نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 21.2

العرض (2)

العرض (2)

الفصل 21.2: العرض (2)

“لا أقصدُ عدمَ إحترامِكَ لما أنا على وشكِ قولِه…”، بعد أن قاطع غيلياد بهذه الطريقة، أخذ جيرهارد نفسًا عميقًا قبل الإستمرارِ في الكلام. “لإظهارِ مثل هذا الإحترامِ الكبير لإمكانات إبني وإهتمامِكُم بمشاعري الخاصة، أُقدِم لكم أعمقَ إمتناني. ومعَ ذلِك، من وجهةِ نظري…ليس لديَّ خيارٌ سوى النظر إلى ما هو افضل لمُستقبَلِ إبني.”

بعد يومين، وصلَ لايونهارت جيرهارد من جيدول البعيدة. على الرُغمِ من إرسالِ فارسٍ واحدٍ فقط في السابِق، جوردون، لمُرافقة يوجين؛ هذه المرة، الأخ الأصغر للبطريرك، جيون، قد رافق جيرهارد شخصيًا إلى المنزِل الرئيسي.

تسبب هذا غريزيًا في تراجُعِ جيرهارد في حالةِ صدمة. الألمُ اللاذِع القادِم من أمعائهِ السميكة ذكرهُ مرةً أخرى أن كُلَ هذا حقيقي.

 

“حتى لو رفضتُم العرض، فلن تكون هناك أي ضغينة لدى العائلة الرئيسية تجاهكُم. أعدك أيضًا أنني لن أدخِرَ جُهدًا لدعمِ نموِ يوجين قدرَ الإمكان.”

تسبب هذا في شعورِ جيرهارد بضغطٍ هائل. المرتين الوحيدَتَين التي ذهب فيهما جيرهارد إلى المنزلِ الرئيسي هي حفلُ إستمرار السُلالة قبلَ عشرين عامًا وحفل خلافة البطريرك؛ بعد ذلك، لم يَزُر العاصِمة مرةً أُخرى، ناهيكَ عن المنزلِ الرئيسي. 

بعد يومين، وصلَ لايونهارت جيرهارد من جيدول البعيدة. على الرُغمِ من إرسالِ فارسٍ واحدٍ فقط في السابِق، جوردون، لمُرافقة يوجين؛ هذه المرة، الأخ الأصغر للبطريرك، جيون، قد رافق جيرهارد شخصيًا إلى المنزِل الرئيسي.

 

بدأ غيلياد يتكلَم عندما رأى جيرهارد صامتًا، “إذا تم تبني يوجين…سيتم قبولك أيضًا، يا لورد جيرهارد، في العائلة الرئيسية. أعلم أن هذا العرض يأتي بمثابةِ صدمة، ولكن-“

‘…إذن يوجين قد فاز حقًا في حفلِ إستمرار السُلالة هذا العام؟’

في الواقع، قال يوجين حقًا هذا عندما غادرَ جيدول لحضورِ حفلِ إستمرار السُلالة. بالطبع، لم يكُن جيرهارد قادرًا على الإيمانِ بكل إخلاصٍ بهذهِ الكلمات. تسببت هذهِ الحقيقة أيضًا في شعورِ جيرهارد ببعضِ الذنب.

إبني فعلَ ذلك؟ حقًا؟ شكَّ جيرهارد حاليًا في أنه قد يكون في منتصفِ حُلم. أو رُبما، هذا كلهُ مقلب يهدفُ للسُخريةِ منه. 

 

 

 

ولكن ما السبب الذي سيدفعُهُم للقيامِ بذلِك؟ ما الذي حدثَ بحقِ السماء يُمكن أن يجعل العائلة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، المنحدرون المُباشرون من فيرموث العظيم، يستدعون سيد عائلة جانبية صغيرة في الريف النائي، فقط لِلَعبِ هذا النوع من المقالِب عليه.

 

 

 

ومع ذلك، لم يستطِع ببساطة تَقبُلَ الأمرِ بهذهِ السهولة. عندما وصلَ جيون لأولِ مرة إلى عتبة بابِه، بدا عليهِ الإندِهاش لدرجة أنه كاد يفقِدَ وعيه. لقد تفاجئ أكثر عندما رأى العربةَ الفاخرة تَنتظِر في الخارج، و راية لايونهارت المُهيبة تُرفرِفُ فوقها. حتى بعد سماعِ جيون يروي قصص ما فعلهُ يوجين في الطريق إلى هنا، لم تتلاشى دهشتهُ ولا قليلًا.

تسبب هذا غريزيًا في تراجُعِ جيرهارد في حالةِ صدمة. الألمُ اللاذِع القادِم من أمعائهِ السميكة ذكرهُ مرةً أخرى أن كُلَ هذا حقيقي.

 

“…حسنًا” أدرك جيرهارد مدى صِدق غيلياد.

بعد السفر عبر عدة بوابات إنتقال، وصلوا إلى العاصمة. فقط عندما وصلوا إلى بوابةِ الإنتقالِ الخاصةِ بالعائلة الرئيسية، والتي تُستخدَم فقط في المناسباتِ الخاصة، فقط حينها تقبلَ جيرهارد أن كل هذا يحدث بالفعلِ حقًا.

مُستقبل طفلِه، والفرص والإمكانيات الأكبر التي يُمكِنُ أن توفِرها العائلة الرئيسية، فهم جيرهارد ما هو مُهِمٌ أكثر إلى درجة أن قلبهُ بدأ يؤلِمُه. أدرك جيرهارد تمامًا عجزه وفَقرَهُ النسبي. يمكنُ أن يتمتَعَ يوجين بقدرٍ لا يُضاهى من المَجدِ من خِلال أن يصير الطِفلَ المُتبنى للعائلة الرئيسية، مجدًا لا يُضاهى مُطلقًا بما سيحصل عليهِ في جيدول.

 

سار غيلياد مباشرةً إلى جيرهارد وعرض عليه مصافحة. مذهولًا، قام جيرهارد بمسحِ يديه على جانبي بنطاله قبل أن يصافح اليد المعروضة.

‘لقد هزمَ حقًا أطفال العائلة الرئيسية.’

شعرَ أن إبنهُ لديهِ الكثير من القُصص ليخبرهُ بها، وهناك العديدُ من الأشياء التي أرادَ جيرهارد أن يسأل يوجين عنها بدورِه، لكن جيرهارد ظلَّ هادِئًا عندما تركَ يوجين في الوقتِ الحالي. فضوليًا بشأنِ النية وراء هذا العرض لإجراء محادثة مع البطريرك.

شعر جيرهارد أن دموعه ستبدأ بالنزول. ليس الأمرُ كما لو أنهُ لم يمتلِك أي توقعات ليوجين. كان إبنهُ دائمًا خارجًا عن المألوف، منذ صِغرِه. لقد كان طفلًا إستثنائيا لدرجة أن جيرهارد شكَّ أحيانًا في ما إذا كان يوجين هو إبنهُ حقًا. 

“على الرغم من أنني ولدتُ كـ لايونهارت، إلا أنني شخصٌ متواضع لم يرقَ أبدًا إلى مؤهلاتِ حملِ إسم لايونهارت. لـ-لطالما رَغِبتُ في دعمِ مُستقبلِ إبني بشكلٍ كامِل، لـ-لكنني كنتُ دائمًا أشعرُ بالذنبِ لأن إمكانياتي المتواضعة ستَمنَعُ إبني من تحقيقِ مستقبلهِ الأكثر إشراقًا”.

 

حتى عندما إرتفعت نبرةُ صوتِه، واصلَ جيرهارد التحدث. على الرُغمِ من أنهُ شَبكَ يديهِ المُرتجفتَينِ معًا لقمعِ المشاعِرِ المُضطرِبة التي شَعَرَ بها.

لهذا السبب، شَعَرَ دائمًا بالذنب. عرف جيرهارد جيدًا أنه بقدراتهَ الخاصة، لم يستطِع إعطاء إبنهِ السُلَم الذي يحتاجهُ يوجين حتى ترتفع مواهِبُه. لطالما إعتقدَ أن حفل إستمرار السُلالة سيُجبِر يوجين على رؤيةِ حقيقةِ وضعِه. فبعد كُلِ شيء، بغض النظر عن مدى إستثنائية أحفاد السُلالات الجانبية، فالهزيمةُ لا تزالُ مَحتومة. ليسَ من المُمكِنِ التغلبُ على الفجوةِ الموجودةِ بين السُلالة المباشرة والسُلالات الجانبية من خلالِ الموهبةِ الفطرية والعملِ الجاد فقط، ولكن…

 

 

عندما فكرَ في الأمرِ بشكلٍ طبيعي، فحقيقة أن إبنهُ قد تجاوز أطفال العائلة الرئيسية للفوز بحفلِ إستمرار السُلالة…إهانة كبيرة للعائلة الرئيسية. هل هُم يخططون للضغطِ عليهِ بسببِ هذا؟ ولكن، لو إن هذا حقًا ما يحاولونَ فِعله، لم شعرَ أن جيون فرحٌ حقًا بإرسالهِ لمُرافقتِه، ولم يشعر بأي شيء غريب من يوجين. كما بدا البطريرك غيلياد مُهذبًا جدًا بحيث لم يمتلك أي نية لإحراجهِ بهذهِ الطريقة. 

“الأب!”

 

في اللحظة التي رأى فيها إبنه، نسي جيرهارد كل الآداب واللياقة حيث بدأت الدموع تنهمر على وجهِه. تضارب فخرهُ بهِ وشعورهُ بالذنبِ تجاهه بنفس القدر عندما نظر إلى إبنه الوحيد. 

هناك خطر أن مؤامرة هؤلاء المُنشقين المُتمردين قد تطالُ يوجين. في حالِ لم يوافق يوجين على عرضِهم، فقد يحاولون حتى الضغط عليهِ بشكلٍ أو بآخر.

 

“بالطبع، لا بأسَ في ذلِك”، وافق جيرهارد على الفور.

رفرف علم لايونهارت بفخر أمام قصر العائلة الرئيسية المُهيب والرائع. وقفَ إبنهُ في وسطِ هذا المشهد المُخيف، مُبتسِمًا بألوانٍ زاهية ويلوح بيدهِ نحو جيرهارد. 

 

 

“أنا لا أريد أن آخُذَ الكثير من وقتِكَ مع إبنِك، ولكن إذا أمكن، هل تُمانِع المجيء معي إلى الداخِل لإجراء مُحادثةٍ قصيرة؟”

لم يستطِع جيرهارد تزويد يوجين بأي دعمٍ يُذكَر. لم يتمكَن من العثورِ على فارسٍ مُمتاز للعملِ كمُدرسٍ ليوجين، وكان جيرهارد نفسه غير قادرٍ على تقديم مثل هذهِ التعليمات. بصرفِ النظَر عن السيوفِ الخشبية ودُمى التدريب، لم يستطِع توفير أي شيءٍ آخر.

إبني فعلَ ذلك؟ حقًا؟ شكَّ جيرهارد حاليًا في أنه قد يكون في منتصفِ حُلم. أو رُبما، هذا كلهُ مقلب يهدفُ للسُخريةِ منه. 

 

في الواقع، قال يوجين حقًا هذا عندما غادرَ جيدول لحضورِ حفلِ إستمرار السُلالة. بالطبع، لم يكُن جيرهارد قادرًا على الإيمانِ بكل إخلاصٍ بهذهِ الكلمات. تسببت هذهِ الحقيقة أيضًا في شعورِ جيرهارد ببعضِ الذنب.

ومع ذلك، تمكَنَ إبنهُ من تحقيق الفوز في حفلِ إستمرار السُلالة رُغم كُلِ ذلك.

 

 

 

“إبني، يوجين!!”

 

سحب جيرهارد إبنه إلى أحضانهِ بينما إستمر في ذرفِ الدموع. إندهش يوجين حقًا برؤيةِ جيرهارد هكذا، لكنهُ سُرعانَ ما أظهرَ تعبيرًا طفوليًا وإحتضنَ جيرهارد هو كذلِك.

 

 

 

“أنا….أنا فخورٌ جدًا بِك. حقيقةُ أنكَ إبني تَجعلُني فخورًا جدًا”، صاح جيرهارد على الرُغمِ من دموعهِ.

“الأب!”

 

 

“قلتُ لكَ أنني سوف أُرسِل لك الأخبار الجيدة، ألم أفعل؟ هل حقًا لم تُصدقني؟” يوجين مثار والده.

“إذن؟”

 

وقف أمامهُ غيلياد لايونهارت، بطريرك لايونهارت الذي رآهُ جيرهارد آخرَ مرةٍ خلالَ حفلٍ صعودهِ إلى منصِب البطريرك. لا يزال بإمكان جيرهارد التعرف بوضوح على غيلياد بسبب ذلك الحدث. لذا سُرعان ما مسحَ بالمنديلِ وجهَه، الغارِقَ في الدموع والمخاط، ثم حنى رأسه نحو غيلياد.

في الواقع، قال يوجين حقًا هذا عندما غادرَ جيدول لحضورِ حفلِ إستمرار السُلالة. بالطبع، لم يكُن جيرهارد قادرًا على الإيمانِ بكل إخلاصٍ بهذهِ الكلمات. تسببت هذهِ الحقيقة أيضًا في شعورِ جيرهارد ببعضِ الذنب.

الفصل 21.2: العرض (2)

 

 

“هذا صحيح…لقد قُلتَ ذلِك، أليس كذلك يا إبني. أنا آسفٌ جدًا لعدمِ الإيمانِ بِك”، صاح جيرهارد وهو يشهق.

 

 

 

“مهلًا الآن، علامَ الإعتذارُ مرةً أُخرى. لو كنتُ مكانك، لما صدقتُ ذلك أيضًا” أعطاه يوجين هذا الرد مُحاوِلًا تهدِئته، ثم قام بقرصِ بطنِ جيرهارد.

 

 

لم يُلقي جيرهارد العرض بتهورٍ على جيرهارد. بدلًا من ذلِك، شرح لهُ بالتفصيلِ وبدِقةٍ لماذا هو يُقدِم مثل هذا العرض.

تسبب هذا غريزيًا في تراجُعِ جيرهارد في حالةِ صدمة. الألمُ اللاذِع القادِم من أمعائهِ السميكة ذكرهُ مرةً أخرى أن كُلَ هذا حقيقي.

 

 

مُستقبل طفلِه، والفرص والإمكانيات الأكبر التي يُمكِنُ أن توفِرها العائلة الرئيسية، فهم جيرهارد ما هو مُهِمٌ أكثر إلى درجة أن قلبهُ بدأ يؤلِمُه. أدرك جيرهارد تمامًا عجزه وفَقرَهُ النسبي. يمكنُ أن يتمتَعَ يوجين بقدرٍ لا يُضاهى من المَجدِ من خِلال أن يصير الطِفلَ المُتبنى للعائلة الرئيسية، مجدًا لا يُضاهى مُطلقًا بما سيحصل عليهِ في جيدول.

لكنَ إبنهُ لم يكُن الوحيد الذي ينتظرهُ عند البوابات. خلفَ جيرهارد مباشرةً وقفَ الأخُ الأصغر للبطريرك، جيون، وأمامه— 

 

إبتلع جيرهارد لعابه بشكل واضِح وسرعان ما سحب منديلًا من جيبِه.

“…أفترِض أن هذا سيكون هو الحال” تقبل جيرهارد الحقيقة بتنهيدة طويلة وإيماءة.

 

 

وقف أمامهُ غيلياد لايونهارت، بطريرك لايونهارت الذي رآهُ جيرهارد آخرَ مرةٍ خلالَ حفلٍ صعودهِ إلى منصِب البطريرك. لا يزال بإمكان جيرهارد التعرف بوضوح على غيلياد بسبب ذلك الحدث. لذا سُرعان ما مسحَ بالمنديلِ وجهَه، الغارِقَ في الدموع والمخاط، ثم حنى رأسه نحو غيلياد.

 

 

 

“أ-أعتذِرُ عن التحيةِ المُتأخِرة. إسمي هو جيرهارد لايونهارت، وأنا من جيدول.”

 

“أنا غيلياد لايونهارت. يرجى أن تغفِرَ لي وقاحتي على دَعوتِكَ بهذا التَسرُع.”

في اللحظة التي رأى فيها إبنه، نسي جيرهارد كل الآداب واللياقة حيث بدأت الدموع تنهمر على وجهِه. تضارب فخرهُ بهِ وشعورهُ بالذنبِ تجاهه بنفس القدر عندما نظر إلى إبنه الوحيد. 

سار غيلياد مباشرةً إلى جيرهارد وعرض عليه مصافحة. مذهولًا، قام جيرهارد بمسحِ يديه على جانبي بنطاله قبل أن يصافح اليد المعروضة.

 

 

“…حسنًا” أدرك جيرهارد مدى صِدق غيلياد.

“أي وقاحة؟؟! أنا لا أرى الأمرَ بهذهِ الطريقة على الإطلاق. في الواقع، أنا مُمتَنٌ للغاية لأنكَ دعوتني بهذهِ الطريقة”.

 

 

 

“أنا لا أريد أن آخُذَ الكثير من وقتِكَ مع إبنِك، ولكن إذا أمكن، هل تُمانِع المجيء معي إلى الداخِل لإجراء مُحادثةٍ قصيرة؟”

 

لم يرغب غيلياد في الحصول على تبادل مطول للتحيات مع جيرهارد هنا في العراء. بصفتهِ عضوًا في السلالات الجانبية، لم يستطِع جيرهارد إلا أن يُبقيَّ رأسهُ مُنخفِضًا في حضورِ بطريركِ السُلالةِ المُباشِرة، ولم يرغب غيلياد في أن يرى يوجين والدهُ هكذا. 

أليس هذا فقط…مُجردَ حُلم؟ لا، لم يستطِع الهروب من الواقع هكذا. أمسك جيرهارد برأسهِ الذي أحس أنهُ يدور.

 

 

“بالطبع، لا بأسَ في ذلِك”، وافق جيرهارد على الفور.

 

 

“أي وقاحة؟؟! أنا لا أرى الأمرَ بهذهِ الطريقة على الإطلاق. في الواقع، أنا مُمتَنٌ للغاية لأنكَ دعوتني بهذهِ الطريقة”.

تراجع يوجين، مما سَمَحَ للرجُلَينِ بالمرور. أثناء ظهور نظراتٍ غريبةٍ على وجهِ يوجين، تَبِعَ جيرهارد غيلياد إلى قصر العائلة الرئيسي. 

 

 

ولكن ما السبب الذي سيدفعُهُم للقيامِ بذلِك؟ ما الذي حدثَ بحقِ السماء يُمكن أن يجعل العائلة الرئيسية لعشيرة لايونهارت، المنحدرون المُباشرون من فيرموث العظيم، يستدعون سيد عائلة جانبية صغيرة في الريف النائي، فقط لِلَعبِ هذا النوع من المقالِب عليه.

شعرَ أن إبنهُ لديهِ الكثير من القُصص ليخبرهُ بها، وهناك العديدُ من الأشياء التي أرادَ جيرهارد أن يسأل يوجين عنها بدورِه، لكن جيرهارد ظلَّ هادِئًا عندما تركَ يوجين في الوقتِ الحالي. فضوليًا بشأنِ النية وراء هذا العرض لإجراء محادثة مع البطريرك.

سار غيلياد مباشرةً إلى جيرهارد وعرض عليه مصافحة. مذهولًا، قام جيرهارد بمسحِ يديه على جانبي بنطاله قبل أن يصافح اليد المعروضة.

 

هناك خطر أن مؤامرة هؤلاء المُنشقين المُتمردين قد تطالُ يوجين. في حالِ لم يوافق يوجين على عرضِهم، فقد يحاولون حتى الضغط عليهِ بشكلٍ أو بآخر.

عندما فكرَ في الأمرِ بشكلٍ طبيعي، فحقيقة أن إبنهُ قد تجاوز أطفال العائلة الرئيسية للفوز بحفلِ إستمرار السُلالة…إهانة كبيرة للعائلة الرئيسية. هل هُم يخططون للضغطِ عليهِ بسببِ هذا؟ ولكن، لو إن هذا حقًا ما يحاولونَ فِعله، لم شعرَ أن جيون فرحٌ حقًا بإرسالهِ لمُرافقتِه، ولم يشعر بأي شيء غريب من يوجين. كما بدا البطريرك غيلياد مُهذبًا جدًا بحيث لم يمتلك أي نية لإحراجهِ بهذهِ الطريقة. 

 

 

كانت المُرطبات قد أُعِدت بالفِعل للتَمتُعِ بها في مكتبِ البطريرك. دخل غيلياد مباشرةً في صُلبِ الموضوع بعد أن شاهد جيرهارد يُبلِل حَلقَهُ الذي جفَّ من التَوتُر مع بعضِ الشاي.

 

 

في الواقع، قال يوجين حقًا هذا عندما غادرَ جيدول لحضورِ حفلِ إستمرار السُلالة. بالطبع، لم يكُن جيرهارد قادرًا على الإيمانِ بكل إخلاصٍ بهذهِ الكلمات. تسببت هذهِ الحقيقة أيضًا في شعورِ جيرهارد ببعضِ الذنب.

“…أنت تتحدث عن…التبني؟” سأل جيرهارد بصدمة كبيرة.

 

 

 

“هذا صحيح”، أكد غيلياد.

لكنَ إبنهُ لم يكُن الوحيد الذي ينتظرهُ عند البوابات. خلفَ جيرهارد مباشرةً وقفَ الأخُ الأصغر للبطريرك، جيون، وأمامه— 

 

 

لم يُلقي جيرهارد العرض بتهورٍ على جيرهارد. بدلًا من ذلِك، شرح لهُ بالتفصيلِ وبدِقةٍ لماذا هو يُقدِم مثل هذا العرض.

“سيكون من الأفضل بكثير لمُستقبِلِ يوجين إذا تمت رِعايتهُ كعضوٍ في العائلة الرئيسية مما لو بقيَّ في جيدول. طالما أنهُ لا يحمل أي طموحات في أن يُصبِحَ البطريرك، سيكون يوجين قادرًا على بناء صداقة مع أطفالي، لأنهم سيصبحون جميعًا أشقاء بمُجرد تبنيهِ في العائلةِ الرئيسية. سوف تفتح علاقاتهم العديد من الفُرص والإمكانيات ليوجين في المُستقبل.”

 

 

مواهب يوجين رائعة لدرجة أنه لا يمكن تركهُ هكذا ببساطة. على كُلِ حال، من أجلِ إزدهارهِ بشكلٍ رائع، فدعم العائلة الرئيسية ضروري للغاية.

 

 

 

فاز طفلٌ من سُلالةٍ جانبية بحفلِ إستمرارِ السُلالة مُتفوِقًا على أولئك الذين ينتمون إلى السلالة المُباشِرة. في حين أن هذا يُعتبر نعمة لعشيرة لايونهارت أن يكون لديها مثل هذا البُرعُم الموهوب، فإنه يمكن أيضًا أن يُحرِكَ الرغبات المشبوهة التي تَمتلِكُها بعضُ السُلالات الجانبية الكثيرة للايونهارت.

عندما فكرَ في الأمرِ بشكلٍ طبيعي، فحقيقة أن إبنهُ قد تجاوز أطفال العائلة الرئيسية للفوز بحفلِ إستمرار السُلالة…إهانة كبيرة للعائلة الرئيسية. هل هُم يخططون للضغطِ عليهِ بسببِ هذا؟ ولكن، لو إن هذا حقًا ما يحاولونَ فِعله، لم شعرَ أن جيون فرحٌ حقًا بإرسالهِ لمُرافقتِه، ولم يشعر بأي شيء غريب من يوجين. كما بدا البطريرك غيلياد مُهذبًا جدًا بحيث لم يمتلك أي نية لإحراجهِ بهذهِ الطريقة. 

 

 

هناك خطر أن مؤامرة هؤلاء المُنشقين المُتمردين قد تطالُ يوجين. في حالِ لم يوافق يوجين على عرضِهم، فقد يحاولون حتى الضغط عليهِ بشكلٍ أو بآخر.

 

 

“زوجاتي وأطفالي يُدرِكون هذه الحقيقة أيضًا. هذا التقليد…للأسف، لا يُمكِنُ أن يتغيرَ في جيلي. سأعِدُكَ بشيءٍ واحِد؛ لا أُريدُ الحدَ من مُستقبلِ يوجين. ومع ذلك، فإن إرادتي وحدها لا يُمكِنُ أن تُمثِلَ إرادة العائلة الرئيسية أو الشيوخ”، عرض غيلياد هذا التحذير.

“بالطبع، بصفتي مُمثلًا للعائلةِ الرئيسية، أعدُكَ بأن أبذُلَ قُصارى جُهدي لحمايةِ أُسرة اللورد جيرهارد من الأذى بغض النظر عن كُلِ شيء.”

 

ومع ذلك، في الواقِع هُناك حدٌ للحماية التي يُمكِنُ أن توفِرها العائلة الرئيسية.

 

 

 

“حتى لو رفضتُم العرض، فلن تكون هناك أي ضغينة لدى العائلة الرئيسية تجاهكُم. أعدك أيضًا أنني لن أدخِرَ جُهدًا لدعمِ نموِ يوجين قدرَ الإمكان.”

 

“…هاها…” ضَحِك جيرهارد دون وعي.

 

 

“البطريرك لديهِ بالفعل ثلاثةُ أطفال، أليس كذلك؟ إذا تم تبني إبني في عائلتِك… غض النظر عن سبب تبنيه، ألن يُعامل على أنهُ غريبٌ غيرُ مُرَحبٍ به؟” سأل جيرهارد.

أليس هذا فقط…مُجردَ حُلم؟ لا، لم يستطِع الهروب من الواقع هكذا. أمسك جيرهارد برأسهِ الذي أحس أنهُ يدور.

‘يوجين…يتم تبنيهِ من قبل العائلة الرئيسية…’ حاولَ جيرهارد فرزَ أفكارِه.

 

 

‘يوجين…يتم تبنيهِ من قبل العائلة الرئيسية…’ حاولَ جيرهارد فرزَ أفكارِه.

“البطريرك لديهِ بالفعل ثلاثةُ أطفال، أليس كذلك؟ إذا تم تبني إبني في عائلتِك… غض النظر عن سبب تبنيه، ألن يُعامل على أنهُ غريبٌ غيرُ مُرَحبٍ به؟” سأل جيرهارد.

 

في اللحظة التي رأى فيها إبنه، نسي جيرهارد كل الآداب واللياقة حيث بدأت الدموع تنهمر على وجهِه. تضارب فخرهُ بهِ وشعورهُ بالذنبِ تجاهه بنفس القدر عندما نظر إلى إبنه الوحيد. 

بدأ غيلياد يتكلَم عندما رأى جيرهارد صامتًا، “إذا تم تبني يوجين…سيتم قبولك أيضًا، يا لورد جيرهارد، في العائلة الرئيسية. أعلم أن هذا العرض يأتي بمثابةِ صدمة، ولكن-“

وقف أمامهُ غيلياد لايونهارت، بطريرك لايونهارت الذي رآهُ جيرهارد آخرَ مرةٍ خلالَ حفلٍ صعودهِ إلى منصِب البطريرك. لا يزال بإمكان جيرهارد التعرف بوضوح على غيلياد بسبب ذلك الحدث. لذا سُرعان ما مسحَ بالمنديلِ وجهَه، الغارِقَ في الدموع والمخاط، ثم حنى رأسه نحو غيلياد.

“لا أقصدُ عدمَ إحترامِكَ لما أنا على وشكِ قولِه…”، بعد أن قاطع غيلياد بهذه الطريقة، أخذ جيرهارد نفسًا عميقًا قبل الإستمرارِ في الكلام. “لإظهارِ مثل هذا الإحترامِ الكبير لإمكانات إبني وإهتمامِكُم بمشاعري الخاصة، أُقدِم لكم أعمقَ إمتناني. ومعَ ذلِك، من وجهةِ نظري…ليس لديَّ خيارٌ سوى النظر إلى ما هو افضل لمُستقبَلِ إبني.”

“…أفترِض أن هذا سيكون هو الحال” تقبل جيرهارد الحقيقة بتنهيدة طويلة وإيماءة.

“إذن؟”

 

“على الرُغمِ من أن نوايا البطريرك حَسِنَةُ النية وصادِقة، إلا أنني قلقٌ من أن يَضطهِدَ الآخرون داخل العائلة الرئيسية يوجين.”

 

لم يَشعُر غيلياد بالإهانة من هذا القلق. بدلًا من ذلِك، شعر في الواقع بالإحترام تجاه جيرهارد، الشُجاع بما يكفي للتعبيرِ عن آرائهِ بحزم.

إبتلع جيرهارد لعابه بشكل واضِح وسرعان ما سحب منديلًا من جيبِه.

 

بدأ غيلياد يتكلَم عندما رأى جيرهارد صامتًا، “إذا تم تبني يوجين…سيتم قبولك أيضًا، يا لورد جيرهارد، في العائلة الرئيسية. أعلم أن هذا العرض يأتي بمثابةِ صدمة، ولكن-“

“على الرغم من أنني ولدتُ كـ لايونهارت، إلا أنني شخصٌ متواضع لم يرقَ أبدًا إلى مؤهلاتِ حملِ إسم لايونهارت. لـ-لطالما رَغِبتُ في دعمِ مُستقبلِ إبني بشكلٍ كامِل، لـ-لكنني كنتُ دائمًا أشعرُ بالذنبِ لأن إمكانياتي المتواضعة ستَمنَعُ إبني من تحقيقِ مستقبلهِ الأكثر إشراقًا”.

 

 

 

حتى عندما إرتفعت نبرةُ صوتِه، واصلَ جيرهارد التحدث. على الرُغمِ من أنهُ شَبكَ يديهِ المُرتجفتَينِ معًا لقمعِ المشاعِرِ المُضطرِبة التي شَعَرَ بها.

تسبب هذا في شعورِ جيرهارد بضغطٍ هائل. المرتين الوحيدَتَين التي ذهب فيهما جيرهارد إلى المنزلِ الرئيسي هي حفلُ إستمرار السُلالة قبلَ عشرين عامًا وحفل خلافة البطريرك؛ بعد ذلك، لم يَزُر العاصِمة مرةً أُخرى، ناهيكَ عن المنزلِ الرئيسي. 

 

“أنا غيلياد لايونهارت. يرجى أن تغفِرَ لي وقاحتي على دَعوتِكَ بهذا التَسرُع.”

“البطريرك لديهِ بالفعل ثلاثةُ أطفال، أليس كذلك؟ إذا تم تبني إبني في عائلتِك… غض النظر عن سبب تبنيه، ألن يُعامل على أنهُ غريبٌ غيرُ مُرَحبٍ به؟” سأل جيرهارد.

شعرَ غيلياد بالذنبِ لقولهِ مثل هذه الأشياء. مواهب يوجين هي بالفعل متفوقة على أولادِه. من الواضح ذلك مع إيوارد، ولكن حتى مواهب سيل وسيان المُذهِلة لا يُمكِنُ مُقارنتُها بمواهبِ يوجين.نظرًا لوجودِ مثل هذه الفجوة بالفعل في سنٍ مبكرة كهذه، فإن الفرقَ سيُصبِح أكثر وضوحًا خلال السنواتِ القليلةِ القادمة.

 

“زوجاتي وأطفالي يُدرِكون هذه الحقيقة أيضًا. هذا التقليد…للأسف، لا يُمكِنُ أن يتغيرَ في جيلي. سأعِدُكَ بشيءٍ واحِد؛ لا أُريدُ الحدَ من مُستقبلِ يوجين. ومع ذلك، فإن إرادتي وحدها لا يُمكِنُ أن تُمثِلَ إرادة العائلة الرئيسية أو الشيوخ”، عرض غيلياد هذا التحذير.

“أنا أفهم ما تحاول قوله”، أومأ غيلياد برأسِه. “لكنَ الأُسرة الرئيسية تُقدِرُ تقاليدها. لذلك حتى لو تم تبني يوجين في العائلة الرئيسية، فإن النجاح في الحصول على منصبي البطريرك…سيكون صعبًا للغاية.”

 

“…” إستمعَ جيرهارد بصمت.

ومع ذلك، تمكَنَ إبنهُ من تحقيق الفوز في حفلِ إستمرار السُلالة رُغم كُلِ ذلك.

 

 

“زوجاتي وأطفالي يُدرِكون هذه الحقيقة أيضًا. هذا التقليد…للأسف، لا يُمكِنُ أن يتغيرَ في جيلي. سأعِدُكَ بشيءٍ واحِد؛ لا أُريدُ الحدَ من مُستقبلِ يوجين. ومع ذلك، فإن إرادتي وحدها لا يُمكِنُ أن تُمثِلَ إرادة العائلة الرئيسية أو الشيوخ”، عرض غيلياد هذا التحذير.

 

 

وقف أمامهُ غيلياد لايونهارت، بطريرك لايونهارت الذي رآهُ جيرهارد آخرَ مرةٍ خلالَ حفلٍ صعودهِ إلى منصِب البطريرك. لا يزال بإمكان جيرهارد التعرف بوضوح على غيلياد بسبب ذلك الحدث. لذا سُرعان ما مسحَ بالمنديلِ وجهَه، الغارِقَ في الدموع والمخاط، ثم حنى رأسه نحو غيلياد.

“…حسنًا” أدرك جيرهارد مدى صِدق غيلياد.

“حتى لو رفضتُم العرض، فلن تكون هناك أي ضغينة لدى العائلة الرئيسية تجاهكُم. أعدك أيضًا أنني لن أدخِرَ جُهدًا لدعمِ نموِ يوجين قدرَ الإمكان.”

 

 

“طالما أن هذا الصبي، يوجين، لا يُصبِحُ طموحًا للغاية…سيكون قادِرًا على عرضِ مواهبهِ بِحُرية بمُساعدةِ العائلةِ الرئيسية. سيكونُ من الصعبِ عليه أن يُصبِحَ البطريرك. ومع ذلك…” للحظة، ظل غيلياد صامِتًا قبل أن يحني رأسهُ بعُمق ويستمر، “اللورد جيرهارد، آمل ألا تَشعُرَ بالإهانة من هذه الكلمات التالية.”

 

 

سار غيلياد مباشرةً إلى جيرهارد وعرض عليه مصافحة. مذهولًا، قام جيرهارد بمسحِ يديه على جانبي بنطاله قبل أن يصافح اليد المعروضة.

“سيكون من الأفضل بكثير لمُستقبِلِ يوجين إذا تمت رِعايتهُ كعضوٍ في العائلة الرئيسية مما لو بقيَّ في جيدول. طالما أنهُ لا يحمل أي طموحات في أن يُصبِحَ البطريرك، سيكون يوجين قادرًا على بناء صداقة مع أطفالي، لأنهم سيصبحون جميعًا أشقاء بمُجرد تبنيهِ في العائلةِ الرئيسية. سوف تفتح علاقاتهم العديد من الفُرص والإمكانيات ليوجين في المُستقبل.”

 

شعرَ غيلياد بالذنبِ لقولهِ مثل هذه الأشياء. مواهب يوجين هي بالفعل متفوقة على أولادِه. من الواضح ذلك مع إيوارد، ولكن حتى مواهب سيل وسيان المُذهِلة لا يُمكِنُ مُقارنتُها بمواهبِ يوجين.نظرًا لوجودِ مثل هذه الفجوة بالفعل في سنٍ مبكرة كهذه، فإن الفرقَ سيُصبِح أكثر وضوحًا خلال السنواتِ القليلةِ القادمة.

حتى لو لم يهتم غيلياد، البطريرك الحالي، بذلك، فإن عشيرة لايونهارت ستتحول إلى أضحوكة، ولن يسمح المجلس أبدًا بحدوثِ شيءٍ كهذا. في نظرهم، على السلالة المباشِرة أن تُحافِظَ على تفوقِها على السلالات الجانبية. حفلُ إستمرارِ السُلالة هو تقليدٌ أُقيمَ لهذا السبب وهذا السبب وحده.

 

رفرف علم لايونهارت بفخر أمام قصر العائلة الرئيسية المُهيب والرائع. وقفَ إبنهُ في وسطِ هذا المشهد المُخيف، مُبتسِمًا بألوانٍ زاهية ويلوح بيدهِ نحو جيرهارد. 

ومع ذلك، لا يزال يوجين لا يُمكِن أن يُصبِحَ البطريرك. أراد غيلياد في الواقع أن يرى ما سيحدث إذا أصبحَ يوجين البطريرك، وتمنى بصدقٍ أن يجلب يوجين المجدَ للعائلةِ الرئيسية، لكن هاتان الرغبتَين غيرُ متوافِقتَين. في المقامِ الأول، صعودُ سليلٍ جانبي تم تبنيه في العائلة الرئيسية إلى منصِبِ البطريرك من شأنهِ أن يقوِضَ تقاليد ومكانة الأُسرة الرئيسية.

وقف أمامهُ غيلياد لايونهارت، بطريرك لايونهارت الذي رآهُ جيرهارد آخرَ مرةٍ خلالَ حفلٍ صعودهِ إلى منصِب البطريرك. لا يزال بإمكان جيرهارد التعرف بوضوح على غيلياد بسبب ذلك الحدث. لذا سُرعان ما مسحَ بالمنديلِ وجهَه، الغارِقَ في الدموع والمخاط، ثم حنى رأسه نحو غيلياد.

 

تسبب هذا غريزيًا في تراجُعِ جيرهارد في حالةِ صدمة. الألمُ اللاذِع القادِم من أمعائهِ السميكة ذكرهُ مرةً أخرى أن كُلَ هذا حقيقي.

حتى لو لم يهتم غيلياد، البطريرك الحالي، بذلك، فإن عشيرة لايونهارت ستتحول إلى أضحوكة، ولن يسمح المجلس أبدًا بحدوثِ شيءٍ كهذا. في نظرهم، على السلالة المباشِرة أن تُحافِظَ على تفوقِها على السلالات الجانبية. حفلُ إستمرارِ السُلالة هو تقليدٌ أُقيمَ لهذا السبب وهذا السبب وحده.

 

 

“طالما أن هذا الصبي، يوجين، لا يُصبِحُ طموحًا للغاية…سيكون قادِرًا على عرضِ مواهبهِ بِحُرية بمُساعدةِ العائلةِ الرئيسية. سيكونُ من الصعبِ عليه أن يُصبِحَ البطريرك. ومع ذلك…” للحظة، ظل غيلياد صامِتًا قبل أن يحني رأسهُ بعُمق ويستمر، “اللورد جيرهارد، آمل ألا تَشعُرَ بالإهانة من هذه الكلمات التالية.”

“…أفترِض أن هذا سيكون هو الحال” تقبل جيرهارد الحقيقة بتنهيدة طويلة وإيماءة.

“إبني، يوجين!!”

 

‘يوجين…يتم تبنيهِ من قبل العائلة الرئيسية…’ حاولَ جيرهارد فرزَ أفكارِه.

مُستقبل طفلِه، والفرص والإمكانيات الأكبر التي يُمكِنُ أن توفِرها العائلة الرئيسية، فهم جيرهارد ما هو مُهِمٌ أكثر إلى درجة أن قلبهُ بدأ يؤلِمُه. أدرك جيرهارد تمامًا عجزه وفَقرَهُ النسبي. يمكنُ أن يتمتَعَ يوجين بقدرٍ لا يُضاهى من المَجدِ من خِلال أن يصير الطِفلَ المُتبنى للعائلة الرئيسية، مجدًا لا يُضاهى مُطلقًا بما سيحصل عليهِ في جيدول.

“زوجاتي وأطفالي يُدرِكون هذه الحقيقة أيضًا. هذا التقليد…للأسف، لا يُمكِنُ أن يتغيرَ في جيلي. سأعِدُكَ بشيءٍ واحِد؛ لا أُريدُ الحدَ من مُستقبلِ يوجين. ومع ذلك، فإن إرادتي وحدها لا يُمكِنُ أن تُمثِلَ إرادة العائلة الرئيسية أو الشيوخ”، عرض غيلياد هذا التحذير.

 

 

“…لا أعتقِد أن هذا شيءٌ يُمكِنُني أن أُقرِرَهُ بنفسي”، إبتسم جيرهارد بمرارة وهز رأسه. “أعتقد أنه حانَ الوقتُ لإجراءِ محادثةٍ مع إبني.”

في اللحظة التي رأى فيها إبنه، نسي جيرهارد كل الآداب واللياقة حيث بدأت الدموع تنهمر على وجهِه. تضارب فخرهُ بهِ وشعورهُ بالذنبِ تجاهه بنفس القدر عندما نظر إلى إبنه الوحيد. 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط