التبادل الأكاديمي
الفصل 412 “التبادل الأكاديمي”
وبينما يتحدث، بدأ الضباب المحيط بالتحرك مرة أخرى. خضعت المشاهد المغلفة بالضباب لتحولات سريعة، وبدأت الصور الظلية للمباني ومصابيح الشوارع التي اختفت سابقًا في الظهور في رؤية موريس. ثم رأى فانا تركض نحوه من الجانب.
بمجرد أن بدأ فانا وموريس هبوطهما من قمة الجبل الشاهقة، وجدا نفسيهما منخرطين في معركة لا هوادة فيها ضد الوحوش المزيفة. هذه الوحوش، التي تشكلت من المكونات الأولية للبيئة المحيطة بها، ولدت من الضباب الكثيف والمربك الذي اجتاح كل شيء في الأفق. لقد فُقد بالفعل عدد قتلاهم من هذه المخلوقات البغيضة من الذاكرة، ولكن هناك حقيقة قاسية واحدة لا مفر منها، بغض النظر عن عدد الذين قتلوا، فإن المزيد سيظهر من الضباب ليحل محلهم. يبدو أن عملية تدميرهم ليس لها تأثير دائم يذكر؛ عديم الجدوى.
“يبدو أننا حقيقين،” أومأ موريس برأسه بعد التأكد من عدم ظهور أي شذوذ في أي منهما، “الحذر يؤتي ثماره دائمًا.”
حدق موريس بشدة في الغطاء السميك من اللون الأبيض، وكانت عيناه تتألقان أحيانًا بلون فضي شاحب كما لو كانا يعكسان الضباب نفسه الذي يحاولان اختراقه. كان يحاول تمييز أي علامات فكرية أو نية من داخل الضباب، على أمل تحديد مكان سادة الدمى المسؤولين عن هذه الوحوش.
“يبدو أننا حقيقين،” أومأ موريس برأسه بعد التأكد من عدم ظهور أي شذوذ في أي منهما، “الحذر يؤتي ثماره دائمًا.”
وفي لحظة غير متوقعة، حول تركيزه بشكل حاد في اتجاه معين، معلنًا، “طريقنا يقع في هذا الاتجاه.”
فجأة، ترددت تلاوة لطيفة ومهدئة من الأمام، قاطعة أفكار موريس وأعادت رؤيته المشوهة إلى التركيز.
ردت فانا بسرعة على توجيهاته، ومدت يدها وتلاعبت بالضباب الدائم لتشكيل سيف جديد ضخم. ثم تقدمت للأمام وقادت الطريق لموريس.
فوجئت فانا ولم تستطع إلا الرد بالحيرة، “…؟”
شقا طريقهما عبر البياض المغلف، وعبرا الشوارع المهجورة الآن، ولم يتمكنا من تمييز الخطوط العريضة الغامضة للمباني القريبة إلا من خلال اللمعان الخافت الشبحي لمصابيح الشوارع. ترددت الأصوات بشكل متقطع في المسافة الضبابية – في بعض الأحيان كان هناك اشتباك بين حراس المدينة أثناء صد الهجوم الوحشي، وفي بعض الأحيان عواء وهدير مخيف، وفي بعض الأحيان صرخات يائسة طلبًا للمساعدة، ويبدو أنها قريبة جدًا وكأنها نشأت بجوارهم مباشرةً.
الفصل 412 “التبادل الأكاديمي”
ولكن حيثما نشأت هذه الصرخات، لم يكن هناك سوى موجة من الطين الحبري الدوامي.
لأول مرة، لاحظت فانا جثة الطائفي ممددة على الأرض. ومضت نظرتها بمهارة، “هل اهتممت بهذا؟”
ومع تحول الضباب وتحركه، بدت أشكال المباني بداخله وكأنها تنبض بالحياة وتتغير، وبدا لموريس كما لو كانت المدينة نفسها تنبض بالحياة. تحولت الصروح الشاهقة داخل الضباب إلى جبابرة ضخمة، ونمت أسطح المنازل إلى مخالب وسيقان ضخمة، وحتى أضواء الشوارع بدأت تتمايل، وأقطابها المظلمة تنحني مثل النباتات اللينة. تحولت أضواء المصباح إلى مجموعات من العيون الصفراء الضبابية.
ردت فانا، “يجب أن تكون صحتك العقلية بالتأكيد موضوعًا للمحادثة في المرة القادمة التي أتحدث فيها مع هايدي.”
فجأة، ترددت تلاوة لطيفة ومهدئة من الأمام، قاطعة أفكار موريس وأعادت رؤيته المشوهة إلى التركيز.
لوح في الأفق ظل هائل ومخيف داخل البخار، يحاكي أبعاد ناطحة سحاب شاهقة. ولكن عند الفحص الدقيق، كان يمتلك تأثيرًا إيقاعيًا بارعًا، يشبه مجسات مخلوق بحري وحشي يمتد من السماء إلى الأرض، ويضرب الأرض تحته بحركة ملهمة مخيفة. وجد موريس نفسه منجذبًا بلا هوادة إلى هذه الصورة الظلية الوهمية، منومًا بهالة محيرة كما لو أنها تحمل المفتاح لفتح الأسرار المخبأة في أعماق ظلها الهائل.
كانت فانا تتمتم بالتلاوة تحت أنفاسها، وكان شكلها مغلفًا بطبقات من الضوء المشع الذي أزعج الضباب القمعي.
ولكن حيثما نشأت هذه الصرخات، لم يكن هناك سوى موجة من الطين الحبري الدوامي.
“حافظ على حذرك،” حذرت فانا، ولم تدير رأسها عندما أنهت تلاوتها. “هناك شيء ما داخل الضباب لديه القدرة على التلاعب بتصوراتنا. لقد غرقنا في هذا الضباب لفترة طويلة جدًا.”
“أعتذر، لكن عقلي كان دائمًا مرنًا. ليس من السهل أن تزعجه مجرد الأوهام،” أجاب موريس، محتفظًا برباطة جأشه، مذكرًا اسم لاهيم في ذهنه بصمت. “أين أخذت رفاقي؟”
أجاب موريس بلا مبالاة، “هذا لا يهم حقًا. لقد اعتدت على الاشتباكات العرضية مع الأوهام والهلوسة السمعية.”
قُطعت كلماته الساخرة عندما بدأ قنديل البحر المدخن الذي يطفو خلفه في التقلص بسرعة مثيرة للقلق. في اللحظة التالية، عندما توسع قنديل البحر بشكل متفجر، ظهرت كرة نارية سوداء ضخمة أمام الطائفي. قطعت الكرة النارية الهواء محدثة هديرًا يصم الآذان واصطدمت بالمكان الذي كان يقف فيه موريس قبل لحظات.
ردت فانا، “يجب أن تكون صحتك العقلية بالتأكيد موضوعًا للمحادثة في المرة القادمة التي أتحدث فيها مع هايدي.”
“منشور؟ “الخداع البصري”؟!”
عند ذكر اسم هايدي، ارتعشت شفتا موريس كما لو كانت مستعدة للرد، ولكن في تلك اللحظة بالضبط، هبت دوامة من الضباب من الجانب. كانت رؤيته غير واضحة للحظات، وعندما اتضحت، لم تكن فانا مرئية في أي مكان.
أومأ موريس برأسه قائلًا، “لقد عبرت طرقاً مع شخص متعلم جيداً، وانخرطنا في نقاش علمي، ولحسن الحظ، كان لدي طريقة أكثر فعالية لحل المشكلة.”
توقف الباحث المخضرم في مكانه على الفور، وتسللت اليقظة إلى صوته وهو ينادي في البياض الكثيف المتغير، “فانا؟”
لأول مرة، لاحظت فانا جثة الطائفي ممددة على الأرض. ومضت نظرتها بمهارة، “هل اهتممت بهذا؟”
لم يبد الضباب أي رد، بل امتد بشكل مشؤوم في الهواء الساكن من حوله.
انكسر الهدوء الغريب المحيط بالطائفي فجأة عندما ضيق موريس عينيه ومد يده نحوه، وكان صوته يتردد بقوة الفكر، “نظام عدم المساواة لرومانسوف!”
سيطر التوتر على موريس مع اشتداد حواسه، وسرعان ما قام بفحص البيئة المحيطة به.
ومع ذلك، في اللحظة التالية، عقد حاجبيه وهز رأسه في إشارة حادة رافضة.
على ما يبدو، من العدم، لم يتمكن إلا من تمييز الامتداد اللامتناهي للضباب البارد الشاحب. أصبحت الخطوط العريضة الباهتة للمباني التي كان يستخدمها كعلامات ملاحية مفقودة الآن عن الأنظار. وحتى أضواء الشوارع الخافتة التي كانت توفر مظهرًا هشًا للاتجاه لم تعد مرئية. منغمسًا في هذا الفراغ الفوضوي الضبابي، انجذب انتباهه فجأة إلى مشهد مزعج.
“أولًا، انتأكد مما إذا كنا حقيقيين،” رددا كلمات بعضهما البعض.
لوح في الأفق ظل هائل ومخيف داخل البخار، يحاكي أبعاد ناطحة سحاب شاهقة. ولكن عند الفحص الدقيق، كان يمتلك تأثيرًا إيقاعيًا بارعًا، يشبه مجسات مخلوق بحري وحشي يمتد من السماء إلى الأرض، ويضرب الأرض تحته بحركة ملهمة مخيفة. وجد موريس نفسه منجذبًا بلا هوادة إلى هذه الصورة الظلية الوهمية، منومًا بهالة محيرة كما لو أنها تحمل المفتاح لفتح الأسرار المخبأة في أعماق ظلها الهائل.
بمجرد أن بدأ فانا وموريس هبوطهما من قمة الجبل الشاهقة، وجدا نفسيهما منخرطين في معركة لا هوادة فيها ضد الوحوش المزيفة. هذه الوحوش، التي تشكلت من المكونات الأولية للبيئة المحيطة بها، ولدت من الضباب الكثيف والمربك الذي اجتاح كل شيء في الأفق. لقد فُقد بالفعل عدد قتلاهم من هذه المخلوقات البغيضة من الذاكرة، ولكن هناك حقيقة قاسية واحدة لا مفر منها، بغض النظر عن عدد الذين قتلوا، فإن المزيد سيظهر من الضباب ليحل محلهم. يبدو أن عملية تدميرهم ليس لها تأثير دائم يذكر؛ عديم الجدوى.
ومع ذلك، في اللحظة التالية، عقد حاجبيه وهز رأسه في إشارة حادة رافضة.
وبينما يتحدث، بدأ الضباب المحيط بالتحرك مرة أخرى. خضعت المشاهد المغلفة بالضباب لتحولات سريعة، وبدأت الصور الظلية للمباني ومصابيح الشوارع التي اختفت سابقًا في الظهور في رؤية موريس. ثم رأى فانا تركض نحوه من الجانب.
لم تكن هناك حقائق مخفية في هذا الظهور. مجرد وهم مصمم لإيقاع العقل غير الحذر.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
“هاه؟” قطع صوت فجأة عبر الضباب، وكانت نغمة المفاجأة واضحة في لهجته.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
دون أن يفوته أي شيء، استدار موريس نحو مصدر الصوت. وأشار إلى أن الوهم العملاق قد اختفى، وفي مكانه، كان يتجسد ببطء من الضباب شخصية طويلة ونحيفة.
رفع الشخص يده اليمنى، وهو ينطق كل كلمة بوضوح وبشكل مؤكد، “حدس وبرهان مكافي.”
“من المدهش أنك بقيت غير متأثر.” رُسخ الشكل في رجل في منتصف العمر يرتدي معطفًا أزرق داكنًا، ويمسك كتابًا أسود كبيرًا بين يديه. امتدت سلسلة من اللون الأسود الداكن من رقبته إلى الأعلى في الهواء، وتبلغ ذروتها في مخلوق يحمل شبهاً مذهلًا بقنديل البحر. كان ينبض بشكل إيقاعي، ويتوسع وينكمش مثل الدخان، ويطفو بشكل مخيف في الهواء فوقه.
ردت فانا بسرعة على توجيهاته، ومدت يدها وتلاعبت بالضباب الدائم لتشكيل سيف جديد ضخم. ثم تقدمت للأمام وقادت الطريق لموريس.
اختار موريس التزام الصمت، وركز نظره باهتمام على الرجل و”قنديل البحر المدخن” المرتبط به، مستعدًا للرد على أي تهديد محتمل.
“انفجار!”
“لا تكن متوترًا جدًا أيها الرجل العجوز. لا أمانع في الدخول في محادثة معك. بعد كل شيء، لقد اقترب يوم وصولنا الأخير، ولدي متسع من الوقت،” تحدث الرجل بهدوء مدهش، حتى أنه ابتسم ابتسامة عادية. “أنا فضولي حقًا لمعرفة سبب عدم تأثرك بعد مشاهدة هيئة سيدنا. يمكنك إدراك هذه الأوهام، مما يثبت أن رؤيتك الروحية ليست ناقصة، لكنك… لم تفقد عقلك؟”
“أولًا، انتأكد مما إذا كنا حقيقيين،” رددا كلمات بعضهما البعض.
“أعتذر، لكن عقلي كان دائمًا مرنًا. ليس من السهل أن تزعجه مجرد الأوهام،” أجاب موريس، محتفظًا برباطة جأشه، مذكرًا اسم لاهيم في ذهنه بصمت. “أين أخذت رفاقي؟”
كانت فانا تتمتم بالتلاوة تحت أنفاسها، وكان شكلها مغلفًا بطبقات من الضوء المشع الذي أزعج الضباب القمعي.
“دعونا لا نقلق بشأن الآخرين في الوقت الحالي، أيها الرجل العجوز. أنت…”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
انكسر الهدوء الغريب المحيط بالطائفي فجأة عندما ضيق موريس عينيه ومد يده نحوه، وكان صوته يتردد بقوة الفكر، “نظام عدم المساواة لرومانسوف!”
“انفجار!”
ضُغط سيل من المعرفة في مجرد كلمات، وحقنت كمية مذهلة من المعلومات على الفور في القدرات المعرفية للهدف. تذبذب شكل الطائفي للحظات كما لو كان يتعرض لهجوم من الألم الشديد، وانخفضت نظرته إلى الأرض.
أومأ موريس برأسه قائلًا، “لقد عبرت طرقاً مع شخص متعلم جيداً، وانخرطنا في نقاش علمي، ولحسن الحظ، كان لدي طريقة أكثر فعالية لحل المشكلة.”
ومع ذلك، بينما استعد موريس لإطلاق العنان لهجوم عقلي ثانٍ، أثار شعور قوي بالحذر إنذارات داخل قلبه. أغلق شفتيه على عجل وقمع قطار أفكاره. وفي الوقت نفسه، رأى الطائفي يرفع رأسه، وعيناه تتلألأ بآثار من السخرية.
“أولًا، انتأكد مما إذا كنا حقيقيين،” رددا كلمات بعضهما البعض.
لقد انتعش هجومه العقلي، واجتاحت موريس على الفور موجة من الدوخة. ولحسن الحظ، ساعد رد فعله السريع في التخفيف من حدة الارتباك.
“هاه؟” قطع صوت فجأة عبر الضباب، وكانت نغمة المفاجأة واضحة في لهجته.
“يا للأسف،” نشر الطائفي يديه، ونظر إلى الباحث غير المستقر بتعاطف زائف. “يبدو أنني لست عرضة لهذا…”
فجأة أصابه شيء ما، أوقف كلامه، وتوقفت فانا فجأة أيضًا على بعد أمتار قليلة.
“انفجار!”
انكسر الهدوء الغريب المحيط بالطائفي فجأة عندما ضيق موريس عينيه ومد يده نحوه، وكان صوته يتردد بقوة الفكر، “نظام عدم المساواة لرومانسوف!”
قُطعت كلماته الساخرة عندما بدأ قنديل البحر المدخن الذي يطفو خلفه في التقلص بسرعة مثيرة للقلق. في اللحظة التالية، عندما توسع قنديل البحر بشكل متفجر، ظهرت كرة نارية سوداء ضخمة أمام الطائفي. قطعت الكرة النارية الهواء محدثة هديرًا يصم الآذان واصطدمت بالمكان الذي كان يقف فيه موريس قبل لحظات.
بمجرد أن بدأ فانا وموريس هبوطهما من قمة الجبل الشاهقة، وجدا نفسيهما منخرطين في معركة لا هوادة فيها ضد الوحوش المزيفة. هذه الوحوش، التي تشكلت من المكونات الأولية للبيئة المحيطة بها، ولدت من الضباب الكثيف والمربك الذي اجتاح كل شيء في الأفق. لقد فُقد بالفعل عدد قتلاهم من هذه المخلوقات البغيضة من الذاكرة، ولكن هناك حقيقة قاسية واحدة لا مفر منها، بغض النظر عن عدد الذين قتلوا، فإن المزيد سيظهر من الضباب ليحل محلهم. يبدو أن عملية تدميرهم ليس لها تأثير دائم يذكر؛ عديم الجدوى.
اندلعت سحابة داكنة من الدخان من نقطة التأثير، مما تسبب في تموج الضباب الكثيف المحيط بعنف. حدق الطائفي، عامل التدمير، في الدخان المتبقي وهز رأسه في أسف مصطنع. “لقد طُمست الكثير من “الأصداف” بواسطة التأثيرات المعرفية. هل اعتقدت حقًا أنني سأفضح نفسي دون أي ضمانات؟ ولسوء الحظ، المعرفة لا تعني بالضرورة الحكمة.”
“كان لدي انطباع بأنك اختفيت،” أشار موريس باستخفاف. “يبدو أنه نوع من الوهم العابر… انتظري.”
“صدع!”
بزغ الإدراك على الطائفي على الفور تقريبًا. وفي الثانية التالية، وُجهت نظرته نحو اتجاه معين. ثم، في الوقت نفسه تقريبًا، ظهرت شخصية موريس من أرض صلبة على ما يبدو.
أدى الصوت المفاجئ لجسم يضرب الأرض إلى مقاطعة مونولوج الطائفي الذي يشعر بالرضا عن نفسه. اتسعت عيناه على الفور، وبتعويذة سريعة، استدعى زوبعة لإزالة الدخان الأسود – أمامه كانت شظايا المنشور المحطم.
“أعتذر، لكن عقلي كان دائمًا مرنًا. ليس من السهل أن تزعجه مجرد الأوهام،” أجاب موريس، محتفظًا برباطة جأشه، مذكرًا اسم لاهيم في ذهنه بصمت. “أين أخذت رفاقي؟”
لا يزال السطح المجزأ للمنشور يعكس بشكل ضعيف صورة موريس.
وبينما يتحدث، بدأ الضباب المحيط بالتحرك مرة أخرى. خضعت المشاهد المغلفة بالضباب لتحولات سريعة، وبدأت الصور الظلية للمباني ومصابيح الشوارع التي اختفت سابقًا في الظهور في رؤية موريس. ثم رأى فانا تركض نحوه من الجانب.
“منشور؟ “الخداع البصري”؟!”
نفخ الباحث المسن الدخان المتصاعد من ماسورة البندقية، وهز رأسه بينما يخزن المسدس بعيدًا. وقبله بدأ “موريس” الوهمي يتبخر مثل ندى الصباح. حيث تلاشى السراب، سقط منشور كريستالي صغير على الأرض، وتحطم عند الاصطدام.
بزغ الإدراك على الطائفي على الفور تقريبًا. وفي الثانية التالية، وُجهت نظرته نحو اتجاه معين. ثم، في الوقت نفسه تقريبًا، ظهرت شخصية موريس من أرض صلبة على ما يبدو.
“نقر.”
رفع الشخص يده اليمنى، وهو ينطق كل كلمة بوضوح وبشكل مؤكد، “حدس وبرهان مكافي.”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
ومع ذلك، هذه المرة، فإن الطائفي، الذي كان موجودًا في تكافل مع قنديل البحر المدخن، لم يتوانى حتى. لم يعد يخفي قوته الحقيقية، فقد مد يده ليمسك بالسلسلة العائمة خلف رقبته، مستفيدًا من قوة الكيان الشرير بينما يبقي عينيه مثبتتين بقوة على الباحث المسن الذي ليس بعيدًا، “أعتذر. في الواقع، أنا خريج قسم الرياضيات في الجامعة المركزية في مدينة موك…”
انكسر الهدوء الغريب المحيط بالطائفي فجأة عندما ضيق موريس عينيه ومد يده نحوه، وكان صوته يتردد بقوة الفكر، “نظام عدم المساواة لرومانسوف!”
“نقر.”
“هل أنت بخير؟!” صرخت فانا بقلق حتى قبل أن تصل إليه. “لقد اختفيت فجأة…”
تردد صدى الأعمال الداخلية للبندقية في أذني موريس. وفي الوقت نفسه تقريبًا، ظهر موريس ثانٍ خلف الطائفي، وضغط ماسورة المسدس الباردة على جمجمة الرجل.
فجأة أصابه شيء ما، أوقف كلامه، وتوقفت فانا فجأة أيضًا على بعد أمتار قليلة.
“انفجار!”
“هاه؟” قطع صوت فجأة عبر الضباب، وكانت نغمة المفاجأة واضحة في لهجته.
مع الطلقة التي تصم الآذان، سقط الجسد ذو الدماغ المثقوب بالرصاص على الأرض، وتبدد الكيان الشرير الذي عاش في تعايش معه بسرعة، وهو ينتحب في لحظاته الأخيرة.
“لقد أهدرت اثنين من منشوراتي، بما في ذلك تعليمك الجامعي.”
“لقد أهملت ذكر شهادتك الجامعية في وقت سابق.”
شقا طريقهما عبر البياض المغلف، وعبرا الشوارع المهجورة الآن، ولم يتمكنا من تمييز الخطوط العريضة الغامضة للمباني القريبة إلا من خلال اللمعان الخافت الشبحي لمصابيح الشوارع. ترددت الأصوات بشكل متقطع في المسافة الضبابية – في بعض الأحيان كان هناك اشتباك بين حراس المدينة أثناء صد الهجوم الوحشي، وفي بعض الأحيان عواء وهدير مخيف، وفي بعض الأحيان صرخات يائسة طلبًا للمساعدة، ويبدو أنها قريبة جدًا وكأنها نشأت بجوارهم مباشرةً.
نفخ الباحث المسن الدخان المتصاعد من ماسورة البندقية، وهز رأسه بينما يخزن المسدس بعيدًا. وقبله بدأ “موريس” الوهمي يتبخر مثل ندى الصباح. حيث تلاشى السراب، سقط منشور كريستالي صغير على الأرض، وتحطم عند الاصطدام.
ردت فانا بسرعة على توجيهاته، ومدت يدها وتلاعبت بالضباب الدائم لتشكيل سيف جديد ضخم. ثم تقدمت للأمام وقادت الطريق لموريس.
نظر موريس إلى المنشور المكسور مع لمحة من الندم، مستخدمًا عصا المشي الخاصة به ليحث بازدراء على جسد الطائفي الهامد.
عند ذكر اسم هايدي، ارتعشت شفتا موريس كما لو كانت مستعدة للرد، ولكن في تلك اللحظة بالضبط، هبت دوامة من الضباب من الجانب. كانت رؤيته غير واضحة للحظات، وعندما اتضحت، لم تكن فانا مرئية في أي مكان.
“لقد أهدرت اثنين من منشوراتي، بما في ذلك تعليمك الجامعي.”
مع الطلقة التي تصم الآذان، سقط الجسد ذو الدماغ المثقوب بالرصاص على الأرض، وتبدد الكيان الشرير الذي عاش في تعايش معه بسرعة، وهو ينتحب في لحظاته الأخيرة.
وبينما يتحدث، بدأ الضباب المحيط بالتحرك مرة أخرى. خضعت المشاهد المغلفة بالضباب لتحولات سريعة، وبدأت الصور الظلية للمباني ومصابيح الشوارع التي اختفت سابقًا في الظهور في رؤية موريس. ثم رأى فانا تركض نحوه من الجانب.
أدى الصوت المفاجئ لجسم يضرب الأرض إلى مقاطعة مونولوج الطائفي الذي يشعر بالرضا عن نفسه. اتسعت عيناه على الفور، وبتعويذة سريعة، استدعى زوبعة لإزالة الدخان الأسود – أمامه كانت شظايا المنشور المحطم.
“هل أنت بخير؟!” صرخت فانا بقلق حتى قبل أن تصل إليه. “لقد اختفيت فجأة…”
فوجئت فانا ولم تستطع إلا الرد بالحيرة، “…؟”
“كان لدي انطباع بأنك اختفيت،” أشار موريس باستخفاف. “يبدو أنه نوع من الوهم العابر… انتظري.”
وفي لحظة غير متوقعة، حول تركيزه بشكل حاد في اتجاه معين، معلنًا، “طريقنا يقع في هذا الاتجاه.”
فجأة أصابه شيء ما، أوقف كلامه، وتوقفت فانا فجأة أيضًا على بعد أمتار قليلة.
وبينما يتحدث، بدأ الضباب المحيط بالتحرك مرة أخرى. خضعت المشاهد المغلفة بالضباب لتحولات سريعة، وبدأت الصور الظلية للمباني ومصابيح الشوارع التي اختفت سابقًا في الظهور في رؤية موريس. ثم رأى فانا تركض نحوه من الجانب.
“أولًا، انتأكد مما إذا كنا حقيقيين،” رددا كلمات بعضهما البعض.
ردت فانا بسرعة على توجيهاته، ومدت يدها وتلاعبت بالضباب الدائم لتشكيل سيف جديد ضخم. ثم تقدمت للأمام وقادت الطريق لموريس.
تبادلا النظرات، ومرة أخرى، في نفس الوقت، صرخا، “لقد اختفى الكود!”
سيطر التوتر على موريس مع اشتداد حواسه، وسرعان ما قام بفحص البيئة المحيطة به.
“يبدو أننا حقيقين،” أومأ موريس برأسه بعد التأكد من عدم ظهور أي شذوذ في أي منهما، “الحذر يؤتي ثماره دائمًا.”
“كان لدي انطباع بأنك اختفيت،” أشار موريس باستخفاف. “يبدو أنه نوع من الوهم العابر… انتظري.”
لأول مرة، لاحظت فانا جثة الطائفي ممددة على الأرض. ومضت نظرتها بمهارة، “هل اهتممت بهذا؟”
“هاه؟” قطع صوت فجأة عبر الضباب، وكانت نغمة المفاجأة واضحة في لهجته.
أومأ موريس برأسه قائلًا، “لقد عبرت طرقاً مع شخص متعلم جيداً، وانخرطنا في نقاش علمي، ولحسن الحظ، كان لدي طريقة أكثر فعالية لحل المشكلة.”
ومع ذلك، في اللحظة التالية، عقد حاجبيه وهز رأسه في إشارة حادة رافضة.
فوجئت فانا ولم تستطع إلا الرد بالحيرة، “…؟”
اختار موريس التزام الصمت، وركز نظره باهتمام على الرجل و”قنديل البحر المدخن” المرتبط به، مستعدًا للرد على أي تهديد محتمل.
موريس يثبت أن العلم قوة والجهل ضعف.
“لا تكن متوترًا جدًا أيها الرجل العجوز. لا أمانع في الدخول في محادثة معك. بعد كل شيء، لقد اقترب يوم وصولنا الأخير، ولدي متسع من الوقت،” تحدث الرجل بهدوء مدهش، حتى أنه ابتسم ابتسامة عادية. “أنا فضولي حقًا لمعرفة سبب عدم تأثرك بعد مشاهدة هيئة سيدنا. يمكنك إدراك هذه الأوهام، مما يثبت أن رؤيتك الروحية ليست ناقصة، لكنك… لم تفقد عقلك؟”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.
“يبدو أننا حقيقين،” أومأ موريس برأسه بعد التأكد من عدم ظهور أي شذوذ في أي منهما، “الحذر يؤتي ثماره دائمًا.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“من المدهش أنك بقيت غير متأثر.” رُسخ الشكل في رجل في منتصف العمر يرتدي معطفًا أزرق داكنًا، ويمسك كتابًا أسود كبيرًا بين يديه. امتدت سلسلة من اللون الأسود الداكن من رقبته إلى الأعلى في الهواء، وتبلغ ذروتها في مخلوق يحمل شبهاً مذهلًا بقنديل البحر. كان ينبض بشكل إيقاعي، ويتوسع وينكمش مثل الدخان، ويطفو بشكل مخيف في الهواء فوقه.
“أعتذر، لكن عقلي كان دائمًا مرنًا. ليس من السهل أن تزعجه مجرد الأوهام،” أجاب موريس، محتفظًا برباطة جأشه، مذكرًا اسم لاهيم في ذهنه بصمت. “أين أخذت رفاقي؟”
ومع ذلك، هذه المرة، فإن الطائفي، الذي كان موجودًا في تكافل مع قنديل البحر المدخن، لم يتوانى حتى. لم يعد يخفي قوته الحقيقية، فقد مد يده ليمسك بالسلسلة العائمة خلف رقبته، مستفيدًا من قوة الكيان الشرير بينما يبقي عينيه مثبتتين بقوة على الباحث المسن الذي ليس بعيدًا، “أعتذر. في الواقع، أنا خريج قسم الرياضيات في الجامعة المركزية في مدينة موك…”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
