ملائكة بأقنعة الشياطين
حل الليل وساد الظلام وأتى زعيم القرية لمنزلنا ودخل لأمي وأنا لا زلت بنفس الحالة، لا زلت أجلس بغرفتي حزين لرؤية أهمية أولئك الأطفال عند أهل القرية وعند عائلاتهم مقارنة بأهميتي التي وصلت لحد دنيء جعلها لا تذكر فلا أهمية لي عندهم وعند أمي أيضاً.
قلت: “سيدي ارجوك إنه أنا أوراغيري”.
هذا أمر محزن ولا استطيع فعل شيء حياله سوى شيء واحد، التخلي عن انتظار مرور بضع أيام عن الجريمة السابقة والخروج الليلة لأنجز مهمتي التالية.
نزلت الهدف بشعرها الرائع وعيونها الامعة وجسدها الفاتن ووجهها الحسن القبيح المقرف ورمقتني بنظرة استحقار.
غادر زعيم القرية منزلنا بعد وقت طويل فلحقته وتأكدت من دخوله لمنزله ومن عدم وجود احد بالقرية يبحث أكثر.
ارغب بالتغوط على جثتك يا ابن العاهرة القبيحة.
أتجهت لمزرعة صغيرة بالقرية وكان أمامي عائق كبير للغاية وهو وجود كلب ضخم الحجم ومخيف كحارس لهذه المزرعة.
الآن كل منزل بالقرية يعمه الحزن والقلق وهذا ما أريده وما هذا سوى جزء صغير جداً من انتقامي، انتظروني أيها الفايكنج، أقسم أنني من سيبيدكم.
دخلت المزرعة وبدأ الكلب بالعواء الشديد فبقيت اقترب منه ببطء حتى أتى رجل ضخم من داخل الاسطبل ورمقني بنظرة فاحصة فرفعت يدي مستسلم.
لقد وضعت له السم بزجاجة النبيذ الخاصة به وبالفعل ابتلع الطعم وسقط أرضاً وبدأت ابنته تصرخ وتنادي عليه وذهبت تحضر الماء.
قلت: “سيدي ارجوك إنه أنا أوراغيري”.
هذا الرجل يعلم أن أمي كانت تعذبني بالقبو ويعلم أنها لن تحتاجني، يعلم أنها لن تبحث عني ويعلم أني لقمة سائغة يمكنه إبتلاعها بسهولة.
قال باستحقار يخاطبني به جميع أهل القرية: “هاااا؟! وماذا تفعل هنا يا ابن الحرام اللقيط؟!”.
نهضت مدرك لحقيقة وضعتها البارحة لحماقتي بمؤخرة رأسي مكرراً نفس الخطأ.
ارغب بالتغوط على جثتك يا ابن العاهرة القبيحة.
هذا دمار شامل لكن هذا هو ثمن الصفقة، ثمن القوة ليس رخيصاً أبداً لكن لا بأس، لا أحتاج للتفكير كثيراً بذلك، ما هي إلا بضع لحظات حتى استطعت النهوض من سريري وأنا أفكر بما قاله لي ذلك الشيطان، قال: “أنا من قتلت الكلب”.
قلت: “أنا فقط خائف، أريد البقاء بحمايتك سيدي، سيأتي الخاطف لمنزلنا ويخطفني وأمي لن تمانع، لقد قالت أمي أنها ستعطيني للخاطف، أرجوك أبقني عندك هنا فأنا خائف ولا مكان آخر لي”.
غادر زعيم القرية منزلنا بعد وقت طويل فلحقته وتأكدت من دخوله لمنزله ومن عدم وجود احد بالقرية يبحث أكثر.
رد: “ولماذا سأبقي ابن حرام لعين عندي هنا؟! هل فقدت عقلك قبل أن تأتي بمنتصف الليل لهنا؟!”.
كنت أرى هذا المنزل قبل لحظات كريه ومقرف ومنفر وكأنه كان يمثل الطبقة الغنية المتكبرة التي تعيش بالنعيم لكنه الآن بنظري يمثل منزل طبيعي له جمال آخاذ ويمكنه منح البشر حياة هادئة ورغيدة.
نزلت الهدف بشعرها الرائع وعيونها الامعة وجسدها الفاتن ووجهها الحسن القبيح المقرف ورمقتني بنظرة استحقار.
إنه رجل مرعب ولا أستطيع الصمود بين يديه، سأُكسر بسرعة وخلال بضعة أيام سأصبح وجبة لكلبه الشرس بالأسفل.
لم تكن مميزة أبداً فلم أعطها إلا نظرة واحدة وقلت: “لقد قالت أمي انها سترميني للخاطف لأنني أسبب لها المتاعب، أنا خائف من ذلك الخاطف ولذلك أتيت، سأحلب لك الابقار غداً وأطعم الأحصنة واسقي النبات ثم اقسم أنني سأغادر لذا ارجوك، سيأتي الخاطف لمنزلنا ويأخذني لذا أرجوك سيدي أبقني هنا عندك، أنا أتوسل إليك”.
نزلت من السلم ونسيت أمر الكلب بالحظيرة فارتعبت للحظة خوفاً من أن يبدأ بالعواء علي لكني لم اسمع له حس، نظرت للحظيرة وإذا بالكلب جثة هامدة وجسده ممزق تمزيق، بئساً، ما هذا؟! من فعل هذا بالكلب؟! هل يوجد أحد هنا؟!
قال وهو ينظر لي بأسفل عينيه: “حسنا لا بأس، اتبعني”.
كنت أرى هذا المنزل قبل لحظات كريه ومقرف ومنفر وكأنه كان يمثل الطبقة الغنية المتكبرة التي تعيش بالنعيم لكنه الآن بنظري يمثل منزل طبيعي له جمال آخاذ ويمكنه منح البشر حياة هادئة ورغيدة.
أمسكت الفتاة الهدف بيد أبيها وقالت: “أبي هل حقاً ستبقيه هنا؟!”.
حل الليل وساد الظلام وأتى زعيم القرية لمنزلنا ودخل لأمي وأنا لا زلت بنفس الحالة، لا زلت أجلس بغرفتي حزين لرؤية أهمية أولئك الأطفال عند أهل القرية وعند عائلاتهم مقارنة بأهميتي التي وصلت لحد دنيء جعلها لا تذكر فلا أهمية لي عندهم وعند أمي أيضاً.
قال: “إنه ظرف طارئ، أنا أكره ذلك الخاطف أكثر مما اكره هذا اللقيط وإلا لما كنت سأبقيه هنا للحظة”.
ضرب الرجل ظهري ودفعني للقبو وقال: “كانت أمك تضعك بقبو منزلك، حتى هي تراك خطيئة وتشمئز منك وتندم لإنجابك”.
تبعت الضخم الحقير وابنته للمنزل، منزلهم يقع فوق المزرعة وفوق الحظيرة بالضبط ورغم ذلك منزلهم من الداخل جميل للغاية، ييدو مرتب وكأنه بأفضل حي بالقرية.
جلست طويلاً أفكر بهذا الكلام الذي يغذي روح انتقامي ثم خرجت من المنزل قبل أن يأتي لوكا ورينالدو وتوجهت لسوق القرية حيث تابعت تحركات الرجل الضخم صاحب المزرعة وابنته وتأكدت من وجودهما بالسوق ولم أأجل الأمر ليوم واحد ولم أدرسه وتوجهت للمزرعة.
قادني الرجل الضخم لباب القبو بمنزله وأشار إلي لأنام فيه، قال: “لن اسمح لابن عاهرة لقيط بالنوم بنفس المنزل الذي أنام به أنا وابنتي، أنت نجس، نم بالقبو إنه آمن”.
سحبني الرجل من يدي بعيداً عن القبو ثم أغلق الباب وربت على رأسي، جلس بجانبي وأمسك كتفي فتجمد رأسي، ماذا يجري؟!
هذا الكلام، هذه النظرة، هذا الاشمئزاز ثم هذا القبو!!
أغمضت عيني وفكرت بقدمي المتعبة وبيدي الشاكية وبمعدتي الخاوية وبعيوني من الدمعة ذاوية.
لا أستطيع الصمود مع كل ذلك، هذا القبو مظلم ولا استطيع رؤية آخر درجاته، إنه ظلمة دامسة.
دخلت المزرعة وبدأ الكلب بالعواء الشديد فبقيت اقترب منه ببطء حتى أتى رجل ضخم من داخل الاسطبل ورمقني بنظرة فاحصة فرفعت يدي مستسلم.
هذا القبو لا يختلف عن سابقيه، إنه مرعب ويستطيع أي أحد فعل ما يشاء بي بداخله، أولاً قبو السيدة كريستينا ثم قبو منزلنا ثم هذا القبو؟! أنا لن استطيع الصمود مع كل هذا الجحيم.
قال بصوت خشن حاد وهو ينظر بتعالي: “يكفي أخرس”.
إن دخلت هنا لا أعلم ماذا قد يحدث ومن سيدخل خلفي وماذا سيفعل بي، لربما لن أخرج مجدداً كما خرجت من قبو والدتي وقبو السيدة كريستينا.
كل هذا العطاء الجميل من يقدمه؟! هل يقدمه هذا الرجل الذي أتى بذلك اليوم وضرب والدتي ونظر لي باحتقار؟! ألم يسر لرؤية قبو منزلنا وما حدث لي به؟!
أشعر أنني أقف على حافة الجحيم مرة أخرى، إن نزلت للأسفل سأشوى بالسعير وسأعذب واغتصب ولن يسمع صوتي أحد.
أغلقت الباب ولفتني الظلمة الحالكة فما كان مني إلا أن ابتسم، ابتسم للجحيم وللشياطين، للانتقام والقتل، لليأس والخسارة.
عندما أتيت لم أتوقع أن يحدث هذا ولم اعتقد أنني لا زلت بهذا الضعف، أنا لا اريد الدخول للظلمة مرة أخرى، لا أريد السماح لأحد بأمتلاك السلطة لفعل ما يشاء بي.
ذهبت لغرفة الرجل واحضرت سيفه ثم اتجهت له حيث كانت عيونه لا زالت تبصر ابنته وهي تنازع أمامه تنتظر موتها.
ماذا يعني هذا الرجل بدخولي القبو؟! ستنام ابنته ثم سيُفتح باب القبو ويدخل نور الخارج الذي لن آراه مجدداً وسيدخل الشيطان رفقة هذا الضوء.
أنا خائف بشدة، هناك شياطين أمامي أسفل هذا القبو، إنها تسحبني لظلمتها وتناديني لتذوق عذابها، إذا دخلت القبو سينتهي أمري، اقسم أن أمري سينتهي.
سيغلق الباب وسيضيء بعض الشمع وسيقيد فمي ويدي ولن يبحث عني أحد، سأبقى هنا للأبد.
لقد وضعت له السم بزجاجة النبيذ الخاصة به وبالفعل ابتلع الطعم وسقط أرضاً وبدأت ابنته تصرخ وتنادي عليه وذهبت تحضر الماء.
هذا مخيف، قدماي تتراجع، عيني تدمع، شفتي ترتجف وفمي يأبى النطق والحديث، أريد العودة من حيث أتيت.
بدأ الكلب الضخم بالعواء علي لكن غضب من داخلي اجتاحني فنظرت إليه بسخط فانكمش الكلب الضخم وخاف وبدأ بالتراجع فاكملت طريقي.
ضرب الرجل ظهري ودفعني للقبو وقال: “كانت أمك تضعك بقبو منزلك، حتى هي تراك خطيئة وتشمئز منك وتندم لإنجابك”.
جلست طويلاً أفكر بهذا الكلام الذي يغذي روح انتقامي ثم خرجت من المنزل قبل أن يأتي لوكا ورينالدو وتوجهت لسوق القرية حيث تابعت تحركات الرجل الضخم صاحب المزرعة وابنته وتأكدت من وجودهما بالسوق ولم أأجل الأمر ليوم واحد ولم أدرسه وتوجهت للمزرعة.
دفعني مرة أخرى وقال: “هيا ادخل ولا تطل النظر”.
النظر للقبو ألمني بشدة لكن بهذه اللحظة أشعر بالقوة، استطيع الحراك، استطيع على الاقل التحديق بذلك الباب، لا اشعر برهبة من النظر نحوه.
أمسكت بحافة محيط الباب ورفضت الدخول بارتجاف جسدي وقوة تمسكي بالباب لا بلساني الذي تصلب ولم ينطق بحرف.
أنا أريدها أن ترى وأريده أن يرى، أريد أن يشهد كل منها موت الآخر، طعنت البنت أمام والدها وبسيفه ثم طعنت جسده بسيفه وقتلته ورميته بالقبو وغادرت حاملاً جثة ابنته لكي لا يداهمني الوقت.
هذا الرجل يعلم أن أمي كانت تعذبني بالقبو ويعلم أنها لن تحتاجني، يعلم أنها لن تبحث عني ويعلم أني لقمة سائغة يمكنه إبتلاعها بسهولة.
دفعة واحدة من قدمه ستلقي بي لنهايتي لكني أستحق ذلك، أنا الأرنب الذي وضع نفسه بفك هذا الوحش.
إنه رجل مرعب ولا أستطيع الصمود بين يديه، سأُكسر بسرعة وخلال بضعة أيام سأصبح وجبة لكلبه الشرس بالأسفل.
أنا خائف بشدة، هناك شياطين أمامي أسفل هذا القبو، إنها تسحبني لظلمتها وتناديني لتذوق عذابها، إذا دخلت القبو سينتهي أمري، اقسم أن أمري سينتهي.
لن أدخل الجحيم مجدداً، سأهرب ولا فرصة لي سوى الهرب الآن بينما ابنة هذا الرجل هنا وتحول بينه وبين ضربي وإجباري على الدخول وتمنعه من أظهار شر نفسه التي لا يريد لأحد المعرفة بشأنها.
ماذا يقصد؟! أيقصد الألم الذي تلقيته من تعذيب أمي بقبو منزلنا؟! هل يعقل أنه شعر بألمي وتعاطف معي؟!
قلت ودموع حقيقية على وجنتي: “لا أرجوك … أنا …. أنا آسف، سأنام بالغابة … نعم سأنام بالغابة الليلة”.
قال وهو ينظر لي بأسفل عينيه: “حسنا لا بأس، اتبعني”.
أنا خائف بشدة، هناك شياطين أمامي أسفل هذا القبو، إنها تسحبني لظلمتها وتناديني لتذوق عذابها، إذا دخلت القبو سينتهي أمري، اقسم أن أمري سينتهي.
نعم لم أنجح، لقد فشلت بقطع رأسه، كان قوي وصلب لكن ذلك ليس السبب، السبب الحقيقي هو ضعفي وهزالة جسدي.
إنه شخص مختلف، سيجلب عذاب مختلف لم أجربه من قبل، سيكون أشد من سابقيه، سيجمع الإغتصاب والتعذيب معاً، لن أستطيع النهوض مجدداً وما هي إلا أيام معدودة وسأخرج جثة من هذا القبو.
قلت: “سيدي ارجوك إنه أنا أوراغيري”.
قدماي ترتجف بقوة وما عادت تستطيع حملي، سقطت على ركبتي وبقيت متمسك بقوة بمحيط الباب الخشبي القديم والمهترئ.
قال ذلك الرجل قبل لحظات: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلا” وكأنه يخبرني أن هناك مستقبل مشرق لي ويمكنني به أن أكون شخص قوي ومعافى.
دفعة واحدة من قدمه ستلقي بي لنهايتي لكني أستحق ذلك، أنا الأرنب الذي وضع نفسه بفك هذا الوحش.
إنه رجل مرعب ولا أستطيع الصمود بين يديه، سأُكسر بسرعة وخلال بضعة أيام سأصبح وجبة لكلبه الشرس بالأسفل.
سحبني الرجل من يدي بعيداً عن القبو ثم أغلق الباب وربت على رأسي، جلس بجانبي وأمسك كتفي فتجمد رأسي، ماذا يجري؟!
تبعت الضخم الحقير وابنته للمنزل، منزلهم يقع فوق المزرعة وفوق الحظيرة بالضبط ورغم ذلك منزلهم من الداخل جميل للغاية، ييدو مرتب وكأنه بأفضل حي بالقرية.
قال بصوت رقيق منخفض وخالي من العنف المعتاد: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلاً، يمكنك النوم على تلك الكنبة”.
كم هو مؤلم أن أرى الجميع سعداء وأنا هكذا بهذه الحالة!!
ماذا يقصد؟! أيقصد الألم الذي تلقيته من تعذيب أمي بقبو منزلنا؟! هل يعقل أنه شعر بألمي وتعاطف معي؟!
لن أتخلى عن الظلمة مجدداً، سأدوس على مخاوفي لأدوس عليهم جميعا، لن أهرب من الجحيم لأنني من سيسحبهم له بيدي ولو كلفني ذلك قلبي وعقلي وجسدي وروحي، سأعبر الجحيم مراراً وتكراراً من أجل انتقامي.
ما هذا الشعور؟! أشعر بشعور مختلف، انهمرت دموعي بلا توقف، انهمرت دموعي لسبب لا أستطيع إدراكه.
قال وهو ينظر لي بأسفل عينيه: “انا فقط ابقيت حشرة حثالة ابن عاهرة لقيط مثلك هنا لأنني أكره ذلك الخاطف أكثر مما اكرهك، لقد اخبرتك بهذا يا ابن الحرام البارحة، هيا انقلع من المنزل، لا أريدك أن تحلب الأبقار أو تفعل لي أي شيء فأنا لا انتظر من ابن عاهرة اي خدمة لأني لم أفعل شيء من أجلك وإياك أن تخبر أحد انك كنت بمنزلي، أنت معيب ولا أتشرف بوجودك هنا، هيا ماذا تنتظر؟!”.
وكأنني مشرد وجد نفسه على مائدة طعام ملكية مديدة مليئة بشتى أنواع الأطعمة الفاخرة التي لا يحلم مشرد مثلي برؤيتها، نعم هذا العطف والحنان ما كنت لأحلم برؤية نصفه، هذه الرقة كنت مؤمن أنها لم تخلق لأمثالي وكتب عليها أن تكون محظورة علي للأبد.
قال باستحقار يخاطبني به جميع أهل القرية: “هاااا؟! وماذا تفعل هنا يا ابن الحرام اللقيط؟!”.
كل هذا العطاء الجميل من يقدمه؟! هل يقدمه هذا الرجل الذي أتى بذلك اليوم وضرب والدتي ونظر لي باحتقار؟! ألم يسر لرؤية قبو منزلنا وما حدث لي به؟!
لن أتخلى عن الظلمة اليوم وغداً وبعد غد وإلى أن أدوس على من ظلمني واستحقرني، سأرد لهم الصاع صاعين.
أيوجد ملائكة تتنكر بوجوه الشياطين؟! أليس ما يشاع هو العكس تماما؟! اغلب الناس شياطين بوجوه ملائكة، لكن لماذا هذا التناقض بهذه اللحظة؟!
صرخ وقال: “اخرس قلت لك”.
النظر للقبو ألمني بشدة لكن بهذه اللحظة أشعر بالقوة، استطيع الحراك، استطيع على الاقل التحديق بذلك الباب، لا اشعر برهبة من النظر نحوه.
آااااااه كم أنا مثار، أشعر بالرغبة، كل جسدي بحالة مغايرة ينتظر تلك اللحظة وبالفعل اقتربت.
قال الرجل: “اذهبي للنوم يا ابنتي”.
النظر للقبو ألمني بشدة لكن بهذه اللحظة أشعر بالقوة، استطيع الحراك، استطيع على الاقل التحديق بذلك الباب، لا اشعر برهبة من النظر نحوه.
ردت الفتاة: “حاضر يا أبي” ورحلت.
أعتصرني التعب والإرهاق وناداني قلبي بلهفة وحرقة وطلبني لاستلقي على الكنبة.
غادر الرجل لغرفته وأغلق الباب خلفه فنهضت ونظرت حولي فأبصرت جمال المكان، إنه منزل دافئ، الموقد مشعل وضوء النار جميل ودافئ، لا علاقة برقي واتساع المكان بجماله ودفئه، الأمر يتعلق بنظافته وإلمامه على بعضه وترتيبه، وكأنه يوحي إليك أن من يسكنه أناس سعداء فارغي البال بلا هم ولا غم.
انا أهتم فقط بالخسارة التي جنيتها على نفسي بتضيع البارحة بالنوم وترك هدفي يضيع من يدي.
لما لم أولد بمثل هكذا بيت؟! لما لم أولد وأنا أملك مثل هذه العائلة؟! لما ولدت كوني أنا؟! فقط لو أني ولدت كوني أي شخص آخر.
نعم لم أنجح، لقد فشلت بقطع رأسه، كان قوي وصلب لكن ذلك ليس السبب، السبب الحقيقي هو ضعفي وهزالة جسدي.
كم أشعر بصدري يضيق لحالي البائسة وكم أشعر برأسي يثقل ويرتكز ليصبح نظري لا يرى سوى الأرض من شدة الدناءة التي وصلت لها، كم هذا مخزي!!
انا أهتم فقط بالخسارة التي جنيتها على نفسي بتضيع البارحة بالنوم وترك هدفي يضيع من يدي.
كم هو مؤلم أن أرى الجميع سعداء وأنا هكذا بهذه الحالة!!
ماذا يقصد؟! أيقصد الألم الذي تلقيته من تعذيب أمي بقبو منزلنا؟! هل يعقل أنه شعر بألمي وتعاطف معي؟!
كنت أرى هذا المنزل قبل لحظات كريه ومقرف ومنفر وكأنه كان يمثل الطبقة الغنية المتكبرة التي تعيش بالنعيم لكنه الآن بنظري يمثل منزل طبيعي له جمال آخاذ ويمكنه منح البشر حياة هادئة ورغيدة.
لا أهتم بخوفها ولا أصدق إهتمامها، ماذا فعلت من أجلي؟! انتظرتني بالمنزل ولم تكلف نفسها عناء البحث.
أنا قبل لحظات لم أكن أبصر جمال هذا المنزل لأنني كنت أركز على الكره الذي أعمى قلبي عن رؤية الجمال، لم أكن أبصر الأضواء وكنت أتجنبها ظاناً أنها تعميني، كنت أظن نفسي أصبحت شيطان حقيقي لكن ها أنا ومع أول لمسة حنان أملأ الوسادة بدموعي.
أنا أريدها أن ترى وأريده أن يرى، أريد أن يشهد كل منها موت الآخر، طعنت البنت أمام والدها وبسيفه ثم طعنت جسده بسيفه وقتلته ورميته بالقبو وغادرت حاملاً جثة ابنته لكي لا يداهمني الوقت.
كل ذلك بسببهم، لقد شوهوني وحطموني، كل نظرات الإستحقار هي السبب، إنها تجعلني اكره هذه الحياة، تجعلني أخجل من عيشها.
أعتصرني التعب والإرهاق وناداني قلبي بلهفة وحرقة وطلبني لاستلقي على الكنبة.
إنها تشعرني إني عالة ووجودي غير مرحب به، إنها لا تسمح لي إلا بإبصار الكره الذي بداخلي.
وكأنني مشرد وجد نفسه على مائدة طعام ملكية مديدة مليئة بشتى أنواع الأطعمة الفاخرة التي لا يحلم مشرد مثلي برؤيتها، نعم هذا العطف والحنان ما كنت لأحلم برؤية نصفه، هذه الرقة كنت مؤمن أنها لم تخلق لأمثالي وكتب عليها أن تكون محظورة علي للأبد.
قال ذلك الرجل قبل لحظات: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلا” وكأنه يخبرني أن هناك مستقبل مشرق لي ويمكنني به أن أكون شخص قوي ومعافى.
ماذا يعني هذا الرجل بدخولي القبو؟! ستنام ابنته ثم سيُفتح باب القبو ويدخل نور الخارج الذي لن آراه مجدداً وسيدخل الشيطان رفقة هذا الضوء.
لو كانت والدتي تزوجت بهذا الرجل لكنت الآن أعيش بهذا المنزل الدافئ أتلقى الحنان والكلام الجيد عوضاً عن الضرب والاحتقار.
حل الصباح وإذا بيد ضخمة تيقظني وإذا بصوت غليظ ينادي علي ففتحت عيني وإذا بالرجل صاحب هذا المنزل يقف فوق رأسي ويقول: “هيا ارحل”.
لكنت تعلمت قيادة الخيل وزراعة الخضروات والاهتمام بالأرض، لكنت على الأقل لأصبح شخص جيد بهذه الحياة ولا أفكر بنفسي على أني سأصبح شيطان.
قال بصوت خشن حاد وهو ينظر بتعالي: “يكفي أخرس”.
لو قُدم لي مثل هذا الحنان من قبل لما أقدمت على قتل أولئك الأطفال، لما أقدمت على قتل سايا، كنت سأُمنح الحياة ولن أعشق الموت.
قال وهو ينظر لي بأسفل عينيه: “حسنا لا بأس، اتبعني”.
أعتصرني التعب والإرهاق وناداني قلبي بلهفة وحرقة وطلبني لاستلقي على الكنبة.
لن أتخلى عن الظلمة اليوم وغداً وبعد غد وإلى أن أدوس على من ظلمني واستحقرني، سأرد لهم الصاع صاعين.
أحسست بشعور رضا زار جسدي بشكل مفاجئ وطرق باب قلبي فما كان من روحي سوى الترحيب به وأخذه بالأحضان.
سأجلب الجميع لهنا، لن اكتفي بتذويق اجسادهم الجحيم بل سأجعل الجحيم وجبتهم الدسمة النهائية.
أغمضت عيني وفكرت بقدمي المتعبة وبيدي الشاكية وبمعدتي الخاوية وبعيوني من الدمعة ذاوية.
لم استطع النوم البارحة لاشاهد ما اشاهده حالياً وها أنا اقطف بعض ثمار خسارتهم واتذوق لذة يأسهم.
ارتجفت شفتاي من ألم تكشف وظهر، بكت عيني من سوء تخلص منه جسدي وما صبر، احتضنت حياتي التي تلاشت كأنها دمعة بماء نهر.
كل هذا العطاء الجميل من يقدمه؟! هل يقدمه هذا الرجل الذي أتى بذلك اليوم وضرب والدتي ونظر لي باحتقار؟! ألم يسر لرؤية قبو منزلنا وما حدث لي به؟!
غفوت ولم يزرني أحد، لم يأتي شيطان لطلب ولم يسلبني ثمن عطائه بغضب فنمت بلا تعب، كطفل باكي محمر نام بمجرد أن افلتته يد والدته.
غفوت ولم يزرني أحد، لم يأتي شيطان لطلب ولم يسلبني ثمن عطائه بغضب فنمت بلا تعب، كطفل باكي محمر نام بمجرد أن افلتته يد والدته.
حل الصباح وإذا بيد ضخمة تيقظني وإذا بصوت غليظ ينادي علي ففتحت عيني وإذا بالرجل صاحب هذا المنزل يقف فوق رأسي ويقول: “هيا ارحل”.
قلت: “أنا فقط خائف، أريد البقاء بحمايتك سيدي، سيأتي الخاطف لمنزلنا ويخطفني وأمي لن تمانع، لقد قالت أمي أنها ستعطيني للخاطف، أرجوك أبقني عندك هنا فأنا خائف ولا مكان آخر لي”.
كنت اشعر بدقات قلبي تخفق بقوة بسبب رغبة بنفسي لم أخفها وأفصحت عنها فقلت متوسلاً: “سيدي أنا أريد العمل عندك، أنا استطيع حلب الأبقار واطعامهن والعناية بكل انواع المزرواعات والعناية بالأرض وإطعام الخيل وكل الحيوانات واستطيع الطبخ وإعداد الشاي واي شيء حتى أني سأكنس المنزل وارتبه واشتري ك__”.
لن أتخلى عن الظلمة مجدداً، سأدوس على مخاوفي لأدوس عليهم جميعا، لن أهرب من الجحيم لأنني من سيسحبهم له بيدي ولو كلفني ذلك قلبي وعقلي وجسدي وروحي، سأعبر الجحيم مراراً وتكراراً من أجل انتقامي.
قال بصوت خشن حاد وهو ينظر بتعالي: “يكفي أخرس”.
غفوت ولم يزرني أحد، لم يأتي شيطان لطلب ولم يسلبني ثمن عطائه بغضب فنمت بلا تعب، كطفل باكي محمر نام بمجرد أن افلتته يد والدته.
نظرت له باستعطاف وقلت: “أرجوك سيدي سانام بالحظيرة أنا فق__”.
قال وهو ينظر لي بأسفل عينيه: “انا فقط ابقيت حشرة حثالة ابن عاهرة لقيط مثلك هنا لأنني أكره ذلك الخاطف أكثر مما اكرهك، لقد اخبرتك بهذا يا ابن الحرام البارحة، هيا انقلع من المنزل، لا أريدك أن تحلب الأبقار أو تفعل لي أي شيء فأنا لا انتظر من ابن عاهرة اي خدمة لأني لم أفعل شيء من أجلك وإياك أن تخبر أحد انك كنت بمنزلي، أنت معيب ولا أتشرف بوجودك هنا، هيا ماذا تنتظر؟!”.
صرخ وقال: “اخرس قلت لك”.
ارعبني صوت صراخه فلم انطق بحرف اخر لكنني شعرت ان عينيه عادت تتحدث بنظرات الاحتقار، شفتيه لم تكن تتحدث بل تجرح وتمزق بنصل أحرفها وبحدة وقعها ونبرتها.
نزلت الهدف بشعرها الرائع وعيونها الامعة وجسدها الفاتن ووجهها الحسن القبيح المقرف ورمقتني بنظرة استحقار.
قال وهو ينظر لي بأسفل عينيه: “انا فقط ابقيت حشرة حثالة ابن عاهرة لقيط مثلك هنا لأنني أكره ذلك الخاطف أكثر مما اكرهك، لقد اخبرتك بهذا يا ابن الحرام البارحة، هيا انقلع من المنزل، لا أريدك أن تحلب الأبقار أو تفعل لي أي شيء فأنا لا انتظر من ابن عاهرة اي خدمة لأني لم أفعل شيء من أجلك وإياك أن تخبر أحد انك كنت بمنزلي، أنت معيب ولا أتشرف بوجودك هنا، هيا ماذا تنتظر؟!”.
تبعت الضخم الحقير وابنته للمنزل، منزلهم يقع فوق المزرعة وفوق الحظيرة بالضبط ورغم ذلك منزلهم من الداخل جميل للغاية، ييدو مرتب وكأنه بأفضل حي بالقرية.
نهضت مدرك لحقيقة وضعتها البارحة لحماقتي بمؤخرة رأسي مكرراً نفس الخطأ.
لن ابقي منهم أحد، سأصبح شخص أقوى لا يحتاج لأحد، لا أم ولا أب ولا أخ ولا صديق ولا حبيبة.
عدت للنظر لضوء آخر النفق وتجاهلت الظلمة التي تحيط بي من كل جانب، نسيت تلك الظلمة التي ولدت بها ونظرت للضوء الذي لم يخلق لأمثالي والذي ما كنت لأصل إليه بحياتي.
ابتسمت وابتسمت، انتظرت وانتظرت، فكرت وفكرت، تلذذت وتلذذت وبالنهاية وصل الاثنان للمنزل وقلبي خفق وبلغ النشوة وهو يجس نبض موتهم الذي يقترب أكثر وأكثر حتى كاد يدنو من قدمي.
كررت الخطأ للمرة الألف، غضبت من نفسي الضعيفة وخرجت مطأطئ الرأس مهان ذليل من منزل ركلت خارجه بواسطة قدم موحلة على وجهي.
هذا القبو لا يختلف عن سابقيه، إنه مرعب ويستطيع أي أحد فعل ما يشاء بي بداخله، أولاً قبو السيدة كريستينا ثم قبو منزلنا ثم هذا القبو؟! أنا لن استطيع الصمود مع كل هذا الجحيم.
بدأ الكلب الضخم بالعواء علي لكن غضب من داخلي اجتاحني فنظرت إليه بسخط فانكمش الكلب الضخم وخاف وبدأ بالتراجع فاكملت طريقي.
هذا مخيف، قدماي تتراجع، عيني تدمع، شفتي ترتجف وفمي يأبى النطق والحديث، أريد العودة من حيث أتيت.
أنا لست من يجب أن يُحب ويَحب، أنا لست من يُفهم ويَفهم، أنا لست من يُرحم ويَرحم، أنا غير قابل لذلك، أنا لست ببشر.
إنه رجل مرعب ولا أستطيع الصمود بين يديه، سأُكسر بسرعة وخلال بضعة أيام سأصبح وجبة لكلبه الشرس بالأسفل.
البارحة عندما نمت على تلك الكنبة لم يأتي الشيطان لحلمي وكأن غيابه يتحدث ويقول: “سر نحو النور وأرني ماذا ستجد، أهرب من الظلمة وأرني من سيمنحك يدي سواه، تناسى الانتقام وعش حياة جيدة إن استطعت”.
إنه شخص مختلف، سيجلب عذاب مختلف لم أجربه من قبل، سيكون أشد من سابقيه، سيجمع الإغتصاب والتعذيب معاً، لن أستطيع النهوض مجدداً وما هي إلا أيام معدودة وسأخرج جثة من هذا القبو.
خذلتني الرحمة والألفة لأنني لست من النوع الذي يخصهم فعدت مجروح الجسد خالي الوفاض.
أنا قبل لحظات لم أكن أبصر جمال هذا المنزل لأنني كنت أركز على الكره الذي أعمى قلبي عن رؤية الجمال، لم أكن أبصر الأضواء وكنت أتجنبها ظاناً أنها تعميني، كنت أظن نفسي أصبحت شيطان حقيقي لكن ها أنا ومع أول لمسة حنان أملأ الوسادة بدموعي.
كانت والدتي تنتظرني بالخارج وأسرعت إلي واحتضنتني وأخبرتني أنها كانت خائفة علي لأنني اختفيت الليلة الماضية.
قال بصوت رقيق منخفض وخالي من العنف المعتاد: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلاً، يمكنك النوم على تلك الكنبة”.
لا أهتم بخوفها ولا أصدق إهتمامها، ماذا فعلت من أجلي؟! انتظرتني بالمنزل ولم تكلف نفسها عناء البحث.
قال بصوت خشن حاد وهو ينظر بتعالي: “يكفي أخرس”.
البارحة ذلك الرجل حاول أن يبدو أليف وحنون أمام ابنته لذا أنا حقا لا أهتم.
البارحة عندما نمت على تلك الكنبة لم يأتي الشيطان لحلمي وكأن غيابه يتحدث ويقول: “سر نحو النور وأرني ماذا ستجد، أهرب من الظلمة وأرني من سيمنحك يدي سواه، تناسى الانتقام وعش حياة جيدة إن استطعت”.
انا أهتم فقط بالخسارة التي جنيتها على نفسي بتضيع البارحة بالنوم وترك هدفي يضيع من يدي.
ماذا يعني هذا الرجل بدخولي القبو؟! ستنام ابنته ثم سيُفتح باب القبو ويدخل نور الخارج الذي لن آراه مجدداً وسيدخل الشيطان رفقة هذا الضوء.
عدت للمنزل ورفضت إطعام المعدة الخاوية وبقيت أقف على قدمي التي انهكت وأحمل سكيني واشد عليها بيدي التي اشتكت وتراخت.
إنه رجل مرعب ولا أستطيع الصمود بين يديه، سأُكسر بسرعة وخلال بضعة أيام سأصبح وجبة لكلبه الشرس بالأسفل.
لن أتخلى عن الظلمة مجدداً، سأدوس على مخاوفي لأدوس عليهم جميعا، لن أهرب من الجحيم لأنني من سيسحبهم له بيدي ولو كلفني ذلك قلبي وعقلي وجسدي وروحي، سأعبر الجحيم مراراً وتكراراً من أجل انتقامي.
رد: “ولماذا سأبقي ابن حرام لعين عندي هنا؟! هل فقدت عقلك قبل أن تأتي بمنتصف الليل لهنا؟!”.
لن أتخلى عن الظلمة اليوم وغداً وبعد غد وإلى أن أدوس على من ظلمني واستحقرني، سأرد لهم الصاع صاعين.
هذا دمار شامل لكن هذا هو ثمن الصفقة، ثمن القوة ليس رخيصاً أبداً لكن لا بأس، لا أحتاج للتفكير كثيراً بذلك، ما هي إلا بضع لحظات حتى استطعت النهوض من سريري وأنا أفكر بما قاله لي ذلك الشيطان، قال: “أنا من قتلت الكلب”.
لن ابقي منهم أحد، سأصبح شخص أقوى لا يحتاج لأحد، لا أم ولا أب ولا أخ ولا صديق ولا حبيبة.
غادر الرجل لغرفته وأغلق الباب خلفه فنهضت ونظرت حولي فأبصرت جمال المكان، إنه منزل دافئ، الموقد مشعل وضوء النار جميل ودافئ، لا علاقة برقي واتساع المكان بجماله ودفئه، الأمر يتعلق بنظافته وإلمامه على بعضه وترتيبه، وكأنه يوحي إليك أن من يسكنه أناس سعداء فارغي البال بلا هم ولا غم.
سأصبح مجرد وحش حقيقي مرعب وشديد تهابه الوحوش لعظمته وتهابه الأرانب لضعفهم.
قال ذلك الرجل قبل لحظات: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلا” وكأنه يخبرني أن هناك مستقبل مشرق لي ويمكنني به أن أكون شخص قوي ومعافى.
جلست طويلاً أفكر بهذا الكلام الذي يغذي روح انتقامي ثم خرجت من المنزل قبل أن يأتي لوكا ورينالدو وتوجهت لسوق القرية حيث تابعت تحركات الرجل الضخم صاحب المزرعة وابنته وتأكدت من وجودهما بالسوق ولم أأجل الأمر ليوم واحد ولم أدرسه وتوجهت للمزرعة.
لا أستطيع الصمود مع كل ذلك، هذا القبو مظلم ولا استطيع رؤية آخر درجاته، إنه ظلمة دامسة.
كان عمال المزرعة يستغلون خروج مديرهم ويعودون للنوم والاسترخاء ولكن كانت المصيبة الأكبر بذلك الكلب الذي أجبرني على تسلق الحافة الضخمة للحظيرة من الخلف لكن الأمر كان يستحق حيث تمكنت من الوصول للمنزل بقفزة واحدة ولم يلحظني أحد.
وكأنني مشرد وجد نفسه على مائدة طعام ملكية مديدة مليئة بشتى أنواع الأطعمة الفاخرة التي لا يحلم مشرد مثلي برؤيتها، نعم هذا العطف والحنان ما كنت لأحلم برؤية نصفه، هذه الرقة كنت مؤمن أنها لم تخلق لأمثالي وكتب عليها أن تكون محظورة علي للأبد.
دخلت لما أخافني البارحة ولم أجد ما يخيف بما ظننته الجحيم بعينه، هذا القبو فارغ وأنا من سيملؤه بالدماء لكن ليست دمائي.
أنا عظيم رائع، أنا فرح سعيد، أنا راضي غني وما يغنيني هو حالهم واضطرابهم.
أغلقت الباب ولفتني الظلمة الحالكة فما كان مني إلا أن ابتسم، ابتسم للجحيم وللشياطين، للانتقام والقتل، لليأس والخسارة.
قلت: “أنا فقط خائف، أريد البقاء بحمايتك سيدي، سيأتي الخاطف لمنزلنا ويخطفني وأمي لن تمانع، لقد قالت أمي أنها ستعطيني للخاطف، أرجوك أبقني عندك هنا فأنا خائف ولا مكان آخر لي”.
سأجلب الجميع لهنا، لن اكتفي بتذويق اجسادهم الجحيم بل سأجعل الجحيم وجبتهم الدسمة النهائية.
قال بصوت رقيق منخفض وخالي من العنف المعتاد: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلاً، يمكنك النوم على تلك الكنبة”.
ابتسمت وابتسمت، انتظرت وانتظرت، فكرت وفكرت، تلذذت وتلذذت وبالنهاية وصل الاثنان للمنزل وقلبي خفق وبلغ النشوة وهو يجس نبض موتهم الذي يقترب أكثر وأكثر حتى كاد يدنو من قدمي.
أنا قبل لحظات لم أكن أبصر جمال هذا المنزل لأنني كنت أركز على الكره الذي أعمى قلبي عن رؤية الجمال، لم أكن أبصر الأضواء وكنت أتجنبها ظاناً أنها تعميني، كنت أظن نفسي أصبحت شيطان حقيقي لكن ها أنا ومع أول لمسة حنان أملأ الوسادة بدموعي.
انتظار موتهم، تصور دمائهم، سماع صراخهم، ترقب تفككهم واستنشاق يأسهم.
قال الرجل: “اذهبي للنوم يا ابنتي”.
آااااااه كم أنا مثار، أشعر بالرغبة، كل جسدي بحالة مغايرة ينتظر تلك اللحظة وبالفعل اقتربت.
كانت النجوم تتلألأ بالسماء والهدوء قاتل ما دفعني للتفكير باقتراب بزوغ فجر ذلك اليوم، اليوم الذي سأغادر به.
لقد رددت اسماءهم جميعاً، كل من أرغب بتحطيمه ذكرت اسمه آلاف المرات حتى تأكدت من حلول السكون والهدوء وحلول وقت زحف الشياطين.
خذلتني الرحمة والألفة لأنني لست من النوع الذي يخصهم فعدت مجروح الجسد خالي الوفاض.
دقت قبول حضورهم، تزلزلت الأرض بأصوات وقع اقدامهم وارتعش جسدي لمتعة شرهم.
رد: “ولماذا سأبقي ابن حرام لعين عندي هنا؟! هل فقدت عقلك قبل أن تأتي بمنتصف الليل لهنا؟!”.
حضر الرجل وابنته للمنزل فما كان مني إلا البقاء ساكن ومنتظر للحظة التي يسقط بها الرجل ويهوي جسده للأرض ضعفاً.
حل الصباح وإذا بيد ضخمة تيقظني وإذا بصوت غليظ ينادي علي ففتحت عيني وإذا بالرجل صاحب هذا المنزل يقف فوق رأسي ويقول: “هيا ارحل”.
لقد وضعت له السم بزجاجة النبيذ الخاصة به وبالفعل ابتلع الطعم وسقط أرضاً وبدأت ابنته تصرخ وتنادي عليه وذهبت تحضر الماء.
ارعبني صوت صراخه فلم انطق بحرف اخر لكنني شعرت ان عينيه عادت تتحدث بنظرات الاحتقار، شفتيه لم تكن تتحدث بل تجرح وتمزق بنصل أحرفها وبحدة وقعها ونبرتها.
نظر الرجل المسكين للأعلى وإذ بالشيطان فوقه، خرجتُ من القبو واتجهت لذلك الرجل وبلحظة انقضضت عليه وبفأسي حاولت قطع رأسه لكني لم أنجح.
قال بصوت رقيق منخفض وخالي من العنف المعتاد: “كل ذلك الألم لن يكون شفاؤه سهلاً، يمكنك النوم على تلك الكنبة”.
نعم لم أنجح، لقد فشلت بقطع رأسه، كان قوي وصلب لكن ذلك ليس السبب، السبب الحقيقي هو ضعفي وهزالة جسدي.
رغبة شديد بالنوم خشيت أن تظهر علي فيشك بي أحد فأسرعت وخلدت للنوم ودفعت الثمن.
لا بأس، لا يهم، قطع رأسه ليس بمتطلب لحد هذه اللحظة فيكفيني صراخه وألمه وهو يتذوق الموت.
حضر الرجل وابنته للمنزل فما كان مني إلا البقاء ساكن ومنتظر للحظة التي يسقط بها الرجل ويهوي جسده للأرض ضعفاً.
اتجهت لابنته التي اسقطت كأس الماء من يدها فبدأ الرجل يناشدني ويحاول رفع يده نحوها لكن لا، أنا آسف، كنت المناشد المرفوض، كنت السائل المردود والمنادي الذي لم يُسمع صوته لذا أنا اصم وبالحقيقة لست أسفاً أبدا.
نزلت الهدف بشعرها الرائع وعيونها الامعة وجسدها الفاتن ووجهها الحسن القبيح المقرف ورمقتني بنظرة استحقار.
رفعت يدها وهي تتوسل الرحمة التي لم أتذوق طعمها بحياتي فما كان مني إلا ان قطعت يدها.
نهضت مدرك لحقيقة وضعتها البارحة لحماقتي بمؤخرة رأسي مكرراً نفس الخطأ.
صرخت وبكت وكان صوتها عالي فاخرجت سكيني وطعنتها وكتمت صوتها المزعج.
صرخ وقال: “اخرس قلت لك”.
ذهبت لغرفة الرجل واحضرت سيفه ثم اتجهت له حيث كانت عيونه لا زالت تبصر ابنته وهي تنازع أمامه تنتظر موتها.
سيغلق الباب وسيضيء بعض الشمع وسيقيد فمي ويدي ولن يبحث عني أحد، سأبقى هنا للأبد.
أنا أريدها أن ترى وأريده أن يرى، أريد أن يشهد كل منها موت الآخر، طعنت البنت أمام والدها وبسيفه ثم طعنت جسده بسيفه وقتلته ورميته بالقبو وغادرت حاملاً جثة ابنته لكي لا يداهمني الوقت.
قلت: “سيدي ارجوك إنه أنا أوراغيري”.
نزلت من السلم ونسيت أمر الكلب بالحظيرة فارتعبت للحظة خوفاً من أن يبدأ بالعواء علي لكني لم اسمع له حس، نظرت للحظيرة وإذا بالكلب جثة هامدة وجسده ممزق تمزيق، بئساً، ما هذا؟! من فعل هذا بالكلب؟! هل يوجد أحد هنا؟!
لم استطع النوم البارحة لاشاهد ما اشاهده حالياً وها أنا اقطف بعض ثمار خسارتهم واتذوق لذة يأسهم.
تناسيت الخوق وأخذت الجثة التي أحملها وتركت يدها التي قطعتها بالمنزل ليدب الرعب بنفس كل من بالقرية اللعينة وبالفعل حدث ذلك فجن جنونهم عندما علموا أن الخاطف شخص وحشي لا يمتلك بقلبه ذرة رحمة حتى اتجاه الأطفال.
أنا قبل لحظات لم أكن أبصر جمال هذا المنزل لأنني كنت أركز على الكره الذي أعمى قلبي عن رؤية الجمال، لم أكن أبصر الأضواء وكنت أتجنبها ظاناً أنها تعميني، كنت أظن نفسي أصبحت شيطان حقيقي لكن ها أنا ومع أول لمسة حنان أملأ الوسادة بدموعي.
هذا شعوراً رائعاً للغاية، إنهم خائفون ووجلون مني، يبحثون عني، يجهلون قوتي، لا يدركون مكري ويحطمهم ويرعبهم وجودي.
دخلت المزرعة وبدأ الكلب بالعواء الشديد فبقيت اقترب منه ببطء حتى أتى رجل ضخم من داخل الاسطبل ورمقني بنظرة فاحصة فرفعت يدي مستسلم.
أنا عظيم رائع، أنا فرح سعيد، أنا راضي غني وما يغنيني هو حالهم واضطرابهم.
لو كانت والدتي تزوجت بهذا الرجل لكنت الآن أعيش بهذا المنزل الدافئ أتلقى الحنان والكلام الجيد عوضاً عن الضرب والاحتقار.
لم استطع النوم البارحة لاشاهد ما اشاهده حالياً وها أنا اقطف بعض ثمار خسارتهم واتذوق لذة يأسهم.
حل الصباح وإذا بيد ضخمة تيقظني وإذا بصوت غليظ ينادي علي ففتحت عيني وإذا بالرجل صاحب هذا المنزل يقف فوق رأسي ويقول: “هيا ارحل”.
رغبة شديد بالنوم خشيت أن تظهر علي فيشك بي أحد فأسرعت وخلدت للنوم ودفعت الثمن.
كان عمال المزرعة يستغلون خروج مديرهم ويعودون للنوم والاسترخاء ولكن كانت المصيبة الأكبر بذلك الكلب الذي أجبرني على تسلق الحافة الضخمة للحظيرة من الخلف لكن الأمر كان يستحق حيث تمكنت من الوصول للمنزل بقفزة واحدة ولم يلحظني أحد.
لا شيء بلا مقابل أبدا، جسدي تحطم وسلب بالكامل، لم أستطع التنفس وأشعر بجسدي بأكمله يحترق بسبب كوابيس نومي.
أتجهت لمزرعة صغيرة بالقرية وكان أمامي عائق كبير للغاية وهو وجود كلب ضخم الحجم ومخيف كحارس لهذه المزرعة.
هذا دمار شامل لكن هذا هو ثمن الصفقة، ثمن القوة ليس رخيصاً أبداً لكن لا بأس، لا أحتاج للتفكير كثيراً بذلك، ما هي إلا بضع لحظات حتى استطعت النهوض من سريري وأنا أفكر بما قاله لي ذلك الشيطان، قال: “أنا من قتلت الكلب”.
البارحة ذلك الرجل حاول أن يبدو أليف وحنون أمام ابنته لذا أنا حقا لا أهتم.
تناسيت الأمر وجائتني الرغبة لدخول كل بيت من بيوت أهل القرية ورؤية خوفهم وحيطتهم والتمتع بقلقهم.
رغبة شديد بالنوم خشيت أن تظهر علي فيشك بي أحد فأسرعت وخلدت للنوم ودفعت الثمن.
الآن كل منزل بالقرية يعمه الحزن والقلق وهذا ما أريده وما هذا سوى جزء صغير جداً من انتقامي، انتظروني أيها الفايكنج، أقسم أنني من سيبيدكم.
النظر للقبو ألمني بشدة لكن بهذه اللحظة أشعر بالقوة، استطيع الحراك، استطيع على الاقل التحديق بذلك الباب، لا اشعر برهبة من النظر نحوه.
كان الوقت متأخراً جداً ووالدتي الثملة نائمة كليا، كان منظر السماء الصافية يمنحك شعور جيد يبعث على الراحة، شعور الراحة ذلك الذي يأتي بعد إتمام واجبك وعملك المطلوب منك على أكمل وجه.
خذلتني الرحمة والألفة لأنني لست من النوع الذي يخصهم فعدت مجروح الجسد خالي الوفاض.
كانت النجوم تتلألأ بالسماء والهدوء قاتل ما دفعني للتفكير باقتراب بزوغ فجر ذلك اليوم، اليوم الذي سأغادر به.
أنا أريدها أن ترى وأريده أن يرى، أريد أن يشهد كل منها موت الآخر، طعنت البنت أمام والدها وبسيفه ثم طعنت جسده بسيفه وقتلته ورميته بالقبو وغادرت حاملاً جثة ابنته لكي لا يداهمني الوقت.
إنه رجل مرعب ولا أستطيع الصمود بين يديه، سأُكسر بسرعة وخلال بضعة أيام سأصبح وجبة لكلبه الشرس بالأسفل.
لم تكن مميزة أبداً فلم أعطها إلا نظرة واحدة وقلت: “لقد قالت أمي انها سترميني للخاطف لأنني أسبب لها المتاعب، أنا خائف من ذلك الخاطف ولذلك أتيت، سأحلب لك الابقار غداً وأطعم الأحصنة واسقي النبات ثم اقسم أنني سأغادر لذا ارجوك، سيأتي الخاطف لمنزلنا ويأخذني لذا أرجوك سيدي أبقني هنا عندك، أنا أتوسل إليك”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
