نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Damn Reincarnation 6

لايونهارت (4)

لايونهارت (4)

الفصل 6: لايونهارت (4)

وفى الوقتِ نفسِه، فكر يوجين أيضًا، ‘إنه قويٌ جدًا لطفلٍ يبلُغ من العُمرِ ثلاثةَ عشر عامًا فقط’.

إنه مُجرد رُمح تدريب، عصى خشبية بلا رأس حربة مُتصِل حتى. ومع ذلك، ما تزال مشحوذة الطرفة بدرجة معينة، لذلك بمجرد أن يتم الضرب بها بشكلٍ صحيح…حتى لو لم تستطِع إختراق اللحم، فإنها بالتأكيد ستؤلم كالجحيم.

‘كان ينبغي أن أتحمل فقط. هذا لن يؤدي إلى شيء سيء وبلا معنى، صحيح؟’

 

أثناء أخذهِ لأنفاسٍ عميقة، رفع سيان رأسه ونظر إلى يوجين. وعيناه لا تزالان تدوران، ويتألم كلما تحرك، كما لو أن بطنه قد تم إختراقُها حقًا. مع طعمٍ مُريبٍ وفاسِدٍ في فمِه.

ولو تم توجيه ضرب نحو البطن بلا حِراسة؟

 

“اررغ!”

شعر الفارس هازارد بإحساس قوي بالتناقض في هذه المسألة. أمامه وقف صبي كان في نفس عمر سيان وسيل، لكن هذا الطفل لم يسمح لمشاعرِهِ بالتأثير على كلِماتِه، حيث أن لهجتهُ بدت هادئةً تمامًا. لم يستطِع هازارد، الذي عانى طوال سنوات من أنين التوأمين، معرفة ما إذا كان الصبي الذي أمامه هو غير طبيعي أو أن التوأمين كانا غير طبيعيَين.

ستكون النتيجة شيئًا كهذا. أثناء التدحرج عبر الأرض، تقيء سيان في كل مكان. أطلقت سيل المذهولة صرخة وركضت نحو سيان، بينما غطت نينا فمها مصدومة.

 

 

“ها-هازارد”، انفجر سيان في البكاء وهو ينادي باسم الرجل.

“لقد فُزت”، قال يوجين بنبرة لا مُبالية ثُم خفضَ رُمحَه.

“السير هازارد، إذا كانت مهاراتي خرقاء، فسأكون ممتنًا لنصيحتك، لكنني لا أريد أن أسمع أي نصيحة حول كيفية التساهل مع خصومي.”

 

“لكن هذا لا معنى له…! كيف يمكن أن يُسقِطني دون تدريب مانا! و…وتلك! أكياسُ الرملِ تلك! لقد كان يتدرب مع كل أكياس الرمل تلك تتدلى من جسده…”

لو كان رمحًا حقيقيًا، لكان سيان ميتًا الآن. بالطبع، هذا ليس رُمحًا حقيقيًا؛ ولكن على الرغم من ذلك، و نظرًا لأن سيان قد ضُرِب على نقطة حيوية وأُرسِل مُتدحرِجًا عبر الأرض، فمن الواضح أنه إنتصارُ يوجين.

عضت شفتها السفلية، ثم نظرت سيل إلى سيان وهي تحاول التفكير في رد. بعد أن تمكن من تغطية جسده بقيئه أثناء التدحرج على الأرض، إنشغل سيان في البكاء. بينما شعرت بالأسف على مظهر شقيقها البائس، ظلت الأشياء القذرة قذرة، لذلك إمتنَعَتْ من الإقترابِ منه.

 

بسبب هذهِ الكلمات، إحمرَّ وجهُ سيان.

“نينا، إذهبي للحصول على شخصٍ ما لسحبِ هذا اللقيط بعيدًا.”

 

“نـ-نعم…!”

نظر مُبتسِمًا نحو سيان، الذي لا يزال محمولًا، يتخبط على أكتاف هازارد. في حين أنه لا يزال لا يعرف عواقِب فِعلتِه، إلا أن المساعدة في إصلاح العادات السيئة لمثل هذا الشقي المدلل قد أمتعتهُ حقًا.

حتى  عندما إستمرت الدموع والمخاط بالنزول على وجهِه، لم يستطع سيان التوقف عن التهوع. اقتربت منه سيل بدافع القلق، ولكن عندما رأت مظهر شقيقِها المُثير للإشمِئزاز لم تستطِع الإقتراب أكثر. بدلا من ذلك، استدارت ورفعت رأسها ونظرت بحِقدٍ نحو يوجين.

 

 

 

“جبان!” اتهمت سيل يوجين.

‘ومع ذلك، هناك بعض الإمكانيات.’

 

“أنا يوجين لايونهارت، من مقاطعة جيدول”، قدم يوجين نفسه دون أن يحني رأسه.

“جبان؟” قال يوجين: “منذُ اللحظة التي تم فيها إلقاء المنديل، كانت المبارزة قد بدأت بالفعل”.

 

 

 

“هذا…أنت على حق، ولكن…! مع ذلك، هذا لا يزال عملًا جبانًا.”

“أراكَ لاحقًا”، إستدارت سيل، التي تَبِعَت هازارد، ونظرت نحو يوجين بإبتسامة.

“هل يبدو لكما كل شيء وكأنه حديقة مُزهِرة جميلة وسلمية عندما تنظران إليه برأسيكُما هذين؟ منذ أن بدأت المبارزة بالفعل، لا يوجد شيء جبان في ما فعلتُه. إضافةً إلى ذلك، ألم ينتهي الأمر بأخيكِ الأحمق هكذا لأنه وقف محاولًا أن يبدوَ رائعًا بعد أن ألقى المنديل؟”

“السير هازارد، إذا كانت مهاراتي خرقاء، فسأكون ممتنًا لنصيحتك، لكنني لا أريد أن أسمع أي نصيحة حول كيفية التساهل مع خصومي.”

صُدِمت سيل عاجزةً عن الكلام بسبب هذه الحُجة المنطقية. ظلت بلا كلام لسببين، الأول لأنها لم تعرِف ماذا تقول، الثاني هو لأنها إرتبكت بسبب مُقارنتِهِ إياها بالحديقة المُزهِرة الجميلة.

مرةً أخرى، صمت سيان وأنزَلَ عينيه.

 

“أو يمكنك محاولة إستعادة ذكرياتك. ربما كنت ترش القيء في كل مكان بينما كُنتَ تتدحرج في الأوساخ، لكن أذُنيك لم يتوقفا عن العمل، صحيح؟”.

“…هل ناديتني بالجميلة فقط الآن؟” سألت سيل.

“كاذب. كيف يمكنك التحرك أثناء حمل مثل هذه الأوزان الثقيلة لو لم تُدرِب المانا؟ ثم يأتي هجومك. حتى لو قلل أخي من حذرِه، لا يزال هجومُكَ سريعًا لدرجة أنه لم يستطِع الردَ بشكلٍ صحيح” عندما قالت كل هذا، ضَيقَت عيناها المُتألقتان بفضولٍ وعدمِ تصديقٍ لما يقوله.

“هل إرتفعت درجة حرارة رأسِها؟” تمتم يوجين لنفسه.

 

 

“…كان يمكنك أن تتساهل في ضربتِك قليلًا” تمتمت سيل.

“على أي حال، من الواضح أنها كانت خطوة جبانة. أنت لم تُقاتِل بشرفٍ في هذه المبارزة” تذكرت سيل سخَطها.

من حقيقة أنه لم يكن لديه شعار لايونهارت على صدرِه إلى كيف دعا سيان بالسيد الشاب، هذا الرجل هو فارس يخدم العشيرة الرئيسية.

 

 

“هاه، يجب أن يكون ذلك لأنكما توأمان، أنتما حقًا مُتشابِهان في طريقة تحويل النقاش لصالحِكما بأي طريقة” سخر يوجين.

غير قادر على قول أي شيء آخر، حنى هازارد رأسه بأدب. وصلت نينا، التي كانت لا تزال تحاول اللحاق به، إلى صالة التدريب في تلك اللحظة. ترددت، غير متأكدة ما يجب القيام به، وفي نهاية المطاف حَنَتْ رأسها فقط.

 

 

“أنا لا أشبه أخي.”

بعد أن صار سيان في وضعٍ أكثر أمانًا، حنى هازارد رأسه.

“صحيح، ولكني أعتقد أن عقليكُما متشابهين. كيف برأيك يجب أن تكون المبارزة الشريفة؟ نرمي المنديل، ثم نعُد حتى ثلاثة، ثم نتقاتل؟”

 

“امم…”

“نعم، إنه والدي. أما بالنسبة لهذا الوضع، حسنًا…جاء سيان باحِثًا عن قِتالٍ معي. حاولت عدم المجادلة معه، ولكن…” واصل يوجين التحدث بينما هو يحدق مباشرةً في وجه سيان. “سيان أهان والدي.”

عضت شفتها السفلية، ثم نظرت سيل إلى سيان وهي تحاول التفكير في رد. بعد أن تمكن من تغطية جسده بقيئه أثناء التدحرج على الأرض، إنشغل سيان في البكاء. بينما شعرت بالأسف على مظهر شقيقها البائس، ظلت الأشياء القذرة قذرة، لذلك إمتنَعَتْ من الإقترابِ منه.

جاء الصراخ من بعيد، لكن المتحدث وصل بسرعة. كان الرجل الذي وصل إلى صالة التدريب ضخمًا ويرتدي الزي الرسمي. من خلفه، يمكن رؤية نينا وهي تطارده، تلهث مُمسِكةً تنورتها بكِلتا يديها.

 

“امم…”

“…كان يمكنك أن تتساهل في ضربتِك قليلًا” تمتمت سيل.

إستمر يوجين: “ومع ذلك، يبدو أن عينيك ليست فقط للزينة.”

 

لقد شعر ببعض الإرتداد من طرف رُمحِه في لحظةِ الإصطِدام. وهذا دليلٌ على أن جسد سيان قد تم تدريبهُ إلى حدٍ لا يُصدَق بالنسبةِ لِعُمرِه. علاوةً على ذلك، وبالنظر إلى القوة التي طار بها سيان للخلف، فقد تم تدريب المانا لديه بالفعل لدرجة أنه قادر غريزيًا على الإستجابة لمثلِ هذهِ الأزمات وتشتيت جُزءٍ من الضربة.

أجاب يوجين: “آسف، لكن هذه أخف ضربة يمكنني القيام بها”.

“لماذا لم تُغادِرا بالفِعل؟”

 

“نعم، إنه والدي. أما بالنسبة لهذا الوضع، حسنًا…جاء سيان باحِثًا عن قِتالٍ معي. حاولت عدم المجادلة معه، ولكن…” واصل يوجين التحدث بينما هو يحدق مباشرةً في وجه سيان. “سيان أهان والدي.”

“هل حقًا لم تدرب المانا؟” سألت سيل فجأة بعيونٍ مُشرِقة.

“…سيدي الشاب” أعطى هازارد تنهيدة طويلة وهز رأسه. “السيد يوجين لم يُدرِب المانا الخاصة به.”

 

“…وأين أيضًا؟”

يوجين، الذي بدأ في إزالة أكياس الرمل المتناثرة على الأرض، نظر مرةً أخرى إلى سيل بتعبيرٍ مُنزعِج على وجهِه.

 

 

“مبارزة…”

“لماذا لم تُغادِرا بالفِعل؟”

“على أي حال، من الواضح أنها كانت خطوة جبانة. أنت لم تُقاتِل بشرفٍ في هذه المبارزة” تذكرت سيل سخَطها.

“سألتك عن حقيقة عدم تدريبك للمانا.”

 

“وقلتُ لكِ بالفعل أنني لم أفعل!”

“سيان لم يُهِني فقط ؛ لقد أهان والدي. السيد هازارد، هل كان هناك أي سبب يمنعني من قبول المبارزة؟” طرح يوجين سؤالًا في المقابل.

“كاذب. كيف يمكنك التحرك أثناء حمل مثل هذه الأوزان الثقيلة لو لم تُدرِب المانا؟ ثم يأتي هجومك. حتى لو قلل أخي من حذرِه، لا يزال هجومُكَ سريعًا لدرجة أنه لم يستطِع الردَ بشكلٍ صحيح” عندما قالت كل هذا، ضَيقَت عيناها المُتألقتان بفضولٍ وعدمِ تصديقٍ لما يقوله.

“سيدي الشباب!”

 

“سيدي سيان. في الوقت الحالي يجب أن نلقي نظرة على إصاباتك” أثناء إقناع الصبي، نظر هازارد إلى يوجين.

بسبب هذه الكلِمات، تجمد يوجين أثناء جمعِهِ لأكياس الرمل.

 

 

“…سيدي الشاب” أعطى هازارد تنهيدة طويلة وهز رأسه. “السيد يوجين لم يُدرِب المانا الخاصة به.”

قال يوجين: “كنتِ فعلًا قادرةً على رؤيتي؟”

“علامَ تعتذرين؟” سأل يوجين وهو يشاهد هازارد يغادر.

ردت سيل: “فقط قليلًا.”

“…أعتذر عن ملاحظتي الحمقاء” حنى هازارد رأسه مرةً أخرى.

إستمر يوجين: “ومع ذلك، يبدو أن عينيك ليست فقط للزينة.”

يوجين، الذي بدأ في إزالة أكياس الرمل المتناثرة على الأرض، نظر مرةً أخرى إلى سيل بتعبيرٍ مُنزعِج على وجهِه.

إنزعجت سيل وقالت: “أنت حقًا لديكَ فمٌ مُقرِف.”

 

ضحك يوجين وقال: “ليس وكأنها المرة الأولى التي أسمع فيها هذا.”

 

الجميع، بإستثناء فيرموث، قالوا شيئًا مشابهًا لهُ من وقتٍ لآخر.

“…هل ناديتني بالجميلة فقط الآن؟” سألت سيل.

 

 

بينما جمع يوجين أكياس الرمل في مكانٍ واحد، حدقت سيل بذهول في ظهر يوجين. على الرغم من أنها لم تستطع رؤية حركة عضلاته بوضوح، المخفية تحت ملابِسِه، إلا أنه يبدو أنه لم يستخدم أي مانا، فقط قوتهُ الجسدية.

“ها-هازارد”، انفجر سيان في البكاء وهو ينادي باسم الرجل.

 

من حقيقة أنه لم يكن لديه شعار لايونهارت على صدرِه إلى كيف دعا سيان بالسيد الشاب، هذا الرجل هو فارس يخدم العشيرة الرئيسية.

على هذا النحو، وجدت سيل صعوبةً في فهمِه. خضع كل من سيل وسيان أيضًا للتدريب البدني مُنذ أن كانا صَغيرَّين.

“جبان!” اتهمت سيل يوجين.

 

‘لكن ألم يقل أنه بدأ التدريب منذ عمر السابعة فقط؟’ فكرت سيل بعمق وهي تتذكر ما قاله يوجين في وقتٍ سابِق.

‘لكن ألم يقل أنه بدأ التدريب منذ عمر السابعة فقط؟’ فكرت سيل بعمق وهي تتذكر ما قاله يوجين في وقتٍ سابِق.

جاء الصراخ من بعيد، لكن المتحدث وصل بسرعة. كان الرجل الذي وصل إلى صالة التدريب ضخمًا ويرتدي الزي الرسمي. من خلفه، يمكن رؤية نينا وهي تطارده، تلهث مُمسِكةً تنورتها بكِلتا يديها.

 

 

وفى الوقتِ نفسِه، فكر يوجين أيضًا، ‘إنه قويٌ جدًا لطفلٍ يبلُغ من العُمرِ ثلاثةَ عشر عامًا فقط’.

على هذا النحو، وجدت سيل صعوبةً في فهمِه. خضع كل من سيل وسيان أيضًا للتدريب البدني مُنذ أن كانا صَغيرَّين.

لقد شعر ببعض الإرتداد من طرف رُمحِه في لحظةِ الإصطِدام. وهذا دليلٌ على أن جسد سيان قد تم تدريبهُ إلى حدٍ لا يُصدَق بالنسبةِ لِعُمرِه. علاوةً على ذلك، وبالنظر إلى القوة التي طار بها سيان للخلف، فقد تم تدريب المانا لديه بالفعل لدرجة أنه قادر غريزيًا على الإستجابة لمثلِ هذهِ الأزمات وتشتيت جُزءٍ من الضربة.

 

 

 

وكذلك، لم يقف سيان هناكَ فقط ويتلقى الضرب. بدلًا من ذلِك، في اللحظة التي واجه فيها الهجوم، حاول سيان غريزيا القفزَ للخلف. هذا يعني أنه، وهو طفلٌ ليس لديه خبرة قتالية عملية، إستجاب بشكلٍ غريزي للهروب من الخطر الوشيك.

 

 

 

‘هذا شيء عظيم بالنسبةِ لطفل، ولكن كسليل لفيرموث، لا يزال هذا كالقمامة’ إنتقده يوجين بقسوة.

 

 

 

بالطبع، لم يكن يوجين يعرف مدى قوة فيرموث عندما كان في الثالثةِ عشرة من عُمره. كان هامل وفيرموث بالفعل في العشرينات من العمر عندما إلتقيا لأولِ مرة. ومع ذلك، يمكنه على الأقل التخمين بشكلٍ تقريبي.

 

 

“سمعت جزءًا من القصة من الخادمة، لكنني كنتُ في عجلةٍ من أمري للوصول إلى هُنا لدرجة أنني لم أستمِع إلى كُلِ شيء حتى النهاية. ما الذي يحدث هنا؟”

سيان، الشقي الذي تلقى تدريبه في العائلة الرئيسية طوال طفولته، يفتقر في نواحٍ كثيرة لدرجة أنه من الصعب التصديق أنه حقًا سليلُ فيرموث.

 

 

“اررغ!”

‘ومع ذلك، هناك بعض الإمكانيات.’

 

يجب أن يكون هذا بسبب المعيار الذي حدده دمُ فيرموث. إذا نظرت إلى ما قد يصبح عليه في المستقبل، فإن سيان لا يزال يظهر بعض الإمكانيات الجيدة. و سيل كذلك. على الرغم من أنهما لم يواجِها بعضهما البعض شخصيًا، يبدو أن لديها عيون دقيقة جدًا.

‘هذا شيء عظيم بالنسبةِ لطفل، ولكن كسليل لفيرموث، لا يزال هذا كالقمامة’ إنتقده يوجين بقسوة.

 

 

“أنت…أنت تجرؤ…تجرؤ على فعلِ هذا بي…!” تعافى سيان أخيرًا بما يكفي للتحدث.

“…هل ناديتني بالجميلة فقط الآن؟” سألت سيل.

 

“متى فعلتُ ذلك!” إحتَجَّ سيان.

أثناء أخذهِ لأنفاسٍ عميقة، رفع سيان رأسه ونظر إلى يوجين. وعيناه لا تزالان تدوران، ويتألم كلما تحرك، كما لو أن بطنه قد تم إختراقُها حقًا. مع طعمٍ مُريبٍ وفاسِدٍ في فمِه.

 

 

 

“كم…كم أنت جبان…!” لهث سيان.

ولو تم توجيه ضرب نحو البطن بلا حِراسة؟

 

 

“قد يكون ذلك بسبب أنكما توأمان، لكن أنتما الإثنان دائمًا ما ينتهي بكما الأمر بقول نفس الأشياء” ضحك يوجين وهو ينظر إلى سيان بإزدراء. “لا أريد أن أكرر كلامي. إسأل أختك عما قُلتهُ عندما حاوَلَتْ هي كذلك إتهامي بالشيء نفسِه.”

 

“إبن…إبن العاهرة…!”

 

“أو يمكنك محاولة إستعادة ذكرياتك. ربما كنت ترش القيء في كل مكان بينما كُنتَ تتدحرج في الأوساخ، لكن أذُنيك لم يتوقفا عن العمل، صحيح؟”.

“…سيدي الشاب” أعطى هازارد تنهيدة طويلة وهز رأسه. “السيد يوجين لم يُدرِب المانا الخاصة به.”

لم يستطع سيان قول أي شيء في المقابل. كان يوجين على حق. على الرغم من مُعاناتِهِ من ألمٍ شديد وعلى وشكِ أن يَفقِدَ عقله بسبب الغثيان، فقد سمع سيان كلمات يوجين.

 

 

“ألم أخبرك أن تغلق فمك؟” قال يوجين وهو يحدق في سيان مع نظر خطيرة على وجههِ هذه المرة.

ومع ذلك، حتى لو إن عليهِ أن يعترف بأنه لم يكُن عملًا جبانًا من جانب يوجين، فقد رفض سيان البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا قبول هزيمته رفضًا تامًا. أمام أخته وجميع الخدم، لكي يتم مشاهدته من قِبلِهِم في مثل هذه الحالة القبيحة!

 

“الآن، عليك أن تبدأ في تنظيف كل هذا”، مُتجاهِلًا وجه سيان، الملتوي بسبب الإذلال، واصل يوجين إستفزازه. “أنت الشخص الذي تقيأ في كل مكان. لذا لو وعدتَ في تنظيفِ هذه الفوضى، فسوف أذهب أيضًا وأُنظِف العربة. عندها سيكونُ كُل شيء جميلٌ وعادِل، صحيح؟”

 

“أتجرؤ…. أنت تجرؤ…!”

لم يستطِع قول أي شيء. بلا أي طريقة للتعبير عن غضبِه، جسده كله يؤلمه، مع طعمٍ مقرفٍ في فمِه؛ بدا أن كل شيء حدث في السابق كان عكس ما تمناه سيان. لو أن الألم فقط أقل حدة، لأمكَنَه النهوض والمطالبة بقتالٍ آخر، لكن سيان حاليًا غير قادر جسديًا على القيام بذلك.

“أيضًا، بما أنك خسرت المبارزة، فإن الشيء المشرف والمهذب الذي يجب القيام به هو الإعتراف بهزيمتك بتواضع بقولك ‘لقد خسرت’، منذ البداية وأنت تصيح، الشرف هذا والشرف هكذا…أنت لن تجرؤ على القيام بشيء بلا شرف كعدم الإعتراف بالهزيمة، صحيح؟”

“ارغ…!”

بسبب هذهِ الكلمات، إحمرَّ وجهُ سيان.

لم يستطِع قول أي شيء. بلا أي طريقة للتعبير عن غضبِه، جسده كله يؤلمه، مع طعمٍ مقرفٍ في فمِه؛ بدا أن كل شيء حدث في السابق كان عكس ما تمناه سيان. لو أن الألم فقط أقل حدة، لأمكَنَه النهوض والمطالبة بقتالٍ آخر، لكن سيان حاليًا غير قادر جسديًا على القيام بذلك.

 

 

“سيدي سيان. في الوقت الحالي يجب أن نلقي نظرة على إصاباتك” أثناء إقناع الصبي، نظر هازارد إلى يوجين.

ظهر الغضب المكبوت والحزن المتراكم بداخله كدموع. وظل يشهق بِحُزن، دافِنًا رأسه بين ذراعيه. بالطبع، لم يشعر يوجين بأي تعاطف تجاه مثل هذا المشهد. بعد كل شيء، ألم يكن هو من جاء إليه بمحاولة لجعلِ حالهِ هكذا؟

بالطبع، لم يكن يوجين يعرف مدى قوة فيرموث عندما كان في الثالثةِ عشرة من عُمره. كان هامل وفيرموث بالفعل في العشرينات من العمر عندما إلتقيا لأولِ مرة. ومع ذلك، يمكنه على الأقل التخمين بشكلٍ تقريبي.

على كُلِ حال… بدأ يعتقد أن الشِدة مع هذا الشقي البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا ربما ليست في مصلحته.

“هل يبدو لكما كل شيء وكأنه حديقة مُزهِرة جميلة وسلمية عندما تنظران إليه برأسيكُما هذين؟ منذ أن بدأت المبارزة بالفعل، لا يوجد شيء جبان في ما فعلتُه. إضافةً إلى ذلك، ألم ينتهي الأمر بأخيكِ الأحمق هكذا لأنه وقف محاولًا أن يبدوَ رائعًا بعد أن ألقى المنديل؟”

 

 

‘كان ينبغي أن أتحمل فقط. هذا لن يؤدي إلى شيء سيء وبلا معنى، صحيح؟’

“ارغ…!”

بدأ يوجين أخيرًا في الشعور ببعض المخاوف بشأن عواقب القيام بذلك. منذ البداية، لقد تعرض للمضايقة وعدم الإحترام بشكلٍ صارخ، ولكن الآن بعد أن جعل طفل الأسرة الرئيسية يقع في مثل هذه الحالة…في الحقيقة، أكثر ما أقلقَهُ هو أن يَغضَبَ شخصٌ ما بسبب هذا الحادِث ويضَع أنظاره على والدهِ في الريف.

“هل إرتفعت درجة حرارة رأسِها؟” تمتم يوجين لنفسه.

 

 

‘دعهم يحاوِلوا وسنرى ما سيحدث حينها.’

لم يستطع سيان قول أي شيء في المقابل. كان يوجين على حق. على الرغم من مُعاناتِهِ من ألمٍ شديد وعلى وشكِ أن يَفقِدَ عقله بسبب الغثيان، فقد سمع سيان كلمات يوجين.

أثناء تفكير يوجين في هذا وذاك، حاول سيان يائسًا كبحَ دموعِه. على الرغم من أنه لم يُرِد أن يبدو أسوأ مما هو عليه الآن بالفعل-إلا أنه لا يزال لا يُريد الإعترافَ بالهزيمة. وقع في نوبة من العناد الطفولي.

 

 

وفى الوقتِ نفسِه، فكر يوجين أيضًا، ‘إنه قويٌ جدًا لطفلٍ يبلُغ من العُمرِ ثلاثةَ عشر عامًا فقط’.

“سيدي الشباب!”

“سيدي الشباب!”

جاء الصراخ من بعيد، لكن المتحدث وصل بسرعة. كان الرجل الذي وصل إلى صالة التدريب ضخمًا ويرتدي الزي الرسمي. من خلفه، يمكن رؤية نينا وهي تطارده، تلهث مُمسِكةً تنورتها بكِلتا يديها.

صُدِمت سيل عاجزةً عن الكلام بسبب هذه الحُجة المنطقية. ظلت بلا كلام لسببين، الأول لأنها لم تعرِف ماذا تقول، الثاني هو لأنها إرتبكت بسبب مُقارنتِهِ إياها بالحديقة المُزهِرة الجميلة.

 

 

“هذا…ما هذا بحقِ الجحيم؟”

شعر الفارس هازارد بإحساس قوي بالتناقض في هذه المسألة. أمامه وقف صبي كان في نفس عمر سيان وسيل، لكن هذا الطفل لم يسمح لمشاعرِهِ بالتأثير على كلِماتِه، حيث أن لهجتهُ بدت هادئةً تمامًا. لم يستطِع هازارد، الذي عانى طوال سنوات من أنين التوأمين، معرفة ما إذا كان الصبي الذي أمامه هو غير طبيعي أو أن التوأمين كانا غير طبيعيَين.

من حقيقة أنه لم يكن لديه شعار لايونهارت على صدرِه إلى كيف دعا سيان بالسيد الشاب، هذا الرجل هو فارس يخدم العشيرة الرئيسية.

 

 

 

‘وااو’ فكر يوجين، لمعت عيناه عندما لاحظ تحركات الرجل.

“…هل ناديتني بالجميلة فقط الآن؟” سألت سيل.

 

أثناء تفكير يوجين في هذا وذاك، حاول سيان يائسًا كبحَ دموعِه. على الرغم من أنه لم يُرِد أن يبدو أسوأ مما هو عليه الآن بالفعل-إلا أنه لا يزال لا يُريد الإعترافَ بالهزيمة. وقع في نوبة من العناد الطفولي.

في حين أن يوجين لم يستطِع معرفة عمر الرجل، فَقد عرف بوضوح أنه أكثر مهارة من جوردون، الفارس الذي تم تكليفه بمرافقتِهِ إلى هنا.

 

 

 

“ها-هازارد”، انفجر سيان في البكاء وهو ينادي باسم الرجل.

“امم…”

 

نظر المُسمى هازارد نحو يوجين بتعبير متصلِب. ثم خفض جسده والتقط سيان، وتغطت يديه و زيهُ الرسمي بقيء سيان. بدا على سيل الإشمِئزاز بسبب هذا المشهد وتراجعت بضعَ خطواتٍ إلى الوراء.

“أنا…لقد خسرت. لقد تحديت ذلك الوغد…في مبارزة…لكنني خسرت…” أوضح سيان ما حدث بصعوبة.

“كاذب. كيف يمكنك التحرك أثناء حمل مثل هذه الأوزان الثقيلة لو لم تُدرِب المانا؟ ثم يأتي هجومك. حتى لو قلل أخي من حذرِه، لا يزال هجومُكَ سريعًا لدرجة أنه لم يستطِع الردَ بشكلٍ صحيح” عندما قالت كل هذا، ضَيقَت عيناها المُتألقتان بفضولٍ وعدمِ تصديقٍ لما يقوله.

 

“…إذن ألِهذا السبب قامت المُبارزة؟” سأل هازارد.

“مبارزة…”

 

نظر المُسمى هازارد نحو يوجين بتعبير متصلِب. ثم خفض جسده والتقط سيان، وتغطت يديه و زيهُ الرسمي بقيء سيان. بدا على سيل الإشمِئزاز بسبب هذا المشهد وتراجعت بضعَ خطواتٍ إلى الوراء.

 

 

صرخ سيان، الذي لا زال محمولًا من قبلِ هازارد، مُعترَضًا، “هازارد! هذا الوغد، لقد تدرب على المانا. على الرغم من أنه سليلٌ جانبي! لقد تدرب على المانا دون حضور حفل استمرار السلالة!”

“…عفوا عن التأخر في تقديم نفسي. إسمي هازارد، وأنا المسؤول عن تدريب السيد الشباب سيان.”

بسبب هذهِ الكلمات، إحمرَّ وجهُ سيان.

بعد أن صار سيان في وضعٍ أكثر أمانًا، حنى هازارد رأسه.

لم يستطع سيان قول أي شيء في المقابل. كان يوجين على حق. على الرغم من مُعاناتِهِ من ألمٍ شديد وعلى وشكِ أن يَفقِدَ عقله بسبب الغثيان، فقد سمع سيان كلمات يوجين.

 

 

“سمعت جزءًا من القصة من الخادمة، لكنني كنتُ في عجلةٍ من أمري للوصول إلى هُنا لدرجة أنني لم أستمِع إلى كُلِ شيء حتى النهاية. ما الذي يحدث هنا؟”

“لقد طعنته في الحجابِ الحاجِز بالرمح”، أوضح يوجين.

“أنا يوجين لايونهارت، من مقاطعة جيدول”، قدم يوجين نفسه دون أن يحني رأسه.

أثناء تفكير يوجين في هذا وذاك، حاول سيان يائسًا كبحَ دموعِه. على الرغم من أنه لم يُرِد أن يبدو أسوأ مما هو عليه الآن بالفعل-إلا أنه لا يزال لا يُريد الإعترافَ بالهزيمة. وقع في نوبة من العناد الطفولي.

 

“سيدي سيان. في الوقت الحالي يجب أن نلقي نظرة على إصاباتك” أثناء إقناع الصبي، نظر هازارد إلى يوجين.

أجاب هازارد بعد بعض التفكير، “جيدول…أعتقد أن هذا هو المكان الذي تقع فيه ملكية اللورد جيرهارد.”

 

“نعم، إنه والدي. أما بالنسبة لهذا الوضع، حسنًا…جاء سيان باحِثًا عن قِتالٍ معي. حاولت عدم المجادلة معه، ولكن…” واصل يوجين التحدث بينما هو يحدق مباشرةً في وجه سيان. “سيان أهان والدي.”

ضحك يوجين وقال: “ليس وكأنها المرة الأولى التي أسمع فيها هذا.”

“متى فعلتُ ذلك!” إحتَجَّ سيان.

 

 

“وداعًا”، رد يوجين الإبتسامة و ودعها كذلك.

أوضح يوجين بهدوء، “قال إن والدي فشل في تعليمي معنى الشرف، ثم وصفني بالجبان علنًا.”

عضت شفتها السفلية، ثم نظرت سيل إلى سيان وهي تحاول التفكير في رد. بعد أن تمكن من تغطية جسده بقيئه أثناء التدحرج على الأرض، إنشغل سيان في البكاء. بينما شعرت بالأسف على مظهر شقيقها البائس، ظلت الأشياء القذرة قذرة، لذلك إمتنَعَتْ من الإقترابِ منه.

بسبب هذهِ الكلمات، إحمرَّ وجهُ سيان.

 

 

 

أضاف يوجين: “قال أيضًا إن رائحةَ جسدي تُشبِه روث البقر.”

 

 

عضت شفتها السفلية، ثم نظرت سيل إلى سيان وهي تحاول التفكير في رد. بعد أن تمكن من تغطية جسده بقيئه أثناء التدحرج على الأرض، إنشغل سيان في البكاء. بينما شعرت بالأسف على مظهر شقيقها البائس، ظلت الأشياء القذرة قذرة، لذلك إمتنَعَتْ من الإقترابِ منه.

“…إنها الحقيقة. جِسمُك حقًا تفوح منهُ رائحة تُشبِه رائحة روث البقر…!”

 

“وفمك تنبعث منه رائحة القيء، فلماذا لا تُغلِقُه فقط.”

من حقيقة أنه لم يكن لديه شعار لايونهارت على صدرِه إلى كيف دعا سيان بالسيد الشاب، هذا الرجل هو فارس يخدم العشيرة الرئيسية.

ضيق يوجين عينيه وحدق في سيان. ارتجف سيان دون وعي بسبب نظرته الشرسة. لا يزال المكان الذي ضربه يوجين ينبض بالألم.

إنه مُجرد رُمح تدريب، عصى خشبية بلا رأس حربة مُتصِل حتى. ومع ذلك، ما تزال مشحوذة الطرفة بدرجة معينة، لذلك بمجرد أن يتم الضرب بها بشكلٍ صحيح…حتى لو لم تستطِع إختراق اللحم، فإنها بالتأكيد ستؤلم كالجحيم.

 

 

“…إذن ألِهذا السبب قامت المُبارزة؟” سأل هازارد.

على كُلِ حال… بدأ يعتقد أن الشِدة مع هذا الشقي البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا ربما ليست في مصلحته.

 

‘هذا شيء عظيم بالنسبةِ لطفل، ولكن كسليل لفيرموث، لا يزال هذا كالقمامة’ إنتقده يوجين بقسوة.

“سيان لم يُهِني فقط ؛ لقد أهان والدي. السيد هازارد، هل كان هناك أي سبب يمنعني من قبول المبارزة؟” طرح يوجين سؤالًا في المقابل.

“ما هي الأسباب التي يمكن أن تكون لدي لكي أكذب على السيد الشاب سيان…؟”

 

“أو يمكنك محاولة إستعادة ذكرياتك. ربما كنت ترش القيء في كل مكان بينما كُنتَ تتدحرج في الأوساخ، لكن أذُنيك لم يتوقفا عن العمل، صحيح؟”.

شعر الفارس هازارد بإحساس قوي بالتناقض في هذه المسألة. أمامه وقف صبي كان في نفس عمر سيان وسيل، لكن هذا الطفل لم يسمح لمشاعرِهِ بالتأثير على كلِماتِه، حيث أن لهجتهُ بدت هادئةً تمامًا. لم يستطِع هازارد، الذي عانى طوال سنوات من أنين التوأمين، معرفة ما إذا كان الصبي الذي أمامه هو غير طبيعي أو أن التوأمين كانا غير طبيعيَين.

“أتجرؤ…. أنت تجرؤ…!”

 

“لقد طعنته في الحجابِ الحاجِز بالرمح”، أوضح يوجين.

“…كان لديك سبب وجيه لذلك، ولكن…يبدو أنك كنت قاسيًا بعض الشيء”، حذر هازارد يوجين.

 

 

قال يوجين: “كنتِ فعلًا قادرةً على رؤيتي؟”

“أليس من الإهانة للخصم إظهار الرحمة خلال مبارزة؟” دافع يوجين عن نفسه.

حتى  عندما إستمرت الدموع والمخاط بالنزول على وجهِه، لم يستطع سيان التوقف عن التهوع. اقتربت منه سيل بدافع القلق، ولكن عندما رأت مظهر شقيقِها المُثير للإشمِئزاز لم تستطِع الإقتراب أكثر. بدلا من ذلك، استدارت ورفعت رأسها ونظرت بحِقدٍ نحو يوجين.

 

 

“….”

 

“السير هازارد، إذا كانت مهاراتي خرقاء، فسأكون ممتنًا لنصيحتك، لكنني لا أريد أن أسمع أي نصيحة حول كيفية التساهل مع خصومي.”

 

“…أعتذر عن ملاحظتي الحمقاء” حنى هازارد رأسه مرةً أخرى.

“امم…”

 

على كُلِ حال… بدأ يعتقد أن الشِدة مع هذا الشقي البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا ربما ليست في مصلحته.

صرخ سيان، الذي لا زال محمولًا من قبلِ هازارد، مُعترَضًا، “هازارد! هذا الوغد، لقد تدرب على المانا. على الرغم من أنه سليلٌ جانبي! لقد تدرب على المانا دون حضور حفل استمرار السلالة!”

 

“ألم أخبرك أن تغلق فمك؟” قال يوجين وهو يحدق في سيان مع نظر خطيرة على وجههِ هذه المرة.

‘هذا شيء عظيم بالنسبةِ لطفل، ولكن كسليل لفيرموث، لا يزال هذا كالقمامة’ إنتقده يوجين بقسوة.

 

لم يستطع سيان قول أي شيء في المقابل. كان يوجين على حق. على الرغم من مُعاناتِهِ من ألمٍ شديد وعلى وشكِ أن يَفقِدَ عقله بسبب الغثيان، فقد سمع سيان كلمات يوجين.

مرةً أخرى، صمت سيان وأنزَلَ عينيه.

“أنا…لقد خسرت. لقد تحديت ذلك الوغد…في مبارزة…لكنني خسرت…” أوضح سيان ما حدث بصعوبة.

 

“أنت…أنت تجرؤ…تجرؤ على فعلِ هذا بي…!” تعافى سيان أخيرًا بما يكفي للتحدث.

“…سيدي الشاب” أعطى هازارد تنهيدة طويلة وهز رأسه. “السيد يوجين لم يُدرِب المانا الخاصة به.”

لو كان رمحًا حقيقيًا، لكان سيان ميتًا الآن. بالطبع، هذا ليس رُمحًا حقيقيًا؛ ولكن على الرغم من ذلك، و نظرًا لأن سيان قد ضُرِب على نقطة حيوية وأُرسِل مُتدحرِجًا عبر الأرض، فمن الواضح أنه إنتصارُ يوجين.

“هازارد! حتى أنت تكذب علي؟!”

“قد يكون ذلك بسبب أنكما توأمان، لكن أنتما الإثنان دائمًا ما ينتهي بكما الأمر بقول نفس الأشياء” ضحك يوجين وهو ينظر إلى سيان بإزدراء. “لا أريد أن أكرر كلامي. إسأل أختك عما قُلتهُ عندما حاوَلَتْ هي كذلك إتهامي بالشيء نفسِه.”

“ما هي الأسباب التي يمكن أن تكون لدي لكي أكذب على السيد الشاب سيان…؟”

“…كان لديك سبب وجيه لذلك، ولكن…يبدو أنك كنت قاسيًا بعض الشيء”، حذر هازارد يوجين.

“لكن هذا لا معنى له…! كيف يمكن أن يُسقِطني دون تدريب مانا! و…وتلك! أكياسُ الرملِ تلك! لقد كان يتدرب مع كل أكياس الرمل تلك تتدلى من جسده…”

 

قال هازارد وهو ينظر إلى أكياس الرمل المكدسة خلفه:  “لا أستطيع أن أشعر بأي مانا قادمة من السيد يوجين”.

“كذبة…يجب أن تكون كذبة”، تمتم سيان.

 

وكذلك، لم يقف سيان هناكَ فقط ويتلقى الضرب. بدلًا من ذلِك، في اللحظة التي واجه فيها الهجوم، حاول سيان غريزيا القفزَ للخلف. هذا يعني أنه، وهو طفلٌ ليس لديه خبرة قتالية عملية، إستجاب بشكلٍ غريزي للهروب من الخطر الوشيك.

فقط من لمحة، بدوا بالتأكيد ثقيلين. و مع ذلِكَ كان يوجين قادرًا على التحرك معهم كلهم معلقين على جسده؟ وجد هازارد صعوبة في تخيل مثل هذا المشهد.

صُدِمت سيل عاجزةً عن الكلام بسبب هذه الحُجة المنطقية. ظلت بلا كلام لسببين، الأول لأنها لم تعرِف ماذا تقول، الثاني هو لأنها إرتبكت بسبب مُقارنتِهِ إياها بالحديقة المُزهِرة الجميلة.

 

“….”

ومع ذلك، بغض النظر عن عدد المرات التي فحصه فيها هازارد، لم يبعث يوجين أي آثار مانا.

شعر الفارس هازارد بإحساس قوي بالتناقض في هذه المسألة. أمامه وقف صبي كان في نفس عمر سيان وسيل، لكن هذا الطفل لم يسمح لمشاعرِهِ بالتأثير على كلِماتِه، حيث أن لهجتهُ بدت هادئةً تمامًا. لم يستطِع هازارد، الذي عانى طوال سنوات من أنين التوأمين، معرفة ما إذا كان الصبي الذي أمامه هو غير طبيعي أو أن التوأمين كانا غير طبيعيَين.

 

ردت سيل: “فقط قليلًا.”

“كذبة…يجب أن تكون كذبة”، تمتم سيان.

لم يستطع سيان قول أي شيء في المقابل. كان يوجين على حق. على الرغم من مُعاناتِهِ من ألمٍ شديد وعلى وشكِ أن يَفقِدَ عقله بسبب الغثيان، فقد سمع سيان كلمات يوجين.

 

 

“سيدي سيان. في الوقت الحالي يجب أن نلقي نظرة على إصاباتك” أثناء إقناع الصبي، نظر هازارد إلى يوجين.

“وقلتُ لكِ بالفعل أنني لم أفعل!”

 

“صحيح، ولكني أعتقد أن عقليكُما متشابهين. كيف برأيك يجب أن تكون المبارزة الشريفة؟ نرمي المنديل، ثم نعُد حتى ثلاثة، ثم نتقاتل؟”

“لقد طعنته في الحجابِ الحاجِز بالرمح”، أوضح يوجين.

ستكون النتيجة شيئًا كهذا. أثناء التدحرج عبر الأرض، تقيء سيان في كل مكان. أطلقت سيل المذهولة صرخة وركضت نحو سيان، بينما غطت نينا فمها مصدومة.

 

 

“…وأين أيضًا؟”

إنزعجت سيل وقالت: “أنت حقًا لديكَ فمٌ مُقرِف.”

“لم تكن هناك سوى ضربة واحدة.”

“إ-إعتذاري”، تلعثمت نينا.

‘ضربة واحدة…؟’ خرج صوتٌ ضعيفٌ من فم هازارد بسبب التفاجؤ كما عضَّ سيان شفتيه.

 

 

“هاه، يجب أن يكون ذلك لأنكما توأمان، أنتما حقًا مُتشابِهان في طريقة تحويل النقاش لصالحِكما بأي طريقة” سخر يوجين.

“…إذا كان هذا هو الحال…السيد يوجين، قد نلتقي مرة أخرى.”

نظر مُبتسِمًا نحو سيان، الذي لا يزال محمولًا، يتخبط على أكتاف هازارد. في حين أنه لا يزال لا يعرف عواقِب فِعلتِه، إلا أن المساعدة في إصلاح العادات السيئة لمثل هذا الشقي المدلل قد أمتعتهُ حقًا.

غير قادر على قول أي شيء آخر، حنى هازارد رأسه بأدب. وصلت نينا، التي كانت لا تزال تحاول اللحاق به، إلى صالة التدريب في تلك اللحظة. ترددت، غير متأكدة ما يجب القيام به، وفي نهاية المطاف حَنَتْ رأسها فقط.

 

 

على هذا النحو، وجدت سيل صعوبةً في فهمِه. خضع كل من سيل وسيان أيضًا للتدريب البدني مُنذ أن كانا صَغيرَّين.

“إ-إعتذاري”، تلعثمت نينا.

“سيان لم يُهِني فقط ؛ لقد أهان والدي. السيد هازارد، هل كان هناك أي سبب يمنعني من قبول المبارزة؟” طرح يوجين سؤالًا في المقابل.

 

“لم تكن هناك سوى ضربة واحدة.”

“علامَ تعتذرين؟” سأل يوجين وهو يشاهد هازارد يغادر.

 

 

“سيدي الشباب!”

نظر مُبتسِمًا نحو سيان، الذي لا يزال محمولًا، يتخبط على أكتاف هازارد. في حين أنه لا يزال لا يعرف عواقِب فِعلتِه، إلا أن المساعدة في إصلاح العادات السيئة لمثل هذا الشقي المدلل قد أمتعتهُ حقًا.

 

 

 

“أراكَ لاحقًا”، إستدارت سيل، التي تَبِعَت هازارد، ونظرت نحو يوجين بإبتسامة.

“أنا لا أشبه أخي.”

 

على كُلِ حال… بدأ يعتقد أن الشِدة مع هذا الشقي البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا ربما ليست في مصلحته.

“وداعًا”، رد يوجين الإبتسامة و ودعها كذلك.

“لقد طعنته في الحجابِ الحاجِز بالرمح”، أوضح يوجين.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط