سيد البرج الأخضر (4)
الفصل 127: سيد البرج الأخضر (4)
“هاها، من فضلك لا تشعر بخيبة أمل كبيرة.” ضحك بلزاك. “لو رغب سيد البرج الأحمر، فسأكون سعيدًا بالمجيء ومرافقتك في أي وقت.”
في تلك الليلة، وصل ضيف غير متوقع إلى برج السحر الأحمر.
تجعدت حواجب يوجين وهو يكرر كلمات بلزاك. “….مفاوضات؟”
اعترف بلزاك لودبيث، سيد البرج الأسود: “لأنني لو أرسلت كلمة عن نيتي للزيارة، فأنا متأكد من أنك سترفض ذلك.”
اعترف بلزاك بتردد، “أحد الأسباب هو أنني أريدك أن تدين لي بمعروف….السير يوجين….ولكن من فضلك لا تفهم هذا بطريقة خاطئة. لا أريد استخدام هذه الخدمة لأي أغراض جنسية.”
خلع بلزاك فيدورا قبعته الكلاسيكية، وابتسم لمُضيفَيهِ غير المُرَحبين به.
“….نهاية تقول….” ابتسم يوجين وهز رأسه. “إذن ماذا؟ أنت تقول أنه بعد أن وقعت عقدًا مع ملك الشياطين، يا سيد البرج الأسود، إستطعت رؤية النهاية؟”
لم يبتسم يوجين ولوفليان. بدا البرود على وجه لوفليان وعدم الرضا في تعابير يوجين.
على الرغم من أن رد فعلهم على وجوده قاسٍ إلى حد ما، فقد اعتاد بلزاك على مثل هذه المعاملة.
“آه.” قال يوجين مرة أخرى: “لذا فإن السبب الذي جعلك تبحث عني اليوم هو أنك تريد أن تسأل عن القصة الكاملة؟”
دون أي أثر للتردد، أومأ يوجين برأسه وقال، “هذا الرجل المسمى جاغون، يبدو أنه يتمتع بشخصية المجنونة تماما.”
“هل يسمح لي بالدخول؟ أو، هل ترغب في الخروج في نزهة معي؟” سأل بلزاك بأدب.
“قد أكون قادرا على القيام بذلك، لكن ملك الحصار الشيطاني ربما لن يجيبني. لأنني لست الوحيد الذي يتلقى صالحًا من ملك الحصار الشيطاني.” قال بالازك على مضض، كما لو إنه يشعر بخيبة أمل من هذا. “أردت أن أسمع القصة كاملة من السير يوجين، ولكن بما أنك لا تنوي إخباري، فلن أكون عنيدًا وأصر على السؤال عنها.”
“ماذا عن السحرة السود الذين يرتكبون الكثير من الخطايا، هل تحاول أن تقول أن ذلك أيضًا لأنهم براغماتيين؟” تحدى يوجين بسخرية.
أجاب لوفليان على سؤاله. “….أنت لست هنا من أجلي، صحيح؟”
“هاها، من فضلك لا تشعر بخيبة أمل كبيرة.” ضحك بلزاك. “لو رغب سيد البرج الأحمر، فسأكون سعيدًا بالمجيء ومرافقتك في أي وقت.”
على الرغم من أن بلزاك قال هذه الكلمات بابتسامة، إلا أن تعبير لوفليان تصلب بشكل كبير. تماما مثل يوجين، لم يتسامح لوفليان أيضًا مع السحرة السود. حتى لو لم يعتبر جميع السحرة السود والشيطانيين أشرارًا تماما، فإن لوفليان بالتأكيد لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح صديقًا لهم.
“نعم”، أكد بلزاك. “هذا لأنها مهووسة بزيادة قوتها القتالية. بينما كنت في سمر، هل حدث ورأيت أي جان ظلام؟”
“هل هناك أي طريقة بالنسبة لنا لرفضك؟” سأل يوجين.
نظر يوجين بصمت إلى بلزاك. لم يملك أي فكرة عمَا يحاول بلزاك تحذيره منه.
هدد بلزاك: “إذا رفضتني اليوم، فسأعود غدا فقط.”
تذكرت أجزاء من المحادثة التي أجرتها مع يوجين قبل مغادرة منزل لايونهارت.
أجاب لوفليان على سؤاله. “….أنت لست هنا من أجلي، صحيح؟”
“لكنني أنوي العودة إلى المنزل الرئيسي غدا.”
أجاب يوجين: “….قيل لي إنها سيدة جان الظلام في هيلموث.”
“في هذه الحالة، يبدو أن لدينا الوقت لهذا اليوم فقط. بأي فرصة، هل أنت حر الآن؟ لو إنك مشغول الآن، فإن الفجر مناسب معي أيضًا.”
“….نهاية تقول….” ابتسم يوجين وهز رأسه. “إذن ماذا؟ أنت تقول أنه بعد أن وقعت عقدًا مع ملك الشياطين، يا سيد البرج الأسود، إستطعت رؤية النهاية؟”
هذا يعني أن بلزاك مصممٌ على أخذ بعض من وقته مهما حدث. سعل يوجين ونظر إلى لوفليان.
سأل يوجين، “هل وقع السير بلزاك أيضًا عقدًا مع ملك الشياطين للحصول على فوائد عملية؟”
“إذن ما الذي تحاول قوله بالضبط؟” سأل يوجين بسخط.
“….نظرًا لأن الظلام قد حل، فإذا إحتجت لإجراء محادثة حقًا، فلنذهب إلى الداخل.” قال لوفليان.
المظهر المنعكس في المرآة بدا غير مألوف إلى حد ما لكريستينا، وخاصة تعبيراتها. قامت كريستينا بتجعيد حواجبها، وتقويمها، ثم الرمش باهتمام. ظل جسدها ناعمًا، لكنها شعرت بتصلب عضلات وجهها عند أدنى ضغط.
“جاغون هو وحش استبدادي يحكم فقط من خلال قوته الخاصة. إنه يحتقر الضعفاء ولا يضعهم في عينيه. لذا، من أجل جذب عيون جاغون، ليس أمام الوحش الطموح خيار سوى الحصول على القوة الكافية.” واصل بلزاك محاضرته.
البرج الأحمر هي أرض لوفليان. طالما بقوا داخل البرج، من الممكن له أن يتدخل بغض النظر عن نوع الموقف الذي قد يحدث. ومن غير المحتمل أن يفعل سيد البرج الأسود أي شيء سخيف للغاية، لكن لوفليان لم يستطِع الوثوق بهذا الساحر الأسود الغامض.
حاولت كريستينا تغيير ابتسامتها عدة مرات. ومع ذلك، بغض النظر عما فعلته، لم يبدُ الأمر مناسبا لها.
“هل أنت على علم بالقصة الكاملة؟” إستفسر يوجين.
“….من فضلك، إدخل.” شعر يوجين أيضًا بالتردد في دعوة بلزاك.
“هاها، من فضلك لا تشعر بخيبة أمل كبيرة.” ضحك بلزاك. “لو رغب سيد البرج الأحمر، فسأكون سعيدًا بالمجيء ومرافقتك في أي وقت.”
“….هل تتحدث عن أولئك الذين يتبعون ملك الدمار الشيطاني؟” سأل يوجين، بعد أن إلتقط التلميح.
ومع ذلك، هو أيضًا فضولي بشأن نوع الشيء الذي يمكن أن يجعل ساحرًا أسود مثل بلزاك يأتي لزيارة شخصيا. خاصة وأن بلزاك هو ساحر أسود تعاقد شخصيًا مع ملك الحصار الشيطاني. ربما هو هنا لجلب رسالة من ملك الحصار الشيطاني نفسه؟
“في كل سنواتي، للإعتقاد أنه سيأتي يوم أتمكن فيه من دخول البرج الأحمر للسحر.” تعجب بلزاك، ويبدو أنه في مزاج جيد. بينما ينظر حول مكان إقامة يوجين الفسيح، واصل التحدث. “كما قد يكون السير يوجين على علم بالفعل، فإن سيد البرج الأحمر لا يحبني كثيرًا.”
دافع يوجين عن سيده: “لكنه يمتلك سببًا لهذا، أليس كذلك؟”
أومأ بلزاك برأسه. “نعم، لهذا السبب لا أشعر بالإنزعاج من هذا. كراهية سيد البرج الأحمر هي كراهية موجهة إلى جميع السحرة السود. هذا عبء يجب على جميع السحرة السود مشاركته.”
“السبب الآخر الذي هو سمعتي الشخصية. أنا بالفعل مكروه جدًا لكوني ساحرًا أسودًا، ولكن هل يجب على الوحوش من هيلموث مهاجمة عشيرة لايونهارت حقًا دون أي تحذير….في حالة حدوث مأساة نتيجة لذلك، أخشى من أي لوم قد يأتي تجاهي لعدم قول أي شيء.” اعترف بلزاك.
يدرك يوجين أيضًا سبب كره لوفليان للسحرة السوداء.
“….ألستُ على الأقل أفضل من أميليا ميروين، على أية حال؟” سأل بلزاك في النهاية.
فقد لوفليان عائلته بسبب التجارب البشرية التي يجريها ساحر أسود. لقد رأى والدته وأبيه وأخته الصغرى يتحولون إلى كيميرا* يتلوون أمام عينيه مباشرة. ولولا الساحر الذي ظهر لمطاردة الساحر الأسود في زنزانته الخاصة، لتحول لوفليان إلى كيميرا آخر أيضًا.
(**للتذكير الكيميرا هو الشيء الذي يشبه الحصان وجسده العلوي هو جسد بشري.)
“….آه.” قال يوجين وهو يهز رأسه أخيرًا بابتسامة. “كنت أتساءل لماذا أتيت بحثا عني. إذن لقد سمعت شيئًا عني من أميليا ميروين، أليس كذلك؟”
سأله يوجين، ” ألا تجد أن وجود السحرة السود بحد ذاته يعتبر خطأ؟”
في تلك الليلة، وصل ضيف غير متوقع إلى برج السحر الأحمر.
“كثير من الناس يرتكبون الخطايا.” أجاب بلزاك وهو يجلس على كرسي: “ولكن بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يرتكبون الخطايا، لا يمكن القول إن وجود البشرية ككل خطأ.”
“لهذا السبب، هناك العديد من الوحوش الذين يعملون بنشاط كمرتزقة في هيلموث. من خلال القتال في المعارك الإقليمية بين الأرستقراطيين الصغار والمتوسطين، فإنهم قادرون على اكتساب الخبرة القتالية ورفع قوتهم من خلال استغلال الشياطين الآخرين. ويفعلون كل هذا لأنهم لن يكونوا قادرين على الفوز بِـإحترام جاغون إذا لم يكونوا أقوياء بما فيه الكفاية.” انتهى بلزاك من تقديم ملاحظاته عن الوحوش.
“هل تحاول حقًا أن تقول…..أنه في حين يوجد السحرة السود الذين يرتكبون الخطايا، هناك أيضًا السحرة السود الجيدون كذلك؟” قال يوجين هذه الكلمات باشمئزاز. “لكن في عيني، وجود الساحر الأسود هو خطيئة.”
ضحك بلزاك فقط. “هاها….لم أقصد بدء مثل هذا النقاش بقول ذلك.”
بغض النظر عن الطريقة التي نظر بها إلى الأمر، بدت كلمات يوجين وقحة. ومع ذلك، لم يعرب بلزاك عن أي استياء من هذا. بدلا من ذلك، أشرقت عيناه كما لو إنه يستمتع بينما ينظر إلى يوجين.
في الأصل، هذا هو الوضع الطبيعي. في ذلك الوقت، لم يبدُ الأمر غريبا على الإطلاق. هذا النوع من التعابير هو الشكل الذي اعتادت كريستينا على إظهاره. عضت كريستينا شفتيها عدة مرات، ثم إبتسمت.
لأنه أثناء مقابلة والدها، الكاردينال روجرس، يجب أن تكون كريستينا قادرةً إظهار مثل هذه الابتسامة دون وعي.
“الهدف الذي نسعى إليه مختلف….هو ما أود قوله. ولكن كما يعلم السير يوجين بالفعل، ليس السحرة السود فقط هم من يجرون التجارب البشرية.” جادل بلزاك: “لقد ارتكب عدد لا يحصى من السحرة عبر التاريخ جرائم فظيعة وكسروا جميع أنواع المحرمات من أجل محاولة اكتساب التنوير الباطني من خلال تلك المحاولات.”
“هل تعتقد أن لديها فرصة في ذلك؟” سأل يوجين.
رد يوجين “ومع ذلك، لم يوقعوا عقدًا مع ملك شياطين.”
أعرب بلزاك فجأة عن رأي مذهل. “في العصر الحالي، لا يختلف ملوك الشياطين كثيرا عن الآلهة.”
فقد لوفليان عائلته بسبب التجارب البشرية التي يجريها ساحر أسود. لقد رأى والدته وأبيه وأخته الصغرى يتحولون إلى كيميرا* يتلوون أمام عينيه مباشرة. ولولا الساحر الذي ظهر لمطاردة الساحر الأسود في زنزانته الخاصة، لتحول لوفليان إلى كيميرا آخر أيضًا.
شعر يوجين غريزيًا بالإهانة بسبب هذه الكلمات.
“هل تحاول حقًا أن تقول…..أنه في حين يوجد السحرة السود الذين يرتكبون الخطايا، هناك أيضًا السحرة السود الجيدون كذلك؟” قال يوجين هذه الكلمات باشمئزاز. “لكن في عيني، وجود الساحر الأسود هو خطيئة.”
على الرغم من أن بلزاك قال هذه الكلمات بابتسامة، إلا أن تعبير لوفليان تصلب بشكل كبير. تماما مثل يوجين، لم يتسامح لوفليان أيضًا مع السحرة السود. حتى لو لم يعتبر جميع السحرة السود والشيطانيين أشرارًا تماما، فإن لوفليان بالتأكيد لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح صديقًا لهم.
تابع بلزاك. “حسنًا، من الواضح أن هذا كلام يعبر عن رأي شخصي فقط، لذلك لن أتمكن من الدفاع عن نفسي حتى لو تم توبيخي على هذا، لكن….في رأيي، ملوك الشياطين أفضل من الآلهة.”
كشف يوجين: “لقد سمعت أنك كنت ذات مرة زميلًا في الدراسة مع سيد البرج الأزرق.”
“كيف ذلك؟” سأل يوجين.
ومع ذلك، قوة ملك الشياطين مطلقة في هيلموث. إذا أمر ملك الحصار الشيطاني بموت شخص ما، فسيتعين على أي شيطان أضعف منه أن يُذعن، حتى لو لم يوقعوا عقدًا معه.
أجاب بلزاك. “يجب على جميع الآلهة أن تبدأ بإثبات وجودها. ومع ذلك، نحن نعلم بالفعل أن ملوك الشياطين موجودون. ليس في السماوات الغامضة، ولكن على هذه الأرض بالذات، يمكن العثور عليهم بسهولة في هيلموث.”
هذه مقتطفات ليست مهمةً بشكل خاص، ولكن مع ذلك، ظلت باقيةً داخل رأسها خلال الأيام القليلة الماضية. عرفت كريستينا أيضًا أنه لا يوجد شيء مميز بطبيعته في مثل هذه الكلمات. ومع ذلك، ما يهم حقًا هو أن مثل هذه الكلمات وجدت عادة فقط بين الأُسر الحقيقية.
على الرغم من أن هذا بدا مسيئًا، لم يستطع يوجين إنكار مثل هذه الكلمات.
تجعدت حواجب يوجين وهو يكرر كلمات بلزاك. “….مفاوضات؟”
في عقلها، خاطبت كريستينا يوجين بذهول. ‘أعلم أنك لم تمتلك سببًا وجيهًا للقيام بذلك….’
“بالطبع الآلهة يمكن أن تضفي المعجزات، ولكن….بدلًا من معجزاتهم التي لا يمكن الاعتماد عليها، أليس من الأفضل بكثير أن يكون هناك ملك شياطين يحكم شخصيًا، ويمكن أن يُنظَرَ إليه في أي وقت؟ أيضًا، ملوك الشياطين منطقيون. بدلا من أشياء مثل الإيمان والطاعة، فإن العقد المبرم باستخدام الروح كضمان هو أكثر موثوقية وجدارة بالاهتمام.” جادل بلزاك.
فركت كريستينا خديها القاسيَّين.
“جدير بالاهتمام….” كرر يوجين بشك.
ضحك بلزاك فقط. “هاها….لم أقصد بدء مثل هذا النقاش بقول ذلك.”
“ببساطة، السحرة السود هم مجرد براغماتيين يسعون إلى الكفاءة القصوى.” لخص بلزاك. “كما قد يعرف السير يوجين، فإن السحر هو انضباط قاس ومتقلب وغير معقول. بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة أو مقدار ما تتوق إليه، إذا لم تملِك الموهبة، فلا يمكنك أن تصير ساحرًا.”
“لا.” أجاب يوجين دون أي تردد. “لو أنت فضولي حقًا، فَـبدلًا من أن تسألني، ألا يمكن لسيد البرج الأسود فقط يسأل ملك الحصار الشيطاني، الذي تخدمه بسعادة؟”
بسبب هذه الكلمات، استذكر يوجين إيوارد.
“كيف ذلك؟” سأل يوجين.
بغض النظر عن مدى تظاهره بأنه لم يتأثر بذلك، بدا أن ما حدث في المرة الأخيرة، عندما سأله يوجين هل هو مثلي الجنس، ترك شوكة مغروسة بعمق في قلب بلزاك.
“بالنسبة لمثل هؤلاء الناس، لا بد أن العقود مع الشياطين تبدو جذابة للغاية. من خلال بيع روحهم، يمكنهم الحصول على السحر الذي يرغبون فيه….التكلفة الوحيدة هي التي يجب عليهم دفعها بأنفسهم. لا يسببون أي ضرر للآخرين.” أصر بلزاك. “فقط عندما لا يكونون راضين عن ذلك، قد يرتكبون خطايا.”
“ماذا عن السحرة السود الذين يرتكبون الكثير من الخطايا، هل تحاول أن تقول أن ذلك أيضًا لأنهم براغماتيين؟” تحدى يوجين بسخرية.
هز بلزاك رأسه وقال، “لا، الأميرة راكشاسا لم تتحد مع جاغون. بدلًا من ذلك، قامت بتجنيد بعض الوحوش الذين يتبعون جاغون كمرتزقة لها.”
استمع يوجين بصمت.
“بما أن هناك ربحًا واضحًا يمكن تحقيقه من خلال انتهاك الأخلاق البشرية، فمن الممكن أن يتخطوا هذا الخط من أجل إتِّباع الحقيقة. لكن هذا صحيح بالنسبة لمعظم السحرة أيضًا.” رد بلزاك.
“هل تحاول حقًا أن تقول…..أنه في حين يوجد السحرة السود الذين يرتكبون الخطايا، هناك أيضًا السحرة السود الجيدون كذلك؟” قال يوجين هذه الكلمات باشمئزاز. “لكن في عيني، وجود الساحر الأسود هو خطيئة.”
في الأصل، هذا هو الوضع الطبيعي. في ذلك الوقت، لم يبدُ الأمر غريبا على الإطلاق. هذا النوع من التعابير هو الشكل الذي اعتادت كريستينا على إظهاره. عضت كريستينا شفتيها عدة مرات، ثم إبتسمت.
كما قال بلزاك ذات مرة منذ وقت طويل، يمكن لأشخاص مثل السحرة التضحية بسهولة بشيء مثل الأخلاق من أجل إرضاء فضولهم ورغبتهم. أو، لوضعها بعبارات بسيطة، هناك عدة مرات كان فيها السحرة منحرفين أكثر من السحرة السود.
سأل يوجين، “هل وقع السير بلزاك أيضًا عقدًا مع ملك الشياطين للحصول على فوائد عملية؟”
لم يستطِع يوجين طرح أي أسئلة علانية حول بارانغ. الى الان، ليس لديه خيار سوى الانتظار ومعرفة نوع المعلومات التي قد يتمكن لوفليان من التقاطها.
تفاجئ بلزاك، وابتسامة رقيقة ظهرت على شفتيه وهو يميل رأسه بشكل مدروس. “هل سمعت الكثير عني؟”
كشف يوجين: “لقد سمعت أنك كنت ذات مرة زميلًا في الدراسة مع سيد البرج الأزرق.”
شعر يوجين غريزيًا بالإهانة بسبب هذه الكلمات.
أكد بلزاك: “ليس الأمر كما لو إننا دُرِسنا من قبل نفس السيد، لكن….نعم، كنت أيضًا عضوًا في برج السحر الأزرق.”
قال يوجين: “وفقا لسيد البرج الأزرق، عندما كنت لا تزال عضوًا في البرج الأزرق، قيل إن مهاراتك مثيرة للإعجاب للغاية.”
ادعى بلزاك بحزن: “إنه أمر محزن للغاية أن أُعامل مثل الشرير على الرغم من أنني لم أفعل أي شيء.”
“هاها….في حين أنه قد يبدو وكأنني وقح لقول هذا بنفسي، لكن نعم، هذه هي الحقيقة. عندما كنت لا أزال في برج السحر الأزرق، أديت أداء أفضل بكثير من سيد البرج الأزرق الحالي….من هيريدوس. ولو قضيت بضع سنوات أخرى هناك، لَـصِرتُ سيد البرج الأزرق بدلًا من هيريدوس.” سكت بلزاك لبضع لحظات، وهو ينقر على مسند ذراع كرسيه، قبل المتابعة، “…..ومع ذلك….إنه فقط بدلًا من الاكتفاء بما أملكه بشكل طبيعي، ما أردته كان أكثر من ذلك.”
“بالطبع، لا يزال هؤلاء الشياطين يخضعون للعقوبات عندما يخالفون القوانين التي وضعها ملك الحصار الشيطاني، لذا فهم مجبرون على تحمل المسؤولية مقابل الحريات التي يتمتعون بها. تماما مثل كيف تم قطع رأس البارون أولفر لمحاولته إغواء السير إيوارد.” أحضر بالاك مثالًا معروفًا لِـيوجين.
“أكثر من ذلك؟” كرر يوجين بفضول.
أجاب بلزاك. “يجب على جميع الآلهة أن تبدأ بإثبات وجودها. ومع ذلك، نحن نعلم بالفعل أن ملوك الشياطين موجودون. ليس في السماوات الغامضة، ولكن على هذه الأرض بالذات، يمكن العثور عليهم بسهولة في هيلموث.”
تفاجئ بلزاك، وابتسامة رقيقة ظهرت على شفتيه وهو يميل رأسه بشكل مدروس. “هل سمعت الكثير عني؟”
“أنا لست سيينا الحكيمة.” أحضر بلزاك اسمها فجأة من العدم.
“بالنسبة لمثل هؤلاء الناس، لا بد أن العقود مع الشياطين تبدو جذابة للغاية. من خلال بيع روحهم، يمكنهم الحصول على السحر الذي يرغبون فيه….التكلفة الوحيدة هي التي يجب عليهم دفعها بأنفسهم. لا يسببون أي ضرر للآخرين.” أصر بلزاك. “فقط عندما لا يكونون راضين عن ذلك، قد يرتكبون خطايا.”
عبس يوجين، ولم يفهم ما قصده بذلك.
“بالطبع الآلهة يمكن أن تضفي المعجزات، ولكن….بدلًا من معجزاتهم التي لا يمكن الاعتماد عليها، أليس من الأفضل بكثير أن يكون هناك ملك شياطين يحكم شخصيًا، ويمكن أن يُنظَرَ إليه في أي وقت؟ أيضًا، ملوك الشياطين منطقيون. بدلا من أشياء مثل الإيمان والطاعة، فإن العقد المبرم باستخدام الروح كضمان هو أكثر موثوقية وجدارة بالاهتمام.” جادل بلزاك.
إستمر بلزاك في الكلام. “سيينا الحكيمة محبوبة من قبل السحر نفسه. السيدة سيينا ساحرة يمكن أن تشكل تهديدًا لملك شياطين، ولكن منذ ولادة السيدة سيينا، لم يظهر أي ساحر آخر كهذا. هذا ينطبق علي أيضًا. بالطبع، أنا لا أقصد أنني أتمنى أن أشكل تهديدًا لملوك الشياطين، الأمر فقط أنني أرغب في أن أكون ساحرًا عظيمًا مثلها.”
سأله يوجين، ” ألا تجد أن وجود السحرة السود بحد ذاته يعتبر خطأ؟”
استمع يوجين بصمت.
“لست أنا فقط أيضًا. أميليا ميروين وإدموند كودريث، أيضًا. ثلاثتنا يمكن أن نصير سحرة فائقين حتى من دون توقيع عقد مع ملك الحصار الشيطاني. كل ما في الأمر أننا أردنا المزيد. أي الساحر يعتقد نفسه عبقريًا سيحمل الرغبة في رؤية نهاية كل السحر. ومع ذلك، فإن مثل هذه النهاية بعيدة عن متناول حتى الساحر الفائق.” قال بلزاك بأسف.
“….نهاية تقول….” ابتسم يوجين وهز رأسه. “إذن ماذا؟ أنت تقول أنه بعد أن وقعت عقدًا مع ملك الشياطين، يا سيد البرج الأسود، إستطعت رؤية النهاية؟”
“بما أن هناك ربحًا واضحًا يمكن تحقيقه من خلال انتهاك الأخلاق البشرية، فمن الممكن أن يتخطوا هذا الخط من أجل إتِّباع الحقيقة. لكن هذا صحيح بالنسبة لمعظم السحرة أيضًا.” رد بلزاك.
أومأ بلزاك برأسه وقال: “لدي شعور بأنني أقترب من النهاية شيئًا فشيئًا. وآمل أيضًا أنه من خلال هذه المحادثة، سأنجح في جعل السير يوجين يفهمني أكثر قليلا.”
اعترف بلزاك بتردد، “أحد الأسباب هو أنني أريدك أن تدين لي بمعروف….السير يوجين….ولكن من فضلك لا تفهم هذا بطريقة خاطئة. لا أريد استخدام هذه الخدمة لأي أغراض جنسية.”
“هل هناك سبب يجعلني أحتاج لفهمك؟” سأل يوجين بحاجب مرتفع.
“بالطبع، لا يزال هؤلاء الشياطين يخضعون للعقوبات عندما يخالفون القوانين التي وضعها ملك الحصار الشيطاني، لذا فهم مجبرون على تحمل المسؤولية مقابل الحريات التي يتمتعون بها. تماما مثل كيف تم قطع رأس البارون أولفر لمحاولته إغواء السير إيوارد.” أحضر بالاك مثالًا معروفًا لِـيوجين.
ادعى بلزاك بحزن: “إنه أمر محزن للغاية أن أُعامل مثل الشرير على الرغم من أنني لم أفعل أي شيء.”
‘….ولكن كان يمكن أن يكون الأمر أفضل بالنسبة لي لو قتلتني.’
هل يمزح؟ لم يستطِع يوجين معرفة نوايا بلزاك الحقيقية، لذلك حافظ على تعبير صارم.
“نعم”، أكد بلزاك. “هذا لأنها مهووسة بزيادة قوتها القتالية. بينما كنت في سمر، هل حدث ورأيت أي جان ظلام؟”
“الهدف الذي نسعى إليه مختلف….هو ما أود قوله. ولكن كما يعلم السير يوجين بالفعل، ليس السحرة السود فقط هم من يجرون التجارب البشرية.” جادل بلزاك: “لقد ارتكب عدد لا يحصى من السحرة عبر التاريخ جرائم فظيعة وكسروا جميع أنواع المحرمات من أجل محاولة اكتساب التنوير الباطني من خلال تلك المحاولات.”
هز بلزاك كتفيه بابتسامة خجولة.
يدرك يوجين أيضًا سبب كره لوفليان للسحرة السوداء.
“….ألستُ على الأقل أفضل من أميليا ميروين، على أية حال؟” سأل بلزاك في النهاية.
“….آه.” قال يوجين وهو يهز رأسه أخيرًا بابتسامة. “كنت أتساءل لماذا أتيت بحثا عني. إذن لقد سمعت شيئًا عني من أميليا ميروين، أليس كذلك؟”
“يبدو أنك قد إستخدمت الرسالة التي قدمتها لك بشكل مفيد.” لاحظ بلزاك: “على الرغم من أنني لم أتوقع أنه سيتم إستخدامها حقا بهذه السرعة.”
اعترف يوجين بسهولة: “بصراحة، لم أرغب حقا في استخدامها.”
(**للتذكير الكيميرا هو الشيء الذي يشبه الحصان وجسده العلوي هو جسد بشري.)
“لقد سمعت أنه لقاء عرضي. وجاء ذلك تمامًا كَـمفاجأة بالنسبة لي كذلك. للاعتقاد بأنها ستذهب حقًا وتخلق زنزانة أخرى، وأنها ستصطدم بالفعل بالسير يوجين هناك.” تعجب بلزاك من الصدفة.
تجعدت حواجب يوجين وهو يكرر كلمات بلزاك. “….مفاوضات؟”
كما قال بلزاك ذات مرة منذ وقت طويل، يمكن لأشخاص مثل السحرة التضحية بسهولة بشيء مثل الأخلاق من أجل إرضاء فضولهم ورغبتهم. أو، لوضعها بعبارات بسيطة، هناك عدة مرات كان فيها السحرة منحرفين أكثر من السحرة السود.
“هل أنت على علم بالقصة الكاملة؟” إستفسر يوجين.
على الرغم من أن هذا بدا مسيئًا، لم يستطع يوجين إنكار مثل هذه الكلمات.
“لم أتمكن من سماع ذلك. على الرغم من أنني فضولي حقًا بشأن ما حدث، رفضت أميليا ميروين إخباري بذلك.” اشتكى بلزاك.
– والدي يقول لي هذه الكلمات فقط لأنه قلق علي، ابنه الوحيد.
“آه.” قال يوجين مرة أخرى: “لذا فإن السبب الذي جعلك تبحث عني اليوم هو أنك تريد أن تسأل عن القصة الكاملة؟”
“هل ستكون على استعداد لإخباري؟” سأل بلزاك بأمل.
‘….بهذه الطريقة، سأتمكن من مغادرة هذا المكان بلا عودة، أبدًا.’
“لا.” أجاب يوجين دون أي تردد. “لو أنت فضولي حقًا، فَـبدلًا من أن تسألني، ألا يمكن لسيد البرج الأسود فقط يسأل ملك الحصار الشيطاني، الذي تخدمه بسعادة؟”
سمعت طرقًا على الباب.
“قد أكون قادرا على القيام بذلك، لكن ملك الحصار الشيطاني ربما لن يجيبني. لأنني لست الوحيد الذي يتلقى صالحًا من ملك الحصار الشيطاني.” قال بالازك على مضض، كما لو إنه يشعر بخيبة أمل من هذا. “أردت أن أسمع القصة كاملة من السير يوجين، ولكن بما أنك لا تنوي إخباري، فلن أكون عنيدًا وأصر على السؤال عنها.”
قامت كريستينا بلصق الوجه الذي لا يزال غريبًا عليها على وجهها.
“بما أن هذا هو الحال، هل ستعود الآن؟” سأل يوجين بأمل.
على الرغم من أن بلزاك قال هذه الكلمات بابتسامة، إلا أن تعبير لوفليان تصلب بشكل كبير. تماما مثل يوجين، لم يتسامح لوفليان أيضًا مع السحرة السود. حتى لو لم يعتبر جميع السحرة السود والشيطانيين أشرارًا تماما، فإن لوفليان بالتأكيد لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح صديقًا لهم.
استمع يوجين بصمت.
“لا تزال هناك مسألة نحتاج إلى مناقشتها.”
‘مرتزقة؟’ قام يوجين بإمالة رأسه وتمتم بصمت هذه الكلمة لنفسه.
“أي نوع من المسائل؟”
‘مرتزقة؟’ قام يوجين بإمالة رأسه وتمتم بصمت هذه الكلمة لنفسه.
“الأميرة راكشاسا.” إنخفض صوت بلزاك كما قال هذا الاسم. “المعروف أيضًا بإسم إيريس. هل سمعت عنها؟”
“هل أنت على علم بالقصة الكاملة؟” إستفسر يوجين.
أجاب يوجين: “….قيل لي إنها سيدة جان الظلام في هيلموث.”
“يبدو أنك قد إستخدمت الرسالة التي قدمتها لك بشكل مفيد.” لاحظ بلزاك: “على الرغم من أنني لم أتوقع أنه سيتم إستخدامها حقا بهذه السرعة.”
“من المؤكد أن الأخبار التي تفيد بأن السير يوجين أحضر معه أكثر من مائة جانٍ من سمر قد وصلت إلى الأميرة راكشاسا أيضًا. لذلك، قبل مرور فترة طويلة، قد تشق الأميرة راكشاسا طريقها إلى عشيرة لايونهارت لإجراء بعض المفاوضات.”
“بالنسبة لمثل هؤلاء الناس، لا بد أن العقود مع الشياطين تبدو جذابة للغاية. من خلال بيع روحهم، يمكنهم الحصول على السحر الذي يرغبون فيه….التكلفة الوحيدة هي التي يجب عليهم دفعها بأنفسهم. لا يسببون أي ضرر للآخرين.” أصر بلزاك. “فقط عندما لا يكونون راضين عن ذلك، قد يرتكبون خطايا.”
تجعدت حواجب يوجين وهو يكرر كلمات بلزاك. “….مفاوضات؟”
“نعم”، أكد بلزاك. “هذا لأنها مهووسة بزيادة قوتها القتالية. بينما كنت في سمر، هل حدث ورأيت أي جان ظلام؟”
نفى بلزاك ذلك على عجل. “ما الحق الذي أملكه لإقناع السير يوجين بذلك؟ ناهيك عن أنني لست حتى أحد حلفائها على أي حال.”
أجاب يوجين مراوغا: “….سمعت هناك شائعات عنهم وسمعت بعض القصص من الجان.”
“بالنسبة لمثل هؤلاء الناس، لا بد أن العقود مع الشياطين تبدو جذابة للغاية. من خلال بيع روحهم، يمكنهم الحصول على السحر الذي يرغبون فيه….التكلفة الوحيدة هي التي يجب عليهم دفعها بأنفسهم. لا يسببون أي ضرر للآخرين.” أصر بلزاك. “فقط عندما لا يكونون راضين عن ذلك، قد يرتكبون خطايا.”
“الهدف الذي نسعى إليه مختلف….هو ما أود قوله. ولكن كما يعلم السير يوجين بالفعل، ليس السحرة السود فقط هم من يجرون التجارب البشرية.” جادل بلزاك: “لقد ارتكب عدد لا يحصى من السحرة عبر التاريخ جرائم فظيعة وكسروا جميع أنواع المحرمات من أجل محاولة اكتساب التنوير الباطني من خلال تلك المحاولات.”
“بما أن هذا هو الحال، فيجب أن يكون من السهل عليك فهمه. تأثير الأميرة راكشاسا في هيلموث ليس بهذه الروعة. يعتبر الشيطان ذوي الدم النقي أن أميرة الشر وجان الظلام خاصتها هُجناء، وتنافس أميرة الشر حاليًا مع الشياطين الآخرين رفيعي المستوى لتصير ملك الشياطين التالي.” كشف بلزاك.
“أي نوع من المسائل؟”
“هل تعتقد أن لديها فرصة في ذلك؟” سأل يوجين.
“جاغون هو وحش استبدادي يحكم فقط من خلال قوته الخاصة. إنه يحتقر الضعفاء ولا يضعهم في عينيه. لذا، من أجل جذب عيون جاغون، ليس أمام الوحش الطموح خيار سوى الحصول على القوة الكافية.” واصل بلزاك محاضرته.
الفصل 127: سيد البرج الأخضر (4)
“بالطبع لا.” أجاب بلزاك دون أي تردد: “جان الظلام هم نوع فرعي خاص. من المستحيل حتى على ملك الحصار الشيطاني أن يُفسِدَ عرقًا ويخلق عرقًا جديدا منه. الوحيدون الذين يتمتعون بهذه القوة الخاصة هم ملك الغضب الشيطاني، الذي مات قبل ثلاثمائة عام، وابنته بالتبني، الأميرة راكشاسا، التي تقود الآن جان الظلام.”
بعد موت ملك الغضب الشيطاني. ترك هذا إيريس باعتبارها الوحيدة في هذا العالم التي يمكنها تحويل الجان إلى جان ظلام.
لأنه أثناء مقابلة والدها، الكاردينال روجرس، يجب أن تكون كريستينا قادرةً إظهار مثل هذه الابتسامة دون وعي.
لأنه أثناء مقابلة والدها، الكاردينال روجرس، يجب أن تكون كريستينا قادرةً إظهار مثل هذه الابتسامة دون وعي.
“كما قلت خلال جلسة الاستماع، يقدم ملك الحصار الشيطاني الكثير من الأعمال الخيرية لأولئك الجان الذين يهاجرون إلى هيلموث بعد إصابتهم بالمرض الشيطاني. يحصلون على إعفاء كامل من ضريبة قوة الحياة، وحتى بدون بيع أرواحهم، يحصلون على معاش سخي كل شهر. من أجل جان الظلام، فقد أمر بتخصيص غابة كبيرة جدًا بالفعل بحيث لا يمكن تخصيصها بالنظر إلى أعدادهم المخفضة كأراضي الأميرة راكشاسا.” قال بلزاك بابتسامة طفيفة وهو يهز رأسه “بالطبع، يتم أخذ معظم المعاش التقاعدي الذي يتلقاه كل جان لاستخدامه كأموال عسكرية لأميرة راكشاسا، ولكن….المشكلة هي أن هدف الأميرة راكشاسا كبير جدا، ومع ضعف جيشها المستقل، من المستحيل عليها تحقيق ذلك. على حد علمي، فإن عدد جان الظلام تحت قيادة الأميرة راكشاسا أقل من ألف.”
“هل هناك سبب يجعلني أحتاج لفهمك؟” سأل يوجين بحاجب مرتفع.
هذا أمر لا مفر منه، هذا الرقم أصغر بكثير مما كان عليه قبل ثلاثمائة عام. في ذلك الوقت، قتل أكثر من نصف جان الظلام بقيادة إيريس على يد سيينا أثناء إخضاعهم لملك الغضب الشيطاني. علاوة على ذلك، فضل معظم الجان الموت بسبب المرض الشيطاني بدلًا من أن يصيروا جان ظلام.
هز بلزاك كتفيه بابتسامة خجولة.
“لهذا السبب، هناك العديد من الوحوش الذين يعملون بنشاط كمرتزقة في هيلموث. من خلال القتال في المعارك الإقليمية بين الأرستقراطيين الصغار والمتوسطين، فإنهم قادرون على اكتساب الخبرة القتالية ورفع قوتهم من خلال استغلال الشياطين الآخرين. ويفعلون كل هذا لأنهم لن يكونوا قادرين على الفوز بِـإحترام جاغون إذا لم يكونوا أقوياء بما فيه الكفاية.” انتهى بلزاك من تقديم ملاحظاته عن الوحوش.
“بعبارة أخرى، يؤوي السير يوجين زيادةً بنسبة عشرة بالمائة في القوى العاملة لأميرة راكشاسا في المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت.” حذرَّ بلزاك “وقد تعميها رغبتها في زيادة إمكاناتها الحربية، وتحول الأميرة راكشاسا عينيها إليك.”
– والدي يقول لي هذه الكلمات فقط لأنه قلق علي، ابنه الوحيد.
“إذا جاءت بحثا عني، فسأخبرها فقط أن تبتعد.” أجاب يوجين بابتسامة باردة: “أو ربما….هل تطلب مني محاولة التفاوض مع الأميرة راكشاسا؟”
أجاب بلزاك، مؤكدًا شكوك يوجين: “نعم، وخاصةً الوحوش منهم.”
نفى بلزاك ذلك على عجل. “ما الحق الذي أملكه لإقناع السير يوجين بذلك؟ ناهيك عن أنني لست حتى أحد حلفائها على أي حال.”
“….ألستُ على الأقل أفضل من أميليا ميروين، على أية حال؟” سأل بلزاك في النهاية.
“إذن ما الذي تحاول قوله بالضبط؟” سأل يوجين بسخط.
“السبب الآخر الذي هو سمعتي الشخصية. أنا بالفعل مكروه جدًا لكوني ساحرًا أسودًا، ولكن هل يجب على الوحوش من هيلموث مهاجمة عشيرة لايونهارت حقًا دون أي تحذير….في حالة حدوث مأساة نتيجة لذلك، أخشى من أي لوم قد يأتي تجاهي لعدم قول أي شيء.” اعترف بلزاك.
بدأ بلزاك يشرح، “لقد أخبرتك بشيء كهذا من قبل. بينما يسيطر ملك الحصار الشيطاني على هيلموث، فإنه لا يتحكم في مجمل الشياطين. لم توقع ملكة شياطين الليل، نوير جيابيلا، والتنين الأسود، الدوق رايزاكيا، عقودًا مع ملك الحصار الشيطاني، وبصرف النظر عنهم، فإن عددًا لا يحصى من الشياطين الآخرين هم أيضًا خارج سيطرة ملك الحصار الشيطاني.”
نظر يوجين بصمت إلى بلزاك. لم يملك أي فكرة عمَا يحاول بلزاك تحذيره منه.
“بالطبع، لا يزال هؤلاء الشياطين يخضعون للعقوبات عندما يخالفون القوانين التي وضعها ملك الحصار الشيطاني، لذا فهم مجبرون على تحمل المسؤولية مقابل الحريات التي يتمتعون بها. تماما مثل كيف تم قطع رأس البارون أولفر لمحاولته إغواء السير إيوارد.” أحضر بالاك مثالًا معروفًا لِـيوجين.
“لم أتمكن من سماع ذلك. على الرغم من أنني فضولي حقًا بشأن ما حدث، رفضت أميليا ميروين إخباري بذلك.” اشتكى بلزاك.
في النهاية، ملك الشياطين هو الأقوى بين الشياطين. تماما كما لم يستطِع ملك مملكة عادية معرفة كل خطوة يقوم بها شعبه، ملك الشياطين عاجزٌ بالمثل. لن يتمكن ملك الشياطين من السيطرة على أرواح الشياطين إلا إذا أبرم عقدًا معهم.
أعرب بلزاك فجأة عن رأي مذهل. “في العصر الحالي، لا يختلف ملوك الشياطين كثيرا عن الآلهة.”
“بالطبع لا.” أجاب بلزاك دون أي تردد: “جان الظلام هم نوع فرعي خاص. من المستحيل حتى على ملك الحصار الشيطاني أن يُفسِدَ عرقًا ويخلق عرقًا جديدا منه. الوحيدون الذين يتمتعون بهذه القوة الخاصة هم ملك الغضب الشيطاني، الذي مات قبل ثلاثمائة عام، وابنته بالتبني، الأميرة راكشاسا، التي تقود الآن جان الظلام.”
ومع ذلك، قوة ملك الشياطين مطلقة في هيلموث. إذا أمر ملك الحصار الشيطاني بموت شخص ما، فسيتعين على أي شيطان أضعف منه أن يُذعن، حتى لو لم يوقعوا عقدًا معه.
“ماذا عن السحرة السود الذين يرتكبون الكثير من الخطايا، هل تحاول أن تقول أن ذلك أيضًا لأنهم براغماتيين؟” تحدى يوجين بسخرية.
‘يجب أن يكون السيد لوفليان يستمع إلى هذه المحادثة أيضًا.’ فكر يوجين ببعض الطمأنينة.
“….حتى في هيلموث، هناك بعض الشياطين الذين لا يستطيع ملك الحصار الشيطاني السيطرة عليهم بشكل كامل.”
“….هل تتحدث عن أولئك الذين يتبعون ملك الدمار الشيطاني؟” سأل يوجين، بعد أن إلتقط التلميح.
حاولت كريستينا تغيير ابتسامتها عدة مرات. ومع ذلك، بغض النظر عما فعلته، لم يبدُ الأمر مناسبا لها.
في النهاية، ملك الشياطين هو الأقوى بين الشياطين. تماما كما لم يستطِع ملك مملكة عادية معرفة كل خطوة يقوم بها شعبه، ملك الشياطين عاجزٌ بالمثل. لن يتمكن ملك الشياطين من السيطرة على أرواح الشياطين إلا إذا أبرم عقدًا معهم.
أجاب بلزاك، مؤكدًا شكوك يوجين: “نعم، وخاصةً الوحوش منهم.”
“لقد أدركت الأميرة راكشاسا مؤخرًا حقيقة وضعها. مع أقل من ألف جان ظلام، من المستحيل عليها أن تصير ملكًا شيطانيًا إذا أصرت بعناد على الاعتماد فقط على دعم شعبها.” كشف بلزاك.
حاول يوجين منع أي مشاعر يشعر بها من الظهور على وجهه. يجب أن يكون بلزاك يتحدث عن ابن أوبيرون — أخو بارانغ، الوحش الذي قاتله يوجين في سمر.
البرج الأحمر هي أرض لوفليان. طالما بقوا داخل البرج، من الممكن له أن يتدخل بغض النظر عن نوع الموقف الذي قد يحدث. ومن غير المحتمل أن يفعل سيد البرج الأسود أي شيء سخيف للغاية، لكن لوفليان لم يستطِع الوثوق بهذا الساحر الأسود الغامض.
“لقد أدركت الأميرة راكشاسا مؤخرًا حقيقة وضعها. مع أقل من ألف جان ظلام، من المستحيل عليها أن تصير ملكًا شيطانيًا إذا أصرت بعناد على الاعتماد فقط على دعم شعبها.” كشف بلزاك.
ادعى بلزاك بحزن: “إنه أمر محزن للغاية أن أُعامل مثل الشرير على الرغم من أنني لم أفعل أي شيء.”
لم يبتسم يوجين ولوفليان. بدا البرود على وجه لوفليان وعدم الرضا في تعابير يوجين.
“…..لذا أنت تقول إنها انضمت إلى الوحوش؟” خمن يوجين. “ولكن على حد علمي، قُتِلَ الرئيس الحالي للوحوش، جاغون، والده لتولي المنصب. ويصادف أن والده هو شقيق الأميرة راكشاسا.”
– بما أنني أعلم أن كل شيء من أجلي، بصفتي ابنه، يجب أن أتظاهر على الأقل بالاستماع إلى والدي.
هز بلزاك رأسه وقال، “لا، الأميرة راكشاسا لم تتحد مع جاغون. بدلًا من ذلك، قامت بتجنيد بعض الوحوش الذين يتبعون جاغون كمرتزقة لها.”
‘مرتزقة؟’ قام يوجين بإمالة رأسه وتمتم بصمت هذه الكلمة لنفسه.
سأل يوجين، “هل وقع السير بلزاك أيضًا عقدًا مع ملك الشياطين للحصول على فوائد عملية؟”
“جاغون هو وحش استبدادي يحكم فقط من خلال قوته الخاصة. إنه يحتقر الضعفاء ولا يضعهم في عينيه. لذا، من أجل جذب عيون جاغون، ليس أمام الوحش الطموح خيار سوى الحصول على القوة الكافية.” واصل بلزاك محاضرته.
سمعت طرقًا على الباب.
“الأميرة راكشاسا.” إنخفض صوت بلزاك كما قال هذا الاسم. “المعروف أيضًا بإسم إيريس. هل سمعت عنها؟”
إستوعب يوجين بصمت هذه المعلومات.
“لهذا السبب، هناك العديد من الوحوش الذين يعملون بنشاط كمرتزقة في هيلموث. من خلال القتال في المعارك الإقليمية بين الأرستقراطيين الصغار والمتوسطين، فإنهم قادرون على اكتساب الخبرة القتالية ورفع قوتهم من خلال استغلال الشياطين الآخرين. ويفعلون كل هذا لأنهم لن يكونوا قادرين على الفوز بِـإحترام جاغون إذا لم يكونوا أقوياء بما فيه الكفاية.” انتهى بلزاك من تقديم ملاحظاته عن الوحوش.
“بالطبع، لا يزال هؤلاء الشياطين يخضعون للعقوبات عندما يخالفون القوانين التي وضعها ملك الحصار الشيطاني، لذا فهم مجبرون على تحمل المسؤولية مقابل الحريات التي يتمتعون بها. تماما مثل كيف تم قطع رأس البارون أولفر لمحاولته إغواء السير إيوارد.” أحضر بالاك مثالًا معروفًا لِـيوجين.
قال بارانغ إن سبب بحثه عن منطقة الجان لا علاقة له بجاغون.
اعترف بلزاك لودبيث، سيد البرج الأسود: “لأنني لو أرسلت كلمة عن نيتي للزيارة، فأنا متأكد من أنك سترفض ذلك.”
تابع بلزاك. “حسنًا، من الواضح أن هذا كلام يعبر عن رأي شخصي فقط، لذلك لن أتمكن من الدفاع عن نفسي حتى لو تم توبيخي على هذا، لكن….في رأيي، ملوك الشياطين أفضل من الآلهة.”
‘هل يمكن أن يكون هذا الرجل بمثابة مرتزق لبعض الشياطين، وذهبوا إلى هناك بعد تلقي أمر منهم؟’ تكهن يوجين.
“….من فضلك، إدخل.” شعر يوجين أيضًا بالتردد في دعوة بلزاك.
لم يستطِع يوجين طرح أي أسئلة علانية حول بارانغ. الى الان، ليس لديه خيار سوى الانتظار ومعرفة نوع المعلومات التي قد يتمكن لوفليان من التقاطها.
“هاها، من فضلك لا تشعر بخيبة أمل كبيرة.” ضحك بلزاك. “لو رغب سيد البرج الأحمر، فسأكون سعيدًا بالمجيء ومرافقتك في أي وقت.”
“من المؤكد أن الأخبار التي تفيد بأن السير يوجين أحضر معه أكثر من مائة جانٍ من سمر قد وصلت إلى الأميرة راكشاسا أيضًا. لذلك، قبل مرور فترة طويلة، قد تشق الأميرة راكشاسا طريقها إلى عشيرة لايونهارت لإجراء بعض المفاوضات.”
‘يجب أن يكون السيد لوفليان يستمع إلى هذه المحادثة أيضًا.’ فكر يوجين ببعض الطمأنينة.
فقد لوفليان عائلته بسبب التجارب البشرية التي يجريها ساحر أسود. لقد رأى والدته وأبيه وأخته الصغرى يتحولون إلى كيميرا* يتلوون أمام عينيه مباشرة. ولولا الساحر الذي ظهر لمطاردة الساحر الأسود في زنزانته الخاصة، لتحول لوفليان إلى كيميرا آخر أيضًا.
يجب أن يكون لوفليان يسمع هذه المحادثة عن المرتزقة بطريقة ما، ويمكنه استخدام ذلك كنقطة انطلاق لجمع المعلومات حول بارانغ.
دون أي أثر للتردد، أومأ يوجين برأسه وقال، “هذا الرجل المسمى جاغون، يبدو أنه يتمتع بشخصية المجنونة تماما.”
“جدير بالاهتمام….” كرر يوجين بشك.
أشار بلزاك، “إنه شخص مزق حلق والده، بعد كل شيء. حتى الأميرة راكشاسا لن تكون سريعةً جدًا في التعاون مع مثل هذا المُنشَّق. وكما قال السير يوجين بالفعل، فإن الأب الذي قتله جاغون بيديه هو أيضًا شقيق الأميرة راكشاسا.”
خدمت قبائل الوحوش، بقيادة أوبيرون، ملك الغضب الشيطاني جنبًا إلى جنب مع الأميرة راكشاسا. على الرغم من أن الوحوش أقسموا الآن على خدمة ملك الدمار الشيطاني، إلا أن الأميرة راكشاسا ستتردد بالتأكيد في التعاون مع جاغون، الذي قتل رفيقها السابق وشقيقها أوبيرون.
“بما أن هذا هو الحال، فيجب أن يكون من السهل عليك فهمه. تأثير الأميرة راكشاسا في هيلموث ليس بهذه الروعة. يعتبر الشيطان ذوي الدم النقي أن أميرة الشر وجان الظلام خاصتها هُجناء، وتنافس أميرة الشر حاليًا مع الشياطين الآخرين رفيعي المستوى لتصير ملك الشياطين التالي.” كشف بلزاك.
“إذا رفض السير يوجين التفاوض، فمن المؤكد أن الأميرة راكشاسا ستتراجع. لأنها ليست يائسة لدرجة أنها ستهاجم المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت من أجل أخذ هؤلاء الجان لنفسها. ومع ذلك، هناك احتمال أنها قد ترسل الوحوش للهجوم.” وقف بلزاك وهو يعطي تحذيرًا نهائيًا واحدًا، “لا ينبغي أن يكون لدى جاغون أي سبب للظهور شخصيًا، لكن يجب ألَّا تستهين بأي فرد من أفراد الوحوش.”
ومع ذلك، قوة ملك الشياطين مطلقة في هيلموث. إذا أمر ملك الحصار الشيطاني بموت شخص ما، فسيتعين على أي شيطان أضعف منه أن يُذعن، حتى لو لم يوقعوا عقدًا معه.
“ما أسبابك لكي تعطيَّنا مثل هذا التحذير؟” سأل يوجين بشكل مُرتاب.
رد يوجين “ومع ذلك، لم يوقعوا عقدًا مع ملك شياطين.”
اعترف بلزاك بتردد، “أحد الأسباب هو أنني أريدك أن تدين لي بمعروف….السير يوجين….ولكن من فضلك لا تفهم هذا بطريقة خاطئة. لا أريد استخدام هذه الخدمة لأي أغراض جنسية.”
على الرغم من أن بلزاك قال هذه الكلمات بابتسامة، إلا أن تعبير لوفليان تصلب بشكل كبير. تماما مثل يوجين، لم يتسامح لوفليان أيضًا مع السحرة السود. حتى لو لم يعتبر جميع السحرة السود والشيطانيين أشرارًا تماما، فإن لوفليان بالتأكيد لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح صديقًا لهم.
بغض النظر عن مدى تظاهره بأنه لم يتأثر بذلك، بدا أن ما حدث في المرة الأخيرة، عندما سأله يوجين هل هو مثلي الجنس، ترك شوكة مغروسة بعمق في قلب بلزاك.
الفصل 127: سيد البرج الأخضر (4)
هذا يعني أن بلزاك مصممٌ على أخذ بعض من وقته مهما حدث. سعل يوجين ونظر إلى لوفليان.
“السبب الآخر الذي هو سمعتي الشخصية. أنا بالفعل مكروه جدًا لكوني ساحرًا أسودًا، ولكن هل يجب على الوحوش من هيلموث مهاجمة عشيرة لايونهارت حقًا دون أي تحذير….في حالة حدوث مأساة نتيجة لذلك، أخشى من أي لوم قد يأتي تجاهي لعدم قول أي شيء.” اعترف بلزاك.
رد يوجين “ومع ذلك، لم يوقعوا عقدًا مع ملك شياطين.”
“ألا تعتقد أنك تجذب الكثير من الكراهية لأنك تقيم بلا داع في آروث؟ لو غادرت إلى هيلموث، فأنا متأكد من أنه سيكون هناك عداء أقل بكثير.” نصحه يوجين بلطف.
حاولت كريستينا تغيير ابتسامتها عدة مرات. ومع ذلك، بغض النظر عما فعلته، لم يبدُ الأمر مناسبا لها.
“هاها، من فضلك لا تشعر بخيبة أمل كبيرة.” ضحك بلزاك. “لو رغب سيد البرج الأحمر، فسأكون سعيدًا بالمجيء ومرافقتك في أي وقت.”
“هاهاها….في حين أن هذا قد يكون هو الحال حقًا، إلا أنني لست مولعًا جدا بهيلموث.” ادعى بلزاك بإبتسامة وهو يضع قبعته مرة أخرى على رأسه.
فركت كريستينا خديها القاسيَّين.
“هل هناك سبب يجعلني أحتاج لفهمك؟” سأل يوجين بحاجب مرتفع.
المظهر المنعكس في المرآة بدا غير مألوف إلى حد ما لكريستينا، وخاصة تعبيراتها. قامت كريستينا بتجعيد حواجبها، وتقويمها، ثم الرمش باهتمام. ظل جسدها ناعمًا، لكنها شعرت بتصلب عضلات وجهها عند أدنى ضغط.
إستمر بلزاك في الكلام. “سيينا الحكيمة محبوبة من قبل السحر نفسه. السيدة سيينا ساحرة يمكن أن تشكل تهديدًا لملك شياطين، ولكن منذ ولادة السيدة سيينا، لم يظهر أي ساحر آخر كهذا. هذا ينطبق علي أيضًا. بالطبع، أنا لا أقصد أنني أتمنى أن أشكل تهديدًا لملوك الشياطين، الأمر فقط أنني أرغب في أن أكون ساحرًا عظيمًا مثلها.”
رفعت كريستينا زوايا شفتيها بإصبعها. ولكن هل ابتسامة قسري مثل هذه هي أفضل بأي شكل من القناع؟ عندما سقطت أصابعها، تدلت الزوايا المرتفعة من شفتيها مرة أخرى.
في الأصل، هذا هو الوضع الطبيعي. في ذلك الوقت، لم يبدُ الأمر غريبا على الإطلاق. هذا النوع من التعابير هو الشكل الذي اعتادت كريستينا على إظهاره. عضت كريستينا شفتيها عدة مرات، ثم إبتسمت.
على الرغم من أن بلزاك قال هذه الكلمات بابتسامة، إلا أن تعبير لوفليان تصلب بشكل كبير. تماما مثل يوجين، لم يتسامح لوفليان أيضًا مع السحرة السود. حتى لو لم يعتبر جميع السحرة السود والشيطانيين أشرارًا تماما، فإن لوفليان بالتأكيد لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح صديقًا لهم.
‘….لقد مرت بضعة أشهر فقط.’ فكرت مع نفسها.
قال يوجين: “وفقا لسيد البرج الأزرق، عندما كنت لا تزال عضوًا في البرج الأزرق، قيل إن مهاراتك مثيرة للإعجاب للغاية.”
على الرغم من أن بلزاك قال هذه الكلمات بابتسامة، إلا أن تعبير لوفليان تصلب بشكل كبير. تماما مثل يوجين، لم يتسامح لوفليان أيضًا مع السحرة السود. حتى لو لم يعتبر جميع السحرة السود والشيطانيين أشرارًا تماما، فإن لوفليان بالتأكيد لم يعتقد أنه يمكن أن يصبح صديقًا لهم.
حاولت كريستينا تغيير ابتسامتها عدة مرات. ومع ذلك، بغض النظر عما فعلته، لم يبدُ الأمر مناسبا لها.
هل ابتسمت هكذا عندما كانت في سمر؟ يجب أن يكون هناك أكثر من عدة مرات عندما ابتسمت هكذا. بالنسبة لكريستينا، الابتسام طوال الوقت هو مجرد عادة. حتى لو لم تملك سببًا للإبتسام. هذا بالضبط ما ظلت تفعله منذ أن طفولتها، في الدير. بدلا من وجه خال من التعبيرات أو منزعج، فإن الوجه المبتسم سيجعلها تبدو أكثر ودية.
“في كل سنواتي، للإعتقاد أنه سيأتي يوم أتمكن فيه من دخول البرج الأحمر للسحر.” تعجب بلزاك، ويبدو أنه في مزاج جيد. بينما ينظر حول مكان إقامة يوجين الفسيح، واصل التحدث. “كما قد يكون السير يوجين على علم بالفعل، فإن سيد البرج الأحمر لا يحبني كثيرًا.”
‘لقد مرت بضعة أشهر فقط، لكن لا يمكنني أن أتذكر كيف يبدو تعبيريَّ المعتاد.’ تنهدت كريستينا بصمت.
سمعت طرقًا على الباب.
رفعت كريستينا زوايا شفتيها بإصبعها. ولكن هل ابتسامة قسري مثل هذه هي أفضل بأي شكل من القناع؟ عندما سقطت أصابعها، تدلت الزوايا المرتفعة من شفتيها مرة أخرى.
“السبب الآخر الذي هو سمعتي الشخصية. أنا بالفعل مكروه جدًا لكوني ساحرًا أسودًا، ولكن هل يجب على الوحوش من هيلموث مهاجمة عشيرة لايونهارت حقًا دون أي تحذير….في حالة حدوث مأساة نتيجة لذلك، أخشى من أي لوم قد يأتي تجاهي لعدم قول أي شيء.” اعترف بلزاك.
تنهدت كريستينا. “…..الأسرة، هاه….”
يجب أن يكون لوفليان يسمع هذه المحادثة عن المرتزقة بطريقة ما، ويمكنه استخدام ذلك كنقطة انطلاق لجمع المعلومات حول بارانغ.
تذكرت أجزاء من المحادثة التي أجرتها مع يوجين قبل مغادرة منزل لايونهارت.
– والدي يقول لي هذه الكلمات فقط لأنه قلق علي، ابنه الوحيد.
رفعت كريستينا زوايا شفتيها بإصبعها. ولكن هل ابتسامة قسري مثل هذه هي أفضل بأي شكل من القناع؟ عندما سقطت أصابعها، تدلت الزوايا المرتفعة من شفتيها مرة أخرى.
– بما أنني أعلم أن كل شيء من أجلي، بصفتي ابنه، يجب أن أتظاهر على الأقل بالاستماع إلى والدي.
كما قال بلزاك ذات مرة منذ وقت طويل، يمكن لأشخاص مثل السحرة التضحية بسهولة بشيء مثل الأخلاق من أجل إرضاء فضولهم ورغبتهم. أو، لوضعها بعبارات بسيطة، هناك عدة مرات كان فيها السحرة منحرفين أكثر من السحرة السود.
هذه مقتطفات ليست مهمةً بشكل خاص، ولكن مع ذلك، ظلت باقيةً داخل رأسها خلال الأيام القليلة الماضية. عرفت كريستينا أيضًا أنه لا يوجد شيء مميز بطبيعته في مثل هذه الكلمات. ومع ذلك، ما يهم حقًا هو أن مثل هذه الكلمات وجدت عادة فقط بين الأُسر الحقيقية.
“ببساطة، السحرة السود هم مجرد براغماتيين يسعون إلى الكفاءة القصوى.” لخص بلزاك. “كما قد يعرف السير يوجين، فإن السحر هو انضباط قاس ومتقلب وغير معقول. بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة أو مقدار ما تتوق إليه، إذا لم تملِك الموهبة، فلا يمكنك أن تصير ساحرًا.”
أومأ بلزاك برأسه. “نعم، لهذا السبب لا أشعر بالإنزعاج من هذا. كراهية سيد البرج الأحمر هي كراهية موجهة إلى جميع السحرة السود. هذا عبء يجب على جميع السحرة السود مشاركته.”
لهذا السبب لم تستطِع كريستينا حقًا فهم المشاعر الكامنة وراء مثل هذه الكلمات.
منذ ولادتها، لم تكُن كريستينا أبدًا جزءًا من عائلة حقيقية.
“….نهاية تقول….” ابتسم يوجين وهز رأسه. “إذن ماذا؟ أنت تقول أنه بعد أن وقعت عقدًا مع ملك الشياطين، يا سيد البرج الأسود، إستطعت رؤية النهاية؟”
خلع بلزاك فيدورا قبعته الكلاسيكية، وابتسم لمُضيفَيهِ غير المُرَحبين به.
‘….ولكن هذا هو السبب في أن هذا يهمني أكثر.’ اعترفت كريستينا لنفسها.
“هل يسمح لي بالدخول؟ أو، هل ترغب في الخروج في نزهة معي؟” سأل بلزاك بأدب.
سمعت طرقًا على الباب.
أومأ بلزاك برأسه وقال: “لدي شعور بأنني أقترب من النهاية شيئًا فشيئًا. وآمل أيضًا أنه من خلال هذه المحادثة، سأنجح في جعل السير يوجين يفهمني أكثر قليلا.”
قامت كريستينا بلصق الوجه الذي لا يزال غريبًا عليها على وجهها.
إستوعب يوجين بصمت هذه المعلومات.
تنهدت كريستينا. “…..الأسرة، هاه….”
في عقلها، خاطبت كريستينا يوجين بذهول. ‘أعلم أنك لم تمتلك سببًا وجيهًا للقيام بذلك….’
قد تشعر أنها محرجة في الوقت الحالي، لكنها ستعتاد على ذلك قريبا.
“الأميرة راكشاسا.” إنخفض صوت بلزاك كما قال هذا الاسم. “المعروف أيضًا بإسم إيريس. هل سمعت عنها؟”
خدمت قبائل الوحوش، بقيادة أوبيرون، ملك الغضب الشيطاني جنبًا إلى جنب مع الأميرة راكشاسا. على الرغم من أن الوحوش أقسموا الآن على خدمة ملك الدمار الشيطاني، إلا أن الأميرة راكشاسا ستتردد بالتأكيد في التعاون مع جاغون، الذي قتل رفيقها السابق وشقيقها أوبيرون.
‘….ولكن كان يمكن أن يكون الأمر أفضل بالنسبة لي لو قتلتني.’
“كما قلت خلال جلسة الاستماع، يقدم ملك الحصار الشيطاني الكثير من الأعمال الخيرية لأولئك الجان الذين يهاجرون إلى هيلموث بعد إصابتهم بالمرض الشيطاني. يحصلون على إعفاء كامل من ضريبة قوة الحياة، وحتى بدون بيع أرواحهم، يحصلون على معاش سخي كل شهر. من أجل جان الظلام، فقد أمر بتخصيص غابة كبيرة جدًا بالفعل بحيث لا يمكن تخصيصها بالنظر إلى أعدادهم المخفضة كأراضي الأميرة راكشاسا.” قال بلزاك بابتسامة طفيفة وهو يهز رأسه “بالطبع، يتم أخذ معظم المعاش التقاعدي الذي يتلقاه كل جان لاستخدامه كأموال عسكرية لأميرة راكشاسا، ولكن….المشكلة هي أن هدف الأميرة راكشاسا كبير جدا، ومع ضعف جيشها المستقل، من المستحيل عليها تحقيق ذلك. على حد علمي، فإن عدد جان الظلام تحت قيادة الأميرة راكشاسا أقل من ألف.”
لأنه أثناء مقابلة والدها، الكاردينال روجرس، يجب أن تكون كريستينا قادرةً إظهار مثل هذه الابتسامة دون وعي.
أجاب يوجين مراوغا: “….سمعت هناك شائعات عنهم وسمعت بعض القصص من الجان.”
“….ألستُ على الأقل أفضل من أميليا ميروين، على أية حال؟” سأل بلزاك في النهاية.
‘….بهذه الطريقة، سأتمكن من مغادرة هذا المكان بلا عودة، أبدًا.’
فقد لوفليان عائلته بسبب التجارب البشرية التي يجريها ساحر أسود. لقد رأى والدته وأبيه وأخته الصغرى يتحولون إلى كيميرا* يتلوون أمام عينيه مباشرة. ولولا الساحر الذي ظهر لمطاردة الساحر الأسود في زنزانته الخاصة، لتحول لوفليان إلى كيميرا آخر أيضًا.
تمنت كريستينا ألَّا تعود إلى هذا المكان أبدًا.
أجاب بلزاك. “يجب على جميع الآلهة أن تبدأ بإثبات وجودها. ومع ذلك، نحن نعلم بالفعل أن ملوك الشياطين موجودون. ليس في السماوات الغامضة، ولكن على هذه الأرض بالذات، يمكن العثور عليهم بسهولة في هيلموث.”
“يبدو أنك قد إستخدمت الرسالة التي قدمتها لك بشكل مفيد.” لاحظ بلزاك: “على الرغم من أنني لم أتوقع أنه سيتم إستخدامها حقا بهذه السرعة.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
