نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 69

القَبر (5)

القَبر (5)

الفصل 69: القَبر (5)

لكن هذا التوقف الطفيف في حركات فارس الموت أعطى يوجين وقتًا أكثر من كافي. ومض ضوء القمر وإخترق سيف المون لايت صدر فارس الموت وضرب بدقة الجوهرة المحمرة في منتصف جسده.

تقنية السحب السريع، بعباراتٍ بسيطة، هي تقنية إخراج الشفرة من غمدها والقطع بحركة واحدة لا تتوقف. الهدف من فعل هذا هو مباغتةُ الخصم، ولو تم القيام بها بشكل جيد، فيمكن استخدامها أيضًا لقطع الأشياء عن بعد لو كانت المسافة قريبةً جدًا.

 

 

ظلت الأيدي المتأرجحة متوحشةً كما هي دائما، ولكن ربما لأنه لم يستخدم القوة الشيطانية، لم يبدُ خصم يوجين وكأنه متعجرف كما كان من قبل. نحى يوجين يده التي تحمل وينِد نحو صدره. ثم رفع سيف المون لايت قليلًا، جفل فارس الموت وقفز للخلف.

المشكلة هي أنها عادةً ليست بتلك القوة. بغض النظر عن مدى سرعة سحب السيف من غمده، من الأفضل بكثير إتخاذ الموقف الصحيح والقطع بإستعمال القوة الكاملة لذراعيك.

 

 

توصل يوجين على الفور إلى نتيجة، ‘لا يمكنني قتلها.’

لكن هذا فقط فيما يتعلق بالسيف العادي. فَـسيف المون لايت ليس شفرةً ماديةً على الإطلاق — حيث أن الشفرة بالكامل، بإستثناء الجزء الصغير في البداية، الريكاسو، مكونةٌ من ضوء القمر النقي.

أشارت أميليا إلى فارس الموت عند قدميها، “ربما كان حيوانا أليفا عديم الفائدة، لكنه ملكي. سواء أكان ذلك التنمر عليه، تدميره أو قتله، تلك هي الأشياء التي يستطيع فقط سيده القيام بهم.”

 

‘لقد نجحت في قطع فارس الموت سابقًا عدة مرات، لكنني لم أتمكن من إصابته حقًا.’

بشكل طبيعي، تتطلب تقنية السحب السريع هذه اهتمامًا وعنايةً خاصتين — فَـعِندَ القطع مباشرةً بعد سحب السيف، يمكن أن يلحق السيف ضررًا بالخصم من زاوية خاطئة، لذلك فإن سرعة السَحبِ المطلوبة تكون عادةً محدودةً إلى حد ما.

إنهال الرصاص على فارس الموت، رغم أنه حاول التهرب إلا أن جسده قد أُختُرِق على كل حال. وهكذا، إستطاع يوجين أن يجعل فارس الموت يتحرك وفقًا لإرادته.

 

تحطمت مخالب فارس الموت المقتربة من يوجين بسبب ضوء القمر ومُحيت تمامًا من الوجود. أظهرت عيون فارس الموت أنه لم يفهم ما حدث للتو.

لكن مع سيف المون لايت، لا حاجة للإهتمام بذلك. فَـكل ما عليه فعله هو السحب والقطع، ولا يوجد توقف مؤقت بينهما. بفضل ذلك، من الممكن رفع سرعة القطع الأولي إلى أقصى حدوده. أما بالنسبة للقوة؟

“هوف…”

هذا سؤال سخيف.

 

 

ما سيفعله الآن هو شيء إعتاد عليه فارس الموت دائمًا وهو جيدٌ فيه. على الرغم من أنه لم يمتلك مخالبه الحقيقية، إلا أن قوة قبضة فارس الموت المعززة يمكن أن تمزق ورقة من المعدن الصلب كما لو إنها مجردُ ورقةٍ عادية. ولو إستهدف جسم الإنسان؟ لا يمكن أن يمنعه شيء من اختراق جسم الإنسان وتمزيقه.

سيف المون لايت هو دمارٌ مُتجسدٌ على شكل سيف.

إنهال الرصاص على فارس الموت، رغم أنه حاول التهرب إلا أن جسده قد أُختُرِق على كل حال. وهكذا، إستطاع يوجين أن يجعل فارس الموت يتحرك وفقًا لإرادته.

 

 

بدا الأمر كما لو أن يوجين قد رسم هلالًا، أو على الأقل هذا ما بدا عليه الأمر عند النظر إليه. في اللحظة التي سحب فيها السيف من غمده، بدا أن شُعاع السيف قد صار قمرًا جديدًا.

“…” حدث توقف غير متوقع قبل أن تقول أميليا ثلاثة.

 

 

نوره يضيء الظلام. لا….لم يضِئهُ فقط. لقد دمر الظلام حرفيًا.

بووم!

 

“هل تعرف ماذا تعني هذه الرسالة؟”

تشينغ!

 

 

 

تحطمت مخالب فارس الموت المقتربة من يوجين بسبب ضوء القمر ومُحيت تمامًا من الوجود. أظهرت عيون فارس الموت أنه لم يفهم ما حدث للتو.

 

 

 

“هوف…”

 

بينما أخذ نفسا عميقًا، إنطلق يوجين إلى الأمام.

“هل تعرف ما أحاول قوله.” تحولت عيون أميليا للنظر إلى يوجين مرة أخرى. “بما أنه أعطاك هذه الرسالة، فهذا يعني أنه يمكنك تقديم طلب مني نيابة عن بلزاك. على الرغم من أن الأمر متروك لي لأقرر هل سأوافق على طلبك أم لا.”

 

نظرا لأنه لم يمتلك ما يكفي من طاقة سحرية، لم يستطع يوجين تجربة قوتهِ في وقت سابق. الواضح هو أنه بقوته الحالية، لا يمكن لسيف المون لايت أن يدمر جسد فارس الموت تماما.

على الرغم من أنه قد ضرب بسيف مرة واحدة فقط، إلا أنه بدأ يشعر بالفعل أنه يختنق ورؤيته صارت ضبابية. هذه هي الأعراض النموذجية لنضوب الطاقة السحرية. بمجرد وصول مخزون الطاقة السحرية الخاص بِـيوجين إلى القاع تماما، سيصبح منهكا وسَـينهار.

 

 

 

‘أستطيع أن أفعل ذلك مرتين قبل أن….’

لكن يوجين إمتلك أشياءً أكثر أهميةً للقيام بها من ذكريات الماضي. الآن، هناك حرفيًا وحش يهاجمه.

إعتقد يوجين أنه سيمتلك سيطرةً كافية على قوة السيف، ولكن كما هو متوقع، ثَبُتَ أنَّ الفرضيات التي وضعها قبل محاولة استخدامه باطلةٌ تمامًا. ومع ذلك، فإن قوة هذا القطع بدت مُرضيةً.

تحولت عينا فارس الموت، اللتان تحولتا إلى اللون الأسود تمامًا، بما في ذلك بياض العين، للتحديق بِـيوجين.

 

على الرغم من أنه قد ضرب بسيف مرة واحدة فقط، إلا أنه بدأ يشعر بالفعل أنه يختنق ورؤيته صارت ضبابية. هذه هي الأعراض النموذجية لنضوب الطاقة السحرية. بمجرد وصول مخزون الطاقة السحرية الخاص بِـيوجين إلى القاع تماما، سيصبح منهكا وسَـينهار.

على الرغم من أنه قد أرجح السيف مرة واحدة فقط، إلا أنه سحق الهجوم القادم تماما.

كوا!

 

“لا، لن يحدث ذلك، لأنني لن أسمح بحدوثه. وبعد ذلك….هل تعرف ما هي الفزاعة؟” سأل الصوت.

لم يستطع فارس الموت فهم ما حدث. لقد إستعمل بالتأكيد مخالبه. يستحيل على هذا الدخيل المتعب والمرهق أن يكون قادرًا على الإستجابة. لقد نوى قطع ذراعي الدخيل وإسقاطه على ركبتيه.

 

 

ثم وبخته: “الشخص الوحيد الذي يمكنه قول هذا النوع من الكلمات عنه هو أنا، مالكه.”

ومع ذلك، فقد فشل. وتم تحطيم المخالب التي أوشكت على تقطيع فريستها بفعل ضوءٍ شاحب، وبدأ قفاز فارس الموت الآن يتشقق أيضًا إلى قطع.

“…ماذا لو طلبت منك عدم ملاحقتي؟” سأل يوجين مبدئيا.

 

“عااااه….” ثم بدأ مباشرةً بعدها في التنفس بجفاف.

نقر يوجين على لسانه وهو يرى هذا. “تسك، لقد أردتُ قطع ذراعك.”

 

خطة يوجين هي نفسها خطة فارس الموت، وتبين أن النتائج متطابقة أيضًا، لم ينتهي أي من الاثنين بتحقيق هدفهما. لم يتمكن فارس الموت من قطع ذراعي يوجين، ولم يتمكن يوجين أيضًا من قطع ذراع فارس الموت.

لم يستخدم قوته الشيطانية، فقط قوة جسده العاري، ولكن مع ذلك، فإن كل ضربة من أطرافه خلقت قوة دفع قوية، مما أدى إلى دفع الرياح التي استدعتها يوجين بعيدًا.

 

 

‘هل بالغت في تقدير القوة الناتجة؟ أو هل يمكن…أنني قد توقعت الكثير منه، في حين أن قوته قد انخفضت في الواقع أكثر مما إعتقدت؟’

 

 

بووو!

نظرا لأنه لم يمتلك ما يكفي من طاقة سحرية، لم يستطع يوجين تجربة قوتهِ في وقت سابق. الواضح هو أنه بقوته الحالية، لا يمكن لسيف المون لايت أن يدمر جسد فارس الموت تماما.

 

 

“يبدو أنك تدرك ذلك جيدا. أنا أميليا ميروين”، أكَدَت. “سيدُ الزنزانة في الصحراء. الشوكة السوداء. جوابُ الموت. هذا أنا.”

‘لقد نجحت في قطع فارس الموت سابقًا عدة مرات، لكنني لم أتمكن من إصابته حقًا.’

وضع يوجين جانبا ندمه وسحب رسالة بلزاك من عباءته. لم يحتج لتسليمها شخصيا. بمجرد أن أخرج يوجين الرسالة، تركت الرسالة يده وحلقت إلى أميليا.

ما الذي فعلوه بجثة شخص آخر بحق الجحيم؟ أثناء ضر أسنانه بغضب، تقدم يوجين نحو فارس الموت.

 

 

 

“غرررااه!” زأر فارس الموت.

قال يوجين ساخرًا: “أنتِ لطيفةٌ للغاية.”

 

 

قد لا يكون قادرًا على فهم ما حدث، لكن سبب الغموض بدا واضحًا. ذلك الضوء المشؤوم حطم قوته الشيطانية.

المشكلة هي أنها عادةً ليست بتلك القوة. بغض النظر عن مدى سرعة سحب السيف من غمده، من الأفضل بكثير إتخاذ الموقف الصحيح والقطع بإستعمال القوة الكاملة لذراعيك.

 

لم يستطع فارس الموت فهم ما حدث. لقد إستعمل بالتأكيد مخالبه. يستحيل على هذا الدخيل المتعب والمرهق أن يكون قادرًا على الإستجابة. لقد نوى قطع ذراعي الدخيل وإسقاطه على ركبتيه.

القوة الشيطانية هي مصدر كل السحر الأسود. لن يختفي لاميت رفيع المستوى مثل فارس الموت بسبب نفاد كل قوته الشيطانية، ولكن إستهلاك كل مصدر قوته للتعامل مع خصم مثل هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة غضب سيده.

 

 

‘أستطيع أن أفعل ذلك مرتين قبل أن….’

حسنًا، على أي حال، ماذا إذن؟ أليس الحل بسيطًا؟ لا حاجة حقًا لفارس الموت لاستخدام قوته الشيطانية. بالنظر إلى الدخيل، عيناه ضبابيتان ووجهه شاحب. لا يبدو أنه يمتلك القوة اللازمة للمشي حتى، بما أنه يترنح الآن.

ألا ينبغي أن تكون هناك قيود على كم يمكنك إهانة شخص ميت؟ ليس فقط أنهم تجرأوا على اقتحام قبر شخص ما، حتى أنهم حولوا جثته إلى فارس الموت؟ صرَّ يوجين أسنانه، ورفع وينِد لأعلى. في الوقت الحالي، أولويته هي تدمير هذا الشيء ثم الهروب مع لامان، الذي لا يزال مستلقيًا مذهولًا على الجانب الآخر من الباب.

 

شعر يوجين بالغثيان، كما لو إن جسده يتقلب من الداخل، وقف كل الشعر على جسده بسبب شعور الرعب الذي غزاه.

بجسده هذا، على الرغم من أنه لم يتعلم السيافةَ حقًا، حيث أنه نادرًا ما شعر حقًا أنه معتاد على أرجحة السيف. ومع ذلك، لم يتمكن من استخلاص هذه الغرائز تمامًا. فَـبعد أن حارب بمخالبه طوال حياته، الأسهل والأكثر كفاءة بالنسبة لفارس الموت هو الإستمرار في استخدام مخالبه بدلًا من استخدام السيف.

غرقت الرسالة في النيران السوداء وإختفت.

 

 

ما سيفعله الآن هو شيء إعتاد عليه فارس الموت دائمًا وهو جيدٌ فيه. على الرغم من أنه لم يمتلك مخالبه الحقيقية، إلا أن قوة قبضة فارس الموت المعززة يمكن أن تمزق ورقة من المعدن الصلب كما لو إنها مجردُ ورقةٍ عادية. ولو إستهدف جسم الإنسان؟ لا يمكن أن يمنعه شيء من اختراق جسم الإنسان وتمزيقه.

 

 

بينما أخذ نفسا عميقًا، إنطلق يوجين إلى الأمام.

حتى مع رؤيته الضبابية، تمكن يوجين من إستنتاج كل تحركات فارس الموت. هل هو حقًا لن يستخدم القوة الشيطانية لأنه حذر من سيف المون لايت؟ وماذا إذن، هل سيقاتل بجسده العاري فقط؟ دون إستعمال أي أسلحة؟

كل ما تبقى هو جثة هامل، ويوجين يقف هناك بهدوء، يحدق في جثته.

ضده؟

“ثم لن أطاردك. ولكن هذا الطلب لا يعني ألَّا أقتلك، أليس كذلك؟” أشارت أميليا.

 

الفصل 69: القَبر (5)

“لا أعتقد حقًا أن هذه فكرة جيدة.” علق يوجين وهو يرى فارس الموت يستعد لمهاجمته بيده فقط “أيها الوغد الوقح.”

“…ماذا لو طلبت منك عدم ملاحقتي؟” سأل يوجين مبدئيا.

أثناء ضحك يوجين، قام بوضع سيف المون لايت في يده اليسرى. ثم إستلَّ وينِد. فقط بسبب ضوء سيف المون لايت طاقته السحرية تتآكل، لذلك لم يستطع يوجين تحمل ذلك لفترة طويلة.

 

 

 

‘رغم أن فيرموث، ذلك اللقيط، كان قادرًا على استخدامه كما لو إنه مجرد سيف عادي.’

على الرغم من أنه قد ضرب بسيف مرة واحدة فقط، إلا أنه بدأ يشعر بالفعل أنه يختنق ورؤيته صارت ضبابية. هذه هي الأعراض النموذجية لنضوب الطاقة السحرية. بمجرد وصول مخزون الطاقة السحرية الخاص بِـيوجين إلى القاع تماما، سيصبح منهكا وسَـينهار.

لكن يوجين إمتلك أشياءً أكثر أهميةً للقيام بها من ذكريات الماضي. الآن، هناك حرفيًا وحش يهاجمه.

 

 

قد لا يكون قادرًا على فهم ما حدث، لكن سبب الغموض بدا واضحًا. ذلك الضوء المشؤوم حطم قوته الشيطانية.

بام!

غرق جسد فارس الموت بالكامل في زوبعة. ثم مع الحفاظ على ضوء سيف المون لايت، قام يوجين بحساب إحداثيات فارس الموت. بعدها غُرِسَتْ ألسنة اللهب الزرقاء في الزوبعة، وإلتفت حول أطراف فارس الموت.

 

“…FUCK.” شخر يوجين شم ثم شتم.

ظلت الأيدي المتأرجحة متوحشةً كما هي دائما، ولكن ربما لأنه لم يستخدم القوة الشيطانية، لم يبدُ خصم يوجين وكأنه متعجرف كما كان من قبل. نحى يوجين يده التي تحمل وينِد نحو صدره. ثم رفع سيف المون لايت قليلًا، جفل فارس الموت وقفز للخلف.

وقف فارس الموت ببطء.

 

 

‘لم أضرب حتى….’ سخر يوجين.

 

 

يوجين—لا، عرف هامل هذه النظرة.

حينها قطع يوجين خصر فارس الموت المنسحب بإستعمال وينِد. رن صوت كشط معدن ضد معدن. على الرغم من أن يوجين تمكن فقط من التسبب بإصابة بسيطة، إلا أن ذلك كاف. حيث أن الرياح التي انفجرت من وينِد إلتفت حول جسد فارس الموت.

هل يجب أن يقول الحقيقة فقط؟ ولكن ماذا يجب أن يقول؟ لقد دخل يوجين إلى القبر، فتح الباب الذي فشلت أميليا في فتحه ووجد سيف المون لايت بداخله…بدا كل شيء وكأنه هراء. لو قال أشياءً كهذه، فقد تدخر أميليا يوجين، لكنها بالتأكيد ستأخذ منه سيف المون لايت.

 

 

إنها روح الرياح، غيل.

بدلًا من الإجابة على الفور، حدقت أميليا في يوجين. بعد فترة، هزت رأسها برفق. مع كل هزة، جاء صوت رنين من الأقراط الذهبية الكبيرة في أذنها.

 

 

كوا!

 

 

 

غرق جسد فارس الموت بالكامل في زوبعة. ثم مع الحفاظ على ضوء سيف المون لايت، قام يوجين بحساب إحداثيات فارس الموت. بعدها غُرِسَتْ ألسنة اللهب الزرقاء في الزوبعة، وإلتفت حول أطراف فارس الموت.

على الرغم من أنه قد ضرب بسيف مرة واحدة فقط، إلا أنه بدأ يشعر بالفعل أنه يختنق ورؤيته صارت ضبابية. هذه هي الأعراض النموذجية لنضوب الطاقة السحرية. بمجرد وصول مخزون الطاقة السحرية الخاص بِـيوجين إلى القاع تماما، سيصبح منهكا وسَـينهار.

 

 

“غاااااغ!” زأر فارس الموت وهو يحاول تحرير أطرافه.

لقد شعر أنه قد احتفظ بسيطرة جيدة على قوةِ سيفه، لكن طاقته السحرية هي بالفعل منخفضة جدًا بحيث لا يمكن الإعتماد عليها. سعل يوجين عدة مرات قبل النهوض.

 

غرقت الرسالة في النيران السوداء وإختفت.

لم يستخدم قوته الشيطانية، فقط قوة جسده العاري، ولكن مع ذلك، فإن كل ضربة من أطرافه خلقت قوة دفع قوية، مما أدى إلى دفع الرياح التي استدعتها يوجين بعيدًا.

 

 

وافقها يوجين الرأي، “أنا لا أحب أن أقول إسم ذلك الوغد أيضًا.”

إنتقلت نظرة يوجين نحو السقف، حيث انتشرت الشقوق الرقيقة عبرها مثل شبكة العنكبوت بسبب المعركة السابقة. بعد حساب موقع مركزها، ألقى يوجين تعويذة.

 

 

 

بووم!

ثم ترنح بشكل ضعيف وإقترب من فارس الموت. على الرغم من أنه يفتقر إلى أي إحساسٍ بالحيوية منذ البداية، إلا أنه كان جثة متحركة — لكن الآن، مات بالكامل. لقد يوجين شعر بجوهره يتكسر على طرف سيفه وقد رآه يتحطم أيضًا.

 

 

انهار السقف وأمطرت شظايا معدنية لا حصر لها على رأس فارس الموت. ولم يسقطوا بشكل طبيعي أيضًا. تم غرس سحر يوجين في كل واحدة من الشظايا، وتحويلها إلى رصاصات يمكنه تحريكها كما يشاء.

لكن هذا التوقف الطفيف في حركات فارس الموت أعطى يوجين وقتًا أكثر من كافي. ومض ضوء القمر وإخترق سيف المون لايت صدر فارس الموت وضرب بدقة الجوهرة المحمرة في منتصف جسده.

 

هو الآن في حالٍ أفضل مما كان سيحدث له لو أُجبِرَ على إستخدام الإشتعال. لهث يوجين وفرك شفتيه. ثم بعد نظرة سريعة إلى سيف المون لايت إكتشف أنه لم يعد ينبعث منه أي ضوء قمر، لذلك اختفى نصله بالكامل.

بام بام بام!

نزل السيف.

 

لم يستخدم قوته الشيطانية، فقط قوة جسده العاري، ولكن مع ذلك، فإن كل ضربة من أطرافه خلقت قوة دفع قوية، مما أدى إلى دفع الرياح التي استدعتها يوجين بعيدًا.

إنهال الرصاص على فارس الموت، رغم أنه حاول التهرب إلا أن جسده قد أُختُرِق على كل حال. وهكذا، إستطاع يوجين أن يجعل فارس الموت يتحرك وفقًا لإرادته.

 

 

بدا الأمر كما لو أن يوجين قد رسم هلالًا، أو على الأقل هذا ما بدا عليه الأمر عند النظر إليه. في اللحظة التي سحب فيها السيف من غمده، بدا أن شُعاع السيف قد صار قمرًا جديدًا.

تفاخر يوجين قائلًا: “لو إن جسدي فقط في أفضل حالاته، فَسَـأكون قادرًا على الإعتناء بك بيدي العاريتين فقط.”

“أريد الانتحار.” كذب يوجين.

 

ما الذي فعلوه بجثة شخص آخر بحق الجحيم؟ أثناء ضر أسنانه بغضب، تقدم يوجين نحو فارس الموت.

شعر وكأن بعض عظامه قد كسرت، وكلما تحرك، هناك ألم نابض قادم من أعضائه الداخلية. تنهد يوجين في الأسف وضرب الأرض بقدمه.

قال يوجين وهو يشعر بالاشمئزاز من لمستها: “أنت أميليا ميروين.”

 

“قال إنه يحبني.” قدم يوجين تفسيره.

فووش!

ألا ينبغي أن تكون هناك قيود على كم يمكنك إهانة شخص ميت؟ ليس فقط أنهم تجرأوا على اقتحام قبر شخص ما، حتى أنهم حولوا جثته إلى فارس الموت؟ صرَّ يوجين أسنانه، ورفع وينِد لأعلى. في الوقت الحالي، أولويته هي تدمير هذا الشيء ثم الهروب مع لامان، الذي لا يزال مستلقيًا مذهولًا على الجانب الآخر من الباب.

 

“إذا لم ترد الموت، فأُطلب مني أن أتجنبك”. نصحته أميليا: “إذا قمت بذلك، فلن أقتلك. ومع ذلك، لن أتركك تذهب أيضًا. لماذا أتيت إلى هنا، كيف وصلت إلى هنا، وماذا فعلت هنا؟ أحتاج إلى سماع إجاباتِ هذه الأسئلة منك.”

اندلعت النيران الزرقاء من قدميه وتحولت إلى يد ضربت فارس الموت.

 

 

“غاااااغ!” زأر فارس الموت وهو يحاول تحرير أطرافه.

“غراااووو!” زأر فارس الموت ونازع القيود بسرعة.

“…” استمع يوجين بصمت. 

 

هذا سؤال سخيف.

يد اللهب بالكاد أصابته لكِنَ قوة هذه الضربة تبين أنها كبيرة.

 

 

شعر وكأن بعض عظامه قد كسرت، وكلما تحرك، هناك ألم نابض قادم من أعضائه الداخلية. تنهد يوجين في الأسف وضرب الأرض بقدمه.

مرة أخرى، تم كسر درعه. تدحرجت عيون فارس الموت بغضب. تسبب غضبه هذا في أيقاف قدرته على التفكير، وتحول إلى وحشٍ هائج. رفع فارس الموت يديه في الهواء مكونًا مخالب عملاقة.

 

 

 

سخر يوجين من ذلك، “لهذا السبب، لو تساهلت، فستتحول إلى هراء، أيها الأحمق.”

القوة الشيطانية هي مصدر كل السحر الأسود. لن يختفي لاميت رفيع المستوى مثل فارس الموت بسبب نفاد كل قوته الشيطانية، ولكن إستهلاك كل مصدر قوته للتعامل مع خصم مثل هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة غضب سيده.

مزقت هذه المخالب الزوبعة الحارقة التي تقيده. تحرر فارس الموت وحاول ضرب يوجين بِـذراعيه.

 

 

كوا!

“لكنك كنت بالفعل هراءً على أي حال.”

اتهمته أميليا: “لقد كَسَّرتَ حيواني الأليف.”

إنحنى يوجين أسفل فارس الموت. حينها بدأت الشظايا المعدنية العالقة في درعه تتحرك وفقا لإرادة يوجين. تجمدت جثة فارس الموت في الجو — حدث ذلك للحظة فقط، لكن ذلك كافٍ لخلق فتحة. على أي حال، مع طاقة يوجين السحرية المتبقية، من المستحيل عليه التحكم تمامًا في تحركات فارس الموت.

‘لا يزال…..هذا أفضل.’ أراح يوجين نفسه.

 

 

لكن هذا التوقف الطفيف في حركات فارس الموت أعطى يوجين وقتًا أكثر من كافي. ومض ضوء القمر وإخترق سيف المون لايت صدر فارس الموت وضرب بدقة الجوهرة المحمرة في منتصف جسده.

‘رغم أن فيرموث، ذلك اللقيط، كان قادرًا على استخدامه كما لو إنه مجرد سيف عادي.’

 

 

لم يتمكن فارس الموت حتى من إصدار أي صوتٍ نهائي قبل الموت. عندما تبددت شفرة ضوء سيف المون لايت، سقط جسده على الأرض. ثم من أجل عدم الوقوع تحت الجثة، خرج يوجين بسرعة من إتجاه وقوعها.

“…حيوانك الأليف؟” سأل يوجين.

 

 

“عااااه….” ثم بدأ مباشرةً بعدها في التنفس بجفاف.

تحولت عينا فارس الموت، اللتان تحولتا إلى اللون الأسود تمامًا، بما في ذلك بياض العين، للتحديق بِـيوجين.

 

 

لقد شعر أنه قد احتفظ بسيطرة جيدة على قوةِ سيفه، لكن طاقته السحرية هي بالفعل منخفضة جدًا بحيث لا يمكن الإعتماد عليها. سعل يوجين عدة مرات قبل النهوض.

انهار السقف وأمطرت شظايا معدنية لا حصر لها على رأس فارس الموت. ولم يسقطوا بشكل طبيعي أيضًا. تم غرس سحر يوجين في كل واحدة من الشظايا، وتحويلها إلى رصاصات يمكنه تحريكها كما يشاء.

 

 

‘لا يزال…..هذا أفضل.’ أراح يوجين نفسه.

بشكل طبيعي، تتطلب تقنية السحب السريع هذه اهتمامًا وعنايةً خاصتين — فَـعِندَ القطع مباشرةً بعد سحب السيف، يمكن أن يلحق السيف ضررًا بالخصم من زاوية خاطئة، لذلك فإن سرعة السَحبِ المطلوبة تكون عادةً محدودةً إلى حد ما.

 

 

هو الآن في حالٍ أفضل مما كان سيحدث له لو أُجبِرَ على إستخدام الإشتعال. لهث يوجين وفرك شفتيه. ثم بعد نظرة سريعة إلى سيف المون لايت إكتشف أنه لم يعد ينبعث منه أي ضوء قمر، لذلك اختفى نصله بالكامل.

“لقد أخبرتك بالفعل أن الأمر متروك لي لأقرر هل سأوافق على طلبك أم لا.” كما قالت هذا، اهتز حجابها بسبب الضحك. أمالت أميليا رأسها إلى الجانب كما واصلت حديثها، “ولذا فإنني سوف أعطيك خيارين للاختيار من بينها. إذا اخترت عدم التحدث، فسوف أحترم اختيارك. هذا يعني أنني سأقتلك. إذا اخترت أن تعيش، فلن أقتلك. ولكن بدلًا من ذلك، سوف أعرف منك كل ما أريد معرفته.”

 

ومع ذلك، فقد فشل. وتم تحطيم المخالب التي أوشكت على تقطيع فريستها بفعل ضوءٍ شاحب، وبدأ قفاز فارس الموت الآن يتشقق أيضًا إلى قطع.

“هذا السيف غير معقول حقًا….” تمتم يوجين وهو يضع سيف المون لايت في غمده.

“هل تعرف ماذا تعني هذه الرسالة؟”

 

 

ثم ترنح بشكل ضعيف وإقترب من فارس الموت. على الرغم من أنه يفتقر إلى أي إحساسٍ بالحيوية منذ البداية، إلا أنه كان جثة متحركة — لكن الآن، مات بالكامل. لقد يوجين شعر بجوهره يتكسر على طرف سيفه وقد رآه يتحطم أيضًا.

‘لقد نجحت في قطع فارس الموت سابقًا عدة مرات، لكنني لم أتمكن من إصابته حقًا.’

 

إنحنى يوجين أسفل فارس الموت. حينها بدأت الشظايا المعدنية العالقة في درعه تتحرك وفقا لإرادة يوجين. تجمدت جثة فارس الموت في الجو — حدث ذلك للحظة فقط، لكن ذلك كافٍ لخلق فتحة. على أي حال، مع طاقة يوجين السحرية المتبقية، من المستحيل عليه التحكم تمامًا في تحركات فارس الموت.

كل ما تبقى هو جثة هامل، ويوجين يقف هناك بهدوء، يحدق في جثته.

“…هذا يُشعرني بالقرف.” تمتم يوجين في النهاية.

 

 

أثبتت هذه الجثة أنه ليس فارس الموت عادي. فَـبالنسبة لفارس الموت الطبيعي، في اللحظة التي يتم فيها تدمير النواة التي تحتوي على الروح، سيختفي الجسد أيضًا. ومع ذلك، هذه الجثة لا تزال مستلقية أمام يوجين.

 

 

مرة أخرى، تم كسر درعه. تدحرجت عيون فارس الموت بغضب. تسبب غضبه هذا في أيقاف قدرته على التفكير، وتحول إلى وحشٍ هائج. رفع فارس الموت يديه في الهواء مكونًا مخالب عملاقة.

“…هذا يُشعرني بالقرف.” تمتم يوجين في النهاية.

يوجين—لا، عرف هامل هذه النظرة.

 

“عااااه….” ثم بدأ مباشرةً بعدها في التنفس بجفاف.

ألا ينبغي أن تكون هناك قيود على كم يمكنك إهانة شخص ميت؟ ليس فقط أنهم تجرأوا على اقتحام قبر شخص ما، حتى أنهم حولوا جثته إلى فارس الموت؟ صرَّ يوجين أسنانه، ورفع وينِد لأعلى. في الوقت الحالي، أولويته هي تدمير هذا الشيء ثم الهروب مع لامان، الذي لا يزال مستلقيًا مذهولًا على الجانب الآخر من الباب.

 

 

 

نزل السيف.

نظرا لأنه لم يمتلك ما يكفي من طاقة سحرية، لم يستطع يوجين تجربة قوتهِ في وقت سابق. الواضح هو أنه بقوته الحالية، لا يمكن لسيف المون لايت أن يدمر جسد فارس الموت تماما.

 

غرقت الرسالة في النيران السوداء وإختفت.

أو، على الأقل، حاول.

لن تكون قادرًا على رؤية ما يحدث لجسمك، لأن عينيك ستكون قد انهارت بالفعل إلى غبار. حسنًا، حتى لو لم تستطِع رؤيته، فستتمكن بالتأكيد من الشعور به. ولن أسمح بأن تصبح خدرًا جدًا بسبب الألم لدرجة أنك لن تستطيع الإحساس بعد ذلك.”

 

 

ذراعه لم تتحرك.

انهار السقف وأمطرت شظايا معدنية لا حصر لها على رأس فارس الموت. ولم يسقطوا بشكل طبيعي أيضًا. تم غرس سحر يوجين في كل واحدة من الشظايا، وتحويلها إلى رصاصات يمكنه تحريكها كما يشاء.

 

 

صر يوجين أسنانه. بالاعتماد على آخر قوته والطاقة السحرية، حاول صب القوة في ذراعه، لكنها لا تزال لا تتحرك أبدًا. ليس ذراعه فقط. بل جسده كله لا يعمل بإرادته، غير قادر على الحركة.

الفصل 69: القَبر (5)

 

أثبتت هذه الجثة أنه ليس فارس الموت عادي. فَـبالنسبة لفارس الموت الطبيعي، في اللحظة التي يتم فيها تدمير النواة التي تحتوي على الروح، سيختفي الجسد أيضًا. ومع ذلك، هذه الجثة لا تزال مستلقية أمام يوجين.

“…FUCK.” شخر يوجين شم ثم شتم.

 

 

‘لا يزال…..هذا أفضل.’ أراح يوجين نفسه.

كونه متعبا لدرجة أنه لا يستطيع التحرك….لن يصل إلى هذا الحد. بدلًا من ذلك، شعر أن جسده كله مقيد بقوة عظيمة غير المرئية.

 

 

 

“ألا يمكننا مناقشة هذا وجهًا لوجه؟” طلب يوجين.

أراد أن يحاول استخدام الإشتعال، ولكن حتى لو فعل ذلك، فلن ينجح ذلك. إنها مختلفة عن فارس الموت. أميليا ميروين ساحرة سوداء كانت تعتبر واحدة من أقوى الناس في العالم بأسره. بالنسبة ليوجين الحالي، حتى لو حصل على مائة فرصة، فسيظل من المستحيل عليه قتل أميليا.

 

‘ماذا علي أن أفعل؟’ سأل يوجين نفسه.

أراد أن يدير رأسه لينظر حوله، لكنه لم يستطِع القيام بذلك. كل ما يمكن أن يفعله يوجين في هذه اللحظة هو تحريك شفتيه وإخراج صوته. وحقيقة أنه إستطاع القيام بذلك هي لأنه قد تم السماح له بفعل ذلك فقط.

هل يمكنه استخدام إسم عشيرة لايونهارت؟ هل ستحترم أميليا اللايونهارت؟ هل يستطيع هذا الإسم حتى تبديد شكوك هذه الكلبة؟

 

ألم يستطع تقديم طلب آخر؟ بصرف النظر عن الانتحار؟

“أنا أفكر في ما يجب أن أفعله معك”، إقترب منه صوت. “تتبادر إلى الذهن الكثير من الأفكار، لكن الفكرة الأكثر جاذبية بالنسبة لي هي…..هذه. سوف أسحبك إلى السطح معي، مقيدًا هكذا. ثم سأرميك في الرمال الساخنة. بالطبع، لن أدعك تموت مختنقًا هكذا. سوف أتأكد من ترك ثقوب في عينيك وأنفك وفمك.”

‘لا يزال…..هذا أفضل.’ أراح يوجين نفسه.

قال يوجين ساخرًا: “أنتِ لطيفةٌ للغاية.”

 

 

“يبدو أنك تدرك ذلك جيدا. أنا أميليا ميروين”، أكَدَت. “سيدُ الزنزانة في الصحراء. الشوكة السوداء. جوابُ الموت. هذا أنا.”

“سأتأكد من إبقاء فمك مفتوحًا، غير قادر على إغلاقه. سيحدث هذا مع عينيك أيضًا. ثم قبل أن تمر فترة طويلة، ستجف مقل عيونك وتتحطم إلى قطع، وسوف يصبح لسانك مثل غصن ذابل.” صار الصوت يأتي الآن من خلف ظهر يوجين مباشرة.

 

 

“لا، لن يحدث ذلك، لأنني لن أسمح بحدوثه. وبعد ذلك….هل تعرف ما هي الفزاعة؟” سأل الصوت.

ردَّ يوجين: “أعتقد أنني سأُخبَزُ ميتًا في الرمال قبل أن يحدث ذلك.”

 

 

‘اللعنة عليك يا بلزاك. بما أنك قد جهزت رسالةً بالفعل، ألا ينبغي أن تعطي على الأقل تفسيرًا مناسبًا؟’ على الرغم من أن يوجين قد شعر بعدم الرضا بسبب هذا، في الواقع، لا حاجة لبلزاك لِـأنْ يشعر بالخجل. كيف يمكن أن يتخيل بلزاك أن يوجين سيغزو حقًا أراضي أميليا ميروين ويدمر إحدى ممتلكاتها؟

“لا، لن يحدث ذلك، لأنني لن أسمح بحدوثه. وبعد ذلك….هل تعرف ما هي الفزاعة؟” سأل الصوت.

بينما أخذ نفسا عميقًا، إنطلق يوجين إلى الأمام.

 

 

أجاب يوجين، “بالطبع.”

أشرق ضوء داكن على طرف إصبعها. يوجين مدركٌ لسيف المون لايت، الذي لا يزال مقبضه معلقا عند خصره. بإستخدام الاشتعال، لو تمكن من الضرب بسيف المون لايت ومن ثم الهرب….لا، ذلك مستحيل. فَـهذه المساحة بالفعل تحت سيطرة أميليا الكاملة.

“سوف تصبح فزاعةَ هذه الصحراء. وسأكسر جميع العظام في ساقيك، ثم سألفهم حول بعضهم، وأربطهم بإحكام مع العضلات والأوعية الدموية بحيث لن ينهاروا. ثم سأغرس قضبان حديديةً طويلةً عبر كل من أصابعك هذه.” نقر الصوت على إحدى يدي يوجين بإصبع بارد أثناء قول هذا. “من هنا….سوف يصعدون إلى ساعديك….ويذهبون عبر كتفيك حتى يصلوا إلى أطراف أصابعك على الجانب الآخر، بحيث تضطر إلى إبقاء ذراعيك مفتوحة على مصراعيها.”

 

 

تقنية السحب السريع، بعباراتٍ بسيطة، هي تقنية إخراج الشفرة من غمدها والقطع بحركة واحدة لا تتوقف. الهدف من فعل هذا هو مباغتةُ الخصم، ولو تم القيام بها بشكل جيد، فيمكن استخدامها أيضًا لقطع الأشياء عن بعد لو كانت المسافة قريبةً جدًا.

لن تكون قادرًا على رؤية ما يحدث لجسمك، لأن عينيك ستكون قد انهارت بالفعل إلى غبار. حسنًا، حتى لو لم تستطِع رؤيته، فستتمكن بالتأكيد من الشعور به. ولن أسمح بأن تصبح خدرًا جدًا بسبب الألم لدرجة أنك لن تستطيع الإحساس بعد ذلك.”

لن تكون قادرًا على رؤية ما يحدث لجسمك، لأن عينيك ستكون قد انهارت بالفعل إلى غبار. حسنًا، حتى لو لم تستطِع رؤيته، فستتمكن بالتأكيد من الشعور به. ولن أسمح بأن تصبح خدرًا جدًا بسبب الألم لدرجة أنك لن تستطيع الإحساس بعد ذلك.”

قال يوجين: “لو ذهبتِ إلى هذا الحد، فمن المحتمل أن أكون ميتا بالفعل بسبب الصدمة.”

 

 

بدلًا من الإجابة على الفور، حدقت أميليا في يوجين. بعد فترة، هزت رأسها برفق. مع كل هزة، جاء صوت رنين من الأقراط الذهبية الكبيرة في أذنها.

“قلت لك أنني لن أسمح لك بالموت.” كرر الصوت. “أنت.…بغض النظر عما يحدث لجسمك، لن تموت أبدًا. هذه هي الطريقة التي سوف تستمر في خدمتي كفزاعةِ هذه الصحراء. لفترة طويلة، طويلة جدًا، حتى أشعر بالملل منك أخيرًا، سأجعلك تقف في مكان أستطيع أن أراك فيه، على ساقك الملتوية، مع انتشار ذراعيك على مصراعيها.”

حسنًا، على أي حال، ماذا إذن؟ أليس الحل بسيطًا؟ لا حاجة حقًا لفارس الموت لاستخدام قوته الشيطانية. بالنظر إلى الدخيل، عيناه ضبابيتان ووجهه شاحب. لا يبدو أنه يمتلك القوة اللازمة للمشي حتى، بما أنه يترنح الآن.

“هاه….”

 

“هل تعرف من أنا؟”

 

 

بووم!

انتقلت اللمسة من يده إلى ذراعه ثم داعبت رقبة يوجين. بتناقضٍ صارخٍ مع أسلوب كلامها المروع، أصابعها ناعمة ودافئة.

بدلًا من الإجابة على الفور، حدقت أميليا في يوجين. بعد فترة، هزت رأسها برفق. مع كل هزة، جاء صوت رنين من الأقراط الذهبية الكبيرة في أذنها.

 

 

قال يوجين وهو يشعر بالاشمئزاز من لمستها: “أنت أميليا ميروين.”

بجسده هذا، على الرغم من أنه لم يتعلم السيافةَ حقًا، حيث أنه نادرًا ما شعر حقًا أنه معتاد على أرجحة السيف. ومع ذلك، لم يتمكن من استخلاص هذه الغرائز تمامًا. فَـبعد أن حارب بمخالبه طوال حياته، الأسهل والأكثر كفاءة بالنسبة لفارس الموت هو الإستمرار في استخدام مخالبه بدلًا من استخدام السيف.

 

ذراعه لم تتحرك.

“يبدو أنك تدرك ذلك جيدا. أنا أميليا ميروين”، أكَدَت. “سيدُ الزنزانة في الصحراء. الشوكة السوداء. جوابُ الموت. هذا أنا.”

بووم!

توقفت يدها عن مداعبة رقبته. قمعَ عواطفه المغلية، واصل يوجين التحديق للأمام مباشرة.

 

 

“قال إنه يحبني.” قدم يوجين تفسيره.

إمتلكت أميليا ميروين بشرةً بنية وشعرًا طويلًا داكنًا يتدلى على ظهرها. التعبير على وجهها غير قابل للقراءة، لأن فمها مغطًى بحجاب أبيض. على الرغم من أن عينيها الأرجوانيتين ظلتا ثابتتين بنظرة هادئة، إلا أن يوجين يمكن أن يشعر بنية قتل رهيبةً مخفيةً في أعماق هذين البؤبؤين.

تفاخر يوجين قائلًا: “لو إن جسدي فقط في أفضل حالاته، فَسَـأكون قادرًا على الإعتناء بك بيدي العاريتين فقط.”

 

مرة أخرى، تم كسر درعه. تدحرجت عيون فارس الموت بغضب. تسبب غضبه هذا في أيقاف قدرته على التفكير، وتحول إلى وحشٍ هائج. رفع فارس الموت يديه في الهواء مكونًا مخالب عملاقة.

اتهمته أميليا: “لقد كَسَّرتَ حيواني الأليف.”

“…ماذا لو طلبت منك عدم ملاحقتي؟” سأل يوجين مبدئيا.

 

 

“…حيوانك الأليف؟” سأل يوجين.

 

 

 

أشارت أميليا إلى فارس الموت عند قدميها، “ربما كان حيوانا أليفا عديم الفائدة، لكنه ملكي. سواء أكان ذلك التنمر عليه، تدميره أو قتله، تلك هي الأشياء التي يستطيع فقط سيده القيام بهم.”

‘أستطيع أن أفعل ذلك مرتين قبل أن….’

“لقد قمت بالفعل بتربية حيوان أليف مثير للاشمئزاز. ألا يجب أن تجعليه يستحم بإنتظام على الأقل؟ كانت رائحة الجثة كريهة حقا—” لم يتمكن يوجين من إنهاء كلامه.

 

 

همست أميليا: “سأعدُّ إلى ثلاثة.”

بووو!

 

ضربت العصاة التي تحملها أميليا ميروين وجه يوجين.

“لماذا يكون هنا؟” تمتمت أميليا بصدمة.

 

كل ما تبقى هو جثة هامل، ويوجين يقف هناك بهدوء، يحدق في جثته.

ثم وبخته: “الشخص الوحيد الذي يمكنه قول هذا النوع من الكلمات عنه هو أنا، مالكه.”

حينها قطع يوجين خصر فارس الموت المنسحب بإستعمال وينِد. رن صوت كشط معدن ضد معدن. على الرغم من أن يوجين تمكن فقط من التسبب بإصابة بسيطة، إلا أن ذلك كاف. حيث أن الرياح التي انفجرت من وينِد إلتفت حول جسد فارس الموت.

 

 

بصق يوجين الدم المتدفق من الجروح داخل فمه. عصاة أميليا مصنوعة من عظام مختلفة، مع جمجمة ماعز مقرن في المقدمة. لحسن الحظ، القرون منحنية في الاتجاه المعاكس، لذا فقد صفع فقط. لو أصيب بطريقة خاطئة، لَـإمتلك يوجين الآن ثقبًا في وجهه.

 

 

 

“…لقد عضني حيوانك الأليف تقريبا.” قال يوجين بإبتسامة، وكشف عن أسنان دموية “لا، بدلًا من العض، حاول في الواقع تمزيقي بأضافره. لو كنت أقل حذرًا، لَـمُت.”

 

وَعَدَته أميليا، “ستندم على عدم السماح لنفسك بالموت بهذه الطريقة.”

 

“بلزاك لودبيث.” قال يوجين وهو يبصق مرة أخرى الدم الذي استمر في التدفق في فمه. “أنتِ تعرفين من هو، صحيح؟”

 

بدلًا من الإجابة على الفور، حدقت أميليا في يوجين. بعد فترة، هزت رأسها برفق. مع كل هزة، جاء صوت رنين من الأقراط الذهبية الكبيرة في أذنها.

“ألا يمكننا مناقشة هذا وجهًا لوجه؟” طلب يوجين.

 

 

“…لا يمكنني حقا التفكير في سبب طرح مثل هذا الاسم في هذا الوقت.” قالت أميليا في النهاية

وضع يوجين جانبا ندمه وسحب رسالة بلزاك من عباءته. لم يحتج لتسليمها شخصيا. بمجرد أن أخرج يوجين الرسالة، تركت الرسالة يده وحلقت إلى أميليا.

“إنه ليس شيئًا أفخر به كثيرا، لكنني تعرفت على بلزاك. وهل تعلمين؟ لقد كتب رسالة لي وقال أن أعطيها لك إذا التقينا.”

 

“…” بقيت أميليا صامتةً بينما ضيقت عيناها.

“…حسنًا، هذا شيءٌ قيم.” قال يوجين، غير متأكد مما يجب أن يقوله.

 

 

لا تزال تحدق في يوجين، تراجعت خطوة إلى الوراء. ثم اختفت القوة غير المرئية التي تقيد جسد يوجين أيضا. انهار يوجين على الفور وأخذ نفسًا عميقًا.

إنحنى يوجين أسفل فارس الموت. حينها بدأت الشظايا المعدنية العالقة في درعه تتحرك وفقا لإرادة يوجين. تجمدت جثة فارس الموت في الجو — حدث ذلك للحظة فقط، لكن ذلك كافٍ لخلق فتحة. على أي حال، مع طاقة يوجين السحرية المتبقية، من المستحيل عليه التحكم تمامًا في تحركات فارس الموت.

 

 

“ستكون هناك عواقب لقول مثل هذه الكلمات.” حذرته أميليا. “أنا حقا لا أحب سماع إسمه.”

وقف فارس الموت ببطء.

وافقها يوجين الرأي، “أنا لا أحب أن أقول إسم ذلك الوغد أيضًا.”

فووش!

هل يمكن أن يقتلها؟ فكر يوجين بهذا لِـلَحظةٍ أثناء وضعه ليده داخل عباءته. الخصم ساحر. وبغض النظر عن مدى سرعتها في إلقاء السحر، يجب أن تكون هناك ثغرة صغيرة. لو إستطاع الاستفادة من هذه الثغرة، هل سيكون قادرًا على قتلها؟

لم يستخدم قوته الشيطانية، فقط قوة جسده العاري، ولكن مع ذلك، فإن كل ضربة من أطرافه خلقت قوة دفع قوية، مما أدى إلى دفع الرياح التي استدعتها يوجين بعيدًا.

توصل يوجين على الفور إلى نتيجة، ‘لا يمكنني قتلها.’

 

أراد أن يحاول استخدام الإشتعال، ولكن حتى لو فعل ذلك، فلن ينجح ذلك. إنها مختلفة عن فارس الموت. أميليا ميروين ساحرة سوداء كانت تعتبر واحدة من أقوى الناس في العالم بأسره. بالنسبة ليوجين الحالي، حتى لو حصل على مائة فرصة، فسيظل من المستحيل عليه قتل أميليا.

بووم!

 

حتى لو تمكن يوجين بطريقة ما من الخروج من هذا الموقف، فلا يزال هناك الكثير من المشاكل. ستفعل أميليا كل ما في وسعها للحصول على تلك الإجابات من يوجين، لكن يوجين لم يرغب مطلقًا في نشر أي شيء حيال ذلك.

وضع يوجين جانبا ندمه وسحب رسالة بلزاك من عباءته. لم يحتج لتسليمها شخصيا. بمجرد أن أخرج يوجين الرسالة، تركت الرسالة يده وحلقت إلى أميليا.

 

 

يد اللهب بالكاد أصابته لكِنَ قوة هذه الضربة تبين أنها كبيرة.

“…هذا الختم.” تمتمت أميليا وهي تحدق في ختم الشمع الذي يغلق هذا الظرف. “إنه الشيء الحقيقي. لا أستطيع أن أفهم ذلك. من أنت بالنسبة لذلك الرجل لكي يكتب بلزاك لك رسالة؟”

 

“قال إنه يحبني.” قدم يوجين تفسيره.

 

 

 

“هل تعرف ماذا تعني هذه الرسالة؟”

 

 

ضده؟

“قال إنه مع وجود هذه الرسالة معي، فلن تقتليني.”

 

“هذا ليس صحيحًا تمامًا.” واصلت أميليا حديثها وهي تحدق في الظرف، “لقد تلقيت بعض المساعدة من بلزاك في وقت ما، منذ وقت طويل، وفي المقابل، وعدته بأن أدين له بصالح.”

توجهت عيناها إلى جثة هامل…..بقايا فارس الموت.

“…” استمع يوجين بصمت. 

 

“ينبغي أن تكون هذه الخدمة ذات قيمة كبيرة لبلزاك. لأنه مع ذلك، سيكون قادرا على تقديم طلب واحد لي، أنا، أميليا ميروين. لعقود، لم يطلب مني أي شيء، مما يعني أنه لم يواجه مشكلة تتطلب منه استخدام هذه الخدمة مني.”

 

فووش!

“هل تعرف من أنا؟”

 

على الرغم من أنه قد أرجح السيف مرة واحدة فقط، إلا أنه سحق الهجوم القادم تماما.

غرقت الرسالة في النيران السوداء وإختفت.

تشينغ!

 

 

“هل تعرف ما أحاول قوله.” تحولت عيون أميليا للنظر إلى يوجين مرة أخرى. “بما أنه أعطاك هذه الرسالة، فهذا يعني أنه يمكنك تقديم طلب مني نيابة عن بلزاك. على الرغم من أن الأمر متروك لي لأقرر هل سأوافق على طلبك أم لا.”

بدلًا من الإجابة على الفور، حدقت أميليا في يوجين. بعد فترة، هزت رأسها برفق. مع كل هزة، جاء صوت رنين من الأقراط الذهبية الكبيرة في أذنها.

“…حسنًا، هذا شيءٌ قيم.” قال يوجين، غير متأكد مما يجب أن يقوله.

 

 

المشكلة هي أنها عادةً ليست بتلك القوة. بغض النظر عن مدى سرعة سحب السيف من غمده، من الأفضل بكثير إتخاذ الموقف الصحيح والقطع بإستعمال القوة الكاملة لذراعيك.

“إذا لم ترد الموت، فأُطلب مني أن أتجنبك”. نصحته أميليا: “إذا قمت بذلك، فلن أقتلك. ومع ذلك، لن أتركك تذهب أيضًا. لماذا أتيت إلى هنا، كيف وصلت إلى هنا، وماذا فعلت هنا؟ أحتاج إلى سماع إجاباتِ هذه الأسئلة منك.”

“هل تعرف من أنا؟”

“أريد الانتحار.” كذب يوجين.

لكن هذا التوقف الطفيف في حركات فارس الموت أعطى يوجين وقتًا أكثر من كافي. ومض ضوء القمر وإخترق سيف المون لايت صدر فارس الموت وضرب بدقة الجوهرة المحمرة في منتصف جسده.

 

توصل يوجين على الفور إلى نتيجة، ‘لا يمكنني قتلها.’

“لقد أخبرتك بالفعل أن الأمر متروك لي لأقرر هل سأوافق على طلبك أم لا.” كما قالت هذا، اهتز حجابها بسبب الضحك. أمالت أميليا رأسها إلى الجانب كما واصلت حديثها، “ولذا فإنني سوف أعطيك خيارين للاختيار من بينها. إذا اخترت عدم التحدث، فسوف أحترم اختيارك. هذا يعني أنني سأقتلك. إذا اخترت أن تعيش، فلن أقتلك. ولكن بدلًا من ذلك، سوف أعرف منك كل ما أريد معرفته.”

لكن هذا فقط فيما يتعلق بالسيف العادي. فَـسيف المون لايت ليس شفرةً ماديةً على الإطلاق — حيث أن الشفرة بالكامل، بإستثناء الجزء الصغير في البداية، الريكاسو، مكونةٌ من ضوء القمر النقي.

“…” تركت هذه الخيارات يوجين عاجزًا عن الكلام.

“…” استمع يوجين بصمت. 

 

 

حاولت أميليا طمأنته، “لا تقلق كثيرًا. لن أتلاعب بكلمات عن طريق عدم قتلك، ثُمَّ شَلِك. أما بالنسبة للتعذيب؟ ليس هناك حاجة لذلك. بصرف النظر عن التعذيب، هناك العديد من الطرق الأخرى للحصول على إجاباتي منك.”

“اثنان.”

 “أنا حقا مهتم جدًا بك. كيف وجدت طريقك إلى هنا، حتى في حين أن السلطان لا يعرف عن هذا المكان؟ الوحيدون الذين يجب أن يكون لديهم أي معرفة بهذا الموقع هم شامان الرمال. هل كان هناك فأر بينهم على اتصال معك؟ لكن هذا سيكون غريبًا جدًا. لا ينبغي أن يكون لديهم سبب للقيام بذلك….”

على الرغم من أنه قد ضرب بسيف مرة واحدة فقط، إلا أنه بدأ يشعر بالفعل أنه يختنق ورؤيته صارت ضبابية. هذه هي الأعراض النموذجية لنضوب الطاقة السحرية. بمجرد وصول مخزون الطاقة السحرية الخاص بِـيوجين إلى القاع تماما، سيصبح منهكا وسَـينهار.

‘اللعنة عليك يا بلزاك. بما أنك قد جهزت رسالةً بالفعل، ألا ينبغي أن تعطي على الأقل تفسيرًا مناسبًا؟’ على الرغم من أن يوجين قد شعر بعدم الرضا بسبب هذا، في الواقع، لا حاجة لبلزاك لِـأنْ يشعر بالخجل. كيف يمكن أن يتخيل بلزاك أن يوجين سيغزو حقًا أراضي أميليا ميروين ويدمر إحدى ممتلكاتها؟

 

‘ماذا علي أن أفعل؟’ سأل يوجين نفسه.

تحولت عينا فارس الموت، اللتان تحولتا إلى اللون الأسود تمامًا، بما في ذلك بياض العين، للتحديق بِـيوجين.

 

لم يستطع فارس الموت فهم ما حدث. لقد إستعمل بالتأكيد مخالبه. يستحيل على هذا الدخيل المتعب والمرهق أن يكون قادرًا على الإستجابة. لقد نوى قطع ذراعي الدخيل وإسقاطه على ركبتيه.

ألم يستطع تقديم طلب آخر؟ بصرف النظر عن الانتحار؟

ردَّ يوجين: “أعتقد أنني سأُخبَزُ ميتًا في الرمال قبل أن يحدث ذلك.”

 

كوا!

“…ماذا لو طلبت منك عدم ملاحقتي؟” سأل يوجين مبدئيا.

حسنًا، على أي حال، ماذا إذن؟ أليس الحل بسيطًا؟ لا حاجة حقًا لفارس الموت لاستخدام قوته الشيطانية. بالنظر إلى الدخيل، عيناه ضبابيتان ووجهه شاحب. لا يبدو أنه يمتلك القوة اللازمة للمشي حتى، بما أنه يترنح الآن.

 

“لقد قمت بالفعل بتربية حيوان أليف مثير للاشمئزاز. ألا يجب أن تجعليه يستحم بإنتظام على الأقل؟ كانت رائحة الجثة كريهة حقا—” لم يتمكن يوجين من إنهاء كلامه.

“ثم لن أطاردك. ولكن هذا الطلب لا يعني ألَّا أقتلك، أليس كذلك؟” أشارت أميليا.

‘لقد نجحت في قطع فارس الموت سابقًا عدة مرات، لكنني لم أتمكن من إصابته حقًا.’

 

“اثنان.”

حتى لو تمكن يوجين بطريقة ما من الخروج من هذا الموقف، فلا يزال هناك الكثير من المشاكل. ستفعل أميليا كل ما في وسعها للحصول على تلك الإجابات من يوجين، لكن يوجين لم يرغب مطلقًا في نشر أي شيء حيال ذلك.

ومع ذلك، فقد فشل. وتم تحطيم المخالب التي أوشكت على تقطيع فريستها بفعل ضوءٍ شاحب، وبدأ قفاز فارس الموت الآن يتشقق أيضًا إلى قطع.

 

 

إذا سألته لماذا جاء إلى هنا؟ بإمكانه فقط أن يقول ‘بالصدفة’، بالطبع، لكن أميليا لن تصدقه أبدًا. ومن الأساس، بما إنها قالت أنها ستجعله يتحدث دون اللجوء إلى التعذيب، هذا يعني أنها ستستخدم السحر، وتعاويذ التلاعب العقلي التي يمكن أن يستخدمها ساحر أسود مثلها والتي ستمكنها ببساطة من تجاهل إرادة الشخص وإستخلاص الإجابات الصحيحة.

وضع يوجين جانبا ندمه وسحب رسالة بلزاك من عباءته. لم يحتج لتسليمها شخصيا. بمجرد أن أخرج يوجين الرسالة، تركت الرسالة يده وحلقت إلى أميليا.

 

لم يستطع فارس الموت فهم ما حدث. لقد إستعمل بالتأكيد مخالبه. يستحيل على هذا الدخيل المتعب والمرهق أن يكون قادرًا على الإستجابة. لقد نوى قطع ذراعي الدخيل وإسقاطه على ركبتيه.

“يبدو أن الأفكار تتسابق في عقلك. بغض النظر عما تفكر فيه….هل تريد مني أن أستمع إليه وأوافق بهذه البساطة؟” سألت أميليا بضحكة مكتومة وهي تشير بإصبعها إلى يوجين.

“إنه ليس شيئًا أفخر به كثيرا، لكنني تعرفت على بلزاك. وهل تعلمين؟ لقد كتب رسالة لي وقال أن أعطيها لك إذا التقينا.”

 

 

أشرق ضوء داكن على طرف إصبعها. يوجين مدركٌ لسيف المون لايت، الذي لا يزال مقبضه معلقا عند خصره. بإستخدام الاشتعال، لو تمكن من الضرب بسيف المون لايت ومن ثم الهرب….لا، ذلك مستحيل. فَـهذه المساحة بالفعل تحت سيطرة أميليا الكاملة.

أجاب يوجين، “بالطبع.”

 

 

همست أميليا: “سأعدُّ إلى ثلاثة.”

“…لا يمكنني حقا التفكير في سبب طرح مثل هذا الاسم في هذا الوقت.” قالت أميليا في النهاية

 

 

“واحد.”

اتهمته أميليا: “لقد كَسَّرتَ حيواني الأليف.”

هل يمكنه استخدام إسم عشيرة لايونهارت؟ هل ستحترم أميليا اللايونهارت؟ هل يستطيع هذا الإسم حتى تبديد شكوك هذه الكلبة؟

بينما أخذ نفسا عميقًا، إنطلق يوجين إلى الأمام.

 

 

“اثنان.”

 

هل يجب أن يقول الحقيقة فقط؟ ولكن ماذا يجب أن يقول؟ لقد دخل يوجين إلى القبر، فتح الباب الذي فشلت أميليا في فتحه ووجد سيف المون لايت بداخله…بدا كل شيء وكأنه هراء. لو قال أشياءً كهذه، فقد تدخر أميليا يوجين، لكنها بالتأكيد ستأخذ منه سيف المون لايت.

 

 

“عااااه….” ثم بدأ مباشرةً بعدها في التنفس بجفاف.

“…” حدث توقف غير متوقع قبل أن تقول أميليا ثلاثة.

 

 

 

بتعبير مندهش، أمالت رأسها ونظرت إلى أسفل.

“يبدو أن الأفكار تتسابق في عقلك. بغض النظر عما تفكر فيه….هل تريد مني أن أستمع إليه وأوافق بهذه البساطة؟” سألت أميليا بضحكة مكتومة وهي تشير بإصبعها إلى يوجين.

 

 

توجهت عيناها إلى جثة هامل…..بقايا فارس الموت.

“…هذا الختم.” تمتمت أميليا وهي تحدق في ختم الشمع الذي يغلق هذا الظرف. “إنه الشيء الحقيقي. لا أستطيع أن أفهم ذلك. من أنت بالنسبة لذلك الرجل لكي يكتب بلزاك لك رسالة؟”

 

“لا، لن يحدث ذلك، لأنني لن أسمح بحدوثه. وبعد ذلك….هل تعرف ما هي الفزاعة؟” سأل الصوت.

فجأة، إنفتحت عيناه وحدقتا بـأميليا.

 

 

على الرغم من أنه قد ضرب بسيف مرة واحدة فقط، إلا أنه بدأ يشعر بالفعل أنه يختنق ورؤيته صارت ضبابية. هذه هي الأعراض النموذجية لنضوب الطاقة السحرية. بمجرد وصول مخزون الطاقة السحرية الخاص بِـيوجين إلى القاع تماما، سيصبح منهكا وسَـينهار.

“…هل يمكن أن يكون هذا….حقًا….” تمتمت أميليا وهي تتراجع بضع خطوات إلى الوراء.

 

 

بووم!

شعر يوجين بالغثيان، كما لو إن جسده يتقلب من الداخل، وقف كل الشعر على جسده بسبب شعور الرعب الذي غزاه.

 

 

 

تحولت عينا فارس الموت، اللتان تحولتا إلى اللون الأسود تمامًا، بما في ذلك بياض العين، للتحديق بِـيوجين.

 

 

صر يوجين أسنانه. بالاعتماد على آخر قوته والطاقة السحرية، حاول صب القوة في ذراعه، لكنها لا تزال لا تتحرك أبدًا. ليس ذراعه فقط. بل جسده كله لا يعمل بإرادته، غير قادر على الحركة.

يوجين—لا، عرف هامل هذه النظرة.

حينها قطع يوجين خصر فارس الموت المنسحب بإستعمال وينِد. رن صوت كشط معدن ضد معدن. على الرغم من أن يوجين تمكن فقط من التسبب بإصابة بسيطة، إلا أن ذلك كاف. حيث أن الرياح التي انفجرت من وينِد إلتفت حول جسد فارس الموت.

 

“أنا أفكر في ما يجب أن أفعله معك”، إقترب منه صوت. “تتبادر إلى الذهن الكثير من الأفكار، لكن الفكرة الأكثر جاذبية بالنسبة لي هي…..هذه. سوف أسحبك إلى السطح معي، مقيدًا هكذا. ثم سأرميك في الرمال الساخنة. بالطبع، لن أدعك تموت مختنقًا هكذا. سوف أتأكد من ترك ثقوب في عينيك وأنفك وفمك.”

“لماذا يكون هنا؟” تمتمت أميليا بصدمة.

 

 

بام!

ركعت ببطء على ركبة واحدة، ولكن بدلًا من أن تحني رأسها، واصلت التحديق في فارس الموت.

 

 

لكن هذا فقط فيما يتعلق بالسيف العادي. فَـسيف المون لايت ليس شفرةً ماديةً على الإطلاق — حيث أن الشفرة بالكامل، بإستثناء الجزء الصغير في البداية، الريكاسو، مكونةٌ من ضوء القمر النقي.

وقف فارس الموت ببطء.

“هاه….”

 

 

‘….إنه ملك شياطين.’ فكر يوجين بعد أن إبتلع القيء الذي بدأ يرتفع إلى الجزء الخلفي من حلقه.

قال يوجين ساخرًا: “أنتِ لطيفةٌ للغاية.”

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط