاص صبرًا.
“لقد فكرت بالفعل في بعض! إذا سقطوا، فسوف يطلق عليهم اسم ويليامز و…” غردت أليس.
أخذ دنكان نفسا عميقا، وهو يكافح من أجل الحفاظ على رباطة جأشه في مواجهة غرابتها. “أحيانًا، يا أليس، أجد نفسي أشعر بالغيرة من نظرتك التي تبدو خالية من الهموم.”
لقمع موجة الإحباط المتزايدة، بذل دنكان جهدًا كبيرًا لمنع رمي الدمية من مقصورة السفينة. أخذ نفسا عميقا محاولا استعادة رباطة جأشه. من المسلم به أن طبيعة أليس الملتوية أدخلت عنصرًا من الفكاهة في الجو الكئيب للسفينة المسكونة. ومع ذلك، فإن سخافتها المفرطة كانت في كثير من الأحيان أكثر من أن تتحملها. حتى رأس الماعز المركب على السفينة بدا وكأنه يكافح من أجل مواكبة تصرفات الدمية الغريبة، ووجد دنكان نفسه صعوبة في فهم المنطق – أو عدمه – وراء تصرفاتها.
لقد لاقت ملكة الصقيع نهايتها على أيدي المتمردين، الذين اتهموها بارتكاب سلسلة من الجرائم التي كان من الصعب على دنكان فهمها. وقد اتُهمت بـ “المحاولة العبثية لإعادة دمج الضائعة في العالم الحقيقي” وإنشاء “ضائعة ثانية”. وتحدث المتمردون أيضاً عن ما يسمى بخطة “الهاوية الخفية”، والتي بدا أنها كانت العامل المحفز للانتفاضة. ما أذهل دنكان بشكل غريب هو أن تمثال رأس الماعز الذي كان يزين طاولة رسم الخرائط الخاصة به لم يذكر أبدًا أيًا من هذه الأشياء.
وتساءل عما إذا كان رأس الدمية مملوءًا بالخشب الصلب، وقد قاده هذا الفكر إلى رؤية أخرى أكثر إزعاجًا. لقد كان على يقين من أنه رأى ملكة الصقيع الأسطورية راي نورا، وكان يعتقد أن هذه الرؤية قد نشأت من الجسم الغامض المعروف باسم تابوت الدمية.
ترددت أليس قبل أن تشير مرة أخرى نحو التابوت. هذه المرة، أطاعها، وارتفع قليلًا عن الأرض قبل أن يستقر مجددًا.
ولكن ما هي طبيعة هذه الرؤى؟ هل كان “التابوت” يتواصل معه بشكل فعّال، أم أن تلك الذكريات السلبية فقط انطبعت عليه؟ هل يمكن أن تكون انعكاسات للشذوذ 099؟ هل كانت لقطات حقيقية للتاريخ، أم أنها أوهام مشوهة تغيرت إلى حد ما؟
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
وتذكر التعبير الهادئ الذي كان على وجه الملكة الشابة عندما التقيا، ومناشدتها التالية، “أيًا كنت، من فضلك لا تلوث التاريخ…” من كانت تخاطب بهذه الكلمات؟ هل كانت مخصصة له؟ فهل تجاوزت رسالتها حدود المكان والزمان، أم أنها مجرد جزء من الصدى الخادع الذي تردد عندما تعمق في هذه الألغاز؟
في نهاية المطاف، تحطمت رباطة جأش دنكان. “ماذا تفعلين؟” طالب.
كما شكك في هوية الصوت الذي استجوب الملكة عن جمهورها. من كان ذلك المحاور الغامض؟ بدت سلسلة الأحداث حقيقية بشكل مثير للقلق، بما يكفي لإثارة القشعريرة في العمود الفقري لأي شخص.
“نعم، من الصعب أن أشرح ذلك،” فكرت، وضاقت عيناها قليلاً في التأمل. “إنه يشبه الشعور بالراحة الذي أشعر به أثناء الاستلقاء داخل التابوت. لكن الآن، يبدو الأمر كما لو أن نفس الشعور بالراحة يغلفني حتى عندما أقف خارجه.”
أما بالنسبة لاختتام تلك الرؤية المترددة – الأصوات المشؤومة التي انبعثت من الظلام – فقد تركت دنكان يشعر بعدم الارتياح العميق.
كما شكك في هوية الصوت الذي استجوب الملكة عن جمهورها. من كان ذلك المحاور الغامض؟ بدت سلسلة الأحداث حقيقية بشكل مثير للقلق، بما يكفي لإثارة القشعريرة في العمود الفقري لأي شخص.
لقد لاقت ملكة الصقيع نهايتها على أيدي المتمردين، الذين اتهموها بارتكاب سلسلة من الجرائم التي كان من الصعب على دنكان فهمها. وقد اتُهمت بـ “المحاولة العبثية لإعادة دمج الضائعة في العالم الحقيقي” وإنشاء “ضائعة ثانية”. وتحدث المتمردون أيضاً عن ما يسمى بخطة “الهاوية الخفية”، والتي بدا أنها كانت العامل المحفز للانتفاضة. ما أذهل دنكان بشكل غريب هو أن تمثال رأس الماعز الذي كان يزين طاولة رسم الخرائط الخاصة به لم يذكر أبدًا أيًا من هذه الأشياء.
“أنا بخير،” قال، متعمداً تحويل محور المحادثة. “كنت أعيش من جديد في “سجلاً” مخزناً في التابوت.”
كان هذا التمثال الثرثار يمتع دنكان في كثير من الأحيان بقصص عن “الأفعال العظيمة التي قام بها الضائعة”، مثل عدد السفن التي أغرقوها على طرق مختلفة أو الدمار الذي ألحقوه بدول مدن مختلفة. وكانت معظم الحكايات مشكوك فيها في أحسن الأحوال. ومع ذلك، إذا كان حاكمة دولة المدينة قد تآمر حقًا مع الضائعة، فمن المؤكد أن رأس الماعز، الذي لم يفوت فرصة للنميمة، كان سيثير الأمر بالتأكيد. فخطرت ببال دنكان فكرة: ماذا لو كانت هذه الاتهامات ملفقة اخترعها المتمردون لتشويه سمعة الملكة؟
فهمت أليس المعنى الضمني، فرفعت حاجبها لكنها سرعان ما أعادت توجيه انتباهها إلى التابوت. “هل تغير أي شيء عندما أشعلت النار فيه؟ هل تمكنت من السيطرة عليه؟”
“قبطان؟ هل أنت بخير يا قبطان؟” قطع أفكاره صوت أليس.
“لقد فكرت بالفعل في بعض! إذا سقطوا، فسوف يطلق عليهم اسم ويليامز و…” غردت أليس.
زفر دنكان بهدوء، ودفع أفكاره الملتفة جانبًا واستدار ليواجه الدمية. على الرغم من أن أليس تحمل تشابهًا جسديًا غريبًا مع ملكة الصقيع، إلا أن سلوكياتهما لا يمكن إلا أن تكون مختلفة تمامًا.
موجة من الارتياح تحطمت على أليس وهي تندفع نحو التابوت، وتحتضنه بإحكام. “أوه، الحمد لله! لقد كنت قلقة جدًا من أنك لن تستمع إلي بعد الآن!”
“أنا بخير،” قال، متعمداً تحويل محور المحادثة. “كنت أعيش من جديد في “سجلاً” مخزناً في التابوت.”
“لا تقلقي، أستطيع أن أسحب نفوذي،” أكد لها دنكان، متحركًا على عجل لتهدئة محنتها الواضحة. “وسيعود بعد ذلك إلى الاستجابة لأوامرك.”
“سجل؟” اتسعت عيون أليس باهتمام. “أي نوع من السجل؟”
بدت أليس في حيرة، وأشارت بإصبعها إلى نفسها وكأنها تسأل: “أنا؟ ما الذي يمكن أن يتغير فيّ؟”
“لقد أظهر إعدام ملكة الصقيع قبل خمسين عامًا،” أجاب دنكان بأمر واقع. “لقد بدت مثلك تمامًا.”
“قبطان؟ هل أنت بخير يا قبطان؟” قطع أفكاره صوت أليس.
ذهبت يدا أليس بشكل غريزي إلى رقبتها. ملأها سيل من المشاعر المتضاربة، وبعد لحظة من النقاش الداخلي، أعربت عن نظرية، “هل من الممكن أن أكون ملكة الصقيع؟ أنه بعد قطع رأسي، تدخلت بعض القوى الخارقة للطبيعة، مما سمح لي بالعيش كما أنا الآن؟”
“أنا بخير،” قال، متعمداً تحويل محور المحادثة. “كنت أعيش من جديد في “سجلاً” مخزناً في التابوت.”
فكر دنكان في ذلك للحظة قبل أن يجيب، “إذا كنت بلا حراك، وخرساء، ومستلقية في هذا التابوت، فقد أتقبل هذه النظرية. لكن…”
“نعم، من الصعب أن أشرح ذلك،” فكرت، وضاقت عيناها قليلاً في التأمل. “إنه يشبه الشعور بالراحة الذي أشعر به أثناء الاستلقاء داخل التابوت. لكن الآن، يبدو الأمر كما لو أن نفس الشعور بالراحة يغلفني حتى عندما أقف خارجه.”
فهمت أليس المعنى الضمني، فرفعت حاجبها لكنها سرعان ما أعادت توجيه انتباهها إلى التابوت. “هل تغير أي شيء عندما أشعلت النار فيه؟ هل تمكنت من السيطرة عليه؟”
ثم حول نظرته إلى أليس، وعيناه مثبتتان على عينيها بجدية عميقة. “النقطة المحورية لاهتمامي الآن هي أنت. هل شعرت بأي تغييرات في نفسك؟”
نظر دنكان إلى الصندوق الخشبي. لقد تضاءلت العلاقة النفسية الشديدة التي شعر بها معه، على الرغم من أن آثار لهبه الغامض لا تزال باقية. كانت العلاقة مشابهة لتلك التي كانت تربطه بتميمة الشمس ولكنها أكثر تعقيدًا وأقل وضوحًا. وبعبارة بسيطة، لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية التحكم في هذه القطعة الأثرية المرتبطة بأليس. حتى أنه شكك فيما إذا كانت هذه السيطرة ممكنة.
لقمع موجة الإحباط المتزايدة، بذل دنكان جهدًا كبيرًا لمنع رمي الدمية من مقصورة السفينة. أخذ نفسا عميقا محاولا استعادة رباطة جأشه. من المسلم به أن طبيعة أليس الملتوية أدخلت عنصرًا من الفكاهة في الجو الكئيب للسفينة المسكونة. ومع ذلك، فإن سخافتها المفرطة كانت في كثير من الأحيان أكثر من أن تتحملها. حتى رأس الماعز المركب على السفينة بدا وكأنه يكافح من أجل مواكبة تصرفات الدمية الغريبة، ووجد دنكان نفسه صعوبة في فهم المنطق – أو عدمه – وراء تصرفاتها.
ومع ذلك، أصبح هناك شيء واحد واضح – الآن بعد أن دُمج مع “الضائعة”، بدا التابوت مستقرًا بشكل ملحوظ، وبسبب عدم وجود مصطلح أفضل، “مروض”.
وتذكر التعبير الهادئ الذي كان على وجه الملكة الشابة عندما التقيا، ومناشدتها التالية، “أيًا كنت، من فضلك لا تلوث التاريخ…” من كانت تخاطب بهذه الكلمات؟ هل كانت مخصصة له؟ فهل تجاوزت رسالتها حدود المكان والزمان، أم أنها مجرد جزء من الصدى الخادع الذي تردد عندما تعمق في هذه الألغاز؟
“لا أستطيع أن أكون متأكدًا تمامًا في الوقت الحالي. قد يكون من الحكمة إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان تأثير “قطع الرأس” الذي واجهته ينبع من التابوت أو من بعض الصفات الجوهرية فيك،” نصح دنكان بنبرة مثقلة بالحذر. “في الوقت الحالي، يبدو من الحكمة التعامل مع التابوت كما نتعامل مع العناصر الأخرى على متن السفينة – من خلال تركه كما هو.”
ثم حول نظرته إلى أليس، وعيناه مثبتتان على عينيها بجدية عميقة. “النقطة المحورية لاهتمامي الآن هي أنت. هل شعرت بأي تغييرات في نفسك؟”
“لقد أظهر إعدام ملكة الصقيع قبل خمسين عامًا،” أجاب دنكان بأمر واقع. “لقد بدت مثلك تمامًا.”
بدت أليس في حيرة، وأشارت بإصبعها إلى نفسها وكأنها تسأل: “أنا؟ ما الذي يمكن أن يتغير فيّ؟”
الفصل 101 “أليس منفتحة العقل”
“انظري،” بدأ دنكان، مع الحرص على التحدث ببطء وتأني من أجل الوضوح، “أنت وصندوقك الخشبي معًا تشكلان الشذوذ 099. لقد فرضت سيطرتي على التابوت باستخدام لهبي الغامض، ومن خلال القيام بذلك، هناك احتمال أنني قد أثرت عليك عن غير قصد أيضًا. حاولي التحرك. دعيني أعرف إذا كان هناك شيء يبدو في غير محله.”
“انسى ذلك. فقط استمر في أن تكون على طبيعتك المبهجة،” تنهد دنكان، عائداً إلى المسألة الملحة المطروحة. “هل أنت متأكدة تمامًا من أنك لا تشعري بأي آثار سلبية؟”
أخذت أليس كلماته على محمل الجد، وقفزت إلى العمل، واندفعت حول المقصورة بطاقة محمومة. بعد الانتهاء من عدة لفات وبعض القفزات، أشارت نحو نعشها الخشبي.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
لم يحدث شيء.
ترددت أليس قبل أن تشير مرة أخرى نحو التابوت. هذه المرة، أطاعها، وارتفع قليلًا عن الأرض قبل أن يستقر مجددًا.
ظل الصندوق متجذرًا في مكانه.
أخذت أليس كلماته على محمل الجد، وقفزت إلى العمل، واندفعت حول المقصورة بطاقة محمومة. بعد الانتهاء من عدة لفات وبعض القفزات، أشارت نحو نعشها الخشبي.
“إنه لا يتفاعل!” صرخت أليس، وقد تحول وجهها إلى تعبير عن قلق حقيقي. “عادةً ما تكون مجرد نقرة من إصبعي كافية لجعله يحلق في الهواء!”
“لا تقلقي، أستطيع أن أسحب نفوذي،” أكد لها دنكان، متحركًا على عجل لتهدئة محنتها الواضحة. “وسيعود بعد ذلك إلى الاستجابة لأوامرك.”
وكان هذا تطورًا مثيرًا للقلق. لقد شعر دنكان بالفعل بنوع من الاستجابة من التابوت عندما أشارت أليس، لكنه شعر كما لو أن الشيء كان ينتظر توجيهاته بدلاً من طاعة أليس.
ظل الصندوق متجذرًا في مكانه.
“ربما غيرت لهيبي ولاءه،” افترض دنكان، وقد صبغت خدوده احمرارًا طفيفًا من الإحراج. “قد يتعرف علي التابوت الآن كسلطة أعلى عليه.”
اتسعت عيون أليس عندما قامت بمعالجة هذه المعلومات. ارتسمت على وجهها نظرة خيبة أمل عميقة، تذكر بطفلة سُرقت لعبتها المفضلة للتو.
لقمع موجة الإحباط المتزايدة، بذل دنكان جهدًا كبيرًا لمنع رمي الدمية من مقصورة السفينة. أخذ نفسا عميقا محاولا استعادة رباطة جأشه. من المسلم به أن طبيعة أليس الملتوية أدخلت عنصرًا من الفكاهة في الجو الكئيب للسفينة المسكونة. ومع ذلك، فإن سخافتها المفرطة كانت في كثير من الأحيان أكثر من أن تتحملها. حتى رأس الماعز المركب على السفينة بدا وكأنه يكافح من أجل مواكبة تصرفات الدمية الغريبة، ووجد دنكان نفسه صعوبة في فهم المنطق – أو عدمه – وراء تصرفاتها.
“لا تقلقي، أستطيع أن أسحب نفوذي،” أكد لها دنكان، متحركًا على عجل لتهدئة محنتها الواضحة. “وسيعود بعد ذلك إلى الاستجابة لأوامرك.”
“انظري،” بدأ دنكان، مع الحرص على التحدث ببطء وتأني من أجل الوضوح، “أنت وصندوقك الخشبي معًا تشكلان الشذوذ 099. لقد فرضت سيطرتي على التابوت باستخدام لهبي الغامض، ومن خلال القيام بذلك، هناك احتمال أنني قد أثرت عليك عن غير قصد أيضًا. حاولي التحرك. دعيني أعرف إذا كان هناك شيء يبدو في غير محله.”
ترددت أليس قبل أن تشير مرة أخرى نحو التابوت. هذه المرة، أطاعها، وارتفع قليلًا عن الأرض قبل أن يستقر مجددًا.
“سلامة؟”
موجة من الارتياح تحطمت على أليس وهي تندفع نحو التابوت، وتحتضنه بإحكام. “أوه، الحمد لله! لقد كنت قلقة جدًا من أنك لن تستمع إلي بعد الآن!”
“أنا بخير،” قال، متعمداً تحويل محور المحادثة. “كنت أعيش من جديد في “سجلاً” مخزناً في التابوت.”
أخذ دنكان نفسا عميقا، وهو يكافح من أجل الحفاظ على رباطة جأشه في مواجهة غرابتها. “أحيانًا، يا أليس، أجد نفسي أشعر بالغيرة من نظرتك التي تبدو خالية من الهموم.”
“انسى ذلك. فقط استمر في أن تكون على طبيعتك المبهجة،” تنهد دنكان، عائداً إلى المسألة الملحة المطروحة. “هل أنت متأكدة تمامًا من أنك لا تشعري بأي آثار سلبية؟”
نظرت أليس إلى الأعلى، ومن الواضح أنها في حيرة من بيانه.
وتذكر التعبير الهادئ الذي كان على وجه الملكة الشابة عندما التقيا، ومناشدتها التالية، “أيًا كنت، من فضلك لا تلوث التاريخ…” من كانت تخاطب بهذه الكلمات؟ هل كانت مخصصة له؟ فهل تجاوزت رسالتها حدود المكان والزمان، أم أنها مجرد جزء من الصدى الخادع الذي تردد عندما تعمق في هذه الألغاز؟
“انسى ذلك. فقط استمر في أن تكون على طبيعتك المبهجة،” تنهد دنكان، عائداً إلى المسألة الملحة المطروحة. “هل أنت متأكدة تمامًا من أنك لا تشعري بأي آثار سلبية؟”
“إنه لا يتفاعل!” صرخت أليس، وقد تحول وجهها إلى تعبير عن قلق حقيقي. “عادةً ما تكون مجرد نقرة من إصبعي كافية لجعله يحلق في الهواء!”
“لا، على الإطلاق،” ردت أليس بعد لحظة من التأمل. “في الواقع، أشعر بمزيد من الراحة، وأكثر سلامًا من ذي قبل.”
ومع ذلك، أصبح هناك شيء واحد واضح – الآن بعد أن دُمج مع “الضائعة”، بدا التابوت مستقرًا بشكل ملحوظ، وبسبب عدم وجود مصطلح أفضل، “مروض”.
“سلامة؟”
“نعم، من الصعب أن أشرح ذلك،” فكرت، وضاقت عيناها قليلاً في التأمل. “إنه يشبه الشعور بالراحة الذي أشعر به أثناء الاستلقاء داخل التابوت. لكن الآن، يبدو الأمر كما لو أن نفس الشعور بالراحة يغلفني حتى عندما أقف خارجه.”
“نعم، من الصعب أن أشرح ذلك،” فكرت، وضاقت عيناها قليلاً في التأمل. “إنه يشبه الشعور بالراحة الذي أشعر به أثناء الاستلقاء داخل التابوت. لكن الآن، يبدو الأمر كما لو أن نفس الشعور بالراحة يغلفني حتى عندما أقف خارجه.”
لقد لاقت ملكة الصقيع نهايتها على أيدي المتمردين، الذين اتهموها بارتكاب سلسلة من الجرائم التي كان من الصعب على دنكان فهمها. وقد اتُهمت بـ “المحاولة العبثية لإعادة دمج الضائعة في العالم الحقيقي” وإنشاء “ضائعة ثانية”. وتحدث المتمردون أيضاً عن ما يسمى بخطة “الهاوية الخفية”، والتي بدا أنها كانت العامل المحفز للانتفاضة. ما أذهل دنكان بشكل غريب هو أن تمثال رأس الماعز الذي كان يزين طاولة رسم الخرائط الخاصة به لم يذكر أبدًا أيًا من هذه الأشياء.
قبل أن يتمكن دنكان من التعمق أكثر في الآثار المترتبة على حالتها الجديدة، تجاهلت أليس أي مخاوف باقية. “لا بأس. مهما كان الأمر، فإنه لا يبدو سيئا، فلماذا القلق؟”
“أنا بخير،” قال، متعمداً تحويل محور المحادثة. “كنت أعيش من جديد في “سجلاً” مخزناً في التابوت.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
ترددت أليس قبل أن تشير مرة أخرى نحو التابوت. هذه المرة، أطاعها، وارتفع قليلًا عن الأرض قبل أن يستقر مجددًا.
اتسعت عيون أليس عندما قامت بمعالجة هذه المعلومات. ارتسمت على وجهها نظرة خيبة أمل عميقة، تذكر بطفلة سُرقت لعبتها المفضلة للتو.
“قبطان؟ هل أنت بخير يا قبطان؟” قطع أفكاره صوت أليس.
“ربما غيرت لهيبي ولاءه،” افترض دنكان، وقد صبغت خدوده احمرارًا طفيفًا من الإحراج. “قد يتعرف علي التابوت الآن كسلطة أعلى عليه.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
