نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 47

الفصل 8: حالة طوارئ - الحريق

الفصل 8: حالة طوارئ - الحريق

VOLUME FOUR

 

الفصل 8: حالة طوارئ – الحريق

“…”

 

وجهت الطاقة السحرية بين يدي، مراهنًا آمالي الأخيرة على هذا. بدا الوقت بطيئًا. اتخذ غالوس موقفا مع خفض سيفه نحو وركيه، على وشك إطلاق هجومه. حتى لو أطلقت موجة صدمة لخلق مسافة بيننا، فقد فات الأوان بالفعل. بدلا من استخدام المدفع الحجري سابقًا، كنت سأكون أفضل حالًا لو أخرجت السكين من قدمي أو إستخدمت موجة صدمة حينها. لقد اتخذت خطوة خاطئة.

“إنها نيران!” صرختُ وقفزتُ من على أكتاف غيز.

 

 

حسنا، هذا صحيحا. لكن هذا غريب بعض الشيء. “أنت من طلب منا إنقاذ أطفال الوحوش. وقلت أنك لا تريد أن تواجه المتاعب في المستقبل بسببهم. ولكن ها أنت هنا تختطفهم….ما هي نواياك بالضبط؟”

“ممم؟ فقط إنتظر لحظـ—مهلًا!” قفز غيز لأعلى ونظر إلى الخارج. “أنت لم تكن تمزح! ماذا يجب أن نفعل، رئيس؟!”

“حسنا، هلم إلي، يا مروض الكلاب. أم أنك جبان فقد كل شجاعته، وستسمح لي بالذهاب؟”

ما الذي يحدث؟ لقد خططت للمغادرة في اليوم التالي، والآن إذا لم أتخذ إجراء، فَسَـنخبز مثل الكعك.

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

 

 

“نحن سنخرج من هنا بالطبع! وسنستخدم الفوضى للهروب!”

“ماذا تقصد أنك لا تعرف؟ لقد قلت أنك تعرف الطريق، أليس كذلك؟”

 

كَـرد الفعل، تحركت إلى الجانب بدلًا من التراجع. بحلول الوقت الذي أدركت فيه ما يحدث، جاء سيفه القصير إلي من أعلى مباشرة وإنطلق لضرب الجزء العلوي من قدمي. حتى خلال الألم الشديد الذي عَمَّ جسدي، استطعت أن أرى ما سيحدث بعد ذلك.

“لكن كيف سنخرج بالضبط؟! الباب مغلق، كما تعلم!”

لا تقلقي. أنا لا أحمل أي ضغينة تجاهك حقًا. أعرف أن الناس أحيانا يسيئون الفهم ويرتكبون الأخطاء نتيجة لذلك. وأنا، روديوس العظيم، مستنير ورحيم!

“لا تقلق، هذه ليست مشكلة!” انزلقت نحو الباب وأخرجت المفتاح الذي أخفيته لفتحه.

 

 

“هذا ما أود أن يصدقه الناس.”

“وااه! متى إمتلكت الوقت لسرقة مفتاح؟”

 

“مجرد شيء أعددته في حالة حدوث شيء كهذا، عندما بدأت التخطيط لهروبي لأول مرة!”

حسنا، الآن بعد أن ذكر ذلك، هو محق. بعد كل شيء، عبارة ستارة الدخان لن يكون لها معنى إذا إستطعت أن ترى مباشرة من خلال الدخان الأسود واللهب القرمزي.

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

 

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

 

“نعم!” وافقني غيز.

إنه يخطط للإنطلاق نحوه وشن هجوم سفلي نحو الوحش المقدس من الأسفل. يمكنني أن أرى ذلك. لو إستعملت المدفع الحجري…..لا، الوحش المقدس في طريقي. أنا بحاجة إلى استخدام تعويذة مختلفة. ماذا أستخدم؟ قال لي المبتدئ أن ألفت انتباهه، لذلك…

 

 

فُتِحَتْ الباب وصفعتنا موجة من الهواء الساخن على وجهينا. رقصت النيران بعنف بينما الحريق، المشرق والشرس، يلتهم الغابة بجوع شره. تم إجتياح المنازل على رؤوس الأشجار، مما هدد بإنهيارها.

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

 

 

تمتم غيز: “هذا سيء حقًا.”

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

 

بترك هذا جانبا، هي بحاجة للسماح لي بإلقاء القليل من سحر الشفاء عليها.

نعم….أومأت برأسي موافقًأ إياه الرأي.

 

 

“بالتأكيد، هذا ممكن.” قال غيز. “الحرائق نادرة جدًا مع اقتراب موسم الأمطار….وااه!”

ربما يمنع الناس من إشعال الحرائق في هذه الغابة، لكن بلا شك هناك شخص حكيم حقًا قرر الجلوس في السرير والتدخين قليلًا، مما تسبب في كل هذا. لا أعرف من هو، لكننا سنكون قادرين على الهروب بفضله، لذلك لا أخطط للشكوى من أفعاله.

في تلك اللحظة انتهيت من تعويذتي وأطلقت انفجارًا ناريًا في الفضاء بيننا. تم إلقاء جسدي للخلف بسرعة سخيفة. لجزء من الثانية فقط، فقدت وعيي.

 

واضحٌ أي جانبٍ هو جانب العدالة. ولكن أي جانب يمثل الشر بالنسبة لي؟

“حسنا، مبتدئ، من أين الطريق إلى ميناء زانت؟”

“نـ-نعم، أيها المحارب غيمبال! لقد أنقذتني!” الوحش الذي حوصر هو امرأة. محاربة أنثى. مغطاة بالجروح بسبب قتالها السابق.

“ماذا؟ كيف يمكنني أن أعرف بحق الجحيم؟” صرخ في وجهي وهو ينظر حوله.

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

 

تحدث غيز: “حسنًا، لقد إعتقدت أن شيئا مريبا كان يحدث…”

“ماذا تقصد أنك لا تعرف؟ لقد قلت أنك تعرف الطريق، أليس كذلك؟”

“نـ-نعم، أيها المحارب غيمبال! لقد أنقذتني!” الوحش الذي حوصر هو امرأة. محاربة أنثى. مغطاة بالجروح بسبب قتالها السابق.

“ليس عندما نكون محاطين بالنيران من جميع الجهات!”

 

حسنا، الآن بعد أن ذكر ذلك، هو محق. بعد كل شيء، عبارة ستارة الدخان لن يكون لها معنى إذا إستطعت أن ترى مباشرة من خلال الدخان الأسود واللهب القرمزي.

 

 

“….ووو-هوو! لقد فعلناها!” عندما نظرت إلى الجانب، رأيت غيز بقبضته في الهواء. “في اللحظة التي يسمع فيها هؤلاء الرجال من أسلوب إله الشمال إسم قنبلة البكاء، يستخدمون دائمًا كلتا أيديهم لتغطية وجوههم!”

إذن ماذا يجب أن نفعل؟ إخماد النيران؟ لا، نحن بحاجة إلى فوضى النيران من أجل الهروب. لو أخمدناها فَسَـيتم إمساكنا على الفور. علاوة على ذلك، قد يتم إتهامنا بأننا نحن من أشعل هذه النيران. ماذا عن الفرار مؤقتًا خارج نطاق الحريق حتى نتمكن من البحث عن طريق العودة إلى المدينة؟ هل يمكننا حتى الهروب دون إخماد الحريق؟

 

“ماذا سنفعل؟! طرق الهروب تنفد منا بسبب الحريق!”

 

كم هو حجم هذا الحريق أساسًا؟ حتى لو ركضنا وركضنا، هناك احتمال أننا قد لا نكون قادرين على الهروب من المنطقة.

نظر غيمبال والآخرون بالتناوب بيننا، متسائلين عما هل نحن معارف أو رفاق.

 

“اقتله! استخداموا تفوقكم العددي ولا تسمحوا له بإلقاء سحره!”

“أوي، أيها الرئيس! انظر!”

“الإنفجار!”

 

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

هو يشير إلى طفل. طفل صغير ذو أذني قطة. يفرك عينيه ويسعل وهو يترنح في اتجاهنا، بعد أن إستنشق بعض الدخان. في مكان قريب، اشتعلت النيران في أوراق الشجر التي تدق حيث هدد كل شيء بالانهيار. نظر الطفل إلى الشجرة، لكن كل هذا يحدث فجأة لدرجة أنه لم يستطِع فعل شيء سوى النظر إلى ما يحدث، مذهولًا.

 

 

أوه لا. عندها أدركت أنه في مرحلة ما تمكن غالوس من دفعي إلى المكان الذي توجد فيه جثث أولئك الوحوش. النصل عند قدميه ينتمي إليهم. لقد قادني إلى هنا.

“احترس!” أطلقت سحر الرياح على الفور لإبعاد الشجرة.

أي نوع من الشائعات هذه؟! لا، بترك ذلك جانبا، الشيء الأكثر أهمية هو أنني كنت أحاول بالفعل مساعدة غالوس هناك.

 

“لا تقلق، هذه ليست مشكلة!” انزلقت نحو الباب وأخرجت المفتاح الذي أخفيته لفتحه.

الدخان قد طمس بصره، لكن الطفل رآنا واقترب. “سـ-ساعدو…ني…”

 

أخذته بين ذراعي واستخدمت سحر الماء لتنظيف عيونه. لديه أيضا بعض الحروق الخفيفة على جسده، لذلك استخدمت سحر الشفاء أيضًا. لست متأكدًا مما يجب أن أفعله، لكنني آمل أن يساعد ذلك في الوقت الحالي على الأقل. ماذا يفعلون هنا على أي حال؟ هل فشلوا في الهروب؟

“ماذا، إذن أنت حقًا لن تهاجمني؟ حسنًا إذن، هذا جيد. سَـتُسدي بهذا خدمةً لِـكلينا.”

“لا تخبرني أن القرويين لم يتم إجلاؤهم بالكامل بعد؟”

“هاها! الآن هذا شيء جيد لسماعه!” قال غيز قبل رفع السيف من أقرب جثة وإتخاذ موقفه. “حسنا، اترك الخط الأمامي لي! قد لا أكون جيدًا بالسيف، لكن يمكنني على الأقل أن أكون جدارًا لك!”

“بالتأكيد، هذا ممكن.” قال غيز. “الحرائق نادرة جدًا مع اقتراب موسم الأمطار….وااه!”

بالمقارنة، الوحوش قد سجنوني بتهمة كاذبة. لم يستمعوا إلى أي شيء قلته. جردوني من كل ملابسي وألقوا علي الماء البارد المتجمد، ثم تركوني في زنزانتي. على المستوى العاطفي، لدي انطباع سيئ عنهم.

انهارت شجرة أخرى. المنزل الصغير الذي يقع فوقنا ينهار أيضًا، وينثر أجزاء من اللهب مثل المسحوق. بدا الأمر وكأن أي جهدٍ لم يُبذَل لإخماد الحريق. إذا بقيت عالقًا هنا، فسأكون في خطر، خطر شديد. ومع ذلك، لم أستطِع ترك هذا الطفل ورائي والهرب.

 

 

“لا تقلق، هذه ليست مشكلة!” انزلقت نحو الباب وأخرجت المفتاح الذي أخفيته لفتحه.

“حسنا….” اتخذت قراري. “مبتدئ، هل تعرف أين مركز القرية؟”

 

“نعم، أنا أعرف أين هذا هو….ولكن ماذا ستفعل؟”

 

“سأقدم لهم معروفًا حتى يشعروا بأنهم مدينون لي!”

حسنا، هذا صحيحا. لكن هذا غريب بعض الشيء. “أنت من طلب منا إنقاذ أطفال الوحوش. وقلت أنك لا تريد أن تواجه المتاعب في المستقبل بسببهم. ولكن ها أنت هنا تختطفهم….ما هي نواياك بالضبط؟”

بعد أن قلت ذلك، ابتسم غيز، وحمل الطفل بين ذراعيه، وبدأ في الجري. “حسنا إذن، من هذا الطريق. اتبعني!”

نظرت إلى المشهد مرة أخرى. سقط محارب آخر من الوحوش. إقتحم الرجال البشر المبنى الذي كان ذلك المحارب يحميه وخرجوا وهم يجرون طفلًا من شعره.

ركضت خلفه….ولكن بعد ذلك تذكرت ملابسي. ربما لا يزالون مختبئين في هذا السجن الصغير. سرعان ما استخدمت سحر الماء لغمر المبنى بالجليد قبل أن أتبع غيز.

 

 

“غوااااه! أيها اللعين…..!”

لم تصل النيران بعد إلى قلب القرية. ومع ذلك، لم أتوقع ما رأيته. شعب الوحوش يحاول الفرار. مذعورون، يصرخون ويصيحون وهم يركضون جيئة وذهابا. هذا الجزء قد توقعته لأنه أمر منطقي عند حدوث كارثة، ولكن لسبب ما، وما فاجئني، هو أن هناك أيضًا بشرًا يرتدون معداتٍ قتالية يطاردون الوحوش. بعيدًا، استطعت أن أرى ما يشبه محاربي الوحوش الذين يقاتلون البشر. وأبعد من ذلك، رأيت رجالًا أقوياء المظهر يحملون طفلًا تحت كل ذراع، ربما يحاولون جمعهم في مكان ما.

“ماذا؟” شهقت المحاربة.

 

“ومع ذلك، هذا….قليلا يتجاوز الحدود.”

ما هذا؟ ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟

 

تحدث غيز: “حسنًا، لقد إعتقدت أن شيئا مريبا كان يحدث…”

ما هذا؟ ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟

“مبتدئ، هل تعرف ما يحدث؟”

“ليس عندما نكون محاطين بالنيران من جميع الجهات!”

 

 

“بالضبط كما يبدو. هؤلاء الرجال يهاجمون الوحش.”

 

صحيح. هذا بالضبط ما بدا عليه الأمر.

 

 

 

أضاف غيز: “أعتقد أنهم هم الذين أشعلوا النيران أيضًا.”

 

 

 

لذلك هاجموا بإشعال الحرائق. تقريبا مثل قطاع الطرق. هناك حقا بعض القساة هنا. من ناحية أخرى، سجنني الوحوش لمدة أسبوع بينما أنا بريئ من أي جريمة. قال الناس إن اللعنات مثل الدجاج: يعودنَّ دائمًا إلى المنزل ليناموا.

 

 

 

“ومع ذلك، هذا….قليلا يتجاوز الحدود.”

 

تم جر الفتيات من قبل الرجال. طفل يصرخ، ينادي أمه، التي حاولت أن تلحقه فقط لكي يقطعوها. حاول محاربوا الوحوش منع عمليات الاختطاف، لكن تحركاتهم بدت باهتة. الدخان أعاق رؤيتهم وحاسة شمهم. طغى عليهم البشر بأعداد كبيرة، ووجد الوحوش أنفسهم محاصرين، وأجبروا على الدخول في معركة وظهورهم على الحائط.

لم يتحرك. حتى الجلد حول عينيه لم يرتجف. قيدت يديه وساقيه وكممت فمه، لكن عينيه ظلتا مغلقتَين. يبدو أنه فاقد للوعي تماما.

 

 

رهيب، هذا رهيب حقا.

 

 

في تلك اللحظة من التأخير، وجُّهتُ الطاقة السحرية في يدي وأطلقت مدفعًا حجريًا.

“لذا….أيها الرئيس.”

فُتِحَتْ الباب وصفعتنا موجة من الهواء الساخن على وجهينا. رقصت النيران بعنف بينما الحريق، المشرق والشرس، يلتهم الغابة بجوع شره. تم إجتياح المنازل على رؤوس الأشجار، مما هدد بإنهيارها.

“ماذا؟”

“لا تخبرني أن القرويين لم يتم إجلاؤهم بالكامل بعد؟”

“أي جانب تخطط لِـأنْ تساعد؟”

***

نظرت إلى المشهد مرة أخرى. سقط محارب آخر من الوحوش. إقتحم الرجال البشر المبنى الذي كان ذلك المحارب يحميه وخرجوا وهم يجرون طفلًا من شعره.

واضحٌ أي جانبٍ هو جانب العدالة. ولكن أي جانب يمثل الشر بالنسبة لي؟

 

ضد هذه الوحوش الرشيقة، تحرك غالوس ببطء تقريبًا. أولًا أطلق الطفل نحو غيمبال. أمسك غيمبال بالطفل بين ذراعيه بينما تخبط المحارب B، الذي فقد هدفه الآن، لجزء من الثانية. في تلك اللحظة، بإستخدام الزخم الذي اكتسبه من التخلص من الطفل، إلتفَّ غالوس إلى الخلف وذبح المحارب A. نصله هو سيف طويل شائع، استخدمه لصد الهجوم القادم قبل دفن السيف في صدر المحارب A.

واضحٌ أي جانبٍ هو جانب العدالة. ولكن أي جانب يمثل الشر بالنسبة لي؟

على أي حال، أثبت هجوم رويجيرد نجاحه. بشكل مأساوي بالنسبة للمهربين، اكتشف سفينتهم وأسرَهُم فقط ليضربهم جميعًا حتى الموت تقريبًا. جاء الأطفال وهم يخرجون من أعماق السفينة. هناك ما لا يقل عن خمسين منهم. تم إنقاذ الجميع وحدثت نهاية سعيدة لطيفة، صحيح؟ ياااي! ….لا لم تحدث.

ليس لدي أي فكرة من هم هؤلاء البشر. وبالنظر إلى أنهم يختطفون الأطفال، هم على الأرجح يعملون مع تجار الرقيق أو المهربين، الذين أدينُ لهم بِـدَين. لقد هرَّبوا رويجيرد عبر البحر من أجلي. على الرغم من أننا عوضنا عن ذلك بقتل كل شخص في تلك القاعدة، لذلك فَـنحن نعتبر متساوين.

“لاكلانا! أنتِ بخير؟!”

 

 

بالمقارنة، الوحوش قد سجنوني بتهمة كاذبة. لم يستمعوا إلى أي شيء قلته. جردوني من كل ملابسي وألقوا علي الماء البارد المتجمد، ثم تركوني في زنزانتي. على المستوى العاطفي، لدي انطباع سيئ عنهم.

 

 

“ومع ذلك، هذا….قليلا يتجاوز الحدود.”

لا يزال. حتى رغم كل ذلك، هذا المشهد أمامي….مقزز.

“أوي، أيها الرئيس! انظر!”

 

ضد هذه الوحوش الرشيقة، تحرك غالوس ببطء تقريبًا. أولًا أطلق الطفل نحو غيمبال. أمسك غيمبال بالطفل بين ذراعيه بينما تخبط المحارب B، الذي فقد هدفه الآن، لجزء من الثانية. في تلك اللحظة، بإستخدام الزخم الذي اكتسبه من التخلص من الطفل، إلتفَّ غالوس إلى الخلف وذبح المحارب A. نصله هو سيف طويل شائع، استخدمه لصد الهجوم القادم قبل دفن السيف في صدر المحارب A.

“الوحوش، بالطبع.”

كما أرسلوا مجموعات من القوات المسلحة قد أُعِدوا لضرب تلك القرى، لكنهم تركوا قرية قبيلة دوروديا دون مساس. ونظرًا لأن هذا يعني أن محاربي دوروديا ظلوا غير مشغولين، طالبت القرى الأخرى بالمساعدة. لهذا توجب على دوروديا تقسيم قواتهم لإيصال المساعدات إلى المستوطنات المختلفة.

 

تم جر الفتيات من قبل الرجال. طفل يصرخ، ينادي أمه، التي حاولت أن تلحقه فقط لكي يقطعوها. حاول محاربوا الوحوش منع عمليات الاختطاف، لكن تحركاتهم بدت باهتة. الدخان أعاق رؤيتهم وحاسة شمهم. طغى عليهم البشر بأعداد كبيرة، ووجد الوحوش أنفسهم محاصرين، وأجبروا على الدخول في معركة وظهورهم على الحائط.

“هاها! الآن هذا شيء جيد لسماعه!” قال غيز قبل رفع السيف من أقرب جثة وإتخاذ موقفه. “حسنا، اترك الخط الأمامي لي! قد لا أكون جيدًا بالسيف، لكن يمكنني على الأقل أن أكون جدارًا لك!”

 

“نعم، أنا أعتمد عليك لحمايتي.” رفعت كلتا يدي إلى السماء.

“أوه حقًا؟ إذن لماذا لا تنضم إلي؟”

 

 

أولًا، يجب إخماد هذه النيران. استخدمت العاصفة، تعويذة سحر ماء متقدمة. وجهت الطاقة السحرية إلى يدي اليمنى، واستحضرت السحب الرمادية في السماء. ثم تأكدت من أن نطاق وقوة التعويذة كبيران. ليس لدي أي فكرة عن مدى انتشار الحريق، لكن ربما يمكنني إخماد معظمه إذا قمت بتوسيع تعويذتي قدر الإمكان. قمت أيضا بزيادة معدل هطول الأمطار حتى ينخفض مثل عاصفة مطرية غزيرة.

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

 

سيلتقط غالوس السيف عند قدميه، وستكون هذه هي النهاية.

تلاعبت بالغيوم تماما كما تعلمت أن أفعل عند إلقاء تعويذة المطر المظلم. ضغطت الطاقة السحرية حتى شكلت سحابة، ثم تضخمت تلك السحابة أكبر وأكبر دون ترك قطرة واحدة من المطر تسقط. لم يلاحظني أحد أقف هناك، رفعت ذراعي نحو السماء. وبفضل الدخان الأسود، لم يلاحظوا الغيوم التي تتجمع فوقه أيضًا.

فشلت المفاوضات.

 

 

“يووش!” بمجرد أن صارت الغيوم كبيرة بما يكفي، أطلقت الطاقة السحرية عليها.

 

 

 

“واااه….” نظر غيز إلى الأعلى حيث بدأ المطر ينزل علينا مثل الشلال.

 

 

“خمستكم غير كافين لإلحاق الهزيمة بي.”

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

يبدو أن الجرو هو ما مثل المشكلة. أتمنى لو قال ذلك منذ البداية. كان بإمكانه على الأقل أن يطلب مني إطلاق سراح الكلب وننتهي من كل هذا.

 

سيلتقط غالوس السيف عند قدميه، وستكون هذه هي النهاية.

“أوي، ماذا ستفعل، أيها الرئيس، إنهم قادمون!”

 

“مستنقع!” عندما قلت اسم التعويذة، فُتِحَت حفرة موحلة تحته. غير قادر على الحركة، فقد الرجل توازنه وإنهار. “مدفع حجري!” ألقيت التعويذة التالية دون تأخير لحظة، ضربته بتعويذة الأرض مسقطًا إياه. قطعة من الكعك. هؤلاء الرجال ليسوا شيئًا مميزًا.

 

 

استمر سعينا. غادرنا القرية ودخلنا الغابة. في هذه المرحلة، سمح لي أحد المحاربين بالركوب على ظهورهم لأنني بطيئ جدًا. من هذا الموقف، أصبحت آلة إطلاق مدافع حجرية.

“أوه….كان ذلك مذهلا، أيها الرئيس!”

 

تجاهلت مديح غيز وتحركت إلى الأمام. البشر هنا، هناك، وفي كل مكان. بدأت بأحد الجوانب أضربهم بمدفعي الحجري. سأواصل هذا الهجوم التدريجي ثم أستعيد الأطفال الذين تم اختطافهم. لو كان رويجيرد وإيريس هنا معي لمطاردة هؤلاء اللعناء، لَـسار العمل بشكل أسرع، لكن الآن، علي أن أكون حذرا لأنني هنا بمفردي.

 

 

“غاااااا! ما هذا؟!”

حسنا، ليس تماما. لدي غيز معي. على الرغم من أنه بدا عديم الفائدة إلى حد ما من حيث المهارات، لذلك لم أتوقع منه أن يكون مفيدا للغاية.

قبل أن أتمكن من الانتهاء من شفائها، صرخ غيمبال، “لاكلانا، عليك العودة وحراسة الوحش المقدس!”

 

“حسنا. أراك لاحقًا، يا مروض الكلاب. إذا التقينا مرة أخرى في مكان ما—”

“أوي، هناك ساحر هنا! لقد أخمد النيران!”

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

 

“اقتله! استخداموا تفوقكم العددي ولا تسمحوا له بإلقاء سحره!”

 

عندما تشتت انتباهي، جاء المحاربون البشريون يركضون نحوي، واحدًا تلو الآخر.

 

 

“ماذا، إذن أنت حقًا لن تهاجمني؟ حسنًا إذن، هذا جيد. سَـتُسدي بهذا خدمةً لِـكلينا.”

“مدفع حجري!” أدرت يدي نحوهم وضربتهم بتعويذتي. واحد، اثنان، ثلاثة….اللعنة، ليس فقط أن لديهم بيئة تساعدهم، ولكن أعدادهم ساحقة كذلك.

لم يتحرك. حتى الجلد حول عينيه لم يرتجف. قيدت يديه وساقيه وكممت فمه، لكن عينيه ظلتا مغلقتَين. يبدو أنه فاقد للوعي تماما.

 

“ومع ذلك، هذا….قليلا يتجاوز الحدود.”

“الـ-اللعنة! تعالوا إذن! لن أسمح لكم بوضع يدٍ على رئيسي!” صرخ غيز ببسالة، رغم أنه بدأ يتراجع تدريجيا إلى الجانب. عديم الفائدة.

“ماذا؟ كيف يمكنني أن أعرف بحق الجحيم؟” صرخ في وجهي وهو ينظر حوله.

 

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

ماذا عني؟ هل يجب أن أتراجع أيضا؟

هو يخطط لقطع بطني من الجانب، ثم استخدام هذا الزخم لتوجيه ضربة مائلة أخرى من الإتجاه المعاكس.

 

 

في تلك اللحظة بالذات، طار أمامي ظلٌّ بني. “لا أعرف من أنت، لكن شكرًا لك على المساعدة!”

“ماذا؟” شهقت المحاربة.

وتحدث بِـلغة إله الوحوش. إنه وحش ولديه ذيل كلب كثيف مع سيفه مُستلٌّ بالفعل، قطع أحد الرجال القادمين نحونا. بضربة واحدة بسيطة أرسل رأس البشري يحلق.

 

 

 

“لن نهزم من أمثالك، الآن بعد أن نظفَّ المطر وجهي صار أنفي يعمل بشكل صحيح!”

 

أووه، يا لهذا الخطاب البطولي! لكن الأمر تمامًا كما قال، بدأ جميع الوحوش في المنطقة يعودون بقوة إلى القتال.

بدا لهم أمر إكتشاف منطقة احتجاز المهربين مجرد حظ بحت. لقد حصلوا على طرف خيط موثوق، وساروا نحو المبنى المعني. في الوقت الحالي، دعونا نتجاهل فقط أن مصدر هذه المعلومات هو قوة منفصلة يقودها غالوس.

 

“الساحر الصغير! رجاءً ساعدنا في جمع محاربينا وإستعادة أطفالنا!”

“الساحر الصغير! رجاءً ساعدنا في جمع محاربينا وإستعادة أطفالنا!”

في تلك اللحظة، تماما كما خفض من حذره وحمل رهينته بين ذراعيه، ظل أبيض هاجم غالوس من الجانب. وعض يده التي تحمل السيف.

“فهمت!”

 

بدا الوحش أمامي مندهشًا قليلا لأنني أجبت بلغة إله الوحوش، لكنه أومأ برأسه بقوة وإنطلق. قفز العديد من الوحوش من الأشجار أو الغابة للإنضمام إلينا. الآخرون الذين هزموا خصومهم إنطلقوا نحونا بكل سرعتهم.

 

 

وجهت الطاقة السحرية بين يدي، مراهنًا آمالي الأخيرة على هذا. بدا الوقت بطيئًا. اتخذ غالوس موقفا مع خفض سيفه نحو وركيه، على وشك إطلاق هجومه. حتى لو أطلقت موجة صدمة لخلق مسافة بيننا، فقد فات الأوان بالفعل. بدلا من استخدام المدفع الحجري سابقًا، كنت سأكون أفضل حالًا لو أخرجت السكين من قدمي أو إستخدمت موجة صدمة حينها. لقد اتخذت خطوة خاطئة.

“غنثر، غلباد، تعاليا معي. سنعمل مع هذا الساحر لإنقاذ الأطفال. بقيتكم، إحموا هذه المنطقة.”

 

“ووووو!” أومأوا جميعا برؤوسهم وتفرقوا. إنطلقت أيضًا، وفقدت المحارب الذي ظهر أمامي في البداية. تبعني غيز من ورائي.

تعرفت على وجهه الملتحي. إنه غالوس. الرجل الذي قام بتهريب رويجيرد عبر البحر من أجلي، الشخص الذي عهد إلينا بتلك المهمة. الشخص الذي يعمل في منظمة التهريب تلك.

 

“السيد غالوس….آسف، لكن عندما أنقذ الأطفال، فأنا لست مروض الكلاب رويجيرد. بل أنا رويجيرد من قبيلة السبيرد. ولا يغفر رويجيرد أبدًا لِـأولئك الذين يبيعون الأطفال كعبيد.”

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

كم هو حجم هذا الحريق أساسًا؟ حتى لو ركضنا وركضنا، هناك احتمال أننا قد لا نكون قادرين على الهروب من المنطقة.

 

عمل عقلي ببطء على ما يحدث. إنها قدمه—لقد ألقى ذلك السيف القصير علي بقدمه. على الأرجح هجوم مدمج في حذائه! أن تكون قادرًا على رؤية المستقبل لم يساعدني على الإطلاق مع خصم مثل هذا. كان يجب أن أعرف هذا!

ذلك عندما سمعنا صرخة شديدة بدت وكأنها نباح كلب.

“آسف، غالوس. لكن رويجيرد من ديد إيند لا يمكن أن يكون الرجل السيء.”

 

“لن نهزم من أمثالك، الآن بعد أن نظفَّ المطر وجهي صار أنفي يعمل بشكل صحيح!”

عند تفحص المنطقة المحيطة، وجدنا وحشًا يتم دفعه إلى الزاوية بواسطة ثلاثة بشر. يبدو أن البشر يتمتعون بميزة عددية غير عادلة، مثل القطط التي تعذب الفأر. هذا يعني أيضًا أن حذرهم من محيطهم قليل بسبب غرورهم.

 

 

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

أسقطت على الفور أحدهم فاقدًا للوعي بمدفع حجري. المحارب الذي كان يركض بجانبي قفز إلى الأمام وهاجم أحد الإثنَين الآخرَين. الإنسان الأخير، الذي أصيب بالذعر من حقيقة أن رفاقه قد قتلوا فجأة، تم قطعه من قبل الوحش الذي كانوا يحاصرونه.

بدا لهم أمر إكتشاف منطقة احتجاز المهربين مجرد حظ بحت. لقد حصلوا على طرف خيط موثوق، وساروا نحو المبنى المعني. في الوقت الحالي، دعونا نتجاهل فقط أن مصدر هذه المعلومات هو قوة منفصلة يقودها غالوس.

 

حسنا، ليس وكأنهم إمتلكوا خيارًا آخرًا. في الواقع، أعتقد أنه من المدهش أنهم تمكنوا من تحقيق هذا القدر في أسبوع واحد فقط.

“لاكلانا! أنتِ بخير؟!”

لم أرغب حقًا في التحدث عن هذا هنا، لكنني لم أستطِع الصمت أيضًا. “ماذا تقصد بذلك؟”

“نـ-نعم، أيها المحارب غيمبال! لقد أنقذتني!” الوحش الذي حوصر هو امرأة. محاربة أنثى. مغطاة بالجروح بسبب قتالها السابق.

 

 

“غاه؟!”

أوشكت على إلقاء تعويذة شفاء عليها عندما أدركت فجأة أنني أعرفها.

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

 

 

ودُهِشَتْ هي بالمثل عندما رأت وجهي. “غيمبال! هذا الصبي هو—”

“ماذا، إذن أنت حقًا لن تهاجمني؟ حسنًا إذن، هذا جيد. سَـتُسدي بهذا خدمةً لِـكلينا.”

“ليس عدونا. لقد استحضر المطر منذ لحظة. إنه يرتدي ملابس مضحكة بعض الشيء، لكنه يساعدنا.”

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

“ماذا؟” شهقت المحاربة.

“هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية!” ألقى غالوس كل وزن جسده على الأرض وتدحرج. تمكن من التدحرج مباشرة من تحت الوحش المقدس، وبعد دحرجة واحدة، بدأ يقف مرة أخرى…

 

 

ارتباكها ليس فقط لأن سترة فراء فقط هي ما تغطت جسدي العاري….أو بالأحرى أنا نصف عاري. أنا أعرفها. لقد اكتشفت اسمها للتو، لكنني أعرف ذلك الصدر العملاق وأيدي الطهي الماهرة تلك. إنها هي التي كانت تحرس زنزانتنا.

“غاه….!”

 

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

تناوبت نظرتها بيني وبين غيمبال، وجهها تحول إلى شاحب. ربما تذكرت معاملتها السيئة لي وأدركت الخطأ الذي ارتكبته.

“قلت لك إنها النهاية. توقف عن المقاومة، يا مروض الكلاب!”

 

 

لا تقلقي. أنا لا أحمل أي ضغينة تجاهك حقًا. أعرف أن الناس أحيانا يسيئون الفهم ويرتكبون الأخطاء نتيجة لذلك. وأنا، روديوس العظيم، مستنير ورحيم!

كانت هذه هي حالة الاختطاف الفريدة. عملية واسعة النطاق خططت لها منظمة التهريب. خططوا لسرقة الوحش المقدس، الكائن الإلهي الوصي على دوروديا. دوافعهم الدقيقة غير واضحة، ولكن يبدو أن الكثير من الناس أرادوا الوحش المقدس بسبب مدى تميزه.

بترك هذا جانبا، هي بحاجة للسماح لي بإلقاء القليل من سحر الشفاء عليها.

 

 

“بالضبط كما يبدو. هؤلاء الرجال يهاجمون الوحش.”

بدت مضطربة وأنا أشفيها، تتساءل على ما يبدو عن ماذا يجب أن تفعل، هل عليها أن تعتذر أم لا.

سقطت الحقيبة على وجه غالوس. انفجرت مادة تشبه الرماد منه. شيء لإفقاده بصره. لكن لسوء الحظ، فشلت….انتظر، لا، إنه بلا دفاع!

 

“مثير للإهتمام حقًا، أليس كذلك؟ حتى أن أسلوب إله الشمال لديه تكتيك للقتال أثناء إستخدام رهينة.”

قبل أن أتمكن من الانتهاء من شفائها، صرخ غيمبال، “لاكلانا، عليك العودة وحراسة الوحش المقدس!”

 

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

 

 

“غرر…!” إلتفَّ غيمبال والآخرون وحاصروا المحارب البشري، وحافظوا على مسافة بينهم.

استمر سعينا. غادرنا القرية ودخلنا الغابة. في هذه المرحلة، سمح لي أحد المحاربين بالركوب على ظهورهم لأنني بطيئ جدًا. من هذا الموقف، أصبحت آلة إطلاق مدافع حجرية.

“ومع ذلك، هذا….قليلا يتجاوز الحدود.”

 

“…”

السلاح الرشاش: روديوس.

“اللعنة! ما هذا بحق الجحيم؟!”

 

هذا هو المكان الذي استغل فيه غالوس الموقف. ضعفت دفاعات قرية دوروديا عندما دعا غيس فرقتهم من المحاربين إلى ميناء زانت. برفقة قواته، اقتحم غالوس المستوطنة. لقد فعل هذا للسبب الدقيق الذي ذكره من قبل. هو وأولئك الرفاق الذين يثق بهم سيختطفون الأطفال، ومن ثم سيكون هو الشخص الذي يحقق ربحًا.

نوع من المعدات التي، عند مواجهة عدو، ستصد أي هجوم من خلال استخدام عين الإستبصار، وأيضًا تهدم الأعداء تلقائيًا.

 

 

 

بالتأكيد، وضعت ما يكفي من القوة لإفقاد هؤلاء الرجال وعيهم فقط، لكن الوحش يمكن أن يوجه الضربة النهائية اللازمة بدلًا عني.

 

 

صحيح. هذا بالضبط ما بدا عليه الأمر.

“هذا هو الأخير!”

 

توقف آخر إنسان في اللحظة التي لحقنا به فيها، وأسقط حمولته حتى يتمكن من سحب سيفه. حمولته هي صبي صغير مع كيس فوق رأسه ويداه مقيدتان خلفه. بالنظر إلى كيفية سقوطه على الأرض بلا حراك، فمن المحتمل أنه فاقد للوعي بالفعل. ركع الرجل بجانبه ووضع سيفا على رقبة الطفل. رهينة، أليس كذلك؟

 

“غرر…!” إلتفَّ غيمبال والآخرون وحاصروا المحارب البشري، وحافظوا على مسافة بينهم.

ارتباكها ليس فقط لأن سترة فراء فقط هي ما تغطت جسدي العاري….أو بالأحرى أنا نصف عاري. أنا أعرفها. لقد اكتشفت اسمها للتو، لكنني أعرف ذلك الصدر العملاق وأيدي الطهي الماهرة تلك. إنها هي التي كانت تحرس زنزانتنا.

 

“حسنًا، حدث الكثير….وأنت، يا سيد غالوس، لماذا أنت هنا؟”

بدا الرجل غير منزعج وهو يراقب المشهد، حتى هبطت عيناه أخيرًا علي. “مروض الكلاب، ما الذي تفعله هنا بحق الجحيم؟”

هجوم القوات المسلحة، خطف الأطفال وخطف الوحش المقدس….ومع كل ذلك، لا يهم كم هم محاربوا الوحوش استثنائيون إذا لم يوجد هناك ما يكفي منهم. قرر زعيم القبيلة، غوستاف، التخلي عن الأطفال. جمع محاربيه وعزز دفاعات القرية، ثم بدأ البحث عن الوحش المقدس. فالوحش هو رمزٌ مهمٌ لقريتهم.

تعرفت على وجهه الملتحي. إنه غالوس. الرجل الذي قام بتهريب رويجيرد عبر البحر من أجلي، الشخص الذي عهد إلينا بتلك المهمة. الشخص الذي يعمل في منظمة التهريب تلك.

“سأقدم لهم معروفًا حتى يشعروا بأنهم مدينون لي!”

 

“غرر…!” بدا الوحش المقدس جاهزا للمعركة. قبل أن ألاحظ حتى، جاء إلى جانبي، اتخاذ موقف داعم مع جسمه منحني لأسفل مستعد للإنطلاق.

“حسنًا، حدث الكثير….وأنت، يا سيد غالوس، لماذا أنت هنا؟”

 

“لماذا؟ همف، كانت هذه خطتي منذ البداية.”

 

نظر غيمبال والآخرون بالتناوب بيننا، متسائلين عما هل نحن معارف أو رفاق.

 

 

استمر سعينا. غادرنا القرية ودخلنا الغابة. في هذه المرحلة، سمح لي أحد المحاربين بالركوب على ظهورهم لأنني بطيئ جدًا. من هذا الموقف، أصبحت آلة إطلاق مدافع حجرية.

لم أرغب حقًا في التحدث عن هذا هنا، لكنني لم أستطِع الصمت أيضًا. “ماذا تقصد بذلك؟”

 

صُدِمَ غالوس وقال: “لا حاجة لي لأن أخبرك.”

أوه لا. عندها أدركت أنه في مرحلة ما تمكن غالوس من دفعي إلى المكان الذي توجد فيه جثث أولئك الوحوش. النصل عند قدميه ينتمي إليهم. لقد قادني إلى هنا.

حسنا، هذا صحيحا. لكن هذا غريب بعض الشيء. “أنت من طلب منا إنقاذ أطفال الوحوش. وقلت أنك لا تريد أن تواجه المتاعب في المستقبل بسببهم. ولكن ها أنت هنا تختطفهم….ما هي نواياك بالضبط؟”

رد غالوس على الذعر في صوت غيز بضحكة. “أنت تعرف الكثير، يار رجل القرد. هذا صحيح، أنا المُطَهِر، قديس الشمال غالوس.” بحلول الوقت الذي قال فيه غالوس ذلك، أعاد رهينته بالفعل إلى قبضته.

ابتسم غالوس ونظر حوله. على الرغم من أن لديه ثلاثة محاربين من الوحوش، أنا وغيز نحيط به، لا يزال يبدو مرتاحا. “نعم، كان الصعاليك شيئًا يمكن تحمله، لكن إختطاف وحش دوروديا المقدس أيضًا؟ سيؤدي ذلك حقًا إلى وقوعنا في المشاكل.”

“تسك!”

يبدو أن الجرو هو ما مثل المشكلة. أتمنى لو قال ذلك منذ البداية. كان بإمكانه على الأقل أن يطلب مني إطلاق سراح الكلب وننتهي من كل هذا.

لن يغير أي قدر من إنتقاداته ظروفنا. ربما يجب أن أتركه يذهب؟ لستُ مثل رويجيرد. لا أملك شعور قوي بالعدالة لدرجة أنني سأضع حياتي على المحك لإنقاذ الأطفال الذين لا أعرفهم حتى. الشيء الوحيد الذي يستحق المخاطرة بحياتي من أجله هو إيريس.

 

“نظرًا لأنه مبارز يستعمل أسلوب إله الشمال، أعتقد أن لدي شيئا سيجعله يتعثر.”

“لقد إعتقدت أن لدينا خطة جيدة. حيث نقوم بتوقيت ذلك بشكل جيد ونسرب المعلومات إلى فرقة دوروديا من المحاربين حيث سيصطدمون بكم. ثم بينما يذبح السبيرد ذبح كلًّا منهم، نحن سنتسلل، مهاجمين مستوطنتهم لنسرق بقية أطفالهم.”

بالمقارنة، الوحوش قد سجنوني بتهمة كاذبة. لم يستمعوا إلى أي شيء قلته. جردوني من كل ملابسي وألقوا علي الماء البارد المتجمد، ثم تركوني في زنزانتي. على المستوى العاطفي، لدي انطباع سيئ عنهم.

“…”

هذا هو المكان الذي استغل فيه غالوس الموقف. ضعفت دفاعات قرية دوروديا عندما دعا غيس فرقتهم من المحاربين إلى ميناء زانت. برفقة قواته، اقتحم غالوس المستوطنة. لقد فعل هذا للسبب الدقيق الذي ذكره من قبل. هو وأولئك الرفاق الذين يثق بهم سيختطفون الأطفال، ومن ثم سيكون هو الشخص الذي يحقق ربحًا.

“سيكون الأوان قد فات عندما يدرك محاربوهم أن هناك هجوما على القرية. بمجرد أن يضرب موسم الأمطار، لن يتمكنوا من اتخاذ خطوة وسيتعين عليهم فقط إجبار نفسهم على النوم ليلًا لأنهم لا يستطيعون أن يلاحقوننا.”

 

خلال موسم الأمطار، لا يتمكن معظم الناس من مغادرة القرية. لا بد أن المهربين اعتقدوا أنهم يستطيعون التخلص من ملاحقيهم عن طريق توقيت ذلك بشكل صحيح.

“ووف!” كما لو إنه يحاول غرس الشجاعة في داخلي، نبح كرة الفراء بجانبي.

 

 

“أنت بالتأكيد تفعل الأشياء بطريقة غير مباشرة للغاية.”

 

 

 

“قلت لك، نحن لسنا منظمة موحدة. لا يمكنني السماح لرفاقي بالتقدم علي.”

طارت تعويذتي نحوه بأقصى سرعة، لكن غالوس قسمها إلى قسمين في الجو. اندلعت شرارات من نصله وطار من يد غالوس. جيد، والآن يمكنني أن أغتنم هذه الفرصة لخلع السيف قصيرة من—

كم هذا مبتذل. إطلاق سراح عبيد رفاقه، ثم يبيع عبيده. سيحصل هكذا على أرباح ضخمة في حين أن رفاقه لن يحصلوا حتى على فلسٍ واحد. سترتفع رتبته بينما يغرق رفاقه الفاشلون. بعد زرع بذوره بعناية، خطط غالوس لجني الثمار.

 

 

“ها!”

“هل تعلم، يا مروض الكلاب؟ يُباع نقانق دوروديا هؤلاء بسعر مرتفع بشكل استثنائي. بعض العائلات النبيلة المنحرفة في مملكة آسورا تعشقهم وسيدفع هؤلاء الرجال الكثير من المال للحصول عليهم.”

فشلت المفاوضات.

آه، نعم. أعتقد أنني أعرف أي عائلة هو يتحدث عنها.

سيتحرك غالوس لقطع الكيس المليء بالبودرة إلى النصف ولكن بعد ذلك سيرتبك ويغطي وجهه بكلتا الذراعين بدلًا من ذلك.

 

“اقتله! استخداموا تفوقكم العددي ولا تسمحوا له بإلقاء سحره!”

“لم يتم هذا كم خُطِطَ له بالضبط، لكن السبيرد خاصتك قد أبقى فرقة محاربي دوروديا مقيدين في ميناء زانت. إذن لماذا تكون أنتَ هنا؟”

 

“لقد أفسدتُ بعض الأمور وتم القبض علي.”

 

“أوه حقًا؟ إذن لماذا لا تنضم إلي؟”

 

عند هذه الكلمات، حول غيمبال نظرته نحوي. بدا أنه يفهم لغة البشر إلى حد ما، وظل يراقبني بحذر. تمنيت حقًا أنه لن يفعل ذلك.

“الوحوش، بالطبع.”

 

 

“السيد غالوس….آسف، لكن عندما أنقذ الأطفال، فأنا لست مروض الكلاب رويجيرد. بل أنا رويجيرد من قبيلة السبيرد. ولا يغفر رويجيرد أبدًا لِـأولئك الذين يبيعون الأطفال كعبيد.”

“قلت لك، نحن لسنا منظمة موحدة. لا يمكنني السماح لرفاقي بالتقدم علي.”

“هاااه، حتى ديد إيند يحب التظاهر بأنه على جانب العدالة، أليس كذلك؟”

تماما كما بدأ في الوقوف، سيضرب من أسفل نحوي.

“هذا ما أود أن يصدقه الناس.”

حسنا، هذا صحيحا. لكن هذا غريب بعض الشيء. “أنت من طلب منا إنقاذ أطفال الوحوش. وقلت أنك لا تريد أن تواجه المتاعب في المستقبل بسببهم. ولكن ها أنت هنا تختطفهم….ما هي نواياك بالضبط؟”

فشلت المفاوضات.

 

 

 

أبقى غالوس سيفه موضوعًا على رقبة الطفل أثناء ما هو يقف. ألقى نظرة حوله على غيمبال ورجاله، الذين يحاولون إحاطة غالوس، وضحك. “فهمت….حسنًا، يا مروض الكلاب، لقد ارتكبت خطأ.”

تماما كما بدأ في الوقوف، سيضرب من أسفل نحوي.

لقد أخبرتك حرفيًا أنني لست مروض الكلاب، أنا رويجيرد.

 

 

 

تجرك اثنان من رجال غيمبال إلى خلف غالوس، مُتَسَتِرَينِ مثل القطط، يزحفان نحوه.

“أوي، أيها الرئيس، كن حذرًا!”

 

 

“خمستكم غير كافين لإلحاق الهزيمة بي.”

 

قفز ثلاثة منهم عليه فورًا تقريبا. من الخلف إنطلق المحارب A، موجهًا ضربةً مائلة؛ ومن اليسار، إنطلق المحارب B، محاولًا إنقاذ الطفل. إستخدم غيمبال هذا التناغم لمهاجمة غالوس من الأمام.

أنزل غيمبال الطفل تحت ثنية ذراعه وحاول صد غالوس، لكن الأوان كان قد فات بالفعل. أطلق غالوس هجومه بين فجوة ساقي درعه الذي هو المحارب B، واخترق غيمبال. عندما أسقط غيمبال الطفل وبدأ في الإنهيار، قام غالوس على الفور بقطع رقبة خصمه.

 

“غاااااا! ما هذا؟!”

ضد هذه الوحوش الرشيقة، تحرك غالوس ببطء تقريبًا. أولًا أطلق الطفل نحو غيمبال. أمسك غيمبال بالطفل بين ذراعيه بينما تخبط المحارب B، الذي فقد هدفه الآن، لجزء من الثانية. في تلك اللحظة، بإستخدام الزخم الذي اكتسبه من التخلص من الطفل، إلتفَّ غالوس إلى الخلف وذبح المحارب A. نصله هو سيف طويل شائع، استخدمه لصد الهجوم القادم قبل دفن السيف في صدر المحارب A.

 

 

 

سحب سيفه وإتجه نحو المحارب B تمامًا كما تخبط الأخير في هجومه. في هذه المرحلة، صار المحارب B وغيمبال في خط مباشر أمام غالوس، وذراعا غيمبال منشغلتان بالطفل الذي رُميَّ نحوه، لذلك لم يستطع الحركة. من العدم، إستل غالوس سيفًا قصيرًا بيده اليسرى وغرسه بعمق في صدر المحارب B. ثم استخدم جسد المحارب كدرع وإنطلق مباشرة نحو غيمبال.

 

 

“إنها نيران!” صرختُ وقفزتُ من على أكتاف غيز.

أنزل غيمبال الطفل تحت ثنية ذراعه وحاول صد غالوس، لكن الأوان كان قد فات بالفعل. أطلق غالوس هجومه بين فجوة ساقي درعه الذي هو المحارب B، واخترق غيمبال. عندما أسقط غيمبال الطفل وبدأ في الإنهيار، قام غالوس على الفور بقطع رقبة خصمه.

 

 

 

بسرعة ودقة إنتهى الأمر في ثوان. لم أمتلك حتى فرصة للمساعدة. بينما أنظر مذهولًا، أراق محاربوا الوحوش الدم من أفواههم قبل أن ينهاروا حيث يقفون.

 

 

انهارت شجرة أخرى. المنزل الصغير الذي يقع فوقنا ينهار أيضًا، وينثر أجزاء من اللهب مثل المسحوق. بدا الأمر وكأن أي جهدٍ لم يُبذَل لإخماد الحريق. إذا بقيت عالقًا هنا، فسأكون في خطر، خطر شديد. ومع ذلك، لم أستطِع ترك هذا الطفل ورائي والهرب.

بجدية؟

 

 

هذا هو المكان الذي بدأت فيه القصة التي لم أكن أعرفها: قصة ما فعله رويجيرد في الأسبوع الفاصل عندما تركني في تلك الزنزانة.

“مرحبًا، أيها الرئيس، هذا سيء. هذا هو أسلوب إله الشمال هناك. وأيضًا هو يستعمل طريقة آتوف. لا حيل ذكية، مجرد أسلوب قتال خام يأتي من الخبرة في مواجهة خصوم متعددين في قتال.”

“ليس عدونا. لقد استحضر المطر منذ لحظة. إنه يرتدي ملابس مضحكة بعض الشيء، لكنه يساعدنا.”

رد غالوس على الذعر في صوت غيز بضحكة. “أنت تعرف الكثير، يار رجل القرد. هذا صحيح، أنا المُطَهِر، قديس الشمال غالوس.” بحلول الوقت الذي قال فيه غالوس ذلك، أعاد رهينته بالفعل إلى قبضته.

 

 

“السيد غالوس….آسف، لكن عندما أنقذ الأطفال، فأنا لست مروض الكلاب رويجيرد. بل أنا رويجيرد من قبيلة السبيرد. ولا يغفر رويجيرد أبدًا لِـأولئك الذين يبيعون الأطفال كعبيد.”

هذا سيء. لم أعتقد أنه قوي مثل رويجيرد، لكن في تلك الرتبة، ربما لا يزال أكثر مما يمكنني تحمله. فقط لِـكم يمكن أن أقاتله بإستخدام عين الإستبصار خاصتي؟

 

“مثير للإهتمام حقًا، أليس كذلك؟ حتى أن أسلوب إله الشمال لديه تكتيك للقتال أثناء إستخدام رهينة.”

 

تذكرت كيف كان والدي في هذا العالم، باول، يكره أسلوب إله الشمال كثيرًا. الآن صار الأمر منطقيًا. أستطيع أن أفهم لماذا يكره شخص ما أسلوبًا له تكتيكات قتالية كهذه. إنه وصمة عار. مخادع حقًا. أردته أن يقاتل بشكل عادل.

 

 

انهارت شجرة أخرى. المنزل الصغير الذي يقع فوقنا ينهار أيضًا، وينثر أجزاء من اللهب مثل المسحوق. بدا الأمر وكأن أي جهدٍ لم يُبذَل لإخماد الحريق. إذا بقيت عالقًا هنا، فسأكون في خطر، خطر شديد. ومع ذلك، لم أستطِع ترك هذا الطفل ورائي والهرب.

“حسنا، هلم إلي، يا مروض الكلاب. أم أنك جبان فقد كل شجاعته، وستسمح لي بالذهاب؟”

“سأقدم لهم معروفًا حتى يشعروا بأنهم مدينون لي!”

لن يغير أي قدر من إنتقاداته ظروفنا. ربما يجب أن أتركه يذهب؟ لستُ مثل رويجيرد. لا أملك شعور قوي بالعدالة لدرجة أنني سأضع حياتي على المحك لإنقاذ الأطفال الذين لا أعرفهم حتى. الشيء الوحيد الذي يستحق المخاطرة بحياتي من أجله هو إيريس.

 

 

هذا هو بالضبط المكان الذي تقدم فيه رويجيرد. وقال بفخر أنه يمكنه إستخدام الكريستال على جبهته للبحث عنها. أما بالنسبة لإيريس، فهي لم تشارك لأنها أخذت على عاتقها حراسة الأطفال. مع ابتسامة كبيرة كبيرة على وجهها، وأود أن أضيف: هذا بالتأكيد هو بسبب أن دماء عائلة بورياس غرايرات التي تميل إلى حب شعب الوحوش قد بدأت تتلاعب بها.

“ماذا، إذن أنت حقًا لن تهاجمني؟ حسنًا إذن، هذا جيد. سَـتُسدي بهذا خدمةً لِـكلينا.”

السلاح الرشاش: روديوس.

في المقابل، بدا غالوس حذرا مني. ربما رآني وأنا أستخدم السحر لوقف حريق الغابة. لقد أظهرت له أيضًا أنه يمكنني استخدام السحر دون ترتيل. قد يأتي في وجهي في اللحظة التي يرى فيها أي مؤشر على أنني سألقي بشيء ما.

 

 

لن يغير أي قدر من إنتقاداته ظروفنا. ربما يجب أن أتركه يذهب؟ لستُ مثل رويجيرد. لا أملك شعور قوي بالعدالة لدرجة أنني سأضع حياتي على المحك لإنقاذ الأطفال الذين لا أعرفهم حتى. الشيء الوحيد الذي يستحق المخاطرة بحياتي من أجله هو إيريس.

بغض النظر عن مدى تقدير غالوس لقدراتي، ليس هناك شيء يمكنني القيام به الآن. حتى لو إستخدمت عين الإستبصار خاصتي، فإن هزيمة سيد مبارزة مثل غالوس دون الإضرار بالرهينة هو على الأرجح أمر مستحيل. إذا عنت مهاجمته فقدان حياتي الثمينة الخاصة، إذن فَـليس لدي أي خيار سوى السماح له بالذهاب.

هذا سيء. لم أعتقد أنه قوي مثل رويجيرد، لكن في تلك الرتبة، ربما لا يزال أكثر مما يمكنني تحمله. فقط لِـكم يمكن أن أقاتله بإستخدام عين الإستبصار خاصتي؟

 

“أوي، أيها الرئيس، كن حذرًا!”

“حسنا. أراك لاحقًا، يا مروض الكلاب. إذا التقينا مرة أخرى في مكان ما—”

“ها!”

“راااااه!”

 

في تلك اللحظة، تماما كما خفض من حذره وحمل رهينته بين ذراعيه، ظل أبيض هاجم غالوس من الجانب. وعض يده التي تحمل السيف.

أي نوع من الشائعات هذه؟! لا، بترك ذلك جانبا، الشيء الأكثر أهمية هو أنني كنت أحاول بالفعل مساعدة غالوس هناك.

 

خلق هذا إرتدادًا أجبر الاثنين على الانفصال. كما تراجع الوحش المقدس بنفسه عند حدوث هذا.

“غاااااا! ما هذا؟!”

“ووف!” كما لو إنه يحاول غرس الشجاعة في داخلي، نبح كرة الفراء بجانبي.

كلب. قفز كلب شيبا أبيض هائل فجأة من الأدغال وأغرق أنيابه في غالوس.

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

 

“مثير للإهتمام حقًا، أليس كذلك؟ حتى أن أسلوب إله الشمال لديه تكتيك للقتال أثناء إستخدام رهينة.”

تحركت بشكل غريزي، مستخدمًا السحر لخلق موجة صدمة بين غالوس والرهينة.

 

 

“هذا ما أود أن يصدقه الناس.”

“غاه؟!”

 

خلق هذا إرتدادًا أجبر الاثنين على الانفصال. كما تراجع الوحش المقدس بنفسه عند حدوث هذا.

“….حسنًا.” خرجت مباشرة أمامه. لذلك هذا يعني أنني سأواجه مبارزًا من رتبة القديس وجهًا لوجه؟ اللعنة، قلبي ينبض بشراسة. اهدأ، فقط اهدأ، روديوس.

 

 

استعاد غالوس سيفه واستدار نحوي. “اللعنة، يا مروض الكلاب! كنت أعرف أنك ستأتي لمهاجمتي!” إحترقت عيناه بالكراهية، كما لو أنني أنا من شن الهجوم الأولي. “انه فقط كما تقول الشائعات! أنتَ حقا تطلق كلابك على الناس. يا لها من خدعة ذكية!”

 

أي نوع من الشائعات هذه؟! لا، بترك ذلك جانبا، الشيء الأكثر أهمية هو أنني كنت أحاول بالفعل مساعدة غالوس هناك.

بغض النظر عن مدى تقدير غالوس لقدراتي، ليس هناك شيء يمكنني القيام به الآن. حتى لو إستخدمت عين الإستبصار خاصتي، فإن هزيمة سيد مبارزة مثل غالوس دون الإضرار بالرهينة هو على الأرجح أمر مستحيل. إذا عنت مهاجمته فقدان حياتي الثمينة الخاصة، إذن فَـليس لدي أي خيار سوى السماح له بالذهاب.

 

لقد أخبرتك حرفيًا أنني لست مروض الكلاب، أنا رويجيرد.

“غرر…!” بدا الوحش المقدس جاهزا للمعركة. قبل أن ألاحظ حتى، جاء إلى جانبي، اتخاذ موقف داعم مع جسمه منحني لأسفل مستعد للإنطلاق.

 

 

نوع من المعدات التي، عند مواجهة عدو، ستصد أي هجوم من خلال استخدام عين الإستبصار، وأيضًا تهدم الأعداء تلقائيًا.

“هيه هيه، هذا فقط ما كنت أتوقعه منك، أيها الرئيس. اعتني برمادي من أجلي بعد أن أموت.” المبتدئ، غيز، وضع نفسه أمامي، ممسكا بخجل سيفه على أهبة الاستعداد.

 

 

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

“الإنفجار!”

“آسف، غالوس. لكن رويجيرد من ديد إيند لا يمكن أن يكون الرجل السيء.”

 

بدت الكلمات بطولية بما فيه الكفاية، لكن وضعي ليس مثاليًا. نحن حاليا ثلاثة ضد واحد، ولكن كذلك كان محاربوا الوحوش، الذين بدوا بالتأكيد أقوى من مجموعتنا الحالية، وتم ذبحهم جميعا على الفور. في الوقت الحالي، ليس لدى غالوس رهينة، لكن كل ما لدينا هو مجموعة غير موثوقة من ثلاثة: المبتدئ، الجرو وأنا. تمنيت لو إن رويجيرد موجود معنا، لكن….لا، هذه فرصة جيدة بالنسبة لي للتدرب.

 

 

في تلك اللحظة انتهيت من تعويذتي وأطلقت انفجارًا ناريًا في الفضاء بيننا. تم إلقاء جسدي للخلف بسرعة سخيفة. لجزء من الثانية فقط، فقدت وعيي.

“رئيس….إحصل لي على قليل من الوقت.”

“مبتدئ، هل تعرف ما يحدث؟”

تماما كما أعددت نفسي عقليا، همس لي المبتدئ. هل لديه خطة من نوع ما؟

“سيكون الأوان قد فات عندما يدرك محاربوهم أن هناك هجوما على القرية. بمجرد أن يضرب موسم الأمطار، لن يتمكنوا من اتخاذ خطوة وسيتعين عليهم فقط إجبار نفسهم على النوم ليلًا لأنهم لا يستطيعون أن يلاحقوننا.”

“نظرًا لأنه مبارز يستعمل أسلوب إله الشمال، أعتقد أن لدي شيئا سيجعله يتعثر.”

 

“….حسنًا.” خرجت مباشرة أمامه. لذلك هذا يعني أنني سأواجه مبارزًا من رتبة القديس وجهًا لوجه؟ اللعنة، قلبي ينبض بشراسة. اهدأ، فقط اهدأ، روديوس.

 

 

 

“ووف!” كما لو إنه يحاول غرس الشجاعة في داخلي، نبح كرة الفراء بجانبي.

خلال موسم الأمطار، لا يتمكن معظم الناس من مغادرة القرية. لا بد أن المهربين اعتقدوا أنهم يستطيعون التخلص من ملاحقيهم عن طريق توقيت ذلك بشكل صحيح.

 

بدا الوحش أمامي مندهشًا قليلا لأنني أجبت بلغة إله الوحوش، لكنه أومأ برأسه بقوة وإنطلق. قفز العديد من الوحوش من الأشجار أو الغابة للإنضمام إلينا. الآخرون الذين هزموا خصومهم إنطلقوا نحونا بكل سرعتهم.

“غراااااه!” وكما لو إنه يرد على ذلك، انطلق غالوس. انطلق نحونا، وهرع الوحش المقدس لمقابلته.

هذا هو بالضبط المكان الذي تقدم فيه رويجيرد. وقال بفخر أنه يمكنه إستخدام الكريستال على جبهته للبحث عنها. أما بالنسبة لإيريس، فهي لم تشارك لأنها أخذت على عاتقها حراسة الأطفال. مع ابتسامة كبيرة كبيرة على وجهها، وأود أن أضيف: هذا بالتأكيد هو بسبب أن دماء عائلة بورياس غرايرات التي تميل إلى حب شعب الوحوش قد بدأت تتلاعب بها.

 

“سأقدم لهم معروفًا حتى يشعروا بأنهم مدينون لي!”

إنه يخطط للإنطلاق نحوه وشن هجوم سفلي نحو الوحش المقدس من الأسفل. يمكنني أن أرى ذلك. لو إستعملت المدفع الحجري…..لا، الوحش المقدس في طريقي. أنا بحاجة إلى استخدام تعويذة مختلفة. ماذا أستخدم؟ قال لي المبتدئ أن ألفت انتباهه، لذلك…

 

“الإنفجار!”

خلق هذا إرتدادًا أجبر الاثنين على الانفصال. كما تراجع الوحش المقدس بنفسه عند حدوث هذا.

“غااااا!”

 

تماما كما انطلق الوحش المقدس نحو غالوس، استحضرت انفجارًا صغيرًا أمام عينيه مباشرة.

“لقد إعتقدت أن لدينا خطة جيدة. حيث نقوم بتوقيت ذلك بشكل جيد ونسرب المعلومات إلى فرقة دوروديا من المحاربين حيث سيصطدمون بكم. ثم بينما يذبح السبيرد ذبح كلًّا منهم، نحن سنتسلل، مهاجمين مستوطنتهم لنسرق بقية أطفالهم.”

 

“لكن كيف سنخرج بالضبط؟! الباب مغلق، كما تعلم!”

“هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية!” ألقى غالوس كل وزن جسده على الأرض وتدحرج. تمكن من التدحرج مباشرة من تحت الوحش المقدس، وبعد دحرجة واحدة، بدأ يقف مرة أخرى…

“الساحر الصغير! رجاءً ساعدنا في جمع محاربينا وإستعادة أطفالنا!”

تماما كما بدأ في الوقوف، سيضرب من أسفل نحوي.

إذن ماذا يجب أن نفعل؟ إخماد النيران؟ لا، نحن بحاجة إلى فوضى النيران من أجل الهروب. لو أخمدناها فَسَـيتم إمساكنا على الفور. علاوة على ذلك، قد يتم إتهامنا بأننا نحن من أشعل هذه النيران. ماذا عن الفرار مؤقتًا خارج نطاق الحريق حتى نتمكن من البحث عن طريق العودة إلى المدينة؟ هل يمكننا حتى الهروب دون إخماد الحريق؟

 

صار طوفانٌ يضرب الجميع. في ثوان غمرت المياه المنطقة. هسهست النيران البعيدة وبدأت تبدد. نظر الناس إلى السماء، وبعضهم مرتبك من هطول الأمطار المفاجئ. سرعان ما لاحظوني أقف مع رفع كلتا يدي. أقرب بشري إستلَّ سيفه وبدأ يركض نحوي.

“ها!”

 

تراجعت للتهرب من الهجوم. كان ذلك قريبًا. لولا عين الإستبصار، كنت سأموت على الفور.

“مجرد شيء أعددته في حالة حدوث شيء كهذا، عندما بدأت التخطيط لهروبي لأول مرة!”

 

 

“تسك، إذن فأنت ستتجنب ذلك!” صاح غالوس وهو يتقدم للأمام مرة أخرى، وهو يحرك نصله في الهواء.

 

 

 

هو يخطط لقطع بطني من الجانب، ثم استخدام هذا الزخم لتوجيه ضربة مائلة أخرى من الإتجاه المعاكس.

“لن نهزم من أمثالك، الآن بعد أن نظفَّ المطر وجهي صار أنفي يعمل بشكل صحيح!”

 

“ماذا تقصد أنك لا تعرف؟ لقد قلت أنك تعرف الطريق، أليس كذلك؟”

بما أنني أستطيع رؤيته، يمكنني مراوغته. إنه أسرع من إيريس، لكنه لا يمتلك إيقاعها الفريد الذي من الصعب قراءته. لا توجد ثغرات يمكنني إستعمالها لشن هجوم مضاد، لكنني رأيت الوحش المقدس يتراجع في محيط رؤيتي، حتى يتمكن من عض غالوس من الخلف.

 

 

أخذته بين ذراعي واستخدمت سحر الماء لتنظيف عيونه. لديه أيضا بعض الحروق الخفيفة على جسده، لذلك استخدمت سحر الشفاء أيضًا. لست متأكدًا مما يجب أن أفعله، لكنني آمل أن يساعد ذلك في الوقت الحالي على الأقل. ماذا يفعلون هنا على أي حال؟ هل فشلوا في الهروب؟

سيقوم بتغيير اليد التي تحمل السيف، ثم لوي جسده والقفز لأعلى.

 

 

عند هذه الكلمات، حول غيمبال نظرته نحوي. بدا أنه يفهم لغة البشر إلى حد ما، وظل يراقبني بحذر. تمنيت حقًا أنه لن يفعل ذلك.

لِـلَحظة لم أفهم ذلك. لم أفهم ما تعنيه حركات غالوس.

كَـرد الفعل، تحركت إلى الجانب بدلًا من التراجع. بحلول الوقت الذي أدركت فيه ما يحدث، جاء سيفه القصير إلي من أعلى مباشرة وإنطلق لضرب الجزء العلوي من قدمي. حتى خلال الألم الشديد الذي عَمَّ جسدي، استطعت أن أرى ما سيحدث بعد ذلك.

 

 

“غاه….!”

“غاه….!”

كَـرد الفعل، تحركت إلى الجانب بدلًا من التراجع. بحلول الوقت الذي أدركت فيه ما يحدث، جاء سيفه القصير إلي من أعلى مباشرة وإنطلق لضرب الجزء العلوي من قدمي. حتى خلال الألم الشديد الذي عَمَّ جسدي، استطعت أن أرى ما سيحدث بعد ذلك.

تلاعبت بالغيوم تماما كما تعلمت أن أفعل عند إلقاء تعويذة المطر المظلم. ضغطت الطاقة السحرية حتى شكلت سحابة، ثم تضخمت تلك السحابة أكبر وأكبر دون ترك قطرة واحدة من المطر تسقط. لم يلاحظني أحد أقف هناك، رفعت ذراعي نحو السماء. وبفضل الدخان الأسود، لم يلاحظوا الغيوم التي تتجمع فوقه أيضًا.

 

بترك هذا جانبا، هي بحاجة للسماح لي بإلقاء القليل من سحر الشفاء عليها.

غالوس يلوح بسيفه، وعلى استعداد للضرب.

“رئيس….إحصل لي على قليل من الوقت.”

 

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

عمل عقلي ببطء على ما يحدث. إنها قدمه—لقد ألقى ذلك السيف القصير علي بقدمه. على الأرجح هجوم مدمج في حذائه! أن تكون قادرًا على رؤية المستقبل لم يساعدني على الإطلاق مع خصم مثل هذا. كان يجب أن أعرف هذا!

 

“لقد انتهى الأمر، يا مروض الكلاب!”

 

“غراااااه!” قفز الوحش المقدس وأغرق أسنانه في كتف غالوس.

“حـ-حسنا….!” لم تشكرني. على الرغم من أنه يبدو أن لديها شيئًا تريد قوله، رغم أنها إتبعت أوامر غيمبال وهربت.

 

 

“غوااااه! أيها اللعين…..!”

 

“يللب!” صرخ الجرو عندما تم إبعاده، طار متحطمًا بقوة في شجرة.

 

 

“نحن سنخرج من هنا بالطبع! وسنستخدم الفوضى للهروب!”

في تلك اللحظة من التأخير، وجُّهتُ الطاقة السحرية في يدي وأطلقت مدفعًا حجريًا.

كم هذا وقح. ليس الأمر كما لو أنني سرقت أي شيء. لقد صنعت فقط نسخة مطابقة، هذا كل شيء. على أي حال، دفعت المفتاح إلى القفل وقمت بِـلفِّه حتى فتح الباب. الآن نبدأ تحدي الهروب من السجن! “حسنا، دعنا نذهب!”

 

“أي جانب تخطط لِـأنْ تساعد؟”

“تسك!”

“بالتأكيد، هذا ممكن.” قال غيز. “الحرائق نادرة جدًا مع اقتراب موسم الأمطار….وااه!”

طارت تعويذتي نحوه بأقصى سرعة، لكن غالوس قسمها إلى قسمين في الجو. اندلعت شرارات من نصله وطار من يد غالوس. جيد، والآن يمكنني أن أغتنم هذه الفرصة لخلع السيف قصيرة من—

تمتم غيز: “هذا سيء حقًا.”

سيلتقط غالوس السيف عند قدميه، وستكون هذه هي النهاية.

 

 

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

أوه لا. عندها أدركت أنه في مرحلة ما تمكن غالوس من دفعي إلى المكان الذي توجد فيه جثث أولئك الوحوش. النصل عند قدميه ينتمي إليهم. لقد قادني إلى هنا.

أضاف غيز: “أعتقد أنهم هم الذين أشعلوا النيران أيضًا.”

 

 

“قلت لك إنها النهاية. توقف عن المقاومة، يا مروض الكلاب!”

“السيد غالوس….آسف، لكن عندما أنقذ الأطفال، فأنا لست مروض الكلاب رويجيرد. بل أنا رويجيرد من قبيلة السبيرد. ولا يغفر رويجيرد أبدًا لِـأولئك الذين يبيعون الأطفال كعبيد.”

وجهت الطاقة السحرية بين يدي، مراهنًا آمالي الأخيرة على هذا. بدا الوقت بطيئًا. اتخذ غالوس موقفا مع خفض سيفه نحو وركيه، على وشك إطلاق هجومه. حتى لو أطلقت موجة صدمة لخلق مسافة بيننا، فقد فات الأوان بالفعل. بدلا من استخدام المدفع الحجري سابقًا، كنت سأكون أفضل حالًا لو أخرجت السكين من قدمي أو إستخدمت موجة صدمة حينها. لقد اتخذت خطوة خاطئة.

ما الذي يحدث؟ لقد خططت للمغادرة في اليوم التالي، والآن إذا لم أتخذ إجراء، فَسَـنخبز مثل الكعك.

 

“….حسنًا.” خرجت مباشرة أمامه. لذلك هذا يعني أنني سأواجه مبارزًا من رتبة القديس وجهًا لوجه؟ اللعنة، قلبي ينبض بشراسة. اهدأ، فقط اهدأ، روديوس.

“أسلوب إله الشمال الأصلي، قنبلة البكاء!” عندها فقط، سمعت صوت المبتدئ ينادي من ورائي. شيء فجأة ذهب يحلق فوق رأسي متجهًا نحو غالوس—حقيبة سوداء؟ وبالضبط حينها، ظُلِّلَت رؤيتي لِـغالوس.

 

 

نظرت إلى المشهد مرة أخرى. سقط محارب آخر من الوحوش. إقتحم الرجال البشر المبنى الذي كان ذلك المحارب يحميه وخرجوا وهم يجرون طفلًا من شعره.

سيتحرك غالوس لقطع الكيس المليء بالبودرة إلى النصف ولكن بعد ذلك سيرتبك ويغطي وجهه بكلتا الذراعين بدلًا من ذلك.

 

 

 

سقطت الحقيبة على وجه غالوس. انفجرت مادة تشبه الرماد منه. شيء لإفقاده بصره. لكن لسوء الحظ، فشلت….انتظر، لا، إنه بلا دفاع!

“مثير للإهتمام حقًا، أليس كذلك؟ حتى أن أسلوب إله الشمال لديه تكتيك للقتال أثناء إستخدام رهينة.”

في تلك اللحظة انتهيت من تعويذتي وأطلقت انفجارًا ناريًا في الفضاء بيننا. تم إلقاء جسدي للخلف بسرعة سخيفة. لجزء من الثانية فقط، فقدت وعيي.

انهارت شجرة أخرى. المنزل الصغير الذي يقع فوقنا ينهار أيضًا، وينثر أجزاء من اللهب مثل المسحوق. بدا الأمر وكأن أي جهدٍ لم يُبذَل لإخماد الحريق. إذا بقيت عالقًا هنا، فسأكون في خطر، خطر شديد. ومع ذلك، لم أستطِع ترك هذا الطفل ورائي والهرب.

 

 

تحملت الألم الذي دمر جسدي وقدمي على حد سواء وأجبرت نفسي على الوقوف. الجرح على قدمي….بخير. يبدو أن موجة الصدمة من الإنفجار قد تسببت بإنتزاع السكين. كل أصابع قدمي لا تزال سليمة. يمكنني استخدام سحر الشفاء للتعافي من هذا. لأكون صادقا، إنه مؤلم بدرجة كافية لدرجة أنني لم أستطِع المشي، لكن هذا ليس وقت الأنين. عليَّ أن أقِفَ وأقاتل الآن. المعركة لم تنتهِ بعد.

عمل عقلي ببطء على ما يحدث. إنها قدمه—لقد ألقى ذلك السيف القصير علي بقدمه. على الأرجح هجوم مدمج في حذائه! أن تكون قادرًا على رؤية المستقبل لم يساعدني على الإطلاق مع خصم مثل هذا. كان يجب أن أعرف هذا!

 

 

“هاه….؟”

رهيب، هذا رهيب حقا.

غالوس بالفعل على الأرض، مستلقٍ على وجهه. جسده لم يرتعش حتى.

قفز ثلاثة منهم عليه فورًا تقريبا. من الخلف إنطلق المحارب A، موجهًا ضربةً مائلة؛ ومن اليسار، إنطلق المحارب B، محاولًا إنقاذ الطفل. إستخدم غيمبال هذا التناغم لمهاجمة غالوس من الأمام.

 

خلق هذا إرتدادًا أجبر الاثنين على الانفصال. كما تراجع الوحش المقدس بنفسه عند حدوث هذا.

“….ووو-هوو! لقد فعلناها!” عندما نظرت إلى الجانب، رأيت غيز بقبضته في الهواء. “في اللحظة التي يسمع فيها هؤلاء الرجال من أسلوب إله الشمال إسم قنبلة البكاء، يستخدمون دائمًا كلتا أيديهم لتغطية وجوههم!”

 

ليس لدي أي فكرة عما يعنيه ذلك، ولكن يبدو أن أولئك الذين تدربوا على أسلوب إله الشمال لديهم عادةٌ غريبة. بترك هذا جانبًا، اقتربت من غالوس بحذر شديد.

 

 

الوحوش، بالطبع، يَقِظون. خلال الاستعدادات لموسم الأمطار، يُمنَعُ الأطفال من الخروج وحتى الكبار ظلوا حذرين. وغني عن القول أن الوحش المقدس يكون أيضًا تحت حراسة مشددة خلال تلك الفترة. أخذت المنظمة ذلك في الاعتبار أيضا.

“أوي، أيها الرئيس، كن حذرًا!”

هذا سيء. لم أعتقد أنه قوي مثل رويجيرد، لكن في تلك الرتبة، ربما لا يزال أكثر مما يمكنني تحمله. فقط لِـكم يمكن أن أقاتله بإستخدام عين الإستبصار خاصتي؟

تماما كما نصحني المبتدئ، أبقيت على حذري في أعلى مستوياته وإقتربت من خصمنا فاقد الوعي. التقطت سيفه، الذي رماه في مكان قريب، ورميته بعيدا. عندما فعلت ذلك، قفز الوحش المقدس في الهواء وأمسك بالسيف في فمه قبل أن يعود إلي، وذيله يهتز بقوة.

 

 

 

نعم، نعم، أنت فتًى جيد. ولكن دعنا نؤجل ألعاب الكلاب لوقت آخر، حسنًا؟

فشلت المفاوضات.

“مبتدئ، خذ هذا.” ربتُّ على رأس الجرو عدة مرات قبل أن ألقي السيف إلى غيز. ثم التقطت عصًا وبدأت في وخز غالوس بها.

حسنا، ليس تماما. لدي غيز معي. على الرغم من أنه بدا عديم الفائدة إلى حد ما من حيث المهارات، لذلك لم أتوقع منه أن يكون مفيدا للغاية.

 

إذن ماذا يجب أن نفعل؟ إخماد النيران؟ لا، نحن بحاجة إلى فوضى النيران من أجل الهروب. لو أخمدناها فَسَـيتم إمساكنا على الفور. علاوة على ذلك، قد يتم إتهامنا بأننا نحن من أشعل هذه النيران. ماذا عن الفرار مؤقتًا خارج نطاق الحريق حتى نتمكن من البحث عن طريق العودة إلى المدينة؟ هل يمكننا حتى الهروب دون إخماد الحريق؟

لم يتحرك. حتى الجلد حول عينيه لم يرتجف. قيدت يديه وساقيه وكممت فمه، لكن عينيه ظلتا مغلقتَين. يبدو أنه فاقد للوعي تماما.

 

 

لم أرغب حقًا في التحدث عن هذا هنا، لكنني لم أستطِع الصمت أيضًا. “ماذا تقصد بذلك؟”

“لقد فزنا.” عندما سقطت الكلمات من فمي، أنَّ الوحش المقدس وضحك غيز، الذي أزال الكيس من على رأس الرهينة. هل فزنا حقًا؟ لا أزال أتمتع في شفق النصر عندما استيقظ الطفل الرهينة وبدأ ينتحب. بعد ذلك بوقت قصير، وصل محاربوا الوحوش أخيرًا.

نوع من المعدات التي، عند مواجهة عدو، ستصد أي هجوم من خلال استخدام عين الإستبصار، وأيضًا تهدم الأعداء تلقائيًا.

 

 

 

 

***

 

 

 

كانت هذه هي حالة الاختطاف الفريدة. عملية واسعة النطاق خططت لها منظمة التهريب. خططوا لسرقة الوحش المقدس، الكائن الإلهي الوصي على دوروديا. دوافعهم الدقيقة غير واضحة، ولكن يبدو أن الكثير من الناس أرادوا الوحش المقدس بسبب مدى تميزه.

لم يخفض غالوس حذره ولا حتى للحظة واتخذ موقفًا يواجهني فيه مباشرة. بدا الأمر وكأنني لا أستطيع التراجع الآن حتى لو أردت ذلك. حسنا. لقد قررت أنني سأجعل الوحوش يشعرون بأنهم مدينون لي، فلماذا لا نفعل ذلك حتى النهاية المريرة؟

 

 

رغم ذلك، حتى الفعل البسيط المتمثل في اختطاف الوحش سيثبت أنه يمثل تحديا. بافتراض أنهم تمكنوا من ذلك، فإن شعب الوحوش، بحاسة الشم المتقدمة خاصتهم، سيجدون على درب المهربين ويستعيدون الوحش على الفور. لهذا السبب نفذت المنظمة خطتها حول موسم الأمطار.

 

 

استمر موسم الأمطار لِـثلاثة أشهر. انشغلت كل مستوطنة بالاستعدادات، ويتم في هذا الموسم تقييد أيدي المحاربين من كل قرية. ومع ذلك، من المستحيل الإبحار بسفينة في منتصف موسم الأمطار. لذا، مباشرة قبل أن تبدأ الأمطار، خططوا لإختطاف الوحش وحمله إلى القارة الشيطانية. وبهذه الطريقة يمكن أن يفلتوا من العقاب بسهولة ولن يتمكن المحاربون من تعقبهم وإيجادهم.

استمر موسم الأمطار لِـثلاثة أشهر. انشغلت كل مستوطنة بالاستعدادات، ويتم في هذا الموسم تقييد أيدي المحاربين من كل قرية. ومع ذلك، من المستحيل الإبحار بسفينة في منتصف موسم الأمطار. لذا، مباشرة قبل أن تبدأ الأمطار، خططوا لإختطاف الوحش وحمله إلى القارة الشيطانية. وبهذه الطريقة يمكن أن يفلتوا من العقاب بسهولة ولن يتمكن المحاربون من تعقبهم وإيجادهم.

“لذا….أيها الرئيس.”

 

 

الوحوش، بالطبع، يَقِظون. خلال الاستعدادات لموسم الأمطار، يُمنَعُ الأطفال من الخروج وحتى الكبار ظلوا حذرين. وغني عن القول أن الوحش المقدس يكون أيضًا تحت حراسة مشددة خلال تلك الفترة. أخذت المنظمة ذلك في الاعتبار أيضا.

“هذا هو الأخير!”

 

 

في البداية وظفوا كل خاطف في المنطقة، ثم انتظروا بصبر. وعندما جاء الوقت المناسب، داهموا كل قرية واختطفوا النساء والأطفال في نفس الوقت. وذلك عندما أصيب المحاربون بالذعر. المنظمة قد وظفت هؤلاء الأشخاص عمدا لخفض عمليات الاختطاف خلال العام، وبالتالي فإن قبائل الوحوش سيقللون من حذرهم. ثم، بِـضربة واحدة، إختطف المهربون النساء والأطفال من المستوطنات الأخرى.

 

 

 

كما أرسلوا مجموعات من القوات المسلحة قد أُعِدوا لضرب تلك القرى، لكنهم تركوا قرية قبيلة دوروديا دون مساس. ونظرًا لأن هذا يعني أن محاربي دوروديا ظلوا غير مشغولين، طالبت القرى الأخرى بالمساعدة. لهذا توجب على دوروديا تقسيم قواتهم لإيصال المساعدات إلى المستوطنات المختلفة.

نعم….أومأت برأسي موافقًأ إياه الرأي.

 

 

نتيجة لذلك، تم ترك المدافعين عن قرية دوروديا بعدد أقل من المحاربين. وذلك عندما استخدمت منظمة التهريب قوات النخبة للهجوم. وهكذا نجحوا في اختطاف ليس فقط حفيدة زعيم القبيلة، ولكن الوحش المقدس أيضًا. هذا هو تكتيكا الحرب المفاجئة حيث صرفت القوات الصغيرة إنتباه المستوطنات الأخرى بينما حققت القوة الرئيسية هدفها الحقيقي.

 

 

قال غيز: “فهمت، إذن أنتَ من النوع المجرمين الذيين ينتظرون حتى يقع الجميع في مصيبة قبل أن يضربوا.”

هجوم القوات المسلحة، خطف الأطفال وخطف الوحش المقدس….ومع كل ذلك، لا يهم كم هم محاربوا الوحوش استثنائيون إذا لم يوجد هناك ما يكفي منهم. قرر زعيم القبيلة، غوستاف، التخلي عن الأطفال. جمع محاربيه وعزز دفاعات القرية، ثم بدأ البحث عن الوحش المقدس. فالوحش هو رمزٌ مهمٌ لقريتهم.

“أوي، أيها الرئيس! انظر!”

 

أووه، يا لهذا الخطاب البطولي! لكن الأمر تمامًا كما قال، بدأ جميع الوحوش في المنطقة يعودون بقوة إلى القتال.

بدا لهم أمر إكتشاف منطقة احتجاز المهربين مجرد حظ بحت. لقد حصلوا على طرف خيط موثوق، وساروا نحو المبنى المعني. في الوقت الحالي، دعونا نتجاهل فقط أن مصدر هذه المعلومات هو قوة منفصلة يقودها غالوس.

“لكن كيف سنخرج بالضبط؟! الباب مغلق، كما تعلم!”

 

“غراااااه!” وكما لو إنه يرد على ذلك، انطلق غالوس. انطلق نحونا، وهرع الوحش المقدس لمقابلته.

هذا هو المكان الذي بدأت فيه القصة التي لم أكن أعرفها: قصة ما فعله رويجيرد في الأسبوع الفاصل عندما تركني في تلك الزنزانة.

تذكرت كيف كان والدي في هذا العالم، باول، يكره أسلوب إله الشمال كثيرًا. الآن صار الأمر منطقيًا. أستطيع أن أفهم لماذا يكره شخص ما أسلوبًا له تكتيكات قتالية كهذه. إنه وصمة عار. مخادع حقًا. أردته أن يقاتل بشكل عادل.

 

“ماذا سنفعل؟! طرق الهروب تنفد منا بسبب الحريق!”

يبدو أن رويجيرد قد صار غاضبًا علانية من المهربين عندما سمع بما أدى إلى كل هذا. اقترح مهاجمة سفينتهم قبل مغادرتها الميناء. ومع ذلك، رفض غوستاف قائلًا: “لا نعرف أي سفينة على متنها الأطفال، وهم يعرفون كيفية قمع حاسة الشم خاصتنا.”

لم تصل النيران بعد إلى قلب القرية. ومع ذلك، لم أتوقع ما رأيته. شعب الوحوش يحاول الفرار. مذعورون، يصرخون ويصيحون وهم يركضون جيئة وذهابا. هذا الجزء قد توقعته لأنه أمر منطقي عند حدوث كارثة، ولكن لسبب ما، وما فاجئني، هو أن هناك أيضًا بشرًا يرتدون معداتٍ قتالية يطاردون الوحوش. بعيدًا، استطعت أن أرى ما يشبه محاربي الوحوش الذين يقاتلون البشر. وأبعد من ذلك، رأيت رجالًا أقوياء المظهر يحملون طفلًا تحت كل ذراع، ربما يحاولون جمعهم في مكان ما.

هذا هو بالضبط المكان الذي تقدم فيه رويجيرد. وقال بفخر أنه يمكنه إستخدام الكريستال على جبهته للبحث عنها. أما بالنسبة لإيريس، فهي لم تشارك لأنها أخذت على عاتقها حراسة الأطفال. مع ابتسامة كبيرة كبيرة على وجهها، وأود أن أضيف: هذا بالتأكيد هو بسبب أن دماء عائلة بورياس غرايرات التي تميل إلى حب شعب الوحوش قد بدأت تتلاعب بها.

“قلت لك، نحن لسنا منظمة موحدة. لا يمكنني السماح لرفاقي بالتقدم علي.”

 

 

على أي حال، أثبت هجوم رويجيرد نجاحه. بشكل مأساوي بالنسبة للمهربين، اكتشف سفينتهم وأسرَهُم فقط ليضربهم جميعًا حتى الموت تقريبًا. جاء الأطفال وهم يخرجون من أعماق السفينة. هناك ما لا يقل عن خمسين منهم. تم إنقاذ الجميع وحدثت نهاية سعيدة لطيفة، صحيح؟ ياااي! ….لا لم تحدث.

 

 

ركض المحاربون إلى الأمام بسرعة كبيرة وبشكل مستقيم دون انقطاع، وأحيانا رفعوا أنوفهم لشم الهواء. إذا التقينا بشرًا على طول الطريق، يقضون عليهم بسرعة.

زعم مسؤولوا ميناء زانت أن ذلك هجوم على الرحلة الأخيرة من ذلك الميناء قبل بدء موسم الأمطار. هناك بضائع مهمة مخزنة على تلك السفينة ومهاجمتها تعتبر جريمة خطيرة.

 

 

 

غوستاف، بالطبع، إحتجَّ على هذا. اختطاف واستعباد الوحوش جريمة فيما يتعلق ببلد ميليس المقدس وزعماء القبائل في الغابة الكبرى. معاقبتهم على إيقاف ذلك على شواطئهم أمر غريب، قال لهم. هذا فقط أغضب مسؤولي ميناء زانت. وأصروا على أنه كان ينبغي إبلاغهم مسبقًا. لكنهم أخضعوا المهربين في الوقت المناسب بالضبط. لم يكن لديهم الوقت لشرح أي شيء. بالإضافة إلى ذلك، هناك خمسون ضحية. ليس خمسة، ليس عشرة، بل خمسون طفلًا! تم اختطاف واحد أو اثنين من كل مستوطنة. لم يلاحظ مسؤولوا ميناء زانت أيًّ من هذا. في الواقع، أخذ بعض المسؤولين رشاوى للتظاهر بأنهم لا يعرفون شيئًا.

تناوبت نظرتها بيني وبين غيمبال، وجهها تحول إلى شاحب. ربما تذكرت معاملتها السيئة لي وأدركت الخطأ الذي ارتكبته.

 

“حسنًا، حدث الكثير….وأنت، يا سيد غالوس، لماذا أنت هنا؟”

وهذا انتهاك للمعاهدة. إذا ترك هذا دون ردع، فَسَـيتم خلق شرخ كبير في العلاقة بين شعب الوحوش وبلد ميليس المقدس. في أسوأ السيناريوهات، ستنشأ حرب. هكذا صارت المحادثة رهيبة. بأمر من غوستاف، تم استدعاء المحاربين إلى ميناء زانت ووقفوا عند مدخل المدينة في مواجهة مع حرس المدينة.

الدخان قد طمس بصره، لكن الطفل رآنا واقترب. “سـ-ساعدو…ني…”

 

“رئيس….إحصل لي على قليل من الوقت.”

في النهاية، تراجع ميناء زانت. دفعوا للوحش مبلغًا ضخمًا كتعويض. واستغرق اختتام تلك المفاوضات نحو أسبوع وإعادة الأطفال إلى آبائهم. لهذا السبب تركت هناك لمدة أسبوع في تلك الزنزانة، ليتم التعامل معي كآخر ما يهمهم.

نعم….أومأت برأسي موافقًأ إياه الرأي.

 

 

حسنا، ليس وكأنهم إمتلكوا خيارًا آخرًا. في الواقع، أعتقد أنه من المدهش أنهم تمكنوا من تحقيق هذا القدر في أسبوع واحد فقط.

 

 

 

هذا هو المكان الذي استغل فيه غالوس الموقف. ضعفت دفاعات قرية دوروديا عندما دعا غيس فرقتهم من المحاربين إلى ميناء زانت. برفقة قواته، اقتحم غالوس المستوطنة. لقد فعل هذا للسبب الدقيق الذي ذكره من قبل. هو وأولئك الرفاق الذين يثق بهم سيختطفون الأطفال، ومن ثم سيكون هو الشخص الذي يحقق ربحًا.

“غاااااا! ما هذا؟!”

 

 

استهدف غالوس الفترة التي سبقت بدء موسم الأمطار مباشرة. استعد لذلك من خلال تهديد زعيم عمال السفن ببناء سفينة واحدة له سرًا. لا بد أنه كان يخطط لهذا منذ فترة من الوقت. لم تحدث الأمور تماما كما هو متوقع، لكنه الوضع بدا مناسبًا بما يكفي لكي يتصرف. للأسف بالنسبة له، تركت طموحاته غير محققة. في النهاية، فشلت خطته وتم تسليمه إلى مسؤولي ميناء زانت. وهكذا تم حل المسألة، وحصلنا الآن على النهاية السعيدة.

 

تراجعت للتهرب من الهجوم. كان ذلك قريبًا. لولا عين الإستبصار، كنت سأموت على الفور.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط