نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 13

جحيم الحياة ونعيم الموت

جحيم الحياة ونعيم الموت

بيلي تتحدث:

مر وقت ولم يحدث أي شيء، لم يرحل ذلك الشاب لكنه لم يخبرني أن اتوقف عن البكاء لكنني بالفعل توقفت.

هلاك وسقوط، كلمتان تلخصان المرحلة السيئة التي أمر بها.

قال: “من يرضى بالقليل يبقى بالأسفل، نحن الجائعون من نصعد وننهش بكم ونأكلكم أنتم، أنتم من يرضا بالقليل”.

لا أعلم ما هو الصواب والخطأ فأنا فقط اتلقى الجحيم بلا خيار، عقوبة استحقها بالفعل، كان علي الهرب لكن لم يعد هذا الخيار متاح لي الآن.

جررته معي وخرجت لأري هذا الشاب أنني استحق الأمر، أريته أنني جائعة، أريته أنني أتضور جوعاً من أجل الخلاص، من اجل النجاة سأتضور جوعاً.

أنا  يالكاد أملك أدنى قوة للنهوض، جسدي محطم وعقلي خائف ولا استطيع التوقف عن التفكير.

كان هنالك ماء بجانب الطعام، أنا أحتاجه، أحتاج الماء، أحتاج الطعام، أحتاج النهوض لكن لا شيء من أجلي كيف سيكون هذا من أجل شخص مثلي؟! من قد يمنح شخص مثلي بهذه الحياة؟!

أين المهرب؟! أين الخلاص؟! لقد خرجت من جحيم أسوأ من هذا الجحيم لكن هل حقا سأُمنح فرصة أخرى؟!

استيقظت وشعرت عند استيقاظي بأني نمت لوقت طويل، ذلك الرجل لم يصدر أي صوت خلال نومي ولم يصدر أي حركة لكنه قال فجأة عندما استيقظت: “انهضي”.

انا لا أريد فرصة أخرى بهذه الحياة، أريد نقاء وصفاء، أريد عدم التفكير، أريد فضاء واسع أسود ولا شيء آخر، أهكذا هو الموت؟! هكذا يقال وما يقال جميل للغاية.

اقترب مني وجلس أمامي وانا على الأرض وقال: “أعدك انني سأحميك، سأطعمك، سأسقيك، سألبسك أفضل الملابس واشتري لك كل ما تريديه، فقط لا تبكي، لا تخافي، انتهى كل شيء سيء، ستذهبين لمنزل جيد، لسرير جيد، لطعام جيد وبين أناس جيدين، حسنا؟!”.

فُتح الباب ولم يفزع قلبي حتى، لقد اعتدت الأمر، سحبت من يدي وكشف عني الغطاء الذي هو الشيء الوحيد الذي يستر جسدي ثم حُملت ورُميت بالغرفة.

صُدم قلبي ولم استطع السيطرة على أنفاسي لكن هناك شيء بداخلي دفعني للنظر، النظر لصاحب هذا الصوت.

إناء ماء وشيطانان بدآ يغسلا جسدي القذر الذي ترك البارحة بقذارته ونجاسته ولكنهما نجساه مرة أخرى وهما مستمتعان بابتسامة شريرة علت وجوههم التي لا أرغب برؤيتها.

أكمل كلامه: “أنا سأخاطبك باسم الحياة، سأخبرك قوانينها وخياراتها وأنت حرة، البشر يولدوا مخيرين، لكنهم ليسو متساوين بسعة خياراتهم، اتمنى أن تكوني مستعدة لأن هناك سكين بيدي وهي على أتم الاستعداد لتقطيعك”.

دمية، تعريف جسدي الذي استخدم كأداة للأستمتاع وجني المال لتوأمين شيطانان لا يعرفان معنى الرحمة بتاتاً.

لا لا، خطأ، خطا، خطأ، لو كنت بمكانه لما تمنيت أن يفعل بي ما فعلته أنا، حتى لو كان أخطأ بحقي كثيراً ما فعلته ليس بصحيح بحقه.

كانا مثل أخوتي تماما عندما كانا صغيران لكنهما سمحا للظلام بالسيطرة عليهم وخسروا إنسانيتهم.

هلاك وسقوط، كلمتان تلخصان المرحلة السيئة التي أمر بها.

الجدان كانا يشكلان حاجز بيني وبين جحيم شرهم وبمجرد موت الجدين بدأ التحرش الاغتصاب لكن لم أتخيل بتاتا أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

بماذا سأفكر؟!

كان علي الهرب لكني لم ارغب بمواجهة الحياة الخارجية وفضلت البقاء مع عائلتي، مع أشخاص كنت أحبهم وظننت أني أعرفهم، كنت أعرف قشورهم وشكلهم الخارجي وغابت حقيقتهم عن بصري، حقيقة الإنسان تظهر بالظلمة، حين يمنح السلطة والقوة تظهر حقيقة الإنسان.

استيقظت وشعرت عند استيقاظي بأني نمت لوقت طويل، ذلك الرجل لم يصدر أي صوت خلال نومي ولم يصدر أي حركة لكنه قال فجأة عندما استيقظت: “انهضي”.

أنا لم أكن أعرف أخوتي، لم يخبرني أحد ولم يرشدني مخلوق، هذه النتيجة التي ستحدث لا محالة عند ترك فتاة صغيرة وحيدة بعالم واسع مليء بالشرور.

كان علي الهرب لكني لم ارغب بمواجهة الحياة الخارجية وفضلت البقاء مع عائلتي، مع أشخاص كنت أحبهم وظننت أني أعرفهم، كنت أعرف قشورهم وشكلهم الخارجي وغابت حقيقتهم عن بصري، حقيقة الإنسان تظهر بالظلمة، حين يمنح السلطة والقوة تظهر حقيقة الإنسان.

أنا وحيدة بمواجهة الجحيم مرة أخرى وأنا التي لم تتعافى بعد من جحيم طفولتها.

تحرك نحو التوأم الآخر الذي بلل نفسه خوفا وقال: “هذه المرة الثانية التي تبلل نفسك أيها الاحمق، طوال هذا الوقت كنت تلعب دور الوحش لذا لا بأس بتجربة الدور الآخر للقليل من الوقت، اقتربت نهايتك لذا لا تكن حزين هكذا”.

لا يلام أحد سواي، كان خطئي، إنه مصير حتمي أتى إلي واستغل ضعفي وسكوني وعدم هربي.

سأفكر كيف سأنجو.

كنت سأضع ما حدث بطفولتي خلف ظهري وانطلق كوني بيلي الفتاة اللطيفة التي تساعد الجميع وتتلقى لطفهم بالمقابل.

كانا مثل أخوتي تماما عندما كانا صغيران لكنهما سمحا للظلام بالسيطرة عليهم وخسروا إنسانيتهم.

عاملني الجدين بلطف عندما كنت أفعل شيء حسن لهما وأخوي فعلا المثل كذلك، قررت الإستمرار بهذه الخطوات لعيش حياة جيدة يملؤها الحب.

باعوني بسعر بخس كالعادة لكن ما هذا؟! هذا كثير!! قلبي فَزِع وروحي ستخرج من جسدي طالبة رحمة ونهض جسدي صدمة.

لم تكن سوى بضع خطوات حتى أدركت الأمر تماما، الجحيم ليس ما يوجد بالهوامش بل هو ما يوجد بالصفحة الرئيسية لكل ضعيف يمكن أن يُستغل، بمجرد أن يُمسِك بك أحد من يدك التي تؤلمك لن يفلتك حتى يحرقك بسعير جحيمه، لأنك ضعيف حياتك كلها ستكون خوف وضعف وبؤس.

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

فقط ما أريده هو الموت لكن حتى هذا بعيد، أوصلوني لأطراف القرية بالعربة وعندما وصلنا رموني بالكهف وذهبوا ليتموا صفقتهم.

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

باعوني بسعر بخس كالعادة لكن ما هذا؟! هذا كثير!! قلبي فَزِع وروحي ستخرج من جسدي طالبة رحمة ونهض جسدي صدمة.

تابع كلامه قائلاً: “من أجل نفسك اثبتي قدرتك على النهوض والعيش، كان طوال هذا الوقت يلعب دور الوحش ظناً منه أنه الاقوى وكان مستمتع بتعذيبك لانك كنتي مجرد ارنب ضعيف لكن الادوار قلبت، إنه خيارك، الآن يمكنك ان تصبحي الوحش الذي يمزق هذا الارنب.

ارتجفت كل حواسي وصرخت كأنها النهاية، لا هذا جحيم لست مستعدة له، أنهم أكثر من عشر رجال ليسوا بشباب صغار، هؤلاء وحوش اشتروا جسدي.

بسق الكثير من الدماء وتُرك ليتألم للحظات حتى بالكاد بدأ يلتقط انفاسه ثم بدأ الدعس والرفس والركل حتى اخرجت هذه الجثة كل ما بداخلها من اعضاء وأحشاء وكان ذلك منظر مقرف بشدة.

أُغلق عيني ولا أرى شيء، لا بأس يا أنا لن يكون الألم شديد، سينهار جسدي بسرعة، سينتهي الأمر بطرفة عين.

بماذا أفكر؟! ماذا سأفعل؟! هل أريد النجاة؟!

لكن هذا التفجير والسحق والضرب لم ينتهي بتاتا، عقلي يتهالك، قلبي يتقطع وجسدي يخرج عن السيطرة.

تذكرِ كل ما فعله بك، أنظرِ حولك وابحثِ بنفسك ستجدين الصواب، ستجدين الوسيلة بداخلك، فقط اعتزمِ واجتهدِ ولا تخافي فلكل مجتهد نصيب”.

لا تفكري، لا تفكري، لا تفكري، هاي لا تفكري.

ألتفت هءا الشاب لي وأنا ما زلت واقفة بصدمة لرؤية ما بيدي وما فعلته وقال: “ما فعلته ليس بخطأ، لو كان مكانك لفعل ما هو أسوأ”.

آاااه إنني أستعيد وعي، أين أنا بالضبط؟! هذا يبدو مختلف قليلاً عن الكهف الذي كنت بداخله.

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

أمامي طعام كثير لكن أين أنا وكيف وصلت لهنا؟! آااه هذا مؤلم للغاية، بمجرد تحريك جسدي حركة صغيرة شعرت بالدمار الشامل داخلياً وخارجياً.

اخذت الماء وارتويت، شربت وشربت أكثر من حاجتي حتى، حملت قطعة اللحم وأكلت، انهيت كل شيء أمامي ولم أترك سوى الاوعية وإناء الماء.

كان هنالك ماء بجانب الطعام، أنا أحتاجه، أحتاج الماء، أحتاج الطعام، أحتاج النهوض لكن لا شيء من أجلي كيف سيكون هذا من أجل شخص مثلي؟! من قد يمنح شخص مثلي بهذه الحياة؟!

الدموع لا تفيد، الدموع لن تعيد ذاتي، لقد لطخت يداي، أصبحت مثلهم تماما، لا لا أريد، أنا لست بوحش.

أنا لا أشعر سوى بالألم، من أجلي لا حياة بل مجرد جحيم، لا حركة بل مجرد قيد، لا ضوء بل مجرد ظلام، هذه هي حياتي.

غادر الرجل الضخم وترك وحش وأرنب، بدأت بتمزيق أذنيه ثم قطّعت اعضائه التناسلية ثم أخرجت عينيه من رأسه وامسكت حجر وفتت اسنانه وقطعت خده وشعرت انه يلفظ انفاسه الاخيرة فطعنته ببطنه ثلاث طعنات وبعد لحظة ختمت العرض بطعنة بقلبه.

“انهضي أيتها العاهرة ها هو ما تحتاجينه أمامك لماذا لم تركضِ له بيديك وقدميك؟!” صوت رجل أفزعني صدر من عمق الكهف.

هلاك وسقوط، كلمتان تلخصان المرحلة السيئة التي أمر بها.

تابع كلامه قائلاً: “ها أنت تستسلمين وتفوتين فرصة أخرى للخلاص، كم هي عدد الفرص التي فوتها قبل وصولك لهنا؟!”.

تابع كلامه قائلاً: “من أجل نفسك اثبتي قدرتك على النهوض والعيش، كان طوال هذا الوقت يلعب دور الوحش ظناً منه أنه الاقوى وكان مستمتع بتعذيبك لانك كنتي مجرد ارنب ضعيف لكن الادوار قلبت، إنه خيارك، الآن يمكنك ان تصبحي الوحش الذي يمزق هذا الارنب.

ماذا؟! من هناك؟! أنا خائفة، أظهر نفسك، أنه صوت مرعب لكنه صادق.

تابع: “هل تعلمين من أنا؟! هل تستطيعين التخمين؟! ماذا تظنين؟! هيا أجيبيني”.

تابع: “هل تعلمين من أنا؟! هل تستطيعين التخمين؟! ماذا تظنين؟! هيا أجيبيني”.

نعم ابكي، فقط ابكي، الوحوش لا تبكي، الشياطين تضحك والبشر يبكون، أمي أنا لست مثلهم، لن أذيك مثلهم، أمي أنا أبكي وأنا لا اشبههم ولن افعل مثلهم.

من هذا ولماذا يتحدث هكذا؟!

قال الرجل بنظره ساخرة: “حقا؟! ما زلت لا تروين نفسك بشكل جيد، سأريك كيف يفعلها الجائعون”.

أكمل كلامه: “أنا سأخاطبك باسم الحياة، سأخبرك قوانينها وخياراتها وأنت حرة، البشر يولدوا مخيرين، لكنهم ليسو متساوين بسعة خياراتهم، اتمنى أن تكوني مستعدة لأن هناك سكين بيدي وهي على أتم الاستعداد لتقطيعك”.

بسق الكثير من الدماء وتُرك ليتألم للحظات حتى بالكاد بدأ يلتقط انفاسه ثم بدأ الدعس والرفس والركل حتى اخرجت هذه الجثة كل ما بداخلها من اعضاء وأحشاء وكان ذلك منظر مقرف بشدة.

ماذا؟! لماذا؟! توقف أنا لست مستعد وأنا خائفة، دموعي بدأت تنزل وبدأت أشهق خيفة وشفتاي بدأت ترتجف، هذا مخيف لكن فجأة صرخ وقال: “أخرسيي”.

عاملني الجدين بلطف عندما كنت أفعل شيء حسن لهما وأخوي فعلا المثل كذلك، قررت الإستمرار بهذه الخطوات لعيش حياة جيدة يملؤها الحب.

صُدم قلبي ولم استطع السيطرة على أنفاسي لكن هناك شيء بداخلي دفعني للنظر، النظر لصاحب هذا الصوت.

من هذا ولماذا يتحدث هكذا؟!

نحن بعيدين قرابة العشر أمتار عن بوابة الكهف والضوء خافت للغاية وبالكاد استطيع رؤية نفسي لكني لا أرى صاحب الصوت الذي يستقر بعمق الكهف بعيداً عني متوغلاً أكثر بالظلمة.

أمامي طعام كثير لكن أين أنا وكيف وصلت لهنا؟! آااه هذا مؤلم للغاية، بمجرد تحريك جسدي حركة صغيرة شعرت بالدمار الشامل داخلياً وخارجياً.

بعد أن صرخ علي صمت، توقفت عن البكاء لكن الشهيق لم يتوقف.

تابع: “الآن سأخاطبك باسم الحياة، هل ستأكلين وتشربين وتعيشين ام أنك ستموتين؟! لا فرصة أخرى ولا وقت للتفكير قرري فالسكين بيدي”.

قال هذا الرجل بصوت أقل حدة: “لماذا تبكين؟! ألم يخبرك أحد بحقيقة البكاء؟! ألم تفكري ولو لمرة بالبكاء؟! لا بأس، أنا سأخبرك وأريح رأسك الفارغ من عناء التفكير، البكاء هو فطرة لدى الإنسان، يبكي الإنسان منذ ولادته فيبكي لسببين رئيسيين أولهما للحصول على ما يحتاجه والاخر هو لأنه ضعيف ولا يملك حيلة أخرى للحصول على ما يريد.

نحن بعيدين قرابة العشر أمتار عن بوابة الكهف والضوء خافت للغاية وبالكاد استطيع رؤية نفسي لكني لا أرى صاحب الصوت الذي يستقر بعمق الكهف بعيداً عني متوغلاً أكثر بالظلمة.

فكري جيداً، هل يتوفر لكي أحد السببين؟! سأجيب عنك.

أكمل كلامه: “أنا سأخاطبك باسم الحياة، سأخبرك قوانينها وخياراتها وأنت حرة، البشر يولدوا مخيرين، لكنهم ليسو متساوين بسعة خياراتهم، اتمنى أن تكوني مستعدة لأن هناك سكين بيدي وهي على أتم الاستعداد لتقطيعك”.

لا، لا تملكين أحد السببين لكنك تملكين سبب ثالث مزيف، تخفيف الألم بالبكاء، تظنون أيها الحمقى أن البكاء يخفف الألم، الانتقام يخفف الألم، النجاح يخفف الألم، النصر يخفف الألم، ألم الآخرين يخفف الألم”.

فُتح الباب ولم يفزع قلبي حتى، لقد اعتدت الأمر، سحبت من يدي وكشف عني الغطاء الذي هو الشيء الوحيد الذي يستر جسدي ثم حُملت ورُميت بالغرفة.

كلامه هذا؟! وكأنه يخاطبني بكلام أود سماعه، تأنيب ولوم علي تلقيه، أنا لم اسمع بحياتي صوت قريب لهذه الدرجة، كأنه يصدر من فم يخاطب قلبي.

قال: “تحركِ وأفعلِ ما يخبرك به عقلك، انظرِ لوجهي جيدا، انظر لوجهيهما، انظر لأجسادهم، انظر لحالهم، انظر لحالك، انظر لجسدك، انظر لوجهك، انظر للوضع وقرري، فكرِ بالمستقبل وبالماضي وقررِ الحاضر، لن اجبرك، الخيار لكي لتمسحي الماضي وتتقدمي”.

تابع: “الآن سأخاطبك باسم الحياة، هل ستأكلين وتشربين وتعيشين ام أنك ستموتين؟! لا فرصة أخرى ولا وقت للتفكير قرري فالسكين بيدي”.

نعم بالفعل سانتظره ساكنه لأنني مرهقة، تتوقف الحركة للحظة ويتلاشى الضوء وبلحظة يختفي كل شيء.

نعم بيدي قوة، أما السعي وراء الحياة وأما ترك الأمور لرحمة الآخرين، مددت يدي بصعوبة، تناولت وعاء الماء وشربت لكنني لم أرتوي.

سأفكر كيف سأنجو.

أخذت حبتين عنب وأكلتهن ونظرت لمصدر الصوت وشعرت أنني بدأت ألمح ملامح من حجمه وشكلة وكان يبدو رجل بشعر طويل وبلا لحية.

لطالما كان بحوزتي مثل هذه السكين، الهرب، الصراخ، المناجات وطلب المساعدة حتى الدفاع عن النفس والقتل وغيرها من الأمور التي كانت بيدي وكنت استطيع فعلها، كنت اصرف النظر عنها واتجاهلها وكأنها ليست خيارات.

قال: “من يرضى بالقليل يبقى بالأسفل، نحن الجائعون من نصعد وننهش بكم ونأكلكم أنتم، أنتم من يرضا بالقليل”.

الأمر لا يتعلق بما فعلته من جريمة بحق هذا الشيطان بل يتعلق بالجريمة التي اقترفتها بحق نفسي.

لا افهم، ماذا تعني؟! هل أنا.. ماذا؟! من؟ ماذا؟ لماذا؟ اين؟ ومتى؟ كله لا يهم، نفذي فقط.

لم افكر أبداً ومددت جسدي ونمت، شعرت بالارتخاء وبالارتواء وبشعور لم أشعر به منذ زمن مديد.

اخذت الماء وارتويت، شربت وشربت أكثر من حاجتي حتى، حملت قطعة اللحم وأكلت، انهيت كل شيء أمامي ولم أترك سوى الاوعية وإناء الماء.

تذكرِ كل ما فعله بك، أنظرِ حولك وابحثِ بنفسك ستجدين الصواب، ستجدين الوسيلة بداخلك، فقط اعتزمِ واجتهدِ ولا تخافي فلكل مجتهد نصيب”.

قال: “جيد جيد، الآن ضعي رأسك وارتاحي، استجمعي طاقتك وفكري ملياً بما عليك فعله”.

احتاج للعودة من جديد، أحتاج لبناء نفسي مرة أخرى، بناء شخصية وذات جديدة ثم الخروج للمحاربة والمكافحة، أحتاج للابتسام لوجوه اكرهها ولا اتقبلها.

لم افكر أبداً ومددت جسدي ونمت، شعرت بالارتخاء وبالارتواء وبشعور لم أشعر به منذ زمن مديد.

لا تفكري، لا تفكري، لا تفكري، هاي لا تفكري.

بماذا أفكر؟! ماذا سأفعل؟! هل أريد النجاة؟!

لطالما كان بحوزتي مثل هذه السكين، الهرب، الصراخ، المناجات وطلب المساعدة حتى الدفاع عن النفس والقتل وغيرها من الأمور التي كانت بيدي وكنت استطيع فعلها، كنت اصرف النظر عنها واتجاهلها وكأنها ليست خيارات.

أنا لا أريد عيش الجحيم أكثر من ذلك، لا أريد العودة لتلك الحياة القاسية.

نحن بعيدين قرابة العشر أمتار عن بوابة الكهف والضوء خافت للغاية وبالكاد استطيع رؤية نفسي لكني لا أرى صاحب الصوت الذي يستقر بعمق الكهف بعيداً عني متوغلاً أكثر بالظلمة.

ماذا سأفعل؟!

قال: “انظري إلي” فنظرت ثم صدر صوت خطوات ذلك الرجل الذي كان يخاطبني وكان صوت خطواته يقترب.

سأفعل كل ما يتطلبه الأمر للنجاة.

أنا لا أريد عيش الجحيم أكثر من ذلك، لا أريد العودة لتلك الحياة القاسية.

بماذا سأفكر؟!

قال وهو يستدير: “هيا اتبعيني”.

سأفكر كيف سأنجو.

تحرك نحو التوأم الآخر الذي بلل نفسه خوفا وقال: “هذه المرة الثانية التي تبلل نفسك أيها الاحمق، طوال هذا الوقت كنت تلعب دور الوحش لذا لا بأس بتجربة الدور الآخر للقليل من الوقت، اقتربت نهايتك لذا لا تكن حزين هكذا”.

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

استيقظت وشعرت عند استيقاظي بأني نمت لوقت طويل، ذلك الرجل لم يصدر أي صوت خلال نومي ولم يصدر أي حركة لكنه قال فجأة عندما استيقظت: “انهضي”.

تابع قائلاً: “لا أعلم ان كان ما قمت به صحيح أم لا لكن على الأقل أنا أشعر أنني فعلت الصواب من أجلك ليس من أجل نفسي، أنت ما زلت صغيرة بالرغم من ذلك مررتي بجحيم حقيقي، ما كان علي جعل طفلة مثلك تمر بهذا”.

نهضت، استطعت النهوض ومحاربة الألم، ألم اليوم أفضل من ألم ألف يوم بالمستقبل.

اتذكر ما فعله بي؟! لا لست بحاجة للتذكر فكل ما فعله يتمثل بالألم الذي أشعر به، لست بحاجة للنظر حولي لفهم الوضع، لم يعمي الخوف بصري وفهمت الوضع مسبقاً.

قال: “انظري إلي” فنظرت ثم صدر صوت خطوات ذلك الرجل الذي كان يخاطبني وكان صوت خطواته يقترب.

لم تكن سوى بضع خطوات حتى أدركت الأمر تماما، الجحيم ليس ما يوجد بالهوامش بل هو ما يوجد بالصفحة الرئيسية لكل ضعيف يمكن أن يُستغل، بمجرد أن يُمسِك بك أحد من يدك التي تؤلمك لن يفلتك حتى يحرقك بسعير جحيمه، لأنك ضعيف حياتك كلها ستكون خوف وضعف وبؤس.

اقترب حتى اصبح أمامي تماما ولكنني لم أخف، كنت ارتدي معطف كبير يغطي جسدي ولكن من الداخل لم ارتدي أي شيء وهذا شعور سيء عندما يكون رجل مثله أمامي لكن هذا الرجل مختلف بطريقة ما.

لا، لا تملكين أحد السببين لكنك تملكين سبب ثالث مزيف، تخفيف الألم بالبكاء، تظنون أيها الحمقى أن البكاء يخفف الألم، الانتقام يخفف الألم، النجاح يخفف الألم، النصر يخفف الألم، ألم الآخرين يخفف الألم”.

اشعل عود كبريت وأنار العديد من الشمعات وظهر ذلك المنظر الشنيع أمامي.

نظر إلي ببرود عند باب الكهف فرأيت شيء لم أره من قبل، إنه يبدو شاب أكثر مما ظننت، لديه شعر أبيض مربوط ووجهه مشوه قليلاً وجسده ضخم وقوي.

كان التوأمين ملقين بوسط الشمع وأيديهم وأقدامهم مبتورة بالإضافة لإمتلاكهم الكثير من الرضوض على وجهيهما.

قال: “لو امتلك جميع الاطفال فرص متساوية وعادلة منذ ولادتهم وحتى بلوغهم لما كان العالم بهذا السوء، أنت ما زلت طفلة رقيقة ليس عليك ان تخافي بعد الان”.

كانت جراحهم جديدة ولم يتم العناية بها لذا هم إما ميتين أو على وشك الموت.

من هذا ولماذا يتحدث هكذا؟!

قال الرجل وهو ييقظ التوأمين بعنف: “هاي استيقظا بسرعة، استيقظ ايها الأحمق، أنت استيقظ”.

الوسيلة بداخلي، لطالما كانت بداخلي، قلوبنا تعمى بالتقليد فلا نفكر كثيرا بحل مبتكر، لست بحاجة للاجتهاد، أنه سهل، أنا فقط اريد أخذ انتقامي وهذا هو ما يهم، الحل معي، المعطف يحوي بأحد أجيابه سكين.

ارتعب التوأمين بمجرد فتح عينيهما وحاولا التحرر من حالهم لكن ماذا سيفعلان بأطرافهم المبتورة وافواههم المغلقة؟!

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

وقف هءا الرجل بجانبهم وقال بكل برود: “افعلي ما يجب”.

لا أستطيع التراجع ولا التقدم ولا أعرف ماذا أفعل، اتجه هذا الشاب نحوي وقال عندما توقف: “أنها ليست صفقة مع شيطان، إنه خيارك، تركته هنا أو عذبته بيديك سيموت بكلا الحالتين”.

ماذا؟! كلامه مبهم، لا استطيع الفهم، ماذا يقصد؟! ماذا أفعل؟!

ارتعب التوأمين بمجرد فتح عينيهما وحاولا التحرر من حالهم لكن ماذا سيفعلان بأطرافهم المبتورة وافواههم المغلقة؟!

قال: “تحركِ وأفعلِ ما يخبرك به عقلك، انظرِ لوجهي جيدا، انظر لوجهيهما، انظر لأجسادهم، انظر لحالهم، انظر لحالك، انظر لجسدك، انظر لوجهك، انظر للوضع وقرري، فكرِ بالمستقبل وبالماضي وقررِ الحاضر، لن اجبرك، الخيار لكي لتمسحي الماضي وتتقدمي”.

أنا  يالكاد أملك أدنى قوة للنهوض، جسدي محطم وعقلي خائف ولا استطيع التوقف عن التفكير.

لا هذا كذب، أنه يضعني بموقف ليجبرني على قرار يريدني أن اختاره لكن هذا ليس صائب بالضبط.

مر وقت ولم يحدث أي شيء، لم يرحل ذلك الشاب لكنه لم يخبرني أن اتوقف عن البكاء لكنني بالفعل توقفت.

انه يضعني بموقف ليقربني بشدة من فعل الخيار الذي يريده، يريدني أن أفعل ما يظنه هو أنه صائب، إذا تراجعت سأكون ضعيفة بنظره ولا أعلم ماذا يمكن أن يفعل بي.

أين المهرب؟! أين الخلاص؟! لقد خرجت من جحيم أسوأ من هذا الجحيم لكن هل حقا سأُمنح فرصة أخرى؟!

اقتربت من أحد التوامين البشعين وضربته بقبضة يدي على وجهه وبالتحديد على الرض الملون على وجهه.

الدموع لا تفيد، الدموع لن تعيد ذاتي، لقد لطخت يداي، أصبحت مثلهم تماما، لا لا أريد، أنا لست بوحش.

قال الرجل بنظره ساخرة: “حقا؟! ما زلت لا تروين نفسك بشكل جيد، سأريك كيف يفعلها الجائعون”.

نعم ابكي، فقط ابكي، الوحوش لا تبكي، الشياطين تضحك والبشر يبكون، أمي أنا لست مثلهم، لن أذيك مثلهم، أمي أنا أبكي وأنا لا اشبههم ولن افعل مثلهم.

تقدم خطوة وأنا تراجعت عشرة وفجأة لكمة لا ترحم أبداً تلقاها احد التوأمين على بطنه فصرخ متألماً عاجزاً.

أنا  يالكاد أملك أدنى قوة للنهوض، جسدي محطم وعقلي خائف ولا استطيع التوقف عن التفكير.

حمل أخي الشي ضريه ورفعه للأعلى ثم ألقاه على الأرض بكل هدوء وجعل بطنه للأعلى وداس بعنف وقوة بقدمه على البطن الذي اخرج كل ما بداخله من دماء.

انا قوية، أنا بالفعل شاهدت الكثير من الوحوش لذا يمكنني أن أصبح اشرسها، الصواب؟! نعم اتباعه هو الصواب، اتباع الأقوى هو الصواب، سأتبع الأقوى حتى أجد ذاتي ونفسي.

بسق الكثير من الدماء وتُرك ليتألم للحظات حتى بالكاد بدأ يلتقط انفاسه ثم بدأ الدعس والرفس والركل حتى اخرجت هذه الجثة كل ما بداخلها من اعضاء وأحشاء وكان ذلك منظر مقرف بشدة.

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

كان المنظر لوحده كفيل بقتل رجل من شدة رعبه ورهبته لكنني رأيت أسوأ من ذلك.

ماذا؟! كلامه مبهم، لا استطيع الفهم، ماذا يقصد؟! ماذا أفعل؟!

تحرك نحو التوأم الآخر الذي بلل نفسه خوفا وقال: “هذه المرة الثانية التي تبلل نفسك أيها الاحمق، طوال هذا الوقت كنت تلعب دور الوحش لذا لا بأس بتجربة الدور الآخر للقليل من الوقت، اقتربت نهايتك لذا لا تكن حزين هكذا”.

الجدان كانا يشكلان حاجز بيني وبين جحيم شرهم وبمجرد موت الجدين بدأ التحرش الاغتصاب لكن لم أتخيل بتاتا أن يصل الأمر إلى هذا الحد.

ما هو الذي لا بأس به؟! لا هذا بأس وشديد أيضا.

قال: “تحركِ وأفعلِ ما يخبرك به عقلك، انظرِ لوجهي جيدا، انظر لوجهيهما، انظر لأجسادهم، انظر لحالهم، انظر لحالك، انظر لجسدك، انظر لوجهك، انظر للوضع وقرري، فكرِ بالمستقبل وبالماضي وقررِ الحاضر، لن اجبرك، الخيار لكي لتمسحي الماضي وتتقدمي”.

لا أستطيع التراجع ولا التقدم ولا أعرف ماذا أفعل، اتجه هذا الشاب نحوي وقال عندما توقف: “أنها ليست صفقة مع شيطان، إنه خيارك، تركته هنا أو عذبته بيديك سيموت بكلا الحالتين”.

تذكرِ كل ما فعله بك، أنظرِ حولك وابحثِ بنفسك ستجدين الصواب، ستجدين الوسيلة بداخلك، فقط اعتزمِ واجتهدِ ولا تخافي فلكل مجتهد نصيب”.

إنه شيطان لا محالة وهذه صفقة معه، إن قتلته سأكسب الرضا وإن تركته سيصخط علي هذا الشياطان الذي يوَسوِسُ لي بشره.

نعم سأنجو، سأفعل كل ما يتطلب الأمر لأنجو، سآكل، سأشرب، سأنجو، نعم سأتحرك لأنجو، سأهرب ولن اتوقف، سأفكر، نعم سأفكر، أريد النجاة.

تابع كلامه قائلاً: “من أجل نفسك اثبتي قدرتك على النهوض والعيش، كان طوال هذا الوقت يلعب دور الوحش ظناً منه أنه الاقوى وكان مستمتع بتعذيبك لانك كنتي مجرد ارنب ضعيف لكن الادوار قلبت، إنه خيارك، الآن يمكنك ان تصبحي الوحش الذي يمزق هذا الارنب.

جحيم حقيقي؟! انت لم ترى شيء مما رأيته فلا تحكم علي أيها الوحش الحقير.

تذكرِ كل ما فعله بك، أنظرِ حولك وابحثِ بنفسك ستجدين الصواب، ستجدين الوسيلة بداخلك، فقط اعتزمِ واجتهدِ ولا تخافي فلكل مجتهد نصيب”.

قال الرجل بنظره ساخرة: “حقا؟! ما زلت لا تروين نفسك بشكل جيد، سأريك كيف يفعلها الجائعون”.

اتذكر ما فعله بي؟! لا لست بحاجة للتذكر فكل ما فعله يتمثل بالألم الذي أشعر به، لست بحاجة للنظر حولي لفهم الوضع، لم يعمي الخوف بصري وفهمت الوضع مسبقاً.

لست بشخص يستطيع المواكبة، لقد انتهى أمري منذ زمن، لقد فاتني السباق، أنا بالفعل بمؤخرة سباق الحياة، الجميع بالامام وأنا بأقدام محطمة وعقل فارغ لا استطيع اللحاق بهم أبداً.

انا قوية، أنا بالفعل شاهدت الكثير من الوحوش لذا يمكنني أن أصبح اشرسها، الصواب؟! نعم اتباعه هو الصواب، اتباع الأقوى هو الصواب، سأتبع الأقوى حتى أجد ذاتي ونفسي.

صرخت وبكيت وشهقت وغطيت وجهي وتراجعت ومن فعلتي أنا فزعت.

الوسيلة بداخلي، لطالما كانت بداخلي، قلوبنا تعمى بالتقليد فلا نفكر كثيرا بحل مبتكر، لست بحاجة للاجتهاد، أنه سهل، أنا فقط اريد أخذ انتقامي وهذا هو ما يهم، الحل معي، المعطف يحوي بأحد أجيابه سكين.

كلامه هذا؟! وكأنه يخاطبني بكلام أود سماعه، تأنيب ولوم علي تلقيه، أنا لم اسمع بحياتي صوت قريب لهذه الدرجة، كأنه يصدر من فم يخاطب قلبي.

لطالما كان بحوزتي مثل هذه السكين، الهرب، الصراخ، المناجات وطلب المساعدة حتى الدفاع عن النفس والقتل وغيرها من الأمور التي كانت بيدي وكنت استطيع فعلها، كنت اصرف النظر عنها واتجاهلها وكأنها ليست خيارات.

آاااه إنني أستعيد وعي، أين أنا بالضبط؟! هذا يبدو مختلف قليلاً عن الكهف الذي كنت بداخله.

غادر الرجل الضخم وترك وحش وأرنب، بدأت بتمزيق أذنيه ثم قطّعت اعضائه التناسلية ثم أخرجت عينيه من رأسه وامسكت حجر وفتت اسنانه وقطعت خده وشعرت انه يلفظ انفاسه الاخيرة فطعنته ببطنه ثلاث طعنات وبعد لحظة ختمت العرض بطعنة بقلبه.

قال وهو يستدير: “هيا اتبعيني”.

جررته معي وخرجت لأري هذا الشاب أنني استحق الأمر، أريته أنني جائعة، أريته أنني أتضور جوعاً من أجل الخلاص، من اجل النجاة سأتضور جوعاً.

ما هو الذي لا بأس به؟! لا هذا بأس وشديد أيضا.

نظر إلي ببرود عند باب الكهف فرأيت شيء لم أره من قبل، إنه يبدو شاب أكثر مما ظننت، لديه شعر أبيض مربوط ووجهه مشوه قليلاً وجسده ضخم وقوي.

أنا فتاة غارقة لا أنتظر أي شيء سواك، لا أحب أحد سواك، أنا هنا انتظر من اجلك، ايها الموت أنا أناديك وأحلم بك فهل ستلبي مناجاتي؟!

قال وهو يستدير: “هيا اتبعيني”.

اقترب حتى اصبح أمامي تماما ولكنني لم أخف، كنت ارتدي معطف كبير يغطي جسدي ولكن من الداخل لم ارتدي أي شيء وهذا شعور سيء عندما يكون رجل مثله أمامي لكن هذا الرجل مختلف بطريقة ما.

تبعته وأنا أجر جريمة بشعة بيدي سقط عليها ضوء القمر بوسط الغابة فجأة.‬‬‬‬

لا افهم، ماذا تعني؟! هل أنا.. ماذا؟! من؟ ماذا؟ لماذا؟ اين؟ ومتى؟ كله لا يهم، نفذي فقط.

هل هذا ما أنا فعلته؟! كيف فعلته بالضبط؟! هل ساعدتني الظلمة ام أن وسوست هذا الغريب هي ما احدثت الفارق؟!

أخذت حبتين عنب وأكلتهن ونظرت لمصدر الصوت وشعرت أنني بدأت ألمح ملامح من حجمه وشكلة وكان يبدو رجل بشعر طويل وبلا لحية.

ألتفت هءا الشاب لي وأنا ما زلت واقفة بصدمة لرؤية ما بيدي وما فعلته وقال: “ما فعلته ليس بخطأ، لو كان مكانك لفعل ما هو أسوأ”.

امسك يدي ورفعني للأعلى فنهضت، ما زال الدم يملأ جسدي وائحة الجريمة تفوح منه.

لا لا، خطأ، خطا، خطأ، لو كنت بمكانه لما تمنيت أن يفعل بي ما فعلته أنا، حتى لو كان أخطأ بحقي كثيراً ما فعلته ليس بصحيح بحقه.

كانت جراحهم جديدة ولم يتم العناية بها لذا هم إما ميتين أو على وشك الموت.

الأمر لا يتعلق بما فعلته من جريمة بحق هذا الشيطان بل يتعلق بالجريمة التي اقترفتها بحق نفسي.

عاملني الجدين بلطف عندما كنت أفعل شيء حسن لهما وأخوي فعلا المثل كذلك، قررت الإستمرار بهذه الخطوات لعيش حياة جيدة يملؤها الحب.

أنا لا أريد أن أصبح هكذا، الأمر لا يُتقبل، ماذا؟! ما أنا بالضبط؟! لما فعلت ذلك؟! لا أنا لست وحش.

سأفكر كيف سأنجو.

الدموع لا تفيد، الدموع لن تعيد ذاتي، لقد لطخت يداي، أصبحت مثلهم تماما، لا لا أريد، أنا لست بوحش.

تذكرِ كل ما فعله بك، أنظرِ حولك وابحثِ بنفسك ستجدين الصواب، ستجدين الوسيلة بداخلك، فقط اعتزمِ واجتهدِ ولا تخافي فلكل مجتهد نصيب”.

انا لا اشبههم، أنا لا أريد فعل ما يفعلوه، هذا الجحيم لا اريده، لا أريد فعله ولا أريد ان يفعل بي.

قال الرجل وهو ييقظ التوأمين بعنف: “هاي استيقظا بسرعة، استيقظ ايها الأحمق، أنت استيقظ”.

نعم ابكي، فقط ابكي، الوحوش لا تبكي، الشياطين تضحك والبشر يبكون، أمي أنا لست مثلهم، لن أذيك مثلهم، أمي أنا أبكي وأنا لا اشبههم ولن افعل مثلهم.

كانت جراحهم جديدة ولم يتم العناية بها لذا هم إما ميتين أو على وشك الموت.

صرخت وبكيت وشهقت وغطيت وجهي وتراجعت ومن فعلتي أنا فزعت.

آاااه إنني أستعيد وعي، أين أنا بالضبط؟! هذا يبدو مختلف قليلاً عن الكهف الذي كنت بداخله.

مر وقت ولم يحدث أي شيء، لم يرحل ذلك الشاب لكنه لم يخبرني أن اتوقف عن البكاء لكنني بالفعل توقفت.

أمسك بيدي وسرت بجانبه وتركنا خلفنا جثتا التوأمين وكأننا لسنا الفاعلين، وكأننا لم نمر من هنا.

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

لست بشخص يستطيع المواكبة، لقد انتهى أمري منذ زمن، لقد فاتني السباق، أنا بالفعل بمؤخرة سباق الحياة، الجميع بالامام وأنا بأقدام محطمة وعقل فارغ لا استطيع اللحاق بهم أبداً.

قال: “انا آسف، أنا حقا آسف، آسف لما فعلته وآسف من أجلك” إنه يعتذر لي أنا؟!!

اخذت الماء وارتويت، شربت وشربت أكثر من حاجتي حتى، حملت قطعة اللحم وأكلت، انهيت كل شيء أمامي ولم أترك سوى الاوعية وإناء الماء.

تابع قائلاً: “لا أعلم ان كان ما قمت به صحيح أم لا لكن على الأقل أنا أشعر أنني فعلت الصواب من أجلك ليس من أجل نفسي، أنت ما زلت صغيرة بالرغم من ذلك مررتي بجحيم حقيقي، ما كان علي جعل طفلة مثلك تمر بهذا”.

لست بشخص يستطيع المواكبة، لقد انتهى أمري منذ زمن، لقد فاتني السباق، أنا بالفعل بمؤخرة سباق الحياة، الجميع بالامام وأنا بأقدام محطمة وعقل فارغ لا استطيع اللحاق بهم أبداً.

طفلة؟! أنا لست طفلة، أنا بالفعل بالسادسة عشر من عمري.

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

جحيم حقيقي؟! انت لم ترى شيء مما رأيته فلا تحكم علي أيها الوحش الحقير.

أمامي طعام كثير لكن أين أنا وكيف وصلت لهنا؟! آااه هذا مؤلم للغاية، بمجرد تحريك جسدي حركة صغيرة شعرت بالدمار الشامل داخلياً وخارجياً.

قال: “لو امتلك جميع الاطفال فرص متساوية وعادلة منذ ولادتهم وحتى بلوغهم لما كان العالم بهذا السوء، أنت ما زلت طفلة رقيقة ليس عليك ان تخافي بعد الان”.

قال: “انظري إلي” فنظرت ثم صدر صوت خطوات ذلك الرجل الذي كان يخاطبني وكان صوت خطواته يقترب.

اقترب مني وجلس أمامي وانا على الأرض وقال: “أعدك انني سأحميك، سأطعمك، سأسقيك، سألبسك أفضل الملابس واشتري لك كل ما تريديه، فقط لا تبكي، لا تخافي، انتهى كل شيء سيء، ستذهبين لمنزل جيد، لسرير جيد، لطعام جيد وبين أناس جيدين، حسنا؟!”.

أنا لا أريد عيش الجحيم أكثر من ذلك، لا أريد العودة لتلك الحياة القاسية.

امسك يدي ورفعني للأعلى فنهضت، ما زال الدم يملأ جسدي وائحة الجريمة تفوح منه.

استيقظت وشعرت عند استيقاظي بأني نمت لوقت طويل، ذلك الرجل لم يصدر أي صوت خلال نومي ولم يصدر أي حركة لكنه قال فجأة عندما استيقظت: “انهضي”.

نظرت لهذا الشاب وليدي الملطخة فقال: “هيا لنذهب”.

أنا لا أريد عيش الجحيم أكثر من ذلك، لا أريد العودة لتلك الحياة القاسية.

أمسك بيدي وسرت بجانبه وتركنا خلفنا جثتا التوأمين وكأننا لسنا الفاعلين، وكأننا لم نمر من هنا.

طفلة؟! أنا لست طفلة، أنا بالفعل بالسادسة عشر من عمري.

لا نعرف اسماءنا ولا نعرف من نحن ولا نريد المعرفة، نريد انتهاء اليوم فقط.

قال: “من يرضى بالقليل يبقى بالأسفل، نحن الجائعون من نصعد وننهش بكم ونأكلكم أنتم، أنتم من يرضا بالقليل”.

التعب سيطر على قدماي وأشعر أنني سأفقد وعيي، امساك رجل مثله يدي ليس بشيء ارغب به، أريد منه تركي، ما زلت أريد الموت.

بعد أن صرخ علي صمت، توقفت عن البكاء لكن الشهيق لم يتوقف.

ماذا ينتظر شخص مثلي؟! شخص لا يملك اي شيء ولا يرغب بفعل أي شيء، لا شيء سينتظره.

مر وقت ولم يحدث أي شيء، لم يرحل ذلك الشاب لكنه لم يخبرني أن اتوقف عن البكاء لكنني بالفعل توقفت.

سأذهب لحياة طبيعية؟! ومن قال أن الحياة جيدة سواء الطبيعية أو غير ذلك؟!

سأذهب لحياة طبيعية؟! ومن قال أن الحياة جيدة سواء الطبيعية أو غير ذلك؟!

سأذهب اطبخ وامسح وأحضر الماء وأعمل بجد وتعب وشقاء من اجل العيش وهذا ما لا ارغبه أيضاً.

اتذكر ما فعله بي؟! لا لست بحاجة للتذكر فكل ما فعله يتمثل بالألم الذي أشعر به، لست بحاجة للنظر حولي لفهم الوضع، لم يعمي الخوف بصري وفهمت الوضع مسبقاً.

لست بشخص يستطيع المواكبة، لقد انتهى أمري منذ زمن، لقد فاتني السباق، أنا بالفعل بمؤخرة سباق الحياة، الجميع بالامام وأنا بأقدام محطمة وعقل فارغ لا استطيع اللحاق بهم أبداً.

الدموع لا تفيد، الدموع لن تعيد ذاتي، لقد لطخت يداي، أصبحت مثلهم تماما، لا لا أريد، أنا لست بوحش.

احتاج للعودة من جديد، أحتاج لبناء نفسي مرة أخرى، بناء شخصية وذات جديدة ثم الخروج للمحاربة والمكافحة، أحتاج للابتسام لوجوه اكرهها ولا اتقبلها.

بقي صوت الشهيق هو الصوت الوحيد الذي يقطع الصمت الحاد الذي عم هذه الليلة.

لا لا، لا اريد، أنا آسفة لن اتحرك، سأبقى بمكاني ولن ألحق بأحد، لن انظر لأحد وسأنطوي على نفسي، سأنتظر الموت.

اتذكر ما فعله بي؟! لا لست بحاجة للتذكر فكل ما فعله يتمثل بالألم الذي أشعر به، لست بحاجة للنظر حولي لفهم الوضع، لم يعمي الخوف بصري وفهمت الوضع مسبقاً.

نعم بالفعل سانتظره ساكنه لأنني مرهقة، تتوقف الحركة للحظة ويتلاشى الضوء وبلحظة يختفي كل شيء.

ارتعب التوأمين بمجرد فتح عينيهما وحاولا التحرر من حالهم لكن ماذا سيفعلان بأطرافهم المبتورة وافواههم المغلقة؟!

أنا فتاة غارقة لا أنتظر أي شيء سواك، لا أحب أحد سواك، أنا هنا انتظر من اجلك، ايها الموت أنا أناديك وأحلم بك فهل ستلبي مناجاتي؟!

مر وقت ولم يحدث أي شيء، لم يرحل ذلك الشاب لكنه لم يخبرني أن اتوقف عن البكاء لكنني بالفعل توقفت.

ماذا سأفعل؟!

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط