نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 35

كلير.

كلير.

الفصل 35 — كلير .

 

 

 

> داخل البعد السري الغامض .

 

 

 

سرعان ما قرر آراي ما سيفعله ، بادئاً بإنعاش مصاصة الدماء الشبه ميتة ، جزئياً ، مطعماً إياها بعض جرع الشفاء ‘ المعدّة منه ‘. مع محاولة تغذيتها ببعض الإبر المغذية – والتي صنعها لنفسه بطبيعة الحال ، للأوقات الطوارئ كهذه .

سرعان ما إستيقظت M-74 ، بعد ساعةٍ واحدة .

— مر نصف يوم بهذه الطريقة.

 

 

 

بعد مرور كُل هذا الوقت ، كان آراي قد تمكّن من تثبيت حالتها تقريباً ، كان قد شفاها ببعض الجرع و قد خيط ما يستطيع من الجروح – والذي ترك رقوطاً على يديها . لكنه ‎لم يفعل أي شيءٍ بعد لمحاولة إيقاظها ، رغم ذلك ، إستيقظت الفتاة و فتحت عينيها .

جلس الطفل الصغير ذو رداء الساحر الأسود ، على مقعدٍ وضعه مسبقاً على الأرض العشبية . كانت بشرته مستنزفة اللون . أثناء نظره إلى طاولة مستطيلة أمامه ، نامت فوقها جميلةٌ إنسدل شعرها الأسود على الطاولة . غطي جسدها بكفنٍ أبيض و لم يكُ واضحاً من بشرتها شيئاً – بإستثناء وجهها .

 

 

كانتا بلون الياقوت ، حمراء كالدم . برز نابين صغيرين من فمها المفتوح قليلاً .

” أخبرتكِ ، أنا زيرو .”

 

 

‘ علمت بهذا منذ ساعات ، لكن همم…’

” من أنت…؟ ”

 

 

‏‎‘ مصاصة دماء…هذه الفتاة مصاصة دماء حقاً ؟ ‘

إقترب آراي من الفتاة ، و عندما تأكد من كونها نائمة ، بدأ بفحص حالتها الغريبة .

 

رغم أنه توجد عدة شائعاتٍ تقول أن التقنية المستخدمة في ذلك ، هي مرجعيةٌ لحضارة مفقودة . و ليست شيئاً ذاتياً . كانت توجد العديد من النقاشات في الأوساط الأكاديمية حول ذلك .

صُدم آراي قليلاً ، و أكّد شكّه الأولي . كاد لوهلة ، بأن يُلقي بحزمة ثومٍ مقدسة عليها . لكنه تذكر عدم إمتلاكه لمثل هذا الشيء ، بالإضافة إلى كونه بلا فائدة أيضاً .

ما يحدث بعد ذلك دعه للمستقبل .

 

‘ لحسن الحظ ، هذا التلوث مرئيٌ تماماً لي من هنا…’

حسب معرفته ، لم يتأثر مصاصوا الدماء بالثوم أو بالأوتاد الخشبية و حتى الصليب . كان هذا هراءاً ، مثل محاولة قتل إنسان عبر تعريضه للشمس أو إطعامه الماء . لم يغير هذا شيئاً .

كان آراي قد إنتهى خلال ثلاث دقائق .

 

 

‘ مهلاً ، لما فكرت بذلك حتى ؟ ‘

 

 

حسب معرفته ، لم يتأثر مصاصوا الدماء بالثوم أو بالأوتاد الخشبية و حتى الصليب . كان هذا هراءاً ، مثل محاولة قتل إنسان عبر تعريضه للشمس أو إطعامه الماء . لم يغير هذا شيئاً .

كان لدى هذه الفتاة شعرٌ أسود طويل ، و الذي شكّل تناسقاً جميلاً مع عينيها القرمزتين . برز نابان صغيران من فمها و كشر تعبيرها .

 

 

 

لم يكُن عرق مصاصي الدماء من ضمن إهتمامات آراي . لذلك حتى أثناء فترة مكوثه مع مارلين ، فهو لم يقرأ الكثير من الكُتب المتعلقة بشأنهم . إذا كان ليهتم بعرقٍ ما ، فسيكونون ‘ سُكان السماء ‘ و ‘ عشيرة الأشورا ‘ .

 

 

‘ نتج هذا التلوث من الأساس من وجود أثيرٍ خارجي قذر ، قد تسلل إلى روحها ، مما قطع الإتصال بين أساس روحها – مصباح العقل ، مع الطبقة الخارجية – شكل الطيف .’

كان ذلك لأنهم مبدعون للغاية . مما قرأ ، كانوا علماء مخترعين ؛ مثله . لا ، كان سُكان السماء فحسب كذلك ، رغم إمتلاك عشيرة الأشورا لتلك القابلية . إلا أنهم لم يستخدموا العديد من الأسلحة المتطورة في الحرب القديمة ، لكن سجُل في المؤرخات بشأنهم أنهم ذو معدل ذكاء مرتفع ، لكن طغا حبهم للقتال عليهم – كانوا برابرة !

 

 

‏‎‘ دعك من هذا ، علّي علاجها أولاً .‘ أوقف آراي خط أفكاره بعد النظر للفتاة من جديد . بالطبع ، لم يكُن ينوي إستخدامها في أي شيء . قرر أولاً معالجتها و البحث في أمرها قليلاً ، فقد كانت مثيرةً للإهتمام بما فيه الكفاية بعد كُل شيء ، بأصلهما الغامض هذا . وكان لديه عدة أسئلةٍ لها عندما تستيقظ .

من ناحيةٍ أخرى ، كان لسكان السماء نبؤةٌ قديمة يقال بأن أصلها يعود للحقبة الأولى ، بأنه في يومٍ ما سيرتفع عرقهم بلا حدود بمدينتهم المجيدة العائمة و الحرة .

كان لدى هذه الفتاة شعرٌ أسود طويل ، و الذي شكّل تناسقاً جميلاً مع عينيها القرمزتين . برز نابان صغيران من فمها و كشر تعبيرها .

 

 

و قد تحققت هذه النبوءة !

‏‎” غااهه ! ”

 

‘ مهلاً ، لما فكرت بذلك حتى ؟ ‘

في أواخر الحقبة الثالثة ، كان أبيليوس السماوي ، عاهل عائلة أليبا التي إنتمت لإمبراطورية ” سولوم ” المتحدة في القارة الشمالية . قد حقق إنجازاً تاريخياً عبر تحقيق النبوءة ، و صُنع مدينة ‘ ألزابيل ‘ الأسطورية بإستخدام بقايا إحدى عشائر التنانين المنقرضة .

كانت لغة أنتيغون ، هي لغةً موجودةً منذ الحقبة الثالثة . بأصل يعودٍ إلى لغة التنانين العريقة مخلوطةً مع الأركانية ولغةٍ أخرى منسية . شيعت في الجهة الشمالية من القارة الغربية ، بالإضافة إلى القارة الشمالية المنفية . إستخدمتها الأعراق الأخرى بجانب البشر كسُكان السماء ومصاصي الدماء و دواليك . بينما بالعكس ، إنتشرت لغتي آركانا ؛ القديمة و الحديثة في القارة الغربية و الجنوبية المدمرة .

 

 

منذ ذلك الوقت و لا تزال هذه المدينة الضخمة عائمةٍ حتى الآن في العالم – كان هذا مستوىً عالياً من التكنولوجيا والذي يفوق حضارة آركانا !

كف شكّل الروح > شعاع إختراق الروح > كرة الأثير .

 

 

رغم أنه توجد عدة شائعاتٍ تقول أن التقنية المستخدمة في ذلك ، هي مرجعيةٌ لحضارة مفقودة . و ليست شيئاً ذاتياً . كانت توجد العديد من النقاشات في الأوساط الأكاديمية حول ذلك .

 

 

سرعان ما إستيقظت M-74 ، بعد ساعةٍ واحدة .

‘ بتذكر الأمر ، ما زلت أرغب في زيارة هذه المدينة يوماً ما ، تخيل فحسب ذلك المشهد عندما أحلل التكنولوجيا المستخدمة فيها . و عبر ذلك…لا ، مهلاً .’ فكر آراي بتسلية .

 

 

 

‏‎” غااهه ! ”

‏‎توقفت مصاصة الدماء عن الإرتعاش و التحرك بكثرة ، سقطت على الأرض نائمة . عادت ‘ مخالبها ‘ إلى كونها ‘ أظافر ‘ . بينما صغر حجم أنيابها كثيراً . بدا و كأنها قد عادت إلى طبيعتها . نامت على الأرض بسلام ، و خف تعبيرها قليلاً .

 

منذ ذلك الوقت و لا تزال هذه المدينة الضخمة عائمةٍ حتى الآن في العالم – كان هذا مستوىً عالياً من التكنولوجيا والذي يفوق حضارة آركانا !

فجأة ، أطلقت مصاصة الدماء صرخة مبحوحة . رفعت ذراعها و إنقضت عليه . تحولت أظافرها القصيرة إلى مخالب سوداء حادة ، في ضوءٍ قرمزي سريع كانوا فوق وجه آراي .

‏‎‘ تبدو مخيفة . حالتها غير طبيعية على الإطلاق ، هل هي هائجة ؟ ربما الظمأ للدم هو مافعل ذلك بها…نعم قد تحتاج إلى الدماء بدل الطعام . مع ذلك ، هل يُصبح مصاصوا الدماء هكذا في العادة عندما يظمئون ؟ ‘ شعر آراي ببعض الإهتمام ، من ماذا كانت تعاني هذه الفتاة ؟ تذكر معلوماته القليلة حول مصاصي الدماء ، و لم يعلم من أين يبدأ .

 

 

” شا!! ”

بالنسبة للجانب ” الروحي ” فقد عانى جسد روح M-74 بوضوح من ” تلوث ” نتاج سببٍ ما ، والذي قد يكون على الأغلب الأثير الموجود في أنحاء هذه الغابة ، أذاها التعرض له لفترةٍ طويلة . كانت آثار هذا التلوث هي المتسبب في حالتها ” الهائجة ” . جاعلاً إياها بلا عقل . لحُسن الحظ ، لم يكُن التلوث شديداً ، و آمن آراي في قدرته على علاجه بطرقه الخاصة – كإختبارٍ أول .

 

 

‘ مزعجةٌ للغاية ، ألا ترين أنني أعاني من صداعٍ هنا ؟ ‘

حسب معرفته ، لم يتأثر مصاصوا الدماء بالثوم أو بالأوتاد الخشبية و حتى الصليب . كان هذا هراءاً ، مثل محاولة قتل إنسان عبر تعريضه للشمس أو إطعامه الماء . لم يغير هذا شيئاً .

 

‏‎” ووش ! ”

رفع آراي حاجبه ، و تفاعل بسرعة دون أن يذعر . أضاء ‘ خاتم لاسكا ‘ أسفل إصبعه السببابة ، و ظهرت دائرة سحرية بيضاء أمام كفه .

بالتحقق من جسدها أولاً ، لم تعاني M-74 سوى من بضع أمراضٍ بسبب سوء التغذية وما إلى ذلك . كانت ديناميكية جسدها ” الطبيعية ” مختلفةً عن البشر ، مما جعل آراي حائراً بشأن ماهية ” كونها في حالة طبيعية ” دون أمراض . على أي حال ، كان قد عالج ما تمكن من تشخيصه كـ” مرض ” ؛ من الناحية الجسدية .

 

منذ ذلك الوقت و لا تزال هذه المدينة الضخمة عائمةٍ حتى الآن في العالم – كان هذا مستوىً عالياً من التكنولوجيا والذي يفوق حضارة آركانا !

“[ تقييد ].”

 

 

 

‏‎” ووش ! ”

 

 

 

إمتد حبلٌ أبيض سميك من الدائرة السحرية ، و إلتف حول مصاصة الدماء . قاومت الفتاة ، و حاولت النضال . مزقت الحبل بمخالبها ، لكنه تجدد بإستمرار مع كُل قطع بلا حدود .

‘ مثيرٌ للإهتمام ، أليس من داخل هذا البعد ؟ إنها من النصف الآخر بالتأكيد .’

 

 

‏‎” غاووو…! ”

 

 

‏‎‘ نبضها سليم و أقوى من السابق ، مازالت تفتقر إلى الغذاء لذلك لا تملك الكثير من الطاقة . جسدها ضعيف ، لكنه إحتفظ ببعض القوة ، مثل التي أظهرتها للتو .‘

كانت هذه تعويذةً من المستوى الأول ، و التي أصبحت في المستوى الثاني عبر تعزيز خاتم لاسكا . لم تكن شيئاً يُمكن أن تمزقه الفتاة بحالتها الضعيفة و الجائعة ، حتى لو بدت هائجةً الآن .

– كان من الجيد توقع حدوث مثل هذا الشيء .

 

 

– كان من الجيد توقع حدوث مثل هذا الشيء .

أطلقت مصاصة الدماء الشابة مجموعات صرخات بدت أقرب إلى زئير مفترسٍ شره . نظرت بأعينها الدموية ذات الشراهة المرئية إلى آراي راغبةً في إفتراسه ، تساقط لعابها على الأرض ، و أصبحت أنيابها أكبر عن السابق . بدت كوحشٍ مسعور .

 

هزت الفتاة رأسها مشيرةً إلى أنها أساء فهمها . عبست فجأة ، ونظرت إلى نفسها . قبل أن تخرج نفساً ويتفاقم عبوسها. هزت رأسها مجدداً ، قبل قول :” ليس هذا ما أقصده ، هل…لك علاقةٌ بي ؟ لما أنا هنا ؟ ” كان صوتها مبحوحاً إلى حدٍ ما بنبرة منخفضة ، مع تلميحٍ واضح من البرودة . لم يبدو كأمر ، بل كسؤالٍ عادي ، دون أي نوايا .

أطلقت مصاصة الدماء الشابة مجموعات صرخات بدت أقرب إلى زئير مفترسٍ شره . نظرت بأعينها الدموية ذات الشراهة المرئية إلى آراي راغبةً في إفتراسه ، تساقط لعابها على الأرض ، و أصبحت أنيابها أكبر عن السابق . بدت كوحشٍ مسعور .

عدلّت الفتاة جلستها على الطاولة المعدنية الباردة . رفعت رأسها فجأة ، ونظرت إلى آراي لمدة من الوقت بصمت بعينيها المضيئتين كالقمر الدموي قبل أن تتحدث .

 

 

‏‎‘ تبدو مخيفة . حالتها غير طبيعية على الإطلاق ، هل هي هائجة ؟ ربما الظمأ للدم هو مافعل ذلك بها…نعم قد تحتاج إلى الدماء بدل الطعام . مع ذلك ، هل يُصبح مصاصوا الدماء هكذا في العادة عندما يظمئون ؟ ‘ شعر آراي ببعض الإهتمام ، من ماذا كانت تعاني هذه الفتاة ؟ تذكر معلوماته القليلة حول مصاصي الدماء ، و لم يعلم من أين يبدأ .

 

 

 

أخرج إحدى السلاسل الثقيلة التي إشتراها سابقاً لربط العبيد الثائرين من حقيبته البعدية ، و بدأ بربط مصاصة الدماء الشابة . كان عليه فعل ذلك ، قبل أن تنفذ المانا من الحبل السحري لأنها ستتحرر في تلك الحالة . عندما إنتهى من ربطها بالكاد ، أوقف إستخدام التعويذة . رغم ذلك ، عاندت الفتاة آراي و إستمرت بالنضال .

 

 

‘ مزعج ! مزعجٌ للغاية ! أوه لا ، عواطفي ثائرةٌ قليلاً…لقد بدأت أتأثر أنا الآخر ، هاه ؟ كم سأستغرق حتى أصل لمستواها ؟ نصف شهر ؟ شهر ؟ هاه ، هذا مزعج أيضاً .’

‘ أنتِ آنسة ، لكنِك تُريدنني أن أكون فظاً تجاهك ؟ تسك .‘ قرر آراي ألا يتصرف كرجلٍ نبيل أكثر ، و رفع يده.

 

 

 

‏‎” باك ! ”

 

 

 

‏‎توقفت مصاصة الدماء عن الإرتعاش و التحرك بكثرة ، سقطت على الأرض نائمة . عادت ‘ مخالبها ‘ إلى كونها ‘ أظافر ‘ . بينما صغر حجم أنيابها كثيراً . بدا و كأنها قد عادت إلى طبيعتها . نامت على الأرض بسلام ، و خف تعبيرها قليلاً .

” من أنت…؟ ”

 

 

– لقد ضرب مؤخرة رقبتها ببساطة .

 

 

 

إقترب آراي من الفتاة ، و عندما تأكد من كونها نائمة ، بدأ بفحص حالتها الغريبة .

 

 

‘ أنتِ آنسة ، لكنِك تُريدنني أن أكون فظاً تجاهك ؟ تسك .‘ قرر آراي ألا يتصرف كرجلٍ نبيل أكثر ، و رفع يده.

‏‎‘ نبضها سليم و أقوى من السابق ، مازالت تفتقر إلى الغذاء لذلك لا تملك الكثير من الطاقة . جسدها ضعيف ، لكنه إحتفظ ببعض القوة ، مثل التي أظهرتها للتو .‘

بعد مرور هذا الوقت . كان قد تمكّن تقريباً من فهم ما تعاني منه هذه الفتاة ؛ M-74 . بالطبع ، لم يسمها آراي بذلك رغبةً منه في إستخدامها كعينة ، بل لأنه لم يرد مناداتها بـ‘ الفتاة ‘ طيلة الوقت في ذهنه .

 

‏‎‘ بشرتها شاحبةٌ للغاية ، هل هذا لونٌ طبيعي أم لإفتقارها لأشعة الشمس ؟ لا ، بدلاً من ذلك ، السؤال الأصح هو لكم إستمرت داخل البعد السري ؟ من المستحيل أنها بقت منذ تأسس ذلك البعد ، كانت ستكون هيكلاً عظمياً قديماً في تلك الحالة .’

عمل عقله بسرعة ، و فكر في إحتمالاتٍ كثيرة .

 

” سووش.”

‘ همم ، هل تُوجد حضارة لمصاصي الدماء هنا ؟ شيءٌ مثل مستعمرةٍ لهم ؟ هذا منطقي أكثر من الأول . ربما تم نفيُهما الخارج كعقابٍ ما ؟ في هذه الحالة ، سيفسر ذلك سبب شحوب بشرتها بشدة… ‘ ربط آراي الدلائل التي كانت بحوزته مشكلاً خط أفكارٍ منطقي ، أثناء إفتراض بعض السيناريوهات و الإحتمالات الممكنة . ‘ لكن في تلك الحالة ، ما خطب هذا البعد السري بحق الجحيم ؟ هذه أول مرة أرى فيه شيئاً كهذا ، بعدٌ سري يحتوي على ما يبدو و كأنه غوبلن متحور ، علاوةً على أشوراغون و الآن مصاصا دماء ؟ سيصنع هذا ضجةً بالتأكيد في حال إنتشر…يبدو أنه مقبلٌ على ذلك بالفعل .’

 

 

إستقامت M-74 بجلسةٍ عادية ، ثم نظرت إلى آراي . كانت توجد دقيقةٌ من الصمت ، قبل أن تلمع عيناها قليلاً وكأنها قد فهمت شيئاً ما .

لم يقرأ آراي من قبل بوجود شيءٍ كهذا على الإطلاق ! كان هذا هو حقاً ما يُطلق عليه بالـ” الرابط العجيب ” .

‏‎” باك ! ”

 

 

أخذ جزئاً من قماش رداءها البالي ، و نظر إليه .

 

 

 

‘ زي الفتاة بالٍ و ممزق ، لكنه ليس بذلك القدم بالإضافة إلى أن التمزقات مصتنعة . بالنظر إلى زي الفتى ، على الأرجح عمر هذه الملابس بضع أشهر فقط . القماش لم يبدأ بالتحلل بعد ، و الغبار حتى أقل من ذلك ؛ عكس الصخور و العظام…’

‘ أعتقد أنني سأبدأ .‘

 

 

‘ أوه! ماذا لو كان هذا البعد السري مصنوعاً من تجمع بعض الهاربين من الأشورا في أوقات الحرب ، والذي بدوره كّون ذلك الغوبلن الأزرق بعد التحور لأجيال ؟ لكن هذه الفرضية ممتلئةٌ بالأخطاء…رغم كونها الأكثر معقوليةً حتى الآن .‘

 

 

‏‎‘ يبدو أنه قد تم التخلي عنهما لكونهم وحيدين في مثل ذلك المكان المهجور و القاتم…وحيدة ، هاه ؟ ‘

عمل عقله بسرعة ، و فكر في إحتمالاتٍ كثيرة .

سرعان ما قرر آراي ما سيفعله ، بادئاً بإنعاش مصاصة الدماء الشبه ميتة ، جزئياً ، مطعماً إياها بعض جرع الشفاء ‘ المعدّة منه ‘. مع محاولة تغذيتها ببعض الإبر المغذية – والتي صنعها لنفسه بطبيعة الحال ، للأوقات الطوارئ كهذه .

 

رغم أنه توجد عدة شائعاتٍ تقول أن التقنية المستخدمة في ذلك ، هي مرجعيةٌ لحضارة مفقودة . و ليست شيئاً ذاتياً . كانت توجد العديد من النقاشات في الأوساط الأكاديمية حول ذلك .

‏‎‘ دعك من هذا ، علّي علاجها أولاً .‘ أوقف آراي خط أفكاره بعد النظر للفتاة من جديد . بالطبع ، لم يكُن ينوي إستخدامها في أي شيء . قرر أولاً معالجتها و البحث في أمرها قليلاً ، فقد كانت مثيرةً للإهتمام بما فيه الكفاية بعد كُل شيء ، بأصلهما الغامض هذا . وكان لديه عدة أسئلةٍ لها عندما تستيقظ .

كان لدى هذه الفتاة شعرٌ أسود طويل ، و الذي شكّل تناسقاً جميلاً مع عينيها القرمزتين . برز نابان صغيران من فمها و كشر تعبيرها .

 

 

‏‎‘ يبدو أنه قد تم التخلي عنهما لكونهم وحيدين في مثل ذلك المكان المهجور و القاتم…وحيدة ، هاه ؟ ‘

أخرج إحدى السلاسل الثقيلة التي إشتراها سابقاً لربط العبيد الثائرين من حقيبته البعدية ، و بدأ بربط مصاصة الدماء الشابة . كان عليه فعل ذلك ، قبل أن تنفذ المانا من الحبل السحري لأنها ستتحرر في تلك الحالة . عندما إنتهى من ربطها بالكاد ، أوقف إستخدام التعويذة . رغم ذلك ، عاندت الفتاة آراي و إستمرت بالنضال .

 

بالطبع ، كانت المغادرة لا تزال الأولوية .

لم يكُن آراي ليعالجها و يعتني بها مجاناً ، لم يظن أنه رحيمٌ إلى هذا الحد . ربما في بعض الأحيان ، في حال لم يوجد ضررٌ عليه في الموضوع ؟ لا ، لقد كانت شخصاً محتاجاً في نظره ، كان سيعالجها مجاناً حقاً بدون أي نوايا خفية . رغم كونه خجولاً بحيث ينكر الأمر . على أي حال ، كان لديه القدرة و لم يوجد مانع في ذلك .

 

 

 

ما يحدث بعد ذلك دعه للمستقبل .

 

 

حسب معرفته ، لم يتأثر مصاصوا الدماء بالثوم أو بالأوتاد الخشبية و حتى الصليب . كان هذا هراءاً ، مثل محاولة قتل إنسان عبر تعريضه للشمس أو إطعامه الماء . لم يغير هذا شيئاً .

 

 

‘ بتذكر الأمر ، ما زلت أرغب في زيارة هذه المدينة يوماً ما ، تخيل فحسب ذلك المشهد عندما أحلل التكنولوجيا المستخدمة فيها . و عبر ذلك…لا ، مهلاً .’ فكر آراي بتسلية .

مرت بضع أيام .

كف شكّل الروح > شعاع إختراق الروح > كرة الأثير .

 

‏‎‘ بشرتها شاحبةٌ للغاية ، هل هذا لونٌ طبيعي أم لإفتقارها لأشعة الشمس ؟ لا ، بدلاً من ذلك ، السؤال الأصح هو لكم إستمرت داخل البعد السري ؟ من المستحيل أنها بقت منذ تأسس ذلك البعد ، كانت ستكون هيكلاً عظمياً قديماً في تلك الحالة .’

جلس الطفل الصغير ذو رداء الساحر الأسود ، على مقعدٍ وضعه مسبقاً على الأرض العشبية . كانت بشرته مستنزفة اللون . أثناء نظره إلى طاولة مستطيلة أمامه ، نامت فوقها جميلةٌ إنسدل شعرها الأسود على الطاولة . غطي جسدها بكفنٍ أبيض و لم يكُ واضحاً من بشرتها شيئاً – بإستثناء وجهها .

‏‎‘ دعك من هذا ، علّي علاجها أولاً .‘ أوقف آراي خط أفكاره بعد النظر للفتاة من جديد . بالطبع ، لم يكُن ينوي إستخدامها في أي شيء . قرر أولاً معالجتها و البحث في أمرها قليلاً ، فقد كانت مثيرةً للإهتمام بما فيه الكفاية بعد كُل شيء ، بأصلهما الغامض هذا . وكان لديه عدة أسئلةٍ لها عندما تستيقظ .

 

 

‘ أعتقد أنني سأبدأ .‘

 

 

مرت بضع أيام .

بعد مرور هذا الوقت . كان قد تمكّن تقريباً من فهم ما تعاني منه هذه الفتاة ؛ M-74 . بالطبع ، لم يسمها آراي بذلك رغبةً منه في إستخدامها كعينة ، بل لأنه لم يرد مناداتها بـ‘ الفتاة ‘ طيلة الوقت في ذهنه .

‘ أنتِ آنسة ، لكنِك تُريدنني أن أكون فظاً تجاهك ؟ تسك .‘ قرر آراي ألا يتصرف كرجلٍ نبيل أكثر ، و رفع يده.

 

 

بالتحقق من جسدها أولاً ، لم تعاني M-74 سوى من بضع أمراضٍ بسبب سوء التغذية وما إلى ذلك . كانت ديناميكية جسدها ” الطبيعية ” مختلفةً عن البشر ، مما جعل آراي حائراً بشأن ماهية ” كونها في حالة طبيعية ” دون أمراض . على أي حال ، كان قد عالج ما تمكن من تشخيصه كـ” مرض ” ؛ من الناحية الجسدية .

 

 

كانت توجد عدة مجموعات من اللغات في العالم و قلةٌ منها فقط ما شيعت . على سبيل المثال ، إستُخدِمَت لغة مارلين القديمة في القارة الجنوبية و الغربية في الطقوس السحرية ؛ منذ أوساط الحقبة الثانية . عادت لغة مارلين أيضاً إلى نفس أصل لغة أنتيغون – إلى لغة التنانين . لكنها لم تكُن اللغة السحرية الوحيدة في العالم . كانت توجد أيضاً لغة أدلهان العريقة و الشائعة لدى الأرواح في عالم الأرواح ، اليُؤروبية المستخدمة لدى سكان القارة المركزية ، و لغة التنانين القديمة المنقرضة !

خلاف ذلك ، تطلب باقي ما تعاني منه بعض الوقت فحسب .

 

 

‘ لا ليل و لا نهار في هذا المكان ، يعلم الآله وحده كم لبثت هنا . بإستثناء الوقت الذي فاقداً به للوعي ، فقد مرت 204 ساعة حسبتها بنفسي ؛ ما يساوي ثمانية أيام تقريباً…‘

بالنسبة للجانب ” الروحي ” فقد عانى جسد روح M-74 بوضوح من ” تلوث ” نتاج سببٍ ما ، والذي قد يكون على الأغلب الأثير الموجود في أنحاء هذه الغابة ، أذاها التعرض له لفترةٍ طويلة . كانت آثار هذا التلوث هي المتسبب في حالتها ” الهائجة ” . جاعلاً إياها بلا عقل . لحُسن الحظ ، لم يكُن التلوث شديداً ، و آمن آراي في قدرته على علاجه بطرقه الخاصة – كإختبارٍ أول .

‘ ليست آركانا ؟ هذا معقول…همم ، أعرف هذا النطق . على ما أعتقد أنه يعود للغة…‘

 

‏‎‘ مصاصة دماء…هذه الفتاة مصاصة دماء حقاً ؟ ‘

– كان من المُحتم أن تكون عينة تجارب في كُل الأحوال .

‘ لحسن الحظ ، هذا التلوث مرئيٌ تماماً لي من هنا…’

 

 

بدأ آراي بعدة خطواتٍ بسيطة :

‘ لا ليل و لا نهار في هذا المكان ، يعلم الآله وحده كم لبثت هنا . بإستثناء الوقت الذي فاقداً به للوعي ، فقد مرت 204 ساعة حسبتها بنفسي ؛ ما يساوي ثمانية أيام تقريباً…‘

 

 

كف شكّل الروح > شعاع إختراق الروح > كرة الأثير .

 

 

 

” سووش.”

 

 

سرعان ما تشكّلت كرٌ صغيرة من الأثير فوق كف آراي ، والذي بدوره قد أجبر هذه الكرة على الدخول إلى روح M-74 ! فعل آراي ذلك بطريقةٍ لم ” تُخترق ” فيها روح الفتاة .

سرعان ما تشكّلت كرٌ صغيرة من الأثير فوق كف آراي ، والذي بدوره قد أجبر هذه الكرة على الدخول إلى روح M-74 ! فعل آراي ذلك بطريقةٍ لم ” تُخترق ” فيها روح الفتاة .

 

 

 

‘ لحسن الحظ ، هذا التلوث مرئيٌ تماماً لي من هنا…’

 

 

و قد تحققت هذه النبوءة !

” غاوهه!!”

 

 

 

أطلقت مصاصة الدماء المقيدة على الطاولة تعبيراً شرساً فجأة ، عندما بدأت بالنضال و الصراخ ، كوحشٍ مقيد بهمجية . كانت أنيابها الصغيرة و الوسخة واضحة ، أطلقت رائحةً كريهة مختلطةً مع شراسةً و همجية قد جعلت عصباً يبرز في جبين الطبيب عديم الصبر .

بالطبع ، كانت المغادرة لا تزال الأولوية .

 

 

‘ مزعج ! مزعجٌ للغاية ! أوه لا ، عواطفي ثائرةٌ قليلاً…لقد بدأت أتأثر أنا الآخر ، هاه ؟ كم سأستغرق حتى أصل لمستواها ؟ نصف شهر ؟ شهر ؟ هاه ، هذا مزعج أيضاً .’

 

 

 

عندما رأى آراي بأن ” خلية الدم البيضاء ” التي صنعها قد أحاطت بـ” الفيروس الخبيث ” داخل روح M-74 . فرقع بإصابعه ، مما جعل الكرة الصغيرة بداخل رأسها تنفجر على الفور . إنتشر الأثير الشفاف في كُل مكان ، بطريقةٍ غير عشوائية ، و بدأ بالتمحوط حول البقع السوداء .

 

 

 

‘ عبر إحاطة هذا التلوث ببعض الأثير الخارجي و تغليفه به ثم إستئصاله…لحسن الحظ ، لا يحتاج الأمر سوى مخيلة واضحة ، تم الأمر تقريباً .’

كانتا بلون الياقوت ، حمراء كالدم . برز نابين صغيرين من فمها المفتوح قليلاً .

 

خلاف ذلك ، تطلب باقي ما تعاني منه بعض الوقت فحسب .

كان آراي قد إنتهى خلال ثلاث دقائق .

 

 

 

عامت كتلةٌ من الأثير التي كانت بحجم البيض فوق كف آراي ، قبل أن يلقي به بعيداً – على الأرض العشبية السوداء .

أخرج إحدى السلاسل الثقيلة التي إشتراها سابقاً لربط العبيد الثائرين من حقيبته البعدية ، و بدأ بربط مصاصة الدماء الشابة . كان عليه فعل ذلك ، قبل أن تنفذ المانا من الحبل السحري لأنها ستتحرر في تلك الحالة . عندما إنتهى من ربطها بالكاد ، أوقف إستخدام التعويذة . رغم ذلك ، عاندت الفتاة آراي و إستمرت بالنضال .

 

 

‘ نتج هذا التلوث من الأساس من وجود أثيرٍ خارجي قذر ، قد تسلل إلى روحها ، مما قطع الإتصال بين أساس روحها – مصباح العقل ، مع الطبقة الخارجية – شكل الطيف .’

‏‎‘ نبضها سليم و أقوى من السابق ، مازالت تفتقر إلى الغذاء لذلك لا تملك الكثير من الطاقة . جسدها ضعيف ، لكنه إحتفظ ببعض القوة ، مثل التي أظهرتها للتو .‘

 

– لقد ضرب مؤخرة رقبتها ببساطة .

‘ كانت هذه حالةً مثيرةً للإهتمام ، لقد إستحقت العلاج بالتأكيد .’

‘ بتذكر الأمر ، ما زلت أرغب في زيارة هذه المدينة يوماً ما ، تخيل فحسب ذلك المشهد عندما أحلل التكنولوجيا المستخدمة فيها . و عبر ذلك…لا ، مهلاً .’ فكر آراي بتسلية .

 

 

لخّص آراي فوائده الطفيفة مستفيداً من هذه العملية.

أخرج آراي ساعته الفضية ، وبدأ بحساب الوقت جالساً بهدوء على مقعده . أثناء نظره إلى ” الأميرة النائمة ” أمامه بأعين قاتمة .

 

 

‘ لم يتبقى الآن سوى الإنتظار ، والتعامل مع…التبعات .‘

سرعان ما إستيقظت M-74 ، بعد ساعةٍ واحدة .

 

‘ لحسن الحظ ، هذا التلوث مرئيٌ تماماً لي من هنا…’

أخرج آراي ساعته الفضية ، وبدأ بحساب الوقت جالساً بهدوء على مقعده . أثناء نظره إلى ” الأميرة النائمة ” أمامه بأعين قاتمة .

 

 

إمتد حبلٌ أبيض سميك من الدائرة السحرية ، و إلتف حول مصاصة الدماء . قاومت الفتاة ، و حاولت النضال . مزقت الحبل بمخالبها ، لكنه تجدد بإستمرار مع كُل قطع بلا حدود .

‘ لا ليل و لا نهار في هذا المكان ، يعلم الآله وحده كم لبثت هنا . بإستثناء الوقت الذي فاقداً به للوعي ، فقد مرت 204 ساعة حسبتها بنفسي ؛ ما يساوي ثمانية أيام تقريباً…‘

‘ همم ، هل تُوجد حضارة لمصاصي الدماء هنا ؟ شيءٌ مثل مستعمرةٍ لهم ؟ هذا منطقي أكثر من الأول . ربما تم نفيُهما الخارج كعقابٍ ما ؟ في هذه الحالة ، سيفسر ذلك سبب شحوب بشرتها بشدة… ‘ ربط آراي الدلائل التي كانت بحوزته مشكلاً خط أفكارٍ منطقي ، أثناء إفتراض بعض السيناريوهات و الإحتمالات الممكنة . ‘ لكن في تلك الحالة ، ما خطب هذا البعد السري بحق الجحيم ؟ هذه أول مرة أرى فيه شيئاً كهذا ، بعدٌ سري يحتوي على ما يبدو و كأنه غوبلن متحور ، علاوةً على أشوراغون و الآن مصاصا دماء ؟ سيصنع هذا ضجةً بالتأكيد في حال إنتشر…يبدو أنه مقبلٌ على ذلك بالفعل .’

 

 

‘ هيهي لحسن الحظ ، العزلة ليست بذلك السوء . و ليس الأمر كما لو أنني لم أجد أي فائدة بعد .‘

كان لدى هذه الفتاة شعرٌ أسود طويل ، و الذي شكّل تناسقاً جميلاً مع عينيها القرمزتين . برز نابان صغيران من فمها و كشر تعبيرها .

 

 

كانت هذه الغابة تحتوي على بعض الأعشاب السحرية التي لم يرى آراي مثيلاً لها من قبل ، مما أشعل شغفه الخيميائي – محاولاً دمجها في جرعة أو دواء . و الذي لم يبدو و كأنه هدفٌ بعيد المنال ، بل أبسط مما توقع . كان قد إستنتج نحو خمس تركيباتٍ للجرع ذات الدرجة 3 .

‘ أنتِ آنسة ، لكنِك تُريدنني أن أكون فظاً تجاهك ؟ تسك .‘ قرر آراي ألا يتصرف كرجلٍ نبيل أكثر ، و رفع يده.

 

” إسمي…؟ ”

بالطبع ، كانت المغادرة لا تزال الأولوية .

أخرج إحدى السلاسل الثقيلة التي إشتراها سابقاً لربط العبيد الثائرين من حقيبته البعدية ، و بدأ بربط مصاصة الدماء الشابة . كان عليه فعل ذلك ، قبل أن تنفذ المانا من الحبل السحري لأنها ستتحرر في تلك الحالة . عندما إنتهى من ربطها بالكاد ، أوقف إستخدام التعويذة . رغم ذلك ، عاندت الفتاة آراي و إستمرت بالنضال .

 

 

سرعان ما إستيقظت M-74 ، بعد ساعةٍ واحدة .

” من أنت…؟ ”

 

 

فتحت عينيها المتعبتين ، ثم حاولت الوقوف من على الطاولة . لكنها أدركت أنها كانت مقيدة ، إرتبك تعبيرها قليلاً . بالنظر إلى هذا المشهد لبرهة بدقة ، رفع آراي يده محرراً إياها من سلاسل الطاولة .

خلاف ذلك ، تطلب باقي ما تعاني منه بعض الوقت فحسب .

 

‘ مزعج ! مزعجٌ للغاية ! أوه لا ، عواطفي ثائرةٌ قليلاً…لقد بدأت أتأثر أنا الآخر ، هاه ؟ كم سأستغرق حتى أصل لمستواها ؟ نصف شهر ؟ شهر ؟ هاه ، هذا مزعج أيضاً .’

إستقامت M-74 بجلسةٍ عادية ، ثم نظرت إلى آراي . كانت توجد دقيقةٌ من الصمت ، قبل أن تلمع عيناها قليلاً وكأنها قد فهمت شيئاً ما .

 

 

 

” من أنت…؟ ”

‘ أنتِ آنسة ، لكنِك تُريدنني أن أكون فظاً تجاهك ؟ تسك .‘ قرر آراي ألا يتصرف كرجلٍ نبيل أكثر ، و رفع يده.

 

كانت لغة أنتيغون ، هي لغةً موجودةً منذ الحقبة الثالثة . بأصل يعودٍ إلى لغة التنانين العريقة مخلوطةً مع الأركانية ولغةٍ أخرى منسية . شيعت في الجهة الشمالية من القارة الغربية ، بالإضافة إلى القارة الشمالية المنفية . إستخدمتها الأعراق الأخرى بجانب البشر كسُكان السماء ومصاصي الدماء و دواليك . بينما بالعكس ، إنتشرت لغتي آركانا ؛ القديمة و الحديثة في القارة الغربية و الجنوبية المدمرة .

‘ ليست آركانا ؟ هذا معقول…همم ، أعرف هذا النطق . على ما أعتقد أنه يعود للغة…‘

 

 

 

‘ مثيرٌ للإهتمام ، أليس من داخل هذا البعد ؟ إنها من النصف الآخر بالتأكيد .’

 

 

 

تجولت أفكار آراي بلا مبالاة ، ثم إستجاب ببطء مترجماً إسمه المزيف إلى الأنتغونية : ” زيرو .”

 

 

‘ مزعجةٌ للغاية ، ألا ترين أنني أعاني من صداعٍ هنا ؟ ‘

كانت لغة أنتيغون ، هي لغةً موجودةً منذ الحقبة الثالثة . بأصل يعودٍ إلى لغة التنانين العريقة مخلوطةً مع الأركانية ولغةٍ أخرى منسية . شيعت في الجهة الشمالية من القارة الغربية ، بالإضافة إلى القارة الشمالية المنفية . إستخدمتها الأعراق الأخرى بجانب البشر كسُكان السماء ومصاصي الدماء و دواليك . بينما بالعكس ، إنتشرت لغتي آركانا ؛ القديمة و الحديثة في القارة الغربية و الجنوبية المدمرة .

‘ هيهي لحسن الحظ ، العزلة ليست بذلك السوء . و ليس الأمر كما لو أنني لم أجد أي فائدة بعد .‘

 

 

كانت توجد عدة مجموعات من اللغات في العالم و قلةٌ منها فقط ما شيعت . على سبيل المثال ، إستُخدِمَت لغة مارلين القديمة في القارة الجنوبية و الغربية في الطقوس السحرية ؛ منذ أوساط الحقبة الثانية . عادت لغة مارلين أيضاً إلى نفس أصل لغة أنتيغون – إلى لغة التنانين . لكنها لم تكُن اللغة السحرية الوحيدة في العالم . كانت توجد أيضاً لغة أدلهان العريقة و الشائعة لدى الأرواح في عالم الأرواح ، اليُؤروبية المستخدمة لدى سكان القارة المركزية ، و لغة التنانين القديمة المنقرضة !

 

 

بالنسبة للجانب ” الروحي ” فقد عانى جسد روح M-74 بوضوح من ” تلوث ” نتاج سببٍ ما ، والذي قد يكون على الأغلب الأثير الموجود في أنحاء هذه الغابة ، أذاها التعرض له لفترةٍ طويلة . كانت آثار هذا التلوث هي المتسبب في حالتها ” الهائجة ” . جاعلاً إياها بلا عقل . لحُسن الحظ ، لم يكُن التلوث شديداً ، و آمن آراي في قدرته على علاجه بطرقه الخاصة – كإختبارٍ أول .

تعلم آراي قدر ما يستطيع من اللغات لدى معلمه – مارلين خلال الـ6 أعوام ، سهلّت < تحليل > عليه الأمر كثيراً . كان مستواه مقبولاً ، وعلى الأرجح أنه إحتاج فقط لبعض الممارسة في غالب اللغات التي تعلمها…على الأرجح .

” لا…”

 

” إسمي…؟ ”

” من أنتِ ؟ لما أنتِ هنا ؟ ما إسمك ؟ ” لم يكُن آراي شخصاً خجولاً ، لذلك طرح أسئلته الرئيسية – بلا تردد .

” سووش.”

 

‏‎توقفت مصاصة الدماء عن الإرتعاش و التحرك بكثرة ، سقطت على الأرض نائمة . عادت ‘ مخالبها ‘ إلى كونها ‘ أظافر ‘ . بينما صغر حجم أنيابها كثيراً . بدا و كأنها قد عادت إلى طبيعتها . نامت على الأرض بسلام ، و خف تعبيرها قليلاً .

” إسمي…؟ ”

 

 

رفع آراي حاجبه ، و تفاعل بسرعة دون أن يذعر . أضاء ‘ خاتم لاسكا ‘ أسفل إصبعه السببابة ، و ظهرت دائرة سحرية بيضاء أمام كفه .

إفترقت شفاه مصاصة الدماء الشابة و بدت علامات الحيرة واضحةً على محياها .

 

 

 

‘ كما توقعت .‘ أطلق آراي زفيراً بلا وعي ، عدّل جلسته على المقعد و سأل بلطف باسطاً كفه :” هذا صحيح ، إسمك ؛ ما يتم مناداتك به . ألا تذكرينه ؟ ”

 

 

 

وضعت الفتاة يدها على جبينها – بحركة لا إرادية ، أغمضت عينيها وحاولت التذكر . لكنها شعرت بالألم في رأسها فقط – دون أي نتيجة .

 

 

‘ لا ليل و لا نهار في هذا المكان ، يعلم الآله وحده كم لبثت هنا . بإستثناء الوقت الذي فاقداً به للوعي ، فقد مرت 204 ساعة حسبتها بنفسي ؛ ما يساوي ثمانية أيام تقريباً…‘

– كانت فاقدةً للذاكرة !

 

 

” أخبرتكِ ، أنا زيرو .”

” لا ، ليس لدي إسم…أنا لا أذكره .”

‘ زي الفتاة بالٍ و ممزق ، لكنه ليس بذلك القدم بالإضافة إلى أن التمزقات مصتنعة . بالنظر إلى زي الفتى ، على الأرجح عمر هذه الملابس بضع أشهر فقط . القماش لم يبدأ بالتحلل بعد ، و الغبار حتى أقل من ذلك ؛ عكس الصخور و العظام…’

 

سرعان ما تشكّلت كرٌ صغيرة من الأثير فوق كف آراي ، والذي بدوره قد أجبر هذه الكرة على الدخول إلى روح M-74 ! فعل آراي ذلك بطريقةٍ لم ” تُخترق ” فيها روح الفتاة .

عدلّت الفتاة جلستها على الطاولة المعدنية الباردة . رفعت رأسها فجأة ، ونظرت إلى آراي لمدة من الوقت بصمت بعينيها المضيئتين كالقمر الدموي قبل أن تتحدث .

 

 

 

” من أنت ؟ ”

 

 

كان لدى هذه الفتاة شعرٌ أسود طويل ، و الذي شكّل تناسقاً جميلاً مع عينيها القرمزتين . برز نابان صغيران من فمها و كشر تعبيرها .

” أخبرتكِ ، أنا زيرو .”

‘ نتج هذا التلوث من الأساس من وجود أثيرٍ خارجي قذر ، قد تسلل إلى روحها ، مما قطع الإتصال بين أساس روحها – مصباح العقل ، مع الطبقة الخارجية – شكل الطيف .’

 

” لا…”

 

 

 

هزت الفتاة رأسها مشيرةً إلى أنها أساء فهمها . عبست فجأة ، ونظرت إلى نفسها . قبل أن تخرج نفساً ويتفاقم عبوسها. هزت رأسها مجدداً ، قبل قول :” ليس هذا ما أقصده ، هل…لك علاقةٌ بي ؟ لما أنا هنا ؟ ” كان صوتها مبحوحاً إلى حدٍ ما بنبرة منخفضة ، مع تلميحٍ واضح من البرودة . لم يبدو كأمر ، بل كسؤالٍ عادي ، دون أي نوايا .

 

 

 

” علاقة ؟ لا ، لا يوجد شيءٌ كهذا بيننا .”” صادف وأن قابلتكِ هنا ، و كُنتِ مريضة نوعاً ما . مما جعلني أشفيك ؛ لنقل أن هذا إظهار نادر للطف من جانبي…بالطبع ، بإمكانك تفسير فعلتي هذه كما تريدين . فسيشك الشخص الطبيعي بذلك – بالأخص لو كنتِ فتاة . لكن…” لمعت عينا آراي ببريقٍ أبيض بات واضحاً حتى مع وجود القناع ، برد صوته عندما حذّر :” إياك و الشك في نواياي و محاولة ضرّي .”

كانتا بلون الياقوت ، حمراء كالدم . برز نابين صغيرين من فمها المفتوح قليلاً .

بالتحقق من جسدها أولاً ، لم تعاني M-74 سوى من بضع أمراضٍ بسبب سوء التغذية وما إلى ذلك . كانت ديناميكية جسدها ” الطبيعية ” مختلفةً عن البشر ، مما جعل آراي حائراً بشأن ماهية ” كونها في حالة طبيعية ” دون أمراض . على أي حال ، كان قد عالج ما تمكن من تشخيصه كـ” مرض ” ؛ من الناحية الجسدية .

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط