نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 423

المضي قدمًا

المضي قدمًا

الفصل 423 “المضي قدمًا”

اتسعت عينا أجاثا إدراكًا. وبعد لحظة ارتجف صوتها وهي تقول، “هل تقصد الكارثة التي تلت إعدام الملكة مباشرة؟ عندما انشقت الأرض الموجودة أسفل موقع الإعدام، وابتلع البحر كل شيء؟ هل تلمح إلى أن هذا لم يكن مجرد عمل عشوائي من أعمال الطبيعة؟”

في أعماق الجدران الواقية لدولة المدينة، مختبئًا في أعماق المحيط الغامضة المظلمة، وصل سماوي قديم قوي إلى عالمنا. اخترقت مخالبه الدنيوية الواقع الذي عرفناه، وازداد قوة مع مرور كل يوم حيث ظلت مغطاة بظلام لا يمكن اختراقه.

ابتسم ونستون ابتسامة حزينة وهو يهز كتفيه قائلًا، “في عالمنا، الضَعف هو عيب لا يغتفر.”

على الرغم من أن وجوده لا يمكن إنكاره، إلا أن مجرد فهمه أو استيعابه كان أمرًا صعبًا. كان المظهر الغريب لمخالبه مرعبًا بما فيه الكفاية، لكن اللغز الحقيقي يكمن في نواياه. وصلت هذه المخالب إلى ما هو أبعد من الأعماق، واخترقت أسس الدولة المدينة وقلب مناجمها المعدنية الغنية.

ومع ذلك، فإن صوت ونستون، الذي كان مشوبًا بالكآبة، أوقف تقدمها. “سيدة أجاثا، هل تؤمنين حقًا بوجود ميزة في سعيك؟”

“آنسة حارسة البوابة،” بدأ ونستون صوته المثقل بالعاطفة. “نحن تحت رحمته بالكامل. نحن نقف على أرض كانت ذات يوم صخرة صلبة، لكن هذا السماوي حولها إلى امتدادات لجسده الغريب. وعلى الرغم من فصله بأكثر من كيلومتر من الحجر والماء من حيث بدأ، فإن هذا الجزء منه ينبض في الوقت المناسب مع الجسم الرئيسي. كل نبضة ترسم صورة طبق الأصل لدولتنا المدينة الأقرب إلى عالمنا. هل تشعرين به؟ النبض، واللحم الملتوي، والهمس… هذا المكان حي.” [**: يقصد فروست المرآة، مش فروست الواقع.]

توقفت أجاثا ثابتة في مساراتها. ساد صمت طويل وهي تفكر في كلمات ونستون. تحدثت أخيرًا بنبرة لطيفة ولكن ثابتة، “باعتباري حارسة بوابة فروست، فأنا ملزمة بالواجب. و…”

وأشار ونستون حوله باحترام عميق. تحركت يداه ببطء، محاولًا تتبع الفراغ اللامحدود والامتدادات الشبيهة بالشبكة التي تتشابك في الظلال المحيطة. تمايل بصيص من الضوء من حولهم مثل اليراعات الشبحية. مع مرور الوقت، استطاعت أجاثا سماعه أيضًا، الإيقاع الناعم… رطم، رطم…

في أعماق الجدران الواقية لدولة المدينة، مختبئًا في أعماق المحيط الغامضة المظلمة، وصل سماوي قديم قوي إلى عالمنا. اخترقت مخالبه الدنيوية الواقع الذي عرفناه، وازداد قوة مع مرور كل يوم حيث ظلت مغطاة بظلام لا يمكن اختراقه.

كانت هذه الغرفة الغريبة، الموجودة في أعماق المنجم المعدني، وذات حجم غير معروف، تحتوي على إيقاع قلب حي.

على الرغم من أن تفسيرات الحاكم ونستون مفيدة، إلا أنها لم تتمكن من إشباع فضولها المتزايد، مما ترك أجاثا في متاهة من عدم اليقين.

بدأت نبضات قلب أجاثا تتوافق مع هذا الإيقاع الغامض حتى أعادها الدفء المفاجئ إلى نفسها. أصبح وجهها متصلبًا وثبتت عينيها على ونستون.

لوتت شفتا ونستون، على الرغم من أن هذه الإشارة لم تكن تحمل أي فرحة.

“لقد تأثرتَ أيها الحاكم ونستون. لقد استولى عليك هذا المكان.”

“جيد جدًا،” أعلنت، وصوتها مليئ بالإصرار. “سأبدأ هذه الرحلة بمفردي.”

هز ونستون كتفيه وقد ظهرت في عينيه لمحة من الحزن. “ربما أنت على حق. في البداية، اعتقدت أنني أستطيع تهدئة هذا السماوي القديم، تمامًا كما فعلت الملكة. وبعد ذلك، تمنيت أن أبطئ الأمر على الأقل. في النهاية، أردت فقط أن أحافظ على صحتي العقلية. هل خسرت تلك المعركة بالفعل دون أن أدرك؟”

بقي وجه ونستون هادئًا بشكل مخيف وهو يومئ برأسه. “بدقة. لقد كان الانهيار مدبرًا. الملكة ومن خانوها في المراحل الأولى من التمرد كانوا الضحايا المطمئني،” أوضح. “من المأساوي أن العديد من المتمردين الذين قادوا الهجوم ضدها والذين حضروا عملية الإعدام قد استهلكوا أيضًا في الدمار. لقد أبقينا السرد الحقيقي للحدث مخفيًا، ولم يكن سوى قلة مختارة على علم بما حدث بالفعل. وبينما لقي الآلاف حتفهم، نجا عدد كبير من المدنيين بأعجوبة من الدمار. وحتى لو كانوا على بعد بوصات من بر الأمان، لم يُظهر البحر أي رحمة لأولئك الذين اجتاحتهم أمواج المد، وحسم مصيرهم على الفور.”

“هل تقصد أن ملكة فروست روضت هذه القوة القديمة قبل خمسين عامًا؟” قالت أجاثا وهي تستوعب مضامين كلمات ونستون. ’’هل تمكنت من جعل هذا اللورد السفلي ينام؟‘‘

عند الالتفاف، سقطت عينا أجاثا على فانوس ذو إضاءة خافتة، يضيء وهجه “جذعًا” جافًا. وقف أمامها شخصية في منتصف العمر ترتدي معطفًا أزرق ملكيًا.

ضحك ونستون بهدوء وقد صبغت التسلية صوته. “هل سبق لك أن فكرت في السبب الحقيقي وراء انهيار الهاوية الكارثي منذ عقود؟” سأل، وتلميحات من معنى أعمق في لهجته.

عند كلمات ونستون الختامية، بدت أجاثا غارقة في أفكارها، وألقت نظرتها إلى الأسفل، وركزت اهتمامها على المفتاح النحاسي المزخرف الذي تحمله في قبضتها بحنان.

اتسعت عينا أجاثا إدراكًا. وبعد لحظة ارتجف صوتها وهي تقول، “هل تقصد الكارثة التي تلت إعدام الملكة مباشرة؟ عندما انشقت الأرض الموجودة أسفل موقع الإعدام، وابتلع البحر كل شيء؟ هل تلمح إلى أن هذا لم يكن مجرد عمل عشوائي من أعمال الطبيعة؟”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

بقي وجه ونستون هادئًا بشكل مخيف وهو يومئ برأسه. “بدقة. لقد كان الانهيار مدبرًا. الملكة ومن خانوها في المراحل الأولى من التمرد كانوا الضحايا المطمئني،” أوضح. “من المأساوي أن العديد من المتمردين الذين قادوا الهجوم ضدها والذين حضروا عملية الإعدام قد استهلكوا أيضًا في الدمار. لقد أبقينا السرد الحقيقي للحدث مخفيًا، ولم يكن سوى قلة مختارة على علم بما حدث بالفعل. وبينما لقي الآلاف حتفهم، نجا عدد كبير من المدنيين بأعجوبة من الدمار. وحتى لو كانوا على بعد بوصات من بر الأمان، لم يُظهر البحر أي رحمة لأولئك الذين اجتاحتهم أمواج المد، وحسم مصيرهم على الفور.”

“ليس عبثًا. أنا مقتنعة بأنني لا أسافر في عزلة، وبينما أفتقر إلى دليل ملموس، أعتقد بشدة أن اكتشافاتي هنا سيكون لها صدى في نهاية المطاف مع روح مميزة في الخارج.”

توقف مؤقتًا، وهو يختار كلماته بعناية، “بعد تلك الكارثة، توقف النمو الغريب داخل منجم خام المعادن عن التقدم. ثم أدرك الحاكم الأول أن هذا كله كان جزءًا من تصميم راي نورا الكبير. نقلت الحقيقة المروعة إليه من خلال مفتاح تركته الملكة وراءها. وكما تنبأت، المسؤولية الآن تقع على عاتقنا.”

استوعبت أجاثا الكشف، واستغرقت لحظة للمعالجة. كانت عيناها تتلألأ بمزيج من الصدمة والغضب والحزن. “لذلك، أنت تهدف إلى تكرار العمل القرباني من ذلك العصر الماضي…”

وبعد لحظة قصيرة من التفكير، وضعت أجاثا المفتاح بشكل آمن على شخصها.

قال ونستون موسعًا روايته، “الكيان يتحرك. تشير المعرفة الموجودة في المفتاح إلى أنه يجب علينا التواصل مع وعيه لمنع وقوع كارثة أخرى. قبل خمسة عقود، كانت قوته كامنة تحت المحيط، مما دفع الملكة إلى تقديم نفسها إلى الأعماق المائية. الآن، مع طاقته التي تتخلل مدينتنا، يعد هذا الموقع مثاليًا لإقامة اتصال. كانت هذه الإستراتيجية هي إرث الملكة المدرج في المفتاح. كلف كل حاكم منذ ذلك الحين، عند استلام المفتاح، بهذه المهمة، والاستعداد لما لا مفر منه طوال فترة ولايته. لقد مهدت الطريق لهذا المنعطف الحاسم. ومع ذلك، هناك تفاصيل واحدة فاقت توقعاتي…”

“هل تقصد أن ملكة فروست روضت هذه القوة القديمة قبل خمسين عامًا؟” قالت أجاثا وهي تستوعب مضامين كلمات ونستون. ’’هل تمكنت من جعل هذا اللورد السفلي ينام؟‘‘

لوتت شفتا ونستون، على الرغم من أن هذه الإشارة لم تكن تحمل أي فرحة.

وأشار ونستون حوله باحترام عميق. تحركت يداه ببطء، محاولًا تتبع الفراغ اللامحدود والامتدادات الشبيهة بالشبكة التي تتشابك في الظلال المحيطة. تمايل بصيص من الضوء من حولهم مثل اليراعات الشبحية. مع مرور الوقت، استطاعت أجاثا سماعه أيضًا، الإيقاع الناعم… رطم، رطم…

“لا يتمتع الجميع بنفس المرونة التي تتمتع بها راي نورا.”

بعد توديع ونستون بصمت، استدارت أجاثا، وثبتت عصاها بقوة على الأرض، وانطلقت نحو الهاوية الغامضة المترامية الأطراف التي تنتظرها.

عند كلمات ونستون الختامية، بدت أجاثا غارقة في أفكارها، وألقت نظرتها إلى الأسفل، وركزت اهتمامها على المفتاح النحاسي المزخرف الذي تحمله في قبضتها بحنان.

“ليس عبثًا. أنا مقتنعة بأنني لا أسافر في عزلة، وبينما أفتقر إلى دليل ملموس، أعتقد بشدة أن اكتشافاتي هنا سيكون لها صدى في نهاية المطاف مع روح مميزة في الخارج.”

كان هذا المفتاح بمثابة شهادة على قوة ملكة فروست التي لا مثيل لها. لقد تمكنت الملكة بطريقة ما من غرس فيه “المعرفة” الواسعة التي اكتشفتها وجزء من “وعيها” ذاته.

“ليس عبثًا. أنا مقتنعة بأنني لا أسافر في عزلة، وبينما أفتقر إلى دليل ملموس، أعتقد بشدة أن اكتشافاتي هنا سيكون لها صدى في نهاية المطاف مع روح مميزة في الخارج.”

في قلب أجاثا، مثل المفتاح دائمًا أكثر من قيمته الظاهرة. لقد شعرت بحدس، لم تستطع التعبير عنه تمامًا، أنه لم يكن مجرد مرساة تربط حكام فروست المتعاقبين بواجب قديم.

وبعد لحظة قصيرة من التفكير، وضعت أجاثا المفتاح بشكل آمن على شخصها.

على الرغم من أن تفسيرات الحاكم ونستون مفيدة، إلا أنها لم تتمكن من إشباع فضولها المتزايد، مما ترك أجاثا في متاهة من عدم اليقين.

إن الجوهر الحقيقي لهذا المجال الغامض ينكشف أمامها تدريجيًا. أدركت أن عبور الحاجز الحجري لم ينقلها إلى مكان مادي بديل. وبدلًا من ذلك، وجدت نفسها منسوجة بسلاسة في رابطة هائلة من مادة منحرفة من عالم آخر.

وقد شوه جرح مروع برصاصة جبهته، مما يشهد على نهايته المفاجئة. وكان يمسك بيده الضعيفة مسدسًا مزخرفًا، وهو أداة لا يمكن إنكارها لمصيره المأساوي.

بدا أن مسار ونستون يقوده حتمًا نحو وفاته. في المقابل، بدا مصير أجاثا متشابكًا مع هذا الأمر الغريب، مما دعاها إلى الاندماج معه.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

عند دراسة يدها، لاحظت أن بشرتها، خاصة عندما تلامس المفتاح، تخضع لعملية تحول. خففت وبدأت تموج بشكل غير طبيعي. بدأت مادة داكنة تشبه القطران تتسرب من مسامها، وتغلف المفتاح النحاسي في حضنها.

“لقد تأثرتَ أيها الحاكم ونستون. لقد استولى عليك هذا المكان.”

على الرغم من التحول المقلق، جذبها السحب المغناطيسي من المناطق المحيطة إلى أعماقها.

“إن هذا الاقتناع لمثيرٌ للإعجاب حقًا،” حمل صوت ونستون نبرة احترام. “سيدة أجاثا، إن إخلاصك الثابت لمبادئك، حتى في مواجهة الشدائد، أمر يستحق الثناء حقًا.”

“هل ربما هناك مسار بديل قد نبدأ فيه؟” سألت أجاثا وقد ثاقبت نظراتها ونستون. “أم أنك استسلمت لأمر مقدر؟”

لاحظت أجاثا حضور ونستون الكئيب، وراقبته عن كثب قبل أن تمد المفتاح النحاسي المزخرف في اتجاهه. “أيها الحاكم ونستون، هذا حقك.”

“لقد جلس الموت بالفعل على طاولتنا يا سيدة حارسة البوابة. إننا لا نسترجع سوى ذكريات صراعات الماضي بينما يسدل الستار،” قال ونستون متأسفًا. “لم يتبق شيء للقيام به. مثلي، ربما من الأفضل أن تستسلمي للهدوء الوشيك.”

إحساس جليدي أحاط بها. اشتد الإحساس المخيف بتبلور دمها داخل عروقها، ولكن من المفارقة أنها شعرت بدفء فطري يشع من قلبها. هذا الدفء الأثيري، الذي يشبه الجمرة غير المرئية، عزز تصميمها.

“لقد أديت دورك، حيث تحملت عباءة حاكم فروست وواجهت ببسالة هذه “اللعنة” المفترضة،” أكدت أجاثا بنبرة مشبعة بالاحترام. “التراخي لا يعني الفشل.”

توقفت أجاثا ثابتة في مساراتها. ساد صمت طويل وهي تفكر في كلمات ونستون. تحدثت أخيرًا بنبرة لطيفة ولكن ثابتة، “باعتباري حارسة بوابة فروست، فأنا ملزمة بالواجب. و…”

ابتسم ونستون ابتسامة حزينة وهو يهز كتفيه قائلًا، “في عالمنا، الضَعف هو عيب لا يغتفر.”

إحساس جليدي أحاط بها. اشتد الإحساس المخيف بتبلور دمها داخل عروقها، ولكن من المفارقة أنها شعرت بدفء فطري يشع من قلبها. هذا الدفء الأثيري، الذي يشبه الجمرة غير المرئية، عزز تصميمها.

“إنني منجذبة للمضي قدمًا، والخوض في هذه “المتاهة” والبحث عن ذروتها،” أعلنت أجاثا والتصميم واضح في عينيها. “هل سترافقني؟”

على الرغم من التحول المقلق، جذبها السحب المغناطيسي من المناطق المحيطة إلى أعماقها.

تمتم ونستون بتلميح من التعب تسلل إلى صوته قائلًا، “هذا الطموح لا يجذبني الآن يا سيدة حارسة البوابة. إذا كنت ترغبين في المغامرة، فامضي قدمًا. اخترت البقاء، لأن رحلتي في نهايتها.”

توقف مؤقتًا، وهو يختار كلماته بعناية، “بعد تلك الكارثة، توقف النمو الغريب داخل منجم خام المعادن عن التقدم. ثم أدرك الحاكم الأول أن هذا كله كان جزءًا من تصميم راي نورا الكبير. نقلت الحقيقة المروعة إليه من خلال مفتاح تركته الملكة وراءها. وكما تنبأت، المسؤولية الآن تقع على عاتقنا.”

لاحظت أجاثا حضور ونستون الكئيب، وراقبته عن كثب قبل أن تمد المفتاح النحاسي المزخرف في اتجاهه. “أيها الحاكم ونستون، هذا حقك.”

بدأت نبضات قلب أجاثا تتوافق مع هذا الإيقاع الغامض حتى أعادها الدفء المفاجئ إلى نفسها. أصبح وجهها متصلبًا وثبتت عينيها على ونستون.

تردد ونستون ورفع نظره ليثبت في عيني أجاثا الثابتتين. “احتفظي بها،” أجاب بلطف. “بمجرد أن يعهد به إليك، يصبح ملكًا لك. لقد كان مرسم التسليم هذا هو الممارسة القديمة.”

لوتت شفتا ونستون، على الرغم من أن هذه الإشارة لم تكن تحمل أي فرحة.

وبعد لحظة قصيرة من التفكير، وضعت أجاثا المفتاح بشكل آمن على شخصها.

بقي وجه ونستون هادئًا بشكل مخيف وهو يومئ برأسه. “بدقة. لقد كان الانهيار مدبرًا. الملكة ومن خانوها في المراحل الأولى من التمرد كانوا الضحايا المطمئني،” أوضح. “من المأساوي أن العديد من المتمردين الذين قادوا الهجوم ضدها والذين حضروا عملية الإعدام قد استهلكوا أيضًا في الدمار. لقد أبقينا السرد الحقيقي للحدث مخفيًا، ولم يكن سوى قلة مختارة على علم بما حدث بالفعل. وبينما لقي الآلاف حتفهم، نجا عدد كبير من المدنيين بأعجوبة من الدمار. وحتى لو كانوا على بعد بوصات من بر الأمان، لم يُظهر البحر أي رحمة لأولئك الذين اجتاحتهم أمواج المد، وحسم مصيرهم على الفور.”

“جيد جدًا،” أعلنت، وصوتها مليئ بالإصرار. “سأبدأ هذه الرحلة بمفردي.”

لوتت شفتا ونستون، على الرغم من أن هذه الإشارة لم تكن تحمل أي فرحة.

بعد توديع ونستون بصمت، استدارت أجاثا، وثبتت عصاها بقوة على الأرض، وانطلقت نحو الهاوية الغامضة المترامية الأطراف التي تنتظرها.

في قلب أجاثا، مثل المفتاح دائمًا أكثر من قيمته الظاهرة. لقد شعرت بحدس، لم تستطع التعبير عنه تمامًا، أنه لم يكن مجرد مرساة تربط حكام فروست المتعاقبين بواجب قديم.

ومع ذلك، فإن صوت ونستون، الذي كان مشوبًا بالكآبة، أوقف تقدمها. “سيدة أجاثا، هل تؤمنين حقًا بوجود ميزة في سعيك؟”

هز ونستون كتفيه وقد ظهرت في عينيه لمحة من الحزن. “ربما أنت على حق. في البداية، اعتقدت أنني أستطيع تهدئة هذا السماوي القديم، تمامًا كما فعلت الملكة. وبعد ذلك، تمنيت أن أبطئ الأمر على الأقل. في النهاية، أردت فقط أن أحافظ على صحتي العقلية. هل خسرت تلك المعركة بالفعل دون أن أدرك؟”

توقفت قليلًا، ثم استدارت لتخاطبه قائلة، “لماذا تستجوبني الآن؟”

“لقد تأثرتَ أيها الحاكم ونستون. لقد استولى عليك هذا المكان.”

“بافتراض أنك تمكنت من فك الألغاز التي تنتظرك، وحتى إذا سافرت عبر هذه المتاهة الكثيفة للوصول إلى مخبأ الكيان القديم، ما الذي يمكنك تغييره حقًا؟ أنت تفتقرين إلى القدرة على منع الأحداث الجارية أو حتى نقل هذه الاكتشافات إلى العالم الخارجي. وبدون وسيلة لنشر النتائج التي توصلت إليها، فإنها تظل غير ذات أهمية.”

على الرغم من أن وجوده لا يمكن إنكاره، إلا أن مجرد فهمه أو استيعابه كان أمرًا صعبًا. كان المظهر الغريب لمخالبه مرعبًا بما فيه الكفاية، لكن اللغز الحقيقي يكمن في نواياه. وصلت هذه المخالب إلى ما هو أبعد من الأعماق، واخترقت أسس الدولة المدينة وقلب مناجمها المعدنية الغنية.

توقفت أجاثا ثابتة في مساراتها. ساد صمت طويل وهي تفكر في كلمات ونستون. تحدثت أخيرًا بنبرة لطيفة ولكن ثابتة، “باعتباري حارسة بوابة فروست، فأنا ملزمة بالواجب. و…”

بدأت نبضات قلب أجاثا تتوافق مع هذا الإيقاع الغامض حتى أعادها الدفء المفاجئ إلى نفسها. أصبح وجهها متصلبًا وثبتت عينيها على ونستون.

توقفت، وأصابعها تمسك بشكل غريزي بالمفتاح النحاسي، وتضغطه بالقرب من صدرها.

لاحظت أجاثا حضور ونستون الكئيب، وراقبته عن كثب قبل أن تمد المفتاح النحاسي المزخرف في اتجاهه. “أيها الحاكم ونستون، هذا حقك.”

إحساس جليدي أحاط بها. اشتد الإحساس المخيف بتبلور دمها داخل عروقها، ولكن من المفارقة أنها شعرت بدفء فطري يشع من قلبها. هذا الدفء الأثيري، الذي يشبه الجمرة غير المرئية، عزز تصميمها.

لوتت شفتا ونستون، على الرغم من أن هذه الإشارة لم تكن تحمل أي فرحة.

الصور والعواطف، الغريبة ولكن المألوفة، كانت تدور داخل نفسيتها. ومن بين هذه الأفكار المتتالية، تألق شعور واحد – وهو الشوق العميق. يبدو أن ذروة هذا الشوق تقع خلف الغابة في “الوجهة” الكبرى التي تسعى إليها بحماس.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“ليس عبثًا. أنا مقتنعة بأنني لا أسافر في عزلة، وبينما أفتقر إلى دليل ملموس، أعتقد بشدة أن اكتشافاتي هنا سيكون لها صدى في نهاية المطاف مع روح مميزة في الخارج.”

“إنني منجذبة للمضي قدمًا، والخوض في هذه “المتاهة” والبحث عن ذروتها،” أعلنت أجاثا والتصميم واضح في عينيها. “هل سترافقني؟”

“إن هذا الاقتناع لمثيرٌ للإعجاب حقًا،” حمل صوت ونستون نبرة احترام. “سيدة أجاثا، إن إخلاصك الثابت لمبادئك، حتى في مواجهة الشدائد، أمر يستحق الثناء حقًا.”

“هل تقصد أن ملكة فروست روضت هذه القوة القديمة قبل خمسين عامًا؟” قالت أجاثا وهي تستوعب مضامين كلمات ونستون. ’’هل تمكنت من جعل هذا اللورد السفلي ينام؟‘‘

تلاشى صوته ببطء، تاركًا فراغًا صدى في أعقابه.

“بافتراض أنك تمكنت من فك الألغاز التي تنتظرك، وحتى إذا سافرت عبر هذه المتاهة الكثيفة للوصول إلى مخبأ الكيان القديم، ما الذي يمكنك تغييره حقًا؟ أنت تفتقرين إلى القدرة على منع الأحداث الجارية أو حتى نقل هذه الاكتشافات إلى العالم الخارجي. وبدون وسيلة لنشر النتائج التي توصلت إليها، فإنها تظل غير ذات أهمية.”

عند الالتفاف، سقطت عينا أجاثا على فانوس ذو إضاءة خافتة، يضيء وهجه “جذعًا” جافًا. وقف أمامها شخصية في منتصف العمر ترتدي معطفًا أزرق ملكيًا.

“إنني منجذبة للمضي قدمًا، والخوض في هذه “المتاهة” والبحث عن ذروتها،” أعلنت أجاثا والتصميم واضح في عينيها. “هل سترافقني؟”

وقد شوه جرح مروع برصاصة جبهته، مما يشهد على نهايته المفاجئة. وكان يمسك بيده الضعيفة مسدسًا مزخرفًا، وهو أداة لا يمكن إنكارها لمصيره المأساوي.

توقفت، وأصابعها تمسك بشكل غريزي بالمفتاح النحاسي، وتضغطه بالقرب من صدرها.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

على الرغم من أن تفسيرات الحاكم ونستون مفيدة، إلا أنها لم تتمكن من إشباع فضولها المتزايد، مما ترك أجاثا في متاهة من عدم اليقين.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

تلاشى صوته ببطء، تاركًا فراغًا صدى في أعقابه.

هز ونستون كتفيه وقد ظهرت في عينيه لمحة من الحزن. “ربما أنت على حق. في البداية، اعتقدت أنني أستطيع تهدئة هذا السماوي القديم، تمامًا كما فعلت الملكة. وبعد ذلك، تمنيت أن أبطئ الأمر على الأقل. في النهاية، أردت فقط أن أحافظ على صحتي العقلية. هل خسرت تلك المعركة بالفعل دون أن أدرك؟”

عند كلمات ونستون الختامية، بدت أجاثا غارقة في أفكارها، وألقت نظرتها إلى الأسفل، وركزت اهتمامها على المفتاح النحاسي المزخرف الذي تحمله في قبضتها بحنان.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط