آكاشا (2)
الفصل 117: آكاشا (2)
هناك الكثير من الخدم المصنوعين في آكرون، ولكن من المستحيل بالنسبة لمعظم هؤلاء الخدم حتى إجراء محادثة مناسبة. لقد أشرفوا على المهام الموكلة إليهم، كما تمت برمجتهم للقيام بذلك، وإستطاعوا فقط على إطاعة الأوامر البسيطة التي قدمها السحرة الذين زاروا قاعاتهم.
‘هل أنت مجنون؟’
ومع ذلك، مير مختلفة. على الرغم من أنها خادم تم إنشاؤه باستخدام السحر، إلا أنها متطورة للغاية لدرجة أنه يمكن للمرء أن يصدق حقًا أنها إنسانٌ حقيقي.
الفصل 117: آكاشا (2)
إمتلكت مير نفسها قدرًا كبيرًا من الفخر بهذه الحقيقة. لذلك، لم ترغب مير في قضاء وقت فراغها في القيام بنفس الأشياء التي قام بها الخدم الآخرون.
…..ويوجين يدرك أيضًا هذه الحقيقة على الأغلب.
متظاهرةً بالدهشة، تابعت مير، “يا إلهي! أليس هذا السيد يوجين؟ لقد غادرت للتو آروث قبل بضعة أشهر، لماذا عدت بهذه السرعة؟”
على الرغم من أن جسدها ليس بحاجة حقا لتناول الطعام أو الشراب، إلا أنها أرادت أن تأكل وتشرب كشخص حقيقي. أرادت أن تكون قادرة على الشعور والتعبير عن مشاعرها من خلال المحادثات غير الرسمية مع الآخرين.
إمتلكت مير نفسها قدرًا كبيرًا من الفخر بهذه الحقيقة. لذلك، لم ترغب مير في قضاء وقت فراغها في القيام بنفس الأشياء التي قام بها الخدم الآخرون.
هذه المكتبة الملكية، آكرون، هي تماًما مثل سجن مملٍ لِـمير. فهي ممنوعة تماما من الخروج من أبواب آكرون، لذلك أمضت مئات السنين القليلة الماضية في حالة فاترة….
“بما أنك قادم إلى آروث، أليس من الأفضل لو إتصلت بنا!”
عندما لا تستطيع حتى أن تأخذها أكثر من ذلك، فإنها تغلق إرتباطها بمكر الساحرة؛ تماما مثل إيقاف الطاقة عن الجهاز، فإنه سيغلق وعيها. كخادم سحري، لم تستطع مير النوم، ولم تشعر بالحاجة إلى النوم، لكن تعليق الوعي هذا مشابهٌ إلى حد ما للنوم.
لكنه مشابهٌ فقط، فهي لم تنَم حقًا. لم تستطع حتى أن تحلم. في النهاية، هذا يعني أنه يستحيل على مير تخفيف مللها.
“هاها! من فضلك لا تقلق بشأن ذلك كثيرًا. حسنًا، اللورد يوجين لا يزال شابا، أليس كذلك؟ يبدو أنك لا تستطيع مقاومة التصرف مثل الذين في عمرك، هاها! الطيران حيث ممنوع هو جريمة خفيفة، لذلك يمكن التغاضي عنها بسهولة. وبالتالي، هل هذا يعني أن اللورد يوجين صار الآن محطمًا للقواعد؟” ضحك تريمبل بحرارة.
“اللورد يوجين!” هدر تريمبل.
‘هذا ممل جدًا.’ فكرت مير مع نفسها وحنت كرسيها للخلف، عابسة.
على الرغم من أنها أدركت بالفعل كم هذا المكان ممل منذ أكثر من مائة عام، إلا أن الأشهر القليلة الماضية بدت مملة ومتعرجة بشكل خاص بالنسبة لمير.
لو إن الطرف المخالف هو مجرد ساحر عادي، فيمكنه التعامل معه وفقا للقانون. لكنه ليس ساحرًا عاديًا، هل هو؟ إمتلك تريمبل الكثير من الاهتمام بِـيوجين وأعرب عن أمله في إقناعه بطريقة ما بالانضمام إلى سحرة البلاط. أما بالنسبة لطيران يوجين دون إذن؟ شيء كهذا يمكن التغاضي عنه. إذا طلب يوجين ذلك، يمكن لتريمبل أن يفكر في منحه الحق في الطيران بحرية عبر سماء آروث.
‘كل هذا بسبب السير يوجين.’ إشتكت مير.
يجب عليها حقا مصافحة يده، أو على الأقل هذا ما أخبرته بنفسها، لكن مير لم تحاول إزالة يده على الفور. بدلًا من ذلك، ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تنظر إلى يوجين.
هي تفكر بِـيوجين لايونهارت. لقد زار قاعة سيينا لمدة عامين فقط. بالمقارنة مع طول الفترة الزمنية التي ظلت مير موجودةً فيها، هذه فترة زمنية قصيرة بشكل سخيف.
“هممم؟ امم….هاها! ماذا يجب أن أقول؟ تحلق في السماء فوق العاصمة، حسنا، قد تكون مشكلة لو فعل ساحر عادي هذا، ولكن….لا بأس بما أنه أنت، اللورد يوجين.” قال تريمبل بخضوع.
ومع ذلك، كان هذا الوقت القصير ممتعا للغاية لدرجة أنه ذكر مير بالوقت الذي قضته مع سيينا، مُنشِئتها، منذ وقت طويل. على الرغم من وجود العديد من السحرة الآخرين الذين زاروا قاعة سيينا قبل يوجين، لم تجد مير أبدًا أنه من الممتع التحدث إلى هؤلاء السحرة العجائز الذين هم من الطراز القديم وماتت روح الدعابة لديهم مع تقدمهم في السن.
“ما رأيك؟ يمكنك معرفة ذلك بمجرد النظر.” سخر يوجين وهو يواصل مد يده نحو آكاشا. “تماما مثل آخر مرة، أريد أن أحاول الإمساك بها.”
معظم السحرة الذين زاروا هذا المكان أغبياء قضوا معظم حياتهم في الاستماع إلى صوت الناس الذين يطلقون عليهم مسمى العباقرة، وبالتالي سقطوا في الوهم بأنهم عباقرة حقا. وبعبارة أخرى، غرقوا في غطرستهم وحبهم لذاتهم.
لم تستطع مير قول أي شيء ردًا على هذه الكلمات.
لم يحمل مثل هؤلاء السحرة أي احترام لخادم مثل مير. هذه قضية لا مفر منها. تعامل معظم السحرة مع خدمهم السحريين على أنهم عبيد اعتنوا بالأعمال المنزلية المرهقة بالنسبة لهم. على الرغم من أنه ممنوع بموجب قوانين القارة استخدام البشر أو أشباه البشر كعبيد، لكن لا مشكلة إستخدام الخدم السحريين كعبيد.
لكن يوجين مختلف.
لم تُرِد أن تبدو أنيقة للغاية. ولم ترغب حتى في أن تبدو كما لو إنها تنتظر استقباله. ما أرادته هو….شكلها المعتاد. لتبدو وكأنها كما هي بدون تغير شيء. ركزت مير بفارغ الصبر على وصوله، وسرعان ما هرولت لتقف أمام المصعد.
معظم السحرة الذين زاروا هذا المكان أغبياء قضوا معظم حياتهم في الاستماع إلى صوت الناس الذين يطلقون عليهم مسمى العباقرة، وبالتالي سقطوا في الوهم بأنهم عباقرة حقا. وبعبارة أخرى، غرقوا في غطرستهم وحبهم لذاتهم.
لم يمانع في التحدث مع مير ولم يحترِم مير أبدًا لمجرد أنها خادمة سحرية لسيينا. في غضون ذلك، إنهمك أيضًا في التعلم.
معظم أولئك الأنواع المتعالية من السحرة لم يتمكنوا من فهم مكر الساحرة، وفي يأسهم، سرعان ما غادروا قاعة سيينا كما لو إنهم يهربون. ومع ذلك، حضر يوجين إلى قاعة سيينا كل يوم لمدة عامين كاملين من أجل فهم مكر الساحرة، وتمكن من تعلمها من خلال عمله الجاد ومثابرته.
“نعم، حسنًا….” رد يوجين بتردد.
“هل نسيته بالفعل؟” ذَكَّرَتْ مير يوجين “إنه قائد سحرة بلاط آروث. رجل عجوز يتجول شاربٍ لا يناسبه حقا.”
“أنا أشعر بالملل لدرجة أنني يمكن أن أموت.” تأوهت مير وهي تستمر في العبوس وتنقر على سطح الطاولة أمامها. “لا يوجد حتى أي ساحر آخرٍ يزور هذا المكان.”
لقد مرت بضعة أشهر فقط منذ مغادرة يوجين، لكن مير لم تصدق هذه الحقيقة. على الرغم من أن الوقت لم يؤثر بها حقا، لكنها لا تزال تشعر وكأن عامًا قد مر على الأقل، ‘هل هي حقًا بضعة أشهر فقط؟’
‘….لا، بضعة أشهر لا تزال وقتًا طويلا بالنسبة للبشر. بما أن الكثير من الوقت قد مر، ألا يجب أن يأتي ويزورها مرة واحدة، حتى لو إن ذلك بسبب الملل….’
مرة أخرى، شعرت مير بالندم بمجرد خروج هذه الكلمات. هي مرتبطة بأنظمة إدارة آكرون. هذا يعني أنها قادرة على معرفة الوقت الفعلي عندما قدم أي ساحر بطاقة الدخول الخاصة به ودخل أكرون…
وووش!
“هل نسيته بالفعل؟” ذَكَّرَتْ مير يوجين “إنه قائد سحرة بلاط آروث. رجل عجوز يتجول شاربٍ لا يناسبه حقا.”
استيقظ عقلها المتعب من إنذار مفاجئ. رفعت مير رأسها وظلت صامتةً بتفاجُئ لبضع لحظات.
‘ماذا يجب أن أقول؟’ تساءلت مير.
سرعان ما انتشرت ابتسامة مشرقة على شفتيها. التقطت القبعة الكبيرة التي وضعت بجانبها ونهضت من مقعدها.
بعد تهدئة نفسها، سعلت مير. “احم. حسنا، في الوقت الحالي، لا يجب أن نبقى واقفين هنا فقط، علينا أن نغلق المدخل. ألست على دراية بكل شيء هنا بالفعل؟ وغني عن القول أن المكان الذي تجلس فيه دائمًا لا يزال في نفس حاله. بالطبع، هناك أيضا الوسادة التي تركتها هناك.”
بعد فرد شعرها المجعد بيديها تقريبا، وضعت مير القبعة فوق شعرها المجعد، لكنها لم تُعجَبْ بشكل انعكاسها في النافذة. خلعت قبعتها مرة أخرى، وسرعان ما بدأت ترتب شعرها بكلتا يديها.
لم تُرِد أن تبدو أنيقة للغاية. ولم ترغب حتى في أن تبدو كما لو إنها تنتظر استقباله. ما أرادته هو….شكلها المعتاد. لتبدو وكأنها كما هي بدون تغير شيء. ركزت مير بفارغ الصبر على وصوله، وسرعان ما هرولت لتقف أمام المصعد.
“هل كنت بخير؟” سأل يوجين.
‘ماذا يجب أن أقول؟’ تساءلت مير.
“لن أجلس.” كرر يوجين كلامه.
‘لماذا عدت؟ تماما كما اعتقدت، لقد أدركتَ ذلك، صحيح؟ سيدي يوجين، أطروحتك السحرية كانت رائعة للغاية، لكنها ليست مثالية. نعم، ولكن هذا طبيعي فقط. بعد كل شيء، لم يمر سوى عامين فقط منذ أن بدأت في تعلم السحر؟’
‘لهذا السبب قلت لك، ألم أفعل، سيدي يوجين؟ أنه لا يجب أن تكون في عجلة من أمرك للمغادرة؟ يجب ممارسة السحر بعقل هادئ. حسنًا، حقيقة أنك لم تُقرِض حتى نصف أذن لنصائح الآخرين تم ذكرها أيضًا عدة مرات في الحكاية الخيالية! لو عِشت حقًا حياتك الماضية هكذا، فعليك تغيير الأشياء الآن بعد أن تناسخت.‘
‘هذا طويل جدا!’
في سنه، يوجين لا يزال لديه جانب لطيف. مشى تريمبل إلى يوجين بابتسامة ممتعة.
المصعد في طريقه للأعلى. سيصل في بضع ثوان من الآن. قامت مير بتقويم ظهرها ونفخ صدرها، ثم وضعت كلتا يديها على خصرها.
لم يحمل مثل هؤلاء السحرة أي احترام لخادم مثل مير. هذه قضية لا مفر منها. تعامل معظم السحرة مع خدمهم السحريين على أنهم عبيد اعتنوا بالأعمال المنزلية المرهقة بالنسبة لهم. على الرغم من أنه ممنوع بموجب قوانين القارة استخدام البشر أو أشباه البشر كعبيد، لكن لا مشكلة إستخدام الخدم السحريين كعبيد.
“مرحبا بكم في قاعة سيينا!” قالت مير بابتسامة عريضة، تماما كما حدث عندما التقيا لأول مرة.
في سنه، يوجين لا يزال لديه جانب لطيف. مشى تريمبل إلى يوجين بابتسامة ممتعة.
مباشرة بعد أن قالت هذه الكلمات، شعرت مير بالتفاجئ. خرج صوتها أعلى مما توقعت. وليس صوتها فقط، بل شعرت أن ابتسامتها أيضًا واسعةٌ جدًا. قامت مير على الفور بتعديل تعبيرها وتراجعت بضع خطوات إلى الوراء.
“بما أنك قادم إلى آروث، أليس من الأفضل لو إتصلت بنا!”
متظاهرةً بالدهشة، تابعت مير، “يا إلهي! أليس هذا السيد يوجين؟ لقد غادرت للتو آروث قبل بضعة أشهر، لماذا عدت بهذه السرعة؟”
مباشرة بعد أن قالت هذه الكلمات، شعرت مير بالتفاجئ. خرج صوتها أعلى مما توقعت. وليس صوتها فقط، بل شعرت أن ابتسامتها أيضًا واسعةٌ جدًا. قامت مير على الفور بتعديل تعبيرها وتراجعت بضع خطوات إلى الوراء.
مرة أخرى، شعرت مير بالندم بمجرد خروج هذه الكلمات. هي مرتبطة بأنظمة إدارة آكرون. هذا يعني أنها قادرة على معرفة الوقت الفعلي عندما قدم أي ساحر بطاقة الدخول الخاصة به ودخل أكرون…
“ألست هنا لمعاقبتي؟” سأل يوجين.
…..ويوجين يدرك أيضًا هذه الحقيقة على الأغلب.
“بما أنك قادم إلى آروث، أليس من الأفضل لو إتصلت بنا!”
في اللحظة التي نظر فيها يوجين إليها وأوشك على قول شيء ما، إنفجرت مير. “أنظمة إدارة آكرون معطلة للصيانة منذ هذا الصباح. كما تعلم، سيدي يوجين، يمكن أن تكون التعاويذ حساسة للغاية ويتم فحصها بشكل دوري. خاصة هنا، في آكرون، نظرًا لوجود الكثير من الكنوز التي جذبت الكثير من الاهتمام وقد تغري البلدان الأخرى، ناهيك عن السحرة غير النظاميين، لمحاولة الهروب معهم.”
ومع ذلك، مير مختلفة. على الرغم من أنها خادم تم إنشاؤه باستخدام السحر، إلا أنها متطورة للغاية لدرجة أنه يمكن للمرء أن يصدق حقًا أنها إنسانٌ حقيقي.
“ألست هنا لمعاقبتي؟” سأل يوجين.
“أوه، هل هذا صحيح؟” بدا رد فعل يوجين متسليًا.
لم يمانع في التحدث مع مير ولم يحترِم مير أبدًا لمجرد أنها خادمة سحرية لسيينا. في غضون ذلك، إنهمك أيضًا في التعلم.
“نعم، هذا صحيح! على الرغم من أن التعاويذ التي ألقتها السيدة سيينا مثالية لدرجة أنها لا تحتاج إلى الإصلاح حتى بعد مرور مائة عام، إلا أن نظام إدارة آكرون لم يتم إنشاؤه بواسطة السيدة سيينا! حقًا الآن، هذا صعب جدًا علينا، هل تعلم؟ لحسن الحظ، ليس هناك الكثير من السحرة الذين يزورون….”
‘إنقاذ مثالي.’ فكرت مير وهي تبتسم ابتسامة عريضة.
“على أي حال، سيدي يوجين، هل لي أن أسأل لماذا جئت إلى هنا؟ هل أدركت أنك ما زلت بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسة بعد كل شيء؟” مير مثار.
معظم أولئك الأنواع المتعالية من السحرة لم يتمكنوا من فهم مكر الساحرة، وفي يأسهم، سرعان ما غادروا قاعة سيينا كما لو إنهم يهربون. ومع ذلك، حضر يوجين إلى قاعة سيينا كل يوم لمدة عامين كاملين من أجل فهم مكر الساحرة، وتمكن من تعلمها من خلال عمله الجاد ومثابرته.
“هممم.” همهم يوجين وهو ينظر بهدوء إلى وجه مير المقلوب.
“ماذا تقصد، مهمة؟ أوه، آه! من المعروف أنك كنت مهووسا بمكر الساحرة أثناء دراستك في آروث، اللورد يوجين….هاها! كما هو متوقع، اللورد يوجين، أنت حقا تمتلك قلب ساحر. يتم تذكيرك بمثل هذه التعويذة الرائعة في كل مرة تغمض فيها عينيك، ولا يمكنك الوقوف بعيدًا بعد الآن، صحيح؟” قال تريمبل بابتسامة متفهمة وهو يسير إلى يوجين. “بما أن هذا هو الحال، ماذا عن العيش في آروث بشكل دائم؟ أوه، احم. لقد سمعت أيضًا الأخبار عنك، اللورد يوجين. يقولون أنك عدت من سمر تقود أكثر من مائة جان معك؟ بينما سمعت أن الغابة في المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت فسيحة وجميلة للغاية، بالمعنى الدقيق للكلمة، فهي لا تخصك حقًا، أليس كذلك، اللورد يوجين؟”
بدت مثل سيينا في طفولتها. على عكس تلك الموجودة في الصور، هذه الابتسامة مليئة بالمرح. ابتسم يوجين ووضع يده على رأس مير.
بصراحة، بدا تريمبل منزعجًا بعض الشيء — بسبب حقيقة أن يوجين قد خالف القانون بالطيران في السماء فوق العاصمة وحقيقة أنه، قائد قسم سحرة البلاط، عليه أن يتخذ إجراء شخصيا لمثل هذه القضية التافهة. ومع ذلك، ليس باليد حيلة.
“….واو…أنت حقا تتجاوز الحدود بشكل عرضي بمجرد أن نلتقي.” اشتكت مير.
“حسنا، لفعل شيء كالتدريب على السحر، لست بحاجة للمجيء إلى هنا لسبب كهذا، صحيح؟” قال يوجين متسليًا.
يجب عليها حقا مصافحة يده، أو على الأقل هذا ما أخبرته بنفسها، لكن مير لم تحاول إزالة يده على الفور. بدلًا من ذلك، ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تنظر إلى يوجين.
عندما لا تستطيع حتى أن تأخذها أكثر من ذلك، فإنها تغلق إرتباطها بمكر الساحرة؛ تماما مثل إيقاف الطاقة عن الجهاز، فإنه سيغلق وعيها. كخادم سحري، لم تستطع مير النوم، ولم تشعر بالحاجة إلى النوم، لكن تعليق الوعي هذا مشابهٌ إلى حد ما للنوم.
“هل كنت بخير؟” سأل يوجين.
قال يوجين بابتسامة متكلفة: “ربما هذا هو الحال.”
شخرت متظاهرة بالإشمئزاز. “هيه. لماذا تسأل حتى هل كنت بخير أم لا؟ الأمر نفسه كما هو الحال دائمًا.”
أجاب يوجين: “لهذا فقط يبدو أنك لا تُبلينَ بلاءً حسنًا.”
‘لماذا عدت؟ تماما كما اعتقدت، لقد أدركتَ ذلك، صحيح؟ سيدي يوجين، أطروحتك السحرية كانت رائعة للغاية، لكنها ليست مثالية. نعم، ولكن هذا طبيعي فقط. بعد كل شيء، لم يمر سوى عامين فقط منذ أن بدأت في تعلم السحر؟’
“لا على الإطلاق.” أصرت مير. “لم أقصد شيئًا كهذا أبدًا. أنا فقط أقول أن الأمور….هي نفسها كالعادة؟ دون أن يأتي أي شخص لزيارتي، في خضم هذا الهدوء الهادئ….حسنا….يمكنني الحصول على القليل من التأمل، والقيام ببعض التنظيف، وإعادة ترتيب الكتب السحرية المعروضة على أرفف الكتب….”
حاولت مير جاهدًا ألا تتذمر كثيرًا. بينما واصلت التحدث بنبرة رتيبة، أمسكت مير بمعصم يوجين، ولا تزال يده مستلقية على رأسها.
ومع ذلك، مير مختلفة. على الرغم من أنها خادم تم إنشاؤه باستخدام السحر، إلا أنها متطورة للغاية لدرجة أنه يمكن للمرء أن يصدق حقًا أنها إنسانٌ حقيقي.
بعد تهدئة نفسها، سعلت مير. “احم. حسنا، في الوقت الحالي، لا يجب أن نبقى واقفين هنا فقط، علينا أن نغلق المدخل. ألست على دراية بكل شيء هنا بالفعل؟ وغني عن القول أن المكان الذي تجلس فيه دائمًا لا يزال في نفس حاله. بالطبع، هناك أيضا الوسادة التي تركتها هناك.”
غير قادرة على الاحتفاظ بها، كشفت مير عن تعبير مُشمئز.
“لا أعتقد أنني سأحتاج إلى الجلوس في مكاني المعتاد.”
“ماذا تقصد، مهمة؟ أوه، آه! من المعروف أنك كنت مهووسا بمكر الساحرة أثناء دراستك في آروث، اللورد يوجين….هاها! كما هو متوقع، اللورد يوجين، أنت حقا تمتلك قلب ساحر. يتم تذكيرك بمثل هذه التعويذة الرائعة في كل مرة تغمض فيها عينيك، ولا يمكنك الوقوف بعيدًا بعد الآن، صحيح؟” قال تريمبل بابتسامة متفهمة وهو يسير إلى يوجين. “بما أن هذا هو الحال، ماذا عن العيش في آروث بشكل دائم؟ أوه، احم. لقد سمعت أيضًا الأخبار عنك، اللورد يوجين. يقولون أنك عدت من سمر تقود أكثر من مائة جان معك؟ بينما سمعت أن الغابة في المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت فسيحة وجميلة للغاية، بالمعنى الدقيق للكلمة، فهي لا تخصك حقًا، أليس كذلك، اللورد يوجين؟”
“…هاه؟”
‘هذا طويل جدا!’
على الرغم من أن يوجين ابتسم وهو يقول هذه الكلمات، لم تبتسم مير. اتسعت عيناها إلى دوائر وهي تحدق في يوجين.
قال يوجين بابتسامة متكلفة: “ربما هذا هو الحال.”
مشى يوجين حول مكر ساحرة، في وسط القاعة، ووقف الآن أمام آكاشا، التي المعلقة على الحائط.
“…لِمَ لا؟” توسلت مير بينما وجهها ينهار بعبوس. “مستحيل. هل حقا أتيت كل الطريق إلى هنا فقط لكي تقول مرحبًا؟ ألم تأت إلى هنا لأنك أردت الاستمرار في ممارسة سحرك؟”
معظم السحرة الذين زاروا هذا المكان أغبياء قضوا معظم حياتهم في الاستماع إلى صوت الناس الذين يطلقون عليهم مسمى العباقرة، وبالتالي سقطوا في الوهم بأنهم عباقرة حقا. وبعبارة أخرى، غرقوا في غطرستهم وحبهم لذاتهم.
“حسنا، لفعل شيء كالتدريب على السحر، لست بحاجة للمجيء إلى هنا لسبب كهذا، صحيح؟” قال يوجين متسليًا.
إنزعج تريمبل من رد الفعل الجاف من يوجين. هو قائد سحرة البلاط. موقعه هو أعلى منصب يمكن أن يصل إليه ساحر قتالي في آروث. في بعض النواحي، هذا يعني أنه يتمتع بسلطة أعلى من سلطة الأبراج. مثل هذا الشخص قد جاء شخصيا لزيارة يوجين وحتى ألقى نكتة كعلامة على الصداقة، ولكن بدلا من ذلك….
“كم هذا متعجرف!” صرخت مير بنبرة حادة وهي تضغط على معصم يوجين. “لن أتسامح مع مثل هذه الملاحظة منك، سيدي يوجين! هل تقول حقًا أنك تريد فقط ممارسة سحرك في مكان آخر بدلًا من هنا؟ هل تعرف كم عدد السحرة الذين ظلت رغبتهم مدى الحياة هي الدخول ليوم واحد إلى آكرون؟”
“بصراحة، هذا لا علاقة له بي.” أشار يوجين.
“حسنا….هذا—! قد يكون هذا صحيحًا، لكن—! على أي حال، بغض النظر عن مدى موهبتك، سيكون التدرب في آكرون أكثر كفاءة من التدرب بمفردك.” جادلت مير بعصبية.
“نعم، هذا صحيح! على الرغم من أن التعاويذ التي ألقتها السيدة سيينا مثالية لدرجة أنها لا تحتاج إلى الإصلاح حتى بعد مرور مائة عام، إلا أن نظام إدارة آكرون لم يتم إنشاؤه بواسطة السيدة سيينا! حقًا الآن، هذا صعب جدًا علينا، هل تعلم؟ لحسن الحظ، ليس هناك الكثير من السحرة الذين يزورون….”
“حسنا، أعتقد أن هذا يمكن أن يكون صحيحا.” تجاهلها يوجين.
“لن أجلس.” كرر يوجين كلامه.
“بما أنك قادم إلى آروث، أليس من الأفضل لو إتصلت بنا!”
“أنت….أنت مزعج حقًا.”، هدرت مير وقلصت يديها. “نعم نعم، أعلم أنك موهوب يا سيدي يوجين. ولكن ماذا في ذلك؟ لماذا أتيت إلى هنا؟ فقط لتقول مرحبًا؟ أنا أرفض قبول تحياتك. ليس هناك سبب لذلك، بل على العكس لو توجب علي قول شيء، فَـهو فقط—ما؟ هاه؟ ماذا تفعل؟ لماذا تتجه إلى الداخل؟”
بينما كانت مير في منتصف خطبتها، بدأ يوجين يسير في القاعة دون أن يهز يد مير، التي لا تزال تضغط على معصمه.
‘كل هذا بسبب السير يوجين.’ إشتكت مير.
أثناء طرح أسئلتها، تبعت مير يوجين، “ألم تقل أنك لست بحاجة للجلوس في مكانك المعتاد؟ فلماذا أنت متجه إلى داخل؟! انظر، في النهاية، أنت حقًا ستجلس. فلماذا تتصرف وكأنك لم تخطط لفعل ذلك؟ ليس كما الأمر وكأنني سأغضب من شيء كهذا أو أي شيء.”
قال يوجين بابتسامة متكلفة: “ربما هذا هو الحال.”
“لن أجلس.” كرر يوجين كلامه.
ارتجف جسد يوجين بسبب الاشمئزاز عندما وأدار رأسه. شاربه الكبير هذا لم يناسبه حقًا….على الرغم من أنه بالتأكيد أكبر سنا مما بدا، إلا أن تريمبل لديه وجه رجل في منتصف عمره.
“إذن لماذا أنت—” توقفت مير فجأة عن الكلام. حواجبها مجعدة وأطلقت يد يوجين قبل أن تقول في النهاية، “…تريمبل فيزاردو هنا.”
“ماذا؟” أجاب يوجين.
لكنه مشابهٌ فقط، فهي لم تنَم حقًا. لم تستطع حتى أن تحلم. في النهاية، هذا يعني أنه يستحيل على مير تخفيف مللها.
اختفت ابتسامة تريمبل على الفور. يمنع استخدام السحر في آكرون. هذا من المحرمات القوية التي لا يمكن مقارنتها بتلك التي تحظر الطيران فوق العاصمة.
“هل نسيته بالفعل؟” ذَكَّرَتْ مير يوجين “إنه قائد سحرة بلاط آروث. رجل عجوز يتجول شاربٍ لا يناسبه حقا.”
“نعم، حسنًا….” رد يوجين بتردد.
“لا، أنا أعرف من هو، ولكن كيف أمكنك أن تعرفي أنه هنا؟” أوضح يوجين.
شخرت متظاهرة بالإشمئزاز. “هيه. لماذا تسأل حتى هل كنت بخير أم لا؟ الأمر نفسه كما هو الحال دائمًا.”
“كيف أعرف…؟ ما الذي تتحدث عنه بحق العالم—آه!” صرخت مير في مفاجأة قبل أن تعدل تعبيرها بسرعة. “يبدو أن إصلاح أنظمة الإدارة قد اكتمل.”
مرة أخرى، شعرت مير بالندم بمجرد خروج هذه الكلمات. هي مرتبطة بأنظمة إدارة آكرون. هذا يعني أنها قادرة على معرفة الوقت الفعلي عندما قدم أي ساحر بطاقة الدخول الخاصة به ودخل أكرون…
علق يوجين قائلا: “يا له من توقيت رائع.”
لقد مرت بضعة أشهر فقط منذ مغادرة يوجين، لكن مير لم تصدق هذه الحقيقة. على الرغم من أن الوقت لم يؤثر بها حقا، لكنها لا تزال تشعر وكأن عامًا قد مر على الأقل، ‘هل هي حقًا بضعة أشهر فقط؟’
في اللحظة التي نظر فيها يوجين إليها وأوشك على قول شيء ما، إنفجرت مير. “أنظمة إدارة آكرون معطلة للصيانة منذ هذا الصباح. كما تعلم، سيدي يوجين، يمكن أن تكون التعاويذ حساسة للغاية ويتم فحصها بشكل دوري. خاصة هنا، في آكرون، نظرًا لوجود الكثير من الكنوز التي جذبت الكثير من الاهتمام وقد تغري البلدان الأخرى، ناهيك عن السحرة غير النظاميين، لمحاولة الهروب معهم.”
“…العالم مليء بالمصادفات التي مثل هذه. ماذا؟ يبدو أن تريمبل فيزاردو في طريقه إلى هذه القاعة. هل يمكن أن يكون بسببك، سيدي يوجين؟” تكهنت مير.
“كم هذا متعجرف!” صرخت مير بنبرة حادة وهي تضغط على معصم يوجين. “لن أتسامح مع مثل هذه الملاحظة منك، سيدي يوجين! هل تقول حقًا أنك تريد فقط ممارسة سحرك في مكان آخر بدلًا من هنا؟ هل تعرف كم عدد السحرة الذين ظلت رغبتهم مدى الحياة هي الدخول ليوم واحد إلى آكرون؟”
قال يوجين بابتسامة متكلفة: “ربما هذا هو الحال.”
“بما أنك قادم إلى آروث، أليس من الأفضل لو إتصلت بنا!”
لقد وصلوا إلى هنا أسرع مما توقع. حسنا، كان يجب أن يكتشف أنهم سيأتون في وقت مبكر، لأنه طار في منطقة حظر طيران….الحراس مسؤولون بشكل أساسي عن إدارة أمن العاصمة، ولكن في النهاية، أبلغ أعلى مستويات الحراس قسم سحرة البلاط.
“اللورد يوجين!”
تذكر يوجين عندما قام بنكتة مماثلة. الكلمات التي بصقتها سيل في ذلك الوقت بينما وجهها ملتوٍ بإنزعاج ترددت داخل رأسه.
تم إصدار الصرخة بمجرد فتح أبواب المصعد. خرج تريمبل من الأبواب وذراعيه مفتوحتان على مصراعيها.
“إذن لماذا أنت—” توقفت مير فجأة عن الكلام. حواجبها مجعدة وأطلقت يد يوجين قبل أن تقول في النهاية، “…تريمبل فيزاردو هنا.”
“بما أنك قادم إلى آروث، أليس من الأفضل لو إتصلت بنا!”
لم يحمل مثل هؤلاء السحرة أي احترام لخادم مثل مير. هذه قضية لا مفر منها. تعامل معظم السحرة مع خدمهم السحريين على أنهم عبيد اعتنوا بالأعمال المنزلية المرهقة بالنسبة لهم. على الرغم من أنه ممنوع بموجب قوانين القارة استخدام البشر أو أشباه البشر كعبيد، لكن لا مشكلة إستخدام الخدم السحريين كعبيد.
بصراحة، بدا تريمبل منزعجًا بعض الشيء — بسبب حقيقة أن يوجين قد خالف القانون بالطيران في السماء فوق العاصمة وحقيقة أنه، قائد قسم سحرة البلاط، عليه أن يتخذ إجراء شخصيا لمثل هذه القضية التافهة. ومع ذلك، ليس باليد حيلة.
“بما أن هذا هو الحال، فأنا محظوظ.” قبل يوجين عرضَ الغفران.
“ماذا؟” أجاب يوجين.
لو إن الطرف المخالف هو مجرد ساحر عادي، فيمكنه التعامل معه وفقا للقانون. لكنه ليس ساحرًا عاديًا، هل هو؟ إمتلك تريمبل الكثير من الاهتمام بِـيوجين وأعرب عن أمله في إقناعه بطريقة ما بالانضمام إلى سحرة البلاط. أما بالنسبة لطيران يوجين دون إذن؟ شيء كهذا يمكن التغاضي عنه. إذا طلب يوجين ذلك، يمكن لتريمبل أن يفكر في منحه الحق في الطيران بحرية عبر سماء آروث.
تم انتهاك هذه المحرمات حاليًا أمام عينيه مباشرة. مدت مير يدها بسرعة وأمسكت بياقة يوجين.
“ألست هنا لمعاقبتي؟” سأل يوجين.
“هممم؟ امم….هاها! ماذا يجب أن أقول؟ تحلق في السماء فوق العاصمة، حسنا، قد تكون مشكلة لو فعل ساحر عادي هذا، ولكن….لا بأس بما أنه أنت، اللورد يوجين.” قال تريمبل بخضوع.
معظم السحرة الذين زاروا هذا المكان أغبياء قضوا معظم حياتهم في الاستماع إلى صوت الناس الذين يطلقون عليهم مسمى العباقرة، وبالتالي سقطوا في الوهم بأنهم عباقرة حقا. وبعبارة أخرى، غرقوا في غطرستهم وحبهم لذاتهم.
“بما أن هذا هو الحال، فأنا محظوظ.” قبل يوجين عرضَ الغفران.
ومع ذلك، كان هذا الوقت القصير ممتعا للغاية لدرجة أنه ذكر مير بالوقت الذي قضته مع سيينا، مُنشِئتها، منذ وقت طويل. على الرغم من وجود العديد من السحرة الآخرين الذين زاروا قاعة سيينا قبل يوجين، لم تجد مير أبدًا أنه من الممتع التحدث إلى هؤلاء السحرة العجائز الذين هم من الطراز القديم وماتت روح الدعابة لديهم مع تقدمهم في السن.
في سنه، يوجين لا يزال لديه جانب لطيف. مشى تريمبل إلى يوجين بابتسامة ممتعة.
“هاها! من فضلك لا تقلق بشأن ذلك كثيرًا. حسنًا، اللورد يوجين لا يزال شابا، أليس كذلك؟ يبدو أنك لا تستطيع مقاومة التصرف مثل الذين في عمرك، هاها! الطيران حيث ممنوع هو جريمة خفيفة، لذلك يمكن التغاضي عنها بسهولة. وبالتالي، هل هذا يعني أن اللورد يوجين صار الآن محطمًا للقواعد؟” ضحك تريمبل بحرارة.
غير قادرة على الاحتفاظ بها، كشفت مير عن تعبير مُشمئز.
قال يوجين بابتسامة متكلفة: “ربما هذا هو الحال.”
ارتجف جسد يوجين بسبب الاشمئزاز عندما وأدار رأسه. شاربه الكبير هذا لم يناسبه حقًا….على الرغم من أنه بالتأكيد أكبر سنا مما بدا، إلا أن تريمبل لديه وجه رجل في منتصف عمره.
مرة أخرى، شعرت مير بالندم بمجرد خروج هذه الكلمات. هي مرتبطة بأنظمة إدارة آكرون. هذا يعني أنها قادرة على معرفة الوقت الفعلي عندما قدم أي ساحر بطاقة الدخول الخاصة به ودخل أكرون…
“لا أعتقد أنني سأحتاج إلى الجلوس في مكاني المعتاد.”
‘هل أنت مجنون؟’
وووش!
تذكر يوجين عندما قام بنكتة مماثلة. الكلمات التي بصقتها سيل في ذلك الوقت بينما وجهها ملتوٍ بإنزعاج ترددت داخل رأسه.
اختفت ابتسامة تريمبل على الفور. يمنع استخدام السحر في آكرون. هذا من المحرمات القوية التي لا يمكن مقارنتها بتلك التي تحظر الطيران فوق العاصمة.
‘هذا صحيح، إذن هذه هي الطريقة التي شعرت بها سيل في ذلك الوقت….’ شعر يوجين الآن بالندم على نطق مثل هذه الكلمات في ذلك الوقت.
على الرغم من أنها أدركت بالفعل كم هذا المكان ممل منذ أكثر من مائة عام، إلا أن الأشهر القليلة الماضية بدت مملة ومتعرجة بشكل خاص بالنسبة لمير.
“…بلى،أعتقد ذلك.” لا يزال يوجين يحاول الرد بأدب وهو يدير رأسه للخلف.
‘هذا طويل جدا!’
إنزعج تريمبل من رد الفعل الجاف من يوجين. هو قائد سحرة البلاط. موقعه هو أعلى منصب يمكن أن يصل إليه ساحر قتالي في آروث. في بعض النواحي، هذا يعني أنه يتمتع بسلطة أعلى من سلطة الأبراج. مثل هذا الشخص قد جاء شخصيا لزيارة يوجين وحتى ألقى نكتة كعلامة على الصداقة، ولكن بدلا من ذلك….
على الرغم من أنها أدركت بالفعل كم هذا المكان ممل منذ أكثر من مائة عام، إلا أن الأشهر القليلة الماضية بدت مملة ومتعرجة بشكل خاص بالنسبة لمير.
“أنا أشعر بالملل لدرجة أنني يمكن أن أموت.” تأوهت مير وهي تستمر في العبوس وتنقر على سطح الطاولة أمامها. “لا يوجد حتى أي ساحر آخرٍ يزور هذا المكان.”
‘على الرغم من أنني أستطيع أن أجعل سحرة البلاط يضحكون بشدة لدرجة أنهم يضطرون إلى الإمساك بطونهم بمجرد فتح فمي.’ اشتكى تريمبل داخليا. “…احم…. بالمناسبة، اللورد يوجين، هل لي أن أسأل لماذا جئت إلى آكرون؟”
“ما-ماذا تعتقد أنك تفعل؟!” سألت مير. “يجب أن تكون مدركا جيدا، سيدي يوجين! استخدام السحر في آكرون هو—”
أجاب يوجين: “لقد جئت إلى هنا في مهمة.”
لكنه مشابهٌ فقط، فهي لم تنَم حقًا. لم تستطع حتى أن تحلم. في النهاية، هذا يعني أنه يستحيل على مير تخفيف مللها.
“ماذا تقصد، مهمة؟ أوه، آه! من المعروف أنك كنت مهووسا بمكر الساحرة أثناء دراستك في آروث، اللورد يوجين….هاها! كما هو متوقع، اللورد يوجين، أنت حقا تمتلك قلب ساحر. يتم تذكيرك بمثل هذه التعويذة الرائعة في كل مرة تغمض فيها عينيك، ولا يمكنك الوقوف بعيدًا بعد الآن، صحيح؟” قال تريمبل بابتسامة متفهمة وهو يسير إلى يوجين. “بما أن هذا هو الحال، ماذا عن العيش في آروث بشكل دائم؟ أوه، احم. لقد سمعت أيضًا الأخبار عنك، اللورد يوجين. يقولون أنك عدت من سمر تقود أكثر من مائة جان معك؟ بينما سمعت أن الغابة في المنزل الرئيسي لعشيرة لايونهارت فسيحة وجميلة للغاية، بالمعنى الدقيق للكلمة، فهي لا تخصك حقًا، أليس كذلك، اللورد يوجين؟”
“ما رأيك؟ يمكنك معرفة ذلك بمجرد النظر.” سخر يوجين وهو يواصل مد يده نحو آكاشا. “تماما مثل آخر مرة، أريد أن أحاول الإمساك بها.”
“نعم، حسنًا….” رد يوجين بتردد.
“…لِمَ لا؟” توسلت مير بينما وجهها ينهار بعبوس. “مستحيل. هل حقا أتيت كل الطريق إلى هنا فقط لكي تقول مرحبًا؟ ألم تأت إلى هنا لأنك أردت الاستمرار في ممارسة سحرك؟”
“أنت أيضا بالغٌ الآن، وبالتالي….حتى متى تخطط للبقاء في المنزل الرئيسي حيث الكثير من العيون مسلطةٌ عليك؟ اللورد يوجين، إذا رغبت في ذلك، يمكنني العثور على قصر فاخر لك في العاصمة. أما بالنسبة للجان الذين أخرجتهم من الغابة، فهناك غابة تابعة للقصر الملكي يمكنهم….العيش….فيها…. ماذا تفعل بالضبط؟” سأل تريمبل، وعيناه تتسع وهو ينظر إلى يوجين.
معظم أولئك الأنواع المتعالية من السحرة لم يتمكنوا من فهم مكر الساحرة، وفي يأسهم، سرعان ما غادروا قاعة سيينا كما لو إنهم يهربون. ومع ذلك، حضر يوجين إلى قاعة سيينا كل يوم لمدة عامين كاملين من أجل فهم مكر الساحرة، وتمكن من تعلمها من خلال عمله الجاد ومثابرته.
‘….لا، بضعة أشهر لا تزال وقتًا طويلا بالنسبة للبشر. بما أن الكثير من الوقت قد مر، ألا يجب أن يأتي ويزورها مرة واحدة، حتى لو إن ذلك بسبب الملل….’
مشى يوجين حول مكر ساحرة، في وسط القاعة، ووقف الآن أمام آكاشا، التي المعلقة على الحائط.
“لن أجلس.” كرر يوجين كلامه.
‘هذا صحيح، إذن هذه هي الطريقة التي شعرت بها سيل في ذلك الوقت….’ شعر يوجين الآن بالندم على نطق مثل هذه الكلمات في ذلك الوقت.
أدرك تريمبل شيئا وانفجر في الضحك “…آهاها! لذلك هذا هو الحال! اللورد يوجين، أنت لم تحصل على عصاة خاصة بك حتى الآن، صحيح؟ أتذكر عندما زرت قاعة سيينا لأول مرة في آكرون. كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذه العصاة المذهلة والجميلة….العصاة التي كنت أستخدمها لم تعد ترضي عيني، لذلك واجهت الكثير من المتاعب للحصول على عصاة مصنوعة من خشب شجرة خرافية….”
في سنه، يوجين لا يزال لديه جانب لطيف. مشى تريمبل إلى يوجين بابتسامة ممتعة.
“…هاه؟”
“…بلى،أعتقد ذلك.” لا يزال يوجين يحاول الرد بأدب وهو يدير رأسه للخلف.
“من الصعب للغاية الحصول عليها وحتى عندما تكون متاحة، ليس هناك ما يضمن أنك ستتمكن من الحصول عليها. ولكن إذا انضم اللورد يوجين إلى سحرة البلاط…” سكت تريمبل بشكل مُغري.
“كيف أعرف…؟ ما الذي تتحدث عنه بحق العالم—آه!” صرخت مير في مفاجأة قبل أن تعدل تعبيرها بسرعة. “يبدو أن إصلاح أنظمة الإدارة قد اكتمل.”
حاولت مير جاهدًا ألا تتذمر كثيرًا. بينما واصلت التحدث بنبرة رتيبة، أمسكت مير بمعصم يوجين، ولا تزال يده مستلقية على رأسها.
دون إعطاء أي رد، مد يوجين يده نحو آكاشا. لم يشعر تريمبل بأي حاجة لمنعه من القيام بذلك. في هذه القاعة، لا توجد قواعد تمنع الضيوف من إمساك آكاشا مباشرة. هذا لأنه لا جدوى من القيام بذلك. لم تعترف آكاشا بأي شخص آخر غير سيينا الحكيمة باعتباره سيدها.
إمتلكت مير نفسها قدرًا كبيرًا من الفخر بهذه الحقيقة. لذلك، لم ترغب مير في قضاء وقت فراغها في القيام بنفس الأشياء التي قام بها الخدم الآخرون.
“هممم.” همهم يوجين وهو ينظر بهدوء إلى وجه مير المقلوب.
“…السير يوجين؟” على عكس تريمبل، وقفت مير بجوار يوجين. شعرت أن هناك شيئا مختلفا يحدث في الابتسامة التي على وجه يوجين. “…ماذا تفعل الآن؟”
“إذن لماذا أنت—” توقفت مير فجأة عن الكلام. حواجبها مجعدة وأطلقت يد يوجين قبل أن تقول في النهاية، “…تريمبل فيزاردو هنا.”
“ما رأيك؟ يمكنك معرفة ذلك بمجرد النظر.” سخر يوجين وهو يواصل مد يده نحو آكاشا. “تماما مثل آخر مرة، أريد أن أحاول الإمساك بها.”
“اللورد يوجين!” هدر تريمبل.
“…انتظر.” قال مير، وجهها يتحول إلى اللون الأبيض.
طاقة يوجين السحرية تتحرك. هذا ليس مجرد ضخ بسيط للطاقة السحرية أيضًا، الطاقة السحرية تتحرك كما لو إنه يؤدي نوعًا من التقنية. ما يعنيه هذا واضح. يوجين يحاول استخدام نوع من السحر.
ارتجف جسد يوجين بسبب الاشمئزاز عندما وأدار رأسه. شاربه الكبير هذا لم يناسبه حقًا….على الرغم من أنه بالتأكيد أكبر سنا مما بدا، إلا أن تريمبل لديه وجه رجل في منتصف عمره.
لكن يوجين مختلف.
اختفت ابتسامة تريمبل على الفور. يمنع استخدام السحر في آكرون. هذا من المحرمات القوية التي لا يمكن مقارنتها بتلك التي تحظر الطيران فوق العاصمة.
“…بلى،أعتقد ذلك.” لا يزال يوجين يحاول الرد بأدب وهو يدير رأسه للخلف.
المجلدات التي تم الاحتفاظ بها في آكرون هي أعظم التعاويذ في آروث، لا، لن يكون من المبالغة القول إنها أعظم التعاويذ في تاريخ السحر. لذلك، توجب عليهم حمايتها بعناية.
مشى يوجين حول مكر ساحرة، في وسط القاعة، ووقف الآن أمام آكاشا، التي المعلقة على الحائط.
“نعم، حسنًا….” رد يوجين بتردد.
وهكذا، لا يمكن السماح لأحد باستخدام السحر في آكرون. سواء هو قائد سحرة البلاط، سيد برج أو حتى عائلة آروث الملكية.
إمتلكت مير نفسها قدرًا كبيرًا من الفخر بهذه الحقيقة. لذلك، لم ترغب مير في قضاء وقت فراغها في القيام بنفس الأشياء التي قام بها الخدم الآخرون.
“اللورد يوجين!” هدر تريمبل.
“…السير يوجين؟” على عكس تريمبل، وقفت مير بجوار يوجين. شعرت أن هناك شيئا مختلفا يحدث في الابتسامة التي على وجه يوجين. “…ماذا تفعل الآن؟”
تم انتهاك هذه المحرمات حاليًا أمام عينيه مباشرة. مدت مير يدها بسرعة وأمسكت بياقة يوجين.
“هممم؟ امم….هاها! ماذا يجب أن أقول؟ تحلق في السماء فوق العاصمة، حسنا، قد تكون مشكلة لو فعل ساحر عادي هذا، ولكن….لا بأس بما أنه أنت، اللورد يوجين.” قال تريمبل بخضوع.
“اللورد يوجين!”
“ما-ماذا تعتقد أنك تفعل؟!” سألت مير. “يجب أن تكون مدركا جيدا، سيدي يوجين! استخدام السحر في آكرون هو—”
“أنا أعلم.” قال يوجين بإيماءة وهو يقترب من آكاشا. “ومع ذلك، دون استخدام السحر، لن تكون قادرة على أخذها معي، لذلك ماذا يمكنني أن أفعل؟”
لم تستطع مير قول أي شيء ردًا على هذه الكلمات.
بدت مثل سيينا في طفولتها. على عكس تلك الموجودة في الصور، هذه الابتسامة مليئة بالمرح. ابتسم يوجين ووضع يده على رأس مير.
‘كل هذا بسبب السير يوجين.’ إشتكت مير.
فووش!
إنزعج تريمبل من رد الفعل الجاف من يوجين. هو قائد سحرة البلاط. موقعه هو أعلى منصب يمكن أن يصل إليه ساحر قتالي في آروث. في بعض النواحي، هذا يعني أنه يتمتع بسلطة أعلى من سلطة الأبراج. مثل هذا الشخص قد جاء شخصيا لزيارة يوجين وحتى ألقى نكتة كعلامة على الصداقة، ولكن بدلا من ذلك….
انفجر قلب التنين المضمن في طرف آكاشا بالضوء.
بعد فرد شعرها المجعد بيديها تقريبا، وضعت مير القبعة فوق شعرها المجعد، لكنها لم تُعجَبْ بشكل انعكاسها في النافذة. خلعت قبعتها مرة أخرى، وسرعان ما بدأت ترتب شعرها بكلتا يديها.
‘هذا ممل جدًا.’ فكرت مير مع نفسها وحنت كرسيها للخلف، عابسة.
“من الصعب للغاية الحصول عليها وحتى عندما تكون متاحة، ليس هناك ما يضمن أنك ستتمكن من الحصول عليها. ولكن إذا انضم اللورد يوجين إلى سحرة البلاط…” سكت تريمبل بشكل مُغري.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
