نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية@بعد@النهاية@kol 462

منبوذ

منبوذ

الفصل 462: منبوذ

تقدم أغرونا ببطء حول طاولة الحانة، ثم انحنى عليها، ورفع كأسه. “هذا غير متوقع!”

 

واصلت التمتمة مع نفسي بينما كنت أبحث من شكل إلى آخر، ومن رون إلى رون، محاولًا استخلاص المعنى من كل واحد، سواء بشكل فردي أو كمجموعات في تسلسل. وبينما كنت أفهم، بدأ إحساس بالوخز ينمو في مؤخرة رقبتي، ووقف شعري. لم أكن متأكدًا من السبب، لكن الأحرف الرونية كانت تجعلني أشعر بعدم الارتياح. هل بدأ عقلي الباطن في إزالة طبقات المعنى بطريقة لم يستوعبها عقلي الواعي بعد؟

من منظور نيكو سيفر:

 

 

شعرت بعقدة من التوتر تتزايد بداخلي عندما شرحت سيسيليا كل ما سمعته أثناء الاستماع إلى المحادثة بين آرثر والعنقاء. بدت هذه المصنوعات اليدوية لإفيوتوس – لآلئ الحداد – وكأنها شيء يجب أن نسيطر عليه، وليس عدونا، لكنها بالكاد كانت مجرد مقبلات في قصتها.

وبينما غلفنا اعوجاج الزمن بسحره، ويسحبنا عبر الفضاء إلى الوجهة المبرمجة مسبقًا، تفحصت الإحساس المؤلم في أعماق عظام صدري الذي استحوذ عليَّ. إن هذا أمر أحمق، أو إنساني، لا إنه إنساني أحمق. لم تكن حدة نبرة سيسيليا أو صبرها القليل هي التي جعلتني أشعر وكأنني كلب رُكل مرتين يجر ذيله بين ساقيه…

 

 

 

لا، ما أزعجني حقًا هو حقيقة أنني لم أستطع إلا أن أشعر أن هذه المعاملة مُستحقة. لم أكن أؤمن بالكارما باعتبارها نوع من التجلي الفعلي للنتائج المبنية على الخير المتأصل في أفعال المرء، لكن في كل مرة تهاجمني فيها سيسيليا، تذكرت نفسي في الأيام الأولى من تناسخها – أجزاء متساوية من اليأس والرعب – وكيف أن كيمياء العواطف غير الصحية هذه أدت إلى القسوة عليها من حين لآخر، الشخص الذي فعلت كل شيء، وأعطيت كل شيء، لأراه مرة أخرى في هذه الحياة.

ببطء، بدأت سيسيليا في الصعود مرة أخرى، وأمسكت بيدي بقوة وسحبتني خلفها. سمحت لنفسي بالانجذاب لها، واستنزافي عاطفيًا، واستنزاف ذهني الذي صار فارغًا مثل الرق المضغوط حديثًا. كان هناك الكثير من الأشياء للتفكير فيها. لم أكن أعرف ما يكفي، وافتقرت إلى الفهم لاتخاذ القرارات. إن رعب الكذب الذي وضعه علينا أغرونا لا يزال ساكنًا في أحشائي مثل اللبن الرائب، لكنني لم أستطع التأكد من أي شيء.

 

 

لقد كذبت عليّ، وأخفت عني أشياءً… لكنني فعلت الشيء نفسه معها أولاً. لقد ساعدت أغرونا في إفساد ذكرياتها وزرع ذكريات زائفة في ذهنها، وبناء نفسي كبطل خيالي في حياتها السابقة، وحذف غراي وإدخال نفسي في كل مكان إيجابي طوال حياتها القصيرة وغير السعيدة.

من منظور نيكو سيفر:

 

لقد جفلت من كلماتها التي بدت مثل اللسعة مثل لدغة ذبابة صيد سامة.

وبصورة مفاجئة، ظهرنا في غرفة الاستقبال بالقرب من قاعدة تايغرين كالوم. استقبلنا انفجار من الحركة والضوضاء بينما سارع الجنود والحاضرون إلى التقدم نحونا، لقد تفاجأوا بشكل واضح بمظهرنا. غريزيًا، نظرت عبر الوجوه الموجودة، بحثًا عن دارنيف، فقط لكي أتذكر بعد لحظة أنه لم يعد هنا ولن يعود مرة أخرى أبدًا. لقد ساعدته على الهروب.

 

 

استدار وفتح باب الشرفة. هبت موجة من الهواء البارد عبر الغرفة، حاملةً الأصوات البعيدة لأقدام تسير وصيحات أوامر. تبعته إلى الشرفة، ونظرت إلى إحدى الساحات التي بُنيت على جوانب القلعة.

لقد ساعدته. بعد أن كنت قاسيًا وفظيعًا معه، ساعدته على الهروب من الحياة الملتوية التي عليه أن يعيشها في خدمة أغرونا.

تراجع تعبير سيسيليا، وخطت نصف خطوة نحو أغرونا. “صاحب السيادة، أعدك هذه المرة بأن آرثر لن يهرب مني. أنا…” تراجعت تحت وطأة نظرة أجرونا.

 

 

عندما شاهدت شعر سيسيليا الرمادي وهو يرتد بينما تسير بسرعة عبر الحاضرين المتفاجئين، تشدد جسدي، وقمت بلف الألم في داخلي وسحقه بعمق. لقد خذلت سيسيليا مرارًا وتكرارًا، أولًا في حياتنا الأولى، حيث تركتها تُؤخذ ولم أجدها بالسرعة الكافية. ثم مرة أخرى، في الثانية، عندما كنت هناك، لكنني شاهدت فقط جراي وهو يركض عبرها…

“ماذا حدث للتو؟” سألت بتوتر، قلقًا فجأة عليها.

 

سخرت وهزت رأسها قليلاً، وهزته قليلاً كما لو كانت تستمع إلى شيء بعيد.

لقد أخطأت خطوتي بينما كنت أتبع سيسيليا إلى أعلى الدرج، وخرج زفير حاد مني. التفتت لتنظر إلي بقلق، لكنني لوحت لها، واستمرت في المضي قدمًا، مندفعةً للأمام وسط موجة من التوتر واللهفة.

وبصورة مفاجئة، ظهرنا في غرفة الاستقبال بالقرب من قاعدة تايغرين كالوم. استقبلنا انفجار من الحركة والضوضاء بينما سارع الجنود والحاضرون إلى التقدم نحونا، لقد تفاجأوا بشكل واضح بمظهرنا. غريزيًا، نظرت عبر الوجوه الموجودة، بحثًا عن دارنيف، فقط لكي أتذكر بعد لحظة أنه لم يعد هنا ولن يعود مرة أخرى أبدًا. لقد ساعدته على الهروب.

 

 

لا يزال الأمر لا يبدو حقيقيًا، بعد معرفة أن جراي لم يقتلها عمدًا. لقد اكتئبت داخليًا عندما فكرت في كل الأشياء التي قُمت بها، مدعيًا أن تلك اللحظة هي مبرر لأفظع الأفعال. لسنوات، على الأرض، كنت أثير هذه الكراهية، وأنتظر وقتي وأنا أخطط لكيفية أخذ حياة الملك جراي للانتقام… ثم هنا، متجسدًا متجددًا، ألم أجعل تدمير جراي وإعادة تجسيد سيسيليا هدف حياتي بالكامل؟

تراجعت سيسيليا خطوة سريعة إلى الوراء وأحنت رأسها وعينيها على الأرض وهي تقول: “بالطبع يا أغرونا.”

 

 

ظهرت ذكرى فجأة في وعيي. وفيها، ركعت أمام درع سحري، وفركت عيني وأغمضت غير مصدقٍ. من خلال الحاجز السحري، كنت أنظر إلى شخص ما، على أمل أن يكون هذا خدعة من الضوء، أو هلوسة، أو خطأ، ولكن في ذلك الوقت كما هو الحال الآن، لم يكن هناك أي خطأ في ذلك الشعر المعدني، حتى لو كان ملطخًا بالأوساخ والدم.

 

 

أصبح سلوكه متصلبًا، وتشددت نظراته نحوي. التوت الأصابع الملولبة في شعري بما يكفي لسحبها لتصبح مؤلمة لي. “سوف تصبحان في مكانكما الصحيح في قلب كل شيء، وستحصلان على النهاية السعيدة الخيالية التي عملتما بجد من أجلها. ما عليكما سوى أن تفعلا كما يؤمر. عليكما تحقيق رؤيتي. سيكون من العار أن تخذلاني الآن, خصوصًا مع اقتراب هدفنا.”

تسارع ذهني عندما كنت أتصارع مع فكرة أن تيسيا هناك، في منتصف الهجوم على أكاديمية زيروس، عندما كان من المفترض أن تكون مع آرثر. قام دارنيف و لوكاس وايكس بإلقاء القبض عليها، وكانا على استعداد ل…

تقدم أغرونا ببطء حول طاولة الحانة، ثم انحنى عليها، ورفع كأسه. “هذا غير متوقع!”

 

“رياح التغيير هبت، كما يقولون في البلدان القديمة.” لم يقل هذا لأي منا على وجه الخصوص. “كل شيء يسير كما ينبغي. سوف ينقسم عدونا قريبًا، وتعويذة الإله في حوزتنا، ولقد اخترعت استخدامًا مناسبًا لكل تلك الدماء المتمردة الصغيرة التي اتبعت سيريس في جهودها غير المجدية.”

لقد أصبحت غاضبًا جدًا. جاهز جدًا للقتل. ألم أكرر ذلك مرارًا وتكرارًا بينما كانت نفسي الألكريانية المكبوتة تشق طريقها إلى السطح؟ كانت مشاعر قوية جدًا لدرجة أنها كسرت القفل الذي وضعه أغرونا في ذهني، لكن لماذا؟

لقد اتبعت خطاها في التزام الصمت، مدركًا أن هذا هو المكان الخطأ تمامًا لمناقشة الأحرف الرونية وما تعنيه، ولذا جلست على كرسي طويل الظهر، وأخذت رشفة من مشروبي، الذي كان طعمه مثل اللحاء والعسل، و انحنى رأسي إلى الوراء.

 

لقد كذبت عليّ، وأخفت عني أشياءً… لكنني فعلت الشيء نفسه معها أولاً. لقد ساعدت أغرونا في إفساد ذكرياتها وزرع ذكريات زائفة في ذهنها، وبناء نفسي كبطل خيالي في حياتها السابقة، وحذف غراي وإدخال نفسي في كل مكان إيجابي طوال حياتها القصيرة وغير السعيدة.

توقفت عن التحرك واستندت على جدار الدرج. هذه الذكريات لم تكن واضحة من قبل. كنت بحاجة إلى استيعابها، لفهم شيء ما، تفاصيل عن سلوكي.

 

 

تحول انتباهه نحوي بشكل متوقع. قمت بتطهير حلقي. “لقد وجدت جهازًا سليمًا، أيها السيادي الأعلى. مع شعاري، أنا واثق من أنني أستطيع إكمال رؤيتك.”

أمامنا، توقفت سيسيليا واستدارت، بدا الوشم الروني واضحًا على بشرتها، لكنني لم أره كأنه غير مرئي. نظرت بجهد أكبر، لكنني لم أتمكن من رؤية سيسيليا… فقط تيسيا إيراليث.

دارت سيسيليا للحظة قبل أن ألتفت بنفسي إلى الضجيج. أحنت رأسها، وتركت شعرها المعدني ينسدل على وجهها، وقالت: “يا صاحب السيادة! اعذرني على العودة قبل أن تنتهي مهمتي، ولكن لدي أخبار عاجلة.”

 

 

الحقيقة هي أن تيسيا مهمة جدًا بالنسبة لي لدرجة أن مشاهدتها وهي على وشك الموت كانت كافية لتحطيم التعويذة التي وضعها أغرونا بنفسه. ولكن ليس لأنني كنت قريبًا من تيسيا. لا…بل بسبب آرثر. لقد عرفت مدى أهميتها بالنسبة له، وهو – كان – مهمًا جدًا بالنسبة لي … طوال حياتي …

“تعال”، قالت وهي تسرع وتخرجنا من مكان تخزين التحف المقدسة.

 

ابتسم وهو ينظر إلى نفسه كما لو كان يشارك نكتة خاصة مع نفسه. “مما قلتيه، يبدو كما لو أن “حجر الأساس” الذي اخذه من مورداين كان آخر قطعة من اللغز الذي يحاول حله لبعض الوقت. مما يعني أن لديه حجر الأساس الأخير بالفعل. سوف يختبئ، بطبيعة الحال، دون أي خيار سوى السماح لحلفائه بحراسته لأن حجر الأساس يتركه عرضة للخطر.

تمامًا مثلما اهتممت بجراي على الأرض. على الأقل حتى وصول سيسيليا.

 

 

وصلت على الفور إلى الباب، بعد ساعات طويلة من التفكير والبحث في قطعة المانا التي أظهرتها لي وهي تتصاعد إلى صدارة ذهني ودفع كل شيء آخر بعيدًا.

أفضل صديق لي. أخي. و…لقد كرهته، وحاولت قتله… بسبب شيء لم يفعله حتى.

 

 

 

“نيكو؟ هيا، نحن بحاجة إلى… نيكو؟ ما الأمر؟” ذاب إحباط سيسيليا وتحول إلى حنان عندما تراجعت خطوة إلى أسفل الدرج. رفعت يدها لتصل إلى شعري، لكنها توقفت عن الخجل من لمسي.

ربطت أصابع ناعمة من خلال أصابعي، ثم فتحت عيني. أصبح وجه سيسيليا بالكاد أمام وجهي بمقدار بوصة واحدة، ونظرت إلى الأسفل من درجة واحدة فوقي. “أنا آسفة، لم أعرف كيف أخبرك. لقد كانت…صدمة بالنسبة لي أيضاً. لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً لفرز ما هو حقيقي وما هو مزروع.”

 

قالت مرتجلة: “أعتقد أنه مكان ما لتخزين التحف المقدسة. لقد وجدته هنا آخر مرة قمت فيها بزيارته، أو عندما وجدني بنفسه. يجب أن يكون هنا في مكان ما.”

تشدد وجهي بجهد حتى لا ينهار من البكاء. “لقد تخليتي عني.”

وصلت على الفور إلى الباب، بعد ساعات طويلة من التفكير والبحث في قطعة المانا التي أظهرتها لي وهي تتصاعد إلى صدارة ذهني ودفع كل شيء آخر بعيدًا.

 

من منظور نيكو سيفر:

تحول فم تيسيا إلى عبوس عميق. “نيكو، أنا هنا. أنا لم أتخلى عنك.”

 

 

عندما لم تقل أي شيء لعدة ثوان طويلة، قمت بتطهير حلقي. “سيسيل؟”

هززت رأسي وأنا أكافح للسيطرة على صوتي. كان علي أن أبتلع لعابي مرتين قبل أن تخرج الكلمات. “كنت أفعل كل ما بوسعي لإنقاذك، وتركتيني وراءكِ. لقد تخليتِ عني. هل لديكِ أي فكرة عن مدى العذاب الذي عانيته في حياتي بعد موتك؟”

 

 

 

تجعدت حواجبها معًا، وتجعد أنفها بينما ظهر عبوسها على شكل خط مائل مستقيم على وجهها الجني. “أكثر تعذيباً من عذابي قبل موتي؟” غمر الندم على الفور ملامحها، وأخرجت نفسًا مرتعشًا. “لم تخبرني أبدًا عن ما حصل بعد ذلك … على الأرض.”

شعرت بعقدة من التوتر تتزايد بداخلي عندما شرحت سيسيليا كل ما سمعته أثناء الاستماع إلى المحادثة بين آرثر والعنقاء. بدت هذه المصنوعات اليدوية لإفيوتوس – لآلئ الحداد – وكأنها شيء يجب أن نسيطر عليه، وليس عدونا، لكنها بالكاد كانت مجرد مقبلات في قصتها.

 

وبينما غلفنا اعوجاج الزمن بسحره، ويسحبنا عبر الفضاء إلى الوجهة المبرمجة مسبقًا، تفحصت الإحساس المؤلم في أعماق عظام صدري الذي استحوذ عليَّ. إن هذا أمر أحمق، أو إنساني، لا إنه إنساني أحمق. لم تكن حدة نبرة سيسيليا أو صبرها القليل هي التي جعلتني أشعر وكأنني كلب رُكل مرتين يجر ذيله بين ساقيه…

أجبت: “لم يكن هناك أي داعي على الإطلاق.”، خرج صوتي عبارة عن أنين منخفض بدا سماعه محرجًا تقريبًا.

قالت سيسيليا بشراسة: “لا يهم، سأحفر كل ديكاثين بأكملها إذا طلبت مني ذلك.”

 

 

“لا، لا أعتقد ذلك. أنا…” ترددت وهي تقول بشدة. “لما أراه يستحق، اعتقدت أنني كنت أحميك.” تبرد تعبيرها فجأة، وارتفع أحد حاجبيها أعلى قليلاً من الآخر. “لقد أمضينا أياماً – أسابيعًا – للحديث عن هذا الأمر. أستطيع أن أرى أنك كنت تغلي من الغضب، وتبني نفسك للقتال، ولكن الآن ليس الوقت المناسب…”

أسرعت إلى الباب، واضطررت إلى الانتظار لثانية طويلة ومؤلمة قبل أن يظهر مرة أخرى بالكامل، مسطحًا وقابلاً للفتح، ثم اندفعت من خلاله، ووصلت إلى سيسيليا. لكنها لم تكن بحاجة لمساعدتي. تراكم العرق على جبينها، ولكن مع كل لحظة، كانت تبدو وكأنها تستقر، وتخطو بخطوات واسعة، متوترة ولكن مسيطرة، عبر الباب إلى القاعة. عندما أصبحنا في مأمن من تأثيرات التعويذة، أطلقتها، فانكسرت المساحة المطوية، واختفت الطاولة وصارت الغرفة قاحلة.

 

 

“سيسيليا!” نبحت، وتضخم صوتي بسبب صدى الأماكن القريبة.

 

 

تشدد فك سيسيليا وهي تطحن أسنانها. “لا شيء لا تهتهم.” هزت رأسها قليلاً وضغطت بأطراف أصابعها على صدغيها، وبدا عليها الألم. “نحن بحاجة فقط إلى العثور على أغرونا، وسأشرح لك كل شيء.”

لقد جفَلت، وظهر تعبير الألم على وجهها لدرجة أنها تحولت فجأة في عيني وعقلي، ولم تعد صورة تيسيا إيراليث هي التي أراها بل ومرة أخرى سيسيليا – سيسيل الخاصة بي.

ظهر صوت اصطدام كأس زجاجي، وأدركت برعشة أن أغرونا يقف خلف حانة غرفة الجلوس، يصب لنفسه كأسًا من سائل شفاف تمامًا. ملأ ثلثي الكوب، وأعاد الزجاجة إلى مكانها، ثم تناول مشروبًا صغيرًا. التقى بعيني، ولوى شفتيه بطريقة طفولية، وتنهد.

 

 

“أنا آسف.” زفرت، اختنقت من الألم واليأس لسماعي. “أنا فقط…جراي. آرثر. أنا… هو…” هززت رأسي، محاولًا إزالة خيوط العنكبوت من جمجمتي الغبية. “أنا لم أخسرك فقط. لقد خسرته أيضًا، وبدونكما، لا أعرف. لقد خسرت نفسي.” أحكمت إغلاق عيني بقوة حتى بدأت النجوم تنفجر خلف جفوني.

كان هناك حافة حادة من الخوف لأفكاري. لقد رأيت في أفكاري: سيسيليا تتآكل عند الحواف. أصبح سلوكها أكثر اضطرابًا، وصار الشك الذاتي ينزف من مسامها. لقد وضع ضغط كبير جدًا عليها لكونها الإرث؛ ولم يكن ذلك مختلفًا في هذا العالم. كنت أعرف أن روح تيسيا إيراليث ظلت محفورة في ذهنها مثل القراد، لكنها لم تطلب من أجرونا المساعدة في تهدئة الصوت مرة أخرى. إذا سمحت له بالدخول بهذه الطريقة، فقد يرى هذه الأكاذيب.

 

أعطاها أغرونا ابتسامة فخورة ومفترسة. “أعلم أنه بإمكانك ذلك يا عزيزتي، ليس هناك شك في ذلك، لكن دورك في هذه المهمة لم يتغير. ويظل الصدع هو أولويتك.”

ربطت أصابع ناعمة من خلال أصابعي، ثم فتحت عيني. أصبح وجه سيسيليا بالكاد أمام وجهي بمقدار بوصة واحدة، ونظرت إلى الأسفل من درجة واحدة فوقي. “أنا آسفة، لم أعرف كيف أخبرك. لقد كانت…صدمة بالنسبة لي أيضاً. لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً لفرز ما هو حقيقي وما هو مزروع.”

 

 

 

لقد جفلت من كلماتها التي بدت مثل اللسعة مثل لدغة ذبابة صيد سامة.

 

 

 

كان فك سيسيليا يعمل دون أن تنطق بكلمة بينما بدت وكأنها تكافح من أجل ما تقوله، ثم تسطحت نظرتها وتحولت إلى الداخل.

عندما شاهدت شعر سيسيليا الرمادي وهو يرتد بينما تسير بسرعة عبر الحاضرين المتفاجئين، تشدد جسدي، وقمت بلف الألم في داخلي وسحقه بعمق. لقد خذلت سيسيليا مرارًا وتكرارًا، أولًا في حياتنا الأولى، حيث تركتها تُؤخذ ولم أجدها بالسرعة الكافية. ثم مرة أخرى، في الثانية، عندما كنت هناك، لكنني شاهدت فقط جراي وهو يركض عبرها…

 

 

عندما لم تقل أي شيء لعدة ثوان طويلة، قمت بتطهير حلقي. “سيسيل؟”

ظهرت ذكرى فجأة في وعيي. وفيها، ركعت أمام درع سحري، وفركت عيني وأغمضت غير مصدقٍ. من خلال الحاجز السحري، كنت أنظر إلى شخص ما، على أمل أن يكون هذا خدعة من الضوء، أو هلوسة، أو خطأ، ولكن في ذلك الوقت كما هو الحال الآن، لم يكن هناك أي خطأ في ذلك الشعر المعدني، حتى لو كان ملطخًا بالأوساخ والدم.

 

الحقيقة هي أن تيسيا مهمة جدًا بالنسبة لي لدرجة أن مشاهدتها وهي على وشك الموت كانت كافية لتحطيم التعويذة التي وضعها أغرونا بنفسه. ولكن ليس لأنني كنت قريبًا من تيسيا. لا…بل بسبب آرثر. لقد عرفت مدى أهميتها بالنسبة له، وهو – كان – مهمًا جدًا بالنسبة لي … طوال حياتي …

سخرت وهزت رأسها قليلاً، وهزته قليلاً كما لو كانت تستمع إلى شيء بعيد.

كان فك سيسيليا يعمل دون أن تنطق بكلمة بينما بدت وكأنها تكافح من أجل ما تقوله، ثم تسطحت نظرتها وتحولت إلى الداخل.

 

ضغطت على اليد التي لا تزال ممسكة بيدي، ففتحت عيناها ونظرت نحوي.

“أين نحن؟” سألت، غير مرتاح.

 

امتلى الفناء بجنود مفرزة. وبدلاً من الصفوف المنظمة، رأيت في حركاتهم الارتباك وعدم اليقين. حتى بينما كنت أشاهد، انفتحت المزيد من البوابات، مما أدى إلى تناثر الجنود في حفنة من الناس وسط حشد من الناس.

“ماذا حدث للتو؟” سألت بتوتر، قلقًا فجأة عليها.

 

 

“اهرب بسرعة.” شهقت سيسيليا. كانت كلتا يديها مرفوعتين أمامها، ممسكتين بشيء ما، وقاومت الفخ، ومنعتنا من الحبس.

تشدد فك سيسيليا وهي تطحن أسنانها. “لا شيء لا تهتهم.” هزت رأسها قليلاً وضغطت بأطراف أصابعها على صدغيها، وبدا عليها الألم. “نحن بحاجة فقط إلى العثور على أغرونا، وسأشرح لك كل شيء.”

لا، ما أزعجني حقًا هو حقيقة أنني لم أستطع إلا أن أشعر أن هذه المعاملة مُستحقة. لم أكن أؤمن بالكارما باعتبارها نوع من التجلي الفعلي للنتائج المبنية على الخير المتأصل في أفعال المرء، لكن في كل مرة تهاجمني فيها سيسيليا، تذكرت نفسي في الأيام الأولى من تناسخها – أجزاء متساوية من اليأس والرعب – وكيف أن كيمياء العواطف غير الصحية هذه أدت إلى القسوة عليها من حين لآخر، الشخص الذي فعلت كل شيء، وأعطيت كل شيء، لأراه مرة أخرى في هذه الحياة.

 

لقد قمت بتنشيط شعاراتي، وأضاءت الطاولة بخطوط متصلة حيث حاول السحر مساعدتي في فك رموز المعنى المشترك للأحرف الرونية. “هذه التشكيلات، هنا، وهنا، وهنا… إذا كنت ستستلقين فوق الجزء العلوي منها، فستكون هذه تحت رأسك، وهذه عند قلبك، وهذه أسفل عمودك الفقري.” مررت بأطراف أصابعي عبر الأحرف الرونية، متسائلاً.

“أنا… حسنًا.”

حدقت به سيسيليا للحظة، في حيرة، قبل أن تمسح حلقها وتستمر. أوضحت أنها اتبعت طائر العنقاء داخل تلال الوحوش، وقد حاربته الأطياف. تمامًا كما بدا أنهم هزموه، وصل مورداين، موجهًا نوعًا من تعاويذ المجال التي حولت العالم إلى نار حولهم.

 

امتلى الفناء بجنود مفرزة. وبدلاً من الصفوف المنظمة، رأيت في حركاتهم الارتباك وعدم اليقين. حتى بينما كنت أشاهد، انفتحت المزيد من البوابات، مما أدى إلى تناثر الجنود في حفنة من الناس وسط حشد من الناس.

ببطء، بدأت سيسيليا في الصعود مرة أخرى، وأمسكت بيدي بقوة وسحبتني خلفها. سمحت لنفسي بالانجذاب لها، واستنزافي عاطفيًا، واستنزاف ذهني الذي صار فارغًا مثل الرق المضغوط حديثًا. كان هناك الكثير من الأشياء للتفكير فيها. لم أكن أعرف ما يكفي، وافتقرت إلى الفهم لاتخاذ القرارات. إن رعب الكذب الذي وضعه علينا أغرونا لا يزال ساكنًا في أحشائي مثل اللبن الرائب، لكنني لم أستطع التأكد من أي شيء.

تقدم أغرونا ببطء حول طاولة الحانة، ثم انحنى عليها، ورفع كأسه. “هذا غير متوقع!”

 

الفصل 462: منبوذ

كان هناك حافة حادة من الخوف لأفكاري. لقد رأيت في أفكاري: سيسيليا تتآكل عند الحواف. أصبح سلوكها أكثر اضطرابًا، وصار الشك الذاتي ينزف من مسامها. لقد وضع ضغط كبير جدًا عليها لكونها الإرث؛ ولم يكن ذلك مختلفًا في هذا العالم. كنت أعرف أن روح تيسيا إيراليث ظلت محفورة في ذهنها مثل القراد، لكنها لم تطلب من أجرونا المساعدة في تهدئة الصوت مرة أخرى. إذا سمحت له بالدخول بهذه الطريقة، فقد يرى هذه الأكاذيب.

سخرت وهزت رأسها قليلاً، وهزته قليلاً كما لو كانت تستمع إلى شيء بعيد.

 

 

كانت الفكرة أكثر من اللازم، ولذلك ركزت على الشيء الذي لدي دائمًا: سيسيليا نفسها. ملمس بشرتها، وتمايل جسدها وهي تتحرك أمامي، المعلومة الحقيقية الوحيدة التي كنت متأكدًا منها تمامًا: سأفعل كل ما يتطلبه الأمر لضمان حياتنا معًا. إذا كان على هذا العالم أن يحترق لكي نبدأ حياتنا الجديدة، فليكن..

 

 

 

إلا أنه حتى عندما راودتني هذه الفكرة – وهي خط تفكير قديم تهادى في مسارات ذهني. لم أسمح لنفسي بالتعمق أكثر من ذلك، لعدم رغبتي في مواجهة سؤال ما الذي سأفعله أو لا أفعله بالضبط لضمان تحقيق رؤيتنا. بدا الأمر صعبًا ومؤلمًا للغاية. ولم أستطع التفكير في حقيقة أنه قد يكون هناك خط غير مرئي منيع ولكنه مرسوم بالفعل في التراب، ولا أستطيع تجاوزه.

 

 

قادتني سيسيليا إلى جناح أجرونا الخاص، حيث تجاوزت الحراس والخدم على حدٍ سواء، وفتحت الأبواب المغلقة بحركة من يدها بنفس السهولة التي قد أتمكن بها من إزالة شبكة العنكبوت. وعندما لم تجد أغرونا ينتظرنا في أي من الأماكن المتوقعة، قادتني إلى متاهة من الأنفاق والغرف التي لم أرها من قبل.

قادتني سيسيليا إلى جناح أجرونا الخاص، حيث تجاوزت الحراس والخدم على حدٍ سواء، وفتحت الأبواب المغلقة بحركة من يدها بنفس السهولة التي قد أتمكن بها من إزالة شبكة العنكبوت. وعندما لم تجد أغرونا ينتظرنا في أي من الأماكن المتوقعة، قادتني إلى متاهة من الأنفاق والغرف التي لم أرها من قبل.

ابتسم وهو ينظر إلى نفسه كما لو كان يشارك نكتة خاصة مع نفسه. “مما قلتيه، يبدو كما لو أن “حجر الأساس” الذي اخذه من مورداين كان آخر قطعة من اللغز الذي يحاول حله لبعض الوقت. مما يعني أن لديه حجر الأساس الأخير بالفعل. سوف يختبئ، بطبيعة الحال، دون أي خيار سوى السماح لحلفائه بحراسته لأن حجر الأساس يتركه عرضة للخطر.

 

“نيكو!” شهقت سيسيليا.

“أين نحن؟” سألت، غير مرتاح.

 

 

تابع أغرونا قائلاً: “لن تكون الأطياف والمناجل كافيين لتحقيق أهدافنا العديدة في ديكاثين الآن. نحن بحاجة إلى جنود. إذا اضطررنا للبحث عن آرثر ليوين، فسنحتاج إلى أكبر عدد ممكن من العيون في القارة.”

قالت مرتجلة: “أعتقد أنه مكان ما لتخزين التحف المقدسة. لقد وجدته هنا آخر مرة قمت فيها بزيارته، أو عندما وجدني بنفسه. يجب أن يكون هنا في مكان ما.”

 

 

الحقيقة هي أن تيسيا مهمة جدًا بالنسبة لي لدرجة أن مشاهدتها وهي على وشك الموت كانت كافية لتحطيم التعويذة التي وضعها أغرونا بنفسه. ولكن ليس لأنني كنت قريبًا من تيسيا. لا…بل بسبب آرثر. لقد عرفت مدى أهميتها بالنسبة له، وهو – كان – مهمًا جدًا بالنسبة لي … طوال حياتي …

لم تفتح سيسيليا أيًا من الأبواب أثناء اندفاعها، ومن الواضح أنها تتنقل بإحساسها بالمانا. على الرغم من شعوري القوي والخطير بالفضول الذي يتزايد مع كل باب مررنا به، إلا أنني تابعتها، مما سمح لنفسي بالركض مثل طفل خائف.

توقفت عن التحرك واستندت على جدار الدرج. هذه الذكريات لم تكن واضحة من قبل. كنت بحاجة إلى استيعابها، لفهم شيء ما، تفاصيل عن سلوكي.

 

 

بعد عشرين دقيقة أو أكثر من الدوران في دوائر عبر نظام الممرات والغرف الصغيرة المتسع، بدأت سيسيليا في التباطؤ، واٌستنزف إلحاحها في البحث عندما أصبح من الواضح أن أغرونا لم يكن هنا. لقد تجولنا لفترة أطول قليلاً في صمت، واستطعت رؤية بعض الأفكار تغلي تحت سطح تعبيرها. ثم اقتربت منه كما لو كانت خائفة من محتوياته، وتوقفت أمام أحد الأبواب العديدة.

“ولكن ماذا لو لم تكن الإجابات…جيدة؟” سألت، وفجأة فهمت.

 

أسرعت إلى الباب، واضطررت إلى الانتظار لثانية طويلة ومؤلمة قبل أن يظهر مرة أخرى بالكامل، مسطحًا وقابلاً للفتح، ثم اندفعت من خلاله، ووصلت إلى سيسيليا. لكنها لم تكن بحاجة لمساعدتي. تراكم العرق على جبينها، ولكن مع كل لحظة، كانت تبدو وكأنها تستقر، وتخطو بخطوات واسعة، متوترة ولكن مسيطرة، عبر الباب إلى القاعة. عندما أصبحنا في مأمن من تأثيرات التعويذة، أطلقتها، فانكسرت المساحة المطوية، واختفت الطاولة وصارت الغرفة قاحلة.

“هذا هو،” قالت بعد لحظة بلهجة غير واضحة.

 

 

 

“ماذا؟” سألت قبل الفهم. “الطاولة الرونية المحفورة؟ الشخص الذي أخذتِ منه تلك المانا؟” لقد أخبرتني أنها عثرت عليه لكنها لم تزودني بالكثير من التفاصيل، ولم تكن هناك فرصة للبحث عنه قبل إرسالنا إلى ديكاثين.

سخرت وهزت رأسها قليلاً، وهزته قليلاً كما لو كانت تستمع إلى شيء بعيد.

 

“اهرب بسرعة.” شهقت سيسيليا. كانت كلتا يديها مرفوعتين أمامها، ممسكتين بشيء ما، وقاومت الفخ، ومنعتنا من الحبس.

وصلت على الفور إلى الباب، بعد ساعات طويلة من التفكير والبحث في قطعة المانا التي أظهرتها لي وهي تتصاعد إلى صدارة ذهني ودفع كل شيء آخر بعيدًا.

لم تفتح سيسيليا أيًا من الأبواب أثناء اندفاعها، ومن الواضح أنها تتنقل بإحساسها بالمانا. على الرغم من شعوري القوي والخطير بالفضول الذي يتزايد مع كل باب مررنا به، إلا أنني تابعتها، مما سمح لنفسي بالركض مثل طفل خائف.

 

 

“انتظر” قالت وهي تصدني. تلألأت عيناها الفيروزية، وعضّت شفتها بتوتر. “هل ينبغي لنا؟”

“رياح التغيير هبت، كما يقولون في البلدان القديمة.” لم يقل هذا لأي منا على وجه الخصوص. “كل شيء يسير كما ينبغي. سوف ينقسم عدونا قريبًا، وتعويذة الإله في حوزتنا، ولقد اخترعت استخدامًا مناسبًا لكل تلك الدماء المتمردة الصغيرة التي اتبعت سيريس في جهودها غير المجدية.”

 

 

“بالطبع!” قلت، متحمسًا لرؤية هذا العمل بنفسي. “إذا أجاب على أسئلتنا -“

تشدد وجهي بجهد حتى لا ينهار من البكاء. “لقد تخليتي عني.”

 

 

“ولكن ماذا لو لم تكن الإجابات…جيدة؟” سألت، وفجأة فهمت.

 

 

“إذن هناك سبب إضافي لكي نعرفه.”

تمامًا مثلما اهتممت بجراي على الأرض. على الأقل حتى وصول سيسيليا.

 

 

عدت إلى الباب، فتحته ودخلت. كانت الغرفة الواقعة خلفها مضاءة بشكل خافت من دون مصدر محدد وفارغة باستثناء القطعة الأثرية المعنية. طاولة منحوتة ومصنوعة بدقة، يبلغ طولها ستة أقدام وعرضها حوالي ثلاثة أقدام، تشغل المساحة بأكملها تقريبًا. غُطيت بالرونية المحفورة بعمق في الخشب الصلب اللامع. لقد قاموا بتأطير الجزء العلوي من الطاولة بخطوط كثيفة، ثم بدا أنهم ركزوا على مواضع معينة عبر السطح.

متلألئًا في مجال الفضاء الملتوي، تمكنت من رؤية غرفة أخرى، مثل قفص أو زنزانة. لقد تم طينا عبر الفضاء في الزنازين الموجودة أسفل القلعة، أدركت ذلك مع هزة مذعورة.

 

 

لقد قمت بتنشيط شعاراتي، وأضاءت الطاولة بخطوط متصلة حيث حاول السحر مساعدتي في فك رموز المعنى المشترك للأحرف الرونية. “هذه التشكيلات، هنا، وهنا، وهنا… إذا كنت ستستلقين فوق الجزء العلوي منها، فستكون هذه تحت رأسك، وهذه عند قلبك، وهذه أسفل عمودك الفقري.” مررت بأطراف أصابعي عبر الأحرف الرونية، متسائلاً.

 

 

في كل منعطف، كنت أتوقع أن أواجه أغرونا وجهًا لوجه، لكننا وصلنا إلى الطابق العلوي دون أن نرى أحدًا على الإطلاق، وقادتنا سيسيليا إلى إحدى غرف جلوس أجرونا، حيث سكبت كأسين من الشراب، وأعطتني واحدًا، وسارت بعيدًا للوقوف بجانب النافذة والتحديق في الجبال.

“يبدو أن هذا الجزء هو نوع من المصفوفة لتخزين المانا – لا، ليس تخزينًا. النقل أو الالتقاط، ربما. التفتت إلى سيسيليا، التي تقف عند المدخل، وما زالت تبدو متوترة. “ربما ساعدك ذلك على احتواء المانا بعد انهيار نواتك، لكن هذا يبدو مخالفًا لما أفهمه عن التكامل. وإلى جانب ذلك، فإن بقية الأحرف الرونية معقدة للغاية بحيث لا يمكن أن تكون كذلك. لقد كنتِ على حق، هذه الأشياء لا تشبه أي شيء رأيته من قبل. ربما أصلها أزوراسي في الأصل؟ هيكل استخدام نشأ من البازيليسك ولم يتم دمجه في المجتمع الألكرياني؟”

أسرعت إلى الباب، واضطررت إلى الانتظار لثانية طويلة ومؤلمة قبل أن يظهر مرة أخرى بالكامل، مسطحًا وقابلاً للفتح، ثم اندفعت من خلاله، ووصلت إلى سيسيليا. لكنها لم تكن بحاجة لمساعدتي. تراكم العرق على جبينها، ولكن مع كل لحظة، كانت تبدو وكأنها تستقر، وتخطو بخطوات واسعة، متوترة ولكن مسيطرة، عبر الباب إلى القاعة. عندما أصبحنا في مأمن من تأثيرات التعويذة، أطلقتها، فانكسرت المساحة المطوية، واختفت الطاولة وصارت الغرفة قاحلة.

 

 

واصلت التمتمة مع نفسي بينما كنت أبحث من شكل إلى آخر، ومن رون إلى رون، محاولًا استخلاص المعنى من كل واحد، سواء بشكل فردي أو كمجموعات في تسلسل. وبينما كنت أفهم، بدأ إحساس بالوخز ينمو في مؤخرة رقبتي، ووقف شعري. لم أكن متأكدًا من السبب، لكن الأحرف الرونية كانت تجعلني أشعر بعدم الارتياح. هل بدأ عقلي الباطن في إزالة طبقات المعنى بطريقة لم يستوعبها عقلي الواعي بعد؟

 

 

متلألئًا في مجال الفضاء الملتوي، تمكنت من رؤية غرفة أخرى، مثل قفص أو زنزانة. لقد تم طينا عبر الفضاء في الزنازين الموجودة أسفل القلعة، أدركت ذلك مع هزة مذعورة.

أخذت نفسًا ثابتًا، ودفعت المانا إلى الطاولة، مراقبًا عن كثب من خلال عدسة شعاري.

“أنا آسف.” زفرت، اختنقت من الألم واليأس لسماعي. “أنا فقط…جراي. آرثر. أنا… هو…” هززت رأسي، محاولًا إزالة خيوط العنكبوت من جمجمتي الغبية. “أنا لم أخسرك فقط. لقد خسرته أيضًا، وبدونكما، لا أعرف. لقد خسرت نفسي.” أحكمت إغلاق عيني بقوة حتى بدأت النجوم تنفجر خلف جفوني.

 

 

“نيكو!” شهقت سيسيليا.

 

 

متلألئًا في مجال الفضاء الملتوي، تمكنت من رؤية غرفة أخرى، مثل قفص أو زنزانة. لقد تم طينا عبر الفضاء في الزنازين الموجودة أسفل القلعة، أدركت ذلك مع هزة مذعورة.

وفي الوقت نفسه، انهارت الغرفة على نفسها. بدءًا من الزوايا، تم طيها مرارًا وتكرارًا مثل قطعة من الورق، بسرعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن التفاعل معها. انحرف الفضاء نحونا، وحبسنا داخل تشوه الفضاء نفسه. لقد دفعت إلى الخارج باستخدام المانا، وهو انبثاق عديم الشكل لكبح التأثير، لكن المانا الخاصة بي صارت ببساطة مطوية ومشوهة.

“إذن هناك سبب إضافي لكي نعرفه.”

 

 

متلألئًا في مجال الفضاء الملتوي، تمكنت من رؤية غرفة أخرى، مثل قفص أو زنزانة. لقد تم طينا عبر الفضاء في الزنازين الموجودة أسفل القلعة، أدركت ذلك مع هزة مذعورة.

 

 

من منظور نيكو سيفر:

لكن طي الفضاء تباطأ، والهواء المشوه ارتجف، ثم تكشف ببطء أكثر. ارتجفت التعويذة، وكانت قوى السحر قوية جدًا لدرجة أنني شعرت بالشقوق التي تحدثها في نسيج الواقع من حولنا.

هززت رأسي وأنا أكافح للسيطرة على صوتي. كان علي أن أبتلع لعابي مرتين قبل أن تخرج الكلمات. “كنت أفعل كل ما بوسعي لإنقاذك، وتركتيني وراءكِ. لقد تخليتِ عني. هل لديكِ أي فكرة عن مدى العذاب الذي عانيته في حياتي بعد موتك؟”

 

قادتني سيسيليا إلى جناح أجرونا الخاص، حيث تجاوزت الحراس والخدم على حدٍ سواء، وفتحت الأبواب المغلقة بحركة من يدها بنفس السهولة التي قد أتمكن بها من إزالة شبكة العنكبوت. وعندما لم تجد أغرونا ينتظرنا في أي من الأماكن المتوقعة، قادتني إلى متاهة من الأنفاق والغرف التي لم أرها من قبل.

“اهرب بسرعة.” شهقت سيسيليا. كانت كلتا يديها مرفوعتين أمامها، ممسكتين بشيء ما، وقاومت الفخ، ومنعتنا من الحبس.

 

 

متلألئًا في مجال الفضاء الملتوي، تمكنت من رؤية غرفة أخرى، مثل قفص أو زنزانة. لقد تم طينا عبر الفضاء في الزنازين الموجودة أسفل القلعة، أدركت ذلك مع هزة مذعورة.

لم أكن بحاجة إلى أن يقال هذا مرتين.

 

 

“نيكو؟ هيا، نحن بحاجة إلى… نيكو؟ ما الأمر؟” ذاب إحباط سيسيليا وتحول إلى حنان عندما تراجعت خطوة إلى أسفل الدرج. رفعت يدها لتصل إلى شعري، لكنها توقفت عن الخجل من لمسي.

أسرعت إلى الباب، واضطررت إلى الانتظار لثانية طويلة ومؤلمة قبل أن يظهر مرة أخرى بالكامل، مسطحًا وقابلاً للفتح، ثم اندفعت من خلاله، ووصلت إلى سيسيليا. لكنها لم تكن بحاجة لمساعدتي. تراكم العرق على جبينها، ولكن مع كل لحظة، كانت تبدو وكأنها تستقر، وتخطو بخطوات واسعة، متوترة ولكن مسيطرة، عبر الباب إلى القاعة. عندما أصبحنا في مأمن من تأثيرات التعويذة، أطلقتها، فانكسرت المساحة المطوية، واختفت الطاولة وصارت الغرفة قاحلة.

 

 

لا يزال الأمر لا يبدو حقيقيًا، بعد معرفة أن جراي لم يقتلها عمدًا. لقد اكتئبت داخليًا عندما فكرت في كل الأشياء التي قُمت بها، مدعيًا أن تلك اللحظة هي مبرر لأفظع الأفعال. لسنوات، على الأرض، كنت أثير هذه الكراهية، وأنتظر وقتي وأنا أخطط لكيفية أخذ حياة الملك جراي للانتقام… ثم هنا، متجسدًا متجددًا، ألم أجعل تدمير جراي وإعادة تجسيد سيسيليا هدف حياتي بالكامل؟

“سوف يعرف.” قلت لاهثًا وعيناي متسعتين ونبضي يدق في حلقي.

ظهرت ذكرى فجأة في وعيي. وفيها، ركعت أمام درع سحري، وفركت عيني وأغمضت غير مصدقٍ. من خلال الحاجز السحري، كنت أنظر إلى شخص ما، على أمل أن يكون هذا خدعة من الضوء، أو هلوسة، أو خطأ، ولكن في ذلك الوقت كما هو الحال الآن، لم يكن هناك أي خطأ في ذلك الشعر المعدني، حتى لو كان ملطخًا بالأوساخ والدم.

 

 

“تعال”، قالت وهي تسرع وتخرجنا من مكان تخزين التحف المقدسة.

 

 

 

في كل منعطف، كنت أتوقع أن أواجه أغرونا وجهًا لوجه، لكننا وصلنا إلى الطابق العلوي دون أن نرى أحدًا على الإطلاق، وقادتنا سيسيليا إلى إحدى غرف جلوس أجرونا، حيث سكبت كأسين من الشراب، وأعطتني واحدًا، وسارت بعيدًا للوقوف بجانب النافذة والتحديق في الجبال.

أجبت: “لم يكن هناك أي داعي على الإطلاق.”، خرج صوتي عبارة عن أنين منخفض بدا سماعه محرجًا تقريبًا.

 

عدت إلى الباب، فتحته ودخلت. كانت الغرفة الواقعة خلفها مضاءة بشكل خافت من دون مصدر محدد وفارغة باستثناء القطعة الأثرية المعنية. طاولة منحوتة ومصنوعة بدقة، يبلغ طولها ستة أقدام وعرضها حوالي ثلاثة أقدام، تشغل المساحة بأكملها تقريبًا. غُطيت بالرونية المحفورة بعمق في الخشب الصلب اللامع. لقد قاموا بتأطير الجزء العلوي من الطاولة بخطوط كثيفة، ثم بدا أنهم ركزوا على مواضع معينة عبر السطح.

لقد اتبعت خطاها في التزام الصمت، مدركًا أن هذا هو المكان الخطأ تمامًا لمناقشة الأحرف الرونية وما تعنيه، ولذا جلست على كرسي طويل الظهر، وأخذت رشفة من مشروبي، الذي كان طعمه مثل اللحاء والعسل، و انحنى رأسي إلى الوراء.

لم أكن بحاجة إلى أن يقال هذا مرتين.

 

“بالطبع!” قلت، متحمسًا لرؤية هذا العمل بنفسي. “إذا أجاب على أسئلتنا -“

حتى لو أرادت مناقشة الأمر، لم أكن متأكدًا مما سأقوله لها. إذا كان لدي أيام أو حتى أسابيع لاستكشاف الأحرف الرونية في وقت فراغي، فما زلت غير متأكد من قدرتي على فهم القصد من وراءها بشكل كامل. لكن كلما فكرت أكثر فيما رأيته، شعرت بعدم الارتياح أكثر. لم يكن الأمر متماسكًا، ولم يكن هناك معنى محدد لتراكم انزعاجي، لكن هذا لم يغير الانطباع الذي تمسكت به: أيًا كان ما يفعله أغرونا، لم أعتقد أنه يهدف إلى مساعدة سيسيليا.

 

 

 

ظهر صوت اصطدام كأس زجاجي، وأدركت برعشة أن أغرونا يقف خلف حانة غرفة الجلوس، يصب لنفسه كأسًا من سائل شفاف تمامًا. ملأ ثلثي الكوب، وأعاد الزجاجة إلى مكانها، ثم تناول مشروبًا صغيرًا. التقى بعيني، ولوى شفتيه بطريقة طفولية، وتنهد.

قالت سيسيليا بشراسة: “لا يهم، سأحفر كل ديكاثين بأكملها إذا طلبت مني ذلك.”

 

 

دارت سيسيليا للحظة قبل أن ألتفت بنفسي إلى الضجيج. أحنت رأسها، وتركت شعرها المعدني ينسدل على وجهها، وقالت: “يا صاحب السيادة! اعذرني على العودة قبل أن تنتهي مهمتي، ولكن لدي أخبار عاجلة.”

الفصل 462: منبوذ

 

 

تقدم أغرونا ببطء حول طاولة الحانة، ثم انحنى عليها، ورفع كأسه. “هذا غير متوقع!”

 

 

 

حدقت به سيسيليا للحظة، في حيرة، قبل أن تمسح حلقها وتستمر. أوضحت أنها اتبعت طائر العنقاء داخل تلال الوحوش، وقد حاربته الأطياف. تمامًا كما بدا أنهم هزموه، وصل مورداين، موجهًا نوعًا من تعاويذ المجال التي حولت العالم إلى نار حولهم.

 

 

 

“اعتقدت أنه سيكون من غير الحكمة الدخول في معركة طويلة معه، ولذلك تركته يذهب.” أوضحت بسرعة، وأضافت، “لكنني تعقبت طائر العنقاء حتى وصلت إلى منزله – الموقد. لقد عرفت أين كانوا يختبئون طوال هذه السنوات.”

دارت سيسيليا للحظة قبل أن ألتفت بنفسي إلى الضجيج. أحنت رأسها، وتركت شعرها المعدني ينسدل على وجهها، وقالت: “يا صاحب السيادة! اعذرني على العودة قبل أن تنتهي مهمتي، ولكن لدي أخبار عاجلة.”

 

 

أومأ أغرونا برأسه قليلاً، ورفع حواجبه. “وهل هذا كل شيء؟”

ظهرت ذكرى فجأة في وعيي. وفيها، ركعت أمام درع سحري، وفركت عيني وأغمضت غير مصدقٍ. من خلال الحاجز السحري، كنت أنظر إلى شخص ما، على أمل أن يكون هذا خدعة من الضوء، أو هلوسة، أو خطأ، ولكن في ذلك الوقت كما هو الحال الآن، لم يكن هناك أي خطأ في ذلك الشعر المعدني، حتى لو كان ملطخًا بالأوساخ والدم.

 

ظهرت ذكرى فجأة في وعيي. وفيها، ركعت أمام درع سحري، وفركت عيني وأغمضت غير مصدقٍ. من خلال الحاجز السحري، كنت أنظر إلى شخص ما، على أمل أن يكون هذا خدعة من الضوء، أو هلوسة، أو خطأ، ولكن في ذلك الوقت كما هو الحال الآن، لم يكن هناك أي خطأ في ذلك الشعر المعدني، حتى لو كان ملطخًا بالأوساخ والدم.

“لا” أجابت بحزم، وواصلت قصتها.

تابع أغرونا قائلاً: “لن تكون الأطياف والمناجل كافيين لتحقيق أهدافنا العديدة في ديكاثين الآن. نحن بحاجة إلى جنود. إذا اضطررنا للبحث عن آرثر ليوين، فسنحتاج إلى أكبر عدد ممكن من العيون في القارة.”

 

 

شعرت بعقدة من التوتر تتزايد بداخلي عندما شرحت سيسيليا كل ما سمعته أثناء الاستماع إلى المحادثة بين آرثر والعنقاء. بدت هذه المصنوعات اليدوية لإفيوتوس – لآلئ الحداد – وكأنها شيء يجب أن نسيطر عليه، وليس عدونا، لكنها بالكاد كانت مجرد مقبلات في قصتها.

 

 

 

تصاعد التوتر عندما شرحت سيسيليا حجر الأساس، وقصة مورداين، وفي النهاية اكتساب آرثر دفعة مفاجئة من البصيرة من خلال الآثار نفسها. على الرغم من الاستماع بعناية إلى كل كلمة في قصتها، لم يكن لدي أي فكرة عما أفكر فيه على الإطلاق.

 

 

 

قد يعني المصير أي شيء، أو حتى لا شيء على الإطلاق. لولا معرفتي الضئيلة عن التناسخ، لقلت إنه لم يكن سوى ذريعة حمقاء، مسار زائف يجب أن نسمح لآرثر بالتعثر فيه حتى يصل إلى الفشل الحتمي. لكن…

 

 

“هذا هو،” قالت بعد لحظة بلهجة غير واضحة.

“لقد أحسنتِ صنعًا بتزويدي بهذه المعلومات يا عزيزتي سيسيل.” قال أغرونا بعد أن استغرق بعض الوقت لاستيعاب كلماتها، تمامًا كما فعلت أنا. “هذا يجعل أهدافنا المجانية في تلال الوحوش أكثر أهمية، ولكنه يزيد أيضًا من الحاجة إلى التعامل مع آرثر لوين.”

 

 

 

ابتسم وهو ينظر إلى نفسه كما لو كان يشارك نكتة خاصة مع نفسه. “مما قلتيه، يبدو كما لو أن “حجر الأساس” الذي اخذه من مورداين كان آخر قطعة من اللغز الذي يحاول حله لبعض الوقت. مما يعني أن لديه حجر الأساس الأخير بالفعل. سوف يختبئ، بطبيعة الحال، دون أي خيار سوى السماح لحلفائه بحراسته لأن حجر الأساس يتركه عرضة للخطر.

“ولكن ماذا لو لم تكن الإجابات…جيدة؟” سألت، وفجأة فهمت.

 

وبصورة مفاجئة، ظهرنا في غرفة الاستقبال بالقرب من قاعدة تايغرين كالوم. استقبلنا انفجار من الحركة والضوضاء بينما سارع الجنود والحاضرون إلى التقدم نحونا، لقد تفاجأوا بشكل واضح بمظهرنا. غريزيًا، نظرت عبر الوجوه الموجودة، بحثًا عن دارنيف، فقط لكي أتذكر بعد لحظة أنه لم يعد هنا ولن يعود مرة أخرى أبدًا. لقد ساعدته على الهروب.

قالت سيسيليا بشراسة: “لا يهم، سأحفر كل ديكاثين بأكملها إذا طلبت مني ذلك.”

استدار أغرونا وانحنى على السور، ولوّح لي لأقترب. لقد اتخذت خطوة متعرجة نحوه، وفجأة قام بخلط شعري المتشابك بالفعل بيده. تجمدت ونظرت إليه بمفاجأة. وأشار بيده الأخرى إلى سيسيليا، التي اقتربت بنفس القدر من عدم اليقين. وضع ذراعه حولها، ووقف مثل أب فخور يستعد لأخذ صورة.

 

 

نظرت إليها، لكنني بذلت قصارى جهدي لإبعاد الإحباط عن ملامحي.

“انتظر” قالت وهي تصدني. تلألأت عيناها الفيروزية، وعضّت شفتها بتوتر. “هل ينبغي لنا؟”

 

تجعدت حواجبها معًا، وتجعد أنفها بينما ظهر عبوسها على شكل خط مائل مستقيم على وجهها الجني. “أكثر تعذيباً من عذابي قبل موتي؟” غمر الندم على الفور ملامحها، وأخرجت نفسًا مرتعشًا. “لم تخبرني أبدًا عن ما حصل بعد ذلك … على الأرض.”

أعطاها أغرونا ابتسامة فخورة ومفترسة. “أعلم أنه بإمكانك ذلك يا عزيزتي، ليس هناك شك في ذلك، لكن دورك في هذه المهمة لم يتغير. ويظل الصدع هو أولويتك.”

أعطاها أغرونا ابتسامة فخورة ومفترسة. “أعلم أنه بإمكانك ذلك يا عزيزتي، ليس هناك شك في ذلك، لكن دورك في هذه المهمة لم يتغير. ويظل الصدع هو أولويتك.”

 

 

تراجع تعبير سيسيليا، وخطت نصف خطوة نحو أغرونا. “صاحب السيادة، أعدك هذه المرة بأن آرثر لن يهرب مني. أنا…” تراجعت تحت وطأة نظرة أجرونا.

 

 

 

“لقد نسيتِ نفسك أيتها الطفلة. اذهبي حيث أريد، واضربي حيث أشير. أنتِ سيفي الذي أضرب به رقاب أعدائي.” خففت نظراته المشتعلة. “إلى جانب ذلك. عندما نتحرك على الصدع، كل تنين في ديكاثين سيأتي مرفرفًا. إذا فشلت جهودنا هناك، فسنصبح عالقين بين قوات كيزيس وأي حراس يتركهم آرثر في مكانهم. رغم أنني لستُ على استعداد للمخاطرة بالسماح لآرثر ليوين بالحصول على أي فكرة قد تركها الجن له إذا أثبت قدرته على هزيمة لغزهم، إلا أنه لا يوجد طريق للمضي قدمًا بدون السيطرة فيه على الصدع في إيفيوتس، هل تفهمين؟ هذه هي وظيفتك. بدون التنانين التي تدافع عنه، لدي جنود آخرون أكثر من قادرين على محوه.”

 

 

 

تراجعت سيسيليا خطوة سريعة إلى الوراء وأحنت رأسها وعينيها على الأرض وهي تقول: “بالطبع يا أغرونا.”

تجعدت حواجبها معًا، وتجعد أنفها بينما ظهر عبوسها على شكل خط مائل مستقيم على وجهها الجني. “أكثر تعذيباً من عذابي قبل موتي؟” غمر الندم على الفور ملامحها، وأخرجت نفسًا مرتعشًا. “لم تخبرني أبدًا عن ما حصل بعد ذلك … على الأرض.”

 

وبينما غلفنا اعوجاج الزمن بسحره، ويسحبنا عبر الفضاء إلى الوجهة المبرمجة مسبقًا، تفحصت الإحساس المؤلم في أعماق عظام صدري الذي استحوذ عليَّ. إن هذا أمر أحمق، أو إنساني، لا إنه إنساني أحمق. لم تكن حدة نبرة سيسيليا أو صبرها القليل هي التي جعلتني أشعر وكأنني كلب رُكل مرتين يجر ذيله بين ساقيه…

تحول انتباهه نحوي بشكل متوقع. قمت بتطهير حلقي. “لقد وجدت جهازًا سليمًا، أيها السيادي الأعلى. مع شعاري، أنا واثق من أنني أستطيع إكمال رؤيتك.”

 

 

“أين نحن؟” سألت، غير مرتاح.

التوت إحدى زوايا فمه وشكل ابتسامة طفيفة. “مواهبك رائعة بالتأكيد. ربما كنت مخطئًا في رفضي لهذه القوة التي اكتسبتها. ليست هناك حاجة لشرح السبب الذي يجعل الأمر أكثر إلحاحًا الآن.”

“لقد نسيتِ نفسك أيتها الطفلة. اذهبي حيث أريد، واضربي حيث أشير. أنتِ سيفي الذي أضرب به رقاب أعدائي.” خففت نظراته المشتعلة. “إلى جانب ذلك. عندما نتحرك على الصدع، كل تنين في ديكاثين سيأتي مرفرفًا. إذا فشلت جهودنا هناك، فسنصبح عالقين بين قوات كيزيس وأي حراس يتركهم آرثر في مكانهم. رغم أنني لستُ على استعداد للمخاطرة بالسماح لآرثر ليوين بالحصول على أي فكرة قد تركها الجن له إذا أثبت قدرته على هزيمة لغزهم، إلا أنه لا يوجد طريق للمضي قدمًا بدون السيطرة فيه على الصدع في إيفيوتس، هل تفهمين؟ هذه هي وظيفتك. بدون التنانين التي تدافع عنه، لدي جنود آخرون أكثر من قادرين على محوه.”

 

 

استدار وفتح باب الشرفة. هبت موجة من الهواء البارد عبر الغرفة، حاملةً الأصوات البعيدة لأقدام تسير وصيحات أوامر. تبعته إلى الشرفة، ونظرت إلى إحدى الساحات التي بُنيت على جوانب القلعة.

 

 

 

امتلى الفناء بجنود مفرزة. وبدلاً من الصفوف المنظمة، رأيت في حركاتهم الارتباك وعدم اليقين. حتى بينما كنت أشاهد، انفتحت المزيد من البوابات، مما أدى إلى تناثر الجنود في حفنة من الناس وسط حشد من الناس.

 

 

شعرت بعقدة من التوتر تتزايد بداخلي عندما شرحت سيسيليا كل ما سمعته أثناء الاستماع إلى المحادثة بين آرثر والعنقاء. بدت هذه المصنوعات اليدوية لإفيوتوس – لآلئ الحداد – وكأنها شيء يجب أن نسيطر عليه، وليس عدونا، لكنها بالكاد كانت مجرد مقبلات في قصتها.

تابع أغرونا قائلاً: “لن تكون الأطياف والمناجل كافيين لتحقيق أهدافنا العديدة في ديكاثين الآن. نحن بحاجة إلى جنود. إذا اضطررنا للبحث عن آرثر ليوين، فسنحتاج إلى أكبر عدد ممكن من العيون في القارة.”

لا، ما أزعجني حقًا هو حقيقة أنني لم أستطع إلا أن أشعر أن هذه المعاملة مُستحقة. لم أكن أؤمن بالكارما باعتبارها نوع من التجلي الفعلي للنتائج المبنية على الخير المتأصل في أفعال المرء، لكن في كل مرة تهاجمني فيها سيسيليا، تذكرت نفسي في الأيام الأولى من تناسخها – أجزاء متساوية من اليأس والرعب – وكيف أن كيمياء العواطف غير الصحية هذه أدت إلى القسوة عليها من حين لآخر، الشخص الذي فعلت كل شيء، وأعطيت كل شيء، لأراه مرة أخرى في هذه الحياة.

 

 

استدار أغرونا وانحنى على السور، ولوّح لي لأقترب. لقد اتخذت خطوة متعرجة نحوه، وفجأة قام بخلط شعري المتشابك بالفعل بيده. تجمدت ونظرت إليه بمفاجأة. وأشار بيده الأخرى إلى سيسيليا، التي اقتربت بنفس القدر من عدم اليقين. وضع ذراعه حولها، ووقف مثل أب فخور يستعد لأخذ صورة.

________________ ترجمة: Scrub برعاية: Youssef Ahmed

 

 

“رياح التغيير هبت، كما يقولون في البلدان القديمة.” لم يقل هذا لأي منا على وجه الخصوص. “كل شيء يسير كما ينبغي. سوف ينقسم عدونا قريبًا، وتعويذة الإله في حوزتنا، ولقد اخترعت استخدامًا مناسبًا لكل تلك الدماء المتمردة الصغيرة التي اتبعت سيريس في جهودها غير المجدية.”

عندما شاهدت شعر سيسيليا الرمادي وهو يرتد بينما تسير بسرعة عبر الحاضرين المتفاجئين، تشدد جسدي، وقمت بلف الألم في داخلي وسحقه بعمق. لقد خذلت سيسيليا مرارًا وتكرارًا، أولًا في حياتنا الأولى، حيث تركتها تُؤخذ ولم أجدها بالسرعة الكافية. ثم مرة أخرى، في الثانية، عندما كنت هناك، لكنني شاهدت فقط جراي وهو يركض عبرها…


(للامانة لا أعرف عبارة تعويذة الإله يقصد بها لقب ارثر كرمح او لا)

“نيكو؟ هيا، نحن بحاجة إلى… نيكو؟ ما الأمر؟” ذاب إحباط سيسيليا وتحول إلى حنان عندما تراجعت خطوة إلى أسفل الدرج. رفعت يدها لتصل إلى شعري، لكنها توقفت عن الخجل من لمسي.

 

“اعتقدت أنه سيكون من غير الحكمة الدخول في معركة طويلة معه، ولذلك تركته يذهب.” أوضحت بسرعة، وأضافت، “لكنني تعقبت طائر العنقاء حتى وصلت إلى منزله – الموقد. لقد عرفت أين كانوا يختبئون طوال هذه السنوات.”

أصبح سلوكه متصلبًا، وتشددت نظراته نحوي. التوت الأصابع الملولبة في شعري بما يكفي لسحبها لتصبح مؤلمة لي. “سوف تصبحان في مكانكما الصحيح في قلب كل شيء، وستحصلان على النهاية السعيدة الخيالية التي عملتما بجد من أجلها. ما عليكما سوى أن تفعلا كما يؤمر. عليكما تحقيق رؤيتي. سيكون من العار أن تخذلاني الآن, خصوصًا مع اقتراب هدفنا.”

لقد أخطأت خطوتي بينما كنت أتبع سيسيليا إلى أعلى الدرج، وخرج زفير حاد مني. التفتت لتنظر إلي بقلق، لكنني لوحت لها، واستمرت في المضي قدمًا، مندفعةً للأمام وسط موجة من التوتر واللهفة.


________________

ترجمة: Scrub
برعاية: Youssef Ahmed

تابع أغرونا قائلاً: “لن تكون الأطياف والمناجل كافيين لتحقيق أهدافنا العديدة في ديكاثين الآن. نحن بحاجة إلى جنود. إذا اضطررنا للبحث عن آرثر ليوين، فسنحتاج إلى أكبر عدد ممكن من العيون في القارة.”

واصلت التمتمة مع نفسي بينما كنت أبحث من شكل إلى آخر، ومن رون إلى رون، محاولًا استخلاص المعنى من كل واحد، سواء بشكل فردي أو كمجموعات في تسلسل. وبينما كنت أفهم، بدأ إحساس بالوخز ينمو في مؤخرة رقبتي، ووقف شعري. لم أكن متأكدًا من السبب، لكن الأحرف الرونية كانت تجعلني أشعر بعدم الارتياح. هل بدأ عقلي الباطن في إزالة طبقات المعنى بطريقة لم يستوعبها عقلي الواعي بعد؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط