أبواب سوداء
– داعم : Youssef Ahmed
قمت بتحريرها من الباب عن طريق وضع الأثير عليه وحاولت إعادتها إليه بنفس الطريقة، مع ضغط يد ميكا على نفس الباب الذي إستخدمته أرسلت نبضة صغيرة من الأثير إلى السطح، من المؤكد أن ميكا إختفت من المنصة وعادت للظهور داخل الباب كصورة متحركة لنفسها.
– آرثر ليوين :
ظهر وحش أخر بذيل طويل شبيه بذيل العقرب في نهايته مهاجما من الفراغ، صدت ليرا الهجوم بدفعة من الرياح وأرسلت إيلي سهمًا في صدره حتى سقط على أربع وهجم مثل الحشرات، أنزلت ميكا بمطرقتها على رأسه لكنه قفز بعيدًا بشكل متقطع لتضرب المطرقة الأرض، ظل الذيل يتأرجح بعنف مثل سلك كهربائي غير مقيد حينها سحبتُ إيلي بيد واحدة بينما إستحضرت شفرة في اليد الأخرى، قمت بحركة قطع لأشق عبر الجلد الأسود اللامع للذيل وفي نفس الوقت إنقض بوو على الوحش وسحقه.
بينما كنت أشاهد الأخرين يمرون واحدًا تلو الآخر عبر البوابة – الرابعة منذ أن تركت أنقاض الجن الثالثة – فكرت في الخريطة الذهنية التي تركتها لي سيلفيا، على الرغم من ثقتي في عزل المنطقة المناسبة إلا أن الأمر لا يزال غريبا فعلى عكس جميع الصور الأخرى في ذهني – والتي تضمنت إحساسًا بما يمكن توقعه في المنطقة – هذه الصورة خاوية مثل لوحة فارغة غير ملموسة.
–+–
ألقيت نظرة على المنطقة التي قمنا للتو بتطهيرها: قلعة ضيقة خانقة مليئة بالفخاخ والوحوش…
كنت وحدي.
ظل الأمر خطيرًا لكنه واضح وصريح إلا أن المجهول وراء البوابة التالية أزعجني رغم ذلك الدوران اللطيف للضوء الداخلي للبوابة أعاد تركيزي، أيًا كان ما ينتظرني على الجانب الآخر للبوابة فأختي هناك بدوني مع وضع هذا في الإعتبار دخلت بعدها.
كما حدث من قبل بدأت في الإنجراف إلى الأمام للحظة ظننت أنني سأقف أمام باب ليرا – لديّ باب أيضا – لكن بدلاً من ذلك ظللت أتحرك مخففا السرعة قليلاً بينما أتبع إتجاه أفكاري.
ظهرت محاطًا… بلا شيء.
“لا يفعل إلا إذا كان بإمكاني صب الأثير في سهم إيلي”.
لا شيء مطلقا.
“ميكا إذهبي” أمرت.
فراغ في كل إتجاه.
“الآن بعد أن علمنا أن هناك منصات أخرى لماذا لا نطير بينهم؟” سألت ميكا وإتجهت إلى حافة منصتنا “لا يمكنني رؤيتهم بعد لكنك كنت هناك في مكان ما”.
كنت وحدي.
“سيصبح هذا صعبًا” قلت في الهدوء اللحظي بين الهجمات.
عندما حاولت مناداة أختي لم يسمع أي صوت.
“نعم” أجابت ميكا التي تطبل بأصابعها على المنصة متكئة على مرفقيها “لا يمكنني وضع إصبعي عليه بالضبط ولكن كل هذا” أشارت إلى جذعها “ليس بالطريقة التي ينبغي أن تكون عليه إنه يذكرني بالشعور الذي شعرت به في أول صباح عندما إستيقظت من دون عيني”.
حاولت أن أنظر إلى الأسفل لكن لم يكن هناك أسفل أو أعلى أو أنا.
ظهر وحش أخر بذيل طويل شبيه بذيل العقرب في نهايته مهاجما من الفراغ، صدت ليرا الهجوم بدفعة من الرياح وأرسلت إيلي سهمًا في صدره حتى سقط على أربع وهجم مثل الحشرات، أنزلت ميكا بمطرقتها على رأسه لكنه قفز بعيدًا بشكل متقطع لتضرب المطرقة الأرض، ظل الذيل يتأرجح بعنف مثل سلك كهربائي غير مقيد حينها سحبتُ إيلي بيد واحدة بينما إستحضرت شفرة في اليد الأخرى، قمت بحركة قطع لأشق عبر الجلد الأسود اللامع للذيل وفي نفس الوقت إنقض بوو على الوحش وسحقه.
شعرت كما لو أنني ظهرت لأول مرة في المقابر الأثرية.
شعرت كما لو أنني ظهرت لأول مرة في المقابر الأثرية.
لم أستمتع بهذا الإحساس.
مسرعة إلى الباب قابلتني هناك وأرسلتها بنبض المانا.
‘على الأقل ما زلت تملكني’ ظهر صوت ريجيس في رأسي ‘مهما كنت هل يمكنني أن أظل بداخلك إذا لم يكن أي منا موجود؟’.
وضعت يدي على يديها محاولا بلا جدوى المساعدة.
حينها مثل مشهد يتلاشى في بداية أي فيلم قديم على الأرض تشكلت المنطقة أمامي.
– آرثر ليوين :
رأيت ميكا وبوو وإيلي على أرضية سوداء زجاجية ناعمة إلا أن هناك شيئًا ما خاطئ معهم، كانوا باردين مثل إنعكاسات لأنفسهم على زجاج أسود حيث أن حركاتهم قاسية وغير طبيعية.
ظهرت إيلي على الفور بجانبي مرتخية بإرتياح.
“إل” قلت بصوت مكتوم وغير مكتمل.
“شيء ما يبدو معطلاً” ظهر ريجيس بجواري مستنشقا الباب وأنفاسه تغمر السطح الأملس “ربما هناك بعض الحيل في كل هذا”.
تحرك فمها إستجابة لذلك وقرأت إسمي على شفتيها لكن لم أستطع سماعها.
ركزت على الباب الذي ظهرت إيلي بداخله وفكرت – أريد أن أعبر من خلال ذلك الباب.
أنا بحاجة للخروج من هنا.
حدقت إيلي نحوي بعينين واسعتين ومبللتين بينما تضغط بكلتا يديها على بطنها حيث يتدفق الدم بحرية بين أصابعها ويسيل إلى الأمام.
شعرت بنفسي أتحرك إلى الأمام ثم لامست قدمي أرضا صلبة.
“عليك أن تكون هنا لإرسال الجميع” قال ريجيس متجها نحو الباب “يجب أن يكون أنا من ينتقل لتفعيل البوابة التالية”.
إستدرت – أدركت أنه صار لدي جسد مرة أخرى – وفحصت من أين أتيت، خلفي مستطيل أملس من المانا يبلغ إرتفاعه حوالي 7 أقدام وعرضه 3 أقدام يحوم خلف حافة الأرض التي أقف عليها الآن، شكل مماثل يقف على بعد بضعة أقدام إلى يساره تحدق ليرا من على سطحه بفضول.
“آثير” قلت مدركًا أن ريجيس على حق فالأبواب مغطاة بجزيئات الأثير.
سمعت إسمي ينطق بصوت إيلي مثل همس التوسل قادم من مسافة بعيدة.
“لقد أخفتني حتى كاد قلبي يتوقف” إشتكت مما جعل الآخرين يستديرون أيضًا.
تجاهلت ليرا لأرى الألواح الأخرى – الأبواب – قررت عقليًا رغم أنهم في الحقيقة يشبهون الباب المادي فقط في شكلهم.
ظهر وحش أخر بذيل طويل شبيه بذيل العقرب في نهايته مهاجما من الفراغ، صدت ليرا الهجوم بدفعة من الرياح وأرسلت إيلي سهمًا في صدره حتى سقط على أربع وهجم مثل الحشرات، أنزلت ميكا بمطرقتها على رأسه لكنه قفز بعيدًا بشكل متقطع لتضرب المطرقة الأرض، ظل الذيل يتأرجح بعنف مثل سلك كهربائي غير مقيد حينها سحبتُ إيلي بيد واحدة بينما إستحضرت شفرة في اليد الأخرى، قمت بحركة قطع لأشق عبر الجلد الأسود اللامع للذيل وفي نفس الوقت إنقض بوو على الوحش وسحقه.
“لا بأس” أكدت لأختي ومددت يدي لأضغط على سطح الباب.
شعرت أن إتصالي به يتلاشى وعرفت أنه داخل شبكة الأبواب منجرفا نحو المنصة التالية، إنتظرنا بضع ثوان قبل أن تضغط ميكا بيدها على الباب لقد شبعته بالأثير لكن لم يحدث شيء ولم يتم سحبها.
رفعت يدها أيضًا لتقابل مكان يدي.
“سيتطلب هذا بعض التجربة والخطأ” قلت موضحًا ما تعلمته للآخرين.
“فقط فكري في المغادرة وستنجحين”.
مع ترنح ثقيل تغير منظوري وفجأة صرت أنظر إلى رفاقي بتعابيرهم المتفاجئة.
أومأت برأسها ثم تصلبت ملامحها وزاد ذعرها عندما لم يحدث شيء حينها تجعدت حواجبها في تركيز لكنها لا تزال داخل الباب.
‘أوه نحن نراك’ فكر ريجيس ‘المنصة ظهرت قبل ثانية من ظهورك’.
“شيء ما يبدو معطلاً” ظهر ريجيس بجواري مستنشقا الباب وأنفاسه تغمر السطح الأملس “ربما هناك بعض الحيل في كل هذا”.
“لم أفكر…” قالت إيلي وهي تكافح للتحدث بينما جسدها وصوتها يهتزان بشكل لا يمكن السيطرة عليه “أنا آسفة جدا”.
“آثير” قلت مدركًا أن ريجيس على حق فالأبواب مغطاة بجزيئات الأثير.
مرت إلى الباب بسهولة لكن عندما أدخلت الأثير في المرة الثانية عادت أيضًا إلى منصتنا، الجانب الفضي الوحيد هو عدم ظهور المزيد من الوحوش لمهاجمتنا أثناء تواجدنا في منصة البداية ومع ذلك لم نقترب من التقدم عبر المنطقة.
بينما يدي لا تزال مضغوطة على الباب قمت بإرسال الأثير من خلال أطراف أصابعي.
بيني وبين رفاقي تحرك الفراغ كما لو أن الظلال تتحرك داخل الظلال.
ظهرت إيلي على الفور بجانبي مرتخية بإرتياح.
جلست ميكا متقاطعة الساقين ومريحة مرفقيها على ركبتيها “ولكن كيف يساعدنا ذلك؟”.
“اللعنة ذلك غير مريح حقًا”.
أحد الوحوش المرعبة بشكل خاص مع فم عمودي أسفل منتصف وجهه وثلاث عيون على كل جانب إندفع نحوي، رفعت شفرة الأثير للأعلى وفصلت ذراعه الممدودة ثم قفزت للجانب قبل توجيه قطع لجذعه أثناء مروره، وقف بوو أمام إيلي مما أدى إلى سقوط كل الكفوف الضخمة على أكتاف المخلوق الآخر والذي إنهار تحت ثقل الدب الحارس، ظلت ميكا تبذل قصارى جهدها للحفاظ على المانا بإطلاق شفرات حجرية من مطرقتها من مسافة بعيدة، قامت ليرا بتثبيت إثنين من المخلوقات تحت موجة من الإهتزازات الصوتية التي تفرق بينهما.
ذكرتني الأبواب بمنطقة المرآة وما حدث لغرانبيلز لذا أسرعت في تحرير بوو وميكا وأخيراً ليرا بنفس الطريقة، راقبت كل واحد منهم للحظة لكن لا يبدو أن هناك أي آثار لاحقة أو غرابة في سلوكهم كما حدث لآدا عندما كانت ممسوسة، عندما خرجوا من أبوابهم لم يتركوا أي إنعكاس أو صورة وبمجرد أن أصبحوا جميعًا أحرارًا – وصرت مقتنعًا بأنهم هم أنفسهم – حولت إنتباهي مرة أخرى إلى محيطنا، كنا نقف على أرضية سوداء ناعمة لا يمكن تمييزها تقريبًا عن الظلام الذي وراءنا، أبقى بوو جانبه مضغوطًا على إيلي بشكل وقائي وعيناه الصغيرتان تحدقان في العدم.
عندما خرج الوحش المرعب من الظلام بعد لحظة إصطدم بتعويذتها مما دفعه إلى التحليق بعيدًا عن المنصة نحو الفراغ، حين جاء دورها راقبتنا بعصبية من الداخل بينما سارعت إيلي لتشكيل سهامها الذين ملأتهم بالأثير، جر وحش مرعب ذو رأسين نفسه إلى المنصة حينها قمت بإمتصاص النصل مركّزًا إياه في نقطة واحدة على يدي قبل إطلاقه مثل إنفجار أثيري.
حركت ميكا كتفيها وطقطقت رقبتها بعبوس غير مستقر يجعد ملامحها “أشعر بغرابة… لست متأكدة من كيفية وصفها”.
“ربما لأنه قيد الإستخدام بالفعل؟” إقترحت ليرا.
“نعم هناك إحساس غريب في الغلاف الجوي هنا كما لو أن الجاذبية أو الهواء خاطئ… أو كما لو كنا خاطئين” قالت ليرا منحنية لتمرير أصابعها عبر الأرض الملساء “هذه المانا نقية ومركزة لا يوجد منظر طبيعي على الإطلاق” ركزت عيناها نحو الأمام “إنها منصة… أنظر هناك تحول دقيق في السواد؟”.
“لا لا لا” يائسا قمت بإستخدام قداس الشفق وتذكرت رؤيتي في حجر الأساس.
نظرت إلى حيث أشارت وهي محقة نحن نقف على منصة عائمة في الفراغ تبلغ مساحتها 20 قدمًا مربعًا.
صار بطنها ثقبا أحمر وبإمكاني أن أرى من خلاله الفراغ الذي وراءها بوضوح.
“يمكن أن يكون هناك آخرون لا يمكننا رؤيتهم” إقترحت ودفعت الأثير في عيني لأبحث عن أي علامة على المزيد من المنصات “ربما علينا أن نبحث بشكل أعمى لذا يجب أن أكون قادرًا على…”.
‘آرثر ما الخطب؟’ فكر ريجيس من المنصة التالية لكن ذهني يعج بالسكون وبالكاد فهمت كلماته.
قمت بتنشيط خطوة الإله لكن لم يحدث شيء… لم تضيء أي مسارات أثيرية في رؤيتي أو تستدعي وجودها لي ولم أختبر الحس السادس الفطري الموسع لمحيطي المادي أيضًا، لم يتوهج رون الإله حتى كما لو أنه في سبات لا يمكن الوصول إليه بحيث لم أستطع الشعور به على الإطلاق.
“هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك الوصي ليوين” قالت ليرا مبتعدة عني لأتابع خط تركيز ريجيس.
نقر ريجيس على لسانه في إحباط “الأمر نفسه مع الدمار إنه هناك لكنه… ليس كذلك”.
“رائع!” هتفت إيلي.
بدون أدنى فكرة عما قد يعنيه ذلك أرسلت الأثير إلى نطاق القلب حينها أضاء رون الإله وتشكلت جزيئات المانا حتى صارت الأرض متوهجة مثل اليراعات متعددة الألوان، بصرف النظر عن المانا في منصتنا وبعض المانا في الغلاف الجوي العالقة في الفراغ لم يُظهر لي نطاق القلب شيئًا لكنه عمل على الأقل، أعدت إنتباهي إلى الأبواب ممرا يدي على أقرب واحد – الذي حررت منه ليرا – شعرت بالنعومة والحريرية مثل حجر السج المصقول ولكن هناك إرتعاش ثابت على سطحه.
“ربما لأنه قيد الإستخدام بالفعل؟” إقترحت ليرا.
“إذا أخرجكم الأثير من هذه الأشياء…” أرسلت كمية صغيرة من الأثير إلى الباب.
شرحت بسرعة ما فعلته مع نظريتي.
مع ترنح ثقيل تغير منظوري وفجأة صرت أنظر إلى رفاقي بتعابيرهم المتفاجئة.
دفع بوو كتفها بأنفه لتهدئتها.
“لا بأس” قلت وبدا صوتي غريبًا مرة أخرى كما لو أنني تحت الماء.
وضعت يدي على يديها محاولا بلا جدوى المساعدة.
كنت على يقين من أن هذه الأبواب لها علاقة بتطهير المنطقة لكن الغرض منها لم يكن واضحًا على الفور.
خدم الأنين المنخفض والعصبي من بوو في زيادة التركيز على محنتها.
“أنا فقط بحاجة إلى دقيقة للتفكير”.
كما حدث من قبل بدأت في الإنجراف إلى الأمام للحظة ظننت أنني سأقف أمام باب ليرا – لديّ باب أيضا – لكن بدلاً من ذلك ظللت أتحرك مخففا السرعة قليلاً بينما أتبع إتجاه أفكاري.
تم إصلاح منظوري لذا لم يكن بإمكاني النظر إلى الجانب أو لأعلى ولأسفل كما أنني لم أستطع التحرك على الإطلاق، مثلما حدث عندما ظهرت لأول مرة في المنطقة بدا الأمر كما لو أن جسدي لم يكن موجودًا… من هذا الباب لم أر شيئًا سوى رفاقي والمنصة والأبواب الأخرى… فكرة الأبواب الأخرى جعلتني أتوقف.
قفزت ورفعت يدها إلى بوو الذي قابلها بلطف بمخلبه في نوع من التحية.
‘ماذا لو كانوا حقا أبواب؟’ عبرت من الباب بالتفكير في الأمر فقط ‘ربما’.
قفزت ورفعت يدها إلى بوو الذي قابلها بلطف بمخلبه في نوع من التحية.
ركزت على الباب الذي ظهرت إيلي بداخله وفكرت – أريد أن أعبر من خلال ذلك الباب.
‘نعم’ أكد متخليا عن موقفه المتهور المعتاد.
كما حدث من قبل بدأت في الإنجراف إلى الأمام للحظة ظننت أنني سأقف أمام باب ليرا – لديّ باب أيضا – لكن بدلاً من ذلك ظللت أتحرك مخففا السرعة قليلاً بينما أتبع إتجاه أفكاري.
“لن أفعل” لوحت إيلي مغمضة عينيها.
بعد ثانيتين عدت إلى المنصة من خلال باب إيلي واقفا خلف رفاقي.
بهز كتفيها عملت إيلي معي لإرسال سهمين أحدهما في الباب على منصتنا والآخر في المنصة البعيدة حيث يقاتل الأخرون من أجل حياتهم، بعد هذا ضغطت يدها على مستطيل المانا المظلم الذي شبعته بالأثير وإختفت، في اللحظة التي فعلت فيها ذلك إنقطع إرتباطها بالسهام مما تسبب في إنفجارهم بفرقعة طفيفة، إختفت صورة أختي من المدخل أمامي مع شعور متزايد بعدم الإرتياح إنتظرت ظهورها على الجانب الآخر بينما أشاهد البقية وهم يزيلون الوحوش المرعبين، لم أستطع الإسترخاء ومتابعتها إلا بعد أن خرجت من الباب البعيد حينها قام رفاقي بتشكيل حلقة واقية حولها، سحبت قوسها الذي توهج سهم المانا عليه وحينما جر وحش عظمي نفسه من الظلام تركت السهم يطير، مع صوت تصدع تراجع رأس الوحش للخلف حيث إخترق السهم جمجمته ليعود إلى الفراغ ويختفي.
تأوه بوو في مفاجأة وتحرك ذهابًا وإيابًا بينما شهقت إيلي.
عندما خرج الوحش المرعب من الظلام بعد لحظة إصطدم بتعويذتها مما دفعه إلى التحليق بعيدًا عن المنصة نحو الفراغ، حين جاء دورها راقبتنا بعصبية من الداخل بينما سارعت إيلي لتشكيل سهامها الذين ملأتهم بالأثير، جر وحش مرعب ذو رأسين نفسه إلى المنصة حينها قمت بإمتصاص النصل مركّزًا إياه في نقطة واحدة على يدي قبل إطلاقه مثل إنفجار أثيري.
“آرثر!”.
تم إصلاح منظوري لذا لم يكن بإمكاني النظر إلى الجانب أو لأعلى ولأسفل كما أنني لم أستطع التحرك على الإطلاق، مثلما حدث عندما ظهرت لأول مرة في المنطقة بدا الأمر كما لو أن جسدي لم يكن موجودًا… من هذا الباب لم أر شيئًا سوى رفاقي والمنصة والأبواب الأخرى… فكرة الأبواب الأخرى جعلتني أتوقف.
خطت بضع خطوات متوقفة قبل أن يتدخل بوو ويدفعها إلى الخلف برأسه العريض.
“نعم هناك إحساس غريب في الغلاف الجوي هنا كما لو أن الجاذبية أو الهواء خاطئ… أو كما لو كنا خاطئين” قالت ليرا منحنية لتمرير أصابعها عبر الأرض الملساء “هذه المانا نقية ومركزة لا يوجد منظر طبيعي على الإطلاق” ركزت عيناها نحو الأمام “إنها منصة… أنظر هناك تحول دقيق في السواد؟”.
ظلت تلتف حوله وتبحث بشكل محموم ثم ركزت عيناها خلفي لتقفز أخيرا للخلف ضاغطة بيدها على قلبها وقد خفت تعابير وجهها.
حركت ميكا كتفيها وطقطقت رقبتها بعبوس غير مستقر يجعد ملامحها “أشعر بغرابة… لست متأكدة من كيفية وصفها”.
“لقد أخفتني حتى كاد قلبي يتوقف” إشتكت مما جعل الآخرين يستديرون أيضًا.
بعد ثانيتين عدت إلى المنصة من خلال باب إيلي واقفا خلف رفاقي.
خدم الأنين المنخفض والعصبي من بوو في زيادة التركيز على محنتها.
إندفع المخلوق إلى الأمام موجها مخالبه نحو بطني لكنني كنت متجهزا للضربة وقد إستحضرت شفرة الأثير في يدي اليسرى، حفرت مخالب الوحش في جانبي تحت ضلعي وشقَّت مباشرة عبر الحاجز الأثيري الذي يكسو بشرتي، ضربت شفرتي صدره العظمي وإستمرت ممزقة جانب العنق حيث تدحرجت عيونه في أربعة إتجاهات مختلفة إلى أن سقط جسده على الأرض وذاب في المنصة تحت قدمي، ضغطت يدي على جانبي وفحصت الجرح الذي يتعافى بسرعة كما هو متوقع على الأقل هذه القوة تعمل.
“كيف فعلت ذلك؟” سألت ليرا وشفتاها ممدودتان بينما تفكر في المستطيلات السوداء التي تصطف على طول حافة المنصة.
لا شيء مطلقا.
شرحت بسرعة ما فعلته مع نظريتي.
جعدت حوافي في عبوس غير مؤكد ما جعلها تتوقف وتفقد ثقتها بنفسها.
“هل تعتقد أن هذه – الأبواب؟ – يمكن أن تحركنا في جميع أنحاء المنطقة؟” سألت ميكا بحواجب مرفوعة ملتفتة إلى يسارها ويمينها ومشيرة إلى الفراغ الشاسع “وإلى أين تقود؟”.
أومأت برأسها ثم تصلبت ملامحها وزاد ذعرها عندما لم يحدث شيء حينها تجعدت حواجبها في تركيز لكنها لا تزال داخل الباب.
“يجب أن تكون هناك منصات وأبواب أخرى في الخارج” قالت ليرا وإتجهت إلى حافة منصتنا حيث حدقت في لا شيء “إنه الشيء الوحيد المنطقي”.
شتمت مدركا أنها على حق يجب أن أذهب أولاً وأفتح المدخل إذا جاز التعبير.
“إذا كان هذا أحد ألغاز الجن” قلت بشكل مدروس “فهناك دائمًا حل”.
لم يضيع ريجيس أي وقت في المزاح وإختفى أولاً في الباب على الجانب الآخر من المنصة ثم من الباب أيضًا.
مع يدي على سطح الباب البارد أطلقت نبضة أخرى من الأثير وشعرت أنني أعود إليه، هذه المرة بدلاً من أن أترك نفسي مشتتًا بما أمامي مباشرة ركزت على الفراغ المحيط بمنصتنا، بقيت أحملق في الفضاء دون أن أرمش إلى أن لفت إنتباهي شيئ ما بعيد عن يميني، على بعد بضع عشرات من الأقدام أسفلنا هناك منصة ثانية ببابين يمكن رؤيتهما من زاويتي.
“رائع!” هتفت إيلي.
“وجدتهم” قلت ومنعت نفسي بحذر من التفكير في المرور عبر هذين البابين البعيدين.
“هناك ثلاث منصات” متجنبا المخلب جر ريجيس وحشًا مهاجمًا بذراعين ورأس في مواضع خاطئة على جذعه.
لقد شعرت أن الذهاب وترك الآخرين أمر متهور خاصة إذا لم يتمكنوا من إجتياز الأبواب بمفردهم.
‘ستكون هذه مشكلة’ قلت في نفسي مع الأخذ في الإعتبار العوائق التي تمثلها هذه المنطقة ‘هل كل شيء واضح هناك؟’.
“ريجيس يمكنك أن تشعر بالإتجاه في أفكاري هل يمكنك رؤية المنصة؟”.
‘على الأقل ما زلت تملكني’ ظهر صوت ريجيس في رأسي ‘مهما كنت هل يمكنني أن أظل بداخلك إذا لم يكن أي منا موجود؟’.
تقدم ريجيس إلى الحافة محدقًا في الإتجاه الذي أشرت إليه “لا يوجد شيء هناك”.
***
“ربما يمكنك رؤيتهم فقط من داخل الباب؟” سألت إيلي وهي تنقر بإصبعها على شفتيها بعناية.
“رائع!” هتفت إيلي.
“هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك الوصي ليوين” قالت ليرا مبتعدة عني لأتابع خط تركيز ريجيس.
دفعت الأثير في الجرح وحثثته على فعل شيء ما لشفائها مثل الطريقة التي يمكن أن يشفيني بها.
ترددت للحظة فقط رغم أنني لا أحب ترك الآخرين ورائي لكن بدا هذا وكأنه طريق واضح للمضي قدمًا، بفكرة تحركت في المساحة الفارغة بإتجاه أقصى اليسار من البابين اللذين إستطعت رؤيتهما، كما حدث من قبل قمت بزيادة السرعة ببطء بينما أتحرك لكن الأمر لم يكن سريعا، نشأ نذير غريب بداخلي عندما إقتربت أكثر فأكثر من المنصة الثانية لكنني لم أكن متأكدًا مما إذا كان هذا خدعة من المقابر الأثرية أو حدسي يحاول تحذيري من بعض المخاطر غير المرئية، مرت 20 ثانية أو أكثر قبل أن أخطو على أرض صلبة مرة أخرى حيث أضاء الضوء المنتشر عديم المصدر للمنطقة هذه المنصة الأصغر بكثير.
عندما ذهبت ليرا وبقيت أنا وإيلي أدركنا الخلل في أسلوبنا.
لا يسعني إلا أن أتساءل لماذا لم أرها على الفور؟.
‘تبا’ قال ريجيس بعد دقيقة وهو يخرج من باب على المنصة الثالثة – والتي كانت كبيرة مع عدة أبواب تصطف على كل حافة – فقد جرب للتو أبوابًا متعددة بحثًا عن الطريق إلى الأمام.
‘أوه نحن نراك’ فكر ريجيس ‘المنصة ظهرت قبل ثانية من ظهورك’.
شدت إيلي ركبتيها إلى صدرها وعانقتهما متوترة “هل سبق للناس… أن علقوا في المقابر الأثرية؟”.
بالنظر إلى الوراء يمكنني أن أرى الآخرين – بوو الأكثر وضوحًا إلى حد بعيد – يقفون على طول حافة منصتهم ربما على بعد 300 قدم.
“أطلقي سهامك لكن لا تجعليها تنفجر ثم سأرسلك إلى الباب” إقترحت.
بيني وبين رفاقي تحرك الفراغ كما لو أن الظلال تتحرك داخل الظلال.
تجاهلت ليرا لأرى الألواح الأخرى – الأبواب – قررت عقليًا رغم أنهم في الحقيقة يشبهون الباب المادي فقط في شكلهم.
إعتقدت أنني كنت أتخيل ذلك حتى ظهر مخلب بأربعة أصابع من الفراغ وأمسك بالمنصة ليحفر أثره في اللوحة السوداء المسطحة من المانا، تبع ذلك مخلب ثانٍ وببطء شديد سحبت الأذرع الممدودة مخلوق نحيف بشكل رهيب من الخلفية السوداء إلى الواقع أمامي مباشرة، برزت عظامه في حواف حادة من الجلد الأسود اللامع الذي إمتزج مع الظلام خلفه أما الوجه المسطح فلم يكن به فم أو أنف بل بأربع عيون خارج مكانها، عندما وقف من وضعيته الجاثمة والملتوية وجدت نفسي أنظر إلى مخلوق طوله 7 أقدام على الأقل.
تقدم ريجيس إلى الحافة محدقًا في الإتجاه الذي أشرت إليه “لا يوجد شيء هناك”.
إندفع المخلوق إلى الأمام موجها مخالبه نحو بطني لكنني كنت متجهزا للضربة وقد إستحضرت شفرة الأثير في يدي اليسرى، حفرت مخالب الوحش في جانبي تحت ضلعي وشقَّت مباشرة عبر الحاجز الأثيري الذي يكسو بشرتي، ضربت شفرتي صدره العظمي وإستمرت ممزقة جانب العنق حيث تدحرجت عيونه في أربعة إتجاهات مختلفة إلى أن سقط جسده على الأرض وذاب في المنصة تحت قدمي، ضغطت يدي على جانبي وفحصت الجرح الذي يتعافى بسرعة كما هو متوقع على الأقل هذه القوة تعمل.
“لكن المنصة غير موجودة” أشارت ليرا.
قال ريجيس عبر الرابط التخاطري الخاص بنا ‘كما تعلم لقد رأينا الكثير من الهراء هنا لكن هذا الشيء يسبب الكوابيس’.
‘على الأقل ما زلت تملكني’ ظهر صوت ريجيس في رأسي ‘مهما كنت هل يمكنني أن أظل بداخلك إذا لم يكن أي منا موجود؟’.
‘ستكون هذه مشكلة’ قلت في نفسي مع الأخذ في الإعتبار العوائق التي تمثلها هذه المنطقة ‘هل كل شيء واضح هناك؟’.
كما حدث من قبل بدأت في الإنجراف إلى الأمام للحظة ظننت أنني سأقف أمام باب ليرا – لديّ باب أيضا – لكن بدلاً من ذلك ظللت أتحرك مخففا السرعة قليلاً بينما أتبع إتجاه أفكاري.
‘نعم’ أكد متخليا عن موقفه المتهور المعتاد.
تركت بقية المعنى دون أن أذكره متأكدًا من أننا جميعًا فهمنا خطر الضياع أو الإضطرار إلى التراجع أثناء تعرضنا لهجوم مستمر، في 20 ثانية التي إستغرقها ريجيس للوصول إلى المنصة التالية هزمنا ثلاثة وحوش أخرى والتي أصبحت تظهر بسرعة أكبر بكثير من المنصة الثانية، أصيبت ميكا بجرح عميق في جانبها بالفعل وبوو الأن ينزف من عشرات الجروح في جميع أنحاء جسده الضخم.
عملت العودة إلى الآخرين بنفس الطريقة: الشعور المزعج بالطفو في الفضاء والظلال تموج كما لو أن الفراغ نفسه على قيد الحياة قبل أن أخرج أخيرًا من باب إيلي على منصة البداية.
أنا بحاجة للخروج من هنا.
بحثت عن المنصة البعيدة لكنها إختفت.
حركت ميكا كتفيها وطقطقت رقبتها بعبوس غير مستقر يجعد ملامحها “أشعر بغرابة… لست متأكدة من كيفية وصفها”.
“سيتطلب هذا بعض التجربة والخطأ” قلت موضحًا ما تعلمته للآخرين.
بينما يدي لا تزال مضغوطة على الباب قمت بإرسال الأثير من خلال أطراف أصابعي.
قفزت ميكا إلى الأمام ونظرت إلي بعزم قاتم “سأذهب أولا”.
شتمت مدركا أنها على حق يجب أن أذهب أولاً وأفتح المدخل إذا جاز التعبير.
قمت بتحريرها من الباب عن طريق وضع الأثير عليه وحاولت إعادتها إليه بنفس الطريقة، مع ضغط يد ميكا على نفس الباب الذي إستخدمته أرسلت نبضة صغيرة من الأثير إلى السطح، من المؤكد أن ميكا إختفت من المنصة وعادت للظهور داخل الباب كصورة متحركة لنفسها.
“إن الأمر يستحق أن أكون مرهقًا” قلت ملوحا لليرا لتتقدم للأمام.
“الآن هل يمكنك رؤية المنصات الآخرى؟ فكري في الخروج من أحد تلك الأبواب” شرحت لها.
“هل تعتقد أن هذه – الأبواب؟ – يمكن أن تحركنا في جميع أنحاء المنطقة؟” سألت ميكا بحواجب مرفوعة ملتفتة إلى يسارها ويمينها ومشيرة إلى الفراغ الشاسع “وإلى أين تقود؟”.
أومأت برأسها لكن لم يحدث شيء بالنظر إلى ما كنا نعرفه بالفعل إفترضت أن الأثير هو المشكلة، لم تستطع التحرك بنفس الطريقة التي لم تستطع فيها تحرير نفسها لكنني أعتقد أنني أعرف بالفعل الحل لذلك.
سمعت إسمي ينطق بصوت إيلي مثل همس التوسل قادم من مسافة بعيدة.
أكدت أنها تركز على الباب البعيد ثم أدخلت الأثير في المدخل مرة أخرى.
من هذه المسافة لم أتمكن من رؤية تشكل الوحش لكن الأمر واضح من قفز ريجيس المتلألئ مثل الجوهرة الأرجوانية على صورة ظلية غامضة وممزقا إياها إلى أشلاء.
ظهرت ميكا أمامي مباشرة وقد إرتفع وجهها ثم سقط مرة أخرى عندما أدركت مكانها.
حركت ميكا كتفيها وطقطقت رقبتها بعبوس غير مستقر يجعد ملامحها “أشعر بغرابة… لست متأكدة من كيفية وصفها”.
“لم تنجح” قالت ليرا وهي تعقد ذراعيها “ربما لم تكن مركزة بما فيه الكفاية”.
“يجب أن يكون هناك طريق” قلت وتوجهت إلى أحد الأبواب محدقا فيه “يجب علينا أن نجده”.
“أو ربما البوابة عنصرية ضد الأقزام” تمتم ريجيس ممازحا مع أختي.
تجاهلت ليرا لأرى الألواح الأخرى – الأبواب – قررت عقليًا رغم أنهم في الحقيقة يشبهون الباب المادي فقط في شكلهم.
ضاقت عيون ميكا لكنني وقفت بينهما لم يكن لدي صبر على الجدال.
“وجدتهم” قلت ومنعت نفسي بحذر من التفكير في المرور عبر هذين البابين البعيدين.
ركزت علي بدلاً من ذلك وطهرت حلقها “كنت مركزة تماما يجب أن يكون شيئا آخر على الرغم من ذلك إذا أراد البروفيسور – أعرف كل شيء عن المقابر الأثرية – المحاولة فكن ضيفي”.
“يمكننا القيام بذلك” قالت ليرا بحزم وهي تقف بجانب المدخل وبعض التعويذات السوداء تدور على أطراف أصابعها بينما ننتظر.
“إن الأمر يستحق أن أكون مرهقًا” قلت ملوحا لليرا لتتقدم للأمام.
إلتفتت إلي مبتسمة.
مرت إلى الباب بسهولة لكن عندما أدخلت الأثير في المرة الثانية عادت أيضًا إلى منصتنا، الجانب الفضي الوحيد هو عدم ظهور المزيد من الوحوش لمهاجمتنا أثناء تواجدنا في منصة البداية ومع ذلك لم نقترب من التقدم عبر المنطقة.
“شكرًا” تمتمت ميكا ضاغطة بيدها على الجروح الجديدة.
“الآن بعد أن علمنا أن هناك منصات أخرى لماذا لا نطير بينهم؟” سألت ميكا وإتجهت إلى حافة منصتنا “لا يمكنني رؤيتهم بعد لكنك كنت هناك في مكان ما”.
أخذت وقتها في إعداد الرمية فالمسافة إلى الباب الذي تصوب نحوه بعيدة.
لم تنتظر الرد بل إرتفعت عن الأرض وطارت بين الفراغ في اللحظة التي عبرت فيها الحافة الخارجية لمنصتنا ثُبتت بمخالب سوداء ظهرت من لا شيء ولفت حول حلقها، جرف المخلب الثاني على وجهها وقطع من خلال المانا الواقية بسهولة بينما أمسك مخلبان آخران بكاحليها، أمسكت بظهر درعها وسحبتها إلى المنصة مع ثلاثة من المخلوقات مغلفا يدي بالأثير ضربت المخلوق الذي خنقها في جانب رأسه – على عكس الآخر ليس لديه عيون – فقط فم مفتوح مليء بالأسنان المسننة، إنهارت الجمجمة وتناثرت البقع السوداء علي وعلى ميكا التي ركلت بقوة محطمة عظمة ترقوة الوحش الآخر، ضرب سهمان – الوحش الثالث – الأول في الحلق والثاني في عينه الوحيدة البعيدة عن المركز، حررت ميكا نفسها من قبضتي بعدها إستحضرت مطرقة وبدأت في أرجحتها ما جعلني أخذ خطوة للوراء، جعلت المطرقة الكبيرة عملنا قصيرًا مما أدى إلى تحطيم الوحوش في كومة من العظام السوداء المبللة.
سمعت إسمي ينطق بصوت إيلي مثل همس التوسل قادم من مسافة بعيدة.
عندما إستدارت وهي تلهث تلاشت الجثث الثلاث “ربما يكون الطيران… ليس فكرة رائعة”.
“التالي” قلت وكررنا العملية.
“يبدو أن الجن ينوون إتباع مسار معين للتنقل في المنطقة” علقت ليرا التي رفعت حاجبيها ونظرت إلي “طريقك – بالنسبة لبقيتنا – هو أمر مؤسف إلى حد ما”.
“هناك ثلاث منصات” متجنبا المخلب جر ريجيس وحشًا مهاجمًا بذراعين ورأس في مواضع خاطئة على جذعه.
“يجب أن يكون هناك طريق” قلت وتوجهت إلى أحد الأبواب محدقا فيه “يجب علينا أن نجده”.
نظرت إلى حيث أشارت وهي محقة نحن نقف على منصة عائمة في الفراغ تبلغ مساحتها 20 قدمًا مربعًا.
***
“هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك الوصي ليوين” قالت ليرا مبتعدة عني لأتابع خط تركيز ريجيس.
بعد ساعة والعديد من التجارب ما زلنا لم نتجاوز المنصة الأولى لكننا تعلمنا بعض الأشياء عن المنطقة، لم أستطع السفر خارج المنصة الثانية لكن بإمكاني رؤية الثالثة التي لم أستطع الإنتقال إليها، شعرت أن الأيدي القوية تعيقني ونظريتي العملية هي أن المنطقة ستسمح لي فقط بالتحرك منصة واحدة دون رفاقي، على الرغم من أنني كنت أتمنى الوصول إلى النهاية ومعرفة ما إذا كان تنشيط بوابة الخروج سيؤدي إلى تحرير الآخرين من المنصة الأولى إلا أن هذا لم يكن خيارًا، أي محاولة لعبور الفراغ أسفرت عن هجوم فوري وكلما طالت مدة بقاء ليرا أو ميكا هناك – كلما حاولوا شق طريقهم – كلما تشبثت المخلوقات بهم ومزقوا وسحقوا بمخالب قادرة على تقطيع المانا والأثير على حد سواء، لقد حاولت حتى إرسال صاعقة من الأثير من منصة إلى أخرى لكن الأثير تلاشى قبل أن يصل إلى هدفه وإمتصته المنطقة، طالما أن أي شخص يقف على المنصة الثانية إستمرت الوحوش المرعبة في الظهور متحررة من الفراغ الواحدة تلو الآخرى.
مرت إلى الباب بسهولة لكن عندما أدخلت الأثير في المرة الثانية عادت أيضًا إلى منصتنا، الجانب الفضي الوحيد هو عدم ظهور المزيد من الوحوش لمهاجمتنا أثناء تواجدنا في منصة البداية ومع ذلك لم نقترب من التقدم عبر المنطقة.
“إنه أمر غريب للغاية” هذا ما تأملته ليرا التي تسير ذهابًا وإيابًا عبر المنصة بينما نعيد صياغة أفكارنا للمرة الثالثة “أنا اشعر بالغرابة هل لاحظ أي شخص آخر؟”.
فراغ في كل إتجاه.
“نعم” أجابت ميكا التي تطبل بأصابعها على المنصة متكئة على مرفقيها “لا يمكنني وضع إصبعي عليه بالضبط ولكن كل هذا” أشارت إلى جذعها “ليس بالطريقة التي ينبغي أن تكون عليه إنه يذكرني بالشعور الذي شعرت به في أول صباح عندما إستيقظت من دون عيني”.
قفزت ورفعت يدها إلى بوو الذي قابلها بلطف بمخلبه في نوع من التحية.
“بالضبط” أومأت ليرا برأسها.
دفع بوو كتفها بأنفه لتهدئتها.
شدت إيلي ركبتيها إلى صدرها وعانقتهما متوترة “هل سبق للناس… أن علقوا في المقابر الأثرية؟”.
‘آرثر ما الخطب؟’ فكر ريجيس من المنصة التالية لكن ذهني يعج بالسكون وبالكاد فهمت كلماته.
دفع بوو كتفها بأنفه لتهدئتها.
إلتوت ركبتي إيلي وبدأت في السقوط حينها تحركت في حالة ذهول وأمسكتها بين ذراعي ثم أنزلتها بلطف على الأرض.
“لسنا عالقين” قلت بحزم “لم نقم بإجراء الإتصال الصحيح حتى الآن لقد كنت في عدة مناطق حيث لم يكن الحل واضحًا على الفور…”.
‘إنه طريق مسدود’ فكر ريجيس.
“آرثر!” قالت إيلي وهي تتمايل على قدميها “الإتصال!”.
طفت على قدميها وهزت كتفيها “أفضل من الجلوس على إبهامي بعد الآن أليس كذلك؟”.
حدقت بها للحظة غير متأكد من قصدها.
عملت العودة إلى الآخرين بنفس الطريقة: الشعور المزعج بالطفو في الفضاء والظلال تموج كما لو أن الفراغ نفسه على قيد الحياة قبل أن أخرج أخيرًا من باب إيلي على منصة البداية.
“تعويذة – الربط!”.
“هل تعتقد أن هذه – الأبواب؟ – يمكن أن تحركنا في جميع أنحاء المنطقة؟” سألت ميكا بحواجب مرفوعة ملتفتة إلى يسارها ويمينها ومشيرة إلى الفراغ الشاسع “وإلى أين تقود؟”.
لا زلت لم أفهم لكنها إستمرت في التحرك وشدّ شعرها في سخط بينما تمد يدها لأية كلمات تبحث عنها.
“سيؤدي ذلك إلى إبطاء الأمور” ردت ميكا مراقبة البقعة المظلمة من لا شيء على مسافة حيث سيظهر ريجيس قريبًا.
“سهامي ربما يمكننا إجراء ربط بطريقة ما كما تعلم بين الأبواب…”.
عندما سقط هدفي قمت بمسح المنصة بحثًا عن المزيد ورأيت كيف إستعدت إيلي خلف بوو مطلقة سهمًا تلو الآخر لكن ما لفت إنتباهي هو وجهها المغطى بقناع العزم – بلا خوف أو تردد – حينها غمرني الفخر، إنجذبت ليرا وميكا إلى زوايا متعارضة من المنصة تقاتلان بشكل منفصل حيث ركزت معظم المخلوقات عليهما، على الرغم من مراقبتي تسلل مخلب على حافة المنصة وقطع الجزء الخلفي من ساق ميكا التي نزلت على ركبتيها بصرخة ألم مكبوتة وسحقت وحشا آخر بمطرقتها، قمت بمسح المنصة في لحظة متجها لقطع الوحش ذي الثلاثة أذرع على المنصة مرتين وسمحت لها بضربه بسلاحها مما أدى إلى سقوطه من على الحافة.
جعدت حوافي في عبوس غير مؤكد ما جعلها تتوقف وتفقد ثقتها بنفسها.
ركزت إيلي قليلاً وتبادلت نظرة مع الدب الحارس لكن عندما ضغط بوو مخلبه على الباب تمكنت من إرساله إلى الداخل وعملت خدعة إيلي – السهم المغطى بالأثير – كما توقعنا، مع ريجيس وبوو وميكا على المنصة البعيدة تم القضاء على الوحوش المرعبين الذي يظهرون بإستمرار واحدًا تلو الآخر.
“الأبواب تتطلب أثيرًا يا إل وربما يكسر الفراغ سهامك قبل أن يصلوا إلى منصة أخرى” نظرت إلى قدميها لكنني بدأت أرى من خلال كلماتها النية وراء فكرتها وواصلت العصف الذهني “ولكن قد تكون تعويذتك كافية للحفاظ على شكل المانا سليمًا وضمن سيطرتك أثناء مروره عبر الفراغ…”.
دفع بوو كتفها بأنفه لتهدئتها.
جلست ميكا متقاطعة الساقين ومريحة مرفقيها على ركبتيها “ولكن كيف يساعدنا ذلك؟”.
تركت بقية المعنى دون أن أذكره متأكدًا من أننا جميعًا فهمنا خطر الضياع أو الإضطرار إلى التراجع أثناء تعرضنا لهجوم مستمر، في 20 ثانية التي إستغرقها ريجيس للوصول إلى المنصة التالية هزمنا ثلاثة وحوش أخرى والتي أصبحت تظهر بسرعة أكبر بكثير من المنصة الثانية، أصيبت ميكا بجرح عميق في جانبها بالفعل وبوو الأن ينزف من عشرات الجروح في جميع أنحاء جسده الضخم.
“لا يفعل إلا إذا كان بإمكاني صب الأثير في سهم إيلي”.
حدقت بها للحظة غير متأكد من قصدها.
“لكن المنصة غير موجودة” أشارت ليرا.
بينما بوو وليرا يعملان على إيقاف وحش جديد – بأربع أذرع فيها مخالب وفتحتي فم حيث يجب أن تكون عيناه كل منهما مليء بأسنان تشبه الإبرة – إنفصلت إيلي مستحضرة سهمًا بخزان للأثير في رأسه، الوحش التالي الذي ظهر زحف من الفراغ المجاور لنا تمامًا عندما أرسلت الأثير إلى السهم أغرق مخالبه في كتفي، تموجت الإهتزازات بشكل واضح في الهواء وشعرت بوخز في جلدي أين إنكمش الوحش أيضا مطلقا صريرًا فظيعا لذا دست عليه بقوة ليتوقف الضجيج، أطلقت إيلي السهم أولاً على المنصة البعيدة عندما أصابت الهدف كررنا العملية مع باب ميكا بحيث لم تضيع أي وقت في تفجير الأسهم وإطلاق الأثير المحتوي.
شتمت مدركا أنها على حق يجب أن أذهب أولاً وأفتح المدخل إذا جاز التعبير.
– داعم : Youssef Ahmed
“عليك أن تكون هنا لإرسال الجميع” قال ريجيس متجها نحو الباب “يجب أن يكون أنا من ينتقل لتفعيل البوابة التالية”.
لم أكن أعرف ماذا أفعل.
“ستتعرض للهجوم طوال الوقت” أشرت.
قفزت ميكا إلى الأمام ونظرت إلي بعزم قاتم “سأذهب أولا”.
إنتفخ صدره وإشتعل جسده “ربما نسيت لأنك كنت تنظر إلى وجهي الجميل لفترة طويلة لكنني سلاح إلهي أتتذكر؟”.
وضعت يدي على يديها محاولا بلا جدوى المساعدة.
نظرت إليه لفترة طويلة ثم أومأت برأسي “إذا نجح هذا فستكون ميكا خلفك تمامًا لدعمك” سألت مقابلا عينيها “على إفتراض أنكِ على وشك إختبار هذا؟”.
“ماذا الآن؟”.إستحضرت إيلي سهمًا.
طفت على قدميها وهزت كتفيها “أفضل من الجلوس على إبهامي بعد الآن أليس كذلك؟”.
“نعم إذهب فقط” قلت بينما أحمي إيلي من هجوم مخالب مخلوق آخر “لكن سجل إختيارك في حال تحول هذا المكان إلى متاهة…”.
“أديوس موشاشوس (وداعا يا رفاق)” قال ريجيس قبل أن يضغط أنفه على الباب ويختفي بداخله.
ظهر وحش أخر بذيل طويل شبيه بذيل العقرب في نهايته مهاجما من الفراغ، صدت ليرا الهجوم بدفعة من الرياح وأرسلت إيلي سهمًا في صدره حتى سقط على أربع وهجم مثل الحشرات، أنزلت ميكا بمطرقتها على رأسه لكنه قفز بعيدًا بشكل متقطع لتضرب المطرقة الأرض، ظل الذيل يتأرجح بعنف مثل سلك كهربائي غير مقيد حينها سحبتُ إيلي بيد واحدة بينما إستحضرت شفرة في اليد الأخرى، قمت بحركة قطع لأشق عبر الجلد الأسود اللامع للذيل وفي نفس الوقت إنقض بوو على الوحش وسحقه.
شعرت أن إتصالي به يتلاشى وعرفت أنه داخل شبكة الأبواب منجرفا نحو المنصة التالية، إنتظرنا بضع ثوان قبل أن تضغط ميكا بيدها على الباب لقد شبعته بالأثير لكن لم يحدث شيء ولم يتم سحبها.
ألقيت نظرة على المنطقة التي قمنا للتو بتطهيرها: قلعة ضيقة خانقة مليئة بالفخاخ والوحوش…
“ربما لأنه قيد الإستخدام بالفعل؟” إقترحت ليرا.
خدم الأنين المنخفض والعصبي من بوو في زيادة التركيز على محنتها.
“سيؤدي ذلك إلى إبطاء الأمور” ردت ميكا مراقبة البقعة المظلمة من لا شيء على مسافة حيث سيظهر ريجيس قريبًا.
مثل خطوة الإله ظل في سبات بعلامة عديمة الفائدة على بشرتي.
“كونوا جاهزين نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة”.
تحركت عيناها ذهابًا وإيابًا لبضع ثوانٍ ثم مع صوت ناعم من المانا تم تفجير كلا السهمين في وقت واحد.
بعد عدة ثوانٍ طويلة جدًا أضاءت المنصة ليظهر ريجيس أمام أحد الأبواب، لا تزال ميكا تلمس المدخل لذلك لم أضيع الوقت وقمت بإرسالها.
قال ريجيس عبر الرابط التخاطري الخاص بنا ‘كما تعلم لقد رأينا الكثير من الهراء هنا لكن هذا الشيء يسبب الكوابيس’.
“ماذا الآن؟”.إستحضرت إيلي سهمًا.
من بعيد رأيت المنصة التالية تظهر تبعها ريجيس بعد ثانية.
بتفعيل نطاق القلب لففت يدي حول السهم وأرسلت كمية صغيرة من الأثير ليختلط مع المانا.
وضعت يدي على يديها محاولا بلا جدوى المساعدة.
نظرت إلى السهم وشعرت بعبوس يزحف على وجهي.
-هذا الفصل برعاية الداعم Youssef Ahmed
“سوف ينزف فقط يحتاج أن يكون…” تحركت جزيئات المانا تاركة نوعًا من الخزان في رأس السهم محاطة بالكامل بمانا إيلي.
تركت بقية المعنى دون أن أذكره متأكدًا من أننا جميعًا فهمنا خطر الضياع أو الإضطرار إلى التراجع أثناء تعرضنا لهجوم مستمر، في 20 ثانية التي إستغرقها ريجيس للوصول إلى المنصة التالية هزمنا ثلاثة وحوش أخرى والتي أصبحت تظهر بسرعة أكبر بكثير من المنصة الثانية، أصيبت ميكا بجرح عميق في جانبها بالفعل وبوو الأن ينزف من عشرات الجروح في جميع أنحاء جسده الضخم.
“هكذا” قلت محركا الأثير.
-هذا الفصل برعاية الداعم Youssef Ahmed
ركزت على دفعه عبر الطبقة الخارجية من المانا حتى يتم حمايتها بالكامل من الداخل.
“يمكن أن يكون هناك آخرون لا يمكننا رؤيتهم” إقترحت ودفعت الأثير في عيني لأبحث عن أي علامة على المزيد من المنصات “ربما علينا أن نبحث بشكل أعمى لذا يجب أن أكون قادرًا على…”.
أخذت وقتها في إعداد الرمية فالمسافة إلى الباب الذي تصوب نحوه بعيدة.
“الأبواب تتطلب أثيرًا يا إل وربما يكسر الفراغ سهامك قبل أن يصلوا إلى منصة أخرى” نظرت إلى قدميها لكنني بدأت أرى من خلال كلماتها النية وراء فكرتها وواصلت العصف الذهني “ولكن قد تكون تعويذتك كافية للحفاظ على شكل المانا سليمًا وضمن سيطرتك أثناء مروره عبر الفراغ…”.
من هذه المسافة لم أتمكن من رؤية تشكل الوحش لكن الأمر واضح من قفز ريجيس المتلألئ مثل الجوهرة الأرجوانية على صورة ظلية غامضة وممزقا إياها إلى أشلاء.
شتمت مدركا أنها على حق يجب أن أذهب أولاً وأفتح المدخل إذا جاز التعبير.
إنطلق سهم إيلي عبر الظلام مثل شهاب وضرب الباب البعيد بصوت هادئ ولكن مُرضٍ.
إلتفتت إلي مبتسمة.
إلتفتت إلي مبتسمة.
لم تنتظر الرد بل إرتفعت عن الأرض وطارت بين الفراغ في اللحظة التي عبرت فيها الحافة الخارجية لمنصتنا ثُبتت بمخالب سوداء ظهرت من لا شيء ولفت حول حلقها، جرف المخلب الثاني على وجهها وقطع من خلال المانا الواقية بسهولة بينما أمسك مخلبان آخران بكاحليها، أمسكت بظهر درعها وسحبتها إلى المنصة مع ثلاثة من المخلوقات مغلفا يدي بالأثير ضربت المخلوق الذي خنقها في جانب رأسه – على عكس الآخر ليس لديه عيون – فقط فم مفتوح مليء بالأسنان المسننة، إنهارت الجمجمة وتناثرت البقع السوداء علي وعلى ميكا التي ركلت بقوة محطمة عظمة ترقوة الوحش الآخر، ضرب سهمان – الوحش الثالث – الأول في الحلق والثاني في عينه الوحيدة البعيدة عن المركز، حررت ميكا نفسها من قبضتي بعدها إستحضرت مطرقة وبدأت في أرجحتها ما جعلني أخذ خطوة للوراء، جعلت المطرقة الكبيرة عملنا قصيرًا مما أدى إلى تحطيم الوحوش في كومة من العظام السوداء المبللة.
“التالي” قلت وكررنا العملية.
“هل أختار عشوائيا أم ماذا؟” سأل عندما إنتهى من قتله.
سهم إيلي الثاني المليء بالأثير ثُبت في الزاوية السفلية من باب ميكا.
عندما سقط هدفي قمت بمسح المنصة بحثًا عن المزيد ورأيت كيف إستعدت إيلي خلف بوو مطلقة سهمًا تلو الآخر لكن ما لفت إنتباهي هو وجهها المغطى بقناع العزم – بلا خوف أو تردد – حينها غمرني الفخر، إنجذبت ليرا وميكا إلى زوايا متعارضة من المنصة تقاتلان بشكل منفصل حيث ركزت معظم المخلوقات عليهما، على الرغم من مراقبتي تسلل مخلب على حافة المنصة وقطع الجزء الخلفي من ساق ميكا التي نزلت على ركبتيها بصرخة ألم مكبوتة وسحقت وحشا آخر بمطرقتها، قمت بمسح المنصة في لحظة متجها لقطع الوحش ذي الثلاثة أذرع على المنصة مرتين وسمحت لها بضربه بسلاحها مما أدى إلى سقوطه من على الحافة.
“لا تبالغي في ذلك” حذرت.
إعتقدت أنني كنت أتخيل ذلك حتى ظهر مخلب بأربعة أصابع من الفراغ وأمسك بالمنصة ليحفر أثره في اللوحة السوداء المسطحة من المانا، تبع ذلك مخلب ثانٍ وببطء شديد سحبت الأذرع الممدودة مخلوق نحيف بشكل رهيب من الخلفية السوداء إلى الواقع أمامي مباشرة، برزت عظامه في حواف حادة من الجلد الأسود اللامع الذي إمتزج مع الظلام خلفه أما الوجه المسطح فلم يكن به فم أو أنف بل بأربع عيون خارج مكانها، عندما وقف من وضعيته الجاثمة والملتوية وجدت نفسي أنظر إلى مخلوق طوله 7 أقدام على الأقل.
“لن أفعل” لوحت إيلي مغمضة عينيها.
خطت بضع خطوات متوقفة قبل أن يتدخل بوو ويدفعها إلى الخلف برأسه العريض.
تحركت عيناها ذهابًا وإيابًا لبضع ثوانٍ ثم مع صوت ناعم من المانا تم تفجير كلا السهمين في وقت واحد.
– داعم : Youssef Ahmed
حبست أنفاسي حيث إختفت ميكا من الباب وعندما لم تظهر أمامنا على الفور أسرعت إلى الحافة محدقا في الظلام، أمسك ريجيس وحشا آخر من إحدى ذراعيه وهزه بعنف رغم ذلك أحسست بألمه من خلال رابطنا حيث غرس مخلب آخر في ظهره بحدة، قام بتمزيق الذراع وبصقها على الأرض ثم إنفض على الهيكل العظمي المرعب في صدره بكلتا كفوفه ودفعه إلى الأرض قبل أن يغلق فكه حول الحلق ليذوب تحته، عندما خرجت ميكا من الباب بعد ثوانٍ قليلة شكلت مطرقتها في يدها بالفعل وقفزت إلى العمل لتقاتل جنبًا إلى جنب مع ريجيس بينما ينقض عليهم وحش آخر من الفراغ.
ركزت على دفعه عبر الطبقة الخارجية من المانا حتى يتم حمايتها بالكامل من الداخل.
“رائع!” هتفت إيلي.
لم أكن أعرف ماذا أفعل.
قفزت ورفعت يدها إلى بوو الذي قابلها بلطف بمخلبه في نوع من التحية.
“سهامي ربما يمكننا إجراء ربط بطريقة ما كما تعلم بين الأبواب…”.
تركت نفسًا مريحًا ولكن مع حل لغز كيفية تحريك رفاقي عبر المنطقة شعرت بالقلق وأردت المرور عبرها في أسرع وقت ممكن.
“يبدو أن الجن ينوون إتباع مسار معين للتنقل في المنطقة” علقت ليرا التي رفعت حاجبيها ونظرت إلي “طريقك – بالنسبة لبقيتنا – هو أمر مؤسف إلى حد ما”.
“دعونا نرسل بوو تاليا فقط للتأكد من أن الأمر سيعمل معه أيضًا”.
“آرثر!” قالت إيلي وهي تتمايل على قدميها “الإتصال!”.
ركزت إيلي قليلاً وتبادلت نظرة مع الدب الحارس لكن عندما ضغط بوو مخلبه على الباب تمكنت من إرساله إلى الداخل وعملت خدعة إيلي – السهم المغطى بالأثير – كما توقعنا، مع ريجيس وبوو وميكا على المنصة البعيدة تم القضاء على الوحوش المرعبين الذي يظهرون بإستمرار واحدًا تلو الآخر.
“وجدتهم” قلت ومنعت نفسي بحذر من التفكير في المرور عبر هذين البابين البعيدين.
عندما ذهبت ليرا وبقيت أنا وإيلي أدركنا الخلل في أسلوبنا.
نقر ريجيس على لسانه في إحباط “الأمر نفسه مع الدمار إنه هناك لكنه… ليس كذلك”.
“إذن… كيف تعتقد أنني سأصل إلى هناك؟”.
لم يضيع ريجيس أي وقت في المزاح وإختفى أولاً في الباب على الجانب الآخر من المنصة ثم من الباب أيضًا.
“أطلقي سهامك لكن لا تجعليها تنفجر ثم سأرسلك إلى الباب” إقترحت.
حاولت أن أنظر إلى الأسفل لكن لم يكن هناك أسفل أو أعلى أو أنا.
بهز كتفيها عملت إيلي معي لإرسال سهمين أحدهما في الباب على منصتنا والآخر في المنصة البعيدة حيث يقاتل الأخرون من أجل حياتهم، بعد هذا ضغطت يدها على مستطيل المانا المظلم الذي شبعته بالأثير وإختفت، في اللحظة التي فعلت فيها ذلك إنقطع إرتباطها بالسهام مما تسبب في إنفجارهم بفرقعة طفيفة، إختفت صورة أختي من المدخل أمامي مع شعور متزايد بعدم الإرتياح إنتظرت ظهورها على الجانب الآخر بينما أشاهد البقية وهم يزيلون الوحوش المرعبين، لم أستطع الإسترخاء ومتابعتها إلا بعد أن خرجت من الباب البعيد حينها قام رفاقي بتشكيل حلقة واقية حولها، سحبت قوسها الذي توهج سهم المانا عليه وحينما جر وحش عظمي نفسه من الظلام تركت السهم يطير، مع صوت تصدع تراجع رأس الوحش للخلف حيث إخترق السهم جمجمته ليعود إلى الفراغ ويختفي.
“ميكا إذهبي” أمرت.
‘حسنًا ريجيس توجه إلى المنصة التالية’ أمرت وإنتقلت إلى جانب إيلي.
“الأبواب تتطلب أثيرًا يا إل وربما يكسر الفراغ سهامك قبل أن يصلوا إلى منصة أخرى” نظرت إلى قدميها لكنني بدأت أرى من خلال كلماتها النية وراء فكرتها وواصلت العصف الذهني “ولكن قد تكون تعويذتك كافية للحفاظ على شكل المانا سليمًا وضمن سيطرتك أثناء مروره عبر الفراغ…”.
لم يضيع ريجيس أي وقت في المزاح وإختفى أولاً في الباب على الجانب الآخر من المنصة ثم من الباب أيضًا.
“هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة ذلك الوصي ليوين” قالت ليرا مبتعدة عني لأتابع خط تركيز ريجيس.
ظهر وحش أخر بذيل طويل شبيه بذيل العقرب في نهايته مهاجما من الفراغ، صدت ليرا الهجوم بدفعة من الرياح وأرسلت إيلي سهمًا في صدره حتى سقط على أربع وهجم مثل الحشرات، أنزلت ميكا بمطرقتها على رأسه لكنه قفز بعيدًا بشكل متقطع لتضرب المطرقة الأرض، ظل الذيل يتأرجح بعنف مثل سلك كهربائي غير مقيد حينها سحبتُ إيلي بيد واحدة بينما إستحضرت شفرة في اليد الأخرى، قمت بحركة قطع لأشق عبر الجلد الأسود اللامع للذيل وفي نفس الوقت إنقض بوو على الوحش وسحقه.
“هناك ثلاث منصات” متجنبا المخلب جر ريجيس وحشًا مهاجمًا بذراعين ورأس في مواضع خاطئة على جذعه.
من بعيد رأيت المنصة التالية تظهر تبعها ريجيس بعد ثانية.
عندما سقط هدفي قمت بمسح المنصة بحثًا عن المزيد ورأيت كيف إستعدت إيلي خلف بوو مطلقة سهمًا تلو الآخر لكن ما لفت إنتباهي هو وجهها المغطى بقناع العزم – بلا خوف أو تردد – حينها غمرني الفخر، إنجذبت ليرا وميكا إلى زوايا متعارضة من المنصة تقاتلان بشكل منفصل حيث ركزت معظم المخلوقات عليهما، على الرغم من مراقبتي تسلل مخلب على حافة المنصة وقطع الجزء الخلفي من ساق ميكا التي نزلت على ركبتيها بصرخة ألم مكبوتة وسحقت وحشا آخر بمطرقتها، قمت بمسح المنصة في لحظة متجها لقطع الوحش ذي الثلاثة أذرع على المنصة مرتين وسمحت لها بضربه بسلاحها مما أدى إلى سقوطه من على الحافة.
“ميكا إذهبي” أمرت.
بيني وبين رفاقي تحرك الفراغ كما لو أن الظلال تتحرك داخل الظلال.
مسرعة إلى الباب قابلتني هناك وأرسلتها بنبض المانا.
كما حدث من قبل بدأت في الإنجراف إلى الأمام للحظة ظننت أنني سأقف أمام باب ليرا – لديّ باب أيضا – لكن بدلاً من ذلك ظللت أتحرك مخففا السرعة قليلاً بينما أتبع إتجاه أفكاري.
“إيلي!”.
“لا بأس” أكدت لأختي ومددت يدي لأضغط على سطح الباب.
بينما بوو وليرا يعملان على إيقاف وحش جديد – بأربع أذرع فيها مخالب وفتحتي فم حيث يجب أن تكون عيناه كل منهما مليء بأسنان تشبه الإبرة – إنفصلت إيلي مستحضرة سهمًا بخزان للأثير في رأسه، الوحش التالي الذي ظهر زحف من الفراغ المجاور لنا تمامًا عندما أرسلت الأثير إلى السهم أغرق مخالبه في كتفي، تموجت الإهتزازات بشكل واضح في الهواء وشعرت بوخز في جلدي أين إنكمش الوحش أيضا مطلقا صريرًا فظيعا لذا دست عليه بقوة ليتوقف الضجيج، أطلقت إيلي السهم أولاً على المنصة البعيدة عندما أصابت الهدف كررنا العملية مع باب ميكا بحيث لم تضيع أي وقت في تفجير الأسهم وإطلاق الأثير المحتوي.
عندما خرج الوحش المرعب من الظلام بعد لحظة إصطدم بتعويذتها مما دفعه إلى التحليق بعيدًا عن المنصة نحو الفراغ، حين جاء دورها راقبتنا بعصبية من الداخل بينما سارعت إيلي لتشكيل سهامها الذين ملأتهم بالأثير، جر وحش مرعب ذو رأسين نفسه إلى المنصة حينها قمت بإمتصاص النصل مركّزًا إياه في نقطة واحدة على يدي قبل إطلاقه مثل إنفجار أثيري.
عند تشكل الإتصال إختفت الميكا.
سهم إيلي الثاني المليء بالأثير ثُبت في الزاوية السفلية من باب ميكا.
“سيصبح هذا صعبًا” قلت في الهدوء اللحظي بين الهجمات.
كان بوو جاهزًا في اللحظة التي مرت فيها ميكا عبر المدخل الآخر لذا أرسلته مباشرة لكن هذه المرة عملت مع إيلي بيد واحدة بينما أمسك نصلي في اليد الأخرى، مع وجود ليرا فقط على المنصة معنا أصبح الدفاع عن إيلي أولويتي بالكامل لكننا أصبحنا أسرع حيث ظهر وحش واحد فقط وتم قطعه قبل أن يظهر بوو.
كان بوو جاهزًا في اللحظة التي مرت فيها ميكا عبر المدخل الآخر لذا أرسلته مباشرة لكن هذه المرة عملت مع إيلي بيد واحدة بينما أمسك نصلي في اليد الأخرى، مع وجود ليرا فقط على المنصة معنا أصبح الدفاع عن إيلي أولويتي بالكامل لكننا أصبحنا أسرع حيث ظهر وحش واحد فقط وتم قطعه قبل أن يظهر بوو.
“ميكا إذهبي” أمرت.
“يمكننا القيام بذلك” قالت ليرا بحزم وهي تقف بجانب المدخل وبعض التعويذات السوداء تدور على أطراف أصابعها بينما ننتظر.
حاول بوو الوصول إلى إيلي وقد إمتزج هديره مع إندفاع الدم الذي يتدفق في رأسي، عندما دفعته للخلف قطعت مخالبه عبر كتفي بغضب لكنني بالكاد لاحظت ذلك، لأنه حتى وأنا أشاهدها فقدت عينا إيلي المملوءتان بالدموع شرارتهما وأصبح جسدها متيبسًا مع خروج أنفاسها الأخيرة من رئتيها.
عندما خرج الوحش المرعب من الظلام بعد لحظة إصطدم بتعويذتها مما دفعه إلى التحليق بعيدًا عن المنصة نحو الفراغ، حين جاء دورها راقبتنا بعصبية من الداخل بينما سارعت إيلي لتشكيل سهامها الذين ملأتهم بالأثير، جر وحش مرعب ذو رأسين نفسه إلى المنصة حينها قمت بإمتصاص النصل مركّزًا إياه في نقطة واحدة على يدي قبل إطلاقه مثل إنفجار أثيري.
بينما كنت أشاهد الأخرين يمرون واحدًا تلو الآخر عبر البوابة – الرابعة منذ أن تركت أنقاض الجن الثالثة – فكرت في الخريطة الذهنية التي تركتها لي سيلفيا، على الرغم من ثقتي في عزل المنطقة المناسبة إلا أن الأمر لا يزال غريبا فعلى عكس جميع الصور الأخرى في ذهني – والتي تضمنت إحساسًا بما يمكن توقعه في المنطقة – هذه الصورة خاوية مثل لوحة فارغة غير ملموسة.
تهرب الوحش المرعب ذو الرأسين إلى الجانب وأطلق هجومه على إيلي لكن مع وجود سهم مغمور بالأثير بالفعل على خيطها عدلت هدفها وأطلقت عليه، بدلًا من التوجه نحو المنصة التالية إصطدم السهم بمعدة الوحش ثم إنفجر ليغطي منصتنا بالدماء السوداء التي أمطرت من حولنا، دون أن تفوت أي خطوة إستحضرت إيلي سهمًا آخر ورفعته إلي وبجانبنا هناك قطعة من اللحم الأسود تنساب على وجه ليرا ثنائي الأبعاد، بمجرد أن ذهبت ليرا وصارت إيلي داخل الباب شعرت بالتحسن لدرجة أني نسيت تمامًا تتبع تقدم المجموعة الأخرى على المنصة الثالثة، إلا أن أفكار ريجيس مليئة بتوهج المعركة والنجاح لذا قتلت وحشين آخرين قبل أن أتمكن من القفز بنفسي.
ظلت تلتف حوله وتبحث بشكل محموم ثم ركزت عيناها خلفي لتقفز أخيرا للخلف ضاغطة بيدها على قلبها وقد خفت تعابير وجهها.
‘تبا’ قال ريجيس بعد دقيقة وهو يخرج من باب على المنصة الثالثة – والتي كانت كبيرة مع عدة أبواب تصطف على كل حافة – فقد جرب للتو أبوابًا متعددة بحثًا عن الطريق إلى الأمام.
مع ترنح ثقيل تغير منظوري وفجأة صرت أنظر إلى رفاقي بتعابيرهم المتفاجئة.
“هناك ثلاث منصات” متجنبا المخلب جر ريجيس وحشًا مهاجمًا بذراعين ورأس في مواضع خاطئة على جذعه.
‘نعم’ أكد متخليا عن موقفه المتهور المعتاد.
“هل أختار عشوائيا أم ماذا؟” سأل عندما إنتهى من قتله.
“نعم هناك إحساس غريب في الغلاف الجوي هنا كما لو أن الجاذبية أو الهواء خاطئ… أو كما لو كنا خاطئين” قالت ليرا منحنية لتمرير أصابعها عبر الأرض الملساء “هذه المانا نقية ومركزة لا يوجد منظر طبيعي على الإطلاق” ركزت عيناها نحو الأمام “إنها منصة… أنظر هناك تحول دقيق في السواد؟”.
“نعم إذهب فقط” قلت بينما أحمي إيلي من هجوم مخالب مخلوق آخر “لكن سجل إختيارك في حال تحول هذا المكان إلى متاهة…”.
“عليك أن تكون هنا لإرسال الجميع” قال ريجيس متجها نحو الباب “يجب أن يكون أنا من ينتقل لتفعيل البوابة التالية”.
تركت بقية المعنى دون أن أذكره متأكدًا من أننا جميعًا فهمنا خطر الضياع أو الإضطرار إلى التراجع أثناء تعرضنا لهجوم مستمر، في 20 ثانية التي إستغرقها ريجيس للوصول إلى المنصة التالية هزمنا ثلاثة وحوش أخرى والتي أصبحت تظهر بسرعة أكبر بكثير من المنصة الثانية، أصيبت ميكا بجرح عميق في جانبها بالفعل وبوو الأن ينزف من عشرات الجروح في جميع أنحاء جسده الضخم.
“ريجيس يمكنك أن تشعر بالإتجاه في أفكاري هل يمكنك رؤية المنصة؟”.
“مخالبهم اللعينة تمر عبر المانا والحديد” قالت ميكا بتجهم وهي تقطع بساعدها “قد ينكسرون مثل الصخر الطيني لكن مع الكثير منهم…”.
“نعم إذهب فقط” قلت بينما أحمي إيلي من هجوم مخالب مخلوق آخر “لكن سجل إختيارك في حال تحول هذا المكان إلى متاهة…”.
‘إنه طريق مسدود’ فكر ريجيس.
– آرثر ليوين :
‘إرجع وجرب باباَ آخر’ فكرت قامعا إحباطي فكل ما يمكننا فعله أثناء إنتظار عودة ريجيس هو الإستمرار في القتال.
بحثت عن المنصة البعيدة لكنها إختفت.
أحد الوحوش المرعبة بشكل خاص مع فم عمودي أسفل منتصف وجهه وثلاث عيون على كل جانب إندفع نحوي، رفعت شفرة الأثير للأعلى وفصلت ذراعه الممدودة ثم قفزت للجانب قبل توجيه قطع لجذعه أثناء مروره، وقف بوو أمام إيلي مما أدى إلى سقوط كل الكفوف الضخمة على أكتاف المخلوق الآخر والذي إنهار تحت ثقل الدب الحارس، ظلت ميكا تبذل قصارى جهدها للحفاظ على المانا بإطلاق شفرات حجرية من مطرقتها من مسافة بعيدة، قامت ليرا بتثبيت إثنين من المخلوقات تحت موجة من الإهتزازات الصوتية التي تفرق بينهما.
شدت إيلي ركبتيها إلى صدرها وعانقتهما متوترة “هل سبق للناس… أن علقوا في المقابر الأثرية؟”.
عندما سقط هدفي قمت بمسح المنصة بحثًا عن المزيد ورأيت كيف إستعدت إيلي خلف بوو مطلقة سهمًا تلو الآخر لكن ما لفت إنتباهي هو وجهها المغطى بقناع العزم – بلا خوف أو تردد – حينها غمرني الفخر، إنجذبت ليرا وميكا إلى زوايا متعارضة من المنصة تقاتلان بشكل منفصل حيث ركزت معظم المخلوقات عليهما، على الرغم من مراقبتي تسلل مخلب على حافة المنصة وقطع الجزء الخلفي من ساق ميكا التي نزلت على ركبتيها بصرخة ألم مكبوتة وسحقت وحشا آخر بمطرقتها، قمت بمسح المنصة في لحظة متجها لقطع الوحش ذي الثلاثة أذرع على المنصة مرتين وسمحت لها بضربه بسلاحها مما أدى إلى سقوطه من على الحافة.
قمت بتنشيط خطوة الإله لكن لم يحدث شيء… لم تضيء أي مسارات أثيرية في رؤيتي أو تستدعي وجودها لي ولم أختبر الحس السادس الفطري الموسع لمحيطي المادي أيضًا، لم يتوهج رون الإله حتى كما لو أنه في سبات لا يمكن الوصول إليه بحيث لم أستطع الشعور به على الإطلاق.
“شكرًا” تمتمت ميكا ضاغطة بيدها على الجروح الجديدة.
“لم تنجح” قالت ليرا وهي تعقد ذراعيها “ربما لم تكن مركزة بما فيه الكفاية”.
“آرثر؟” جذب صوت إيلي نظراتي عبر المنصة.
“آرثر؟” جذب صوت إيلي نظراتي عبر المنصة.
حدقت إيلي نحوي بعينين واسعتين ومبللتين بينما تضغط بكلتا يديها على بطنها حيث يتدفق الدم بحرية بين أصابعها ويسيل إلى الأمام.
بينما كنت أشاهد الأخرين يمرون واحدًا تلو الآخر عبر البوابة – الرابعة منذ أن تركت أنقاض الجن الثالثة – فكرت في الخريطة الذهنية التي تركتها لي سيلفيا، على الرغم من ثقتي في عزل المنطقة المناسبة إلا أن الأمر لا يزال غريبا فعلى عكس جميع الصور الأخرى في ذهني – والتي تضمنت إحساسًا بما يمكن توقعه في المنطقة – هذه الصورة خاوية مثل لوحة فارغة غير ملموسة.
صار بطنها ثقبا أحمر وبإمكاني أن أرى من خلاله الفراغ الذي وراءها بوضوح.
“عليك أن تكون هنا لإرسال الجميع” قال ريجيس متجها نحو الباب “يجب أن يكون أنا من ينتقل لتفعيل البوابة التالية”.
زأر بوو ومخالبه تشق وتمزق الوحش الذي ظهر خلف إيلي بينما كنت أساعد ميكا ممزقًا إياه إلى قطع.
“بالضبط” أومأت ليرا برأسها.
مع ترنحي تباطئ الوقت وبدا أن المسافة بيني وبين إيلي تزداد إتساعًا.
‘ماذا لو كانوا حقا أبواب؟’ عبرت من الباب بالتفكير في الأمر فقط ‘ربما’.
إلتوت ركبتي إيلي وبدأت في السقوط حينها تحركت في حالة ذهول وأمسكتها بين ذراعي ثم أنزلتها بلطف على الأرض.
“شيء ما يبدو معطلاً” ظهر ريجيس بجواري مستنشقا الباب وأنفاسه تغمر السطح الأملس “ربما هناك بعض الحيل في كل هذا”.
وضعت يدي على يديها محاولا بلا جدوى المساعدة.
ركزت إيلي قليلاً وتبادلت نظرة مع الدب الحارس لكن عندما ضغط بوو مخلبه على الباب تمكنت من إرساله إلى الداخل وعملت خدعة إيلي – السهم المغطى بالأثير – كما توقعنا، مع ريجيس وبوو وميكا على المنصة البعيدة تم القضاء على الوحوش المرعبين الذي يظهرون بإستمرار واحدًا تلو الآخر.
“لم أفكر…” قالت إيلي وهي تكافح للتحدث بينما جسدها وصوتها يهتزان بشكل لا يمكن السيطرة عليه “أنا آسفة جدا”.
مع ترنح ثقيل تغير منظوري وفجأة صرت أنظر إلى رفاقي بتعابيرهم المتفاجئة.
“لا لا لا” يائسا قمت بإستخدام قداس الشفق وتذكرت رؤيتي في حجر الأساس.
‘إنه طريق مسدود’ فكر ريجيس.
أحتاج فقط إلى رؤية أفضل ربما أستطيع… لكن لا.
“إيلي!”.
لم يكن هناك شيء.
قمت بتحريرها من الباب عن طريق وضع الأثير عليه وحاولت إعادتها إليه بنفس الطريقة، مع ضغط يد ميكا على نفس الباب الذي إستخدمته أرسلت نبضة صغيرة من الأثير إلى السطح، من المؤكد أن ميكا إختفت من المنصة وعادت للظهور داخل الباب كصورة متحركة لنفسها.
مثل خطوة الإله ظل في سبات بعلامة عديمة الفائدة على بشرتي.
حبست أنفاسي حيث إختفت ميكا من الباب وعندما لم تظهر أمامنا على الفور أسرعت إلى الحافة محدقا في الظلام، أمسك ريجيس وحشا آخر من إحدى ذراعيه وهزه بعنف رغم ذلك أحسست بألمه من خلال رابطنا حيث غرس مخلب آخر في ظهره بحدة، قام بتمزيق الذراع وبصقها على الأرض ثم إنفض على الهيكل العظمي المرعب في صدره بكلتا كفوفه ودفعه إلى الأرض قبل أن يغلق فكه حول الحلق ليذوب تحته، عندما خرجت ميكا من الباب بعد ثوانٍ قليلة شكلت مطرقتها في يدها بالفعل وقفزت إلى العمل لتقاتل جنبًا إلى جنب مع ريجيس بينما ينقض عليهم وحش آخر من الفراغ.
دفعت الأثير في الجرح وحثثته على فعل شيء ما لشفائها مثل الطريقة التي يمكن أن يشفيني بها.
إنطلق سهم إيلي عبر الظلام مثل شهاب وضرب الباب البعيد بصوت هادئ ولكن مُرضٍ.
صارت رؤيتي تزداد ضبابية واليدين الملطختين بالدماء في نهايات ذراعي لم تكونا حتى مثل يدي بل صاروا يرتجفون لدرجة أن بقع الدم القوية تتناثر عليهم.
“إيلي!”.
لم أكن أعرف ماذا أفعل.
“آرثر!” قالت إيلي وهي تتمايل على قدميها “الإتصال!”.
‘آرثر ما الخطب؟’ فكر ريجيس من المنصة التالية لكن ذهني يعج بالسكون وبالكاد فهمت كلماته.
صارت رؤيتي تزداد ضبابية واليدين الملطختين بالدماء في نهايات ذراعي لم تكونا حتى مثل يدي بل صاروا يرتجفون لدرجة أن بقع الدم القوية تتناثر عليهم.
حاول بوو الوصول إلى إيلي وقد إمتزج هديره مع إندفاع الدم الذي يتدفق في رأسي، عندما دفعته للخلف قطعت مخالبه عبر كتفي بغضب لكنني بالكاد لاحظت ذلك، لأنه حتى وأنا أشاهدها فقدت عينا إيلي المملوءتان بالدموع شرارتهما وأصبح جسدها متيبسًا مع خروج أنفاسها الأخيرة من رئتيها.
كما حدث من قبل بدأت في الإنجراف إلى الأمام للحظة ظننت أنني سأقف أمام باب ليرا – لديّ باب أيضا – لكن بدلاً من ذلك ظللت أتحرك مخففا السرعة قليلاً بينما أتبع إتجاه أفكاري.
تدلت بين ذراعي وذهبت كل الحياة منها.
نظرت إلى حيث أشارت وهي محقة نحن نقف على منصة عائمة في الفراغ تبلغ مساحتها 20 قدمًا مربعًا.
–+–
– داعم : Youssef Ahmed
ترجمة : Ozy.
نظرت إلى حيث أشارت وهي محقة نحن نقف على منصة عائمة في الفراغ تبلغ مساحتها 20 قدمًا مربعًا.
-هذا الفصل برعاية الداعم Youssef Ahmed
تم إصلاح منظوري لذا لم يكن بإمكاني النظر إلى الجانب أو لأعلى ولأسفل كما أنني لم أستطع التحرك على الإطلاق، مثلما حدث عندما ظهرت لأول مرة في المنطقة بدا الأمر كما لو أن جسدي لم يكن موجودًا… من هذا الباب لم أر شيئًا سوى رفاقي والمنصة والأبواب الأخرى… فكرة الأبواب الأخرى جعلتني أتوقف.
لم يكن هناك شيء.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
