نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 206

بابل (1)

بابل (1)

الفصل 206: بابل (1)

 

“….هممم….”

بدا إدموند، الذي يقف في الخلف، وكأنه يشعر بالحاجة إلى قول بعض الأشياء التي لا يستطيع حقًا أن يقولها.

في اليوم الذي كان يستعد فيه لمغادرة النزل الذي ظل يقيم فيه خلال الأيام الثلاثة الماضية، توقف يوجين مذهولًا يرمش لبضع لحظات عندما رأى كيف وصلت كريستينا إلى بابه.

على الرغم من أن هذا قد يبدو واضحًا، إلا أن يوجين لم يخبر لايونهارت بعد أنه سيحضر كريستينا معه. محاولةُ شرح الأشياء من خلال رسالة ستكون صعبة ومحرجة، لذلك خطط فقط لإحضارها معه ووضعها في غرفة فارغة.

 

 

ليست زيارة مفاجئة. منذ أن قرر يوجين مغادرة يوراس والعودة إلى منزل لايونهارت اليوم، طلب من كريستينا أن تأتي إلى مسكنه قبل الظهر.

فُتح باب قاعة المؤتمرات الفسيحة عندما دخل رجل في منتصف العمر وأجاب على سؤال غافيد بإبتسامة، “يبدو الأمر كذلك. أتمنى لو أرسل رسالة على الأقل….”

 

 

“ولكن أليس لديك الكثير من الأمتعة؟”

“اهاهاها!”

بعد التفكير في ما يجب أن يقوله لبضع لحظات، قال يوجين هذه الكلمات في النهاية.

“ليس لدي أي أموال الآن، ولكن إذا إستخدمت قدراتي، يمكنني أن أجنيَّ الكثير من المال كما أريد، صحيح؟” قالت كريستينا بشكل صعب وهي تحدق في مير، افترقت عيناها قليلا في التسلية. “أنا أدرك أنه لا يوجد أي كهنة يقيمون في منزل عشيرة لايونهارت. بينما يوجد معالجون ممتازون وإمدادات جيدة من الجرعات لتحل محلهم، فإن سحر الشفاء الخاص برئيس كهنة هو معجزة تتجاوز حدود الطب والسحر العادي.”

 

في الطابق التسعين من بابل، وقف شفرة الحصار، غافيد ليندمان، ويداه خلف ظهره وهو ينظر إلى أسفل من خلال الجدران الزجاجية للمبنى. في الأسفل بكثير، بإمكانه رؤية غابة المباني التي، على الرغم من أنها لا تضاهي بابل، إلا أنها لا تزال طويلة بما يكفي لتسمى بالمباني الشاهقة. عشرات الأسماك، كبيرها وصغيرها، تطفو بين المباني.

هو لا يقول هذا فقط بدون سبب. أمتعة كريستينا كثيرةٌ حقًا. لديها واحد، اثنان، ثلاثة….أربع حقائب سفر كبيرة بمثل حجمها هي.

هناك عربة حجزوها مسبقا في إنتظارهم خارج النزل. وجهتهم التالية هي بوابة الإنتقال في ضواحي يوراسيا. يجب أن يكونوا قادرين على الوصول إلى قصر لايونهارت بحلول هذا المساء على أبعد تقدير.

 

 

تنهد يوجين وهز رأسه، “لماذا حزمتِ الكثير من القمامة؟”

بفضل هذا، غالبًا ما يطرق الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الفقيرة في الشمال باب وزارة خارجية هيلموث، المأسورين بِـحلم هيلموث*.

ردت كريستينا بجدية: “إنها كل الأشياء التي أحتاجها.”

يطلق على هذه العصاة إسم فلاديمير، وإلى جانب آكاشا سيينا الحكيمة، إنها واحدة العصي الوحيدة في هذه القارة التي صنعت بقلب تنين.

 

حافظ غافيد وإدموند على صمتهما بينما هما يشاهدان إبتسامة وجه جيابيلا.

نظر يوجين إلى فتحة مفتوحة في إحدى حقائبها. من خلال الفجوة، رأى أردية رجال الدين وأشياء متنوعة، يبدو أنها مكتظة بشكل عشوائي. لا يبدو أنها إشترتْ أي شيء جديد؛ بدلا من ذلك، بدا أنها حزمت كل ما كانت تستخدمه بالفعل.

 

 

 

“متى حصلتِ حتى على الوقت لحزم كل هذا؟” سأل يوجين بصدمة.

إمتدت السجادة الموجودة على أرضية قمرة القيادة للأمام من تلقاء نفسها. مشت نوير برشاقة على السجادة الحمراء وإقتربت من الجدار الزجاجي.

 

 

كشفت كريستينا: “قبل يومين، استأجرت شخصا ما للذهاب إلى كاتدرائية تريسيا، وحزم جميع متعلقاتي الشخصية، وأحضرها لي.”

 

 

 

جادل يوجين، “هل هناك حاجة حقا لأخذ جميع العناصر التي إستخدمتِها معك؟ يمكنكِ فقط شراء عناصر جديدة عندما نصل إلى هناك—”

ملك الشياطين ليس مجرم حرب سعى إلى دوس العالم بأسره تحت أقدامه والتسبب في مذبحة جماعية، ولكن بدلًا من ذلك إنه رجل أكثر لطفًا وحكمة من ملك أي بلد عادي. إستمع ملك الشياطين إلى طلبات مواطنيه من البشر، وحمايتهم، وجعل حياتهم أكثر ثراءً وسعادة.

“لا أريد أن أدين لك بمزيد من الخدمات يا سيدي يوجين.” ردت كريستينا بوجهٍ حازم: “إعتبارًا من اليوم، سأكون مستقلةً تمامًا عن يوراس. في السابق، استخدمت بطاقة الأسقف الصادرة عن الكرسي الرسولي وبطاقة سيرجيو روجرس، لكن من الآن فصاعدًا، لن أستفيد منها بعد الآن.”

وإلا كيف يمكن وصفه؟ مصنوعٌ من المعادن باهظة الثمن والنادرة مثل الأوريهالكوم، الميثريل والأدمانيتوم، أعجوبة من الهندسة السحرية التي تم تحويلها إلى منطاد طيران—لا، رأس طائر. مع هذا الرأس وحده، سيكون لديك ما يكفي من المال لشراء عشرة من المباني في هيلموث ولا يزال سيكون هناك باقٍ.

“أوه….لِـمَ لا؟”

 

“لأنه إذا واصلت الإعتماد عليهم ماليا، فلن يكون ذلك إستقلالًا حقيقيًا. وبعبارة أخرى، أنا حاليا مفلسة وعاطلة عن العمل.”

 

“حسنًا، هذه ليست مشكلة…..كل من عشيرة لايونهارت وأنا نمتلك الكثير من المال، لذلك إذا إحتجتِ إلى أي شيء—”

 

“سيدي يوجين.” قاطعته كريستينا مرة أخرى وهي تنظر إلى يوجين بعيون ضيقة. “ألم أقل ذلك الآن؟ أنا لا أريد أن أكون مديونة مرة أخرى لك، سيدي يوجين. وهكذا، أحتاج إلى أخذ كل هذه الأمتعة معي.”

لكن الإشتباه في أن كريستينا تركت يوراس وأقسمت نفسها لعشيرة لايونهارت في كيهل، بلد أجنبي، سيؤدي إلى شائعات مؤثرة للغاية سيكون من المستحيل إخفاءها.

“في هذه الحالة، هل هذا يعني أنكِ لا تريدين غرفة في قصر لايونهارت؟” مازحها يوجين بخبث.

 

 

تابعت نوير: “وجه جيابيلا سيكون تعويذةَ حديقة جيابيلا! سوف يطفو وجه جيابيلا في السماء خلال الصباح والنهار والأُمسيات والليالي….في جميع الأوقات، سيتمكن ضيوف حديقة جيابيلا من النظر إلى هذا الوجه ويمتلئون بالحب والرهبة. ومُعذبين بشهوتهم تجاهي، سوف يبددون مدخراتهم في الكازينو وحتى سيقايضون قوة حياتهم….”

ردتْ كريستينا بثقة: “سيدي يوجين، إذا أردتَني أن أخيم في الحديقة وأن أكون مُغطاةً بندى الصباح البارد، فسأفعل ذلك بكل سرور.”

(**يستخدم النص الأصلي نسخة كورية من الكلمة الإنجليزية حلم، ربما في إشارة إلى الحلم الأمريكي، وهو مفهوم كان يجذب الكثير من الهجرة إلى الولايات المتحدة.)

 

 

فى النهاية، ألا يعني ذلك أنها تريد غرفة؟

 

“أليست كل هذه الأمتعة التي أحضرتها معكِ أشياء تم شراؤها ببطاقتَي الأسقف وروجيريس؟” أشار يوجين.

شخرت كريستينا، “على الرغم من حقيقة أنني مفلسة في الوقت الحالي، إلا أنني لا أنوي التصرف كشخص معين يستخدم جسده الصغير كسلاح للتوسل بوقاحة للحصول على الطعام والحلويات.”

 

أراد بلزاك لودبيث، سيد برج السحر الأسود لآروث، أن يرى ذروة كل السحر. لقد أراد أن يتجاوز حدود ما تمكن البشر من الوصول إليه وهو مهووس بذروة السحر التي يجب أن يكون أي إنسان بالتأكيد غير قادر على لمسها — لا، السؤال هو هل هذه الذروة موجودة من الأساس أم لا.

جادلت كريستينا مرة أخرى، “بالمعنى الدقيق للكلمة، بدلًا من أن أشتريها، تم تسليم معظم هذه العناصر إلي. وإنطلاقًا مِمَّا مررت به في الماضي، لقد دفعت أكثر من قيمتها.”

مدينة ناطحات السحاب، أرض الفرص، عاصمة إمبراطورية هيلموث، بانديمونيوم.

“حسنًا، حسنًا.” إستسلم يوجين وهو يفتح عباءته.

شخرت كريستينا، “على الرغم من حقيقة أنني مفلسة في الوقت الحالي، إلا أنني لا أنوي التصرف كشخص معين يستخدم جسده الصغير كسلاح للتوسل بوقاحة للحصول على الطعام والحلويات.”

 

‘لكي تتوصل حتى إلى فكرة ربط عيون مركبتها الطائرة بعيونها الشيطانية، بغض النظر عن هل ذلك ممكن من المنظور السحري، فأنا مجبرٌ على الإعتراف بمدى وحشية طاقة الدوقة جيابيلا السحرية حقًا.’ فكَّر إدموند.

عبست مير، الجالسة داخل الفتحة، وهي ترى أمتعة كريسيتنا.

 

 

 

نظرًا لأنه لا مفر من هذا، قررت مير تقبل الأمر. ومع ذلك، عندما فكرت أن هذه القديسة الشريرة ذات الشخصية المزدوجة ستدخل قصر لايونهارت وتحوم بجانب يوجين، شعرت مير كما لو أن السحب السوداء من الرماد تتفجر في أعماق قلبها.

على الرغم من أن هذا قد يبدو واضحًا، إلا أن يوجين لم يخبر لايونهارت بعد أنه سيحضر كريستينا معه. محاولةُ شرح الأشياء من خلال رسالة ستكون صعبة ومحرجة، لذلك خطط فقط لإحضارها معه ووضعها في غرفة فارغة.

 

رد إدموند، “إذا مرت بضعة عقود فقط، فسيكون ذلك جيدًا معي أيضًا. ربما لفترة أطول من ذلك قد يكون لا يزال مقبولًا.”

تنهدت مير، “هاه، أنتِ حقًا شخص ذو وجهين. لماذا تقولين حتى أنكِ لا تريدين أن تكوني مدينة أكثر عندما تظهرين في قصرهِ مفلسةً وتبحثين عن مكان للعيش فيه؟”

بعد التفكير في ما يجب أن يقوله لبضع لحظات، قال يوجين هذه الكلمات في النهاية.

“ليس لدي أي أموال الآن، ولكن إذا إستخدمت قدراتي، يمكنني أن أجنيَّ الكثير من المال كما أريد، صحيح؟” قالت كريستينا بشكل صعب وهي تحدق في مير، افترقت عيناها قليلا في التسلية. “أنا أدرك أنه لا يوجد أي كهنة يقيمون في منزل عشيرة لايونهارت. بينما يوجد معالجون ممتازون وإمدادات جيدة من الجرعات لتحل محلهم، فإن سحر الشفاء الخاص برئيس كهنة هو معجزة تتجاوز حدود الطب والسحر العادي.”

 

“هذا….” تأخرت مير، غير قادرة على إنكار ذلك.

 

 

 

“أجرؤ على القول إنه لا يوجد كاهن آخر في هذا العصر الحالي أكثر مهارة في شحر الشفاء مني. إذا كان شخص مثلي على إستعداد للعيش في عشيرة لايونهارت مقابل قدراتي، فإن بطريرك لايونهارت سيكون بالتأكيد على استعداد لدفع الثمن.” صرَّحتْ كريستينا بثقة.

والآن انتهى به الأمر بإحضار كريستينا معه من يوراس….

 

ومع ذلك، رفضت كريستينا أي إعتراف بابوي، وقَبِلَ البابا والكاردينال بيشارا ذلك. لذلك، في النهاية، لا تزال كريستينا روجرس مرشحة للقديسة في منظور العالم الخارجي.

تأوهت مير بإنزعاج، “أرررغ….”

ونوير تخطط لِـأن يطفو وجه جيابيلا العملاق هذا في السماء فوق المنشأة التي تحمل إسمها أيضا، حديقة جيابيلا. عندما يتم الإنتهاء منه في النهاية، العديد من السياح سيأتون إلى حديقة جيابيلا كل يوم. ولو وُجِدَ جسمٌ عائمٌ غريب مثل وجه جيابيلا يحوم في السماء، فلن يكون أمام المرء خيار سوى النظر إليه مرة واحدة على الأقل، حتى لو لم يرغب المرء في رؤيته.

شخرت كريستينا، “على الرغم من حقيقة أنني مفلسة في الوقت الحالي، إلا أنني لا أنوي التصرف كشخص معين يستخدم جسده الصغير كسلاح للتوسل بوقاحة للحصول على الطعام والحلويات.”

سرعان ما ردت عليها مير، “نظرت إلي تلك المرأة ووصفتني بأنها طفيليٌّ وقح!”

“ماذا قُلت؟” تلعثمت مير كما أضاءت النيران في عينيها. “لم أفعل شيئا كهذا من قبل. في الواقع، لقد كنتُ دائمًا مفيدة. على الرغم من أنه يبدو أن السيدة كريستينا لا تعرفني جيدًا، إلا أنني دائمًا أساعد السير يوجين في السحر—”

 

قاطعتها كريستينا، “لم أقل أبدًا أنكِ الشخص الذي قام بمثل هذا السلوك الوقح، فلماذا تتفاعلين بعنف؟”

 

“السير يوجين….! أنا حقا أكره هذه المرأة!” صرخت مير وهي تتسلق على صدر يوجين بتعبير دامع.

أما سيد الزنزانة في الصحراء، أميليا ميروين….

 

 

أخذ يوجين أنفاسًا عميقة قليلة وهو يفكر فيما قد ينتظره في مستقبله.

 

 

 

تنهد وقال: “لا تتقاتلا….”

 

مثَّلتْ كريستينا البراءة، “يا إلهي، أي قتال؟ كنتُ أجيب فقط على أسئلة السيدة مير.”

كلاك كلاك كلاك!

سرعان ما ردت عليها مير، “نظرت إلي تلك المرأة ووصفتني بأنها طفيليٌّ وقح!”

 

“فقط حاولا أن تتعايشا مع بعضكما….” حاول يوجين إقناعهما بذهول وهو يربت على ظهر مير ويُخَزِنُ أمتعة كريستينا داخل عباءته. “ماذا عن اللورد رافائيل؟ أليس قادمًا لتوديعك؟”

 

“توسلت إليه لِـألَّا يفعل ذلك. نظرًا لأن الشائعات عديمة الفائدة تطفو بالفعل، فلن يأتي شيء جيد إذا فعل ذلك.” كشفت كريستينا.

هذا هو ما تسمى به الأرض في الشمال منذ العصور القديمة. حتى الآن، لا يزال معظم الناس في هذه القارة يطلقون عليها إسم مملكة الشياطين.

 

“ثم ماذا عن الصيد؟ أنا لا أحب ذلك التنين الشباب، لذا لو عاملتُ هذا على أنه رغبتي، لن يمنعني ملك الحصار الشيطاني من صيده، هل سيفعل؟” سألت نوير.

لذا فَـقد بدأ الأمر بالفعل.

 

 

 

قال يوجين بلا مبالاة: “حسنًا، ستبدأ الشائعات في الطيران على أي حال.”

 

 

نظرًا لأنه لا مفر من هذا، قررت مير تقبل الأمر. ومع ذلك، عندما فكرت أن هذه القديسة الشريرة ذات الشخصية المزدوجة ستدخل قصر لايونهارت وتحوم بجانب يوجين، شعرت مير كما لو أن السحب السوداء من الرماد تتفجر في أعماق قلبها.

في البداية، في يوم عيد انيسيه، كان من المفترض الإعلان عن أن كريستينا قد تخرجت من كونها مرشحة للقديسة لتصير قديسةً كاملة.

ردت كريستينا بجدية: “إنها كل الأشياء التي أحتاجها.”

 

 

ومع ذلك، رفضت كريستينا أي إعتراف بابوي، وقَبِلَ البابا والكاردينال بيشارا ذلك. لذلك، في النهاية، لا تزال كريستينا روجرس مرشحة للقديسة في منظور العالم الخارجي.

تابعت نوير: “وجه جيابيلا سيكون تعويذةَ حديقة جيابيلا! سوف يطفو وجه جيابيلا في السماء خلال الصباح والنهار والأُمسيات والليالي….في جميع الأوقات، سيتمكن ضيوف حديقة جيابيلا من النظر إلى هذا الوجه ويمتلئون بالحب والرهبة. ومُعذبين بشهوتهم تجاهي، سوف يبددون مدخراتهم في الكازينو وحتى سيقايضون قوة حياتهم….”

 

المباني في هذه المدينة أطول من أي مدينة أخرى في هذه القارة. بدلًا من أبراج القلعة، المدينة مليئة بالمباني الشاهقة مع عشرات الطوابق. ناطحات السحاب الطويلة هذه التي ليس من الممكن أن تُشيدها أي قوة بشرية دليلًا على عظمة ملك الشياطين.

ومع ذلك….

حتى في هذه اللحظة بالذات، في مركز التحكم عشرات الطوابق أدناه، الآلاف من النفوس التي تعاقدت على العمل بعد الوفاة، ومئات من الشياطين، الذين سيطروا على هذه النفوس، يعملون بجد لحماية أمن المدينة من خلال حفر صور المراقبة التي أرسلتها الأسماك الجوية.

 

تنهد وقال: “لا تتقاتلا….”

في هذا العصر الحالي، كريستينا هي المرشحة الوحيدة للقديسة في يوراس. حتى لو لم يتم إعلانها رسميا كَـقديسة، إعتبر جميع مواطني يوراس أن كريستينا هي القديسة.

قد لا يقول غيلياد الكثير عن ذلك، لكن أنسيلا قد تحاول بجدية الإمساك به من الياقة.

 

‘لا….بالتفكير في هذا مرة أخرى، قد تتغاضى عن هذا دون أي إحتجاج.’

لكن الإشتباه في أن كريستينا تركت يوراس وأقسمت نفسها لعشيرة لايونهارت في كيهل، بلد أجنبي، سيؤدي إلى شائعات مؤثرة للغاية سيكون من المستحيل إخفاءها.

“ولماذا بالضبط يجب أن ننتظر أكثر من ذلك؟” أصرَّتْ نوير. “بسبب مدى ندرة التنانين الشيطانية؟ أُنظر هنا، غافيد، قبل ثلاثمائة عام، كانت التنانين الساقطة نادرة وتستحق إستخدامها كرمز لقوتنا. لكن، أليست الأمور مختلفة قليلًا الآن؟”

 

والآن انتهى به الأمر بإحضار كريستينا معه من يوراس….

أومأت كريستينا برأسها ببطء: “نعم، هذا صحيح بالتأكيد.”

للحظة، تساءل غافيد هل هو يهلوس. حتى أنه اشتبه في أنه يحلم الآن هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بالدهشة منذ أن تم دفعه آخر مرة بسبب هياج هامل الغبي قبل ثلاثمائة عام.

 

“هممم….” ارتجفت عيون غافيد، التي كانت ساكنة تمامًا، فجأة.

هناك عربة حجزوها مسبقا في إنتظارهم خارج النزل. وجهتهم التالية هي بوابة الإنتقال في ضواحي يوراسيا. يجب أن يكونوا قادرين على الوصول إلى قصر لايونهارت بحلول هذا المساء على أبعد تقدير.

 

 

كما قالت نوير هذا، التفتت إلى إدموند وخاطبته، “ما رأيك، إدموند؟ لو ترغب في ذلك، سأقدم لك بكل سرور قوتي. أنت تفهم ما أحاول قوله، أليس كذلك؟ أنا أخبرك أنني سأمزق بكل سرور التنين الشاب من قلعة التنين الشيطاني بيدي.”

ذكرت كريستينا: “لقد أعددتُ ذريعة.”

أو على الأقل، هذا ما فكر فيه يوجين حتى الآن.

 

وقد أحضر معه أكثر من مائة جانٍ من سمر.

“أي نوع من الذرائع؟” سأل يوجين.

“لذا فإن سيد قلعة التنين الشيطاني غائب هذه المرة أيضًا؟” كررت نوير بلا علمٍ كلام غافيد.

 

 

“يمكنني أن أدعي أنني أرافقك لعلاج الجان الذين هم تحت حماية لايونهارت.” أوضحت كريستينا: “ألا يعاني الكثير منهم من المرض الشيطاني؟”

نظرًا لأنه لا مفر من هذا، قررت مير تقبل الأمر. ومع ذلك، عندما فكرت أن هذه القديسة الشريرة ذات الشخصية المزدوجة ستدخل قصر لايونهارت وتحوم بجانب يوجين، شعرت مير كما لو أن السحب السوداء من الرماد تتفجر في أعماق قلبها.

لن يكون ذلك سوى ذريعة إلى حد ما. يوجين يدرك جيدا أيضًا أن مرض الجان الشيطاني غير قابل للشفاء. حتى القديسة انيسيه لم تستطِع تطهير الجان من المرض الشيطاني. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف المرض الشيطاني ويخففه هو التأثير الروحي لشجرة العالم.

ليست زيارة مفاجئة. منذ أن قرر يوجين مغادرة يوراس والعودة إلى منزل لايونهارت اليوم، طلب من كريستينا أن تأتي إلى مسكنه قبل الظهر.

 

‘إذا أخبرناها أن كريستينا قد أتت للمساعدة في علاج الجان….’

بدأت جميع أنواع المخاوف في الظهور في ذهن يوجين.

ثم أعاد مير معه من آروث.

 

“هل سيد قلعة التنين الشيطاني غائب هذه المرة أيضًا؟”

على الرغم من أن هذا قد يبدو واضحًا، إلا أن يوجين لم يخبر لايونهارت بعد أنه سيحضر كريستينا معه. محاولةُ شرح الأشياء من خلال رسالة ستكون صعبة ومحرجة، لذلك خطط فقط لإحضارها معه ووضعها في غرفة فارغة.

 

 

سرعان ما ردت عليها مير، “نظرت إلي تلك المرأة ووصفتني بأنها طفيليٌّ وقح!”

‘لا أعتقد أن البطريرك سيكون لديه أي شكاوى، لكن….’

 

حتى أن كريستينا توصلت إلى سبب معقول لوجودها.

“إذا لم تكُن تعرف ذلك من قبل، فَـضَع ذلك في إعتبارك من الآن فصاعدًا.” أصرَّتْ نوير. “إذا أردت، يمكنني شخصيًا إرسال رسالة إلى ملك الحصار الشيطاني. ومقابل مساعدتي، سآخذ جثة التنين الصغير لنفسي. بعد كل شيء، لديك بالفعل فلاديمير، صحيح؟”

 

“أليست كل هذه الأمتعة التي أحضرتها معكِ أشياء تم شراؤها ببطاقتَي الأسقف وروجيريس؟” أشار يوجين.

المشكلة أن هذا لم يحدث مرة أو مرتين فقط.

 

 

 

لقد أحضر معه لامان سكولوف من نهاما.

 

 

 

وقد أحضر معه أكثر من مائة جانٍ من سمر.

 

 

“سيادتك، هل نحن العضوان الوحيدان في الولاء اللذان يحضران هذا الاجتماع هذه المرة أيضًا؟ لو أن الأمر كذلك، فلا يمكننا حتى تسميته إجتماعًا.” تنهد إدموند.

ثم أعاد مير معه من آروث.

 

 

قال يوجين بلا مبالاة: “حسنًا، ستبدأ الشائعات في الطيران على أي حال.”

والآن انتهى به الأمر بإحضار كريستينا معه من يوراس….

ليست زيارة مفاجئة. منذ أن قرر يوجين مغادرة يوراس والعودة إلى منزل لايونهارت اليوم، طلب من كريستينا أن تأتي إلى مسكنه قبل الظهر.

 

 

قد لا يقول غيلياد الكثير عن ذلك، لكن أنسيلا قد تحاول بجدية الإمساك به من الياقة.

“حسنًا، حسنًا.” إستسلم يوجين وهو يفتح عباءته.

 

حتى أن كريستينا توصلت إلى سبب معقول لوجودها.

‘لا….بالتفكير في هذا مرة أخرى، قد تتغاضى عن هذا دون أي إحتجاج.’

 

يوجين يدرك جيدًا أن أنسيلا إنسانية بشكل مدهش وطيبةُ القلب.

 

 

 

عندما أحضر يوجين معه مائة من الجان من سمر دون إعطائهم أي تحذير مسبق، غَضِبت أنسيلا بما يكفي لسحق مروحتها في يديها. ومع ذلك، في النهاية، لا تزال عرضت غابة المنزل بدافع الشفقة على الجان.

 

 

والآن انتهى به الأمر بإحضار كريستينا معه من يوراس….

بعد بضعة أشهر من ذلك، وبفضل شتلات شجرة العالم التي زرعها يوجين، بدلًا من تفاقمه، بدأ مرضهم الشيطاني يظهر علامات التحسن. ومع ذلك، أنسيلا، التي لم تعرف عن هذه الحقيقة، تستخدم أحيانًا نزهتها كذريعة للتوقف عند قرية الجان وسؤال سيغنارد عن حالة مرضهم.

بقي إدموند وغافيد مذهولَين.

 

“تعال هنا….وألقِ نظرة على ذلك.” أمر غافيد. “فقط ماذا يبدو لك بالضبط؟”

‘إذا أخبرناها أن كريستينا قد أتت للمساعدة في علاج الجان….’

“الأمر ليس مختلفًا حتى بالنسبة لنا. مثلما يمكن للبشر الأقوياء أن يعيشوا لفترة طويلة، يعيش الشياطين الأقوياء لفترة أطول من البقية.” تمتم غافيد بهدوء، لكن إدموند إبتسم على نطاق واسع دون أن يقول أي شيء ردًا على ذلك.

على الرغم من أن العلاج هو علاج، إلا أن هذا ليس مجرد أي شخص الذي يتحدثون عنه هنا؛ إنها قديسة الإمبراطورية المقدسة، التي ستكلفها أنسيلا بعلاج عائلتها. كيف يمكن لأنسيلا، المهووسة برفع إسم لايونهارت إلى مستويات أعلى، أن ترفض مثل هذا العرض؟

 

أو على الأقل، هذا ما فكر فيه يوجين حتى الآن.

 

 

“أجرؤ على القول إنه لا يوجد كاهن آخر في هذا العصر الحالي أكثر مهارة في شحر الشفاء مني. إذا كان شخص مثلي على إستعداد للعيش في عشيرة لايونهارت مقابل قدراتي، فإن بطريرك لايونهارت سيكون بالتأكيد على استعداد لدفع الثمن.” صرَّحتْ كريستينا بثقة.

* * *

بعد بضعة أشهر من ذلك، وبفضل شتلات شجرة العالم التي زرعها يوجين، بدلًا من تفاقمه، بدأ مرضهم الشيطاني يظهر علامات التحسن. ومع ذلك، أنسيلا، التي لم تعرف عن هذه الحقيقة، تستخدم أحيانًا نزهتها كذريعة للتوقف عند قرية الجان وسؤال سيغنارد عن حالة مرضهم.

مملكة الشياطين….

‘لا أعتقد أن البطريرك سيكون لديه أي شكاوى، لكن….’

 

هذه هي مملكة الشياطين الجديدة، أرض الفرص. على الرغم من أن تكلفة شراء الجنسية مرتفعة للغاية، إلا أنه إذا رغب المرء في ذلك بجدية، فإن الأمر ليس باهظ التكلفة حقًا. بالإضافة إلى ذلك، نظام دعم الهجرة في هيلموث إنساني للغاية، وإعتمادًا على عدد سنوات العمل التي توافق عليها عند وفاتك، يمكن تقليل التكلفة بشكل كبير.

هذا هو ما تسمى به الأرض في الشمال منذ العصور القديمة. حتى الآن، لا يزال معظم الناس في هذه القارة يطلقون عليها إسم مملكة الشياطين.

 

 

حتى الناس الذين عاشوا على هذه الأرض لم ينكروا حقيقة أن هذا المكان هو مملكة شياطين. كما يوحي معنى الإسم، هذا هو المكان الذي أقام فيه عدد لا يحصى من ملوك الشياطين والشياطين. ومع ذلك، فقد خضع هذا المعنى لتغييرات كبيرة عما كان عليه قبل مئات السنين.

مدينة ناطحات السحاب، أرض الفرص، عاصمة إمبراطورية هيلموث، بانديمونيوم.

 

في هذا العصر الحالي، كريستينا هي المرشحة الوحيدة للقديسة في يوراس. حتى لو لم يتم إعلانها رسميا كَـقديسة، إعتبر جميع مواطني يوراس أن كريستينا هي القديسة.

بالنسبة للمواطنين البشريين في مملكة الشياطين هيلموث، الشياطين هم جيرانهم الودودين. لم يصطادوا البشر ويأكلون بشكل عشوائي كما قيل في القصص القديمة، ولم يضعوا السلاسل على أرواحهم.

“إبتسم.” غنَّتْ نوير بمرح وهي ترفع زوايا شفتيها بإصبعي السبابة بإبتسامة خاصة بها.

 

 

ملك الشياطين ليس مجرم حرب سعى إلى دوس العالم بأسره تحت أقدامه والتسبب في مذبحة جماعية، ولكن بدلًا من ذلك إنه رجل أكثر لطفًا وحكمة من ملك أي بلد عادي. إستمع ملك الشياطين إلى طلبات مواطنيه من البشر، وحمايتهم، وجعل حياتهم أكثر ثراءً وسعادة.

ليست زيارة مفاجئة. منذ أن قرر يوجين مغادرة يوراس والعودة إلى منزل لايونهارت اليوم، طلب من كريستينا أن تأتي إلى مسكنه قبل الظهر.

 

 

هذه هي مملكة الشياطين الجديدة، أرض الفرص. على الرغم من أن تكلفة شراء الجنسية مرتفعة للغاية، إلا أنه إذا رغب المرء في ذلك بجدية، فإن الأمر ليس باهظ التكلفة حقًا. بالإضافة إلى ذلك، نظام دعم الهجرة في هيلموث إنساني للغاية، وإعتمادًا على عدد سنوات العمل التي توافق عليها عند وفاتك، يمكن تقليل التكلفة بشكل كبير.

 

 

 

بفضل هذا، غالبًا ما يطرق الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الفقيرة في الشمال باب وزارة خارجية هيلموث، المأسورين بِـحلم هيلموث*.

قاطعتها كريستينا، “لم أقل أبدًا أنكِ الشخص الذي قام بمثل هذا السلوك الوقح، فلماذا تتفاعلين بعنف؟”

 

 

(**يستخدم النص الأصلي نسخة كورية من الكلمة الإنجليزية حلم، ربما في إشارة إلى الحلم الأمريكي، وهو مفهوم كان يجذب الكثير من الهجرة إلى الولايات المتحدة.)

هذا هو ما تسمى به الأرض في الشمال منذ العصور القديمة. حتى الآن، لا يزال معظم الناس في هذه القارة يطلقون عليها إسم مملكة الشياطين.

مدينة ناطحات السحاب، أرض الفرص، عاصمة إمبراطورية هيلموث، بانديمونيوم.

يوجين يدرك جيدًا أن أنسيلا إنسانية بشكل مدهش وطيبةُ القلب.

 

ومع ذلك….

المباني في هذه المدينة أطول من أي مدينة أخرى في هذه القارة. بدلًا من أبراج القلعة، المدينة مليئة بالمباني الشاهقة مع عشرات الطوابق. ناطحات السحاب الطويلة هذه التي ليس من الممكن أن تُشيدها أي قوة بشرية دليلًا على عظمة ملك الشياطين.

 

 

“في الواقع، لا توجد حاجة حقيقية لتسميته إجتماعًا.” صححه غافيد. “نيتي الوحيدة هي مناقشة آرائنا بشكل عرضي حول الوضع الحالي. لدى الشياطين والبشر حواس مختلفة جدا للوقت، لذلك إذا لم نتقابل هكذا كل فترة، فقد تمر عقود قبل أن نرى بعضنا البعض مرة أخرى.”

من بين ناطحات السحاب هذه هناك مبنىً أسود أنيق يقف شامخًا في قلب بانديمونيوم.

المباني في هذه المدينة أطول من أي مدينة أخرى في هذه القارة. بدلًا من أبراج القلعة، المدينة مليئة بالمباني الشاهقة مع عشرات الطوابق. ناطحات السحاب الطويلة هذه التي ليس من الممكن أن تُشيدها أي قوة بشرية دليلًا على عظمة ملك الشياطين.

 

 

بابل.

نظر يوجين إلى فتحة مفتوحة في إحدى حقائبها. من خلال الفجوة، رأى أردية رجال الدين وأشياء متنوعة، يبدو أنها مكتظة بشكل عشوائي. لا يبدو أنها إشترتْ أي شيء جديد؛ بدلا من ذلك، بدا أنها حزمت كل ما كانت تستخدمه بالفعل.

 

غافيد يدرك جيدا أسبابه لذلك. سحرة الحصار الثلاثة، السحرة السود الثلاثة الذين وقعوا عقدًا شخصيًا مع ملك الشياطين، جميعهم غريبو الأطوار….لا، إنهم جميعًا أشخاص، بينما لا يزالون بشرًا، إلا أنه يمتلكون جنونًا غير إنساني.

مكونًا من تسعة وتسعين طابقًا، هذا المبنى ليس الأطول في بانديمونيوم فحسب، بل أيضًا الأطول في كل هيلموث. بدون أي شيء تخفيه، بابل هي قلعة ملك الشياطين، حيث أقام ملك الحصار الشيطاني، الذي حكم كل هيلموث شخصيًا.

 

 

“أجرؤ على القول إنه لا يوجد كاهن آخر في هذا العصر الحالي أكثر مهارة في شحر الشفاء مني. إذا كان شخص مثلي على إستعداد للعيش في عشيرة لايونهارت مقابل قدراتي، فإن بطريرك لايونهارت سيكون بالتأكيد على استعداد لدفع الثمن.” صرَّحتْ كريستينا بثقة.

“هل سيد قلعة التنين الشيطاني غائب هذه المرة أيضًا؟”

 

في الطابق التسعين من بابل، وقف شفرة الحصار، غافيد ليندمان، ويداه خلف ظهره وهو ينظر إلى أسفل من خلال الجدران الزجاجية للمبنى. في الأسفل بكثير، بإمكانه رؤية غابة المباني التي، على الرغم من أنها لا تضاهي بابل، إلا أنها لا تزال طويلة بما يكفي لتسمى بالمباني الشاهقة. عشرات الأسماك، كبيرها وصغيرها، تطفو بين المباني.

 

 

حتى أن كريستينا توصلت إلى سبب معقول لوجودها.

هذه هي الأسماك الهوائية.

“أجرؤ على القول إنه لا يوجد كاهن آخر في هذا العصر الحالي أكثر مهارة في شحر الشفاء مني. إذا كان شخص مثلي على إستعداد للعيش في عشيرة لايونهارت مقابل قدراتي، فإن بطريرك لايونهارت سيكون بالتأكيد على استعداد لدفع الثمن.” صرَّحتْ كريستينا بثقة.

 

 

الأسماك الهوائية التي سبحت في سماء بانديمونيوم هي جزء من النظام الأمني الذي أبقى معدل جريمة بانديمونيوم تحت السيطرة الكاملة. تمكنت أسماك الهواء من مراقبة هذه المدينة بأكملها من ناطحات السحاب دون أي نقاط عمياء أثناء نقل كل ما لاحظوه إلى مركز التحكم في بابل.

“أي نوع من الذرائع؟” سأل يوجين.

 

وإلا كيف يمكن وصفه؟ مصنوعٌ من المعادن باهظة الثمن والنادرة مثل الأوريهالكوم، الميثريل والأدمانيتوم، أعجوبة من الهندسة السحرية التي تم تحويلها إلى منطاد طيران—لا، رأس طائر. مع هذا الرأس وحده، سيكون لديك ما يكفي من المال لشراء عشرة من المباني في هيلموث ولا يزال سيكون هناك باقٍ.

حتى في هذه اللحظة بالذات، في مركز التحكم عشرات الطوابق أدناه، الآلاف من النفوس التي تعاقدت على العمل بعد الوفاة، ومئات من الشياطين، الذين سيطروا على هذه النفوس، يعملون بجد لحماية أمن المدينة من خلال حفر صور المراقبة التي أرسلتها الأسماك الجوية.

 

 

هذه هي الأسماك الهوائية.

فُتح باب قاعة المؤتمرات الفسيحة عندما دخل رجل في منتصف العمر وأجاب على سؤال غافيد بإبتسامة، “يبدو الأمر كذلك. أتمنى لو أرسل رسالة على الأقل….”

“هل هناك أي شيء مثير للإهتمام يحدث في الآونة الأخيرة؟” إستفسرت نوير.

أخذ الرجل القبعة العلوية التي يرتديها من على رأسه، ووضعها على الطاولة، ثم أراح العصا التي يمسكها في حضنه.

“سيادتك، هل نحن العضوان الوحيدان في الولاء اللذان يحضران هذا الاجتماع هذه المرة أيضًا؟ لو أن الأمر كذلك، فلا يمكننا حتى تسميته إجتماعًا.” تنهد إدموند.

 

قال غافيد الحقيقة، “الأمر لا يتعلق بحماية السيد الشاب لقلعة التنين الشيطاني. بل هذا لإبقائكم تحت السيطرة. حتى لو لم يكبر بالكامل بعد، فإن التنين لا يزال تنينًا. بالنسبة لشخص مثلك، الذي هو بالفعل قوي بما فيه الكفاية كما هو، لا أريد منكِ أن تصيري منتشية بِـقوة قلب التنين.”

لهذه العصا لون مشابه لِـلون الدم المتجمد، والأوردة التي تغطيها تتلوى كما لو أنها على قيد الحياة.

لكن الإشتباه في أن كريستينا تركت يوراس وأقسمت نفسها لعشيرة لايونهارت في كيهل، بلد أجنبي، سيؤدي إلى شائعات مؤثرة للغاية سيكون من المستحيل إخفاءها.

 

 

يطلق على هذه العصاة إسم فلاديمير، وإلى جانب آكاشا سيينا الحكيمة، إنها واحدة العصي الوحيدة في هذه القارة التي صنعت بقلب تنين.

‘لا….بالتفكير في هذا مرة أخرى، قد تتغاضى عن هذا دون أي إحتجاج.’

 

 

هذا الرجل هو الوحيد من بين سحرة الحصار الثلاثة الذين أقاموا في هيلموث، وهو ساحر أسود يحمل لقب الكونت، إدموند كودريث. أمسك شاربه وهو يبتسم.

 

 

هذا الرجل هو الوحيد من بين سحرة الحصار الثلاثة الذين أقاموا في هيلموث، وهو ساحر أسود يحمل لقب الكونت، إدموند كودريث. أمسك شاربه وهو يبتسم.

“سيادتك، هل نحن العضوان الوحيدان في الولاء اللذان يحضران هذا الاجتماع هذه المرة أيضًا؟ لو أن الأمر كذلك، فلا يمكننا حتى تسميته إجتماعًا.” تنهد إدموند.

 

 

في الطابق التسعين من بابل، وقف شفرة الحصار، غافيد ليندمان، ويداه خلف ظهره وهو ينظر إلى أسفل من خلال الجدران الزجاجية للمبنى. في الأسفل بكثير، بإمكانه رؤية غابة المباني التي، على الرغم من أنها لا تضاهي بابل، إلا أنها لا تزال طويلة بما يكفي لتسمى بالمباني الشاهقة. عشرات الأسماك، كبيرها وصغيرها، تطفو بين المباني.

“في الواقع، لا توجد حاجة حقيقية لتسميته إجتماعًا.” صححه غافيد. “نيتي الوحيدة هي مناقشة آرائنا بشكل عرضي حول الوضع الحالي. لدى الشياطين والبشر حواس مختلفة جدا للوقت، لذلك إذا لم نتقابل هكذا كل فترة، فقد تمر عقود قبل أن نرى بعضنا البعض مرة أخرى.”

المشكلة أن هذا لم يحدث مرة أو مرتين فقط.

رد إدموند، “إذا مرت بضعة عقود فقط، فسيكون ذلك جيدًا معي أيضًا. ربما لفترة أطول من ذلك قد يكون لا يزال مقبولًا.”

ذكرت كريستينا: “لقد أعددتُ ذريعة.”

سأل غافيد، “هل ما زلت تبحث عن الحياة الأبدية؟ يجب أن تكون قريبًا منها بالفعل.”

“أعلم أنني أكرر نفسي، لكن ملك الحصار الشيطاني لن يلغي لقب السيد الشاب لقلعة التنين الشيطاني.” ذَكَرَ غافيد نوير.

“هاها….الحياة الأبدية التي حصلت عليها حاليًا ليست أكثر من إطالة عمري البشري.” قال إدموند بإستخفاف. “هل يمكن مقارنة ذلك حقًا بالشياطين، الذين هم كائنات أبدية حقًا؟”

ملك الشياطين ليس مجرم حرب سعى إلى دوس العالم بأسره تحت أقدامه والتسبب في مذبحة جماعية، ولكن بدلًا من ذلك إنه رجل أكثر لطفًا وحكمة من ملك أي بلد عادي. إستمع ملك الشياطين إلى طلبات مواطنيه من البشر، وحمايتهم، وجعل حياتهم أكثر ثراءً وسعادة.

“الأمر ليس مختلفًا حتى بالنسبة لنا. مثلما يمكن للبشر الأقوياء أن يعيشوا لفترة طويلة، يعيش الشياطين الأقوياء لفترة أطول من البقية.” تمتم غافيد بهدوء، لكن إدموند إبتسم على نطاق واسع دون أن يقول أي شيء ردًا على ذلك.

 

 

لكن الإشتباه في أن كريستينا تركت يوراس وأقسمت نفسها لعشيرة لايونهارت في كيهل، بلد أجنبي، سيؤدي إلى شائعات مؤثرة للغاية سيكون من المستحيل إخفاءها.

غافيد يدرك جيدا أسبابه لذلك. سحرة الحصار الثلاثة، السحرة السود الثلاثة الذين وقعوا عقدًا شخصيًا مع ملك الشياطين، جميعهم غريبو الأطوار….لا، إنهم جميعًا أشخاص، بينما لا يزالون بشرًا، إلا أنه يمتلكون جنونًا غير إنساني.

 

 

أجاب غافيد: “ليس باليد حيلة.”

أراد بلزاك لودبيث، سيد برج السحر الأسود لآروث، أن يرى ذروة كل السحر. لقد أراد أن يتجاوز حدود ما تمكن البشر من الوصول إليه وهو مهووس بذروة السحر التي يجب أن يكون أي إنسان بالتأكيد غير قادر على لمسها — لا، السؤال هو هل هذه الذروة موجودة من الأساس أم لا.

تأوهت مير بإنزعاج، “أرررغ….”

 

 

أراد مالك فلاديمير، إدموند كودريث، تحسين جنسه كإنسان وأن يصير نوعًا جديدًا تمامًا. هو يتطلع لِـأن يصير سلالة جديدة من البشر من خلال التخلي عن كل ما جعله يشبه الإنسان، مثل أفكاره وسلوكياته. من خلال صقل قوته الشيطانية إلى الحدود القصوى من أخلى أعلى ما يمكن الحصول عليه من الطاقة السحرية، خطط للخضوع للتحول وأن يصير سلالة جديدة من البشر.

 

 

“أشعر بالخجل من مجرد النظر إليها.” تمتم غافيد لنفسه وهو يهز رأسه.

أما سيد الزنزانة في الصحراء، أميليا ميروين….

بابل.

 

سأل غافيد، “هل ما زلت تبحث عن الحياة الأبدية؟ يجب أن تكون قريبًا منها بالفعل.”

“هممم….” ارتجفت عيون غافيد، التي كانت ساكنة تمامًا، فجأة.

تاب.

 

 

حدق في جسم في سماء الليل يطير نحوهم من مسافة بعيدة.

قال غافيد في النهاية: “من المؤكد أنها ستكون منشأةً مروعةً من نواحٍ كثيرة.”

 

في البداية، في يوم عيد انيسيه، كان من المفترض الإعلان عن أن كريستينا قد تخرجت من كونها مرشحة للقديسة لتصير قديسةً كاملة.

للحظة، تساءل غافيد هل هو يهلوس. حتى أنه اشتبه في أنه يحلم الآن هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بالدهشة منذ أن تم دفعه آخر مرة بسبب هياج هامل الغبي قبل ثلاثمائة عام.

لذا فَـقد بدأ الأمر بالفعل.

 

إنه رأس عملاق.

“إدموند.” نادى غافيد.

“في هذه الحالة، هل هذا يعني أنكِ لا تريدين غرفة في قصر لايونهارت؟” مازحها يوجين بخبث.

 

 

“نعم، سيادتك؟” رد إدموند.

 

 

 

“تعال هنا….وألقِ نظرة على ذلك.” أمر غافيد. “فقط ماذا يبدو لك بالضبط؟”

 

قام إدموند بإمالة رأسه إلى الجانب بفضول بسبب الاستدعاء المفاجئ. نهض من كرسيه ومشى إلى جانب غافيد. ثم وقف هناك ووجهه مضغوط على الحائط الزجاجي وهو ينظر إلى سماء الليل البعيدة.

للحظة، تساءل غافيد هل هو يهلوس. حتى أنه اشتبه في أنه يحلم الآن هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بالدهشة منذ أن تم دفعه آخر مرة بسبب هياج هامل الغبي قبل ثلاثمائة عام.

 

الفصل 206: بابل (1)

مهما كان، فَـهو سريع. حتى في هذه اللحظة بالذات، الجسم الطائر يقترب منهم بسرعة. كلما اقترب، صار المنظر أفضل على مظهر الجسم الطائر.

نظر يوجين إلى فتحة مفتوحة في إحدى حقائبها. من خلال الفجوة، رأى أردية رجال الدين وأشياء متنوعة، يبدو أنها مكتظة بشكل عشوائي. لا يبدو أنها إشترتْ أي شيء جديد؛ بدلا من ذلك، بدا أنها حزمت كل ما كانت تستخدمه بالفعل.

 

مهما كان، فَـهو سريع. حتى في هذه اللحظة بالذات، الجسم الطائر يقترب منهم بسرعة. كلما اقترب، صار المنظر أفضل على مظهر الجسم الطائر.

لهث إدموند بتفاجئ وأخذ بضع خطوات إلى الوراء. هل إرتكب خطًأ في التعويذة؟ لا، لا يمكن أن يكون هذا ممكنًا. هز إدموند رأسه، وفرك عينيه، ثم حدق من النافذة مرة أخرى. الآن صار الجسم الطائر قريبا جدا لدرجة أنه لا حاجة حتى لإستخدام تعويذة لرؤيته بوضوح شديد.

 

 

 

ولكن هذا….

مهما كان، فَـهو سريع. حتى في هذه اللحظة بالذات، الجسم الطائر يقترب منهم بسرعة. كلما اقترب، صار المنظر أفضل على مظهر الجسم الطائر.

 

أراد بلزاك لودبيث، سيد برج السحر الأسود لآروث، أن يرى ذروة كل السحر. لقد أراد أن يتجاوز حدود ما تمكن البشر من الوصول إليه وهو مهووس بذروة السحر التي يجب أن يكون أي إنسان بالتأكيد غير قادر على لمسها — لا، السؤال هو هل هذه الذروة موجودة من الأساس أم لا.

إنه رأس عملاق.

 

 

 

وإلا كيف يمكن وصفه؟ مصنوعٌ من المعادن باهظة الثمن والنادرة مثل الأوريهالكوم، الميثريل والأدمانيتوم، أعجوبة من الهندسة السحرية التي تم تحويلها إلى منطاد طيران—لا، رأس طائر. مع هذا الرأس وحده، سيكون لديك ما يكفي من المال لشراء عشرة من المباني في هيلموث ولا يزال سيكون هناك باقٍ.

 

 

لكن نوير لم تشعر بأدنى إهانة في ردود أفعالهم الجافة.

“يبدو أنه….يبدو أنه رأس.” إختنق إدموند بصدمة.

 

 

عيون الشيطان، التي يمكن تنشيطها بنظرة واحدة فقط، إستهلكت جميعها كميات كبيرة من الطاقة السحرية. قيل أن عين الخيال الشيطانية التي تمتلكها نوير جيابيلا واحدة من أقوى العيون الشيطانية الموجودة في العالم. تمتلك عينها الشيطانية، كما يوحي إسمها، القدرة على تحويل الواقع إلى خيال والخيال إلى واقع.

ليس مجرد رأسٍ بسيط. شعر مجعد ينبت من الرأس، يتلوى مثل مخالب ويرفرف مثل الأجنحة. كما نبت قرن أحمر من أعلى الرأس.

 

 

عيون الشيطان، التي يمكن تنشيطها بنظرة واحدة فقط، إستهلكت جميعها كميات كبيرة من الطاقة السحرية. قيل أن عين الخيال الشيطانية التي تمتلكها نوير جيابيلا واحدة من أقوى العيون الشيطانية الموجودة في العالم. تمتلك عينها الشيطانية، كما يوحي إسمها، القدرة على تحويل الواقع إلى خيال والخيال إلى واقع.

العيون الضخمة كبيرةٌ مثل الرأس الذي تم وضعها فيه تومِضُ كما لو أنها نجوم مغروسة بداخل الرأس.

لهث إدموند بتفاجئ وأخذ بضع خطوات إلى الوراء. هل إرتكب خطًأ في التعويذة؟ لا، لا يمكن أن يكون هذا ممكنًا. هز إدموند رأسه، وفرك عينيه، ثم حدق من النافذة مرة أخرى. الآن صار الجسم الطائر قريبا جدا لدرجة أنه لا حاجة حتى لإستخدام تعويذة لرؤيته بوضوح شديد.

 

“نعم، سيادتك؟” رد إدموند.

“اهاهاها!”

“أيضًا، سيتم زرع قلب التنين في وجه جيابيلا. المولد السحري الذي قمت بتثبيته فيه حاليًا رائع، ولكن، لو تمكنت من زرع قلب تنين فيه، ألن يكون الأمر أكثر روعة؟” قالت نوير مع جشع متقدٍ في عينيها.

إنقسمت الجبهة مفتوحة.

مدينة ناطحات السحاب، أرض الفرص، عاصمة إمبراطورية هيلموث، بانديمونيوم.

 

 

رفعت ملكة شياطين الليل، نوير جيابيلا، ذراعيها بفرح من حيث جلست على عرشها المخملي.

 

 

المباني في هذه المدينة أطول من أي مدينة أخرى في هذه القارة. بدلًا من أبراج القلعة، المدينة مليئة بالمباني الشاهقة مع عشرات الطوابق. ناطحات السحاب الطويلة هذه التي ليس من الممكن أن تُشيدها أي قوة بشرية دليلًا على عظمة ملك الشياطين.

صرخت نوير، “ما رأيكما في وجه جيابيلا خاصتي؟!”

بفضل هذا، غالبًا ما يطرق الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الفقيرة في الشمال باب وزارة خارجية هيلموث، المأسورين بِـحلم هيلموث*.

قوبلت صراخها بالصمت.

“أي نوع من الذرائع؟” سأل يوجين.

 

 

“كان من المخطط في الأصل عرضه خلال حفل الإنتهاء من حديقة جيابيلا! ولكن تم الإنتهاء منه في وقت أقرب بكثير مما توقعت، فماذا يمكنني أن أفعل؟ هذا هو السبب في أنني قررت أن أظهره لكما أولًا. أليس مدهشًا؟” سألت نوير بحماس.

عبست مير، الجالسة داخل الفتحة، وهي ترى أمتعة كريسيتنا.

 

بدأت جميع أنواع المخاوف في الظهور في ذهن يوجين.

بقي إدموند وغافيد مذهولَين.

 

 

في اليوم الذي كان يستعد فيه لمغادرة النزل الذي ظل يقيم فيه خلال الأيام الثلاثة الماضية، توقف يوجين مذهولًا يرمش لبضع لحظات عندما رأى كيف وصلت كريستينا إلى بابه.

تابعت نوير: “وجه جيابيلا سيكون تعويذةَ حديقة جيابيلا! سوف يطفو وجه جيابيلا في السماء خلال الصباح والنهار والأُمسيات والليالي….في جميع الأوقات، سيتمكن ضيوف حديقة جيابيلا من النظر إلى هذا الوجه ويمتلئون بالحب والرهبة. ومُعذبين بشهوتهم تجاهي، سوف يبددون مدخراتهم في الكازينو وحتى سيقايضون قوة حياتهم….”

 

“أشعر بالخجل من مجرد النظر إليها.” تمتم غافيد لنفسه وهو يهز رأسه.

‘لا أعتقد أن البطريرك سيكون لديه أي شكاوى، لكن….’

 

“حسنًا، حسنًا.” إستسلم يوجين وهو يفتح عباءته.

بدا إدموند، الذي يقف في الخلف، وكأنه يشعر بالحاجة إلى قول بعض الأشياء التي لا يستطيع حقًا أن يقولها.

 

 

قد لا يقول غيلياد الكثير عن ذلك، لكن أنسيلا قد تحاول بجدية الإمساك به من الياقة.

لكن نوير لم تشعر بأدنى إهانة في ردود أفعالهم الجافة.

 

 

 

تاب.

 

 

 

مع لمسة من أصابعها، بدأ التعبير المعدني لِـوجه جيابيلا يتغير ببطء.

 

 

 

حافظ غافيد وإدموند على صمتهما بينما هما يشاهدان إبتسامة وجه جيابيلا.

 

 

لكن نوير لم تشعر بأدنى إهانة في ردود أفعالهم الجافة.

شعر غافيد بالخوف بعض الشيء من أن مواطني بانديمونيوم، الذين يعيشون في الأسفل بكثير، قد يظلون قادرين على رؤية هذا العرض المخزي.

شخرت كريستينا، “على الرغم من حقيقة أنني مفلسة في الوقت الحالي، إلا أنني لا أنوي التصرف كشخص معين يستخدم جسده الصغير كسلاح للتوسل بوقاحة للحصول على الطعام والحلويات.”

 

في هذا العصر الحالي، كريستينا هي المرشحة الوحيدة للقديسة في يوراس. حتى لو لم يتم إعلانها رسميا كَـقديسة، إعتبر جميع مواطني يوراس أن كريستينا هي القديسة.

“إبتسم.” غنَّتْ نوير بمرح وهي ترفع زوايا شفتيها بإصبعي السبابة بإبتسامة خاصة بها.

 

 

 

ثم وقفت من عرشها المخملي وخرجت من قمرة القيادة.

ونوير تخطط لِـأن يطفو وجه جيابيلا العملاق هذا في السماء فوق المنشأة التي تحمل إسمها أيضا، حديقة جيابيلا. عندما يتم الإنتهاء منه في النهاية، العديد من السياح سيأتون إلى حديقة جيابيلا كل يوم. ولو وُجِدَ جسمٌ عائمٌ غريب مثل وجه جيابيلا يحوم في السماء، فلن يكون أمام المرء خيار سوى النظر إليه مرة واحدة على الأقل، حتى لو لم يرغب المرء في رؤيته.

 

“ثم ماذا عن الصيد؟ أنا لا أحب ذلك التنين الشباب، لذا لو عاملتُ هذا على أنه رغبتي، لن يمنعني ملك الحصار الشيطاني من صيده، هل سيفعل؟” سألت نوير.

كلاك كلاك كلاك!

 

إمتدت السجادة الموجودة على أرضية قمرة القيادة للأمام من تلقاء نفسها. مشت نوير برشاقة على السجادة الحمراء وإقتربت من الجدار الزجاجي.

في اليوم الذي كان يستعد فيه لمغادرة النزل الذي ظل يقيم فيه خلال الأيام الثلاثة الماضية، توقف يوجين مذهولًا يرمش لبضع لحظات عندما رأى كيف وصلت كريستينا إلى بابه.

 

 

ثم مرت بلا مبالاة من خلال الزجاج ودخلت الغرفة. برؤية المقاعد الفارغة، إلتوت زوايا شفاه نوير لأعلى بسخرية.

تنهد وقال: “لا تتقاتلا….”

 

“لأنه إذا واصلت الإعتماد عليهم ماليا، فلن يكون ذلك إستقلالًا حقيقيًا. وبعبارة أخرى، أنا حاليا مفلسة وعاطلة عن العمل.”

“لذا فإن سيد قلعة التنين الشيطاني غائب هذه المرة أيضًا؟” كررت نوير بلا علمٍ كلام غافيد.

حافظ غافيد وإدموند على صمتهما بينما هما يشاهدان إبتسامة وجه جيابيلا.

 

 

أجاب غافيد: “ليس باليد حيلة.”

كشفت كريستينا: “قبل يومين، استأجرت شخصا ما للذهاب إلى كاتدرائية تريسيا، وحزم جميع متعلقاتي الشخصية، وأحضرها لي.”

 

فُتح باب قاعة المؤتمرات الفسيحة عندما دخل رجل في منتصف العمر وأجاب على سؤال غافيد بإبتسامة، “يبدو الأمر كذلك. أتمنى لو أرسل رسالة على الأقل….”

“همف، أنا حقًا حقًا فضولية. فقط لِـكم من الوقت تخطط للسماح لمشكلة التنين الشيطاني بالتفاقم؟ أليس كافيًا أنك ظللت تتغاضى عنها لمدة المائتي سنة الماضية؟” سألت نوير.

ردت كريستينا بجدية: “إنها كل الأشياء التي أحتاجها.”

 

“إدموند.” نادى غافيد.

“قد تعتبر مائتي عام وقتًا طويلا، لكنها ليست طويلة بالنسبة للتنانين.” قال غافيد: “حتى لو أن السيد الشاب لقلعة شيطان التنين غير مناسب لمنصبه، ما زلنا بحاجة للإنتظار مائة عام أخرى.”

“لا أريد أن أدين لك بمزيد من الخدمات يا سيدي يوجين.” ردت كريستينا بوجهٍ حازم: “إعتبارًا من اليوم، سأكون مستقلةً تمامًا عن يوراس. في السابق، استخدمت بطاقة الأسقف الصادرة عن الكرسي الرسولي وبطاقة سيرجيو روجرس، لكن من الآن فصاعدًا، لن أستفيد منها بعد الآن.”

“ولماذا بالضبط يجب أن ننتظر أكثر من ذلك؟” أصرَّتْ نوير. “بسبب مدى ندرة التنانين الشيطانية؟ أُنظر هنا، غافيد، قبل ثلاثمائة عام، كانت التنانين الساقطة نادرة وتستحق إستخدامها كرمز لقوتنا. لكن، أليست الأمور مختلفة قليلًا الآن؟”

هو لا يقول هذا فقط بدون سبب. أمتعة كريستينا كثيرةٌ حقًا. لديها واحد، اثنان، ثلاثة….أربع حقائب سفر كبيرة بمثل حجمها هي.

ذكَّرها غافيد، “بغض النظر عن العصر، ظل ينظر إلى التنانين دائمًا على أنها وجود عظيم ونبيل. من الصعب التخلي عن الأهمية الرمزية التي تأتي من سقوط مثل هذا الوجود أمام الشياطين ومنحه لقبًا من ملك الحصار الشيطاني.”

فُتح باب قاعة المؤتمرات الفسيحة عندما دخل رجل في منتصف العمر وأجاب على سؤال غافيد بإبتسامة، “يبدو الأمر كذلك. أتمنى لو أرسل رسالة على الأقل….”

“قبل ثلاثمائة عام، كانت التنانين بالفعل مثل هذا الوجود.” وافقته نوير بسهولة. “ولكن الآن؟ لقد مرت ثلاثمائة عام منذ إختفاء التنانين للاختباء. هل هناك حتى أي تنين لا يزال نشطًا في العصر الحديث؟ على أي حال، فإن التنانين تشبه الكائنات من أساطيرها البعيدة إلى أهل هذا العصر. ألا تعتقد ذلك، بدلًا من هذا الرمز القديم، سيكون رمزًا أفضل أن يكون لديك شخص صار دوقا بنجاح بينما لا يزال إنسانًا؟”

هناك عربة حجزوها مسبقا في إنتظارهم خارج النزل. وجهتهم التالية هي بوابة الإنتقال في ضواحي يوراسيا. يجب أن يكونوا قادرين على الوصول إلى قصر لايونهارت بحلول هذا المساء على أبعد تقدير.

كما قالت نوير هذا، التفتت إلى إدموند وخاطبته، “ما رأيك، إدموند؟ لو ترغب في ذلك، سأقدم لك بكل سرور قوتي. أنت تفهم ما أحاول قوله، أليس كذلك؟ أنا أخبرك أنني سأمزق بكل سرور التنين الشاب من قلعة التنين الشيطاني بيدي.”

العيون الضخمة كبيرةٌ مثل الرأس الذي تم وضعها فيه تومِضُ كما لو أنها نجوم مغروسة بداخل الرأس.

ضحك إدموند برعونة، “هاها….أنا ممتن جدًا لهذا العرض، ولكن….”

حتى الناس الذين عاشوا على هذه الأرض لم ينكروا حقيقة أن هذا المكان هو مملكة شياطين. كما يوحي معنى الإسم، هذا هو المكان الذي أقام فيه عدد لا يحصى من ملوك الشياطين والشياطين. ومع ذلك، فقد خضع هذا المعنى لتغييرات كبيرة عما كان عليه قبل مئات السنين.

“همف، لماذا تتصرف ببراءة جدًا.” قالت نوير بوحشية. “أنا معجبة بك كثيرًا لأنك غريب الأطوار. ماذا لو إنتهى الأمر بهزيمة سيد قلعة التنين الشيطاني، وصِرنا بحاجة إلى إختيار دوقٍ جديد؟ بدلًا من إختيار واحدٍ من أولئك الماركيز العواهر الذين يتجولون حولي، في محاولة للحفاظ علي تحت السيطرة حالمينَ بأشياء فوق مستواهم، أعتقد أنه سيكون من الأفضل ترقية شخصية مثلك لكي يصير الدوق.”

 

“لم أكن أعرف أنكِ تفكرين بي بهذا التقدير.” راوغ إدموند بتواضع.

 

 

أخذ الرجل القبعة العلوية التي يرتديها من على رأسه، ووضعها على الطاولة، ثم أراح العصا التي يمسكها في حضنه.

“إذا لم تكُن تعرف ذلك من قبل، فَـضَع ذلك في إعتبارك من الآن فصاعدًا.” أصرَّتْ نوير. “إذا أردت، يمكنني شخصيًا إرسال رسالة إلى ملك الحصار الشيطاني. ومقابل مساعدتي، سآخذ جثة التنين الصغير لنفسي. بعد كل شيء، لديك بالفعل فلاديمير، صحيح؟”

“قد تعتبر مائتي عام وقتًا طويلا، لكنها ليست طويلة بالنسبة للتنانين.” قال غافيد: “حتى لو أن السيد الشاب لقلعة شيطان التنين غير مناسب لمنصبه، ما زلنا بحاجة للإنتظار مائة عام أخرى.”

غافيد، الذي ظل يستمع بصمت إلى هذه المحادثة تجري، تنهد ولوح بيده لإنهائها، “لا تجلبي مثل هذه الأشياء لملك الحصار الشيطاني بينما تعلمين بالتأكيد بأنه لن يسمح بذلك. أيضًا، نوير، فقط ماذا ستفعلين بالضبط مع جثة التنين؟”

 

“كل قطعة من التنين لها إستخداماتها، أليس كذلك؟ في البداية، أخطط لصقل الحراشف، الجلد والعظام لصنع أسلحة ووضعها على الشاشة كجوائز لكازينو جيابيلا بارك.” كشفت نوير، ردها يتجاوز كل الخيال.

كشفت كريستينا: “قبل يومين، استأجرت شخصا ما للذهاب إلى كاتدرائية تريسيا، وحزم جميع متعلقاتي الشخصية، وأحضرها لي.”

 

 

نظر غافيد إلى نوير، غير قادرٍ على التفكير في ما يقوله حتى ردًا على هذا. إبتسمت نوير بسعادة في مواجهة دهشته.

إنها روح إنسان.

 

 

“كازينو جيابيلا بارك سيكون أفضل كازينو في الماضي، الحاضر والمستقبل.” أعلنت نوير بفخر: “بالتأكيد لا يوجد مكان آخر في العالم حيث يمكن تبادل الأسلحة المصنوعة من التنين بِـعُملاتِ كازينو.”

 

قال غافيد في النهاية: “من المؤكد أنها ستكون منشأةً مروعةً من نواحٍ كثيرة.”

كشفت كريستينا: “قبل يومين، استأجرت شخصا ما للذهاب إلى كاتدرائية تريسيا، وحزم جميع متعلقاتي الشخصية، وأحضرها لي.”

 

إنها روح إنسان.

“أيضًا، سيتم زرع قلب التنين في وجه جيابيلا. المولد السحري الذي قمت بتثبيته فيه حاليًا رائع، ولكن، لو تمكنت من زرع قلب تنين فيه، ألن يكون الأمر أكثر روعة؟” قالت نوير مع جشع متقدٍ في عينيها.

لهث إدموند بتفاجئ وأخذ بضع خطوات إلى الوراء. هل إرتكب خطًأ في التعويذة؟ لا، لا يمكن أن يكون هذا ممكنًا. هز إدموند رأسه، وفرك عينيه، ثم حدق من النافذة مرة أخرى. الآن صار الجسم الطائر قريبا جدا لدرجة أنه لا حاجة حتى لإستخدام تعويذة لرؤيته بوضوح شديد.

 

 

نظر إدموند إلى وجه جيابيلا العائم خارج النافذة بعيون ضيقة. للوهلة الأولى، بدا هذا الجسم الطائر الذي يغرق عمليا في النرجسية سخيفًا، ولكن بصفته ساحرًا فائقًا، أدرك إدموند أنه ليس مجرد رأسٍ بالنظر إلى قدرته على الطيران.

حتى الناس الذين عاشوا على هذه الأرض لم ينكروا حقيقة أن هذا المكان هو مملكة شياطين. كما يوحي معنى الإسم، هذا هو المكان الذي أقام فيه عدد لا يحصى من ملوك الشياطين والشياطين. ومع ذلك، فقد خضع هذا المعنى لتغييرات كبيرة عما كان عليه قبل مئات السنين.

 

بقي إدموند وغافيد مذهولَين.

‘لكي تتوصل حتى إلى فكرة ربط عيون مركبتها الطائرة بعيونها الشيطانية، بغض النظر عن هل ذلك ممكن من المنظور السحري، فأنا مجبرٌ على الإعتراف بمدى وحشية طاقة الدوقة جيابيلا السحرية حقًا.’ فكَّر إدموند.

مدينة ناطحات السحاب، أرض الفرص، عاصمة إمبراطورية هيلموث، بانديمونيوم.

 

 

عيون الشيطان، التي يمكن تنشيطها بنظرة واحدة فقط، إستهلكت جميعها كميات كبيرة من الطاقة السحرية. قيل أن عين الخيال الشيطانية التي تمتلكها نوير جيابيلا واحدة من أقوى العيون الشيطانية الموجودة في العالم. تمتلك عينها الشيطانية، كما يوحي إسمها، القدرة على تحويل الواقع إلى خيال والخيال إلى واقع.

المشكلة أن هذا لم يحدث مرة أو مرتين فقط.

 

إنقسمت الجبهة مفتوحة.

ونوير تخطط لِـأن يطفو وجه جيابيلا العملاق هذا في السماء فوق المنشأة التي تحمل إسمها أيضا، حديقة جيابيلا. عندما يتم الإنتهاء منه في النهاية، العديد من السياح سيأتون إلى حديقة جيابيلا كل يوم. ولو وُجِدَ جسمٌ عائمٌ غريب مثل وجه جيابيلا يحوم في السماء، فلن يكون أمام المرء خيار سوى النظر إليه مرة واحدة على الأقل، حتى لو لم يرغب المرء في رؤيته.

 

 

 

في تلك اللحظة، سيتم القبض على السياح من قبل عين الخيال الشيطانية والوقوع في وهم وضع من قبل نوير جيابيلا.

ضيَّقَ غافيد عينيه.

 

“ولكن أليس لديك الكثير من الأمتعة؟”

“أعلم أنني أكرر نفسي، لكن ملك الحصار الشيطاني لن يلغي لقب السيد الشاب لقلعة التنين الشيطاني.” ذَكَرَ غافيد نوير.

شخرت كريستينا، “على الرغم من حقيقة أنني مفلسة في الوقت الحالي، إلا أنني لا أنوي التصرف كشخص معين يستخدم جسده الصغير كسلاح للتوسل بوقاحة للحصول على الطعام والحلويات.”

 

“هل هناك أي شيء مثير للإهتمام يحدث في الآونة الأخيرة؟” إستفسرت نوير.

“ثم ماذا عن الصيد؟ أنا لا أحب ذلك التنين الشباب، لذا لو عاملتُ هذا على أنه رغبتي، لن يمنعني ملك الحصار الشيطاني من صيده، هل سيفعل؟” سألت نوير.

“هل سيد قلعة التنين الشيطاني غائب هذه المرة أيضًا؟”

 

 

قال غافيد بنبرة هادئة: “إذا فعلت ذلك، سأكون الشخص الذي يوقِفُك.”

“أوه….لِـمَ لا؟”

 

حتى الناس الذين عاشوا على هذه الأرض لم ينكروا حقيقة أن هذا المكان هو مملكة شياطين. كما يوحي معنى الإسم، هذا هو المكان الذي أقام فيه عدد لا يحصى من ملوك الشياطين والشياطين. ومع ذلك، فقد خضع هذا المعنى لتغييرات كبيرة عما كان عليه قبل مئات السنين.

في أعماق عينيه، هناك ضوء أحمر يتلألأ. إنه الضوء المنبعث من عين المجد الإلهي الشيطانية الخاصة بِـغافيد، عينٌ شيطانية على نفس مستوى عين الظلام الشيطانية لإيريس وعين الخيال الشيطانية الخاصة بِـنوير.

 

 

 

“أعتقد أن الكثير من الوقت قد مر بالفعل.” علقت نوير ساخرة: “أنت، الذي كان يطلق عليه ذات مرة إسم القاتل، تتصرف بدلًا من ذلك الآن كَـوصي على تنينٍ شاب.”

“هاها….الحياة الأبدية التي حصلت عليها حاليًا ليست أكثر من إطالة عمري البشري.” قال إدموند بإستخفاف. “هل يمكن مقارنة ذلك حقًا بالشياطين، الذين هم كائنات أبدية حقًا؟”

 

في الطابق التسعين من بابل، وقف شفرة الحصار، غافيد ليندمان، ويداه خلف ظهره وهو ينظر إلى أسفل من خلال الجدران الزجاجية للمبنى. في الأسفل بكثير، بإمكانه رؤية غابة المباني التي، على الرغم من أنها لا تضاهي بابل، إلا أنها لا تزال طويلة بما يكفي لتسمى بالمباني الشاهقة. عشرات الأسماك، كبيرها وصغيرها، تطفو بين المباني.

قال غافيد الحقيقة، “الأمر لا يتعلق بحماية السيد الشاب لقلعة التنين الشيطاني. بل هذا لإبقائكم تحت السيطرة. حتى لو لم يكبر بالكامل بعد، فإن التنين لا يزال تنينًا. بالنسبة لشخص مثلك، الذي هو بالفعل قوي بما فيه الكفاية كما هو، لا أريد منكِ أن تصيري منتشية بِـقوة قلب التنين.”

 

هذا مجرد تحذير خفيف من قوة غافيد. ونوير أيضًا تمثل القوة فقط. ربما ليس لديها حتى أي نية لصيد السيد الشاب لقلعة التنين الشيطاني بجدية.

 

 

 

“حسسسسنًا، فهمت. لذا هل يمكنك التوقف عن توجيه تلك النظرة المخيفة خاصتك نحوي؟” قالت نوير بأنين وهي تنظف شعرها الكثيف المتموج بإبتسامة.

 

 

 

ردًا على هذا، تجاهل غافيد الأمر أيضًا وأبطل عين المجد الإلهي الشيطانية خاصته. إدموند، الذي كان يراقب الإثنين فقط، ضحك أيضًا بأدب وعاد إلى مقعده.

 

 

إنقسمت الجبهة مفتوحة.

“بمجرد أن يبدأ الدوقان في لعب مقالب مؤذية والتظاهر بالغضب من بعضهما البعض، يصعب علي حتى التنفس بشكل صحيح. لذا من فضلكما، دعانا نتحدث عن شيء آخر.” إقترح إدموند.

فُتح باب قاعة المؤتمرات الفسيحة عندما دخل رجل في منتصف العمر وأجاب على سؤال غافيد بإبتسامة، “يبدو الأمر كذلك. أتمنى لو أرسل رسالة على الأقل….”

 

نظر إدموند إلى وجه جيابيلا العائم خارج النافذة بعيون ضيقة. للوهلة الأولى، بدا هذا الجسم الطائر الذي يغرق عمليا في النرجسية سخيفًا، ولكن بصفته ساحرًا فائقًا، أدرك إدموند أنه ليس مجرد رأسٍ بالنظر إلى قدرته على الطيران.

“هل هناك أي شيء مثير للإهتمام يحدث في الآونة الأخيرة؟” إستفسرت نوير.

“اهاهاها!”

 

 

قال إدموند وهو يسحب يده من معطفه ويرفعها: “أعتقد أن الأمر يعتمد على رأيك في ما يُعتَبَرُ مثيرًا للإهتمام.”

جادلت كريستينا مرة أخرى، “بالمعنى الدقيق للكلمة، بدلًا من أن أشتريها، تم تسليم معظم هذه العناصر إلي. وإنطلاقًا مِمَّا مررت به في الماضي، لقد دفعت أكثر من قيمتها.”

 

يوجين يدرك جيدًا أن أنسيلا إنسانية بشكل مدهش وطيبةُ القلب.

عندما تحركت يده برفق في الهواء، ظهر فوقها كرة بيضاء بحجم قبضتين.

حتى في هذه اللحظة بالذات، في مركز التحكم عشرات الطوابق أدناه، الآلاف من النفوس التي تعاقدت على العمل بعد الوفاة، ومئات من الشياطين، الذين سيطروا على هذه النفوس، يعملون بجد لحماية أمن المدينة من خلال حفر صور المراقبة التي أرسلتها الأسماك الجوية.

 

 

إنها روح إنسان.

ليس مجرد رأسٍ بسيط. شعر مجعد ينبت من الرأس، يتلوى مثل مخالب ويرفرف مثل الأجنحة. كما نبت قرن أحمر من أعلى الرأس.

 

بقي إدموند وغافيد مذهولَين.

“أنا لست متأكدًا تماما من هذا، ولكن…” لمس إدموند الروح بأطراف أصابعه وهو يتحدث. “يبدو أن بطلًا وقديسةً قد ظهرا.”

ضيَّقَ غافيد عينيه.

 

 

 

حافظ غافيد وإدموند على صمتهما بينما هما يشاهدان إبتسامة وجه جيابيلا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط