نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 141

الصيد (4)

الصيد (4)

الفصل 141: الصيد (4)

تسبب هذا المشهد لسيان بتخيل سيناريو رهيب. الوحوش الشيطانية التي تأكل البشر ليست نادرة. لا، في الواقع، كل الوحوش الشيطانية يمكن أن تأكل البشر. ومع ذلك، من بينهم، هناك بعض الأنواع الرهيبة بشكل خاص والتي ستحدد أراضيها من خلال تعليق ما تبقى من جثث البشر الذين أكلوها.

 

“نعم، سيدي الشاب.” جاء رد جارجيث المهذب.

لقد تغير شيء ما. التنافر الذي أثر على حواس يوجين ينمو ببطء أكثر انتشارًا مع تقدمه إلى الأمام.

بانغ!

 

تشدد تعبير سيان فجأة. جارجيث، الذي استدار أيضًا للنظر، وسعَّ عينيه في حالة صدمة. إنطلق جارجيث على الفور لمحاولة إمساك سيان، لكن سيان استبق جارجيث بالإنطلاق إلى الأمام.

ومع ذلك، لم يستطع تحديد مصدر هذا التنافر بوضوح. لقد تحقق مرارا وتكرارا بإستخدام آكاشا، لكن لا يبدو أنها تعويذة. هل هذا من الآثار الجانبية للقوة الشيطانية؟ ولكن لو إن هذا ما يحدث، فيستحيل ألَّا يتمكن يوجين من التعرف عليه.

“فيو…” تنهد هيكتور.

 

بعد التحديق في مظهرها المحبط، صفع جارجيث ديزرا على ظهرها.

“…سيدي يوجين.” تحدثت مير فجأة. تحدق في الأمام بتعبير بدا وكأنها أخذت جرعة من الرمال. “هذه ليست تعويذة حقًا، صحيح؟”

[أرواح الرياح وأرواح الأرض…لا، كل الأرواح في هذه الغابة نائمة.]

“نعم.” أجاب يوجين، وهو يلقي نظرة خاطفة على آكاشا، التي يحملها في يده. مكنته قوة آكاشا من فهم التعاويذ من خلال السماح له برؤية أسرار السحر وراءه. وهذه الغابة ليست تحت تأثير أي تعاويذ.

 

 

“…إيوارد؟”

“…ومع ذلك، هناك شيء غريب.” واصلت مير وهي تحدق في محيطها بعيون ضيقة. “يبدو الأمر وكأننا نُوَجَهُ إلى مكان ما؟”

 

“نحن؟” سأل يوجين بتفاجئ.

 

 

 

“ليس أنت فقط، سيدي يوجين. سواء الطاقة السحرية أو القوة الشيطانية…يتم جمع كليهما في هذه الغابة في مكان واحد.” استنتجت مير.

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) ‘…المشكلة هي أنني قد لا أكون الوحيد الذي وقع في هذا.’ فكر يوجين بأسف.

 

 

نظر يوجين إلى البوصلة التي لا يزال يحملها في يده الأخرى. هذه هي البوصلة التي تشير إلى التركيز الأكثر كثافة للقوة الشيطانية، لكن الموقع الذي تشير إليه حاليًا ليس مركز الغابة. إذا إعتمد المرء فقط على هذه البوصلة، فسيصل إلى موقع مختلف تماما عما هو متوقع.

حاول سيان كبح إنزعاجه. لقد حاول حقا قمعه. لكن عندما سمع ديزرا تصرخ بهذه الكلمات، لم يستطِع منع الغضب بداخله من الغليان. علاوة على ذلك، متى أعطاها الإذن لكي تتحدث معه حتى بوقاحة؟ سيان أكبر من ديزرا بعامين.

 

“هيكتور!” صاح سيان وهو يأرجح سيفه.

وإذا لم يملِك المرء هذه البوصلة؟ سيكون قادرًا على إيجاد طريقهم عبر الغابة بطريقة مختلفة، لكن أولئك الذين تدربوا على فنون القتال غالبًا ما صار يعتمدون بشكل مفرط على أجسادهم وحواسهم المدربة. الاعتماد على مثل هذه الطريقة لإحراز تقدم عادةً ما ينتهي به الأمر إلى الإخطاء في البداية. فقط بعد عدد قليل من هذه الإخفاقات ستساعدهم حواسهم المصقولة الآن في العثور على الطريق الصحيح، حتى في غابة كثيفة الأشجار.

 

 

 

ومع ذلك، عندما تكون في غابة متشابكة بشكل مصطنع مثل هذا، من الممكن حتى أن تتأثر حواس المرء. الأمر خفيٌّ لدرجة أن يوجين لم يلاحظ ذلك تقريبًا، ولكن بالنسبة لشخص مثله، فهم سريعًا الموقف، بدا هذا الموقف برمته وكأنه فخ واضح.

فووش!

 

عند رؤية جارجيث يفتح الطريق أمامهم، تبعه سيان أيضًا دون أن يقول كلمة أخرى لديزرا.

‘…المشكلة هي أنني قد لا أكون الوحيد الذي وقع في هذا.’ فكر يوجين بأسف.

 

 

 

تعويذة أم لا، هذه الخدعة قد أُلقيت على مساحة واسعة.

بهذه الأفكار، توجه هيكتور إلى عمق الظلام.

 

 

لجذب كل الطاقات في هذه الغابة….غير أنه من أجل تحييد فرسان البلاك لايونز المتمركزين حول وسط الغابة؟ ماذا عن القادة الذين من المفترض أن يشرفوا علينا؟ دون أي طاقة للاستفادة منها، هل سيستطيعون القتال حتى؟’

 

تسبب كل هذا الغموض في أن يصير خيال يوجين جامحًا. تحولت أفكاره إلى الجناة المحتملين. بمجرد عبور جبال أوكلاس، حدود كيهل تقع إلى الأمام مباشرة، وبعد ذلك، امتدت غابة سمر. كلما احتاج الخارجون عن القانون في سمر إلى تهريب شيء ما إلى كيهل، الطريق الأكثر استخداما هو عبور جبال أوكلاس.

لم يستطِع أن يسمح لنفسه بأن يُقطع. مد سيان يده على الفور ورفع ذراعه اليسرى حاملةً درعًا.

 

توتر جسد هيكتور وهو ينخفض. عندما ضرب سيان بسيفه، إنحنى هيكتور تحته. إلتوى مسار السيف في منتصف التأرجح. تأرجحت عيون هيكتور وهو يبعد السيف الساقط جانبًا بكتفه.

إحدى المهام الرئيسية لفرسان البلاك لايونز هي القبض على هؤلاء المُهَربين الذين سعوا إلى جلب المواد المهربة إلى البلاد.

فووش!

 

 

‘….لا….بغض النظر عن مدى جشعهم…يستحيل على أمثال هؤلاء اختيار معركة مع فرسان البلاك لايونز هكذا. ثم الاحتمال الوحيد المتبقي هو…’ فكر يوجين.

[أرواح الرياح وأرواح الأرض…لا، كل الأرواح في هذه الغابة نائمة.]

 

“هل يجب أن نأخذ قسطًا من الراحة؟” تنهد سيان.

يجب أن يكونوا جان الظلام.

 

 

“…أنت…كيف تكون بخير؟” سأل سيان بتعبير مرتبك.

تذكر يوجين ‘إيريس كانت في سمر آخر مرة تحققت من الأمر.’

 

 

هدر سيان، “أنت، طفل من عشيرة لايونهارت…أنت حقًا قد صرتَ مجنونًا! هل تعرف فقط كم فعل الأب لحمايتك—!”

أرادت الأميرة راكشاسا تحويل جميع الجان المقيمين في المنزل الرئيسي إلى جان ظلام.

 

 

“إنه أنا.”

‘…لا يمكن أن يكون أنها حقا تفكر في أخذنا كَـرهائن وتبادل حياتنا مع الجان، هل يمكن هذا؟ على الرغم من أن تلك الفرخة، راكشاسا، لطالما كانت عاهرة مجنونة، هل أصبحت أكثر جنونا بعد ثلاثمائة عام؟’ فكر يوجين بصدمة.

 

 

 

قدم بالكثير من التخمينات، لكن لم يجد شيئًا مؤكدًا.

هل ذلك لأنهم تعمقوا جدًا في الغابة؟ هل أوراق الشجر كثيفة جدا؟ ولكن لا يهم كم هي كثيفة، هل يمكن أن تُظهر حقا هذا الظلام؟

 

 

ركز يوجين عقله ودعا، “تيمبست.”

بفضل جارجيث وتدخله بينهما، توقف سيان وديزرا عن الجدال. ومع ذلك، فإن وضعهم ليس رائعًا، إذا استمروا في المضي قدما، فَـلا يمكن أن يعرفوا ما قد يصادفونه.

وصل استدعائه القوي إلى عالم الروح. إهتز شعر يوجين بينما بدأت الرياح في محيطه تهتز.

 

 

 

[ما الأمر؟] سأل تيمبست عند وصوله.

إستوعب يوجين بصمت الآثار المترتبة.

 

لماذا يجب عليه أن يحمل عبئًا عديم الفائدة مثلها في مكان مثل هذا؟ لماذا يجب عليه، بطريرك المستقبل، الذي يجب أن يقف في طليعة العشيرة، أرجحة السيف لفتح الطريق؟ لماذا عليه أن يتحمل خطأ تلك الحمقاء الضعيفة؟

“أريدك أن تستكشف المنطقة من أجلي.” أوضح يوجين: “والبحث عن جينوس لايونهارت. أنت تعرف كيف يبدو، صحيح؟”

[…الظلام الذي يغطي هذه الغابة هو ظلام الروح. لقد تمكن من ابتلاع مساحة بهذا الحجم وأجبرت كل شيء في مداها، بما في ذلك الأرواح الأخرى، على النوم. عادة ما تكون أرواح الظلام قوية بقدر ما هي مشؤومة، ولكن بالنسبة لشيء لكي يكون له مثل هذا التأثير القوي هو….]

[….لإستدعاء ملك أرواح الرياح لمثل هذه المهمة التافهة. هامل، أنت حقًا الشخص الوحيد الذي سـ] توقف صوت تيمبست فجأة.

هل لا يزال بإمكانه إنقاذ سيل والهروب؟ لو أمكنه ذلك، ألا يعني هذا أنه سيتعين عليه التخلي عن جارجيث وديزرا؟ لا، من الأساس، هل من الممكن له حتى إنقاذ أي شخص آخر في هذا الوضع؟ أهم شيء في الوقت الحالي ليس الاهتمام بشخص آخر، ولكن الاعتناء بنفسه. حتى الآن، يجب أن يهرب لوحده….

 

هناك شيء غريب.

“كيااااا!” ظهر صوت مير تصرخ بينما بدأ باقي جسدها الذي لا يزال داخل العباءة يتلوى.

“…من أنت؟ هل أنت وحش شيطاني؟ أو ربما…إنسان؟”

 

 

بعد لحظات قليلة من التواء جسدها جيئة وذهابا، إلتوى وجهها بغضب، ثم تمكنت من الوصول إلى أعماق العباءة وأخرجت وينِد.

 

 

 

وينِد، الذي تمسكه مير بقوة الآن، يرتجف وهو يهتز.

 

 

تجمعت الرياح في مكان واحد. معدلًا جسده، تحرك تيمبست من هنا وهناك كما التفت ونظر إلى محيطهم. مع كل حركة من يديه، هبت عاصفة من الرياح، تاركة أغصان الأشجار تتمايل بعنف.

بعد تلقي وينِد من مير، أمال يوجين رأسه إلى الجانب وسأل، “ماذا معك؟ هل هناك شيء غريب؟”

ولكن هيكتور لم يدع سيان يتهرب بسهولة. بحلول الوقت الذي اتخذ فيه سيان خطوتين إلى الوراء، إتخذ خصمه أربع خطوات للأمام. هكذا، اصطدم جسدا سيان وهيكتور.

[هممم…!] تمامًا مثلما اهتزاز جسد وينِد، بدأ صوت تيمبست يرتجف أيضًا.

 

 

 

على الرغم من مرور بعض الوقت منذ أن وضع يوجين يديه على وينِد لأول مرة، إلا أنه نادرًا ما رأى تيمبست يظهر مثل هذا التعبير.

وإذا لم يملِك المرء هذه البوصلة؟ سيكون قادرًا على إيجاد طريقهم عبر الغابة بطريقة مختلفة، لكن أولئك الذين تدربوا على فنون القتال غالبًا ما صار يعتمدون بشكل مفرط على أجسادهم وحواسهم المدربة. الاعتماد على مثل هذه الطريقة لإحراز تقدم عادةً ما ينتهي به الأمر إلى الإخطاء في البداية. فقط بعد عدد قليل من هذه الإخفاقات ستساعدهم حواسهم المصقولة الآن في العثور على الطريق الصحيح، حتى في غابة كثيفة الأشجار.

 

 

فووش!

بانغ!

تجمعت الرياح في مكان واحد. معدلًا جسده، تحرك تيمبست من هنا وهناك كما التفت ونظر إلى محيطهم. مع كل حركة من يديه، هبت عاصفة من الرياح، تاركة أغصان الأشجار تتمايل بعنف.

‘ماذا يحدث؟’ فكر سيان كما إلتوى جسده في الجو ورأى السيف الذي إنطلق نحوه.

 

“لأن العقل السليم في الجسم السليم.” أجاب جارجيث وهو يستعرض العضلة ذات الرأسين في ظهره: “لو بنيت جسمًا صحيًا كما فعلت، أيها السيد الشاب، فستحصل على رباطة جأش تمنعك من الشعور بالقلق تحت أي ظرف من الظروف.”

على الرغم من أن يوجين لم يستطِع فهم ما يفعله تيمبست، إلا أن ما يعرفه هو أنه لا يمكن أن يكون هذا رد فعل على أي شيء جيد. لذلك لم يقل أي شيء آخر وانتظر حتى يتحدث تيمبست.

تمتم هيكتور: “من الصعب كثيرًا إخضاع شخص ما دون قتله.”

 

هل يمكن أن تكون سيل قد أُكِلَتْ حقًا، ولم يتبق سوى رأسها وراءها؟

[…هذا أمر لا يصدق.] تمتم تيمبست في النهاية.

“سيدي الشاب!” صرخ جارجيث.

 

بدأ إيوارد بالضحك، “هاها….لو أمكن بالنسبة لي أن أفعل شيئا كهذا…ثم لن أحتاج المساعدة.”

“ما هو؟” سأل يوجين.

على الرغم من أن يوجين لم يستطِع فهم ما يفعله تيمبست، إلا أن ما يعرفه هو أنه لا يمكن أن يكون هذا رد فعل على أي شيء جيد. لذلك لم يقل أي شيء آخر وانتظر حتى يتحدث تيمبست.

 

 

[أرواح الرياح وأرواح الأرض…لا، كل الأرواح في هذه الغابة نائمة.]

“لكن لا حاجة لي لإظهار نفسي.” رفض إيوارد مطلبه.

“لماذا؟”

إلتوى وجه سيان بسبب الرد الذي عاد إليه من الظلام.

[إنه الظلام.] أعلن تيمبست، صوته لا يزال يهتز. [يختار معظم الكائنات النوم عندما تكون في الظلام دون أي ضوء، لأنهم يخشون تخيل الأشياء غير المرئية التي قد تكون كامنة هناك في الظلام تنتظرهم. …هامل، لطالما حمل الظلام معه جوا من الشعور بالضيق، لأنه الوقت حيث تكون فيه بعض الكائنات المشؤومة حرة في التجول.]

 

“….وبالتالي، ماذا يحدث؟” سأل يوجين.

وإذا لم يملِك المرء هذه البوصلة؟ سيكون قادرًا على إيجاد طريقهم عبر الغابة بطريقة مختلفة، لكن أولئك الذين تدربوا على فنون القتال غالبًا ما صار يعتمدون بشكل مفرط على أجسادهم وحواسهم المدربة. الاعتماد على مثل هذه الطريقة لإحراز تقدم عادةً ما ينتهي به الأمر إلى الإخطاء في البداية. فقط بعد عدد قليل من هذه الإخفاقات ستساعدهم حواسهم المصقولة الآن في العثور على الطريق الصحيح، حتى في غابة كثيفة الأشجار.

 

 

[لا يزال من الممكن العثور على الأرواح حتى في مثل هذا الظلام. همم، بالطبع، أرواح الظلام، لكن التعاقد معهم أصعب من أي أرواح أخرى. أرواح الظلام غير مبالية بالبشر، وفوق ذلك، يمكن لأرواح الظلام أن تدفع البشر إلى الجنون…] توقف تيمبست عن الكلام.

هل ذلك لأنهم تعمقوا جدًا في الغابة؟ هل أوراق الشجر كثيفة جدا؟ ولكن لا يهم كم هي كثيفة، هل يمكن أن تُظهر حقا هذا الظلام؟

 

يجب أن يكونوا جان الظلام.

إستوعب يوجين بصمت الآثار المترتبة.

تعويذة أم لا، هذه الخدعة قد أُلقيت على مساحة واسعة.

 

“اررغ!” صرخت ديزرا من الألم.

[…الظلام الذي يغطي هذه الغابة هو ظلام الروح. لقد تمكن من ابتلاع مساحة بهذا الحجم وأجبرت كل شيء في مداها، بما في ذلك الأرواح الأخرى، على النوم. عادة ما تكون أرواح الظلام قوية بقدر ما هي مشؤومة، ولكن بالنسبة لشيء لكي يكون له مثل هذا التأثير القوي هو….]

‘محاولة شيء كهذا في مثل هذا الوقت…’ فكر سيان بحسرة وهو يستدير للنظر في الإتجاه الذي أشارت إليه.

“هل يمكن أن يكون ملك أرواح؟”

كشطت يد ديزرا خدي جارجيث، لكنه أبقى رأسه في مكانه دون اتخاذ حتى أدنى حركة لتجنبها. ثم حمل جارجيث ديزرا لتقف أمام الحذاء الذي قد خلعته للتو.

[لا، هذا ليس هو الحال. لا يوجد ملك أرواح الظلام. لذلك ربما لا تزال مجرد روح ظلام رفيعة المستوى تمكنت من ابتلاع هذا المكان. هامل، أعرف كم أنت ماهر، لكن هذا ليس خصما يمكنك التغلب عليه بسهولة.] تمتم تيمبست بينما تناثر جسده مرة أخرى في مهب الريح. […من المحتمل أن يكون جينوس لايونهارت يتجول في مكان ما في الظلام. من الصعب جعل مثل هذا المحارب الماهر ينام، لكن لفُّ طريقه في دوائر سهل مثل لعب الأطفال بالنسبة لروح الظلام.]

لكن لحسن الحظ، لم يفقد عقله تماما. بدلًا من ذلك، في هذه اللحظة بالذات، صار رأس سيان أكثر برودة من أي وقت مضى. لذلك لا يزال قادرًا على الرد على حدث غير متوقع بقفزة إلى الأمام.

قال يوجين وهو يثني ركبتيه: “لذلك أحتاج إلى العثور على مستدعي هذه الروح.”

صر سيان أسنانه، “هذه اللعينـ—!”

 

 

بفضل نيران البرق الذائبة في الطاقة السحرية، شعر بأرواح شجرة العالم، لكن لا يزال من المستحيل عليه الشعور بوجود أنواع أخرى من الأرواح.

 

 

إلتوى وجه سيان بسبب الرد الذي عاد إليه من الظلام.

لذلك عليه أن يترك الأمر لتيمبست ليجد روح الظلام.

قدم بالكثير من التخمينات، لكن لم يجد شيئًا مؤكدًا.

 

 

مدركًا لخطورة الموقف، توقفت مير عن الأنين وتمسكت بإحكام بحافة العباءة. بعد الاستشعار عن المكان الذي فيه تركيز القوة الشيطانية هو الأعمق، انطلق يوجين وقفز إلى الأمام.

[هممم…!] تمامًا مثلما اهتزاز جسد وينِد، بدأ صوت تيمبست يرتجف أيضًا.

 

ومع ذلك، لم يستطع تحديد مصدر هذا التنافر بوضوح. لقد تحقق مرارا وتكرارا بإستخدام آكاشا، لكن لا يبدو أنها تعويذة. هل هذا من الآثار الجانبية للقوة الشيطانية؟ ولكن لو إن هذا ما يحدث، فيستحيل ألَّا يتمكن يوجين من التعرف عليه.

“…سيدي الشاب؟” كاسرةً صمتها من كل هذا الوقت، تحدثت ديزرا فجأة وهي تنظر حولها إلى محيطهم. “…هل نحن نتجه في الطريق الصحيح؟”

كشطت يد ديزرا خدي جارجيث، لكنه أبقى رأسه في مكانه دون اتخاذ حتى أدنى حركة لتجنبها. ثم حمل جارجيث ديزرا لتقف أمام الحذاء الذي قد خلعته للتو.

في مرحلة ما، توقف محيطهم عن الشعور وكأنه غابة. يجب أن تكون الشمس قد ارتفعت بالتأكيد الآن، ولكن حتى لو نظروا إلى السماء، لم يتمكنوا من رؤية أي ضوء شمس.

هذا هو درع غيدون، وهو درع يمكن أن يصد جميع الهجمات التي يتلقاها. قدرة هذا الدرع مرعبةٌ تمامًا، لكنها ليست لا تقهر. من المستحيل منع هجوم تجاوز حدود الطاقة السحرية الخاصة بمرتديها تماما.

 

 

هل ذلك لأنهم تعمقوا جدًا في الغابة؟ هل أوراق الشجر كثيفة جدا؟ ولكن لا يهم كم هي كثيفة، هل يمكن أن تُظهر حقا هذا الظلام؟

‘لقد أمسك به على الرغم من أنه مغطًى بقوة السيف؟’ فكر سيان بينما اتسعت عيناه في حالة صدمة.

“لقد صارت الوحوش الشيطانية أقوى.” لاحظ سيان وهو يزيل بعض الدم الذي وصل إلى درعه. “بغض النظر عن مدى حماقتك، يجب أن تكوني قادرةً على الأقل على معرفة ذلك، صحيح؟ على أية حال، لقد بدوتِ حمقاء حقًا. عندما نصب لنا هذا القطيع من قرون السنبلة كمينًا، تراجعتِ بدلًا من طعنهم كما يجب أن تفعلي!”

 

إمتلأت ديزرا بالحرج وبدأت تتلعثم، “هـ-هذا—”

تسبب هذا المشهد لسيان بتخيل سيناريو رهيب. الوحوش الشيطانية التي تأكل البشر ليست نادرة. لا، في الواقع، كل الوحوش الشيطانية يمكن أن تأكل البشر. ومع ذلك، من بينهم، هناك بعض الأنواع الرهيبة بشكل خاص والتي ستحدد أراضيها من خلال تعليق ما تبقى من جثث البشر الذين أكلوها.

صاح سيان، “ماذا الذي تفكرين فيه بحق السماء؟ لماذا قررت المشاركة في هذا الصيد عندما يكون لديك هذا المستوى من المهارة فقط لإظهاره؟ حتى لو إنكِ ضعيفة، يجب أن تتحملي على الأقل مسؤولية ضعفك وتحاولي بجدية أكبر. لكن على العكس، أنتِ لستِ سوى عبء—” توقف سيان فجأة.

أوصى إيوارد، “حاول إخضاعه إذا أمكن.”

 

“…من أنت؟ هل أنت وحش شيطاني؟ أو ربما…إنسان؟”

هناك شيء غريب.

 

 

 

إرتكابها للأخطاء ليس شيئًا عادةً ما يغضب منه، لكن مشاعر سيان إرتفعت بشكل غريب. وعلى الرغم من أنه شعر بهذه الغرابة، إلا أنه لا يزال غير قادر على كبح غضبه. ولكن هل هناك حاجة له للتراجع من الأساس؟ من الطبيعي بالنسبة له أن لا يحب ما لم يعجبه، فلماذا يحاول قمع ذلك؟ أليس هو البطريرك التالي للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت؟

“كيااااا!” ظهر صوت مير تصرخ بينما بدأ باقي جسدها الذي لا يزال داخل العباءة يتلوى.

لماذا يجب عليه أن يحمل عبئًا عديم الفائدة مثلها في مكان مثل هذا؟ لماذا يجب عليه، بطريرك المستقبل، الذي يجب أن يقف في طليعة العشيرة، أرجحة السيف لفتح الطريق؟ لماذا عليه أن يتحمل خطأ تلك الحمقاء الضعيفة؟

…ومع ذلك، بدلًا من طمأنتهم، جعل هذا مجموعة سيان أكثر توترًا. هذه لا تزال الغابة، لكنها لم تبدُ وكأنها غابة. لو لم يتمكنوا من لمس الشجرة أمامهم مباشرة، فلن يتمكنوا بالتأكيد من معرفة ما هو هذا المكان.

‘….هذا لأنني بطريرك المستقبل.’ كافح سيان لتذكير نفسه.

بعد التحديق في مظهرها المحبط، صفع جارجيث ديزرا على ظهرها.

 

 

أدى وميض العزم إلى توقف دوامة الأفكار هذه. أخذ سيان نفسًا عميقًا وهز رأسه. يبدو أن هذه الغابة المظلمة تجعلهم يشعرون بأشياء غريبة. ربما ذلك لأنهم ذهبوا عميقا جدًا فيها. ربما يكون تركيز القوة الشيطانية قد أثر نوعًا ما عليهم….

 

 

 

“أنا…أنا لست ضعيفة. لكي تسميني بمجرد عبء هو—! أنا أيضًا أعمل بجد. عندما لا يستطيع السيد الشاب الانتباه إلى لما خلفه، فأنا من يحرس ظهرك. والآن فقط، أنا من قتل الخصم السابق للسيد الشاب برمحي!” صرخت ديزرا وهي تكبح دموعها.

 

 

“سيكون الأمر على ما يرام لو إنها مجرد وحوش شيطانية؛ يمكننا التعامل معها.” أعلن سيان بعد أن هز رأسه بقوة. “نظرًا لأن التدخل قد نما بقوة، يجب ألَّا يكون مركز الغابة بعيدًا. ومنذ أن ظل فرسان البلاك لايونز يوجهون جهود الصيد الخاصة بهم في هذا الاتجاه بدءًا من الأمس…قد لا يكون هناك العديد من الوحوش الشيطانية كما نخشى هناك.”

سيان ليس الوحيد الذي يشعر بالاضطرابات العاطفية.

حطمت قبضات هيكتور درعه وضربت بطنه.

 

شعر سيان بالغضب يغلي بداخله، وقلص قبضتيه. ‘على ما يبدو، هذه الفرخة الغبية لا تزال تعتقد خطئًا أن البطريرك التالي للعائلة الرئيسية لا يزال خائفا من الأشباح.’

“أيضًا، إنه أمر غريب حقا. إنه حقا غريب حقا! لو إنك لا تستطيع معرفة أن هناك أمرًا خاطئًا، فهذا يعني أنك الشخص الأحمق الغبي، أيها السيد الشاب. انظر حولنا. لا يمكننا–لا يمكننا رؤية أي شيء. على الرغم من أننا في غابة، لا يمكننا رؤية أي أشجار، بالكاد يوجد أي صوت، وحتى الأرض التي نخطو عليها غريبة!” صرخت ديزرا وهي تخلع حذائها؛ ثم داست على الأرض بقدميها العاريتين. “يجب أن تحتوي الغابة على أوساخ! ولكن على الرغم من أنه من المفترض أن يكون الطين متعلقًا بقدمي بعد فعل هذا، لا شيء يعلق على قدمي! لـ-لا توجد صخور أيضًا. ألا يبدو أننا نتجه حاليا إلى الأسفل؟ ماذا بحق الجحيم يجري هنا؟”

 

“إهدئي وصَفي عقلك. ليس من غير المألوف أن تشعري بالتشوش بسبب تأثير القوة الشيطانية…!” حاول سيان تهدئتها، فقط ليبدأ في فقدان أعصابه “أنت، أنت! هل أتيتِ إلى هنا حقًا وأنتِ تعلمين أنك ستدخلين هذه الغابة دون حتى تعلم الأساسيات…؟!”

تركزت أفكار سيان فقط على أخته الصغرى الوحيدة، ‘سيل.’

“كل ما أقوله هو أن السيد الشاب هو الذي قادنا إلى هذا الطريق الغريب!” إتهمته ديزرا أيضًا.

 

 

صاح سيان، “ماذا الذي تفكرين فيه بحق السماء؟ لماذا قررت المشاركة في هذا الصيد عندما يكون لديك هذا المستوى من المهارة فقط لإظهاره؟ حتى لو إنكِ ضعيفة، يجب أن تتحملي على الأقل مسؤولية ضعفك وتحاولي بجدية أكبر. لكن على العكس، أنتِ لستِ سوى عبء—” توقف سيان فجأة.

حاول سيان كبح إنزعاجه. لقد حاول حقا قمعه. لكن عندما سمع ديزرا تصرخ بهذه الكلمات، لم يستطِع منع الغضب بداخله من الغليان. علاوة على ذلك، متى أعطاها الإذن لكي تتحدث معه حتى بوقاحة؟ سيان أكبر من ديزرا بعامين.

 

 

صر سيان أسنانه، “هذه اللعينـ—!”

“هل تحاولين العبث معي الآن؟” سأل سيان بغضب.

“كفى.” تحدث جارجيث، الذي ظل يستمع بهدوء وهما يتجادلان، فجأة.

 

 

“كيااااا!” ظهر صوت مير تصرخ بينما بدأ باقي جسدها الذي لا يزال داخل العباءة يتلوى.

قاطع الصوت الثقيلة بلا رحمة الكلمات القاسية التي أوشك سيان على نطقها.

‘محاولة شيء كهذا في مثل هذا الوقت…’ فكر سيان بحسرة وهو يستدير للنظر في الإتجاه الذي أشارت إليه.

 

 

“تماما كما قال السيد الشاب، يبدو أننا جميعًا عالقون في نوع من التدخل العقلي الناجم عن القوة الشيطانية. نحن ننازع بعضنا البعض لأن عقولنا قد ضعفت.” قال جارجيث وهو يسير وأمسك ديزرا بذراع واحدة فقط.

 

 

على الرغم من أن وجهها بدا شاحبًا وغير دموي، إلا أنها لا تزال تتنفس بضعف. بما أن الأمر كذلك، فكل شيء على ما يرام. استعاد سيان رباطة جأشه ونظر إلى ما أمامه.

فوجئت ديزرا بإنعدام وزنها المفاجئ، وأطلقت صرخة وركلت بكعبيها.

“امهم.”

 

 

“إ-إتركني!” طالبت ديزرا.

 

 

“أنا فقط أقول أنه احتمال.” أصر سيان وهو يأخذ نفسا عميقا. “بالطبع، أنا أؤمن بكما. بعد كل شيء، بغض النظر عما قد يحدث، لقد وصلنا إلى هذا الحد معًا. لا تقلقا بشأن الوحوش الشيطانية التي تصير خطيرة جدا بالنسبة لنا للتعامل معها. أنا أقوى منكما، لذا يمكنني حمايتكما. كل ما عليكما القيام به هو المحاولة بأفضل ما لديكما.”

“ارتدي حذائك.” أمر جارجيث بهدوء.

 

 

“…سيدي يوجين.” تحدثت مير فجأة. تحدق في الأمام بتعبير بدا وكأنها أخذت جرعة من الرمال. “هذه ليست تعويذة حقًا، صحيح؟”

كشطت يد ديزرا خدي جارجيث، لكنه أبقى رأسه في مكانه دون اتخاذ حتى أدنى حركة لتجنبها. ثم حمل جارجيث ديزرا لتقف أمام الحذاء الذي قد خلعته للتو.

 

 

“هل سيستغرق وقتًا أطول من ذلك بكثير؟” سأل هيكتور بفارغ الصبر.

“…أنت…كيف تكون بخير؟” سأل سيان بتعبير مرتبك.

 

 

“نعم.” أجاب يوجين، وهو يلقي نظرة خاطفة على آكاشا، التي يحملها في يده. مكنته قوة آكاشا من فهم التعاويذ من خلال السماح له برؤية أسرار السحر وراءه. وهذه الغابة ليست تحت تأثير أي تعاويذ.

على عكس سيان وديزرا، اللذان تسيطر عواطفهما المتوحشة عليهما بسبب التدخل العقلي، بدا تعبير جارجيث جادًا كما هو عادة.

“سأقدم أفضل ما لدي.” وعد هيكتور: “في مكان مثل هذا، قد أظل قادرًا على إخضاع السيد الشاب سيان، لكن سيكون من الصعب علي إخضاع السيد الشاب يوجين. لأن جميع خططنا سوف تدمر إذا وقعت أنت أيضًا في المعركة.”

 

“لماذا؟”

“لأن العقل السليم في الجسم السليم.” أجاب جارجيث وهو يستعرض العضلة ذات الرأسين في ظهره: “لو بنيت جسمًا صحيًا كما فعلت، أيها السيد الشاب، فستحصل على رباطة جأش تمنعك من الشعور بالقلق تحت أي ظرف من الظروف.”

“امهم.”

“اااه…” ابتلع سيان لعابه بصدمة وأومأ برأسه.

 

 

“هذا سخيف…” وقف سيان على الأرض ممسكًا بمقبض سيفه.

بفضل جارجيث وتدخله بينهما، توقف سيان وديزرا عن الجدال. ومع ذلك، فإن وضعهم ليس رائعًا، إذا استمروا في المضي قدما، فَـلا يمكن أن يعرفوا ما قد يصادفونه.

 

 

هذا هو درع غيدون، وهو درع يمكن أن يصد جميع الهجمات التي يتلقاها. قدرة هذا الدرع مرعبةٌ تمامًا، لكنها ليست لا تقهر. من المستحيل منع هجوم تجاوز حدود الطاقة السحرية الخاصة بمرتديها تماما.

“سيكون الأمر على ما يرام لو إنها مجرد وحوش شيطانية؛ يمكننا التعامل معها.” أعلن سيان بعد أن هز رأسه بقوة. “نظرًا لأن التدخل قد نما بقوة، يجب ألَّا يكون مركز الغابة بعيدًا. ومنذ أن ظل فرسان البلاك لايونز يوجهون جهود الصيد الخاصة بهم في هذا الاتجاه بدءًا من الأمس…قد لا يكون هناك العديد من الوحوش الشيطانية كما نخشى هناك.”

 

هذا ليس مجرد تخمين عشوائي. في الواقع، مع تعمق ظلام محيطهم، انخفض أيضًا تواتر مواجهتهم للوحوش الشيطانية.

 

 

لماذا يجب عليه أن يحمل عبئًا عديم الفائدة مثلها في مكان مثل هذا؟ لماذا يجب عليه، بطريرك المستقبل، الذي يجب أن يقف في طليعة العشيرة، أرجحة السيف لفتح الطريق؟ لماذا عليه أن يتحمل خطأ تلك الحمقاء الضعيفة؟

“…إذا حدث شيء خطير، فبدلًا من الوحوش الشيطانية، من المحتمل أن يكون ذلك بسبب هذا الشيء الذي يؤثر على رؤوسنا.” حذر سيان بشدة. “على سبيل المثال…ديزرا، قد تحاول طعني برمحها كما فعلت خلال حفل استمرار السلالة.”

ووووو!

“…هل أنت جاد الآن؟” سألت ديزرا بصدمة.

 

 

 

“أنا فقط أقول أنه احتمال.” أصر سيان وهو يأخذ نفسا عميقا. “بالطبع، أنا أؤمن بكما. بعد كل شيء، بغض النظر عما قد يحدث، لقد وصلنا إلى هذا الحد معًا. لا تقلقا بشأن الوحوش الشيطانية التي تصير خطيرة جدا بالنسبة لنا للتعامل معها. أنا أقوى منكما، لذا يمكنني حمايتكما. كل ما عليكما القيام به هو المحاولة بأفضل ما لديكما.”

أومأ جارجيث أيضا بالموافقة على هذه الكلمات.

“…تقصد، أنا من يجب أن أبذل قصارى جهدي.” تمتمت ديزرا بنظرة منخفضة.

“…آه…” انفصلت شفتي ديزرا قليلًا وهي تتلعثم. “…ا-الآن فقط…ذ-ذلك، لستُ الوحيدة التي يمكن أن ترى هذا، صحيح؟”

 

[…هذا أمر لا يصدق.] تمتم تيمبست في النهاية.

بعد التحديق في مظهرها المحبط، صفع جارجيث ديزرا على ظهرها.

 

 

 

“اررغ!” صرخت ديزرا من الألم.

“ليس أنت فقط، سيدي يوجين. سواء الطاقة السحرية أو القوة الشيطانية…يتم جمع كليهما في هذه الغابة في مكان واحد.” استنتجت مير.

 

 

“افردي ظهرك وأخرجي صدرك.” نصحها جارجيث “مثل هذا الموقف غير المستقر والمتراخي لن يؤدي إلا إلى إرهاق العقل.”

إرتكابها للأخطاء ليس شيئًا عادةً ما يغضب منه، لكن مشاعر سيان إرتفعت بشكل غريب. وعلى الرغم من أنه شعر بهذه الغرابة، إلا أنه لا يزال غير قادر على كبح غضبه. ولكن هل هناك حاجة له للتراجع من الأساس؟ من الطبيعي بالنسبة له أن لا يحب ما لم يعجبه، فلماذا يحاول قمع ذلك؟ أليس هو البطريرك التالي للسلالة المباشرة لعشيرة لايونهارت؟

“اررغ…” تأوهت ديزرا، غير قادرة على المجادلة معه.

“هل تحاولين العبث معي الآن؟” سأل سيان بغضب.

 

“لقد صارت الوحوش الشيطانية أقوى.” لاحظ سيان وهو يزيل بعض الدم الذي وصل إلى درعه. “بغض النظر عن مدى حماقتك، يجب أن تكوني قادرةً على الأقل على معرفة ذلك، صحيح؟ على أية حال، لقد بدوتِ حمقاء حقًا. عندما نصب لنا هذا القطيع من قرون السنبلة كمينًا، تراجعتِ بدلًا من طعنهم كما يجب أن تفعلي!”

“أيضًا، عليك أن تؤمني بنفسك. هذا هو المكان الذي تكمن فيه الثقة الحقيقية.” قال جارجيث وهو يبدأ بثبات في التقدم إلى الأمام.

‘….لا….بغض النظر عن مدى جشعهم…يستحيل على أمثال هؤلاء اختيار معركة مع فرسان البلاك لايونز هكذا. ثم الاحتمال الوحيد المتبقي هو…’ فكر يوجين.

 

 

عند رؤية جارجيث يفتح الطريق أمامهم، تبعه سيان أيضًا دون أن يقول كلمة أخرى لديزرا.

 

 

أوصى إيوارد، “حاول إخضاعه إذا أمكن.”

اشتكى سيان: “بما أنك أضعف مني، فلا تقف أمامي.”

إحدى المهام الرئيسية لفرسان البلاك لايونز هي القبض على هؤلاء المُهَربين الذين سعوا إلى جلب المواد المهربة إلى البلاد.

 

 

“نعم، سيدي الشاب.” جاء رد جارجيث المهذب.

“أيضًا، عليك أن تؤمني بنفسك. هذا هو المكان الذي تكمن فيه الثقة الحقيقية.” قال جارجيث وهو يبدأ بثبات في التقدم إلى الأمام.

 

بعد التحديق في مظهرها المحبط، صفع جارجيث ديزرا على ظهرها.

ساروا هكذا لبعض الوقت. الظلام شديد لدرجة أنه من المستحيل تصديق أنه يمكن أن يصير أكثر قتامة، وصار من المستحيل معرفة ما هل السطح الذي يدوسون عليه هو الطين أو الحصى. تماما كما قال ديزرا وهي تصرخ، لسبب ما، بدا الأمر كما لو إنهم يتجهون إلى باطن الأرض.

“هل تحاولين العبث معي الآن؟” سأل سيان بغضب.

 

 

لكنه مجرد شعور. لا يزال هناك عدد قليل من الأشجار المحيطة بهم. كلما حاولوا لمس شيء يبدو أنه يتلألأ أمامهم، اتضح أنه شجرة.

 

…ومع ذلك، بدلًا من طمأنتهم، جعل هذا مجموعة سيان أكثر توترًا. هذه لا تزال الغابة، لكنها لم تبدُ وكأنها غابة. لو لم يتمكنوا من لمس الشجرة أمامهم مباشرة، فلن يتمكنوا بالتأكيد من معرفة ما هو هذا المكان.

“هيه…” هز هيكتور رأسه وهو ينظر إلى أسفل نحو سيان. “بما أن هذا هو الحال، فسأعود لاحقًا.”

 

 

“هل يجب أن نأخذ قسطًا من الراحة؟” تنهد سيان.

“نعم.” أجاب يوجين، وهو يلقي نظرة خاطفة على آكاشا، التي يحملها في يده. مكنته قوة آكاشا من فهم التعاويذ من خلال السماح له برؤية أسرار السحر وراءه. وهذه الغابة ليست تحت تأثير أي تعاويذ.

 

[هممم…!] تمامًا مثلما اهتزاز جسد وينِد، بدأ صوت تيمبست يرتجف أيضًا.

أومأ جارجيث أيضا بالموافقة على هذه الكلمات.

 

 

 

على الرغم من أنها أيضًا تريد كثيرًا الراحة، إلا أن ديزرا لم ترغب في التعبير عن رأيها. لذلك أبقت فمها مغلقًا عن عمد ونظرت حولها إلى محيطها كما لو إنها تقوم بمراقبة الموقع.

 

 

“إنه أنا.”

“…آه…” انفصلت شفتي ديزرا قليلًا وهي تتلعثم. “…ا-الآن فقط…ذ-ذلك، لستُ الوحيدة التي يمكن أن ترى هذا، صحيح؟”

سيان ليس الوحيد الذي يشعر بالاضطرابات العاطفية.

“هل تحاولين العبث معي الآن؟” سأل سيان بغضب.

بصفته البطريرك التالي، هل يمكن أن يتخلى سيان حقًا عن أخته الصغرى وأتباعه ليهرب بمفرده؟ ذلك مستحيل. وبالتالي، لذا تحرك، إنطلاقته الأولى هذه ليست محاولة هروب.

 

تشينغ!

“مـ-مستحيل. فـ-فقط أ-أ-أنظر هناك.” واصلت ديزرا التأتأة، وجهها شاحب وهي تشير بإصبعها.

“حسنًا، هذا صحيح.” وافق هيكتور. “هل تريد مني أن أساعد في صلاة جادة؟ ولو إن هذا لن ينفع، يمكنك أيضا إخباري لو هناك طريقة أبسط.”

 

لكن لحسن الحظ، لم يفقد عقله تماما. بدلًا من ذلك، في هذه اللحظة بالذات، صار رأس سيان أكثر برودة من أي وقت مضى. لذلك لا يزال قادرًا على الرد على حدث غير متوقع بقفزة إلى الأمام.

شعر سيان بالغضب يغلي بداخله، وقلص قبضتيه. ‘على ما يبدو، هذه الفرخة الغبية لا تزال تعتقد خطئًا أن البطريرك التالي للعائلة الرئيسية لا يزال خائفا من الأشباح.’

 

 

تسبب هذا المشهد لسيان بتخيل سيناريو رهيب. الوحوش الشيطانية التي تأكل البشر ليست نادرة. لا، في الواقع، كل الوحوش الشيطانية يمكن أن تأكل البشر. ومع ذلك، من بينهم، هناك بعض الأنواع الرهيبة بشكل خاص والتي ستحدد أراضيها من خلال تعليق ما تبقى من جثث البشر الذين أكلوها.

‘محاولة شيء كهذا في مثل هذا الوقت…’ فكر سيان بحسرة وهو يستدير للنظر في الإتجاه الذي أشارت إليه.

 

 

[لا، هذا ليس هو الحال. لا يوجد ملك أرواح الظلام. لذلك ربما لا تزال مجرد روح ظلام رفيعة المستوى تمكنت من ابتلاع هذا المكان. هامل، أعرف كم أنت ماهر، لكن هذا ليس خصما يمكنك التغلب عليه بسهولة.] تمتم تيمبست بينما تناثر جسده مرة أخرى في مهب الريح. […من المحتمل أن يكون جينوس لايونهارت يتجول في مكان ما في الظلام. من الصعب جعل مثل هذا المحارب الماهر ينام، لكن لفُّ طريقه في دوائر سهل مثل لعب الأطفال بالنسبة لروح الظلام.]

تشدد تعبير سيان فجأة. جارجيث، الذي استدار أيضًا للنظر، وسعَّ عينيه في حالة صدمة. إنطلق جارجيث على الفور لمحاولة إمساك سيان، لكن سيان استبق جارجيث بالإنطلاق إلى الأمام.

تمتم هيكتور: “من الصعب كثيرًا إخضاع شخص ما دون قتله.”

 

 

“سيدي الشاب!” صرخ جارجيث.

“إيوارد…! لو إنك تشعر بالرضا الذاتي عن جرائمك، فتوقف عن الاختباء وأظهر نفسك! أنتَ أيها الملعون ابن العاهرة!” شتم سيان بصوت عال.

 

“إيوارد…! لو إنك تشعر بالرضا الذاتي عن جرائمك، فتوقف عن الاختباء وأظهر نفسك! أنتَ أيها الملعون ابن العاهرة!” شتم سيان بصوت عال.

لكن صرخته لم تصل إلى آذان سيان. بدلًا من ذلك، الشيء الوحيد المسموع لسيان هو صوت قلبه ينبض بسرعة كبيرة لدرجة أنه على وشك الانفجار. اندلعت ألسنة اللهب البيضاء بشكل متفجر في الحياة حول جسد سيان وتطايرت منه إلى الخارج مثل بدة الأسد.

إهتز الفضاء من حولهم. على الرغم من أنه استنزف قدرًا كبيرًا من طاقة سيان السحرية، إلا أنه نجح في إبعاد هذا الهجوم. عندما هبط سيان مرة أخرى على الأرض، اتخذ على الفور موقفًا حذرًا.

 

“اررغ!” صرخت ديزرا من الألم.

تركزت أفكار سيان فقط على أخته الصغرى الوحيدة، ‘سيل.’

قدم بالكثير من التخمينات، لكن لم يجد شيئًا مؤكدًا.

أشع اللون الذهبي في عيون سيان بالدم. أخته الثمينة تتدلى الآن معلقة بشيء ما في وسط هذا الظلام الدامس. لا يمكن رؤية جسدها، ورأسها فقط واضح في هذا الظلام؛ أغلقت عيناها ووجهها شاحب كأن لا دماء تسري فيه.

 

 

بعد لحظات قليلة من التواء جسدها جيئة وذهابا، إلتوى وجهها بغضب، ثم تمكنت من الوصول إلى أعماق العباءة وأخرجت وينِد.

تسبب هذا المشهد لسيان بتخيل سيناريو رهيب. الوحوش الشيطانية التي تأكل البشر ليست نادرة. لا، في الواقع، كل الوحوش الشيطانية يمكن أن تأكل البشر. ومع ذلك، من بينهم، هناك بعض الأنواع الرهيبة بشكل خاص والتي ستحدد أراضيها من خلال تعليق ما تبقى من جثث البشر الذين أكلوها.

شيء مثل الوحل الأسود تشبث بشفرته. لكن الهجوم لم ينتهِ عند هذا الحد. تماما كما إعتقد أن الظلام أمامه يبدو وكأنه يتلوى، إنطلق السيف باتجاه سيان مرة أخرى.

 

 

هل يمكن أن تكون سيل قد أُكِلَتْ حقًا، ولم يتبق سوى رأسها وراءها؟

على عكس سيان وديزرا، اللذان تسيطر عواطفهما المتوحشة عليهما بسبب التدخل العقلي، بدا تعبير جارجيث جادًا كما هو عادة.

لم يرغب حتى في التفكير في هذا الاحتمال. صرخ سيان وهو ينطلق نحو سيل.

‘إنها لا تزال على قيد الحياة.’ أدرك سيان بنظرة على سيل.

 

“…ومع ذلك، هناك شيء غريب.” واصلت مير وهي تحدق في محيطها بعيون ضيقة. “يبدو الأمر وكأننا نُوَجَهُ إلى مكان ما؟”

إزز!

 

لكن لحسن الحظ، لم يفقد عقله تماما. بدلًا من ذلك، في هذه اللحظة بالذات، صار رأس سيان أكثر برودة من أي وقت مضى. لذلك لا يزال قادرًا على الرد على حدث غير متوقع بقفزة إلى الأمام.

 

 

الفصل 141: الصيد (4)

‘ماذا يحدث؟’ فكر سيان كما إلتوى جسده في الجو ورأى السيف الذي إنطلق نحوه.

 

 

“ما هو؟” سأل يوجين.

شيء مثل الوحل الأسود تشبث بشفرته. لكن الهجوم لم ينتهِ عند هذا الحد. تماما كما إعتقد أن الظلام أمامه يبدو وكأنه يتلوى، إنطلق السيف باتجاه سيان مرة أخرى.

صر سيان أسنانه، “هذه اللعينـ—!”

 

 

لم يستطِع أن يسمح لنفسه بأن يُقطع. مد سيان يده على الفور ورفع ذراعه اليسرى حاملةً درعًا.

 

 

 

تشيشيشينغ!

 

انقسم المعدن الملفوف حول ساعده الأيسر وشكل درعًا.

تشينغ!

 

تحطم درع الهالة الذي يحمي جسد سيان.

هذا هو درع غيدون، وهو درع يمكن أن يصد جميع الهجمات التي يتلقاها. قدرة هذا الدرع مرعبةٌ تمامًا، لكنها ليست لا تقهر. من المستحيل منع هجوم تجاوز حدود الطاقة السحرية الخاصة بمرتديها تماما.

 

 

بجانبها، جسد جارجيث العملاق مستلقٍ أيضا.

ووووو!

 

إهتز الفضاء من حولهم. على الرغم من أنه استنزف قدرًا كبيرًا من طاقة سيان السحرية، إلا أنه نجح في إبعاد هذا الهجوم. عندما هبط سيان مرة أخرى على الأرض، اتخذ على الفور موقفًا حذرًا.

تشدد تعبير سيان فجأة. جارجيث، الذي استدار أيضًا للنظر، وسعَّ عينيه في حالة صدمة. إنطلق جارجيث على الفور لمحاولة إمساك سيان، لكن سيان استبق جارجيث بالإنطلاق إلى الأمام.

 

‘إنها لا تزال على قيد الحياة.’ أدرك سيان بنظرة على سيل.

لجذب كل الطاقات في هذه الغابة….غير أنه من أجل تحييد فرسان البلاك لايونز المتمركزين حول وسط الغابة؟ ماذا عن القادة الذين من المفترض أن يشرفوا علينا؟ دون أي طاقة للاستفادة منها، هل سيستطيعون القتال حتى؟’

 

[لا، هذا ليس هو الحال. لا يوجد ملك أرواح الظلام. لذلك ربما لا تزال مجرد روح ظلام رفيعة المستوى تمكنت من ابتلاع هذا المكان. هامل، أعرف كم أنت ماهر، لكن هذا ليس خصما يمكنك التغلب عليه بسهولة.] تمتم تيمبست بينما تناثر جسده مرة أخرى في مهب الريح. […من المحتمل أن يكون جينوس لايونهارت يتجول في مكان ما في الظلام. من الصعب جعل مثل هذا المحارب الماهر ينام، لكن لفُّ طريقه في دوائر سهل مثل لعب الأطفال بالنسبة لروح الظلام.]

على الرغم من أن وجهها بدا شاحبًا وغير دموي، إلا أنها لا تزال تتنفس بضعف. بما أن الأمر كذلك، فكل شيء على ما يرام. استعاد سيان رباطة جأشه ونظر إلى ما أمامه.

أشع اللون الذهبي في عيون سيان بالدم. أخته الثمينة تتدلى الآن معلقة بشيء ما في وسط هذا الظلام الدامس. لا يمكن رؤية جسدها، ورأسها فقط واضح في هذا الظلام؛ أغلقت عيناها ووجهها شاحب كأن لا دماء تسري فيه.

 

“إلى أين أنت ذاهب؟” سأل إيوارد.

“…من أنت؟ هل أنت وحش شيطاني؟ أو ربما…إنسان؟”

 

“إنه أنا.”

 

إلتوى وجه سيان بسبب الرد الذي عاد إليه من الظلام.

بانغ!

 

 

“…إيوارد؟”

 

“امهم.”

تذكر يوجين ‘إيريس كانت في سمر آخر مرة تحققت من الأمر.’

على الرغم من أن سيان يسمع صوته، إلا أنه لم يستطع رؤية مظهر إيوارد. ما زال لا يعرف ما الذي يحدث بالضبط. لماذا تم تعليق سيل بهذه الطريقة، ولماذا هاجمه إيوارد؟

‘….هذا لأنني بطريرك المستقبل.’ كافح سيان لتذكير نفسه.

…لكنه لم يعرف حقًا. هل الأمر فقط أن سيان لم يرغب في تصديق ذلك. شعر سيان بغضب كبير لدرجة أنه بالكاد صدق أن مثل هذه المشاعر يمكن أن تنتمي إليه. وكما لو إنه يتعاطف مع غضبه، اشتعلت النيران التي اجتاحت سيان كالحجم.

“ما هو؟” سأل يوجين.

 

“فقط استمر في الصلاة…لا الطلب.” لوح هيكتور بيده رافضًا العرض بإبتسامة كما التفت بعيدا. “حتى لا يتمكن القادة الآخرون من التدخل.”

هدر سيان، “أنت، طفل من عشيرة لايونهارت…أنت حقًا قد صرتَ مجنونًا! هل تعرف فقط كم فعل الأب لحمايتك—!”

 

قاطعه إيوارد، “التوائم توأمان حقًا، بعد كل شيء. كيف أمكن بالضبط قول نفس ما قالت سيل؟”

 

ما زال إيوارد لم يظهر وجهه. رابضًا في الظلام، ضحك مع نفسه.

“لقد صارت الوحوش الشيطانية أقوى.” لاحظ سيان وهو يزيل بعض الدم الذي وصل إلى درعه. “بغض النظر عن مدى حماقتك، يجب أن تكوني قادرةً على الأقل على معرفة ذلك، صحيح؟ على أية حال، لقد بدوتِ حمقاء حقًا. عندما نصب لنا هذا القطيع من قرون السنبلة كمينًا، تراجعتِ بدلًا من طعنهم كما يجب أن تفعلي!”

 

“لكن لا حاجة لي لإظهار نفسي.” رفض إيوارد مطلبه.

“إيوارد…! لو إنك تشعر بالرضا الذاتي عن جرائمك، فتوقف عن الاختباء وأظهر نفسك! أنتَ أيها الملعون ابن العاهرة!” شتم سيان بصوت عال.

بعد التحديق في مظهرها المحبط، صفع جارجيث ديزرا على ظهرها.

 

 

“لكن لا حاجة لي لإظهار نفسي.” رفض إيوارد مطلبه.

 

 

 

صرير…صرير.

 

 

 

بينما رسم إيوارد نمطًا على الأرض بدم أحمر، تمتم، “أنا لا أستمتع حقًا بالقتال.”

وينِد، الذي تمسكه مير بقوة الآن، يرتجف وهو يهتز.

شتم سيان مرة أخرى، “يكفي مع هذا العهر خاصتـ—”

 

فرقعة.

“سأقدم أفضل ما لدي.” وعد هيكتور: “في مكان مثل هذا، قد أظل قادرًا على إخضاع السيد الشاب سيان، لكن سيكون من الصعب علي إخضاع السيد الشاب يوجين. لأن جميع خططنا سوف تدمر إذا وقعت أنت أيضًا في المعركة.”

 

 

الصوت أتى من خلفه. صُدم سيان وتحول للنظر إلى ما خلفه.

“إنه أنا.”

 

“كل ما أقوله هو أن السيد الشاب هو الذي قادنا إلى هذا الطريق الغريب!” إتهمته ديزرا أيضًا.

أول شيء رآه هو مشهد ديزرا، التي سقطت على الأرض بلا حول ولا قوة.

الفصل 141: الصيد (4)

 

“حسنًا، هذا صحيح.” وافق هيكتور. “هل تريد مني أن أساعد في صلاة جادة؟ ولو إن هذا لن ينفع، يمكنك أيضا إخباري لو هناك طريقة أبسط.”

بجانبها، جسد جارجيث العملاق مستلقٍ أيضا.

مدركًا لخطورة الموقف، توقفت مير عن الأنين وتمسكت بإحكام بحافة العباءة. بعد الاستشعار عن المكان الذي فيه تركيز القوة الشيطانية هو الأعمق، انطلق يوجين وقفز إلى الأمام.

 

تركزت أفكار سيان فقط على أخته الصغرى الوحيدة، ‘سيل.’

“هذا سخيف…” وقف سيان على الأرض ممسكًا بمقبض سيفه.

هذا ليس موقفًا يملك فيه الكثير من الوقت للتفكير. قاطع سيان بقوة قطار فكره وقفز إلى الأمام. مع سيل، جارجيث وديزرا، بغض النظر عما حاول التوصل إليه، سيكون من المستحيل الهروب مع الثلاثة في وقت واحد.

 

“….وبالتالي، ماذا يحدث؟” سأل يوجين.

هل لا يزال بإمكانه إنقاذ سيل والهروب؟ لو أمكنه ذلك، ألا يعني هذا أنه سيتعين عليه التخلي عن جارجيث وديزرا؟ لا، من الأساس، هل من الممكن له حتى إنقاذ أي شخص آخر في هذا الوضع؟ أهم شيء في الوقت الحالي ليس الاهتمام بشخص آخر، ولكن الاعتناء بنفسه. حتى الآن، يجب أن يهرب لوحده….

“في الواقع، كما هو متوقع من السيد الشاب للعائلة الرئيسية.” تمتم هيكتور بإعجاب وهو يشد ويفك يديه الملطختين بالدماء.

 

 

هذا ليس موقفًا يملك فيه الكثير من الوقت للتفكير. قاطع سيان بقوة قطار فكره وقفز إلى الأمام. مع سيل، جارجيث وديزرا، بغض النظر عما حاول التوصل إليه، سيكون من المستحيل الهروب مع الثلاثة في وقت واحد.

أومأ جارجيث أيضا بالموافقة على هذه الكلمات.

 

لقد تغير شيء ما. التنافر الذي أثر على حواس يوجين ينمو ببطء أكثر انتشارًا مع تقدمه إلى الأمام.

بصفته البطريرك التالي، هل يمكن أن يتخلى سيان حقًا عن أخته الصغرى وأتباعه ليهرب بمفرده؟ ذلك مستحيل. وبالتالي، لذا تحرك، إنطلاقته الأولى هذه ليست محاولة هروب.

الصوت أتى من خلفه. صُدم سيان وتحول للنظر إلى ما خلفه.

 

تسبب كل هذا الغموض في أن يصير خيال يوجين جامحًا. تحولت أفكاره إلى الجناة المحتملين. بمجرد عبور جبال أوكلاس، حدود كيهل تقع إلى الأمام مباشرة، وبعد ذلك، امتدت غابة سمر. كلما احتاج الخارجون عن القانون في سمر إلى تهريب شيء ما إلى كيهل، الطريق الأكثر استخداما هو عبور جبال أوكلاس.

“هيكتور!” صاح سيان وهو يأرجح سيفه.

الفصل 141: الصيد (4)

 

 

رفع هيكتور لايونهارت يديه بإبتسامة مريرة على وجهه.

 

 

 

تمتم هيكتور: “من الصعب كثيرًا إخضاع شخص ما دون قتله.”

 

 

 

توتر جسد هيكتور وهو ينخفض. عندما ضرب سيان بسيفه، إنحنى هيكتور تحته. إلتوى مسار السيف في منتصف التأرجح. تأرجحت عيون هيكتور وهو يبعد السيف الساقط جانبًا بكتفه.

 

 

 

بانغ!

قال هيكتور بشكل غير متأكد: “سيكون من الأسهل قتله.”

أمسكت يد هيكتور النصل.

 

 

بجانبها، جسد جارجيث العملاق مستلقٍ أيضا.

‘لقد أمسك به على الرغم من أنه مغطًى بقوة السيف؟’ فكر سيان بينما اتسعت عيناه في حالة صدمة.

“أنا فقط أقول أنه احتمال.” أصر سيان وهو يأخذ نفسا عميقا. “بالطبع، أنا أؤمن بكما. بعد كل شيء، بغض النظر عما قد يحدث، لقد وصلنا إلى هذا الحد معًا. لا تقلقا بشأن الوحوش الشيطانية التي تصير خطيرة جدا بالنسبة لنا للتعامل معها. أنا أقوى منكما، لذا يمكنني حمايتكما. كل ما عليكما القيام به هو المحاولة بأفضل ما لديكما.”

 

 

مع تصفيق يديه معا، أمسك هيكتور بالسيف بقوة حتى لا يتحرك. ترك سيان السيف بسرعة وحاول التراجع.

“كيااااا!” ظهر صوت مير تصرخ بينما بدأ باقي جسدها الذي لا يزال داخل العباءة يتلوى.

 

تشينغ!

ولكن هيكتور لم يدع سيان يتهرب بسهولة. بحلول الوقت الذي اتخذ فيه سيان خطوتين إلى الوراء، إتخذ خصمه أربع خطوات للأمام. هكذا، اصطدم جسدا سيان وهيكتور.

“أريدك أن تستكشف المنطقة من أجلي.” أوضح يوجين: “والبحث عن جينوس لايونهارت. أنت تعرف كيف يبدو، صحيح؟”

 

بعد لحظات قليلة من التواء جسدها جيئة وذهابا، إلتوى وجهها بغضب، ثم تمكنت من الوصول إلى أعماق العباءة وأخرجت وينِد.

تشينغ!

 

تحطم درع الهالة الذي يحمي جسد سيان.

 

 

عند رؤية جارجيث يفتح الطريق أمامهم، تبعه سيان أيضًا دون أن يقول كلمة أخرى لديزرا.

“غاغ…!” شهق سيان بينما جسده ينحني للأمام عند الخصر.

 

 

هل يمكن أن تكون سيل قد أُكِلَتْ حقًا، ولم يتبق سوى رأسها وراءها؟

بام…بام بام بام!

أدى وميض العزم إلى توقف دوامة الأفكار هذه. أخذ سيان نفسًا عميقًا وهز رأسه. يبدو أن هذه الغابة المظلمة تجعلهم يشعرون بأشياء غريبة. ربما ذلك لأنهم ذهبوا عميقا جدًا فيها. ربما يكون تركيز القوة الشيطانية قد أثر نوعًا ما عليهم….

حطمت قبضات هيكتور درعه وضربت بطنه.

 

 

 

باام!

 

ثم ضرب كوعه الأيسر عمود سيان الفقري، مما تسبب في عودة عيون سيان إلى رأسه.

 

 

“سأقدم أفضل ما لدي.” وعد هيكتور: “في مكان مثل هذا، قد أظل قادرًا على إخضاع السيد الشاب سيان، لكن سيكون من الصعب علي إخضاع السيد الشاب يوجين. لأن جميع خططنا سوف تدمر إذا وقعت أنت أيضًا في المعركة.”

“فيو…” تنهد هيكتور.

ما زال إيوارد لم يظهر وجهه. رابضًا في الظلام، ضحك مع نفسه.

 

إمتلأت ديزرا بالحرج وبدأت تتلعثم، “هـ-هذا—”

ألمته يداه وهو يلتقط سيان، الذي سقط بوجهه على الأرض، وحمله على كتفه. غطيت يداه بالدماء.

“هل تحاولين العبث معي الآن؟” سأل سيان بغضب.

 

“هل يمكنك إخضاعه؟” أكد إيوارد.

“في الواقع، كما هو متوقع من السيد الشاب للعائلة الرئيسية.” تمتم هيكتور بإعجاب وهو يشد ويفك يديه الملطختين بالدماء.

 

 

[…الظلام الذي يغطي هذه الغابة هو ظلام الروح. لقد تمكن من ابتلاع مساحة بهذا الحجم وأجبرت كل شيء في مداها، بما في ذلك الأرواح الأخرى، على النوم. عادة ما تكون أرواح الظلام قوية بقدر ما هي مشؤومة، ولكن بالنسبة لشيء لكي يكون له مثل هذا التأثير القوي هو….]

صحيحٌ أنه لجأ إلى الوسائل البربرية من أجل إخضاع سيان بسرعة، ولكن ليعتقد أن يديه ستصابان بهذا الضرر…وأن ينزف كثيرًا؟

 

بهذه الأفكار، توجه هيكتور إلى عمق الظلام.

 

 

لكن صرخته لم تصل إلى آذان سيان. بدلًا من ذلك، الشيء الوحيد المسموع لسيان هو صوت قلبه ينبض بسرعة كبيرة لدرجة أنه على وشك الانفجار. اندلعت ألسنة اللهب البيضاء بشكل متفجر في الحياة حول جسد سيان وتطايرت منه إلى الخارج مثل بدة الأسد.

“هل سيستغرق وقتًا أطول من ذلك بكثير؟” سأل هيكتور بفارغ الصبر.

“الصلوات هي شيء يعمل فقط مع الآلهة وملوك الشياطين.” صححه إيوارد.

 

ولكن هيكتور لم يدع سيان يتهرب بسهولة. بحلول الوقت الذي اتخذ فيه سيان خطوتين إلى الوراء، إتخذ خصمه أربع خطوات للأمام. هكذا، اصطدم جسدا سيان وهيكتور.

أجاب إيوارد: “لم يمضِ وقت طويل، لكنه لا يزال بحاجة إلى بعض الوقت.”

 

 

لم يرغب حتى في التفكير في هذا الاحتمال. صرخ سيان وهو ينطلق نحو سيل.

“هممم…أفترض أنه سيكون من غير المعقول أن أتوقع منك التحكم في ذلك بقوتك الخاصة، صحيح؟” قال هيكتور في النهاية.

أجاب إيوارد: “لم يمضِ وقت طويل، لكنه لا يزال بحاجة إلى بعض الوقت.”

 

‘…لا يمكن أن يكون أنها حقا تفكر في أخذنا كَـرهائن وتبادل حياتنا مع الجان، هل يمكن هذا؟ على الرغم من أن تلك الفرخة، راكشاسا، لطالما كانت عاهرة مجنونة، هل أصبحت أكثر جنونا بعد ثلاثمائة عام؟’ فكر يوجين بصدمة.

بدأ إيوارد بالضحك، “هاها….لو أمكن بالنسبة لي أن أفعل شيئا كهذا…ثم لن أحتاج المساعدة.”

 

 

في مرحلة ما، توقف محيطهم عن الشعور وكأنه غابة. يجب أن تكون الشمس قد ارتفعت بالتأكيد الآن، ولكن حتى لو نظروا إلى السماء، لم يتمكنوا من رؤية أي ضوء شمس.

“حسنًا، هذا صحيح.” وافق هيكتور. “هل تريد مني أن أساعد في صلاة جادة؟ ولو إن هذا لن ينفع، يمكنك أيضا إخباري لو هناك طريقة أبسط.”

 

“الصلوات هي شيء يعمل فقط مع الآلهة وملوك الشياطين.” صححه إيوارد.

قال يوجين وهو يثني ركبتيه: “لذلك أحتاج إلى العثور على مستدعي هذه الروح.”

 

هل لا يزال بإمكانه إنقاذ سيل والهروب؟ لو أمكنه ذلك، ألا يعني هذا أنه سيتعين عليه التخلي عن جارجيث وديزرا؟ لا، من الأساس، هل من الممكن له حتى إنقاذ أي شخص آخر في هذا الوضع؟ أهم شيء في الوقت الحالي ليس الاهتمام بشخص آخر، ولكن الاعتناء بنفسه. حتى الآن، يجب أن يهرب لوحده….

“هيه…” هز هيكتور رأسه وهو ينظر إلى أسفل نحو سيان. “بما أن هذا هو الحال، فسأعود لاحقًا.”

ومع ذلك، عندما تكون في غابة متشابكة بشكل مصطنع مثل هذا، من الممكن حتى أن تتأثر حواس المرء. الأمر خفيٌّ لدرجة أن يوجين لم يلاحظ ذلك تقريبًا، ولكن بالنسبة لشخص مثله، فهم سريعًا الموقف، بدا هذا الموقف برمته وكأنه فخ واضح.

“إلى أين أنت ذاهب؟” سأل إيوارد.

 

 

“في الواقع، كما هو متوقع من السيد الشاب للعائلة الرئيسية.” تمتم هيكتور بإعجاب وهو يشد ويفك يديه الملطختين بالدماء.

كشف هيكتور: “السيد الشاب يوجين يقترب.”

“إلى أين أنت ذاهب؟” سأل إيوارد.

 

 

صرير…صرير.

“إنه أنا.”

 

“هل يمكنك إخضاعه؟” أكد إيوارد.

توقفت يد إيوارد، التي لا تزال في منتصف رسم النمط، لبضع لحظات.

باام!

 

بفضل نيران البرق الذائبة في الطاقة السحرية، شعر بأرواح شجرة العالم، لكن لا يزال من المستحيل عليه الشعور بوجود أنواع أخرى من الأرواح.

“هل يمكنك إخضاعه؟” أكد إيوارد.

 

 

 

قال هيكتور بشكل غير متأكد: “سيكون من الأسهل قتله.”

فرقعة.

 

تسبب هذا المشهد لسيان بتخيل سيناريو رهيب. الوحوش الشيطانية التي تأكل البشر ليست نادرة. لا، في الواقع، كل الوحوش الشيطانية يمكن أن تأكل البشر. ومع ذلك، من بينهم، هناك بعض الأنواع الرهيبة بشكل خاص والتي ستحدد أراضيها من خلال تعليق ما تبقى من جثث البشر الذين أكلوها.

أوصى إيوارد، “حاول إخضاعه إذا أمكن.”

“غاغ…!” شهق سيان بينما جسده ينحني للأمام عند الخصر.

“سأقدم أفضل ما لدي.” وعد هيكتور: “في مكان مثل هذا، قد أظل قادرًا على إخضاع السيد الشاب سيان، لكن سيكون من الصعب علي إخضاع السيد الشاب يوجين. لأن جميع خططنا سوف تدمر إذا وقعت أنت أيضًا في المعركة.”

‘….لا….بغض النظر عن مدى جشعهم…يستحيل على أمثال هؤلاء اختيار معركة مع فرسان البلاك لايونز هكذا. ثم الاحتمال الوحيد المتبقي هو…’ فكر يوجين.

“ماذا لو ساعدتك؟” عرض إيوارد.

 

 

لماذا يجب عليه أن يحمل عبئًا عديم الفائدة مثلها في مكان مثل هذا؟ لماذا يجب عليه، بطريرك المستقبل، الذي يجب أن يقف في طليعة العشيرة، أرجحة السيف لفتح الطريق؟ لماذا عليه أن يتحمل خطأ تلك الحمقاء الضعيفة؟

“فقط استمر في الصلاة…لا الطلب.” لوح هيكتور بيده رافضًا العرض بإبتسامة كما التفت بعيدا. “حتى لا يتمكن القادة الآخرون من التدخل.”

بام…بام بام بام!

‘ماذا يحدث؟’ فكر سيان كما إلتوى جسده في الجو ورأى السيف الذي إنطلق نحوه.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط