نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

التناسخ اللعين 319

أبرام (6)

أبرام (6)

الفصل 319: أبرام (6)

 

ظلت أراضي القصر تعج بالمتفرجين كما لو أنها طبيعية.

 

 

 

تراجع سحرة البلاط والفرسان إلى الداخل، لكن المواطنين من المدينة، والسحرة من الأبراج، وأعضاء نقابة السحرة ما زالوا يبقون بأعداد كبيرة على الجانب الآخر من البحيرة.

“ماذا تقصدين؟”

 

 

“سيينا الحكيمة!”

إستمر الارتفاع في الإزدياد، لكن الهتافات لم تنحسر، وبدلًا من ذلك زاد صوتها مع صعودها البطيء.

“سيينا ميردين!”

 

“سيدة سيينا!”

“دعني أذهب، دعني أذهب! أرسلني إلى أختي الكبرى. دعني أذهب!”

صرخت الأصوات، مشيدة بإسم سيينا في نشاز صاخب. الطلاب الأكثر حماسة هم الطلاب الذين حَلِموا يومًا ما بالتجنيد في الأبراج. لم يعرف أحد من أين حصلوا عليها، لكنهم لوحوا بعصي الهتاف المتوهجة، وتجاهلوا القانون، أرسلوا تعاويذ إحتفالية تنفجر في السماء.

“أنا أقول إن مثل هذه الحوادث لا ينبغي أن تحدث في المستقبل. لقد أُعلن موتي للعالم، لذلك أنا بخير، ومولون لا يعمل معنا. لكن يا سيينا، سوف تستمرين في البقاء معنا، أليس كذلك؟”

 

 

بوم! بوم! بوم!

“ماذا يجب أن نفعل الآن؟”

الأضواء رسمت السماء. فحص يوجين تعبير سيينا بنظرة جانبية. إعتقد أن الفتاة ستكون مُحرَجة، لكن الأمر لم يكن كذلك. لقد إعتادت سيينا على مثل هذه الهتافات لعدة قرون. بعد أن عادت بعد غياب طويل، إعتبرَتْ هذا الترحيب طبيعيًا فقط.

“من السخف أن تشعر بالظلم. يجب أن تكون شاكرًا لأنهم وصفوك بأنك غبي.” ضحكت سيينا، متجاهلة التعليق. “حسنًا، لا أعرف من كتب القصة الخيالية، لكن….”

 

“ماذا عن ذلك؟ القديسة والبطل — مثل هذا المُسمى رومانسي وحلو، ألا تجدينه مناسبًا؟ أليس هذا صحيحًا، كريستينا؟” سألت انيسيه.

“يوجين لايونهارت!”

إنهُ ساحرٌ غامض، ومعرفة ما يفكر فيه أمر مستحيل. لم يفعل أي شيء في الواقع لغرض معين حتى الآن، ولم يظهر في قلب أي مؤامرة. ومع ذلك، مجرد وجوده مشبوه حقًا.

“خليفة السيدة سيينا!”

“يجب أن تكوني ممتنة لمحبة الأجيال القادمة.” يوجين، الذي يُبَّخُ أيضًا معها، قال بِـصوت ضعيف.

“المجيء الثاني لفيرموث العظيم!”

إن التوبيخ معًا هكذا أعاد الذكريات، وفي الواقع، بدا الأمر ممتعا للغاية. لقد إنتهى الأمر دائمًا على هذا النحو عندما يسرقان مشروب انيسيه….

“بطل السيف المقدس!”

لم يسع الجواسيس الذين ينقلون الأخبار إلى دولهم إلا أن تبدو عليهم الكآبة. على الرغم من أنهم حاولوا عدم التفكير في الأفكار السلبية، إلا أنهم بالكاد إستطاعوا تجنبها، مع الأخذ في الإعتبار ما حدث.

من بين هتافات سيينا، تردد صدى إسم يوجين أيضًا. على دراية بمثل هذه التصفيق أيضًا، وعلى عكس سيينا، لم يستطع الإستمتاع بها. وجهه إلتوى بعدم الراحة، حاول يوجين التراجع، ولكن سيينا لم تسمح بذلك. بألفة جريئة، إنتزعت سيينا يد يوجين وثبتته إلى جانبها. ثم رفعت أيديهما في السماء ليراها الجميع.

“رؤية هذا يجعلني أشعر بالظلم الشديد. إذا لم يتم ترك اسمي كَـشخص غبي للجيل القادم….” تذمر يوجين.

 

“سيدة سيينا….سيينا، الأُخت سيينا! خذيني أيضًا، من فضلك!” ناشدت ميلكيث وهي يلهث من أجل التنفس.

إندلع الحشد في هتافات، وحماسهم أربك يوجين. لم يستطع فهم السبب وراء الحماسة. ثم بدأت سيينا في الصعود ببطء إلى السماء مع يوجين. كان من الممكن أن يصعدوا بسرعة، لكن سيينا إرتفعت كما لو أنها تصعد إلى الجنة، تدريجيًا، ببطء شديد.

“هل رأيت؟” أمالت سيينا رأسها قليلًا نحو يوجين وأعطت إبتسامة شريرة. “هذا من أنا.”

 

ليس فصيل النجم الأسود فقط هو الذي يمتلك مثل هذه النوايا السرية. لدى عدة فصائل من السحرة السود الذين ينتمون إلى برج السحر الأسود أو نقابة السحرة نية مراقبة بلزاك والتحقق منه وربما الإستيلاء عليه.

إستمر الارتفاع في الإزدياد، لكن الهتافات لم تنحسر، وبدلًا من ذلك زاد صوتها مع صعودها البطيء.

 

 

 

“كيااااه!”

 

بين الصراخ، هناك صراخ ميلكيث، كرامتها بإعتبارها سيدة برج قد أُلقيت جانبًا مثل العظام المهترئة حيث رفعت ذراعيها في الهواء، ترقص وتنعق كَـالغُراب.

“دعونا نجتمع مرة أخرى في هيلموث.”

 

 

“سيدة سيينا….سيينا، الأُخت سيينا! خذيني أيضًا، من فضلك!” ناشدت ميلكيث وهي يلهث من أجل التنفس.

“ما الذي لا يعجبك؟” أجابت سيينا.

 

 

إلتوت تعابير هيريدوس، سيد البرج الأزرق، ولوفليان، سيد البرج الأحمر، بسبب سلوكها الجامح.

 

 

إجتمع السحرة السود في زقاق لعقد إجتماع.

“من فضلك، سيدة البرج الأبيض. الصغار يراقبون…!”

في تلك الليلة، هزت كلمات ملك الحصار الشيطاني القارة بأكملها. السلام ينتهي. من الممكن أن تكون هناك حرب وحشية مماثلة لما حدثت قبل ثلاثمائة عام. ملك الحصار الشيطاني ليس خائفًا من أن تُحوِّلَ القارة سيفها إليه. بدلًا من ذلك، هو ينتظر بفرح لذلك اليوم.

تجاهلت ميلكيث التوبيخ ورفرفت بذراعيها لمحاولة الطيران، مما دفع سحرة البرج الأبيض المحيطين إلى الإمساك بساقيها في حالة تأهب. وبدأوا يجرُّونها، وبالكاد أبقوها على الأرض.

“لا تفعلي ذلك.” حذَّرها يوجين.

 

 

“إهدأي يا لورد البرج!”

‘لا. لم تكن أمنية. إنها حقيقة أن هذا الأبله أحبني.’

“لا يمكنكِ فعل هذا!”

“إذا وقفتُ معك، فَسَـتُفَجِّرُ انيسيه وجهي.”

“دعني أذهب، دعني أذهب! أرسلني إلى أختي الكبرى. دعني أذهب!”

من بين هتافات سيينا، تردد صدى إسم يوجين أيضًا. على دراية بمثل هذه التصفيق أيضًا، وعلى عكس سيينا، لم يستطع الإستمتاع بها. وجهه إلتوى بعدم الراحة، حاول يوجين التراجع، ولكن سيينا لم تسمح بذلك. بألفة جريئة، إنتزعت سيينا يد يوجين وثبتته إلى جانبها. ثم رفعت أيديهما في السماء ليراها الجميع.

على الرغم من جهودهم التقييدية، واصلت ميلكيث كفاحها.

 

 

“أخرجي جزء المُسِّنة!” صرخت سيينا.

عاليًا فوق السماء، نظر يوجين إلى المشهد وشعر بالدوار. لقد أعد نفسه عقليًا إلى حد ما، لكن مشهد هذا الجنون جعله يخشى ما ينتظره. ليس فقط في آروث، ولكن أينما ذهب، فإن وجود سيينا سَـيجذب نظرات الجمهور، وهو يعلم أن العودة إلى قصر لايونهارت في غضون أيام قليلة سَـتسبب ضجة كبيرة أيضًا.

“أنا؟ لا أرى أي مشكلة هنا. بعد كل شيء، الجسد الذي أسكنه، كريستينا، تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا فقط.” قالت انيسيه.

 

“هذه ليست أعذارًا! انيسيه، لقد رأيتِ ذلك أيضًا! جعلت هذه الأمة قصري منطقة جذب سياحي وباعت إسمي لجذب المال. حتى أنهم باعوا صورًا بالأحرف الأولى من إسمي، أقلام حبر، عباءات، ثياب وحتى العصي السحرية في محلات بيع التذكارات!”

“هل رأيت؟” أمالت سيينا رأسها قليلًا نحو يوجين وأعطت إبتسامة شريرة. “هذا من أنا.”

 

“هل ترغبين في ذلك؟” سأل يوجين.

 

 

بدا كما لو أن صاعقة ضربت دماغ سيينا. مع تعبير مذهول، إتسعت عيناها وعلى ما يبدو فهمت مقصدها.

“ما الذي لا يعجبك؟” أجابت سيينا.

 

 

 

“رؤية هذا يجعلني أشعر بالظلم الشديد. إذا لم يتم ترك اسمي كَـشخص غبي للجيل القادم….” تذمر يوجين.

 

 

بعد الحرب، تاق السحرة السود في هيلموث للتوسع إلى مملكة آروث السحرية. ومع ذلك، لم تسمح سيينا الحكيمة للسحرة السود بالإستقرار في آروث. ولكن بعد أن دخلت فجأة في عزلة، شَنَّتْ هيلموث ضغوطًا شرسة لإقامة برج سحرٍ أسود في آروث.

“من السخف أن تشعر بالظلم. يجب أن تكون شاكرًا لأنهم وصفوك بأنك غبي.” ضحكت سيينا، متجاهلة التعليق. “حسنًا، لا أعرف من كتب القصة الخيالية، لكن….”

“لماذا تتفاعل مع هذا الأمر بقوة؟”

“لقد تم القبض عليكِ أنتِ وانيسيه بالفعل في كتابته معًا. لماذا تستمرين في إنكار ذلك؟” إشتكى يوجين.

 

 

 

“لأن ذلك ليس صحيحًا! لم أكتبها. يجب أن تكون انيسيه قد فقدت بعض الذكريات بعد وفاتها. لقد كذبت بشأن كتابتنا معًا لها بينما فعلت ذلك بمفردها….”

 

“لقد سمعت بالفعل كل شيء عن ذلك.”

 

“على أي حال، لم أكن أنا. لماذا قد….لماذا قد أكتب قصة خيالية؟”

 

حتى لو كان يعرف بالفعل، لم تستطِع الإعتراف بذلك. بعد كل شيء، الأمنيات التي أضافتها عرضًا في النهاية….

 

 

 

‘لا. لم تكن أمنية. إنها حقيقة أن هذا الأبله أحبني.’

 

ومع ذلك، لم ترغب سيينا في الإعتراف بأنها مؤلفة الحكاية الخيالية. يمكنها على الأقل تقديم عذر إذا أنكرت ذلك، لكن لا توجد فرصة لتبرير السخرية التي تلت ذلك بمجرد إعترافها بذلك.

 

 

 

“همم. أتعرف ماذا؟ حتى لو تم تمرير إسمك على أنه هامل غبي، إذا أعلنت أمام الجميع أنك في الواقع تناسخ هامل، ألن تسمع هتافات أعلى مما سمعته اليوم؟” ردت سيينا.

 

 

“أنا….لا أستطيع فعل ذلك.” أجاب يوجين، وإمتلأ جبينه بالعرق.

من الممتع جمع الناس والتفاخر بعلاقتهما كَـسيد وخليفة، لكنها تملك أيضًا الرغبة في الكشف عن هوية يوجين الحقيقية كَـهامل والإنخراط علانية في علاقة حب. ربما يمكن أن تظهر علنًا عاطفتهما لبعضهما البعض.

“من فضلك، سيدة البرج الأبيض. الصغار يراقبون…!”

 

“لا عجب. أستطيع أن أرى لماذا لا تريد الكشف عن هويتك الحقيقية.” نظرت سيينا إلى يوجين، بوجه مُشمَئز. ومع ذلك، لم تدحض إدعائه بأنه وسيم بشكل ساحر.

“هل أنت واعية؟ لا تقولي مثل هذه الأشياء المروعة.”

 

“لماذا تتفاعل مع هذا الأمر بقوة؟”

“سيينا الحكيمة!”

“أنا….لا أستطيع فعل ذلك.” أجاب يوجين، وإمتلأ جبينه بالعرق.

“هل يمكنكِ أن تكوني دقيقة رجاءً؟” أجابت سيينا: “لقد خُتِمتُ لمدة مائتي عام.”

 

“بطل السيف المقدس!”

على الرغم من أن العديد من الناس يعرفون، إلا أن يوجين لم يرغب في زيادة عدد الأشخاص الذين يعرفون هويته الحقيقية، لا سيما في عائلة لايونهارت.

“هل رأيت؟” أمالت سيينا رأسها قليلًا نحو يوجين وأعطت إبتسامة شريرة. “هذا من أنا.”

 

 

لقد أدلى بأقوال كثيرةٍ جدًا.

“أخرجي جزء المُسِّنة!” صرخت سيينا.

 

 

كم مرة إمتدح عظمة هامل أمام غيلياد، سيان وسيل؟ لقد قال ذلك مراتٍ عديدة، حتى أمام لوفليان، أن هامل كان بطلًا عظيمًا يجب أن يحظى بإعجاب الجميع.

“هل يمكن….؟ هل كنتِ تنغمسين في خيال اللعب العائلي في عمرك؟ تخيلتِ إبنة بينك وبين هامل الميت، وحاولتِ تجسيد هذا كَـمخلوق سحري؟” إنضمَّتْ انيسيه بضحكة مكتومة، مما أثار السؤال. بدا يوجين مصدومًا بصمت عندما وجه نظرته بين مير وسيينا.

 

“سيينا، من أجل مصلحتكِ ومن أجل هامل، يجب أن تكوني حذرةً للغاية في أفعالك. هذا ما لم ترغبي في أن يسخر منكِ العالم ويضحك عليه.”

ماذا لو اكتشف الجميع أنه كان يمتدح نفسه؟ أُصيب يوجين بالرعب من تخيل أنواع التحديق التي سيحصل عليها.

 

 

ومع ذلك، لم ترغب سيينا في الإعتراف بأنها مؤلفة الحكاية الخيالية. يمكنها على الأقل تقديم عذر إذا أنكرت ذلك، لكن لا توجد فرصة لتبرير السخرية التي تلت ذلك بمجرد إعترافها بذلك.

‘سيكون من الأفضل الإنتحار.’

إندلع الحشد في هتافات، وحماسهم أربك يوجين. لم يستطع فهم السبب وراء الحماسة. ثم بدأت سيينا في الصعود ببطء إلى السماء مع يوجين. كان من الممكن أن يصعدوا بسرعة، لكن سيينا إرتفعت كما لو أنها تصعد إلى الجنة، تدريجيًا، ببطء شديد.

إرتجف يوجين وصر أسنانه. غير مدركة لمأزقه، قامت سيينا بإمالة رأسها، لكنها لم تحاول التنقيب عن المزيد وإرتفعت في الهواء.

 

 

 

بين الحشد، هناك أولئك الذين طاردوا سيينا ويوجين. ومن بينهم مراسلون من آروث، وعملاء إستخبارات أجانب، بالإضافة إلى سحرةٍ أُعجِبوا بِـسيينا.

 

 

“من السخف أن تشعر بالظلم. يجب أن تكون شاكرًا لأنهم وصفوك بأنك غبي.” ضحكت سيينا، متجاهلة التعليق. “حسنًا، لا أعرف من كتب القصة الخيالية، لكن….”

ومع ذلك، لم ينتج السعي العلني أو السري إلى أي نجاح. إختفت سيينا ويوجين أثناء الرحلة.

“لا تفعلي ذلك.” حذَّرها يوجين.

 

“سيينا. أفعالك غير محترمة وعنيفة تمامًا. كان سلوك هامل المندفع كافيا لإزعاجي وإرهاقي. ماذا علي أن أفعل إذا بدأتِ تتصرفين بنفس الطريقة؟” سألت انيسيه.

“فقدناهم.”

 

“كان من المستحيل بالنسبة لنا أن نتبعهم في المقام الأول.”

لقد عادت الساحرة الفائقة سيينا، التي عاشت منذ عصر الحرب. علاوة على ذلك، أعلن يوجين لايونهارت أنه سَـيصعد بابل. تم التأكد من أن المولون الشجاع على قيد الحياة، وفي غضون بضعة أشهر فقط، عادت ساحرة عليا عزلت نفسها لعدة قرون إلى آروث.

إجتمع السحرة السود في زقاق لعقد إجتماع.

“سيينا. أفعالك غير محترمة وعنيفة تمامًا. كان سلوك هامل المندفع كافيا لإزعاجي وإرهاقي. ماذا علي أن أفعل إذا بدأتِ تتصرفين بنفس الطريقة؟” سألت انيسيه.

 

 

“ماذا يجب أن نفعل الآن؟”

‘سيكون من الأفضل الإنتحار.’

“في الماضي البعيد، لم تتسامح سيينا الحكيمة مع وجود السحرة السود في آروث.”

ماذا لو اكتشف الجميع أنه كان يمتدح نفسه؟ أُصيب يوجين بالرعب من تخيل أنواع التحديق التي سيحصل عليها.

لم يكن هناك سوى أربعة أبراج سحرية في آروث منذ ثلاثة قرون.

“أنت شقي قليلًا!”

 

“ولكن، ما قد يظنه العالم ليس مهمًا، هل هو؟” في هذه المرحلة، قررت مير التدخل لتعزيز روح سيينا. وبعد تطهير حلقها، تحدثت من مكانها على السرير. “إذا ضحك شخص ما عليك، سيدة سيينا، لكونك واقعة في الحب، سأكون أول من يوجه لكمة إلى وجه ذلك الشخص.”

بعد الحرب، تاق السحرة السود في هيلموث للتوسع إلى مملكة آروث السحرية. ومع ذلك، لم تسمح سيينا الحكيمة للسحرة السود بالإستقرار في آروث. ولكن بعد أن دخلت فجأة في عزلة، شَنَّتْ هيلموث ضغوطًا شرسة لإقامة برج سحرٍ أسود في آروث.

“لقد سمعت بالفعل كل شيء عن ذلك.”

 

 

“سيينا الحكيمة….إنها ساحر فائق لا يسع المرء إلا أن يعجب بها. إنه أمر مختلف أن تكون موجودة فقط في أساطير من الماضي البعيد. لكن رؤية الأسطورة القادمة إلى الواقع يجب أن ترسل الرعشات أسفل العمود الفقري لأي ساحر. لكن….لا يبدو أن سيينا الحكيمة سَـتتسامح مع السحرة السود في هذا العصر أيضًا.”

 

سخر ساحر أسود وهز رأسه.

“سيينا الحكيمة!”

 

“نعم، الأُخت.” وافقتها كريستينا أثناء ضم يديها معًا، وإبتسامة سريعة حلَّت محل التعبير السابق.

“فصيل النجم الأسود يغادر آروث اليوم. إنتهوا من الشؤون الخاصة بكم في أسرع وقت ممكن وإبدأوا التحرك.”

“لماذا تغيرين الموضوع فجأة؟” أجابت انيسيه.

“نعم.”

“انيسيه! هل لديك حقًا أي حق في تأنيبي بهذه الثقة؟” قالت سيينا.

“دعونا نجتمع مرة أخرى في هيلموث.”

“ما الذي لا يعجبك؟” أجابت سيينا.

لم يكن فصيل النجم الأسود فقط هو الذي عقد مثل هذا الاجتماع وقرر مغادرة آروث. عدة مجموعات من السحرة السود في نقابة السحر، وليس فقط برج السحر الأسود، بدأوا في ترك آروث. إختلفت فصائلهم، وتباعدت التسلسلات الهرمية إعتمادا على الشيطان الذي تعاقدوا معه، لكن السحرة السود إتخذوا نفس القرار بغض النظر عن وضعهم.

 

 

إذا اندلعت حرب حقا، فلن يكون ملوك القارة هم من أعلنها، ولن يكون ملك الشياطين هو الذي إنتظر نهاية الوعد. الشخص الذي سيحطم السلام وينهي القسم مباشرة سيكون البطل الشاب الذي إكتسب الإعتراف والإهتمام من ملك الحصار الشيطاني نفسه.

حتى شياطين شارع بوليرو جاءوا إلى نفس القرار. إختار البعض تحديد طريق لِـهيلموث، بينما قرر آخرون الذهاب إلى وجهات بديلة.

 

 

نظرت انيسيه إلى سيينا، وعيناها حادتان.

‘لو كان سيد البرج الأسود لا يزال هنا، فَـلربما كنا سَـنحصل فرصة لمراقبة الموقف لفترة من الوقت.’

 

الشيطان المتعاقد مع فصيل النجم الأسود متعاونٌ قوي مع أميليا ميروين. وهكذا، فقد أخذوا دور مراقبة سيد البرج الأسود في ذلك الوقت، بلزاك لودبيث، بينما يبذلون جهودًا لدراسة وتطوير السحر الأسود في آروث.

“إهدأي يا لورد البرج!”

 

 

ليس فصيل النجم الأسود فقط هو الذي يمتلك مثل هذه النوايا السرية. لدى عدة فصائل من السحرة السود الذين ينتمون إلى برج السحر الأسود أو نقابة السحرة نية مراقبة بلزاك والتحقق منه وربما الإستيلاء عليه.

“يوجين لايونهارت!”

 

“أنا؟ لا أرى أي مشكلة هنا. بعد كل شيء، الجسد الذي أسكنه، كريستينا، تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا فقط.” قالت انيسيه.

ومع ذلك، حتى بعد عدة عقود من الإتصال، ثَبُتَ أن الإستيلاء على بلزاك لودبيث هو أمر مستحيل. وقد فشلوا في رؤية أي نتائج من مهمتهم المتمثلة في مراقبته وإبقائه تحت السيطرة. بلزاك بلا عيب ودقيق.

“أخرجي جزء المُسِّنة!” صرخت سيينا.

 

 

‘إنه يشبه المثال المثالي على الساحر أسود.’

 

إنهُ ساحرٌ غامض، ومعرفة ما يفكر فيه أمر مستحيل. لم يفعل أي شيء في الواقع لغرض معين حتى الآن، ولم يظهر في قلب أي مؤامرة. ومع ذلك، مجرد وجوده مشبوه حقًا.

 

 

عاليًا فوق السماء، نظر يوجين إلى المشهد وشعر بالدوار. لقد أعد نفسه عقليًا إلى حد ما، لكن مشهد هذا الجنون جعله يخشى ما ينتظره. ليس فقط في آروث، ولكن أينما ذهب، فإن وجود سيينا سَـيجذب نظرات الجمهور، وهو يعلم أن العودة إلى قصر لايونهارت في غضون أيام قليلة سَـتسبب ضجة كبيرة أيضًا.

لعقود من الزمان، تم التعامل مع هذا الرجل الغامض على أنه وجود منفرد دون الإنتماء إلى أي فصيل. لم يهتم بالسياسة وعاش بهدوء في برج السحر الأسود لعقود، على الرغم من كونه أحد سحرة الحصار الثلاثة.

حتى شياطين شارع بوليرو جاءوا إلى نفس القرار. إختار البعض تحديد طريق لِـهيلموث، بينما قرر آخرون الذهاب إلى وجهات بديلة.

 

 

هذا هو السبب في أن مملكة الشياطين هيلموث وأميليا ميروين ظلوا حريصين على مراقبة تحركات بلزاك والتحقق منها وحاولوا السيطرة عليه. لأنه مريبٌ جدًا.

“المجيء الثاني لفيرموث العظيم!”

 

 

ولكن حتى هذا فقد معناه. بعد أن غادر بلزاك فجأة برج السحر الأسود لقضاء عطلة، حاولوا تعقبه….لكن حتى ذلك فشل.

عادت سيينا الحكيمة بعد كسر مئات السنين من العزلة. ماذا يمثل هذا؟ ما إحتاجوا إلى التفكير فيه أولًا وقبل كل شيء هو مسيرة الفرسان، التي حدثت قبل بضعة أشهر فقط في أقصى شمال القارة، ليهاين.

 

“إذا وقفتُ معك، فَسَـتُفَجِّرُ انيسيه وجهي.”

حتى بعد بضعة أشهر، لم يعُد بلزاك إلى البرج الأسود. بعد أن فقدوا الهدف الذي يراقبونه وواجهوا الآن تهديدا لسلامتهم، لم يعد بإمكان العديد من السحرة السود البقاء في آروث.

حتى شياطين شارع بوليرو جاءوا إلى نفس القرار. إختار البعض تحديد طريق لِـهيلموث، بينما قرر آخرون الذهاب إلى وجهات بديلة.

 

 

بينما السحرة والشياطين السود يعقدون إجتماعهم، هناك عملاء المخابرات مشغولين أيضًا بعد أن فقدوا مسار سيينا.

حضر شفرة الحصار، غافيد ليندمان، والضباب الأسود. بالإضافة إلى ذلك، عاد سلف الرور، مولون الشجاع. علاوة على ذلك، نزل ملك الحصار الشيطاني شخصيًا بعد أن لم يظهر نفسه لعدة قرون.

 

 

عادت سيينا الحكيمة بعد كسر مئات السنين من العزلة. ماذا يمثل هذا؟ ما إحتاجوا إلى التفكير فيه أولًا وقبل كل شيء هو مسيرة الفرسان، التي حدثت قبل بضعة أشهر فقط في أقصى شمال القارة، ليهاين.

 

 

“لقد تم القبض عليكِ أنتِ وانيسيه بالفعل في كتابته معًا. لماذا تستمرين في إنكار ذلك؟” إشتكى يوجين.

حضر شفرة الحصار، غافيد ليندمان، والضباب الأسود. بالإضافة إلى ذلك، عاد سلف الرور، مولون الشجاع. علاوة على ذلك، نزل ملك الحصار الشيطاني شخصيًا بعد أن لم يظهر نفسه لعدة قرون.

 

“أنا غاضبة لأنكِ تعاملينني مثل هامل. هل تعتقدين أنني تصرفت بلا تفكير مثل هامل؟ ما فعلته، فعلت ذلك لتقييم تأثير وجودي….”

ذكر ذلك الملك الشيطاني السيف المقدس والبطل. تحدث عن نهاية الوعد والحرب، سيد السيف المقدس الحالي، سليل فيرموث.

 

 

“أنا غاضبة لأنكِ تعاملينني مثل هامل. هل تعتقدين أنني تصرفت بلا تفكير مثل هامل؟ ما فعلته، فعلت ذلك لتقييم تأثير وجودي….”

هل سَـيصعدون بابل؟

الفصل 319: أبرام (6)

في تلك الليلة، هزت كلمات ملك الحصار الشيطاني القارة بأكملها. السلام ينتهي. من الممكن أن تكون هناك حرب وحشية مماثلة لما حدثت قبل ثلاثمائة عام. ملك الحصار الشيطاني ليس خائفًا من أن تُحوِّلَ القارة سيفها إليه. بدلًا من ذلك، هو ينتظر بفرح لذلك اليوم.

“سيدة سيينا!”

 

 

إذا اندلعت حرب حقا، فلن يكون ملوك القارة هم من أعلنها، ولن يكون ملك الشياطين هو الذي إنتظر نهاية الوعد. الشخص الذي سيحطم السلام وينهي القسم مباشرة سيكون البطل الشاب الذي إكتسب الإعتراف والإهتمام من ملك الحصار الشيطاني نفسه.

“بالمعنى الدقيق للكلمة، أنا لست على أي من جانبيكما. سيينا، لو فعلتِ شيئًا يستحق التوبيخ، فَـسوف أقف مع انيسيه في تأنيبك.” قال يوجين، “إذا فعلت انيسيه أو كريستينا شيئًا يستحق الإزدراء، فسوف أحتقرهما معك.”

 

 

لقد عادت الساحرة الفائقة سيينا، التي عاشت منذ عصر الحرب. علاوة على ذلك، أعلن يوجين لايونهارت أنه سَـيصعد بابل. تم التأكد من أن المولون الشجاع على قيد الحياة، وفي غضون بضعة أشهر فقط، عادت ساحرة عليا عزلت نفسها لعدة قرون إلى آروث.

 

 

تجاهلت ميلكيث التوبيخ ورفرفت بذراعيها لمحاولة الطيران، مما دفع سحرة البرج الأبيض المحيطين إلى الإمساك بساقيها في حالة تأهب. وبدأوا يجرُّونها، وبالكاد أبقوها على الأرض.

لم يسع الجواسيس الذين ينقلون الأخبار إلى دولهم إلا أن تبدو عليهم الكآبة. على الرغم من أنهم حاولوا عدم التفكير في الأفكار السلبية، إلا أنهم بالكاد إستطاعوا تجنبها، مع الأخذ في الإعتبار ما حدث.

فجأة، شيء ما عبر عقل سيينا.

 

“نعم، سيكون هذا هو الحال! لقد جعلتكِ تشبهينني هكذا لِـ-” سكتت سيينا منتصف الجملة وتجمدت. الرغبة التي طال أمدها كانت تؤويها عندما خلقت مير في عزلتها أصبحت الآن رغبة مخزية للغاية وشريرة للتعبير عنها.

‘الحرب قادمة….’

“نذل وقح.”

لم يستطع الجواسيس إلا أن يرتجفوا عندما تصوروا المستقبل المخيف.

الشيطان المتعاقد مع فصيل النجم الأسود متعاونٌ قوي مع أميليا ميروين. وهكذا، فقد أخذوا دور مراقبة سيد البرج الأسود في ذلك الوقت، بلزاك لودبيث، بينما يبذلون جهودًا لدراسة وتطوير السحر الأسود في آروث.

 

“ما الذي لا يعجبك؟” أجابت سيينا.

بعد العودة إلى الفندق، إتخذ يوجين وسيينا مقاعدهما بهدوء أمام انيسيه وإستمعا إلى توبيخها.

[الأُخت!] صرخت كريستينا بدهشة عند كلمات انيسيه، لكن انيسيه تجاهلتها عَرَضًا.

 

 

“هل عقلكما يعمل حقًا؟ نحن يجب أن نكون في وضع منخفض الآن، ولكن بدلًا من ذلك، ذهبتِ وبدأتِ معركة مع عائلة آروث الملكية!؟” صاحت انيسيه.

 

 

[الأُخت!] صرخت كريستينا بدهشة عند كلمات انيسيه، لكن انيسيه تجاهلتها عَرَضًا.

“لم أبدأ معركة. لقد مارست ببساطة حقي المشروع.” ردت سيينا.

قالت سيينا: “إحم، لا تسيئوا الفهم.”

 

 

“حقكِ المشروع؟ هل هكذا تسمين إغراق قلعة بأكملها تحت الماء!؟” ردت انيسيه.

“نذل وقح.”

 

على الرغم من أن العديد من الناس يعرفون، إلا أن يوجين لم يرغب في زيادة عدد الأشخاص الذين يعرفون هويته الحقيقية، لا سيما في عائلة لايونهارت.

“هذه مبالغة. لم أغرقها. أنا ببساطة بللتها قليلًا بالماء.”

 

“هل تحاولين تقديم الأعذار الآن؟”

“ماذا يجب أن نفعل الآن؟”

“هذه ليست أعذارًا! انيسيه، لقد رأيتِ ذلك أيضًا! جعلت هذه الأمة قصري منطقة جذب سياحي وباعت إسمي لجذب المال. حتى أنهم باعوا صورًا بالأحرف الأولى من إسمي، أقلام حبر، عباءات، ثياب وحتى العصي السحرية في محلات بيع التذكارات!”

“….لقد عشتِ لمدة ثلاثمائة عام، لكن لماذا أنتِ طفوليةٌ جدًا….” تذمرت انيسيه.

“يجب أن تكوني ممتنة لمحبة الأجيال القادمة.” يوجين، الذي يُبَّخُ أيضًا معها، قال بِـصوت ضعيف.

الفصل 319: أبرام (6)

 

 

إتسعت عيون سيينا، وصفعت كتف يوجين قائلة: “لا تقف بجانب انيسيه أمامي!”

الفصل 319: أبرام (6)

“هل يجب أن أقف معك إذن؟”

 

“حسنا….سيكون ذلك لطيفًا.”

لم يكن هناك سوى أربعة أبراج سحرية في آروث منذ ثلاثة قرون.

“إذا وقفتُ معك، فَسَـتُفَجِّرُ انيسيه وجهي.”

“نعم.”

“يا إلهي، هامل. أشعر أنني سأبكي بفرح. متى صِرتَ ماكرًا جدًا؟” قالت سيينا وهي تنظر إلى انيسيه وعيناها واسعتان.

“على وجه الدقة، لم أكن الشخص الذي قتل الكاردينال، ولستُ أنا من صفع البابا. كانت كريستينا.” أجابت انيسيه بتعجرف.

 

 

نظرت انيسيه إلى سيينا، وعيناها حادتان.

[الأُخت!] صرخت كريستينا بدهشة عند كلمات انيسيه، لكن انيسيه تجاهلتها عَرَضًا.

 

“هل يجب أن أقف معك إذن؟”

“بالمعنى الدقيق للكلمة، أنا لست على أي من جانبيكما. سيينا، لو فعلتِ شيئًا يستحق التوبيخ، فَـسوف أقف مع انيسيه في تأنيبك.” قال يوجين، “إذا فعلت انيسيه أو كريستينا شيئًا يستحق الإزدراء، فسوف أحتقرهما معك.”

 

 

“هل يجب أن أقف معك إذن؟”

“أنت شقي قليلًا!”

 

“نذل وقح.”

“دعونا نجتمع مرة أخرى في هيلموث.”

قال يوجين، وهو يومئ برأسه: “حسنًا، إذا كنتما تريدان تأنيبي، فَسَـأتقبل ذلك بتواضع.”

“انيسيه! هل لديك حقًا أي حق في تأنيبي بهذه الثقة؟” قالت سيينا.

 

 

تغلي من الغضب، حاولت سيينا الإستيلاء على شعر يوجين. ومع ذلك، على عكس المرة الأخيرة، سرعان ما سحب رأسه للخلف ونجا من قبضتها.

لعقود من الزمان، تم التعامل مع هذا الرجل الغامض على أنه وجود منفرد دون الإنتماء إلى أي فصيل. لم يهتم بالسياسة وعاش بهدوء في برج السحر الأسود لعقود، على الرغم من كونه أحد سحرة الحصار الثلاثة.

 

إلتوت تعابير هيريدوس، سيد البرج الأزرق، ولوفليان، سيد البرج الأحمر، بسبب سلوكها الجامح.

“لا تفعلي ذلك.” حذَّرها يوجين.

 

 

 

“لماذا؟”

“سيدة سيينا!”

“الشعر الذي إنتزعتِه في المرة الأخيرة لم ينمو مرة أخرى. شعري كثيف، لذا فَـذلك غير واضح، لكن إذا نظرتِ هنا، فهناك رقعة صغيرة فارغة. هل تريدين أن أصير أصلعًا؟”

 

“لا.”

“أنا….لا أستطيع فعل ذلك.” أجاب يوجين، وإمتلأ جبينه بالعرق.

إضطرت سيينا لتخيل رأس يوجين الأصلع للحظة قبل أن تهز رأسها.

“أخرجي جزء المُسِّنة!” صرخت سيينا.

 

على الرغم من جهودهم التقييدية، واصلت ميلكيث كفاحها.

“سيينا. أفعالك غير محترمة وعنيفة تمامًا. كان سلوك هامل المندفع كافيا لإزعاجي وإرهاقي. ماذا علي أن أفعل إذا بدأتِ تتصرفين بنفس الطريقة؟” سألت انيسيه.

 

 

 

“لقد إنتهى الأمر بشكل جيد، فما هي المشكلة؟” أجابت سيينا.

 

 

 

“أنا أقول إن مثل هذه الحوادث لا ينبغي أن تحدث في المستقبل. لقد أُعلن موتي للعالم، لذلك أنا بخير، ومولون لا يعمل معنا. لكن يا سيينا، سوف تستمرين في البقاء معنا، أليس كذلك؟”

 

“أنا غاضبة لأنكِ تعاملينني مثل هامل. هل تعتقدين أنني تصرفت بلا تفكير مثل هامل؟ ما فعلته، فعلت ذلك لتقييم تأثير وجودي….”

“هل تعتقدين أنني مجنون؟” إبتعد يوجين عن سيينا، ومن الواضح أنه متفاجئ.

ردت انيسيه قائلة: “يمكن أن يتخذ هامل نفس العذر.”

“أنا….لا أستطيع فعل ذلك.” أجاب يوجين، وإمتلأ جبينه بالعرق.

 

 

“لقد فعلت أشياء مماثلة عدة مرات من قبل.” أومأ يوجين بإبتسامة متعجرفة.

“هل أنت واعية؟ لا تقولي مثل هذه الأشياء المروعة.”

 

تغلي من الغضب، حاولت سيينا الإستيلاء على شعر يوجين. ومع ذلك، على عكس المرة الأخيرة، سرعان ما سحب رأسه للخلف ونجا من قبضتها.

إن التوبيخ معًا هكذا أعاد الذكريات، وفي الواقع، بدا الأمر ممتعا للغاية. لقد إنتهى الأمر دائمًا على هذا النحو عندما يسرقان مشروب انيسيه….

“رؤية هذا يجعلني أشعر بالظلم الشديد. إذا لم يتم ترك اسمي كَـشخص غبي للجيل القادم….” تذمر يوجين.

 

إرتجف يوجين وصر أسنانه. غير مدركة لمأزقه، قامت سيينا بإمالة رأسها، لكنها لم تحاول التنقيب عن المزيد وإرتفعت في الهواء.

ومع ذلك، عبست سيينا دون أي تلميح من الضحك. بدت غير سعيدة لأن يوجين وقف بمهارة، أو بالأحرى، بشكل واضح مع انيسيه بينما من المفترض أن يكون على نفس القارب معها هي.

“نذل وقح.”

 

“هل أنت واعية؟ لا تقولي مثل هذه الأشياء المروعة.”

فجأة، شيء ما عبر عقل سيينا.

 

 

ماذا لو اكتشف الجميع أنه كان يمتدح نفسه؟ أُصيب يوجين بالرعب من تخيل أنواع التحديق التي سيحصل عليها.

“انيسيه! هل لديك حقًا أي حق في تأنيبي بهذه الثقة؟” قالت سيينا.

 

 

ومع ذلك، لم ترغب سيينا في الإعتراف بأنها مؤلفة الحكاية الخيالية. يمكنها على الأقل تقديم عذر إذا أنكرت ذلك، لكن لا توجد فرصة لتبرير السخرية التي تلت ذلك بمجرد إعترافها بذلك.

“لماذا تغيرين الموضوع فجأة؟” أجابت انيسيه.

غزا اليأس وجه سيينا وهي تمسك رأسها.

 

 

“لقد سمعتُ ذلك من يوجين ومير. آخر مرة، لقد إقتحمتِ البابوية، قتلتِ الكاردينال وحتى صفعتِ البابا، أليس كذلك؟” إتهمتها سيينا.

 

 

“فصيل النجم الأسود يغادر آروث اليوم. إنتهوا من الشؤون الخاصة بكم في أسرع وقت ممكن وإبدأوا التحرك.”

“على وجه الدقة، لم أكن الشخص الذي قتل الكاردينال، ولستُ أنا من صفع البابا. كانت كريستينا.” أجابت انيسيه بتعجرف.

لعقود من الزمان، تم التعامل مع هذا الرجل الغامض على أنه وجود منفرد دون الإنتماء إلى أي فصيل. لم يهتم بالسياسة وعاش بهدوء في برج السحر الأسود لعقود، على الرغم من كونه أحد سحرة الحصار الثلاثة.

 

 

[الأُخت!] صرخت كريستينا بدهشة عند كلمات انيسيه، لكن انيسيه تجاهلتها عَرَضًا.

 

 

 

“علاوة على ذلك، كل هذه الأشياء غير معروفة للعالم. فعلنا أشياء مجنونة في الخفاء. لكنك، سيينا، فعلت ذلك علانية ليراها العالم كله—”

 

“أوه، لا يهمني.” قاطعتها سيينا، ثم سكتت على الفور دون الإستماع إلى بقية كلمات انيسيه. إرتجفت حواجب انيسيه بسبب الإنزعاج وتنهدت طويلًا.

“ماذا يجب أن نفعل الآن؟”

 

هل سَـيصعدون بابل؟

“….لقد عشتِ لمدة ثلاثمائة عام، لكن لماذا أنتِ طفوليةٌ جدًا….” تذمرت انيسيه.

“مِمَّاذا يجب أن أكون حذرة؟” سألت سيينا.

 

لقد أدلى بأقوال كثيرةٍ جدًا.

“هل يمكنكِ أن تكوني دقيقة رجاءً؟” أجابت سيينا: “لقد خُتِمتُ لمدة مائتي عام.”

 

 

 

“لقد بقيتِ على قيد الحياة، ولم تموتي، لذا فأنت بالفعل تبلغين من العمر ثلاثمائة عام.” نقرت انيسيه على لسانها وهزت رأسها: “بالحديث عن ذلك، سيينا، عليك أن تكوني حذرةً في المستقبل.”

 

“مِمَّاذا يجب أن أكون حذرة؟” سألت سيينا.

“سيينا ميردين!”

 

 

“لقد أعلنتِ هامل خليفةً لك في الأماكن العامة، أليس كذلك؟” أشارت انيسيه إلى يوجين. “الآن، فكري في الأمر، سيينا. يعرفك العالم على أنك سيينا الحكيمة، الساحرة الكبيرة المسنة التي عاشت لمدة ثلاثمائة عام.”

“على وجه الدقة، لم أكن الشخص الذي قتل الكاردينال، ولستُ أنا من صفع البابا. كانت كريستينا.” أجابت انيسيه بتعجرف.

“أخرجي جزء المُسِّنة!” صرخت سيينا.

“على أي حال، لم أكن أنا. لماذا قد….لماذا قد أكتب قصة خيالية؟”

 

“هذا ليس كل شيء.” قاطع يوجين مير، ووجهه جاد. “لم أكن قبيحًا على الإطلاق. كنتُ ساحرًا جدًا وحَسِنَ المظهر.”

“حسنا. دعينا نستعمل حلًا وسطًا ونذهب مع ساحرة من ذوي الخبرة.على أي حال، عليكِ أن تكوني حذرة من نظرة الجمهور.” تابعت انيسيه.

 

 

“آه!” ومع ذلك، فقد فات الأوان بالفعل، نظرت مير إلى سيينا، وعيناها تلمعان. “هل هذا يعني أنه عندما خلقتِني….أنت لم تجعليني مجرد مخلوق سحري، ولكن مع فكرة أنني إبنتُك!”

“ماذا تقصدين؟”

 

“إذا تعاملتِ مع هامل كخليفة لك بشكل بحت، فلن تكون هناك أي مشكلة. لكنك لن تفعلي، أليس كذلك، سيينا؟ حتى لو سميتهِ بِـخليفتك، فسوف تمسكين بيده أو تفعلين أشياء أخرى قد تبدو خفية بالنسبة لك ولكن يمكن النظر إليها على أنها مغازلة واضحة للغاية من قبل أي شخص آخر.”

 

 

 

“مغا….مغازلة….؟!”

ذكر ذلك الملك الشيطاني السيف المقدس والبطل. تحدث عن نهاية الوعد والحرب، سيد السيف المقدس الحالي، سليل فيرموث.

“نعم، مغازلة!” أومأت انيسيه مع التركيز على إبتسامة منتصرة تنتشر على وجهها. “ساحر يبلغ من العمر ثلاثمائة عام يغازل شابًا في العشرينات من عمره! ماذا سَـيفكر العالم عندما يروا هذا؟”

“ماذا عن ذلك؟ القديسة والبطل — مثل هذا المُسمى رومانسي وحلو، ألا تجدينه مناسبًا؟ أليس هذا صحيحًا، كريستينا؟” سألت انيسيه.

بدا كما لو أن صاعقة ضربت دماغ سيينا. مع تعبير مذهول، إتسعت عيناها وعلى ما يبدو فهمت مقصدها.

“حسنا. دعينا نستعمل حلًا وسطًا ونذهب مع ساحرة من ذوي الخبرة.على أي حال، عليكِ أن تكوني حذرة من نظرة الجمهور.” تابعت انيسيه.

 

 

“سيينا، من أجل مصلحتكِ ومن أجل هامل، يجب أن تكوني حذرةً للغاية في أفعالك. هذا ما لم ترغبي في أن يسخر منكِ العالم ويضحك عليه.”

لعقود من الزمان، تم التعامل مع هذا الرجل الغامض على أنه وجود منفرد دون الإنتماء إلى أي فصيل. لم يهتم بالسياسة وعاش بهدوء في برج السحر الأسود لعقود، على الرغم من كونه أحد سحرة الحصار الثلاثة.

“أنت….أنت. إذن ماذا عنك؟” قالت سيينا بصوت يرتجف.

وقالت مير:”إذا أمسكتِ أنتِ والسير يوجين بيدي وسرنا معًا، فسوف نبدو كَـعائلة مثالية.”

 

“إهدأي يا لورد البرج!”

“أنا؟ لا أرى أي مشكلة هنا. بعد كل شيء، الجسد الذي أسكنه، كريستينا، تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا فقط.” قالت انيسيه.

إن التوبيخ معًا هكذا أعاد الذكريات، وفي الواقع، بدا الأمر ممتعا للغاية. لقد إنتهى الأمر دائمًا على هذا النحو عندما يسرقان مشروب انيسيه….

 

“هل تعتقدين أنني مجنون؟” إبتعد يوجين عن سيينا، ومن الواضح أنه متفاجئ.

“لكنك قديسة، صحيح؟”

“همم. أتعرف ماذا؟ حتى لو تم تمرير إسمك على أنه هامل غبي، إذا أعلنت أمام الجميع أنك في الواقع تناسخ هامل، ألن تسمع هتافات أعلى مما سمعته اليوم؟” ردت سيينا.

“ماذا عن ذلك؟ القديسة والبطل — مثل هذا المُسمى رومانسي وحلو، ألا تجدينه مناسبًا؟ أليس هذا صحيحًا، كريستينا؟” سألت انيسيه.

 

 

لعقود من الزمان، تم التعامل مع هذا الرجل الغامض على أنه وجود منفرد دون الإنتماء إلى أي فصيل. لم يهتم بالسياسة وعاش بهدوء في برج السحر الأسود لعقود، على الرغم من كونه أحد سحرة الحصار الثلاثة.

“نعم، الأُخت.” وافقتها كريستينا أثناء ضم يديها معًا، وإبتسامة سريعة حلَّت محل التعبير السابق.

“فصيل النجم الأسود يغادر آروث اليوم. إنتهوا من الشؤون الخاصة بكم في أسرع وقت ممكن وإبدأوا التحرك.”

 

“حسنا. دعينا نستعمل حلًا وسطًا ونذهب مع ساحرة من ذوي الخبرة.على أي حال، عليكِ أن تكوني حذرة من نظرة الجمهور.” تابعت انيسيه.

إهتزت أكتاف سيينا ردًا على مزاحهما.

“لماذا تغيرين الموضوع فجأة؟” أجابت انيسيه.

 

ذكر ذلك الملك الشيطاني السيف المقدس والبطل. تحدث عن نهاية الوعد والحرب، سيد السيف المقدس الحالي، سليل فيرموث.

“يوجين! أعلن هويتك للعالم الآن! إكشف أنك لست يوجين لايونهارت البالغ من العمر واحد وعشرين عامًا، ولكن هامل منذ ثلاثمائة عام!” صرخت سيينا.

 

 

 

“هل تعتقدين أنني مجنون؟” إبتعد يوجين عن سيينا، ومن الواضح أنه متفاجئ.

“فقدناهم.”

 

غزا اليأس وجه سيينا وهي تمسك رأسها.

ولكن حتى هذا فقد معناه. بعد أن غادر بلزاك فجأة برج السحر الأسود لقضاء عطلة، حاولوا تعقبه….لكن حتى ذلك فشل.

 

 

“ولكن، ما قد يظنه العالم ليس مهمًا، هل هو؟” في هذه المرحلة، قررت مير التدخل لتعزيز روح سيينا. وبعد تطهير حلقها، تحدثت من مكانها على السرير. “إذا ضحك شخص ما عليك، سيدة سيينا، لكونك واقعة في الحب، سأكون أول من يوجه لكمة إلى وجه ذلك الشخص.”

 

“صحيح! مير، أنتِ محقة. من سَـيجرؤ على السخرية مني إلا إذا كان يرغب في التنازل عن حياته؟” قالت سيينا.

“المجيء الثاني لفيرموث العظيم!”

 

 

إنطلقت سيينا من مكانها بينما تنشر ذراعيها نحو مير. قفزت الأخيرة من السرير إلى أحضان سيينا كما لو أنها تنتظر هذه اللحظة.

“سيينا الحكيمة….إنها ساحر فائق لا يسع المرء إلا أن يعجب بها. إنه أمر مختلف أن تكون موجودة فقط في أساطير من الماضي البعيد. لكن رؤية الأسطورة القادمة إلى الواقع يجب أن ترسل الرعشات أسفل العمود الفقري لأي ساحر. لكن….لا يبدو أن سيينا الحكيمة سَـتتسامح مع السحرة السود في هذا العصر أيضًا.”

 

“لماذا؟”

وقالت مير:”إذا أمسكتِ أنتِ والسير يوجين بيدي وسرنا معًا، فسوف نبدو كَـعائلة مثالية.”

تغلي من الغضب، حاولت سيينا الإستيلاء على شعر يوجين. ومع ذلك، على عكس المرة الأخيرة، سرعان ما سحب رأسه للخلف ونجا من قبضتها.

 

“من السخف أن تشعر بالظلم. يجب أن تكون شاكرًا لأنهم وصفوك بأنك غبي.” ضحكت سيينا، متجاهلة التعليق. “حسنًا، لا أعرف من كتب القصة الخيالية، لكن….”

“نعم، سيكون هذا هو الحال! لقد جعلتكِ تشبهينني هكذا لِـ-” سكتت سيينا منتصف الجملة وتجمدت. الرغبة التي طال أمدها كانت تؤويها عندما خلقت مير في عزلتها أصبحت الآن رغبة مخزية للغاية وشريرة للتعبير عنها.

 

 

بعد الحرب، تاق السحرة السود في هيلموث للتوسع إلى مملكة آروث السحرية. ومع ذلك، لم تسمح سيينا الحكيمة للسحرة السود بالإستقرار في آروث. ولكن بعد أن دخلت فجأة في عزلة، شَنَّتْ هيلموث ضغوطًا شرسة لإقامة برج سحرٍ أسود في آروث.

“آه!” ومع ذلك، فقد فات الأوان بالفعل، نظرت مير إلى سيينا، وعيناها تلمعان. “هل هذا يعني أنه عندما خلقتِني….أنت لم تجعليني مجرد مخلوق سحري، ولكن مع فكرة أنني إبنتُك!”

 

“هل يمكن….؟ هل كنتِ تنغمسين في خيال اللعب العائلي في عمرك؟ تخيلتِ إبنة بينك وبين هامل الميت، وحاولتِ تجسيد هذا كَـمخلوق سحري؟” إنضمَّتْ انيسيه بضحكة مكتومة، مما أثار السؤال. بدا يوجين مصدومًا بصمت عندما وجه نظرته بين مير وسيينا.

“….لقد عشتِ لمدة ثلاثمائة عام، لكن لماذا أنتِ طفوليةٌ جدًا….” تذمرت انيسيه.

 

“سيينا الحكيمة!”

قالت سيينا: “إحم، لا تسيئوا الفهم.”

“كان من المستحيل بالنسبة لنا أن نتبعهم في المقام الأول.”

 

 

“نعم، بالطبع، يجب أن يكون هذا سوء فهم. بعد كل شيء، بينما تشبهكِ مير، لا يوجد جزء منها يشبه هامل.”

عاليًا فوق السماء، نظر يوجين إلى المشهد وشعر بالدوار. لقد أعد نفسه عقليًا إلى حد ما، لكن مشهد هذا الجنون جعله يخشى ما ينتظره. ليس فقط في آروث، ولكن أينما ذهب، فإن وجود سيينا سَـيجذب نظرات الجمهور، وهو يعلم أن العودة إلى قصر لايونهارت في غضون أيام قليلة سَـتسبب ضجة كبيرة أيضًا.

 

لعقود من الزمان، تم التعامل مع هذا الرجل الغامض على أنه وجود منفرد دون الإنتماء إلى أي فصيل. لم يهتم بالسياسة وعاش بهدوء في برج السحر الأسود لعقود، على الرغم من كونه أحد سحرة الحصار الثلاثة.

“لم يكن هناك شيء يمكن القيام به حيال ذلك. بينما لم أر وجه السير يوجين السابق مباشرة، لم يكن السير هامل الذي رأيته في آكرون وسيمًا بشكل خاص. لا تريد السيدة سيينا أن تطبع وجه هامل غير الوسيم علي، خلقها المثالي على إبداع يوجين، الذي هو—”

 

“هذا ليس كل شيء.” قاطع يوجين مير، ووجهه جاد. “لم أكن قبيحًا على الإطلاق. كنتُ ساحرًا جدًا وحَسِنَ المظهر.”

 

“لا عجب. أستطيع أن أرى لماذا لا تريد الكشف عن هويتك الحقيقية.” نظرت سيينا إلى يوجين، بوجه مُشمَئز. ومع ذلك، لم تدحض إدعائه بأنه وسيم بشكل ساحر.

 

“من فضلك، سيدة البرج الأبيض. الصغار يراقبون…!”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط