نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 44.1

قاعةُ سيينا (1)

قاعةُ سيينا (1)

الفصل 44.1: قاعةُ سيينا (1)

“ليسَ أنا فقط. لكِن جميعُ الخدَمِ في هذا المكانِ مُرتبِطينَ بأنظمةِ آكرون. ونحنُ نعرِفُ بالضبطِ من يَدخُلُ ويَخرُجُ مِن آكرون في جميعِ الأوقات”.

أمامَ يوجين الذي فقدَ قُدرتَهُ على الكلام، حيث إنَّ فَمَهُ مفتوحٌ قليلًا فقط بلا إصدارِ أيِّ صوت، خلعتْ الفتاةُ الصغيرةُ أمامَهُ قُبَعَتَها الكبيرةَ وحَنَتْ رأسَها بعُمق.

 

 

 

“سُرِرتُ بلقائك؟” إستَقبَلَتهُ الفتاةُ بتَرَدُد.

أمامَ يوجين الذي فقدَ قُدرتَهُ على الكلام، حيث إنَّ فَمَهُ مفتوحٌ قليلًا فقط بلا إصدارِ أيِّ صوت، خلعتْ الفتاةُ الصغيرةُ أمامَهُ قُبَعَتَها الكبيرةَ وحَنَتْ رأسَها بعُمق.

 

“نعم!” رَفَعَتْ مير ذَقنَها مرةً أُخرى وأظهرتْ تعبيرًا فخورًا كما أوضَحَت، “يُمكِنُكَ أنْ ترى ذلِكَ بنفسِكَ إذا ذهبتَ إلى أحدِ الطوابِقِ الأُخرى؛ الخدمُ هُناكَ ليسوا جيدينَ في المُحادثاتِ كما أنا. يُمكِنُهُم فقط تنفيذُ ما تمَ برمَجَتُهُم عليهِ عندما تم إنشاؤهُم لأولِ مرةٍ والإستجابةِ للأوامرِ الخارجية.”

“…” تَلَعثمَ يوجين.

“هذا يبدو وكأنَهُ هُراء….”

 

 

قالتْ الفتاةُ بإبتسامةٍ مُشرِقة: “أنا المسؤولةُ عن إدارةِ قاعةِ سيينا.”

حدقَ يوجين بغباء في الكُرة. هذهِ هي المرةُ الأولى التي يرى فيها مِثلَ هذا العملِ الفنيِّ ثُلاثيِّ الأبعاد. وللوهلة الأولى، أعطى إنطباعًا غامِضًا، لكِنَ حواسَ يوجين إكتَشَفَتْ تصميمًا ضَخمًا ومُفصَلًا بشكلٍ سخيفٍ للطاقةِ السحريةِ يقعُ داخِلَ الِتمثال.

 

إبتَسَمتْ مير، “هذا سؤالٌ رائع!”

هَزَّتْ إبتسامَتُها ذكرياتَ يوجين القديمة.

 

 

 

في حياتِهِ السابِقة، نظرًا لأنَّهُم إلتَقَوا جميعًا في سنِ البلوغ، فَـيوجين لم يَرَّ شكلَ سيينا في طفولَتِها أبدًا. ومعَ ذلِك، أمكَنَهُ الآنَ أنْ يرى شكلَها الطفولي في هذهِ الشخصيةِ أمامَه. بشعرِها الأُرجواني الفاتِح وإبتسامَتِها الخبيثةِ التي لا توصف، على الرُغمِ مِن أنَّ عُمُرَها بدا أصغرَ بكثيرٍ الآن، إلا أنَّ هذهِ العامِلةَ بدتْ تمامًا مِثلَ يوجين.

إبتَسَمتْ مير، “هذا سؤالٌ رائع!”

 

“مُستَحيل. حتى إنَّها إقتَبَسَتْ إسمكِ مِن ميريدن؟” سألَ يوجين.

“…عامِلة؟” سألَ يوجين في النهاية.

بعدَ توقُفٍ قصير، سألَ يوجين، “…بما أنَّ الأمرَ هكذا، ثُمَ لماذا تبدو شخصيتُكِ هكذا؟”

 

“بالطبعِ الأمرُ مُختَلِف.” أجابَتْ مير بإبتسامة: “فَـالسيدةُ سيينا أنبلُ بكثيرٍ وتفيضُ بالكرامة. لم تَضَحَك كثيرًا وظَلَّتْ مُنشَغِلةً فقط بالبحثِ وتطويرِ السِحر.”

“نعم!” قالتْ الفتاةُ مؤكِدةً ذلِك.

 

 

“ماذا تحاولُ أنْ تقول؟”

“…هذا….اممم….”

أعادتْ مير القُبَعةَ على رأسِها وإستدارتْ للنظرِ خلفَها. عندها قامَ يوجين أيضًا بتحويلِ نظرتِهِ بعيدًا عن مير لينظُرَ إليه. إلى الأمام، رأى كُرةً كبيرةً مِنَ الضوء تطفو في الغُرفة، مع عدةِ حلقاتٍ تدورُ بِبُطء حولَ كُرةِ الضوء.

أنتِ حقًا لستِ سيينا؟

 

قَمَعَ يوجين بشدةٍ رَغبَتَهُ في طرحِ مثلِ هذا السؤال. بالتفكيرِ في وَهمِ سيينا الذي إلتقى بهِ في الساحةِ أمامَ البنك، مِنَ المُستَحيلِ لهذهِ العامِلةُ أمامَهُ أنْ تكونَ هي سيينا نفسُها.

“ما الخطأ في شخصيتي؟”

 

 

“…بماذا يجبُ أنْ أدعوك؟” سألَ يوجين بتردُدٍ أثناء مُراقبَتِهِ للهيئةِ الطفوليةِ أمامَه.

“مُستَحيل. حتى إنَّها إقتَبَسَتْ إسمكِ مِن ميريدن؟” سألَ يوجين.

 

 

إنَّها قصيرةٌ يصِلُ طولُها تقريبًا إلى خصرِ يوجين. لهذا، توجبَ على يوجين أنْ يَنحنيَّ رأسَهُ قليلًا لمُجردِ إلقاء نظرةٍ على العامِلة.

“نعم!” قالتْ الفتاةُ مؤكِدةً ذلِك.

 

“أليسَ مِنَ المُحَرماتِ في السحرِ خَلقُ كائنٍ حي؟” سألَ يوجين أثناء تذكُرِهِ للكلماتِ التي سَمِعَها في حفلِ إستمرارِ السُلالةِ قبلَ بضعِ سنوات.

قالتْ العامِلةُ إسمَها “السيدةُ سيينا أطلقتْ عليَّ إسمَ مير.”

“…نعم فعلت”، تَذَكَرَ يوجين.

 

“من الطبيعيِّ ألَّا يفهَمَ السير يوجين ذلِك. فَـبعدَ كُلِ شيء، مِنَ المُستَحيلِ أنْ يفهَمَ السير يوجين سِحرَ السيدةِ سيينا عندما لا يَستَطيعُ أسيادُ الأبراجِ حتى فِهمَه، صحيح؟”

“مُستَحيل. حتى إنَّها إقتَبَسَتْ إسمكِ مِن ميريدن؟” سألَ يوجين.

 

 

 

“نعم! إنَّهُ إسمٌ مجيد، ألا تعتقِدُ ذلِك؟” بينما أجابتْ مير بإبتسامة خجولة، مُلِء وجهُ يوجين بالصدمة.

 

 

‘بماذا كانت تُفَكِر؟’ تسائلَ يوجين.

ميردين هو لقبُ سيينا. صُنعُها لخادِمةٍ بناءً على مظهرِها، وحتى أنَّها إقتبَسَتْ إسمَ الخادِمةِ هذهِ مِن لقبِها. 

 

 

“…لماذا إستَخدَمَتْ السيدةُ سيينا شخصيةَ طفولتِها كقاعدةٍ لك؟” سألَ يوجين.

‘بماذا كانت تُفَكِر؟’ تسائلَ يوجين.

 

 

حدقَ يوجين بغباء في الكُرة. هذهِ هي المرةُ الأولى التي يرى فيها مِثلَ هذا العملِ الفنيِّ ثُلاثيِّ الأبعاد. وللوهلة الأولى، أعطى إنطباعًا غامِضًا، لكِنَ حواسَ يوجين إكتَشَفَتْ تصميمًا ضَخمًا ومُفصَلًا بشكلٍ سخيفٍ للطاقةِ السحريةِ يقعُ داخِلَ الِتمثال.

بتردُد، سألَ يوجين، “…اه، أنا أسألُ فقط لأنَّني لا أعرِفُ الكثيرَ عن نوعِك، ولكِن، هل يكونُ الخدمُ أو أيًّ كان ما يُطلَقُ عليكُم…اممم…يُشبِهونَ البشرَ مِثلَك؟”

 

“أنا مُمَيزة، بالطبع “، أجابتْ مير ثُمَ رَفَعَتْ ذَقنَها بفَخر. “الشخصُ الذي صنعني هي سيينا الحكيمة، رفيقةُ فيرموث العظيم. الخدمُ الموجودونَ حاليًا الطوابقِ الأُخرى ليسوا مُمَيزينَ كما أنا.”

“مُستَحيل. حتى إنَّها إقتَبَسَتْ إسمكِ مِن ميريدن؟” سألَ يوجين.

“…هل هذا صحيح؟”

“كيفَ تعرِفينَ إسمي؟ هل أنتِ حقًا خادِمة؟”

“نعم! لم تذهبْ بعدُ إلى أيٍّ مِنَ الطوابقِ الأُخرى، صحيح، أيها السير يوجين؟”

أنتِ حقًا لستِ سيينا؟

“كيفَ تعرِفينَ إسمي؟ هل أنتِ حقًا خادِمة؟”

“فقط إشرَحيهِ بطريقةٍ يسهلُ فِهمُها.”

“ماذا تحاولُ أنْ تقول؟”

أعادتْ مير القُبَعةَ على رأسِها وإستدارتْ للنظرِ خلفَها. عندها قامَ يوجين أيضًا بتحويلِ نظرتِهِ بعيدًا عن مير لينظُرَ إليه. إلى الأمام، رأى كُرةً كبيرةً مِنَ الضوء تطفو في الغُرفة، مع عدةِ حلقاتٍ تدورُ بِبُطء حولَ كُرةِ الضوء.

أيُّ نوعٍ مِنَ الهُراء هو هذا؟ بينما هو يُحَدِقُ بـمير بعيونٍ ضيقةٍ بشكلٍ مُثيرٍ للريبة، لم تَستَطِع مير سوى إظهارَ تعبيرٍ مُحتارٍ على وجهِها. 

“نعم!” قالتْ الفتاةُ مؤكِدةً ذلِك.

 

 

“السير يوجين لايونهارت، ألم تُسَجِل إسمَكَ للتوِ في آكرون في الطابُقِ الأول؟” ذَكَرَتهُ مير بذلِك.

“هذا يبدو وكأنَهُ هُراء….”

 

“نعم!” أجابتْ مير بفخر.

“…نعم فعلت”، تَذَكَرَ يوجين.

مشى يوجين بجانبِ مير دونَ أنْ يقولَ أيَّ شيء. وشَعَرَ أنَّ مير بدأتْ في لحاقِهِ بهرولةٍ سريعة.

 

“…نعم فعلت”، تَذَكَرَ يوجين.

“ليسَ أنا فقط. لكِن جميعُ الخدَمِ في هذا المكانِ مُرتبِطينَ بأنظمةِ آكرون. ونحنُ نعرِفُ بالضبطِ من يَدخُلُ ويَخرُجُ مِن آكرون في جميعِ الأوقات”.

 

 

فَكَرَ يوجين فجأةً في شيءٍ ما، “…بما أنَّكِ تقولينَ هذا، فَـهل لديكِ كُلُ ذكرياتِ السيدةِ سيينا؟” 

غير يوجين الموضوع، “لذلك فأنتِ تقولينَ أنَّكِ حالةٌ خاصةٌ بينَ بقيةِ الخدم؟”

“…” تَلَعثمَ يوجين.

“نعم!” رَفَعَتْ مير ذَقنَها مرةً أُخرى وأظهرتْ تعبيرًا فخورًا كما أوضَحَت، “يُمكِنُكَ أنْ ترى ذلِكَ بنفسِكَ إذا ذهبتَ إلى أحدِ الطوابِقِ الأُخرى؛ الخدمُ هُناكَ ليسوا جيدينَ في المُحادثاتِ كما أنا. يُمكِنُهُم فقط تنفيذُ ما تمَ برمَجَتُهُم عليهِ عندما تم إنشاؤهُم لأولِ مرةٍ والإستجابةِ للأوامرِ الخارجية.”

“…” تَلَعثمَ يوجين.

“…وماذا عنك؟”

“ما الخطأ في شخصيتي؟”

“لقد خلقتُ مع شخصيةِ سيدتي، السيدةُ سيينا، كأساس.”

“يُمكِنُكَ القولُ أنَّني شيءٌ يُشبِهُ الذكاء الإصطناعي الذي خَلَقَتهُ السيدةُ سيينا مِن أجلِ مَكرِ الساحِرة.”

“أليسَ مِنَ المُحَرماتِ في السحرِ خَلقُ كائنٍ حي؟” سألَ يوجين أثناء تذكُرِهِ للكلماتِ التي سَمِعَها في حفلِ إستمرارِ السُلالةِ قبلَ بضعِ سنوات.

 

 

“بما أنَّ هذا هو الحال…اممم…مُباشرةً قبلَ أنْ تَختَفي، هل كانتْ لا تزالُ شخصيتُها مُماثِلةً لشخصيتِك؟”

لماذا لا يُمكِنُكَ خلقُ أيِّ شيءٍ حي؟

“أليسَ مِنَ المُحَرماتِ في السحرِ خَلقُ كائنٍ حي؟” سألَ يوجين أثناء تذكُرِهِ للكلماتِ التي سَمِعَها في حفلِ إستمرارِ السُلالةِ قبلَ بضعِ سنوات.

لم يُبدِ إيوارد، في ذلِكَ الوقت، أيَّ إهتمامٍ بحفلِ إستمرارِ السُلالة، لكِنَ عينيهِ كانتا تلمعانِ بشكلٍ مُشرِقٍ أثناء تحديقِهِ في سحرِ لوفليان. لسوء الحظ، على الرُغمِ مِن أنَّ إيوارد قد إمتَلَكَ مِثلَ هذا الإهتمامِ بالسحر، إلا أنَّهُ لا زالَ يَتَحَولُ إلى مثلِ هذهِ القُمامةِ بعدَ مرورِ أربعِ سنوات.

قالتْ الفتاةُ بإبتسامةٍ مُشرِقة: “أنا المسؤولةُ عن إدارةِ قاعةِ سيينا.”

 

 

“لكِنَني لستُ كائنًا حيًا”، قالتْ مير بنبرةٍ ليسَ فيها حتى أثرٌ مِن عدمِ اليقين. “على الرُغمِ مِن أنَّني قد أبدو على قيدِ الحياة، إلا أنَّني لا أمتَلِكُ روحًا مِثلَ بقيةِ الكائناتِ الحية. فَـقد تم إنشاء جسدي مِن خلالِ سحرِ السيدةِ سيينا، وبالنسبةِ لوعيي….”

شَخِرَتْ مير، “إنَّهُ تَحيزٌ عفا عليهِ الزمنُ لِـأنْ نقولَ إنَّ الكِتابَ يَجِبُ أنْ يبدو وكأنَّهُ كِتاب.”

أعادتْ مير القُبَعةَ على رأسِها وإستدارتْ للنظرِ خلفَها. عندها قامَ يوجين أيضًا بتحويلِ نظرتِهِ بعيدًا عن مير لينظُرَ إليه. إلى الأمام، رأى كُرةً كبيرةً مِنَ الضوء تطفو في الغُرفة، مع عدةِ حلقاتٍ تدورُ بِبُطء حولَ كُرةِ الضوء.

 

 

 

“إنَّهُ هُناك”، أعلَنَتْ مير بإبتسامةٍ مُشرِقة.

“…ما هو هذا بحقِ السماء؟” سألَ يوجين في النهاية.

 

في حياتِهِ السابِقة، نظرًا لأنَّهُم إلتَقَوا جميعًا في سنِ البلوغ، فَـيوجين لم يَرَّ شكلَ سيينا في طفولَتِها أبدًا. ومعَ ذلِك، أمكَنَهُ الآنَ أنْ يرى شكلَها الطفولي في هذهِ الشخصيةِ أمامَه. بشعرِها الأُرجواني الفاتِح وإبتسامَتِها الخبيثةِ التي لا توصف، على الرُغمِ مِن أنَّ عُمُرَها بدا أصغرَ بكثيرٍ الآن، إلا أنَّ هذهِ العامِلةَ بدتْ تمامًا مِثلَ يوجين.

حدقَ يوجين بغباء في الكُرة. هذهِ هي المرةُ الأولى التي يرى فيها مِثلَ هذا العملِ الفنيِّ ثُلاثيِّ الأبعاد. وللوهلة الأولى، أعطى إنطباعًا غامِضًا، لكِنَ حواسَ يوجين إكتَشَفَتْ تصميمًا ضَخمًا ومُفصَلًا بشكلٍ سخيفٍ للطاقةِ السحريةِ يقعُ داخِلَ الِتمثال.

“التَذَكُر؟”

 

“مُستَحيل. حتى إنَّها إقتَبَسَتْ إسمكِ مِن ميريدن؟” سألَ يوجين.

“…ما هو هذا بحقِ السماء؟” سألَ يوجين في النهاية.

تذكرَ يوجين مظهرَ سيينا الذي رآه في صورَتِها. بإبتسامةٍ دافئِةٍ وخَيِّرَةٍ بَدَتْ مُختَلِفةً عَمَّا يتذَكَرُها يوجين. فَـسيينا التي يَتَذَكرُها يوجين لم تُظهِر أبدًا هذا النوعَ مِنَ الإبتسامات.

 

 

إبتَسَمتْ مير، “هذا سؤالٌ رائع!”

“لذلِك، ولِكي تَتَذَكَرَ طفولتَها، قَرَرتْ السيدةُ سيينا قصرَ شخصيتي على شخصيتِها عندما كانتْ طِفلةً. إنَّ سِحرَها مُذهِلٌ لدرجةِ أنَّها تذكرَتْ كُلَ تِلكَ الذكرياتِ البعيدةِ بسهولة.”

نَفَخَتْ مير صدرَها وألقتْ كَتِفَيها للخلف، مُميلةً رأسها للخلفِ مما تَسَبَبَ في إنحناء قُبَعَتِها الكبيرة، التي هي أكبرُ بكثيرٍ مِن رأسِها، للخلفِ أيضًا. من الطريقةِ التي بَقيتْ بها قُبَعَتُها تطفو على رأسِها بدا وكأنَها يُمكِنُ أنْ تَسقُطَ في أيِّ لحظة، يبدو أنَّها إعتادت على القيامِ بمثلِ هذهِ الحركات.

 

 

 

“هذا هو جوهرُ السِحرِ الذي طَوَرَتهُ السيدةُ سيينا على مدارِ حياتِها. هذا هو مَكرُ الساحِرة!” كَشَفَتْ مير عن هذا بصرخةٍ فخورة.

“أليسَ مِنَ المُحَرماتِ في السحرِ خَلقُ كائنٍ حي؟” سألَ يوجين أثناء تذكُرِهِ للكلماتِ التي سَمِعَها في حفلِ إستمرارِ السُلالةِ قبلَ بضعِ سنوات.

 

في النهاية، غيرَ يوجين الموضوع، “إذن…ماذا تقصدينَ بالقولِ أنَّ وعيكِ موجودٌ هُناك؟”

لم يستَطِع فكُ يوجين إلا أنْ يَسقُطَ مرةً أُخرى. هذا هو مَكرُ الساحِرة؟ الكِتابُ السحريُّ الذي قيلَ أنَّ سيينا قد إنتَهَتْ مِن كِتابَتِهِ فقط قبلَ إختفائِها بقليلٍ وقيلَ إنَّهُ قد تَمَ تقسيمُهُ إلى ثلاثِ مُجَلَدات؟!

 

“كيفَ يُمكِنُ إطلاقُ إسمِ كِتابٍ على شيء كهذا؟” إحتَجَ يوجين.

 

 

 

شَخِرَتْ مير، “إنَّهُ تَحيزٌ عفا عليهِ الزمنُ لِـأنْ نقولَ إنَّ الكِتابَ يَجِبُ أنْ يبدو وكأنَّهُ كِتاب.”

شَخِرَتْ مير، “إنَّهُ تَحيزٌ عفا عليهِ الزمنُ لِـأنْ نقولَ إنَّ الكِتابَ يَجِبُ أنْ يبدو وكأنَّهُ كِتاب.”

“هذا يبدو وكأنَهُ هُراء….”

 

“من الطبيعيِّ ألَّا يفهَمَ السير يوجين ذلِك. فَـبعدَ كُلِ شيء، مِنَ المُستَحيلِ أنْ يفهَمَ السير يوجين سِحرَ السيدةِ سيينا عندما لا يَستَطيعُ أسيادُ الأبراجِ حتى فِهمَه، صحيح؟”

“هذا يبدو منطقيًا.”

فاضتْ كَلِماتُ مير بالفخر، وإمتلأتْ إبتسامَتُها بالثِقة. وفي الوقتِ نفسِه، نَظَرَتْ بمهارةٍ إلى الشخصِ الذي يواجِهُها. لقد قالتْ إنَّها قد صُمِمَتْ إستنادًا إلى شخصيةِ سيينا….في الواقِع، تُشبِهُ مير جدًا سيينا في أنَّها مُزعِجةٌ ولا تمتَلِكُ أيَّ شخصيةٍ جيدة.

 

 

“سُرِرتُ بلقائك؟” إستَقبَلَتهُ الفتاةُ بتَرَدُد.

“…لقد قُلتِ أنَّ تَصميمَكِ بُنيَّ على أساس…شخصيةِ السيدةِ سيينا، صحيح؟” شَعَرَ يوجين بالحاجةِ إلى تأكيدِ ذلِك.

“…ما هو هذا بحقِ السماء؟” سألَ يوجين في النهاية.

 

 

“نعم!” أجابتْ مير بفخر.

“…نعم فعلت”، تَذَكَرَ يوجين.

 

“…لماذا إستَخدَمَتْ السيدةُ سيينا شخصيةَ طفولتِها كقاعدةٍ لك؟” سألَ يوجين.

“بما أنَّ هذا هو الحال…اممم…مُباشرةً قبلَ أنْ تَختَفي، هل كانتْ لا تزالُ شخصيتُها مُماثِلةً لشخصيتِك؟”

هَزَّتْ إبتسامَتُها ذكرياتَ يوجين القديمة.

تذكرَ يوجين مظهرَ سيينا الذي رآه في صورَتِها. بإبتسامةٍ دافئِةٍ وخَيِّرَةٍ بَدَتْ مُختَلِفةً عَمَّا يتذَكَرُها يوجين. فَـسيينا التي يَتَذَكرُها يوجين لم تُظهِر أبدًا هذا النوعَ مِنَ الإبتسامات.

 

 

“هذا يبدو منطقيًا.”

“بالطبعِ الأمرُ مُختَلِف.” أجابَتْ مير بإبتسامة: “فَـالسيدةُ سيينا أنبلُ بكثيرٍ وتفيضُ بالكرامة. لم تَضَحَك كثيرًا وظَلَّتْ مُنشَغِلةً فقط بالبحثِ وتطويرِ السِحر.”

“…عامِلة؟” سألَ يوجين في النهاية.

بعدَ توقُفٍ قصير، سألَ يوجين، “…بما أنَّ الأمرَ هكذا، ثُمَ لماذا تبدو شخصيتُكِ هكذا؟”

 

“ما الخطأ في شخصيتي؟”

“…عامِلة؟” سألَ يوجين في النهاية.

“على الرُغمِ مِن أنَّكِ مصنوعةٌ على شخصيةِ السيدةِ سيينا كأساس، إلا أنَّكِ تبدينَ مُختَلِفةً تمامًا عن السيدةِ سيينا التي وَصَفتِها.”

“مُستَحيل”، قالتْ مير، ثُمَ إنفجرتْ بالضَحِك. “على الرُغمِ مِن أنَّ السيدةَ سيينا رُبما إستَخدَمَتْ شخصيتَها كقاعدةٍ لي، إلا أنَّها لم تَذهَب إلى حدِ مُشاركةِ كُلِ ذكرياتِها معي. لو فَعَلَتْ ذلِكَ، فَـهُناكَ فُرصةٌ جيدةٌ لِـأنْ يُساء إستخدامُ وجودي.”

“بالطبعِ أنا كذلِك. ذلِكَ لأنَّ الشخصيةَ التي إستُنِدَ تصميميَّ عليها هي شخصيةُ طفولةِ السيدةِ سيينا.”

‘تِلكَ الدجاجةُ المُزعِجة. يبدو الأمرُ أنَّها كانتْ مُزعِجةً أكثرَ في طفولَتِها.’

‘تِلكَ الدجاجةُ المُزعِجة. يبدو الأمرُ أنَّها كانتْ مُزعِجةً أكثرَ في طفولَتِها.’

فاضتْ كَلِماتُ مير بالفخر، وإمتلأتْ إبتسامَتُها بالثِقة. وفي الوقتِ نفسِه، نَظَرَتْ بمهارةٍ إلى الشخصِ الذي يواجِهُها. لقد قالتْ إنَّها قد صُمِمَتْ إستنادًا إلى شخصيةِ سيينا….في الواقِع، تُشبِهُ مير جدًا سيينا في أنَّها مُزعِجةٌ ولا تمتَلِكُ أيَّ شخصيةٍ جيدة.

 

“لذلِك، ولِكي تَتَذَكَرَ طفولتَها، قَرَرتْ السيدةُ سيينا قصرَ شخصيتي على شخصيتِها عندما كانتْ طِفلةً. إنَّ سِحرَها مُذهِلٌ لدرجةِ أنَّها تذكرَتْ كُلَ تِلكَ الذكرياتِ البعيدةِ بسهولة.”

في النهاية، غيرَ يوجين الموضوع، “إذن…ماذا تقصدينَ بالقولِ أنَّ وعيكِ موجودٌ هُناك؟”

“قد يكونُ مِنَ الصعبِ على السير يوجين أنْ يفهَم، لكِنَ مُعظمَ البالغينَ يجدونَ صعوبةً في تَذَكُرِ طفولَتِهِم. على الرُغمِ مِن أنَّ ذكرياتَهُم قد تظَلُ واضِحةً، إلا أنَّهُم في كثيرٍ مِنَ الأحيانِ لا يستطيعونَ تَذَكُرَ نوعَ الشخصيةِ التي كانوا عليها بناءً على ذكرياتِهِم فقط.”

تَرَدَدَتْ مير، ” هممم…هذا سؤالٌ صعب. كيفَ يُمكِنُني شرحُهُ حتى يتسنى لك، السير يوجين، الذي لم يتعلم الكثيرَ عن السِحر، فِهمُه…؟”

“…لقد قُلتِ أنَّ تَصميمَكِ بُنيَّ على أساس…شخصيةِ السيدةِ سيينا، صحيح؟” شَعَرَ يوجين بالحاجةِ إلى تأكيدِ ذلِك.

“فقط إشرَحيهِ بطريقةٍ يسهلُ فِهمُها.”

 

“يُمكِنُكَ القولُ أنَّني شيءٌ يُشبِهُ الذكاء الإصطناعي الذي خَلَقَتهُ السيدةُ سيينا مِن أجلِ مَكرِ الساحِرة.”

الفصل 44.1: قاعةُ سيينا (1)

‘هذا بالتأكيدِ شيءٌ يسهُلُ فِهمُه.’

“ماذا تحاولُ أنْ تقول؟”

 

 

أوضَحَتْ مير، “يَتِمُ الحفاظِ على وعيي مِن خلالِ سِحرِ مَكرِ الساحِرة، والغرضُ مِن وجوديَّ هو حمايةُ وصيانةُ مَكرِ الساحِرة. وأنا أُشرِفُ على هذهِ القاعةِ إتباعًا لأوامرِ السيدةِ سيينا منذُ مائتي عام.”

“لذلِك، ولِكي تَتَذَكَرَ طفولتَها، قَرَرتْ السيدةُ سيينا قصرَ شخصيتي على شخصيتِها عندما كانتْ طِفلةً. إنَّ سِحرَها مُذهِلٌ لدرجةِ أنَّها تذكرَتْ كُلَ تِلكَ الذكرياتِ البعيدةِ بسهولة.”

مشى يوجين بجانبِ مير دونَ أنْ يقولَ أيَّ شيء. وشَعَرَ أنَّ مير بدأتْ في لحاقِهِ بهرولةٍ سريعة.

“ماذا تحاولُ أنْ تقول؟”

 

لم يُبدِ إيوارد، في ذلِكَ الوقت، أيَّ إهتمامٍ بحفلِ إستمرارِ السُلالة، لكِنَ عينيهِ كانتا تلمعانِ بشكلٍ مُشرِقٍ أثناء تحديقِهِ في سحرِ لوفليان. لسوء الحظ، على الرُغمِ مِن أنَّ إيوارد قد إمتَلَكَ مِثلَ هذا الإهتمامِ بالسحر، إلا أنَّهُ لا زالَ يَتَحَولُ إلى مثلِ هذهِ القُمامةِ بعدَ مرورِ أربعِ سنوات.

“…لماذا إستَخدَمَتْ السيدةُ سيينا شخصيةَ طفولتِها كقاعدةٍ لك؟” سألَ يوجين.

أوضَحَتْ مير، “يَتِمُ الحفاظِ على وعيي مِن خلالِ سِحرِ مَكرِ الساحِرة، والغرضُ مِن وجوديَّ هو حمايةُ وصيانةُ مَكرِ الساحِرة. وأنا أُشرِفُ على هذهِ القاعةِ إتباعًا لأوامرِ السيدةِ سيينا منذُ مائتي عام.”

 

“بما أنَّ هذا هو الحال…اممم…مُباشرةً قبلَ أنْ تَختَفي، هل كانتْ لا تزالُ شخصيتُها مُماثِلةً لشخصيتِك؟”

“فقط للتَذَكُر”، أجابتْ مير.

 

 

“…نعم فعلت”، تَذَكَرَ يوجين.

“التَذَكُر؟”

 

“قد يكونُ مِنَ الصعبِ على السير يوجين أنْ يفهَم، لكِنَ مُعظمَ البالغينَ يجدونَ صعوبةً في تَذَكُرِ طفولَتِهِم. على الرُغمِ مِن أنَّ ذكرياتَهُم قد تظَلُ واضِحةً، إلا أنَّهُم في كثيرٍ مِنَ الأحيانِ لا يستطيعونَ تَذَكُرَ نوعَ الشخصيةِ التي كانوا عليها بناءً على ذكرياتِهِم فقط.”

“نعم!” قالتْ الفتاةُ مؤكِدةً ذلِك.

“…أعتَقِدُ أنَّ هذا هو الحال.”

“…وماذا عنك؟”

“لذلِك، ولِكي تَتَذَكَرَ طفولتَها، قَرَرتْ السيدةُ سيينا قصرَ شخصيتي على شخصيتِها عندما كانتْ طِفلةً. إنَّ سِحرَها مُذهِلٌ لدرجةِ أنَّها تذكرَتْ كُلَ تِلكَ الذكرياتِ البعيدةِ بسهولة.”

“…ما هو هذا بحقِ السماء؟” سألَ يوجين في النهاية.

إستمرَ يوجين في المشيِّ إلى أنْ تَوَقَفَ أمامَ مَكرِ الساحِرة. بعدَ الإقترابِ مِن هذا الشيء، بدتْ جلالَتُهُ مُثيرةً للإعجابِ حقًا. المجالُ المُتوَهِجُ الذي تمَ تغطيتُهُ داخِلَ عدةِ حلقاتٍ هو جوهرُ فهمِ ساحِرٍ فائقٍ للسِحرِ والذي تمَ الحفاظُ عليهِ لمئاتِ السنين. 

 

 

 

فَكَرَ يوجين فجأةً في شيءٍ ما، “…بما أنَّكِ تقولينَ هذا، فَـهل لديكِ كُلُ ذكرياتِ السيدةِ سيينا؟” 

 

“مُستَحيل”، قالتْ مير، ثُمَ إنفجرتْ بالضَحِك. “على الرُغمِ مِن أنَّ السيدةَ سيينا رُبما إستَخدَمَتْ شخصيتَها كقاعدةٍ لي، إلا أنَّها لم تَذهَب إلى حدِ مُشاركةِ كُلِ ذكرياتِها معي. لو فَعَلَتْ ذلِكَ، فَـهُناكَ فُرصةٌ جيدةٌ لِـأنْ يُساء إستخدامُ وجودي.”

“ماذا تحاولُ أنْ تقول؟”

“هذا يبدو منطقيًا.”

 

“…وماذا عنك؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط