نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 27

دموع غريس ؟

دموع غريس ؟

الفصل 28 — دموع بلورية ؟

 

 

شعر غرينوك بالإثارة ، لم يستطع فهم ما يقوله الشبح ، لكن ذلك لم يمنعه من التحمس . بدا و كأنه قد وجد المكان الملائم !

— 8/1/9989 ق.ج

بعد تناول وجبة عشاءٍ مع سيد هذه القرية المدعو – دونستان. و التحدث معه لفترةٍ من الوقت ، أرسل كليهما في النهاية إلى غرفةٍ قد جهزها خدمُه لهما مسبقاً . بدا هذا الشخص الوقح – دونستان متشبثاً للغاية بهما . فور معرفته لكونهما مغامرين عاليي الرتبة . نتيجةً لذلك قدم لهما عنايةً ممتازة ، دون توانٍ .

 

 

سار رجلان شابان في الطريق ، كان الأول قصيراً بشعرٍ أشقر ، و كان الآخر نحيلاً بشعرٍ كستنائي . بدا متعبَين للغاية .

 

 

” ووش .”

” آيلون أنا متعب .”

مرت بضع ساعات ، إغمق اللون الداكن في السماء ، و أضاء القمر الأحمر الأرض .

 

 

” إذاً أعتقد أن علينا الراحة ، مازالت أمامنا مسافة قبل إدراك العاصمة . علاوةً على ذلك ، فالأنزال في المُدن مكلفةٌ قليلاً .”” هذه القرية خيارٌ أفضل و لو كان لليلةٍ واحدة .”

 

 

” هذا هو ! ”

” حسناً ، سأتبع ما تقول .”

ربما كان سيمنع الأمر لو كان لديه القوة . لكن بدلاً من ذلك ، شعر آراي بالإهتمام أكثر بشأن ما يحدث في القرية من أحداثٍ غريبة . دب الفضول الشديد تجاه الأمر بداخله كشعلة .

 

 

بالقرب منهم ، كانت توجد قريةٌ صغيرة على الطريق إلى العاصمة . كان من الجيد أيضاً الراحة هُناك مؤقتاً .

‘ رباه . يبدو أن خيوط الشفق هذه ليست بظاهرةٍ سحرية عاديةٍ على الإطلاق ، بالنظر في الأمر ، يبدو أن خيوط الشفق هذه تمتص الدماء على الأرض . علاوةً على ذلك ، كان سُكان القرية في السابق مستنزفين و جائعين للغاية ؛ ببشرةٍ شاحبة…’

 

‘ هيهي…لا أعلم ماهذا ، لكن يبدو و كأن غرينوك قد إجتهد لأخذه هاه ؟ ربما قد يعلم رئيس الرابطة…’

 

 

” لكن قبل ذلك ، إحرق هذا الشخص . أنت تملك عنصر نارٍ قوي .”

حل الليل بسرعة .

لم يُلاحظ آيلون سوى للتو ، لكّن شخصاً ما قد ظهر في مجال بصره . سقط الضوء الملتهب من كُرة النار عليه ، و كشف مظهره .

 

” تدخل منزل أحدهم فجأة، ثم تحاول قتله هكذا…هل سمعت بالـ”أداب ” من قبل ؟”

بعد تناول وجبة عشاءٍ مع سيد هذه القرية المدعو – دونستان. و التحدث معه لفترةٍ من الوقت ، أرسل كليهما في النهاية إلى غرفةٍ قد جهزها خدمُه لهما مسبقاً . بدا هذا الشخص الوقح – دونستان متشبثاً للغاية بهما . فور معرفته لكونهما مغامرين عاليي الرتبة . نتيجةً لذلك قدم لهما عنايةً ممتازة ، دون توانٍ .

 

 

‘ علي البدأ ! أرجو أن لا يجذب هذا أي إنتباه .’

في غرفته ، كان بإمكان غرينوك سماع أصوات آهات و إصطدامات عالية في الغرفة المجاورة . هز رأسه و قمع رغباته ، ثم تسلل من الغرفة في جنح الليل . سرعان ما وصل خارجاً ، و ذُهل فور رؤيته للسماء .

 

 

” هل مات هذا المختار في نهاية رحلته ؟ هل أدرك أنه عاش حياةً عديمة الفائدة ؟ ”

‘ جميل جداً…’

كان شخصاً ملثماً برداءٍ داكن بدا وكأنه مصنوعٌ من دجى الليل ، طُّرز بنقوش بيضاء أطلقت سحراً جميلاً . كان جسده قصيراً كطفل لم يبلغ بعد . إرتدى قناعاً أبيض اللون ، و تساقطت بضع خصلات فضية لامعة من شعره على قناعه الأبيض .

 

 

في الخارج ، نبضت أضواء الشفق الملونة في السماء النجمية كنوعٍ من النجوم المتكونة حديثاً . كانت فروعها تنتشر في السماء بأبهى الحُلل .

 

 

‘ نعم ، لا مجال للشك ، هذا المكان هو المطلوب .’

 

 

لم تكُن تخمينات آراي هذه أكيدة . لم يهتم كثيراً بما حدث في القرية ، و لم يأثر ذلك به نفسياً سوى لعدم رؤيته لمثل هذا المنظر الخبيث من قبل . لم يكن هذا أكثر من موت بعض الأشخاص الغريبين ، شيئاً لن يضره أو يفيده . فلماذا قد يشعر بعواطف محزنة لموتهم ؟ كان هذا حقاً أمراً مؤسفاً ، ولا أكثر من ذلك — لشخصٍ لا مبالٍ بطبيعته .

أخرج غرينوك ورقة قديمة ، و نظر إليها بعمق . بدا و كأنها مصنوعةٌ من جلدٍ قديم ، كانت تُوجد العديد من الكتابات الباهتة فيها ، والتي إحتاجت إلى إعادة كتابة بحيث أنها لم تُكد تُقرأ .

 

 

‘ ممتاز ! ‘

‘ نعم ، علي فقط الآن الوصول إلى الميراث ! ‘

” الدم ؟ أنت تستطيع إستخدام سحر الدم كذلك ؟ ”

 

تركزت خيوط الأشفاق على شجرةٍ عملاقة . كانت هذه الشجرة خضراء مزرقة ، و تغير لونها إلى الأزرق المخضر إلى الأرجواني . بشكلٍ متموج مزدوج . إنتشرت فروعها الخيالية و المصنوعة من الشفق في السماء في ما بدا و كأنها سلالم صعودٍ لأعالي السماوات ، أثناء عومها على هيئة أخياط أشفاق متلألة كأفرع الأشجار الطويلة . كانت أضواء الشفق تومض و تتراقص في السماء بكُل سريالية . كانت هذه الشجرة مثبتةً في مكانها ، وكأنها قد خرجت من لوحة خيالية ، لم تبدو وكأنها شيءٌ من هذا العالم .

نظر غرينوك حوله بحذر ، و أخفى آثاره قلقاً من تتبع رفيقه آيلون له . كان هذا الميراث ملكاً له وحده ! خطط منذ شهرٍ لكيفية الوصول إلى هذا المكان وحيداً ، لكّن رفيقه آيلون كان له بالمرصاد . عرفا بعضهما جيداً ، بالتالي كانا سيلاحظان ذلك فور إظهار إظهار أحدهما لتحركاتٍ مريبة خارجة عن العادة .

 

 

 

‘ لكن علي الإعتراف ، أنا محظوظ .’

” جلجلة ! جلجلة ! جلجلة ! ”

 

 

إشترى غرينوك هذه الخريطة بالصدفة من شيخٍ قديم في إحدى رحلاته للعاصمة في السابق . مع بعض التحقيق ، إكتشف بأنها قد كانت خريطةً لميراث على ما يبدو ! كان محظوظاً . في هذا العالم ، بحث الجميع عن المواريث . على أي حال ، مع كُل الحروب التي حدثت في التاريخ الطويل ؛ فقد كانت موجودةً في كُل مكان في القارة . و حتى لو لم يبحث عنها أحد ، فقد تكشفت لوحدها مع مرور الوقت .

” الدم ؟ أنت تستطيع إستخدام سحر الدم كذلك ؟ ”

 

كان هذا غير إنسانيٍ للغاية !

إحتوت المواريث على موارد ثمينة و معرفة السحرة القدماء ، و في بعض الأحيان ، كانت توجد سلطات !

 

 

إختفى سريعاً في الهواء ، كرياحٍ خاطفة ، لم يُرى سوى ظله في الظلام .

لذلك ، بحث الجميع عن المواريث . لقد كانت رائعةً و مُهمة ببساطة .

” لهاث…لهاث…”

 

 

كان غرينوك قد خطط بحذر ، حتى يمنع رفيقه – آيلون من عدم معرفة حقيقة إمتلاكه للخريطة . و في حال أظهر أي تحركاتٍ مريبة ، فسيلاحظ آيلون ذلك فوراً .

– كان هذا هو آراي رولان الذي عيّن هذا الكهف كمختبر تجارب له !

 

نظر آراي إلى أغاريس المبتسم بلا هموم . أثناء شربه لدماء أرنبٍ إصطاده للتو . على عكسه الذي بدا و كأنه يحمل هموم العالم ، كان أغاريس طبيعياً . حتى منذ إتفاقهما ، لم يضغط عليه أغاريس كثيراً . في الواقع ، كان كثيراً ما ينسى ذلك حتى . بدا و كأنه يعيش بشكلٍ جيد . حرٌ و غير مقيد .

سرعان ما تسلل غرينوك إلى وسط القرية ، حيث كانت توجد شجرةٌ قديمة كبيرة . نظر إلى الخريطة ثم أومأ لنفسه .

سار رجلان شابان في الطريق ، كان الأول قصيراً بشعرٍ أشقر ، و كان الآخر نحيلاً بشعرٍ كستنائي . بدا متعبَين للغاية .

 

[ نعم ، يبدو أنه أنت ! لا أحد سواك هُنا ، أخيراً وجد أحدٌ هذا المكان…]

‘ علي البدأ ! أرجو أن لا يجذب هذا أي إنتباه .’

 

 

 

بدأ غرينوك بتلاوة ترنيمة طويلة . كانت هذه الترنيمة ، مكتوبةً بلغة آركانا القديمة في الخريطة . تمكّن غرينوك من إعادة صياغة الحروف و تهجئتها بالكاد ، بعد إستخدام قاموسٍ قديم في وقتٍ سابق في إحدى المكاتب . بعد 30 ثانية ، جف حلقه قليلاً ولفظ آخر كلمة : ” [ إظهر ] ! ”

 

 

 

في البداية ، لم يحدث شيء . شعر غرينوك بالحيرة ، هل لفظ الترنيمة بشكلٍ خاطئ ؟ كان هذا محتملاً ، بعد كُل شيء ، لم يكن شخصاً قد درس لغة آركانا القديمة . كان على وشك إعادة الكرة ، مع ذلك ، حدث تغيرٌ في اللحظة الأخيرة فجأة .

تحدث بحماس .

 

نظر آراي إلى أغاريس المبتسم بلا هموم . أثناء شربه لدماء أرنبٍ إصطاده للتو . على عكسه الذي بدا و كأنه يحمل هموم العالم ، كان أغاريس طبيعياً . حتى منذ إتفاقهما ، لم يضغط عليه أغاريس كثيراً . في الواقع ، كان كثيراً ما ينسى ذلك حتى . بدا و كأنه يعيش بشكلٍ جيد . حرٌ و غير مقيد .

” جلجلة ! جلجلة ! جلجلة ! ”

 

 

 

بدأت الشجرة الكبيرة بالإهتزاز . تحركت ذرات الرمال فوق الأرض صعوداً ، و تساقطت أوراق الشجر في كُل مكان في الجو راقصةً بفعل الريح . إرتعش جسد غرينوك ، و ثبتّ نفسه على الأرض بقوة .

 

 

 

‘ إنه قادم ! ‘

” هو لا يختلف كثيراً عن الخاص بهذا العالم ، فالسحر واحد ؛ هو القدرة على إحداث المعجزات ، أليس كذلك ؟ كانت المانا هي الطاقة المستخدمة أيضاً .”” بالنسبة للبشر ، فيتم تحديد وظائفهم و مهاراتهم الخاصة في الكنيسة عندما يبلغون العاشرة .و…ماذا أيضاً ؟ “صمت أغاريس لمدةٍ وجيزة ، بدا و كأنه يحاول التذكر . ” أوه ! كانت توجد أيضاً مستويات ، يتم زيادتها بإكتساب الخبرة مع تطوير الفئة .”

 

‘ فرضاً ، لنقل أن هذه الدماء هي ‘ الأضحية ‘ لشيءٍ ما ، و سحر الفضاء الذي سيأتي هو هذا ‘ الشيء ‘ والذي قد يكون بوابةً لشيءٍ ما أو إستدعاءاً …علاوةً على ذلك ، كانت توجد مصفوفة إخفاء في الخارج ، أليس كذلك ؟ ‘

من الشجرة الكبيرة ، ظهر تموجٌ خفيف كسطح الماء الذي لامسته أوراق الشجر . سرعان ما طار جسمٌ غامض من التموج على الفور !

 

 

إشتعل تعبير أغاريس بإثارة ، شكّلت إنيابه إبتسامةً وحشية و إشتعلت النيران في عينيه . دون النظر لـ آراي ، قفز في السماء ، إنفجرت كرةٌ نارية أسفل قدميه ، و إختفى في خط ضوءٍ قرمزي مشتعل .

” ووش .”

كانت هيئةً طيفية صغيرة ، بلونٍ أبيض مشرق كالأحلام . كان مصنوعاً من الأثير الخيالي . توهج و إنتشر ضوءه كالبدر في السماء . طاف في الهواء ، كغيمةٍ غير مقيدة .

 

إنتصب الشعر على جسده و شعر بالضغط . دبت القشعريرة الباردة أسفل ظهره و إهتزت شفتاه .

كانت هيئةً طيفية صغيرة ، بلونٍ أبيض مشرق كالأحلام . كان مصنوعاً من الأثير الخيالي . توهج و إنتشر ضوءه كالبدر في السماء . طاف في الهواء ، كغيمةٍ غير مقيدة .

 

 

 

‘…هل هذا شبح ؟ ‘

كان هذا حقيقياً على ما يبدو !

 

 

[ أأنت من إستدعاني…؟ ]

 

أشار آراي إلى إيلون خلفه بنصف عين .

تحدث الشبح الغامض فجأة .

 

 

أشار آراي إلى إيلون خلفه بنصف عين .

[ نعم ، يبدو أنه أنت ! لا أحد سواك هُنا ، أخيراً وجد أحدٌ هذا المكان…]

أوه ؟ كان هذا السيناريو مألوفاً .

 

كان آراي يأكل وجبةً أعدها مسبقاً ، والتي كانت موجودة داخل حقيبته البعدية . كانت شيئاً معلباً . بعد المسيرة لكُل هذا الوقت لم يشعر أغاريس بالتعب ، لكَن آراي قد فعل ذلك . لذلك أخبره بأنه سيرتاح مؤقتاً . شعر آراي بأنه لم يأكل منذ مدة ، وكان كذلك بالفعل . حيث أنه لم يأكل ليومين تقريباً . مع ذلك ، لم يشعر بالكثير من الجوع . لولا صراخ جسده برغبته بالطاقة بسبب مشيه الآن ، لكان قد إستمر على حالته هذه .

شعر غرينوك بالإثارة ، لم يستطع فهم ما يقوله الشبح ، لكن ذلك لم يمنعه من التحمس . بدا و كأنه قد وجد المكان الملائم !

” أكيد ! أنا الدمار القرمزي ، تنينٌ دموي بثلاث عناصر . النار ، الظلام ، و الدم ! ”

 

 

” هل أنت مالك الميراث ؟ ”

 

 

 

[ ميراث ؟ أها ! نعم ، يوجد ميراثٌ هنا ! مع ذلك…بئساً ، لا يوجد وقت.] فجأة ، تموج الشكل الشبحي بغرابة . سقطت دمعةٌ واحدة ، دمعتان ، ثلاثة…سقطت ثلاث دموعٍ من عيني الشبح الغامض على الأرض . لم تختفي في التراب ، سرعان ما أظهرت الدموع أصواتاً صقيعية باردة ، قبل أن تتبلور لما بدا كخامٍ نقي . بداخل هذه الدموع البلورية ، نبض ضوءٌ أخضر مزرق منتشراً عبرها .

نظر غرينوك حوله بحذر ، و أخفى آثاره قلقاً من تتبع رفيقه آيلون له . كان هذا الميراث ملكاً له وحده ! خطط منذ شهرٍ لكيفية الوصول إلى هذا المكان وحيداً ، لكّن رفيقه آيلون كان له بالمرصاد . عرفا بعضهما جيداً ، بالتالي كانا سيلاحظان ذلك فور إظهار إظهار أحدهما لتحركاتٍ مريبة خارجة عن العادة .

 

لم يُلاحظ آيلون سوى للتو ، لكّن شخصاً ما قد ظهر في مجال بصره . سقط الضوء الملتهب من كُرة النار عليه ، و كشف مظهره .

‘ هذا…هل له علاقةٌ بالميراث ؟ ماهذا الشبح على أي حال؟ مُريب ! مع ذلك…’لمع الجشع النقي في عيني غرينوك ، أخبرته حاسته السادسة بأن هذه الدموع البلورية ثمينة .

 

 

 

[ أنا…أحتاجك لأن—] بدأ الشبح بالتمايل كاللهب . كانت كتلته الطيفية تقل ، و كأنه نيرانٌ تستهلك نفسها .[—ت&%$!! ]

نظر أغاريس إلى النيران المشتعلة ، و بدأت صورٌ من الماضي في التجسد في طيات ألسنة اللهب المشتعلة .

 

لم يستطيع غرينوك فهم أي كلمةٍ مما يقوله الشبح ، و لم يستطع سماع آخر كلماته .

تحرك آراي ، و وجّه ضربةً بخنجره ، في النهاية ، مات آيلون .

 

 

” بوووم ! ”

لم يُذعر آراي ، بدلاً من ذلك ، تمتم بشيءٍ ما ، ثم تحرك بسرعةٍ خاطفة .

 

 

إنفجر الشبح فجأة .

 

 

 

” سووش ! ”

‘ في الرتبة الثانية المبكرة ، هاه ؟ مت على يدي في النهاية .‘

 

حل الليل بسرعة .

لم يعلم غرينوك ما حدث ، ملئ الضوء الأبيض المكان . إنحسر الضوء خلال ثوان ، و بدأت السماء بالتموج . تراقصت خيوط الشفق بسرعة ، وبدا و كأن شيئاً ما على وشك الحصول . كإنفجارٍ عظيم !

 

 

” سووش ! ”

لم يتأخر غرينوك و بدأ بالركض ! شعر بالخوف ، على أي حال ، كان قد حصل على مراده .

” هل أنت مالك الميراث ؟ ”

 

مع ذلك ، سرعان ما أثبت عكس ذلك .

” غرينوك لقد خدعتني ! ”

 

 

كان هذا غريباً ، في هذا العالم ، كان سحر الدم محصوراً لمصاصي الدماء فحسب . و فئةٌ قليلة من البشر ، ذوي سلطة عنصر الدم . خلاف ذلك ، فرؤية مستخدمٍ لسحر الدم قد كان أمراً نادراً للغاية .

‘ تباً ، هل إستيقظ ؟ هذا أكيدٌ هاه…؟ ‘ لم ينظر غرينوك للخلف ، و زاد سرعة ركضه . تدفقت المانا حوله بسلاسة كغشاءٍ رقيق محيطةً بجسده ، بدأت نواته بإنفاق المانا بمعدلٍ سريع .

‘ من هذا…؟’

 

سرعان ما تسلل غرينوك إلى وسط القرية ، حيث كانت توجد شجرةٌ قديمة كبيرة . نظر إلى الخريطة ثم أومأ لنفسه .

” سووش !! ”

في غرفته ، كان بإمكان غرينوك سماع أصوات آهات و إصطدامات عالية في الغرفة المجاورة . هز رأسه و قمع رغباته ، ثم تسلل من الغرفة في جنح الليل . سرعان ما وصل خارجاً ، و ذُهل فور رؤيته للسماء .

 

إحتوت المواريث على موارد ثمينة و معرفة السحرة القدماء ، و في بعض الأحيان ، كانت توجد سلطات !

إختفى سريعاً في الهواء ، كرياحٍ خاطفة ، لم يُرى سوى ظله في الظلام .

 

 

 

” أنت من طلب ذلك ! ”

 

 

 

” بووم !! ”

كانت أفكاره تتباطئ شيئاً فشيئاً ، بدا و كأنه يفقد إدراكه ببطء . شعر بأن ثقل ما يساوي رجلاً بالغاً قد سقط على روحه . كان هذا الشعور الكبير بالضغط ، شيئاً لم يختبر مثله من قبل .

 

 

بدأت معركةٌ بين الرفيقين السابقين .

 

 

” إستشعرت شيئاً مثيراً للإهتمام ، إنه كبير ! ”

” سووش ! ”

 

” أوه .”” لا ، لم أكُن المختار . لقد كُنت عدواً للكنيسة ، فكيف يُمكن ذلك ؟ كان البطل هو المختار على ما أعتقد .”

سرعان ما مرت ساعة .

 

 

 

” لهاث…لهاث…”

 

 

نظر غرينوك حوله بحذر ، و أخفى آثاره قلقاً من تتبع رفيقه آيلون له . كان هذا الميراث ملكاً له وحده ! خطط منذ شهرٍ لكيفية الوصول إلى هذا المكان وحيداً ، لكّن رفيقه آيلون كان له بالمرصاد . عرفا بعضهما جيداً ، بالتالي كانا سيلاحظان ذلك فور إظهار إظهار أحدهما لتحركاتٍ مريبة خارجة عن العادة .

ركض آيلون عبر الغابة ، كان يشعر بشيءٍ ساخن يحرق معدته ، و حاول جاهداً قمع هذا الألم الحارق . في الحقيقة ، علم بأن عليه قمع هذا الإصابة على الفور ، و إلا كانت ستؤدي بحياته .

‘ في الرتبة الثانية المبكرة ، هاه ؟ مت على يدي في النهاية .‘

 

وجد آراي بلورةً صغيرة معيّنة الشكل ، بحجم أزرار رداءه تقريباً . كانت نقيةً و متلألأة ، بداخلها نبضت أضواء الأشفاق الملونة ؛ كقلبٍ حي . تمكّن آيلون من سرقتها من غرينوك في قتالهما السابق ، مما جعله يصاب لفرحته بها .

‘ هيهي…لا أعلم ماهذا ، لكن يبدو و كأن غرينوك قد إجتهد لأخذه هاه ؟ ربما قد يعلم رئيس الرابطة…’

 

 

 

سرعان ما وجد آيلون مكاناً مثالياً للإختباء ، حيث سيستطيع شفاء نفسه بسلام دون إزعاجٍ من غرينوك .

أوه ؟ كان هذا السيناريو مألوفاً .

 

 

كان كهفاً صغيراً في حواف الغابة ، نبتت الأشجار فوقه . لم يكن واضحاً كثيراً ، و إعتقد آيلون في البداية أنه مجرد تراكمٍ للصخور . في الواقع ، كان هذا مكاناً مثالياً للإختباء ! أليس هذا ماكان يبحث عنه ؟ بدا و كأنه شخصٌ ذو حظٍ جيد .

” وكيف لي أن أعلم ؟ ”

 

 

‘ ممتاز ! ‘

” حسناً ، سأتبع ما تقول .”

 

كان آراي يأكل وجبةً أعدها مسبقاً ، والتي كانت موجودة داخل حقيبته البعدية . كانت شيئاً معلباً . بعد المسيرة لكُل هذا الوقت لم يشعر أغاريس بالتعب ، لكَن آراي قد فعل ذلك . لذلك أخبره بأنه سيرتاح مؤقتاً . شعر آراي بأنه لم يأكل منذ مدة ، وكان كذلك بالفعل . حيث أنه لم يأكل ليومين تقريباً . مع ذلك ، لم يشعر بالكثير من الجوع . لولا صراخ جسده برغبته بالطاقة بسبب مشيه الآن ، لكان قد إستمر على حالته هذه .

‘ بهذه الطريقة بإمكاني شفاء نفسي مؤقتاً في هذا المكان .’

 

 

 

عند دخوله للكهف ، لم يتمكّن آيلون من رؤية المكان . مما دفعه لإشعال تعويذة [ كرة النار ] ، والذي أراه الطريق إلى الأعماق . سار لبضع أقدام ، كان سيقصد عمق الكهف ، لكن في تلك اللحظة . دبت البرودة في صدره كالصقيع المتجمد . إنتشرت هذه البرودة كبلورات ثلجية تجمد نهراً ذو سطحٍ مستوي من رئتيه حتى ملئته بالكامل .

” لقد غادرت العالم قبل أن تتاح لي الفرصة لرؤية ذلك المشهد ، لكن حسناً ، كان لورد الشياطين قوياً للغاية . حسبما أذكر ، فقد إخترق المستوى 97 ! “” علاوةً على ذلك ، يوجد ملوكه الأربع السماويون ، والذي تتراوح مستوياتهم بين 70-93…بينما كان البطل حسبما أذكر في المستوى 65 في آخر مرة ؟ ماتزال أمامه رحلةٌ طويلة لختم لورد الشياطين .” لم يكُن أغاريس متأكداً . كانت ذاكرته بهذا الشأن غير موجودة . شعر بأنه قد نسي العديد من الأمور ، حسناً ، كان هذا غير مهمٍ له .

 

أمام الشجرة ، كانت توجد العديد من الأجهزة السحرية ، والتي ترابطت معاً مكونةً هيئة قرصٍ دائرة عملاق . بنصف قطرٍ مداه عشر أمتار . تركز عددٌ كبير من الجثث العفنة أسفلها ، و كان يوجد مسارٌ طويلاً دموي يمتد منها وصولاً إلى القرص الدائري العملاق . و كأنها مولدة طاقة كبيرة . مطلقةً رائحةٍ دموية عفنة .

” كاك…كاك…”

 

 

” وكيف لي أن أعلم ؟ ”

إنتصب الشعر على جسده و شعر بالضغط . دبت القشعريرة الباردة أسفل ظهره و إهتزت شفتاه .

” لكن قبل ذلك ، إحرق هذا الشخص . أنت تملك عنصر نارٍ قوي .”

 

‘ < تحليل : تحليل تام > ‘

‘ ما…هذا…؟ ‘

 

 

 

كانت أفكاره تتباطئ شيئاً فشيئاً ، بدا و كأنه يفقد إدراكه ببطء . شعر بأن ثقل ما يساوي رجلاً بالغاً قد سقط على روحه . كان هذا الشعور الكبير بالضغط ، شيئاً لم يختبر مثله من قبل .

 

 

 

‘ من هذا…؟’

 

 

 

لم يُلاحظ آيلون سوى للتو ، لكّن شخصاً ما قد ظهر في مجال بصره . سقط الضوء الملتهب من كُرة النار عليه ، و كشف مظهره .

 

 

 

” أوه…همم؟ ”

 

 

‘ نعم ، لا مجال للشك ، هذا المكان هو المطلوب .’

كان شخصاً ملثماً برداءٍ داكن بدا وكأنه مصنوعٌ من دجى الليل ، طُّرز بنقوش بيضاء أطلقت سحراً جميلاً . كان جسده قصيراً كطفل لم يبلغ بعد . إرتدى قناعاً أبيض اللون ، و تساقطت بضع خصلات فضية لامعة من شعره على قناعه الأبيض .

 

 

” ليس أغاريس ؟ ”

” تدخل منزل أحدهم فجأة، ثم تحاول قتله هكذا…هل سمعت بالـ”أداب ” من قبل ؟”

 

 

– كان هذا هو آراي رولان الذي عيّن هذا الكهف كمختبر تجارب له !

كان آراي يأكل وجبةً أعدها مسبقاً ، والتي كانت موجودة داخل حقيبته البعدية . كانت شيئاً معلباً . بعد المسيرة لكُل هذا الوقت لم يشعر أغاريس بالتعب ، لكَن آراي قد فعل ذلك . لذلك أخبره بأنه سيرتاح مؤقتاً . شعر آراي بأنه لم يأكل منذ مدة ، وكان كذلك بالفعل . حيث أنه لم يأكل ليومين تقريباً . مع ذلك ، لم يشعر بالكثير من الجوع . لولا صراخ جسده برغبته بالطاقة بسبب مشيه الآن ، لكان قد إستمر على حالته هذه .

 

” سووش ! ”

” سووش ! ”

‘ نعم ، علي فقط الآن الوصول إلى الميراث ! ‘

 

 

فور رؤيته ، لم يتردد آيلون على الإطلاق ، دون التلفظ بأي كلمة أطلق كرة النار التي جهزها للإضاءة .

 

 

 

لم يُذعر آراي ، بدلاً من ذلك ، تمتم بشيءٍ ما ، ثم تحرك بسرعةٍ خاطفة .

” لهاث…لهاث…”

 

تجنب آراي كرة النار ، و ظهر فجأةً أمام آيلون ملوحاً بخنجره كالبرق .

” ووش ! ”

بدأت معركةٌ بين الرفيقين السابقين .

 

 

تجنب آراي كرة النار ، و ظهر فجأةً أمام آيلون ملوحاً بخنجره كالبرق .

 

 

 

” سووش ! ”

[ ميراث ؟ أها ! نعم ، يوجد ميراثٌ هنا ! مع ذلك…بئساً ، لا يوجد وقت.] فجأة ، تموج الشكل الشبحي بغرابة . سقطت دمعةٌ واحدة ، دمعتان ، ثلاثة…سقطت ثلاث دموعٍ من عيني الشبح الغامض على الأرض . لم تختفي في التراب ، سرعان ما أظهرت الدموع أصواتاً صقيعية باردة ، قبل أن تتبلور لما بدا كخامٍ نقي . بداخل هذه الدموع البلورية ، نبض ضوءٌ أخضر مزرق منتشراً عبرها .

 

 

تفادى آيلون الخنجر بمهارة ، ثم وجّه لكمةً عنيفة إلى معدة خصمه ، لكن فجأة شعر بألمٍ حارق و شديد في معدته مما خفف قوة الضربة كثيراً و جعله يظهر ثغرةً في دفاعه .

 

 

 

‘ فرصة ! ‘

 

 

سأل آراي بلا تفكير . بصفاته و حياته الفارهة هذه ، بدا أغاريس شبيهاً بشخصيةٍ رئيسية لعمل شونين له…جداً .

تحرك آراي ، و وجّه ضربةً بخنجره ، في النهاية ، مات آيلون .

‘ همم ؟ ما هذا ؟ ‘

 

كانت خيوط الشفق تهوم منتشرةً في كل الإتجاهات . عامت فوق الصخور و الأخشاب المتحطمة ، وفوق برك الدم الصغيرة العديدة الخفيفة على الأرض .

” هاه…هاه ، اللعنة عليك .”رغم هدوء تعبيره ، إلا أن آراي كان غاضباً للغاية .

 

 

 

” تدخل منزل أحدهم فجأة، ثم تحاول قتله هكذا…هل سمعت بالـ”أداب ” من قبل ؟”

 

 

 

بدأ آراي في تفتيش جسد آيلون . على أي حال ، كان قد أتى إليه و تمكّن من قتله في النهاية . سيكون من المؤسف عدم الإستفادة منه ، أليس كذلك ؟

كان كهفاً صغيراً في حواف الغابة ، نبتت الأشجار فوقه . لم يكن واضحاً كثيراً ، و إعتقد آيلون في البداية أنه مجرد تراكمٍ للصخور . في الواقع ، كان هذا مكاناً مثالياً للإختباء ! أليس هذا ماكان يبحث عنه ؟ بدا و كأنه شخصٌ ذو حظٍ جيد .

 

‘ كما توقعت ! هذا الإتجاه يؤدي إلى تلك القرية .’ تذكر آراي أضواء الشفق التي رآها منذ أشهر . شعر بالديچافو منذ مدة أثناء سيره في هذا الطريق ، كان مألوفاً !

‘ في الرتبة الثانية المبكرة ، هاه ؟ مت على يدي في النهاية .‘

 

 

 

‘ لحسن الحظ ، فواه يالها من إصابة فظيعة…‘

 

 

” جلجلة ! جلجلة ! جلجلة ! ”

لم يشعر آراي بأي سعادةٍ أبداً .

كانت هيئةً طيفية صغيرة ، بلونٍ أبيض مشرق كالأحلام . كان مصنوعاً من الأثير الخيالي . توهج و إنتشر ضوءه كالبدر في السماء . طاف في الهواء ، كغيمةٍ غير مقيدة .

 

” هل مات هذا المختار في نهاية رحلته ؟ هل أدرك أنه عاش حياةً عديمة الفائدة ؟ ”

‘ همم ، ليس بحوزته العديد من الأشياء القيمة . تسك ، كما هو متوقعٌ من مغامر على ما أعتقد ؟ يا رجل ، هذا يشعرني ببعض السوء ، لا تُفكر بهذه الطريقة اللصية يا أنا .’

 

 

” إذاً أعتقد أن علينا الراحة ، مازالت أمامنا مسافة قبل إدراك العاصمة . علاوةً على ذلك ، فالأنزال في المُدن مكلفةٌ قليلاً .”” هذه القرية خيارٌ أفضل و لو كان لليلةٍ واحدة .”

كان لدى وجه آراي تعبيرٌ ممل و غير مبال . سرعان ما إنتهى من تفتيش آيلون ، عندما سقطت بلورةٌ بيضاء فجأة من ذراعه المنقبضة .

أسفل شجرة الشفق الكبيرة ، كان يُوجد رجلٌ بشعرٍ قمحي . كان يرتدي رداءاً مهترئاً بنياً . كان له نمشٌ و لحيةٌ خفيفة . بدا و كأنه في الثلاثينات من عمره . تواجد في حضنه – رأسٌ بشري . والذي بدا منهمكاً أثناء إجراء تعديلاتٍ عليه ، عبر أدواتٍ موجودةً معه . كان يقوم بسلخ الجلد و تركيب آخر خشبي بدلاً منه . بدا مركزاً و مجداً في عمله ‘ الغريب ‘ ذلك .

 

” سبق و أن سألت عن الأمر ، لا ؟ ”

‘ همم ؟ ما هذا ؟ ‘

 

 

كان كهفاً صغيراً في حواف الغابة ، نبتت الأشجار فوقه . لم يكن واضحاً كثيراً ، و إعتقد آيلون في البداية أنه مجرد تراكمٍ للصخور . في الواقع ، كان هذا مكاناً مثالياً للإختباء ! أليس هذا ماكان يبحث عنه ؟ بدا و كأنه شخصٌ ذو حظٍ جيد .

وجد آراي بلورةً صغيرة معيّنة الشكل ، بحجم أزرار رداءه تقريباً . كانت نقيةً و متلألأة ، بداخلها نبضت أضواء الأشفاق الملونة ؛ كقلبٍ حي . تمكّن آيلون من سرقتها من غرينوك في قتالهما السابق ، مما جعله يصاب لفرحته بها .

‘ فرصة ! ‘

 

 

‘ ماهذا ؟ يبدو ثميناً .’

 

 

 

كانت هذه البلورة تبدو كنوعٍ نادر من الأحجار الكريمة التي قد تجعل نساء النبلاء يبكين دماً لمحاولة الحصول عليها . أمعن آراي النظر في الدمعة البلورية لمدةٍ قصيرة ، قبل أن يقرر إستخدام قدراته الخاصة – تحليل !

 

 

 

‘ < تحليل : تحليل تام > ‘

 

 

 

خلال دقيقة ، غزت المعلومات عقل آراي بغزارة . هدأ ذهنه و إستخدم < تحليل : محاكاة > لفرز المعلومات و قراءتها ببطء .

بدأت الشجرة الكبيرة بالإهتزاز . تحركت ذرات الرمال فوق الأرض صعوداً ، و تساقطت أوراق الشجر في كُل مكان في الجو راقصةً بفعل الريح . إرتعش جسد غرينوك ، و ثبتّ نفسه على الأرض بقوة .

 

 

‘ دموع غريس…هاه ؟ مثيرٌ للإهتمام . يُوجد شيءٌ كهذا ؟ ‘ لمع ضوءٌ نقي في عيني آراي ، و شعر بالإثارة إلى حدٍ ما .’ إنه شيءٌ مفيد. يبدو أنني محظوظ لقدرتي للحصول على شيءٍ كهذا ، هاه ؟ مع ذلك ، بالضرورة لن أستفيد منه .’ وضعه آراي بعيداً . ‘ بالإضافة لذلك ، أعتقد أن علي الإعتناء بجُثة هذا الشخص ، و إحراق ممتلكاته أيضاً…مغامرٌ من الصنف C ، هاه ؟ سيشكّل هذا بعض الإزعاج ، آمل ألا تحوي رخصة المغامر على تلك القدرات الكشفية…’ عابساً ، مسح آراي الدم حول فمه بمنديل .

 

 

 

” هاه! مرحباً أيها الفتى ، مرت مدة . مابال تعبيرك هذا!”

 

 

‘ ما…هذا…؟ ‘

عاد أغاريس فجأة ، كان صوت خطواته المميزة مسموعاً لـ آراي منذ قليل . لم يهتم أغاريس كثيراً بالتغيرات التي جرت في الكهف ، أو بحال آراي الغريبة . رغم وضوح الأمر بسبب زيادة كثافة الأثير في الكهف بعدة أضعاف ، ولم يأثر به ذلك .

” أوه…همم؟ ”

 

أسفل شجرة الشفق الكبيرة ، كان يُوجد رجلٌ بشعرٍ قمحي . كان يرتدي رداءاً مهترئاً بنياً . كان له نمشٌ و لحيةٌ خفيفة . بدا و كأنه في الثلاثينات من عمره . تواجد في حضنه – رأسٌ بشري . والذي بدا منهمكاً أثناء إجراء تعديلاتٍ عليه ، عبر أدواتٍ موجودةً معه . كان يقوم بسلخ الجلد و تركيب آخر خشبي بدلاً منه . بدا مركزاً و مجداً في عمله ‘ الغريب ‘ ذلك .

تحدث بحماس .

إختفى سريعاً في الهواء ، كرياحٍ خاطفة ، لم يُرى سوى ظله في الظلام .

 

شعر غرينوك بالإثارة ، لم يستطع فهم ما يقوله الشبح ، لكن ذلك لم يمنعه من التحمس . بدا و كأنه قد وجد المكان الملائم !

” إستشعرت شيئاً مثيراً للإهتمام ، إنه كبير ! ”

إنتصب الشعر على جسده و شعر بالضغط . دبت القشعريرة الباردة أسفل ظهره و إهتزت شفتاه .

 

في الخارج ، نبضت أضواء الشفق الملونة في السماء النجمية كنوعٍ من النجوم المتكونة حديثاً . كانت فروعها تنتشر في السماء بأبهى الحُلل .

كان أغاريس كثير الحركة ، بإستثناء أوقات نومه القليلة و النادرة . لم يره آراي ثابتاً أبداً . غادر من مكانٍ لآخر ، ربما ذاهباً للزنزانات أو أماكن مماثلة . على أي حال ، كان إتفاقه مع آراي عبارةً عن ‘ كلام ‘ فحسب . لم يصلا سوى لـ2% في تقدمهما ، وكان ذلك نتاج جهدٍ شخصي من آراي في بحوثه . بينما جسّد أغاريس حياة الطفيلي .

في الواقع…كانت تخميناته الجريئة هذه هي ما يحدُث حقاً . عندما وصل آراي إلى المنطقة وسط القرية ، تفاجئ بمشهدٍ ضخم . كان قصر دونستان مدمراً ، و تناثرت الصخور و الرمال في كل مكان . إنتشرت رائحة الدم المخلوطة بالرمال في الهواء ، صانعةً هالةً مقفرة تُبرد الروح .

 

 

” ضمن نطاقي ، تمكَنت من إستشعار تقلبات كبيرة لسحر الدم و الفضاء . همف ! يبدو و كأنها مخفية ، لكنها لا تستطيع الهرب من حاستي التنينية ، تعال ! لنذهب ، هذه فرصة لي .”

 

 

‘ ممتاز ! ‘

” الدم ؟ أنت تستطيع إستخدام سحر الدم كذلك ؟ ”

 

 

تفادى آيلون الخنجر بمهارة ، ثم وجّه لكمةً عنيفة إلى معدة خصمه ، لكن فجأة شعر بألمٍ حارق و شديد في معدته مما خفف قوة الضربة كثيراً و جعله يظهر ثغرةً في دفاعه .

كان هذا غريباً ، في هذا العالم ، كان سحر الدم محصوراً لمصاصي الدماء فحسب . و فئةٌ قليلة من البشر ، ذوي سلطة عنصر الدم . خلاف ذلك ، فرؤية مستخدمٍ لسحر الدم قد كان أمراً نادراً للغاية .

” أوه…همم؟ ”

 

خلال دقيقة ، غزت المعلومات عقل آراي بغزارة . هدأ ذهنه و إستخدم < تحليل : محاكاة > لفرز المعلومات و قراءتها ببطء .

” أكيد ! أنا الدمار القرمزي ، تنينٌ دموي بثلاث عناصر . النار ، الظلام ، و الدم ! ”

كانت المصفوفات هي تجمعاتٍ للدوائر السحرية ، والتي إمتلكت تأثيراً أقوى ، مدىً أكبر ، و زمنٍ أطول . إستخدمت في كُل المجالات في العالم ، ولم يكُن أحدٌ في غنىً عنها . على سبيل المثال ، كانت الدائرة السحرية التي وقف عليها آراي في محكمة الحقيقة عند مراسم الإيقاظ ، هي أحد أنواع المصفوفات .

 

 

‘ أوه ، كان قال ذلك من قبل .’

 

 

” حسناً ، سأتبع ما تقول .”

” حسناً ، لنغادر ، لا مشكلة .” لم يكن لدى آراي سبب للرفض ، و شعر بالفضول . إنتهى به الأمر بالموافقة . على أي حال ، كان سيغادر الكهف اليوم .

 

 

لم يُلاحظ آيلون سوى للتو ، لكّن شخصاً ما قد ظهر في مجال بصره . سقط الضوء الملتهب من كُرة النار عليه ، و كشف مظهره .

” لكن قبل ذلك ، إحرق هذا الشخص . أنت تملك عنصر نارٍ قوي .”

 

 

 

أشار آراي إلى إيلون خلفه بنصف عين .

 

 

— سرعان ما حرقه أغاريس خارج الكهف ، جمع آراي أغراضه ، بعد ذلك غادر كلاهُما .

تركزت خيوط الأشفاق على شجرةٍ عملاقة . كانت هذه الشجرة خضراء مزرقة ، و تغير لونها إلى الأزرق المخضر إلى الأرجواني . بشكلٍ متموج مزدوج . إنتشرت فروعها الخيالية و المصنوعة من الشفق في السماء في ما بدا و كأنها سلالم صعودٍ لأعالي السماوات ، أثناء عومها على هيئة أخياط أشفاق متلألة كأفرع الأشجار الطويلة . كانت أضواء الشفق تومض و تتراقص في السماء بكُل سريالية . كانت هذه الشجرة مثبتةً في مكانها ، وكأنها قد خرجت من لوحة خيالية ، لم تبدو وكأنها شيءٌ من هذا العالم .

 

 

‘ فرضاً ، لنقل أن هذه الدماء هي ‘ الأضحية ‘ لشيءٍ ما ، و سحر الفضاء الذي سيأتي هو هذا ‘ الشيء ‘ والذي قد يكون بوابةً لشيءٍ ما أو إستدعاءاً …علاوةً على ذلك ، كانت توجد مصفوفة إخفاء في الخارج ، أليس كذلك ؟ ‘

 

” هذا هو ! ”

مرت بضع ساعات ، إغمق اللون الداكن في السماء ، و أضاء القمر الأحمر الأرض .

 

 

 

كان آراي يأكل وجبةً أعدها مسبقاً ، والتي كانت موجودة داخل حقيبته البعدية . كانت شيئاً معلباً . بعد المسيرة لكُل هذا الوقت لم يشعر أغاريس بالتعب ، لكَن آراي قد فعل ذلك . لذلك أخبره بأنه سيرتاح مؤقتاً . شعر آراي بأنه لم يأكل منذ مدة ، وكان كذلك بالفعل . حيث أنه لم يأكل ليومين تقريباً . مع ذلك ، لم يشعر بالكثير من الجوع . لولا صراخ جسده برغبته بالطاقة بسبب مشيه الآن ، لكان قد إستمر على حالته هذه .

أمام آراي ، تواجدت طبقةٌ خفيفة زرقاء كالحاجز . أسفلها رُسمت دائرةٌ سحرية . والتي إنتشرت حتى مسافةٍ كبيرة ؛ كقفصٍ ضخم . عبرت خيوط الشفق من خلالها ، بينما إختفى بعضها فور المرور من خلالها .

 

 

كان الأمر هكذا مؤخراً ، لم يعد آراي يهتم بجسده بشكلٍ ملائم .

 

 

” أوه .”” لا ، لم أكُن المختار . لقد كُنت عدواً للكنيسة ، فكيف يُمكن ذلك ؟ كان البطل هو المختار على ما أعتقد .”

نظر آراي إلى أغاريس المبتسم بلا هموم . أثناء شربه لدماء أرنبٍ إصطاده للتو . على عكسه الذي بدا و كأنه يحمل هموم العالم ، كان أغاريس طبيعياً . حتى منذ إتفاقهما ، لم يضغط عليه أغاريس كثيراً . في الواقع ، كان كثيراً ما ينسى ذلك حتى . بدا و كأنه يعيش بشكلٍ جيد . حرٌ و غير مقيد .

 

 

 

” هل كُنت المختار في عالمك السابق ؟ ”

 

 

‘ ماهذا ؟ يبدو ثميناً .’

سأل آراي بلا تفكير . بصفاته و حياته الفارهة هذه ، بدا أغاريس شبيهاً بشخصيةٍ رئيسية لعمل شونين له…جداً .

 

 

في الواقع ، كانت هذه تخميناتً مبدئية لـ آراي . و لم تكن شيئاً سيستدل به بشكلٍ فعلي . لأنها قد كانت خياليةً للغاية ، و غير واقعية .

” المختار ؟ ما هذا الشيء ؟ ”

 

 

‘ علي البدأ ! أرجو أن لا يجذب هذا أي إنتباه .’

” المختار من القدر ، أكثر شخصيةٍ محورية في العالم…لنقل أنه شخصٌ ستعاديه دون سبب و لا إدراك ؛ مغناطيس كوارث على الذات .”

 

 

 

” أوه .”” لا ، لم أكُن المختار . لقد كُنت عدواً للكنيسة ، فكيف يُمكن ذلك ؟ كان البطل هو المختار على ما أعتقد .”

أخرج غرينوك ورقة قديمة ، و نظر إليها بعمق . بدا و كأنها مصنوعةٌ من جلدٍ قديم ، كانت تُوجد العديد من الكتابات الباهتة فيها ، والتي إحتاجت إلى إعادة كتابة بحيث أنها لم تُكد تُقرأ .

 

 

” البطل ؟ ”

 

 

 

نظر أغاريس إلى النيران المشتعلة ، و بدأت صورٌ من الماضي في التجسد في طيات ألسنة اللهب المشتعلة .

 

 

 

” إنه بشري مختارٌ من القدر ، لمهمة ختم لورد الشياطين العظيم . و إنقاذ العالم من غزو الشياطين الشريرة ، أو كما تقول الكنيسة .”” بإمكانك إعتباره دميةً عالية الطراز ، محركي خيوطها يختلفون بين التارة و الأخرى لغرض تحقيق مجموعةٍ من الأهداف المشتركة…و كسب المزيد من الفوائد .”

 

 

كانت خيوط الشفق تحلق وترتفع في السماء الليلة الداكنة فوق أشجار الغابة ، في كُل الإتجاهات بلا حدود . و كأنها تنانينٌ شرقية مضيئة .

أوه ؟ كان هذا السيناريو مألوفاً .

” كاك…كاك…”

 

 

” هل مات هذا المختار في نهاية رحلته ؟ هل أدرك أنه عاش حياةً عديمة الفائدة ؟ ”

 

 

 

” وكيف لي أن أعلم ؟ ”

 

 

إشتعل تعبير أغاريس بإثارة ، شكّلت إنيابه إبتسامةً وحشية و إشتعلت النيران في عينيه . دون النظر لـ آراي ، قفز في السماء ، إنفجرت كرةٌ نارية أسفل قدميه ، و إختفى في خط ضوءٍ قرمزي مشتعل .

شعر أغاريس بالغضب يشتعل في صدره بمجرد التفكير في الأمر .

مع ذلك ، سرعان ما أثبت عكس ذلك .

 

أمام آراي ، تواجدت طبقةٌ خفيفة زرقاء كالحاجز . أسفلها رُسمت دائرةٌ سحرية . والتي إنتشرت حتى مسافةٍ كبيرة ؛ كقفصٍ ضخم . عبرت خيوط الشفق من خلالها ، بينما إختفى بعضها فور المرور من خلالها .

” لقد غادرت العالم قبل أن تتاح لي الفرصة لرؤية ذلك المشهد ، لكن حسناً ، كان لورد الشياطين قوياً للغاية . حسبما أذكر ، فقد إخترق المستوى 97 ! “” علاوةً على ذلك ، يوجد ملوكه الأربع السماويون ، والذي تتراوح مستوياتهم بين 70-93…بينما كان البطل حسبما أذكر في المستوى 65 في آخر مرة ؟ ماتزال أمامه رحلةٌ طويلة لختم لورد الشياطين .” لم يكُن أغاريس متأكداً . كانت ذاكرته بهذا الشأن غير موجودة . شعر بأنه قد نسي العديد من الأمور ، حسناً ، كان هذا غير مهمٍ له .

لم يستطيع غرينوك فهم أي كلمةٍ مما يقوله الشبح ، و لم يستطع سماع آخر كلماته .

 

سأل آراي بلا تفكير . بصفاته و حياته الفارهة هذه ، بدا أغاريس شبيهاً بشخصيةٍ رئيسية لعمل شونين له…جداً .

” مستوى ؟ حدثّني عن النظام السحري في عالمك السابق .” شعر آراي ببعض الإهتمام ؛ شياطين سماوية و لورد شياطين عظيم و بطل و مستويات…كان إعداداً كلاسيكياً للغاية . تساءل ما إذا كان هذا البطل قد رأى النهاية بعد أن يختم لورد الشياطين و يُخان من الأميرة التي تسير معه في الرحلة ، حتى يبدأ قصة إنتقام من البداية…كان هذا مثيراً للسخرية . للمرة الثانية ، كان آراي شاكراً لأنه يعد في الأرض بعد الآن .

 

 

 

” هو لا يختلف كثيراً عن الخاص بهذا العالم ، فالسحر واحد ؛ هو القدرة على إحداث المعجزات ، أليس كذلك ؟ كانت المانا هي الطاقة المستخدمة أيضاً .”” بالنسبة للبشر ، فيتم تحديد وظائفهم و مهاراتهم الخاصة في الكنيسة عندما يبلغون العاشرة .و…ماذا أيضاً ؟ “صمت أغاريس لمدةٍ وجيزة ، بدا و كأنه يحاول التذكر . ” أوه ! كانت توجد أيضاً مستويات ، يتم زيادتها بإكتساب الخبرة مع تطوير الفئة .”

 

 

في الرتبة الرابعة المبكرة !

” ماذا عن الروح ؟”

 

 

 

” سبق و أن سألت عن الأمر ، لا ؟ ”

عند دخوله للكهف ، لم يتمكّن آيلون من رؤية المكان . مما دفعه لإشعال تعويذة [ كرة النار ] ، والذي أراه الطريق إلى الأعماق . سار لبضع أقدام ، كان سيقصد عمق الكهف ، لكن في تلك اللحظة . دبت البرودة في صدره كالصقيع المتجمد . إنتشرت هذه البرودة كبلورات ثلجية تجمد نهراً ذو سطحٍ مستوي من رئتيه حتى ملئته بالكامل .

 

 

كان أغاريس كثير التناقض ، لا ، كان من الأصح القول أن ذاكرته عشوائيةٌ للغاية . من التعامل مع أغاريس ، تعلّم آراي السؤال عن نفس الأمر في فتراتٍ متقطعة بتكرار . والذي ربما سيعطيه أغاريس جواباً له لاحقاً . آخر مرةٍ سأله آراي فيها عن الروح ، أجاب أغاريس بأنه لا يعرف شيئاً…علاوةً على أنه قد قال بأن الأرواح تختلف مع إختلاف العوالم ؛ هي بالضرورة ليست نفس الشيء .

لذلك ، بحث الجميع عن المواريث . لقد كانت رائعةً و مُهمة ببساطة .

 

فور رؤيته ، لم يتردد آيلون على الإطلاق ، دون التلفظ بأي كلمة أطلق كرة النار التي جهزها للإضاءة .

” حتى في السابق ، فأنا لم أكُن أعلم الكثير في الأساس . همم ، سبق و أن سمعت من قبل بأن بإمكان الكائنات الحية النضح بقوةٍ كبيرة في لحظة موتهم ، والذي يناقض القوانين الطبيعية للعالم . هاه ! ما رأيك في هذا ؟ ”

” سووش ! ”

 

 

فكر آراي قليلاً ، و ظهرت إحتماليةٌ غير منطقية في ذهنه . لكنه لم يستطع تأكيدها .

— 8/1/9989 ق.ج

 

تحدث بحماس .

” إحتراقٌ قسري للروح ، مقابل فقدان بعض الكُتلة الأساسية للأثير . سواءاً أكانت ذكرياةً أم أفكاراً…الخيار النهائي المُطلق . على ما أعتقد ؟ لكن هذا يُحتسب كتحويل…كيف يُمكن التحويل ؟” كانت معرفة آراي ناقصة ، شعر بالرغبة في معرفة الأمر . سبق و أن رأى ذلك في عدة أعمال و روايات قرأها في حياته السابقة ، لكن بالنظر في الأمر الآن ، فلم يبدو هذا بتلك الإستحالة التي ظهر عليها .

 

 

” هاه…هاه ، اللعنة عليك .”رغم هدوء تعبيره ، إلا أن آراي كان غاضباً للغاية .

” في الواقع ، لا أعلم ما إذا كان هذا سيفيدك أم لا . لكن ليـ-”

” أوه…همم؟ ”

 

سرعان ما تسلل غرينوك إلى وسط القرية ، حيث كانت توجد شجرةٌ قديمة كبيرة . نظر إلى الخريطة ثم أومأ لنفسه .

فجأة ، تمت مقاطعة حديث آراي و أغاريس . من قبل أضواءٍ مومضة .

ركض آيلون عبر الغابة ، كان يشعر بشيءٍ ساخن يحرق معدته ، و حاول جاهداً قمع هذا الألم الحارق . في الحقيقة ، علم بأن عليه قمع هذا الإصابة على الفور ، و إلا كانت ستؤدي بحياته .

 

 

” سووش ! ”

 

 

لم يتأخر غرينوك و بدأ بالركض ! شعر بالخوف ، على أي حال ، كان قد حصل على مراده .

كانت خيوط الشفق تحلق وترتفع في السماء الليلة الداكنة فوق أشجار الغابة ، في كُل الإتجاهات بلا حدود . و كأنها تنانينٌ شرقية مضيئة .

 

 

 

فور رؤيتها ، أدرك آراي شيئاً ما.

 

 

 

‘ كما توقعت ! هذا الإتجاه يؤدي إلى تلك القرية .’ تذكر آراي أضواء الشفق التي رآها منذ أشهر . شعر بالديچافو منذ مدة أثناء سيره في هذا الطريق ، كان مألوفاً !

” المختار من القدر ، أكثر شخصيةٍ محورية في العالم…لنقل أنه شخصٌ ستعاديه دون سبب و لا إدراك ؛ مغناطيس كوارث على الذات .”

 

تفادى آيلون الخنجر بمهارة ، ثم وجّه لكمةً عنيفة إلى معدة خصمه ، لكن فجأة شعر بألمٍ حارق و شديد في معدته مما خفف قوة الضربة كثيراً و جعله يظهر ثغرةً في دفاعه .

” هذا هو ! ”

كان هذا غريباً ، في هذا العالم ، كان سحر الدم محصوراً لمصاصي الدماء فحسب . و فئةٌ قليلة من البشر ، ذوي سلطة عنصر الدم . خلاف ذلك ، فرؤية مستخدمٍ لسحر الدم قد كان أمراً نادراً للغاية .

 

في غرفته ، كان بإمكان غرينوك سماع أصوات آهات و إصطدامات عالية في الغرفة المجاورة . هز رأسه و قمع رغباته ، ثم تسلل من الغرفة في جنح الليل . سرعان ما وصل خارجاً ، و ذُهل فور رؤيته للسماء .

إشتعل تعبير أغاريس بإثارة ، شكّلت إنيابه إبتسامةً وحشية و إشتعلت النيران في عينيه . دون النظر لـ آراي ، قفز في السماء ، إنفجرت كرةٌ نارية أسفل قدميه ، و إختفى في خط ضوءٍ قرمزي مشتعل .

في الواقع…كانت تخميناته الجريئة هذه هي ما يحدُث حقاً . عندما وصل آراي إلى المنطقة وسط القرية ، تفاجئ بمشهدٍ ضخم . كان قصر دونستان مدمراً ، و تناثرت الصخور و الرمال في كل مكان . إنتشرت رائحة الدم المخلوطة بالرمال في الهواء ، صانعةً هالةً مقفرة تُبرد الروح .

 

 

أطفأ آراي النيران على عجل ، ثم حاول مواكبة أغاريس الذي إختفى . والذي كان مستحيلاً له . سرعان ما قرر عكس ذلك ، و ركض بجهدٍ معقول . حتى لا يشعر بالتعب مبكراً و يستنزف جسده المتعب . كان من الحماقة محاولة مواكبة شخصٍ في الرتبة الثالثة . بعد المشي و الهرولة لنصف ساعة ، أصبح آراي متعباً . أخذ فترات راحةٍ متقطعة ، لكنه قطع المسافة المطلوبة للوصول إلى القرية خلال هذه المدة . كان سيدخل القرية على الفور ، مع ذلك توقف لرؤيته شيئاً عند الحدود .

فجأة ، تمت مقاطعة حديث آراي و أغاريس . من قبل أضواءٍ مومضة .

 

 

‘ هل هذه مصفوفةٌ سحرية ؟ ‘

 

 

[ أأنت من إستدعاني…؟ ]

أمام آراي ، تواجدت طبقةٌ خفيفة زرقاء كالحاجز . أسفلها رُسمت دائرةٌ سحرية . والتي إنتشرت حتى مسافةٍ كبيرة ؛ كقفصٍ ضخم . عبرت خيوط الشفق من خلالها ، بينما إختفى بعضها فور المرور من خلالها .

 

 

” هل أنت مالك الميراث ؟ ”

‘ في الواقع…هذه مصفوفة .’

كان شخصاً ملثماً برداءٍ داكن بدا وكأنه مصنوعٌ من دجى الليل ، طُّرز بنقوش بيضاء أطلقت سحراً جميلاً . كان جسده قصيراً كطفل لم يبلغ بعد . إرتدى قناعاً أبيض اللون ، و تساقطت بضع خصلات فضية لامعة من شعره على قناعه الأبيض .

 

إختفى سريعاً في الهواء ، كرياحٍ خاطفة ، لم يُرى سوى ظله في الظلام .

‘ < تحليل : تحليل > ‘

 

 

 

كانت المصفوفات هي تجمعاتٍ للدوائر السحرية ، والتي إمتلكت تأثيراً أقوى ، مدىً أكبر ، و زمنٍ أطول . إستخدمت في كُل المجالات في العالم ، ولم يكُن أحدٌ في غنىً عنها . على سبيل المثال ، كانت الدائرة السحرية التي وقف عليها آراي في محكمة الحقيقة عند مراسم الإيقاظ ، هي أحد أنواع المصفوفات .

 

 

 

‘ أرى ، مصفوفة إخفاء من الدرجة 3 العليا…’

 

 

إشتعل تعبير أغاريس بإثارة ، شكّلت إنيابه إبتسامةً وحشية و إشتعلت النيران في عينيه . دون النظر لـ آراي ، قفز في السماء ، إنفجرت كرةٌ نارية أسفل قدميه ، و إختفى في خط ضوءٍ قرمزي مشتعل .

بعد قراءة نتيجة التحليل ، علم آراي بعدة أشياءٍ قد عنت حدوث شيءٍ غريب بالداخل ، بالإضافة إلى قدرته على دخول القرية بلا مانع ؛ لأن ما أمامه هي مصفوفة إخفاءٍ لا أكثر . مد آراي يده ، والتي بدورها إنسلت من خلال الحاجز . سرعان ما دخل المكان و بدأ بالركض. في الطريق ، رأى مدى تغير القرية . كانت مدمرة ؛ جذوع أشجارٍ محطمة ، ركام صخور ، إشتم آراي رائحة الدم المعدنية الكثيفة . والتي أشعرته بالإختناق مع شحوب بشرته بوضوح . كان هذا جديداً عليه .

 

 

إشتعل تعبير أغاريس بإثارة ، شكّلت إنيابه إبتسامةً وحشية و إشتعلت النيران في عينيه . دون النظر لـ آراي ، قفز في السماء ، إنفجرت كرةٌ نارية أسفل قدميه ، و إختفى في خط ضوءٍ قرمزي مشتعل .

كانت خيوط الشفق تهوم منتشرةً في كل الإتجاهات . عامت فوق الصخور و الأخشاب المتحطمة ، وفوق برك الدم الصغيرة العديدة الخفيفة على الأرض .

مع ذلك ، سرعان ما أثبت عكس ذلك .

 

 

صُدم آراي من هذا المشهد و إزداد الشحوب في بشرته بينما أصبح صدره ضيقاً و ثقيلاً .

 

 

 

‘ هل قُتل جميع من في القرية ؟ ‘

 

 

فكر آراي قليلاً ، و ظهرت إحتماليةٌ غير منطقية في ذهنه . لكنه لم يستطع تأكيدها .

‘ رباه . يبدو أن خيوط الشفق هذه ليست بظاهرةٍ سحرية عاديةٍ على الإطلاق ، بالنظر في الأمر ، يبدو أن خيوط الشفق هذه تمتص الدماء على الأرض . علاوةً على ذلك ، كان سُكان القرية في السابق مستنزفين و جائعين للغاية ؛ ببشرةٍ شاحبة…’

 

 

” إذاً أعتقد أن علينا الراحة ، مازالت أمامنا مسافة قبل إدراك العاصمة . علاوةً على ذلك ، فالأنزال في المُدن مكلفةٌ قليلاً .”” هذه القرية خيارٌ أفضل و لو كان لليلةٍ واحدة .”

‘ لايبدو أن الجوع هو السبب الوحيد ، أم لا ؟ ‘

 

 

سار رجلان شابان في الطريق ، كان الأول قصيراً بشعرٍ أشقر ، و كان الآخر نحيلاً بشعرٍ كستنائي . بدا متعبَين للغاية .

لم تكُن تخمينات آراي هذه أكيدة . لم يهتم كثيراً بما حدث في القرية ، و لم يأثر ذلك به نفسياً سوى لعدم رؤيته لمثل هذا المنظر الخبيث من قبل . لم يكن هذا أكثر من موت بعض الأشخاص الغريبين ، شيئاً لن يضره أو يفيده . فلماذا قد يشعر بعواطف محزنة لموتهم ؟ كان هذا حقاً أمراً مؤسفاً ، ولا أكثر من ذلك — لشخصٍ لا مبالٍ بطبيعته .

تفادى آيلون الخنجر بمهارة ، ثم وجّه لكمةً عنيفة إلى معدة خصمه ، لكن فجأة شعر بألمٍ حارق و شديد في معدته مما خفف قوة الضربة كثيراً و جعله يظهر ثغرةً في دفاعه .

 

 

ربما كان سيمنع الأمر لو كان لديه القوة . لكن بدلاً من ذلك ، شعر آراي بالإهتمام أكثر بشأن ما يحدث في القرية من أحداثٍ غريبة . دب الفضول الشديد تجاه الأمر بداخله كشعلة .

فجأة ، تمت مقاطعة حديث آراي و أغاريس . من قبل أضواءٍ مومضة .

 

 

‘ أغاريس قد قال بأنه يستطيع إستشعار كلاً من سحر الدم و الفضاء ، إذا عاد سحر الدم لدماء القرويين الممتصة . فهل يعود هذا الشفق للفضاء ؟ ‘

كان أغاريس كثير التناقض ، لا ، كان من الأصح القول أن ذاكرته عشوائيةٌ للغاية . من التعامل مع أغاريس ، تعلّم آراي السؤال عن نفس الأمر في فتراتٍ متقطعة بتكرار . والذي ربما سيعطيه أغاريس جواباً له لاحقاً . آخر مرةٍ سأله آراي فيها عن الروح ، أجاب أغاريس بأنه لا يعرف شيئاً…علاوةً على أنه قد قال بأن الأرواح تختلف مع إختلاف العوالم ؛ هي بالضرورة ليست نفس الشيء .

 

أمام الشجرة ، كانت توجد العديد من الأجهزة السحرية ، والتي ترابطت معاً مكونةً هيئة قرصٍ دائرة عملاق . بنصف قطرٍ مداه عشر أمتار . تركز عددٌ كبير من الجثث العفنة أسفلها ، و كان يوجد مسارٌ طويلاً دموي يمتد منها وصولاً إلى القرص الدائري العملاق . و كأنها مولدة طاقة كبيرة . مطلقةً رائحةٍ دموية عفنة .

تذكر آراي بعض المؤامرات الكلاسيكية من حياته السابقة .

 

 

‘ كما توقعت ! هذا الإتجاه يؤدي إلى تلك القرية .’ تذكر آراي أضواء الشفق التي رآها منذ أشهر . شعر بالديچافو منذ مدة أثناء سيره في هذا الطريق ، كان مألوفاً !

‘ فرضاً ، لنقل أن هذه الدماء هي ‘ الأضحية ‘ لشيءٍ ما ، و سحر الفضاء الذي سيأتي هو هذا ‘ الشيء ‘ والذي قد يكون بوابةً لشيءٍ ما أو إستدعاءاً …علاوةً على ذلك ، كانت توجد مصفوفة إخفاء في الخارج ، أليس كذلك ؟ ‘

 

 

 

‘ هذا يعني أن شخصاً ما ، يُريد فتح بوابةٍ بإستخدام القرويين كوقود…ياله من خبيثٍ و شرير ! ‘

إنفجر الشبح فجأة .

 

” في الواقع ، لا أعلم ما إذا كان هذا سيفيدك أم لا . لكن ليـ-”

كان هذا غير إنسانيٍ للغاية !

 

 

 

‘ هل هو دونستان ذاك ؟ هل مات الآن ؟ ‘

” هل أنت مالك الميراث ؟ ”

 

شعر أغاريس بالغضب يشتعل في صدره بمجرد التفكير في الأمر .

في الواقع ، كانت هذه تخميناتً مبدئية لـ آراي . و لم تكن شيئاً سيستدل به بشكلٍ فعلي . لأنها قد كانت خياليةً للغاية ، و غير واقعية .

‘ لايبدو أن الجوع هو السبب الوحيد ، أم لا ؟ ‘

 

 

مع ذلك ، سرعان ما أثبت عكس ذلك .

 

 

 

كان هذا حقيقياً على ما يبدو !

” ليس أغاريس ؟ ”

 

” لهاث…لهاث…”

في الواقع…كانت تخميناته الجريئة هذه هي ما يحدُث حقاً . عندما وصل آراي إلى المنطقة وسط القرية ، تفاجئ بمشهدٍ ضخم . كان قصر دونستان مدمراً ، و تناثرت الصخور و الرمال في كل مكان . إنتشرت رائحة الدم المخلوطة بالرمال في الهواء ، صانعةً هالةً مقفرة تُبرد الروح .

 

 

 

تركزت خيوط الأشفاق على شجرةٍ عملاقة . كانت هذه الشجرة خضراء مزرقة ، و تغير لونها إلى الأزرق المخضر إلى الأرجواني . بشكلٍ متموج مزدوج . إنتشرت فروعها الخيالية و المصنوعة من الشفق في السماء في ما بدا و كأنها سلالم صعودٍ لأعالي السماوات ، أثناء عومها على هيئة أخياط أشفاق متلألة كأفرع الأشجار الطويلة . كانت أضواء الشفق تومض و تتراقص في السماء بكُل سريالية . كانت هذه الشجرة مثبتةً في مكانها ، وكأنها قد خرجت من لوحة خيالية ، لم تبدو وكأنها شيءٌ من هذا العالم .

” هاه! مرحباً أيها الفتى ، مرت مدة . مابال تعبيرك هذا!”

 

” إذاً أعتقد أن علينا الراحة ، مازالت أمامنا مسافة قبل إدراك العاصمة . علاوةً على ذلك ، فالأنزال في المُدن مكلفةٌ قليلاً .”” هذه القرية خيارٌ أفضل و لو كان لليلةٍ واحدة .”

أمام الشجرة ، كانت توجد العديد من الأجهزة السحرية ، والتي ترابطت معاً مكونةً هيئة قرصٍ دائرة عملاق . بنصف قطرٍ مداه عشر أمتار . تركز عددٌ كبير من الجثث العفنة أسفلها ، و كان يوجد مسارٌ طويلاً دموي يمتد منها وصولاً إلى القرص الدائري العملاق . و كأنها مولدة طاقة كبيرة . مطلقةً رائحةٍ دموية عفنة .

 

بعد قراءة نتيجة التحليل ، علم آراي بعدة أشياءٍ قد عنت حدوث شيءٍ غريب بالداخل ، بالإضافة إلى قدرته على دخول القرية بلا مانع ؛ لأن ما أمامه هي مصفوفة إخفاءٍ لا أكثر . مد آراي يده ، والتي بدورها إنسلت من خلال الحاجز . سرعان ما دخل المكان و بدأ بالركض. في الطريق ، رأى مدى تغير القرية . كانت مدمرة ؛ جذوع أشجارٍ محطمة ، ركام صخور ، إشتم آراي رائحة الدم المعدنية الكثيفة . والتي أشعرته بالإختناق مع شحوب بشرته بوضوح . كان هذا جديداً عليه .

أسفل شجرة الشفق الكبيرة ، كان يُوجد رجلٌ بشعرٍ قمحي . كان يرتدي رداءاً مهترئاً بنياً . كان له نمشٌ و لحيةٌ خفيفة . بدا و كأنه في الثلاثينات من عمره . تواجد في حضنه – رأسٌ بشري . والذي بدا منهمكاً أثناء إجراء تعديلاتٍ عليه ، عبر أدواتٍ موجودةً معه . كان يقوم بسلخ الجلد و تركيب آخر خشبي بدلاً منه . بدا مركزاً و مجداً في عمله ‘ الغريب ‘ ذلك .

 

 

” آيلون أنا متعب .”

بشكلٍ غريب ، إمتد خيطٌ برتقاليٌ نحيلٌ إليه . و إمتدت بضع خيوطٌ أخرى لنفس المكان ، مشيرةً إليه ؛ بالأحرى ممتدةً منه .

 

 

” غرينوك لقد خدعتني ! ”

كان هذا الرجل—

لم يُلاحظ آيلون سوى للتو ، لكّن شخصاً ما قد ظهر في مجال بصره . سقط الضوء الملتهب من كُرة النار عليه ، و كشف مظهره .

 

 

في الرتبة الرابعة المبكرة !

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط