نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 94

سمر (4)

سمر (4)

الفصل 94: سمر (4)

“…آهاها!” انفجرت كريستينا في الضحك.

يمتلك الجان أقدامًا سريعة. خاصة في الغابة، حيث ركض الجان بسرعة كبيرة بحيث بدا كما لو إنهم يتلقون مساعدة سحرية.

سحب يوجين الجان الذي أمسك به على ضفة النهر. غابة سمر رطبة حارة دائمًا، لكن مياه النهر باردة. بعد النظر إلى جسد الجان الشاحب والمنهك، مد يوجين يده.

 

“…آهاها!” انفجرت كريستينا في الضحك.

ومع ذلك، الجان أو غير ذلك، لا يمكن أن تظل سرعتهم كما هي بساق واحدة فقط. يمكن للجان ذو القدم الواحدة أن يركض بسرعة كافية بحيث من الصعب تصديق أنه يمتلك قدمًا واحدة، لكن من المستحيل عليهم التفوق على تجار العبيد المَهَرةِ الذين يلاحقونهم.

“وكم عمرك الآن؟” سألت كريستينا بلطف.

 

 

نبضت قلوبهما وكأنه على وشك الانفجار، وبدأت سيقانهم الاصطناعية القذرة تتحطم بالفعل، وبدأت رؤوسهم تؤلمهم من التعب.

 

 

“هل تنبعث مني حقًا مثل هذه الرائحة؟ لا ينبغي أن يحدث هذا.” جادل يوجين. “أنا أحب الأناقة، لذلك أغسل جسدي كل يوم.”

أحس الجان بشعور غريزي بأنه لن يمر وقت طويل قبل أن ينهاروا. لكنهم على الاطلاق لا يمكن أن يسمحوا لأنفسهم بفعل ذلك. فَـبعد أن وصلوا أخيرًا إلى سمر، خافوا من أنهم بمجرد انهيارهم، سيفتحون أعينهم مرة أخرى دون معرفة أين هم.

 

 

 

“هياي!”

 

صرخات حادة من مطارديهم بدأت تقترب. هذا الصوت هو صرخة الصيد الخاصة بالقبائل الأصلية للغابة. صرخ المحاربون القبليون بمرح وهم يطاردون الجان الهاربين على ظهر مطياتهم، ذئاب فاخان العملاقة.

لكن، كلهم دفعوا على الفور ثمن التصرف مثل البلهاء. من خلال هذه العملية، سمع يوجين عن القبائل المختلفة التي عاشت في هذه الغابة.

 

 

إذا أرادوا ذلك، بإمكانهم الإمساك بفرائسهم على الفور. لكن من خلال عدم القيام بذلك، هم يحاولون منع فرائسهم من الانهيار في اليأس.

ابتلع الجان صراخا غريزيا، وألقى بنفسه من الجرف.

 

كلما ذهبت إلى الغابة بشكل أعمق، أصبح السكان الأصليون أكثر وحشية وشراسة، خاصة في نبذهم للغرباء. جارونغ هم مثال على إحدى هذه القبائل. أسروا جميع الأجانب وجعلوهم عبيدا لقبيلتهم.

الجان فريسة مرغوبة للغاية. بدلا من اصطياد هؤلاء الجان واستخدامهم كعبيد للقبيلة، فضل تجار العبيد من السكان الأصليين بيعهم لتجار العبيد الأجانب الذين جاءوا إلى سمر فقط لشراء هؤلاء الجان.

 

 

ليس ذلك فقط لأن أجسادهم أقوى. وجود تقارب مع الأرواح يعني حرفيا أن تكون محبوبا من قبل تلك الأرواح. السبب الرئيسي وراء تمكن الجان من الركض بسرعة هو أن الأرواح المنتشرة في جميع أنحاء الرياح دفعتهم من الخلف. ينطبق ذلك أيضًا على هذا النوع من السقوط — الرياح ومياه النهر ستحميان جسم الجان.

وهكذا، لم يتمكنوا من السماح لأنفسهم بإصابة فرائسهم بجروح خطيرة. نظرًا لأن قيمة الجان قد انخفضت بالفعل بسبب حقيقة أنهم ذوي سيقان واحدة، إذا تركوا ندبة على جسمه أيضًا، فإن انخفاض السعر سيكون أكثر مما يمكنهم قبوله.

 

 

 

توقف الجان، الذي كان يركض بعرج، ولهث بشدة. “…آآآه….!”

 

لأنهم ظلوا يركضون كالمجانين، لم ينتبهوا لأصوات محيطهم. لا، بل أكثر من ذلك، لقد صار وعيهم ضبابيًا بسبب صرخات السكان الأصليين المرعبة.

سحب يوجين الجان الذي أمسك به على ضفة النهر. غابة سمر رطبة حارة دائمًا، لكن مياه النهر باردة. بعد النظر إلى جسد الجان الشاحب والمنهك، مد يوجين يده.

 

 

هذا ما دفعهم إلى الركض حتى كادوا يقعون من المنحدر أمامهم. بعيون تهتز، نظر الجان إلى أسفل. رأوا جرفًا يقع أسفله، على بعد مسافة كبيرة، نهر متدفق.

“إذن أنتم من قبيلة جارونغ.” استقبل يوجين الصيادين من حيث يجلس، على صخرة كبيرة.

 

 

إضطروا لإيجاد مسار مختلف. يعرجون، إضطر الجان للانسحاب. ولكن بعد ذلك، اندفع رمح طويل في الأرض بالقرب من جان.

“لا يجب أن تتحرك كثيرا.” حذره يوجين.

 

على عكس البشر، يمتلكون تقاربًا جيدًا مع جميع الأرواح، ويمكنهم الشعور بالطاقة السحرية حتى بدون أي تدريب حقيقي. عضلاتهم أيضا أكثر مرونة ومتانة من عضلات الإنسان.

“كياااا!” أطلق الجان صرخة بينما أكتافهم ترتجف من الخوف.

‘….إذن فهو عبد.’ أكد يوجين.

 

 

سد المحاربون القبليون طريق عودة الجان من الجرف. بدأت ذئاب فاخان التي تحمل المحاربين تطلق أصوات هدير وأظهرت أنيابها الحادة.

إمتلكت كريستينا أيضًا حقيبة بها سحر مكاني، لكن حقيبتها لم تمتلك مساحة تخزين كبيرة مثل عباءة الظلام. بينما هم يتجولون في الغابة، لم يتمكنوا من قضاء يوم دون أن تتسخ ملابسهم بطريقة ما، لكن كريستينا لم تستطع تحمل أي أوساخ على زيها الديني، والذي من المفترض دائمًا أن يظل نظيفا بدقة.

 

على الرغم من أن يوجين يتذمر فقط، إلا أن الجان بدأ على الفور في التوسل من أجل المغفرة بينما يطرق رأسه على الأرض.

سخر السكان الأصليون المقنعون بشكل مخيف وهم يومئون نحو جان. المعنى وراء إيماءاتهم هو أن الجان يجب أن يتخلى عن المقاومة ويسمح لنفسه بهدوء أن يتم القبض عليه.

“سنوات بشرية؟ ماذا تقصد بذلك؟” سألت كريستينا بعد أن إستدارت للنظر إلى يوجين بتعبير محتار.

 

“هل يوجد في هذا الكتاب أي تعاويذ تتعلق بغسل الملابس مكتوبةً فيه؟” سألت كريستينا بأمل.

عض الجان على شفاههم وظلوا يرتجفون. من المستحيل عليهم أن يتمكنوا من التواصل مع هؤلاء البرابرة. بعد أن واجهوا بعضهم البعض لأول مرة، حاول الجان التوسل لهم من أجل الرحمة عدة مرات، لكن السكان الأصليين تحدثوا فيما بينهم فقط بلغة لا يعرف معناها إلا هم.

 

 

 

تراجع الجان بتردد إلى الوراء. اقترب عدد قليل من السكان الأصليين الذين نزلوا من ظهور ذئاب فاخان وإتجهوا نحو الجان. لقد ألقوا رماحهم ونشروا أذرعهم على نطاق واسع، كما لو إنهم يظهرون أنهم لا يريدون التسبب بأي ضرر للجان.

على أي حال، هذا يعني أن كريستينا نفسها هي التي قررت أنه من الجيد القيام بالغسيل حافية القدمين في مياه النهر الباردة. وهكذا، لم يشعر يوجين بأي ذنب لعدم استخدام تعاويذ الغسيل لمساعدتها. هو فقط سيقوم بتجفيف الملابس الرطبة بمساعدة روح الرياح بمجرد أن تنتهي من غسلهم، أليس فعل ذلك جيدًا بما فيه الكفاية؟

 

رفعت صوتها عن قصد حتى يتمكن من سماعها. شخر يوجين فقط وهو يطوي الملابس الجافة بشكل عرضي.

ولكن وراء أقنعة مستديرة مع مآخذ العين التي بدت وكأنها قد فتحت بسكين، رأى الجان الجشع والشهوة اللامعة داخل عيونهم. دفعت نظراتهم جسد الجان لاتخاذ خطوة محفوفة بالمخاطر.

 

 

بإبتسامة، ألقى يوجين قصبة الصيد الخاصة به. مع توقف خيط الصيد الطويل، تم تغطيته بواسطة الطاقة السحرية يوجين. تلاعب يوجين بخيط الصيد باستخدام إرادته وامسك جسمًا جاء عائما من المنبع.

ابتلع الجان صراخا غريزيا، وألقى بنفسه من الجرف.

 

 

 

ستومب-ستومب!

“ربما كان يجب أن أبدأ بإخباره ألَّا يصرخ.” تمتم يوجين لنفسه وهو يترك جسد الجان.

بعد أن طوت بنطالها، داست كريستينا على غسيلها. قبل أن تصبح مرشحة قديسة، كانت يتيمة تم التخلي عنها أمام الدير. بفضل هذا، إعتادت على الأعمال المنزلية مثل غسل الملابس.

 

 

بدا المنطق وراء ادعائه سخيفًا لدرجة أنه لم يبدُ مضحكًا حتى، لكن ناريسا صفقت بيديها متفقة بإبتسامة ذليلة كما قالت، “نعم. في سنوات جان قد أكون مائة وثلاثين سنة، ولكن في السنوات البشرية، أنا فقط ثلاثة عشر….”

“يبدو أنك تمتع بنفسك.” علقت كريستينا بصعوبة وهي تلتفت للنظر إلى يوجين بعيون ضيقة.

صرخات حادة من مطارديهم بدأت تقترب. هذا الصوت هو صرخة الصيد الخاصة بالقبائل الأصلية للغابة. صرخ المحاربون القبليون بمرح وهم يطاردون الجان الهاربين على ظهر مطياتهم، ذئاب فاخان العملاقة.

 

 

على الرغم من أنها معتادة عليهم، إلا أن هذا لا يعني أنها استمتعت بهم.

“لا بد أن ذلك قد آلَمَكِ كثيرًا.” تمتمت كريستينا بتعاطف. “لقد إضطررت إلى قطع قدمك لمجرد الهروب، ثم أتيت على طول الطريق إلى هذه الغابة….”

 

“أنت على حق، لقد قلتُ شيئا لا طائل من ورائه. لذا يرجى التركيز فقط على قراءتك.” قالت كريستينا بسخط.

“ليس الأمر وكأنني ألعب في الأرجاء هنا.” دافع يوجين عن نفسه.

 

 

 

لقد يوجين أقام صنارة صيد وهو جالس الآن بجانب النهر. ولكن بعد القيام بكل ذلك، لم يركز حتى على الصيد. بدلا من ذلك، أخرج كرسيا ليجلس عليه بإرتياح وإنغمر في كتاب السحر.

هذه في الواقع كذبة. من بين التعاويذ المختلفة التي تعلمها يوجين في أروث، هناك أيضا عدد قليل من تعاويذ الغسيل. لقد بدأ فقط في جعل كريستينا تقوم بالغسيل كنوع من المزاح لتخفيف الملل. مع ذلك، لو إعترف الآن، وأخبرها أنه يعرف بالفعل كيفية استخدام السحر لغسيل الملابس، خشيَّ أنه قد ينتهي به الأمر بأن يُضرب مباشرة في المقبل من قبل كريستينا.

 

ردت ناريسا، “عمري هو مائة وثلاثين….”

“من خلال قراءة كتاب السحر هذا، أتعلم المزيد من السحر، وبتعلم المزيد من السحر، أصبح أقوى.” أصر يوجين: “كلما أصبحت أقوى، تقل المخاطر التي سنواجهها في رحلتنا أكثر. إذا حدث ذلك، إذن—”

ربما أعطوا جان بعض العلاج الطارئ، ولكن حتى في أفضل تقدير متفائل، لا يمكن وصف جان بأنه في صحة جيدة. حيث غطت الكدمات جسده بالكامل وهناك حتى عدد من الكسور….لا يبدو أن هذه الإصابات ناتجة عن إعتداء. ربما حصلت له بسبب السقوط في الماء من ارتفاع كبير.

“أنت متكلم جيد جدًا اليوم.” قاطعته كريستينا.

“ماذا عن وجهي؟” سأل يوجين مدافعًا عن نفسه. “قد لا يكون جيدًا مثل جان، لكنه جيد بما يكفي لدرجة أنني لا أشعر بالخجل من أخذه معي أينما ذهبت.”

 

“هل يوجد في هذا الكتاب أي تعاويذ تتعلق بغسل الملابس مكتوبةً فيه؟” سألت كريستينا بأمل.

“هذا لأنني اضطررت بالفعل لقول هذا عدة مرات الآن، لكنك تستمرين في استجوابي. قال يوجين بتجاهل رافض وهو يقلب الصفحة: “بما أنك لا تريدين أن تعاني هكذا، فلا يجب أن تتبعني، ليس الأمر كما لو أنني ألعب. وليس الأمر كما لو أنني أفرط في إجهادك أيضا. ألا تعرفين بمصطلح توزيع الأدوار؟”

ستومب-ستومب!

“أنت على حق، لقد قلتُ شيئا لا طائل من ورائه. لذا يرجى التركيز فقط على قراءتك.” قالت كريستينا بسخط.

 

 

“إذن أنتم من قبيلة جارونغ.” استقبل يوجين الصيادين من حيث يجلس، على صخرة كبيرة.

واصل يوجين كلامه على الرغم من احتجاجاتها، “ليس الأمر كما لو أنني أجعلك تقومين بالأعمال المنزلية مثل الغسيل طوال الوقت أيضا. أنا أعتني بالصيد والقتال، وأتعامل أيضًا مع تجفيف الغسيل. كل ما عليك فعله هو الغسيل والطبخ، أليس كذلك؟ وحتى رغم ذلك، لا يكون طعم طبخك جيدًا، لذلك أنا الشخص الذي يتعامل معه عادة.”

أوضح يوجين، “عمر جان يمتد تقريبا إلى ألف سنة. يمكن للبشر العاديين أن يعيشوا إلى ما يصل إلى مائة عام تقريبًا إذا تمكنوا من عيش حياة طويلة دون أي مرض، لذلك إذا قمت بتحويل عمر جان إلى عمر بشري، فإن كل مائة عام بالنسبة لهم تعتبر عشر سنوات بالنسبة لنا.”

“ألم تكن تنوي القيام ببعض الدراسة؟” ذكرته كريستينا.

إذا أرادوا ذلك، بإمكانهم الإمساك بفرائسهم على الفور. لكن من خلال عدم القيام بذلك، هم يحاولون منع فرائسهم من الانهيار في اليأس.

 

عض الجان على شفاههم وظلوا يرتجفون. من المستحيل عليهم أن يتمكنوا من التواصل مع هؤلاء البرابرة. بعد أن واجهوا بعضهم البعض لأول مرة، حاول الجان التوسل لهم من أجل الرحمة عدة مرات، لكن السكان الأصليين تحدثوا فيما بينهم فقط بلغة لا يعرف معناها إلا هم.

“الآن بعد أن طُرِحَ الأمر، يجب أن أقول، هناك الكثير من المشاكل في كيفية طهي الطعام.” تابع يوجين محاضرته. “ألم أخبرك بالفعل مرات عديدة أنني أفضل النكهات القوية؟ واللحوم لا ينبغي أن تكون مطبوخةً تمامًا، فقط إلى حد تقطير الدم قليلًا.”

عند سماع هذا، توقف الجان عن فرك يديه معا وبدأ في ضرب رأسه بالأرض وقال، “نعم. هذا صحيح. تلف في الدماغ. ر-رأسي ليس على ما يرام. لذا أرجوك، سـ-سامحني لو تصرفت بحماقة أو أخفقت في إطاعة أوامرك….”

“أنا أفعل ذلك بدافع القلق على جسدك، سيدي يوجين.” دافعت كريستينا عن نفسها.

 

 

“هل تنبعث مني حقًا مثل هذه الرائحة؟ لا ينبغي أن يحدث هذا.” جادل يوجين. “أنا أحب الأناقة، لذلك أغسل جسدي كل يوم.”

“أظن أنك تطبخ فقط وفقا لذوقك الخاصة.” اتهم يوجين: “أنا في ذروة الصحة، لذلك لن أصاب بأي شيء من تناول شريحة لحم حمراء مقطرة مخنوقة بالتوابل.”

“…آهاها!” انفجرت كريستينا في الضحك.

توقفت كريستينا عن الاحتجاج وأبقت شفتيها مغلقة.

لقد مضى أكثر من شهر منذ دخولهم هذه الغابة لأول مرة. لقد حدث الكثير على طول الطريق، وقد فهمت كريستينا جيدًا كيف أن شخصية يوجين مستعصية لا يمكن معالجتها. خاصة عندما يتعلق الأمر بالحُجَج، حيث لم تتمكن كريستينا من هزيمة يوجين في نقاش مباشر. لطالما اعتقدت كريستينا أنها ككاهن، يجب أن تحافظ على قلب عطوف، ولكن بعد التحدث مع يوجين، شعرت بالحاجة إلى نسيان كونها راهبة وضربه على مؤخرة رأسه ببساطة.

 

 

لقد مضى أكثر من شهر منذ دخولهم هذه الغابة لأول مرة. لقد حدث الكثير على طول الطريق، وقد فهمت كريستينا جيدًا كيف أن شخصية يوجين مستعصية لا يمكن معالجتها. خاصة عندما يتعلق الأمر بالحُجَج، حيث لم تتمكن كريستينا من هزيمة يوجين في نقاش مباشر. لطالما اعتقدت كريستينا أنها ككاهن، يجب أن تحافظ على قلب عطوف، ولكن بعد التحدث مع يوجين، شعرت بالحاجة إلى نسيان كونها راهبة وضربه على مؤخرة رأسه ببساطة.

“سعال!” حتى قبل فتح أعينهم، أطلق الجان سعالًا وتقيأ بعض الماء.

 

مع العلم أن تجار العبيد لم يتوقفوا عن سعيهم وراء الجان.

“هل يوجد في هذا الكتاب أي تعاويذ تتعلق بغسل الملابس مكتوبةً فيه؟” سألت كريستينا بأمل.

على الرغم من أن يوجين يتذمر فقط، إلا أن الجان بدأ على الفور في التوسل من أجل المغفرة بينما يطرق رأسه على الأرض.

 

 

“هل سحرك المقدس فيه أي تعاويذ غسيل؟” أعاد يوجين السؤال.

رفعت صوتها عن قصد حتى يتمكن من سماعها. شخر يوجين فقط وهو يطوي الملابس الجافة بشكل عرضي.

 

“يبدو أنك تمتع بنفسك.” علقت كريستينا بصعوبة وهي تلتفت للنظر إلى يوجين بعيون ضيقة.

“لماذا سيكون في السحر المقدس أي تعاويذ للغسيل؟” إحتجت كريستينا.

تنهدت كريستينا. “هاه…. كم هذا محزن….”

 

 

“ثم لماذا يجب أن أتعلم أي تعاويذ عن الغسيل؟” أشار يوجين. “لِـكَم مرة سيتوجب علي القيام بغسيل ملابسي بنفسي؟”

 

هذه في الواقع كذبة. من بين التعاويذ المختلفة التي تعلمها يوجين في أروث، هناك أيضا عدد قليل من تعاويذ الغسيل. لقد بدأ فقط في جعل كريستينا تقوم بالغسيل كنوع من المزاح لتخفيف الملل. مع ذلك، لو إعترف الآن، وأخبرها أنه يعرف بالفعل كيفية استخدام السحر لغسيل الملابس، خشيَّ أنه قد ينتهي به الأمر بأن يُضرب مباشرة في المقبل من قبل كريستينا.

 

 

بدا سطح الجذع وكأنه قد تآكل تقريبا، وإستمر الدم يتدفق منه. بدا الأمر وكأن ساقهم الاصطناعية الرخيصة قد حُفِرَتْ في لحمهم.

علاوة على ذلك، ما تغسله كريستينا الآن هو زيها الخاص. إمتلك يوجين الكثير من الملابس المعبأة في عباءته التي يمكنه تغييرها، لكن كريستينا لم تمتلك مثل هذا الخيار.

 

 

 

إمتلكت كريستينا أيضًا حقيبة بها سحر مكاني، لكن حقيبتها لم تمتلك مساحة تخزين كبيرة مثل عباءة الظلام. بينما هم يتجولون في الغابة، لم يتمكنوا من قضاء يوم دون أن تتسخ ملابسهم بطريقة ما، لكن كريستينا لم تستطع تحمل أي أوساخ على زيها الديني، والذي من المفترض دائمًا أن يظل نظيفا بدقة.

“نعم.” ردت كريستينا وأوقفت على الفور ما كانت تفعله وجاءت إلى جانب الجان.

 

 

 

– يمكنك فقط ارتداء ملابس أخرى.

“هل هو وحش؟” سألت كريستينا، واستدارت للنظر إلى يوجين بينما توقفت في خضم تجفيفها لردائها.

 

عرف الصيادون جيدًا ميزات العرق الذي يصطادونه، ولم يذهبوا للصيد إلا بعد إجراء استعدادات شاملة.

– لو لم يرتدي الكاهن ملابسه الدينية، فَـماذا يفترض أن يرتدي؟ خاصة وأنني أرافقك بمشيئة الإله، السير يوجين، لهذا لا يمكنني مطلقا خلع ملابسي هذه.

“هل يوجد في هذا الكتاب أي تعاويذ تتعلق بغسل الملابس مكتوبةً فيه؟” سألت كريستينا بأمل.

 

“….جان؟” تساءلت كريستينا بتعبير قلق.

 

 

ليس الأمر كما لو أنه لم يفهم ما تقوله. فَـفي حياة يوجين السابقة، أصرت انيسيه أيضا بعناد على ارتداء زيها الديني أثناء سفرهم.

سد المحاربون القبليون طريق عودة الجان من الجرف. بدأت ذئاب فاخان التي تحمل المحاربين تطلق أصوات هدير وأظهرت أنيابها الحادة.

 

 

‘على الرغم من أنها في هيلموث إرتدت فقط أي شيء تجده.’ تذكر يوجين.

 

 

 

على أي حال، هذا يعني أن كريستينا نفسها هي التي قررت أنه من الجيد القيام بالغسيل حافية القدمين في مياه النهر الباردة. وهكذا، لم يشعر يوجين بأي ذنب لعدم استخدام تعاويذ الغسيل لمساعدتها. هو فقط سيقوم بتجفيف الملابس الرطبة بمساعدة روح الرياح بمجرد أن تنتهي من غسلهم، أليس فعل ذلك جيدًا بما فيه الكفاية؟

 

“…هم….” همس يوجين فجأة وهو يوقف قراءته للنص السحري ويرفع رأسه.

 

 

“يبدو أنك تمتع بنفسك.” علقت كريستينا بصعوبة وهي تلتفت للنظر إلى يوجين بعيون ضيقة.

هذا ليس رد فعل على إهتزاز عصاة الصيد. قام يوجين من كرسيه، نفض الغبار عن سرواله واستدار لينظر في اتجاه المنبع.

 

 

“أ-أنا آسف. آسف جدا.” اعتذر الجان بخوف.

“هل هو وحش؟” سألت كريستينا، واستدارت للنظر إلى يوجين بينما توقفت في خضم تجفيفها لردائها.

“ثم لماذا يجب أن أتعلم أي تعاويذ عن الغسيل؟” أشار يوجين. “لِـكَم مرة سيتوجب علي القيام بغسيل ملابسي بنفسي؟”

 

واصل المواطن الأصلي استجوابه المقتضب. “نبيل؟ من أين؟”

هذه الغابة موبوءة بالوحوش، لكنهم لم يتمكنوا من استبعاد إمكانية وجود قطاع طرق أيضًا. ولكن نظرا لأنهم يغسلون ملابسهم بالقرب من النهر، فمن المرجح أنهم تمكنوا من استفزاز أحد الوحوش التي تعيش في النهر لمهاجمتهم.

 

 

بإبتسامة، ألقى يوجين قصبة الصيد الخاصة به. مع توقف خيط الصيد الطويل، تم تغطيته بواسطة الطاقة السحرية يوجين. تلاعب يوجين بخيط الصيد باستخدام إرادته وامسك جسمًا جاء عائما من المنبع.

“لا.” أجاب يوجين وهو يلتقط عصاة الصيد. “إنه صيد كبير.”

“تم بتره منذ وقت طويل.” قال يوجين وهو ينظر إلى الساق اليسرى للجان: “يجب أن يكونوا قد قطعوها بأنفسهم.”

بإبتسامة، ألقى يوجين قصبة الصيد الخاصة به. مع توقف خيط الصيد الطويل، تم تغطيته بواسطة الطاقة السحرية يوجين. تلاعب يوجين بخيط الصيد باستخدام إرادته وامسك جسمًا جاء عائما من المنبع.

لو قبض على أجنبي وإتضح أنه تاجر ثريا أو نبيل جاء في جولة فاخرة، فقد أتيحت له فرصة إعادة تسليمه بمجرد أن تحصل القبيلة على فدية كبيرة بما يكفي. ولكن حتى رغم ذلك، سيحدث ذلك فقط إذا إمتلك أولئك الذين تم القبض عليهم حظًا رائعًا. لكن، قد يتم قتلهم وأكلهم بلا هذا الحظ. أحبت بعض القبائل الأصلية أكل لحوم البشر، والجارونغ هم إحدى هذه القبائل.

 

 

“….جان؟” تساءلت كريستينا بتعبير قلق.

هذا ليس رد فعل على إهتزاز عصاة الصيد. قام يوجين من كرسيه، نفض الغبار عن سرواله واستدار لينظر في اتجاه المنبع.

 

 

سحب يوجين الجان الذي أمسك به على ضفة النهر. غابة سمر رطبة حارة دائمًا، لكن مياه النهر باردة. بعد النظر إلى جسد الجان الشاحب والمنهك، مد يوجين يده.

 

 

 

على الرغم من أن جسد هذا الجان باردٌ مثل الثلج، إلا أنه لا يزال بالكاد يتنفس. استدعى يوجين أولا روح الرياح لتجفيف ملابسه المبللة، ثم خلق لهبا باستخدام السحر.

بعد فترة طويلة، أظهرت كريستينا أخيرًا مظهر قديس حقيقي. نشرت ذراعيها واحتضنت ناريسا، ثم بدأت تربت على ظهرها المرتجف.

 

لكن، كلهم دفعوا على الفور ثمن التصرف مثل البلهاء. من خلال هذه العملية، سمع يوجين عن القبائل المختلفة التي عاشت في هذه الغابة.

“كريستينا.” نادى يوجين.

 

 

 

“نعم.” ردت كريستينا وأوقفت على الفور ما كانت تفعله وجاءت إلى جانب الجان.

“إذن أنتم من قبيلة جارونغ.” استقبل يوجين الصيادين من حيث يجلس، على صخرة كبيرة.

 

 

أشرق ضوء ساطع من يديها واجتاح جسد الجان. مع هذا، عاد اللون إلى بشرت بسرعة كافية بحيث يمكن رؤية التغيير بالعين المجردة.

ليس الأمر كما لو أنه لم يفهم ما تقوله. فَـفي حياة يوجين السابقة، أصرت انيسيه أيضا بعناد على ارتداء زيها الديني أثناء سفرهم.

 

ثم بدأ ينازع وهو يحاول تخليص جسده من قبضة يوجين.

‘….إذن فهو عبد.’ أكد يوجين.

 

 

تنهدت كريستينا. “هاه…. كم هذا محزن….”

بعد رفع ملابسه قليلًا، وجد يوجين علامة بالقرب من السرة. على الرغم من أن العبودية قد ألغيت بالفعل خلال حياته السابقة، حتى في ذلك الوقت هناك عدد وفير من العبيد غير الشرعيين.

 

 

وهكذا، لم يتمكنوا من السماح لأنفسهم بإصابة فرائسهم بجروح خطيرة. نظرًا لأن قيمة الجان قد انخفضت بالفعل بسبب حقيقة أنهم ذوي سيقان واحدة، إذا تركوا ندبة على جسمه أيضًا، فإن انخفاض السعر سيكون أكثر مما يمكنهم قبوله.

“…الساق…” تمتمت كريستينا بقلق.

 

 

على الرغم من أن يوجين يتذمر فقط، إلا أن الجان بدأ على الفور في التوسل من أجل المغفرة بينما يطرق رأسه على الأرض.

“تم بتره منذ وقت طويل.” قال يوجين وهو ينظر إلى الساق اليسرى للجان: “يجب أن يكونوا قد قطعوها بأنفسهم.”

 

 

“…آهاها!” انفجرت كريستينا في الضحك.

بدا سطح الجذع وكأنه قد تآكل تقريبا، وإستمر الدم يتدفق منه. بدا الأمر وكأن ساقهم الاصطناعية الرخيصة قد حُفِرَتْ في لحمهم.

 

 

لقد مضى أكثر من شهر منذ دخولهم هذه الغابة لأول مرة. لقد حدث الكثير على طول الطريق، وقد فهمت كريستينا جيدًا كيف أن شخصية يوجين مستعصية لا يمكن معالجتها. خاصة عندما يتعلق الأمر بالحُجَج، حيث لم تتمكن كريستينا من هزيمة يوجين في نقاش مباشر. لطالما اعتقدت كريستينا أنها ككاهن، يجب أن تحافظ على قلب عطوف، ولكن بعد التحدث مع يوجين، شعرت بالحاجة إلى نسيان كونها راهبة وضربه على مؤخرة رأسه ببساطة.

“هل يمكن أن يكونوا قد هربوا من تاجر العبيد؟” تكهنت كريستينا.

الفصل 94: سمر (4)

 

“إذا قمنا بتحويل ذلك إلى سنواتٍ بشرية، فهذا يعني أنك في الثالثة عشرة فقط.” تمتم يوجين.

أجاب يوجين: “سنكتشف ذلك بمجرد إيقاظه.”

 

 

“هل أبدو مثل جان؟” سأل يوجين ساخرًا.

على الرغم من أن حالة الجان يرثى لها، إلا أن اجتماعهم الذي هو صدفة بحتة يمكن اعتباره ضربة حظ لِـيوجين. أمسك يوجين الجان من كتفيه وهزه بخفة عدة مرات.

 

 

“هل تنبعث مني حقًا مثل هذه الرائحة؟ لا ينبغي أن يحدث هذا.” جادل يوجين. “أنا أحب الأناقة، لذلك أغسل جسدي كل يوم.”

“سعال!” حتى قبل فتح أعينهم، أطلق الجان سعالًا وتقيأ بعض الماء.

 

 

 

ثم بدأ ينازع وهو يحاول تخليص جسده من قبضة يوجين.

واصلت كريستينا استرضاء الجان. “ليس لدينا نية لتخويفك أو إيذائك. على العكس، نود فعلا حمايتك من أي مصيبة قد تكون فيها.”

 

ليس الأمر كما لو أنه لم يفهم ما تقوله. فَـفي حياة يوجين السابقة، أصرت انيسيه أيضا بعناد على ارتداء زيها الديني أثناء سفرهم.

“لا يجب أن تتحرك كثيرا.” حذره يوجين.

“ماذا. تفعله. هنا؟” سأل أحدهم.

 

“ليس….ليس بعد الآن.” بعد قول هذا، إنخفض رأس ناريسا، غير قادرة على العثور على أي كلمات أخرى.

ربما أعطوا جان بعض العلاج الطارئ، ولكن حتى في أفضل تقدير متفائل، لا يمكن وصف جان بأنه في صحة جيدة. حيث غطت الكدمات جسده بالكامل وهناك حتى عدد من الكسور….لا يبدو أن هذه الإصابات ناتجة عن إعتداء. ربما حصلت له بسبب السقوط في الماء من ارتفاع كبير.

“وكم عمرك الآن؟” سألت كريستينا بلطف.

 

عند سماع هذا، أشارت كريستينا إلى السلة المليئة بالغسيل الرطب بابتسامة، ثم التفتت إلى الجان وقالت، “لقد سمعت أن عرقك جميل، ويبدو أنك دليل حي على ذلك. اسمي كريستينا. أنا كاهن يعبد إله النور. الرجل هناك الذي يجفف الملابس هو خادمي وحارسي الشخصي، لذا من فضلك لا تخاف منه.”

“…كيا!” صرخ الجان، عندما أدرك أي نوع من الوضع هو فيه.

لم تكن اجتماعاتًا ممتعة للغاية. سخر التجار من رداء كريستينا كمبشر، وحاول السكان الأصليون استعباد الأجنبيَّين اللذين يسافران بمفردهما دون مرافقة.

 

 

“ربما كان يجب أن أبدأ بإخباره ألَّا يصرخ.” تمتم يوجين لنفسه وهو يترك جسد الجان.

 

 

 

بدأ الجان، الذي تنواب بين النظر إلى يوجين وكريستينا منذ اللحظة التي فتح فيها عينه، في الزحف بعيدا عنهم إلى الوراء.

 

 

 

تلعثم الجان: “أ-أ-أنتما، من أنتما؟ قَبَليون؟”

 

لاحظ يوجين بسخرية: “على الرغم من أننا بذلنا كل ما في وسعنا لإنقاذك، يبدو أنك لا تشعر بالحاجة للتراجع عن وقاحتك.”

بعد فترة طويلة، أظهرت كريستينا أخيرًا مظهر قديس حقيقي. نشرت ذراعيها واحتضنت ناريسا، ثم بدأت تربت على ظهرها المرتجف.

 

“ليس….ليس بعد الآن.” بعد قول هذا، إنخفض رأس ناريسا، غير قادرة على العثور على أي كلمات أخرى.

“أ-أنا آسف. آسف جدا.” اعتذر الجان بخوف.

سحب يوجين الجان الذي أمسك به على ضفة النهر. غابة سمر رطبة حارة دائمًا، لكن مياه النهر باردة. بعد النظر إلى جسد الجان الشاحب والمنهك، مد يوجين يده.

 

“ربما كان يجب أن أبدأ بإخباره ألَّا يصرخ.” تمتم يوجين لنفسه وهو يترك جسد الجان.

على الرغم من أن يوجين يتذمر فقط، إلا أن الجان بدأ على الفور في التوسل من أجل المغفرة بينما يطرق رأسه على الأرض.

بدا المنطق وراء ادعائه سخيفًا لدرجة أنه لم يبدُ مضحكًا حتى، لكن ناريسا صفقت بيديها متفقة بإبتسامة ذليلة كما قالت، “نعم. في سنوات جان قد أكون مائة وثلاثين سنة، ولكن في السنوات البشرية، أنا فقط ثلاثة عشر….”

 

“ألم تكن تنوي القيام ببعض الدراسة؟” ذكرته كريستينا.

بعد مراقبة هذا المشهد بصدمة، نظرت كريستينا إلى يوجين.

هذه في الواقع كذبة. من بين التعاويذ المختلفة التي تعلمها يوجين في أروث، هناك أيضا عدد قليل من تعاويذ الغسيل. لقد بدأ فقط في جعل كريستينا تقوم بالغسيل كنوع من المزاح لتخفيف الملل. مع ذلك، لو إعترف الآن، وأخبرها أنه يعرف بالفعل كيفية استخدام السحر لغسيل الملابس، خشيَّ أنه قد ينتهي به الأمر بأن يُضرب مباشرة في المقبل من قبل كريستينا.

 

وهكذا، لم يتمكنوا من السماح لأنفسهم بإصابة فرائسهم بجروح خطيرة. نظرًا لأن قيمة الجان قد انخفضت بالفعل بسبب حقيقة أنهم ذوي سيقان واحدة، إذا تركوا ندبة على جسمه أيضًا، فإن انخفاض السعر سيكون أكثر مما يمكنهم قبوله.

مازحته كريستينا قائلة: “يبدو أن وجهك وسلوكك قد أخافهم يا سيدي يوجين.”

عض الجان على شفاههم وظلوا يرتجفون. من المستحيل عليهم أن يتمكنوا من التواصل مع هؤلاء البرابرة. بعد أن واجهوا بعضهم البعض لأول مرة، حاول الجان التوسل لهم من أجل الرحمة عدة مرات، لكن السكان الأصليين تحدثوا فيما بينهم فقط بلغة لا يعرف معناها إلا هم.

 

 

“ماذا عن وجهي؟” سأل يوجين مدافعًا عن نفسه. “قد لا يكون جيدًا مثل جان، لكنه جيد بما يكفي لدرجة أنني لا أشعر بالخجل من أخذه معي أينما ذهبت.”

 

“…آهاها!” انفجرت كريستينا في الضحك.

“لماذا سيكون في السحر المقدس أي تعاويذ للغسيل؟” إحتجت كريستينا.

 

 

دون رفع رأسه المنحني، شبك الجان يديه وفرك راحتهما معًا ثم قال، “نعم، نعم. وجه اللورد مثير للإعجاب حقًا. إنه مدهش لدرجة أنه لا يمكن لأي جان حتى التفكير في المقارنة معك. الـ-السيدة هي أيضا جميلة للغاية.”

 

“…سيدة؟” كرر يوجين بإرتباك.

 

 

 

“أ-أنا آسف. آ-آسف جدًا.” اعتذر الجان مرة أخرى. “قصدت الشابة، الشابة جميلة حقا.”

“لا.” أجاب يوجين وهو يلتقط عصاة الصيد. “إنه صيد كبير.”

“ما الخطأ معه؟ هل يمكن أن يكون عقله قد تضرر قليلًا أيضا؟” تمتم يوجين لنفسه وهو يجعد جبينه.

 

 

الفصل 94: سمر (4)

عند سماع هذا، توقف الجان عن فرك يديه معا وبدأ في ضرب رأسه بالأرض وقال، “نعم. هذا صحيح. تلف في الدماغ. ر-رأسي ليس على ما يرام. لذا أرجوك، سـ-سامحني لو تصرفت بحماقة أو أخفقت في إطاعة أوامرك….”

صرخات حادة من مطارديهم بدأت تقترب. هذا الصوت هو صرخة الصيد الخاصة بالقبائل الأصلية للغابة. صرخ المحاربون القبليون بمرح وهم يطاردون الجان الهاربين على ظهر مطياتهم، ذئاب فاخان العملاقة.

قال يوجين وهو يتراجع على الفور خلف كريستينا: “حاولي تهدئته قليلًا.”

 

 

لقد مضى أكثر من شهر منذ دخولهم هذه الغابة لأول مرة. لقد حدث الكثير على طول الطريق، وقد فهمت كريستينا جيدًا كيف أن شخصية يوجين مستعصية لا يمكن معالجتها. خاصة عندما يتعلق الأمر بالحُجَج، حيث لم تتمكن كريستينا من هزيمة يوجين في نقاش مباشر. لطالما اعتقدت كريستينا أنها ككاهن، يجب أن تحافظ على قلب عطوف، ولكن بعد التحدث مع يوجين، شعرت بالحاجة إلى نسيان كونها راهبة وضربه على مؤخرة رأسه ببساطة.

عند سماع هذا، أشارت كريستينا إلى السلة المليئة بالغسيل الرطب بابتسامة، ثم التفتت إلى الجان وقالت، “لقد سمعت أن عرقك جميل، ويبدو أنك دليل حي على ذلك. اسمي كريستينا. أنا كاهن يعبد إله النور. الرجل هناك الذي يجفف الملابس هو خادمي وحارسي الشخصي، لذا من فضلك لا تخاف منه.”

بعد فترة طويلة، أظهرت كريستينا أخيرًا مظهر قديس حقيقي. نشرت ذراعيها واحتضنت ناريسا، ثم بدأت تربت على ظهرها المرتجف.

‘ما الذي تعنيه هذه المرأة بحق الجحيم، خادم؟’ تذمر يوجين مع نفسه، ثم استدعى روح الرياح. بدأت الروح في تجفيف الملابس الرطبة.

عند سماع هذا، توقف الجان عن فرك يديه معا وبدأ في ضرب رأسه بالأرض وقال، “نعم. هذا صحيح. تلف في الدماغ. ر-رأسي ليس على ما يرام. لذا أرجوك، سـ-سامحني لو تصرفت بحماقة أو أخفقت في إطاعة أوامرك….”

 

 

واصلت كريستينا استرضاء الجان. “ليس لدينا نية لتخويفك أو إيذائك. على العكس، نود فعلا حمايتك من أي مصيبة قد تكون فيها.”

 

تردد جان. “هل أنتِ حقًا….؟”

 

“نعم، بالطبع هذه هي الحقيقة. فَـبعد كل شيء، من الطبيعي أن يكون واجب الكاهن هو مساعدة وإنقاذ من هم في ورطة. ولو وجد بطل في هذا العالم، فهو بالتأكيد لن يتردد في فعل ما هو عادل وصحيح.” كما قالت كريستينا هذا، أعطت يوجين لمحة.

“ماذا عن وجهي؟” سأل يوجين مدافعًا عن نفسه. “قد لا يكون جيدًا مثل جان، لكنه جيد بما يكفي لدرجة أنني لا أشعر بالخجل من أخذه معي أينما ذهبت.”

 

إنطلقت الذئاب العملاقة نحوه.

رفعت صوتها عن قصد حتى يتمكن من سماعها. شخر يوجين فقط وهو يطوي الملابس الجافة بشكل عرضي.

 

 

“هل هناك جان يعيشون هناك كذلك؟” سأل يوجين بتفاجئ.

“…إ-إسمي….ناريسا.” قدمت الجان نفسها في النهاية.

سد المحاربون القبليون طريق عودة الجان من الجرف. بدأت ذئاب فاخان التي تحمل المحاربين تطلق أصوات هدير وأظهرت أنيابها الحادة.

 

“…الساق…” تمتمت كريستينا بقلق.

ثم بدأت تخبرهم بمثل هذه القصة المأساوية التي ستجلب الدموع إلى أي مستمع.

“ماذا. تفعله. هنا؟” سأل أحدهم.

 

 

بكل بساطة، ناريسا هي عبدة هاربة. مالكها، وهو تاجر ثري في إمبراطورية كيهل، قد اشترى ناريسا من السوق السوداء قبل عشر سنوات.

 

 

‘ما الذي تعنيه هذه المرأة بحق الجحيم، خادم؟’ تذمر يوجين مع نفسه، ثم استدعى روح الرياح. بدأت الروح في تجفيف الملابس الرطبة.

“وكم عمرك الآن؟” سألت كريستينا بلطف.

ابتلع الجان صراخا غريزيا، وألقى بنفسه من الجرف.

 

 

ردت ناريسا، “عمري هو مائة وثلاثين….”

ليس الأمر كما لو أنه لم يفهم ما تقوله. فَـفي حياة يوجين السابقة، أصرت انيسيه أيضا بعناد على ارتداء زيها الديني أثناء سفرهم.

“إذا قمنا بتحويل ذلك إلى سنواتٍ بشرية، فهذا يعني أنك في الثالثة عشرة فقط.” تمتم يوجين.

ضحك يوجين والتقط زاوية من عباءته لفحصها.

 

 

“سنوات بشرية؟ ماذا تقصد بذلك؟” سألت كريستينا بعد أن إستدارت للنظر إلى يوجين بتعبير محتار.

“ماذا يبدو وكأنني أفعله؟” أجاب يوجين. “أنا فقط أجلس هنا وأستريح.”

 

 

أوضح يوجين، “عمر جان يمتد تقريبا إلى ألف سنة. يمكن للبشر العاديين أن يعيشوا إلى ما يصل إلى مائة عام تقريبًا إذا تمكنوا من عيش حياة طويلة دون أي مرض، لذلك إذا قمت بتحويل عمر جان إلى عمر بشري، فإن كل مائة عام بالنسبة لهم تعتبر عشر سنوات بالنسبة لنا.”

 

“أي نوع من الهراء الأحمق هو ذلك….” هزت كريستينا رأسها وهي تمتم بهذا.

تردد جان. “هل أنتِ حقًا….؟”

 

اعترفت ناريسا: “….مسقط رأسي هو جبل أودون في إمبراطورية كيهل.”

بدا المنطق وراء ادعائه سخيفًا لدرجة أنه لم يبدُ مضحكًا حتى، لكن ناريسا صفقت بيديها متفقة بإبتسامة ذليلة كما قالت، “نعم. في سنوات جان قد أكون مائة وثلاثين سنة، ولكن في السنوات البشرية، أنا فقط ثلاثة عشر….”

 

واصل يوجين استجوابه، “إذن أين مسقط رأسك؟ هل ولدت في سمر؟”

 

اعترفت ناريسا: “….مسقط رأسي هو جبل أودون في إمبراطورية كيهل.”

تلعثم الجان: “أ-أ-أنتما، من أنتما؟ قَبَليون؟”

 

بعد مراقبة هذا المشهد بصدمة، نظرت كريستينا إلى يوجين.

“هل هناك جان يعيشون هناك كذلك؟” سأل يوجين بتفاجئ.

ردت ناريسا، “عمري هو مائة وثلاثين….”

 

“…آهاها!” انفجرت كريستينا في الضحك.

“ليس….ليس بعد الآن.” بعد قول هذا، إنخفض رأس ناريسا، غير قادرة على العثور على أي كلمات أخرى.

 

 

 

بإمكان يوجين وكريستينا معرفة ما حدث دون أن يسألا عن ذلك. من النادر أن يعيش جان مختبئين في أعماق الجبال، ولكن ما هو غير نادر هو أن يتم القبض على مثل هؤلاء الجان واستعبادهم من قبل تجار العبيد.

 

 

كلما ذهبت إلى الغابة بشكل أعمق، أصبح السكان الأصليون أكثر وحشية وشراسة، خاصة في نبذهم للغرباء. جارونغ هم مثال على إحدى هذه القبائل. أسروا جميع الأجانب وجعلوهم عبيدا لقبيلتهم.

تنهدت كريستينا. “هاه…. كم هذا محزن….”

ردت ناريسا، “عمري هو مائة وثلاثين….”

بعد فترة طويلة، أظهرت كريستينا أخيرًا مظهر قديس حقيقي. نشرت ذراعيها واحتضنت ناريسا، ثم بدأت تربت على ظهرها المرتجف.

 

 

“نعم، بالطبع هذه هي الحقيقة. فَـبعد كل شيء، من الطبيعي أن يكون واجب الكاهن هو مساعدة وإنقاذ من هم في ورطة. ولو وجد بطل في هذا العالم، فهو بالتأكيد لن يتردد في فعل ما هو عادل وصحيح.” كما قالت كريستينا هذا، أعطت يوجين لمحة.

“لا بد أن ذلك قد آلَمَكِ كثيرًا.” تمتمت كريستينا بتعاطف. “لقد إضطررت إلى قطع قدمك لمجرد الهروب، ثم أتيت على طول الطريق إلى هذه الغابة….”

هذا هو نفسه بالنسبة لأفراد القبائل الذين عاشوا في هذه الغابة. لقد ولدوا كصيادين، ونشأوا كصيادين. ربما لن يقدر الإنسان العادي على النجاة من القفز من جرف عالٍ والهبوط إلى النهر أدناه. فَـمن هذا الارتفاع، الهبوط على الماء ليس مختلفا عن الهبوط على الصخور.

مشى يوجين بجانب كريستينا التي إستمرت في إراحة ناريسا. لا تزال تربت على ظهر ناريسا، نظرت إلى يوجين، لكنها لم تقل أي شيء. أومأت برأسها فقط، مما تسبب في ظهور ابتسامة على وجه يوجين.

وهكذا، لم يتمكنوا من السماح لأنفسهم بإصابة فرائسهم بجروح خطيرة. نظرًا لأن قيمة الجان قد انخفضت بالفعل بسبب حقيقة أنهم ذوي سيقان واحدة، إذا تركوا ندبة على جسمه أيضًا، فإن انخفاض السعر سيكون أكثر مما يمكنهم قبوله.

 

بعد أن طوت بنطالها، داست كريستينا على غسيلها. قبل أن تصبح مرشحة قديسة، كانت يتيمة تم التخلي عنها أمام الدير. بفضل هذا، إعتادت على الأعمال المنزلية مثل غسل الملابس.

الجان هم عرق قوي.

 

 

 

على عكس البشر، يمتلكون تقاربًا جيدًا مع جميع الأرواح، ويمكنهم الشعور بالطاقة السحرية حتى بدون أي تدريب حقيقي. عضلاتهم أيضا أكثر مرونة ومتانة من عضلات الإنسان.

بكل بساطة، ناريسا هي عبدة هاربة. مالكها، وهو تاجر ثري في إمبراطورية كيهل، قد اشترى ناريسا من السوق السوداء قبل عشر سنوات.

 

 

عرف الصيادون جيدًا ميزات العرق الذي يصطادونه، ولم يذهبوا للصيد إلا بعد إجراء استعدادات شاملة.

“….جان؟” تساءلت كريستينا بتعبير قلق.

 

“نعم، بالطبع هذه هي الحقيقة. فَـبعد كل شيء، من الطبيعي أن يكون واجب الكاهن هو مساعدة وإنقاذ من هم في ورطة. ولو وجد بطل في هذا العالم، فهو بالتأكيد لن يتردد في فعل ما هو عادل وصحيح.” كما قالت كريستينا هذا، أعطت يوجين لمحة.

هذا هو نفسه بالنسبة لأفراد القبائل الذين عاشوا في هذه الغابة. لقد ولدوا كصيادين، ونشأوا كصيادين. ربما لن يقدر الإنسان العادي على النجاة من القفز من جرف عالٍ والهبوط إلى النهر أدناه. فَـمن هذا الارتفاع، الهبوط على الماء ليس مختلفا عن الهبوط على الصخور.

 

 

هذا هو نفسه بالنسبة لأفراد القبائل الذين عاشوا في هذه الغابة. لقد ولدوا كصيادين، ونشأوا كصيادين. ربما لن يقدر الإنسان العادي على النجاة من القفز من جرف عالٍ والهبوط إلى النهر أدناه. فَـمن هذا الارتفاع، الهبوط على الماء ليس مختلفا عن الهبوط على الصخور.

لو قفز انسان من هذا الإرتفاع، لمات على الفور، لكن الجان لن يموت.

 

 

عرف الصيادون جيدًا ميزات العرق الذي يصطادونه، ولم يذهبوا للصيد إلا بعد إجراء استعدادات شاملة.

ليس ذلك فقط لأن أجسادهم أقوى. وجود تقارب مع الأرواح يعني حرفيا أن تكون محبوبا من قبل تلك الأرواح. السبب الرئيسي وراء تمكن الجان من الركض بسرعة هو أن الأرواح المنتشرة في جميع أنحاء الرياح دفعتهم من الخلف. ينطبق ذلك أيضًا على هذا النوع من السقوط — الرياح ومياه النهر ستحميان جسم الجان.

 

 

 

مع العلم أن تجار العبيد لم يتوقفوا عن سعيهم وراء الجان.

 

 

سحب القناع من على وجهه، مما أوضح أنه يحدق بِـيوجين. إمتلأ وجهه بالندوب والوشوم.

“إذن أنتم من قبيلة جارونغ.” استقبل يوجين الصيادين من حيث يجلس، على صخرة كبيرة.

“هياي!”

 

 

لقد مر شهر منذ دخولهم الغابة لأول مرة. لم يتجولا فقط خلال كل هذا الوقت. لقد واجهوا أيضًا عددًا قليلا من التجار الذين يسافرون عبر الغابة، وقد التقوا بعدد قليل من السكان الأصليين الذين ينتمون إلى قبائل مختلفة.

أوضح يوجين، “عمر جان يمتد تقريبا إلى ألف سنة. يمكن للبشر العاديين أن يعيشوا إلى ما يصل إلى مائة عام تقريبًا إذا تمكنوا من عيش حياة طويلة دون أي مرض، لذلك إذا قمت بتحويل عمر جان إلى عمر بشري، فإن كل مائة عام بالنسبة لهم تعتبر عشر سنوات بالنسبة لنا.”

 

بدا سطح الجذع وكأنه قد تآكل تقريبا، وإستمر الدم يتدفق منه. بدا الأمر وكأن ساقهم الاصطناعية الرخيصة قد حُفِرَتْ في لحمهم.

لم تكن اجتماعاتًا ممتعة للغاية. سخر التجار من رداء كريستينا كمبشر، وحاول السكان الأصليون استعباد الأجنبيَّين اللذين يسافران بمفردهما دون مرافقة.

الجان فريسة مرغوبة للغاية. بدلا من اصطياد هؤلاء الجان واستخدامهم كعبيد للقبيلة، فضل تجار العبيد من السكان الأصليين بيعهم لتجار العبيد الأجانب الذين جاءوا إلى سمر فقط لشراء هؤلاء الجان.

 

“ليس….ليس بعد الآن.” بعد قول هذا، إنخفض رأس ناريسا، غير قادرة على العثور على أي كلمات أخرى.

لكن، كلهم دفعوا على الفور ثمن التصرف مثل البلهاء. من خلال هذه العملية، سمع يوجين عن القبائل المختلفة التي عاشت في هذه الغابة.

 

 

 

كلما ذهبت إلى الغابة بشكل أعمق، أصبح السكان الأصليون أكثر وحشية وشراسة، خاصة في نبذهم للغرباء. جارونغ هم مثال على إحدى هذه القبائل. أسروا جميع الأجانب وجعلوهم عبيدا لقبيلتهم.

“من يريد أن يعرف؟” أعاد يوجين السؤال بوقاحة.

 

توقف الجان، الذي كان يركض بعرج، ولهث بشدة. “…آآآه….!”

لو قبض على أجنبي وإتضح أنه تاجر ثريا أو نبيل جاء في جولة فاخرة، فقد أتيحت له فرصة إعادة تسليمه بمجرد أن تحصل القبيلة على فدية كبيرة بما يكفي. ولكن حتى رغم ذلك، سيحدث ذلك فقط إذا إمتلك أولئك الذين تم القبض عليهم حظًا رائعًا. لكن، قد يتم قتلهم وأكلهم بلا هذا الحظ. أحبت بعض القبائل الأصلية أكل لحوم البشر، والجارونغ هم إحدى هذه القبائل.

اعترفت ناريسا: “….مسقط رأسي هو جبل أودون في إمبراطورية كيهل.”

 

‘….إذن فهو عبد.’ أكد يوجين.

“خارجي.” تحدث أحد السكان الأصليين الذين يركبون على ظهور ذئابهم الكبيرة.

 

 

“ليس الأمر وكأنني ألعب في الأرجاء هنا.” دافع يوجين عن نفسه.

سحب القناع من على وجهه، مما أوضح أنه يحدق بِـيوجين. إمتلأ وجهه بالندوب والوشوم.

ولكن وراء أقنعة مستديرة مع مآخذ العين التي بدت وكأنها قد فتحت بسكين، رأى الجان الجشع والشهوة اللامعة داخل عيونهم. دفعت نظراتهم جسد الجان لاتخاذ خطوة محفوفة بالمخاطر.

 

 

“ماذا. تفعله. هنا؟” سأل أحدهم.

“إذا قمنا بتحويل ذلك إلى سنواتٍ بشرية، فهذا يعني أنك في الثالثة عشرة فقط.” تمتم يوجين.

 

لو قفز انسان من هذا الإرتفاع، لمات على الفور، لكن الجان لن يموت.

على عكس مظهره الشرير، بدا أنه يستطيع التحدث باللغة المشتركة، لكنه قال الكلمات ببطء وبطريقة غير واضحة قليلا.

إذا أرادوا ذلك، بإمكانهم الإمساك بفرائسهم على الفور. لكن من خلال عدم القيام بذلك، هم يحاولون منع فرائسهم من الانهيار في اليأس.

 

“أنا أفعل ذلك بدافع القلق على جسدك، سيدي يوجين.” دافعت كريستينا عن نفسها.

“ماذا يبدو وكأنني أفعله؟” أجاب يوجين. “أنا فقط أجلس هنا وأستريح.”

 

واصل المواطن الأصلي استجوابه المقتضب. “نبيل؟ من أين؟”

 

“من يريد أن يعرف؟” أعاد يوجين السؤال بوقاحة.

 

 

 

“هذه الرائحة.” قال المواطن بِـعبوس وهو يشم الهواء.

 

 

بعد فترة طويلة، أظهرت كريستينا أخيرًا مظهر قديس حقيقي. نشرت ذراعيها واحتضنت ناريسا، ثم بدأت تربت على ظهرها المرتجف.

ضحك يوجين والتقط زاوية من عباءته لفحصها.

 

 

تراجع الجان بتردد إلى الوراء. اقترب عدد قليل من السكان الأصليين الذين نزلوا من ظهور ذئاب فاخان وإتجهوا نحو الجان. لقد ألقوا رماحهم ونشروا أذرعهم على نطاق واسع، كما لو إنهم يظهرون أنهم لا يريدون التسبب بأي ضرر للجان.

“هل تنبعث مني حقًا مثل هذه الرائحة؟ لا ينبغي أن يحدث هذا.” جادل يوجين. “أنا أحب الأناقة، لذلك أغسل جسدي كل يوم.”

 

“تنبعث منه رائحة الجان.” هدر السكان الأصليون.

 

 

ربما أعطوا جان بعض العلاج الطارئ، ولكن حتى في أفضل تقدير متفائل، لا يمكن وصف جان بأنه في صحة جيدة. حيث غطت الكدمات جسده بالكامل وهناك حتى عدد من الكسور….لا يبدو أن هذه الإصابات ناتجة عن إعتداء. ربما حصلت له بسبب السقوط في الماء من ارتفاع كبير.

“هل أبدو مثل جان؟” سأل يوجين ساخرًا.

 

 

أشرق ضوء ساطع من يديها واجتاح جسد الجان. مع هذا، عاد اللون إلى بشرت بسرعة كافية بحيث يمكن رؤية التغيير بالعين المجردة.

“خارجي.” قال المواطن الأصلي وهو يعيد قناعه مرة أخرى على وجهه. “فريسة جارونغ. هل سرقته؟”

“…الساق…” تمتمت كريستينا بقلق.

“أي نوع من الفرائس هذا الذي يكون له مالك؟” قال يوجين بتجاهل وهو يسقط زاوية عباءته: “من يمسك بها أولًا يصبح مالكها.”

 

 

لو قفز انسان من هذا الإرتفاع، لمات على الفور، لكن الجان لن يموت.

إنطلقت الذئاب العملاقة نحوه.

 

ليس ذلك فقط لأن أجسادهم أقوى. وجود تقارب مع الأرواح يعني حرفيا أن تكون محبوبا من قبل تلك الأرواح. السبب الرئيسي وراء تمكن الجان من الركض بسرعة هو أن الأرواح المنتشرة في جميع أنحاء الرياح دفعتهم من الخلف. ينطبق ذلك أيضًا على هذا النوع من السقوط — الرياح ومياه النهر ستحميان جسم الجان.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط