نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

خاصة الجحيم والشياطين 15

قرية جديدة

قرية جديدة

أنا بالفعل خائفة، أنا أريد العودة لتلك الغابة، تلك الغابة حيث العزلة وحيث كان المكان جميل للغاية.

دخلنا لمركز التدريب الكبير وكان هناك الكثير من الأسلحة، جلست الفتاة أمام كرسي المعلم فاتبع صاحب الشعر الأبيض حركتها فجلست أنا الأخرى بجانبه.

انا لا أريد العيش بمجتمع، أنا أريد الانطواء والعيش وحيدة بمساحتي الخاصة، هذا مرعب، كل هؤلاء الناس سينظرون نحوي.

دخلنا القرية بوقت الغروب وكان الناس بحركة وضجة اكرهها بشدة.

تركني ذلك الشاب خارج القرية ودخل إليها وتأخر، لقد تأخر كثيراً، القرية قريبة وهناك الكثير من الشياطين بالقرب مني وهذا أمر يدفعني للتفكير بالهرب لكن ذلك الشاب أتى أخيراً.

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

لقد كنت أبكي لكنه لم يغضب بل ابتسم لي ومسح دموعي وأنا احاول أبعاد وجهي والاختباء من نظره.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

وضع بين يدي ملابس وطلب مني ارتدائها لكي لا أدخل القرية بالمعطف الملطخ بالدم.

سرنا قليلاً وأمسكت بوجهي استراح وسكن على كتف هذا الشاب ونحن نسير فابتعدت فزعة كأن شيء مريب حدث فقال: “ألم اخبرك ألا تفعلي أي شيء محرج؟!”.

ابتعد قليلا فارتديت الملابس الجميلة التي احضرها ثم حملت هذا الوشاح الوردي الذي اشتراه ولففته حول رقبتي، أنه اختيار رائع، أخفيت به فمي وشعرت بالراحة النفسية لدفئه.

قالت الفتاة: “حسنا دعني أخبرك بأمر، إما أنك متهور أو أحمق، متهور إذا كنت ضعيف وتريد عبور البوابة بهزيمتي وأحمق إن كنت حقا واثق من قدرتك وتظن أنك تستطيع هزيمتي”.

هذه الملابس الجديدة بنية جميلة مريحة ساترة وطويلة لكنها كبيرة قليلاً وبالفعل نجحت بنيل إعجابي كلياً وجعلت خيالي يسرح قليلاً لكنني سرعان ما عدت إليه، سرعان ما عدت للواقع المرير.

قال الشاب الأصلع: “نعم إنه هو”.

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

كان لكلماته وقع لم يأثر بي إطلاقاً، أنا ممرت بالكثير لذلك أدرك جيداً أن الكلام المعسول يخرج من أفواه الشياطين ولا يتقنه سوى أسوأ نوع من أنواع الشياطين، أصحاب الكلام المعسول حثالة يرتدون قناع الإنفتاح الاجتماعي.

_”هذا فقط؟! حسناً يمكنك سؤال صاحب محل الأقمشة بوسط القرية لديه منزل لا يسكنه احد”.

دخلنا القرية بوقت الغروب وكان الناس بحركة وضجة اكرهها بشدة.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

لم يكن لي خيار، كنت مضطرة فاقتربت من هذا الشاب وأمسكت بيده بقوة فنظر لي ونظرت له.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

كنت خائفة من ردة فعله لكنه ابتسم لي، اكتفى بالابتسام والإمساك بيدي وتابع الطريق.

أمسك الشاب بالفتاة ميرا من عنقها بقوة ونظر لذلك الشاب الأصلع الذي تحدث معه بالبداية وقال: “بدأت تتبجح بفتاة وأنت تسمي نفسك رجلاً وهي لم تصمد للحظة فاتساءل عن صمودك لو اخترت القتال بنفسك كالرجال”.

انا لست فتاة صغيرة، أنا بعمر السادسة عشر لكني خائفة، أنا أضعف من أي طفلة بهذه القرية.

_”هذا فقط؟! حسناً يمكنك سؤال صاحب محل الأقمشة بوسط القرية لديه منزل لا يسكنه احد”.

من ينظر لي لا يستطيع تخمين عمري الحقيقي وكذلك هذا الشاب، يبدو رجل راشد من مسافة بعيدة لكن بهذا القرب أشعر أنه ليس كذلك، إن لم يخني تخميني فعمره ببداية العشرينات فهو بالفعل ليس برجل كما اعتقدت بالبداية بل هو مجرد شاب ورغم ذلك يمتلك وجه مرعب، وجه مشوه محترق يخبئ بباطنه الكثير من الحزن ويطلق القليل من الكلام.

_”حسنا إذا لقد قبلت، عد غداً صباحا”.

أنا أعرف وأعرف جيداً هذا النوع من البشر، لقد عرفت الكثير من الناس بحياتي القصيرة وللأسف كنت انظر لحقائقهم لأنني كنت أسفل منهم وكنت بلا قيمة بنظرهم لذا لا أحد منهم أخفى حقيقته عني لأني لا شيء.

دخلنا القرية بوقت الغروب وكان الناس بحركة وضجة اكرهها بشدة.

كنت عبدة يريني الجميع أسوأ ما فيه وهذا كان الأسوأ، كنت بحاجة لأحد منهم ليتصنع الطيبة لكن لا طيبة تمنح لنا نحن من نعيش بالأسفل، لقد وضعت على جباهنا تلك العلامات التي ميزتنا على أننا معيبين سكان الأرض مكسوري الجناح محظورين من النظر للنجوم التي تزين السماء.

_”حسنا إذا لقد قبلت، عد غداً صباحا”.

رجل قاسي القلب يتصنع الطيبة أمام خطيبته ليسحرها ببداية علاقتهم ويأتي إلي ويعذبني ويرني حقيقته لأني لا شيء سوى عبدة، لأنه أعلى مني ولا قيمة لي يرني حقيقته، يرني الحقيقة البشرية السيئة والوحشية ولا يتظاهر أمامي وهذا ما أتاح لي فرصة قراءة بواطن البشر وحقائقهم.

تجاهل هذا الشاب الجميع وتحرك ليذهب لهذا الذي يدعونه بالعلم وتركني وراء ظهره فتحركت خطوة وتوقفت فالتفت لي ذو الشعر الأبيض ومد يده.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

دخلنا لمركز التدريب الكبير وكان هناك الكثير من الأسلحة، جلست الفتاة أمام كرسي المعلم فاتبع صاحب الشعر الأبيض حركتها فجلست أنا الأخرى بجانبه.

تنهيدة حزينة ترغب بالبكاء، إنها دمعة واحدة، هذه التنهيدة ستبكي دمعة واحدة وتكره هؤلاء البشر، ابكي ابكي يا صغيريتي فأنا خليلتك والوحيدة التي تستطيع فهمك فحالي من حالك.

شعري أبيض وأسير بكل نضج لهدف، لا يوم للعبث ولا يوم للسقوط، لكن هل أنا مستيقظ؟!”.

نعم، نحن من لمسنا القاع نستطيع إمساك أيدي بعضنا ونستطيع فهم بعضنا بلا كلام حتى.

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

_”هذا فقط؟! حسناً يمكنك سؤال صاحب محل الأقمشة بوسط القرية لديه منزل لا يسكنه احد”.

أنا أراهن أنه من هؤلاء اللذين لديهم الكثير من الانتظار للموت، موت عادل ومريح ينسيك كل الهموم البشرية.

أخطاء الماضي لن تتكرر والموت حق لكل البشر، الموت نهاية يخافها الكثير من البشر لكني لست مثلهم فأنا لا أخاف هذه النهاية بل أعشقها، نهاية لا استطيع انتظارها لذلك قررت السير إليها وهذا مسعاي.

انظر لوجه هذا الشاب واتمعن بتفاصيله فتارةً أرى الهدوء والسكون بحركاته وقراراته كأنه عجوز حكيم وتارة أرى بوجهه ملامح شابة محظورة من الخطأ مقيدة بالصواب ولكن هذا الذي لديه من وجل ووقار أعمق من ذلك.

لكن ما هذا؟! ما هذا الذي أفكر به؟! كيف غرقت بعينيه؟! كيف رأيتها جميلة؟! هذا الشاب إنه ساكن من سكان الجحيم وهذا بالذات أحد أنواع البشر اللذين علي الهرب منهم.

لكن ما هذا؟! ما هذا الذي أفكر به؟! كيف غرقت بعينيه؟! كيف رأيتها جميلة؟! هذا الشاب إنه ساكن من سكان الجحيم وهذا بالذات أحد أنواع البشر اللذين علي الهرب منهم.

مد يده لي وأنا التي أفلته ورفضته منذ لحظة فنظرت حولي وشاهدت البعض يشاهدون فما استطعت الرفض وأمسكت بيده.

لقد رأيته جميل رغم بشاعته ولكني لا زلت أؤمن بجماله، إنه جميل وفاتن، إنه شديد الجمال.

نحن متشابهان، نحن نتعذب ونكره البشر لكن نحن رغم تشابه جوهرنا إلا أننا مختلفان، أنا فريدة، أنا لا أحد يشبهني، أنا شخص عاش جحيم فريد حيث تملكني الجحيم وأصبح جزء مني وهذا ليس بقريب حتى من الجحيم الذي عاشه هذا الشاب الذي حمل جحيمه على كثقل على كتفيه.

لديه وجه مشوه محترق يتكلم دون أن يحرك فمه وكأنه يقول: “ها أنا، ها أنا أيها البشر، أحرقتموني؟! عذبتموني؟! حاربتوني؟! كل هذا لا يهم فكما ترون ها أنا أقف”.

كان المعلم رجل ذو وقار ومكانة ولا يبدو كبيراً بالعمر، جلس على كرسيه بكل هدوء وقال: “ميرا ألم اعلمك الطريقة الصحيحة لأمساك السيف منذ أول يوم دخلتي به لهذا المركز؟!”.

العينين، هل سر هذا الجمال بالعينين؟! عيونه بالكاد يفتحها وينظر لمحيطه بنصف عين ويتابع السير وكأنه يعلن أنه الأقوى ويقول: “أنا شيطان بالعلن فأروني ماذا أنتم صانعين أيها المنافقين المختبئين.

رجل قاسي القلب يتصنع الطيبة أمام خطيبته ليسحرها ببداية علاقتهم ويأتي إلي ويعذبني ويرني حقيقته لأني لا شيء سوى عبدة، لأنه أعلى مني ولا قيمة لي يرني حقيقته، يرني الحقيقة البشرية السيئة والوحشية ولا يتظاهر أمامي وهذا ما أتاح لي فرصة قراءة بواطن البشر وحقائقهم.

أيتها الشياطين الزاحفة خلفي تعالي وأحصدي روحي، ستكون حفلة لا مداد لها، سيكون رقص جميلة وسأكون أنا بطليعته.

نحن متشابهان بطرق تتقاطع أو تقاطعت بالفعل، {تقاطع الجحيم} حيث سكنّا وحصلنا على أرواحنا التي سكنتنا وبدلت بصرنا وسمعنا وحياتنا.

شعري أبيض وأسير بكل نضج لهدف، لا يوم للعبث ولا يوم للسقوط، لكن هل أنا مستيقظ؟!”.

أخذ الخصمان أماكنهم وبدأ الجميع بالهتاف للفتاة وهم يدعونها ميرا ويطلبون منها قطع إحدى يدي هذا المغرور.

هل أنت مستيقظ؟! أيها الفتى هل أنت مستيقظ لترى هذا الجمال؟! جمال هذه الحياة هل تراه؟! هل تستطيع أبصار الألوان الوردية أم أنك تعيش بمحيط تملؤه الألوان القاتمة، محيط رمادي أسود كمحيطي.

_”ااااه حسنا شكرا لك، هيا”.

نحن متشابهان بطرق تتقاطع أو تقاطعت بالفعل، {تقاطع الجحيم} حيث سكنّا وحصلنا على أرواحنا التي سكنتنا وبدلت بصرنا وسمعنا وحياتنا.

_”لا أنه محل بالحي الذي يليه شرقا”.

نحن متشابهان، نحن نتعذب ونكره البشر لكن نحن رغم تشابه جوهرنا إلا أننا مختلفان، أنا فريدة، أنا لا أحد يشبهني، أنا شخص عاش جحيم فريد حيث تملكني الجحيم وأصبح جزء مني وهذا ليس بقريب حتى من الجحيم الذي عاشه هذا الشاب الذي حمل جحيمه على كثقل على كتفيه.

دخلنا لمنزل كبير به ساحة كان به بعض الأشخاص يتدربون، تقدمنا قليلاً وطلب هذا الشاب الشبان اللذين يتدربون بالساحة وسألهم: “هل المعلم هنا؟! ارغب برؤيته”.

هذا الشاب يسير بوجه مشوه يراه الجميع بشع وبشعر أبيض ناصع يراه الجميع غريب وغير مقبول لكن لا بأس، أنا أراه جميل وأرى شعره معتاد والسؤال هنا لما؟! لما أنا الوحيدة التي تراه جميل وليس غريب؟! لما أنا لا زلت أمسك يده وأنا التي لو قطعت يدي ما وضعتها بيد إنسان مرة أخرى؟!

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

أنا وما أنا؟! لا أحد يعلم بأمري ولا أحد يعلم بما عشته وهذا الذي عشته هو ما يدفعني لأتقبل هذا الشاب رغم كرهي له، أنا أتقبله وأراه جميل وعادي ليس بغريب ببساطة لأني أبشع منه ولأني رأيت ما يمكنه صنع إنسان أغرب من هذا بكثير.

شعري أبيض وأسير بكل نضج لهدف، لا يوم للعبث ولا يوم للسقوط، لكن هل أنا مستيقظ؟!”.

أنا لا أنظر لطريقي وأغرق بالنظر لوجه هذا الشاب لكني أشحت نظري باللحظة التي نظر إلي بها وقال: “سنذهب لزعيم القرية لذا رجاءً لا تفعلي أي شيء محرج من فضلك”.

مد يده لي وأنا التي أفلته ورفضته منذ لحظة فنظرت حولي وشاهدت البعض يشاهدون فما استطعت الرفض وأمسكت بيده.

ماذا يقصد؟! هل أنا أسبب له الإحراج؟! هل شكلي مريب؟! هل أنا غريبة وملفتة للأنظار؟! هل من السيء سيري معه؟! هل أشكل ثقل عليه؟!

أنا لا أستطيع، ركضت لما يسميه مكاني الخاص واغلقت الباب ودمعتي على خدي، لحق بي وطرق الباب لكنني انكمشت على نفسي بزاوية الغرفة.

كل هذه الاسئلة سألتها لنفسي ولم تستطع نفسي تكذيبها، أنا بالفعل أملك الكثير من الاخطاء وتحيط بي هالة غير مرغوبة يصنعها إنطوائي وخوفي، أنا أنفر من البشر ولا أحبهم وهذا يجب أن يكون ظاهر بمجرد النظر نحوي.

قال: “أنا فقط أردت سؤالك عن أمر بالقرية إذ لا يشكل هذا إزعاج لك”.

سرنا قليلاً وأمسكت بوجهي استراح وسكن على كتف هذا الشاب ونحن نسير فابتعدت فزعة كأن شيء مريب حدث فقال: “ألم اخبرك ألا تفعلي أي شيء محرج؟!”.

_”اريد سؤالك عن منزل يمكننا المكوث به بهذه القرية لشخصين كما ترين”.

مد يده لي وأنا التي أفلته ورفضته منذ لحظة فنظرت حولي وشاهدت البعض يشاهدون فما استطعت الرفض وأمسكت بيده.

قالت الفتاة: “حسنا دعني أخبرك بأمر، إما أنك متهور أو أحمق، متهور إذا كنت ضعيف وتريد عبور البوابة بهزيمتي وأحمق إن كنت حقا واثق من قدرتك وتظن أنك تستطيع هزيمتي”.

يده مقرفة لا أحبها، كف يده محترق كلياً وأنا لا أحب أيدي الرجال، أنا اكره كل ما يتعلق بهم، لا يوجد شيء خاص بأحد منهم.

من ينظر لي لا يستطيع تخمين عمري الحقيقي وكذلك هذا الشاب، يبدو رجل راشد من مسافة بعيدة لكن بهذا القرب أشعر أنه ليس كذلك، إن لم يخني تخميني فعمره ببداية العشرينات فهو بالفعل ليس برجل كما اعتقدت بالبداية بل هو مجرد شاب ورغم ذلك يمتلك وجه مرعب، وجه مشوه محترق يخبئ بباطنه الكثير من الحزن ويطلق القليل من الكلام.

دخلنا لمنزل كبير به ساحة كان به بعض الأشخاص يتدربون، تقدمنا قليلاً وطلب هذا الشاب الشبان اللذين يتدربون بالساحة وسألهم: “هل المعلم هنا؟! ارغب برؤيته”.

نهض ذلك الشاب فتبعته وخرجنا وبدأنا ننتظر عند مدخل المركز حتى خرجت الفتاة ميرا بعد بعض الوقت، صدمت لرؤيتنا وكأنها تضايقت من الأمر.

اجاب شاب أصلع: “نعم إنه بالداخل ماذا تريد؟!”.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

_”اخبره أن متدرب جديد يرغب برؤيته”.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

_”متدرب جديد؟!!! لست أنت من يقرر ذلك، المعلم عندما يراك سيقرر”.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

_”أنت مخطئ، الشخص الذي يأتي لهنا هو من يقرر قبوله من رفضه، المعلم فقط يحكم على ما لديه وأنا لدي الكثير لذا قررت من تلقاء نفسي أنني سأقبل”.

حاولت تحريك يدي عدة مرات مشيرةً له بضرورة إفلات يدي فلا داعي لأمساكها أكثر لكنه بقي ممسك بها وسحبني معه للخارج.

نظر الشاب الأصلع بإشمئزاز وقال: “حقاً؟! هل أنت واثق أنك أنت من تقرر؟!”.

_”ما هذا؟! هل لديك شك بإسمك؟! على أية حال أنا أدعى ميرا سررت بلقائك، ماذا تريد ان تسال؟!”.

أجابه هذا الشاب الذي يمسك يدي وهو لا يبدي أي تغير بملامحه ونبرة صوته: “وهل ترى بعيني تردد بالاجابة؟!”.

_”اريد سؤالك عن منزل يمكننا المكوث به بهذه القرية لشخصين كما ترين”.

غضب ذلك الشاب الأصلع وقال: “حسنا أرني كيف ستقبل إن واجهت افضل متدرب بالمركز هنا، هاي ميرا اوقفي تدريبك مع بلود، هذا الفتى يتحدى اقوى متدربة هنا ليجتاز دخول المركز”.

دخلنا لمنزل كبير به ساحة كان به بعض الأشخاص يتدربون، تقدمنا قليلاً وطلب هذا الشاب الشبان اللذين يتدربون بالساحة وسألهم: “هل المعلم هنا؟! ارغب برؤيته”.

تحدثت فتاة تبدو بغاية الرشاقة والقوة وقالت: “هل هو هذا الضخم؟!”.

لم تتغير قبضت الشاب ذو الشعر الأبيض على يدي دلالة على عدم تأثره بالجو المحيط وعدم تأثره بكل هذه النظرات الحاقدة الموجهة نحونا.

قال الشاب الأصلع: “نعم إنه هو”.

رد عليها وقال: “لا أحتاج لذلك، أستطيع هزيمتك بسيف واحد”.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

قال: “بالطبع واثق”.

لم تتغير قبضت الشاب ذو الشعر الأبيض على يدي دلالة على عدم تأثره بالجو المحيط وعدم تأثره بكل هذه النظرات الحاقدة الموجهة نحونا.

_”ااااه حسنا شكرا لك، هيا”.

قال: “بالطبع واثق”.

لكن ما هذا؟! ما هذا الذي أفكر به؟! كيف غرقت بعينيه؟! كيف رأيتها جميلة؟! هذا الشاب إنه ساكن من سكان الجحيم وهذا بالذات أحد أنواع البشر اللذين علي الهرب منهم.

قالت الفتاة: “حسنا دعني أخبرك بأمر، إما أنك متهور أو أحمق، متهور إذا كنت ضعيف وتريد عبور البوابة بهزيمتي وأحمق إن كنت حقا واثق من قدرتك وتظن أنك تستطيع هزيمتي”.

أيها الموت هل أنت هنا؟! هل تستطيع تلبية ندائي؟! هل ستأخذني بحضنك عندما أتي راكضة إليك؟!

أفلت هذا الشاب يدي ووضع الحقيبة وسحب سيف واحد وقال: “ثرثرتي كثيرا هلا بدأنا”.

اقسم انها ستكره هذا الرجل الجلف الأحمق لاحراجها مرتين بهذه الطريقة.

استاءت الفتاة وقالت: “هذه وقاحة لكن لا بأس، فليخلي الجميع الساحة……… حسنا هيا أيها الضخم، ألن تخرج سيفك الآخر”.

_”هذا فقط؟! حسناً يمكنك سؤال صاحب محل الأقمشة بوسط القرية لديه منزل لا يسكنه احد”.

رد عليها وقال: “لا أحتاج لذلك، أستطيع هزيمتك بسيف واحد”.

تراجعت القتاة بتردد فتقدم الشاب بسرعة ولم يهاجم الفتاة التي ارتعبت بل هاجم سيفها الذي حلق بالسماء بمجرد ضربة واحدة من سيف هذا الوحش.

زاد استياء الفتاة وقالت: “الأمر تخطى الجرأة وأصبح وقاحة صريحة وواضحة”

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

_”حسنا إذاً اسمحي لي ايتها الجميلة من فضلك”.

تراجعت القتاة بتردد فتقدم الشاب بسرعة ولم يهاجم الفتاة التي ارتعبت بل هاجم سيفها الذي حلق بالسماء بمجرد ضربة واحدة من سيف هذا الوحش.

_”اه حسنا إذا يبدو انك عرفت قدرك وتذكرت بعض الآداب لذا تفضل”.

أيتها الشياطين الزاحفة خلفي تعالي وأحصدي روحي، ستكون حفلة لا مداد لها، سيكون رقص جميلة وسأكون أنا بطليعته.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

أخطاء الماضي لن تتكرر والموت حق لكل البشر، الموت نهاية يخافها الكثير من البشر لكني لست مثلهم فأنا لا أخاف هذه النهاية بل أعشقها، نهاية لا استطيع انتظارها لذلك قررت السير إليها وهذا مسعاي.

أبعدني قليلاً وأوقفني عند الباب وابتسم لي وربت على رأسي بطريقة غريبة كريهة ثم عاد لجحيم لم يدركه جيدا، أنه متجه لمكان كل من فيه كارهون لغروره.

انظر لوجه هذا الشاب واتمعن بتفاصيله فتارةً أرى الهدوء والسكون بحركاته وقراراته كأنه عجوز حكيم وتارة أرى بوجهه ملامح شابة محظورة من الخطأ مقيدة بالصواب ولكن هذا الذي لديه من وجل ووقار أعمق من ذلك.

أخذ الخصمان أماكنهم وبدأ الجميع بالهتاف للفتاة وهم يدعونها ميرا ويطلبون منها قطع إحدى يدي هذا المغرور.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

تقدمت ميرا وبقي الشاب خصمها يقف بمكانه ولكنها بسرعة خاطفة هاجمت لكن أمر مفاجئ حصل وهو طيران سيفها من يدها بكل سهولة ما أغلق أفواه جميع الحاضرين.

لقد كنت أبكي لكنه لم يغضب بل ابتسم لي ومسح دموعي وأنا احاول أبعاد وجهي والاختباء من نظره.

تراجعت القتاة بتردد فتقدم الشاب بسرعة ولم يهاجم الفتاة التي ارتعبت بل هاجم سيفها الذي حلق بالسماء بمجرد ضربة واحدة من سيف هذا الوحش.

تقدمت ميرا وبقي الشاب خصمها يقف بمكانه ولكنها بسرعة خاطفة هاجمت لكن أمر مفاجئ حصل وهو طيران سيفها من يدها بكل سهولة ما أغلق أفواه جميع الحاضرين.

أمسك الشاب بالفتاة ميرا من عنقها بقوة ونظر لذلك الشاب الأصلع الذي تحدث معه بالبداية وقال: “بدأت تتبجح بفتاة وأنت تسمي نفسك رجلاً وهي لم تصمد للحظة فاتساءل عن صمودك لو اخترت القتال بنفسك كالرجال”.

كل هذه الاسئلة سألتها لنفسي ولم تستطع نفسي تكذيبها، أنا بالفعل أملك الكثير من الاخطاء وتحيط بي هالة غير مرغوبة يصنعها إنطوائي وخوفي، أنا أنفر من البشر ولا أحبهم وهذا يجب أن يكون ظاهر بمجرد النظر نحوي.

أفلت ذو الشعر الأبيض ميرا فسقطت وبدأت تسعل وتحاول إلتقاط أنفاسها فقال: “هيا نادوا المعلم”.

تركني ذلك الشاب خارج القرية ودخل إليها وتأخر، لقد تأخر كثيراً، القرية قريبة وهناك الكثير من الشياطين بالقرب مني وهذا أمر يدفعني للتفكير بالهرب لكن ذلك الشاب أتى أخيراً.

قال رجل يقف أمام البوابة الكبير: “ها أنا هنا يا هذا ولقد رأيت كل شيء بالفعل، جميعكم عودا لعملكم وألحق بي أيها الشاب وأنت أيضاً يا ميرا”.

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

هذا الشخص يبدو أنه المعلم الذي تحدث عنه هذا الشاب وطلب رؤيته ويبدو أنه شخص ذو وقار وهيبة وحكمة.

أجابه هذا الشاب الذي يمسك يدي وهو لا يبدي أي تغير بملامحه ونبرة صوته: “وهل ترى بعيني تردد بالاجابة؟!”.

تجاهل هذا الشاب الجميع وتحرك ليذهب لهذا الذي يدعونه بالعلم وتركني وراء ظهره فتحركت خطوة وتوقفت فالتفت لي ذو الشعر الأبيض ومد يده.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

لا، أنا لا أفهم، لا أنا لا ارغب بالذهاب ولا ارغب بالبقاء، على الأقل تعال وخذني، أنت تعلم أنني خائفة، أنا لا أرغب بالبقاء وحيدة بين هؤلاء الكارهين ولا أرغب بالركض لهذا الشاب فيظن نفسه أصبح شخص موثوق لدي.

_”أنت مخطئ، الشخص الذي يأتي لهنا هو من يقرر قبوله من رفضه، المعلم فقط يحكم على ما لديه وأنا لدي الكثير لذا قررت من تلقاء نفسي أنني سأقبل”.

أنا بالفعل بين خيارين أحلاهما مر لكنر غم خوفي إلا أنني يستيحل أن ابقى هنا، لقد ركضت لذو الشعر الأبيض وأمسكت بيده وذهبت معه وأنا متشبثة به.

أنا أراهن أنه من هؤلاء اللذين لديهم الكثير من الانتظار للموت، موت عادل ومريح ينسيك كل الهموم البشرية.

دخلنا لمركز التدريب الكبير وكان هناك الكثير من الأسلحة، جلست الفتاة أمام كرسي المعلم فاتبع صاحب الشعر الأبيض حركتها فجلست أنا الأخرى بجانبه.

أجابه هذا الشاب الذي يمسك يدي وهو لا يبدي أي تغير بملامحه ونبرة صوته: “وهل ترى بعيني تردد بالاجابة؟!”.

كان المعلم رجل ذو وقار ومكانة ولا يبدو كبيراً بالعمر، جلس على كرسيه بكل هدوء وقال: “ميرا ألم اعلمك الطريقة الصحيحة لأمساك السيف منذ أول يوم دخلتي به لهذا المركز؟!”.

دخلنا القرية بوقت الغروب وكان الناس بحركة وضجة اكرهها بشدة.

طاطأت الفتاة ميرا رأسها وفتحت يدها ومدتها للأمام وقالت محرجة: “انا آسفه ايها المعلم”.

هل أنت مستيقظ؟! أيها الفتى هل أنت مستيقظ لترى هذا الجمال؟! جمال هذه الحياة هل تراه؟! هل تستطيع أبصار الألوان الوردية أم أنك تعيش بمحيط تملؤه الألوان القاتمة، محيط رمادي أسود كمحيطي.

كانت يدها مهشمة قليلاً من إمساك السيف فقال المعلم بعد رؤيتها: “إذا كنت مصابة ولا تستطيعين حمل سيفك لماذا تقدمتي للمواجهة؟!”.

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

قالت: “أيها المعلم أنا لم اكن مصابة”.

شعري أبيض وأسير بكل نضج لهدف، لا يوم للعبث ولا يوم للسقوط، لكن هل أنا مستيقظ؟!”.

حدق المعلم بيدها أكثر ثم نظر إلينا وقال: “من أنتما؟!” هذا مخيف.

كان المعلم رجل ذو وقار ومكانة ولا يبدو كبيراً بالعمر، جلس على كرسيه بكل هدوء وقال: “ميرا ألم اعلمك الطريقة الصحيحة لأمساك السيف منذ أول يوم دخلتي به لهذا المركز؟!”.

قال الشاب: “أنا شاب خرج من قرية الفايكنج وعن كل شيء يتعلق بهم، أتيت أبحث عن المهارة وتعلم فن مبارزة السيف”.

لديه وجه مشوه محترق يتكلم دون أن يحرك فمه وكأنه يقول: “ها أنا، ها أنا أيها البشر، أحرقتموني؟! عذبتموني؟! حاربتوني؟! كل هذا لا يهم فكما ترون ها أنا أقف”.

قال المعلم: “حسنا هذا جيد، ماذا تجيد من الأسلحة؟!”.

نحن متشابهان، نحن نتعذب ونكره البشر لكن نحن رغم تشابه جوهرنا إلا أننا مختلفان، أنا فريدة، أنا لا أحد يشبهني، أنا شخص عاش جحيم فريد حيث تملكني الجحيم وأصبح جزء مني وهذا ليس بقريب حتى من الجحيم الذي عاشه هذا الشاب الذي حمل جحيمه على كثقل على كتفيه.

_”فقط استخدام القوس لكنني لست محترف باستخدامه”.

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

_”حسنا ما كان شرط نزالك معها”.

العينين، هل سر هذا الجمال بالعينين؟! عيونه بالكاد يفتحها وينظر لمحيطه بنصف عين ويتابع السير وكأنه يعلن أنه الأقوى ويقول: “أنا شيطان بالعلن فأروني ماذا أنتم صانعين أيها المنافقين المختبئين.

_”قبولي بالمركز هنا”.

العينين، هل سر هذا الجمال بالعينين؟! عيونه بالكاد يفتحها وينظر لمحيطه بنصف عين ويتابع السير وكأنه يعلن أنه الأقوى ويقول: “أنا شيطان بالعلن فأروني ماذا أنتم صانعين أيها المنافقين المختبئين.

_”حسنا إذا لقد قبلت، عد غداً صباحا”.

مكاني الخاص؟! هذا كذب، سيأتي لي عاجلاً ام أجلاً، سيأتي مثلهم تماماً، لقد كانو كأخوتي وعائلتي لكن بمجرد أن تسيطر عليهم الشهوة ستعتاذ الشياطين منهم.

_”حسنا شكراً جزيلاً لك”.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

نهض ذلك الشاب فتبعته وخرجنا وبدأنا ننتظر عند مدخل المركز حتى خرجت الفتاة ميرا بعد بعض الوقت، صدمت لرؤيتنا وكأنها تضايقت من الأمر.

 

قالت لهذا الشاب: “ماذا تريد؟!”.

لا، أنا لا أفهم، لا أنا لا ارغب بالذهاب ولا ارغب بالبقاء، على الأقل تعال وخذني، أنت تعلم أنني خائفة، أنا لا أرغب بالبقاء وحيدة بين هؤلاء الكارهين ولا أرغب بالركض لهذا الشاب فيظن نفسه أصبح شخص موثوق لدي.

قال: “أنا فقط أردت سؤالك عن أمر بالقرية إذ لا يشكل هذا إزعاج لك”.

انا لا أريد العيش بمجتمع، أنا أريد الانطواء والعيش وحيدة بمساحتي الخاصة، هذا مرعب، كل هؤلاء الناس سينظرون نحوي.

نظرت ميرا لصاحب الشعر الابيض بتمعن وقالت: “أولاً ما هو أسمك؟!”.

دخلنا لمنزل كبير به ساحة كان به بعض الأشخاص يتدربون، تقدمنا قليلاً وطلب هذا الشاب الشبان اللذين يتدربون بالساحة وسألهم: “هل المعلم هنا؟! ارغب برؤيته”.

قال:”اسمي أورا__ اعتذر اسمي أودين”.

قال: “بالطبع واثق”.

_”ما هذا؟! هل لديك شك بإسمك؟! على أية حال أنا أدعى ميرا سررت بلقائك، ماذا تريد ان تسال؟!”.

أهذه الغرفة الكبيرة لي؟! ستكون لي وحدي؟!!!! لكنها فارغة.

_”اريد سؤالك عن منزل يمكننا المكوث به بهذه القرية لشخصين كما ترين”.

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

_”هذا فقط؟! حسناً يمكنك سؤال صاحب محل الأقمشة بوسط القرية لديه منزل لا يسكنه احد”.

قال: “أنا فقط أردت سؤالك عن أمر بالقرية إذ لا يشكل هذا إزعاج لك”.

_”اتقصدين صاحب محل الألبسة؟!”.

اقسم انها ستكره هذا الرجل الجلف الأحمق لاحراجها مرتين بهذه الطريقة.

_”لا أنه محل بالحي الذي يليه شرقا”.

لقد رأيته جميل رغم بشاعته ولكني لا زلت أؤمن بجماله، إنه جميل وفاتن، إنه شديد الجمال.

_”ااااه حسنا شكرا لك، هيا”.

قال: “بالطبع واثق”.

_”انتظر قليلا” ركضت نحونا ونظرت إلي بتمعن وابتسامة وقالت: “ما اسم هذه الفتاة الجميلة وما الرابط بينكما؟!”.

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

قال: “هذا ليس من شأنك، هيا عودي لعملك”.

_”حسنا إذاً اسمحي لي ايتها الجميلة من فضلك”.

صدمت ميرا وابتسمت ابتسامة ساخرة متألمة ونحن استدرنا وتابعنا طريقنا.

مكاني الخاص؟! هذا كذب، سيأتي لي عاجلاً ام أجلاً، سيأتي مثلهم تماماً، لقد كانو كأخوتي وعائلتي لكن بمجرد أن تسيطر عليهم الشهوة ستعتاذ الشياطين منهم.

اقسم انها ستكره هذا الرجل الجلف الأحمق لاحراجها مرتين بهذه الطريقة.

قالت الفتاة: “حسنا دعني أخبرك بأمر، إما أنك متهور أو أحمق، متهور إذا كنت ضعيف وتريد عبور البوابة بهزيمتي وأحمق إن كنت حقا واثق من قدرتك وتظن أنك تستطيع هزيمتي”.

تكلم صاحب الشعر الأبيض مع صاحب محل الأقمشة قليلاً ثم قادنا للمنزل الذي وافق عليه صاحب الشعر الأبيض.

أفلت هذا الشاب يدي ووضع الحقيبة وسحب سيف واحد وقال: “ثرثرتي كثيرا هلا بدأنا”.

دفع هذا الشاب للرجل بعض المال وأخذ المفتاح وبدأ يتفحص المنزل جيدا ثم عاد لغرفة وهو ممسك بيدي ويجبرني على اللحاق به وقال: “هذه الغرفة ستكون لك من الآن فصاعدا”.

لم أعطه الاذن ليدخل ولكنه دخل، هكذا هو الحال، سيكون دائماً هكذا، أنا لست بفتاة حرة، أنا كنت عبدة وسأبقى كذلك، إن بقيت ضعيفة خاملة سأبقى كذلك لا محالة.

أهذه الغرفة الكبيرة لي؟! ستكون لي وحدي؟!!!! لكنها فارغة.

_”انتظر قليلا” ركضت نحونا ونظرت إلي بتمعن وابتسامة وقالت: “ما اسم هذه الفتاة الجميلة وما الرابط بينكما؟!”.

جرني معه للغرفة الابعد عن غرفتي واخبرني أنها غرفته والغرفة التي بالمنتصف ستكون غرفة الإستقبال والجلوس.

أنا وما أنا؟! لا أحد يعلم بأمري ولا أحد يعلم بما عشته وهذا الذي عشته هو ما يدفعني لأتقبل هذا الشاب رغم كرهي له، أنا أتقبله وأراه جميل وعادي ليس بغريب ببساطة لأني أبشع منه ولأني رأيت ما يمكنه صنع إنسان أغرب من هذا بكثير.

حاولت تحريك يدي عدة مرات مشيرةً له بضرورة إفلات يدي فلا داعي لأمساكها أكثر لكنه بقي ممسك بها وسحبني معه للخارج.

أنا أعرف وأعرف جيداً هذا النوع من البشر، لقد عرفت الكثير من الناس بحياتي القصيرة وللأسف كنت انظر لحقائقهم لأنني كنت أسفل منهم وكنت بلا قيمة بنظرهم لذا لا أحد منهم أخفى حقيقته عني لأني لا شيء.

اتجهنا لوسط القرية فكانت اغلب المتاجر والمحلات مغلقة إلا محلات المشروبات والسكر وبعض محلات الاطعمة حيث تعتق الشارع برائحة الشواء والرامن.

قالت الفتاة: “هاي، هل أنت واثق من نفسك حقاً لتتحداني؟!”.

لم يبحث صاحب الشعر الابيض طويلاً واشترى بعض اللحم وطبقي رامن وعدنا للمنزل.

_”لا أنه محل بالحي الذي يليه شرقا”.

افلتني مباشرة فبقيت واقفة على الباب فدخل ووضع الطعام بغرفة الاستقبال وقال: “من الآن فصاعدا سنأكل بغرفة الاستقبال، هيا ما بك؟ أدخلي”.

لم أعطه الاذن ليدخل ولكنه دخل، هكذا هو الحال، سيكون دائماً هكذا، أنا لست بفتاة حرة، أنا كنت عبدة وسأبقى كذلك، إن بقيت ضعيفة خاملة سأبقى كذلك لا محالة.

تنهد واخرج من الحقيبة الكبيرة الغطاء الذي منحني إياه سابقاً وتابع كلامه قائلاً: “إذا كنت تريدين العناد ورفض الكلام معي فيمكنك الذهاب لغرفتك وفعل ما تشائين فهي من هذه اللحظة مكانك الخاص”.

تركني ذلك الشاب خارج القرية ودخل إليها وتأخر، لقد تأخر كثيراً، القرية قريبة وهناك الكثير من الشياطين بالقرب مني وهذا أمر يدفعني للتفكير بالهرب لكن ذلك الشاب أتى أخيراً.

مكاني الخاص؟! هذا كذب، سيأتي لي عاجلاً ام أجلاً، سيأتي مثلهم تماماً، لقد كانو كأخوتي وعائلتي لكن بمجرد أن تسيطر عليهم الشهوة ستعتاذ الشياطين منهم.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

اول مرة سيعتذر ويقسم انه لن يكررها وسيبقى يحاول تصنع الطيبة لكن ثاني مرة سيألف الأمر وبعدها سأقع بشباك الجحيم مجدداً.

لم أعطه الاذن ليدخل ولكنه دخل، هكذا هو الحال، سيكون دائماً هكذا، أنا لست بفتاة حرة، أنا كنت عبدة وسأبقى كذلك، إن بقيت ضعيفة خاملة سأبقى كذلك لا محالة.

أنا لا أستطيع، ركضت لما يسميه مكاني الخاص واغلقت الباب ودمعتي على خدي، لحق بي وطرق الباب لكنني انكمشت على نفسي بزاوية الغرفة.

_”اخبره أن متدرب جديد يرغب برؤيته”.

لم أعطه الاذن ليدخل ولكنه دخل، هكذا هو الحال، سيكون دائماً هكذا، أنا لست بفتاة حرة، أنا كنت عبدة وسأبقى كذلك، إن بقيت ضعيفة خاملة سأبقى كذلك لا محالة.

_”اه حسنا إذا يبدو انك عرفت قدرك وتذكرت بعض الآداب لذا تفضل”.

وضع الطعام بجانبي وغطاني بالغطاء وقال: “يمكنك وضع الوشاح كوسادة ريثما نشتري كل شيء غدا”.

اتجهنا لوسط القرية فكانت اغلب المتاجر والمحلات مغلقة إلا محلات المشروبات والسكر وبعض محلات الاطعمة حيث تعتق الشارع برائحة الشواء والرامن.

سحقا لك ولغداً أيها الحقير، ارحل ارحل ارحل، أنا لا اريد البقاء لغد، أنا لست سعيدة، هذا ليس بيتي وهذه ليست غرفتي، أنا سأهرب، نعم سأهرب.

قالت لهذا الشاب: “ماذا تريد؟!”.

أنا لا أطيق العيش بالقرب من البشر ولا أريد سوى العزلة والموت، أريد السكون والهدوء بآخر لحظات حياتي.

_”اه حسنا إذا يبدو انك عرفت قدرك وتذكرت بعض الآداب لذا تفضل”.

ليتهما لم ينقذاني عندما دنت نهايتي من قدمي، ليتهما تركاني وليت لحظة الألم تلك تحولت لموت ونهاية.

سأعود مجدداً لتلك الحال، لن أتخلى عن كرهي لهذا العالم وسأركض ليد الموت التي مدت لي، يد الرحمة التي تأخذك بعيداً عن هؤلاء البشر والشياطين.

أنا أشعر بأن صاحب هذا الوجه الشاب عانى كثيراً حتى استطاع اطلاق مثل هذه التنهيدة الفريدة والجميلة والمليئة بالتعب والإرهاق.

أيها الموت هل أنت هنا؟! هل تستطيع تلبية ندائي؟! هل ستأخذني بحضنك عندما أتي راكضة إليك؟!

هل أنت مستيقظ؟! أيها الفتى هل أنت مستيقظ لترى هذا الجمال؟! جمال هذه الحياة هل تراه؟! هل تستطيع أبصار الألوان الوردية أم أنك تعيش بمحيط تملؤه الألوان القاتمة، محيط رمادي أسود كمحيطي.

أنا سأتي، أنا سآتيك ولن يمنعني عن احتضانك أحد فأنت هو السعادة وأنت هو الراحة التي لن اكتسبها سوى بالهرب من هذه القرية.

نهض ذلك الشاب فتبعته وخرجنا وبدأنا ننتظر عند مدخل المركز حتى خرجت الفتاة ميرا بعد بعض الوقت، صدمت لرؤيتنا وكأنها تضايقت من الأمر.

أخطاء الماضي لن تتكرر والموت حق لكل البشر، الموت نهاية يخافها الكثير من البشر لكني لست مثلهم فأنا لا أخاف هذه النهاية بل أعشقها، نهاية لا استطيع انتظارها لذلك قررت السير إليها وهذا مسعاي.

_”اه أنا بالواقع لا اتحدث معك أنا اتحدث لهذه الفتاة” أشار إلي بأصبعه وأوقع الفتاة بالإحراج مما زاد السخط والكره الموجهان إلينا.

نعم الموت هو هدفي ومسعاي وهو نهايتي.

_”متدرب جديد؟!!! لست أنت من يقرر ذلك، المعلم عندما يراك سيقرر”.

 

هذا الشاب كاره حاقد حزين وحسود حاله كحالي تماماً، إنه يكرههم كما أكرههم تماماً، إنه يكره كل من يبتسم ويحقد على كل من يعيش حياته بسعادة، إنه لا يحب أحد ويكره الجميع.

 

أتى ذلك الشاي ونظر إلي من أعلى وابتسم وقال: “تبدين جميلة للغاية، هذه الملابس تليق بك حقاً”.

_”ااااه حسنا شكرا لك، هيا”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط