نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 364

مملكة الشياطين (5)

مملكة الشياطين (5)

الفصل 364: مملكة الشياطين (5)

“ماذا….؟” أُذهِلَ أورتوس.

العيون التي ظهرت في السماء أُغلِقتْ وتلاشت، ولكن الظلام والضباب لم يتفرق.

العيون التي ظهرت في السماء أُغلِقتْ وتلاشت، ولكن الظلام والضباب لم يتفرق.

 

 

إغلاق تلك العيون دل على اختفاء نظرة إيريس، ومع ذلك إستمر يوجين في النظر إلى المجهول البعيد.

“إذن؟” رد يوجين “كما قلت للتو، إذا كنت ترغب في البقاء، إبق. ليس لدي أي نية لإجبار أي شخص غير راغب.”

 

قال يوجين بشراسة: “السير أورتوس.” وعيناه تراقبان الحشد، “ليس لدي أي نية للتأثر بالكلمات الفارغة للوردات رفيعي المستوى. أرفض منح ملك الشياطين المزيد من الوقت بمثل هذه المساعي التي لا طائل من ورائها.”

المساحة التي أمامه ليست فقط هي التي حجبها الظل، ولكن خلف الحاجز وخلف الأسطول، غطى الظلام البحر والسماء مثل ستارة تفصل بين العوالم.

 

 

إذا حدث ذلك، فسوف يندمون على عدم التصرف في هذا اليوم لبقية حياتهم.

مع تحول إيريس إلى ملك شياطين، تحول هذا المكان بشكل أساسي مملكة شياطين. بعبارة أخرى، البحر والسماء المغطاة بالظل، وكل ما لمسه الظلام، جزء من مملكة شياطين إيريس.

 

 

عادة، لم تتحدى سكاليا كلمات شقيقها الأكبر جافر. لكن الآن، سقطت صيحات جافر على آذان سكاليا الصم.

– لا يمكنكم الهروب من هذا البحر.

“ماذا تقصد بـِمعًا؟” سخر يوجين بعد أن ظل صامتًا حتى الآن. لديه فكرة جيدة عن السبب وراء قرار أورتوس. أعلن يوجين: “دعونا نقاتل بمفردنا.”

 

لو إتبعت الأحداث مسارها المتوقع ولم يسرع الأسطول من سرعته بشكل كبير، لكانت قد مرت أيام بعد أن صارت إيريس ملك شياطين حتى يصلوا إلى مياه بحر سولجالتا. مع تأخير حتى أيام في وصولهم بعد إرتقائها — لكان ملك الشياطين المتوج حديثًا قد نما بقوة في تلك الأيام.

قالت إيريس هذا بسخرية قبل أن تختفي. لقد أعلن ملك الشياطين هذا. سيتطلب الهروب من مملكة الشياطين جهدًا هائلًا، وسيكون الانزلاق بعيدًا سالمًا إنجازًا مستحيلًا.

رائحة الدم.

 

“الفرار….ليس خيارًا.” جاء صوت.

“الهروب؟” غمغم يوجين مرة أخرى، إبتسامة ملتوية لا تزال ظاهرة على وجهه. بدت فكرة الفرار سخيفة بالنسبة له، وهي زلة في لعبة القوة هذه. بغض النظر عن كيفية حدوث الأمر، لقد صارت إيريس ملك شياطين. هذه حقيقة لم يستطع تغييرها. لم يعرف يقينًا مما كانت تتحدث عنه عندما ذكرت ميراث والدها، وعلى الرغم من أنه فضولي بشأن ما قصدت، إلا أن التفكير في الأمر الآن لن يقدم إجابة واضحة ويكون مجرد مضيعة للوقت. إذا أراد معرفة الحقيقة، فَـيجب عليه أن يسألها ببساطة قبل قتلها.

“أنا أتفق مع السير يوجين.” إيفيك سلاد، الذي ظل يستمع بصمت حتى الآن، تحدث فجأة.

 

ما يهم الآن هو أن إيريس قد صارت بالفعل ملك شياطين، وعلى الأرجح قبل لحظات فقط من ظهورها. كان التوقيت حاسمًا.

إنتمى إلى واحد من عدد قليل من الناس الذين يمكن أن يصمد أمام هالة يوجين الخانقة. شد أورتوس هيمان قبضته بينما العرق يتجمع في راحة يده، وخليط من الأفكار في عقله. هو أكبر بكثير من يوجين وخاطبه بالإسم الأول في لقاءات سابقة. ومع ذلك، فقد تردد الآن في أن يكون غير رسمي للغاية مع الشاب الذي يقف أمامه.

 

لكن الآن….ملك شياطين؟ شعر جافر أنه قد يصاب بالجنون. حتى أولئك الذين ولدوا في هذا العصر عرفوا كم وجود ملك الشياطين غير معقول ومرعب.

هل كان بإمكانه منع هذا لو تصرف عاجلًا؟ ربما، لكن يوجين لم يأوي مثل هذا الندم. لقد تحرك سريعًا بقدر ما يستطيع. وبما أنه قد فشل في منع هذا مع كل هذا، فربما، كما ذكرت إيريس، إرتقاؤها حتمي.

سَـتكون المعركة بلا شك صعبة، لكن لم تكن هناك فرصة لخسارة القوة الاستكشافية. جعلت صعوبة الرحلة الاستكشافية المشاركة جديرة بالإهتمام لجافر. يمكنه إظهار شجاعته في إختيار المشاركة وأيضًا فهم شرف النصر. بالطبع، ليس لدى جافر أي نية للانضمام إلى المعركة. إعتقد أن مجرد التواجد في المشهد في الخلف سَـيكسبه المجد المطلوب.

 

 

‘لا، لم نتأخر بعد. في الواقع، لقد وصلنا في وقت مبكر.’ أدرك يوجين بعد بعض التفكير.

 

 

الأمير جافر على حق. المحاربون الذين جعلوا أسمائهم معروفة هم فقط شفرات مستأجرة في النهاية. ومع ذلك، أورتوس دوق المملكة، والقوات التابعة له هم جيش الأمة، الذي أوكلهم له الملك. بالإضافة إلى ذلك، لدى أورتوس واجب حماية الأمير جافر.

لو إتبعت الأحداث مسارها المتوقع ولم يسرع الأسطول من سرعته بشكل كبير، لكانت قد مرت أيام بعد أن صارت إيريس ملك شياطين حتى يصلوا إلى مياه بحر سولجالتا. مع تأخير حتى أيام في وصولهم بعد إرتقائها — لكان ملك الشياطين المتوج حديثًا قد نما بقوة في تلك الأيام.

 

 

عندما انحدرت عليهم قوة إيريس المظلمة، الخوف سيطر على كارمن، وقد طغى الرعب على عدائها. جسدها إرتجف بشكل لا إرادي، ورأسها يدور خارج سيطرتها.

حتى الآن، بينما ينتظرون صياغة خطة، إستمرت إيريس في النمو بقوة كملك شياطين. وبالتالي، فإن الهروب سيكون بالتأكيد المسار الخاطئ للعمل الذي يجب إتخاذه. هل يهربون، يعيدون تجميع صفوفهم، ثم يبحرون لأكثر من أسبوعين فقط للعودة إلى هذه المياه؟ هذه الفكرة سخيفة تمامًا. ليس لدى يوجين أي نية للسماح لإيريس بالحصول على مزيد من الوقت.

 

 

‘لا، لم نتأخر بعد. في الواقع، لقد وصلنا في وقت مبكر.’ أدرك يوجين بعد بعض التفكير.

إيريس، ملك الغضب الشيطاني المتوج حديثًا، في أكثر حالاتها ضعفًا في الوقت الحالي. وهكذا، يجب القضاء عليها على الفور.

 

 

لقد تأكد أيضًا من إستخدام إسم إله لدعم قراراته.

لم يكن يوجين هو الوحيد الذي لديه مثل هذه الفكرة. عرفت سيينا وانيسيه جيدًا القوة والمثابرة والرعب الذي يمتلكه ملك الشياطين.

 

 

هل كان بإمكانه منع هذا لو تصرف عاجلًا؟ ربما، لكن يوجين لم يأوي مثل هذا الندم. لقد تحرك سريعًا بقدر ما يستطيع. وبما أنه قد فشل في منع هذا مع كل هذا، فربما، كما ذكرت إيريس، إرتقاؤها حتمي.

في الوقت الحاضر، ليس لدى إيريس عدد كبير من الأتباع، مما يجعل التعامل معها سهلًا بعض الشيء.

 

 

“هل هذا المعاق لم يسمع أي شيء قلته؟” إلتوى تعبير يوجين وهو ينظر إلى جافر. لم يكلف نفسه عناء مراقبة كلماته في هذه المرحلة.

تحولت هذه المياه إلى أراضيها، مملكة شياطين، لكن جيشها يتألف فقط من مجرد قراصنة وجان ظلام. في حين أن قوتها قد ترفع من قوة أتباعها، فإن أعدادهم ليست هائلة في الوقت الحالي. لكن مع مرور الوقت، سَـتنتفخ صفوفهم بشكل لا يمكن السيطرة عليه. ويستمد ملك الشياطين القوة من الخوف.

 

 

 

إذا إنتشر خبر أن إيريس قد صارت ملك الغضب الشيطاني في جميع أنحاء القارة، وإذا نما عهدها من الرعب، وإذا، من خلال بعض الصدفة، إعترف ملك الحصار الشيطاني بإيريس….

 

 

في هذه اللحظة، من الصواب السعي وراء الشرف بإتباع الأميرة سكاليا. بعد اتخاذ قراره، أومأ أورتوس برأسه قبل أن يعلن، “سنواجه ملك الشياطين معًا.”

إذا حدث ذلك، فسوف يندمون على عدم التصرف في هذا اليوم لبقية حياتهم.

 

 

إذا حدث ذلك، فسوف يندمون على عدم التصرف في هذا اليوم لبقية حياتهم.

***

صوت مفاجئ أيد قرار أورتوس. سكاليا أنيموس. تقدمت إلى الأمام، ودفعت جافر جانبًا، وقدمت إعلانها.

ليس لدى يوجين، سيينا وانيسيه أي نوايا للفرار، لكن قرار بقية قوة الحملة ليس ثابتًا.

 

 

“ها!” ترددت ضحكة حادة من سيينا. جالسة في الجو على دائرة سحرية. ضحكة عالية وباردة، بصوت عال بما يكفي ليسمعه الجميع.

“إذا كنتم ترغبون في البقاء، فإبقوا.” أعلن يوجين، واقفًا أمام العشرات من قادة السفن ومحاربي الحملة. “لقد أتيتم لمحاربة القراصنة وإمبراطورتهم، وليس ملك شياطين. إذا لم تكن مستعدًا للموت، فأنا أفضل بقائكم في مكانكم لأن الهروب لن يكون سهلًا أيضًا.”

لم تستطع كارمن تحمل العار الذي شعرت به من شعورها بمثل هذه المشاعر.

الشخص الذي تحدث بمثل هذه القسوة هو مجرد شاب يبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا. ومع ذلك، من بين الحاضرين، الذين من الممكن أن يكون الكثير منهم في عمر والده، لم يجرؤ أحد على التعبير عن إعتراضه عليه.

الأمير جافر على حق. المحاربون الذين جعلوا أسمائهم معروفة هم فقط شفرات مستأجرة في النهاية. ومع ذلك، أورتوس دوق المملكة، والقوات التابعة له هم جيش الأمة، الذي أوكلهم له الملك. بالإضافة إلى ذلك، لدى أورتوس واجب حماية الأمير جافر.

 

 

هل ذلك لأنه البطل؟ أو ربما لأنه من نسل فيرموث العظيم؟ ليس كذلك. بدلًا من ذلك، الهالة المعادية الخانقة بأغلبية ساحقة التي أطلقها. على الرغم من أن عداءه موجه إلى ملك شياطين، فقد صُدِمَ جميع الحاضرين بثقله الهائل.

“حتى لو كنت ترغب في الفرار، فلن يكون الأمر سهلًا. ألم تقل الإمبراطورة….لا، ملك الشياطين ذلك؟ الهروب من هذه البحار مستحيل.” كرر إيفيتش كلمات يوجين.

 

مثلت العائلة الملكية؟ على الرغم من أن هذا ليس غير صحيح، إلا أن سكاليا لم يكن لديها السلطة لإتخاذ هذا القرار. كونه أعلى في التسلسل الهرمي، يجب أن يكون جافر هو الشخص الذي يتحدث نيابة عن العائلة الملكية.

“الفرار….ليس خيارًا.” جاء صوت.

ومع ذلك، حتى في الظلام، هناك ضوء. أشعل البطل النور، ونشرته القديسة، حيث غنت الملائكة ترانيمهم، وقلب الساحر الأعلى البحار.

 

 

إنتمى إلى واحد من عدد قليل من الناس الذين يمكن أن يصمد أمام هالة يوجين الخانقة. شد أورتوس هيمان قبضته بينما العرق يتجمع في راحة يده، وخليط من الأفكار في عقله. هو أكبر بكثير من يوجين وخاطبه بالإسم الأول في لقاءات سابقة. ومع ذلك، فقد تردد الآن في أن يكون غير رسمي للغاية مع الشاب الذي يقف أمامه.

‘طالما أننا جميعا لا نموت.’ فكر أورتوس.

 

“السير يوجين، كما قلت، لقد صارت إيريس ملك شياطين. لقد جئنا لمحاربة جان الظلام والقراصنة، وليس ملك شياطين.”

“السير يوجين، كما قلت، لقد صارت إيريس ملك شياطين. لقد جئنا لمحاربة جان الظلام والقراصنة، وليس ملك شياطين.”

مثلت العائلة الملكية؟ على الرغم من أن هذا ليس غير صحيح، إلا أن سكاليا لم يكن لديها السلطة لإتخاذ هذا القرار. كونه أعلى في التسلسل الهرمي، يجب أن يكون جافر هو الشخص الذي يتحدث نيابة عن العائلة الملكية.

 

 

“إذن؟” رد يوجين “كما قلت للتو، إذا كنت ترغب في البقاء، إبق. ليس لدي أي نية لإجبار أي شخص غير راغب.”

 

“الشيء هو، سيد يوجين، نحن غير مستعدين. سيكون من الحكمة التراجع وإعادة تجميع الصفوف والإستعداد للقتال ضد ملك الشياطين—” لكن أورتوس لم يتمكن من إنهاء حديثه.

 

 

في الحقيقة، لدى إيفيتش معلومات عميقة الجذور. يوجين لايونهارت، سيينا ميردين، وكريستينا روجيرس — من أين ظهر هؤلاء الثلاثة؟ بالتأكيد لم يكونوا على متن السفينة من قبل. وأين ذهب الخدم الثلاثة الذين يدعون أنهم من عائلة لايونهارت؟

“إعداد؟” سخر يوجين، ولم يكلف نفسه عناء إنتظار إنتهاء أورتوس. ليس هو الوحيد الذي أتى رد فعله بهذه الطريقة.

إنتمى إلى واحد من عدد قليل من الناس الذين يمكن أن يصمد أمام هالة يوجين الخانقة. شد أورتوس هيمان قبضته بينما العرق يتجمع في راحة يده، وخليط من الأفكار في عقله. هو أكبر بكثير من يوجين وخاطبه بالإسم الأول في لقاءات سابقة. ومع ذلك، فقد تردد الآن في أن يكون غير رسمي للغاية مع الشاب الذي يقف أمامه.

 

 

“ها!” ترددت ضحكة حادة من سيينا. جالسة في الجو على دائرة سحرية. ضحكة عالية وباردة، بصوت عال بما يكفي ليسمعه الجميع.

 

 

 

“هل نحن الوحيدون الذين يحتاجون إلى إعداد؟” سألت سيينا. “السير أورتوس، التراجع، يمنح إيريس، ملك الشياطين الجديد، الوقت. الوقت الثمين، لا أقل. وحتى لو تراجعنا، لا أعتقد أننا سنكون نستعد للقتال ضدها. هل أنا مخطئة؟” قالت سيينا.

 

 

“ماذا تقصد بـِمعًا؟” سخر يوجين بعد أن ظل صامتًا حتى الآن. لديه فكرة جيدة عن السبب وراء قرار أورتوس. أعلن يوجين: “دعونا نقاتل بمفردنا.”

أورتوس ذكي وأحد فرسان شيموين البارزين. وهكذا، أدرك الآثار المترتبة على كلمات سيينا على الفور. بشكل مأساوي، في هذا العصر، ليس ملك الشياطين مثالًا للشر، وليس عدوًا يجب هزيمته بأي ثمن. إذا تراجعوا إلى البر الرئيسي وأبلغوا عن قضية ملك الشياطين إلى القصر….هل سَـيحشد ملك شيموين الجيش بأكمله ضد ملك الشياطين الجديد؟ وحتى لو فعل، كم عدد الدول التي سوف تجتمع لمساعدتهم عند سماع الخبر؟

هناك أقل من مائة جان ظلام والآلاف من القراصنة تحت قيادتها. فاق عدد القوة الإستكشافية عددهم بسهولة، ولديهم محاربون هائلون مثل أورتوس وإيفيتش وكارمن معهم.

الأفكار والتكهنات التي تغمر عقل أورتوس متشائمة في المقام الأول. هو يعرف ملكه جيدًا، وهو بالتأكيد ليس معروفًا بإتخاذ قرارات جريئة أو حازمة.

 

 

 

لم يقتصر الأمر على شيموين أيضًا. سَـتحاول معظم الدول في القارة إختيار الحوار أو التفاوض بدلًا من وصف ملك الشياطين الجديد كَـعدو.

المساحة التي أمامه ليست فقط هي التي حجبها الظل، ولكن خلف الحاجز وخلف الأسطول، غطى الظلام البحر والسماء مثل ستارة تفصل بين العوالم.

 

ربما عندما تتم تسوية كل شيء، قد يكون الأمر مختلفًا. لكن التعبير عن مثل هذه الشكوك الآن سَـيكلفه حياته العزيزة. ذكَّرت الهالة القاتلة المنبعثة من يوجين إيفيتش بشبح الموت الشديد الذي شعر به في العديد من ساحات القتال. لا، في الواقع، هو أكثر عمقًا وأعظم مما عاشه طوال حياته كمرتزق.

قال يوجين بشراسة: “السير أورتوس.” وعيناه تراقبان الحشد، “ليس لدي أي نية للتأثر بالكلمات الفارغة للوردات رفيعي المستوى. أرفض منح ملك الشياطين المزيد من الوقت بمثل هذه المساعي التي لا طائل من ورائها.”

 

تابع يوجين، صوته مليء بالكثافة، “بصفتي البطل، أفهم ملوك الشياطين أفضل من أي منكم. إذا عدنا ونشرنا كلمة صعود إيريس، فإن القارة بأكملها سَـتعلم عن ولادة ملك الشياطين الجديد، ولا بد أن الفوضى ستحدث بعد ذلك. سوف ينتشر الكثير من الخوف منها.”

معاق؟ شعر جافر بالحيرة. لم يجرؤ أحد على توجيه مثل هذه الإهانة إلى الأمير، وهو الثالث في ترتيب تولي العرش.

يستمد ملك الشياطين القوة من خوف ورهبة من دونه منه. مثل كيف أن العبادة والإيمان تجعل الإله أقوى، فإن الخوف من ملك الشياطين يجعلهم شيطانيين وأقوياء أكثر. هذا هو الفرق الأساسي بين ملوك الشياطين والشياطين العادية.

‘طالما أننا جميعا لا نموت.’ فكر أورتوس.

 

المساحة التي أمامه ليست فقط هي التي حجبها الظل، ولكن خلف الحاجز وخلف الأسطول، غطى الظلام البحر والسماء مثل ستارة تفصل بين العوالم.

“ملك الغضب الشيطاني، إيريس. كلما زاد خوف البشر من هذا الإسم، سَـترتفع مكانة إيريس أعلى. قوتها الهائلة بالفعل سَـتصير لا يمكن إيقافها.”

هل كان بإمكانه منع هذا لو تصرف عاجلًا؟ ربما، لكن يوجين لم يأوي مثل هذا الندم. لقد تحرك سريعًا بقدر ما يستطيع. وبما أنه قد فشل في منع هذا مع كل هذا، فربما، كما ذكرت إيريس، إرتقاؤها حتمي.

 

حتى قبل ثلاثمائة عام، كان أولئك الذين قاتلوا حتى النهاية في عالم الشياطين قد قرروا مواجهة عذابهم هناك، وقاتلوا حتى النهاية.

الخوف هو أحلى تضحية لملك الشياطين. عرف يوجين هذا جيدًا. لم يستطع السماح لإيريس بجمع القوة بهذه الطريقة.

 

 

تحدثت كارمن وهي تتكئ على الدرابزين: “سَـأنضم أيضًا.” نظرت إلى المحيط المظلم اللزج الذي يذكر مني يراه بالدم المتجمد. “إذا أصبحت الآن ملك الشياطين، فمن الضروري أن أذهب. بعد كل شيء، أنا لايونهارت.” أعلنت كارمن بفخر. على الرغم من نظرتها الثاقبة، ظل صوت كارمن هادئًا. رغم ذلك، إحتدمت العواطف داخلها.

“لكن إيريس لم تكن ملك الشياطين لفترة طويلة. فقط القراصنة تحت قيادتها، جان الظلام….والآن، نحن نعرف صعودها. هل تفهم ماذا يعني هذا؟ إيريس، ملك الغضب الشيطاني، في أضعف حالاتها الآن.” تابع يوجين.

 

 

 

“أنا أتفق مع السير يوجين.” إيفيك سلاد، الذي ظل يستمع بصمت حتى الآن، تحدث فجأة.

تحولت هذه المياه إلى أراضيها، مملكة شياطين، لكن جيشها يتألف فقط من مجرد قراصنة وجان ظلام. في حين أن قوتها قد ترفع من قوة أتباعها، فإن أعدادهم ليست هائلة في الوقت الحالي. لكن مع مرور الوقت، سَـتنتفخ صفوفهم بشكل لا يمكن السيطرة عليه. ويستمد ملك الشياطين القوة من الخوف.

 

 

في الحقيقة، لدى إيفيتش معلومات عميقة الجذور. يوجين لايونهارت، سيينا ميردين، وكريستينا روجيرس — من أين ظهر هؤلاء الثلاثة؟ بالتأكيد لم يكونوا على متن السفينة من قبل. وأين ذهب الخدم الثلاثة الذين يدعون أنهم من عائلة لايونهارت؟

 

‘إذا سألت….سأموت بالتأكيد.’ أدرك إيفيتش غريزيا الحقيقة.

“أنا أفهم.” حتى أورتوس لم يلتفت إلى كلمات جافر. هو على يقين من أن جافر سيكون سعيدًا في النهاية إذا نجحت المهمة.

 

 

ربما عندما تتم تسوية كل شيء، قد يكون الأمر مختلفًا. لكن التعبير عن مثل هذه الشكوك الآن سَـيكلفه حياته العزيزة. ذكَّرت الهالة القاتلة المنبعثة من يوجين إيفيتش بشبح الموت الشديد الذي شعر به في العديد من ساحات القتال. لا، في الواقع، هو أكثر عمقًا وأعظم مما عاشه طوال حياته كمرتزق.

عادة، لم تتحدى سكاليا كلمات شقيقها الأكبر جافر. لكن الآن، سقطت صيحات جافر على آذان سكاليا الصم.

 

 

“حتى لو كنت ترغب في الفرار، فلن يكون الأمر سهلًا. ألم تقل الإمبراطورة….لا، ملك الشياطين ذلك؟ الهروب من هذه البحار مستحيل.” كرر إيفيتش كلمات يوجين.

مع هؤلاء الثلاثة إلى جانبهم، ربما لديهم فرصة. بدأ هذا الشعور في النمو بين القوة الاستكشافية.

 

 

عند سماع هذه الكلمات، إنضم شخص آخر إلى المحادثة. “آه….ذلك الضوء من قبل….” الأمير جافر تلعثم. بدا وجه الأمير غارقا في العرق، والدموع تتجمع في عينيه.

“لكن إيريس لم تكن ملك الشياطين لفترة طويلة. فقط القراصنة تحت قيادتها، جان الظلام….والآن، نحن نعرف صعودها. هل تفهم ماذا يعني هذا؟ إيريس، ملك الغضب الشيطاني، في أضعف حالاتها الآن.” تابع يوجين.

 

الشخص الذي تحدث بمثل هذه القسوة هو مجرد شاب يبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا. ومع ذلك، من بين الحاضرين، الذين من الممكن أن يكون الكثير منهم في عمر والده، لم يجرؤ أحد على التعبير عن إعتراضه عليه.

هذا لا مفر منه. جافر قد إنضم إلى الحملة لأنهم ضد القراصنة الضعيفين. لقد قلل من شأن جان الظلام، ما يسمى بالأميرة راكشاسا من القرون الماضية، إمبراطورة القراصنة، كما هي معروفة هذه الأيام. بغض النظر عن سمعتها منذ قرون، هي ليست الآن سوى هارب تحول إلى قرصان.

 

 

“الأمر ليس….أنا لا أقترح أن نهرب جميعًا….نحن فقط بحاجة إلى وسيلة لـ…احم، ليس الفرار، بل إنسحاب تكتيكي….” تلعثم جافر تحت نظرة يوجين الشديدة.

هناك أقل من مائة جان ظلام والآلاف من القراصنة تحت قيادتها. فاق عدد القوة الإستكشافية عددهم بسهولة، ولديهم محاربون هائلون مثل أورتوس وإيفيتش وكارمن معهم.

 

 

 

سَـتكون المعركة بلا شك صعبة، لكن لم تكن هناك فرصة لخسارة القوة الاستكشافية. جعلت صعوبة الرحلة الاستكشافية المشاركة جديرة بالإهتمام لجافر. يمكنه إظهار شجاعته في إختيار المشاركة وأيضًا فهم شرف النصر. بالطبع، ليس لدى جافر أي نية للانضمام إلى المعركة. إعتقد أن مجرد التواجد في المشهد في الخلف سَـيكسبه المجد المطلوب.

 

 

 

لكن الآن….ملك شياطين؟ شعر جافر أنه قد يصاب بالجنون. حتى أولئك الذين ولدوا في هذا العصر عرفوا كم وجود ملك الشياطين غير معقول ومرعب.

الأمير جافر على حق. المحاربون الذين جعلوا أسمائهم معروفة هم فقط شفرات مستأجرة في النهاية. ومع ذلك، أورتوس دوق المملكة، والقوات التابعة له هم جيش الأمة، الذي أوكلهم له الملك. بالإضافة إلى ذلك، لدى أورتوس واجب حماية الأمير جافر.

 

هل كان بإمكانه منع هذا لو تصرف عاجلًا؟ ربما، لكن يوجين لم يأوي مثل هذا الندم. لقد تحرك سريعًا بقدر ما يستطيع. وبما أنه قد فشل في منع هذا مع كل هذا، فربما، كما ذكرت إيريس، إرتقاؤها حتمي.

“يوجين….يوجين لايونهارت. مع الضوء المنبعث، والقوة الإلهية للقديسة كريستينا….وسحر السيدة الحكيمة سيينا، ألا يمكننا نحت طريق التراجع من خلال الحجاب في العمق؟” سأل جافر بنبرة مفاوضة.

“ليس لدي أي نية للفرار أو البقاء….هل لي أن أنضم إليكم إذن؟” سأل إيفيتش، ابتسامة متكلفة تلعب على شفتيه. “ربما أصبح العدو ملك الشياطين، لكن لدينا البطل والقديسة. بالإضافة إلى ذلك، ساحر أسطوري هزم بالفعل ثلاثة ملوك شياطين.”

 

 

“هل هذا المعاق لم يسمع أي شيء قلته؟” إلتوى تعبير يوجين وهو ينظر إلى جافر. لم يكلف نفسه عناء مراقبة كلماته في هذه المرحلة.

 

 

“أخاف؟ هاهاها! قد يغير المرء رأيه عندما يلوح باب الموت أمامه، لكنني لا أشعر بأي ندم الآن. أليست هزيمة ملك الشياطين إنجازًا أكثر قيمة من هزيمة إمبراطورة القراصنة بالعشرات، لا، مئات المرات؟” ضحك إيفيتش بحرارة قبل أن يدير رأسه.

معاق؟ شعر جافر بالحيرة. لم يجرؤ أحد على توجيه مثل هذه الإهانة إلى الأمير، وهو الثالث في ترتيب تولي العرش.

 

 

ومن ثم، ليس لدى يوجين نوايا لحشد الآخرين للانضمام إلى القتال.

“اسمحوا لي أن أوضح هذا. ليس لدي أي نية للفرار، هل تفهمون؟ وهل تعتقدون أن هذا ينطبق علي فقط؟ لا. كل من السيدة سيينا والقديسة كريستينا ليس لديهما أفكار للهروب أيضًا.” قال يوجين، وهو ينظر إلى جافر بغضب.

 

 

في الحقيقة، لدى إيفيتش معلومات عميقة الجذور. يوجين لايونهارت، سيينا ميردين، وكريستينا روجيرس — من أين ظهر هؤلاء الثلاثة؟ بالتأكيد لم يكونوا على متن السفينة من قبل. وأين ذهب الخدم الثلاثة الذين يدعون أنهم من عائلة لايونهارت؟

“الأمر ليس….أنا لا أقترح أن نهرب جميعًا….نحن فقط بحاجة إلى وسيلة لـ…احم، ليس الفرار، بل إنسحاب تكتيكي….” تلعثم جافر تحت نظرة يوجين الشديدة.

قالت إيريس هذا بسخرية قبل أن تختفي. لقد أعلن ملك الشياطين هذا. سيتطلب الهروب من مملكة الشياطين جهدًا هائلًا، وسيكون الانزلاق بعيدًا سالمًا إنجازًا مستحيلًا.

 

يُتوقَعُ من المرء عندما يصير أميرًا أن يمتلك قوة معينة من الشخصية مثل هونين من آروث. لسوء الحظ، أثبت جافر أنه قليل القيمة. في الواقع، بالنسبة لجافر للوقوف شامخًا في هذا المكان، وحشد الجميع لمواجهة ملك الشياطين المسعورة، بدت فكرة مثيرة للضحك تقريبًا.

“إذن، تريد مني إنشاء طريق الهروب؟ هل تعتقد أن هذا سهل، أيها المعتوه؟ هل تعتقد أن فتح مسار واسع بما يكفي لعشرات السفن للخروج بأمان أمر بسيط؟” قال يوجين وهو ينظر بغضب إلى جافر.

– لا يمكنكم الهروب من هذا البحر.

 

‘لا، لم نتأخر بعد. في الواقع، لقد وصلنا في وقت مبكر.’ أدرك يوجين بعد بعض التفكير.

موقف يوجين غير مناسب تماما، نظرا لأنه يتحدث إلى أمير. نظرته غارقة في عدم الإحترام أيضًا. ومع ذلك، لم يستطع جافر الإشارة إلى ذلك، لأن تلك العيون الذهبية المتلألئة جعلته يرتجف بسبب الخوف. بدلًا من ذلك، تجنبت عيناه نظرة يوجين.

 

 

 

سخر يوجين وقال: “لماذا يجب أن نضيع قوتنا على مثل هذا الشيء عديم الفائدة؟ إستمع جيدا، لن أمهد طريقًا حتى تتمكن من الهروب بسهولة. هل تفهم ما أقوله؟ إذا كنت تريد الهرب، فإفعل ذلك بمحض إرادتك. إذا كنت تفتقر إلى الثقة للهروب أو الشجاعة لمواجهة ملك الشياطين، فقط إبق هنا.”

 

يُتوقَعُ من المرء عندما يصير أميرًا أن يمتلك قوة معينة من الشخصية مثل هونين من آروث. لسوء الحظ، أثبت جافر أنه قليل القيمة. في الواقع، بالنسبة لجافر للوقوف شامخًا في هذا المكان، وحشد الجميع لمواجهة ملك الشياطين المسعورة، بدت فكرة مثيرة للضحك تقريبًا.

 

 

موقف يوجين غير مناسب تماما، نظرا لأنه يتحدث إلى أمير. نظرته غارقة في عدم الإحترام أيضًا. ومع ذلك، لم يستطع جافر الإشارة إلى ذلك، لأن تلك العيون الذهبية المتلألئة جعلته يرتجف بسبب الخوف. بدلًا من ذلك، تجنبت عيناه نظرة يوجين.

ملوك الشياطين وجود قوي ومرعب وعنيد. في بعض النواحي، ملوك الشياطين أقرب إلى الصراصير. مجرد الحصول على لمحة من شأنه أن يرسل الرعشات أسفل العمود الفقري. إذا اقترب ملك شياطين بينما يرفرف بجناحيه، فسيضطر المرء إلى الصراخ. لن يموتوا حتى بعد تعرضهم للضرب بشكل متكرر. لا رادع لهم، يشبه إلى حد كبير كيف يضع الصرصور البيض، يحشدون أتباعهم.

 

 

 

ولكن على الرغم من تشابههم مع الصراصير، إلا أن ملوك الشياطين ليسوا مثل الصراصير تمامًا. إنهم هائلون. على المرء أن يعد نفسه لمواجهة مثل هذا الكيان.

 

 

من المؤكد أن سمعة شيموين سَـتنهار، وسيتم إلقاء اللوم عليه وإلقائه في غياهب النسيان. هل من الأفضل لمرافقتهم؟ قد تكون هناك خسائر كبيرة لقوات المملكة، ولكن إذا نجحوا في إخضاع ملك الشياطين…ألن يتم الترحيب بهذه الخسائر على أنها تضحيات مجيدة؟

حتى قبل ثلاثمائة عام، كان أولئك الذين قاتلوا حتى النهاية في عالم الشياطين قد قرروا مواجهة عذابهم هناك، وقاتلوا حتى النهاية.

 

 

 

ومن ثم، ليس لدى يوجين نوايا لحشد الآخرين للانضمام إلى القتال.

أوضح كل من إيفيتش والآن كارمن موقفهما، وتحول الجو بشكل لا رجعة فيه لصالح يوجين. نظر جافر برعب إلى أورتوس، وجهه شاحب وسط التغيير.

 

ربما عندما تتم تسوية كل شيء، قد يكون الأمر مختلفًا. لكن التعبير عن مثل هذه الشكوك الآن سَـيكلفه حياته العزيزة. ذكَّرت الهالة القاتلة المنبعثة من يوجين إيفيتش بشبح الموت الشديد الذي شعر به في العديد من ساحات القتال. لا، في الواقع، هو أكثر عمقًا وأعظم مما عاشه طوال حياته كمرتزق.

“يجب أن يكون البقاء هنا بهدوء أكثر أمانًا بدلا من محاولة الفرار. من المحتمل أن يكون لدى إيريس إهتمام أكبر بالقديسة كريستينا والسيدة سيينا وأنا.” كرر يوجين كلامه.

 

 

 

إذا تقدموا، سيكون لدى إيريس بلا شك ترحيب كبير في إنتظارهم. ربما قد يكون لدى إيريس مخططات أخرى، مهاجمة أولئك الذين بقوا في الخلف….لكن يوجين لم يكلف نفسه عناء التفكير في هذا الإحتمال.

 

 

“يمكن للجميع القتال كما يحلو لهم. سَـنسافر معا، لكن الجميع سَـيدافعون عن حياتهم الخاصة بمفردهم.” توقف يوجين عن التفكير ثم لوح بالسيف المقدس.

“ليس لدي أي نية للفرار أو البقاء….هل لي أن أنضم إليكم إذن؟” سأل إيفيتش، ابتسامة متكلفة تلعب على شفتيه. “ربما أصبح العدو ملك الشياطين، لكن لدينا البطل والقديسة. بالإضافة إلى ذلك، ساحر أسطوري هزم بالفعل ثلاثة ملوك شياطين.”

 

أجاب يوجين بجفاف: “إذا لم تكن تخاف الموت.”

ملوك الشياطين وجود قوي ومرعب وعنيد. في بعض النواحي، ملوك الشياطين أقرب إلى الصراصير. مجرد الحصول على لمحة من شأنه أن يرسل الرعشات أسفل العمود الفقري. إذا اقترب ملك شياطين بينما يرفرف بجناحيه، فسيضطر المرء إلى الصراخ. لن يموتوا حتى بعد تعرضهم للضرب بشكل متكرر. لا رادع لهم، يشبه إلى حد كبير كيف يضع الصرصور البيض، يحشدون أتباعهم.

 

 

“أخاف؟ هاهاها! قد يغير المرء رأيه عندما يلوح باب الموت أمامه، لكنني لا أشعر بأي ندم الآن. أليست هزيمة ملك الشياطين إنجازًا أكثر قيمة من هزيمة إمبراطورة القراصنة بالعشرات، لا، مئات المرات؟” ضحك إيفيتش بحرارة قبل أن يدير رأسه.

الأفكار والتكهنات التي تغمر عقل أورتوس متشائمة في المقام الأول. هو يعرف ملكه جيدًا، وهو بالتأكيد ليس معروفًا بإتخاذ قرارات جريئة أو حازمة.

 

هل ذلك لأنه البطل؟ أو ربما لأنه من نسل فيرموث العظيم؟ ليس كذلك. بدلًا من ذلك، الهالة المعادية الخانقة بأغلبية ساحقة التي أطلقها. على الرغم من أن عداءه موجه إلى ملك شياطين، فقد صُدِمَ جميع الحاضرين بثقله الهائل.

ثم تابع: “لست متأكدًا مما إذا كان أتباعي يشاركونني مشاعري، لكن الخبرة والسمعة أمران حيويان للمرتزقة. أنا معروف بإسم ملك المرتزقة، ولقد وصلت أخيرًا إلى فرصة لإثبات سمعتي.”

 

ترك إعلان إيفيتش البقية ينظرون إلى بعضهم البعض، ممزقين بين المنطق والخوف.

 

 

“الهروب؟” غمغم يوجين مرة أخرى، إبتسامة ملتوية لا تزال ظاهرة على وجهه. بدت فكرة الفرار سخيفة بالنسبة له، وهي زلة في لعبة القوة هذه. بغض النظر عن كيفية حدوث الأمر، لقد صارت إيريس ملك شياطين. هذه حقيقة لم يستطع تغييرها. لم يعرف يقينًا مما كانت تتحدث عنه عندما ذكرت ميراث والدها، وعلى الرغم من أنه فضولي بشأن ما قصدت، إلا أن التفكير في الأمر الآن لن يقدم إجابة واضحة ويكون مجرد مضيعة للوقت. إذا أراد معرفة الحقيقة، فَـيجب عليه أن يسألها ببساطة قبل قتلها.

العيون القرمزية لملك الشياطين التي رأوها في وقت سابق، والمخلوقات البحرية تلتقي بمصير مروع، وطنين مقلق للحشرات الطائرة، والرهبة المشؤومة التي جاءت مع الظلام….إنه إرهابٌ لم يتمكنوا من التخلص منه أو مقاومته. كلما تذكروا أكثر، كلما تاقوا إلى الفرار.

 

 

 

ومع ذلك، حتى في الظلام، هناك ضوء. أشعل البطل النور، ونشرته القديسة، حيث غنت الملائكة ترانيمهم، وقلب الساحر الأعلى البحار.

 

 

 

حتى لو واجهوا ملك الشياطين….

 

 

“يوجين….يوجين لايونهارت. مع الضوء المنبعث، والقوة الإلهية للقديسة كريستينا….وسحر السيدة الحكيمة سيينا، ألا يمكننا نحت طريق التراجع من خلال الحجاب في العمق؟” سأل جافر بنبرة مفاوضة.

مع هؤلاء الثلاثة إلى جانبهم، ربما لديهم فرصة. بدأ هذا الشعور في النمو بين القوة الاستكشافية.

 

 

“إذن؟” رد يوجين “كما قلت للتو، إذا كنت ترغب في البقاء، إبق. ليس لدي أي نية لإجبار أي شخص غير راغب.”

تحدثت كارمن وهي تتكئ على الدرابزين: “سَـأنضم أيضًا.” نظرت إلى المحيط المظلم اللزج الذي يذكر مني يراه بالدم المتجمد. “إذا أصبحت الآن ملك الشياطين، فمن الضروري أن أذهب. بعد كل شيء، أنا لايونهارت.” أعلنت كارمن بفخر. على الرغم من نظرتها الثاقبة، ظل صوت كارمن هادئًا. رغم ذلك، إحتدمت العواطف داخلها.

الشخص الذي تحدث بمثل هذه القسوة هو مجرد شاب يبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا. ومع ذلك، من بين الحاضرين، الذين من الممكن أن يكون الكثير منهم في عمر والده، لم يجرؤ أحد على التعبير عن إعتراضه عليه.

 

أوضح كل من إيفيتش والآن كارمن موقفهما، وتحول الجو بشكل لا رجعة فيه لصالح يوجين. نظر جافر برعب إلى أورتوس، وجهه شاحب وسط التغيير.

عندما انحدرت عليهم قوة إيريس المظلمة، الخوف سيطر على كارمن، وقد طغى الرعب على عدائها. جسدها إرتجف بشكل لا إرادي، ورأسها يدور خارج سيطرتها.

في الحقيقة، لدى إيفيتش معلومات عميقة الجذور. يوجين لايونهارت، سيينا ميردين، وكريستينا روجيرس — من أين ظهر هؤلاء الثلاثة؟ بالتأكيد لم يكونوا على متن السفينة من قبل. وأين ذهب الخدم الثلاثة الذين يدعون أنهم من عائلة لايونهارت؟

 

 

لم تستطع كارمن تحمل العار الذي شعرت به من شعورها بمثل هذه المشاعر.

تابع يوجين، صوته مليء بالكثافة، “بصفتي البطل، أفهم ملوك الشياطين أفضل من أي منكم. إذا عدنا ونشرنا كلمة صعود إيريس، فإن القارة بأكملها سَـتعلم عن ولادة ملك الشياطين الجديد، ولا بد أن الفوضى ستحدث بعد ذلك. سوف ينتشر الكثير من الخوف منها.”

 

ومع ذلك، حتى في الظلام، هناك ضوء. أشعل البطل النور، ونشرته القديسة، حيث غنت الملائكة ترانيمهم، وقلب الساحر الأعلى البحار.

حتى لو كانت غير مستعدة، كَـسليلة لعائلة لايونهارت المرموقة، لا، بصفتها سليلة البطل السابق، فيرموث العظيم، ما كان يجب أن تنحني أمام ملك الشياطين. شعرت أنها يجب أن تمضي قدمًا، إن لم يكن لحماية نفسها، ثم للإنتقام من عارها.

ربما عندما تتم تسوية كل شيء، قد يكون الأمر مختلفًا. لكن التعبير عن مثل هذه الشكوك الآن سَـيكلفه حياته العزيزة. ذكَّرت الهالة القاتلة المنبعثة من يوجين إيفيتش بشبح الموت الشديد الذي شعر به في العديد من ساحات القتال. لا، في الواقع، هو أكثر عمقًا وأعظم مما عاشه طوال حياته كمرتزق.

 

 

صرخ جافر يائسًا: “الـ-السير أورتوس….”

لم يقتصر الأمر على شيموين أيضًا. سَـتحاول معظم الدول في القارة إختيار الحوار أو التفاوض بدلًا من وصف ملك الشياطين الجديد كَـعدو.

 

 

أوضح كل من إيفيتش والآن كارمن موقفهما، وتحول الجو بشكل لا رجعة فيه لصالح يوجين. نظر جافر برعب إلى أورتوس، وجهه شاحب وسط التغيير.

 

 

أورتوس ذكي وأحد فرسان شيموين البارزين. وهكذا، أدرك الآثار المترتبة على كلمات سيينا على الفور. بشكل مأساوي، في هذا العصر، ليس ملك الشياطين مثالًا للشر، وليس عدوًا يجب هزيمته بأي ثمن. إذا تراجعوا إلى البر الرئيسي وأبلغوا عن قضية ملك الشياطين إلى القصر….هل سَـيحشد ملك شيموين الجيش بأكمله ضد ملك الشياطين الجديد؟ وحتى لو فعل، كم عدد الدول التي سوف تجتمع لمساعدتهم عند سماع الخبر؟

“أ-أنت بالتأكيد لا تفكر في الإنضمام إليهم؟ أنت تقود قوات المملكة، لذلك لا يمكنك فقط أن تقرر بإندفاع.” ذكَّره جافر.

 

 

أغلق أورتوس عينيه دون أن ينطق بحرف. هو بحاجة للتفكير. ماذا يفعل؟

أغلق أورتوس عينيه دون أن ينطق بحرف. هو بحاجة للتفكير. ماذا يفعل؟

 

الأمير جافر على حق. المحاربون الذين جعلوا أسمائهم معروفة هم فقط شفرات مستأجرة في النهاية. ومع ذلك، أورتوس دوق المملكة، والقوات التابعة له هم جيش الأمة، الذي أوكلهم له الملك. بالإضافة إلى ذلك، لدى أورتوس واجب حماية الأمير جافر.

لكن الآن….ملك شياطين؟ شعر جافر أنه قد يصاب بالجنون. حتى أولئك الذين ولدوا في هذا العصر عرفوا كم وجود ملك الشياطين غير معقول ومرعب.

 

في الحقيقة، لدى إيفيتش معلومات عميقة الجذور. يوجين لايونهارت، سيينا ميردين، وكريستينا روجيرس — من أين ظهر هؤلاء الثلاثة؟ بالتأكيد لم يكونوا على متن السفينة من قبل. وأين ذهب الخدم الثلاثة الذين يدعون أنهم من عائلة لايونهارت؟

ولكن هل هذا هو الإختيار الصحيح حقًا؟ فكر أورتوس بعمق.

 

 

“ها!” ترددت ضحكة حادة من سيينا. جالسة في الجو على دائرة سحرية. ضحكة عالية وباردة، بصوت عال بما يكفي ليسمعه الجميع.

إذا بقي في الخلف في المعركة ضد ملك الشياطين لتمثيل إرادة الملك….هل هذا حقًا الخيار الصحيح؟

 

هذه ليست مجرد معضلة فارس. ليست مجرد مسألة الفروسية. ماذا لو نجحوا في إخضاع ملك الشياطين؟ وإذا لم يشارك أورتوس في مثل هذا العمل الأسطوري؟

في هذه اللحظة، من الصواب السعي وراء الشرف بإتباع الأميرة سكاليا. بعد اتخاذ قراره، أومأ أورتوس برأسه قبل أن يعلن، “سنواجه ملك الشياطين معًا.”

من المؤكد أن سمعة شيموين سَـتنهار، وسيتم إلقاء اللوم عليه وإلقائه في غياهب النسيان. هل من الأفضل لمرافقتهم؟ قد تكون هناك خسائر كبيرة لقوات المملكة، ولكن إذا نجحوا في إخضاع ملك الشياطين…ألن يتم الترحيب بهذه الخسائر على أنها تضحيات مجيدة؟

حتى لو واجهوا ملك الشياطين….

“سَـأذهب.”

 

صوت مفاجئ أيد قرار أورتوس. سكاليا أنيموس. تقدمت إلى الأمام، ودفعت جافر جانبًا، وقدمت إعلانها.

“اسمحوا لي أن أوضح هذا. ليس لدي أي نية للفرار، هل تفهمون؟ وهل تعتقدون أن هذا ينطبق علي فقط؟ لا. كل من السيدة سيينا والقديسة كريستينا ليس لديهما أفكار للهروب أيضًا.” قال يوجين، وهو ينظر إلى جافر بغضب.

 

أورتوس ذكي وأحد فرسان شيموين البارزين. وهكذا، أدرك الآثار المترتبة على كلمات سيينا على الفور. بشكل مأساوي، في هذا العصر، ليس ملك الشياطين مثالًا للشر، وليس عدوًا يجب هزيمته بأي ثمن. إذا تراجعوا إلى البر الرئيسي وأبلغوا عن قضية ملك الشياطين إلى القصر….هل سَـيحشد ملك شيموين الجيش بأكمله ضد ملك الشياطين الجديد؟ وحتى لو فعل، كم عدد الدول التي سوف تجتمع لمساعدتهم عند سماع الخبر؟

“سكاليا!” صرخ جافر في دهشة.

 

 

هذه ليست مجرد معضلة فارس. ليست مجرد مسألة الفروسية. ماذا لو نجحوا في إخضاع ملك الشياطين؟ وإذا لم يشارك أورتوس في مثل هذا العمل الأسطوري؟

عادة، لم تتحدى سكاليا كلمات شقيقها الأكبر جافر. لكن الآن، سقطت صيحات جافر على آذان سكاليا الصم.

من المؤكد أن سمعة شيموين سَـتنهار، وسيتم إلقاء اللوم عليه وإلقائه في غياهب النسيان. هل من الأفضل لمرافقتهم؟ قد تكون هناك خسائر كبيرة لقوات المملكة، ولكن إذا نجحوا في إخضاع ملك الشياطين…ألن يتم الترحيب بهذه الخسائر على أنها تضحيات مجيدة؟

 

 

رائحة الدم.

يُتوقَعُ من المرء عندما يصير أميرًا أن يمتلك قوة معينة من الشخصية مثل هونين من آروث. لسوء الحظ، أثبت جافر أنه قليل القيمة. في الواقع، بالنسبة لجافر للوقوف شامخًا في هذا المكان، وحشد الجميع لمواجهة ملك الشياطين المسعورة، بدت فكرة مثيرة للضحك تقريبًا.

 

 

رائحة تفوح من البحر نشطت قلب سكاليا. وقعت المعركة القادمة في شركها، وبتوقع محموم، صرخت، “أنا هنا أمثل العائلة الملكية في شيموين! إذا لم أذهب، سَـيبدو الأمر كما لو أن عائلتنا الملكية قد إنحنت لملك الشياطين. سوف أتحرك بشجاعة إلى الأمام لمواجهة ملك الشياطين!”

 

‘ما الذي تقوله هذه العاهرة؟’ إتسعت عيون جافر بصدمة.

“إذن؟” رد يوجين “كما قلت للتو، إذا كنت ترغب في البقاء، إبق. ليس لدي أي نية لإجبار أي شخص غير راغب.”

 

أجاب يوجين بجفاف: “إذا لم تكن تخاف الموت.”

مثلت العائلة الملكية؟ على الرغم من أن هذا ليس غير صحيح، إلا أن سكاليا لم يكن لديها السلطة لإتخاذ هذا القرار. كونه أعلى في التسلسل الهرمي، يجب أن يكون جافر هو الشخص الذي يتحدث نيابة عن العائلة الملكية.

قالت إيريس هذا بسخرية قبل أن تختفي. لقد أعلن ملك الشياطين هذا. سيتطلب الهروب من مملكة الشياطين جهدًا هائلًا، وسيكون الانزلاق بعيدًا سالمًا إنجازًا مستحيلًا.

 

 

“الـ….الصمت! سكاليا! كيف تجرؤين….!”حاول جافر إنقاذ الوضع.

 

 

 

“أنا أفهم.” حتى أورتوس لم يلتفت إلى كلمات جافر. هو على يقين من أن جافر سيكون سعيدًا في النهاية إذا نجحت المهمة.

‘إذا سألت….سأموت بالتأكيد.’ أدرك إيفيتش غريزيا الحقيقة.

 

‘ما الذي تقوله هذه العاهرة؟’ إتسعت عيون جافر بصدمة.

‘طالما أننا جميعا لا نموت.’ فكر أورتوس.

يُتوقَعُ من المرء عندما يصير أميرًا أن يمتلك قوة معينة من الشخصية مثل هونين من آروث. لسوء الحظ، أثبت جافر أنه قليل القيمة. في الواقع، بالنسبة لجافر للوقوف شامخًا في هذا المكان، وحشد الجميع لمواجهة ملك الشياطين المسعورة، بدت فكرة مثيرة للضحك تقريبًا.

 

“ملك الغضب الشيطاني، إيريس. كلما زاد خوف البشر من هذا الإسم، سَـترتفع مكانة إيريس أعلى. قوتها الهائلة بالفعل سَـتصير لا يمكن إيقافها.”

في هذه اللحظة، من الصواب السعي وراء الشرف بإتباع الأميرة سكاليا. بعد اتخاذ قراره، أومأ أورتوس برأسه قبل أن يعلن، “سنواجه ملك الشياطين معًا.”

“السير يوجين، كما قلت، لقد صارت إيريس ملك شياطين. لقد جئنا لمحاربة جان الظلام والقراصنة، وليس ملك شياطين.”

“ماذا تقصد بـِمعًا؟” سخر يوجين بعد أن ظل صامتًا حتى الآن. لديه فكرة جيدة عن السبب وراء قرار أورتوس. أعلن يوجين: “دعونا نقاتل بمفردنا.”

 

 

 

“ماذا….؟” أُذهِلَ أورتوس.

لم يكن يوجين هو الوحيد الذي لديه مثل هذه الفكرة. عرفت سيينا وانيسيه جيدًا القوة والمثابرة والرعب الذي يمتلكه ملك الشياطين.

 

 

“يمكن للجميع القتال كما يحلو لهم. سَـنسافر معا، لكن الجميع سَـيدافعون عن حياتهم الخاصة بمفردهم.” توقف يوجين عن التفكير ثم لوح بالسيف المقدس.

مع تحول إيريس إلى ملك شياطين، تحول هذا المكان بشكل أساسي مملكة شياطين. بعبارة أخرى، البحر والسماء المغطاة بالظل، وكل ما لمسه الظلام، جزء من مملكة شياطين إيريس.

 

“الشيء هو، سيد يوجين، نحن غير مستعدين. سيكون من الحكمة التراجع وإعادة تجميع الصفوف والإستعداد للقتال ضد ملك الشياطين—” لكن أورتوس لم يتمكن من إنهاء حديثه.

وتابع: “قرر إله النور أننا لا يمكن أن نثق حتى به في المعركة ضد ملك الغضب الشيطاني.”

 

لقد تأكد أيضًا من إستخدام إسم إله لدعم قراراته.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط