نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

حلقة الحتمية 346

زيارة المتابعة

زيارة المتابعة

“كيف علمت أنني هنا؟” بدا صوت السيدة عدالة وكأنها تبتسم.

بعد توقف دام أكثر من عشر ثوانٍ إستقام في مقعده وتساءل “هل كوابيس الليلة الماضية يسبب لعبة فطيرة الملك؟”.

حدق لوميان في الكرسي المقابل له وأجاب مبتسمًا “لا ضرر من إلقاء التحية”.

بعد صمت مؤقت إستأنف صوت سوزي الهادئ مساره “لقد صمدت حالتك العقلية بشكل مثير للإعجاب إن وجود درجة معينة من رد الفعل المبالغ فيه في سيناريوهات معينة هو أمر مساوٍ للدورة التدريبية، العلاج النفسي لا يجرد الشخص من عواطفه أو مشاعره وبدلاً من ذلك فهو يساعد في تخفيف العبء عن نفسه وتعزيز المصالحة وإكتشاف المرونة الداخلية، لن توجه لك الكوابيس ضربة مدمرة بعد الآن وإلا وفقًا للمعالجين الأكثر تشككًا الذين يؤيدون إزالة الفص الجبهي من أجل الهدوء الأبدي فسوف تكون في سلام إلى الأبد”.

قادت سوزي المحادثة إلى الأمام “تهانينا على إكمال المرحلة الأولى من ثأرك هل ترغب في إجراء مناقشة مختصرة؟”.

ذكرت السيدة هيلا سابقًا أنها سافرت إلى ترير بحثًا عن قطعة أثرية مخبأة في أعماق سراديب الموتى وفي الوقت نفسه إستفسرت عن الأسطورة المحيطة بينبوع المرأة السامرية! ألا يعني هذا الكثير من الصدفة؟.

“لا مشكلة” ظلت رباطة جأش لوميان ثابتة ولم يتوانى حتى عند ذكر كلمة “الثأر”.

بعد صمت مؤقت إستأنف صوت سوزي الهادئ مساره “لقد صمدت حالتك العقلية بشكل مثير للإعجاب إن وجود درجة معينة من رد الفعل المبالغ فيه في سيناريوهات معينة هو أمر مساوٍ للدورة التدريبية، العلاج النفسي لا يجرد الشخص من عواطفه أو مشاعره وبدلاً من ذلك فهو يساعد في تخفيف العبء عن نفسه وتعزيز المصالحة وإكتشاف المرونة الداخلية، لن توجه لك الكوابيس ضربة مدمرة بعد الآن وإلا وفقًا للمعالجين الأكثر تشككًا الذين يؤيدون إزالة الفص الجبهي من أجل الهدوء الأبدي فسوف تكون في سلام إلى الأبد”.

بطبيعة الحال جزء من سلوكه الهادئ ينبع من حقيقة أنه لم يحضر معه قفازات الملاكمة فلوغ، هذا تقييم نفسي بعد كل شيء لم يكن بإمكانه السماح للمؤثرات الخارجية بتشويه أفكاره وتحريف حكم الطبيب، من باب طلب المساعدة وصياغة الإستراتيجية روى تجاربه في اليومين الماضيين متجاهلا سر جمعية أبحاث البابون مجعد الشعر لكنه قدم وصفًا موجزًا لكل شيء آخر.

شملت نبرة سوزي الإشمئزاز “إنها فكرة ظهرت في العامين الماضيين لا تؤدي إلى النتائج المرجوة بل تلحق ضررا جسيما بالمريض، هناك حقد واضح وراء إقتراح هذا العلاج ويبدو الأمر كما لو أن بعض الأفراد القساة ينشرونه، هدفهم الوحيد هو الإستهزاء بالأطباء المحترفين وأولئك الذين يبحثون عن العزاء”.

بعد صمت مؤقت إستأنف صوت سوزي الهادئ مساره “لقد صمدت حالتك العقلية بشكل مثير للإعجاب إن وجود درجة معينة من رد الفعل المبالغ فيه في سيناريوهات معينة هو أمر مساوٍ للدورة التدريبية، العلاج النفسي لا يجرد الشخص من عواطفه أو مشاعره وبدلاً من ذلك فهو يساعد في تخفيف العبء عن نفسه وتعزيز المصالحة وإكتشاف المرونة الداخلية، لن توجه لك الكوابيس ضربة مدمرة بعد الآن وإلا وفقًا للمعالجين الأكثر تشككًا الذين يؤيدون إزالة الفص الجبهي من أجل الهدوء الأبدي فسوف تكون في سلام إلى الأبد”.

أثناء ملاحظة بقاء أدوات أورورا وقفازات الملاكمة فلوغ تنفس الصعداء بشكل لا إرادي.

“إزالة الفص الجبهي؟” سمعت آذان لوميان هذا المفهوم لأول مرة.

إنقبض قلب لوميان وتقدم بهدف فتح الخزانة الحديدية.

شملت نبرة سوزي الإشمئزاز “إنها فكرة ظهرت في العامين الماضيين لا تؤدي إلى النتائج المرجوة بل تلحق ضررا جسيما بالمريض، هناك حقد واضح وراء إقتراح هذا العلاج ويبدو الأمر كما لو أن بعض الأفراد القساة ينشرونه، هدفهم الوحيد هو الإستهزاء بالأطباء المحترفين وأولئك الذين يبحثون عن العزاء”.

دخيل! لقد تسلل شخص ما إلى منزله الآمن!.

‘مقلب يلعب بحياة الآخرين؟’ غير لوميان مساره ووجه المحادثة إلى مسار مختلف.

“إذا تلك القلعة القديمة وهؤلاء الأفراد المختلين يمكن أن يكونوا موجودين بالفعل…” هز لوميان رأسه متأملًا.

“سيدة سوزي أنت لم تتعمقي حتى في مشاعري أو تحللي أفكاري ومع ذلك فقد إستنتجتي بالفعل أنني قطعت بعض الخطوات نحو التعافي وأن المتابعة قد لا تكون ضرورية؟”.

عند وصوله إلى المنزل الآمن إستقرت في عقله فكرة غريبة.

تحسن سلوك سوزي بسرعة وأجابت بإبتسامة “في بعض الأحيان يمكن أن تكون تصرفات الشخص أكثر تعبيرًا عن حالته النفسية من أفكاره، أفهم أن البشر يتفوقون في خداع أنفسهم فهم يختلقون عددًا كبيرًا من المبررات لأفعالهم ولكنهم غالبًا ما يقفون أقل رسوخًا في الواقع من أفعالهم، إن فك صورة نفسية دقيقة من هذه المتاهة من الأفكار المعقدة والمتناقضة يتطلب تحليلًا دقيقًا لكن مثل هذا التدقيق يمكن أن يكشف المشاكل بسهولة، لذلك إخترت أن أبدأ بفحص أفعالك ومن الواضح سواء كنت على إستعداد للإعتراف بذلك أم لا فقد نجحت في إعادة تأسيس الروابط الإجتماعية وتعزيز مستوى الثقة في الآخرين…”

حدق لوميان في الكرسي المقابل له وأجاب مبتسمًا “لا ضرر من إلقاء التحية”.

“لقد أظهرت أيضًا إستعدادًا لتوسيع ثقتك للآخرين لأنه قبل الكمين الذي نصبته لغيوم بينيت أظهرت قدرتك على التأمل الهادئ والتحضير الشامل، رغم أن هناك نغمات متهورة وتلميحات لميول مروعة في عمليتك إلا أنها لا مفر منها ولن يكون غيابها سوى إشارة إلى إضطراب نفسي أكثر حدة، بمجرد إنتهاء هذه القضية رجعت بسرعة إلى طبيعتك وإنغمست في الحياة مرة أخرى وبدأت في تحقيق آخر، إستنادًا إلى تسلسل الإجراءات التي قمت بها أتقدم بالتهاني لقد فقدت الميول الواضحة لتدمير الذات قبضتها وقد خلصت نفسك حقًا من هاوية العذاب…”

إعتبرها تكلفة العلاج النفسي!.

“بطبيعة الحال لن يتبدد الألم تمامًا بل سيتضاءل وينحسر وربما يعود للظهور فجأة في المستقبل ليحتل عقلك مرة أخرى ومع ذلك ليس هناك حاجة للإستسلام للذعر، مسلحًا بهذه الفترة من الخبرة أنا واثقة من أنك مجهز للتعامل مع الأمر بمهارة ومن الناحية النفسية فإن هذا يشير إلى طريق للتعافي، بطريقة مماثلة يترك الماضي بصماته علينا دائمًا إن ميولك التدميرية – الذاتية وتطرفاتك وسلوكياتك المرضية – لا شك أنها أقوى من معظم الأفراد لكنها جميعًا تلتزم بحدود العقل والحياة الطبيعية”.

–+–

ردًا على ذلك أطلق لوميان زفيرًا بطيئًا وتمتم “أشعر بذلك بنفسي فالشخص الحالي مختلف تمامًا عن الشخص الذي وطأت قدمه ترير في البداية… شكرًا لك سيدة سوزي وشكرًا لك السيدة عدالة”.

خفت تعابير وجه لوميان عندما تذكر سطرًا من رواية أخته: <<فرحة وألم الأيام الماضية تساوي نفسي في الحاضر>>.

لقد أدرك أن تحوله من حالة اللامبالاة الأولية بفضل جهود هذين الطبيبين النفسيين ومغامراته في منطقة السوق، فقد إحتمال الموت نفسه أثره وتحول من شبح إنتقامي خبيث إلى فرد يغذيه تعطش شديد للإنتقام مدفوعًا برغبة قوية في العمل.

“بالطبع لا توجد مشكلة” وافق لوميان بسرعة.

“في جوهر الأمر هذا هو الخلاص الخاص بك” ظلت نغمة سوزي مليئة ببهجة لم تكن موجودة من قبل “المساهمون الأساسيون في هذا التحول ليسوا سوى أنت وأختك أورورا، لولا أدنى ذرة من الأمل التي تحملها إلى جانب إرادتك في الإستمرار – ولولا أن الآنسة أورورا أهدتك ما يقرب من 6 أعوام من اللحظات العزيزة التي يمكنك تذوقها وصياغة أفكارك – ربما لم نتمكن من إعادتك إليها مرة أخرى”.

بعد صمت مؤقت إستأنف صوت سوزي الهادئ مساره “لقد صمدت حالتك العقلية بشكل مثير للإعجاب إن وجود درجة معينة من رد الفعل المبالغ فيه في سيناريوهات معينة هو أمر مساوٍ للدورة التدريبية، العلاج النفسي لا يجرد الشخص من عواطفه أو مشاعره وبدلاً من ذلك فهو يساعد في تخفيف العبء عن نفسه وتعزيز المصالحة وإكتشاف المرونة الداخلية، لن توجه لك الكوابيس ضربة مدمرة بعد الآن وإلا وفقًا للمعالجين الأكثر تشككًا الذين يؤيدون إزالة الفص الجبهي من أجل الهدوء الأبدي فسوف تكون في سلام إلى الأبد”.

بينما عالج لوميان هذه الكلمات ومضت في ذهنه مجموعة من المشاهد: تستنشق أورور بعمق مستخدمة أنفاسها لتخفيف الإنزعاج الناتج عن توجيهها له… التدريبات القتالية الشديدة إلى جانب “هجماتها” المرتجلة… إنغماس الإثنان في الدراسة وكل منهما منهمك في كتابه مستمتعًا بسكينة الليل… بإعتباره المادة التجريبية الأولى بقي ملزمًا بإستهلاك الطعام الذي حضرته أخته سواء نجحت أو فشلت…

خفت تعابير وجه لوميان عندما تذكر سطرًا من رواية أخته: <<فرحة وألم الأيام الماضية تساوي نفسي في الحاضر>>.

“في جوهر الأمر هذا هو الخلاص الخاص بك” ظلت نغمة سوزي مليئة ببهجة لم تكن موجودة من قبل “المساهمون الأساسيون في هذا التحول ليسوا سوى أنت وأختك أورورا، لولا أدنى ذرة من الأمل التي تحملها إلى جانب إرادتك في الإستمرار – ولولا أن الآنسة أورورا أهدتك ما يقرب من 6 أعوام من اللحظات العزيزة التي يمكنك تذوقها وصياغة أفكارك – ربما لم نتمكن من إعادتك إليها مرة أخرى”.

بعد توقف دام أكثر من عشر ثوانٍ إستقام في مقعده وتساءل “هل كوابيس الليلة الماضية يسبب لعبة فطيرة الملك؟”.

تحسن سلوك سوزي بسرعة وأجابت بإبتسامة “في بعض الأحيان يمكن أن تكون تصرفات الشخص أكثر تعبيرًا عن حالته النفسية من أفكاره، أفهم أن البشر يتفوقون في خداع أنفسهم فهم يختلقون عددًا كبيرًا من المبررات لأفعالهم ولكنهم غالبًا ما يقفون أقل رسوخًا في الواقع من أفعالهم، إن فك صورة نفسية دقيقة من هذه المتاهة من الأفكار المعقدة والمتناقضة يتطلب تحليلًا دقيقًا لكن مثل هذا التدقيق يمكن أن يكشف المشاكل بسهولة، لذلك إخترت أن أبدأ بفحص أفعالك ومن الواضح سواء كنت على إستعداد للإعتراف بذلك أم لا فقد نجحت في إعادة تأسيس الروابط الإجتماعية وتعزيز مستوى الثقة في الآخرين…”

هذه المرة السيدة عدالة هي التي ردت بصوتها الناعم المتفهم “في الواقع وبالنظر إلى الوضع الحالي من المحتمل أنك تعرضت لفساد عقلي خلال تلك الفترة”.

تلاشت شكوك لوميان تدريجيًا وتساءل في حيرة “سيدة عدالة نظرًا لأنك تمتلكين وعيًا عامًا بالموقع التقريبي لينبوع المرأة السامرية فلماذا لا تجلبينه بنفسك؟ لماذا تستعينين بمتجاوز في التسلسل 7؟”.

“فساد عقلي؟ هل يشمل في الواقع قوى التجاوز؟” سأل لوميان بفضول حقيقي.

قادت سوزي المحادثة إلى الأمام “تهانينا على إكمال المرحلة الأولى من ثأرك هل ترغب في إجراء مناقشة مختصرة؟”.

أجابت السيدة عدالة “في العادة لم يكن الفعل البسيط المتمثل في التضحية بفطيرة الملك ليؤدي إلى أي نتائج، وإلا لما ظلت اللعبة تقليدًا شائعًا في إنتيس لعدة قرون ولم تتلاشى إلى الغموض إلا بعد إنشاء الجمهورية… فقط حفنة من العائلات ما زالت تتذكرها”.

قادت سوزي المحادثة إلى الأمام “تهانينا على إكمال المرحلة الأولى من ثأرك هل ترغب في إجراء مناقشة مختصرة؟”.

“نعم هذا ما إفترضته في ذلك الوقت لم يستخدم بوفر أي لغة غامضة أو يستحضر إسمًا شرفيًا كاملاً” إتفق لوميان مع ذلك “من غير المعقول أن تنجح التضحية”.

دخيل! لقد تسلل شخص ما إلى منزله الآمن!.

تابعت السيدة عدالة “ومع ذلك هناك إستثناءات للمضحين الذين يشتركون في روابط الدم مع هدف التضحية ويظهرون العديد من أوجه التشابه، إذا شاركت بشكل متكرر في لعبة بوفر لفطيرة الملك وتحملت الفساد العقلي الذي تنطوي عليه بشكل متكرر لن تتلاشى التداعيات بمجرد موجة من الكوابيس، بدلاً من ذلك قبل أن تتبدد تمامًا فإنها ستشوه نفسيتك تدريجيًا وتقودك إلى الهاوية والجنون”.

“شيء على هذا المنوال” تحولت لهجة السيدة عدالة اللطيفة في البداية إلى مهيبة “آمل أن تتمكن من المغامرة بالذهاب إلى قبر قديم يقع في الطابق الرابع من سراديب الموتى في ترير خصيصًا لجلب قارورة من ينبوع المرأة السامرية لي”.

“هل يمكن أن يكون محتوى هذه الكوابيس رمزيا؟” إستفسر لوميان بإيجاز.

بعد توقف دام أكثر من عشر ثوانٍ إستقام في مقعده وتساءل “هل كوابيس الليلة الماضية يسبب لعبة فطيرة الملك؟”.

ردت السيدة عدالة بشكل محسوب “من المحتمل جدًا أن تكون عبارة عن مزيج من الأحداث المشوشة المحددة من ماضيك والتي تم عرضها على مشهد أحلامك من خلال تلوث الفساد”.

“كيف علمت أنني هنا؟” بدا صوت السيدة عدالة وكأنها تبتسم.

“إذا تلك القلعة القديمة وهؤلاء الأفراد المختلين يمكن أن يكونوا موجودين بالفعل…” هز لوميان رأسه متأملًا.

“إزالة الفص الجبهي؟” سمعت آذان لوميان هذا المفهوم لأول مرة.

إنخرط في محادثة مع السيدة عدالة وسوزي لفترة من الوقت حتى شعر أن جلسة المتابعة لهذا اليوم تقترب من نهايتها.

“شيء قادر على تغيير مظهري؟” تخطى قلب لوميان نبضة من الإثارة.

في تلك الحالة أخذت السيدة عدالة زمام المبادرة قائلة “ألم أذكر سابقًا أنني قد أحتاج إلى مساعدتك في شيء ما؟”.

“نعم هذا ما إفترضته في ذلك الوقت لم يستخدم بوفر أي لغة غامضة أو يستحضر إسمًا شرفيًا كاملاً” إتفق لوميان مع ذلك “من غير المعقول أن تنجح التضحية”.

“بالطبع لا توجد مشكلة” وافق لوميان بسرعة.

إنخرط في محادثة مع السيدة عدالة وسوزي لفترة من الوقت حتى شعر أن جلسة المتابعة لهذا اليوم تقترب من نهايتها.

إعتبرها تكلفة العلاج النفسي!.

ضحكت السيدة عدالة وقالت “إذا نجحت فسأعطيك مكافأة إضافية تلبي متطلباتك بطريقة محددة”.

علاوة على ذلك إعتقد أن السيدة العدالة لم تكن لتكلفه بالمهمة دون تقييم قدراته فلا يمكن أن يكون المسعى خطيرًا للغاية.

بعد توقف دام أكثر من عشر ثوانٍ إستقام في مقعده وتساءل “هل كوابيس الليلة الماضية يسبب لعبة فطيرة الملك؟”.

ضحكت السيدة عدالة وقالت “إذا نجحت فسأعطيك مكافأة إضافية تلبي متطلباتك بطريقة محددة”.

“فساد عقلي؟ هل يشمل في الواقع قوى التجاوز؟” سأل لوميان بفضول حقيقي.

“شيء قادر على تغيير مظهري؟” تخطى قلب لوميان نبضة من الإثارة.

“شيء على هذا المنوال” تحولت لهجة السيدة عدالة اللطيفة في البداية إلى مهيبة “آمل أن تتمكن من المغامرة بالذهاب إلى قبر قديم يقع في الطابق الرابع من سراديب الموتى في ترير خصيصًا لجلب قارورة من ينبوع المرأة السامرية لي”.

ردت السيدة عدالة بشكل محسوب “من المحتمل جدًا أن تكون عبارة عن مزيج من الأحداث المشوشة المحددة من ماضيك والتي تم عرضها على مشهد أحلامك من خلال تلوث الفساد”.

‘ينبوع المرأة السامرية؟’ فوجئ لوميان.

في تلك الحالة أخذت السيدة عدالة زمام المبادرة قائلة “ألم أذكر سابقًا أنني قد أحتاج إلى مساعدتك في شيء ما؟”.

ذكرت السيدة هيلا سابقًا أنها سافرت إلى ترير بحثًا عن قطعة أثرية مخبأة في أعماق سراديب الموتى وفي الوقت نفسه إستفسرت عن الأسطورة المحيطة بينبوع المرأة السامرية! ألا يعني هذا الكثير من الصدفة؟.

تحسن سلوك سوزي بسرعة وأجابت بإبتسامة “في بعض الأحيان يمكن أن تكون تصرفات الشخص أكثر تعبيرًا عن حالته النفسية من أفكاره، أفهم أن البشر يتفوقون في خداع أنفسهم فهم يختلقون عددًا كبيرًا من المبررات لأفعالهم ولكنهم غالبًا ما يقفون أقل رسوخًا في الواقع من أفعالهم، إن فك صورة نفسية دقيقة من هذه المتاهة من الأفكار المعقدة والمتناقضة يتطلب تحليلًا دقيقًا لكن مثل هذا التدقيق يمكن أن يكشف المشاكل بسهولة، لذلك إخترت أن أبدأ بفحص أفعالك ومن الواضح سواء كنت على إستعداد للإعتراف بذلك أم لا فقد نجحت في إعادة تأسيس الروابط الإجتماعية وتعزيز مستوى الثقة في الآخرين…”

كما لو أنها شعرت بأفكاره إبتسمت السيدة عدالة قائلة “ألا تجد أنها أكثر من مجرد مصادفة؟ نعم ما أتمناه هو أن تتمكن من الإستفادة من إستكشاف السيدة هيلا لمساعدتي في تأمين بعض مياه ينبوع المرأة السامرية، إن القيام بذلك بنفسك قد يؤدي إلى فرص ضئيلة للنجاح كما يمكنني “الترتيب” لك للقيام بهذه المهمة بطريقة أكثر سرية لكن هذا النهج يتناقض مع فلسفتي ومبادئي، ما زلت أطلب التواصل معك وجهًا لوجه وموافقتك الصريحة على مثل هذه الأمور فأنا لا أميل إلى إيقاعك في الفخ بشكل سلبي من خلال إشارات سرية لتحقيق أهدافي، بالنسبة لي الإنغماس في التلاعب بأفكار الآخرين هو مسعى غادر وبالطبع الصدق هو أيضًا وسيلة فعالة للتأثير على أفكار الآخرين”.

“شيء قادر على تغيير مظهري؟” تخطى قلب لوميان نبضة من الإثارة.

تلاشت شكوك لوميان تدريجيًا وتساءل في حيرة “سيدة عدالة نظرًا لأنك تمتلكين وعيًا عامًا بالموقع التقريبي لينبوع المرأة السامرية فلماذا لا تجلبينه بنفسك؟ لماذا تستعينين بمتجاوز في التسلسل 7؟”.

ردًا على ذلك أطلق لوميان زفيرًا بطيئًا وتمتم “أشعر بذلك بنفسي فالشخص الحالي مختلف تمامًا عن الشخص الذي وطأت قدمه ترير في البداية… شكرًا لك سيدة سوزي وشكرًا لك السيدة عدالة”.

بطاقة الأركانا الكبرى في نادي التاروت بالتأكيد نصف إله وأقوى منه بمرات لا تحصى!.

“بطبيعة الحال لن يتبدد الألم تمامًا بل سيتضاءل وينحسر وربما يعود للظهور فجأة في المستقبل ليحتل عقلك مرة أخرى ومع ذلك ليس هناك حاجة للإستسلام للذعر، مسلحًا بهذه الفترة من الخبرة أنا واثقة من أنك مجهز للتعامل مع الأمر بمهارة ومن الناحية النفسية فإن هذا يشير إلى طريق للتعافي، بطريقة مماثلة يترك الماضي بصماته علينا دائمًا إن ميولك التدميرية – الذاتية وتطرفاتك وسلوكياتك المرضية – لا شك أنها أقوى من معظم الأفراد لكنها جميعًا تلتزم بحدود العقل والحياة الطبيعية”.

ضحكت السيدة عدالة “لتوضيح الأمر بإيجاز تصبح بعض المناطق خطرة بشكل تدريجي مع زيادة التسلسل”.

إنخرط في محادثة مع السيدة عدالة وسوزي لفترة من الوقت حتى شعر أن جلسة المتابعة لهذا اليوم تقترب من نهايتها.

‘موقع حيث يكون فيه التسلسل الأعلى أكثر عرضة للخطر؟’ وجد لوميان هذه الفكرة مربكة.

ومع ذلك شرع في إجراء فحص شامل وأتى تدقيقه بثماره.

أضافت السيدة عدالة “مع إرتفاع التسلسلات يزداد القرب من الأقدم مما يؤدي إلى تراكم المزيد من الجنون على طول الطريق، وبالتالي يكون الأفراد في التسلسلات الأعلى أكثر عرضة لأشكال معينة من الفساد، هيلا مفيدة أيضًا في هذا الأمر على أقل تقدير سيوفر هذا النهج وقتها ويسمح لها بتضييق نطاق بحثها إلى منطقة محددة”.

بعد صمت مؤقت إستأنف صوت سوزي الهادئ مساره “لقد صمدت حالتك العقلية بشكل مثير للإعجاب إن وجود درجة معينة من رد الفعل المبالغ فيه في سيناريوهات معينة هو أمر مساوٍ للدورة التدريبية، العلاج النفسي لا يجرد الشخص من عواطفه أو مشاعره وبدلاً من ذلك فهو يساعد في تخفيف العبء عن نفسه وتعزيز المصالحة وإكتشاف المرونة الداخلية، لن توجه لك الكوابيس ضربة مدمرة بعد الآن وإلا وفقًا للمعالجين الأكثر تشككًا الذين يؤيدون إزالة الفص الجبهي من أجل الهدوء الأبدي فسوف تكون في سلام إلى الأبد”.

بعد تفكير قصير وافق لوميان على طلب السيدة عدالة وحصل منها على الموقع التقريبي لينبوع المرأة السامرية الواقع داخل القبر القديم بأقصى الغرب في الطابق الرابع لسراديب الموتى.

“لقد أظهرت أيضًا إستعدادًا لتوسيع ثقتك للآخرين لأنه قبل الكمين الذي نصبته لغيوم بينيت أظهرت قدرتك على التأمل الهادئ والتحضير الشامل، رغم أن هناك نغمات متهورة وتلميحات لميول مروعة في عمليتك إلا أنها لا مفر منها ولن يكون غيابها سوى إشارة إلى إضطراب نفسي أكثر حدة، بمجرد إنتهاء هذه القضية رجعت بسرعة إلى طبيعتك وإنغمست في الحياة مرة أخرى وبدأت في تحقيق آخر، إستنادًا إلى تسلسل الإجراءات التي قمت بها أتقدم بالتهاني لقد فقدت الميول الواضحة لتدمير الذات قبضتها وقد خلصت نفسك حقًا من هاوية العذاب…”

هذه المرة السيدة عدالة هي التي ردت بصوتها الناعم المتفهم “في الواقع وبالنظر إلى الوضع الحالي من المحتمل أنك تعرضت لفساد عقلي خلال تلك الفترة”.

بعد الجلسة عاد لوميان إلى شارع المعاطف البيضاء في منطقة السوق بهدف إستعادة قفازات الملاكمة فلوغ من الخزانة الحديدية.

عند وصوله إلى المنزل الآمن إستقرت في عقله فكرة غريبة.

ضحكت السيدة عدالة “لتوضيح الأمر بإيجاز تصبح بعض المناطق خطرة بشكل تدريجي مع زيادة التسلسل”.

دخيل! لقد تسلل شخص ما إلى منزله الآمن!.

خفت تعابير وجه لوميان عندما تذكر سطرًا من رواية أخته: <<فرحة وألم الأيام الماضية تساوي نفسي في الحاضر>>.

إنقبض قلب لوميان وتقدم بهدف فتح الخزانة الحديدية.

إنقبض قلب لوميان وتقدم بهدف فتح الخزانة الحديدية.

أثناء ملاحظة بقاء أدوات أورورا وقفازات الملاكمة فلوغ تنفس الصعداء بشكل لا إرادي.

شملت نبرة سوزي الإشمئزاز “إنها فكرة ظهرت في العامين الماضيين لا تؤدي إلى النتائج المرجوة بل تلحق ضررا جسيما بالمريض، هناك حقد واضح وراء إقتراح هذا العلاج ويبدو الأمر كما لو أن بعض الأفراد القساة ينشرونه، هدفهم الوحيد هو الإستهزاء بالأطباء المحترفين وأولئك الذين يبحثون عن العزاء”.

ومع ذلك شرع في إجراء فحص شامل وأتى تدقيقه بثماره.

“كيف علمت أنني هنا؟” بدا صوت السيدة عدالة وكأنها تبتسم.

إحدى الأشياء غائبة بشكل واضح حيث إختفى خام دماء الأرض!.

ضحكت السيدة عدالة وقالت “إذا نجحت فسأعطيك مكافأة إضافية تلبي متطلباتك بطريقة محددة”.

–+–

بعد الجلسة عاد لوميان إلى شارع المعاطف البيضاء في منطقة السوق بهدف إستعادة قفازات الملاكمة فلوغ من الخزانة الحديدية.

خفت تعابير وجه لوميان عندما تذكر سطرًا من رواية أخته: <<فرحة وألم الأيام الماضية تساوي نفسي في الحاضر>>.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط