نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية@بعد@النهاية@kol 456

بين الساقطين 3

بين الساقطين 3

– ليليا هيليستيا:

لويت ذراعي حريصة على حماية رأسي وأفسحت مساحة صغيرة لنفسي ثم فعلت تفس الشيء بكتفي ووركي، منعت تعويذة الحماية التربة والحجارة الصغيرة من الإنضغاط من حولي لكن شيئًا صلبًا وثقيلًا ضغط على ساقي، أغمضت عيني – لم يحدث هذا أي فرق فيما أستطيع رؤيته – وأخذت نفسًا عميقًا من الهواء الرقيق العفن ثم إستمعت وبحثت بكل الحواس المتاحة لي.

مرت الأزوراس بجانبي ولم أستطع إلا أن أتراجع خطوة إلى الوراء بينما معدتي تتأرجح وتذبل قوتي من هالتها، على الرغم من بذل قصارى جهدي حاولت تجنب تحويل أفكاري إلى الداخل لتفحص جروحي العديدة، القوة الساحقة لوجود الأزوراس جعلت آلامي لا مفر منها فكل شبر من جسدي متضرر بكدمات ورنّت أذناي مع خفقان متواصل وغاضب يأتي من مؤخرة رأسي، لم أستطع حتى أن أحمل نفسي على النظر إلى يدي التي إنسلخ الكثير من لحمها ليكشف عن اللحم المتغير اللون تحته.

أخذت نفسًا ثابتًا ووضعت وزني مؤقتًا على ساقي المنسحقة ثم عززتها بالمانا لأبتعد عن تانر “هيا دعنا نخرج الجميع من هنا”.

أمامي نظرت التنين إلى الأعلى لكن بصرها موجه بعيدًا عن المعركة المتوقفة فوق الجبل بل نحو الجنوب أين مجموعة صغيرة من الأشكال الداكنة تقترب بسرعة فوق قمم الجبال، لم يكلفوا أنفسهم عناء إخفاء توقيعات المانا الخاصة بهم ولم يكن هناك أي خطأ في إعتبارهم أي شيء آخر غير ما هم عليه.

إبتلعت لعابي وخففت نفسي في وضعية الجلوس ثم حركت يدي الجريحة إلى أضلعي التي أعتقد أنها مكسورة.

بدأ كل عصب في جسدي ينهار عند رؤية هذا المنظر وشعرت باليأس حقًا للمرة الأولى منذ وصول التنانين.

أبعدني تانر عن هذا الإندماج الكابوسي للرماح السوداء واضعًا نفسه بيني وبينهم.

“هل كل هذا حقًا من أجل لا شيء؟” سألت بكلمات همس على شفتي.

على الرغم من كل شيء شعرت بإرتفاع كبير في الإرتياح عندما ضغط وزن أرثر على ظهري ونبض الأثير المنبعث من إستخدامه لخطوة الإله، بقيت بجانب شارون ولم أسمح للأطياف أن تفرق بيننا مع ويندسوم الذي لا يزال ملتصقًا بي مثل ظلي.

تضخم وزن مانا التنين وتكثف الهواء حولها حتى صار ضغطها واضحًا على بشرتي، حطمني الألم فسقطت على ركبتي وحدقت في الكيان اللإنساني على يقين من أن مجرد وجوده سيدمرني تمامًا.

نظرت إلي بيرهاتا بإزدراء “لقد نجوت وهو ما أعتقد أنه يستحق شيئًا ما…” عقدت حواجبها معًا وزمت شفتيها بتمعن ثم وقفت وإنتقلت إلى أولوداري مع شرارة من المانا أين وضعت جهازًا على الأرض بجواره “آسفة على التأخير أيها السيادي كنا ننتظر هذا فقد تكرمت مجموعة خالين القتالية بإحضاره لنا، مع وجود خمسة أطياف أخرى إلى جانبنا يجب أن تكون المعركة أعلاه على وشك الإنتهاء أليس كذلك؟” أخذت نفسًا عميقًا “إذا كان هناك شيء جيد واحد في محاولتك غير المثمرة للتمرد فهو أن هدفي قد تحقق في هذا اليوم لأن دماء التنانين إنسكبت…” أحد الأنياب الممدودة عض على شفتها السفلية إلا أنها أغلقت عينيها فجأة وأدارت وجهها نحو السقف متوترة بشكل واضح.

تنهدت الأزوراس.

حتى عندما ظلت بيرهاتا تكافح ضد المخلوق في الخلفية بدأت التعويذات في الوميض والتطاير عبر الكهف.

تدفقت الدموع من عيني بينما أبتعد قسريًا غير قادرة على تحمل رؤية قوة الأزورس الخام فقط لأرى خطًا مثل نجم أسود يهبط علينا، لم أتمكن حتى من إطلاق صرخة إنذار وشعرت بجسدي يتصلب حينها ظهرت هالة التنين كدرع فضي أحاطتني فيها لكوني قريبة، تطايرت كتل من الرماح المعدنية السوداء حولنا وضربت الحاجز مثل آلاف الأسنان الطاحنة لكن الأزوراس دفعت إلى الخارج بدرعها، إخترقت أشعة الضوء الفضي المعدن البارد لتنفجر الرماح كلها في وقت واحد وينجرف غبار بقاياها فوق الوادي بالأسفل، حصلت على ثانية من الرعب التام لأشاهد الأرض تتشقق تحتي قبل أن أنزلق إلى الوراء حيث إبتلعني مخلب ضخم من التراب، إنهار من حولي حجارة مكسورة وصخور ونصف عربة وعدة أطنان من التراب وحين مددت يدي لم أخدش سوى الهواء، شاهدت المرأة الأزوراس ذات الذراع الواحدة تطفو في الهواء وتسرع نحو بيرهاتا ثم إختفى كل شيء ما عدا الجبل المتساقط وأغلق الظلام فوقي.

إبتلعت لعابي وخففت نفسي في وضعية الجلوس ثم حركت يدي الجريحة إلى أضلعي التي أعتقد أنها مكسورة.

كافحت بشدة لإستحضار حاجز مائي وقائي حول نفسي حيث تناثرت المانا وتوقفت عندما تلاشى تركيزي المتذبذب، عادت لتتضخم إلى الوجود وإحتضنتني في مجال بارد ولكن عازل بينما أقفز والحصى والحجر والتراب يطاردونني من كل إتجاه، لم يكن هناك سوى ومضات متقطعة من الضوء مرئية من خلال الركام المتتالي ثم بمفاجأة شعرت بالدوار وتوقفت عن الحركة، إستمر ضجيج إنهيار الجبل في كل مكان في آن واحد وبقي الإهتزاز داخل رأسي وصدري وأحشائي بحيث لم أستطع الرؤية أو التنفس، حاجزي ينهار وإنسحق في إتجاهي بفعل ثقل الجبل حينها أصبحت محاصرة بتعويذتي الخاصة كأنني مقيدة بتركيز متذيذب، إنفجرت التعويذة لذا بسرعة لففت ذراعي حول رأسي حينها إستقر فوقي التراب والصخور ثم شيء ثقيل سقط على ساقي.

حتى عندما ظلت بيرهاتا تكافح ضد المخلوق في الخلفية بدأت التعويذات في الوميض والتطاير عبر الكهف.

صرخت لكن التربة إبتلعت الصوت وظل قلبي ينبض بسرعة كبيرة شعرت أنه سيتسارع في حلقي.

إستجمعت ما بدا لي وكأنه آخر ما في قواي مندفعة إلى الأسفل بدفعات قوية حتى إنهارت أرضية الثقب الصغير، إستنشقت الهواء النقي مع إحساس قصير بالضوء على عيني ثم إصطدمت بصخرة صلبة لها تأثير متنافر قطع أنفاسي عن رئتي وكل إحساس عن جمجمتي، تحركت حواسي ذهابًا وإيابًا بينما أكافح ضد دافع النوم حتى أعادني شيء ما إلى الوعي.

‘هل كل ما فعلته من… تعلم السحر والتمرد ضد الألكريان والنجاة من الحرب أوصلني إلى هنا… إلى قبري الفعلي لأدفن حية؟’ فكرت بمرارة وبعنف أنه من الأفضل أن أموت جنبًا إلى جنب مع جارود على الأقل من الممكن أن يكون سريعا.

إستغرق الأمر لحظة أطول قبل أن أشعر بالنية التي تقترب.

تذكرت الرجل الذي نزل من الجبل مع عائلته والزوجين مع الطفل والصبي الذين كافحوا من أجل البقاء ولم يستسلموا أثناء الحرب أو بعدها، بل إستمروا في القتال من أجل حياتهم بينما أمطرت الآلهة الموت والدمار من حولهم.

سقطت أنا وأرثر فجأة لكنني أخذت نفسًا عميقًا عندما تذكرت أن أرفرف بجناحي.

‘مر الناس العاديون – المزارعون والرعاة والحرفيون – بكل ذلك وإختاروا الإستمرار في محاولة العيش…’.

أخبرني إرتباطي بأرثر أنه عابس على الرغم من عدم قدرتي على رؤية وجهه.

لويت ذراعي حريصة على حماية رأسي وأفسحت مساحة صغيرة لنفسي ثم فعلت تفس الشيء بكتفي ووركي، منعت تعويذة الحماية التربة والحجارة الصغيرة من الإنضغاط من حولي لكن شيئًا صلبًا وثقيلًا ضغط على ساقي، أغمضت عيني – لم يحدث هذا أي فرق فيما أستطيع رؤيته – وأخذت نفسًا عميقًا من الهواء الرقيق العفن ثم إستمعت وبحثت بكل الحواس المتاحة لي.

إلتف رأسه قليلاً ليتموج شعره الأشقر متوسط ​​الطول مثل الستارة مع عيون ذهبية إلتقت بعيني كاشفة عن هويته.

تجمدت أنفاسي.

تجمدت ولم أتمكن من الإلتفاف لكنني لم أكن بحاجة إلى ذلك.

في الأسفل ليس بعيدًا بإمكاني الشعور بالمانا – مجموعة كبيرة من مانا سمة المياه – في الغلاف الجوي، إرتجفت من التوتر وبدأت بحذر شديد في إستخدام ما لدي من طاقة صغيرة لرش دفعات من الماء عالية الضغط على الأرض مما أدى إلى إقتطاع مساحة صغيرة، إنهارت الأرض التي تضغط في كل مكان من حولي شيئًا فشيئًا وخوفًا من الإهمال لأني أعلم أنه لم يكن هناك وقت لتجميع نفسي إستخدمت دفعات صغيرة من الماء للنحت نحو المانا التي شعرت بها، حاولت توفير مساحة كافية للزحف للأمام في كهفي الصغير لكن الصخرة التي على ساقي تمسك بي بقوة ولم أستطع التحرك بوصة واحدة، أغمضت عيني وتوقفت عن الحركة والإلقاء للحظة مع التركيز على أنفاسي حتى صار رأسي ضبابيًا وذاب جسدي في عذاب واحد متصل بينما نواتي فارغة تقريبًا، تركزت بمرفقي وإستجمعت قواي ملقية دفعة من الماء على الحجر محاولة تحريكه حيث تقشرت بعض قطع الصخور لكن الصخرة لم تتحرك، إستجمعت قوتي وضربتها مرارًا وتكرارًا وكل هجمة في نفس المكان حتى إنشقت بشق مكتوم.

“أمسكوا هؤلاء الثلاثة!” صرخ شارون وإنعطف بحدة إلى اليسار ليقوم بالمطاردة “ويندسوم إبق مع الدورية!”.

إنزلق النصفان قليلاً بينما أقمع صرخة الألم المطلق التي حبست نفسي.

على الرغم من كل شيء شعرت بإرتفاع كبير في الإرتياح عندما ضغط وزن أرثر على ظهري ونبض الأثير المنبعث من إستخدامه لخطوة الإله، بقيت بجانب شارون ولم أسمح للأطياف أن تفرق بيننا مع ويندسوم الذي لا يزال ملتصقًا بي مثل ظلي.

تساقطت الأوساخ عليّ ثم الحصى الصغيرة كلما تحركت الأرض من حولي.

إنزلق النصفان قليلاً بينما أقمع صرخة الألم المطلق التي حبست نفسي.

إستجمعت ما بدا لي وكأنه آخر ما في قواي مندفعة إلى الأسفل بدفعات قوية حتى إنهارت أرضية الثقب الصغير، إستنشقت الهواء النقي مع إحساس قصير بالضوء على عيني ثم إصطدمت بصخرة صلبة لها تأثير متنافر قطع أنفاسي عن رئتي وكل إحساس عن جمجمتي، تحركت حواسي ذهابًا وإيابًا بينما أكافح ضد دافع النوم حتى أعادني شيء ما إلى الوعي.

فجأة بدأت تروس ذهني تدور مرة أخرى وأدركت أنه تحت كل هذا الحجر والأوساخ وليس بعيدًا عن المكان الذي وقفنا فيه بإمكاني الشعور بإنفجارات المانا بينما أرثر يقاتل بيرهاتا.

حدقت في السقف الذي إنهار جزئيًا داخل المكان الذي شققت طريقي من خلاله.

أخبرني إرتباطي بأرثر أنه عابس على الرغم من عدم قدرتي على رؤية وجهه.

‘ما كان ذلك؟’ أحسست بشيء على الحواف الخارجية لتركيزي المتبقي…

تدفقت الدموع من عيني بينما أبتعد قسريًا غير قادرة على تحمل رؤية قوة الأزورس الخام فقط لأرى خطًا مثل نجم أسود يهبط علينا، لم أتمكن حتى من إطلاق صرخة إنذار وشعرت بجسدي يتصلب حينها ظهرت هالة التنين كدرع فضي أحاطتني فيها لكوني قريبة، تطايرت كتل من الرماح المعدنية السوداء حولنا وضربت الحاجز مثل آلاف الأسنان الطاحنة لكن الأزوراس دفعت إلى الخارج بدرعها، إخترقت أشعة الضوء الفضي المعدن البارد لتنفجر الرماح كلها في وقت واحد وينجرف غبار بقاياها فوق الوادي بالأسفل، حصلت على ثانية من الرعب التام لأشاهد الأرض تتشقق تحتي قبل أن أنزلق إلى الوراء حيث إبتلعني مخلب ضخم من التراب، إنهار من حولي حجارة مكسورة وصخور ونصف عربة وعدة أطنان من التراب وحين مددت يدي لم أخدش سوى الهواء، شاهدت المرأة الأزوراس ذات الذراع الواحدة تطفو في الهواء وتسرع نحو بيرهاتا ثم إختفى كل شيء ما عدا الجبل المتساقط وأغلق الظلام فوقي.

إن تحريك رقبتي بمثابة تعذيب خالص لكن علي أن أجد الشيء الذي أعاد حواسي إلى الحياة، بجواري على بعد قدمين فقط برز رمح من المعدن الأسود من الأرض إلى السقف مع شبكة من الخيوط تمتد منه لإبقاء السقف ثابتًا في مكانه، عندما نظرت أبعد رأيت رمح أسود أخر وثم ثالث حينها حدث ذلك مرة أخرى وأدركت ما هو: الصوت، على الرغم من الألم العميق في العظام إستدرت في الإتجاه الآخر وإنقلبت على جانبي مسندة نفسي على أحد مرفقي، في ضوء خافت لا مصدر له تمكنت من رؤية شكل رجل ملتف في وضع الجنين بجوار اللون الأسود الزجاجي لجسم مائي تحت الأرض، حدقت في وجهي عيون حمراء متوهجة في الظلام ما جعلني أخذ نفسًا حيث شعرت بأضلاعي تطعنني في ألم، أدركت من خلال التحديق أن لديه قرونًا لولبية طويلة تبرز من رأسه مع حدة ونظرة في ملامحه جعلته يبدو غير إنساني.

تنهدت الأزوراس.

“السيادي” تمتمت بصوت ضعيف.

“أرثر!” جلست في وضع مستقيم أبحث في محيطي.

“آه… أنت تعرفينني جيد… هذا جيد…” حاول أن يمنحني ما أعتقد أنه إبتسامة لكنها جعلته يبدو أكثر إفتراسًا.

إضطررت إلى النزول إلى اليمين وتجنبت نفثًا من المانا السوداء المخضرة لأطلق نفثًا من المانا النقية مرة أخرى، لم يجب أرثر لكنه لم يكن مضطرًا لذلك لأنه لم تكن هناك طريقة لمعرفة ذلك ولا يوجد سبب لمطاردة بدلة مدرعة فارغة عبر ديكاثين بينما هناك العديد من الأطياف أمامنا، لم أقدم لشريكي أي كلمات نصيحة أو عزاء فلم يكن الوقت ولا المكان المناسب لمثل هذه اللفتات العقيمة إلى أن تنتهي المعركة، أعلم أن أرثر يحتاج إلى درع الغضب الشديد الذي لف نفسه به ولذلك بقيت صامتة حتى أفكار ريجيس هادئة بينما يحرس أولوداري فريترا أسفل الجبل.

‘هناك خطأ ما.. ليس لديه توقيع مانا’ بالنظر عن كثب أدركت أنه مقيد بإحكام بسلاسل وأصفاد ثقيلة.

إنزلق النصفان قليلاً بينما أقمع صرخة الألم المطلق التي حبست نفسي.

“أنت ديكاثينية أدنى أليس كذلك؟ ساحرة على الأقل…” نقر لسان داكن عبر شفتيه الشاحبتين “أنا بحاجة لمساعدتك على الفور كما ترين أطلقي سراحي في الحال وسوف…”.

طعن أحدهم الأرض بجانبي وبالكاد ضرب ساقي بعد أن تصدى لها أحد السيوف جانبًا.

“ماذا؟” صرخت غير قادرة على مساعدة نفسي.

ومض التهيج عبر وجه الرجل “لا تكوني غبية أنا لم أعد عدوا لأمتك… إذا كان هناك أي معنى للضجيج في الخارج فهذا يعني أن حلفائكم التنانين يقاتلون حاليًا ضد الجنود الذين إختطفوني، أطلقي سراحي وسأحول نفسي إلى سحلية تتحمل المسؤولية وستصبحين بطلة”.

عندما قال “نحن” ركزت على الأشخاص الآخرين الواقفين حولي فهناك ما لا يقل عن 20 شخصًا متمركزين على حافة النهر يحدقون بي جميعًا، رأيت على الفور روز-إيلين مروضة الوحوش الصاخبة التي تضايق جارود في كل فرصة مع وحش مانا كبير يشبه الطيور، الرجل القوي الذي تجاهل مناشداتي لمساعدة العجوزين هناك وكذلك عائلته لكني كدت أنفجر في البكاء عندما رأيت الزوجين مع الطفل الذي ساعدته على الهروب من الجبل.

رمشت بعيني غير قادرة على إستيعاب ما يحدث بسبب الألم والإرهاق الذي يضغط عليّ مثل الجبل المتساقط من فوق.

“ممتاز” قال متنهدا “بعد كل هذا تقع مستخدمة سحر في حضني وإذا جاز التعبير فهي حمقاء أو مجنونة” ضاقت عينيه في وجهي “أيتها الأدنى أنت تتحدثين هذه اللغة أليس كذلك؟”.

“ممتاز” قال متنهدا “بعد كل هذا تقع مستخدمة سحر في حضني وإذا جاز التعبير فهي حمقاء أو مجنونة” ضاقت عينيه في وجهي “أيتها الأدنى أنت تتحدثين هذه اللغة أليس كذلك؟”.

بدا السيادي وكأنه ينكمش عندما مطلقا تنهيدة عميقة.

إبتلعت لعابي وخففت نفسي في وضعية الجلوس ثم حركت يدي الجريحة إلى أضلعي التي أعتقد أنها مكسورة.

فجأة بدأت تروس ذهني تدور مرة أخرى وأدركت أنه تحت كل هذا الحجر والأوساخ وليس بعيدًا عن المكان الذي وقفنا فيه بإمكاني الشعور بإنفجارات المانا بينما أرثر يقاتل بيرهاتا.

“نعم بالطبع” قلت من خلال صر أسناني “لا أعتقد أنني أستطيع مساعدتك فأنت…”.

“آه… أنت تعرفينني جيد… هذا جيد…” حاول أن يمنحني ما أعتقد أنه إبتسامة لكنها جعلته يبدو أكثر إفتراسًا.

“جبان” قال صوت جديد رن عبر سفح الجبل رغم المعركة.

شعرت فجأة وكأنني عدت إلى الحفرة المعتمة محاصرة وأنتظر الموت.

تجمدت ولم أتمكن من الإلتفاف لكنني لم أكن بحاجة إلى ذلك.

يبدو أن الغضب يغلف الهواء مع ثلاثة توقيعات مانا أخرى – حتى أقوى من التنانين الموجودة بالفعل – ومن بينها شيء آخر بارد وغاضب و… خطير.

“السيادي أولوداري فريترا من منطقة تروسيا” تحركت أقدام بيرهاتا عبر الرواسب التي غطت الحجر العاري على الأرض “أديت اليمين لخدمة صاحب السيادة أغرونا فريترا والد أمتنا وشعبنا أيها الخائن والجبان والفاشل” تجسدت بيرهاتا من الظلام “هل فاتني أي من ألقابك أيها السيادي؟”.

تجمدت ولم أتمكن من الإلتفاف لكنني لم أكن بحاجة إلى ذلك.

بدا السيادي وكأنه ينكمش عندما مطلقا تنهيدة عميقة.

كافحت بشدة لإستحضار حاجز مائي وقائي حول نفسي حيث تناثرت المانا وتوقفت عندما تلاشى تركيزي المتذبذب، عادت لتتضخم إلى الوجود وإحتضنتني في مجال بارد ولكن عازل بينما أقفز والحصى والحجر والتراب يطاردونني من كل إتجاه، لم يكن هناك سوى ومضات متقطعة من الضوء مرئية من خلال الركام المتتالي ثم بمفاجأة شعرت بالدوار وتوقفت عن الحركة، إستمر ضجيج إنهيار الجبل في كل مكان في آن واحد وبقي الإهتزاز داخل رأسي وصدري وأحشائي بحيث لم أستطع الرؤية أو التنفس، حاجزي ينهار وإنسحق في إتجاهي بفعل ثقل الجبل حينها أصبحت محاصرة بتعويذتي الخاصة كأنني مقيدة بتركيز متذيذب، إنفجرت التعويذة لذا بسرعة لففت ذراعي حول رأسي حينها إستقر فوقي التراب والصخور ثم شيء ثقيل سقط على ساقي.

ركعت بيرهاتا بجانبي وأخذت ذقني في يدها ثم سحبتني لمواجهتها وتفحصتني عن كثب “ألست الفتاة التي وعدت بالسماح لها بالعيش؟ إذا هل كنتِ فتاة صغيرة جيدة؟”.

مرت ثواني يائسة ثم إتسعت الجدران وقبل أن تختفي فتحت عيني.

شعرت فجأة وكأنني عدت إلى الحفرة المعتمة محاصرة وأنتظر الموت.

إرتعدت ببرود مر عبر جسدي ولم يقابله سوى الدفء الرطب المنتشر عبر سروالي الملطخ والممزق.

لم ينتقل أرثر بعيدًا مرة أخرى بدلا من ذلك وقف وإستحضر سلاحه.

نظرت إلي بيرهاتا بإزدراء “لقد نجوت وهو ما أعتقد أنه يستحق شيئًا ما…” عقدت حواجبها معًا وزمت شفتيها بتمعن ثم وقفت وإنتقلت إلى أولوداري مع شرارة من المانا أين وضعت جهازًا على الأرض بجواره “آسفة على التأخير أيها السيادي كنا ننتظر هذا فقد تكرمت مجموعة خالين القتالية بإحضاره لنا، مع وجود خمسة أطياف أخرى إلى جانبنا يجب أن تكون المعركة أعلاه على وشك الإنتهاء أليس كذلك؟” أخذت نفسًا عميقًا “إذا كان هناك شيء جيد واحد في محاولتك غير المثمرة للتمرد فهو أن هدفي قد تحقق في هذا اليوم لأن دماء التنانين إنسكبت…” أحد الأنياب الممدودة عض على شفتها السفلية إلا أنها أغلقت عينيها فجأة وأدارت وجهها نحو السقف متوترة بشكل واضح.

إنجذبت عيني إلى أرثر البعيد أين غاص في الهواء كما لو أنه يغرق في الماء وعيناه مغمضتان مع تعبير مركز ومفكر وشبه سلمي.

تلاشت إبتسامتها وفتحت عينيها برعب ثم حدقت عبر الجبل كما لو أنها تستطيع رؤية السماء خلفه وحتى في الضوء عديم اللون إستطعت رؤية وجهها يتحول إلى شاحب.

أمسكت بتانر الذي جفل “ليس الشمال بل الغرب… أعمق في الأهوار بعيدًا عن المعركة قدر الإمكان”.

إستغرق الأمر لحظة أطول قبل أن أشعر بالنية التي تقترب.

“السيادي” تمتمت بصوت ضعيف.

يبدو أن الغضب يغلف الهواء مع ثلاثة توقيعات مانا أخرى – حتى أقوى من التنانين الموجودة بالفعل – ومن بينها شيء آخر بارد وغاضب و… خطير.

إستحوذت التعويذة على كل تركيزي لدرجة أن التنفس وحتى نبض قلبي بدا صعبًا.

أدارت بيرهاتا الجهاز لكن أولوداري المقيد بالسلاسل ضرب بركبته القطعة الأثرية على شكل سندان جانبًا، إنزلقت في التراب وتأرجحت نحو الماء حتى أن بيرهاتا سارعت للإمساك بها بينما تراكم المانا أثناء محاولتها تنشيطها.

عندما نظرت إليه الآن فوجئت أكثر بإكتشاف أنه على قيد الحياة.

“أيتها الأدنى إعوجاج تيمبوس!” حث أولوداري “عطليه…”.

بعد أن تحررت من الشلل حاولت الوقوف لأدرك أن ساقي المكسورة لن تتحمل وزني.

بيرهاتا التي بدت وكأنها نست وجودي للحظة مدت يدها بغضب مطلقةً رمحاً مظلماً نحوي بسرعة كبيرة بحيث لم يكن لدي حتى الوقت لإغلاق عيني.

بدا الوقت بطيئا وشعرت بإرتعاش جسده المتوتر لكنني رأيت كيف تبدو الرماح كأنها تتدفق فوق بعضها البعض مثل السائل وتنبض بمثل هذه المانا الوحشية.

سطع وميض أرجواني أمامي أين وقف شخص ما بيننا ملفوف بشرارات بنفسجية من البرق تتحرك بينه وبين الرمح الذي يستهدف حلقي، حرك اللهب البنفسجي بين أصابعه ليحترق الرمح الأسود إلى لا شيء ثم إندفعت منه صورة ظلية مشتعلة لذئب متجها نحو بيرهاتا.

ومض التهيج عبر وجه الرجل “لا تكوني غبية أنا لم أعد عدوا لأمتك… إذا كان هناك أي معنى للضجيج في الخارج فهذا يعني أن حلفائكم التنانين يقاتلون حاليًا ضد الجنود الذين إختطفوني، أطلقي سراحي وسأحول نفسي إلى سحلية تتحمل المسؤولية وستصبحين بطلة”.

إلتف رأسه قليلاً ليتموج شعره الأشقر متوسط ​​الطول مثل الستارة مع عيون ذهبية إلتقت بعيني كاشفة عن هويته.

تشددت تعبيرات أرثر بالإحباط قبل أن يختفي عن الأنظار ويضرب الأرض على مسافة ما في الوادي.

“غادري” قال أرثر بصوت مثل تعبيره قاتم ومهيب لكن تحت ذلك متجمد بغضب مرير وبارد لدرجة أنه أرسل قشعريرة أسفل عمودي الفقري.

“ماذا؟” صرخت غير قادرة على مساعدة نفسي.

حتى عندما ظلت بيرهاتا تكافح ضد المخلوق في الخلفية بدأت التعويذات في الوميض والتطاير عبر الكهف.

نظرت إلي بيرهاتا بإزدراء “لقد نجوت وهو ما أعتقد أنه يستحق شيئًا ما…” عقدت حواجبها معًا وزمت شفتيها بتمعن ثم وقفت وإنتقلت إلى أولوداري مع شرارة من المانا أين وضعت جهازًا على الأرض بجواره “آسفة على التأخير أيها السيادي كنا ننتظر هذا فقد تكرمت مجموعة خالين القتالية بإحضاره لنا، مع وجود خمسة أطياف أخرى إلى جانبنا يجب أن تكون المعركة أعلاه على وشك الإنتهاء أليس كذلك؟” أخذت نفسًا عميقًا “إذا كان هناك شيء جيد واحد في محاولتك غير المثمرة للتمرد فهو أن هدفي قد تحقق في هذا اليوم لأن دماء التنانين إنسكبت…” أحد الأنياب الممدودة عض على شفتها السفلية إلا أنها أغلقت عينيها فجأة وأدارت وجهها نحو السقف متوترة بشكل واضح.

مددت يدي وأمسكت بذراعه “التنانين إنهم… لم يهتموا بنا لقد تخلوا عنا…”.

تلك النية الغاضبة التي شعرت بها قد إشتعلت مع النيران في عيون أرثر “أنا أعرف”.

تلك النية الغاضبة التي شعرت بها قد إشتعلت مع النيران في عيون أرثر “أنا أعرف”.

نظرت إلي بيرهاتا بإزدراء “لقد نجوت وهو ما أعتقد أنه يستحق شيئًا ما…” عقدت حواجبها معًا وزمت شفتيها بتمعن ثم وقفت وإنتقلت إلى أولوداري مع شرارة من المانا أين وضعت جهازًا على الأرض بجواره “آسفة على التأخير أيها السيادي كنا ننتظر هذا فقد تكرمت مجموعة خالين القتالية بإحضاره لنا، مع وجود خمسة أطياف أخرى إلى جانبنا يجب أن تكون المعركة أعلاه على وشك الإنتهاء أليس كذلك؟” أخذت نفسًا عميقًا “إذا كان هناك شيء جيد واحد في محاولتك غير المثمرة للتمرد فهو أن هدفي قد تحقق في هذا اليوم لأن دماء التنانين إنسكبت…” أحد الأنياب الممدودة عض على شفتها السفلية إلا أنها أغلقت عينيها فجأة وأدارت وجهها نحو السقف متوترة بشكل واضح.

قبل أن أتمكن من قول أو فعل أي شيء آخر إختفى أرثر بعيدًا عن قبضتي ليظهر على الجانب الآخر من بيرهاتا مما أدى إلى عزلها عن السيادي والقطعة الأثرية، إجتاح شعاع ساطع من الضوء الأرجواني الكهف المظلم لتلقي الطيف بنفسها للخلف بينما تسحب وحش المانا معها، إمتلأ الكهف بكتل من الرماح المعدنية السوداء منطلقة إلى الخارج من الطيف ولم تكن حواسي سريعة بما يكفي لمتابعتهم جميعًا، في الوقت نفسه ظهرت عدة سيوف مصنوعة من الطاقة البنفسجية في الهواء لتقطع في عدة إتجاهات في وقت واحد.

طعن أحدهم الأرض بجانبي وبالكاد ضرب ساقي بعد أن تصدى لها أحد السيوف جانبًا.

في الأسفل ليس بعيدًا بإمكاني الشعور بالمانا – مجموعة كبيرة من مانا سمة المياه – في الغلاف الجوي، إرتجفت من التوتر وبدأت بحذر شديد في إستخدام ما لدي من طاقة صغيرة لرش دفعات من الماء عالية الضغط على الأرض مما أدى إلى إقتطاع مساحة صغيرة، إنهارت الأرض التي تضغط في كل مكان من حولي شيئًا فشيئًا وخوفًا من الإهمال لأني أعلم أنه لم يكن هناك وقت لتجميع نفسي إستخدمت دفعات صغيرة من الماء للنحت نحو المانا التي شعرت بها، حاولت توفير مساحة كافية للزحف للأمام في كهفي الصغير لكن الصخرة التي على ساقي تمسك بي بقوة ولم أستطع التحرك بوصة واحدة، أغمضت عيني وتوقفت عن الحركة والإلقاء للحظة مع التركيز على أنفاسي حتى صار رأسي ضبابيًا وذاب جسدي في عذاب واحد متصل بينما نواتي فارغة تقريبًا، تركزت بمرفقي وإستجمعت قواي ملقية دفعة من الماء على الحجر محاولة تحريكه حيث تقشرت بعض قطع الصخور لكن الصخرة لم تتحرك، إستجمعت قوتي وضربتها مرارًا وتكرارًا وكل هجمة في نفس المكان حتى إنشقت بشق مكتوم.

بعد أن تحررت من الشلل حاولت الوقوف لأدرك أن ساقي المكسورة لن تتحمل وزني.

مرت الأزوراس بجانبي ولم أستطع إلا أن أتراجع خطوة إلى الوراء بينما معدتي تتأرجح وتذبل قوتي من هالتها، على الرغم من بذل قصارى جهدي حاولت تجنب تحويل أفكاري إلى الداخل لتفحص جروحي العديدة، القوة الساحقة لوجود الأزوراس جعلت آلامي لا مفر منها فكل شبر من جسدي متضرر بكدمات ورنّت أذناي مع خفقان متواصل وغاضب يأتي من مؤخرة رأسي، لم أستطع حتى أن أحمل نفسي على النظر إلى يدي التي إنسلخ الكثير من لحمها ليكشف عن اللحم المتغير اللون تحته.

الألم الناتج عنها بمثابة صدى بعيد لم يتجلى إلا عندما بدأت في التحرك لكني لم أملك أي قوة لذا زحفت بيأس نحو المسطحات المائية الموجودة تحت الأرض.

“هل كل هذا حقًا من أجل لا شيء؟” سألت بكلمات همس على شفتي.

كسرت المزيد من المقذوفات الحجر من حولي ومع كل حركة مؤلمة للأمام توقعت أن يخترق أحدهم لحمي ويثبتني على الأرض، بمفاجأة تقريبًا إنزلق جسدي على المنحدر الرطب ودخل الماء البارد بينما أدفع بالمانا لأسقط على طول النهر الضيق مجبرة التيار على حملي بشكل أسرع، بعد ثانية إنزلقت في صدع أين تم تصريف المياه ليتم سحبي بسرعة بعيدًا عن المعركة ولحسن الحظ لم يكن النهر تحت الأرض كبيرًا، إستطعت أن أتحرك من خلال إحساسي بالمانا والتيار رغم أنه لم تكن هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان هناك منفذ أمامي أو سأجد نفسي محاصرة في فجوة تضيق بإستمرار لكنني علمت أنني لا أستطيع البقاء في الكهف، عندما أصبح النهر ضيقًا جدًا دفعت نفسي للخارج بأكبر قدر ممكن من بمانا سمة الماء مما أدى إلى كسر نتوءات الحجر التي خلقت نقاط ضغط غير قابلة للعبور.

كنت أعلم أنني لا أستطيع الإستمرار في التعويذة إلا لبضع ثوانٍ.

سبحت لمدة دقيقة أو أكثر حتى بدأ رأسي يشعر بالخفة وصرخت رئتاي طلباً للهواء قبل أن أصل إلى نهاية الشق، سدت الأوساخ والأحجار الطازجة الطريق إلى الأمام في حالة من الذعر المفاجئ لذا قمت بإزالة التراب بيدي السليمة لكن دون جدوى فقد يستغرق الحفر ساعات ولم يكن لدي سوى ثواني، بإستخدام رصاص وقنابل الماء فجرت العائق رغم أن كل تعويذة أضعف من سابقتها مرارًا وتكرارًا حتى تحول الماء إلى طين، ظل قلبي يصرخ مع كل تعويذة حتى أدركت أنني لن أتمكن من ذلك لذلك حاولت الإستدارة والسباحة عكس التيار لكن الشق ضيق للغاية، لم أتمكن من عكس إتجاهي ولم يكن لدي القوة لإرسال الكثير من المياه التي تتدفق ضد الجاذبية لتسحبني إلى الخلف.

بعد أن تحررت من الشلل حاولت الوقوف لأدرك أن ساقي المكسورة لن تتحمل وزني.

غلبت حاجتي للتنفس على قدرتي على حبس أنفاسي وعندما حدث ذلك إختنقت رئتي من الماء الموحل حينها شعرت أن عقلي ينزلق نحو فقدان الوعي، كنت ممتنة لأنني لن أكون مستيقظة لذا عندما قبلت مصيري شدّت قوة حادة جسدي حتى إصطدم بالجدار الصخري، تحركت! الشق ضيق جدًا لدرجة أنني خدشت الجدران بإستمرار لكن التيار تدفق مرة أخرى ودفعني إلى الأمام بسرعة متزايدة.

نظرت إلي بيرهاتا بإزدراء “لقد نجوت وهو ما أعتقد أنه يستحق شيئًا ما…” عقدت حواجبها معًا وزمت شفتيها بتمعن ثم وقفت وإنتقلت إلى أولوداري مع شرارة من المانا أين وضعت جهازًا على الأرض بجواره “آسفة على التأخير أيها السيادي كنا ننتظر هذا فقد تكرمت مجموعة خالين القتالية بإحضاره لنا، مع وجود خمسة أطياف أخرى إلى جانبنا يجب أن تكون المعركة أعلاه على وشك الإنتهاء أليس كذلك؟” أخذت نفسًا عميقًا “إذا كان هناك شيء جيد واحد في محاولتك غير المثمرة للتمرد فهو أن هدفي قد تحقق في هذا اليوم لأن دماء التنانين إنسكبت…” أحد الأنياب الممدودة عض على شفتها السفلية إلا أنها أغلقت عينيها فجأة وأدارت وجهها نحو السقف متوترة بشكل واضح.

مرت ثواني يائسة ثم إتسعت الجدران وقبل أن تختفي فتحت عيني.

أبعدني تانر عن هذا الإندماج الكابوسي للرماح السوداء واضعًا نفسه بيني وبينهم.

أحاطت بي المياه العكرة ولكنني تمكنت من رؤية الضوء فسبحت نحوه بحركات جامحة ولم يبق لي ما يمكنني من إلقاء تعويذة لتسريع صعودي، بدا الأمر بعيدًا جدًا وكنت على يقين من أنني سأظل أغرق لأنني لا أستطيع أن أقطع هذه المسافة، إنفجر رأسي من الماء إلى الهواء الطلق لأسحب أكثر نفس مؤلم في حياتي بينما أسمع في مكان قريب جدًا صراخ طفل، سعلت بشدة وحاولت أن أبقي رأسي فوق الماء حينما أحسست بإندفاع عدة شخصيات في حركة سريعة من الشاطئ، أمسكت بي أيدٍ قوية لتسحبني نحو الأرض الصلبة حينها إنهرت في التربة الناعمة غير مبالية بالطين الذي يحيط بوجهي.

“السيادي” تمتمت بصوت ضعيف.

كل ما يمكنني فعله هو التنفس من أجل التنفس.

سمعت أصوات عديدة من حولي لكنني لم أتمكن من فهم كلماتهم… مر فوقي ظل وركزت بشكل غريزي على مصدره لأن كل شيء ضبابي مع صوت مرتفع جدا… الجبل… السيادي…

كنت أعلم أنني لا أستطيع الإستمرار في التعويذة إلا لبضع ثوانٍ.

“أرثر!” جلست في وضع مستقيم أبحث في محيطي.

تذكرت الرجل الذي نزل من الجبل مع عائلته والزوجين مع الطفل والصبي الذين كافحوا من أجل البقاء ولم يستسلموا أثناء الحرب أو بعدها، بل إستمروا في القتال من أجل حياتهم بينما أمطرت الآلهة الموت والدمار من حولهم.

إستلقيت على حافة نهر غامض وبطيء الحركة إنهارت عليه أطنان من الحجارة والأوساخ من الجبل أعلاه مما أدى إلى توقف تدفقه تقريبًا، كنت في الوادي عند قاعدة الجبل أما في الأعلى فلا يزال ينهار على نفسه وصوت طحن الحجر على الحجر عالي بما يكفي ليجعلني أشعر بالمرض، سيطر تنين هائل حقًا على السماء ذو حراشف بيضاء عظمية وعيون أرجوانية نابضة بالحياة يمكنني رؤيتها حتى من الأرض، على الرغم من أن جناحيه ممزقان ومهترئان إلا أنهما إمتدا على نطاق واسع لدرجة أن ضرباتهما تزيل الغبار من السماء، طار تنين أصغر حجمًا وأسود كالليل وخفيف الوزن تقريبًا مقارنة بالتنين الأبيض الكبير نحو جناحه وظل في التشكيل، خلفه مباشرة هناك رجل – لا بل أزوراس على ما أعتقد – يسير بخطى سريعة في الهواء ويطير كما لو أن لديه أجنحة.

شعرت بنفسي أرتعش من شدة تركيزه حيث قام بتعديل وقفته بعناية وشكله وزاوية نصله.

عاث الثلاثة فسادًا بين الأطياف بينما يدافعون عن إثنين من التنانين الثلاثة الأصلية التي وصلت بحثًا عن السيادي، أحصيت بسرعة 7 من الأطياف على الرغم من أنه من الصعب تتبعهم لأنهم يطيرون بسرعة أكبر مما يمكن لعيني أن تراهم، على الرغم من حجمه تحرك التنين الأبيض ذو الندبات بسرعة ودقة لا تصدق متهربًا من تعويذات الأطياف أو يضربهم بعيدًا بأجنحته بينما يطلق أشعة فضية كثيفة من الطاقة من فمه، لم يهاجم الأزوراس البشري لكنه ركز بالكامل على حماية التنين الأسود ومواجهة أي تعويذة تقترب منه
بينما لم أستطع التأكد مما يفعله التنين الأسود لأن توقيع المانا الخاص به بدا وكأنه يتقلب بشكل غريب.

سقطت أنا وأرثر فجأة لكنني أخذت نفسًا عميقًا عندما تذكرت أن أرفرف بجناحي.

لم يكن لدي سوى ثوانٍ فقط لإستيعاب كل شيء قبل أن يجذب الشكل الجالس بجانبي إنتباهي إلى الأرض.

“أنت ديكاثينية أدنى أليس كذلك؟ ساحرة على الأقل…” نقر لسان داكن عبر شفتيه الشاحبتين “أنا بحاجة لمساعدتك على الفور كما ترين أطلقي سراحي في الحال وسوف…”.

“تانر! ولكن ماذا…” إنفجرت مني شهقة مؤلمة.

“السيادي” تمتمت بصوت ضعيف.

إنتفخ راكب نصل الجناح الذي عمل لدى فانيسي غلوري طوال الحرب وتغير لونه في جميع أنحاء جانبه الأيسر حيث أصبح جلده مرقط باللونين الرمادي والأخضر الدخاني، نزفت القروح المفتوحة سائلًا أصفر كثيف لأنه قبل وصول الأطياف أصيب مع نصل الجناح بتعويذة أسقطتهما من السماء وإفترضت أنه مات.

“غادري” قال أرثر بصوت مثل تعبيره قاتم ومهيب لكن تحت ذلك متجمد بغضب مرير وبارد لدرجة أنه أرسل قشعريرة أسفل عمودي الفقري.

عندما نظرت إليه الآن فوجئت أكثر بإكتشاف أنه على قيد الحياة.

سبحت لمدة دقيقة أو أكثر حتى بدأ رأسي يشعر بالخفة وصرخت رئتاي طلباً للهواء قبل أن أصل إلى نهاية الشق، سدت الأوساخ والأحجار الطازجة الطريق إلى الأمام في حالة من الذعر المفاجئ لذا قمت بإزالة التراب بيدي السليمة لكن دون جدوى فقد يستغرق الحفر ساعات ولم يكن لدي سوى ثواني، بإستخدام رصاص وقنابل الماء فجرت العائق رغم أن كل تعويذة أضعف من سابقتها مرارًا وتكرارًا حتى تحول الماء إلى طين، ظل قلبي يصرخ مع كل تعويذة حتى أدركت أنني لن أتمكن من ذلك لذلك حاولت الإستدارة والسباحة عكس التيار لكن الشق ضيق للغاية، لم أتمكن من عكس إتجاهي ولم يكن لدي القوة لإرسال الكثير من المياه التي تتدفق ضد الجاذبية لتسحبني إلى الخلف.

“تشرفت برؤيتك أيضًا يا سيدة هيلستيا” قال بإبتسامة مغلفة بالحزن والإرتياح في نفس الوقت “كيف وصلت… لا يهم نحن بحاجة إلى التحرك”.

تموج الهواء من حولي بينما إنتشر سحري عبر الغلاف الجوي حيث شعرت أن كل شيء – كل شيء بإستثناء أنا وأرثر – بدأ يتباطأ، في لحظات الأطياف المسرعين بدوا مثل ثلاثة ذبابات محاصرة في لون بنفسجي شفاف.

عندما قال “نحن” ركزت على الأشخاص الآخرين الواقفين حولي فهناك ما لا يقل عن 20 شخصًا متمركزين على حافة النهر يحدقون بي جميعًا، رأيت على الفور روز-إيلين مروضة الوحوش الصاخبة التي تضايق جارود في كل فرصة مع وحش مانا كبير يشبه الطيور، الرجل القوي الذي تجاهل مناشداتي لمساعدة العجوزين هناك وكذلك عائلته لكني كدت أنفجر في البكاء عندما رأيت الزوجين مع الطفل الذي ساعدته على الهروب من الجبل.

“تانر! ولكن ماذا…” إنفجرت مني شهقة مؤلمة.

شعرت ببريق مفاجئ من الأمل والفخر عندما رأيت أن الصبي الذي أنقذته ظل معهم.

“جبان” قال صوت جديد رن عبر سفح الجبل رغم المعركة.

“إنها على بعد أميال قليلة إلى الشمال أو الغرب قبل أن نصل إلى الطريق مرة أخرى” أوضح تانر بينما يقدم لي يده لمساعدتي في الوقوف “نحن بحاجة إلى الإبتعاد عن الجبل يمكنك أن تري إلى أي مدى وصلت بعض هذه الإنهيارات الصخرية”.

تضخم وزن مانا التنين وتكثف الهواء حولها حتى صار ضغطها واضحًا على بشرتي، حطمني الألم فسقطت على ركبتي وحدقت في الكيان اللإنساني على يقين من أن مجرد وجوده سيدمرني تمامًا.

فجأة بدأت تروس ذهني تدور مرة أخرى وأدركت أنه تحت كل هذا الحجر والأوساخ وليس بعيدًا عن المكان الذي وقفنا فيه بإمكاني الشعور بإنفجارات المانا بينما أرثر يقاتل بيرهاتا.

تلاشت إبتسامتها وفتحت عينيها برعب ثم حدقت عبر الجبل كما لو أنها تستطيع رؤية السماء خلفه وحتى في الضوء عديم اللون إستطعت رؤية وجهها يتحول إلى شاحب.

أمسكت بتانر الذي جفل “ليس الشمال بل الغرب… أعمق في الأهوار بعيدًا عن المعركة قدر الإمكان”.

شعرت به ينزلق في المسارات الأثيرية أولًا ثم ثانيًا وثالثًا كل ذلك في مساحة حركة النصل شبه الفورية القاتلة والفوضوية مثل دوامة.

نظر تانر بشكل غير مؤكد إلى النهر “لا أعرف إذا كنا نستطيع…”.

كافحت بشدة لإستحضار حاجز مائي وقائي حول نفسي حيث تناثرت المانا وتوقفت عندما تلاشى تركيزي المتذبذب، عادت لتتضخم إلى الوجود وإحتضنتني في مجال بارد ولكن عازل بينما أقفز والحصى والحجر والتراب يطاردونني من كل إتجاه، لم يكن هناك سوى ومضات متقطعة من الضوء مرئية من خلال الركام المتتالي ثم بمفاجأة شعرت بالدوار وتوقفت عن الحركة، إستمر ضجيج إنهيار الجبل في كل مكان في آن واحد وبقي الإهتزاز داخل رأسي وصدري وأحشائي بحيث لم أستطع الرؤية أو التنفس، حاجزي ينهار وإنسحق في إتجاهي بفعل ثقل الجبل حينها أصبحت محاصرة بتعويذتي الخاصة كأنني مقيدة بتركيز متذيذب، إنفجرت التعويذة لذا بسرعة لففت ذراعي حول رأسي حينها إستقر فوقي التراب والصخور ثم شيء ثقيل سقط على ساقي.

إهتزت الأرض – أكثر مما هي عليه بالفعل – وإندفع رمح شاهق من حجر بنفسجي يبلغ إرتفاعه 40 قدمًا على الأقل من قاعدة الجبل على بعد أقل من 100 قدم، إنطلق في الهواء فوقنا قبل أن ينهار بشكل غير مرئي في الوادي وخلفه مباشرة إنطلق شخص غامض من الحفرة الناتجة بسرعة مستحيلة، بيرهاتا التي أمسكت بجانبها ووجهها ملتوي في تكشيرو من الألم والخوف لم ترجع للمعركة في الأعلى ولكنها إنحرفت جنوبًا وحلقت بأقصى سرعة ممكنة في الهواء، فوقها تطاير برق بنفسجي حيث ظهر أرثر من العدم وأطلق مخروط من الطاقة من يده نحو الطيف تحته لكنها أطلقت العنان لوابل من الرماح القاتلة في إتجاهه أثناء تحليقها، إختفى أرثر وظهر أمامها مرة أخرى هذه المرة إستحضر وقطع بشفرة من الطاقة النقية، صرخت بيرهاتا بإحباط وغضب حيث ظهر حولها درع من مئات الرماح السوداء الصغيرة لتمسك بمعصم أرثر أثناء صد نصله بذراعها العلوي، بقي الإثنان معلقين للحظة قبل أن ينعكس نصل أرثر وتتقلص نهاياه أين نما النصل من الطرف الآخر للمقبض، إنطلق إلى عظمة قص بيرهاتا حيث تطاير الشرر وأثرت الطاقة البنفسجية على المعدن الأسود.

صرخت لكن التربة إبتلعت الصوت وظل قلبي ينبض بسرعة كبيرة شعرت أنه سيتسارع في حلقي.

إندلعت ألسنة اللهب السوداء من حولها وأعادت أرثر إلى الخلف مرسلة رماح معدنية تمطر في كل إتجاه رغم ذلك ظلوا يحتشدون معًا لتكوين بعض الأشكال، إختفى أرثر مرة أخرى وظهر في الهواء حيث بيرهاتا لكن الطيف لم تعد موجودة وبدلاً من ذلك أصبح محاطًا بعشرات الأشكال المدرعة كل منها مصنوع بشكل مماثل من مئات الرماح السوداء الصغيرة.

بدأ كل عصب في جسدي ينهار عند رؤية هذا المنظر وشعرت باليأس حقًا للمرة الأولى منذ وصول التنانين.

حتى عندما إجتاحتهم نظرة أرثر إنطلق كل شكل بعيدًا وحلق في إتجاه مختلف.

– سيلفي ليوين:

إنتقل أرثر نحو شكل منسحب وإستحضر سيفًا ليقطعه إلى نصفين حيث تناثرت الرماح وسقطت على الأرض أدناه مثل البرد القاتل لم يكن تحتهم لحم، إنتشرت بقية الأشكال المدرعة عبر السماء بينما إنخفض زوجان إلى الأسفل وحلقا مباشرة نحو مجموعتنا المرهقة، صاح تانر بجانبي مع شخص آخر وبدأ الجميع في الركض أو الغوص في الماء أو الركض على طول الشاطئ، لم أستطع إلا أن أشاهد ذراع تانر تلتف حول كتفي بينما يسحبني على قدمي ليدعمني ولكن الأوان قد فات بالفعل.

“جبان” قال صوت جديد رن عبر سفح الجبل رغم المعركة.

أبعدني تانر عن هذا الإندماج الكابوسي للرماح السوداء واضعًا نفسه بيني وبينهم.

الألم الناتج عنها بمثابة صدى بعيد لم يتجلى إلا عندما بدأت في التحرك لكني لم أملك أي قوة لذا زحفت بيأس نحو المسطحات المائية الموجودة تحت الأرض.

بدا الوقت بطيئا وشعرت بإرتعاش جسده المتوتر لكنني رأيت كيف تبدو الرماح كأنها تتدفق فوق بعضها البعض مثل السائل وتنبض بمثل هذه المانا الوحشية.

ظهرت ومضات بنفسجية مماثلة في جميع أنحاء ساحة المعركة وتفككت عشرات الأشكال المتراجعة الأخرى كما عكس النصل إتجاهه وقطع الهواء أمام أرثر، هذه المرة يبدو أن النصل نفسه يختفي لينهار عدد قليل من الأشكال المدرعة المستحضرة حين تم ضربها في وقت واحد في جميع أنحاء السماء، العديد منهم ما زالوا يهربون ويطيرون فوق الجبال وعبر المستنقعات المنخفضة ولم يكن أي من الأشكال التي ضربها أرثر يحتوي على جسد بيرهاتا الذي يتنفس.

إنجذبت عيني إلى أرثر البعيد أين غاص في الهواء كما لو أنه يغرق في الماء وعيناه مغمضتان مع تعبير مركز ومفكر وشبه سلمي.

أمامي نظرت التنين إلى الأعلى لكن بصرها موجه بعيدًا عن المعركة المتوقفة فوق الجبل بل نحو الجنوب أين مجموعة صغيرة من الأشكال الداكنة تقترب بسرعة فوق قمم الجبال، لم يكلفوا أنفسهم عناء إخفاء توقيعات المانا الخاصة بهم ولم يكن هناك أي خطأ في إعتبارهم أي شيء آخر غير ما هم عليه.

إنفتحت عيناه بوميض ذهبي وأصبح نصله غير واضح ثم إنطلق شعاع مشرق من الطاقة البنفسجية من الهواء مما أدى إلى شطر الأشكال المدرعة.

– ليليا هيليستيا:

إنفجرت الرماح السوداء ورشت الأرض أمامنا لتخض التربة الناعمة محولتا إياها لنشارة.

تدفقت الدموع من عيني بينما أبتعد قسريًا غير قادرة على تحمل رؤية قوة الأزورس الخام فقط لأرى خطًا مثل نجم أسود يهبط علينا، لم أتمكن حتى من إطلاق صرخة إنذار وشعرت بجسدي يتصلب حينها ظهرت هالة التنين كدرع فضي أحاطتني فيها لكوني قريبة، تطايرت كتل من الرماح المعدنية السوداء حولنا وضربت الحاجز مثل آلاف الأسنان الطاحنة لكن الأزوراس دفعت إلى الخارج بدرعها، إخترقت أشعة الضوء الفضي المعدن البارد لتنفجر الرماح كلها في وقت واحد وينجرف غبار بقاياها فوق الوادي بالأسفل، حصلت على ثانية من الرعب التام لأشاهد الأرض تتشقق تحتي قبل أن أنزلق إلى الوراء حيث إبتلعني مخلب ضخم من التراب، إنهار من حولي حجارة مكسورة وصخور ونصف عربة وعدة أطنان من التراب وحين مددت يدي لم أخدش سوى الهواء، شاهدت المرأة الأزوراس ذات الذراع الواحدة تطفو في الهواء وتسرع نحو بيرهاتا ثم إختفى كل شيء ما عدا الجبل المتساقط وأغلق الظلام فوقي.

ظهرت ومضات بنفسجية مماثلة في جميع أنحاء ساحة المعركة وتفككت عشرات الأشكال المتراجعة الأخرى كما عكس النصل إتجاهه وقطع الهواء أمام أرثر، هذه المرة يبدو أن النصل نفسه يختفي لينهار عدد قليل من الأشكال المدرعة المستحضرة حين تم ضربها في وقت واحد في جميع أنحاء السماء، العديد منهم ما زالوا يهربون ويطيرون فوق الجبال وعبر المستنقعات المنخفضة ولم يكن أي من الأشكال التي ضربها أرثر يحتوي على جسد بيرهاتا الذي يتنفس.

مددت يدي وأمسكت بذراعه “التنانين إنهم… لم يهتموا بنا لقد تخلوا عنا…”.

تشددت تعبيرات أرثر بالإحباط قبل أن يختفي عن الأنظار ويضرب الأرض على مسافة ما في الوادي.

“هل كل هذا حقًا من أجل لا شيء؟” سألت بكلمات همس على شفتي.

أخذت نفسًا ثابتًا ووضعت وزني مؤقتًا على ساقي المنسحقة ثم عززتها بالمانا لأبتعد عن تانر “هيا دعنا نخرج الجميع من هنا”.

عندما قال “نحن” ركزت على الأشخاص الآخرين الواقفين حولي فهناك ما لا يقل عن 20 شخصًا متمركزين على حافة النهر يحدقون بي جميعًا، رأيت على الفور روز-إيلين مروضة الوحوش الصاخبة التي تضايق جارود في كل فرصة مع وحش مانا كبير يشبه الطيور، الرجل القوي الذي تجاهل مناشداتي لمساعدة العجوزين هناك وكذلك عائلته لكني كدت أنفجر في البكاء عندما رأيت الزوجين مع الطفل الذي ساعدته على الهروب من الجبل.

كسرت المزيد من المقذوفات الحجر من حولي ومع كل حركة مؤلمة للأمام توقعت أن يخترق أحدهم لحمي ويثبتني على الأرض، بمفاجأة تقريبًا إنزلق جسدي على المنحدر الرطب ودخل الماء البارد بينما أدفع بالمانا لأسقط على طول النهر الضيق مجبرة التيار على حملي بشكل أسرع، بعد ثانية إنزلقت في صدع أين تم تصريف المياه ليتم سحبي بسرعة بعيدًا عن المعركة ولحسن الحظ لم يكن النهر تحت الأرض كبيرًا، إستطعت أن أتحرك من خلال إحساسي بالمانا والتيار رغم أنه لم تكن هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان هناك منفذ أمامي أو سأجد نفسي محاصرة في فجوة تضيق بإستمرار لكنني علمت أنني لا أستطيع البقاء في الكهف، عندما أصبح النهر ضيقًا جدًا دفعت نفسي للخارج بأكبر قدر ممكن من بمانا سمة الماء مما أدى إلى كسر نتوءات الحجر التي خلقت نقاط ضغط غير قابلة للعبور.

– سيلفي ليوين:

على الرغم من كل شيء شعرت بإرتفاع كبير في الإرتياح عندما ضغط وزن أرثر على ظهري ونبض الأثير المنبعث من إستخدامه لخطوة الإله، بقيت بجانب شارون ولم أسمح للأطياف أن تفرق بيننا مع ويندسوم الذي لا يزال ملتصقًا بي مثل ظلي.

على الرغم من كل شيء شعرت بإرتفاع كبير في الإرتياح عندما ضغط وزن أرثر على ظهري ونبض الأثير المنبعث من إستخدامه لخطوة الإله، بقيت بجانب شارون ولم أسمح للأطياف أن تفرق بيننا مع ويندسوم الذي لا يزال ملتصقًا بي مثل ظلي.

كل ما يمكنني فعله هو التنفس من أجل التنفس.

بذل كل طاقته في حمايتي من هجمات الأطياف.

‘مر الناس العاديون – المزارعون والرعاة والحرفيون – بكل ذلك وإختاروا الإستمرار في محاولة العيش…’.

أخبرني إرتباطي بأرثر أنه عابس على الرغم من عدم قدرتي على رؤية وجهه.

بدا الوقت بطيئا وشعرت بإرتعاش جسده المتوتر لكنني رأيت كيف تبدو الرماح كأنها تتدفق فوق بعضها البعض مثل السائل وتنبض بمثل هذه المانا الوحشية.

“إذهبي خلفها”.

شعرت به ينزلق في المسارات الأثيرية أولًا ثم ثانيًا وثالثًا كل ذلك في مساحة حركة النصل شبه الفورية القاتلة والفوضوية مثل دوامة.

‘أيهم؟’ سألت بينما لا أزال أشعر بتكوينات الحديد المتبقية تنكلق في إتجاهات مختلفة.

شعرت ببريق مفاجئ من الأمل والفخر عندما رأيت أن الصبي الذي أنقذته ظل معهم.

إضطررت إلى النزول إلى اليمين وتجنبت نفثًا من المانا السوداء المخضرة لأطلق نفثًا من المانا النقية مرة أخرى، لم يجب أرثر لكنه لم يكن مضطرًا لذلك لأنه لم تكن هناك طريقة لمعرفة ذلك ولا يوجد سبب لمطاردة بدلة مدرعة فارغة عبر ديكاثين بينما هناك العديد من الأطياف أمامنا، لم أقدم لشريكي أي كلمات نصيحة أو عزاء فلم يكن الوقت ولا المكان المناسب لمثل هذه اللفتات العقيمة إلى أن تنتهي المعركة، أعلم أن أرثر يحتاج إلى درع الغضب الشديد الذي لف نفسه به ولذلك بقيت صامتة حتى أفكار ريجيس هادئة بينما يحرس أولوداري فريترا أسفل الجبل.

تذكرت الرجل الذي نزل من الجبل مع عائلته والزوجين مع الطفل والصبي الذين كافحوا من أجل البقاء ولم يستسلموا أثناء الحرب أو بعدها، بل إستمروا في القتال من أجل حياتهم بينما أمطرت الآلهة الموت والدمار من حولهم.

شعرت بنية أرثر قبل أن يتصرف فقد ترك وزنه جسدي وظهر في الجو على بعد 30 قدمًا أمام أحد الأطياف مكثفا الأثير في قبضته ليشكل سلاحًا، ظهر العديد من الأسلحة حوله وإنطووا إلى الوجود كل واحد منهم تمثيل جسدي للغضب الذي يغلي بالكاد تحت سطح رباطة جأشه.

إستحوذت التعويذة على كل تركيزي لدرجة أن التنفس وحتى نبض قلبي بدا صعبًا.

إنطلقت السيوف العائمة في وقت واحد وإجتاحت الهواء إلى نقاط مختلفة قليلاً.

“إنها على بعد أميال قليلة إلى الشمال أو الغرب قبل أن نصل إلى الطريق مرة أخرى” أوضح تانر بينما يقدم لي يده لمساعدتي في الوقوف “نحن بحاجة إلى الإبتعاد عن الجبل يمكنك أن تري إلى أي مدى وصلت بعض هذه الإنهيارات الصخرية”.

في الوقت نفسه تم دفع سيفه الأثيري الأساسي الذي في يده إلى الأمام وكما هو متوقع تهرب الطيف من حفنة السيوف الطائرة، تم إقتياده إلى المسارات الأثيرية حيث تم قطع خط إنسحابه ولم يكن لديه وقت للرد حين إندفع النصل عبر كتفه وقلبه ونواته، بالكاد بدأت الجاذبية في سحب أرثر إلى الأرض قبل أن يستلقي على ظهري مرة أخرى وغضبه البارد لم يهدأ بسبب الموت المحسوب، أدى وصول أرثر إلى ساحة المعركة أخيرًا إلى كسر إرادة الأطياف المتبقية في مواصلة القتال وإنفصل الستة جميعًا محاولين التراجع في إتجاهات مختلفة.

عندما نظرت إليه الآن فوجئت أكثر بإكتشاف أنه على قيد الحياة.

“أمسكوا هؤلاء الثلاثة!” صرخ شارون وإنعطف بحدة إلى اليسار ليقوم بالمطاردة “ويندسوم إبق مع الدورية!”.

كافحت بشدة لإستحضار حاجز مائي وقائي حول نفسي حيث تناثرت المانا وتوقفت عندما تلاشى تركيزي المتذبذب، عادت لتتضخم إلى الوجود وإحتضنتني في مجال بارد ولكن عازل بينما أقفز والحصى والحجر والتراب يطاردونني من كل إتجاه، لم يكن هناك سوى ومضات متقطعة من الضوء مرئية من خلال الركام المتتالي ثم بمفاجأة شعرت بالدوار وتوقفت عن الحركة، إستمر ضجيج إنهيار الجبل في كل مكان في آن واحد وبقي الإهتزاز داخل رأسي وصدري وأحشائي بحيث لم أستطع الرؤية أو التنفس، حاجزي ينهار وإنسحق في إتجاهي بفعل ثقل الجبل حينها أصبحت محاصرة بتعويذتي الخاصة كأنني مقيدة بتركيز متذيذب، إنفجرت التعويذة لذا بسرعة لففت ذراعي حول رأسي حينها إستقر فوقي التراب والصخور ثم شيء ثقيل سقط على ساقي.

ترددت لأنني علمت أننا نفعل بالضبط ما يريده العدو منا ومن الواضح أيضًا أن ويندسوم أراد الجدال لكن شارون أسرع بعيدًا بالفعل وتركيز أرثر بالكامل على أهدافنا، تركت غضبه يرشدني وحلقت بأقصى سرعة نحو أحدهما الذي يتجه جنوبًا والآخران للجنوب الشرقي فوق الجبال، شعرت بتوقيعات المانا الخاصة بهم تذوب بينما ركزوا كل طاقتهم على إخفاء أنفسهم عني حينها علمت أنني مستعدة لإستخدام التعويذة التي أجهزها ببطء منذ وصولنا.

إن تحريك رقبتي بمثابة تعذيب خالص لكن علي أن أجد الشيء الذي أعاد حواسي إلى الحياة، بجواري على بعد قدمين فقط برز رمح من المعدن الأسود من الأرض إلى السقف مع شبكة من الخيوط تمتد منه لإبقاء السقف ثابتًا في مكانه، عندما نظرت أبعد رأيت رمح أسود أخر وثم ثالث حينها حدث ذلك مرة أخرى وأدركت ما هو: الصوت، على الرغم من الألم العميق في العظام إستدرت في الإتجاه الآخر وإنقلبت على جانبي مسندة نفسي على أحد مرفقي، في ضوء خافت لا مصدر له تمكنت من رؤية شكل رجل ملتف في وضع الجنين بجوار اللون الأسود الزجاجي لجسم مائي تحت الأرض، حدقت في وجهي عيون حمراء متوهجة في الظلام ما جعلني أخذ نفسًا حيث شعرت بأضلاعي تطعنني في ألم، أدركت من خلال التحديق أن لديه قرونًا لولبية طويلة تبرز من رأسه مع حدة ونظرة في ملامحه جعلته يبدو غير إنساني.

“الآن” أمر أرثر وضغطت للخارج مستخدمًا فن الأثير الجديد المبدئي الذي أحاول تعلمه.

تنهدت الأزوراس.

تموج الهواء من حولي بينما إنتشر سحري عبر الغلاف الجوي حيث شعرت أن كل شيء – كل شيء بإستثناء أنا وأرثر – بدأ يتباطأ، في لحظات الأطياف المسرعين بدوا مثل ثلاثة ذبابات محاصرة في لون بنفسجي شفاف.

“غادري” قال أرثر بصوت مثل تعبيره قاتم ومهيب لكن تحت ذلك متجمد بغضب مرير وبارد لدرجة أنه أرسل قشعريرة أسفل عمودي الفقري.

سقطت أنا وأرثر فجأة لكنني أخذت نفسًا عميقًا عندما تذكرت أن أرفرف بجناحي.

إرتعدت ببرود مر عبر جسدي ولم يقابله سوى الدفء الرطب المنتشر عبر سروالي الملطخ والممزق.

إستحوذت التعويذة على كل تركيزي لدرجة أن التنفس وحتى نبض قلبي بدا صعبًا.

بدا السيادي وكأنه ينكمش عندما مطلقا تنهيدة عميقة.

لم ينتقل أرثر بعيدًا مرة أخرى بدلا من ذلك وقف وإستحضر سلاحه.

“أمسكوا هؤلاء الثلاثة!” صرخ شارون وإنعطف بحدة إلى اليسار ليقوم بالمطاردة “ويندسوم إبق مع الدورية!”.

شعرت بنفسي أرتعش من شدة تركيزه حيث قام بتعديل وقفته بعناية وشكله وزاوية نصله.

“تانر! ولكن ماذا…” إنفجرت مني شهقة مؤلمة.

كنت أعلم أنني لا أستطيع الإستمرار في التعويذة إلا لبضع ثوانٍ.

سمعت أصوات عديدة من حولي لكنني لم أتمكن من فهم كلماتهم… مر فوقي ظل وركزت بشكل غريزي على مصدره لأن كل شيء ضبابي مع صوت مرتفع جدا… الجبل… السيادي…

بالفعل الأثير يحاربني والزمن غير راغب في الإرتباط بي بهذه الطريقة لكنني لم أسرعه ولم أوقفه فتركيز أرثر سيكون كافيا، تركيزه مكتمل جدًا لدرجة أنني لم أستطع إلا أن أنجذب إليه حيث تم توجيه الأثير إلى رون خطوة الإله المحترق على ظهره، أضاءت المسارات الأثيرية في رؤيتنا وغطت السماء بشرارات برق بنفسجي خشنة، ما وراء حواجز المانا التي تغطي جلدهم وسحب بخار المانا السامة وهالة لهب الروح المشتعلة إلى النقاط بين الدرع والجلد – هذا هو المكان الذي ركز فيه أرثر.

“تشرفت برؤيتك أيضًا يا سيدة هيلستيا” قال بإبتسامة مغلفة بالحزن والإرتياح في نفس الوقت “كيف وصلت… لا يهم نحن بحاجة إلى التحرك”.

وصل تركيزه إلى نهايته حيث قطع النصل من اليسار إلى اليمين.

تضخم وزن مانا التنين وتكثف الهواء حولها حتى صار ضغطها واضحًا على بشرتي، حطمني الألم فسقطت على ركبتي وحدقت في الكيان اللإنساني على يقين من أن مجرد وجوده سيدمرني تمامًا.

شعرت به ينزلق في المسارات الأثيرية أولًا ثم ثانيًا وثالثًا كل ذلك في مساحة حركة النصل شبه الفورية القاتلة والفوضوية مثل دوامة.

رمشت بعيني غير قادرة على إستيعاب ما يحدث بسبب الألم والإرهاق الذي يضغط عليّ مثل الجبل المتساقط من فوق.

لمعت الأطياف البطيئة بالضوء البنفسجي حينها أوقفت تعويذتي وتمايلت ذهابًا وإيابًا محاولة إبقائنا في الهواء… رشت ثلاثة خطوط من الدم الساطع عبر الأفق أمامنا.

إنتقل أرثر نحو شكل منسحب وإستحضر سيفًا ليقطعه إلى نصفين حيث تناثرت الرماح وسقطت على الأرض أدناه مثل البرد القاتل لم يكن تحتهم لحم، إنتشرت بقية الأشكال المدرعة عبر السماء بينما إنخفض زوجان إلى الأسفل وحلقا مباشرة نحو مجموعتنا المرهقة، صاح تانر بجانبي مع شخص آخر وبدأ الجميع في الركض أو الغوص في الماء أو الركض على طول الشاطئ، لم أستطع إلا أن أشاهد ذراع تانر تلتف حول كتفي بينما يسحبني على قدمي ليدعمني ولكن الأوان قد فات بالفعل.

–+–

مددت يدي وأمسكت بذراعه “التنانين إنهم… لم يهتموا بنا لقد تخلوا عنا…”.

 

عندما نظرت إليه الآن فوجئت أكثر بإكتشاف أنه على قيد الحياة.

تم الدعم من طرف: Youssef Ahmed

عندما نظرت إليه الآن فوجئت أكثر بإكتشاف أنه على قيد الحياة.

 

يبدو أن الغضب يغلف الهواء مع ثلاثة توقيعات مانا أخرى – حتى أقوى من التنانين الموجودة بالفعل – ومن بينها شيء آخر بارد وغاضب و… خطير.

سبحت لمدة دقيقة أو أكثر حتى بدأ رأسي يشعر بالخفة وصرخت رئتاي طلباً للهواء قبل أن أصل إلى نهاية الشق، سدت الأوساخ والأحجار الطازجة الطريق إلى الأمام في حالة من الذعر المفاجئ لذا قمت بإزالة التراب بيدي السليمة لكن دون جدوى فقد يستغرق الحفر ساعات ولم يكن لدي سوى ثواني، بإستخدام رصاص وقنابل الماء فجرت العائق رغم أن كل تعويذة أضعف من سابقتها مرارًا وتكرارًا حتى تحول الماء إلى طين، ظل قلبي يصرخ مع كل تعويذة حتى أدركت أنني لن أتمكن من ذلك لذلك حاولت الإستدارة والسباحة عكس التيار لكن الشق ضيق للغاية، لم أتمكن من عكس إتجاهي ولم يكن لدي القوة لإرسال الكثير من المياه التي تتدفق ضد الجاذبية لتسحبني إلى الخلف.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط